رميساء ميرغني محجوب1
1 جامعة الجزيرة، كلية التربية، حنتوب
HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21027
تاريخ النشر: 01/10/2021م تاريخ القبول: 25/09/2021م
المستخلص
هذا البحث بعنوان (الاشتقاق والإبدال عند الإمام السيوطي) والبحث في مجمله عبارة عن ثلاث مباحث.
تحدثت في المبحث الأول عن معنى الاشتقاق وبيان سبب التسمية وأنواعه، أما المبحث الثاني فكان عن المشتقات وأنواعها من اسم الفعال والمفعول والصفة المشبه وأفعل التفضيل وإسمي الزمان والمكان واسم الآلة والمصدر الميمي.
تحدثت خلال هذين المبحثين ذاكرة مثال لكل مشتق والتي تتعلق إشتقاقيا بالجانب الصرفي، وكان المبحث الثالث من نصيب الإبدال الذي أفرد له السيوطي حيزاً ، ربط الإبدال بالإشتقاق، إنه من عوامل تنمية اللغة ،عده بعضهم أحد أنواع الإشتقاق الكبير أو الأكبر كما صنع عبدالله الأمين، أو الأكبر كما في أصول اللغة والنحو لسعيد الأفغاني.
The methodology of derivation and substitution for Al-Suyuti
Rumaisa Mirghani Mahjoub 1
1 Gezira University, College of Education, Hantoub, Sudan
HNSJ, 2021, 2(10); https://doi.org/10.53796/hnsj21027
Published at 01/10/2021 Accepted at 25/09/2021
Abstract
This abstract of the research entitled: “Deviation of Substitution”, by professor Elsioutti. The research in general is composed of three topics:
In the First Topic I spoke about the research of nomination and its kinds, as for the other topic, it was about derivations and their kinds, as: the subject, object and adjective, adverb and adverb of place, name of article and source.
I spoke in these topics giving an example for every derivative related to grammar.
The Third topic was the part of substitution in which The Third topic was the part of substitution in which Elsioutti connected substitution with derivations, because it’s a factor for language development, where some of them consider it as one of the consider it as one of the big or biggest kinds of derivation.
المقدمة:
إن اللغة العربية لغة واسعة فيها كثير من أنواع العلوم كالنحو والصرف والبلاغة وغيرها، من أهم هذه العلوم علم الإشتقاق وهو مقياس اللغة كما أن هذا العلم مشهور في الكتب اللغوية ، من تعريفه أن هذا العلم مقاييس اللغة العربية ولذلك سمى ابن فارس كتابه (معجم) مقاييس اللغة، فمعلوم أن اللغة العربية لغة اشتقاقية من الدرجة الأول. وأما تعريفه كما قال أهل اللغة أنه العلم بدلالات كلام العرب التي يعرف بها الأصل الذي ترجع إليه الألفاظ . وموضوعه معرفة دلالات الألفاظ وارتباطها ببعض، وذلك بالرجوع إلى أصول معانيها من قياس دلالات الألفاظ متماثلة المادة وشهرت هذا التعمق في فهم كلام العرب ومن لابد من معرفة هذا العلم في فهم كلام الشارع وكثيراً ما يأتي المفسرون بإشارات عابرة إلى أمثلة من هذا العلم ويعبر بعض المصنفين في العلوم بإشارة واضحة إلى هذا العلم عند شرح بعض الإصطلاحات وبيان وجه الإشتقاق فيها.
وترجع أهمية هذا الموضوع إلى فضل الإشتقاق فهو علم يساعد على فهم النصوص الشرعية، ولذلك يكثر دورانه في كتب التفسير والاستنباطات في الخلافات الفقهية
المبحث الأول: ماهية الاشتقاق:
حظى الاشتقاق بعناية العلماء قديماً، والباحثين حديثاً لكونه علماً من علوم اللغة العربية التي أفاض عليها ما أفاض من سمة بارزة وعلامة مميزة ، استحقت بها الفضل على جميع اللغات. وهنا يكمن سر غاية العلماء لخطورة أمره، ولما يرتجى من جليل قدره، تهدف هذه الدراسة إلى عرض قضية الاشتقاق في نظر السيوطي واللغويين المتقدمين والمحدثين ويعتبر هذا الموضوع مهماً في دراسة اللغة العربية لأنه من أحدى الخصائص التي تتميز بها العربية من بين اللغات في العالم. يقسم العلماء الاشتقاق إلى أنواع في صورته الأساسية. وهي نزع كلمة من أخرى مع مراعاة الحروف والأصول والمعاني والترتيب. حتى حدوث التغير في هذه النقط، وفي هذه الأقسام هم يختلفون في أصل الاشتقاق هل هو لفعل أو المصدر هذا الخلاف يمثله مذهب الكوفيين والبصريين من المتقدمين. أما المحدثين فمنهم من يوافق هذا الرأي ومنهم من يقدم أصلاً جديداً خارجاً عن هذين الأصلين وهو الأًول الثلاثة كما سار بها المعجميون في صناعة المعاجم.
تعتبر هذه القضية من القضايا اللغوية المهمة فهي تمثل وسيلة من وسائل نمو اللغة وتطورها، حيث تمدها بفيض زاخر من الألفاظ والأساليب.
فالاشتقاق هو عملية استخراج لفظ من لفظ أو صيغة من أخرى عرفه حاجي خليفة بقوله: (هو علم باحث عن كيفية خروج اكلم بعضها من بعض)[1]. ويذكر حاجي خيفة أن المعتبر في الاشتقاق هو الاتفاق في الحروف الأصلية ولو تقديراً، فلو اتحدنا في الأصول وترتيبها كضرب من الضرب فالاشتقاق صغير ولو اتفقت في الحروف دون الترتيب كجبذ من الجذب فهو كبير، ولو توافقتا في أكثر الحروف مع التناسب بالباقي كنعق من النهق فهو أكبر[2]
وعلى هذا فالاشتقاق في اللغة هو أخذ لفظ من لفظ وهو عندهم ثلاث أنواع[3]:
- الاشتقاق الأصغر: وهو أكثر أنواع الاشتقاق وروداً في العربية ومثاله اشتقاق الكلمات الآتية من (ضرب): ضارب، مضروب، ضريب ، ضراب، اضرب ، مضارب، مضرب الخ.. والمهم في هذا الاشتقاق أن يتفق المشتق والمشتق منه في الأحرف الأصلية وترتيبها.
- الاشتقاق الكبير: ويسمى القلب وهو تقليب الحروف لأصل مشترك في معنى واحد أو متقارب جداً مثل( سلم) س ل م ، س م ل ، ل س م ، ل م س ، ويذكر العلماء أن هذه الكلمات لابد أن تتلاقى في المعنى الواحد وهو بملامسة ونعومة.
- الاشتقاق الأكبر: وهو ارتباط بعض المجموعات الثلاثية ببعض المعاني ارتباطاً عاماً بسبب توافق الترتيب مع متشابهين نطقاً كما في : أز ، هز ، كشط، قشط وقد سمى هذا النوع عند بعضهم بالإبدال ولا يمكن فيه معرفة الأصل منه والفرع ، ولا يشترط التوافق بين مخارج الحروف.
ويرى بعض العلماء أن هناك نوعاً رابعاً من الاشتقاق وهو ما يعرف بالنحت.
وهذه القضية قد تنبه لها علماء اللغة القدماء منذ بداية بحثهم في اللغة، وحين ربطوا بين الألفاظ ذات الأصول الأصوات المتماثلة والمعاني المتشابهة، واتضحت لهم ناحية الأصالة والزيادة في الكلمة فهو يتصل بالنظرية القائلة بوجود المناسبة بين اللفظ والمعنى.
ويذكر أن أول من تنبه إلى ذلك الخليل بن أحمد أشار له عن طريق ابتداعه لنظام التقليبات التي أوردها في كتاب العين يقول الدكتور المخزومي: (وإذا أرخ للاشتقاق فينبغي أن يرخ له بالخليل وأعماله اللغوية فهو زعيم هذه المدارس التي عرضت للاشتقاق بل لم يكن عمل العلماء من بعده في الغالب إلا شرحاً لمجمل أقواله وتوضيحاً لما أنبهم منها وتكميلاً لما فاته منها)[4].
وإذا كان الخليل هو أول من أشار إلى ذلك: فإن أبا الفتح بن جني أول من لقبه بهذا الاسم كما صرح بذلك في كتابه الخصائص ، فنراه يقول: هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمه الله يستعين به ويخلد إليه مع إعواز الاشتقاق الأصغر ولكنه مع هذا لم يسعه، وإنما كان يعتاده عند الضرورة… وإنما هذا التقليب لنا نحن . وستراه فتعلم أنه لقب مستحسن وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين : كبير وصغير فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم وإن اختلفت صيغته ومبانيه.. وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحد، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وأن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه يفعل الاشتقاقيون وذلك في التركيب الواحد نحو: (ك ل م، ل ك م، م ل ك ، م ك م ، ل م ك).
يقول : وهذا الموصف مذهباً وذلك أن تعدينا تقاليب الكلام الستة على الشدة والقوة، وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة[5].
ويرى السيوطي أن ابن جني إنما ذهب إلى هذا القول لأنه كان ممن يقولون بوجود الرابطة المنطقية بين الأصوات والمدلولات فقرر أن حروف الكلمة مهما اختلفت تقاليبها فإنها لا تخرج عن معنى محدد لتلك الكلمة[6].
أما الاشتقاق الأكبر فقد ذكر أن الحاتمي هو الذي سعى به النوع القائم على فكرة أن المعنى العام في الكلمات يتوقف على صوتين فقط، أما الصوت الثالث فهو الذي يحدده ويخصصه.
قال السكاكي: (وهذا نوع ثالث من الاشتقاق كان يسميه شيخنا الحاتمي رحمه الله الاشتقاق الأكبر…وأنه نوع لم أر أحد من سحرة هذا الفن وقليل حام حوله)[7].
وقد استهل السيوطي هذه القضية بقول ابن فارس: (اجمع أهل اللغة ـ إلا من شذا منهم ـ أن للغة العربية قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض واسم الجن مشتق من الاجتنان، وأن الجيم والنون تدلان أبداً على الستر؛ تقول العرب للدرع: جنة الليل وهذا جنين، أي هو في بطن أمه. وأن الإنس من الظهور يقولون: آنست الشيء: أبصرته وعلى هذا سائر كلام العرب)[8].
وفي المزهر أيضاً: أن اشتقاق ثابت عن الله تعالى بنقل العدول عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه أوتي جوامع الكلم، وهي جمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة[9]، فمن ذلك ما جاء في الحديث يقول الله تعالى : {أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي}[10].
يقول ابن جني: (فمن ذلك ج ب ر فهي ـ ابن وقعت ـ للقوة والشدة منها أجبرت العظم والفقير إذا قويتها وشددت منها والجبر الملك بقوته تقويته لغيره. ومنها وجل مجرب إذا جربته الأمور فقوت متنه واشتدت شكيمته. ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعي أشتد وقوي وإذا أهمل تساقط، من ذلك تراكيب (ق س و ، س ق و ، و س ق ، س و ق ) وأهمل (س ق و) وجميع ذلك إلى القوة والاجتماع ومنها القسوة وهي شدة القلب.
ومنها القوس لشدتها واجتماع طريها ومنها الوقس لابتداء الجرب وذلك لأنه يجمع الجلد ويقحله، ومنها الوسق للحمل، وذلك لاجتماعه وشدته ومنه استوسق الأمر أي اجتمع ومنها السوق وذلك استحثاث جمع للمسوق بعضه إلى بعض[11].
ويقول: فإن شذ شيء من شعب هذه الأصول عن عقده ظاهراً رد بالتأويل إليه وعطف بالملاحظة عليه[12].
وللدكتور إبراهيم أنيس تعقيب على هذا القول، ويرى فيه أن ابن جني قد تكلف كثيراً في الربط بين تقاليب تلك الكلمات يقول: (ألست ترى فيما تقدم قدراً كبيراً من التكلف والتعسف… وإن كان ابن جني قد استطاع في شقه وعنت أن يسوق لنا البرهنة على ما يزعم يضع مواد من كل اللغة التي يقال أنها في معجم صحاح اللغة وتصل إلى أربعين ألفا، ومعجم لسان العرب تكاد تصل إلى ثمانين ألفاً، فليس يكفي مثل هذا القدر الضئيل المتكلف لإثبات ما يسمى بالاشتقاق الكبير).
وكذلك نجد السيوطي يقف عند ما قاله ابن جني وما قرره بشأن اشتراك تقاليب الكلمة الواحدة في معنى عام، ويرده بحجة أكثر إقناعاً وهي أن بعض الصيغ أهملتها العرب ولم تستعملها لأي من المعاني، :ما أن الحروف العربية قليلة والمعاني غير محدودة يقول السيوطي: وهذا ما ابتدعه الإمام أبو الفتح ابن جني مع اعترافه وعمله بأنه ليس هو موضوع تلك الصيغ وأن تراكيبها تفيد أجناساً من المعاني مغايرة للقدر المشترك وسبب إهمال العرب وعدم التفات المتقدمين إلى معانيه أن الحروف قليلة، وأنواع المعاني المتفاهمة لا تكاد تتناهى ؛ فحفظ كل تركيب بنوع منها، ليفيدوا بالتراكيب والهيئات أنواعاً كثيرة ولو اقتصروا على التقارير المواد حتى يدلوا على معنى الإكرام والتعظيم إلا بما ليس فيه من حروف الإيلام والضرب؛ لمنافاتها لها، لضاق الأمر جداً ولاحتاجوا إلى ألوف حروف لا يحدونها بل فرقوا بين معتق مورق بحركة واحدة حصل بها التميز بين الضربين)[13].
ويرى السيوطي أن هناك تعبيرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق أهمها:
الأول: زيادة حركة،:علم وعلم.
الثاني : زيادة مادة كطالب وطلب.
الثالث: زيادتها كضارب وضرب[14].
وقد اختلف العلماء في أصل المشتقات فيرى البصريون أن المصدر أصل المشتقات لكونه بسيطاً؛ أي يدل على الحدث فقط بخلاف الفعل فأنه يدل على الحدث والزمن. أما الكوفيون فيعدون الفعل أصلا لمشتقات؛ لأن المصدر يجيء بعده التصريف فيقال مثلاً ضرب يضرب ضرباً[15].
وقد اختلفوا كذلك في قياسه فذكر بعضهم أن الاشتقاق قياس، إذ لا يعقل أن يسمع عن أصحاب اللغة جميع المشتقات في كل مادة من مواد اللغة فكثير من تلك الصيغ التي يجوز اشتقاقها، لا وجود لها فعلاً في نص صحيح من نصوص اللغة فهناك فرق كبير بين ما يجوز لنا اشتقاقه من صيغ وما اشتق ف علاً واستعمل في أساليب اللغة المدوية عن العرب فليس من الضروري أن يكون لكل فعل رسم اسم فاعل، أو اسم مفعول، مرويان في نصوص اللغة[16].
ويخالف هذا القول بعض اللغويين القدماء، فيرون أنه لا قياس على كلام العرب في الاشتقاق وأن كل كلام العرب توقيف وقد روى السيوطي عن ابن فارس في هذا قوله: (وهذا مبني على ما تقدم من أن اللغة توقيف فأن الذي وقفنا على أن الاجتنان: الستر هو الذي وقفنا على أن الجن مشتق منه، وليس لنا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير ما قالوه ولا أن نقيس قياساً لم يقيسوه لأن في ذلك فساد اللغة وبطلان حقائقها)[17].
ويبن الدكتور رمضان عبد التواب أن ذلك لا يمثل الحقيقة بقوله: وفي هذا القول غلو وإسراف وفي منع القياس على ما اشتقته العرب ، علاوة على ما فيه من فساد الاعتقاد باشتقاق المعنوي من الحسي فإن الاجتنان مأخوذ من الجن وليس العكس[18].
المبحث الثاني: المصادر والمشتقات:
المصادر والمشتقات من أساسيات علم الصرف ، وقد تناول علماء هذين الموضوعين إلى جانب موضوعات أخرى، وحاولوا وضع أوزان خاصة وقواعد ثابتة لها، على الغرم من كثرتها وتشعبها، واعتمادها في بعض الأحيان على عنصر السماع، وقد قاموا بترتيبها وتبويبها وفق رؤى معينة، كما وضعوا لكل فرع منها تعيفا، وأمثلة تدل عليه وتوضحه؛ من أجل حصر هذا الفرع وعدم اختلاطه بفروع أخرى متشابهة له، ولا سيما المشتقات التي نرى فيها كثيراً من التشابه في الأوزان والصيغ والأبنية ، وهي:
- المصادر: تناول العلماء المصادر، وذلك من خلال الحديث عن الأبنية المختلفة للأفعال، وقد ذكروا أن للماضي الثلاثي أوزاناً، وهي: فعل، وهو متعد ،ولازم، وفعل، وهو متعد ولازم أيضاً، أما الوزن الأخير ـ كما أوردوا ـ فهو فعل، وهو لا يأتي إلا لازماً[19]، وتكون تلك الحالات على النحو التالي:
- فعل بالفتح والكسر حال كونهما متعديين (فعل) بالفتح والسكون[20] ومن ذلك : ضرب : ضرباً ، وفهم فهماً، وقال قولاً، وشدا شداً.
- فعل بكسر العين، وهو اللازم، أو ماي سمى عند بعضهم بالقاصر ، ومصدره (فعل) بفتحتين في الصحيح، والمعتل والمضعف، مثل فرع فرحاً، ووجل وجلا ، (إلا في الألوان والعيوب ففعله بالضم مصدره المطرد كسمر سمرة وحمر حمرة)[21].
- يأتي (فعل) بالفتح في حالة كونه لازماً على وزن فعلول بضم الفاء، مثل سجد سجوداً، وركع ركوعاً، وخرج خروجاً، ومر مروراً.
- يأتي (فعل) بالفتح على وزن فعال بضم الفاء إذا دل على علة ، مثل عطس عطاساً، وسعل سعالاً، كما يأتي على وزن فعيل إذا دل على سير مثل رحل رحيلاً ، أو دل على صوت مثل سهل صهيلاً، ويأتي على فعال بالضم إذا دل على صوت ، مثل صراخ ، ورغاء، ونباح[22].
- يأتي (فعل) على وزن فعلان ، إذا دل على اضطراب ، مثل جال جولاناً.
- يأتي ( فعل) على وزن فعال بكسر الفاء في حالة دلالته على الإباء، مثل نفر نفار، وجمح ، جماح[23].
- يأتي (فعل) على وزن فعالة بالكسر إذا حل على حرفة او ولاية ، مثل: كتابة ،وخياطة، ونقابة .
- تكون صيغة (فعل) بفتح الفاء وضم العين على وزن فعولة، مثل: صعب صعوبة، وسهل وسهولة، كما تأتي هذه الصيغة في بعض المصادر على وزن فعالة بفتحتين، مثل: نصح نصاحة، وجزل جزالة ،وفصح فصاحة.
- أما صيغة (أفعل) فمصدرها: إفعال: مل: أكرام، وإجلال.
- وأما صيغة (استفعل) فمصدرها استفعال مل : استمر استمراراً، واستورد استيراداً.
- يأتي (فعل) بتشديد العين، على وزن تف عيل وتفعلة، مثل هنأ تهنيئاً وتهنئة، (وتختص تفعلة بالمعتل فلا يرد فيه التفصيل كذكر نزكيه)[24].
- تأتي (فعلل) على فعللة، مثل دحرج دحرجة
- وتأتي (فعلل) على وزن فعلال بكسر الفاء ، مثل سرهف سرهافا.
- وتأتي (فاعل) على فعال بكسر الفاء، ،ومفاعلة ، مثل قائل: قتالاً ومقاتلة، ويلزم مفاعلة فيما فاؤه باء كباسر مباسرة[25].
وهذا يعني أنه ليس بعيداً عما ذكره الآخرون.
- المشتقات: تناول عالمنا هذا الموضوع في بعض مألفاته، وأفرد له حيزاً ،وذكر من المشتقات اسم المرة واسما لهيئة واسم المصدر، وأسماء الزمان والمكان ،واسم الإله واسماء الفاعلين والمفعولين، والصفة المشبهة باسم الفاعل وصيغ المبالغة، أضافة إلى تناوله لأفعل التفضيل والتعجب.
- اسم الفاعل: ويعرف اسم بأنه (ما اشتق من مصدر المبني للفاعل لمن وفع منه الفعل، أو يتعلق به[26] ، أما من حيث صياغته فإنه يصاغ من الثلاي وغير الثلاثي على حد سواء ،وحسب طبيعة ذاك الفعل.
يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن فاعل مثل كاتب، وعالم، وجاهل، كما أنه يصاغ من غير الثلاثي على (زنة المضارع بإبدال أوله ميماً مضمومة، وكسر ما قبل الآخر[27]، مثل معلم ، ومريد، ومكرم..
وفي الوقت ذاته، فإنه أي اسم الفاعل ، يختلف عن الفعل فيما يراه العلماء، وذلك في أن الحدث في اسم الفاعل أقل ثبوت منه في الفعل[28]، وقد ورد قوله عليه السلام (اطيعوا الجائع ، وعودوا المريض، وفكوا العاني)[29] ؛ فالجائع والعاني أسماء فاعلين.
ويرى العلماء أن صفة (فعل) المكسور العين اللازم يكون اسم الفاعل منها على زنة فعل ، مثل: فرح، ويكون اسم الفاعل في العيوب والأمراض والألوان على وزن أفعل مثل : أحمر، وأعور، وعندما يدل على الأمتلاء وعكسه يكون على وزن فعلان ، مثل : شبعان ،وعطشان وجوعان[30].
هذه أهم القواعد التي أوردها في هذا الموضوع ولكنه لم يذكر ما شذا عنها في غير الثلاثي، علماً أن العلماء ذكروا في كتبهم بعض الألفاظ التي لا تنطبق عليها قاعدة غير الثلاثي في صياغة اسم الفاعل، وهي: (أورث الشجر، فهو وارث، وأيفع الغلام فهو يافع ، وألقح الرجل فهو ملقح، وأسهب، مسهب بفتح ما قبل الآخر في اسم الفاعل) وهذا يجعل من الموضوع مادة غير مكتملة[31].
- اسم المفعول: يعرف اسم المفعول بأنه (ما اشتق من مصدر المبني للمجهول، لعن وقع عليه الفعل)[32].
وهو يشتق من الفعل الثلاثي على وزن مفعول، مثل: مكتوب ،ومبيع، وهذا ينطبق على الأفعال المتعدية، أما الأفعال القاسرة أو اللازمة ، فعند صياغة اسم المفعول فيها فإنه يضاف إليه الجار والمجرور حتى يكتمل المعنى المقصود منهن مثل ملعوب فيه ، مجئ إليه، لأنه بحاجة إلى ذلك في هذه الحالة لتمام المعنى المنشود.
ويصاغ من الفعل الثلاثي على زنة الفعل المضارع، وذلك بإبدال أوله ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر، مثل: مكرم ،مستخرج، بفتح الراء فيها[33].
ولم يتطرق في حديثه عن أسم الفاعل واسم المفعول إلى أن أحدهما قد يأتي بمعنى الآخر؛ مثل قوله تعالى ﴿فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ [34]والمقصود : مرضية ،وكقول الخطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبقيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي[35] (البسيط)
ولهذا وجدوا هجاء مراً على الرغم من أن الصيغة لا تدل على ذلك .كما أنه لم يتطرق إلى أنهما يأتيان على صورة واحدة في بعض الكلمات وللصيغ ، مثل : مختار، محتال، ومحاب[36]، علماً أن ما يفرق بينهما هو السياق والمعنى والتقدير لا غير.
أما الفرق بين اسم الفاعل واسما لمفعول، فيكمن في أن اسم الفاعل يتم بناؤه على فعل متعد، ومن فعل لازم، فبناؤه غير محدد بنوع الفعل من حيث التعدية واللزوم ،ومن ذلك: كتب: كاتب، ولعب، لاعب، أما اسم المفعول فقد اقتصر بناؤه على الفعل المتعدي دون اللازم، مثل كتب، مكتوب، وإذا أريد بناؤه من الفعل اللازم، فإنه لا ينبني إلا من خلال مساعدته بحرف الجر، مثل: غضب، مغضوب عليه.
- الصفة المشبعة:
ويطلق العلماء عليها الصفة المشبعة باسم الفاعل؛ لارتباطها الوثيق به، وهي (لفظ مصنوع من مصدر اللازم، للدلالة على الثبوت[37]، فلا تصاغ من الفعل المتعدي، ويقل فيها) وزن اسم الفاعل، نحو: طاهر القلب، ومنطلق اللسان، ومنبسط الوجه[38]، وهو مذهب فيه خلاف.
ولصفة المشبهة أوزان كثيرة من أبرزها:
- أفعل الذي يكون مؤنثه على وزن فعلاء ،ويأتي في كثير من الأحيان دالاً على الألوان والعيوب والعاهات ، مثل: أحمد : حمراء، وأبيض: بيضاء، أعور: عوراء، واكتع: كتعاء
- فعلان الذي مؤنثه على وزن فعلى ، مثل: عطشان: عطشى، جوعان: جوعى .
- فعل بفتح الفاء والعين معاً، مثل: حسن ، وبلل.
- فعال بضم الفاء وضم العين ، مثل: أجاج ، وقرأت
- فعال بفتح الفاء والعين معاً ، مثل: جبان، حصان.
- فعل بفتح الاء وسكون العين ، مثل: ضخم.
- فعل بكسر الفاء وسكون العين، مثل: ملح، كما ورد اسم المفعول على الوزن نفسه ، مثل ذبح والمعنى في ذلك هو المذبوح[39].
- فعل بفتح الفاء وكسر العين، مثل فرح، ونجس.
- فعيل، مثل: جميل ، ووسيم، وبخيل[40].
ولم يتحدث السيوطي عن الفروق بينها وبين غيرها من المشتقات ، فهي تشترك مع صيغة المبالغة في وزنين هما: فعل بفتح وكسر، وفعيل، والسياق والمعنى هما اللذان يحدداه المراد بذلك.
وعن الصفة المشبهة يقول ابن مالك في صياغتها:
وصوغها من لازم لحاضر كطاهر القلب جميل الظاهر[41] (الرجز)
وهي تفترق عن اسم الفاعل في طريقة العمل وعدم تقدم معمولها عليها، كما أنها تصاغ من الفعل اللازم دون المتعدي ، وهذا يخالف ما هو الحال في اسم الفاعل الذي يصاغ من اللازم والمتعدي على حد سواء، كما أنهما مختلفان من حيث الزمن، فاسم الفاعل (يكون في الأزمنة الثلاثة ،وهي لا تكون إلا للحاضر أي الماضي المتصل بالزمن الحاضر)[42]، إضافة إلى فروق أخرى، وفي ذلك كله ، فإن أهم فرق بينهما ـ من الجانب الصرفي ـ بناء على ما أرى ، هو الناحية البنائية، أي في الصياغة ، حيث تصاغ من اللازم دون المتعدي، عدا عن العلاقة الزمنية؛ لأن ذلك هو الأساس للتعلق بالوهة الصرفية، أما الفروق الأخرى بينهما ،فهي في اختصاص علم النحو.
- صيغة المبالغة:
وهي التي وضعت لتدل على المبالغة والتكثير، وتأتي على أوزان كثيرة، أهمها:
- فعال ، مثل: جبار ، وصياد، وعلام.
- فعالة، مثل: فهامة ، وعلامة ،وجماعة.
- فاعلة، مثل: راوية ، وهو كثير الرواية وخاصة في جمع المادة اللغوية والصافية.
- فاعمل، مثل: عالوم، وفاروق.
- فعيل: مثل: سميع، وعليم.
- فعل، بفتح فكسر، مثل: حفظ بكثير الحفظ.
- فعيل، بكسر الفاء وتشديد العين وكسرها، مثل: قتيل، لكثير القتل.
- فعول، مثل: صبور.
علماً أن السيوطي لم يتحدث عن ذلك، وقد اكتفى بذكر صيغ المبالغة، قائلاً عنها؛ (وشذ بناؤها من أفعل كدراك من أدرك، ومعطاء من أعطى، ونذير وأليم من أنذر وآلم، وزهوق من أزهق)[43]. ولا أرعى سبباً معيناً جعله يتناول الموضوع بهذا الشكل ، على الرغم من انتشار قواعدها في كتب الآخرين.
- إسم الزمان:
هو الاسم الذي يدل على زمان وقوع الفعل، وهو من موضوعات الصرف، وقد ناقش السيوطي هذا الموضوع إلى جانب اسم المكان واسم المصدر.
يصاغ اسم الزمان ـ على ما ذكره العلماء، ومنهم السيوطي ـ (من الفعل الثلاثي على مفعل بفتح الميم والعين)[44]، ومن ذلك : مرعى، ومرمى، ومسعى، ومقام ، وذلك حال كون عين المضارعة مضمومة أو مفتوحة، وإذا كانت عين المضارعة مكسورة، فأن اسم الزمان من الثلاثي يكون على وزون مفعل بكسر العين، كما يكون على وزن هذا الوزن إذا كان الفعل مثالاً ليس معتدل اللام. مثل مجلس ، وموعد، ومضرب.
أما الفعل غير الثلاثي فإنه يصاغ على لفظ المفعول، مثل : مكرم ومستعان، والألفاظ الأخرى التي لا ينطبق على هذه القاعدة، ما هي إلا ألفاظ سماعية غير قياسية فقد سمع كثير من تلك الألفاظ لدى العدل مثل، مشرق، ومغرب ، ومطلع ، ومرفق ومسقط ،ومعشر ، ومثبت، ومسكن، ومنسك، حيث وردت جميعها بالكسر، علماً أن القياس في ذلك هو فتحها[45]، ويرى العلماء أن هذه الألفاظ وردت بالفتح أي على القياس علماً أن الفتح والكسر في تلك الألفاظ جائزة ومقبولة، ولكن السيوطي لم يتعرض لذلك، على الرغم من أنه جاء على بتفعيل وافٍ عن هذه القضية ليسهل على القارئ فهمها بسهولة.
- اسم المكان:
وهو من المواضيع لا صرفية التي ناقشها وابداع في شرحها وتفصيلها ويعرف بأنه اسم وضع ليدل على مكان ونوع الفعل وقد عالجه العلماء في كتبهم الصرفية، ويأتي اسم المكان على عدة أوزان من الأفعال سواء أكانت ثلاثية أم غير ثلاثية ويمكن التعرف على صياغته وبنائه من خلال ما يلي:
يصاغ اسم المكان من الفعل الثلاثي على وزن مفعل بفتح الميم والعين وسكون الحرف الذي يأتي بينهما، وفي حالة كون المضارع منه مضموم العين أو مفتوحها، أو في حالة كونه معتدل اللام، ومن ذلك : منصر ،ومذهب ،ومرعى .
ويصاغ على وزن مفعل بكسر العين ، وفي حالة كون غير المضارع منه مكسورة أو عندما يكون مثالاً مطلقاً في غير معتدل اللام ، مثل: مبيع ،وموعد، ومورد؛ لأن الواو بين الفتحة والكسرة أخف منها بينها وبين الفتحة[46]، وقد شذ عن ذلك كلمات ، مثل مسجد، ومشرق ، وغيرهما .
أما صياغته من الفعل غير الثلاثي فتكون على زنة اسم المفعول والسياق الذي يرد فيه هو الذي يحدد المعنى المقصود مثل: ملتقى ومستخرج.
وقد أورد السيوطي وزن مفعل بكسر الميم، وهو يدل على المكان مثل مطبخ ،ومرفق[47] وهو أمر لم يتحدث عنه العلماء بصورة واضحة.
- اسم المصدر:
وضع السيوطي اسم المصدر إلى جانب: اسم الزمان والمكان ،وشرع في مناقشة هذا الموضوع من خلال الأمثلة التوضيحية التي استخدمها في هذين الموضوعين، إذ أن القواعد التي تحكم اسماء المصادر والزمان والمكان واحدة، كما يرى ذلك السيوطي، وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود بالكلمة الصرفية وتوجيهها، بناء على ذلك المعنى والسياق الذي ترد فيه هذه الكلمة، وهذا ينطبق على الموضوعات الثلاثة في الفعل الثلاثي وغير الثلاثي.
وافق السيوطي ابن الحاجب في أن المصدر يختلف عن اسم المصدر، فالمصدر هو الفعل الصادر عن الانسان وغيره، أما اسم المصدر ، فهو اسم للمعنى الصادر عن الإنسان وغيره وهذا ما نقله عالمنا عن بعض العلماء[48]، كما أورد قول ابن الحاجب في التفريق بينهما، وفي نص ورد فيه قوله : (المصدر الذي له فعل يجري عليه كالإنطلاق في انطلق ،واسم المصدر هو اسم المعنى ،,ليس له فعل تجري عليه كالقهقري فإنه لنوع من الرجوع، ولا فعل له أجرى عليه من لفظه)[49]، وبناء على ذلك، فإن الفرق بين الموضوعين، المصدر واسم المصدر واضح من جهة المعنى واللفظ وهذا ما حدده العلماء بوضوح.
- اسم الآلة:
أورد العلماء لاسم الآلة أوزاناً قياسية ثلاثة مشهورة ، وهي:
- مفعل بكسر الميم وفتح العين، مثل : مشفر، ومحلب، ومبرد.
- مفعال، مثلك منشار، ومفتاح، ومنقاش.
- مفعلة بكسر الميم، مثل مكنسة ،ومسمكة، ومحبراة ، والأصل محبرية، وممحاة، والأصل ممحية.
وفي ذلك ، قال السيوطي: بناء الآلة مطرد على مفعل بكسر الميم وفتح العين، ومفعال ومفعلة كذلك[50]، ومع الزمن تطورت آلات كثيرة، وهي تحمل أوزاناً أخرى، وقد نص عليها العلماء، وهي اسماء الآن على كثرة أوزانها، ومن ذلك منجل ، ومنصل، ومدق، ومكحلة، ومدهن بضم الميم والعين، والسيوطي يورد أوزاناً هي : المفعل بضمتين، والمعطل بفتحتين، والمفعال باكسر[51]، وهذا لا يقاس عليه. ووصلت اسماء الآلات وانتشرت في الأمثال التي أخذ الناس يتداولها، مثل : (سيف السيف العزل)[52]، فالسيف آلة القطع وهي غير قياس. وهنالك اسماء الآلات التي لم يتطرق إليها وهي على أوزان متنوعة مثل القدوم، والسكين، والفأس وغير ذلك من الفاظ جامدة لا حصر لها.
وأرى أن كل ما يخرج عن القواعد التي حددها العلماء في العصر الحاضر ، هو نتيجة عدم وجود الضوابط القيود القوية التي يسير عليها الناس ، وهي في الأصل ناتجة عن قصور المجامع اللغوية على تعددها ، من مجاراة روح العصر بسرعة ؛ مما أدى إلى كلمات غريبة على القالب العربي أو البنية العربية التي وضعت في الكتب ، وكل هذا كان ضرورات ملحة توضع القيود على كل كلمة لا تناسب والقاعدة العربية، مع ضرورة وضع الحلول لها بسرعة كبيرة ، مثل أن تدخل المجتمعات العربية وتشتري فيها، لأن العلاج بد استفحاله يصبح صعباً إن لم يكن مستحيلاً ،واعتقد أيضاً ، بل وأجزم ، أن مرد ذلك كله يعود إلى ضعف العرب في هذا الزمان؛ مما أدى إلى انعكاس هذا الضعف على لغتهم، اللغة العربية؛ لأن اللغة، أيه لغة ، تقوى بقوة أصحابها وتضعف بضعفهم ،ولا أدل على ذلك قوة اللغة العربية في زمن قوة أهلها على مر الزمان وقد كانوا فيما مضى يحكمون كثيراً من البلاد والأقطار، وكان غيرهم يحسب لهم كل حساب.
- أسم المرة:
هذا أحد الموضوعات التي ناقشها السيوطي ضمن المشتقات الصرفية والأبنية في كتبه أما صياغة اسم المرة فهو يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن فعلة بالفتح والسكون عندما يكون خالياً من التاء في آخره مثل: جلس: جلسة ، وقف: وقفة ، أكل : أكلة، أما إذا كان المصدر مشتملاً على تاء في آخره فإن اسم المرة يكون بالوصف مثل : رحمة واحدة ؛ لأن دون الوصف يكون مصدراً ليس غير، فأتى بالوصف ؛ ليحدد وبوضوح المقصود. ويصاغ من الفعل الثلاثي الذي يخلو من التاء في آخره، وذلك بأن تلحق في مصدره ، نحو؛ انطلاقة [53]. وفي حالة وجود التاء في المصدر أصلا فإن اسم المرة يكون بالوصف ومن ذلك[54]، وقد وردت بعض الأمثال ما يدل على اسم المرة مثل نام نومة عبود[55]، فنومة من الفعل نام.
- اسم الهيئة:
يصاغ اسم الهيئة من الفعل الثلاثي على وزن فعلة بالكسر، مثل جلسة للفعل جالس، وقتله للفعل قتل وقد ورد: ( وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة )[56].
أما إذا كان المصدر في الأصل مشتملاً على التاء في آخره ، فإن اسم الهيئة يكون من خلال وصفه؛ مثل نشدة عظيمة .
أما الفعل غير الثلاثي فلا يصاغ منه اسم الهيئة، وقد ورد شاذاً: خمرة من أختمرت المرأة، والقمصة من التقمص، والنقبة من تنقب [57].
وبناء على ذلك ، فإن السيوطي لم يتحدث عن جميع المشتقات كما هو الحال في كتب الصرف ـ إذا اكتفى بهذه الأنواع وهو ـ بهذا ـ لم يتطرق إلى المصدر الصناعي ،والمصدر الميمي، وغيرهما وقد يكون هذا من المآخذ عليه؛ لأنه أغفل هذه الموضوعات.
المبحث الثالث: الإبدال:
ويقتصر هذا الإبدال على النقل والسماع، دون أن يكون قياساً يسمح للناطق بصوغ أمثلة جديدة في اللغة فالدراسة في مادته تقف عند حدود الجمع والوصف والمقارنة والاستنتاج ، دون أن تتجاوز ذلك إلى سن قواعد قياسية إنشائية[58].
وقد استعرض السيوطي آراء طائفة من العلماء في عصور مختلفة بصدد الإبدال حيث يرى بعضهم: ليس المراد بالإبدال أن العرب تتعمد تعويض حرف من حرف ، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد والدليل على ذلك قبيلة واحدة لا تتكلم بكلمة (طوراً) مهوزة، وطوراً غير مهوزة ولا بالصاد مرة وبالسين أخرى ، وكذلك إبدال لام التعريف ميماً والهمزة المهدرة عيناً كقولهم في نحو أن عن ، لا تشترك في شيء من ذلك إنما يقول هذا قوم وذاك آخرون[59].
وروى أنه قيل لإعرابي أتقول مثل حنك الغراب أو مثل حلكه؟ فقال لا أقول مثل حلكه، وروى أنه قيل لام الهيثم كيف تقولين أشد سواداً مماذا؟ قالت من حلك الغراب، قيل افتقولينها من حنك الغراب فقالت لا أقولها أبداً… روى عن أبي خالويه قوله: اختلف رجلان في الصقر فقال أحدهما بالسين وقال الآخر بالصاد فدل هذا على أنها ثلاث لغات[60].
ومن العلماء من هو على غير ذلك، ويرى أن الإبدال يمكن وقوعه في البيئة الواحدة، وعند القبيلة الواحدة، روى السيوطي عن ابن السكيت قوله : ( حضرني أعرابياً من بني كلاب فقال: أحدهما انفخه وقال الآخر منفخة ثم افترقا على أن يسألا جماعة من أشياخ بني كلاب فاتفق جماعة على قول ذا جماعة على قول ذا).
يقول الدكتور أنيس: وهنا نرى أن ابن السكيت قد تصور إمكان وقوع الإبدال في البيئة الواحدة، فكلا الأعرابيين من بني كلاب[61].
وكذلك يروى السيوطي قول أبي حاتم: قلت لام الهيثم: هل تبدل العرب من الجيم ياء في شيء من الكلام؟ فقالت نعم، ثم أنشدني:
إذا لم يكن فيكُنَّ ظلِّ ولا جَنْى
فأبْعدكُنَ الله من شِيرَاتِ[62]
ومن ذلك يتضح لنا جلياً أن العلماء على خلاف بشأن الإبدال فمنهم من يرده إلى اختلاف اللهجات العربية، ومنهم من يقر وقوعه في القبيلة الواحدة، غير أن أكثرهم يعد بعض هذه الكلمات من الإبدال وبعض آخر من اللهجات[63].
ولعل ما يدلنا على وقوع الإبدال في البيئة الواحدة وفي مفردات اللهجة الواحدة، ما وصلت إليه الدراسات اللغوية الحديثة التي تبين أن هنالك بعض الظروف اللغوية المتعلقة بقضية (تأليف الحروف) جعلتهم يلجأون إلى الإبدال ما أشبهه فيما يعرف بالظواهر المماثلة والمخالفة الصوتية.
يقول الدكتور إبراهيم أنيس في هذا الأمر: حين نستعرض تلك الكلمات التي فسرت على أنها من الإبدال حيناً أو من تباين اللهجات حيناً آخر لا نشك لحظة في أنها جميعاً نتيجة التطور الصوتي، أي أن الكلمة ذات المعنى الواحد حين تروى لها المعاجم صورتين أو نطقين ويكون الاختلاف بين الصورتين لا يتجاوز حرفاً من حروفها، نستطيع أن نفسرها على أن أحدى الصورتين هي الأصل والأخرى فرع لها أو تطور عنها[64].
وهذا هو رأي ابن جني الذي عرض لتفسير فكرة الأصالة والفرعية بين الكلمات حين تتقارب لفظاً وتتحد معنى[65].
ثم يقسم الدكتور إبراهيم أنيس الكلمات التي يمكن الربط بين صورها إلى ثلاث طوائف:
- كلمات تروي كل منها بنطقين ونسب كل نطق منها إلى بيئة معينة من بيئات العرب في شبه الجزيرة العربية، أو إلى قبيلة معينة من القبائل العربية كأن يقال مثلاً: (أن أهل الحجاز يقولون (جبريل) ولكن قبيلة تميم تقول (جبرئيل) أو أهل الحجاز وطئ يقولون (فاظت نفسها) وقضاعة وتميم وقيس يقولن (فاضت نفسه)، أو أن قريشاً تقول (كشطت) وتميم وأسد وقيس تقول(قشطت)، أو أن أزد شنوة يقولون (بتفكهون) وتميم تقول (يتفكنون) أي يتندمون.
- الطائفة الثانية: تشمل تلك الكلمات التي روى كل منها نطقان ونسب أحد النطقين لبيئة معينة، ولم ينسب النطق الآخر. وهذه الطائفة تتضمن الكثرة الغالبة في الروايات المنسوبة كأن يقال أن (الرز) بنطق به عبد قيس (الرفذ) أو (صوام) ينطق به الحجاز والشام (صيام) وأن كلمة (الناس) بنطق بما في بعض جهات اليمن (النات).
وطائفة أخرى هي تلك الكلمات التي روت المعاجم لكل منها نطقين ولا نلمح من تلك المعاجم ما يرجع إلى أحد النطقين على الآخر كأنهما متساويان في الفصاحة، ولا ينسب أحد النطقين لبيئة من البيئات، ومثل هذه الكلمات كثيرة ويذكر أنها هي التي أوحت لعلماء اللغة بفكرة الإبدال وجعلتهم يتصورون أن النطقين كانا على قدم المساواة وأن إبدال الحرف أحداهما ليس إلا من سنن العرب وعاداتهم كما يقولون. السدول[66]: السدون[67] وخامل الذكر: وخامن وابن إبل على الخير، وجدت وجدف للقبر، قال تعالى { فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ}[68]. وجذوت وجثوث والجذو أن تقوم على أطراف الأصابع ومن المضاعف: قصيت أظفاري بمعنى قصصت والتصدية التصفيق والصوت، فعلت منه حددت أصد وحولت أحد الدالين ياء[69].
- ويروي عن ابن السكيت :من إبدال الهمزة هاء: إيا وهيا وإياك وهياك وأرحت دابتي وهرحتها وأرقت الماء وهرقته.[70] والسيوطي يبسط أمثلة كثيرة للإبدال ، مثل الاكيم والابن: الحية وطانه الله ومن الهمزة والواو: أرخ الكتاب وورخه، وآكدن العماد ووكدته وآخيته وواخيته، وأصدت الباب وأوصدته، أما أبهت له وما وبهت له، ووشاح وأشاح، ووسادة وإسادة[71].
خلاصة بأهم نتائج البحث:
خلص البحث إلى جملة من النتائج منها:
- الإشتقاق أهم وسيلة من وسائل اللغة العربية في غايتها وتوسعها المبني على ضوابط وشروط تحكمه ، وتحتفها من النصوص اللغوية.
- الإشتقاق هو الصرف، وأخذ كلمة من كلمة بشرط أن يكون بين الكلمتين تناسب في اللفظ والمعنى والترتيب والحروف، مع تغيير في الصيغة.
- لابد من وجود أصل، وفرع يقوم عليهما الأشتقاق وتستنبط بموجبه تصريفات الكلام تسمى بالفروع، إذ أن الأصل هو الجذر اللغوي الذي تتفرع منه فروع الكلام أي تشتق منه.
- هناك خلاف بين البصريين والكوفيين في أصل الإشتقاق وخلاصة القول أن أصل الإشتقاق في العربية ليس واحداً فقد اشتق من الأفعال والأسماء الجامد منها والمشتق والحروف بأقدار تقل حسب ترتيبها التالي الأفعال ثم الأسماء، ثم الحروف.
- لابد أن يحمل الفرع جوهر معنى الأصل الذي اشتق منه، وأن يختلف الفرع عن مبنى الأصل كي تتحقق من الأشتقاق فائدته.
- يشبه الاشتقاق باركانه الأربعة (المشتق، والمشتق منه، ومشاركتهما في الحروف هي (المشبه والمشبه به ،ووجه الشبه وأداة التشبيه).
- بناء الأوزان في اللغة العربية له أثر في جمال الكتابة العربية فالكلمات التي على وزن واحد تشابه ألفاظها الكتابية ، فهيفي التركيب يكون فيها ما يشبه الزخارف العربية.
- تتعدد مداليل الإشتقاق تبعاً لرؤى العلماء واختصاصاتهم فأهل النحو يرون أن المشتق ما يرادف الصفة ويعمل عمل الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول والمنسوب على ذات مبهمة وحدث وبذلك يشكل ضميراً أو يرفع اسماً ظاهراً، أما أسماء لزمان والمكان فقد الحقوها بالجوامد والمشتقات عند الصرفيين هي السبعة المعروفة (اسم الفاعل، اسم المفعول، والصفة المشبهة، وصيغ المبالغة، اسم التفضيل، واسم الزمان والمكان واسم الالة). أما اللغويون فالاشتقاق عندهم أوسع إذ يكون من أسماء الأعيان كالخيل ،وهي اسم جامد من الخيلاء.
الخاتمة:
إن علم الصرف يبحث في الأوزان الظاهرة ودلالة كل وزن، أما الإشتقاق فيبحث في الدلالة الباطنة وارتباط المعاني في المادة الواحدة ويشهد هذا العلم من كلام العرب وأحوالهم واشاداتهم التي تشتق من القرائن التي تدل على اتفاق المادة في اللغة.
من العرض السابق يستلخص أن الإشتقاق من إحدى الوسائل لأثراء المفردات في اللغة العربية حتى تضح أن العربية مرنة لمواجهة تحديات العصر بظهور المفردات والمصطلحات في شتى مجال الحياة. أما الاختلاف في أصل الإشتقاق اختلاف منطقي فلسفي غاض النظر عن ظواهر استعمال اللغة بين أبنائها . وينبغي أن يساهم الاختلاف في صناعة المعاجم حتى يسهل على متعلمي العربية إثراء مفرداتها.
المصادر والمراجع
أولاً: القرآن الكريم
ثانياً: المراجع:
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة،
- ابن جني ، الخصائص، ج2،.
- ابن عقيل، شرح محمد محي الدين عبد الحميد،ج 2، ص 141 ، وينظر احمد حامد ويحيى جبرة، الواضح في علم الصرف ، نابلس، منشورات الدار الوطنية ، 994م، ص80.
- أخرجه أبو داود في باب صلة الرحم، ج 2،
- حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مكتبة المتنبي بغداد، د.ت، ج1.
- ديوان الحطيئة، دراسة مفيد محمد قميحة، ط 1، بيروت، دار الكتب العلمية ، 1993م، ص 23 ـ 24.
- السكاكي، يوسف بن أبي بكر، مفتاح العلوم، ت نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987م، ط2، .
- سيد سابق، فقه السنة ، بيروت، دار الكتاب العربي، مجلد 2، ص 535.
- السيوطي ، همع الهوامع،ج3،ص 283 ، وينظر سيبويه: الكتاب، ج4، ص 5 ، وينظر الحملاوي ، شذا العرف في فن الصرف، 71 ، وينظر ابن عصفور: ألمقرب، ص505.
- السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، ج1.
- السيوطي، القرآن القرائية في ضوء علم اللغة الحديث.
- مهدي المخزومي، الخليل بن أحمد الفراهيدي، أعماله ومنهجه.
- مهدي المخزومي، الفراهيدي، أعماله ومنهجه ، دار الرائد العربي بيروت، د.ت
- مهدي المخزومي ، فصول في فقه اللغة.
مؤتة للبحوث والدراسات، تصدر عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، جامعة مؤتة الأردن، كراهة توالي الأمثال، عبد القادر مرعي خليل.
الهوامش
- حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مكتبة المتنبي بغداد، د.ت، ج1، ص 101. ↑
- المصدر أعلاه ، ج 1، ص 102 ↑
- مهدي المخزومي ، الفراهيدي، أعماله ومنهجه ، دار الرائد العربي بيروت، د.ت ، ص 91. ↑
- مهدي المخزومي ، الخليل بن أحمد الفراهيدي، أعماله ومنهجه، ص 91. ↑
- ابن جني ، الخصائص ، ج2، ص 133 وما بعدها. ↑
- السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، ج1، ص 347. ↑
- السكاكي، يوسف بن أبي بكر، مفتاح العلوم، ت نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987م، ط2، ص15. ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، 345. ↑
- _المصدر السابق ،ج1، ص 346 ↑
- أخرجه أبو داود في باب صلة الرحم، ج 2، ص 77 ↑
- ابن جني ، الخصائص، ج2، ص 135. ↑
- ابن جني ، الخصائص، ج2،ص 137 ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، ص 347. ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، ص 348 وهمع الهوامع ، ص 231 ↑
- مهدي المخزومي ، فصول في فقه اللغة، ص 291. ↑
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة، ص 63 ↑
- مهدي المخزومي ، فصول في فقه اللغة، ص 292 ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، ص 396 ↑
- السيوطي ، همع الهوامع،ج3،ص 283 ، وينظر سيبويه: الكتاب، ج4، ص 5 ، وينظر الحملاوي ، شذا العرف في فن الصرف، 71 ، وينظر ابن عصفور: ألمقرب، ص 505. ↑
- السيوطي ، همع الهوامع ، ج 3،ص 283 ↑
- المصدر السابق ، ج 3،ص 283. ↑
- المصدر السابق ، ج 3،ص 283. ↑
- ا السيوطي ، همع الهوامع ، ج 3ص 283 ↑
- المصدر السابق ج 3،ص 283. ↑
- المصدر السابق ، والصفحة ↑
- الحملاوي، شذا العرف ، ص 77 ↑
- السيوطي، همع الهوامع،ج 3،ص 287 ↑
- السيوطي، الأشباه والنظائر،ج1،ص 175 ↑
- العاني، الأسير في الحرب ↑
- السيوطي، همع الهوامع،ج 3،ص 287 ↑
- ابن عصفور ، المقرب ومعه مثل المقرب، ج 3 ،ص 51 ↑
- الحملاوي، شذا العرف ، ص 79. ↑
- السيوطي: همع الهوامع،ج 3 ، ص 287 ↑
- سورة القارعة: الآية 7 ↑
- ديوان الحطيئة، دراسة مفيد محمد قميحة، ط 1، بيروت، دار الكتب العلمية ، 1993م، ص 23 ـ 24. ↑
- الحملاوي، شذا العرف،ص 79 ↑
- الحملاوي، شذا العرف، ص 79 ↑
- السيوطي، همع الهواامع،ج 3، ص 287 ↑
- المصدر السابق، ج3،ص 288 ↑
- الحملاوي، شذا العرف، ص 80 ↑
- ابن عقيل، شرح محمد محي الدين عبدالحميد،ج 2، ص 141 ، وينظر احمد حامد ويحيى جبرة ، الواضح في علم الصرف، نابلس، منشورات الدار الوطنية ، 994م، ص 80. ↑
- ابن هشام، مغني اللبيب، ص 598. ↑
- السيوطي، همع الهوامع ، ج 3، ص 289 ↑
- السيوطي، همع الهوامع ، ج3، ص 286 ،وينظر الحملاوي: شذى العرف،ص 88. ↑
- السيوطي ، همع الهوامع ، ج 3،ص 286. ↑
- السيوطي ، همع الهوامع ، ج 3، ،ص 286 ↑
- االمصدر السابق ص 287 ↑
- السيوطي، الأِشباه والنظائر ،ج2،ص 234 ↑
- المصدر السابق ص 235 ↑
- السيوطي، همع الهوامع ،ج 3،ص 286 ـ 287 ↑
- المصدر السابق، ج3، ص 287 ↑
- الميداني ، مجمع الأمثال، ص 328. ↑
- السيوطي ، همع الهوامع، ج 3، ص 285 ↑
- السيوطي ، همع الهوامع ، ج3 ، ص 285 ، وينظر الحملاوي، شذا العرف، ص 76. ↑
- الميداني : مجمع الأمثال،ج 2،ص 336 ، واصله أن عبوداً كان قد تماوت على أهله ،وطلب منهم أن يندبوه ففعلوا ومات على تلك الحالة. ↑
- سيد سابق، فقه السنة ، بيروت، دار الكتاب العربي، مجلد 2، ص 535. ↑
- السيوطي، همع الهوامع ،ج 3،ص 285. ↑
- السيوطي، القرآن القرائية في ضوء علم اللغة الحديث، ص 73. ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، ص 475. ↑
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة، ص 72. ↑
- السيوطي، المزهر ، ج1، ص 475 ↑
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة، ص 73. ↑
- مؤتة للبحوث والدراسات ، تصدر عن عمادة البحث العلمي والدراسات العليا ، جامعة مؤتة الأردن ، كراهة توالي الأمثال، عبد القادر مرعي خليل، ص 13. ↑
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة، ص 75 ↑
- ابن جني، الخصائص، ج 2، ص 137 ↑
- إبراهيم أنيس، من أسرار اللغة، ص 65 وما بعدها . ↑
- السدول والسدون، ما جل بها لهودج من الثبات، وأرخي عليه . ↑
- سورة يس ، الآية 51. ↑
- السيوطي، المزهر، ج1، ص 461. ↑
- المصدر السابق، ص 462 وانظر الإبدال لابن السكيت، ص 83. ↑
-
السيوطي، المزهر، ج1، ص 463. ↑