درامى أبوبكر1
1 عنوان البحث/ أنموذج التحول الثقافي الاجتماعي في منظور القرآن
المشرف على البحث / الأستاذ الدكتور علوى مهر حفظه هللا عضو من الهيئة العلمية لجامعة المصطفى ع العالمية ورئيس قسم التفسير في المجمع العالي للقرآن والحديث
الباحث / درامى أبوبكر من دولة ساحل العاج ولد في عام ١٩٨٧ الميلادي درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدرسة سبيل النجاح في ماركوري أبدجان ثم التحلق بجامعة المصطفى العالمية حيث درس فيها علوم القرآن والتفسير في مرحلة اللسانس والماجستير والدكتوراه.
رقم تلفون / 00989393626907
بريد الكتروني: drameaboubacar2000@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21118
تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 12/10/2021م
المستخلص
إنّ القرآن الكريم كتاب حياة وهداية و نور حيث نزل تدريجيّاً لإخراج الناس من الظلمات الى النور، وهذه العمليّة التحوّليّة الثقافيّة الاجتماعيّة هي الهدف الرئيس من نزول القرآن، فهذه الأُطروحة التي بين أيدينا على عنوان ( أُنموذج التّحوّل الثقافي الاجتماعي في منظور القرآن) وقد سلكت الدراسةُ المنهج الوصفي و التّحليلي، و استنباط الآيات والرّوايات والاعتماد على الكتب القيّمة، مع مقارنة نظريّة القرآن بنظريّات أخرى في الموضوع . وعلى هذا الأساس فإنّ القرآن الكريم – في عمليّة التحوّل الثقافي الاجتماعي – قد أُسّست على الفطرة والعقل والايمان بالله والعدالة الاجتماعيّة والتدرّج في التّشريعات ووحدة القلوب و تأمين الحاجات البشريّة الواقعيّة المعنويّة والماديّة و العُرف الحسن وحُرّيّة الالتزام و القيم والأخلاق الساميّة، وقد أثّر كلّ من هذه المبادئ على حياة الفرد والمجتمع ، و كذلك مرّت عمليّة التحوّل بمراحل عديدة – خلال مسيره – في تحوّل ثقافة الفرد والمجتمع، وهي : مرحلة البيان ، ومرحلة الإبطال ، ومرحلة الإصلاح ، ومرحلة الخلق الثقافيّ الاجتماعيّ التي هي بمثابة المرحلة التأسيسيّة .
وأمّا النتيجة التي توصلنا إليها هي : أنّ الأُنموذج التّحوّل الثقافي الاجتماعيّ في القرآن تتحلّى بالشّموليّة والجامعيّة و النظم والهداية، و أنّ الانسان محور التحوّل والتغيير الاجتماعيّ، وأنّ نجاح عمليّة التحوّل مشروط بتطبيق الوحي المُقدس الذي بمثابة الطريق بين الانسان وربّه، وأنّ لعمليّة التّحوّل مراحل تطبيقيّة، بدء من الفرد ثم الأسرة ثم العشيرة والمجتمع ثم العالم، و قد يشمل التّحوّل جميع أبعاد الحياة الثقافية الاجتماعيّة والاعتقاديّة والاقتصاديّة والسّياسيّة و القيم والعلاقات الاجتماعية بالعدالة الاجتماعيّة والتكافل الاجتماعيّ، وأنّه لا بُدّ من حماية التّحوّل بتأسيس الحكومة الاسلاميّة، مع أركانها التنفيذيّة والتّشريعيّة والقضائيّة، و تشريع الجهاد دفاعاً عن الاسلام، والقيام بالأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر، حفاظاً للنّظام العام وتأميناً لحياة الفرد والمجتمع .
الكلمات المفتاحية: التّحوّل ،الثّقافة، المجتمع.
A model of cultural and social transformation in the perspective of the Qur’an
Drame Aboubacar1
1 Research title: A model of cultural and social transformation in the perspective of the Qur’an
The supervisor of the research/ Professor dr.Alawe mehr,
Al- Mustafa International University Member of the Scientific Committee of end head of the Interpretation department at the higher Council of Quran end hadith
Researcher / Drame AboubacarFrom the country of Côte d’Ivoire, he was born in 1987 AD. He studied primary, middle and high school at Sabeel An-Najah School in Marcory Abidjan, then went to Al-Mustafa International University, where he studied Qur’anic and Tafsir sciences at the Linus, Master’s and Ph.D.
Phone number / 00989393626907
Email / drameaboubacar2000@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21118
Published at 01/11/2021 Accepted at 12/10/2021
Abstract
The Noble Qur’an is a book of life, guidance and light as it was revealed gradually to bring people out of darkness into light. In fact, this process of social, cultural transformation is the main goal of the revelation of Qur’an. This research followed the descriptive and analytical approach, deducing verses and narrations and relying on valuable books, while comparing the theory of the Qur’an with other theories on the subject. On this basis, the Noble Qur’an – in the process of cultural and social transformation – has been founded on instinct, reason, belief in God, social justice, gradualism in legislation, unity of hearts, provision of realistic human needs, moral and material, good custom, freedom of commitment, and lofty values and morals. In fact, all these foundations have had a great impact on the life of the individual and society, and the process of transformation also passed through many stages – during its course – in the transformation of the culture of the individual and society, namely: the stage of statement, the stage of nullification, the stage of reform, and the stage of cultural and social creation, which are the foundational stages.
As for the conclusion we reached is that the model of cultural and social transformation in the Qur’an was characterized by comprehensiveness, universality, order and guidance, that human being is the center of transformation and social change, and the success of the transformation process is conditional on the application of the Holy Revelation, which is the path between man and his Lord, and that the process of applying the stages of transformation Starting with the individual, then the family, then the clan, the community, then the world, and the transformation may include all dimensions of cultural life, social, belief, economic, political, values and social relations with social justice and social solidarity, and that the transformation must be protected by establishing the Islamic government, with its executive, legislative, and legislative pillars, Jihad in defense of Islam, enjoining good and forbidding evil, in order to preserve public order and to secure the life of the individual and society.
Key Words: the social. the cultural .the transformatio
مقدمة البحث
إنّ الانسان البشري في حاجة ماسّة الى الكمال والترقي الى ربّه والفوز برضاه حيث السعادة الأبديّة الخالدة والحياة الطّيبة السّرمديّة ولتحقيق هذا الكمال والفوز بتلكم السعادة الخالدة، أرسل الله الي الانسان الرُسل والانبياء عليهم السلام وأنزل الكتب السماوية على رأسها القرآن الكريم ولن يصل الانسان الى هذه الغاية الكبرى إلاّ بالتحول الحقيقي في جميع مجالاته الاعتقادية، الاخلاقية، السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والاجتماعية، حيث يقول : (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) إبراهيم الآية الأُولى وهذا الإخراج هو (التحول الاجتماعي الجذري ) المعبّر عنه بلغة العصر وهو كذلك الهدف الرئيس المنشود من أهداف نزول القرآن الكريم كما صرّح به بعض الآيات القرآنية، وعلى هذا الأساس كان من الجدير بالذكر أن يمعن الباحثون أنظارهم واهتمامهم إلى التحقيق والبحث في مثل هذا الموضوع المهم بل أهم، وقد لاحظنا قصور الباحثين في مجال موضوع التحوّل الثقافي الاجتماعي مع أنّ البشريّة في أمسّ الحاجة إليها لضمان وتأمين احتياجاتهم في حياتهم الثقافية الاجتماعية،، وعليه قد صمّمنا أن نسدّ هذا الفراغ ونعالجه في هذه الأطروحة تأصيلا علميّاً، وللوصول إلى منشودنا وهدفنا اخترنا عنوان : ( أنموذج التحول الثقافي الاجتماعي من منظور القرآن ) حيث نبيّن فيه مجالات علمية التحول الثقافي في القرآن مع ذكر المراحل التي مرّ بهاالاصلاح القرآني وللإجابة على هذه الأُطروحة كان لا بُدّ من بيان السؤال الأصلي وهو: ( ما هو أُنموذج التّحوّل الثّقافيّ الاجتماعيّ في القرآن الكريم مبادئه، مراحله، مجالاته وتطبيقاته)؟ ولكي نلقي الضّوء على الموضوع نحتاج الى استخراج أسئلة فرعية وهي كالتالي ذكرها:
الأسئلة الفرعية المطروحة في البحث
إجابة على السؤال الرئيس للبحث نحتاج الى استخراج أسئلة فرعية وهي:
- ماهي مراحل التّحوّل الثقافي الاجتماعي في القرآن الكريم ؟
- ماهي مجالات التّحوّل الثقافي الاجتماعي وتطبيقاته في القرآن الكريم ؟
ضرورة البحث: يمكن القول بأنّ الأُمّة الاسلاميّة في أمسّ الحاجة إلى التّعرّف بالثقافة الاسلاميّة بصفة عامّة، والثقافة القرآنيّة بصفة خاصّة وقد لاحظنا – بعد تتبّعنا الحثيث الرسائل العلميّة- أنّ الباحثين والمحقّقين الكرام لم يُعالجوا حقّ المعالجة موضوع التحوّل الثقافي الاجتماعيّ في القرآن الكريم من حيث المبادئ والمراحل والنماذج، وإجابة لسدّ هذه الحاجة العلميّة الماسّة رأينا أنّه يجب علينا أن نقوم بهذه المسئوليّة لأسباب وعوامل عدّة منها :
- حاجة الأُمّة الاسلاميّة بصفة عامّة إلى معرفة مبادئ ومراحل عمليّة التحوّلات الثقافيّة الاجتماعيّة التي مرّ بها القرآن الكريم نظريّا وتطبيقيّا في مجالات حياتهم والعلميّة والتّربويّة الثقافيّة والاجتماعيّة.
- حاجة المبلغين والدعاة الكرام والمربّين إلى التّعرّف مبادئ ومراحل عمليّة التحوّلات الثقافيّة الاجتماعيّة في القرآن، وتثقيفهم فيها واتخاذها نماذج تطبيقيّة في مسير حركاتهم ونشاطاتهم الدعويّة والارشاديّة والتوجيهيّة في جميع مجالاتها
- ضرورة تثقيف المسلمين وخاصّة الشباب والناشئين من النسل الجديد على الثقافة القرآنية النورانيّة،
الأهداف التي يسعى البحث إلى تحقيقها: هي :
- القاء الضّوء على الهدف الرئيس لنزول القرءان الكريم الذي هو التحول (التغيير الجذري الاجتماعي) بأسلوب تدريجي ، ومنهجه في سبيل تحقيق ذالك الهدف السامي .
- القاء الضّوء على مناهج القرآن الكريم في عرض مرحليّة عملية التحول الثقافي الاجتماعي.
- إثبات شموليّة الثقافة الاسلامية من خلال معارف (القرآن الكريم والسّنة الطّاهرة) وصلاحيّتهما لجميع أبعاد أصعدة الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والعلمية والسياسية والاقتصادية.
منهجية البحث : منهجنا في هذا البحث هو المنهج التوصيفي والتحليلي
حدود البحث: أما بحثنا فهو يمحور فيما يلي ذكره وهو أنّه :
من حيث الزمان ، فهو يقتصر على نموذج التحول الثقافي الاجتماعي في عصر البعثة .
ومن حيث المكان ، فهو في صدد التحولات الثقافية الاجتماعية وقت نزول الوحي .
ومن حيث الموضوع ، فهو بحث قرآني ، ثقافيّ ، إجتماعيّ في بيان نموذج التحول الثقافي الاجتماعي في القرآن الكريم ومبادئه ومراحله ، مع بيان الآثار المترتّبة عليها
الدّراسات السابقة : يمكن القول – بعد البحث والفحص في البحوث العلمية والكتب المتخصّصة في الموضوع – أننا قد اطلعنا على بحوث و دراسات سابقة في الموضوع منها ما يلي :
أولا : المجتمع الانساني في القرآن الكريم،
لمؤلفه السيد محمد باقر الحكيم، رحمه الله
من محتويات ذلك الكتاب:
- المجتمع الانساني نشؤوه، عناصره.
- تاريخ المجتمع الانساني .
- أثر الهوى والدين في المجتمع .
- النظرية الكونية في حركة التاريخ .
- الدّين والعلاقات الاجتماعية.
- خصائص المجتمع الاسلامي
علاقة الكتاب بالأُطروحة : ذكر المؤلف بعض كليات متعلّقة بالبحث كالمجتمع الانساني والاسلامي عناصره وخصائصه. ثانيا : منطق تفسير القرآن ( 4)
المؤلف : دكتور محمد علي رضائي الاصفهاني
محتويات الكتاب : مباحث جديدة في علم التفسير ( لسان القرآن، علم فهم النّصّ، ثقافة عصر القرآن )
علاقة الكتاب بالأُطروحة : لقد ذكر المؤلّف نظريات العلماء في تأثير القرآن بثقافة عصره و خصائص الثقافة الجاهلة العامة والخاصة . إلا انه لم يتطرّق بذكر مبادئ التحوّل الثقافي الاجتماعي .
رابعا : مبادئ وهيكلية النظام الثقافي من منظور القرآن
مقالة دكتور رضا آقايي ونصر الله نظري تحت عنوان: فهذه المقالة قد عالجت مبادئ النظام الاسلامي وعناصره، وبعض مبادئ النظام الثقافي بشكل مختصر وبدون ذكر الآثار المترتّبة عليها في ثقافة المجتمع .
خامسا : (التغييرات الاجتماعية من منظور القرآن ) باللّغة الفارسيّة
أطروحة رسالة دكتوراه لسماحة الشيخ محمد يعقوب بشوي:
قد عالج الباحث فيها الموضوعات التالية وهي :
- بيان نظريات علماء الاسلام والغرب في التغييرات الاجتماعية .
- تسليط الضّوء على عوامل التغييرات وشروطها وأقسامها وموانعها وأهدافها وطرقها ورسالتها
لكنه لم يتطرّق الحديث فيها بذكر مبادئ ومراحل التحولات الثقافية، والآثار المترتّبة.
وعلى ضوء ما سبق من الدراسات السابقة في الموضوع، فإنّ موضوع الثقافة قد عُولج بشكل كليّ مُجمل، فمنهم من اختصر بالتاليف فيها في مجال ذكرأقسامها بدون تحليل، ومنهم من بحث فيها مختصرا مُخلاّ، ومنهم من كتب مقالات فيها بدون الالتفات الى بيان أنموذجها وهيكليتها، فنحن في هذه الأُطروحة – إن شاء المولى الكريم – نريد أن نسلّط الضّوء على أنموذج التحول الثقافي الاجتماعي في القرآن مع التركيز على بيان مبادئه ومراحله، وتطبيقاته ومجالاته، و بيان الآثار المترتّبة على كلّ من هذه المبادئ والمراحل، ذلك بأسلوب منهجيّ وصفيّ تحليلي ، وإضافة الى مقارنة النظريات في الموضوع .
المبحث الأول : مفاهيم وكليات
- الثقافة
الثّقافة لغة : تأتي كلمة الثقافة في اللغة العربية لمعان كيرة منها :
- إقامة العوج ، ( ثقف ) الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع ، وهو إقامة درء الشيء . ويقال ثقفت القناة إذا أقمت عوجها ..[1]
- الحذاقة والفطنة ، الحذق في إدراك الشيء و فعله،.[2]
- الظفر بالشيئ والامساك به، جاء في قوله الحكيم : ( فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون) [3] أي الظفر بهم في الحرب .
- المصادفة ، ومنه قوله تعالى: ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) [4] اي صادفتموهم
- الإدراك الدقيق المحيط، بأن يكون الموضوع تحت النظر مع الحذق. و هذه الخصوصيّة منظورة في كلّ من معاني الأخذ و الدرك و الفهم و الظفر و إقامة العوج و غيرها، حتّى تكون من مصاديق الأصل. [5]
- جملة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق بها [6] لذا كل من تبحّر أو تفنّن في تلكم المعارف والفنون يسمى مثقفا .
يتبيّن لنا – من خلال ما ذكرنا – ان مشتقات كلمة ( الثقافة ) تحتوي معان كثيرة منها:
الفطنة والحذقة والسرعة و الظفر بالشيئ والامساك به والمصادفة والادراك الدقيق المحيط ، وجملة العلوم والمعارف والفنون ، فكل من هذه المعاني تعطي معنى إدراك الشيء أو المعلوم إدراكا تاما دقيقا مصادفا له والاحاطة الكليّة به .
يمكن القول بأنّ أول من استعمل مصطلح الثقافة هو ( ادوارد تايلور (1871م):) [7] في كتابه ( الثقافة البدائية)، ففيه عرّف الثقافة بانها:
- ذالك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفنون والقانون والقيم والمعايير والاخلاق والعادات والتقاليد وغيرها مما يكسبه الانسان من خلال حياته كعضو في المجتمع [8] وقد تاثّر العلماء بهذا التعريف وان حاول الذين جاءوا من بعد ذالك ليعرفوا الثقافة بتعاريف تربطها بالتاريخ تارة، وبالتعليم أخرى، وبالتربية ثالثة، فتلكم التعاريف جعلت الثقافة نتائج للمعاصرة من خلال التفاعلات التاريخية، أو ما يرثه المجتمع من مواريث مختلفة على مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية ومختلفة.
التعريف المختار : هو أنّ الثقافة عبارة : مجموعة الأفكار والعقلية المكتسبة المستمدّة من العقيدة والقيم والعلوم والتقاليد والعادات واللّغة وغيرها المتأثّرة في حياة الفرد أو المجتمع المعنوية والمادّية .
2 المجتمع
يمكن القول بانه لا يوجد – الى الآن – تعريف لفظي خاص للمعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة، بحيث يقلبه جميع علماء الاجتماع فضلا عن وجود تعريف حقيقي لها . وقد اعترف بهذا الامر العالم الاجتماعي المعاصر المسمى ب( بوتمور) حيث يقول : هناك مشكلة أخرى لا بدّ من مواجهتها وهي ان لكلّ مجتمع تركيبا اجتماعيا معيّنا، وان كانت هناك عدة مجتمعات تتشتبه في تركيبها الاجتماعي، ولكن كيف ينبغي لنا تعريف المجتمع؟
وبعبارة أخرى: كيف نعين حدود التركيب الاجتماعي الخاص؟ فهل الهند الى هذه الاواخر كانت مجتمعا واحدا ام مجموعة من المجتمعات التي توجد بينها ثقافة موروثة ولا سيّما الثقافة الدينية ؟ في كثير من المواد يكون تعيين الحدود لمجتمع ما أمرا صعبا للغاية[9] وعلى هذا الأساس فانه يكمن أن نذكر عدّة تعاريف للمجتمع:
- وقد عبّر عن مفهومه العالم الإجتماعي (أنتوني غدنز) في كتابه : علم الإجتماع، قائلا :«المجتمع (society):يعتبر مفهوم المجتمع واحد من أهم مفاهيم الفكر السوسيولوجي. وهو مجموعة من الناس يعيشون في حيّز معيّن ويخضعون لنظام واحد من السلطة السياسية، وهم على وعي بأنّ لهم هويّة تميزهم عن المجتمعات الأخرى المحيطة بهم. ».[10] و عرّفه كذالك : ( أنّه نسق من العلاقات المتداخلة التي يرتبط بها الافراد بعضهم ببعض)[11]
- إنّ المجتمع هو ( المجموعة من الافراد الانسانيين الذين يعيشون تلقائيا ولهم تقاليد وعادات واحدة وامال وغايات يريدون تحقيقها بوسائل مرسومة)[12]
- ( كلّ اجتماع ينطوي على العلاقات التي تنشأ بين الافراد الذين يعيشون داخل نطاق في هيئة وحدات او جمادات…)[13]
التعريف المختار : هور أنّ المجتمع عبارة : عن مجموعة من الناس تربطهم أنظمة وقوانين وقيم وآداب وعادات وتقاليد ويعيشون حياة إجتماعية في أرض واحدة .
ويستفاد من هذه التعاريف :
- لزوم كون أفراد المجتمع مشتركين معا في لوازم الحياة الاجتماعية كالأنظمة والقوانين والقيم والأخلاق والآداب والعادات والتقاليد وغيرها .
- لزوم حياة المجتمع على أرض واحدة ، لأن كونهم متفرّقين في أماكن مختلفة لا يتحقق عليهم معنى المجتمع .
- التّحوّل
ألف : التحول ، الحول والتّحوّل واحد قال تعالى: (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) فمعناه لا يبغون عنها تحولا [14] وحال الشئ حولاً وحؤولا. وأحال، والأخيرة عن أبن الإعرابي كلاهما تحول.
أصل الحَوْل تغيّر الشيء و انفصاله عن غيره، و باعتبار التّغيّر قيل: حَالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولًا، و استحال: تهيّأ لأن يحول، إلى ما قيل في و باعتبار الانفصال قيل: حَالَ بيني و بينك كذا، [15]و قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ [16] إنّ الأصل الواحد في هذه المادّة هو تبدّل الحالة و التّحوّل من صورة أو جريان أو حالة أو صفة أو برنامج إلى اخرى [17]
نستنتج من هذه التعاريف المذكورة أن مفردة التحوّل اذا أُطلقت يراد بها إنتقال حالة الشيء أو صورته إلى أُخرى، او تحوّل نظام أو برنامج إلى آخر، سواء كان ايجابا او سلبا .
ب : التّحوّل اصطلاحاً
ذكر العلماء أقوالا كثيرة في تعريف التّحوّل الاصطلاحي نذكر منها ما يلي :
التعريف الاول : كلّ تحوّل يطرأ على البناء الاجتماعي خلال فترة من الزمن، فيحدُث تغيّر في الوظائف والأدوار والقيم والأعراف وأنماط العلاقات السائدة في المجتمع[18]
التعريف الثاني : كلّ ما يطرأ على المجتمع في سياق الزمن على الأدوار والمؤسسات والأنظمة التي تحتوي على البناء الاجتماعي من حيث النشأة والنمو والاندثار[19]
نستنتج من هذه التعاريف أنّ كل انتقال من حال الى حال آخر، أو من نظام الى نظام آخر، في زمن معيّن يسمّى بالتحوّل .
يمكن ان نعرض نموذجا للتحوّل الاصطلاحي بما يلي :
تحوّل المجتمع المكي والمدني من حالة و نظام جائر وثقافة جاهلية من زمن معيّن، خلال 23 عاما الى نظام عادل وثقافة إسلامية، بل الى تأسيس حكومة ودولة إسلامية مبنية على الايمان بالله، تسودها العدالة والأمن والاستقرار والتكافل الاجتماعي . ومنه كذلك تحولات الانبياء عليهم السلام في قومهم عبر تاريخ البشر.
المبحث الثاني : مراحل التحوّل الثقافي الاجتماعي في القرآن
يعلّمنا القرآن الكريم أنّه مرّ نزوله – في تغيير وتحوّل تقافة المجتمع- بمراحل وهي : تحوّل الفرد والأسرة والمجتمع والعشيرة والعالم وهي :
إنّ التحوّل الفردي هو عبارة عن إيجاد التغيير والتحول في نفس الانسان الفرد في رؤيته الكونية من معرفة الله وتوحيده عن طريق إيمانه بآياته وصفاته، ومعرفة نفسه ما لها وما عليها، ومن اين وفي أين وإلى أين، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [20] وكذلك ايجاد التّحول في الناحية التربوية والتزكية الروحية للانسان، وأجل أهميّة التزكية أقسم الله تعالى في سورة الشمس في إحدى عشر مرة ثم بيّن مكانتها، قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) [21] ومعلوم أن تزكية النفس وتربيتها، من أهدف بعثة الانبياء عليهم السلام، قال تعالى : (هوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ)[22] فالآية الكريمة تبيّن لنا أن عملية التحوّل الثقافي لا يتمّ إلاّ بالمعرفة الموافقة بالكتاب والحكمة والتزكية الروحية .
الفرع الثاني : تحول الأُسرة
بعد التحوّل الثقافي الفردي انتقل القرآن الى مرحلة اصلاح وتحول الأُسرة، علما أن إصلاح البيت مقدّم على إصلاح العشيرة والمجتمع والمحيط . الأسرة تطلق في الاسلام على الجماعة المكوّنة من الزوج والزوجة وأولادهما غير المتزوجين الذين يقيمون معا في مسكن واحد، وعندما نقيد الاسرة بقولنا : الاسرة المسلمة، فلا بد لأفرادها من ان يكونوا في افكارهم وعواطفهم وسلوكهم من الملتزمين بأحكام الاسلام. [23] من النموذج التحولي القرآني، تحول الأسرة والعائلة النبوية الكريمة بعد التحول الفردي المتمثّل في حضرة الرسول صلى الله عليه واله وسلم، بالمعرفة الالهية وتزكية النفس كما صرّحت بذلك أوائل الآيات من سورتي العلق والمزمل، أمره الله أن يأمر أهله بالصلاة والصبر عليها قال تعالى في محكم آياته قوله تعالى: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها » الآية ذات سياق يلتئم بسياق سائر آيات السورة فهي مكية كسائرها على أنا لم نظفر بمن يستثنيها و يعدها مدنية، و على هذا فالمراد بقوله «أَهْلَكَ» بحسب انطباقه على وقت النزول خديجة زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم و علي عليه السلام و كان من أهله و في بيته أو هما و بعض بنات النبي صلى الله عليه واله وسلم. فقول بعضهم: إن المراد به أزواجه و بناته و صهره علي، و قول آخرين: المراد به أزواجه و بناته و أقرباؤه من بني هاشم و المطلب، و قول آخرين: جميع متبعيه من أمته غير سديد، نعم لا بأس بالقول الأول من حيث جري الآية و انطباقها لا من حيث مورد النزول فإن الآية مكية و لم يكن له (صلى الله عليه واله ) بمكة من الأزواج غير خديجة عليها السلام .[24] و قوله الحكيم ( قوا أنفسكم و أهليكم النار) فلاية الكريمة تخاطب جميع المؤمنين بحفظ الأسرة وهي الزوجات والأولاد ومن في معناهم ووقايتها من النار، وحمايتهم عن الانحراف الى أيّة ثقافة باطلة، وذلك بالتعليم والتربية وترسيم الطريق والمنهج الصحيح لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .
بعد مرحلة تغيير وتحوّل الأُسرة، نأتي الى المرحلة الثالثة وهي مرحلة تحوّل العشيرة، وعشيرة الرجل قرابته سموا بذلك لأنه يعاشرهم و هم يعاشرونه انتهى[25]. . وقد أمر صلى الله عليه واله بالدعوة علنا ذلك بعد تلك السنوات الثلاث التي مرت بالدعوة في قوله تعالى : ( فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ) [26] و قوله تعالى: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» و خص عشيرته و قرابته الأقربين بالذكر بعد نهي نفسه عن الشرك و إنذاره تنبيها على أنه لا استثناء في الدعوة الدينية و لا مداهنة و لا مساهلة كما هو معهود في السنن الملوكية فلا فرق في تعلق الإنذار بين النبي و أمته و لا بين الأقارب و الأجانب، فالجميع عبيد و الله مولاهم.[27] وعندما نزلت الآية الكريمة: «وَأَنْذِرِ عَشيرَتَكَ الأقرَبين».[28] أعلن رسول اللّه صلى الله عليه و آله دعوته أمام الناس، فصَعدَ على جبل الصفا ودعا أقرباءه وأعدّ لهم وليمة، وفي ذلك اليوم كان المسلمون يعدون الأصابع[29]. وقد اقيمت الوليمة مرّتين، إذ في المرة الاولى لم يُعطِ أبو لهب النبي صلى الله عليه و آله فرصة للكلام، وفي المرة الثانية سخروا من كلامه صلى الله عليه و آله والتفتوا لأبي طالب قائلين له: «قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع». وفي هذه المأدبة كان النبي الأعظم صلى الله عليه و آله يرى بعين الغيب انتشار الإسلام الأكيد، حتى إنّه عيّن خليفة ووارثاً له فيها[30]. فهذه هي أسلوب القرآن الكريم في عملية تحول ثقافة المجتمع بمُراعاة التدرّج، حيث بدأ بإصلاح الفرد ثم اصلاح الاُسرة وبعدهما انتقل الى إصلاح العشيرة التي هي الأُسرة الكبيرة كما بيّنتها الاية الكريمة..
الفرع الرابع : التحول المجتمعي
والتحوّل المجتمعي أو الاجتماعي وهو عبارة : عن كلّ تحول يقع في التنظيم الاجتماعي، سواء في بنائه أو في وظائفه خلال فترة زمنية معيّنة، والتغيّر الاجتماعي على هذا النحو ينصبّ على كلّ تغيير يقع في التركيب السكاني للمجتمع، أو في بنائه الطبقي، أو نظمه الاجتماعية، أو في أنماط العلاقات الاجتماعية، أو في القيم والمعايير التي تؤثر في سلوك الأفراد والتي تحدد مكاناتهم وأدوارهم في مختلف التنظيمات الاجتماعية التي ينتمون إليها[31] طبق هذا التعريف الشامل يتبيّن لنا أن التحول المجتمعي يحتاج الى فترة زمنيّة وأنه يعمّ أبعاد الحياة الاجتماعية، من فكرة و أخلاق و قيم و علاقات اجتماعية ويتأثّر به أفراد المجتمع أيّا كانوا، لذا لما يفّر الاسلام ثقافته في المجتمع المكيّ حوّل وضعه الاجتماعي وغيّره ممّا كان من قبل .
بعد عرض نماذج التحول الثقافي في الفرد المتمثّل في شخصية النّبي عليه واله السلام، وإلى الأُسرة النبوية الكريمة وعشيرته، نأتي الآن إلى التحول المجتمعي وهو مجتمع مكة المكرمة، في قوله تعالى : (وَ كَذلك أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا) بلغته و أسلوبه ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ) و هي مكة (وَ مَنْ حَوْلَها)[32] من أهل الجزيرة العربية، و الغاية من عروبة القرآن، هي أن يفهم هؤلاء الدعوة لاستعمالها لغتهم التي يعرفونها و يملكون أسرارها و عناصر ثقافتها، و لعل التركيز على هذه المنطقة باعتبارها الساحة التي تنطلق فيها الدعوة و تتحرك منها الحركة الإسلامية، وقوله تعالى : (وَ هذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها) [33] فالمجتمع المكّيّ كان نقطة انطلاق وقاعدة أساسية حركية لمنبع التحوّل الثقافي الاجتماعي للأُمّة الاسلامية قبل تأسيس الدولة الاسلامية في المجتمع المدنيّ .
تأثير التحوّل الثقافي الاجتماعي في المجتمع المدني
بعد أن أخرج التحوّل الثقافي الاسلامي شطأه في المجتمع المكّيّ، وبعد قبول عدد قليل دعوة الرسول ص لم تكن الحالة الاجتماعية في مكة صالحة لأوائل المسلمين للبقاء فيه لشدّة التعذيب والتهمة، عزموا ترك مكّة مهاجرين الى المدينة، وقد تأثّرت الهجرة في عملية التحوّل الثقافي الاجتماعي، حيث أتاحت للمسلمين أن يؤسسّوا مؤساسات ثقافية منها :
أولا : بناء المسجد، ( مؤسسة دينية ثقافية).
ثانيا : التكافل الاجتماعي، ( مؤسسة اجتماعية).
ثالثا : بناء السّوق، ( مؤسسة إقتصادية).
رابعا : تأسيس قوة عسكرية ( مؤسسة دفاعية).
خامسا : تأسيس نظام إداري (مؤسسة سياسية ).
بعد مرحلة التحوّل المجتمعي تأتي مرحلة التحوّل العالمي، علما أن التحوّل والتغيير الثقافي الاسلامي لم يكن منحصرا في المجتمع المكّي ولا المجتمع المدنيّ، ولم يكن يخاطب قوما دون آخر أو جنسا خاصّا دون غيره، بل انتشر التحوّل الثقافي الاسلامي من مكّة ومن حوله إلى سائر الناس ومن بلغ كما عبّر عليه القرآن، في قوله تعالى : (وَ كَذلك أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها) [34] وفي قوله تعالى : ( وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا القرآن لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغ ) أي أنّ القرآن قد نزل عليّ لكي أنذركم، و أنذر جميع الذين يصل إليهم- عبر تاريخ البشر، و على امتداد الزمان و في أرجاء العالم كافة- كلامي، و أحذرهم من عواقب عصيانهم [35]. والرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في تحقيق عمليّة التحوّل لنشر الثقافة الاسلامية أرسل إلى ملوك العالم رسائل وتعاظمت في هذه الأثناء قدرة الإسلام وتوسع نفوذه فانتشر أول شعاع لشمسه خارج الجزيرة العربية، وقام الرسول بإرسال سفراء محملين برسائل إلى كسرى (ملك ايران)، وقيصر (حاكم الروم)[36]، والنجاشي (حاكم الحبشة)، والمقوقس (حاكم مصر) وإلى عدّة اخرى من الرؤساء والحكام أداءً لتكليفه الإلهي ولدعوتهم إلى الإسلام فكان جواب بعضهم إيجابياً، وسكت بعضهم الآخر ماعدا خسرو برويز (شاه ايران) وهذا دليل على إمّا: أنّ التبليغ الإسلامي الصحيح قد وصلهم فاطلعوا على حقائق الإسلام، أو أحسّوا بقدرته ووصلتهم أخباره فكان صلاحهم في عدم المواجهة العسكرية مع المسلمين[37]. كما ثبت عند المؤرخين أنه صلى الله عليه وآله وسلم، أرسل ما يقارب 60 سفراء حاملين رسالة الاسلام العالمية والشاملة التي كانت عوامل وأسباب لتحوّل العالم الى قبول الثقافة الاسلامية . لقد أثبتت معارف القرآن عالمية وشمولية الدين الاسلامي وصلاحيته للكل زمان ومكان وفي جميع أصعدة الحياة، وانه ليس له حدود جغرافية ولا يخصّ قوما دون قوم أو جنسا دون أجناس أُخرى،ومن الايات القرآنية الدالة على ذلك كثيرة يمكن ان نقسمها الى عدّة مجموعات منها :
-
-
- مجموعة الآيات التي تبيّن أن رسالة نبي الاسلام تشمل جميع الناس وأن خطابه ورسالته عالمية وأنه نبي العالم أجمع كما في قوله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[38] وقوله ( وما هو الا ذكر للعالمين ) [39]
- مجموعة الآيات التي توضّح أن أحكام وقوانين الاسلام عامّة وشاملة لجميع أبناء البشريّة من كل لون وعنصر ولغة، ولم تُحدّد بجهة خاصّة
- مجموعة الآيات التي تشير إلى ان الاسلام دين عالمي كامل سيظهر ويغلب على كافة الاديان والثقافات من خلال إرادة الله الغالب وذلك وعد إلهي حتمي لقوله الحكيم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [40]
-
فجميع هذه الايات تصبّ مصبّ شمولية وعالمية ثقافة القرآن الكريم في كافّة أبعاد الحياة الاجتماعية والثقافية والأحكام والقوانين والاخلاق التي تشمل جميع أجناس الناس بلا حدود جغرافي أو قوم دون آخر وهذا ماأخبر الله به نبيّه عليه وآله الصلاة والسلام، بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾[41] .
المبحث الثالث: مجالات التحول الثقافي الاجتماعي
يمكن القول بأنّ عمليّة التحوّل الثقافي الاجتماعي تعمّ مجالات كثيرة وإليكم بيانها :
الفرع الأول : التّحوّل الثقافيّ
والتحوّل الثقافي هو ايجاد التغيير والتحوّل من تلكم الرؤية الكونيّة الجاهلية من المعرفة والمعتقدات الفاسدة السائدة الى الرؤية الكونية الاسلامية من المعرفة والاعتقاد الصحيح المتمثّل في الايمان الصحيح بوحدانية الله وصفاته الكمالية وبرسوله وبالكتاب والملائكة والقدر والمعاد، وكذلك ظاهرة العملية التغييرية القرآنية في ايجاد العدالة والمساواة في المجتمع وبناء القيم الدينية والانسانية وتربية أفراد المجتمع بالاخلاق الفاضلة وإصلاح عاداتهم وتقاليدهم السيّئة وغيرها، يُعتبر تحوّلا ثقافيا في ثقافة الفرد والمجتمع . قال تعالى 🙁 هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)[42]
وقد خلق القرآن الكريم في المجتمع الاسلامي تحوُّلات في مجال معارف ثقافية وهي :
إيجاد تحولات من الرؤية الكونية السلبية التي كانت مستحكمة على أفكار ونظريات الجاهلية قبل نزول نور القرآن التي بيّنت معرفة الوجود أنّها عبارة : (عن القوانين الطبيعية للوجود واحكامه الفلسفيّة المبحوثة في الحكمة، كوجود المطلق وأبديته، وأبدية الروح، لانها مجرّة) [43] و كذلك مبادئ معرفة الرؤية الكونية وخصائصها، قال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) ذلك من معرفة الله توحيده والحكمة المكنونة في خلق هذا الكون والطبيعة وأسرارها العجيبة، وكشف آفاق معرفة العوالم كلّها، عالم الطبيعة السماوية والأرضية، وحكمتها في إثبات وجود الله وتوحيده والمعاد .
الفرع الثاني : التحوّل الاعتقادي:
إنّ التحوّل الاعتقادي عبارة عن عمليّة تحوّلية تغييرية من الشرك الى التوحيد ومن عبادة المخلوقين والأحجار والتماثيل الى عبادة الخالق الواحد. وهو من أهم التحوّلات وأعلاها وأصعبها وهو بمثابة المحو الأساسي الثابت أي الدعوة إلى عبادة الله ( العقيدة- التوحيد) ولا يتغير في أي حال من الأحوال، فهو المحور الثابت في العملية التغييرية النبوية فهو الدعوة إلى عبادة الله أي (العقيدة أطروحة التوحيد- النبوة- المعاد) حيث كان النبي بل الانبياء عليهم الصلاة والسلام، يركّزون على الجانب العقائدي الإلهي باعتباره أساس بناء المجتمع الإنساني السليم، وجوهر العملية التغييرية النبوية.[44] ولذا اذا تتبعنا القرآن الكريم نجد ان ثلثه يدور حول موضوع العقيدة من معرفة الله وصفاته والتوحيد والعدل والنبوة والمعاد، ذلك لاهميته وفضله. ومن الآيات التي تبيّن أن المبدأ الأساسيّ والمحور العام في دعوات الأنبياء في طول التاريخ البشري، هو أطروحة التوحيد الخالص لله وحده وقى قضى رسول الاسلام إحدى عشر عاما في تأسيس العقيدة والايمان في المجتمع المكيّ، وفي المدينة كذلك لأهمية العقيدة ولكونها أساس لجميع التحولات .قال تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) [45] فهذه هي القاعدة المشتركة في خط عبادة اللّه الواحد بعيدا عن عبادة أيّ موجود آخر، لننطلق في كل طقوسنا و عاداتنا و تقاليدنا من ذلك، فلا نأخذ بأيّة وسيلة من وسائل التعبير عن العادة مما يشير إلى الشرك أو يلتقي به مهما كانت، وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً في الفكر و العمل، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، و في ضوء ذلك، لا مجال لأي خضوع لذاته، و لا طاعة لأوامره و نواهيه، و لا التزام بخطه في حركة الحياة و الإنسان على مستوى الانتماء إليه في ذلك كله، لأنه يمثل الانحراف عن الحقيقة التوحيدية، التي تؤكد وحدانية اللّه في الربوبية و وحدة الإنسان في عبوديته للّه، و في مساواة كل تنوعاته على صعيد الإنسانية؛ فليست هناك إنسانية في الدرجة الفوقية و أخرى في الدرجة التحتية من حيث الذات، بل إن التمايز ينطلق من الصفات المكتسبة أخلاقا و فكرا و عملا، فهذه الايات كلها تصبّ مصبّ توحيد وتخصيص العبادة لله وحده، وهو بيان المحور الثابت لجميع الرسل والانبياء عليهم السلام .
الفرع الثالث : التّحوّل الأخلاقي
يمكن القول بأن التحوّل الأخلاقي بمثابة عملية القرآن الكريم في تحرير الانسان وتزكيته حتى يعرف نفسه وربّه وغيره من بني جنسه والكون الذي يعشيه، وعلى هذا الاساس قد علاج القرآن الكريم موضوع الاخلاق وفلستها والأعجاز الاخلاقي وتزكية النفس وتربيتها تربية حسنة، حيث جعل لها ضوابط وعناصر التي تقوم عليها، ذلك في مجالات متعدّدة منها:
-
-
- تأثير التحوّل الاخلاقي في الحياة الفردية والاجتماعية والدنيوية
- تأثير التحوّل الاخلاقي في معنويات الانسان وتوجيهه في رقيّه الى سلك السعادة والكمال.
- تربية الفرد والاسرة والعشيرة والمجتمع بجميع ابعاده تربية حسنة .
- تحسين علاقة الانسان مع ربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بالغير وعلاقته الطبيعة والكون
- تزكية الانسان وتربته بالتخلي عن الرزائل الأخلاقية وضررها، وحثّه على التحلي بالأخلاق الفاضلة المحمودة ومكارم الاخلاق .
-
لقد اعتنى الاسلام بأخلاق المسلمين وعلاقتهم يبعضهم وبالآخرين وزرع فيهم بذور الأخلاق الرفيعة والعادات الشريفة ونمى فيهم روح التواضع والحلم والعدالة والكرم والعفو والوفاء والصدق والأمانة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتبر الإسلام الأخلاق وتزكية النفوس وتهذيبها أحد أعظم التوجهات في رسالات الأنبياء وتبنت آيات القرآن الكريم الدعوة إلى ذلك عبر طائفة كثيرة من التوجيهات على كل صعيد منها قول ربنا سبحانه وتعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”[46]
وعليه فالقرآن قام بدوره لعلاج وإصلاح تلكم المشكلة الاجتماعية والأخلاقية فخطّ خطوات عملية لحماية الفرد والمجتمع، فمن هذه الخطوط الإصلاحية:
نشر العلم والمعرفة وحثّ النّاس عليه لمكافحة الجهل والخرافات، وشكل عقيدة الإيمان به وعدله تعالى والجزاء الأخروي، وكذلك سدّ جميع الحاجات الإنسانية بالتكافل الاجتماعي وقضى على الفقر بتشريع الفرائض المالية كفريضة الزكاة والخمس وغيرها، وبالوقاية التشريعية، حينما حرّم القتل والسرقة والزنا ..، حرّم كلّ الطرق والعوامل المؤدية إلى فساد وسقوط أخلاق الإنسان كالخمر والقمار والرقص والغنا والخلاعة وغيرها، وشرع الضغط الاجتماعي على مرتكبي الجرائم والجناية وسيلة الإقلاع عنها. وفتح الله سبحانه لعباده أبواب التوبة والإنابة لينقذهم من التمادي في الجريمة واليأس من الإصلاح ولمساعدتهم على العودة إلى حياة الطهروالاستقامة. وكذلك شرع قانون العقوبات حفظا لسلامة النظام وحماية للأمن البشري، ولولا وجودها لتحوّلت الحياة إلى غاية وحشية وبهذه الضمانات التربوية والقانون والاجتماعية عالج الاسلام موضوع الجريمة والفساد ونادى ببناء المجتمع النظيف من الجرائم والمعاصي والفساد.
الفرع الرابع : التحوّل السياسي
فالسياسة في المصطلح الإسلامي هي الولاية وتدبير شؤون الرعية بما يصلحها، بخلاف السياسة الغربية [47] . إنّ السياسة الحقة هي سياسة الإنبياء وهي الخلافة الإلهية لأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام على خلقه وهي تابعة لسلطتهم على الناس في كل الشؤون الخاصة والعامة . وعليه فالتحول السياسي هو إقامة دين الله وتدبير شؤون العباد والدولة على محوريّة :
العدالة وقال تعالى : ( ..وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً)[48] والمساواة بين الناس أغنيائهم وفقرائهم في العطاء والاحترام والمعاملة .والشورى قال تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) [49]
الفرع الخامس : التّحوّل الاقتصادي:
الاقتصاد الإسلامي هو مجموعة المبادئ والأصول الاقتصادية التي وردت في نصوص القرآن والسنة، ومقاصدهما والتي يمكن تطبيقها بما يتلاءم مع ظروف الزمان والمكان. وقد عالج الاقتصاد الإسلامي مشاكل المجتمع الاقتصادية وفق المنظور الإسلامي للحياة. ومن هذا التعريف يتّضح أنّ أصول ومبادئ الاقتصاد الإسلامي التي وردت في القرآن والسنة الطاهرة، هي أصول لا تقبل التعديل لأنها صالحة لكل زمان ومكان بصرف النظر عن تغير الظروف مثل الزكاة وغيرها. فالتحوّل الاقتصادي الاسلامي هو عبارة عن : تحوّل اقتصادي من مصدر انساني ناقص عاجز عن تأمين وضمان الحاجات البشرية الى مصدر الهي رباني كامل يضمن جميع المتطلبات والحاجات البشرية، و من معاملة بروية والغشّ والتطفيف التي لا تقبلها القيم الانسانية ولا العقل السليم الى معاملة قيميّة غير ربوية، ومن مبدأ متغير غير صالح لكل زمان ومكان الى مبدأ ثابت صالح كل زمان ومكان، ومن اقتصاد ناقص غير شامل لجميع الحياة البشرية الى اقتصاد قيّم وشامل لجميع مقتضيات وحقوق الحياة الانسانية المعنوية والمادية، ومراعاة كافة الحقوق الفردية والجماعية، ومن مبدأ لا اخلاقي ولا قيمي، الى مبدأ اخلاقي ذي قيم دينية انسانية متكاملة .
الفرع السادس : التّحول الاجتماعي:
يمكن القول أنّ للتحوّل الاجتماعي مفاهيم كثيرة منها : أن كلّ تحول يطرأ على البناء الاجتماعي خلال فترة من الزمن، فيحدُث تغيّر في الوظائف والأدوار والقيم والأعراف وأنماط العلاقات السائدة في المجتمع[50] أو كلّ ما يطرأ على المجتمع في سياق الزمن على الأدوار والمؤسسات والأنظمة التي تحتوي على البناء الاجتماعي من حيث النشأة والنمو والاندثار[51] نستنتج من هذين تعريفين أن التحول هو عبارة عن الانتقال من نظام اجتماعي إلى آخر، وأن التغيّر الذي يحدث داخل المجتمع أو التحول الذي يطرأ على أيّ من جوانب المجتمع خلال فترة زمنية محددة يعتبر تحوّل إجتماعياً سواء أكان تحولاً تدريجيا أم سريعا كليًّا أم جزئيًّا، إيجابيًّا أم سلبيًّا .
إنّ أُنموذج القرآن الكريم في عمليّة التّحوّل الثقافيّ الاجتماعيّ بنظامه الدقيق وشموليّته وهدايته الأقوم قد أثّر تدريجيّا على الانسان البشري فحوّل ثقافته الاجتماعيّة بمبادئه ومبانيه العقلانيّة والفطريّة وأُصوله الايمانيّة وقيمه وأخلاقيّاته السّاميّة، وعدالته الاجتماعيّة وبمُراعاة العُرف الحسن، فأخرج بذلك الانسان من حوالك الجاهليّة بجميع أشكالها الفكريّة و الاعتقاديّة والاجتماعيّة والقانونيّة والأخلاقيّة الى نور الهداية والكمال والسّعادة الأبديّة حيث صحّح رؤيته المعرفيّة والكونيّة في معرفة نفسه ما لها و ما عليها، وبيان حقيقة ما يحيطه في مجتمعه الانساني وغير الانساني، من المخلوقات والوجودات، كما أوجد تحوّلا إيجابيّا في نظرّيّته في عالم ماوراء الطبيعة، و في عالم الطبيعة، وعلّمه – عن طريق الرّسل عليهم عليهم السلام،- الهدف المكنون من خلقه من عُنصرين أساسيين الرّوحيّ والجسمي، هو العبادة والخضُوع المُطلق لله الحقّ، ولتحقيق تلكم العبادة، أمر الله الانسان باتّباع برنامج ومنهج خاصّ وهو الوحي المقدّس المُتمثّل بالقرآن الكريم والسّنّة الطاهرة، ذلك ليصلح – بتطبيقهما والعمل بمُقتضاهما – نفسه وأُسرته ومُجتمعه والعالم كُلّه، من جميع الثقافات السّلبية، ومن ثمّ شرط نجاح التّحول الثقافيّ الاجتماعيّ المطلوب بوجود قائد ناجح وهو الانسان الكامل المتمثّل برسول الاسلام محمد صلى الله عليه وآله، كذلك علق نجاح عمليّة التحول الثقافيّ الحقيقيّ بالمشاركة الجماعية و الاستعداد التامّ والقوّة المعنويّة والماديّة مُقابل أعداء الاسلام، و السّعي الحثيث على إيجاد التّراحم فيما بين المسلمين والتّعاون الاجتماعي و العبادة الجماعيّة والاخلاص فيها والعمل الصّالح .
وصلى الله على محمّد آل محمّد وسلّم
لأهميّة البحث والتحقيق في الموضوعات القرآنية بصفة عامّة، وفي موضوع ومجال التحول الثقافي الاجتماعي بصفة خاصّة، ومكانة إلقاء الضوء على مسيرة علميّة التغيير الثقافي الاجتماعيّ في النظريّة القرآنيّة، فاننا نقترح للمحقّقين والباحثين في الجامعات في الكليات والدراسات العليا و في المعاهد الدينية والحوزات العلمية إمعان النظر في البحث في الموضوعات التالية وهي ما يلي :
أولا : التحقيق في البحوث الاجتماعية السياسية والتربوية الاخلاقية وغيرها في القرآن الكريم، مقارنة بواقع جغرفيات الباحث ومنطقته ولحلّ مشاكلها .
ثانيا : التحقيق في الموضوعات الحقوقية القانونية في القرآن الكريم تطبيقا مع دستور دولة الباحث .
ثالثا : التوجّه الكامل للبحث في ردّ الشبهات المتعلّقة بالقرآن الكريم وما تمسّ قداسة الأنبياء عليهم السلام بصفة عامّة، والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، بصفة خاصّة.
رابعا : العناية الكفاية بمعالجة موضوعات الثقافة الاسلامية ومقارنتها بالثقافة الغربية .
خامسا : إقتراحي وتوصيتي متعلّقة بموضوع الأطروحة وهي :
- أصول الايمان بعالم الطبيعة وآثارها على ثقافة الفرد والمجتمع . (دراسة منهجية تحليلية ).
- أصول الايمان بعالم ما وراء الطّبيعة وآثارها على الفرد والمتجمع . (دراسة منهجية تحليلية).
- النظريّة القرآنيّة في تأمين الحاجات البشرية المعنوية والماديّة . (دراسة وصفية تأصيلية ).
- العقل والفطرة وآثارهما في بناء الثقافة الاسلامية . (دراسة وصفية تحليلية ).
- دور الدين وآثاره في التحول الثقافي في القرآن الكريم . (دراسة وصفية تحليلية).
- مبادئ الحضارة الاسلامية و الغربية السكولارية، ( دراسة مقارنة ).
المصادر :
القرآن الكريم .
- ابن تيمية، الاستقامة ، تحقيق در محمد رشاد سالم ، جامعة الامام محمد ابن مسعود الاسلامية الرياض .
- ابن خلدون، عبد الرحمن محمد، مقدّمة ابن خلدون (الطبعة السابعة)، مصر: دار نهضة مصر.2014م.
- أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ط، دار الفكر، تحقيق: عبدالسلام محمد هارون.”معجم مقاييس اللغة” (1/212)؛ المخصص”؛ لابن سِيده (1/505)، دار إحياء التراث العربي – بيروت – 1417هـ 1996م، ط الأولى. وفي: لأبي
- أحمد طاهر مسعود (2011)، المدخل إلى علم الاجتماع العام ، عمان-الأردن: دار جليس الزمان للنشر والتوزيع.
- الأشقر، عمر سليمان، نحو ثقافة اسلامية أصيلة،الناشر : دار النفائس للنشر والتوزيع، عمان الاردن، ط4، سنة 1414ه 1994م.
- اصدارات مجموعة الاعلام الجديد، الاصدار، الثقافة مفاهيمها ومدلولاتها وآراء الفلاسفة، رقم 64
- الأصفهاني، الراغب، أبو القاسم الحسين بن محمد، مفردات الفاظ القرآن – بيروت، ط2، 2010م 1431ه.
- تي، بي، باتومور، جامعه شناسي، ترجمة حسن منصور وحسن حسيني كلجاهي.
- جعفرى، تبريزي، محمد تقي، تحقيقي در فلسفه علم، الناشر : موسسة تدوين ونشر آثار الاستاذ العلامة محمد تقي جعفري، سنة 1393ش،
- الحكيم ، محمد باقر، المجتمع الانساني في القرآن الكريم، المركز الاسلامي المعاصر، الطبعة الاولى، صيف 2003م بيروت صفحة 107
- سعفان، حسن شحاته، أسس علم الاجتماع، القاهرة : درا النشر، دار النهضة العربية، ط9، سنة النشر 1976 م .
- السمالوطي، نبيل، بناء المجتمع الاسلامي ونظمه، دراسة في علم الاجتماع الاسلامي، درا ومكتبة الهلال، بيروت، 1428 ه – 2007 م
- سيد قطب، في ظلال القرآن، دار الشروق، الطبعة الثالثة، 1397هـ ـ 1977م.
- سيد قطب، معالم في الطريق، دار الشروق ـ بيروت، دار الثقافة الدار البيضاء، طبعة1، 1420ه ـ 2000م.
- السيوري، الفاضل حمال الدين ابي عبد الله، المقداد بن عبد الله، ايران، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ط 1، 1380ه ش 1422ه .
- السيوطي، عبد الرحمن جلال الدين، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر، 1993 م- 1414 ه
- شاهين، مصطفى، علم الاجتماع والمجتمع الاسلامي، دار الاحياء التراث والطباعة 1991م.
- الطباطبائي، محمد حسين، بداية الحكمة، مؤسسة المعارف الاسلامية، مكتبة ملاذ للكتب المصورة تاريخ 2020 م.
- الطباطبائی، محمد حسين، الميزان فی تفسير القرآن، بيروت- لبنان، ط 2، 1422ه – 2002م .
- الطبرسي، أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى مؤسسة التأريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع. ط1، 1415ه.
- عصمت تحسين عبدالكريم ، علم الاجتماع المعاصر (الطبعة الأولى )، الأردن: الجنادرية للنشر والتوزيع.
- على أسدي، مواجه آيات وروايات با جنبه هاي منفي فرهنگ پذیری، قم، موسسة التعليم والتربية الامام الخميني للنشر، ط 1، زلازل كوثر، 1388ه ش .
- عليزاده، عبدالرضا، نگاهي به جامعه شناسي معرفت ماكس شلر، مجلة حوزه و دانشگاه،العدد 11 و 12 (1376 هـ . ش)، قم، دفتر همكارى حوزه و دانشگاه
- محمد باقر، الصدر، السنن التأريخية في القرآن الكريم.، دار التعارف للمطبوعات، 1904هـ 1989م.
- محمد تقي فلسفي، الشباب والشيوخ والكهول. ترجمة عباس حسين الأسدي، الطبعة الأولى 1412هـ ـ 1992م. مؤسسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع ـ لبنان ـ بيروت.
- محمد تقي فلسفي، الطفل بين الوراثة والتربية، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت-لبنان.
- محمد جواد مغنية، فلسفة الاخلاق، مؤسسة دار الكتاب الاسلامي، مطبعة ستار، ط1، 1428 ه، 2007م
- محمد حلمي مراد، أصول الاقتصاد، ج1، مطبعة نهضة مصر، القاهرة، 1961م.
- محمد صفوح الأخرس (1983)، علم الاجتماع ، دمشق-سوريا: جامعة دمشق.
- محمد عبد الجبار، المجتمع. بحوث في المذهب الإجتماعي القرآني، دار الأضواء ـ بيروت ـ لبنان ط1 ـ بيروت 1408هـ 1987هـ.
- محمد فؤاد عبدالباقي، معجم ألفاظ القرآن الكريم، دار الكتب المصرية 2021 م
- محمد، رشيد رضا، الوحي المحمدي، مؤسسة العز الدين سنة 1406 ه
- المحمي، محمد عنجريني، حقوق الانسان بين الشريعة والقانون نصا ومقارنة وتطبييقا،دار عمان، ط 1، 1423ه 2002م .
- مرتضى مطهّري، المجتمع والتاريخ، تعريب محمد عليّ آذرشب، تحقيق وتصحيح عبد الكريم الزهيري الناشر: قلم مكنون الطبعة الأولى: 2008م، المطبعة : شريعت إيران قم ـ باساز قدس. مكتبة الإمام الصادق عليه السلام.
- مرتضى، مطهّري، مجموعه آثار، الطبعة الثامنة، طهران، الناشر صدرا، 1380 هـ . ش.
- مصباح ، يزدي، محمد تقي ، جامعه وتاريخ از ديدگاه قران، مؤسسةانتشارات امير کبير شرکت چاب ونشر بين الملل، ط7، 1391 ش
- مصباح، اليزدي محمد تقي، النظرة القرآنية للمجتمع والتاريخ، دار النشر التابعة لمؤسسة الامام الخميني، ط 4 سنة 1379 ه ش، 1421 ه 2000م.
- مصطفى الخشاب و دراسة المجتمع ، طبعة أولى ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة : 1977 ، ص 166 – 168 .
- مغنية، محمد جواد، فلسفاتنا، دار ومكتبة الهلال تاريخ النشر 1993 م
- مؤدب، سيد رضا، مبادئ تفسير قران، ايران جامعة قم، ط1، سنة 1386 ش.
- النحلاوي، عبد الرحمن، أصول التربية الاسلامية و اُساليبها، الطبعة الثانية 1403م / 1983م
- النحلاوي، عبد الرحمن، التربية الإجتماعية في الإسلام، الناشر: دمشق دار الفكر، المطبعة : مكتبة الأسد، الطبعة. الإعادة الأولى.
الهوامش
- – ابو الحسين ، أحمد بن فارس بن زكريا مقاييس اللغة ، بيروت طبعة جديدة ملونة 1429 ه 2008 م ج1 ص 382 ↑
- – المفردات في غريب القران، ص 174 ↑
- – سورة الانفال الاية 57 ↑
- – سورة الاية 191 ↑
- – المصطفوي ، الحسن ، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، تهران ، ط 1 ، 1417 م ج2، ص: 20 ↑
- – مجموعة من الدكاترة، دراسات في الثقافة الاسلامية، مكتبة الفلاح، الطنبع السابعة، السنة 1414ه ، 19994م الكويت، ص 8 ↑
- – شاعر امريكي، ولد عام 1645، وتوفي عام: 1729 ↑
- – عبد الله ابراهيم الكعيد، صحيفة يومية ، مقال منشور في صحيفة الرياض الصادرة من مؤسسة اليمامة الثقافية، صحيفة يومية / ص 5، العدد رقم (455) ليوم الاثنين من عام / 2008م ↑
- – تي، بي، باتومور، جامعه شناسي، ترجمة حسن منصور وحسن حسيني كلجاهي، ص 124 ↑
- – أنتوني غدنز – علم الإجتماع ص 761 ترجمة الدكتور فايز الصبّاغ ↑
- – انتوني غدنز، علم الاجتماع، ص 79. ↑
- – سعفان، حسن، أسس علم الاجتماع ، ص 79 ↑
- شاهين، مصطفى، علم الاجتماع والمجتمع الاسلامي، ص 42 ↑
- -: العكبري، ابو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله (ت:616هـ), املاء ما من به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات، دار الكتب العلمية, بيروت-1399هـ/1978م. ↑
- – الراغب ، الأصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن ،مصدر سابق، ج 1، ص 137 ↑
- – سورة الانفال الاية 24 ↑
- – المصطفوي ، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، مصدر سابق ، ج2، ص: 318 ↑
- – إبراهيم بن محمد آل عبد الله، والدكتور عبد الله بن حمد الدليمي، علم الاجتماع للصف الثالث الثانوي. قسم العلوم الشرعية والعربية (بنين). المملكة العربية السعودية، 1430ـ 1431هـ/ 2009م – 2010م، ص 91. ↑
- – الفاروق ، ؤكي، يونس ، الخدمة الاجتماعية والتغيّر الاجتماعي، القاهرة، دار النشر ، عالم الكتب ، سنة النشر 1970 م ص 343.. ↑
- – سورة فصلت الاية 53 ↑
- – سورة الشمس الاية 9 -10 ↑
- – سورة الجمعة الاية 2 ↑
- – القريشي، باقر شريف ، نظام الاسرة في الاسلام، بيروت،دار الاضواء، 1367ه ش، 1988م- 1408ه ق، ص 18، والخولي، الدكتور سناء ، الاسرة والحياة العائلية، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1404ه ق، 1984م، ص 35 ↑
- – الطباطبائي، محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، مصدر سابق، ج 14 ، 239 ↑
- – الطباطبايى، محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، مصدر سابق ، ج 14 ، 239 ↑
- – سورة الحجر الاية 94 ↑
- – الطباطبايى، محمدحسين، الميزان في تفسير القرآن، مصدر سابق ،ج 15 ، ص 328: ↑
- – سورة الشعراء الاية 214 ↑
- – ابن الأثير ، الكامل لابن الأثير، مدصر سابق، ج 1، ص 486 ↑
- – الطبري، جامع البيان، مدصر سابق، ج 2، ص 63. ↑
- – الدكتور أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية. ط 2. بيروت/ لبنان: مكتبة لبنان، 1406هـ/ 1986م/ 382. ↑
- – سورة الشورى الاية 7 ↑
- – سورة الانعام الاية 92 ↑
- – سورة الشورى الاية 7 ↑
- – سورة الانعام الاية 19 تفسير الامثل في الاية ↑
- القرطبي ، تفسير جامع البيان، مصدر سابق ، ج 2، ص 288. ↑
- – المصدر نفسه . ↑
- – سورة الانبياء الاية 107 ↑
- – سورة القلم الاية 52 ↑
- – سورة التوبة الاية 33 ↑
- . سورة الأنبياء الايه/107 ↑
- – سورة الجمعة الاية 2 ↑
- – الطباطبائي، محمد حسين، بداية الحكمة، مصدر سابق 12 – 30 ↑
- . محمد عبد الجبار ، المجتمع ، مصدر سابق ، ص 116 ↑
- – سورة ال عمران الاية 64 ↑
- – سورة الجمعة الاية 2 ↑
- . التي لاتخلو من كسب المصالح و المنجزات السياسة بأي طريق كان ↑
- – سورة النساء / الآية 58 ↑
- – سورة شورى الاية 38 ↑
- – إبراهيم بن محمد آل عبد الله، واعبد الله بن حمد الدليمي، علم الاجتماع للصف الثالث الثانوي. قسم العلوم الشرعية والعربية (بنين). المملكة العربية السعودية، 1430ـ 1431هـ/ 2009م – 2010م، ص 91. ↑
- – الفروق زكي يونس ، الخدمة الاجتماعية والتغيّر الاجتماعي/مصدر سابق ص 343. ↑