تجليات الأنا والآخر في الأغنية الشعبية الثورية الجزائرية

تنزيل الملف

رشيد جقريف1

1 أستاذ مساعد قسم -أ-، طالب دكتوراه علوم بجامعة 20 أوت 1955 سكيكدة، الجزائر

بريد الكتروني: djekrifrachid@gmail.com

اشراف الدكتور: عبد القادر نطور، جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة

البريد الإلكتروني:nattourab22@yahoo.fr  

HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21013

تاريخ النشر: 01/10/2021م تاريخ القبول: 20/09/2021م

المستخلص

نحاول في هذه الدراسة أن نسلّط الضوء على موضوع هام من موضوعات الأدب الشّعبي الجزائري، ويتعلّق أساسا بموضوع الأغنية الشّعبية الثورية من جهة وبموضوع الآخر من جهة ثانية، وهذا الأخير الذي تناولته نصوص الأغاني الشّعبية بوصفه أحد الفاعلين الأساسيين في صدام وصراع الأنا مع الآخر، وإفرازا من إفرازات هذا الصدام الدامي الذي استمرّ طويلا، لذلك فقد أبان الأديب الشعبي عن موقفه وعلاقته من هذا الآخر على اختلاف شخصه ومكانته وانتمائه (الآخر الفرنسي، الألماني، الأمريكي، الروسي).

لذلك فهذه الدراسة تبحث أساسا في علاقة الأنا مع الآخر وموقفها منه انطلاقا من رصد تمظهرات وتجليات الآخر في نصوص الأغاني الشعبية في مقابل صور وتمظهرات الأنا التي يمثلها المجاهدون والرجال الوطنيون وكل من كان يقف إلى جانب الثورة.

الكلمات المفتاحية: تجليات، الأنا والآخر، الأغنية الشعبية الجزائرية.

Research Article

Manifestation of the ‘ego’ and the ‘other’ is the Algerian revolutionary folk popular

Rachid Jakrif1

1 Assistant Professor, class -A-, PhD student at the University of August 20, 1955, Skikda

Email: djekrifrachid@gmail.com

PhD Supervising Professor: Abdelkader Natour the University of August 20, 1955, Skikda

Email : nattourab22@yahoo.fr

HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21013

Published at 01/10/2021 Accepted at 20/09/2021

Abstract

In this study, we try to highliths an important topic of the Algerian popularliteratur, mainly related to the subject of the revolutionary folk song on one hand and the ‘other’ on the other hand, this latter which was dealt with by the texts of folk songs as one of the main factors in the conflict and clash of the ‘ego’ with the ‘other’, and are sult of the secretions of this bloody clash that lasted for a long time. Therefore, the the popular writer had shown his relationship and position to this ‘other’ despite his character status and affiliation are different (the French, German, American, Russian ‘other).

Thus, this study is basically being examined the link between the ‘ego’ and the ‘other’ and its attitude from it, wich is based on the monitoring of the manifestations of the ‘other’ in folk songs texts against the images and manifestations of the ‘ego’ represented by the Mujahideen and patriotic men and all those who were standing beside the revolution.

Key Words: Manifestations, ‘ego’ and ‘other’, folk popular, Algerian.

1. مقدمة:

كم هي كثيرة ومتنوعة فنون الأدب الشعبي التي أنتجتها الجماعات وعبّرت من خلالها عن طموحاتها وآلامها وكل ما يؤثر فيها من قريب أو بعيد، حيث كانت الأغاني الشعبية الثورية لغة ووسيلة الأفراد والجماعات في التعبير عن قضايا الثورة والوطن ممثلة بذلك أحد أهم أشكال الأدب الشعبي الاجتماعية والجماعية في شكلها ومضمونها، إذ أن مبدعها الأول سرعان ما يذوب في الإبداع الجماعي لاقترانه بالقضايا الكبرى، أو القضايا والهموم الجمعية التي ينتمي إليها ويعبّر عنها ويتشارك فيها مع أبناء وطنه، تلك الأغاني التي أبدعها يوما ما فردٌ من أو عدّة أفراد أو شاعر أو مجاهد أو مجاهدات أو نسوة، كما كان جزء كبير منها – الأغنية الشعبية – من إبداع أعضاء الحركة الوطنية (الطيارة الصّفرا) ، (اللي يحب لفريك دي نور)، وغيرهما من الأغاني الثورية.

2. مفهوم الأغنية الشّعبيـة:

للإحاطة بمفهوم هذا المصطلح من الناحية اللّغوية لا مناص من تناوله من شقين أو جهتين، الشق الأول الذي يتصل بمفهوم الغناء والشق الثاني يتصل بمفهوم ومدلول كلمة الشعب أو الشّعبية.

يتطرق صاحب “القاموس المحيط” إلى مفهوم الغناء لغة بقوله: »والغناء ككساء من الصوت، ما طرّب به وغنّاه الشّعْر، وبه تغنيةً: تغنّى به[1]«، فالغناء على حد التعريف الّلغوي يشبه الرداء والكساء من الصوت الذي يلتحف الشعر والكلام، كما يرسل ويطلق على كل ما طرّب به من ملفوظ سواء كان شعرا أو غيره.

هذا بالنسبة لمفهوم أو معنى الغناء  »أما لفظة الشعبي أو الشّعبية فهي صفة من كلمة “شعب” وتعني في اللغة ما تقسّمت فيه القبائل وجمعها شعوب وبالتالي فهي تأخذ الأمة ككل «[2]فمدلول” الشّعبية ” اللغوي ينصرف بذلك إلى المعنى الذي يحيل على الإجماع أو الشّعبية أي فيما أنتجته الجماعة أو عبّرت عنه واحتفت به القبيلة أو العشيرة أو الدولة بالمعنى العصري، فلا يكون الشيء شعبيا إلا إذا أنتجته أو عبّرت عنه الجماعة المتغلّبة بثقافتها وكينونتها وأدبها وما إلى ذلك.

أما من الناحية الاصطلاحية فإننا نكتفي بهذا التعريف الذي قدّمه “ألكسندر كراب” بقوله: »قصيدة شعرية ملحّنة مجهولة المؤلف، كانت تشيع بين الأميين في الأزمنة الماضية، وما تزال حيّة الاستعمال[3]«

أما فيما يخص مصطلح الثورة فنقصد به ذلك النوع من الأغاني الشعبية التي اهتمت بموضوع الثورة بكل تفاعلاته وكل ما يتصل به من موضوعات سياسية واجتماعية ومعجم لغوي يؤكد حضور مصطلحات تتعلق بحقل الثورة، أو بتعبير آخر ذلك النوع الغنائي الشّعبي الذي تجلّت فيه حيثيات الصراع العسكري والسياسي بين الشعب الجزائري والمستعمر الفرنسي.

3. فنون الأدب الشعبي والثورة التحريرية:

قد اعتنى الأدب الشعبي (الشاعر، المدّاح، القصاص، القوال أو المغني) بموضوع الثورة التحريرية وتجلّى ذلك الاهتمام عبر مختلف تلك الأشكال الأدبية الشعبية (السردية، الشعرية)، وقد اهتم بعض الباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي الجزائري بهذه القضيّة بعدما أدركوا من خلال سعة اطلاعهم وشدّة احتكاكهم بالكثير من النصوص الأدبية الشعبية التي تناولت موضوع الثورة.

كان في طليعة هؤلاء الباحثين الأستاذ “التلّي بن الشيخ” من خلال أبحاثه ودراساته خاصة في مؤلفيه “دور الشعر الشعبي الجزائري في الثورة التحريرية 1830-1954″، وكذلك في كتابه” منطلقات التفكير في الأدب الشعبي الجزائري “، اللذين فيهما إشارات واضحة أفصحت عن مدى تعالق النص الشعبي الشعري بموضوع الثورة التحريرية.

وكذلك العربي دحو من خلال دوواين الشّعر الشّعبي التي قام بجمعها وتدبيجها من هنا وهناك وقدّمها للقارئ مشفوعة بدراسات نقدية وتحليلية نخصّ بالذكر كتابه “الشعر الشعبي ودوره في الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس” وهو كتاب مؤلف من جزأين قسم نظري وآخر تطبيقي يجمع فيه الكثير من النصوص الشعرية الثورية التي خصّها بالدراسة والبحث.

هذا دون أن نغفل ما أضافه “عبد الحميد بورايو”من خلال أبحاثه ودراساته ومؤلفاته المتنوعة خاصة في كتابه “الأدب الشعبي الجزائري”، فهذه إشارات وومضات واضحة براقة تدلي بصدق عما قدّمه الأديب الشعبي من إسهامات أدبية »فإن كان الأدب الرسمي يعبّر عن نكبة الجزائر بالاحتلال الفرنسي، ولم يصوّر جراح الشعب الجزائري وإنما اكتفى برسم صورة أخرى باهتة الظلال، يغلب عليها تصوّر عاطفي معزول عن واقع حياة اليتامى، فإننا نجد في الأدب الشعبي صورة صادقة لمعاناة الشعب الجزائري، صورة مشرفة للبطولة الشعبية أحيانا، ومؤلمة أحيانا أخرى، ولكنها معبّرة عن الثورة التحريرية بما فيها من تضحيات وانتصارات وبما فيها كذلك من هزائم وانكسارات[4]«، عبر تاريخ الجزائر الطويل الحافل بالأحداث والبطولات ضد الغزاة والمعتدين أو حتى في تصوير حياة المجتمع الجزائري في أدق تفاصيلها وأبسط تجلياتها فإن بصمة الأدب الشعبي أو الأديب الشعبي واضحة لا ينكرها إلاّ جاحد أو جاهل، وقد أقرّ بهذه الحقيقة كل من اطّلع على هذه المدونات وتصفّحها أو أعاد شريط الذاكرة محاولا استرجاع بعضا مما يستطيع استذكاره من فنون شعبية كانت حاضرة إبّان الثورة حينما انعدمت الوسائل وانقطعت السبل، ولم يبق إلا صوت الشعب مرددا ينقل إلينا في أمانة وصدق وبلغة سلسة لا مباهاة فيها ولا مبالغة أو تقعير أهم ما كان يجري ويحدث آنذاك من سجال حامي الوطيس بين الأنا والآخر بين الشعب والمستعمر، »ورغم الثقافة المحدودة فقد استطاع الأديب الشعبي أن يتمثّل أحداث التاريخ ويربط الماضي بالحاضر»[5]، دون أن نحسّ أو نشعر بأن ثمّة فجوة أو حلقة مفقودة تصل اليوم بالأمس» فالتراث الشعبي هو جوهر الشعوب وإبداع عفوي أصيل يحمل ملامح الشعب ويحفظ سماته، ويؤكد عراقته، ويعبّر عن همومه اليومية، ومعاناة أفراده على مختلف مستوياتهم، وهو صورة لروحهم العامة، وشعورهم المشترك «[6]حول أهم القضايا وأخطرها وأبسطها وأدناها، ولم يكن ثمة من الموضوعات ما يستحق العناية والاهتمام من لدن الأديب الشعبي من تلك القضايا التي أفرزها احتلال فرنسا للجزائر وما صاحبها من مد وجزر خاصة بعد اندلاع ثورة التحرير المظفّرة والتي كان الأديب الشعبي شخصية حاضرة وفاعلة فيها بكلمتها وأحيانا بسلاحها أيضا.

» غير أن الأديب الشعبي كان الأديب الأصيل، والطاقة المحرّكة لوجدان الشعب والقادرة دوما على تحويل جراح النكبة إلى نصر، وقد كان الشاعر الشعبي في القصائد التي واكبت الثورات الجزائرية شاعرا وطنيا…

فيحدّثنا عن الأبطال بطريقة نحس فيها نبل المشاعر، وحرارة العاطفة، والابتعاد عن الروح الذاتية، وقد وجدت الطبقات الشعبية في الأدب الشعبي تصويرا لجراحها وتعبيرا عن آمالها، وأمانيها، فتناقلته الألسنة، وحفظته الذواكر الشعبية، وغدا ترديده نشيدا وطنيا، يذكي الحماس ويبعث النخوة، ويوقظ الوعي الوطني « [7].

4. الأغنية الشعبية والثورة التحريرية:

في وقت ليس بالبعيد خرج الغناء فاتحا ذراعيه للحياة وقت أن كانت شديدة القسوة، بالغة الإجهاد، من تراب الجزائر العبق برائحة الدماء المضرّجة على السفوح والوهاد، وفي وقت الأزمنة الشرسة خرجت أهازيج متحدية الألم، والفقر والأخطار، متحدية الحزن بالبهجة والغناء، أهازيج وأغاني ترتسم فيها ملامح الأمل والمجد والبطولة والاعتزاز، تحكي تفاصيل الإنسان الجزائري المبعثر في فضاء لا متناه، تحكي الوطن والثورة، تعبّر عن أفراح ومآسي الفرد الجزائري، تغنّى في مواسم الحصاد، والدرس وفي ليالي الشتاء الباردة الطويلة، وأثناء الأعمال المختلفة اختلاف هموم وشواغل الناس، هي أغاني مازال صدى رنينها الأوّل يدق أسماعنا ومازالت تراتيل لحنها الشجيّ الساحر تسلب أفئدتنا، هي أصوات عذبة رخيمة، تتناثر هنا وهناك رددها نساء ورجال وشعراء ومجاهدون ومجاهدات، فيها تعبير عن سلوكات وذهنيات شعب بطريقته الخاصة وأسلوبه الخاص المتميز وتاريخه الخاص جدا » فكانت الأغنية البدوية والشعبية تعانق بصفة مباشرة القضايا الوطنية والاجتماعية، فكانت تتغنى بجمال الوطن وأصالته، وتحرص على عاداتنا وتقاليدنا وتحفظنا من التلوث بما حملته سفينة أروبا بقيادة فرنسا إلى جانب بعض الملحمات والقصص التي تشيد بأبطال الأمة العربية «[8]، وتحتفي ببطولاتهم وإنجازاتهم الخالدة، فمن خلال الأغنية الشعبية تستخلص الكثير من مخبوءات ومكنونات ثقافتنا وتاريخنا المجهولة أو المغيّبة، كما نستشف من خلالها كذلك آمال وتطلعات الجماهير الشعبية في وقت من الأوقات كما أننا لا نستطيع إغفال أو تجاهل تلك الإسهامات الفعالة المتعلقة » بدورها في التكفل بالقضايا الوطنية ماضيا وحاضرا، فلقد أدى المغنون دورا أساسيا في توعية الجماهير الشعبية إبان الثورة التحريرية، فكان المغني اللسان الناطق للثورة حيث تفاعل معها تفاعلا ثوريا وفنيا الأمر الذي أهله ليكون مناضلا ومجاهدا بامتياز « [9].

تجلى ذلك أكثر ما تجلى في نزوعها التوثيقي والإعلامي والدعائي الذي كان يطلع العامة عن ملابسات دقيقة ومؤامرات خطيرة، تحيكها الإدارة الاستعمارية، حيث عمدت الأغاني الثورية إلى كشفها وتعريتها وإبطال مفعولها من خلال إذاعتها في الأسواق والقرى والتجمعات الشعبية والنوادي المختلفة، وقد نجحت تلك الأغاني الثورية التي أبدعتها الجماهير الشعبية أو حتى أعضاء الحركة الوطنية الجزائرية إلى حد كبير في تأدية هذا الدور الإعلامي والتوعوي.

تجلى هذا الوعي العميق في متون ونصوص هذه الأغاني التي تبدّى فيها النزوع الثوري التحريري الرافض للواقع الاستعماري» ومن هنا فالأدب الشعبي يكون ( مؤسسة ) ثقافية متجولة بين أبناء الوطن العربي تجاوزت الحدود السياسية والإقليمية، وكان أقدر على الإيصال والتبليغ حتى من الأدب الرسمي «[10]، ونحن لا نغالي ولا نبالغ في ذلك بالنظر إلى المعطيات والإحصائيات التي كانت تشير إلى واقع الشعب الجزائري التعليمي آنذاك الذين كان جلّهم أميّا لا يحسن القراءة ولا الكتابة خاصة إذا علمنا أن فرنسا قد قضت على أغلب المؤسسات التعليمية وحوّلت الكثير منها إلى مدارس ومؤسسات فرنسية، فطبيعي وبديهي إذن أن تكون فنون الأدب الشعبي والأغنية الثورية واحدة من تلك الوسائل والبدائل المتاحة للتبليغ وتوصيل المعلومات وإطلاع الرأي العام الوطني والعربي على واقع الجزائر إبان الثورة.

5. تجليات الأنا والآخر:

نقصد بهذه المصطلحات “الأنا” و”الآخر” وتجلياتها في الأغنية الشعبية الثورية، الأنا هو الذات أو الفرد الجزائري كيفما كان، مجاهد، أو جندي أو شهيد أو مواطن في مقابل الآخر الأجنبي (الغريب) الغازي أو المستعمر أو الآخر غير المستعمر مثل المرتزق أو الأمريكي أو الألماني.

1.5. صور وتجليات الأنا والآخر الفرنسي:

كثيرة هي الأغاني الشعبية التي تناولت نصوصها الضابط والعسكري والجنود الفرنسيون من زوايا متعددة خاصة أثناء المعارك والمواجهات الحادة بين الطرفين الجزائري والفرنسي مثل هذا النص الذي تتراءى فيه صورة كل من القائد (الليطنة) والعسكري الفرنسي حينما قدموا إلى قرية من قرى الجزائر في يوم مشهود حامي الوطيس(نهار قماقم).

كما صوّرت الأغنية حالة من الزهو والاغترار والاعتداد بالنفس التي كان عليها هؤلاء الفرنسيون معتقدين أن المجاهدين سيكونون لقمة سائغة لهم، وأنه من السهل القبض عليهم حيث تعمد الأغنية إلى تصوير هيئة الجنود وهم يجوبون القرى حاملين رشاشهم وهذا نص الأغنية:

نهار قماقم [11]كي جاونا الليطنة والحكم

يالخاوة

قالو شبطناكم[12] يا الخاوة بعثونا بايوع جديد

الله ينصر

في لولوج والعسكر بالماط يسوج

يالخاوة

لبياسة بزوج من الروبة للكرطلمان

الله ينصر

في مزغيش العسكر بطل ما يمشيش يالخاوة[13]

حيث نرى النص يعبّر عن مشية العسكري الفرنسي في حالة من الزهو والاعتداد بالنفس، وهو يتبختر حاملا سلاحه الرشاش وذلك ما نتلمّسه من خلال لفظة “يسوج” التي يوحي مدلولها في الثقافة الشعبية إلى المشية المترنحة المتمايلة من الطرب والانتشاء.

أمّا قوالب السخرية والتهكم وعبارات الشتم والحط من شخص الآخر الفرنسي العسكري فهي حاضرة في أغانينا الشعبية حضور الملح في الطعام، وتنبني هذه النصوص بالدرجة الأولى انطلاقا من فيوضات ودفقات شعورية ثائرة ضد كل ما يمت للاستعمار بصلة، خاصة إذا علمنا أن الجندي الفرنسي كان المعول الرئيسي والساعد القوي الذي تضرب به فرنسا فتصيب، هذا إضافة إلى احتكاك العساكر والجنود الفرنسيون بالشعب والمجاهدين احتكاكا غير مرغوب فيه من الطرف الجزائري.

كهذا المقطع الذي ينعت العساكر بلفظة “لهوير” الموحية بقمة الهمجية والتوحش والبربرية، هذا العسكر الذي لم يجد حلا سوى اضطهاد الشعب الأعزل “السفيل” بعدما تعذّر عليه النيل من الثوار والمجاهدين

حيث يقول النص:

يالعسكري يالهوير[14]ياللي ولى على السفيل[15]

خرجو لجيش التحرير باش[16]تلقاو المجاهدين[17]

وفي نفس السياق نجد هذه الأغنية التي تصوّر لنا منظر العساكر الفرنسيون وهم وسط بيوت الدجاج يبحثون عن المجاهدين (أولاد الزاحي) هؤلاء المجاهدين الذين كانوا في معقلهم الطبيعي (الجبال) بينما كان العساكر يبحثون عنهم وسط أكواخ وبيوت الدجاج ونقتطف من الأغنية هذا المقطع:

في أرسا دي زايد[18]والكوبتير[19] تدي وتعاود

في أولاد الزاحي والعسكر فالجاج[20]يحاحي

يحوس على أولاد الزاحي أولاد الزاحي فلجبال[21]

وأمام هذا الزخم الفوتوغرافي الذي يشدّ أبصارنا ويسلب أسماعنا بنوطاته النغمية عبر التفرّس في جزئيات ودقائق الأمكنة والشخوص وكيفية تموضعها وتمظهراتها في الأغاني الثورية ولم نجد أجمل فيما قرأنا واطّلعنا من هذا النص الغنائي الذي يرسم بدقة بالغة حالة التوتر والترقب والتوجس بين الأنا ( المجاهد) والآخر المستعمر(فرنسا) من هذه الأغنية التي أبدعتها الجماهير الشعبية وهي تغنّي في مختلف ربوع الوطن الجزائري، وكأنها فاتحة ديوان وسجل الأغاني الشعبية الثورية والموسومة (الطيارة الصفراء).

الطيارة الصفرا احبسي ما تضربيش

راسي راسي وحيد لميمة ما تضنيش

سي يا يما وسي ما تبكيش

نطلع لجبل نموت وما نرديش

الله الله ربي رحيم الشهداء

الجندي لي جانا وطرحنالو لفراش

سمع بفرانسا جات القهوا ما شربهاش

الله الله ربي رحيم الشهداء

الضيف اللي جانا يكركر فالبرنوس

هو سي عميروش وأنا ما عرفتوش

حيث صوّرت هذه الأغنية حالة الفزع التي كان يحياها الجندي الجزائري (الطائرة المرعبة) وكذلك صوّرت عزيمة وإصرار المجاهدين على المضي قدما ( الصعود إلى الجبل) الذي كان يمثل تحديا لغطرسة فرنسا. ويقوم مقطع اللازمة (الله الله ربي رحيم الشهداء) بأداء واجب العزاء النفسي والتخفيف من شدّة الصدمة والموت مقابل جزاء “الشهادة” المرتقب، ولم تكن صورة القائد الجزائري(سي عميروش) أحد الأعضاء البارزين الذين فجروا الثورة أكثر حفرا في وجدان الذات الوطنية حينما تقول الأغنية (يكركر فلبرنوس) في إشارة إلى الحالة المزرية التي كان عليها القائد الوطني وهو يجر ثوبه (البرنوس) إلى درجة أنه لم يكن معروفا.

الضيف الضيف لا يأتي إلا لمامًا

الضيف شخص محبوب وعزيز

الضيف في العرف العام الضيف يقابل بحفاوة

والثقافة العربية الشعبية قد يعود مرّة وقد لا يعود

لا يلبث طويلا في المكان حتى يرتحل عنه

فترسم الأغنية عبر إيحاءات الدال(الضيف) عدة معاني من خلال تفكيك شفرات النص (الأغنية) فتتضح معاني “القلق، الفزع، الخوف، الفقر، الحرمان، الاغتراب، البطولة، التحدي، الصمود، التضحية” التي رسمتها الأغنية الشعبية للأنا (سي عميروش).

وليس غريبا أن نسجّل حضور الجنرال الفرنسي “شال” في نصوص الأغاني الثورية حيث حضي باهتمام بالغ لدى الشعراء والمغنيين الشعبيين، مثل ما نجده في هذه الأغنية الشعبية التي دوّنتها نقلا وسماعا من منطقتنا بالولجة بوالبلوط، والتي نجدها تسرد في قالب حكائي قصصي يمتزج فيها السردي بالشعري لتكون في الأخير من خلال هذا المزيج لوحة فنية ناطقة يعلو فيها صوت الأنا عن الآخر(شال)، والذي يتبدّى في شكل الأبله الذي خسر ماله ومركزه، ونص الأغنية يقول:

ياخوتي سمعو ليا ياخوتي سمعو ليا

هذا النشيد على القوميا[22]

كي جا مسيو شالو[23] حب يبرد غناو

وهو خاسر في مالو والجزائر جمهورية

كي عطاتلو خمسة وعشرين ألف

وقالتلو تكيف ونف[24] وهذ العسكر راه حلف

وهم بالكل قومية[25]

حيث تجلّى الجنرال الفرنسي في نص الأغنية من خلال عبارة ( مسيو شالو) التي حمّلها النص مدلولات أخرى تتضمن كل معاني السخرية والاحتقار للحاكم الآخر الأجنبي.

ب- تجليات الآخر غير الفرنسي (أمريكا ألمانيا)

لم تتوقف أغانينا الشعبية في تناولها لموضوعات الدين والوطن وقضايا الاستعمار وتصوير حال الشعب الجزائري وما يعانيه عند حدود الآخر الفرنسي فحسب، بل كانت نظرتها أعمق وأبعد من ذلك لتشمل الآخر الأجنبي على اختلاف ديانته وعرقه وانتمائه الإيديولوجي وتأثيره على الذات الوطنية إما سلبا أو إيجابًا، فلا غرابة أن نجد هذا الآخر مبثوثا في أغانينا الشعبية تشدّه خيوط مسيكة نحو قضايا ترتبط بمصير الأمة، حيث نعثر على الأخر غير الفرنسي مبثوثا في نصوص أغانينا الشعبية الثورية مثل دولة أمريكا وألمانيا أو حتى في شكل تكتلات وأحلاف سياسية وعسكرية مثل (هيئة الأمم المتحدة) (وحلف شمال الأطلسي).

ولم يكن حضور هذه الدول الأجنبية والمنظمات الدولية مجرد ترف غنائي لا طائل من ورائه، بل لارتباطها -الدول- بقضايا جوهرية ومصيرية تمس صميم الفرد الجزائري، تتمحور حول نظرة وموقف هذه الدول والمنظمات من الثورة الجزائرية المسلّحة وكذلك من السياسة الاستعمارية المتبعة ضد الشعب الجزائري الأعزل القائمة على التقتيل والتشريد، وكذلك قضية المفاوضات وحق الشعب في تقرير مصيره، حيث نسجل من خلال النصوص التي جمعناها واحتككنا بها تواطؤ ومساندة أغلب هذه القوى الأجنبية للعدو الفرنسي وانتصارها له، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض المواقف الصامدة في وجه الاستعمار الفرنسي كالذي أبدته دولة (روسيا) من مساندة ودعم للشعب الجزائري.

وفي هذا الصدد تحضرنا هذه الأغنية الشعبية «اللي يحب لفريك دي نور» وهي أغنية أبدعها أعضاء الحركة الوطنية ومعناها من يقف ويناصر شمال إفريقيا

اللي يحب لفريك دي نور[26] يشاركنا في الوطنية

يدافع على الدرابو المنصور نتاع[27] الدولة الإسلامية

ثم تتطرق الأغنية إلى الآخر الأمريكي ورصد طبيعة العلاقة بينه وبين الأنا والآخر الفرنسي من جهة ثانية بقولها:

فرانسا دارت بوليتك[28] راحت جابت لمريك

قالتلو نبيعلك لفريك وتعمل فينا بريزونيه[29][30]

حيث تتبدى “أمريكا” هنا في شكل المتساومة على مصير الدولة الجزائرية، حيث قبلت وانصاعت للإغراءات الفرنسية التي تنص بنودها على تسليمها أو بيعها المستعمرات الإفريقية (نبيعلك لفريك) مقابل إعانتها في حربها ضد الجزائر، كما تحيل عبارة (فرانسا جابت لمريك) إلى نوع من القبول الضمني والمبدئي للآخر الأمريكي حتى قبل المساومة، هذا الآخر الذي لم يكن يهمه شيء عن مصير الجزائريين سوى مصلحته الشخصية، واغتنائه على حساب حرية الآخرين.

هذه الصورة للأخر الأمريكي التي تتكرر في الأغاني الشعبية فيبدو فيها حليفًا وصديقا وفيا لفرنسا وبالمقابل عدوَّا وخصمًا للجزائريين، مثل هذه الأغنية التي يخاطب فيها المجاهدون ديغول ساخرين منه.

والأغنية تقول:

قالو أحنا رانا مديين لحرية

واخبط راسك شوفلو حجرات أخشان[31]

قالو عندي فيك خبر داير غزوية

ومنو ليك صديق غير الماريكان[32]

أنا عندي جيوش بزاف قوية

تونس والمروك[33]زيدلها وهران[34]

حيث يتراءى الأخر (الأمريكي) في شكل الصديق الحميم الأوحد لفرنسا، ولكنه ليس الصديق الوحيد بل هناك أصدقاء وحلفاء آخرون ولكنه ربما كان أقربهم.

أما الآخر المتمظهر في شكل الدولة الألمانية فقضية أخرى تستحق منا التأمل والتحليل الدقيق، حيث نلمس تضاربا في نظرة الجزائريين إليه وعلاقتهم به من خلال تجلياته في نصوص الأغاني الشعبية، فمرة نجده حليفا للجزائريين يمدُ المجاهدين بالسلاح اللازم الذي يساعدهم على كسر شوكة الطغاة كما نجدهم – المجاهدون- يطلقون صرخات الاستغاثة والاستنجاد به في لحظات اليأس والإحباط ليعينهم على المستعمر الفرنسي، وفي مواضع أخرى يتجلى الألماني في شكل المحارب للجزائريين والعرب يقتلهم بلا رحمة ولا شفقة ومن الأغاني التي تعبر عن رفض الشعب الجزائري التورط في حرب ضد ألمانيا لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هذا النص الذي تقول فيه الدكتورة “نور سلمان” « وردد الشعب الجزائري أغنية الحاج قيوم التي كانت تترجم مشاعره ومعارضته لحرب كان معرضا لأن يكون وقودا لها، وقد أنشدها المجندون الجزائريون في ميادين القتال خلال الحرب العالمية الأولى، ومقطوعات هذه الأغنية.

يا الفرنسيس واش في بالك الجزائر ما شي ديالك[35]

يجي الألمان يديهالك لابد ترجع كيف زمانك

أي أي كي تعمل له الحاج قيوم[36] يطلع سعده»[37]

كما تصور لنا أغنية (الحرية جات) الأقطاب والأطراف المتنافرة والمتصارعة بين الأنا والآخر

لي لارا لي لارا الحرية جات

جابوها الجنود تاع لولوج

فرنسا تعمل فالقوة بالبيري روج[38]

جابوها الجنود تاع زقار

فرنسا تعمل فالقوة بالسليقان[39][40]

حالة الاستبشار بقدوم الفرج وللحرية نظرا للأعمال البطولية التي يقوم بها المجاهدون في كل مكان (لولوج، زقار، والأوراس) رغم ما حشدته فرنسا من قوات عاتية (البيري روج) أصحاب القبعات الحمر لقمع ودحر الثورة، وإضافة لاستعانتها بقوات اللفيف الأجنبي (المرتزقة) أو كما هو معروف في الثقافة الشعبية (بالسليقان) لأن أغلبية هؤلاء الأفارقة كانوا من السود السنغاليين.

المصادر والمراجع:

أبو طاهر مجد الدين الفيروز أبادي: القاموس المحيط، دار الكتاب العلمية، بيروت، لبنان، ط2، 2007م/ 1428هـ، فصل العين.

التلي بن الشيخ: دور الشعر الشعبي الجزائري في الثورة التحريرية 1830-1954، سحب الطباعة الشعبية للجيش، الجزائر، د ط، 2007م.

العربي دحو: ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية، منشورات جائزة الأوراس، الجزائر، د ط، 2003م.

العربي دحو:” نصوص شعرية شعبية عن الثورة التحريرية لمجاهدين ومجاهدات: الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، الجزائر، د ط، د ت.

ألكسندر هجرتي كراب: علم الفولكلور، ترجمة أحمد رشدي صالح: وزارة الثقافة المصرية، دار الكتاب العربي، القاهرة، مصر، د ط، 1967م.

برباج حليمة: 65 سنة، يوم 12/01/2013م، الساعة التاسعة ليلا، الولجة بوالبلوط.

بشير خلف: وقفات فكرية، حوار مع الذات وخزٌ للآخر، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ط1، 2009م.

ساكر الزهرة: 55 سنة، يوم 12/12/2012 على الساعة التاسعة ليلا الولجة بوالبلوط.

سعيدة ممزاوي: العادات والمعتقدات في الأغنية الشعبية الأوراسية، مجلة الأثر، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، العدد10، سنة 2010م.

عبد العزيز شويط: النشيد الشعبي الجزائري في معركة التحرير الكبرى، دار أمواج للنشر، سكيكدة، الجزائر، ط1، 2005م.

عبد القادر طالبي: الأغنية العصرية الجزائرية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، د ط، د ت.

محمد سعيدي: أشكال التعبير والوعي الوطني، أشغال الملتقى الوطني المنعقد بتيارت 13-14 أكتوبر 2002.

نور سلمان: الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير، دار الأصالة للنشر والتوزيع، الخرايسية، الجزائر،د ط، 2009م.

  1. – أبو طاهر مجد الدين الفيروز أبادي: القاموس المحيط، دار الكتاب العلمية، بيروت، لبنان، ط2، 2007م/ 1428هـ، فصل العين، ص1325.
  2. – سعيدة ممزاوي: العادات والمعتقدات في الأغنية الشعبية الأوراسية، مجلة الأثر، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، العدد10، سنة 2010م، ص:321.
  3. – ألكسندر هجرتي كراب: علم الفولكلور، ترجمة أحمد رشدي صالح: وزارة الثقافة المصرية، دار الكتاب العربي، القاهرة، مصر، د ط، 1967م، ص253.
  4. – التلي بن الشيخ: دور الشعر الشعبي الجزائري في الثورة التحريرية 1830-1954، سحب الطباعة الشعبية للجيش، الجزائر، د ط، 2007م، ص14.
  5. – مرجع سابق، ص40
  6. – بشير خلف: وقفات فكرية، حوار مع الذات وخزٌ للآخر، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر، ط1، 2009م، ص 101—102.
  7. – التلي بن الشيخ: دور الشعر الشعبي الجزائري في الثورة التحريرية 1830-1954، ص39-40.
  8. – عبد القادر طالبي: الأغنية العصرية الجزائرية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، د ط، د ت، ص95.
  9. – محمد سعيدي: أشكال التعبير والوعي الوطني، أشغال الملتقى الوطني المنعقد بتيارت 13-14 أكتوبر 2002، ص 285.
  10. – التلي بن الشيخ: دور الشعر الشعبي الجزائري في الثورة التحريرية 1830-1954، ص66.
  11. – نهار قماقم : يوم مشهود
  12. – شبطناكم: مسكناكم
  13. – نقلا عن ساكر الزهرة، 55 سنة، يوم 12/12/2012 على الساعة التاسعة ليلا الولجة بوالبلوط.
  14. – لهوير: الهمجي المتبربر
  15. – السفيل: أصلها فرنسي (Les Civiles) المدنيون
  16. – باش: لكي أو من أجل
  17. – العربي دحو: ديوان الشعر الشعبي عن الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الأولى بالعربية والأمازيغية، منشورات جائزة الأوراس، الجزائر، د ط، 2003م، ص61.
  18. – أرسا دي زايد: اسم مكان غرب ولاية سكيكدة
  19. – الكوبتير: فرنسية الأصل (Hélicoptère) طائرة مروحية.
  20. – الجاج: الدجاج
  21. – عبد العزيز شويط: النشيد الشعبي الجزائري في معركة التحرير الكبرى، دار أمواج للنشر، سكيكدة، الجزائر، ط1، 2005م، ص33.
  22. – القوميا: لفظ يطلق على الخونة الجزائريون
  23. – مسيوشالو: الجنرال الفرنسي (Châlle)
  24. – أتكيف ونف: دخن واستهلك التبغ
  25. – نقلا عن برباج حليمة: 65 سنة، يوم 12/01/2013م، الساعة التاسعة ليلا، الولجة بوالبلوط.
  26. – لفريك دي نور: (L’Afrique, du nord) المقصود كل من كان يؤمن بالمبادئ التحريرية لشمال الإفريقي.
  27. – نتاع: ملك
  28. – بوليتيك: أصلها فرنسي (Politique) سياسة
  29. – بريزونية: أصلها فرنسي، سجين، المقصود هنا العمال الجزائريون الدين وضعتهم فرنسا لخدمتها.
  30. – نقلا عن ساكر الزهرة: يوم 12/12/2012 على الساعة التاسعة ليلاً ، الولجة بوالبلوط.
  31. – أخشان: من الخشونة، والمقصود هنا كبر الحجم.
  32. – الماريكان: أمريكا
  33. – المروك: دولة المغرب الأقصى.
  34. – العربي دحو:” نصوص شعرية شعبية عن الثورة التحريرية لمجاهدين ومجاهدات: الرابطة الوطنية للأدب الشعبي، الجزائر، د ط، د ت، ص87.
  35. – ماشي ديالك: ليست ملكك.
  36. – الحاج قيوم: اسم قيوم تعريب لــــ(Gâuillaum)
  37. – نور سلمان: الأدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير، دار الأصالة للنشر والتوزيع، الخرايسية، الجزائر،د ط، 2009م، ص149.
  38. – البيري روج: قوات العساكر أصحاب القبعات الحمر.
  39. – السليقان: قوات اللفيف الأجنبي (الأفارقة السود)
  40. – برباج حليمة: 65 سنة، يوم 12/01/2013م، التاسعة ليلاً، الولجة بوالبلوط.