أبو البقاء هبة الله الحلِّي ناقداً

أ.د. نزار شكور شاكر1

1 جامعة السليمانية – كلية التربية الأساسية

بريد الكتروني: Nzar.shaker@univsul.edu.iq

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21122

تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 12/10/2021م

المستخلص

تسعى الدراسة الحالية إلى التعرف على أبرز المعطيات النقدية ذات الإسهام الفاعل في تأشير سمة الحلّي النقدية ضمن كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية، والتي تمثَّلت في مظهرين متوازيين لايتنافيان في تقديم أبرز ملامح المشهد النقدي الذي أسهم في بعض جوانبه في الكشف عن الشخصية النقدية ، ولهذا الغرض تمَّ تقسيم البحث على ثلاثة محاور رئيسة ضمَّت أبرز القضايا النقدية التي تطرَّق إليها الحلي في مؤلَّفه المذكور والكفيلة بتوظيفاتها ودلالاتها إلى الوصول إلى ذكر أبرز النتائج التي خرج بها هذا البحث .

الكلمات المفتاحية: أبو البقاء الحلي ، النقد ، الشعر.

Research Article

Abu al-Baqa’a Hibatullah al-Hilli as a Critic

Prof. Dr. Nizar Shakour Shaker1

1 College of Basic Education – University of Sulaimani

Email: nzar.shaker@univsul.edu.iq

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21122

Published at 01/11/2021 Accepted at 12/10/2021

Abstract

The current study attempts to identify the most prominent critic data that has an active contribution to give the feature of critic within the book “Al-Manaqib Al-Zazidiyeh in the news of the Asadi Kings”, which was represented in two parallel and incompatible aspects in presenting the most prominent features of the critical scene, which in some aspects contributed to the disclosure of the critical personality. For this purpose, the research was divided into three main sections, which included the most prominent critical issues that Al-Hilli touched upon in his aforementioned author, which guarantee their employment and implications to reach a mention of the most prominent results that came out of this research.

Key Words: Abu Al-Baqa’a Al-Hilli, Criticism, Poetry.

المقدمة : في الموروث العربي الخالد مصنَّفات جمَّة في حقول معرفية تبقى مناراً يشع على الإنسانية بمعطياتها الثرة ، ويعدُّ كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية لمؤلفه أبي البقاء هبة الله الحلي أحد هذه المصنفات التي نسعى في هذا البحث إلى تسليط الضوء على مؤلَّفه بوصفه ناقداً للشعر العربي في ضوء مصنفه المذكور ، ولاسيَّما ونحن نشهد بعد عملية الاستقراء توظيف طائفة محمودة من النصوص الشعرية الكفيلة للقيام بمحاولة بيان الفرضية البحثية التي يعمل هذا البحث على الوصول ضمن خطوات إلى ذكر أبرز النتائج ضمن هذا الموضوع النقدي ، ولذلك فقد تمَّ رصد أبرز القضايا النقدية الواردة في الكتاب ضمن محاور ثلاثة ، وتم ذكر أبرز النتائج ، مع أهم التوصيات التي خرجنا بها من سياق هذا البحث الذي استند على مجموعة من المصادر والمراجع . والله من وراء القصد وهو الهادي إلى السبيل.

مشكلة الدراسة : تكمن مشكلة الدراسة الحالية في رصد الجانب النقدي – الأدبي الوارد في سياق تأليف كتاب المناقب المزيدية في أخبار الدولة الأسدية على مستوى التبلور المعرفي النقدي ومعطياته على أرض الواقع ، وتلمس أثرها في ظهور بعض ملامح الناقد الأدبي في سياق توجهات الحلّي في إطار التعامل النقدي مع النصوص الشعرية في مؤلفه .

منهاج الدراسة : المنهاج الوصفي .

أهمية الدراسة : تأتي أهمية الدراسة من أنها تسعى إلى دراسة أبرز المحاور النقدية الواردة في الكتاب المذكور آنفاً ضمن فقرات بحثية متسلسلة من أجل بيان جهود الحلّي النقدية ، وذلك للوصول إلى الإجابة عن السؤال الآتي : هل كان ذلك كفيلاً باطلاق سمة الناقد على الحلّي ؟ وهذا ما يسهم في الكشف عن الجانب النقدي في شخصية الحلي .

هدف الدراسة : الوقوف الموضوعي على جملة من المعطيات النقدية والعلاقة القائمة بينهما التي تؤشر من جانبها ملامح الحلي ناقداً.

الدراسة : من أجل الوقوف على المطلب الرئيس من هذا البحث سنقوم برصد أبرز القضايا النقدية الواردة في الكتاب على النحو الآتي :

1-المعنى واللفظ : في ضوء توافر إشارات إلى شرح بعض المعاني الشعرية التي طرقها الشعراء في سياق تأليف الكتاب ذات الاعتماد على البعد المرجعي[1] نلحظ الإشارة إلى بيان المعنى في الشعر الذاتي ، مع الاحتراز من الوقوع في المحظور على مستوى المعنى القائم في قول المؤلِّف ذاته من قصيدة مدح :

يَرم الحَفل حين يقول عـــــــنه وقــد خفقت لهيبــــــــــــــــته القلوب

كَـــــما زأر الــــــهزبر فلاذَ منه ثعالبُ كلُ صَوْلتها الضغيب

فليسوا بادِئِـــــــــــي قَول ولـَـــــــولا تهــــلِّلِه لـَــــــــــــــهابوا أن يُجــــــــــيبوا

أعني بِما لهُ من المَهابة في القلوب عن تكلّف ما بعد من العيوب )) . [2]

ولعلَّ المظهر الأبرز في هذا المطلب البحثي رصد أمر المقاربة في المعنى بين الشعراء ، المألوف ضمن سياق المصنَّفات ، وتتبُّع ذلك المعنى الشعري المُستحسن ذوقياً كما ورد في مفردات (غرض الفخر) قديماً القابل للذكر من لدن المؤلِّف ضمن سياق الانشغال بالإعداد لـ (غرض المديح الرسمي) بوصفه مُقترحاً عملياً أخذ حيِّزه من التطبيق النصي المعاصر ، بعد التأثر بدوافعه الذوقية – الجمالية ، إذ (( قال المرار بن سعيد الأسدي ثم الفقعسي يفتخر:

مَن كَان يَرقا عَلى خَلج يُعاب به فانني نَاطـِــــــــــــقٌ بالحَـــــَق مفــــتخرُ

… الأبيات . وقال رَدي بن منظور بن سُحيم الأسدي ثم الفَقعسي أيضاً يفخر بمثل هذا المعنى : … الأبيات . وقال الأقيشر الأسدي الشاعر : … الأبيات . وقال المرار بن سعيد أيضاً في مثله : … الأبيات وكنت أنا قد نظمت قصيدة في مديح ملك العرب سيف الدولة- أعزَّ الله نصره- فلما مرَّ بي هذا المعنى الذي ذكره المرار في المنابر استحسنته فأحببت ذكره فيها فقلت : … الأبيات )) . [3]

من جهة أخرى قد يقترن شرح المعنى الشعري للشاعر القديم بتسليط الضوء على بعض التقانات الأسلوبية من نحو توظيف أسلوب الحقيقة والمجاز في الاسم المذكور فيه وبيان أثرها في الكشف عن المقاربة الواقعة في المعنى عند النص العباسي اللاحق ، إذ (( قال الميدان بن صخر الأسدي :

إني أنا المَيدان عِند الضّـــــــم لا كــــاتمٌ لاسمــــــــي ولا مـــــعمي

في الأنف مِن خزيمة الأشم أخِـــي قريـــــش وتميــــــــــــم عمــــي

وإنَّما أراد بقوله : إني أنا الميدان ، قياساً بالميدان الذي تجري فيه الخيل فأراد إنني إذا نوسبت كشف نسبي سقم الأنساب إذا ضممت إليه وقيست به كما تكشف جياد عتاق الخيل ، وجيادها المقرن منها إذا ضم إليها وأجري في الميدان معها فجعل اسمه في ذلك حقيقة ومجازاً ، وقال أبو تمَّام -رحمه الله- في هذا المعنى :

نَسَبٌ كأنَّ علَيْه من شَمْس الضُّحَى نوراً ومـــــــنْ فَلَقِ الصَّـــــــباحِ عَـُمــــــــــــودا

عُــــــرْيانُ لا يَكْبُــــو دَليلٌ مــــــــــــن عَمًى فيـــــــــــــه ولا يَبْـــــغِي عَــــــــــــــليْه شُهُــــــــــــودَا

نسبٌ عَلـــــــــــــى أُولَى الزَّمـــــــان وإنَّما خــَـــــــــــــلَقُ المَناســـب مَايـــــــــــكونَ جَديدَا )) [4]

ومن الجدير بالذكر أنه تمَّ تأشير توظيف الأخذ من القول العربي المأثور الوارد في بابه الدلالي على مستوى النص (( قال عَمْرو بن حَوْط بن سُلْمى بن هَرْمي بن رِياح اليَرْبوعي :

لَعمرُ أبيــــكَ والأنْبــاءُ تُنْمي لنعم الحيِّ في الجُـــــــــــــلى رياحُ

أبَوا ديــنَ المــــــــلوكِ فهمْ لِقَاحٌ إذا هيجوا إلــى حَربٍ أشاحـُــــوا

وهو مأخوذ من قولهم : لقحت الحَرب بين القوم )) . [5]

وتمَّ التَّطرق في جانب من جوانب قضية المعنى إلى بعض المجاوبات الشعرية القديمة والحديثة الناجمة عن المعنى في النص الشعري القديم المشهور في بابه العامل المحفِّز على توليد هذا العنصر التابع للمعنى وعلى الضد / النقيض منه في الآن ذاته في معرض الرد على المقابل ولاسيَّما في غرض الفخر القبلي القائم على التضاد بين الشعراء في الذود عن قبائلهم والفخر على من سواهم ، إذ (( روي أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وصحبه وآله أفضل الصَّلاة والسَّلام كان إذا أنشد قول الأفوه الأودي :

يابَني هاجَــــرَ سَاءَتْ خُطَّةً أنْ تَنالوا النَّصْفَ مِنَّا أوتجاروا

” لعن الأفوه” وهذا البيت من قصيدة الأفوه المشهورة التي يفتخر بها على نزار، وقد أُجيب عنها قديماً وحديثاً فممن أجابه عنها في عصره الفِنْد اليشكري ، واسمه شَهْل بقصيدة يفتخر بها عليه ويرد قوله منها في ذكر هاجر رضي الله عنها :

نَحنُ أبناءُ مَعَدٍ ذي العلى وكنا مِنْ هاجَرَ فــــخر كبارُ

… الأبيات )) . [6]

ونقل الحلي ما يشير إلى المعنى الوارد في بعض نصوص الشعر العربي تباعاً وذلك ضمن حيِّز بعض المجاوبات التي جرت في سياق رواية الشعر العربي القديم وذلك بالقول : (( ذكر نصر بن مزروع الكلبي النَّسابة : أن رجلاً من خثعم عيرّ أنمر بن مدرك الخثعمي وهو ورهطه يجلحون عن خثعم إلى أكلب بن ربيعة بن نزار فقال فيهم شعراً منه : … البيتان ، فأجابه أنمر فقال : … الأبيات . وإلى هذا المعنى أشار الكميت بن زيد الأسدي حيث يقول :

ترى الجُرْد العِتَاق مُسَوَّماتٍ مقادٌ تـــــــــــــــــــــنالنا الأولـــى وفِيْنا

… الأبيات )) . [7]

ومن هذه الدائرة نقل لنا المؤلَّف أيضاً التعقيب النقدي على الوجه التطبيقي- الموضوعي على ما دار في إطار احدى المجاوبات الشعرية على وفق رصد بعض المآخذ النقدية في المعنى المعدِّ في هذا السياق من ناحية إتمامه في معرض الإجابة الموجهة إلى الطرف الآخر ، إذ (( قال عمرو بن عدي في طاعة عمرو بن عبد الجن له : … البيتان فقال عمرو بن عبد الجن مُجيباً له :

أمَا ودماءٌ مـَــــــــــــــــــــــــــائراتٌ كأنَّها عَلى قُلّةِ العُزّى أو النَّسْــــــر عِنْدما

ومَا قدَّسَ الرهبانُ فِي كلِّ بيعةٍ أبيلُ الأبيلين المســــــيحُ بنُ مَرْيَما

لقد ذَاق مِنا عامــــــــــــرٌ يوم لَعْلَعٍ حسامٌ اذا ما هُزَّ بالكـــــــفِّ صمَّمَا

قال الطَّبري : هكذا وجد الشِّعر غير تام . وكان تقديره بعد القسم أن يكون لقد كان كذا أو لولا كذا إلاَّ انه لم يظفر له بتمام على ما ذكر )) . [8]

ومن الإلتفاتات النقدية على مستوى رصد المآخذ النقدية التي تنَّبه إليها الحلي ضمن هذا الحقل مذهب الشعراء الأثير في الخروج إلى المبالغة في الغرض الشعري ومتعلَّقاته من الوصف أو التشبيه المرتبط به ولاسيَّما بعد تتبع مسار حدث جليل من المصادر القديمة ، والأخذ برأي بعض الرواة في هذا المجال إذ قال بهذا الشأن في أمر أحد الأشراف ، في سياق الإشارة إلى الدوافع الذاتية الموجبة لهذه المبالغة في الوصف الناجز عن النص القديم : (( وإنَّما كان هوذة من أشراف قومه ، ولم يبلغ من الأمور ما يستحق لأجله أن يلبس تاجاً ولا يجوز له ذلك ولا لمثله لولا العادة … فهذا مما روي انه ممن تتوج ومدح بذلك ، فإذا سمع بذكر تاجه وأنشد مديحه من لايعلم حقيقة حاله وصورتها ظنَّ أنه كان ملكاً ، على أن بعض الرواة دفع ذلك وقال : إنَّما كانت خرزات له تَعمَّم عليها فمدح بذلك على مذهب الشعراء في التوسع في القول ، وتجاوزهم الحد في المدح والصفات والهجاء والتشبيه وغير ذلك من كل معنى )) . [9]

وكما يبدو فقد أفاد من(المراجع النصية) في تسليط الضوء على هذا العنصر في سياق عملية الاستجابة لطلب الوصف الرسمي – الشعري ، بوصفه دافعاً آخراً فاعلاً لتأشير عنصر المبالغة لدى الشعراء ، وذلك من منطلق الخروج السافر عن الاتجاه الأخلاقي المحافظ في المجتمع الذي كان سبيلاً لبعض الشعراء، لما يفترضه غرض الوصف من نمط ذوقي يلتزم سياقات الأدب المجتمعي إذ (( كان النابغة أنيساً بالنعمان فدخل عليه يوماً فوافق المتجردة عنده متبذلة قد سقط خمارها فلما رأته سترت وجهها بيدها ، فقال له النعمان صفها في شِعرك ، فوصفها في قصيدة التي أولها :

مِن آل أمية رائح أو مغتدي

فأسرف في الوصف ، وتجاوز الحد ، ولم يقتصر على ما ذكره من جمالها ، وخرج إلى الفحش في شعره فقال : … الأبيات الدالية )) . [10]

وبعد الاطلاع على ما جاءت به المصادر من هذا الشأن حدث أن ضمَّ الحلي صوته النقدي إلى ماجاء به بعض الرواة – النقاد من التَّنبه الموضوعي لما وقع في الأبيات الآتية على مستوى المعنى الشعري من تعريض يذكر بالمعرَّض به ، الذي كان قد وقف على أمرها من أثر تحديد مسار المبالغة في عملية النظم الشعري ، وبيان المذهب القويم – المُنصف في المعنى الشعري المتحقِّق في قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي الذي يعد خروجاً أيضاً عن الغرض الرئيس من الأبيات في قصيدة ( الفخر) :

(( أبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَينا وأنْظِرَنا نُخَــــــــــــــــبِّرْكَ اليَقِينَا

… الأبيات قال بعض الرواة : إن هذه الأبيات وأمثالِها مما فيه غميزة وطعن على عمرو بن هند ، ألحقها عمرو بن كلثوم في القصيدة بعد قتله إياه ، وإنه كان أنشده القصيدة في حال حياته وملكه وهي مقصورة على الإفتخار لا غير حتى انتهى إلى قوله :

فكنا الأيمــــنينَ إذا التقـــــــينَا وكَان الأيسرين بنـُـــــــــــو أبينا

فَصالوا صَولةً فيمن يليهِمْ وصلْنا صَـــــــولةً فيــمَـــنْ يَلينا

فآبوا بالنَّهـــــــــــــاب وبالسَّبــــــايا وأبـْـنا بالمُــــــــــلـــــــوكِ مُصـــفَّدينَا

فقال: ما زلتَ مُنصفاً في شعرك حتى استأثرت على بني أبيك باليمين دون الشمال ، وبأسار الملوك دون السبايا والنهاب ، ولعلَّ الصحيح ماقالوا في هذا الوجه )) . [11]

ويرجع أمر المبالغة المتحقق في نصوص بعض الشعراء لدى الحلي من طرف إلى دافع بسيط يتمثَّل في مذهب الشعراء الدارج في هذا الإطار القائم على تعميق الفكرة في سياق عملية النظم الشعري وذلك لإبراز فاعلية الغرض الشعري في مقالاتهم المرتبطة بأبرز أغراض الشعر العربي ولاسيَّما ونحن نقرأ ما جاء منه مع غرض الهجاء الذي غالباً ما يجنح نحو هذا الاتجاه في معانيه ومقاصده ، على حسب طبيعته وأهدافه ، مع الإفادة أحياناً من البيانات الاجتماعية الدالة على الشخصية المقصودة بالتشهير في هذا المجال فـ (( في الحكم بن أيوب مع ما حكوه عنه من البخل يقول جرير:

خرجن من ثهـــلان أو وادي خِيم علـــــــى قلاصٍ مـــــثل خيــطــــــــــــانِ السلمْ

اذا قَطعن علـــما بــَــــــــــــــــــــــــدا عــــلم حَتــــــــى أنخنــــــــاها على بَاب الحــــــــكمْ

خَليـــــفةُ الحجـــــــــــــــــاج غيـــر المتهمْ في ضيضئ المجـــدِ وبحــــبوحِ الكـــرمْ

فهذا كان مذهب القوم في مقالهم وتفخيمهم لصغائر الأمور )) . [12]

ولغرض تعميق مجريات البحث في هذا الحقل وصولاً إلى بعض النتائج مضى الحلي في تتبع مظاهر هذه الإشكالية النصية مع المعنى في غرض شعري آخر بارز من أغراض الشعر العربي هو غرض المديح ، نقرأ بالإفادة مما جاء في رواية المراجع القديمة بهذا الصدد : (( وقد مدح الأعشى النعمان مُبالغاً للحدِّ في القول على عادة الشعراء مُتجاوزاً ، فذكر أن له خيمة مضروبة تقف بفنائها الإبل والخيل فقال:

له قُبَّـــــــــــــــــــــة مضــروبةٌ بِفـــنائِها عِتاقُ المهارى والجياد الصوافنُ )) [13]

وفي ضوء عملية استقراء بعض النصوص [14] فتح هذا التعامل الميداني مع النصوص القديمة المجال لدى الحلي بعض الشيء إلى مناقشة مسألة الصدق والكذب فيما ذهب إليه الشعراء في قصائدهم في ضوء رصد الخروج تارة أخرى عن أذواق الممدوحين النقدية أنفسهم من هذا الجانب على حسب ماتمَّت الإشارة إليه فضلاً عن بعض الأعراف الجديدة التي بات الممدوح ينتظر تطبيقاتها الميدانية من الشاعر على مستوى القصيدة الشعرية بعد تعمُّق تجليات العصر الإسلامي في هذا الميدان في بلورة الوعي النقدي بمجريات الغرض الشعري ومستجداته الموضوعية ، وإبداء التعاطف معهم من هذا الجانب من لدن الحلي ، مع تأشير العنصر الأبرز الداعم للشعراء في هذا الحقل وذلك بالإفادة من (مزايا اللغة العربية) بفاعلية تذكر، وصولاً في خاتمة البيان إلى ضرورة إلتزام الموقف القائم على التحقيق الموضوعي فيما تمَّ تقديمه من نتاج على امتداد مسيرة الشعر العربي القديم إجمالاً ، نقرأ : (( مذهب العرب في لبس التاج : فأشار إلى ان الخليفة متوَّج ، فادَّعوا في أشعارهم لبس التاج لقوم لم يلبسوه ، ثم تجاوزوا إلى وصف المعدوم الذي لم يكن له حقيقة بصفات الموجود المشاهد كدعوى الفرزدق أن تاج قومه يلتهب التهاباً ، ودعوى الآخر أن تاج مالك بن عوف النصري يأتلق ائتلاقاً وكأنهم قالوا : إن غير شيء يلتهب لحسنه التهاباً ويأتلق ائتلاقاً ، ثم ادَّعو ذلك للخلفاء الذين لايستجيزونه ولايستحلونه بل يرونه في دينهم بدعةً ، وعلى شرفهم منقصة ، ويرون أعاظم من كان يلبس التيجان على الحقيقة من ملوك العجم ، وغيرهم من سائر الأمم غير مقارب لهم في شرفهم ولا لاحقٍ بدرجتهم لما فضلهم الله تعالى به وشرفهم بمكانه من الإسلام الذي تضعضع شرف كل شريفٍ خالفه ، وذلَّ كل عزيز جانبه ، فلهم أن يأنفوا بأن ينسب إليهم مثل ذلك ، ولذلك إنتهر عبد الملك بن مروان عبد الله بن قيس الرقيات حين أنشده في مديحه له :

يَأتلق التاجُ فَوق مَفْرِقه عَلى جبينٍ كَأنــَّـــــــهُ الذَّهَبُ

وقال له أتقول في مُصعب :

إنما مُصعب شهابٌ مِن الله تجلَّتْ عَن وَجْهِهِ الظَّلماءُ

وتمدحني بما تمدح به الأعاجم ؟ وهذا مشهور من مذهب الشعراء حتى أن البحتري بالأمس مدح المعتز -رضي الله – عنه بلبس التاج فقال :

كأنَّما التــَـــاج عَلى رأسِه قَد حُــــــفَّ باليَاقوتِ والدُر

كَواكبُ الفِضة في افقِها جَاءَت فــَــحَفَّتْ غُرَّةَ البَدْر

ومَدح المهتدي -رضي الله- عنه ينفي ذلك فقال :

لَسَجَّادةُ السَّجادِ أحْسَنُ مَنْظَراً مِــــــــــن التَّاجِ في أحْجارِهِ وايقادِهَا

وأمثال ذلك من أقوال الشعراء لاتُحْصى ، لأنهم إنَّما يتبعون أهواءهم ، غير أنهم أعينوا على ذلك باللغة العربية التي خُصَّت بخلال الفضل كلّها ، من الفصاحة والبلاغة والإيضاح والإبانة والعذوبة في الاسماع والحلاوة في القلوب والقبول في النفوس التي ليس لغيرها من سائر اللغات مثله . ولا ما يدانيه ونظموا فيه الشعر الفصيح بالوزن الصحيح ، وكلامهم رائق عذب يغتفر له كل ذنب . وقال بعض العلماء للعرب التوسع في لغاتها ، وإشارة إلى إرادتها وصنَّفوا في ذلك كتباً وأقاموا عليه أدلّةً حسنة وأوردوا لهم فيها حججاً واضحة وإشارتهم فيما ذكروه من ذلك كله إلى شرف الممدوحين ، وذلك مُسَلَّم إليهم ، ومطلق لهم مرخص لهم فيه مع العلم بأن أكثر ما ذكروه باطل ومعظمه ما حل ، ومذهب الشعراء معروف ، والكذب منهم مألوف وتجاوزهم الحد في المديح والهجاء ، والتشبيه والرثاء ، وغير ذلك من الصفات معلوم ، وقد قيل : أكذبُ من مادح أو نائح . فقد تركوا ذلك كلّه يقولون منه ما شاءوا ، أو يتصرفون فيه على ما أحبوا ، وعلينا استحسان ذلك منهم ، والاعتراف لهم بالفضل في فصاحتهم وبلاغتهم ، والإقرار بأنا لاندانيهم فيه ، وليس علينا أن نجعله حجّة قاطعة ، ولا بينة قاهره على ما ادعوه ، ولا نلتزمه لهم على الحقيقة ، ولا نقطع بصحة ما ذكروه فيه ، ولو التزمنا لكل من ادَّعي له أنه كان ملكاً ، وذكر الشعراء أنه كان متَّوجاً لعلو المنزلة وعظم الشأن بمجرد الاسم ، وشواهد الشعر ، خاصة من غير كشف لأحوالهم ، ولا فحص عن أمورهم ، ولا استيضاح لسيرهم ، واقدارهم ، للزمنا أن نسويَّ في المنزلة بين كسرى والسموءل ، وقيصر وأكيدر دومة الجندل ، وبين امرئ القيس الشاعر ، وتبع ، وبين فرعون وحيي بن أخطب ، رأس اليهود بخيبر، لاشتراكهم جميعاً في مجرد الاسم وهذا غاية الجهل )) .[15]

وقد يفيد سياق عرض النص المتقدِّم من زاوية في تعليل نقل الكم المتوافر من الروايات غير الواقعية المبثوثة في المؤلَّفات المرتبطة بتفضيل الملوك المتقدمين على من سواهم ذات الارتباط بعصور الشعر العربي ، إذ رصد الحلي أثر عناصر الفصاحة والبلاغة العربية فيها ذات الوقع المحبب إلى النفس ، والمتيسرة للحفظ أو الاستيعاب من جانب آخر على الرغم مما جاء فيها على مستوى الحقيقة من أباطيل جمَّة أومعانٍ لايجوز ذكرها ، قائلاً بهذا الصدد غير مبدٍ استغرابه في الوقت ذاته من النصوص الشعرية التي جاءت على خلاف ذلك ، ولاسيَّما من زاوية الموضوع الشعري المغاير لما ذكر على وجه الحقيقة أو العُرف السائد : (( وإنَّما ذهب الرواة في تفضيلهم الملوك المتقدمين هذا المذهب الذي ذهبوا إليه في تفضيل غيرهم ممن لايجري مجراهم فأعطوههم فوق حقهم من التعظيم ، وادَّعوا لهم أضعاف ما استحقوه من التبجيل واعينوا بالفصاحة التي ايدوا بها والبلاغة التي فاتوا الأمم بفضلها ، فنطقوا بكل طريفة عجيبة وفاهوا بكل مستحسنة غريبة كثّروا بها القليل ، وعظَّموا بها الصغير، وفاتوا بها من جاء بعدهم وقدروا من جواهر الكلام وغرائبه ونظمه ونثره على ما لايقدر عليه سواهم فجاءت أشعارهم وخطبهم وأحاديثهم ومحاوراتهم وسيرهم وأمثالهم وكلّ ما نقل عنهم بالفاظ عليها رونق طلاوة ولها في الاسماع والقلوب عذوبة وحلاوة فأنصت إليها السامع استغراباً وتطلَّعت إليها نفسه استطرافاً واستحساناً فقالوا ماشاءوا وتبعهم الناس عليه ألا ترى انهم كانوا يسجعون السجع الغريب في أمر باطل مستحيل فيستحسن منهم وينقل عنهم ويضربون المثل السائر من غير شيء ، فيتداول ذكره السامعون ويتحدَّث به المتحدثون من علمهم بأنه مسند إلى باطل موضوع عن غير شيء وإنَّما ينقله الناقلون لحلاوة اللفظ ، وما جعل له من حسن الحفظ … فهذه الموضوعات وأمثالها إنَّما نقلها الناس عنهم وتحدَّثوا بها مع علمهم بأنها أباطيل موضوعة استحساناً للفظها لاغير فكيف لا ينقل عنهم ما ساواها مع حسن حظهم في هذه الحال )) . [16]

وفي التأكيد على حضور التلاعب اللفظي والتفنن القولي على نحو فاعل في أقوال الشعراء قديماً الذي بلغ أقصى درجاته المرتبط على سبيل المثال بحديث أثير بات مضرباً للأمثال بين العرب على الرغم مما يلفه من المجهول على المستوى المعرفي على حد زعم الحلي- الأمر الذي استدعى اللجوء في مرحلة لاحقة – في ضوء الإمكانات اللغوية المتاحة لدى الشعراء إلى توظيف عنصر الاشتقاق والاستعارة في المعنى منه المرتبط بغرض المديح القبلي على سبيل الإعجاب بالقول الدارج والتَّوسع فيه على وفق نمط يشاكله ، لما يحققه من غاية جمالية مرتقبة تتظافر مع الغرض الشعري المنشود وتتواءم معه . قال الحلي متسائلاً من هذا الحقل : (( فهذا حديث ماء السماء التي يضرب بها المثل ولايعلم ماهي وأي فرق بين تسمية المرأة بماء السماء وقطر الندى؟ فكم قد سمعنا بامرأة اسمها قطر الندى لم يذكر ولايستحسن اسمها ولايستغرب ولا له تلك النباهة ولامثل ذلك الحظ في الأسماع من العذوبة والحلاوة . منهم قطر الندى بنت خمارويه بن طولون أبوها ملك مصر وزوجها أمير المؤمنين المعتضد كان في قهرماناتها وجواريها من لعلَّها تفوق ماء السماء حسناً وجمالاً ونعمةً وحالاً لم ينشد باسمها شاعر ولاذكرها ذاكر. ثم إنهم لقدرتهم على التَّفنن في الفصاحة والتصرف في البلاغة ، لم يقنعوا لهم بالتسمية ببني ماء السماء ولا اقتصروا بهم على ذلك حتى اشتقوا لهم أسماء أخر من جنسه واستعاروا معناه فيما مدحوهم به فقالوا : ابن ماء المزن أيضا ً )) . [17]

وذهب الحلي في سياق التداعيات الناجمة عن هذا الميدان إلى عرض أنموذج شعري قديم لموضوع غير متعلِّق بالملوك وأحوالهم ، واسمائهم ، أو بالوقائع ذات المساس بأحوالهم وذلك لتأييد ما جاء به ونادى من ضرورة توافر بعض المقاييس النقدية في النص الشعري القديم غير المرتبطة بغرض شعري محدَّد من نحو الفصاحة والبلاغة ذات الارتباط المباشر بمكانة النص الشعري في المحصلة على حسب نسبة ذيوعه بين الرواة ثمَّ بين (المتلقين) كما مرَّ بنا من قبل نظراً لما فيه من عناصر تستميل القلوب نحوها ، وتسحر النفوس من حولها من أثر الوقع الخلاَّب فيها ، ولما في صناعة الموضوع الشعري بهذا الشكل من مزيَّة تذكر من طرف آخر، كما سيبين لاحقاً، إذ تفيد بعض الوقائع النصية بأنه تمَّت صياغة مخرجات جمالية مستحسنة من عالم الشعر لاقت رواجاً في فضاء الرواية ، قائمة على مبدأ التضاد الحاد مع الواقع ضمن البيئة الزمانية والمكانية التي عرضها الشعر العربي في سياق الغرض القديم ، قال الحلي : (( ومن المعلوم أن من حمله الجوع واضطره الجهد والضر حتى يقطع زمانه ويستفرغ وسعه ويعمل حيلته في صيد ضب أو ثعلب أو ذئب أو أمثالها ليأكله فيعيش به لا يقدر على قوت غيره ولا يجد معاشاً سواه فأنه في عيشة قذرة صعبة شاقة يرثى لصاحبها منها ويعير بها ويستقذر لملابستها ومباشرتها ، وقد افتخروا بذلك وتبجَّحوا به ونظموا فيه أشعاراً رواها عنهم الرواة وتداولها الناس جعلوا بها دنيَّ الأفعال وذميمها شريفاً ، وقبيحها مستحسناً ، ومستقذرها مما يتطلع إليه الناس والنفوس وترتاح إلى سماعه القلوب )) . [18]

وفضلاً عن التأشير المتكرّر من لدن المؤلِّف لتوافر مزيَّة الفصاحة في (اللفظ / الكلام) الموظَّف في الشعر ونقل فاعليته بالرجوع إلى بعض الأخبار القديمة في هذا المجال ، الدالة على هذا الرصد النقدي[19] نرى أيضاً تأشير عناصر أخرى تمَّت الإشارة إليها في ميدان النقد القديم وجاء تأكيد الحلي عليها سرعان ما اقترنت بمزيَّة الفصاحة في النص الشعري القديم ، وأسهمت في تشكيل بنية النص الشعري المروى للأجيال والمحفوظ على هذا الأساس الجمالي في الذاكرة العربية لفصاحته العربية لا لموضوعه الشعري القائم [20] أبرزها : صحَّة الوزن الشعري ، واستقامة عملية النظم (البناءالشعري) كما ورد في شعر الصيد والفخر الكبير بذلك الإنجاز الذاتي على حسب مقتضيات ذاك الزمن ، والإلتفات النقدي إلى إمكانية تطبيقه في ميدان مديح بعض الملوك على حسب توجه المؤلّف القائل في ذلك في مؤشر بليغ على رصد فاعليته الجمالية على مستوى النص الشعري الذي ورد على وفق هذه المعايير النقدية بغض النظر عن الغرض الذي جاء فيه رصف الكلم الشعري : (( فهذا شعر فصيح اللفظ ، صحيح الوزن ، مستقيم النظم لو قيل مثله في مديح بعض الملوك لكان مستحسناً قاله رجل منهم في صيد ثعلب وافتخر وعدَّه منقبة لنفسه وزعم أنه لمَّا صاد الثعلب راح إلى أهله مالئاً يديه من عيش مخضب وأوصى ولده بأن يطلب مثل ذلك الطلب ليعيش كريم المطلب ، وليس المعنى المقصود بمستحق لتكلف إضافة كلمة من هذا اللفظ إلى أخرى وإنَّما رواه الناس ونقلوه وحفظوه وتداولوه لفصاحته لا لأجل الثعلب وصيده )) .[21]

وفي إطار تقوية الترويج إلى الحجَّة اللفظية- العربية القائمة في النص الشعري الخالد يعود الحلي مجدّداً بملابسات الرواية الشعرية إلى مرجعها النصي القديم مفترضاً ما كان سيحصل بناءً على أساس تحكيم الذوق الشخصي للحقيقة التاريخية في عملية الرواية الشعرية القائمة على رصد أسس جمالية من مخرجات اللغة العربية قائلاً بعد الاستشهاد بأبيات شعرية قيلت في غرض وصف الصيد قديماً ضمن رؤية حديثة للواقعة التاريخية التي عفا عليها الزمن (( فهذه صفة رجل منهم للضب وصيده قد نظم فيه شعراً ضمَّنه من العربية ما ترى ممَّا تتوق النفوس إلى معرفته حتى ان اسحق بن إبراهيم قال : وهبت للأعرابي الذي املأها عليَّ أربعين درهماً لاستحسانه اللفظ لاغير، ولو أن ابراهيم مرَّ بالضب الذي قيل فيه هذا الشعر لتفل عليه استقذاراً له وللذي صاده أيضاً )) .[22]

ومضى الحلي في سياق الترويج لمشروعه اللفظي -كما يبدو من سياق البحث الحالي- في بيان أثر الفصاحة واللفظ الحسن في ميدان رواية الشعر القديم من زاوية فاعليته في عملية نقل الشيء من نطاق كيفيته القائمة إلى الضد من ذلك في عالم الشعر بوصفها مزيَّة من مزايا القول يعجز اللاحقون من الشعراء على القيام بها في سياق تداول الأخبار وإظهارها من الوجهة اللغوية على النحو الذي يخدم التوجهات الشخصية ، والمنازع الذاتية تلك التي يجانب الشاعر الحقيقة فيها ، كما ذهب إليه (( يقول الزبرقان بن بدر السعدي :

وبردا ابنُ ماءِ المُزنِ عمي اكتساهُما بعزِّ معدٍّ حــِـــــــين عــــــدت محاصـــلُهْ

وإن كِرامَ النـــَــــــــــــــــــــــــــــاس أولاهــــم بــِـــــــــه ولم يجدو فِي عـِــــزهم مــــــــن يعادلـــهْ

فإذا نظر ناظرٌ في حديث ماء السماء وجده من المثالب ، وإذا سمع هذه الأشعار وأمثالها رأها من المناقب وليس السبب في ذلك إلاّ فصاحتهم وحسن الفاظهم التي يخرجون الشيء بها عن كيفيته ، وينقلونه إلى ضد صفته فمن لنا باللحاق بهم في ذلك وأمثاله )) . [23]

وفي مقابل التركيز على عنصر(الرواية الشفوية) لما تنماز به من استقطاب على مستوى التلقي لجأ الحلي في إحدى المرات إلى ذكر نماذج نصيَّة شعرية – كتابية مدوَّنة في المؤلَّفات كتب لها البقاء ضمن أغراض شعرية شتَّى بعضها جاء بالمعنى الساذج والآخر ضمن المعاني الملوكية ، والأبرز هنا التأكيد على أن الكتابة كانت عاملاً رئيساً وحاسماً من عوامل رواية النص الشعري المدوَّن وبقائه للأجيال اللاحقة ناهيك عن لفظه أو معناه ، بوصفه واجهة إعلامية كتابية أختير لها المكان المناسب ، وهي ذاتها التي يؤشر في ضوء غيابها غياب النص أيضاً عن محيط دائرة التلقي المقروء بالبصر – الشفاهي بالرواية ، على الرغم من توافر التشابه أو التناقض المستمر في النماذج الشعرية اللاحقة غير الحاضرة كتابياً والتي تقود بالنتيجة إلى غيابها الشفاهي أيضاً ، من هنا لنا أن نرصد التناقض الجوهري في هذا البعد القائم على أساس ثنائية (حضور – غياب) التدوين مع عنصر الرواية الشفاهية ذات الإمتياز في عملية النقل الشعري على وفق ماتمَّ التَّطرق إليه في هذا البحث ، نقرأ (( فهذا من أشعارهم في صيد الضباب والثعالب والذئاب فكيف ترى أشعارهم في مدائح الملوك وتفخيم أحوالهم وتعظيم أقدارهم تكون ؟ وروى أنه وجد بالحِيرة في دير الأساقف على حائط من حيطانه هذا الشعر :

نادَمْتُ فِي الدَّيْرِ بني عَلْقَما نَازعتُهُمْ مَشْـــــــــــمُولةً عِــــنْدَمَـــا

… الشِّعر فهل تحت هذا الشِّعر من المعنى إلاّ أن جماعة احتجوا على لذتهم وشرابهم وتأخَّر عنهم نديم لهم أوصديق أو جليس فكتب بعضهم هذا الشِّعر فنقل إلى اليوم ودوّن في الكتب . وكم جرى ويجري لأهل عصرنا مثل ذلك فلم يذكر ولم يرد ولم يرو ولم يسطر ولم يكتب على بنية ولا غيرها )) .[24]

2- نسبة الشعر إلى الشاعر : الأغلب في هذا الاتجاه السَّير في ركب رواة الشعر في أمر التنازع في الأبيات بين مجموعة من الشعراء ، والتوقف عند حدود النقل فيما دار في هذا الميدان ، وليس على وجه التحقق في التثبيت الشخصي الذي يحسب للحلي من نحو ما ورد له من قول تقريري بعد ذكر الأبيات إذ (( قيل:

خبرِّوني بَنِي الشَّقِيقَةَ مَا يَمْـ نَعُ فَقـــــــــــــعاً بــــــــــقَرْقَرٍ أنْ تَزُولا

… الأبيات وهذه الأبيات يقال إنَّها للنابغة الذبياني من قصيدة هجا بها النعمان لما خافه فهرب منه إلى ملوك غسَّان بالشام فكان عندهم زماناً ، وقد نُسبت إلى عبد قيس بن خفاف البرجمي ، وإلى مرة بن ربيعة بن قريع السعدي ، وحملها بعضهم على بعض )) . [25]

وكما (( قال الأسود بن يعفر يلوم بني دارم على طاعتهم عمرو بن هند ، ورويت للقيط أيضاً :

أبْلغْ لـــــــدَيكَ مالِكٍ مُغَلْغَلَةً وسراةَ الرَّبابِ

… باقي أبيات الرسالة الشعرية )) .[26]

وقد نلحظ ورود إشارة يتيمة تقويمية ذات فائده في تحقيق نسبة الشعر إلى الشاعر ، على الأقل من وجهة نظر الحلي ، وذلك بالاستناد إلى توظيف الواقعة التاريخية في هذا الموضوع ، والرجوع إلى مخرجاتها التي حدت بالحلي إلى هذا المخرج القائم على النفي والإثبات في تخريج البيتين الآتيين من الشعر القديم (( ومنه قولهم :

أبَى القلبُ أنْ يهوىَ السَديرَ وأهلهُ وإن قيلَ عــَـــــــــــــيشٌ بالسَــديرِ غَزيرُ

بِه البقُّ والحمىَ واسْــــــــــــــــــــــــدٌ خَفِيةٌ وعَمرو بن هــــــــــــــــندٍ يَعْتدي ويَجورُ

وزعم ابن قتيبة أن هذين البيتين لسويد بن حذاق العبدي وليس ذلك بشيء ، والصحيح أنَّهما لطرفة)) .[27]

وفتح هذا الموضوع النقدي من جانب الباب على رصد بعض الفنون البديعية الواردة في الشعر من نحو رصد ( التضمين ) من الشعر القديم في شعر العصور اللاحقة في مظهر آخر من مظاهر تحقيق رواية الشعر العربي لدى الحلي القائم على الإفادة من توافر العناصر البلاغية في النص الشعري فـ (( من أخبار النعمان بن المنذر … جعل لنفسه يوم بؤس ويوم نعيم يخبط فيها خبط عشواء ، وفعل فعل العجماء يكرم من أتاه في يوم نعيمه ولو أنه قاتل أبيه ، ويقتل من جاءه في يوم بؤسه ولو كان عنده في منزلة ولده وأخيه ويلطخ الغريين فيما روي بدمائهم وافتخر بذلك حتى مدح به فقيل فيه :

لَهُ يــــومُ بُؤس فِيه للناسِ أبْؤس ويومُ نَعــــــيمٍ فِيه للنـّــــــــــاس أنْعُــمُ

وقد روي أن هذا البيت في شعر للحسين بن مطير الأسدي يمدح به أمير المؤمنين المهدي رضي الله عنه ولعلَّه ضمَّنه شعره تضميناً )) .[28]

3- السَّبق الشعري : من المسائل النقدية الواردة في الكتاب عرض السبق الشعري للشاعر الجاهلي امرئ القيس ، وأفضليته ومناقشته أمر طبقته الشعرية المتقدمة مع غيره من كبار الشعراء الجاهليين ، ومحاولة انصافهم على حسب مكانتهم الشعرية واستحقاقاتهم الأدبية على نحوٍ منطقي نقرأ : (( وقالوا الشعراء في الجاهلية ثلاثة : امرؤ القيس بن حجر الكندي ، والنابغة الذبياني، وزهير بن أبي سلمى المزني . فقالت ربيعة وطرفة بن العبد البَكْري جعلوه لهم رابعاً ، وفضلوا امرأ القيس على الكل ، وقالوا لم يكن الشعر شيئاً حتى شرحه ، فحيَّا الطلل وعفَّى الديار ، ومحاها بالرياح والأمطار ، ووصف المطر والسيل ، وشبَّب بالنساء وشبههن بالتماثيل والدمى والبيض والظباء، وشبه ريقهن بالخمر، وشعورهن بالكرم وأعجازهن بالرمل ووجوههن بالمصابيح وعيونهن بعيون البقر، واغتدى للصيد واللعب ، وشبه قلوب الطير ورطابها بالعناب ويابسها بالحشف وعيون البقر بالجزع ، وشبَّه الفرس بالهراوة ، والظبي والخذروف والاجدل والجلمود والناقة بالنعامة ، ووصف الكلب والثور والعانة ووردها ، والقوس والوتر والنبل ، وشبَّه الليل بالجبال ، ووقف على الديار، واستوقف وبكى المنازل والدمن ، وذكر الرماد والأثافي ، وألوان الوحش ، وعزَّى صحبه وعزَّوه ومدح وهجا ، وكان إذا قال شيئاً لايخطيء ، ففتح للشعراء أبواب الشعر ، فهم عيال عليه ، فجعلوا اولئك الشعراء الذين سموهم معه في طبقته ثم خصوه دونهم بفضائل الشعر كلِّها ، فلم يتركوا لهم معه فيها نصيباً فأدخلوهم معه بغير حجَّة ، وأخرجوهم بحجج عدة ، وقد كان الأولى ألاَّ يجعلوهم في طبقته لما علموا بأنه برز عليهم هذا التبريز )) .[29]

الخاتمة :

أبرز نتائج البحث التي تمَّ التوصل إليها نعرضها على النحو الآتي :

1-ظهور بعض المعطيات النقدية ذات الإسهام الفاعل في تأشير سمة الحلّي النقدية ضمن كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية تنبع بصورة عامة من بعدين متظافرين الأول ويتمثَّل في إلتزام المعاير النقدية ولاسيَّما الجمالية منها الواردة في ساحة النقد القديم ، أمَّا الآخر فيتمثَّل في تلك الجهود النقدية التي انبثقت عن وعي بالمشهد النقدي وإدراكه في ضوء ملابساته القائمة ، ومحاولة مناقشة بعض التوجهات الشعرية بحيادية سواء في ضوء الأخذ بما ورد عن القدامى أم غيره ( الذاتية) ، والبحث كذلك عن بعض العلل المفسِّرة إلى حد ما لبعض المظاهر الأدبية المسؤولة عن ذيوع النص الشعري العربي وشهرته من وجهة نظر الحلّي ، فضلاً عن الوقوف على أبرز علل نشوء بعض المآخذ النقدية المرصودة في هذا الحقل بالتتطرق إلى أغراض شعرية متباينة ، والإنصاف بالاستدرك الموضوعي لبعض الشعراء الجاهليين ضمن قضية الطبقة الشعرية ، والحرص على ضرورة التَّثبت الموضوعي في المسار النقدي ، وإتباع بعض الآليات التطبيقية في البحث النقدي التي من شأنها الخروج ببعض المقترحات النقدية العملية التي لم تكن بعض نصوص الحلي الشعرية بمنائ عنها فضلاً عن بعض التوصيات الموضوعية على مستوى التلقي النقدي .

2- يؤشر من الناحية التطبيقية أن العملية النقدية كانت تسعى في فكر الحلّي ضمن تيار بارز إلى توجيه الأنظار صوب النص القديم ، واستثمار جوانب من فاعليته في الزمن الحاضر، لما يحمله من مزيَّة تذكر وذلك بناءً على رصد بعض المقاييس النقدية والجمالية فيه وتلمس أثرها الفاعل في ولادة النص اللاحق فضلاً عن محاولة تنوير المتلقي بأبرز آليات التلقي للنص القديم والحديث على أساس الكشف عن أبرز المبررات الموضوعية الداعية إلى هذا التلاقح في ظل مظاهر الترويج له في سياق العملية التثقيفية الجارية في الأفق النقدي المرصود انطلاقاً من وظيفة الناقد الميدانية التي لاتقف عند حدود التأشير المجرَّد فحسب لما يدور فضاء في النص الشعري.

التوصيات : ومن أبرزها :

1-دراسة بعض النماذج الشعرية الجمالية الواردة في الكتاب على أساس البعد النقدي المتبلور لدى الحلّي على حسب ما جاء في أبرز نتائج هذه الدراسة .

2- دراسة بعض المختارات الشعرية على وفق تركيبها الإنثروبولوجي – الثقافي .

المصادر والمراجع:

* ابن بدر ، الزبرقان ، شعر ، تح : د. سعود محمود عبد الجابر ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط1 1984 .

* ابن قتيبة ، الشعر الشعراء، ج1، تح : أحمد محمد شاكر، دار المعارف ، القاهرة ، د. ت .

* الأسدي ، الحسين بن مطير ، شعره ، جمعه وحققه : د. محسن غياض ، دار الحرية للطباعة ، بغداد 1971 .

* الأسدي ، الكميت بن زيد ، تح : محمد نبيل طريفي ، دار صادر ، بيروت ، ط1 ، 2000 .

* الأسود بن يعفر ، الديوان : صنعه : د. نوري حمودي القيسي ، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة بغداد ، 1970 .

* الأعشى الكبير، الديوان ، شرح وتعليق : م. محمد حسين ، مكتبة الآداب بالجماميز ، د. ت

* الأودي ، الأفوه ، الديوان ، تح : د.محمد التونجي ، دار صادر، بيروت ، ط1 ، 1998 .

* الإيادي ، لقيط بن يعمر ، الديوان ، رواية هشام بن الكلبي :

– تح : خليل إبراهيم العطية ، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة ، بغداد ، 1970 .

– تح : د. محمد التونجي ، دار صادر ، بيروت ، ط1 ، 1998 .

* البحتري ، الديوان ، م2 ، تح : حسن كامل الصيرفي ، دار المعارف ، القاهرة ، ط3، د. ت .

* جرير ، الديوان ، شرح محمد بن حبيب ، تح : د. نعمان محمد أمين ، دار المعارف ، القاهرة ، ط3 ، د. ت.

* الحلي ، أبو البقاء هبة الله ، كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية ، ج1+ 2 ، تحقيق : د. صالح موسى درادكة ، د. محمد عبد القادر خريسات ، مركز زايد للتراث والتاريخ ، الإمارات العربية المتحدة 2000 .

* الرقيات ، عبيد الله بن قيس ، الديوان : تح : د. محمد يوسف نجم ، دار صادر ، بيروت ، د. ت .

* الزماني ، الفند ، الشعر ، د. حاتم صالح الضامن ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، ج4 ، المجلد السابع والثلاثون ، كانون الأول 1986 .

* الطائي ، أبو تمَّام حبيب بن أوس :

– الديوان ، م1 ، تح : محمد عبده عزام ، دار المعارف ، القاهرة ، ط5 ، د. ت .

– ديوان الحماسة ، ج2 ، مختصر من شرح العلامة التبريزي ، علَّق عليه وراجعه : محمد عبد المنعم خفاجي مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده ، 1955.

* الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير ، تاريخ الطبري ، ج1 ، تح : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف مصر ، ط2 ، د. ت .

* طرفة بن العبد ، الديوان ، شرح الأعلم الشنتمري ، تح : درية الخطيب ، لطفي الصقال ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ، ط2 ، 2000 .

* العبادي ، عدي بن زيد ، الديوان ، تح : محمد جبار المعيبد ، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع ، بغداد 1965 .

* عمرو بن كلثوم ، الديوان ، تح : د. اميل بديع يعقوب ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط1 ، 1991 .

* الفقعسي ، المرار بن سعيد ، حياته وماتبقَّى من شعره ، صنعة : د. نوري حمودي القيسي ، مجلة المورد العراقية ، العدد2 ، السنة 1973.

* النابغة ، الديوان ، تح : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة ، ط2 ، د.ت .

المراجع الألكترونية :

* معجم المعاني الجامع .almaany.com ( انترنيت) .

الهوامش:

  1. ينظر: الحلي ، أبو البقاء هبة الله ، كتاب المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية ، تحقيق : د. صالح موسى درادكة د. محمد عبد القادر خريسات ، مركز زايد للتراث والتاريخ ، الإمارات العربية المتحدة ، 2000، 2: 416 .
  2. الحلي 2 : 478-479 . الضغيب صوت الثعلب . الأستاذان المحققان .
  3. الحلي 1: 362-363 . والبيت في الفقعسي ، المرار بن سعيد ، حياته وماتبقَّى من شعره ، صنعة : د. نوري حمودي القيسي ، مجلة المورد العراقية ، العدد2 ، السنة 1973 ، 163 . وجاء الصدر برواية : من كان يَرقى على ظلع يدارئه .
  4. الحلي 1 :366 . والأبيات في أبي تمَّام ، الديوان ، م1 ، شرح الخطيب التبريزي ، تح : محمد عبده عزام ، دار المعارف القاهرة ، ط5 ، د. ت ، 413 . البيت الثالث : الصدر: شرف ٌ… العجز: أَنْ يكونَ .
  5. الحلي 2 : 369 . ولقحت الحرب أو العداوة : هاجت بعد سُكون . معجم المعاني الجامع .almaany.com ( انترنيت) .
  6. الحلي 1: 335 . وبيت الأودي ، الأفوه ، الديوان ، تح : د.محمد التونجي ، دار صادر، بيروت ، ط1 ، 1998 ، 75 والعجز برواية : أن تَرُوموا النصف منا ونُجارُ. وبيت اليشكري ، الزماني ، الفند ، الشعر ، د. حاتم صالح الضامن ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، ج4 ، المجلد السابع والثلاثون ، كانون الأول 1986 ، 16 ، برواية :

    نحنُ أولادُ مَعَدٍ ذي الحصى ولنا مِنْ هاجـَـَــر المجدُ الكُبارُ .

  7. الحلي 1 : 304-305 . والأبيات في الأسدي ، الكميت بن زيد ، تح : محمد نبيل طريفي ، دار صادر، بيروت ، ط1 2000 ، 432 باختلاف في الرواية .
  8. الحلي 1 : 104-105 . والأبيات عدا البيت الثالث باختلاف في الرواية ، وشكل الألفاظ ، في : الطبري ، أبي جعفر محمد بن جرير ، تاريخ الطبري ، ج1 ، تح : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، مصر ، ط2 ، د. ت ، 622 .
  9. الحلي1: 60.
  10. الحلي1: 152. والشطر في الذبياني ، النابغة ، الديوان ، تح : محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ،القاهرة ، ط2 ، د.ت ، 89 : برواية : أمن أل ميَّة رائح أو مغتدِ .
  11. الحلي 1 : 130-132 . والأبيات الشعرية في : عمرو بن كلثوم ، الديوان ، تح : د. اميل بديع يعقوب ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط1 ، 1991 ، 71 ، 78، 83 باختلاف في رواية بعض الأبيات .
  12. الحلي 1: 246 . والأبيات في : جرير ، الديوان ، شرح : محمد بن حبيب ، تح : د. نعمان محمد أمين ، دار المعارف القاهرة ، ط3 ، د.ت ، 512- 513 . باختلافات في الرواية .
  13. الحلي 2 : 484 . قال الأستاذان المحققان : والبيت لم يرد في الديوان . راجع لطفاً : الأعشى الكبير، الديوان شرح وتعليق : م. محمد حسين ، مكتبة الأداب بالجماميز ، د. ت .
  14. ينظر: الحلي 1: 334 ، 2: 524.
  15. الحلي 1: 87-90. والبيت الأول يعتدل بدلاً عن يأتلق في : الرقيات ، عبيد الله بن قيس ، الديوان : تح : د. محمد يوسف نجم ، دار صادر ، بيروت ، د. ت ، 5 . والبيت الثاني ، الرقيات :91. والبيتان : كأنما التاج … في البحتري ، الديوان م2 ، تح : حسن كامل الصيرفي ، دار المعارف ، القاهرة ، ط3، د. ت .1011 باختلاف في الرواية كما بيَّن ذلك المحققان الفاضلان من قبل ، والبيت : لَسَجَّادةُ السَّجادِ … البحتري2: 677 برواية القافية : واتِّقادِهَا .
  16. الحلي 1: 239- 241.
  17. نفسه 1 : 284-285 .
  18. ينظر: الحلي1: 249 .
  19. ينظر: نفسه 2: 449.
  20. ينظر: نفسه 1 : 89 .
  21. الحلي1 : 255 .
  22. نفسه 1: 252 .
  23. الحلي 1 : 288-289 . وينظر: ابن بدر ، الزبرقان ، شعر، تح : د. سعود محمود عبد الجابر ، مؤسسة الرسالة بيروت ، ط1 ، 1984 ، 50 : ورواية صدر البيت الثاني : رآه كرام …
  24. الحلي 1 : 260-261 . والشعر : في العبادي ، عدي بن زيد ، الديوان ، تح : محمد جبار المعيبد ، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع ، بغداد ، 1965 ، 166. وينظر لطفاً الاختلاف في الرواية كما أشار إلى ذلك المحققان الفاضلان .
  25. الحلي 1: 289-290 . والأبيات : الذبياني ، 170 . باختلاف في الرواية إلى عبد القيس بن خفاف .
  26. الحلي 2 : 528 . ولم يرد البيت في : الأسود بن يعفر ، الديوان : صنعه : د. نوري حمودي القيسي ، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة ، بغداد ، 1970 ، والإيادي ، لقيط بن يعمر ، الديوان ، رواية هشام بن الكلبي ، تح : خليل إبراهيم العطية ، المؤسسة العامة للصحافة والطباعة ، بغداد ، 1970 . وتح : د. محمد التونجي ، دار صادر ، بيروت ، ط1 1998 .
  27. الحلي 1: 137-140 . والبيتان في : ابن قتيبة ، الشعر الشعراء، ج1، تح : أحمد محمد شاكر، دار المعارف القاهرة ، د. ت، 387 وفيه : ابن خَذَّاق ، ويأتي بدلاً عن يهوى / البيت الأول . وكما أشار الأستاذان المحققان البيتان لم يردا في طرفة بن العبد ، الديوان ، شرح الأعلم الشنتمري ، تح : درية الخطيب ، لطفي الصقال ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ط2 ، 2000 . ولتفاصيل أكثر حول التنازع في نسبة الشعر ينظر : الحلي 1 : 137 / الهامش (4) .
  28. الحلي 2 : 471 . والبيت في : الطائي ، أبو تمَّام حبيب بن أوس ، ديوان الحماسة ، ج2 ، مختصر من شرح العلامة التبريزي ، علَّق عليه وراجعه : محمد عبد المنعم خفاجي ، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده ، 1955 ، 384 وفي الأسدي ، الحسين بن مطير ، شعره ، جمعه وحققه : د. محسن غياض ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1971 ، 70 .
  29. الحلي 1: 175-176 .