نور المؤمن كما جاء في القرآن الكريم، دراسة موضوعية

د. فوزية سعيد شعوان آل مدعث1

1 أستاذ التفسير وعلوم القرآن لمشارك بقسم القرآن والدراسات الإسلامية ـ كلية الشريعة والقانون، جامعة جدة، المملكة العربية السعودية.
بريد الكتروني: fsalmedaath@uj.edu.sa
HNSJ, 2020, 1(6); https://doi.org/10.53796/hnsj16/35
تنزيل الملف
تاريخ القبول: 05/11/2020م تاريخ النشر: 01/12/2020م

المستخلص

يتناول هذا البحث المعنون بـ: نور المؤمن كما جاء في القرآن الكريم ، دراسة موضوعية ، قضية مهمة لكل مؤمن تتعلق بتكريم الله تعالى لعباده المؤمنين بما يؤتيهم نتاج إيمانهم وأعمالهم الصالحة ، من نور منبعه نور الله تعالى ، شاملاً نور الهداية والتوفيق والبصيرة في الدنيا ، والنور التام يوم القيامة ، فمن أهم أهداف البحث : إبراز المراد بنور المؤمن ، وإيضاح الأعمال المسببة لنيل النور في الدنيا والقبر والآخرة ، وبيان موانع نيل النور ، وثمرات الحصول عليه .

وقد تم اتباع المنهج الاستقرائي الاستنباطي ، وخلص البحث بعدة نتائج ، أهمها: أن النور الذي يهبه الله تعالى لعباده المؤمنين تشريف لهم لأنه من نور الله تعالى وأن هذا النور له علاقة بالإيمان بالله تعالى فكلما زاد إيمان العبد زاد نوره ، ولذا لا يلبث نور المنافق في الإنطفاء، أما الكافر فلا نورله ،وأن هذا النور في الدنيا يكون معنوياً وقد يكون حسياً كرامة من الله تعالى لمن يشاء من عباده ، وأن هنالك أعمال مكتسبة إذا فعلها العبد سببت له نورا في الدنيا وأهمها الإيمان والتوحيد والإسلام والدعاء والذكر وقراءة القرآن وحفظه ، وهنالك أمور غير مكتسبة يجريها الله لمن يشاء من عباده فتكون سبباً لنورهم كالشهادة في سبيل الله والفقر والشيب وأن هنالك أعمالاً تسبب النور للمؤمن يوم القيامة أهمها الإيمان بالله تعالى والوضوء والصلاة والمشي للمساجد في الظلمات والقسط مع الناس والرمي للجمرات وفي سبيل الله والحب في الله تعالى ومن أهم موانع النور الكفر والنفاق وعدم تعظيم الله وكتبه وعدم اتباع القرآن والفسوق والإعراض عن أسباب النور والهداية ومن أهم ثمرات النور الكرامة من الله تعالى والتشريف للمؤمن في الدارين ونيل البصيرة التي تدرك بها الحقائق والهداية والانشراح في الدنيا.

الكلمات المفتاحية: نور، المؤمن ، دراسة موضوعية .

Research Article

LIGHT OF THE BELIEVER AS STATED IN THE HOLY QUR’AN, AN OBJECTIVE STUDY

Dr. FAWZIA SAEED SHAWAN AL MUDATH1

Associate Professor of Interpretation and Quranic Sciences, Department of Qur’an and Islamic Studies, College of Sharia and Law, University of Jeddah, KSA.

fsalmedaath@uj.edu.sa

Accepted at 05/11/2020 Published at 01/12/2020

Abstract

This research entitled “Light of the Believer as stated in the Holy Qur’an, an objective study” addresses an important issue for each believer concerning Allah Almighty honoring His faithful worshippers, as a result of their faith and good deeds, with the light granted to them by Him the source of which is His light, including the light of guidance, success, and insight in this world, and the full light on the Day of Resurrection. One of the most important research objectives is to highlight the meaning of the light of the believer, clarify the actions that cause light in this world, the grave and the hereafter, and explain the impediments to obtaining light, and the benefits of obtaining it. The inductive deductive approach has been followed, and the research concluded with several results, the most important of which is that the light that Allah Almighty grants to his faithful worshippers is an honor for them, because it is the light of Allah Almighty, and this light is related to faith in Allah Almighty, the greater the faith of the worshipper, the greater his light, and therefore the light of the hypocrite is soon extinguished, but the disbeliever has no light, and this light in this world is moral and may be sensual, as a blessing of Allah Almighty for whoever He wishes from his worshippers, and that there are an acquired deeds if the worshipper does them, they cause him to obtain light in this world, the most important of which are faith, monotheism, Islam, supplication, remembrance, reading and memorizing the Qur’an. There are unacquired deeds that Allah grants to whomever He wishes from His worshippers, so they are a reason for them obtaining light, such as martyrdom for the sake of Allah, poverty, and graying, and there are deeds that cause the believer to obtain light on the Day of Resurrection, the most important of which are faith in Allah Almighty, ablution and prayer, walking to mosques in the darkness, and being just with people, throwing pebbles and being for the sake of Allah and loving for the sake of Allah Almighty. Among the most important impediments to obtaining light are disbelief, hypocrisy, not glorifying Allah and His Books, not following the Qur’an, immorality, and reluctance to seek the causes of light and guidance. One of the most important benefits of light is obtaining the honoring of Allah Almighty, the honor to the believer in the two worlds, and obtaining the insight with which the believer realizes the truths, guidance, and pleasantness in this world.

Key Words: light, believer, objective study.

المقدمة :

إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد: فإن الله تعالى يثيب عباده المؤمنين المخلصين المتبعين بخير الجزاء في الدارين ، ومن ذلك ما يحصل للمؤمن من نورٍ تام يوم القيامة ممتدٍ من نوره نتاج إيمانه وعمله الصالح في الدنيا ، ولبيان أهم الأعمال المسببة لهذا النور وأهم الموانع والثمرات ، كان هذا البحث .

مشكلة البحث :

تكمن مشكلة البحث في الإجابة على التساؤل الآتي: هل للمؤمن نور ، وماهيته وما أهميته وثمراته ؟

أهمية البحث :

تكمن أهمية هذا البحث في إظهار تكريم الله تعالى لعباده المؤمنين بما يؤتيهم نتاج إيمانهم وأعمالهم الصالحة ، من نورٍ منبعه نور الله تعالى ، شاملاً نور الهداية والتوفيق والبصيرة في الدنيا ، والنور التام يوم القيامة، خلاف الكافر الذي يُحرم هذا بسبب كفره وجحوده لتوحيد الله تعالى .

أهداف البحث : من أهم أهداف هذا البحث، مايلي:

  1. إبراز المراد بنور المؤمن
  2. إيضاح الأعمال المسببة لنيل النور في الدنيا والقبر والآخرة
  3. بيان موانع نيل النور ، وثمرات الحصول عليه .

الدراسات السابقة : لم أقف على دراسة علمية تخصصية في هذا الموضوع ، وإنما وجدت كتاب للدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني ، بعنوان :  النور والظلمات في ضوء الكتاب والسُّنَّة ، وقد تحدث فيه عن النور والظلمات بشكل عام سواء نور الله تعالى أو نور القرآن الكريم أو نور السموات و كذا ما بتعلق بالقلوب والظلمات ، أما هذا البحث فقد تركز موضوعه عن نور المؤمن تحديداً ، وجاء بتفصيلٍ أكثر في هذا الشأن تحديداً ، وتقسيم علمي آخر موضحاً ماهيته وأهميته ونتائجه وأهم الأعمال المسببة للنور سواء في الدنيا أو القبر أو الآخرة ، وكذلك جاء فيه تفصيل لموانع النور، وهذا ماتميز به من إضافة علمية تخصصية ، وكانت الآيات الكريمة وأقوال المفسرين الخاصة بنور المؤمن تحديداً ، هي محور البحث و كانت الأحاديث معضدة للمعانيالواردة .

منهج البحث : اعتمدت في هذا البحث : المنهج الاستقرائي الاستنباطي ، وذلك في استقراء وتتبع الآيات الخاصة بنور المؤمن، واستنباط المعاني منها اعتماداً على أقوال المفسرين ، والأحاديث النبوية المعضدة ، وكانت أهم الإجراءات المتبعة في هذا البحث ، كالتالي :

  1. عزو الآيات القرآنية إلى سورها في المتن .
  2. الاعتماد الأغلب في المباحث العلمية الواردة في البحث على الآيات القرآنية الواردة في موضوع نور المؤمن تحديداً ، وقد تستقل بعض المباحث المهم إيرادها بالاستشهاد بالأحاديث النبوية المعضدة للمعنى فقط دون وجود شواهد قرآنية ، يؤيد هذا كون السنة شارحة ومفصلة للقرآن وهي مصدر وحي .
  3. عدم الترجمة للأعلام لشهرتهم وكثرتهم منعاً من الإثقال والانصراف عن موضوع البحث .

هيكلة البحث : اشتمل هذا البحث على مقدمة وست مباحث مذيلة بخاتمة وفهارس منوعة، جاءت كالتالي:

  • المقدمة ، وفيها مشكلة البحث ، وأهميته وأهدافه ، والدراسات السابقة ، ومنهجه وهيكلته .
  • المبحث الأول : المراد بنور المؤمن وأهميته ، وفيه مطلبان:
  • المطلب الأول : المراد اللغوي والاصطلاحي لنور المؤمن
  • المطلب الثاني : أهمية النور للمؤمن
  • المبحث الثاني : أعمال تسبب نور للمؤمن في الدنيا ، وفيه مطلبان:
  • المطلب الأول : النور بسبب مكتسب
  • المطلب الثاني : النور بسبب غير مكتسب
  • المبحث الثالث : أعمال تسبب نور للمؤمن في القبر
  • المبحث الرابع : أعمال تسبب نور للمؤمن في الآخرة
  • المبحث الخامس : موانع النور .
  • المبحث السادس : ثمرات النور للمؤمن
  • الخاتمة وفيها أهم النتائج .

المبحث الأول : المراد بنور المؤمن وأهميته :

المطلب الأول : المراد اللغوي والاصطلاحي لنور المؤمن :

أولًا: النور في اللغة : ” النون والواو والراء أصل صحيح يدل على إضاءة واضطراب وقلة ثبات، منه النور والنار، سميا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأن ذلك يكون مضطرباً سريع الحركة ، وتنورت النار: تبصرتها قال امرؤ القيس:

تنورتها من أذرعات وأهلها … بيثرب أدنى دارها نظر عالي

ومنه النور: نور الشجر ونواره ، وأنارت الشجرة: أخرجت النور”([1])، و”النُّور: الضيّاء، والفعل: نار ، وأنار ونَوْراً وإنارةً ، واستنار، أي: أضاء”([2])إلا أن” الضياء ما يتخلل الهواء من أجزاء النور فيبيض بذلك ، والشاهد أنهم يقولون ضياء النهار ولا يقولون نور النهار ، إلا أن يعنوا الشمس ، فالنور الجملة التي يتشعب منها ، والضوء مصدر ضاء يضوء ضوءاً، يقال ضاء وأضاء :أي ضاء هو، وأضاء غيره” ([3])

ثانياً : المؤمن في اللغة والاصطلاح :

المؤمن في اللغة : مأخوذ من الإيمان الذي هو التصديق و”فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى«الــمُؤْمِن» هُوَ الَّذِي يَصْدُق عبادَه وعْدَه: فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ: التَّصديق، أَوْ يُؤَمِّنُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ عَذَابِهِ، فَهُوَ مِنَ الأَمَان، والأَمْن ضِدُّ الْخَوْفِ “([4]) فالإيمان: في اللغة:” التصديق بالقلب، وفي الشرع: هو الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان. وقيل: من شَهِد وعَمل ولم يعتقد فهو منافق، ومن شَهِد ولم يعمل واعتقد فهو فاسق، ومن أخل بالشهادة فهو كافر ، والإيمان على خمسة أوجه: إيمان مطبوع، وإيمان مقبول، وإيمان معصوم، وإيمان موقوف، وإيمان مردود، فالإيمان المطبوع هو إيمان الملائكة، والإيمان المعصوم هو إيمان الأنبياء، والإيمان المقبول هو إيمان المؤمنين، والإيمان الموقوف، هو إيمان المبتدعين، والإيمان المردود، هو إيمان المنافقين “([5]) ،ولفظ “آمَنَ: إنما يقال على وجهين: أحدهما متعديا بنفسه، يقال: آمنته، أي:جعلت له الأمن، ومنه قيل لله: مؤمن ،والثاني: غير متعدّ، ومعناه: صار ذا أمن ، والإِيمان يستعمل تارة اسما للشريعة التي جاء بها محمّد عليه الصلاة والسلام، وعلى ذلك:(الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ )[المائدة/ 69] ، ويوصف به كلّ من دخل في شريعته مقرّا بالله وبنبوته، قيل: وعلى هذا قال تعالى: (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)[يوسف/ 106] ، وتارة يستعمل على سبيل المدح، ويُراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بحسب ذلك بالجوارح، وعلى هذا قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ )[الحديد/ 19] ،ويُقال لكلّ واحد من الاعتقاد والقول الصدق والعمل الصالح: إيمان ، قال تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ [البقرة/ 143] أي:صلاتكم، وجعل الحياء وإماطة الأذى من الإيمان ،قال تعالى: (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ )[يوسف/ 17] قيل: معناه: بمصدق لنا، إلا أنّ الإيمان هو التصديق الذي معه أمن، وقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء/ 51] فذلك مذكور على سبيل الذم لهم، وأنه قد حصل لهم الأمن بما لا يقع به الأمن، إذ ليس من شأن القلب- ما لم يكن مطبوعاً عليه- أن يطمئن إلى الباطل، وإنما ذلك كقوله: مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [النحل/ 106] ، وهذا كما يقال: إيمانه الكفر، وتحيته الضرب، ونحو ذلك وجعل النبيّ صلّى الله عليه وسلم أصل الإيمان ستة أشياء في خبر جبريل”([6]) عليه السلام .

فالمؤمن اصطلاحاً : من صَدّق بأركان الإيمان الستة ، بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره، فهو اعتقادُ بالقلب وإقرارُ باللسان وعملُ بالجوارح والأركان .

“وَجعل تَسْمِيَة الْمُؤمن مُؤمناً علماً على اسْتِحْقَاقه ضرباً عَظِيماً من الثَّوَاب ، وَكَذَلِكَ جُعِل تَسْمِيَة الْفَاسِق فَاسِقًا من أَسمَاء الدّين عَلماً لاستحقاقه ضرباً من الْعقَاب الْعَظِيم ، وَأَن يكون حُكم هَذِه الْأَسْمَاء فِي الشَّرِيعَة مَنْقُولًا عَن حكم اللُّغَة”([7])

ثالثاً : المعنى الاصطلاحي لنور المؤمن :

يطلق نور المؤمن اصطلاحا وبراد به : هدىً وضياء يجعله الله تعالى لأوليائه المؤمنين المتبعين ، منبعه نور الإيمان بالله تعالى وله أثرُ على النفس في الدنيا والآخرة ، وعلى الآخرين مهابةً وإجلالاً لأصحابه، يزيد بالانقياد لأمر الله وينقص بنقصانه([8]).

المطلب الثاني : أهمية النور للمؤمن :

تتضح أهمية النور للمؤمن ، فيما يلي :

  1. تشريف للمؤمن بكون نوره من نور الله تعالى الذي قذفه في قلبه من الإيمان والهداية

يقول تعالى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” [النور:35] ، ضرب الله مثله فقال: {الله نور السموات والأرض} فبدأ بنور نفسه، ثم ذكر نور المؤمن فقال: مثل نور من آمن به” ([9])،”قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فيه قولان : أحدهما: هادي أهل السموات والأرض، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال أنس بن مالك، وبيان هذا أن النُّور في اللغة: الضياء، وهو الذي تصل به الأبصار إلى مُبْصَراتها، فورد النُّور مضافاً إِلى الله تعالى، لأنه هو الذي يَهْدي المؤمنين ويبيِّن لهم ما يهتدون به ، فالخلائق بنوره يهتدون، والثاني: مدبِّر السموات والأرض، قاله مجاهد، والزّجّاج، وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو المتوكل، وابن السميفع: «اللهُ نَوَّرَ» بفتح النون والواو وتشديدها ونصب الراء «السمواتِ» بالخفض «والأرضَ» بالنصب ، قوله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ ) في هاء الكناية أربعة أقوال: أحدها: أنها ترجع إلى الله عزّ وجلّ، قال ابن عباس: مَثَلُ هُدَاه في قلب المؤمن ، والثاني: أنها ترجع إِلى المؤمن، فتقديره: مَثَلُ نور المؤمن، قاله أبيّ بن كعب ، وكان أُبيّ وابن مسعود يقرآن: «مثل نور المؤمنين» والثالث: أنها ترجع إلى محمّد صلى الله عليه وسلّم، قاله كعب ، والرابع: أنها ترجع إِلى القرآن، قاله سفيان”([10])

  1. كون النور للاستبصار وسلوك طريق الهداية والإيمان ، فمن لم يختار الهداية حُرم ذلك الاستبصار الذي يكون مع ذلك النور ، وبالتالي حُرم أثر النور في الدنيا وفي الآخرة ،قال تعالى : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَ) [لأنعام:122 ]وقال سبحانه : (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) (النور: 40) “عن ابن عباس، قوله: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ) … إلى قوله: (مِنْ نُورٍ) قال: يعني بالظلمات: الأعمال، وبالبحر اللجّي: قلب الإنسان، قال: يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، قال:ظلمات بعضها فوق بعض، يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر، وهو كقوله: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ) … الآية، وكقوله: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)……عن أُبيّ بن كعب، في قوله: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ) … الآية، قال: ضرب مثلا آخر للكافر، فقال: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ) … الآية، قال: فهو يتقلب في خمسٍ من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار …. وقوله (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا) يقول: من لم يرزقه الله إيمانا وهدى من الضلالة ومعرفة بكتابه، (فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) : يقول فما له من إيمان وهدى ومعرفة بكتابه” ([11]) وعن” سليم بن عامر، قال: خرجنا على جنازة في باب دمشق معنا أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه، فلما صلى على الجنازة وأخذوا في دفنها، قال أبو أمامة: يا أيها الناس، إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى المنزل الآخر وهو هذا يشير إلى القبر، بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الدود، وبيت الضيق إلا ما وسع الله، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنكم لفي بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمرٌ من أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه، ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يُقسم النور فيُعطى المؤمن نوراً ويُترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئاً، وهو المثل الذي ضربه الله تعالى في كتابه {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} [النور: 40] ولا يستضيء الكافر، والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير يقول المنافق للذين آمنوا {انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} [الحديد: 13] وهي خدعه التي خدع بها المنافق، قال الله عز وجل: {يخادعون الله وهو خادعهم} [النساء: 142] فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئاً فينصرفون إليهم، وقد ضُرِب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم؟ نصلي بصلاتكم ونغزو بمغازيكم؟ {قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور} [الحديد:14]تلا إلى قوله: {وبئس المصير} [الحديد: 15]”([12])
  2. أثر النور الذي يجده المؤمن على جوارحه ، من تعظيم لله في القلب ،و بهاء وضياء في الوجه وفراسة وتمييز للحق من الباطل وانكشاف لحقائق الأمور في البصر والبصيرة ، قيل:”إن للحسنة نوراً في القلب”([13]) ، قال تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) [ الحجر: 75]

“فالبصيرة تُنبِتُ في أرض القلب الفراسة الصادقة، وهي نور يقذفه الله في القلب، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب ، والتوسم معناه تَفَعُّل من السيما، وهي العلامة، فسُمي المتفرس متوسماً، لأنه يستدل بما يشهد على ما غاب، فيستدل بالعيان على الإيمان، ولهذا خص الله تعالى بالآيات والانتفاع بها هؤلاء، لأنهم يستدلون بما يشاهدون منها على حقيقة ما أخبرت به الرسل، من الأمر والنهي، والثواب والعقاب، وقد ألهم الله ذلك لآدم، وعلّمه إياه حين علمه أسماء كل شيء، وبنوه هم نسخته وخلفاؤه، فكل قلب فهو قابل لذلك، وهو فيه بالقوة، وبه تقوم الحجة، وتحصل العبرة، وتصح الدلالة، وبعث الله رسله مذكرين ومنبهين، ومكملين لهذا الاستعداد، بنور الوحي والإيمان، فينضاف ذلك إلى نور الفراسة والاستعداد، فيصير نورا على نور، فتقوى البصيرة، ويعظم النور ويدوم، بزيادة مادته ودوامها، ولا يزال في تزايد حتى يرى على الوجه والجوارح، والكلام والأعمال، ومن لم يقبل هدى الله ولم يرفع به رأسا دخل قلبه في الغلاف والأكنة، فأظلم، وعمي عن البصيرة، فحجبت عنه حقائق الإيمان، فيرى الحق باطلا، والباطل حقا، والرشد غيا”([14])وقد “مدح الله سبحانه وتعالى الفراسة وأهلها في مواضع من كتابه ، هذا منها ، والمتوسمون: هم المتفرسون الذين يأخذون بالسيماء، وهي العلامة ، يقال: توسمت فيك كذا، أي تفرسته، كأنها أخذت من السيماء، وهي فعلاء من السمة، وهي العلامة ، وقال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [محمد: 30] وقال تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ } [البقرة: 273] ، وفي الترمذي مرفوعا «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله»([15]) ، ثم قرأ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ، … قال مجاهد رحمه الله: المتوسمين المتفرسين ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: للناظرين ، وقال قتادة: للمقرين، وقال مقاتل: للمتفكرين ، ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين ومنازلهم، وما آل إليه أمرهم، أورثه فراسة وعبرة وفكرة ، وقال تعالى في حق المنافقين (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] فالأول فراسة النظر والعين ، والثاني فراسة الأذن والسمع” ([16])و ” ما يقع في القلوب من الإلهامات والكشوف، التي يكثر وقوعها…لا تدل بمجردها على أنها حق، ولا تُصَدّقُ حتى تُعرض على كتاب الله وسنة رسوله، فإن شهد لها بالقبول، قُبلت، وإن ناقضتها رُدت، وإن لم يعلم شيء من ذلك، توقف فيها ولم تصدق، ولم تكذب، لأن الوحي والإلهام يكون من الشيطان، فلا بد من التمييز بينهما والفرقان، وبعدم التفريق بين الأمرين، حصل من الغلط والضلال، ما لا يحصيه إلا الله ” ([17])

  1. النورالحسي:

الأصل في نور الطاعة أنه معنوي، لكنه قد يكون لبعض الأشخاص حسياً، كرامة من الله تعالى لهم، ومن ذلك ما حصل للصحابيين : أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَعُبَادَةَ بْنِ بِشْرٍ رضي الله عنهما لما خرجا في الليل من عند النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فعن “قتادة، حدثنا أنس رضي الله عنه، «أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله” ([18])

المبحث الثاني : أعمال تسبب النور للمؤمن في الدنيا :

المطلب الأول : النور بسبب مكتسب :

  1. الأخذ بأسباب الهداية بأعمال إيمانية كالإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وشهادة التوحيد والإسلام .
  • فمن الأعمال الإيمانية المسببة للنور الإيمان بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ، وبقية الرسل عامة ، يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الحديد: 28] ، و”عامة المفسرين على أن هذا الخطاب لليهود والنصارى، والمعنى: يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله، وآمنوا برسوله محمد صلّى الله عليه وسلم يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ أي نصيبين، وحظَّين مِنْ رَحْمَتِهِ. قال الزجاج: الكفل: كساء يمنع الراكب أن يسقط، فالمعنى: يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي”([19])” فجعل لمن اتقى الله وآمن برسوله نصيبين، نصيبا لتقوى الله ونصيبا لإيمانه برسوله”([20])،وفي تفسير في قوله تعالى ( ويجعل لكم نورا ) أقوال([21])،وهي: أن النور هو البيان والهدى، قاله مجاهد رضي الله عنه ، وقيل: أنه القرآن، قاله ابن عباس رضي الله عنه ، ورجح الطبري كلا القولين، قال “والقرآن، مع اتباع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نور لمن آمن بهما وصدّقهما، وهدى؛ لأن من آمن بذلك، فقد اهتدى”([22]) وقيل :أنه ضياء في الآخرة على الصراط، وفي القيامة إلى الجنة، رواه أبو صالح عن ابن عباس ،وقيل: الإيمان، قاله ابن السّائب ([23]) “وقيل تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام فتكونون رؤساء في دين الإسلام لا تزول عنكم رئاسة كنتم فيها، وذلك أنهم خافوا أن تزول رئاستهم لو آمنوا بمحمد عليه السلام، وإنما كان يفوتهم أخذ رشوة يسيرة من الضعفة بتحريف أحكام الله، لا الرياسة الحقيقية في الدين”([24])

ويقول الله تعالى( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ) [المائدة: 16] “قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب: “قد جاءكم”، يا أهل التوراة والإنجيل من الله نور ، يعني بالنور، محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحقَّ، وأظهر به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به يبيِّن الحق. ومن إنارته الحق، تبيينُه لليهود كثيرًا مما كانوا يخفون من الكتاب. وقوله:” وكتاب مبين”، يقول: جل ثناؤه: قد جاءكم من الله تعالى النور الذي أنار لكم به معالم الحقِّ كتاب مبين ، يعني كتابًا فيه بيان ما اختلفوا فيه بينهم: من توحيد الله، وحلاله وحرامه، وشرائع دينه، وهو القرآن الذي أنزله”([25])

فالنور ثوابُ لكل من آمن بالله تعالى وبرسله كافة كموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وآمن بخاتم الرسل خاصة ، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيثاب من آمن بذلك بأجرين ينالهما قيل : بإيمانه هذا ، أو أجرين ينالهما في الدنيا والآخرة([26]) ، وبنور يجده من أثر ذلك الإيمان .

ومن لم يفعل ذلك الإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، فكأنما يريد إطفاء نور الله وهو الإيمان ، ولكنّ الله متم نوره وإيمانه لمن آمن ولو كره الكافرون {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) } [التوبة: 32، 33] ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) [الصف: 8]

  • ومن الأعمال الإيمانية المسببة للنور الإسلام ، يقول الله تعالى (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [الزمر: 22، 23] ، فالله تعالى يذكر على سبيل الاستفهام التقريري عدم استواء الحالين

ففي” الآية حذف واختصار لدلالة الكلام عليه على مذاهب العرب ، والتقدير: أفمن شرح الله صدره فاهتدى، كمن طبع على قلبه فلم يهتد لقسوته”([27])

أي أفمن شرح الله صدره أي فسح الله قلبه لمعرفته، والإقرار بوحدانيته ، والإذعان لربوبيته، والخضوع لطاعته فوسع قلبه لقبول الحق([28]) ، و”شرح الصدر استعارة عن قبوله للإيمان والخير والنور والهداية ، وفي الحديث: «كيف انشراح الصدور؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح، قلنا: وما علامة ذلك؟قال:الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت »”([29]) وفي المراد بالنور في (فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) عدة أقوال: فقد يراد به البصيرة ،يقول: فهو على بصيرة مما هو عليه ويقين، بتنوير الحق في قلبه، فهو لذلك لأمر الله متبع، وعما نهاه عنه منته فيما يرضيه، كمن أقسى الله قلبه، وأخلاه من ذكره، وضيقه عن استماع الحق، واتباع الهدى، والعمل بالصواب ([30])

وقيل المراد بالنور في الآية نور الإسلام ،(فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)، “أي: يجعل اللَّه في صدره النور إذا أسلم حتى يبصر الحق وُحججه وبراهينه بصورة الحق أنه حق، والباطل أنه باطل، وأنه تمويه، يبصر كل شيء بذلك النور على ما هو حقيقة أنه حق وباطل، فيأخذ الحق ويعمل به، ويترك الباطل ويجتنبه،… وقيل شرح الصدر في الدنيا والنور في الآخرة ([31])

  • ومن الأعمال الإيمانية المسببة للنور شهادة التوحيد ، ولاشك في مكانة كلمة التوحيد ففضل لاإله إلا الله ، فهي خير الكلام قاطبة ، وهي الشافعة لصاحبها المانعة له من النار فعن” أبي هريرة أنه قال: قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصا من قلبه، أو نفسه»”([32]) وفي الحديث ” ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار”([33])وهي النور التام يوم القيامة من حرمها فقد حُرم ” عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول لطلحة بن عبيد الله: ما لي أراك قد شَعِثْتَ و وَاغْبَرَرْتَ منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلك ساءك يا طلحة إمارة ابن عمك، قال: معاذ الله، إني لأجدركم أن لا أفعل ذاك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده، وكانت له نورا يوم القيامة» فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم يخبرني بها، فذلك الذي دخلني، قال عمر فأنا أعلمها، قال: فلله الحمد، قال: فما هي؟ قال: هي الكلمة التي قالها لعمه: «لا إله إلا الله» قال طلحة: صدقت” ([34])

وفي رواية “إني لأعلم كلمة وفي لفظ كلمات لا يقولهن عبد عند الموت إلا نفس عنه وفي لفظ إلا نفس الله عنه كربه وأشرق لها لونه ورأى ما يسره” ([35]) ، وفي روايه عن الشعبي، قال:مر عمر بطلحة – فذكر معناه – قال: مر عمر بطلحة فرآه مهتما، قال: لعلك ساءك إمارة ابن عمك – قال: يعني أبا بكر – فقال: لا، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ” إني لأعلم كلمة لا يقولها الرجل عند موته إلا كانت نوراً في صحيفته، أو وجد لها روحا عند الموت ، قال عمر: أنا أخبرك بها، هي الكلمة التي أراد بها عمه: شهادة أن لا إله إلا الله. قال: فكأنما كشف عني غطاء، قال: صدقت، لو علم كلمة هي أفضل منها لأمره بها “([36])

  1. الدعاء بطلب النور : والدعاء بطلب النور من الأعمال المكتسبة التي ينبغي الحرص عليها اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يدعو بالنور لسائر جوارحه وقيل لمن اتبعه أيضا ، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بت عند ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته، فغسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام، فأتى القربة فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءا بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ، فصلى، فقمت فتمطيت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه ، فتوضأت، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: «اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا، واجعل لي نورا» قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلا من ولد العباس، فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين”([37]) قال العلماء سأل النور في أعضائه وجهاته والمراد به بيان الحق وضياؤه والهداية إليه فسأل النور في جميع أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه” ([38]) “وقوله اجعل في قلبي نورا الخ المراد بالنور إما الهداية والتوفيق للخير ، وهذا يشمل الأعضاء كلها لظهور آثاره في الكل ، أو المراد ظاهر النور والمقصود أن يجعل الله تعالى له في كل عضو من أعضائه نوراً يوم القيامة يستضيءبه في تلك الظلم ومن تَبِعه والله تعالى أعلم ” ([39])
  2. قراءة القران والعمل بما فيه وحفظه :

يقول الله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] فالقرآن نورُ لمن اهتدى بهديه واتبعه تلاوة لآياته وحفظاً ، وعملاً بأحكامه. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: ” أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به”([40]) فحث على التمسك بكتاب الله ورغب فيه وأخبر صلى الله عليه وسلم أن القرآن هدى ونور ، وقد ورد ما يدل أيضاً أن حفظ القرآن الكريم نور لصاحبه ، وخيرُ لوالديه ، قال صلى الله عليه وسلم “من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا فيقولان: بما كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن “([41]) وقد وردت نصوصاً في النور المرتبط ببعض السور خاصة ، كفضل سورة الفاتحة والبقرة والكهف .

  • سورة الفاتحة وسورة البقرة نور لصاحبها :

“عن ابن عباس، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: ” هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته “([42])

  • قراءة سورة الكهف يوم الجمعة نور لصاحبها :

“عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يُسَلَّطْ عليه، ومن توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كُتِبَ فِي رَقٍّ، ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ فَلَمْ يُكْسَرْ إلى يوم القيامة “([43])

ومن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة النور الذي يحصل لقارئها حتى الجمعة التالية ، “عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ” ([44])

  1. الذكر :

روى ابن أبي شيبة رحمه الله في “مصنفه بسند صحيح “عن ابن عمر، قال: ” من قال دبر كل صلاة، وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيرا عدد الشفع، والوتر، وكلمات الله التامات الطيبات المباركات، ثلاثا، ولا إله إلا الله مثل ذلك، كن له في قبره نورا، وعلى الجسر نورا، وعلى الصراط نورا حتى يدخلنه الجنة أو يدخل الجنة ” ([45])

المطلب الثاني : النور بسبب غير مكتسب :

ومن الأعمال التي يسوق الله تعالى لصاحبها النور مع تمام أجره ، ما يلي :

  1. الشهادة في سبيل الله تعالى :

يقول تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحديد: 19]

” والصِّديق» : هو الكثير الصِّدق ، وقال مجاهد: من آمن بالله ورسوله فهو صديق، وتلا هذه الآية ، قال مجاهد وزيد بن أسلم: إن الشهداء والصديقين هم المؤمنون، وأنه متصل، وروي معناه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وهذا قول ابن مسعود في تأويل الآية ، قال القشيري: قال الله تعالى: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}فالصديقون: هم الذين يلون الأنبياء ، و «الشهداء» هم الذين يلون الصديقين و «الصالحون» يلون الشهداء، فيجوز أن تكون هذه الآية في جملة من صدق بالرسل ، والمعنى: والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء، ويكون المعني بالشهداء من شهد لله بالوحدانية، أنهم شهداء عند ربهم على العباد في أعمالهم، والمراد أنهم عدول في الآخرة الذين تقبل شهاداتهم ، وقال الحسن: كل مؤمن فإنه شهيد كرامة ، وقال الفراء والزجاج: هم الأنبياء؛ لقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً} [النساء: 41] ، وقال ابن جرير: «الشهداء» هم الذين استشهدوا في سبيل الله «وروي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال:» ما تَعُدُّون الشُّهداء فيْكُمْ «؟ قالوا: المقتول، فقال:» إنَّ شُهَداء أمَّتِي إذاً لقَلِيلٌ ، وعلى هذا يكون منقطعاً عما قبله، وتكون «الواو» في «والشهداء» واو الاستئناف، وهذا مروي عن ابن عباس ومسروق ، وقوله: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} مما عملوا من العمل الصالح. و «نورهم» على الصراط” ([46])

“قوله {والشهدآء} يجوز فيه وجهان: أنه معطوفٌ على ما قبلَه، ويكون الوقفُ على الشهداء تاماً ، أخبر عن الذين آمنوا أنهم صِدِّيقون شهداءُ ، فإنْ قيل: الشهداءُ مخصوصون بأوصافٍ أُخَرَ زائدةٍ على ذلك كالسبعَةِ المذكورين ، أجيب: بأنَّ تَخْصِيصَهم بالذِّكْر لشَرَفِهم على غيرِهم لا للحَصْر ، والثاني: أنه مبتدأٌ، وفي خبرِه وجهان، أحدهما: أنه الظرفُ بعده. والثاني: أنه قولُه «لهم أَجْرهُم» إمَّا الجملةُ، وإمَّا الجارُّ وحدَه، والمرفوع فاعلٌ به ، والوقفُ لا يَخْفَى على ما ذكَرْتُه من الإِعراب “([47]) و “قوله: {لهم أجرهم ونورهم} أي: لهم عند ربهم أجر جزيل ونور عظيم يسعى بين أيديهم، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدار الدنيا من الأعمال، كما قال الإمام أحمد:حدثنا يحيى ابن إسحاق، حدثنا بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخولاني قال: سمعت فضالة بن عبيد يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدو فصدق الله فقتل، فذلك الذي ينظر الناس إليه هكذا-ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قلنسوة عمر-والثاني مؤمن لقي العدو فكأنما يضرب ظهره بشوك الطلح، جاءه سهم غرب فقتله، فذاك في الدرجة الثانية، والثالث رجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذاك في الدرجة الثالثة، والرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا، لقي العدو فصدق الله حتى قتل، فذاك في الدرجة الرابعة” ([48])

  1. الشيب

وردت أحاديث كثيرة في فضل الشيب وكونه نورٌ لصاحبه المؤمن يوم القيامة ،منها ما روي “عن كعب بن مُرّة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَنْ شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيام” ([49])”وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجلٌ شيبةً في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورُفِع بها درجة” ([50]) وفي روايه “وأيما رجل شاب في سبيل الله فهو له نور ” ([51]) فمن داوم على الجهاد حتى شاب، فشيبه مجاهداً يزيد في نوره يوم القيامه فهو نور على نور([52]) .

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – يرفعه : لا تنتفوا الشيب ؛ فإنه نورٌ يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام، كُتب له بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورُفِع له بها درجة([53]) ، فالشيب “نور المؤمن؛ لأنه يمنعه عن الغرور والخفة والطيش ويميله إلى الطاعة، وتنكسر به نفسه عن الشهوات، وكل ذلك مُوجبٌ للثواب يوم المآب “([54]) ،ومعنى أن الشيب نورُ لصاحبه :” أي يصير الشيب نفسه نوراً يهتدي به صاحبه ويسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن يُدخِله الجنة ،والشيب وإن لم يكن من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد ، أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه فيكره نتف الشيب من نحو لحية وشارب ، وعنفقة وحاجب وعذار للفاعل والمفعول به قال النووي: ولو قيل يحرم لم يبعد” ([55])

والأمر بعدم نتف الشيب كونه وقار لصاحبه ، وحاجب له من مساس المنكرات ، إلا أن ذلك لا يعني عدم تغييره ولكن بغير السواد ، ورد في ذلك “عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد “([56])

  1. الفقر

وفي فضل الفقر وكونه نور للمؤمن الفقير المحتسب جاء”عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة قال فيقال لهم : ماذا عملتم فيقولون ، ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا، وَولَّيْتَ الأموال والسلطان غَيْرَنَا ، فيقول الله جل وعلا : صدقتم ، قال فيدخلون الجنة قبل الناس ، ويبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان ، قالوا فأين المؤمنون يومئذ، قال يُوضَعُ لهم كراسي من نور، ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار ” ([57])

و”عن عبد الله بن عمرو، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلعت الشمس، فقال: يأتي الله قوم يوم القيامة، نورهم كنور الشمس ، فقال أبو بكر: أنحن هم يا رسول الله؟ قال: لا، ولكم خيرُ كثير، ولكنهم الفقراء والمهاجرون الذين يُحشرون من أقطار الأرض ، وقال: طوبى للغرباء، طوبى للغرباء، طوبى للغرباء “، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناسٌ صالحون في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم” ([58])

المبحث الثالث : أعمال لنور المؤمن في القبر

  • فمما ورد في النور الذي يُعطاه المؤمن في قبره ، ما يكون بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، لمن مات من المسلمين ،” عن أبي هريرة، أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد – أو شابا – ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها – أو عنه – فقالوا: مات، قال: «أفلا كنتم آذنتموني» قال: فكأنهم صغروا أمرها – أو أمره – فقال: «دلوني على قبره» فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم»([59])
  • و يمتد الجزاء على الإيمان والتوحيد والعمل الصالح الخالص لله تعالى البعيد عن النفاق ، لينير للمؤمن في قبره ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فَيُرَحَّبُ لَهُ قَبْرُه ([60]) “سَبْعِون ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، أَتَدْرُوْنَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية: ﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ قَالَ: “أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ؟” قَالُوا: (اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ: “عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟ سَبْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُءُوسٍ، يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة”([61])

وفي روايه «إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان:

نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ،حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك” ([62])

المبحث الرابع : أعمال لنور المؤمن في الآخرة

ومن أهم الأعمال التي تكون نوراً بإذن الله لصاحبها يوم القيامة ، ما يلي :

  1. الإيمان والعمل الصالح ، يقول الله تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [الحديد: 12]

وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} [التحريم: 8]

وفي قوله تعالى ( يسعى نورهم) عدة أقوال للمفسرين : فقيل أن النور الكتب وصحائف الأعمال وقيل الطريق الذي يسلكونه وقيل نور الإيمان وقيل البركة واليمن وقيل الضياء وقيل الهدى وتفصيل ذلك أنه ” جائز أن يكون قوله: (يَسْعَى نُورُهُمْ) أي: كتبهم التي يعطون في الآخرة، فإنه يعطى كتاب المقربين والسابقين من أمامهم وقدامهم، وكتاب سائر المؤمنين من أيمانهم، وكتاب أهل الشرك من وراء ظهورهم، يؤيده حرف حفصة – رضي اللَّه عنها -: (نورهم يسعى بين أيديهم وفي أيمانهم) كقوله: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. . .) الآية. ، وجائز أن يكون نور إيمانهم ودينهم الذي كانوا عليه في الدنيا ، وجائز أن يكون نورهم الذي ذكر كناية عن الطريق الذي يسلك فيه السابقون، يرون ما أمامهم، وسائر المؤمنين عن أيمانهم وما سلكوا في الدنيا، وأهل الشرك بشمالهم، وأهل النفاق من ورائهم ، وجائز أن يكون قوله: (وَبِأَيْمَانِهِمْ) كناية عن اليمن والبركة؛ إذ إنما بالأيمان ينال اليمن والبركات فسماها بذلك ، ويحتمل ما ذكر أهل التأويل: أنه يرفع لهم نور، فيمشون بذلك ” ([63]) ” قال الحسن: هو الضياء الذي يمرون فيه «بين أيديهم» أي: قدَّامهم ، «وبأيمانهم» ، قال الفرَّاء: «الباء» بمعنى «في» أي: في أيمانهم، أو بمعنى: «عن أيمانهم» وقال الضحاك: النور هُداهم، وبأيمانهم كتبهم…أي: يسعى إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم، ف «الباء» على هذا بمعنى «في» ، ويجوز على هذا أن يوقف على «بين أيديهم» ولا يوقف إذا كانت بمعنى «عن»” ([64]) ورجح الطبري رحمه الله ، في معنى النور في قوله تعالى( نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ) ما أخرجه بسنده عن الضحاك أنه : الهدى ، روى ذلك عن الضحاك ، واستدل بدلالة قوله تعالى (يسعى) حيث” أنه لو عنى بذلك النور الضوء المعروف، لم يخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل، لأن ضياء المؤمنين الذي يؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم، وفي خصوص الله جلّ ثناؤه الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل، ما يدلّ على أنه معنّى به غير الضياء، وإن كانوا لا يخلون من الضياء ، فتأويل الكلام إذ كان الأمر على ما وصفنا: وكلا وعد الله الحسنى، يوم ترون المؤمنين والمؤمنات يسعى ثواب إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم، وفي أيمانهم كتب أعمالهم تتطاير، ويعني بقوله: (يَسْعَى) : يمضي، والباء في قوله: (وَبِأَيْمَانِهِمْ) بمعنى في. وكان بعض نحويي البصرة يقول: الباء في قوله: (وَبِأَيْمَانِهِمْ) بمعنى على أيمانهم ” ([65]) ، أما قوله تعالى ( ربنا أتمم لنا نورنا) “فعن الحسن، قال: ليس أحد إلا يعطى نورًا يوم القيامة، يعطى المؤمن والمنافق، فيطفأ نور المنافق، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره، فذلك قوله: (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) ….وعن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: كان يذكرنا ويبكي، ويصدّق قوله فعله، يقول: يا أيها الناس إنكم مكتوبون عند الله عزّ وجلّ بأسمائكم وسيماكم، ومجالسكم ونجواكم وخلاتكم، فإذا كان يومُ القيامة قيل: يا فلانُ ابْنَ فلان هاكَ نورَك، ويا فلانُ ابْنَ فلان، لا نور لك ” ([66]) “قال مجاهد، والضحاك، والحسن البصري وغيرهم: هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفئ.” ([67])

ومن المفسرين من خص النور في سورة الحديد بأنه خاص بالمتصدقين “يقول تعالى مخبرا عن المؤمنين المتصدقين: أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة، بحسب أعمالهم، كما قال عبد الله بن مسعود في قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم} قال: على قدر أعمالهم يمرون على الصراط، منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ([68])

وهذا النور الذي يجده المؤمن في آخرته نتاج إيمانه بالله تعالى وعمله الصالح ، نورٌ لا يجده الكافر، بل لا يجد سوى الظلمات ،يقول الله تعالى{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 39، 40] فإن الله لم يجعل للكافر نوراً ؛ بسبب اختياره أشد أنواع الظلمة وهي الكفر بالله تعالى لذا كان جزاؤه من جنس فعله .

  1. الوضوء نور :

لا شك في أهمية الوضوء وفضله وكونه شطر الإيمان ، يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات كما أنّ للوضوء وضاءة ونور لصاحبه خاصة في الآخرة ، وذلك لا يكون إلا للمؤمن المخلص لله تعالى في إيمانه ، المتّبِع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي لم يُبدل دينه ، وفي الحديث “عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة، فقال: «السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وَإِنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، وَدِدْتُ أَنَّا قد رأينا إخواننا» قالوا: أَوَلَسْنَا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: «أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد» فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك ، يا رسول الله ، فقال: «أرأيت لو أن رجلاً له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال: ” فإنهم يأتون غُرًّا مُحَجَّلِينَ من الوضوء، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا” ([69])

  1. الصَلَاةُ نُورٌ :

الصلاة ركن الإسلام الثاني وعمود الدين ، وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة وهي نور لصاحبها ، يقول الله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ } [الفتح: 29] “إن الله تعالى ذكره أخبرنا أن سيما هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في وجوههم من أثر السجود، ولم يخصّ ذلك على وقت دون وقت وإذ كان ذلك كذلك، فذلك على كلّ الأوقات، فكان سيماهم الذي كانوا يعرفون به في الدنيا أثر الإسلام، وذلك خشوعه وهديه وزهده وسمته، وآثار أداء فرائضه وتطوّعِه، وفي الآخرة ما أخبر أنهم يعرفون به، وذلك الغرّة في الوجه والتحجيل في الأيدي والأرجل من أثر الوضوء، وبياض الوجوه من أثر السجود “([70]) و”عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ، أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها” ([71]) ، “فالصلاة نور المؤمن : أي ثوابها يكون نوراً للمصلي في ظلمة القبر أو على الصراط أو فيهما”([72])

  1. المشي للمساجد في الظلمات : كصلاتي الفجر والعشاء “عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:بَشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة “([73]) و”عن قتادة قال :حدثنا أنس بن مالك « أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، وَمَعَهُمَا مِثْلُ المِصْبَاحَيْنِ يُضِيئَانِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ، مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ»([74]) ….فإن كان اجتماعهما به في المسجد فإنه يستفاد من الحديث أن المشي إلى المساجد والرجوع منها في الليالي المظلمة ثوابه النور من الله عز وجل، وذلك يظهر في الآخرة عيانا، وأما في الدنيا فقد يستكن النور في القلوب، وقد يظهر أحيانا كرامة لمن أراد الله كرامته ولم يرد فتنته”([75])،”وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنورٍ ساطع يوم القيامة”([76])
  2. القسط والعدل مع الناس نور لصاحبه :

والعدل والقسط في التعامل مأمور به شرعاً ، ومما يحبه الله ويحث عليه عباده ،يقول الله تعالى{وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42]

ويقول تعالى{فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، ويقول سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8] والقسط في التعامل نور لصاحبه يوم القيامة ففي “حديث زهير: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا”([77])

  1. رمي الجمار في الحج نور لصاحبها :

وفي رمي الجمار في الحج ما فيها من إظهار تمام الخضوع لله تعالى وإذلال الشيطان والاقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم”عن ابن عباس رفعه , قال: ” لما أتى إبراهيم خليل الله عليه السلام المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض , ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض , ثم عرض له في الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ” قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: ” الشيطان ترجمون ، وملة أبيكم تتبعون”([78]) ، وقد ورد في كون رمي الجمار نور لصاحبها ما جاء”عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رَمَيْتَ الجمار كان لك نوراً يوم القيامة”([79])

  1. الحب في الله تعالى نور لأصحابه يوم القيامة :

الحب في الله تعالى له منزلة عظيمه للمتحابين فيه تعالى ، وأجر عظيم وقد ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم القيامة رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه([80]) ، وفي كون الحب في الله تعالى سبباً لنور المؤمن يوم القيامة، رُوي أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:” قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله تعالى» قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: «هم قومُ تَحَابُّوا بِرُوحِ الله على غير أرحام بينهم، ولا أموالٍ يتعاطونها، فوالله إنّ وجوههم لنور، وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» وقرأ هذه الآية {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62]”([81]) ، وورد حديث “عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس قال: «إن لله جلساء يوم القيامة، عن يمين العرش، وكلتا يدي الله يمين على منابر من نور، وجوههم من نور ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، ولا صديقين» قيل: يا رسول الله ، من هم؟ قال: «المتحابون بجلال الله تعالى”([82])

  1. الرمي في سبيل الله نور لصاحبه :

فالرمي في سبيل الله لدحر أعداء الله تعالى جزاؤه عظيم ، وهو من أسباب النور للمؤمن يوم القيامة، جاء”عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رمى بسهم في سبيل الله كان له نوراً يوم القيامة” ([83])

المبحث الخامس : موانع النور :

  1. الكفر بالله تعالى من أهم موانع النور ، يقول الله تعالى{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} [النور: 39، 40] فالكافر بكفره اختار أشد أنواع الظلمة في الدنيا فعوقب بها في الآخرة ، وأراد أن يطفئ نور الله تعالى وهدايته لخلقه في الدنيا فعاقبه الله تعالى بإطفاء نوره وانعدامه في الآخرة {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]

2 ــ النفاق

يقول الله تعالى {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ } [البقرة: 17]

ويقول سبحانه {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [الحديد: 13، 14]

3 ــ عدم تعظيم الله و كتبه :

وكتب الله تعالى نور ، والقرآن نور ، ومن أنكرها عوقب بالعذاب ومُنِع عنه ذلك النور يقول الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ * وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ } [الأنعام: 91، 92]

ويقول سبحانه { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 173، 174]

4 ـــ عدم اتباع القرآن وعدم العمل به

فمن اتبع القرآن الكريم وأخذ بما فيه إيماناً وعملاً ومنهجاً للحياة يحكم به وإليه يحتكم ، جازاه الله بأن يكون ذلك نوراً له ، ومن ترك الاهتداء بهدي الوحي القرآني تركه الله من ذلك النور فعوقب بمنع نور القرآن عنه ، قال تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِي} [الشورى: 52]

5ــ الفسق و إعراض العبد وعدم رغبته في الخير، وعدم قيامه بالأعمال التي تكون سبباً في حصوله على هذا النور، يقول تعالى { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف: 5]” قال: {فَلَمَّا زَاغُوا} أي: انصرفوا عن الحق بقصدهم {أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم ورضوه لها، ولم يوفقهم الله للهدى، لأنهم لا يليق بهم الخير، ولا يصلحون إلا للشر،{وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} أي: الذين لم يزل الفسق وصفاً لهم، لا لهم قصدٌ في الهدى، وهذه الآية الكريمة تفيد أن إضلال الله لعباده، ليس ظلماً منه، ولا حجة لهم عليه، وإنما ذلك بسببٍ منهم، فإنهم الذين أغلقوا على أنفسهم باب الهدى بعد ما عرفوه، فيجازيهم بعد ذلك بالإضلال ، والزيغ الذي لا حيلة لهم في دفعه وتقليب القلوب عقوبة لهم وعدلا منه بهم ” ([84]) لذا عوقبوا بجنس فعلهم ومنع منهم نور الإيمان فأزاغ ” الله قُلُوبَهُم من الهداية ، أو لما تركوا أوامره نزع نور الإيمان من قلوبهم ،أو فلما اختاروا الزيغ زاغ الله قلوبهم أي أخذلهم وحرمهم توفيق اتباع الحق {والله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين} أي لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق “([85]) فليس عدم هداية ذلك الفاسق كراهيه من الله تعالى، بل عقوبة على سوء فعل عبده الفاسق حيث بسبب فسقه عوقب بمنع النور عنه ( فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ) [المائدة:49] .

المبحث السادس : ثمرات النور للمؤمن :

  1. الاستبصار برؤية الحق حقاً واتباعه ، ورؤية الباطل باطلاً واجتنابه .
  2. الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت
  3. نيل الشرف والفضل للمؤمن في الدنيا والآخرة بكون نوره من نور الله تعالى الذي قذفه في قلبه من الإيمان والهداية فاستجاب له، فيشرفه الله نوراً في آخرته يسعى بين يديه .
  4. قوة الفراسة لأن المؤمن المتبع الصادق يرى بنور الله تعالى

الخاتمـــة :

وفي تمام هذا البحث المبارك ببركة آيات الذكر الحكيم ، أسطر أهم ما خلصت به من نتائج ، فيما يلي:

  1. نور المؤمن : هدىً وضياء يجعله الله تعالى لأوليائه المؤمنين المتبعين ، منبعه نور الإيمان بالله تعالى وله أثرُ على النفس في الدنيا والآخرة ، وعلى الآخرين مهابةً وإجلالاً لأصحابه .
  2. تشريف المؤمن بكون نوره من نور الله تعالى الذي قذفه في قلبه من الإيمان والهداية
  3. العلاقة الوثيقة بين نور العبد وإيمانه ، فنور المؤمن يزيد بزيادة الطاعة وينقص بقدر نقصانها ، والمنافق لا يلبث أن ينطفئ نوره ، والكافر لا نور له.
  4. كون النور للاستبصار وسلوك طريق الهداية والإيمان ، فمن لم يختار الهداية حُرم ذلك الاستبصار الذي يكون مع ذلك النور ، وبالتالي حُرم أثر النور في الدنيا وفي الآخرة .
  5. أثر النور الذي يجده المؤمن على جوارحه ، من تعظيم لله في القلب ،و بهاء وضياء في الوجه وفراسة وتمييز للحق من الباطل وانكشاف لحقائق الأمور في البصر والبصيرة
  6. قد يكون النور حسياً في الدنيا ، كرامة من الله تعالى لمن يشاء من عباده .
  7. من أهم الأعمال المكتسبة المسببة لنور المؤمن في الدنيا ، شهادة التوحيد والإسلام والإيمان بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ، وبقية الرسل عامة ، والدعاء بطلب النور ، والذكر، وحفظ القرآن وتلاوته
  8. من أهم الأمور الغير مكتسبة المسببة لنور المؤمن في الدنيا الشهادة في سبيل الله تعالى، والفقر ، والشيب .
  9. من الأمور المسببة لنور المؤمن في قبره ما يكون بسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لمن مات من المؤمنين ، وكذا الإيمان والتوحيد والعمل الصالح الخالص لله تعالى البعيد عن النفاق ينير للمؤمن في قبره .
  10. من أهم الأعمال التي تكون نوراً بإذن الله لصاحبها يوم القيامة الإيمان والعمل الصالح والوضوء والصلاة ، والمشي للمساجد في الظلمات ، والقسط والعدل مع الناس ، ورمي الجمرات في الحج ، والرمي في سبيل الله، والحب في الله تعالى
  11. من أهم موانع النور للعبد الكفر ، والنفاق ، وعدم تعظيم الله وكتبه ، وعدم اتباع القرآن تلاوة وعملاً ، والفسوق والإعراض عن أسباب النور والهداية .
  12. من أهم ثمرات النور للمؤمن التشريف والكرامة من الله تعالى للعبد في الدارين كون نور المؤمن من نور الله تعالى ، ونيل البصيرة والفراسة في الحقائق وعواقب الأمور والإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، سائلين الله تعالى النور التام يوم الدين لنا وأهلينا وسائر المؤمنين.

ثبت المصادر والمراجع :

أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي ، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، دار الكلم الطيب، بيروت، الطبعة: الأولى، ١٤١٩ هـ – ١٩٩٨ م

أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة
١٣٧٤ هـ – ١٩٥٥ م

أبو العباس، شهاب الدين، أحمد بن يوسف بن عبد الدائم المعروف بالسمين الحلبي، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، دار القلم، دمشق بدون تاريخ نشر.

أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، تفسير ابن كثير، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية ١٤٢٠ هـ – ١٩٩٩ م (6/ 57)

أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي المستخرج على المستدرك للحاكم، مكتبة السنة – القاهرة، الطبعة: الأولى، ١٤١٠

أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى، المفردات في غريب القرآن، دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت، الطبعة: الأولى – ١٤١٢ هـ

أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، شعب الإيمان، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٢١ هـ – ٢٠٠٠ م

أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، السنن الكبرى للبيهقي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان
الطبعة: الثالثة، ١٤٢٤ هـ – ٢٠٠٣ م

 أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي، الوقوف والترجل من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى ١٤١٥ هـ – ١٩٩٤ م

أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي، المصنف، دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، الرياض – السعودية، الطبعة: الأولى، ١٤٣٦ هـ – ٢٠١٥ م

أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار التربية والتراث – مكة المكرمة – الطبعة: بدون تاريخ نشر

أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني، اللباب في علوم الكتاب، دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤١٩ هـ -١٩٩٨م

أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، دار الفكر للنشر، بيروت
الطبعة: ١٤٢٠ هـ (9/ 194)

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين في منازل السائرين، دار عطاءات العلم (الرياض) – دار ابن حزم (بيروت)، الطبعة: الثانية، ١٤٤١ هـ – ٢٠١٩ م

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دار التأصيل للنشر – القاهرة، الطبعة: الأولى، ١٤٣٣ هـ – ٢٠١٢ م

أبو عبد الله، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، ١٣٨٤ هـ – ١٩٦٤ م

 أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن رفيع التُستري، تفسير التستري ، منشورات محمد علي بيضون / دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى – ١٤٢٣ هـ

أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي، الهداية الى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، مجموعة بحوث الكتاب والسنة – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة الشارقة، الطبعة: الأولى، ١٤٢٩ هـ – ٢٠٠٨ م

أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، الفروق اللغوية، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر بدون تاريخ نشر.

أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري، إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، دار المشكاة للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار الوطن للنشر، الرياض – السعودية

أحمد بن على بن المثنى التميمي، مسند أبي يعلى الموصلي، دار الحديث – القاهرة، الطبعة: الأولى، ١٤٣٤ هـ – ٢٠١٣ م

أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر
عام النشر: ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م.

جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، زاد المسير في علم التفسي، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الأولى – ١٤٢٢ هـ

د هاني فقيه ، النُّكَت على شرح النووي على صحيح مسلم، دار المقتبس – سوريا، الطبعة: الأولى، ١٤٣٨ – ٢٠١٧ م

زين الدين عبد الرحمن بن أحمد، البغدادي، فتح الباري، مكتبة الغرباء الأثرية – المدينة النبوية.
الحقوق: مكتب تحقيق دار الحرمين – القاهرة، الطبعة: الأولى، ١٤١٧ هـ – ١٩٩٦ م (3/ 368)

زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري، فيض القدير شرح الجامع الصغير، المكتبة التجارية الكبرى – مصر، الطبعة: الأولى، ١٣٥٦

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى ١٤٢٠هـ -٢٠٠٠ م

علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي البرهانفوري ثم المدني فالمكي الشهير بالمتقي الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الطبعة الخامسة، ١٤٠١هـ/١٩٨١م

مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر ، المكتبة العلمية – بيروت، ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م

محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ، تفسير القرآن الكريم (ابن القيم)، دار ومكتبة الهلال – بيروت، الطبعة: الأولى – ١٤١٠ هـ

محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي ، تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، مؤسسة الكتب الثقافية – لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٠٧هـ – ١٩٨٧م

محمد بن عبد الهادي التتوي، أبو الحسن، نور الدين السندي، حاشية السندي على سنن النسائي، مكتب المطبوعات الإسلامية – حلب، الطبعة: الثانية، ١٤٠٦ – ١٩٨٦

محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى، سنن الترمذي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، الطبعة: الثانية، ١٣٩٥ هـ – ١٩٧٥ م

محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي، تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة دار الكتب العلمية -بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٦ هـ – ٢٠٠٥ م

محمد ناصر الدين الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض
الطبعة: الأولى، ١٤٢١ هـ – ٢٠٠٠ م

الهوامش:

  1. () مقاييس اللغة (5/ 368)
  2. () العين (8/ 275)
  3. () الفروق اللغوية للعسكري (ص: 311)
  4. () النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 69)
  5. () التعريفات (ص: 40)
  6. () المفردات في غريب القرآن (ص: 91)
  7. () تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل (ص: 398)
  8. () انظر تفسير التستري (ص: 162)
  9. () تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 57)
  10. () زاد المسير في علم التفسير (3/ 295)
  11. () تفسير الطبري = جامع البيان ت :شاكر ، بتصرف (19/198ــــ 199)
  12. () المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 434) ، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح ، وانظر الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 436) ،إتحاف المهرة لابن حجر (6/ 225).
  13. () تفسير ابن كثير ت سلامة (7/ 361)
  14. () مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 148ـــ149)
  15. () انظر : سنن الترمذي ت شاكر ، حديث 3127 (5/ 298)
  16. () التفسير القيم = تفسير القرآن الكريم لابن القيم (ص: 350)
  17. () تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 271)
  18. () أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب ، حديث 3639 (4/ 207)
  19. () زاد المسير في علم التفسير (4/ 239) ، وانظر تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 208)
  20. () تفسير القرطبي (17/ 267)
  21. () انظر زاد المسير في علم التفسير (4/ 239) تفسير القرطبي (17/ 267)
  22. () تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 213)
  23. () زاد المسير في علم التفسير (4/ 239)
  24. () تفسير القرطبي (17/ 267)
  25. () تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (10/ 143)
  26. () انظر تفسير القرطبي (17/ 266)
  27. () الهداية الى بلوغ النهاية (10/ 6324)
  28. () انظر:تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (21/ 277) ، اللباب في علوم الكتاب (16/ 498)
  29. () البحر المحيط في التفسير (9/ 194)
  30. () انظر:تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (21/ 277) ، الهداية الى بلوغ النهاية (10/ 6324)
  31. () انظر:تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (8/ 673)
  32. () أخرجه البخاري في صحيحه ، باب الحرص على الحديث ، حديث رقم ( 99 ) (1/ 31)
  33. () أخرجه مسلم في صحيحه ، باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار، حديث (53) (1/ 61)
  34. () مسند أحمد مخرجا (1/ 319)
  35. () مسند أبي يعلى الموصلي(2/22) ، كنز العمال (1/294) ، إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 66)
  36. () مسند أحمد ط الرسالة (1/ 364) ، و الحديث صحيح بطرقه.
  37. () أخرجه البخاري في صحيحه ، باب الدعاء إذا انتبه من الليل حديث 6316 (8/ 70) ، وأخرجه مسلم في صحيحه باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ، حديث 181(1/ 525)
  38. () شرح النووي على مسلم (6/ 45)
  39. () حاشية السندي على سنن النسائي (2/ 218)
  40. () أخرجه مسلم في صحيحه ، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حديث 2408 (4/ 1873)
  41. () قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ، انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 756) ، قال الألباني : حسن لغيره ، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (2/ 80)
  42. () أخرجه مسلم في صحيحه، باب فضل الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة، والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة حديث 806 (1/ 554)
  43. () قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه “. ورواه سفيان الثوري، عن أبي هاشم فأوقفه ، انظر المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 752)
  44. () السنن الكبرى للبيهقي (3/ 353) ، فال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه انظر : المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 399)
  45. () مصنف ابن أبي شيبة (6/ 32)
  46. () اللباب في علوم الكتاب (18/ 485ـــــ 486)
  47. () الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (10/ 249 ــ 250 ) وانظر: اللباب في علوم الكتاب (18/ 485)
  48. () تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 23)
  49. () الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، ٤/ ١٧٢، برقم ١٦٣٤، والنسائي، في كتاب الزينة، باب النهي عن نتف الشيب، ٨/ ١٣٦، برقم ٥٠٦٨، وابن حبان في صحيحه، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، ٧/ ٢٥١، برقم ٢٩٨٣، وأبو داود بنحوه، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، في كتاب الترجّل، بابٌ: في نتف الشيب، ٤/ ٨٥، برقم ٤٢٠٢، وأحمد في المسند، ٤/ ٤١٣، ٢٣٦، ٦/ ٢٠، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٣/ ٢٤٨، برقم ١٢٤٤، وفي صحيح سنن الترمذي، ٢/ ١٢٦.
  50. () أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، ٥/ ٢٠٥، برقم ٦٣٨٧، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ١٢٤٣. ورواه أبو داود بنحوه، في كتاب الترجل، باب في نتف الشيب، ٤/ ٨٥، برقم ٤٢٠٢.
  51. () حكم الألباني : صحيح ، انظر صحيح الجامع الصغير وزيادته( 1/531)
  52. () انظر: فيض القدير (3/ 156)
  53. () رواه ابن حبان في صحيحه ٧/ ٢٥٣، برقم ٢٩٨٥، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٣/ ٢٤٧، برقم ١٢٤٣
  54. () فيض القدير (4/ 184)
  55. () فيض القدير (6/156)
  56. () صحيح مسلم ، باب في صبغ الشعر وتغيير الشيب ، حديث 2102 ( 3/ 1663)
  57. () حكم الألباني : حسن ، انظر صحيح الترغيب والترهيب (3/ 132) تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن ،انظر : صحيح ابن حبان ـــ مخرجا (16/ 436)
  58. () مسند أحمد ط الرسالة (11/ 643)
  59. () أخرجه مسلم في صحيحه، باب الصلاة على القبر ، حديث 956 (2/659)
  60. () أي يوسع له قبره .
  61. () حكم الألباني: حسن ، انظر صحيح الترغيب والترهيب (3/ 217) ، ورواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من طريق دراج عن ابن حجيرة عنه ، انظر صحيح ابن حبان – محققا (7/ 392) .
  62. () حكم الألباني : حسن ، انظر :صحيح الجامع الصغير وزيادته(1/186)
  63. () تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (9/ 520) وانظر : إعراب القرآن للنحاس (4/ 236)
  64. () اللباب في علوم الكتاب (18/ 468)
  65. () تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 179)
  66. () تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 496)
  67. () تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 170)
  68. () تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 15) وانظر تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (23/ 179)
  69. () أخرجه مسلم في صحيحه ، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل ، حديث( 249)(1/ 218)
  70. () تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (22/ 265)
  71. () أخرجه مسلم في صحيحه ، باب فضل الوضوء ، حديث 223 (1/ 203)
  72. () فيض القدير (3/ 413)
  73. () حكم الألباني: صحيح لغيره ، انظر : صحيح الترغيب والترهيب (1/ 102)، رواه ابن ماجه في سننه(1/ 257) ، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 377)،والطبراني في المعجم الكبير (5/ 86) ، والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط الشيخين، انظر: المستدرك على الصحيحين (1/ 331).
  74. () أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب المناقب ، حديث 3639 (4/ 207)
  75. () فتح الباري لابن رجب بتصرف (3/ 368)
  76. () حكم الألباني: صحيح لغيره ، انظر:صحيح الترغيب والترهيب (1/ 76)، رواه الطبراني في المعجم الأوسط بإسناد حسن (1/ 257)
  77. () أخرجه مسلم ، باب باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر، والحث على الرفق بالرعية، والنهي عن إدخال المشقة عليهم ، حديث 1827 (3/ 1458)
  78. () رواه الحاكم في (المستدرك)،حديث 1713 (1/ 638 ) ،وقال: (صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي؛ والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 250)
  79. () حكم الألباني : حسن صحيح ، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (2/ 17) ، ورواه البزار من رواية صالح مولى التوأمة ، قال البزار: لا نعلمه متصلا عن ابن عباس إلا بهذا الطريق، انظر: ، كشف الأستار عن زوائد البزار (2/ 33)
  80. () انظر صحيح البخاري (1/ 133) حديث (660) باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد
  81. () حكم الألباني : صحيح ، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (3/ 93) ، و رواه أبوداود في سننه (3/288) ، و ابن حبان في صحيحه ، انظر صحيح ابن حبان – مخرجا (2/ 333)،
  82. () حكم الألباني : صحيح ، انظر:صحيح الترغيب والترهيب (3/ 92) وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 134)
  83. () حكم الألباني :صحيح لغيره ، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (2/ 48)، و رواه البزار بإسناد حسن ،انظر : كشف الأستار عن زوائد البزار (2/ 281)،وانظر: السنن الكبرى للنسائي (4/ 289) ، المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 446)
  84. () تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 859)
  85. () تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل(3/475)