د. ستار عايد بادي العتابي1
1 وزارة التربية / العراق
بريد الكتروني: ssattar47@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2112
تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 05/10/2021م
المستخلص
يتناول هذا البحث قراءة سيميولجية للخرافة في مقارنة بين روايتين مهمتين في الأدب العربي والعالمي ، إذ يمثلان جيلين مختلفين ، وعالمين مختلفين ، فلكل كاتب منهما اتجاه ، وأفكار حاول وضعها في قالبه الخاص ، فكافكا يحاول الهروب من واقع يشعر بعدم الرضا عنه ، فيصوره بصورة ظلامية مليئة بالغموض والخيال.
أما سعداوي ، فينطلق من رؤية رسمها لواقع مرير فرضته ظروف معينة على مجتمعنا العراقي ، فهو يحاكي الواقع ولا يبتعد عنه بل يحاول الدخول إليه بطريقة فنية ابتدعها من خياله وثقافته.
لذا أحاول في هذا البحث رسم صورة سيميولوجية لما تمخضت عنه شخصيات الروايتين ، وأحداثهما ، معرفاً بمفهوم السيميولوجيا وما يتعلق بها من علامات ، ورموز وأنساق ، ماذا تعني الخرافة ؟ ، ونبذة مختصرة عن الروايتين ، ثم قراءة سيميولوجية للشخصيات والأحداث وختمتها بالنتائج.
الكلمات المفتاحية: السيميولوجيا ، الخرافة ، المسخ ، فرانكشتاين في بغداد ، الشخصيات ، الحدث.
Semiology of Superstition Is a Comparative Study in The Monstrous Novels of Franz Kafka and Frankenstein in Baghdad by Ali Saadawi
Dr. Sattar Ayyed Badi 1
1 Ministry of Education / Iraq
Email: ssattar47@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2112
Published at 01/11/2021 Accepted at 05/10/2021
Abstract
This research deals with a semiotic reading of superstition in a comparison between two important novels in Arabic and international literature. The two novels present two different generations, and two different worlds as each writer has a direction, and ideas that he tried to present in his own way and style. Kafka tries to escape from a reality. He feels dissatisfied with, portraying it in a dark form full of mystery and imagination.
Saadawi, on the other side, starts from a vision that he painted of a bitter reality imposed by certain circumstances on our Iraqi society, as he simulates reality and does not stray from it, but tries to enter it in an artistic way that he created from his imagination and culture.
So, in this research, I try to paint a semiotic picture of what the characters of the two novels have produced, and their events, defined by the concept of semiotics and related signs, symbols and patterns, what does superstition mean? A brief overview of the two novels, then a semiotic reading of the characters and events and concluded with the results.
Key Words: semiotics, superstition, monstrosity, Frankenstein in Baghdad, characters, event.
الاطار المنهجي
مشكلة البحث
تمكن مشكلة البحث في قراءة تحليلية سيمولوجية الخرافة في روايتي فرانس كافكا المسخ أو المتحول ، وأحمد سعداوي فرانكشتاين في بغداد .
أهداف البحث
- بيان التقارب في المستوى السيمولوجي بين الروايتين .
- بيان التواصل الثقافي في الأدب الروائي العراقي والغربي .
- بيان الأبعاد الفكرية التي تركتها الروايتين .
- المستوى السيميائي لشخصيات الروايتين .
أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في إظهار المكانة الأدبية والتواصل الثقافي بين الأدبين العراقي والغربي من خلال قراءة تحليلية مقارنة سيمولوجية بين هاتين الروايتين ، لما لاقته من صدى في الأدب العالمي .
أسئلة البحث
يرتكز البحث على تساؤل مهم يجمع بين مادة الروايتين في الرؤيا الخيالية وإيمان الكاتبين بصة الخالق بالمخلوق ، إذ سيعمد البحث إلى تحليل السؤال الآتي :
ما ترابط سيمولوجيا الخرافية بين روايتي المسخ وفرانكشتاين في بغداد ؟
منهج البحث
سأعتمد في هذا البحث على جمع الصور السيمولوجية وتحليل دلالاتها من حيث الحدث الدرامي والشخصيات في روايتي المسخ وفرانكشتاين في بغداد .
الإطار النظري
السيميولوجيا
يعد مفهوم السيميولوجيا من المفاهيم النقدية الحديثة إذ انبثق من ” الكلمة اليونانية Semeion بمعنى العلامة ، وlogos بمعنى الخطاب أو العلم وبهذا تصبح كلمة Semiologie علم العلامات أو علم الدلالة كما يطلق عليه بالعربية السيميائية أو علم الإشارات “[1] ، على أن السيميولوجيا علم شامل الإشارات والرموز الذي يشمل جميع العلوم الإنسانية والطبيعية الأخرى[2]، والسيميولوجيا بحسب رأي أمبرتو ايكو هي ” علم العلامات أو السيرورات التأويلية “[3].
استطاعت السيميولوجيا أن توفر فرصة أكثر شمولية لدراسة الصور والأنساق اللسانية ، وكل مظاهر التواصل ، لشمولها العلامات والإشارات المختلفة ، فهي تعنى ” بالعلم الذي يبحث في أنظمة العلامات لغوية كانت أو ايقونية أو حركية ، وبالتالي إذا كانت اللسانيات تدرس الأنظمة اللغوية فإن السيميولوجيا تبحث في العلامات غير اللغوية التي تنشأ في حضن المجتمع “[4] ، لذا يمكن عدّها علم تنظيمي ” يدرس الأنظمة والمظاهر المؤدية إلى التواصل …. يهتم بالخصائص النظامية لتقنيات التواصل ، وبطبيعة الرموز القائمة في المحيط الإنساني والتي تعبر عن لغة تواصلية “[5].
تبحث السيمولوجيا في أعماق النص وتجلياته وبمستويات مختلفة لتظهر ما يخفي من حقائق لـ ” فهم الإبداعات الفردية في كل تجلياتها السطحية على المستويات الصرفية، والتركيبية، والدلالية، والمنطقية؛ والبحث عن المولدات الحقيقية لهذا التعدد النصي والخطابي على مستوى السطح “[6].
لذا فمصطلح سيميولوجيا يدرس العلامات والرموز والإشارات والأنساق ودلالاتها في مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية ، فهي تنظم تواصلية الأحداث بعضها ببعض لتشكل نظاماً منسجماً بإطار فني متكامل .
العلامات
يمكن تقصي معاني العلامات عن طريق تحليلها سيميولوجياً بلغة جديدة ومفاهيم خاصة تتولد بواسطة الإشارات ، لتحرك حواس الإنسان ومشاعره ، لتشكل بين الحواس نوعاً من الحوار والانفعال لأن ” الإشارة الإيمائية ذات أهمية كبرى في حياتنا اليومية ، وتستعمل كبديل لكلام خاص”[7].
وقد عُرفت العلامة بتعريفات عديدة ، فقد عرفها الجرجاني بقوله : ” كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر, والشيء الأول هو “الدال” والأخر هو “المدلول””[8].
وعُرفت عند اليونانيين بأنها : ” علم يختص بدراسة أنساق جميع أنواع العلامات والأدلة، والرموز، والإشارات، والأيقونات البصرية، سواء أكانت طبيعية أم صناعية “[9].
أما دي سوسير فقد ربطها بوجهين متشابهين هما الدال والمدلول ، لا ينفصل أحدهما عن الآخر[10] ، لذا فـ ” هي الدال وحده أو هي المدلول وإنما هما معاً بعبارة أخرى لا يمكن الفصل بينهما “[11]
والعلامات تشير إلى مدلول العلاقة التلازمية، بين الأشياء فالدخان في دلالته على وجود النار، واحمرار الجلد يدل على الإصابة بالحمى ، وصوت الرعد في دلالته على وجود الغيوم والمطر .
الرموز
يعد الرمز ذو طبيعة مثيرة وغنية في مختلف المعارف والعلوم ، يختلف في مغزاه من سياق لآخر بحسب مجال وجوده ، فهو وسيلة لتحقيق أعلى قيم الأدب وأكثر متانة في سبك السياق اللغوي والفني ، لأنه إيحاء غير مباشر للتعبير عن النواحي النفسية التي لا تستطيع اللغة المباشرة أدائها أحياناً ، يعبر عن ” كل إشارة أو علاقة تذكر بشيء غير حاضر ووظيفة الرمز هو إيصال بعض المفاهيم إلى الوجدان بأسلوب خاص لاستحالة إيصالها بأسلوب مباشر مألوف, قد يكون الوسيلة الوحيدة المتيسرة للإنسان في التعبير عن واقع انفعالي شديد التعقيد”[12].
فالرمز ” كل ما يحل محل شيء أخر في الدلالة عليه ولا بطريق المطابقة التامة ، وإنما بالإيحاء بوجود علاقة عرضية أو متعارف عليها “[13] .
الأنساق
يعُرف النسق بأنه ” نظام ينطوي على أفراد مفتعلين تتحدد علاقتهم بعواطفهم وأدوارهم التي تتبع من الرموز المشتركة والمقررة في اطار هذا النسق ، وعلى نحو يغدو معه مفهوم النسق أوسع من مفهوم البناء الاجتماعي “[14].
من هنا فإن العلامات والرموز الإشارات والانساق تجمع بعلاقة تواصلية لتشكل مع بعضها المفهوم السيميولوجي.
الخرافة
الخرافة في اللغة من ” خَرَف : فساد العقل في الكبر ، وقد خرف الرجل ، فقد عقله ، والأنثى خرِفة ، وأخرفه الهرم “[15]، والخُرافة : الحديث المستملح من الكذب ، وقالوا حديث خُرافة … أن خرافة من بني عذرة أو من جهينة ، اختطفته الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه فجرى على ألسن الناس “[16].
يكثر ظهور الخرافات عند الشعوب البدائية أو التي ساد فيها الجهل والأمية ، وكثرت فيها المعتقدات الغريبة فهي تعتمد على موروث شعبي كثيراً ، فـ ” الحكاية الخرافية البدائية تكونت في الأصل من أخبار مفردة تبعث من حياة الشعوب البدائية ومن تصوراتهم ومعتقداتهم ثم تطورت هذه الأخبار واتخذت شكلاً فنياً على يد القاص الشعبي “[17].
على أنها ظاهرة أو فكرة غرست في أذهان الناس من خلال حكايات سمعوها وتمسكوا بها اعتقاداً منهم بوجودها على الرغم من بعدها عن الواقع ، فهي نسج من خيال لأنها ” اعتقاد أو فكرة لا تتفق مع الواقع ، والخرافة كظاهرة اجتماعية ليست بعيدة عن الواقع “[18].
تتبنى القصص الخرافية السرد على ألسنة الحيوانات في أحيان كثيرة ” في أحسن وأدق حالاتها قصة رمزية خلقية ، تخترع فيها شخصيات غير عاقلة من الحيوان أو الجماد تمثل وتتكلم ولها عواطف ومشاعر كالناس “[19]، وتعرف على أنها ” إيمان وممارسات وسلوكيات تبيض وتفقس في الزوايا المظلمة التي لا يصل إليها شعاع العقل ، وحيثما تعطل أو غاب تفاقمت وبسطت سلطتها على ثقافة المجتمع “[20].
تعتمد الخرافة على ” ثنائية الحضور والغياب ، أي حضور الحكاية بصفتها اللسانية المنطوقة أو المكتوبة ، والمصرح بها ، وغياب العبرة أو المعنى الذي لا يتم اكتشافه إلا باللجوء إلى الرمز ، لذلك فإن حضور الحيوان في إطار الخرافة يحيل غالباً إلى شخصيات ومواقف تقف خلف نص الحكاية ” [21]، وهي بهذا تشكل بعداً تداولياً ” فيما تحمله من رسالة فنية بغرض توصيل حقيقة أخلاقية عامة أو عبرة تجعل المرسل إليه يتفاعل معها متخذاً الموقف المناسب “[22].
نبذه عن الروايتين
رواية ( المسخ ) أو المتحول تدور حول شاب يكافح من أجل توفير المال لعائلته التي تراكمت عليها ، فيعمل بائعاً متجولاً بهمة ونشاط ، ليفاجئ في أحد الأيام بعدم قدرته على النهوض من فراشه ، وأنه تحول إلى حشرة كبيرة ، فأصبح الجميع قلق لعدم خروجه من غرفته التي اعتاد الخروج منها باكراً ليلحق القطار الذي ينقله بين المدن والقصبات بحثاً عن رزقه ، فإذا به يجد نفسه غير قادر على الحراك والنهوض من مكانه بشكل طبيعي ، ما حدا بأهله لمناداته بأصوات عالية ، وكانت الصدمة لهم كبيرة عندما وجدوه على تلك الحال .
فأغلب أحداث الرواية في أماكن ضيقة فرضتها طبيعة الأحداث يقول عنها الناقد ( بينو فون فيزه ) : ” قصة التحول .. تقدم للقارئ حالة من حالات الفشل تؤدي إلى الموت ، وهي قصة تجسد أزمة وجود وتشير بوضوح إلى انقسام يقع نتيجة لتراكمات فيفصل بين الوعي واللاوعي “[23] .
أما رواية ( فرانكشتاين في بغداد ) فهي تجسيد لبعد إنساني عميق امتزجت فيه الواقعية بالخيال لأن الكاتب ابتدع شخصية من خياله ( الشسمة ) التي شُكلت من أجساد الضحايا الذين سقطوا أشلاءً ممزقة بسبب انفجار سيارة مفخخة في ساحة الطيران ببغداد ، لتجمع من أجساد هؤلاء الضحايا جثة جديدة نفخت فيها الروح ، تحمل في داخلها روح الانتقام من الظلم، والتسلط ، فتتلبس فيه روح شاب عشريني يحمل معه ديوان شعر ، يفكر في تحقيق العدالة والقضاء على المجرمين الذين تسببوا في موت كثير من الناس ، فالبطل يتوعد المجرمين بالقصاص لما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية ، وأنه سيكون يد العدالة في الأرض [24] .
تحليل سيمولوجي
ينطلق كافكا في رواية ( المسخ ) من جو سوداي متعم في دلالة إلى العزلة الاجتماعية ، وعدم تماسك أبناء الجنس الواحد ببعضهم ، فنبذ العائلة للإبن بعد ما أن تحول من شكله الإنساني إلى حشرة غريبة مقززة ، وجشع الباشكاتب وعدم تسامحه مع ( جريجور ) وإصراره على تقديم الأفضل ثم هلعه بعد رؤية منظره ، في إشارة لعبثية ، ونكران المجتمع الإنساني في رؤية الكاتب ، ومعتقده الديني المثير للجدل المتخبط بين اليهودية والمسيحية[25] .
تبدو النظرة المتعالية للبرجوازية المتسلطة التي ترى الفقراء بعين الاستصغار ، فصورة الحمال عندهم غير لائقة ” لم يكن الحمال سوى مخلوق غبي إمعة من أتباع الرئيس “[26].
تختفي في رواية ( فرانكشتاين في بغداد ) النظرة الدينية المتطرفة ، فالكاتب يربط الديانات الثلاث بإشارات متعددة ، الهدف منها يعود لإيمانه بوحدانية الخالق في كل الديانات مع الإشارة إلى توحد المجتمع العراقي ، يتضح ذلك في اختياراته ( حارة اليهود ، كنسية المشرق ، وادي السلام في النجف ، بغداد ، مدينة الصدر ، البتاويين ، قلعة سكر ، العمارة ، أربيل ) ، وكذلك في انتقاء أسماء الشخصيات ( دانيال ، أيليشوا ، أم سليم البيضة ، هادي العتاك ، ادوارد بولص ) ، تتجلى في اجتماع هذه الأماكن والأسماء في الرواية سيميولوجيا رائعة تجمع بين فكرة التوحيد الديني والاجتماعي بما تدل عليه من معانٍ متداخلة بين الدال والمدلول كما يشير دي سوسير[27]، لأن تلك العلاقات التي جمعها بين هذه المسميات تدل على اختلاط الدم العراقي ببعضه بعضاً ، إذ لا تفرق التفجيرات بين ديانة وأخرى ، أو بين جنوبي وشمالي بل صار المجموع واحداً ، فهذه العلاقة عبارة عن ” نظام من الإشارات جوهره الربط بين المعاني والصور الصوتية … “[28] .
سيتناول هذا التحليل لشخصيات الروايتين وأحداثهما بصورة مبسطة .
الشخصيات
تعد الشخصيات في الرواية من أهم العناصر في البناء الروائي أو السردي ، وتتجلى في النص عن طريقين ؛ أما عن طريق الضمير أو عن طريق دور تلك الشخصية في الرواية إذ ” لا تحدد فقط من خلال موقعها داخل العمل السردي ، ولكن من خلال العلاقات التي تنسجها مع الشخصيات الأخرى”[29].
فوجود الشخصيات في العمل الروائي ، ليس واقعياً محضاً ، وإنما قد يمتزج بالخيال كثيراً تبعاً لرؤية الكاتب والمؤثرات الأخرى فيه ، وقد تكون تلك الشخصية خرافية من نسج خيال الكاتب يحاول إدخال في نمط واقعي فالروائي ” يمكنه أن يضع لنا عدة كتل من الكلمات التي تصف الإنسان شخصياً وصفاً عاماً ويمنح هذه الكتل أسماء ويعين جنسهم ، كما ينسب إليهم حركات وإشارات معقولة ويجعلهم يتكلمون … وهذه الكتل من الكلمات هي الشخصيات “[30] .
في كل الأحوال تبقى الشخصيات تعكس حالة الكاتب ومزاجه وما الذي أثر فيه لأن ” الشخصية عنصر مصنوع ، مخترع ، كتل عناصر الحكاية ، فهي تتكون من مجموع الكلام الذي يصفها ، ويصور أفعالها ، وينقل أفكارها وأقوالها “[31] ، لأن ” الكاتب لا يقوم برسم شخصية سكونية كما يفعل الرسام، لأن جوهر الحياة الإنسانية يكمن في زئبق العلاقات المتفاعلة بدلا من كتابة الكيان المنعزل “[32].
وفي روايتي ( المسخ ) لكافكا ، و( فرانكشتاين في بغداد ) نجد الشخصيات فيها تقارب سيميولوجي واضح ، فالعبثية التي سيطرت على الجو العام للروايتين مبني في تصوري من واقع عاشه الكاتبان على الرغم من التباعد الزمني بينهما ، واختلاف المكان ، وعلى اختلاف المؤثرات فيهما ، لكن تجلت في شخصيات روايتهما عناصر مهمة إذ ” تلعب الشخصية دوراً رئيسياً ومهماً في تجسيد فكرة الروائي ، وهي من غير شك عنصر مؤثر في تسيير أحداث العمل الروائي “[33]، لأن ” الشخصية الروائية يمكن أن تكون مؤشراً دالاً على المرحلة الاجتماعية ، التاريخية التي تعيشها ، وتعبر عنها ، حيث تكشف عن نظرتها الواعية إلى العالم “[34].
لذا فشخصيات الروايتين تعكس واقع تهكمي فرضته ظروف معينة ، لكن ( كافكا ) في رواية ( المسخ ) يحاول الهروب من واقع يجده بعيداً عن العقل في شخصياته فتحوّل البطل ( جريجور ) إلى حشرة مقززة غير محببة فيه سخرية كبيرة وعبثية واضحة في إشارة إلى التفسخ الإنساني ، والنظرة السائدة للطبقية عندهم ، لكن كافكا أبقى على عقل بطله ( جريجور ) مع هذا الجسد المتحوّل محاولاً إقامة علاقة بين العقل والجسد رغم غياب ذلك التناغم بينهما ، وجعل أمر ابتعاد أفراد العائلة عن ( جريجور ) وشعورهم بالملل منه وعدم الارتياح لما حصل له دون أن يقدموا له أي مساعدة تذكر ، ألاّ أن شخصية الخادمة تعكس نوعاً من الإنسانية[35] ، على أن ” التحول في الوظائف يقترن بتحول في الفواعل أو الكائنات فوق الطبيعة “[36].
إن أمر تحول الإنسان السوي من حالته المثلى التي خلقه الله عليها ” فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ “[37]، إلى كائن غريب من عالم آخر غير عالم البشر يأخذنا إلى عالم غرائبي عجيب في عبثية فكرية فالكاتب يثبت هروبه من خلال هذه الصورة المتخيلة في محاولة منه لخلق صورة مرعبة وعابثة لتشويه صورة الإنسان والإنسانية في رسمه لمخلوق غريب استحال من إنسان رغم إبقاء عقله على وضعه الطبيعي ، ليعرف ما يدور حوله ، ولكن ليس لديه القدرة على الاستجابة لمحيطه ” كائن لا يعرف غير القوانين الطبيعية فيما هو يواجه حدثاً فوق طبيعي ، حسب الظاهر “[38].
فكافكا أبعد بطله ( جريجور ) عن محيطه الإنساني ، وعالمه الطبيعي ، مخالفاً بذلك لقول ( لوسيان جولامان ) الذي يفرض وجود تقابل بين الحياة الإنسانية والعالم المحيط بها داخل الرواية إذ يقول : ” يجب أن يوجد تقابل جذري بين الإنسان والعالم بين الفرد والمجتمع “[39].
أن عزل بطل الرواية عن مجتمعه يمثل العزلة التي يميل إليها كافكا ، وحالة التشاؤم التي يعيشها ، لشعوره بالعزلة الاجتماعية والحالة النفسية التي يعيشها فتشكلت نفسيته من عناصر عديدة أدت إلى انعكاس واضح في كتاباته ، تقول تكتك إكرام : ” تشكلت نفسيته من تضافر عناصر عديدة تلخصت في لا تواصله مع والده ، وفراغه الروحي ، وفشله في الاندماج في المجتمع الإنساني ، وتكون آخر حلقة في سلسلة معاناة كافكا مرضه الذي أورثه عجزاً ونقصاً حال دون زواجه “[40]، لهذا نجد نظرة الأب ( سامسا ) لم تكن جيدة بعد تحوله الغريب ، يتضح من خلال دفعه لـ ( جريجور ) بطرف العصا مرة ، ولمحاولة ضربه مرة ثانية ، ورميه بالتفاح ثالثة ، ومحاولة الأم التوسل بالأب كي يبقى ( جريجور ) على قيد الحياة مع ما يتملكها من رعب بسبب شكله الغريب[41].
أما في رواية فرانكشتاين في بغداد فالكاتب هنا يدخل في صميم الواقع دون الهروب منه ليجسد المعاناة الإنسانية التي حلت بالمجتمع العراقي بعد الاحتلال ، وما فعلته التفجيرات من تمزيق لجسد الإنسان المتكامل ، فهو يحاول جمع شتات الإنسان بما ابتدعه في بطله ( الشسمه ) ، إذ تتجلى سيميولوجيا الشخصيات عند ( أحمد سعداوي ) بمعانٍ متداخلة بين الدال والمدلول كما يشير دي سوسير[42] الذي يربط العلاقات بعضها ببعض ، فعلاقة الشخصيات ترتبط بمعانٍ وصور ذات مدلول يعكسه خيال الكاتب على واقع بناه على أحداث وقعت في بغداد ، فاختلط الدم العراقي ببعضه فلا تعرف التفجيرات التفريق بين هذا وذاك ، أو من أي دين أو ملّة ؟ ، بل صار المجموع واحداً عندها لذا فالعلاقة عبارة عن “نظام من الإشارات جوهره الوحيد الربط بين المعاني والصور الصوتية ..”[43] ، فلو تتبعنا مجرى الأحداث في الرواية لوجدنا ترابط العلاقات فيها بمنظومة معقدة من العلاقات السمعية والبصرية ” بعضها متصل بأوضاع وأشكال الممثلين وألوان الأشياء الطبيعية والصناعية ، وبعضها حركي يرتبط بتبادل المواقع وتطور الأحداث “[44].
يجمع ( سعداوي ) في روايته شخصيات متعددة من أطياف الشعب العراقي في إشارة منه لمتانة الارتباط والتماسك ، والاحترام المتبادل بين الديانات حتى عند بسطاء الناس ، فشخصية العجوز ( أيليشوا أم دانيال ) المسيحية ، محبوبة عند جميع الجيران ، ولها كرامة كما تعتقد ( أم سليم البيضة ) الشخصية المسلمة ، وجارة هذه العجوز في حي البتاويين في بغداد إذ كانت ” تفرش لها بساطاً مضفوراً من شرائط الأقمشة “[45]، في جلسة ودية مع مجموعة من نساء المنطقة لتبادل الحدث والتخفيف عن العجوز ( أيليشوا )[46].
الحدث
تبنى الحياة في جوهرها من صراعات متداخلة مع بعضها بعضاً ، لتشكل عنصراً أساسياً في نمو وتطور الحياة ، لأن الصراع بحد ذاته يشكل أساس المجتمعات والأفراد ، ويخلق أفكاراً متباينة بين الإيجاب والسلب سياسية كانت أو اجتماعية لتدور من خلال ذلك عجلة الحياة وتستمر ، فيدرس الجاني الإيجابي بشكل يفيد بناء وتقدم المجتمع ، والسلبي لتلافي هفوات قد تعيق عملية التقدم ، من هنا ينطلق الروائي في سبر أحداث روايته بما يمتلكه من خيال وثقافة ليضفي على تلك الأحداث والصراعات جمالية فنية لعملية الصراع فيه حتى ” يكون الصراع مؤثراً ومقنعاً ويدعو إلى الاهتمام إذا بني على أساس من التوازن والتكافؤ بين أقطابه ، وهنا لا نقصد بالتوازن القوة المادية ، لأن شرف الشخصيات يكمن في مواجهة مصير مروع قوي وأكبر منها ، لكن في المقابل نجد أن هذه الشخصيات حتى لو افتقدت القوة المادية ، لا يجب أن تفقد القوة المعنوية والتي تجعلها تتحمل عبء الصراع ومقتضياته “[47].
يعد الحدث عماد السرد الروائي لأنه ” مجموعة من الأفعال والوقائع مرتبة ترتيباً سببياً ، تدور حول موضوع ، وتصوّر الشخصية ويكشف عن أبعادها وهي تعمل له معنى ، كما تكشف عن صراع الشخصيات الأخرى ، وهي المحور الأساس الذي ترتبط به باقي عناصر القصة ارتباطاً وثيقاً “[48].
يترتب الحدث في الرواية من مجموعة أفعال ووقائع بتسلسل زمني منتظم وفي مكان معين يقتضيه الحدث ، إذ يختلف الحدث الروائي عن الحدث الواقعي ، حتى وإن كانت الرواية منطلقة من الواقع أو تعبر عنه ، فلابد أن يضفي الكاتب لمساته على بعض الأحداث التي يراها مناسبة لروايته ، فينتقي ما يناسبه من الواقع ويخرج من مخيلته وثقافته ما يعطي الحدث شيئاً جديداً يبتعد بصورة أو بأخرى عن الأصل الذي نعيشه ، تكاد مثل هذه اللمسات تختفي في رواية المسخ ، إذ تبتعد عن الواقع فهي نسج من خيال الكاتب ، فتحول البطل بشكل مفاجئ إلى حشرة يبتعد عن المعقول كثيراً فهو نسج من الخيال ” استيقظ ( جريجور سامسا ) ذات صباح بعد أحلام مزعجة ، فوجد نفسه قد تحول في فراشه إلى حشرة هائلة الحجم “[49] .
بينما تبدو لمسات الواقع واضحة في رواية فرانكشتاين في بغداد التي أضاف ( أحمد سعداوي ) من خياله صورة بطله الغريب من صراعات الواقع ، فجمع بين واقعية الحدث وفظاعته ، فالجثث ممزقة والمكان يجع بالضجيج والخراب ، فأخذ من هذه الأجساد أجزاءً وشكلها على هيئة إنسان ليرمز لعراقٍ صلبٍ يتحدى كل الصعوبات لينتقم لنفسه من الظالمين ، البطل الغريب سيمياء واضحة تدل على وحدة الجسد العراقي ، فعند عودة ( هادي العتاك ) لمنزله لم يج الجثة التي “أمسكها بيديه وعالجها تقطيعاً وخياطة حتى أنجز الجثة بشكل مقبول”[50].
النتائج
- تلعب الخرافة دوراً كبيراً في غرس ثقافات معينة في أذهان الناس عبر مختلف العصور ، وتجدد بأشكال غريبة مع ازدياد الضلالية في المجتمعات .
- تمثل رواية ( المسخ ) حالة من الانعزال الاجتماعي الذي يميل إليه كافكا .
- تتجسد سيميولوجيا إشارية خاصة في انتقاء الأماكن والشخصيات في رواية ( فرانكشتاين في بغداد ) ، تدل على عمق وأصالة المجتمع العراقي .
- تعبر أجواء رواية ( المسخ ) عن حالة الهروب والجزع النفسي والسوداوية العميقة التي يظهر عليها مجتمع كافكا .
- دلالة التحدي والصمود واضحة في إصرار بطل ( سعداوي ) على تحقيق العدالة والقصاص من الظالمين ، يشير لعمق الإيمان بوحدة البلد .
- في بعض الأحيان نجد تقارب بين صورة البطل في الروايتين؛ لكونها خرجا عن المألوف الواقعي .
- تقترب رواية فرانكشتاين في بغداد من الواقع كثيراً على الرغم من اللمسات الفنية التي رسم الكاتب شخصية بطله عليها والتي تبدو غريبة عن الواقع .
- ابتعاد رواية المسخ عن الواقع كثيراً ، فهي نسج من الخرافة والخيال ، فلا يوجد لبطل الرواية صورة مشابهة في الواقع .
- تتجسد عند ( كافكا ) عبثية ، وانسلاخ عن الواقع ، وكأنني أقرأ ( ألبير كامو ) في مسرحياته العبثية .
- انسلاخ من الهوية الإنسانية في شخصية ( جريجور ) ، بينما محاولة لإيجاد الهوية الضائعة في شخصية ( الشسمة ) .
المصادر
- القرآن الكريم .
- إبراهيم ، نبيلة ، أشكال التعبير في الأدب الشعبي ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر ، القاهرة 1974.
- ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد التاسع ، دار صادر بيروت ب ت .
- أبو ديب ، كمال ، الأدب العجائبي والعالم الغرائبي ، دار الساقي ودار أوركس للنشر ، 2007.
- أ . م . فورستر ، أركان القصة ، ترجمة : كمال عياد ، دار الكرنك للنشر ، القاهرة ، 1960.
- إكرام ، تكتك ، الحضور الكافكاوي ، في النقد العربي ، مجلة الحوار الفكري ، جامعة أحمد دراية – إدرار ـ الجزائر ، الملد 13 ، العدد 16 ، كانون الأول 2018.
- إريك بينتلي، الحياة في الدراما ، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، المكتبة العصرية ، بيروت 1968.
- ايديث كويزيل : عصر البنيوية ، ترجمة : جابر عصفور ، ط1 ، الكويت 1993.
- بدر ، محمود كاظم موات ، ورياض صبار عبد سندال ، الرمز في أدب فرانز كافكا رواية المحاكمة أنموذجاً ، مجلة العلوم الإنسانية والطبيعية ، المجلد2 العدد 9 سبتمبر 2021.
- بلبل ، فرحان ، النص المسرحي ـ الكلمة والفعل ـ ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 2003.
- بركات ، وائل ، السيميولوجيا بقراءة رولات بارت ، مجلة جامعة دمشق ، المجلد 18 ، العدد الثاني لسنة 2002 .
- برير سورين, السيميائية السيبرانية:. تورنتو ، كندا: مطبعة جامعة تورنتو ،2008.
- بير جيرو ، علم الإشارة – السيميولوجيا ، ترجمة : منذر عياشي ، دار طلاس للدراسات والنشر ، بيروت 1988.
- توسان ، برنار ، ما هي السيميولوجيا ، ترجمة محمد نظيف ، ط2 ، أفريقيا الشرق للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب ، 2000.
- جبور, عبد النور ، المعجم الأدبي , بيروت 1979.
- جرجس ، ميشال جرجس ، المدخل إلى علم الألسنية الحديث ، المؤسسة الحديثة للكتاب ، طرابلس ـ لبنان 2010.
- حمداوي ، جميل ، الاتجاهات السيميوطيقية ( التيارات والمدارس السيميوطيقية في الثقافة الغربية ) ، 2015 ، إصدارات شبكة الألوكية www.alukah.net.
- حمداوي ، جميل ، الرواية العربــية الفانطاستيكية ، مجلة ندوة الإلكترونية ، الموقع : https://www.arabicnadwah.com/articles/fantasia-hamadaoui.htm.
- حميدة ، عبد الرزاق ، قصص الحيوان في الأدب العربي ، القاهرة 1951.
- زعرب ، صبيحة عودة ، غسان كنفاني ( جمالية السرد في الخطاب الروائي ) ، دار مجدلاوي ، الأردن 1996
- زيتوني ، لطيف ، معجم مصطلحات نقد الرواية ، مكتبة لبنان الحديث ، دار الكندي للنشر والتوزيع ، بيروت ، 2004.
- درويش ، علي ، دراسات في الأدب الفرنسي ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة 1973.
- دي سوسير ، فردينان ، علم العلامة العام ، ترجمة : يونيل يوسف عزيز ، مراجعة : مالك المطلبي ، دار آفاق عربية ، بغداد 1985.
- سعداوي ، أحمد ، فرانكشتاين في بغداد ، منشورات دار الجمل ، بيروت 2013.
- الشريف الجرجاني علي ابن محمد ت816هـ ، كتاب التعريفات، طبعة لأيبسك ،1845م، مطبعة لبنان، بيروت،1978.
- صبح ، فاتن ، المسخ غربة كافكا ، جريدة البيان الإماراتية ، 25 أغسطس 2018 ، https://www.albayan.ae/five-senses/east-and-west/2018-08-25-1.3341635.
- عياشي ، منذر ، العلاماتية وعلم النص ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ـ المغرب 2004.
- عيسوي ، عبد الرحمن ، سيكولوجية الخرافة والتفكير العلمي ، منشأة المعارف للنشر ، الإسكندرية ـ مصر 1983.
- فريال غزول، علم العلامات مدخل استهلالي، أنظمة العلامات ، دار الياس العصرية ، القاهرة ،1986.
- فضل ، صلاح ، مناهج النقد المعاصر ، دار أطلس للنشر ، القاهرة 2012.
- كافكا ، فرانس ، الدودة الهائلة ( المسخ ) ، ترجمة : الدسوقي فهمي ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، آفاق للترجمة ، القاهرة ، ط1 ، 1997.
- الكايد ، هاني ، مثيولوجيا الخرافة والأسطورة في علم الاجتماع ، دار الراية للنشر ، ط1 ، عمان ـ الأردن ، 2010.
- محمد ، نصر الدين ، الشخصية في العمل الروائي ، مجلة الفيصل ، دار الفيصل للطباعة ، السعودية ، العدد 37 ماي ـ جوان 1980.
- مجدي وهبة ، وكامل المهندس ، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، بيروت 1984.
- المرتجي ، أنور ، سيميائية النص الأدبي ، أفريقيا الشرق ، بيروت 1987.
- مرشد ، أحمد ، البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصر الله ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت 2005.
- المسدي ، عبد السلام ، ما وراء اللغة ، بحث في الخلفيات المعرفية ، مؤسسة عبد الكريم بن عبدالله للنشر ، تونس ب ت.
- مصطفى ، بوخال ، رمزية الحيوان في التراث الشعبي العربي والفرنسي ، رسالة ماجستير في الأدب الشعبي المقارن ، جامعة أبي بكر بلقايد ، قسم الثقافة الشعبية ، الجزائر 2011.
- مصطفى ، غلفان ، في اللسانيات : تاريخها ، طبيعتها ، موضوعها ، مفاهيمها ، دار الكتب الجديدة المتحدة ، ط1 ، بيروت ، 2010.
- هامون ، فيليب ، سيميولوجيا الشخصيات الروائية ، ترجمة : سعيد بنكراد ، دار الكلام ، الرباط ـ المغرب 1990.
- Lucien Goldman.Introduction au premier ecrite de lukacs in G.lukacs.La theorie du Roman.E.D.conthier.1985/171
الهوامش
-
– بركات ، وائل ، السيميولوجيا بقراءة رولات بارت ، مجلة جامعة دمشق ، المجلد 18 ، العدد الثاني لسنة 2002 . ↑
-
– ينظر : بير جيرو ، علم الإشارة – السيميولوجيا ، ترجمة : منذر عياشي ، دار طلاس للدراسات والنشر ، بيروت 1988 ، ص 12 . ↑
-
– عياشي ، منذر ، العلاماتية وعلم النص ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ـ المغرب 2004 ، ص 13 . ↑
-
– المرتجي ، أنور ، سيميائية النص الأدبي ، أفريقيا الشرق ، بيروت 1987 ، ص 12. ↑
-
– جرجس ، ميشال جرجس ، المدخل إلى علم الألسنية الحديث ، المؤسسة الحديثة للكتاب ، طرابلس ـ لبنان 2010 ، ص 150 . ↑
-
– حمداوي ، جميل ، الاتجاهات السيميوطيقية ( التيارات والمدارس السيميوطيقية في الثقافة الغربية ) ، 2015 ، إصدارات شبكة الألوكية www.alukah.net، ص 6 . ↑
-
– توسان ، برنار ، ما هي السيميولوجيا ، ترجمة محمد نظيف ، ط2 ، أفريقيا الشرق للنشر ، الدار البيضاء ، المغرب ، 2000، ص 27 . ↑
-
– الشريف الجرجاني علي ابن محمد ت816هـ ، كتاب التعريفات، طبعة لأيبسك ،1845م، مطبعة لبنان، بيروت،1978م،ص94. ↑
-
– برير سورين, السيميائية السيبرانية:. تورنتو ، كندا: مطبعة جامعة تورنتو ،2008، ص229. ↑
-
– ينظر/ فريال غزول، علم العلامات مدخل استهلالي، أنظمة العلامات ، دار الياس العصرية ، القاهرة ،1986، ص20. ↑
-
– مصطفى ، غلفان ، في اللسانيات : تاريخها ، طبيعتها ، موضوعها ، مفاهيمها ، دار الكتب الجديدة المتحدة ، ط1 ، بيروت ، 2010 ، ص 227 . ↑
-
– جبور, عبد النور ، المعجم الأدبي , بيروت 1979 ص123 . ↑
-
– مجدي وهبة ، وكامل المهندس ، معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، بيروت 1984 ، ص181 . ↑
-
– ايديث كويزيل : عصر البنيوية ، ترجمة : جابر عصفور ، ط1 ، الكويت 1993 / 411 . ↑
-
– ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد التاسع ، دار صادر بيروت ، ص 62 . ↑
-
– المصدر نفسه ص 65 . ↑
-
– إبراهيم ، نبيلة ، أشكال التعبير في الأدب الشعبي ، دار نهضة مصر للطباعة والنشر ، القاهرة 1974، ص64. ↑
-
– عيسوي ، عبد الرحمن ، سيكولوجية الخرافة والتفكير العلمي ، منشأة المعارف للنشر ، الاسكندرية ـ مصر 1983 ، ص 12 . ↑
-
– حميدة ، عبد الرزاق ، قصص الحيوان في الأدب العربي ، القاهرة 1951 ، ص 25 . ↑
-
– الكايد ، هاني ، مثيولوجيا الخرافة والأسطورة في علم الاجتماع ، دار الراية للنشر ، ط1 ، عمان ـ الأردن ، 2010 ، ص 21 . ↑
-
– مصطفى ، بوخال ، رمزية الحيوان في التراث الشعبي العربي والفرنسي ، رسالة ماجستير في الأدب الشعبي المقارن ، جامعة أبي بكر بلقايد ، قسم الثقافة الشعبية ، الجزائر 2011 ، ص20 . ↑
-
– درويش ، علي ، دراسات في الأدب الفرنسي ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة 1973 ، ص 88 . ↑
-
– كافكا ، فرانس ، الدودة الهائلة ( المسخ ) ، ترجمة : الدسوقي فهمي ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، آفاق للترجمة ، القاهرة ، ط1 ، 1997، ص9 . ↑
-
– ينظر / سعداوي ، أحمد ، فرانكشتاين في بغداد ، منشورات دار الجمل ، بيروت 2013 ، 157 . ↑
-
– بدر ، محمود كاظم موات ، ورياض صبار عبد سندال ، الرمز في أدب فرانز كافكا رواية المحاكمة أنموذجاً ، مجلة العلوم الإنسانية والطبيعية ، المجلد2 العدد 9 سبتمبر 2021 ، ص 544 . ↑
-
– كافكا ، المسخ ، ص 14 . ↑
-
– دي سوسير ، فردينان ، علم اللغة العام ، ترجمة : يونيل يوسف عزيز ، دار آفاق عربية ، بغداد ط1 1985 ، ص 33. ↑
-
– المصدر نفسه ، ص 27 . ↑
-
– هامون ، فيليب ، سيميولوجيا الشخصيات الروائية ، ترجمة : سعيد بنكراد ، دار الكلام ، الرباط ـ المغرب 1990 ، ص 10 . ↑
-
– أ . م . فورستر ، أركان القصة ، ترجمة : كمال عياد ، دار الكرنك للنشر ، القاهرة ، 1960 ، ص 56 . ↑
-
– زيتوني ، لطيف ، معجم مصطلحات نقد الرواية ، مكتبة لبنان الحديث ، دار الكندي للنشر والتوزيع ، بيروت ، 2004 ، ص114 . ↑
-
– إريك بينتلي، الحياة في الدراما ، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، المكتبة العصرية ، بيروت 1968 ، ص65 . ↑
-
– محمد ، نصر الدين ، الشخصية في العمل الروائي ، مجلة الفيصل ، دار الفيصل للطباعة ، السعودية ، العدد 37 ماي ـ جوان 1980 ، ص20 . ↑
-
– مرشد ، أحمد ، البنية والدلالة في روايات إبراهيم نصر الله ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع ، بيروت 2005 ، ص33. ↑
-
– صبح ، فاتن ، المسخ غربة كافكا ، جريدة البيان الاماراتية ، 25 أغسطس 2018 ، https://www.albayan.ae/five-senses/east-and-west/2018-08-25-1.3341635 . ↑
-
– حمداوي ، جميل ، الرواية العربــية الفانطاستيكية ، مجلة ندوة الإلكترونية ، الموقع : https://www.arabicnadwah.com/articles/fantasia-hamadaoui.htm ↑
-
– سورة التين ــ الآية 4 . ↑
-
– أبو ديب ، كمال ، الأدب العجائبي والعالم الغرائبي ، دار الساقي ودار أوركس للنشر ، 2007 ، ص9 . ↑
-
– Lucien Goldman.Introduction au premier ecrite de lukacs in G.lukacs.La theorie du Roman.E.D.conthier.1985/171. ↑
-
– إكرام ، تكتك ، الحضور الكافكاوي ، في النقد العربي ، مجلة الحوار الفكري ، جامعة أحمد دراية – إدرار ـ الجزائر ، الملد 13 ، العدد 16 ، كانون الأول 2018 ، ص 20 . ↑
-
– ينظر / كافكا ، فرانس ، الدودة الهائلة ( المسخ ) ، ص 62 ، 63 . ↑
-
– دي سوسير ، فردينان ، علم العلامة العام ، ترجمة : يونيل يوسف عزيز ، مراجعة : مالك المطلبي ، دار آفاق عربية ، بغداد 1985 ، ص 33 . ↑
-
– المصدر نفسه ص 27 . ↑
-
فضل ، صلاح ، مناهج النقد المعاصر ، دار أطلس للنشر ، القاهرة 2012 ، ص 86 . ↑
-
– سعداوي ، أحمد ، فرانكشتاين في بغداد ، ص 15 . ↑
-
– المصدر نفسه ص15 . ↑
-
– بلبل ، فرحان ، النص المسرحي ـ الكلمة والفعل ـ ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 2003 ، ص 51. ↑
-
– زعرب ، صبيحة عودة ، غسان كنفاني ( جمالية السرد في الخطاب الروائي ) ، دار مجدلاوي ، الأردن 1996 ، ص 135 . ↑
-
– كافكا ، المسخ ، ص 11. ↑
-
– سعداوي ، فرانكشتاين في بغداد ، ص 69 . ↑