المنطلقات الفلسفية للسيميائية التأويلية الأمريكية

تنزيل الملف

دكتور مصطفى كمال المعاني1 دكتور رائد عبدالجليل العواودة2

1 أستاذ مساعد – جامعة الحسين بن طلال – الأردن

بريد الكتروني: mr6462@yahoo.com

2 مدرس في وزارة التربية والتعليم – الأردن

HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21018

تاريخ النشر: 01/10/2021م تاريخ القبول: 25/09/2021م

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى عرض المنطلقات الفلسفية للسيميائية التأويلية الأمريكية باعتبارها منهجاً إجرائياً يعمد لمقاربة النصوص واستنطاق مكامنها، والذي يمثله ” شارل ساندرس بورس” ، حيث انطلاق من خلفية فلسفية تتمثل في “نظرية المقولات” التي استند عليها في تعريف العلامة مبيناً آلية إنتاجها للدلالة بواسطة سلسلة من الإحالات السميوزيسية، مبرزاً أنواع العلامات وآليات اشتغالها لإنتاج الدلالة و تداولها.

كما سعى “بورس” إلى تقديم مفهوم المؤول الديناميكي الذي يفتح باب التأويل على مصراعيه. محاولاً عمل قطيعة معرفية مع التأويل البنيوي والذي يراه قد أغلق الباب لانفتاح التأويل نحو اللانهائية. وكذلك أحدث قطيعةً مع التأويل التفكيكي والذي يقترن بالعبثية عند “جاك دريدا”.

كما ويتطرق البحث إلى تطور المنهج السيميائي على يد “أمبرتو إيكو” والذي انتقدإغفال”بورس” لدور القارئ في العملية التأويلية ، بينما أسند إليه ” إيكو” أهمية كبرى من خلال استعماله لمصطلح “التخمين”.

الكلمات المفتاحية: السيميائية، التأويل، التأويل البنيوي، التأويل التفكيكي، نظرية المقولات.

Research Article

American hermeneutical semiotic philosophical premises

Dr. Mustafa Kamal Al-Maani 1 Dr. Raed Abdul-Jalil Al-Awawda 2

1 Assistant Professor – Al-Hussein Bin Talal University – Jordan

Email: mr6462@yahoo.com

2 Teacher at the Ministry of Education – Jordan

HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21018

Published at 01/10/2021 Accepted at 25/09/2021

Abstract

This research aims to present the philosophical premises of American hermeneutic semiotics as a procedural approach that seeks to approach texts and investigate their potentials, which is represented by Charles Sanders Peirce, where he started from a philosophical background represented in the “category theory” on which he relied in defining the sign indicating the mechanism of its production of significance by a series From semiotic referrals, highlighting the types of signs and their working mechanisms to produce and circulate significance.

As “Peirce” to introduce the concept of the dynamic interpreter, which opens the door to interpretation wide. He is trying to make an epistemological break with the structural interpretation, which he sees as closing the door to the openness of interpretation towards infinity. He also broke with the deconstructive interpretation that is associated with the absurdity of “Jacques Derrida”.

The research also deals with the development of the semiotic method by Umberto Eco, who criticized “Peirce” neglect of the reader’s role in the hermeneutic process, while Eco assigned him great importance through his use of the term “conjecture”.

Key Words: semiotics, Hermeneutics, structural hermeneutics, deconstructive hermeneutics, Categories Theory.

المقدمة:

يرى شارل ساندرس بورس” Charles sanders peirce”(1839-1914)[1] أن الكون علامة كبرى تحوي عدداً لا نهائياً من العلامات، ولا يمكن للإنسان أن يدرك الأشياء من حوله أو أن يتعامل بها إلا على أنها علامات ، ولفهم العالم لابد من فهم العلامات في حد ذاتها وهو ما لا يتأتى- حسب بورس- إلا من خلال مبدأ ثلاثي يمثل الآليات المنتجة للإدراك والفهم والتواصل الإنساني.

مشكلة البحث: إن الإشكالية الأساسية التي يحاول هذا البحث مناقشتها كيف تناول شارل ساندرس بورس السميائية[2] باعتبارها منهجاً إجرائياً يعمد لمقاربة النصوص واستنطاق مكامنها ،سعياً للوصول إلى غاية التأويل عنده والمتمثلة في الإدراك والفهم والتواصل الإنساني بأفضل الطرق.

غاية البحث: تكمن الغاية هنا في توضيح فلسفة “بورس”والتي تهدف لجعل كل تأويل يتم داخل دائرة ثقافية محددة ، وإرساء قاعدة للتأويل تجعل من التأويل عملية ذات جدوى عملي.

منهجية البحث: سنستعين بمنظور معرفي بنائي، للإجابة على إشكالية البحث، وذلك ضمن تناول مشروع “بورس” التأويلي مشترشدين بقرآءت متنوعة، متخذين من التحليل الفلسفي للنصوص واستشفاف المضامين التأويلية خدمة لوضع أهم مرتكزات ومنطلقات هذا التوجه، وعلى أساسها هذا نبني خلاصاتنا البحثية.

حدود البحث: يتكون البحث من أربعة مطالب رئيسه هي:

المطلب الأول: التأسيس السميائي:

المطلب الثاني :الوظيفة التأويلية للسيميائية:

المطلب الثالث: التأويل بين السميائيات والتفكيكية:

المطلب الرابع: إشكالية السميوز التأويلية:

ثم تأتي نتائج البحث وقائمة المصادر والمراجع .

المطلب الأول: التأسيس السميائي:

نظرية المقولات: إنطلق بورس من “نظرية المقولات” باعتبارها المستند الفلسفي لتعريف العلامة، فالإنسان لا يمكنه أن يدرك الكون دفعة واحدة بل يتم ذلك عبر مستويات أو عبر إحالات جزئية تتمثل فيما يلي:

  1. الأولانية : يقصد بها وجود الشيء في ذاته ككينونة ، بعيداً عن أي سياق أو تحقق أو علاقة مع شيء أخر، وتحيل على “الوجود النوعي الموضوعي” ،حسب بورس، الذي يعرفها بأنها “نمط في الوجود يتحدد في كون شيء ما هو كما هو إيجابياً دون اعتبار لشيء آخر ، ولا يمكن أن يكون هذا الشيء إلا إمكاناً”[3] كالأحاسيس( الحزن، الفرح، الألم) والنوعيات( الأملس، الخشن، المائل ، المستقيم، الأبيض ، الأزرق).
  2. الثانيانية: هي إدخال الشيء في وقائع محددة ضمن سياق ما ليخرج من دائرة الإمكان إلى دائرة التحقق والوجود الفعلي ضمن شروط زمانية ومكانية معينة. ومن دائرة الإطلاق واللامحدودية ومن الغموض والإبهام إلى الجلاء والوضوح ومن مجرد أحاسيس إلى أحداث واقعية.
  3. الثالثانية: هي القاعدة أو القانون، إذ لايمكننا أن نفهم الكون إلا إذا أفرغ في قوالب رمزية ليدرك في شكل مفاهيم ، فعملية القولبة تقوم مقام الوسيط بين الإنسان والكون، وهو ما يتحقق من خلال الدين والأسطورة والخرافة واللغة ، التي تمكننا من إدراك الأشياء وتضبط علاقتنا مع العالم الخارجي.

لا يمكن للعلامات الكونية ككينونة أن تكون دالة وأن يتواصل الإنسان معها كثانيانية، إلا من خلال وسائط هي اللغة والأسطورة والدين التي تصبها في قوالب في شكل مفاهيم وتلك هي الثالثانية التي تشكل القاعدة أو القانون وهي بمثابة الجسر الذي يسمح بالمرور من الممكن إلى الواقعي.

مفهوم العلامة:

يرتبط تعريف بورس للعلامة بالمقالات الثلاثة السابقة، فهي تحوي داخلها: الإمكان والتحقق والقانون، ومن ثم فهي من طبيعة ثلاثية تتكون من الماثول (Representame) والموضوع(Objet) والمؤول (Interpretant) ولا يمكنها أن تكون دالة إلا عبر سلسلة من الإحالات بين عناصرها الثلاث، فالماثول يحيل على الموضوع عبر فعل التوسط الإلزامي الذي يقوم به المؤول. وتعرف سلسلة الإحالات التي تؤدي إلى إنتاج الدلالة بالسميوز (Semiose).

ويمكن أن نمثل لذلك بلفظة “الوردة” باعتبارها ماثولاً يحيل على موضوع وهي الوردة كشيء متخيل (تصور ذهني) أو موجود في الطبيعة مؤول، وهي مجموع السمات الدلالية المشكلة للفظة “وردة” والتي نميزها عن سائر الأشياء الأخرى: نبات زهري له عطر وأوراق وأغصان شائكة ، كخصائص وصفات نميزها عن بقية الأشياء والنباتات الأخرى، فهي بمثابة القانون أو القاعدة الذي يضبط مفهوم الوردة.

  1. الماثول: يعرفه بورس بقوله:”إن العلامة (أو الماثول) هي شيء يعوض بالنسبة لشخص ما شيئا ما بأية صفة وبأية طريقة. إنه يخلق عنده علامة موازية أو علامة أكثر تطورا. إن العلامة التي يخلقها أطلق عليها مؤولا للعلامة الأولى، وهذه العلامة تحل محل شيء: موضوعها”[4].

ويمكن ضبط خصائص الماثول من خلال هذا التعريف فيما يلي:

  1. يقوم الماثول بوظيفة التمثيل لشيء دون أن يعرفنا به.
  2. نتعرف على الماثول من خلال المؤول باعتباره علامة أكثر تطوراً.
  3. لا يمكن للماثول أن يحيل على موضوعه إلا من خلال المؤول.
  4. إنه يقوم بنفس وظيفة الدال السوسيري – رغم اختلافهما -، فكلاهما يمثل لشيء ما، فالماثول يمثل للمؤول والدال يمثل للمدلول.
  5. الموضوع: هو ما يقوم الماثول بتمثيله مروراً بالمؤول ولتحديد معنى الموضوع لابد من مراعاة السياق الخاص الذي أدرج ضمنه، وهنا لابد من التمييز بين معرفتين؛ المعرفة المباشرة والمعرفة غير المباشرة.
  6. الموضوع المباشر: هو المعطى من خلال العلامة بشكل مباشر، في مثل: الشمس مشرقة، الموضوع المباشر هنا لا يتعدى ما تعطيه لنا الجملة من معرفة مباشرة لا تحتاج إلى كبير جهد لفهمها، وهي إسناد صفة الإشراق للشمس.
  7. الموضوع الديناميكي: هو المعنى البعيد الضمني المتعلق بالمعرفة الثقافية والدينية للمؤول، وهو في المثال السابق جملة الإحالات الدلالية التي تشير إليها لفظة الشمس كأن تكون دالة على النور أو الجمال والهداية أو المكانة أو اسم علم.

يمكن استثمار الموضوع الديناميكي في قراءة النص بتجاوز بنيته السطحية إلى البنية العميقة والحفر في طبقاتها للوصول إلى المعنى الضمني المستتر.

ج- المؤول: هو الوسيط الإلزامي الذي يمثل حلقة وصل بين الماثول والموضوع، إنه بمثابة القانون الذي يميز الأشياء عن بعضها البعض ويمنع تمازجها من خلال تحديد السمات الدلالية الضابطة لمفهوم شيء ما، وهي شبيهة بالمدلول السوسيري، فكلاهما فكرة أو مفهوم بموجبه تتم الإحالة من الماثول إلى الموضوع. ولأنه لا يمكن إدراك واقعة ما دفعة واحدة بل يتم ذلك من خلال مستويات، إذ نتجاوز المعنى المباشر إلى دلالات أعمق عبر سيرورة تدليلية لا منتهية، فقد صنف “بورس” المؤولات إلى ثلاث:

أ- المؤول المباشر: هو المنوط بتحديد المعطيات الدلالية الأولية للعلامة، إنه بصيغة أخرى المعنى المباشر الذي يفهم من العلامة.[5]

ب- المؤول الديناميكي: يتجاوز تقريرية المؤول المباشر إلى التأويل، فهو يدخل العلامة في سيرورة تدليلية غير منتهية، فالعلامة الواحدة تقبل أكثر من قراءة وأكثر من تأويل، والنتيجة أننا أمام سيرورة سميوزية لا متناهية، وهي التي يحتاجها المحلل السميائي للنصوص الأدبية في تأويله للعلامات النصية[6].

ج- المؤول النهائي: هو المنوط بإيقاف سيرورة المؤول الديناميكي عند دلالة ما داخل نسق معين “فداخل سيرورة تأويلية معينة يجنح الفعل التأويلي إلى تثبيت هذه السيرورة داخل نقطة معينة تعد أفقا نهائيا داخل مسار تأويلي يقود من تحديد معطيات دلالية أولية (مؤول مباشر) إلى إثارة سلسلة من الدلالات (مؤول ديناميكي) إلى تحديد نقطة إرساء دلالية (مؤول نهائي)”[7].

إن المؤول النهائي ليس من طبيعة واحدة كما يذهب إليه” بورس “، لأن المؤول ينتج دلالات تختلف من غاية إلى أخرى، لذا قسمه إلى ثلاثة أنماط:

النمط الأول : يشمل العرف والتقاليد والعادات، وهو مؤول لا يخضع للمراقبة أو المناقشة العلمية المنطقية، بل يندرج ضمن المسلمات الاجتماعية غير القابلة للجدال.

النمط الثاني : يخضع للمراقبة ويمكن التأكد من صحته أو عدمها، إنه يشكل المعرفة التي يستند إليها شخص ما في تخصص ما من أجل إصدار حكم أو إجراء تجربة.

النمط الثالث: يرتبط بالأحكام الفلسفية والنظريات المنطقية الكبرى.

تكمن مشروعية المؤول النهائي في كونه الكابح لسيرورة السميوز اللامتناهية التي يدعمها المؤول الديناميكي، إذ لابد من الرسو عند محطة تأويلية معينة، لأن الاستمرارية تحمل خطر الولوج إلى العبثية التفكيكية في لعبة تدليلية لا متناهية[8].

إن العلامة بالمفهوم البورسي ليست تشابهاً ولا تطابقاً، فالموضوع ليس شيئاً بل هو علامة يمكنها أن تحيل على علامات أخرى، “فالعلامة هي شيء من خلال التعرف عليه نعرف شيئا إضافيا”[9]، وكل عنصر داخل العلامة قادر على الاشتغال كعلامة، أي قابل للتحول إلى ماثول يحيل على موضوع عبر مؤول، والمؤول هو علامة أكثر تطوراً من الماثول ، سرعان ما تحيل بدورها على موضوع آخر عبر مؤول آخر وهكذا دواليك.[10]

التوزيع الثلاثي للعلامة:

إن كل عنصر من عناصر العلامة الثلاث يقترب من بنيته الداخلية من بنية العلامة نفسها، ويمكن أن نتصور توزيعاً فرعياً ثلاثياً لكل عنصر من عناصر العلامة خاضع لنظرية المقولات.

1/ الماثول: يمكن النظر إليه كأولانية وكثانيانية وكثالثانية، أي كإمكان وتحقق وقانون، في الحالة الأولى يسمى علامة نوعية (Qualisigne)، وفي الحالة الثانية علامة مفردة (Sinsigne)، أما في الحالة الثالثة فيسمى علامة معيارية (Legisigne).

أ- العلامة النوعية: يمكن للأحاسيس والألوان والأصوات والهيئات أن تشتغل كعلامات نوعية دون ارتباطها بسياق ما أو شخص ما أو شيء معين، أو تجسدها في زمان ومكان معينين، فهي تدرك في أولانيتها كمعطى أول ممكن التحقق.

ب- العلامة المفردة: تتسم بالتحقق ضمن زمان ومكان محددين، باندراجها ضمن واقعة محددة ضمن سياق ما لتصبح أحداثا واقعية، إنها تعني الوجود الفعلي للعلامة.

ج- العلامة المعيارية: كل الأشياء المتعارف عليها كقواعد وقوانين على مستوى الجماعة تعتبر علامة معيارية، وهي لا تتحقق إلا من خلال العلامة المفردة.

2/ الموضوع: يمكن النظر إليه كأولانية و كثانيانية و كثالثانية، وذلك وفق ما إذا كانت علاقة الممثل بموضوعه تكمن في أن له بعض الخصائص في ذاته ففي هذه الحالة يشكل الموضوع أيقوناً (Icon)، أما إذا كانت علاقة الممثل سببية مع موضوعه يشكل الموضوع أمارة(Index) ، وفي حالة ما إذا كانت علاقة الممثل بموضوعه خاضعة للعرف الاجتماعي ينظر إلى الموضوع باعتباره رمزاً ( (Symbol.

أ- الأيقون: (Icon) العلاقة بين الممثل والموضوع قائمة على التشابه، فالأيقونة هي الصورة المماثلة والمصغرة لشيء، كالصورة الفوتوغرافية والرسم الهندسي لبناء معماري والخريطة، حيث يشترك الماثول والموضوع في عناصرهما. ويميز بورس بين ثلاثة أنواع من الأيقونات:

أيقون الصورة: العلاقة بين الماثول وموضوعه قائمة على التشابه، كالقلادة التي تحمل صورة مريم والمسيح.

أيقون الرسم البياني: في هذه الحالة العلاقة بين الماثول و موضوعه يحكمها التناظر، كالرسم البياني لعمارة مثلاً.

أيقون الاستعارة: إنها أكثر الحـالات تعقيداً و فيهـا تتم الإشـارة إلى العناصر المشتركة بين الماثـول و موضوعه، كدلالة اللؤلؤ على الدموع، لاشتراكهما في خصائص معينة: الشفافية و الانسيابية و الشكل الدائري.

  1. الأمارة: (Index) يعرفها بورس بقوله “علامة أو تمثيل يحيل على موضوعه لا من حيث وجود تشابه معه، ولا لأنه مرتبط بالخصائص العامة التي يملكها هذا الموضوع، ولكنه يقوم بذلك لأنه مرتبط ارتباطاً دينامياً (بما في ذلك الارتباط الفضائي) مع الموضوع الفردي من جهة، ومع المعنى أو ذاكرة الشخص الذي يشتغل عنده هذا الموضوع كعلامة من جهة ثانية”[11].

يمكن أن نستخلص علاقة الماثول بالموضوع في شكل نقاط:

  1. عدم وجود تشابه بينهما. 2- عدم اشتراكهما في نفس الخصائص.3- يتحقق الماثول والموضوع في فضاء مكاني وزماني واحد لارتباطهما الدينامي.

ج- الرمز : (Symbol) يرتبط بالقانون والقاعدة اللذين يتحققان على مستوى الجماعة أو العرف الاجتماعي، مع عدم وجود علاقة مباشرة بين الماثول والموضوع سوى العرف الذي صاغ منهما قانوناً وجعلهما متلازمين، بحيث يحيل ماثول ما على موضوع معين.

3/ المؤول: يمكن تقسيمه وفق ثلاث ثلاثيات:

أ- الخبر؛ أو المؤول الخبري: يوفر معلومات عامة، فهو يشير إلى العناصر الأولية التي تحتوي عليها العلامة، دون المرور بالعملية التأويلية، فهي معرفة مباشرة قريبة من مفهوم المدلول السوسيري الذي لا يتجاوز حدود تعيين مفهوم ذهني عام.

ب- التصديق: يتجاوز المعلومات الأولية الإخبارية، باندراج العلامة ضمن سياق معين

ج- الحجة: هي فعل ذهني يحاول من خلاله الشخص إثبات صحة قضية ما.

المطلب الثاني :الوظيفة التأويلية للسيميائية:

إن العلامة لا تعوض شيئاً أو تقوم مقامه، بل إن ماهيتها تتأسس على فعل الإحتمال و التأويل، فاللفظة الواحدة قابلة للتعدد القرآئي، وتحيل على أشياء أخرى غير موضوعها المباشر، فلفظة “ثمرة” ترتبط بالشجرة، وتدل على الإخصاب والنمو والإنتاج، ” فمعيار التأويل يسمح بالإنطلاق من علامة لقطع كامل دائرة توليد الدلالة المرحلة تلو الأخرى (…) ، عند هذا المستوى نرى إلى أي حد يكون الحكم على العلامة القائم على حجة المساواة والمشابهة والحد من الفوارق قابلاً للنقاش .ويرجع هذا الحكم إلى التشهير بالعلامة اللغوية البسيطة على أنها تعالق قائم على التكافؤ الخالي من المنافذ: استبدال مماثل بمماثل، بينما العلامة هي دائماً ذلك الشيئ الذي يفتح على شيئ آخر، لا نجد مؤولاً لا يحول أثناء توضيح العلامة التي يؤولها – ولو بصفة طفيفة- من حدودها “[12].

تتأسس العلامة ككينونة على مبدأ الإحالات، فهي قائمة على سيرورة تدليلية لا منتهية، والسميوز يفتح باب التأويل على مصراعيه من خلال المؤول الديناميكي الذي يتجاوز المعنى المباشر إلى دلالات ضمنية متوارية، وهو ما يمكن أن نستثمره في قراءتنا للنص الأدبي الذي يحمل خاصية التعدد القرائي، “فبمجرد ما يتجسد الماثول – في صيغته المركبة كما هو الشأن مع النص – فإنه يكتسب استقلالية سميوزيسية، حينها قد تصبح قصدية المتلفظ غير ذات أهمية، قياسا لموضوع النص الذي نقوم بتأويله وفق القوانين السميوزية الثقافية القائمة”[13]، ويصبح المؤلف حينها ضيفاً يزور نصه كأي قارئ آخر، يبدي احتمالاته القرائية والتأويلية ثم ينصرف حسب[14].

إن الحركة الديناميكة اللامتناهية أو من السيرورة السميوزية المندفعة دون توقف- من خلال سلسلة الإحالات المنفكة من عقال المعنى النهائي وغايتها إنتاج أكبر قدر من اللذة، والتي هي الإحالات نفسها- تُشكل خطراً كما يرى ” بورس” لابُدَّ من ضبطه لأن الاستمرارية تحمل خطر الولوج إلى العبثية التفكيكية في لعبة إحاليةٍ لا متناهية[15].

لذلك أوجد ” بورس” نمطاً ثالثا من المؤولات، وهو المؤول النهائي الذي يعتبره محطة نهائية داخل سيرورة التأويل، وهو المنوط به إرساء السيرورة التأويلية على محطة تدليلية بعينها والحد من لا محدودية السيميوز ضمن سياق خاص يستدعي الانتقاء والحذف والتحجيم .

أما على صعيد النص الأدبي الذي تعد الكلمة أداته الأولى، والكلمة هي سلسلة من الممكنات الدلالية، فإن النص خاضع للتعدد القرائي إلا أن اندراجة ضمن سياق معين يختزل احتمالاته الدلالية ويوجهها ليس في اتجاه واحد بل إلى عدد مختزل من القراءات المحتملة، مع إلغاء كم كبير منها لتستقر القراءة على دلالة معينة – عند قارئ ما – من خلال المؤول النهائي.

إن المؤول النهائي لا يلغي التعدد القرائي، إنما يحدد القراءة ويضبطها من خلال وضع الكلمات في سياق نصي معين، وعليه فإن ” المؤول النهائي ليس آلة لإنتاج الدلالات و المعاني، كما أنه ليس صياغة نهائية لدلالات بعينها تعد إثباتاً لمعرفة قارة . إنه على العكس من ذلك، ورغم مظهره الإنغلاقي، يشير إلى أن الدلالات متعددة تعدد السياقات التأويلية. وأن التعدد لا يوجد في الواقعة، إن كل تعدد إنما يعود إلى الذات التي تقوم بالتأويل وقدرتها على استحضار كل السياقات التي تبرر هذا التأويل وترفض ذاك “[16].

هذا، وإن كان السياق الواحد يستوعب أكثر من مؤول نهائي، وذلك بحسب ثقافة القارئ وقدرته التأويلية. لكنه فقط يكبح جماح المؤول الديناميكي اللامنتهي، بمعنى أن التعدد القرائي والإحتمال التأويلي يبقى قاراً حتى على مستوى المؤول النهائي،لأن هذا الأخير لا يعني الفهم الأحادي للنص بالتأكيد[17].

المطلب الثالث: التأويل بين السميائيات والتفكيكية:

لقد اتخذ عدد غير قليل من التفكيكيين، من فكرة السميوز البورسي مرجعاً لمنطلقاتهم الفكرية و على رأسهم “جاك دريدا” الذي حاول أن يشرع للنمو اللولبي للتأويل في التفكيكية بإيجاد سلطة معرفية له في السميوزيس البورسي، وذلك في الفصل الثاني من كتاب De la grammatologie .

مما حذا بأمبرتو إيكو لأن يتصدى لنوايا دريدا بالنقد،مبينا أن قراءته تحيد بالنص البورسي عن أصله و عن النوايا المعلنة للمؤلف، فالسميوز كما يفهمه إيكو مبدأ للتعددية وليس تأويلاً بلا نهاية، فغنى المؤول الديناميكي يتوقف على ثقافة المؤول: الدينية، الأسطورية ، العلمية، اللغوية ….، وهي لا بد أن تتوقف عند حد ما.

يهدف دريدا من وجهة نظر فلسفية إلى تحدي ميتافزيقا الحضور القائمة على وجود مدلول نهائي، و البرهنة على أن اللغة قادرة على تجاوز المدلولات المحددة، و أنها لا تقف عند مدلول بعينه من خلال حركة تأويلية لولبية لاتستقر على معنى أو دلالة، و هو ما يعرف بالمتاهة التأويلية (Derive interpretation) فلا حدود و لا ضفاف للدلالة “تنتشر الإيحاءات بشكل سرطاني بحيث إننا كلما انتقلنا إلى مستوى أعلى تم نسيان مضمون العلاقة السابقة أو تم محوها. فجوهر اللذة التي تخلقها المتاهة تكمن كلية في الانتقال من علامة إلى أخرى، و لا غاية لهذه الرحلة اللولبية بين العلامات و الأشياء سوى اللذة ذاتها”[18].

فما نحصل عليه من معرفة أو دلالة في نهاية المطاف لا علاقة له بالنقطة التي انطلقنا منها في بداية التأويل، فبإمكان أي علامة أن تشير إلى علامة أخرى دون أن تكون بينهما علاقة أو رابط، و المهم هو عدم الاستقرار على معنى معين، فالعملية التدليلية التفكيكية تقوم أساساً على مبدأ التقويضية.

على عكس سلسلة الإحالات السميوزيسية التي تقود إلى إنتاج معرفة أعمق و أوسع من تلك التي تقدمها العلامة في بداية المسار، فالعلامة تحيل على علامة أكثر تطوراً و غناً.

” فالسميوز بطبيعتها اللامتناهية تقود المؤول إلى ترجمة علامة في علامة أخرى ضمن سيرورة تلغي من حسابها مقولة المرجع كواقع مادي، لكي تستحضر نص الثقافة الذي يعد العنصر الوحيد الذي يمكننا من إرساء نقطة نهائية ضمن تدفق دلالي لا ينتهي نظريا عند حد بعينه (…) ففي كل عملية إحالة نكون في واقع الأمر ندشن لبدايات سيرورة تأويلية جديدة، فالعلامة هي مستودع لعدد هائل من الوحدات الثقافية القابلة للتحقق ضمن سياقات متنوعة، لا إحالات سرطانية تنفي الروابط بين المنطق و نهاية الرحلة”[19] ، فالسميوزيسية إذن تعني التعدد الدلالي للعلامة الواحدة بتعدد سياقاتها، وإلى حين تجسدها في سياق خاص تظل السميوز لا متناهية.

المطلب الرابع: إشكالية السميوز التأويلية:

لعل الملفت للإنتباه في سياق الحديث عن التأويلية البورسية، أن “بورس” ربط العملية التأويلية بالعلامة وحدها، مع إغفال أو إهمال للذات القارئة، فالسميوز فعل معزول عن الذوات و العلامة خاضعة للسيرورة التأويلية كجزء من ماهيتها و كينونتها، فهي تتكون من المؤول المسؤول على إعطاء دلالة ما للعلامة و ربط ماثولها بموضوع حتى في غياب القارئ.

والحقيقة أن المؤول الديناميكي لا يمكنه أن يشتغل بمنأى عن القارئ الذي تزداد احتمالاته التأويلية للعلامة الواحدة بحسب ثرائه الثقافي: اللغوي، الأسطوري،الديني…، لذا أضاف إيكو مفهوم التخمين مسنداً إلى القارئ دوراً في عملية إنتاج الدلالات.

يقوم التخمين أساساً على الفرضية(Abduction)، باعتباره فرضية للقراءة و التأويل، فهو “ليس حكماً مسبقاً على المعنى، بل هو تصور أولي و حدسي للمعنى. إنه يمثل،عند القارئ، الأشكال الأولى لمقاربة المعنى وفق خطاطة يتبناها هذا القارئ و يباشر وفقها عمليات التأويل اللاحقة”[20].

إن التخمين هو تحيين أولي لمعنى النص بواسطة خلق مسار تأويلي معين ينظم وفقه القارئ عناصر النص، و يخلق له انسجاماً خاصاً بحسب زاوية نظره الخاصة. ومن ثم فإن غنى السميوز و سعته الدلالية و تناسل معانيه، متوقفة على تخمينات القارئ الذي يخلق سياقاً خاصاً للنص. و القارئ في الحقيقة يخلق سياقاً خاصاً داخل سياق عام، فالنص ذاته مندرج ضمن سياق عام يستوعب بداخله سياقات أخرى (إحتمالات دلالية) تتحدد بحسب قارئه و سعته الثقافية، فالقارئ يوجه النص في سياق معين حسب تصوره الأولي أو تخمينه أو تحيينه المبدئي، قد يقبله النص و قد يرفضه، وفي الحالة الأخيرة على القارئ إعادة تحيين فرضيات أخرى يقبلها النص و تؤيد موجهاته النصية.

وبناء عليه، فإن العلامة تشتغل وفق مبدأ السميوز بنشاطين يكمل أحدهما الآخر :

النشاط الأول: مرتبط بالبعد النفعي أو البراجماتي للعلامة. أو بالموضوع المباشر للعلامة، وذلك حين تحيل العلامة على المعنى الحرفي التقريري، الذي يحتاجه الإنسان في إطار حياته الاجتماعية للتعبير عن حاجته الأولية.

النشاط الثاني: تتجاوز من خلاله العلامة المباشرة و الموقع التعييني المباشر إلى الدلالات غير المباشرة المرتبطة بديناميكية المؤول و الموضوع معا، لتشير إلى الضمني و لخفي والمستتر من خلال سيرورة تدليلية لا منتهية تتوقف على ثقافة القارئ و قدرته التأويلية.

ورغم قولنا بلا نهائية السميوز إلا أن حاجات الإنسان إلى التواصل، يقلص المد المتواصل لسلسلة الإحالات السميوزيسية، و يجعلها تستقر على دلالة بعينها فتدخل العلامـة دائرة العادة والعرف، و هو بالمنظور السميائي موت للعلامة.

موت العلامة:

إن العادة تصهر العلامة بجعلها تحمل دلالة تداولية تقوم بالوظيفة الإبلاغية والتواصلية في المجتمع، و تتحول اللغة إلى أفكار مسكوكة باتخاذ العلامة مسارا تأويليا واحدا. والدلالة الواحدة تعني موت العلامة، ومن موتها تنبعث القاعدة و القانون و العادة، و هو موت أبدي في الخطاب التداولي البورمي، و موت مِؤقت في النص الأدبي، لأن الانتهاء إلى دلالة ما من خلال سياق تأويلي ما من خلال المؤول النهائي لا يقتل النص باعتباره علامات، فسرعان ما تنبثق دلالات أخرى من النص عبر سيرورة تدليلية جديدة في سياق جديد لترسو عند مؤول نهائي آخر، و هكذا…

وعليه فقد انطلق الأمريكي بورس من خلفية فلسفية تتمثل في نظرية المقولات ليؤسس للسمياء التأويلية باعتبلرها منهجاً مهماً في مقاربة النصوص الأدبية و استنطاق مكامنها، و هو منهج يفتح باب التأويل و تفجير شفرات النص على مصرعيه من خلال المؤول الديناميكي الذي لا يحد من جموحه شيئ، لولا المؤول النهائي الذي يحدد المعنى بحسب سياق النص.

النتائج البحثية:

  1. لم نقدم في هذا العرض العام سوى الأسس والمنطلقات لسميائية “بورس” التأويلية كما تتجلى من خلال بناءالعلامة واشتغالها. فهناك الكثير من العناصرالنظرية التي تركناها جانباً، لاعتماده التفصيلات التي قد تكون مجالاً واسعاً للاختلاف والتي بطبيعتها لا تخدم هدف البحث .
  2. لقد فتح التصور الدينامي للتأويل السميائي آفاقا جديدة . فقد تحولت من مجرد أداة تعيين للعلامات وتحديد لنمط اشتغالها إلى نظرية تأويلية قائمة الذات. وربما يكون تصور بورس للتأويل ولسميائيات تأويلية هو أكثر العناصر أصالة وعمقاً في نظريته السميائية. في حين لم تعد تصنيفاته المتعددة للعلامات والتصنيفات الفرعية المنبثقة عن التصنيفات الأولى تقنع أحداً، فهي لا تتميز بأي مردودية على مستوى مقاربة الوقائع الإنسانية.
  3. إن ما كان يبدو لا محدوداً يتحول من خلال المؤول النهائي إلى حركة محكومة بقوانين محددة تجعل كل إحالة مندرجة ضمن منطق خاص للإحالة. فداخل سيرورة تأويلية معينة يجنح الفعل التأويلي إلى تثبيت هذه السيرورة داخل نقطة معينة يمكن النظر إليها باعتبارها أفقاً نهائياً داخل مسار تأويلي ما يقود من تحديد معطيات دلالية أولية ( مؤول مباشر )، إلى إثارة سلسلة من الدلالات المتنوعة ( مؤول ديناميكي )، ليصل في نهاية الأمر إلى تحديد نقطة إرساء دلالية ( مؤول نهائي ). ويعد هذا الأفق شكلاً نهائياً ستستقر عليه السيرورة التأويلية. إن الأمر يتعلق بما يسميه بورس بالعادة. فالعادة تجمد مؤقتاً الإحالة اللامتناهية من علامة إلى علامة أخرى لكي يتسنى للمتكلمين الاتفاق على واقع سياق إبلاغي معين، إن العادة تشل السيرورة السميائية، فهي عالم “الأفكار الجاهزة “. ولكن العادة هي وليدة علامات سابقة، ولهذا فإن العلامات هي التي تؤدي إلى تدعيم أو تغيير العادات .
  4. إنَّ العملية الإحالة ليست اعتباطية – فكل تأويل يتم داخل دائرة ثقافية محددة – فإن المؤول يقوم بإرساء قاعدة للتأويل. وبهذا المعنى، فإن” المؤول ليس حراً في تأويله، إنه يترجم إلى لغة ما ما قيل في لغة أخرى. إن محدودية التأويل تقرأ بلغة أخرى كتحديد لحقل ثقافي يسمح للذات المؤولة بتفضيل هذا التأويل على ذاك. من هنا، فإن انتقاء مؤول ما هو في نفس الوقت إقصاء لآخر، ما دام الانتقاء يحدد الدائرة التأويلية التي يتبناها الشخص المؤول.
  5. وربما يكون تصور بورس للتأويل ولسميائيات تأويلية هو أكثر العناصر أصالة وعمقاً في نظريته السميائية. في حين لم تعد تصنيفاته المتعددة للعلامات والتصنيفات الفرعية المنبثقة عن التصنيفات الأولى تقنع أحدا، فهي لا تتميز بأية مردودية على مستوى مقاربة الوقائع الإنسانية.
  6. إن سيميوزيسية “بورس” تكاد تتشابك و تختلط مع لانهائية الدلالة التفكيكية التي تقوم على مبدأ التقويضية في لعبة تدليلية لا متناهية، مما جعل بعض الباحثين ينظرون إلى السميائيات باعتبارها اللبنة التي استندت عليها التفكيكية في بناء تصورها للدلالة، و أن سيرورة الإحالات السميوزيسية هي المهد الذي احتضن فكرة المتاهة التأويلية الداريدية .
  7. إنَّ محاولة “أمبرتو إيكو ” تجاوز وهم التفكيكيين بتقديمه (التخمين) ، باعتباره فرضية للقراءة و التأويل، قد نجح لحدٍ كبير في إزالة متاهة داريدا التأويلية.

المراجع والمصادر:

1- بسام قطوس ومحمود درابسة، إشكالية المصطلح النقدي المعاصر: (السيميولوجيا نموذجاً)، حوليات جامعة وهران للبحوث الإنسانية والعلمية، ع2، 1995

2- عبد اله أبو خلخال، مصطلح السيميائية في البحث اللساني العربي الحديث : النشأة والمفهوم والتعريف، ضمن كتاب السيميائية والنص الأدبي، جامعة عنابة ، ماي، 1995م.

3- سعيد بنكراد: السيميائيات والتأويل . مدخل لسيميائيات ش س بورس. ط1 .المركز الثقافي العربي . الدار البيضاء . بيروت . 2005 .

4- سعيد بنكراد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، د ط، منشورات الزمن ، الرباط، 2003.

5- أمبرتوإيكو: السيميائية وفلسفة اللغة، ت: أحمد الصمعي، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2005.

6- أمبرتو إيكو: التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ت: سعيد بنكراد، ط1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، 2000.

7- حنون مبارك : دروس في السيميائيات، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر، 1987.

8- دليل النظرية النقدية المعاصرة، مناهج وتيارات، بســام قطّـــوس نقلاً عن: موسيه ماري إيفانكوس ، نظرية اللغة الأدبية .

  1. عبد الله إبراهيم وآخرون ، معرفة الآخر مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة ،المركز الثقافي العربي،1996.

10- pierce (cs). Ecrits sur le signe. Ed Seuil. Paris 1978.

11- Theresa Calvet de Maghlhaes : Signe ou symbole, Introduction àla sémiotique de C S Peirce,éd Louvain-la-neuve et Madrid, 1981.

12- Nicole Everaert-Desmedt : Le processus interprétatif, Introduction à la sémiotique de C S Peirce, éd Mardaga , Bruxelles , 1990.

13- Enrico Carentini : L’action du signe, éd Louvain-la-neuve, Bruxelles 1984.

14- Umberto Eco : La structure absente, Introduction à la recherche sémiotique, éd Mercure de France , 1972.

15- Eco. The Limits of Interpretation. Indiana Univ. Press, Bloomingtom. 1990.

16- Jacques Derrida, Of Grammatology, The Johns Hopkins University Press,1976.

17- Mounin . George, Semoitic Praxis, Tr: Cathrine Tihanyi and others, Pienum Press, New York – London, 1985.

18- F.De Suasure , Course in General Linguistics , Translated by W . Baskin, New York, 1959.

الهوامش

  1. شارل ساندز پيرس (بالإنجليزية: Charles Sanders Peirce) سيميائياتي وفيلسوف أمريكي (10 سبتمبر 1839-19 أبريل 1914). يُعدّ مؤسس الفِعْلانية أوالعَمَلانِيَّة مع وليم جيمس. كما يُعتبر، إلى جانب فرديناند دي سوسير، أحد مؤسسي السيميائيات المعاصرة. في العقود الأخيرة، أعيد اكتشاف فكره بحيث صار أحد كبار المُجدِّدين، خصوصا في منهجية البحث وفلسفة العلوم.ولد شارل ساندز پيرس في كامبردج بولاية مساسوشتس عام 1839. كان أبوه أستاذ في علم الفلك والرياضيات بجامعة هارفارد. وعلى الرغم من أنه حصل على شهادة في الكيمياء، فإنه لم يفلح قط في امتلاك مكانة علمية بناء على لقبه الأكاديمي، خصوصا أنه كان شخصية صعبة المراس. اشتغل محاضرا في المنطق بين 1879و1884 بجامعة جون هوبكنز. وفي عام 1887 انتقل، مع زوجته الثانية، إلى بنسلفانيا حيث بقي إلى أن توفي عام 1914 بسبب سرطان بعد 26 سنة من الاشتغال الغزير بالكتابة. نشر كتابا واحدا بحوث في القياس الضوئي في 1878، وأشرف على نشر مجموعة أعمال بعنوان دراسات في المنطق عام 1883، كما نشر مجموعة كبيرة من الدراسات في عدة صحف تهم عددا من مجالات البحث. وتضم مخطوطاته، التي بقي جزء كبير منها غير منشور، أكثر من 80000 صفحة. وبين1931 و1958، اختيرت نخبة من مكتوباته فنشرت مرتبة على مباحث بعنوان أوراق مختارة لشارل ساندز پيرس. أعماله: كتابات عن العلامة، بحثا عن منهج، ونصوص ضد الديكارتية
  2. السيميائية أو السيمائية أو السيميولوجيا أو السيميوطيقا أو علم الإشارة أو علم العلامات أو علم الأدلة .. إلخ ، ترجمات وتعريبات تطول لعلم واحد بمصطلحين شائعين هما : ( Semiology ) من ( Semion ) اليونانية ، حسب العالم اللغوي السويسري فرديناند دي سوسير ( F.De Saussure ) ( 1856-1913م ) أو ( Semiotics ) حسب العالم والفيلسوف الأمريكي شارل ساندرس بيرس Ch.S.Perice ، (1838-1914م ) . والمصطلح الأول شاع عند الأوروبيين وعند سيميائيي مدرسة باريس تقديراً لصياغة سوسير ، وأما المصطلح الثاني ( Semiotics ) فيفضله الناطقون بالإنجليزية ، كما يشيع في أوروبا الشرقية وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية ، تقديراً للعالم الأمريكي بيرس . انظر : بسام قطوس ومحمود درابسة ، إشكالية المصطلح النقدي المعاصر : ( السيميولوجيا نموذجاً ) ، حوليات جامعة وهران للبحوث الإنسانية والعلمية ، ع2 ، 1995 ، ص ص 61-78
  3. سعيد بنكراد: السيميائيات والتأويل . مدخل لسيميائيات ش س بورس. ط1 .المركز الثقافي العربي . الدار البيضاء . بيروت . 2005 . ص 54 . نقلا عن : peirce (cs). Ecrits sur le signe . Ed Seuil. Paris 1978 . p70.
  4. سعيد بنكراد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، د ط، منشورات الزمن ، الرباط، 2003، ص 64، نقلا عن:Peirce (cs) : Ecrits sur le signe. p 121
  5. Theresa Calvet de Maghlhaes : Signe ou symbole, Introduction àla sémiotique de C S Peirce,éd Louvain-la-neuve et Madrid, 1981, p 174
  6. Nicole Everaert-Desmedt : Le processus interprétatif, Introduction à la sémiotique de C S Peirce, éd Mardaga , Bruxelles , 1990, p 42
  7. سعيد بنكراد: السيميائيات والتأويل، ص 100.
  8. Theresa Calvet de Maghlhaes : Signe ou symbol, p 174 Peirce C P 8. 343 , in
  9. أمبرتوإيكو: السيميائية وفلسفة اللغة، ت: أحمد الصمعي، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2005، ص 69، نقلا عن:Charles S Peirce : To lady, edited by I Roin.c.Lieb 18
  10. Nicole Everaert-Desmedt : Le processus interprétatif, op cit pp 42-43
  11. سعيد بنكراد: السيميائيات والتأويل،ص 119، نقلا عن:Peirce(cs) :Ecrits sur le signe.p 140.
  12. أمبرتو إيكو: السميائية و فلسفة اللغة.ص 11
  13. أمبرتوإيكو: التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ت: سعيد بنكراد، ط1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، 2000، ص 119.
  14. Theresa Calvet de Maghlhaes : Signe ou symbole, p 174 Peirce C P 8. 343 , in
  15. Enrico Carentini : L’action du signe, éd Louvain-la-neuve, Bruxelles 1984, p27
  16. سعيد بنكراد: السيميائيات والتأويل، ص 157.
  17. Umberto Eco : La structure absente, Introduction à la recherche sémiotique, éd Mercure de France , 1972, p. 66
  18. أمبرتو إيكو: التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ص 123.
  19. سعيد بنكراد: السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، ص 36 -37 .
  20. سعيد بنكراد: السيميائيات و التأويل، ص 188.