عبد الله غلي1
1 جامعة ابن طفيل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقنيطرة
بريد الكتروني: ettouil.abdellaziz@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21128
تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 23/10/2021م
المستخلص
تعد هذه الدراسة “مفهوم محو الامية: _دراسة مصطلحية_ ” من البحوث التي تجاذبتها العقول وتعاورتها الأقلام في حقول معرفية عديدة، وفي مقدمة أهل الاهتمام، وما ذلك إلا لأن مفهوم محو الامية من المداخل الاساسية لاستئناف الحركة العلمية، وهو ما يقتضي بذل الجهد المطلوب لفهم أسسه ومقاصده، والافادة منه بما ينسجم ومقومات التصور الاسلامي المعرفية ومنظومة قيمه الحضارية، و أهم ما يميز هذا المقال أنه قدم نموذجا للبحث في “دراسة مفاهيمية لمفهوم محو الامية” مع المنهج المرسوم لذلك.
The concept of literacy: conceptual limitations, introductions, foundations and purposes
Abdullah Ghli1
1 Department of Sociology, Faculty of Humanitarian and Social Sciences, University
IBN TOFAIL, Kenitra, Morocco;
Email :ettouil.abdellaziz@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21128
Published at 01/11/2021 Accepted at 23/10/2021
Abstract
This study is a “a literacy concept: A Terminology Study,” is one of the researches that are attracted to minds and pens in many fields of knowledge, and in the forefront of interest that is only because the concept of literacy is one of the essential entry points for the resumption of the scientific movement, which requires an effort to understand its principles and purposes, and to benefit from it in a manner consistent with the Islamic knowledge perception and its system of civilizational values . the most important feature of this article is that it has provided a model for research into “a conceptual study of the concept of the concept of the of literacy” with the prescribed curriculum.
تمهيد:
يلقي هذا المقال الضوء على المصطلح الأساسي الذي تدور حوله الدراسة هو مصطلح “محو الأمية” بفروعه المختلفة، مع التعريج على جملة من المصطلحات ذات العلاقة، كل ذلك تبيان لأهمية التحديد المفاهيمي والمصطلحي في هذا المقال، من حيث وضوح الرؤية وتأمين شفرة التواصل وفهم الخطاب.
أولا: محو في اللغة:
جاء في “لسان العرب”، محا الشيء: أذهب أثره، والمحو لكل شيء يذهب أثره، محو آثار العدوان: إِزالة أثره؛ محو: مصدر محا، محا الله الذنوب: غفرها، تغمدها[1].
جاءت في المعجم الوسيط من مصدر محا يمحو أمح محوا فهو ماح والمفعول ممحو محت الريح الأثر أذهبته، أزالته، وتعني محو الأمية تعليم القراءة والكتابة[2]. وجاءت كلمة محو في تاج العروس محاه يمحيه محيا أو محاه يمحوه محوا، كلها بمعنى واحد وهو إذهاب اثر الشيء وإزالته فهو ممحي وممحو قال الجوهري سارت الواو ياءً لكسر ما قبلها فأدغمت في الياء التي هي لام الفعل وفي “محيط المحيط” محا الشيء ويمحي محوا، أزال وذهب أثره، وفناء الشيء أي أزاله وأذهب أثره، ومحا الله الذنوب أي غفرها، وهو استعارة، ووردت مكافحة في لسان العرب وتعني لقيه مواجهة[3].
ثانيا: أمية:
الأمي الذي لا يكتب، وجاء عند الزجاج الأمي الذي بقي على خلقة أمه، فإن لم يتعلم الكتابة فهو على جبلته، وزاد أبو إسحاق معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه أي لا يكتب، فهو في أنه لا يكتب أمي، على اعتبار أن الكتابة أمر مكتسب، فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه وكان الكتاب في العرب من أهل الطائف تعلموها من رجل من أهل الحيرة. وفي الحديث “إنا امة أمية لا تكتب ولا تحسب” أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة ولا الحساب فهم على جبلتهم الأولى التي ولدوا عليها لم يقرؤوا ولم يكتبوا وفي الحديث “بعثت إلى أمة أمية” وقيل للعرب أميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة إلا عند فئة قليلة منهم، ومنه قوله تعالى “…بعث في الأميين رسولا منهم …”. والأمي العيي الجلف الجافي القليل الكلام قيل له أمي لأنه على ما ولدته أمه عليه من قلة الكلام وعجمة اللسان، وقيل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأمي لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب، وبعثه الله رسولا وهو لا يكتب ولا يقرأ[4]. وتعني أيضا الأمية نسبة إلى الأم، أو الأمة؛ و الأمي من لا يقرأ ولا يكتب[5].
إن كلمة الأمية ونسبتها إلى الأم في اللغة العربية من أعجب أسرار اللغة في دقة التعبير بالكلمة عن معنى ذي أبعاد وأعماق، وتعني بقاء الفرد على ما كان عليه في عهد الطفولة من السذاجة وعدم القدرة على مواجهة الأمور واكتساب المعرفة إلا من تجارب أمه وتوجيهاتها، وبالتالي عجزه عن أن يمارس الحياة وما فيها من جدية وتجارب كثيرة عاملا منتجا شافعا، وعجزه عن استعمال مفاتيح العلوم والمعارف التي يكتسبها بنفسه. ولاريب أن الأمية هي من أثقل وأخطر الأعباء التي ورثتها المجتمعات، وإن عصب التنمية هو الإنسان وتغيير الإنسان، يعني رفع كفايته الانتاجية في دائرة سعيه وفي مجال نشاطه، وذلك بما يفتح قدراته على التصور والأداء، وبما يرفع عنه قيود التخلف الاجتماعي في تناول الحياة ووسائلها المتعددة، وفي غاياتها المحددة، وسبيل هذا التغيير مهما اختلفت الأسماء وتنوعت الوسائل هو التعليم الذي يعني بداية تجاوز حالة الأمية، والنمو الكيفي في الفكر والإحساس واليد وفي نطاق المجتمع.
“محو” في الاصطلاح:
اصطلاحا، تعني أصبح الإنسان متعلما بعدما كان أميا، وامتلك آليات وقدرات يستطيع معها أن يقرأ ويكتب ويفهم بيانا قصيرا وبسيطا عن حياته، ويتفوق على ماكان يعتريه من نقص سواء في إدراك الواقع أو في غموض المعلومات والأفكار أو في فهم جملة من المعارف والمواقف والمهارات الوظيفية، التي تخول له الاستقلالية الذاتية، والانخراط الفعال في مجتمعه ومحيطه، وبالتالي العيش حياة كريمة واضحة منيرة، ولذلك قال الله تعالى:”…وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل..” أي: جعلناه ذا كلف وسواد ونتوءات وبقع، تجعله غير واضح ولا منير، أي مظلم للسكون فيه والتوقف، غير مشرق، ولا مضيء في نفسه، ولا لغيره.
“الأمي” في الاطلاح :
يتغير هذا المصطلح من بلد لآخر حسب ثقافة كل بلد وعاداته وتقدمه العلمي والتربوي، ومن ثمة من يعتبر المتعلم هو الشخص القادر على التعرف على الكلمات وكتابتها وفك الخط هو محو الأمية، وهناك من يرى المتعلم هو ذلك الشخص على فهم المؤلفات الأدبية وما إلى ذلك [6]، والشخص الأمي من تجاوز سن التعليم دون أن يتحصل عليه، وظل جاهلا بالقراءة والكتابة ولم يصل إلى المستوى الحضاري. ويعني كذلك:” الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة ولا يستطيع أن يمضي اسمه والذي لا يستطيع حتى كتابة أقصر رسالة وقراءتها والإجابة عليها”[7]. ويعني أيضا:” كل من تجاوز الخامسة عشرة، ولم يتعد الخامسة والأربعين سنة من العمر ولا يعرف القراءة والكتابة ولم يصل إلى المستوى الحضاري”[8].
“الأمية” في الاصطلاح:
مصطلح عرف قديما على انه: “عدم مقدرة الشخص على القراءة والكتابة وعدم معرفة معنى المكتوب، هناك كثير من التعريفات للمتعلم أو غير الأمي والتي تتفق في مضمونها من حيث مقدرة الشخص على معرفة المكتوب من الكلام والمقدرة على التخاطب من خلال اللغة المكتوبة”[9].
وتعني كذلك: “إنخفاض مستوى المعرفة لدى الشخص في اهتمام محدد عن المستوى المقدور عليه موضوعيا والمرغوب اجتماعيا والمفضل فرديا ، ويقصد بها في ابسط معانيها الأمية الأبجدية وهي عدم تملك الفرد المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب إلى مستوى الذي يؤهله لمتابعة الدراسة والتدريب”[10]. في معنى آخر من معانيها الفنية تعني ” الغفلة بالشيء والجهل به ،وتعني كذلك: جهل مبادئ القراءة والكتابة”[11].
وبالعودة إلى استخدام مصطلح “الأمية” في فرنسا، بحيث نجد ” الأمية = L’analphabétisme ” بمعنى L’analphabétisme est l’incapacité ou la difficulté à lire, écrire et compter, le plus souvent par manque d’apprentissage.
و”محو الأمية = alphabétisme” بمعنى L’alphabétisme se définit à la fois comme la capacité de lire et d’écrire son propre nom, et celle de lire et de comprendre des articles de journaux, de revues ou d’encyclopédies dont le niveau de complexité dépasse souvent le niveau d’acquisition moyen d’une dixième année scolaire.
بمعنى القدرة على قراءة وكتابة اسمك الخاص، والقدرة على قراءة وفهم مقالات الصحف أو المجلات أو الموسوعات التي يتجاوز مستوى تعقيدها غالبا متوسط مستوى الاكتساب في السنة الثانية مدرسي.
فمحو الأمية تعني قدرة المستفيد على قراءة فقرة ما من صحيفة يومية بفهم وانطلاق، والتعبير الكتابي عن فكرة أو أكثر تعبيرا سليما واضحا وخاليا من الأخطاء الكتابية وإجراء العمليات الحسابية الأساسية التي تتطلبها حياة الفرد اليومية ومعرفة فهم أساسيات ثقافة مجتمعه[12].
محو الأمية:
عرفها الدكتور أحمد زكي بدوي بأنها: “عدم معرفة القراءة والكتابة والشخص الذي يعرف القراءة ولكنه لا يعرف الكتابة يسمى شبه أمي، وكلمة شبه أمي تستخدم في اللغة الدارجة للإشارة إلى الشخص الذي يقرأ ويكتب ولكن بصعوبة[13]. وهناك اختلاف بين الأمية والجهل، فالأمية لا تعني الجهل والأمي ليس جاهلا بحكم تجاربه وخبراته التي يكون قد اكتسبها في من دروب الحياة العملية. غير أن الأمي بحكم جهله لمهارات القراءة والكتابة، يبقى عاجزا عن التكيف مع مستجدات الحياة والتطور، وبالتالي فإن أميته تبقى عقبة في تحسين وضعيته الاجتماعية في مجالات كثيرة[14].
التأصيل الشرعي الإسلامي لمحو الأمية:
القرآن الكريم: جاء في الموضع رقم:1من القرآن الكريم قول اللّه تعالى:”وَقُل للَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ”[15]. وجاء في الموضع رقم: 2 من القرآن الكريم قول الله تعالى: ”هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يتلو عليهم آياته”[16]؛ وجاء في الموضع رقم: 3 من القرآن الكريم قول الله تعالى: “فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ”[17]؛ وجاء في الموضع رقم: 4 من القرآن الكريم قول تعالى: ”وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ”[18]. لقد ورد في تفاسير لهذه الآيات الكريمات من القرآن الكريم الآنف ذكرها، والمتضمنة للفظة “الأمي” مايلي: 1- يقول ابن تيمية[19]،: ((- بالنسبة لقول الله تعالى بالموضع رقم 1:..الأميون نسبة إلى الأمة. قال بعضهم: إلى الأمة وما عليه العامة. فمعنى الأمي: العامي الذي لا تمييز له. وقال الزجَّاج: هو على خلق الأمة التي لم تتعلم فهو على جبلته، وقال غيره: هو نسبة إلى أمه، لأن الكتابة كانت في الرجال دون النساء؛ ولأنه على ما ولدته أمه”. ثم يعترض ابن تيمية بقوله : “..والصواب: أنه نسبة إلى الأمة، كما يقال: عامي نسبة إلى العامة التي لم تتميز بما تمتاز به الخاصة، وكذلك هذا (يعني الأمي) لم يتميز عن الأمة بما يمتاز به الخاصة من الكتابة والقراءة…. وبالنسبة لقول الله تعالى بالموضع رقم 2: الأمي لمن لا يقرأ ولا يكتب كتاباً، ثم يقال لمن ليس لهم كتاب منزل من اللّه يقرؤونه وإن كان قد يكتب ويقرأ ما لم ينزل، وبهذا المعنى كان العرب كلهم أميين، فإنه لم يكن عندهم كتاب منزل من اللّه، وقد أضاف ابن تيمية: (.. كان في العرب كثير ممن يكتب ويقرأ المكتوب، وكلهم أميون(…) فالمسلمون أمة أمية بعد نزول القرآن وحفظه”. وأما بالنسبة لقول الله تعالى بالموضع رقم 3: هو أمي بهذا الاعتبار؛ لأنه لا يكتب ولا يقرأ ما في الكتب (يعنى التوراة والإنجيل)، لا باعتبار أنه لا يقرأ من حفظه، بل كان يحفظ القرآن أحسن حفظ”. وفيما يخص قول الله تعالى بالموضع رقم 4: فهذا يدل على أنه نُفي عنهم العلم بمعاني الكتاب،…وهؤلاء وإن كانوا يكتبون ويقرؤون فهم أميون من أهل الكتاب، كما نقول نحن لمن كان كذلك: هو أمي، وساذج، وعامي، وإن كان يحفظ القرآن ويقرأ المكتوب إذا كان لا يعرف معناه.). 2- روي عن ابن عباس، رضي الله عنهما أنه قال:( في قوله تعالى :”.. وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ” [20]:الأميون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنزله الله، فكتبوا كتابا بأيديهم، ثم قالوا لقوم سفلة جهال، هذا من عند الله. وقال : قد أخبر أنهم يكتبون بأيديهم، ثم سماهم أميين، لجحودهم كتب الله ورسله)[21] .
في السنة النبوية: ووردت لفظة “أمي” في أحاديث نبوية كثيرة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :” إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب”. يقول ابن منظور أنه أراد أنهم على “أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب”[22]. وفي حديث أيضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم :” بعثتُ إلى أمة أمية”. يقول الدكتور عبد الغني عبود أي للعرب الأميين لان الكتابة كانت منعدمة عندهم، ويضيف الدكتور عبد الغني عبود الأمية بأنها الجهل بالقراءة والكتابة، أو الغفلة والجهالة الناتجان عن عدم معرفة القراءة والكتابة[23].
التأصيل الفلسفي لمحو الأمية: تتصف الفلسفة بالحكمة، وترفض الظلم والظلوم والجهل والجهول والكسل والكسول، ومن تم فالحكيم لابد أن يكون عليما، ومصيبا في القول والعمل، ومن تم فلا يليق بالإنسان مهما كان أن يضل جاهلا بنفسه وجاهلا بمن يدور في كنفه، ومتواضعا مكسورا أمام الأمية الجاثية على بصره وبصيرته، فلا بد من خوض طريق الحكمة والمعرفة التي ترجى عاقبتها الحسنى والحسنة، ومن مسلمات طلب العلم والحكمة تعلم مبادئ القراءة والكتابة….ومن تم فالأمية مظهر لا يليق وكرامة الإنسان، وقد قال أحد أكبر الفلاسفة الصينيين “كونفوشيوس” ، ممن اجتمع في إقراره لمكونات كمال الإنسان من” ذكاء” و”شجاعة” و”حب الخير”، ما تفرق عند سقراط ونيتشه والمسيح، ويقول : الرجل الأعلى واسع الفكر غير متشيع إلى فئة. بل هو ذو خلق وذو ذكاء…أما إذا تساوت فيه صفات الجسم والثقافة والتهذيب وامتزجت هذه بتلك كان لنا منه الرجل الكامل الفضيلة. فالذكاء هو الذهن الذي يضع قدميه على الأرض…إنه يعمل قبل أن يتكلم، ثم يتكلم بعدئذ وفق ما عمل”[24]. وأثر عنه قوله : ” إ ذا وضعتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح، وإذا كانت مشاريعكم لعقد من الزمان فاغرسوا الأشجار، أما إذا كانت مشاريعكم للحياة بكاملها فما عليكم إلا أن تثقفوا وتعلموا وتنشؤا الإنسان”.
بالتالي فمحو الأمية هي بداية طلب العلم، ومن تم فهي بداية الحكمة والفضيلة والذكاء والشجاعة وحب الخير للمستفيد نفسه ولكل من وما يحيط به.
التأصيل الاجتماعي لمحو الأمية: الأمي كل فرد في المجتمع عاجز عن التواصل مع أفراد مجتمعه، ولا يستطيع الانتفاع بالمعارف التي تتيحها وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية والمسموعة ، وعاجز عن تلقي التوعية و التكوين المستمر بواسطتها إنه بالتالي الشخص الغير مندمج في حياة محيطه الاجتماعي و الحضاري بالوسائل المتاحة.
وقال ابن خلدون في المقدمة، في معرض كلامه عن الخط والكتابة، مبينا أن الكتابة خاصية تميز الإنسان عن الحيوان، ويتم اكتسابها عن طريق التعليم، ويضيف ابن خلدون: “هذا نجد أكثر أهل البدو أميين لا يكتبون ولا يقرؤون ومن قرأ منهم أو كتب فيكون الخط قاصرا وقراءته غير نافذة”. ثم يستطرد في قوله: وقد كان رسول صلى الله عليه وسلم أميا، وكان ذلك كمالا في حقه وبالنسبة إلى مقامه، لشرفه وتنزهه من الصنائع العملية، التي هي أسباب المعاش والعمران كلها وليست الأمية كمالا في حقنا نحن، إذ هو منقطع إلى ربه، ونحن متعاونون على الحياة الدنيا”[25]. وتبقى ظاهرة الأمية ظاهرة اجتماعية بامتياز عرفتها كل التجمعات البشرية على مر التاريخ بنسب متفاوتة، تنخفض أحيانا، وتعظم في آحايين أخرى، وخاصة في المجتمعات النامية منها ويشكل أمر توسعها منعرجا خطيرا يحول وتحقيق أبعاد التنمية الاجتماعية في مناحي عدة، وبالتالي فإن تفشي هذه الظاهرة الاجتماعية لها نواتج سلبية واضحة تتعدى الأفراد و المجتمع ، وخاصة وأن الاهتمام بالموارد البشرية من خلال فتح آفاق لبناء التعلمات واكتساب المعرفة من عوامل الأخذ بأسباب التقدم والازدهار. ولذلك فمفهوم الأمي بالنسبة لهذه الدراسة، هو من لا يمتلك أبسط مهارات المعرفة، ويشكل للمجتمع ثروة معطلة، ورأس مال بشري غير مستغل وغير مستثمر. وتبعا لهذا فكل عمليات التنمية والتطوير سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الصحي أو الديموغرافي ينبغي أن يعتمد فيها على جميع مكونات شرائح المجتمع دون استثناء، بمعنى أن ينسحب الاهتمام كذلك على محو أمية الجميع وتسهيل سبل التعلم للكل وتعليمهم وتأهيلهم، ومن ثم النهوض بهم إلى ما يحقق الأهداف المرجوة. فالسبيل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية للأمية رهين بعملية تعلم فاعلة تشمل الوعي الاجتماعي والتفكير النقدي البناء وتدفع المجتمع والأفراد إلى أفق من الانعتاق المعرفي والفكري الثقافي الذي ينتج معه تحرير طاقات أفراد المجتمع وإبداعاتهم. وبالتالي يضمن حق التعلم وإلزاميته لكافة أفراد المجتمع الأميين من خلال برامج ومراكز لمحو الأمية ذات مواصفات مقبولة مجتمعيا، وتلبي حاجات الأفراد.
ولذلك فلا غرابة أن نجد العديد من المربين يعتبرون محو الأمية بالإضافة إلى أنها حق من الحقوق الأساسية للفرد دال مجتمعه، فهي أيضا مؤشرا أساسي لصيق بنجاح خطط ومشاريع التنمية، وأداة مقوية وداعمة القدرات الشخصية ومحققة للشروط الموضوعية للتنمية البشرية والاجتماعية.
تعاريف اليونسكو للفظ المركب “محو الأمية”: عرفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو:
“أمي “: “الأمي هو الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب أو يفهم عبارة قصيرة و بسيطة عن حياته اليومية “. ثم ” يعد الشخص أميا وظيفيا ، إذا كان غير قادر على الانخراط في النشاطات التي تتطلب معرفة القراءة والكتابة من أجل الأداء الفعال لجماعته و مجتمعه”[26].
الأمية: ” عجز الفرد عن توظيف مهارات القراءة والكتابة أو إنه كل سلوك يتعارض طبيعةً ووجوداً مع نظام الحضارة المعاصر ، ومع أسلوب إنتاجها ، ومع نمط الارتقاء بها ، ومع فلسفتها السياسية والاجتماعية[27].
الأمية السياسية: ويقصد بها جهل الإنسان للأمور السياسية، رغم تعلمه القراءة والكتابة والحساب.
الأمية الدينية: ويقصد بها عدم معرفة الإنسان للشعائر الدينية اللازمة له.
الأمية الثقافية: تخص الفئة التي لها مستوى تعليمي معين، غير أنها تفتقر إلى الحس الثقافي
الأمية الاجتماعية: ” هي الجهل بالمشكلات التي تعاني منها المجتمعات”[28].
الأمية الصحية: ويقصد بها الجهل بالنواحي الصحية وأسباب الوقاية والعلاج.
الأمية الاقتصادية: تعني الجهل بالنواحي الاقتصادية في المجالات الثلاثة: الأسرة، المجتمع المحلي، المجتمع الدولي.
محو الأمية: “يعد متعلما كل شخص يستطيع أن يقرأ ويكتب ويفهم بيانا قصيرا وبسيطا عن حياته”[29]. وعرفت منظمة اليونيسيف محو الأمية هو القدرة على استخدام مهارات القراءة والكتابة والحساب لكي يؤدي الفرد وظيفته ويتطور في المجتمع على نحو فعال والتعريف الذي اعتمدته اليونسكو لمحو الأمية هو ” يعد متعلما كل شخص يستطيع أن يقرأ ويكتب بفهم بيانا قصيرا وبسيطا عن حياته اليومية[30]. وبينما التعريف الإجرائي: هو درجة تعلم مهارتي القراءة والكتابة للفرد الأمي من اجل التعامل مع المجتمع والاندماج فيه.
التعاريف العالمية لمحو الأمية: بالنسبة لوكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة، البنك الدولي تعرف محو الأمية: “مجموعة أساسية من المهارات القراءة والكتابة والحساب أو الكفاءات”. بينما الوكالة الكندية للتنمية الدولية تعرف محو الأمية:” مهارة من المهارات التي ينبغي أن يوفرها التعليم الأساسي، أو مكون من مكونات التعليم الأساسي”. في حين نجد وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا الاتحادية يمثل محو الأمية لديها: ” مهارات القراءة والكتابة، كما أنه يدل على القدرة على مواصلة التعلم”. أما تعريف محو الأمية لدى الوكالة السويدية للتعاون الدولي من أجل التنمية يتعلق: ” بتعلم القراءة والكتابة النصوص والأعداد، كما أنه يتعلق بالقراءة والكتابة والحساب من أجل تعلم وتنمية هذه المهارات واستخدامها لتلبية الضرورات الرئيسية على نحو فعال.”
تعاريف العالم العربي لمحو الأمية: ” الشخص الذي لم يحصل على أدنى مستوى وظيفي في القراءة والكتابة وهو ما يشار إليه بالأ مية الأبجدية، وعلى هذا الأساس أقامت الكثير من البلدان العربية برامجها لمحو الأمية، والتي تشابهت في عناصرها ومكوناتها مع التعليم الرسمي الذي يقدم للصغار في الصفوف الابتدائية الدنيا[31] “.
أما المفهوم الحديث للأمي: ” فهو الذي ليس لديه مهارات حسابية ومعارف ومهارات حل المشكلات، والتي تعتبر جميعا مهارات أساسية في عالمنا المتغير والتي يمكن أن تكتسب من خلال الأنظمة التعليمية الرسمية، أوعن طريق الخبرات الفردية خارج الأنظمة التعليمية الرسمية[32].
وعرف المركز الدولي للتعليم الوظيفي للكبار بجمهورية مصر الأمي:” كل شخص لا يتقن القراءة والكتابة والحساب وتجاوز سن المرحلة الابتدائية ويحدد المستوى الوظيفي في القراءة والكتابة بالقدرة على[33]: “قراءة فقرة من صحيفة يومية بفهم وانطلاق، والتعبير الكتابي من فكرة أو أكثر تعبيرا واضحا، وكتابة قطعة إملاء كتابة صحيحة سليمة، وقراءة الأعداد وكتابتها وإجراء العمليات الحسابية التي تتطلبها الحياة اليومية للفرد”[34].
“…ولا يمكن فصل ظاهرة الأمية في الأفراد عنها في المجتمع وإن اختلفت مظاهرها، أو تنوعت سماتها في كل من الميادين، فالأمية في الأفراد مظهرها هو الجهل بمهارات القراءة والكتابة والحساب في لغة من اللغات، هي التي يدور حولها نشاط محو الأمية”[35]. وفي مؤتمر الإسكندرية عام 1964 بالجمهورية العربية المصرية، حدد الأمي بأنه كل من تعدى سن العاشرة ولم يتردد على أي مدرسة بقصد التعليم ولم يصل إلى المستوى الوظيفي في القراءة والكتابة باللغة العربية. ففي القانون المصري رقم 8 لسنة 1991 يقصد بمحو الأمية تعليم المواطنين الأميين للوصول بهم إلى مستوى نهاية الحلقة الابتدائية من التعليم الأساسي[36]. كما يصنف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الأفراد في خانة الأميين استنادا إلى عدم قدرتهم على الكتابة حتى ولو كانوا يقرأون . ويعتبر الفرد غير أمي عندما يكون قد اكتسب المعلومات والمهارات الضرورية التي تمكنه من أن ينخرط في جميع انشطة الحياة التي تتطلبها الأبجدية من اجل تفاعل مستمر في مجموعته ومجتمعه، وأن يكون مستوى ما حصله في القراءة والكتابة والحساب إلى الدرجة التي تمكنه من أن يستمر في تلك المهارات[37]. وحددت الحملة القومية لمحو الأمية في مصر المستوى التعليمي والثقافي الذي ينبغي أن يصل إليه الأمي وهو ما يطلق عليه المستوى الحضاري ويقصد به قدرة الدارس على توظيف ما اكتسبه من خبرات قرائية وكتابية وحسابية في معاملاته اليومية وفي تسيير شؤونه الحياتية وفي مواصلة الإطلاع والاتزادة من فرص التعليم والعمل على تطوير مهاراته المهنية ، والارتقاء بمستوى معيشته ، وزيادة وعيه بمشكلات بيئته وقضايا مجتمعه ومشاركته الإيجابية في حلها[38].
نماء مفهوم محو الأمية: لقد طرأ على مفهوم محو الأمية تحولات، وظهرت إلى جانبه مفاهيم وأفكار كثيرة، من قبيل تعليم الكبار، التعليم الشعبي، تربية الجماهير الشعبية، تربية المجتمع، التربية الاجتماعية، التربية الأساسية، التعليم الذاتي، التربية مدى الحياة، التربية المستمرة، تنمية المجتمع وغيرها[39]. هذا الأمر جعل مفهوم محو الأمية يتطور ويتبدل شكلا، وقد مر مفهوم محو الأمية في تحولاته بأطوار وهي:
رقم1: مرحلة محو الأمية الأبجدية (الهجائية) : بعد نيل الشعوب استقلالها واسترجاع سيادتها وخاصة مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين جهودا مضاعفة في مكافحة الأمية وهذا انطلاقا من المفهوم التقليدي للمناهج الذي اهتم بعنوان المادة الدراسية على نحو أنها كفاية أساسية في التربية والملاد الأول والأخير للقضاء على هذه الشأفة شأفة الأمية، بالتالي مفهوم محو الأمية انحصر في تعليم القراءة والكتابة دون الاهتمام بمضمون المحتوى، فلم يكن لهذا أي قيمة في التعليم.
رقم2: لقد عايشت هذه المرحلة المفهوم التقليدي لمحو الأمية إلى بروز مرحلة أخرى تتعلق بنظرية “التدريب الشكلي” بمنطق أنها نظرية تنادي بتقسيم العقل إلى مجموعة من الملكات، واحدة للتذكر وأخرى للملاحظة، وثالثة للتفكير وهكذا [40]. فصارت وظيفة التربية والتعليم هنا هي تدريب كل ملكة تدريبا شكلي دون الاهتمام بالمضمون أو المحتوى لهذا التدريب.
رقم3: في هذه المرحلة تمت مناقشة طريقة المرحلة السالفة، وذلك بمفهومآخر لمحو الأمية، بحيث أصبحت عملية القراءة والكتابة لا تمثل وظيفة هامة في حياة الأفراد في المجتمع إذ كان في الماضي مجتمعا بدائيا. ولا يحتاج إلى القراءة والكتابة في حياته اليومية. وكانت عملية تعليم القراءة والكتابة تتم بطريقة آلية بقصد اكتساب مهارة الاتصال الشفوي لا غير.
رقم4: صار الاهتمام بالجوانب والمهارات الفكرية وتجاوزت آلية القراءة والكتابة، وبانت طرق وتقنيات أخرى غير التقليدية لعملية التعليم والتدريس.
رقم5: هنا تطور المفهوم محو الأمية إلى مفهوم يركز على المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب…
رقم6: هذه المرحلة، عرفت توسع مفهوم محو الأمية إلى مفهوم أوسع، يشتمل اكتساب المهارات القرائية العملية، ووضع أسس للتعلم مدى الحياة.
رقم7: أما في المرحلة الآنية، صار يتجلى مفهوم محو الأمية في دعم قدرات المستفيدين، في كيفية الاستثمار الزماني والمكاني، وفي تحديد الأمور وفهمها وتفسيرها، وتوسيع مدارك الإبداع وأفق التواصل ضمن عالم يعج بالمتغيرات ويزدان بشتى أنواع الوسائط والتقنيات الرقمية، وثراء المعارف والمعلومات وغناهما.
محو الأمية الأبجدية: تعني التغلب على آليات القراءة والكتابة، واكتساب مبادئ القراءة والكتابة والحساب بشكل مبسط، ومختلف أصناف مفاتيح التعلم من لدن الأفراد المستفيدين غير المتعلمين إطلاقا. فالأمية بمنظورها الأبجدي وفي مظهرها الفردي تحدد في مصادر النظام التعليمي، ومصدرها بصفة عامة هو غياب فرصة التعليم، إما لأن الفضاءات التعليمية غير موجودة أصلا، وإما لأنها مع وجودها لا تتسع لكل هؤلاء، أو أنها اتسعت لهم، وانعدمت فرصة تكافؤ الفرص، أو وقع مانع لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، أو هدر وتسرب فحدث ارتداد من جديد إلى الأمية.
محو الأمية الوظيفية: محو الأمية الذي يتعلق بإدراك معارف ثقافية ولغوية، وتعلم المهارات الشفوية والعملية، وكما وصفها مؤتمر طهران سنة (1965) بأنه : “برنامج للتدريب المهني و يشجع النمو السريع لإنتاجية الفرد”، وكذلك إعلان ”برسبوليس“ (1975) الذي أكد على أنها : ”ربط محو الأمية بالمتطلبات الأساسية للإنسان“، والقدرة على القيام بجميع الأعمال التي تتطلب إلماما بالقراءة والكتابة والحساب، من اجل التنمية.
محو الأمية المهنية: قدرة الشخص المهني أو العامل في مجال ما على زيادة كفاءته وأدائهم ومهارته على الإبداع والإنتاج الجاد والتألق، و توظيف المعارف والمعارف والقدرات في مجالات الممارسة الفعلية في حياة المهني أو العامل الخاصة والعامة . وعليه فهي تتعلق بعملية الإنتاج؛ أي الفئات التي تسير الإنتاج وعدم قدرة الشخص على أداء مختلف الأعمال التي تسند إليه. بالتالي دعم قدرة الشخص المهني على فهم الناس المحيطين به، والتعامل معهم والاندماج في المجتمع المهني.
محو الأمية البيئية: هي محو الأمية المناخية والبيئية، والتي تدل على تمكين الأفراد بالمعلومات والمستلزمات المعرفية اللازمة والشواهد الحجاجية العلمية والثقافية والمرافعات الإقناعية بما يلهمهم ويحثهم على الدفاع عن البيئية والمناخ وعلى حمايتهم من كل التصرفات غير الواعية بأهمية البيئة ومواردها المختلفة ودعم قدرته على التعامل مع البيئة والمحافظة عليها، وتجنيبها كل مظاهر اللامبالاة تجاهها. هي المحرك في أفق خلق ناخبين خضر، وتحسين القوانين والسياسات المتصلة بالمناخ والبيئة، فضلا عن التسريع في عجلة التكنولوجيا والوظائف الخضراء.
محو الأمية الثقافية: هي تجاوز ضآلة حجم المدركات لدى الأفراد، وتدّني مستوى المعلومات العامة، وسلبية المشاركة في النشاط المجتمعي[41] وبالتالي فمحو الأمية الثقافية عملية تكتسب بالقراءة الهادفة، وتنتج عنها تصورات إبداعية إيجابية ملموسة وموسعة ومتنوعة وزاخرة من حيث تعبيراتها الفنية والخيالية والحياتية الإنسانية، مما ترتقي معها مستويات المعرفة الثقافية للحياة العصرية والعلاقات الاجتماعية وفق أحداث وتطورات في المجال الخاص، والمجال العام للمساحة الفكرية والثقافية لدى الإنسان الذي طور نفسه وذاته، واطلع أمورا بشكل تام، وكشف المبهم، وعرف الحق، وفهم الواجب بدون هواجس (الدين، أو الهوياتية، أو التاريخية، أو الجغرافيا، اللغوية،…)، حينها يكون الشخص قد تخلص من أميته الثقافية[42]. وبالتالي تخطي الجمود الفكري وعدم القدرة على الإبداع والابتكار وإدراك الأشياء.
محو الأمية الحضارية: إن ظاهرة الأمية بمختلف أبعادها لم تعد إشكالية تعليمية أو تربوية فحسب، بل هي في الأساس مشكلة حضارية، لذا فتحرير مفهوم محو الأمية من إطاره الضيق المقصور على تعلم القراءة والكتابة والحساب، ومن اعتباره أيضا نشاطا تعليميا من الدرجة الدنيا، ليستوعب الأبعاد الحضارية والاجتماعية المنبثقة عنها، وبحيث يصبح اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب، ليس غاية في حد ذاته، وبقدر ما يجب أن يكون وسيلة لبلوغ غايات أهم، ومن هنا ينبغي توظيف تلك المهارات المكتسبة في سياق التنمية والتقدم لتحقيق المشاركة الايجابية في بناء المجتمع المعاصر والقيام بالمسؤوليات التي تقتضيها المواطنة الصالحة. وعلى هذا الأساس فإن محو الأمية الحضارية هي ممارسة النشاطات ونظم وأنماط سلوكية اجتماعية وتقنية وحضارية متخلفة، لا تنسجم مع أفكار العصر السياسية والاجتماعية. الأمية ليست ظاهرة تعليمية أو اقتصادية منعزلة ، وإنما هي مظهر من مظاهر التخلف الاجتماعي المتكامل، بل تجاوزت أبعادها التعليمية والتربوية التقليدية إلى أمر حضاري، يعتمد على المشاركة الجماعية والإسهام الجماعي والتنفيذ الشعبي بحيث يصبح المجتمع معلما متعلما ، وهو نشاط يراد له أن يدخل في المنزل والحقل والمصنع ويديره في كل منطقة أهلها ويمولونه بالتعاون مع السلطات المحلية والمركزية وينشئون في كل مكان حياة متكاملة من التدريب المهني والتعاوني والنشاط الثقافي والإعلامي والرياضي والترفيهي بحيث يكون هذا النشاط جزءا من النشاط الاجتماعي للمجتمع بمشكلاته الحقيقية وليست كممارسات نمطية تفرض عليه[43]. وعليه فإنه من التعسف أن يقتصر مفهوم محو الأمية على تعلم القراءة والكتابة والحساب، ولا يتعداه إلى أنشطة تعليمية من درجة عليا تستوعب الأبعاد الحضارية والاجتماعية المنبثقة عن اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب، بحيث ينبغي توظيف هذه المهارات المكتسبة الأخيرة في سياقات اجتماعية وثقافية متجددة ومتقدمة رغبة في التشاركية النافعة، والقيام بالمسؤوليات التي تقتضيها المواطنة الصالحة[44]. فالأمية الحضارية هي المناخ الاجتماعي لنمو وانتشار واستمرار الأمية الأبجدية، ففي نطاق المجتمع التقليدي يستطيع الأمي أن يمارس حياة اجتماعية كاملة يستطيع أن يجد عملا تقليديا أن يجمع ثروة، وأن يكون له دور ومكانة، وأن يمارس في بعض الأحيان نشاطا قياديا دون أن يكون لأميته الأبجدية أثر في ذلك. وتشير اليونسكو إلى الأمية الحضارية على أنها تشمل الأمية السياسية والدينية والاجتماعية والصحية والاقتصادية إضافة إلى الأمية الهجائية، كما تعرف الأمية الحضارية بأنها عدم القدرة على الإسهام في تنمية المجتمع وتحديثه لتوفير المناخ الحضاري الذي يحفز الفرد على مواصلة التعليم.
محو الأمية الإلكترونية: هي عدم القدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل: الكمبيوتر والشبكة المعلوماتية الدولية، والجهل في التعامل مع المواد الرقمية، غير أن هذا الموضوع لازال محل جدل الكثير من البلدان المتقدمة، لأن مفهوم الأمية هناك يقتصر على من لا يستطيع توظيف التكنولوجيا العالية. وهي منهاج تعليمي لمحو الأمية التكنولوجية، وبرنامج تكويني يستهدف الفئة التي لا تمتلك المهارات التقنية والرقمية المعلوماتية، ولا تحسن استعمال وسائل الإعلام والاتصال الآلي كالحاسوب والانترنيت…، إذ يسمح هذا البرنامج التعليمي الرقمي التكنولوجي للشرائح المستهدفة من فرص الاستفادة الكمية والنوعية ومن سهولة اكتساب وتبادل المعارف بشكل سريع، وعبر مسار زماني ومكاني مختلف ومتغير، بحيث هذا المسار يتطور ويتنوع بشكل مستمر تبعا لأهداف استخدام التكنولوجية في هذه المجالات المعنية، واقترانا بمظاهر التقدم التكنولوجي والتطور المتسارع في استخدام الإنترنت، وبالتالي فإن المجتمع المتعلم رقميا، إنما هو مجتمع يتمتع بالدينامية، فكلما ازداد اتساع نطاق الاتصالات المتوافرة افضى ذلك إلى إحداث مزيد من المشاركة الاجتماعية والسياسية، وبالتالي إلى مجتمع حر ومنفتح، يتبادل الأفكار وينخرط في الحوار.
برامج محو الأمية: تعتبر برامج محو الأمية عملا متصلا بالاستراتيجية العربية لتعليم الكبار والتي تتبني مفهوما شاملا وحضاريا لهذا التعليم، وهي ذات طبيعة خاصة وملامح ذاتية تميزها عن غيرها من البرامج التعليمية الأخرى وتستمد الخصوصية من إطارها الفكري والمرجعي والموضوعي في الاستراتيجية العامة لكما تستمد منه طبيعة الجمهور الذي توجه إليه وتستهدف التأثير فيه[45] البرامج والمناهج لفظان غير مترادفين ولكل منهما معنى مستقل ولم يحدث اتفاق على مفهوم محدد جامع مانع لكل منهما ولكن يمكن توضيح دلالة كل منهما.
برامج محو الأمية وتعليم الكبار: يشمل مفهوم محو الأمية وتعليم الكبار كل أنشطة محو الامية بشقيها الابجدي و الحضاري و التعليم الوظيفي وكذلك فكرة التعليم المستمر مدى الحياة في إطار المواجهة الشاملة للامية الحضارية، و الذي يعني ربط جهود محو الأمية وتعليم الكبار بجهود التنمية الشاملة في المجتمع بحيث تتكاثف كل الجهود للقضاء على الامية بالبرمجة والتنسيق بين كل القطاعات وفق خطط مدروسة ومحددة وذات أهداف مرسومة.
وتتلخص الأهداف الرئيسية المتوخاة من تعليم الكبار في نقاط أربع هي: التعليم، القدرة على التكيف الاقتصادي، القدرة على التكيف الاجتماعي والثقافي و تنمية الاتجاهات التي تبرز شخصية الفرد و تفكيره ومستقبله.
ويقصد بالتعليم اكتساب المعرفة أو نقل المعلومات النظرية للفرد في كافة مجالات المعرفة بطرق مبسطة ومتلائمة مع مستوى نضجه وتفكيره وخبرته وحاجاته ويكون البرنامج الدراسي هو الوعاء لكل هذه المعلومات ولذا فإن كل هذه البرامج يجب أن تكون متماشية مع متطلبات الفرد والجماعة التي ينتمي اليها وكذلك مع طبيعة احتياجات مجتمعه وطبيعة العصر الذي يعيش فيه .
ونعني بالقدرة على التكيف الاقتصادي اعطاء الفرد مكانه الطبيعي في الحياة العملية ليكون عضوا فعالا في عملية الانتاج وليساهم بجهده في تطوير اقتصاد مجتمعه، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الدورات التكوينية والتدريبية والتعليم الوظيفي، ومراكز التأهيل بما يتلائم مع الاستعداد النفسي للفرد الكبير وميوله الشخصي والدور المتوقع منه للقيام به.
ونعني بالقدرة على التكيف الثقافي والاجتماعي تعريف الفرد ببيئته الاجتماعية وبموجات التغيير التي تحتاج هذه البيئة ودوره هو احداث هذه التغيرات و توجيهها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال البرامج الاجتماعية والاقتصادية و النفسية و الادبية و الفنية.
خاتمة:
تعد هذه الدراسة “مفهوم محو الامية: _دراسة مصطلحية_ ” من البحوث التي تجاذباتها العقول وعاورتها الأقلام في حقول معرفية عديدة، وفي مقدمة أهل الاهتمام، وما ذلك إلا لأن مفهوم محو الامية من المداخل الاساسية لاستئناف الحركة العلمية، وهو ما يقتضي بذل الجهد المطلوب لفهم أسسه ومقاصده، والافادة منه بما ينسجم ومقومات التصور الاسلامي المعرفية ومنظومة قيمه الحضارية، و أهم ما يميز هذا المقال أنه قدم نموذجا للبحث في “دراسة مفاهيمية لمفهوم محو الامية” مع المنهج المرسوم لذلك.
قائمة المصادر والمراجع:
– فؤاد بسيوني متو ( 1998 )، مشكلة الأمية، مركز الإسكندرية للكتاب، د ط، ص 22الإسكندرية؛ الجمهورية العربية المصرية.
_ إبراهيم محمد إبراهيم ومصطفى عبد السميع محمد التعليم المفتوح وتعليم الكبار: رؤى وتوجهات، دار الفكر العربي، القاهرة 2004 .
_ إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط في لسان العرب، دار المعارف، القاهرة.
_ ابن المنظور المصري : لسان العرب، ج 12 ، دار صادر، بيروت، لبنان، 1990 .
_ احمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان بيروت، لبنان، بدون تاريخ.
_ الأستاذ الدكتور فؤاد سليمان قلادة: أسس تخطيط المناهج وبناء سلوك الإنسان في التعليم النظامي وتعليم الكبا. 2005 ، ص 306 – كلية التربية، جامعة طنطا 2004
_ التصوف في مصر والمغرب، منا لعبد المنعم.
_ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: مجلة تعليم الجماهير: عن الجهاز العربي لمحو اللامية وتعليم الكبار، ل: ). مسارع الراوي، العدد 16، السنة الرابعة، 1985 .
_ الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار: الحملة القومية لمحو الأمية 1992- 2001، القاهرة، مطابع الهيئة 1997.
_ إيدجار فور وآخرون، تعلم لتكون، ترجمة حنفي بن عيسى، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1979 .
_ تفسير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي في تفسيره للآية 78 من سورة البقرة من القرآن الكريم .
_ تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي ” إدماج الشباب عن طريق الثقافة “؛ إحالة ذاتية رقم:3/2012.
_ شبل بدران، التربية والمجتمع ،رؤية نقدية في المفاهيم، القضايا، المشكلات، ط 1،الإسكندرية:دار المعرفة الجامعية، 1999 .
_ صابر محي الدين : “تعليم الكبار في إطار الأصالة والتحديث في الثقافة العربية المعاصرة ، عن تعليم الجماهير، الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، العدد 27 ، السنة 12 ، مارس، 1985 .
_ ضياء الدين زاهر، التخطيط الاستراتيجي لبرامج وحملات محو الأمية، القاهرة، مارس، 1998.
_ عباس مدني، مشكلات تربوية في البلاد الإسلامية، الجزائر، باتنة: دار الشهاب للطباعة والنشر، 1986 .
_ عبد الرحمن ابن خلدون: المقدمة، تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي، دار الشعب، القاهرة، مصر، بدون. – تاريخ.
_ عبد الفتاح جلال، المفاهيم المختلفة لمحو الأمية ، الدورة التخصصية الثانية في تخطيط برامج التدريب للدول العربية والأفريقية في الفترة من 18/4-16/5/1983، المركز الإقليمي لتعليم الكبار، المنوفية ، مصر 1983.
_ عبد الله بيومي، تقويم الوضع الحالي لمحو الأمية (الجهات ، العقبات ، التنسيق)، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ، القاهرة ، 2000.
_ عبد الناصر محمد رشاد، التعليم والتنمية الشاملة دراسة في النموذج الكوري، ط 1، القاهرة: دار الفكر العربي.
_ قانون 8 لسنة 1991 بشأن محو الأمية وتعليم الكبار، المادة الثانية، أنظر لملاحق (ملحق رقم 2).
_ لسان العرب “لابن منظور في معاني لفظة “أمي” ولفظة “محا”
_ مجلة التربية: المراسلات اسم رئيس التحرير الأمين العام للجنة الوطنية يوسف بن علي الخاطر” العدد 152 مارس 2005 .
_ مجموعة الفتاوى للشيخ الإسلام ابن تيمية – ج 17 – التفسير 4
_ محب الدين مرتضى الزبيدي، 1888 ، مادة” محو”
_ مسارع حسن الراوي: دراسات حول محو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي، المكتبة العصرية، بيروت، 1997.
_ مكتب العمل العربي: المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل: دور المنظمات النقابية في محو الأمية في )الوطن العربي – مجموعة محاضرات –بغداد العراق 1983 .
_ منظمة اليونسكو الأمية ،من خلال التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، القرائية من أجل الحياة، 2006.
_ نبيل عامر: تعليم الكبار، استعراض تاريخي في علم تعليم الكبار ، كتاب مرجعي، تونس، 1998.
_ يوسف خليل داوود: دوافع البالغين الأميين في مصر للالتحاق بفصول محو الأمية، صحيفة التربية، رابطة خريجي معاهد وكليات التربية، العدد 2، يناير 1995.
_ إبراهيم مصطفى وآخرون(دت)، المعجم الوسيط في لسان العرب، دار المعارف، القاهرة الجمهورية العربية المصرية.
_ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: مجلة تعليم الجماهير: عن الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار ل: مسارع الراوي، العدد 12 السنة الخامسة، ماي 1987 .
_ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ” مشروع استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي ” تونس 1996.
_ تاج العروس، القاهرة، 1888.
_ جماعة من أساتذة التربية الحديثة وعلم النفس، التطور التربوي في العصر الحديث، بيروت :مكتبة الحياة، 1974.
_ جمال قنيط : الحاجات اللغوية للكبار (دراسة تطبيقية في مراكز محو الأمية بجيجل، رسالة ماجستير، جامعة قسنطينة، الجزائر 2007 /2008 .
_ عبد الغني عبود: التربية ومشكلات المجتمع، الطبعة الثانية، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1992 .
_ محفوظ أحمد جودة، إدارة الجودة الشاملة مفاهيم وتطبيقات، دار وائل للنشر، عمان،2004.
_ محمد فتح الله كولن محاضرات كونفوشيوس (المقتطفات الأدبية(146)/ Confucius, The Analects, / Chinese Literature Comprising The Analects of Confucius, The Sayings of Mencius, The Shi-King, The Travels of Fâ-Hien, and The Sorrows of Han
_ هدفي حليمة، المطالعة لدى المتحررين من الأمية، دراسة ميدانية بمركز محو الأمية، ببلدية قسنطينة، رسالة ماجستير، جامعة قسنطينة، الجزائر 1998 م.
– L’UNESCO, Monographie sur l’Education de base, L’Analphabétisme dans divers pays, Etude statistique
-préliminaire sur la base de recensement effectuer de puis, 1900, UNESCO , sans date, p 11.
_ موقع WiKiageing.Org
-
“لسان العرب” لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري أن لفظة “محا” محا الشيء: أذهب أثره. عند الأزهري: المحو لكل شيء يذهب أثره، الناشر: دار صادر – بيروت الطبعة الأولى، عدد الأجزاء:15 ص:271. ↑
- – إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط في لسان العرب، دار المعارف، القاهرة، ص 215 ↑
- – محب الدين مرتضى الزبيدي، تاج العروس، القاهرة، 1888 ، ص 338 ↑
- – إبراهيم مصطفى وآخرون(دت)، المعجم الوسيط في لسان العرب، دار المعارف، القاهرة الجمهورية العربية المصرية، ص: 215؛. ↑
- – معجم الوسيط في لسان العرب”لابن منظور في معاني لفظة “أمي” دار المعارف، ص 215. ↑
- – عبد الفتاح جلال، المفاهيم المختلفة لمحو الأمية ، الدورة التخصصية الثانية في تخطيط برامج التدريب للدول العربية والأفريقية في الفترة من 18/4-16/5/1983، المركز الإقليمي لتعليم الكبار ، المنوفية ، مصر 1983، ص3 ↑
- – مسارع حسن الراوي : دراسات حول محو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي، المكتبة العصرية، بيروت، 1997 ، ص 49 ↑
- – مسارع حسن الراوي : مرجع سابق، ص 256 ↑
- – مجلة التربية: يوسف بن علي الخاطر، ص44 ↑
- – عبد الله بيومي، تقويم الوضع الحالي لمحو الأمبة (الجهات ، العقبات ، التنسيق)، أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ، القاهرة ، 2000، ص31 ↑
- – مسارع حسن الراوي : دراسات حول محو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي، المكتبة العصرية، بيروت، 1997 ، ص 39 ↑
- _ مسارع حسن الراوي : دراسات حول محو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي، المكتبة العصرية، بيروت، 1997 ، ص62 ↑
- – د/ احمد زكي بدوي: معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان بيروت، لبنان، بدون تاريخ، ص 207 2. ↑
- – عبد الرحمان عبد الوهاب، مرجع سابق، ص 87 ↑
- – القرآن الكريم الآية: 20؛ سورة آل عمران. ↑
- – القرآن الكريم الآية: 2؛ سورة الجمعة ↑
- – القرآن الكريم الآية :158؛ سورة الأعراف ↑
- – القرآن الكريم الآية:78؛ سورة البقرة ↑
- – مجموعة الفتاوى للشيخ الإسلام ابن تيمية – ج 17 – التفسير 4 ↑
- – سورة البقرة ،الآية:78؛ ↑
- – تفسير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي في تفسيره للآية 78 من سورة البقرة من القرآن الكريم . ↑
- – ابن المنظور المصري : لسان العرب، ج 12 ، دار صادر، بيروت، لبنان، 1990 ، ص 34 ↑
- – د/ عبد الغني عبود: التربية ومشكلات المجتمع، الطبعة الثانية، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1992 ، ص :151 ↑
- – محمد فتح الله كولن محاضرات كونفوشيوس (المقتطفات الأدبية)146)/ Confucius, The Analects, / Chinese Literature Comprising The Analects of Confucius, The Sayings of Mencius, The Shi-King, The Travels of Fâ-Hien, and The Sorrows of Han ↑
- – عبد الرحمن ابن خلدون: المقدمة، تحقيق الدكتور علي عبد الواحد وافي، دار الشعب، القاهرة، مصر، ص:375 _ 379 ↑
- – L’UNESCO, Monographie sur l’Education de base, L’Analphabétisme dans divers pays, Etude statistique préliminaire sur la base de recensement effectuer de puis, 1900, UNESCO , sans date, p 11. ↑
- – منظمة اليونسكو، التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، القرائية من أجل الحياة، 2006 ، ص 157 ↑
- – فؤاد بسيوني متولي ( 1998 )، مشكلة الأمية، مركز الإسكندرية للكتاب، د ط، ص 22الإسكندرية؛ الجمهورية العربية المصرية. ↑
- – منظمة اليونسكو الأمية ،من خلال التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع، القرائية من أجل الحياة، 2006 ، ص 159 ↑
- – منظمة اليونسكو، مرجع سابق، ص159 ↑
- – مجلة التربية: المراسلات اسم رئيس التحرير الأمين العام للجنة الوطنية يوسف بن علي الخاطر” العدد 152 مارس 2005 ، ص 43 ↑
- – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: مجلة تعليم الجماهير: عن الجهاز العربي لمحو اللامية وتعليم الكبار ل: مسارع الراوي، العدد 12 السنة الخامسة، ماي 1987 ، ص 79 ↑
- – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: مجلة تعليم الجماهير: عن الجهاز العربي لمحو اللامية وتعليم الكبار، ل: ). مسارع الراوي، العدد 16، السنة الرابعة، 1985 ، ص28 ↑
- – مكتب العمل العربي: المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل: دور المنظمات النقابية في محو الأمية في )الوطن العربي – مجموعة محاضرات –بغداد العراق 1983 ، ص 83 ↑
- – المرجع نفسه ،ص:24 ↑
- – قانون 8 لسنة 1991 بشأن محو الأمية وتعليم الكبار ، المادة الثانية ، أنظر لملاحق (ملحق رقم 2) ↑
- – يوسف خليل داوود : دوافع البالغين الأميين في مصر للالتحاق بفصول محوالأمية، صحيفة التربية ، رابطة خريجي معاهد وكليات التربية ، العدد 2، يناير 1995، ص24 ↑
- – الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار: الحملة القومية لمحو الأمية 1992- 2001، القاهرة، مطابع الهيئة 1997، ص22 ↑
- – إبراهيم محمد إبراهيم ومصطفى عبد السميع محمد التعليم المفتوح وتعليم الكبار: رؤى وتوجهات، دار الفكر العربي، القاهرة 2004 ، ص 54 ↑
- – الأستاذ الدكتور فؤاد سليمان قلادة: أسس تخطيط المناهج وبناء سلوك الإنسان في التعليم النظامي وتعليم الكبا. 2005 ، ص 306 – كلية التربية، جامعة طنطا 2004 ↑
- _ جمال قنيط : الحاجات اللغوية للكبار(دراسة تطبيقية في مراكز محو الأمية بجيجل، رسالة ماجستير، جامعة قسنطينة، الجزائر 2007 /2008) ، ص 24 ، نقلا عن هدفي حليمة، المطالعة لدى المتحررين من الأمية، دراسة ميدانية بمركز محو الأمية، ببلدية قسنطينة، رسالة ماجستير، جامعة قسنطينة، الجزائر 1998 م ↑
- – تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي ” إدماج الشباب عن طريق الثقافة “؛ إحالة ذاتية رقم:3/2012؛ص:17؛18. ↑
- – نبيل عامر : تعليم الكبار، استعراض تاريخي في علم تعليم الكبار ، كتاب مرجعي، تونس، 1998، ص52. ↑
- – صابر محي الدين : ” تعليم الكبار في إطار الأصالة والتحديث في الثقافة العربية المعاصرة “، عن تعليم الجماهير، الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، العدد 27 ، السنة 12 ، مارس، 1985 ، ص 12 ↑
-
– المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، ” مشروع استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي ” تونس 1996، ص149، 167. ↑