رشا طالب كاظم*1 حسن رحماني راد2
1 جامعة الاديان والمذاهب – قسم اللغة العربية وادابها
*بريد الكتروني: mscrashataleb@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21137
تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 23/10/2021م
المستخلص
يتناول هذا البحث مسائل الخلاف النحوي بين الكوفيين والبصريين في الحروف اذ كان الخلاف قائما بينهما على اسس معرفية وحجج منطقية وقد تناول بعض هذه المسائل العالم الجليل الكبير تقي الدين النيلي في كتابه (التحفة الشافية في شرح الكافية) اذ نجده احيانا يرجح رأيا على اخر واحيانا نجده ينفرد برأي خاص به ولبيان ذلك سنقوم في هذا البحث بدراسة الخلافات النحوية التي تناولها تقي الدين النيلي فيما يتعلق بالخلافات المتعلقة بالحروف ثم بيان أراؤه النحوية في تلك المسائل.
الكلمات المفتاحية: تقي الدين، الحروف، مسائل الخلاف، التحفة.
Issues of disagreement between the Basri and the Kufic in the letters and what was declared by Taqi Al-Din Al-Nili in his book Al-Tuhfah Al-Shafia in Sharh Al-Kafia
Rasha Talib Kadhum*1 Hassan Rahmani Rad2
1 University of Religions and Doctrines – Department of Arabic Language and Literature
*Email: mscrashataleb@gmail.com
HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj21137
Published at 01/11/2021 Accepted at 23/10/2021
Abstract
This research deals with the issues of grammatical disagreement between the Kufic and the Basri in the letters, as the dispute existed between them on the basis of knowledge and logical arguments. He has his own opinion, and to demonstrate that, in this research, we will study the grammatical differences that Taqi Al-Din Al-Nili dealt with regarding the differences related to letters, and then explain his grammatical views on those issues.
Key Words: Taqi al-Din, letters, issues of disagreement, Al-Tuhfah.
المقدمة:
النيلي هو ابو اسحاق ابراهيم بن الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم بن ثابت الطائي المعروف تقي الدين النيلي وهذا ما ذكره السيوطي ولم يذكر اكثر من ذلك اختلقوا فيه اسم جده فمنهم من يرويه عبد الله ابن قاضي شهبه و طاشكبري زاده و حاجي خليفه وبعضهم يقول عبيد الله منهم السيوطي وابن عزم التونسي نسبه الى بغداد ولقب البغدادي و يدل ذلك على انه سكن بغداد كباقي العلماء الذين رحلوا الى بغداد للتدريس والدرس فيها وسمي بالبغدادي اشاره الى مذهبه النحوي كما لقب بذلك الكثير من النحويين ويرجع نسبه الى مدينه النيل على نهرالفرات بين بغداد والكوفه وقد ترجم له ابن قاضي شهبه بقوله ابراهيم بن الحسين بن عبد الله بن ثابت المعروف بالنيلي وشرح الفيه ابن معيط وقال فيه من اول ما شرع فيها فله في بصره مرض منعه من مطالعه الكتب البسيطه ورجعه الى محاضره من النقل وسماه التحفه الشافيه في شرح الكافيه
نشأ تقي الدين النيلي بين القرنين السابع في بداية الثامن الهجري ونهاية القرن السابع الهجري الذي انتشرت فيه الدراسات النحوية فإننا نجد عدداً كبيرامن الكتب المهمة التي اشتهرت في زمنه منها اللمع لابن جني، والجمل للزجاجي، والدرة الألفية لابن معط، والكافية النحوية لابن الحاجب
الحروف في اللغة العربية ومسائل الخلافات
ـــ مفهوم الحرف في اللغة العربية :
الحرف : ما لا يجوز أن يخبر عنه كما يخبر عن الاسم ألا ترى أنك لا نقول : إلى منطلق كما تقول : (الرجل منطلق) ولا عن ذاهب كما تقول : (زيد ذاهب) ولا يجوز أن يكون خبرا لا تقول : (عمرو إلى) و (لا بكر عن) فقد بان أن الحرف من الكلم الثلاثة هو الذي لا يجوز أن تخبر عنه ولا يكون خبرا.
والحرف لا يأتلف منه مع الحرف كلام لو قلت : (أمن) تريد ألف الاستفهام (ومن) التي يجر بها لم يكن كلاما وكذلك لو قلت : ثم قد تريد (ثم) التي للعطف وقد التي تدخل على الفعل لم يكن كلاما ولا يأتلف من الحرف مع الفعل كلام لو قلت : أيقوم ولم تجد ذكر أحد ولم يعلم المخاطب أنك تشير إلى إنسان لم يكن كلاما ولا يأتلف أيضا منه مع الاسم كلام لو قلت : (أزيد) كان كلاما غير تام فأما (يا زيد) وجميع حروف النداء فتبين استغناء المنادي بحرف النداء وما يقوله النحويون : من أن ثم فعلا يراد تراه في باب النداء إن شاء الله. ([1])
الحرف في الاصطلاح ما دلّ على معنى في غيره وفي اللغة طرف الشيء كحرف الجبل وفي التنزيل (ومن النّاس من يعبد الله على حرف) الآية أي على طرف وجانب من الدين أي لا يدخل فيه على ثبات وتمكن فهو إن أصابه خير من صحّة وكثرة مال ونحوهما اطمأنّ به ، وإن أصابته فتنة أي شرّ من مرض أو فقر أو نحوهما انقلب على وجهه عنه. ([2])
والذي يأتلف منه الكلام (٢) الثلاثة الاسم والفعل والحرف فالاسم قد يأتلف مع الاسم نحو قولك : (الله إلهنا) ويأتلف الاسم والفعل نحو : قام عمرو ولا يأتلف الفعل مع الفعل والحرف لا يأتلف مع الحرف فقد بان فروق ما بينهما.
أن الحرف لا يخلو من ثمانية مواضع إما أن يدخل على الاسم وحده مثل الرجل أو الفعل وحده مثل سوف أو ليربط اسما بإسم : جاءني زيد وعمرو أو فعلا بفعل أو مفعل باسم أو على كلام تام أو ليربط جملة بجملة أو يكون زائدا.
أما دخوله على الاسم وحده فنحو لام التعريف إذا قلت : الرجل والغلام فاللام أحدث معنى التعريف وقد كان رجل وغلام نكرتين. ([3])
أما دخوله على الفعل فنحو سوف والسين إذا قلت : سيفعل أو سوف يفعل فالسين وسوف بهما صار الفعل لما يستقبل دون الحاضر وقد بينا هذا.
وأما ربطه الاسم بالاسم فنحو قولك : جاء زيد وعمرو فالواو ربطت عمرا بزيد.
وأما ربطه بالفعل نحو قولك : قام وقعد وأكل وشرب.
وأما ربطه الاسم بالفعل فنحو : مررت بزيد ومضيت إلى عمرو.
وأما دخوله على الكلام التام والجمل فنحو قولك : أعمرو أخوك وما قام زيد ألا ترى أن الألف دخلت على قولك (عمرو أخوك) وكان خبرا فصيرته استخبارا وما دخلت على : قام زيد وهو كلام تام موجب فصار بدخولها نفيا.
وأما ربطه جملة بجملة فنحو قولك : إن يقم زيد يقعد عمرو وكان أصل الكلام يقوم زيد يقعد عمرو فيقوم زيد ليس متصلا بيقعد عمرو ولا منه في شيء فلما دخلت (إن) جعلت إحدى الجملتين شرطا والأخرى جوابا. ([4])
وأما دخوله زائدا فنحو قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) [آل عمران : ١٥٩] والزيادة تكون لضروب سنبينها في موضعها إن شاء الله.
ذكر ما يدخله التغيير من هذه الثلاثة وما لا يتغير منها
اعلم أنه إنما وقع التغيير من هذه الثلاثة في الاسم والفعل دون الحرف ؛ لأن الحروف أدوات تغير ولا تتغير فالتغيير الواقع فيهما على ضربين :
أحدهما : تغيير الاسم والفعل في ذاتهما وبنائهما فيلحقهما من التصاريف ما يزيل الاسم والفعل ونضد حروف الهجاء التي فيهما عن حاله.
وأما ما يلحق الاسم من ذلك فنحو التصغير وجمع التكسير تقول في تصغير حجر : حجير فتضم الحاء وكانت مفتوحة وتحدث ياء ثالثة فقد غيرته وأزالته من وزن فعل إلى وزن (فعيل) وتجمعه فتقول : أحجار فتزيد في أوله همزة ولم تكن في الواحد وتسكن الحاء وكانت متحركة وتزيد ألفا ثالثة فتنقله من وزن فعل إلى وزن أفعال ، وأما ما يلحق الفعل فنحو : قام ويقوم وتقوم واستقام وجميع أنواع التصريف لاختلاف المعاني. ([5])
الحروف تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول منها يدخل على الأسماء فقط دون الأفعال فما كان كذلك فهو عامل في الاسم.
والحروف العوامل في الأسماء نوعان :
نوع منها يخفض الأسماء
جمعها ابن مالك في الألفية فقال :
هاك حروف الجر وهي من إلى حتى خلا حاشا عدا في عن على
مذ منذ رب اللام كـــي واو وتا والكاف والـــــــباء ولــعل ومتى
قال ابن عقيل : هذه الحروف العشرون كلها مختصة بالأسماء وهي تعمل فيها الجر وتقدم الكلام على خلا وحاشا وعدا في الاستثناء وقل من ذكر كي ولعل ومتى في حروف الجر. ([6])
ويدخل ليصل اسما باسم أو فعلا باسم.
أما وصله أسما بإسم فنحو قولك : خاتم من فضة ، وأما وصله فعلا بإسم فنحو قولك : مررت بزيد.
والنوع الثاني : يدخل على المبتدأوالخبر فيعمل فيهما مررت الاسم ويرفع الخبر نحو (إن وأخواتها )
هذه هي الأحرف المشبّهة بالأفعال وشبّهت بها لأنّها تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعده وهنّ سبعة أحرف : ” إنّ ، أنّ ، كأنّ ، ليت ، لعلّ ، لكنّ ، ولا النافية للجنس وحكم هذه الأحرف : أن كلّ هذه الأحرف تنصب المبتدأ ـ غير الملازم للتّصدير ـ (كأسماء الاستفهام) ويسمّى اسمها وترفع خبره ـ غير الطلبي الإنشائي ـ (الطلبي : كالأمر والنهي والاستفهام والانشائي :كالعقود مثل بعت واشتريت. ويسمّى خبرها. ([7])
كقولك : زيد قائم وجميع هذه الحروف لا تعمل في الفعل ولا تدخل عليه لا تقول : مررت بيضرب وإلى ذهبت إلا قام ولا أن يقعد قائم. ([8])
والقسم الثاني من الحروف :
ما يدخل على الأفعال فقط ولا يدخل على الأسماء وهي التي تعمل في الأفعال فتنصبها وتجزمها نحو : (أن) في قولك : أريد أن تذهب فتنصب و (لم) في قولك : لم يذهب فتجزم ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول : لم زيد ولا : أريد أن عمرو. ([9])
والقسم الثالث من الحروف :
ما يدخل على الأسماء وعلى الأفعال فلم تختص به الأسماء دون الأفعال ولا الأفعال دون الأسماء وما كان من الحروف بهذه الصفة فلا يعمل في اسم ولا فعل نحو ألف الاستفهام تقول : أيقوم زيد فيدخل حرف الاستفهام على الفعل ثم تقول : أزيد أخوك فيدخل الحرف على الاسم وكذلك (ما) إذا نفيت بها في لغة من لميشبهها بليس فإنه يدخلها على الاسم والفعل ولا يعملها كقولك : وما زيد قائم ما قام زيد ومن شبهها (بليس) فاعملها لم يجز أن يدخلها على الفعل إلا أن يردها إلى أصلها في ترك العمل ونحن نذكر جميع الحروف منفصلة في أبوابها إن شاء الله. ([10])
فإن قال قائل : ما بال لام المعرفة لم تعمل في الاسم وهي لا تدخل إلا على الاسم ولا يجوز أن تدخل هذه اللام على الفعل قيل : هذه اللام قد صارت من نفس الاسم ألا ترى قولك : رجل يدلك على غير ما كان يدل عليه الرجل وهي بمنزلة المضاف إليه الذي يصير مع المضاف بمنزلة اسم واحد نحو قولك : عبد الملك ولو أفردت عبدا من الملك لم يدل على ما كان عليه عبد الملك وكذلك الجواب في السين وسوف إن سأل سائل فقال : لم لم يعملوها في الأفعال إذ كانتا لا تدخلان إلا عليها فقصتهما قصة الألف واللام في الاسم ، وذلك أنها إنما هي بعض أجزاء الفعل فتفهم هذه الأصول والفصول فقد أعلنت في هذا الكتاب أسرار النحو وجمعته جمعا يحضره وفصلته تفصيلا يظهره ورتبت أنواعه وصنوفه على مراتبها بأخصر ما أمكن من القول وأبينه ليسبق إلى القلوب فهمه ويسهل على متعلميه حفظه.
واعلم أنه ربما شذ الشيء عن بابه فينبغي أن تعلم : أن القياس إذا اطرد في جميع الباب لم يعن بالحرف الذي يشذ منه فلا يطرد في نظائره وهذا يستعمل في كثير من العلوم ولو اعترض بالشاذ على القياس المطرد لبطل أكثر الصناعات والعلوم فمتى وجدت حرفا مخالفا لا شك في خلافه لهذه الأصول فاعلم أنه شاذ ، فإن كان سمع ممن ترضى عربيته فلا بد من أن يكون قد حاول به مذهبا ونحا نحوا من الوجوه أو استهواه أمر غلطه.
والشاذ على ثلاثة أضرب : منه ما شذ عن بابه وقياسه ولم يشذ في استعمال العرب له نحو : استحوذ ، فإن بابه وقياسه أن يعل فيقال : استحاذ مثل استقام واستعاذ وجميع ما كان على هذا المثال ولكنه جاء على الأصل واستعملته العرب كذلك ومنه ما شذ عن الاستعمال ولم يشذ عن القياس نحو ماضي يدع ، فإن قياسه وبابه أن يقال : ودع يدع إذ لا يكون فعل مستقبل إلا له ماض ولكنهم لم يستعملوا ودع استغنى عنه (بترك) فصار قول القائل الذي قال : ودعه شاذا وهذه أشياء تحفظ ومنه ما شذ عن القياس والإستعمال فهذا الذي يطرح ولا يعرج عليه نحو ما حكى من إدخال الألف واللام على اليّجدع وأنا أتبع هذا الذي ذكرت من عوامل الأسماء والأفعال والحروف بالأسماء المفعول فيها فنبدأ بالمرفوعات ثم نردفها المنصوبات ثم المخفوضات فإذا فرغنا من الأسماء وتوابعها وما يعرض فيها ذكرنا الأفعال وإعرابها وعلى الله تعالى نتوكل وبه نستعين .
بعض المسائل الخلافية المتعلقة بالحروف
ان تقي الدين الدين النيلي مر على بعض المسائل الخلافية بين المدرستين البصرية والكوفية المتعلقة بالحروف وذكرها في كتابه التحفة الشافية في شرح الكافية وكان كثيرا ما يؤيد المذهب البصري وفي بعض الأحيان يتخذ رأيا خاصا به وبعض الأحيان القليلة يقف مع الكوفيين وسوف نفصل هذا المسائل ..
المسألة الأولى: ( ربَّ ) هل هي حرف ام اسم ؟
رب” حرف جر بشرط أن تكون مسبوقة “بالواو”، أو: “بالفاء”، أو “بل” نحو:
وعامل بالحرام، يأمر بالبر، … كهاد يخوض في الظلم
يجوز حذف “رب” لفظًا، مع إبقاء عملها ومعناها كما كانت، وهذا الحذف قياسي بعد “الواو”، و”الفاء”، و”بل”، ولكنه بعد الأول أكثر، وبعد الثاني كثير، وبعد الثالث قليل بالنسبة للحرفين الآخرين، نحو:
وجانب من الثرى يدعي الوطن … ملء العيون، والقلوب، والفطن
ونحو: أن تسمع من يقول: “ما أعجب ما قرأته على صفحات الوجوه اليوم”، فتقول: “فحزين قضى الليل هما طلع النهار عليه بما بدد أحزانه، ومبتهج نام ليلة قريرًا، ثم أفاق على هم وبلاء”، ونحو: “بل حزين قد تأسى بحزين أي: رب جانب. . . رب حزين قضى الليل. . . رب مبتهج. . . رب حزين قد تأسي. . .
وكل حرف من هذه الثلاثة يسمى: “العوض” عن: “رب” ؛ أو: “النائب عنها”؛ لأنه يدل عليها، وهو مبني لا محل له من الإعراب؛ والاسم المجرور بعده، مجرور برب المحذوفة ، وليس مجرورًا في الصحيح العوض عنها أو النائب ([11])
وحذفت “رب”، فجرت بعد: “بل” … و”الفا” وبعد: “الواو شاع ذا العمل حيث يرى سيبويه أن الجر هو بكلمة: “رب” المحذوفة، أما الواو، والفاء، وبل، فحروف عطف مهملة هنا لا تعمل شيئًا، مع أن نائبة عن: “رب” ودالة عليها، وكثير من النحاة يقول: إن العمل هو للحرف النائب وليس للمحذوف ، وهذا الخلاف شكلي محض لا أثر له . ([12])
اما خلاف الكوفيين مع البصرين على كون ( ربَّ ) اسم او فعل : ([13])
ذهب الكوفيون إلى أن «ربّ» اسم. و ذهب البصريون إلى أنه حرف جر.
أما الكوفيون فإنهم احتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه اسم حملا على «كم» لأن «كم» للعدد و التكثير، و «ربّ» للعدد و التقليل، فكما أن كم اسم فكذلك ربّ.
و الذي يدل على أن ربّ ليست بحرف جر أنها تخالف حروف الجر، و ذلك في أربعة أشياء؛ أحدها: أنها لا تقع إلا في صدر الكلام، و حروف الجر لا تقع في صدر الكلام، و إنما تقع متوسطة؛ لأنها إنما دخلت رابطة بين الأسماء و الأفعال.
و الثاني: أنها لا تعمل إلا في نكرة، و حروف الجر تعمل في النكرة و المعرفة.
و الثالث: أنها لا تعمل إلا في نكرة موصوفة، و حروف الجر تعمل في نكرة موصوفة و غير موصوفة، و الرابع: أنه لا يجوز عندكم إظهار الفعل الذي تتعلق به.
و كونه على خلاف الحروف في هذه الأشياء دليل على أنه ليس بحرف.
و الذي يدل دلالة ظاهرة على أنه ليس بحرف أنه يدخله الحذف فيقال في ربّ «رب» قال اللّه تعالى: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ[الحجر: 2] قرىء بالتخفيف كما قرىء بالتشديد، و فيها أربع لغات: ربّ و رب و ربّ و رب- بضم الراء و تشديد الباء و تخفيفها، و فتح الراء و تشديد الباء و تخفيفها- فدلّ على أنها ليست بحرف.
و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أنها حرف أنها لا يحسن فيها علامات الأسماء و لا علامات الأفعال، و أنها قد جاءت لمعنى في غيرها كالحرف، و هو تقليل ما دخلت عليه نحو «ربّ رجل يفهم» أي ذلك قليل.
ولكن تقي الدين خالف المذهب الكوفي كما هو معتاد حيث قال ( ربَّ حرف وهي عند الكوفيين اسم ) ([14]) .
المسألة الثانية: عمل الواو في ( وربَّ ) :
ذهب الكوفيون إلى أن واو رب تعمل في النكرة الخفض بنفسها وإليه ذهب أبو العباس المُبَرِّد من البصريين. وذهب البصريون إلى أن واو رب لا تعمل، وإنما العمل لربَّ مقدرة.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إن الواو هي العاملة لأنها نابت عن رُبّ، فلما نابت عن رُبّ وهي تعمل الخفض فكذلك الواو لنيابتها عنها، وصارت كواو القسم؛ فإنها لما نابت عن الباء عملت الخفض كالباء، فكذلك الواو ههنا: لما نابت عن رُبّ عملت الخفض كما تعمل رُبّ، والذي يدل على أنها ليست عاطفة أن حرف العطف لا يجوز الابتداء به، ونحن نرى الشاعر يبتدئ بالواو في أول القصيدة، كقوله: ([15])
وبَلَدٍ عَامِيَةٍ أَعْمَاؤُهُ كأن لون أرضه سماؤه
وقول الاخر :
وبلدة ليس بها أنيس
وما أشبه ذلك؛ فدلَّ على أنها ليست عاطفة، فَبَانَ بهذا صحة ما ذهبنا إليه.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا: إن الواو ليست عاملة، وإن العمل لرُبَّ مقدرة، وذلك لأن الواو حرف عطف، وحرف العطف لا يعمل شيئًا؛ لأن الحرف إنما يعمل إذا كان مختصًّا، وحرف العطف غير مختص؛ فوجب أن لا يكون عاملًا، وإذا لم يكن عاملًا وجب أن يكون العامل رُبّ مقدرة. ([16])
والذي يدل على أنها واو العطف وأن رب مضمرة بعدها أنه يجوز ظهورها معها، نحو “ورب بلد” وسنبيّن ذلك مستوفى في الجواب.
اما تقي الدين فرأيهُ موافق لرأي البصرين ومختلف عن الكوفيين حيق يقول ( والواو على ثمانية اضرب ، اثنان منهم ينجر ما بعدهما وهما : واو ربَّ و واو القسم .. ) ([17])
المسألة الثالثة:( 23 ) العطف على اسم “إنَّ” بالرفع قبل مجيءالخبر : ([18])
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز العطف على موضع “إن” قبل تمام الخبر، واختلفوا بعد ذلك؛ فذهب أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي إلى أنه يجوز ذلك على كل حال، سواء كان يظهر فهي عمل “إن” أو لم يظهر، وذلك نحو قولك: “إن زيدًا وعمرو قائمان، وإنك وبكرٌ منطلقان”. وذهب أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء إلى أنه لا يجوز ذلك إلا فيما لم يظهر فيه عمل إن. وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز العطف على الموضع قبل تمام الخبر على كل حال.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على جواز ذلك النقل والقياس:
أما النقل فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ والنَصَارَى} [المائدة: 69] وجه الدليل أنه عطف {الصَّابِئِونَ} على موضع “إن” قبل تمام الخبر -وهو قوله: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: من الآية62]- وقد جاء عن بعض العرب فيما رواه الثقات “إنَّك وزيد ذاهبان” وقد ذكره سيبويه2 في كتابه؛ فهذان دليلان من كتاب الله تعالى ولغة العرب.
وأما من جهة القياس فقالوا: أجمعنا على أنه يجوز العطف على الموضع قبل تمام الخبر مع لا، نحو “لا رجلَ وامرأةٌ أفضلُ منك” فكذلك مع “إنَّ” لأنها بمنزلتها، وإن كانت إن للإثبات ولا للنفي؛ لأنهم يحملون الشيء على ضده كما يحملونه على نظيره، يدل عليه أنَّا أجمعنا على أنه يجوز العطف على الاسم بعد تمام الخبر، فكذلك قبل تمام الخبر؛ لأنه لا فرق بينهما عندنا، وأنه قد عرف من مذهبنا أن “إنَّ” لا تعمل في الخبر لضعفها، وإنما يرتفع بما كان يرتفع به قبل دخولها، فإذا كان الخبر يرتفع بما كان يرتفع به قبل دخولها؛ فلا إحالة إذن؛ لأنه إنما كانت المسألة تَفْسُدُ أنْ لو قلنا إن “إن” هي العاملة في الخبر فيجتمع عاملان فيكون محالًا، ونحن لا نذهب إلى ذلك؛ فصحَّ ما ذهبنا إليه.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أن ذلك لا يجوز أنك إذا قلت “إنك وزيدٌ قائمأن” وجب أن يكون “زيد” مرفوعًا بالابتداء، ووجب أن يكون عاملا في خبر “زيد” وتكون “إن” عاملة في خبر الكاف، وقد اجتمعا في لفظ واحد؛ فلو قلنا “إنه يجوز فيه العطف قبل تمام الخبر” لأدَّى ذلك إلى أن يعمل في اسم واحد عاملان، وذلك محال.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما احتجاجهم بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ} [المائدة: 69] فلا حجة لهم فيه من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنا نقول: في هذه الآية تقديم وتأخير، والتقدير فيها: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك، كما قال الشاعر: ([19])
غَدَاةَ أحلَّت لابن أَصْرَمَ طَعْنَةٌ … حُصَيْنٍ عَبِيطَاتِ السَّدَائِفِ والخَمْرُ
فرفع “الخَمْرُ” على الاستئناف، فكأنه قال: والخمرُ كذلك.
وقال الآخر: ([20])
وعضُّ زَمَان يا ابن مروان لم يَدَعْ … من المال إلا مُسْحَتًا أو مُجَلَّفُ
فرفع “مجلف” على الاستئناف، فكأنه قال: أو مجلف كذلك، وهذا كثير في كلامهم.
والوجه الثاني: أن تجعل قوله تعالى: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيوْمِ الْآخِرِ} [البقرة: من الآية62] خبر للصابئين والنصارى، وتضمر للذين آمنوا والذين هادوا خبرًا مثل الذي أظهرت للصابئين والنصارى؛ ألا ترى أنك تقول “زيدٌ وعمروٌ قائم” فتجعل قائمًا خبرًا لعمرو، وتضمر لزيد خبرًا آخر مثل الذي أظهرت لعمرو، وإن شئت أيضًا جعلته خبرًا لزيد وأضمرت لعمرو خبرًا آخر.
وقال الشاعر، وهو بشر بن أبي خازم: ([21])
وألا فاعلموا أنَّا وأنتم … بغاةٌ، ما بقينا في شِقَاقِ
فإن شئت جعلت قوله: “بغاة” خبرًا للثاني وأضمرت للأول خبرًا، ويكون التقدير: وإلا فاعلموا أنا بغاة وأنتم بغاة، وإن شئت جعلته خبرًا للأول وأضمرت للثاني خبرًا، على ما بيَّنَّا.
والوجه الثالث: أن يكون عطفًا على المضمر المرفوع في “هادوا” وهادوا بمعنى تابوا. وهذا الوجه عندي ضعيف؛ لأن العطف على المضمر المرفوع قبيح وإن كان لازمًا للكوفيين؛ لأن العطف على المضمر المرفوع عندهم ليس بقبيح، وسنذكر فساد ما ذهبوا إليه في موضعه، إن شاء الله تعالى.
وأما ما حكوه عن بعض العرب “أنك وزيد ذاهبان” فقد ذكر سيبويه أنه غلط من بعض العرب، وهذا لأن العربي يتكلم بالكلمة إذا استهواه ضرب من الغلط فيعدل عن قياس كلامه، كما قالوا “ما أغفله عنك شيئًا”، وكما قال زهير، ويقال صِرْمَةُ الأنصاري: ([22])
بدا لي أني لست مُدْرِكَ ما مَضَى … ولا سابق شيئًا إذا كان جَائيَا
فقال “سابقٍ” على الجر؛ وكان الوجه “سابقًا” بالنّصب.
وقال الآخر: ([23])
أَجِدَّكَ لست الدَّهْرَ رَائِي رَامَـــــــــةٍ ولا عاقلٍ إلا وأنت جَنيــــــــــــــبُ
ولا مُصْعِدٍ في المُصْعِدِينَ لِمَنْعِجٍولا هَابِطٍ ما عِشْتُ هَضْبَ شَطِيبِ
رأي تقي الدين النيلي :
اما تقي الدين النيلي فذكر هذه المسألة في كتابة وذكر الآراء المختلفة حيث قال ( هذا الخلاف الذي ذكره فيه تخليط فان الكسائي يجيز الرفع في المعطوف على اسم ( إن ) مطلقا سواء كان اسم ان مبنيا ، او معربا فيجيز : ( ان زيدا وعمرو قائمان ) ، وأما الفراء فانه يجيز الرفع على اسم ( ان ) بالرفع ـ قبل مضي الخبر اذا كان مبنيا محتجا بقولة تعالى (( إن الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الاخر )) فرفع الصابئين معطفا على موضع اسم ( إن ) قبل مضي الخبر لكون اسم ( إن ) مبنيا وهو (( الذين امنوا )) وقالوا لا حجة فيه لان خبر إن محذوف دل عليه قولة ( من أمن ) أي ان الذين امنوا والذين هادوا من امن بالله وخبر الصابئون من أمن الثابت ويجوز ان يكون ( من أمن ) خبر إن وخبر الصابئين محذوف فيدخل في اشتراط مضي الخبر تقديرا )) ([24])
ولكن رأي تقي الدين النيلي كما هو معتاد يرجح رأي البصريين دائما حيث يقول ( واما اذا عطفت قبل مضي الخبر فالواجب عند البصريين النصب وتثنية الخبر مع الواو وهو المختار )([25])
المسألة الرابعة: تركيب كلمة ( كأن ) :
عند لفظ كلمة ( كأن )يأخذنا الكلام الى التشبيه ونحن نعرف ان التشبيه من المواضيع المهمة في البلاغة النحوية وهو موضع بلاغي وليس نحوي ولكن لا بأس بالوقوف حولة ولو باختصار ..
للتشبيه روعة وجمال، وموقع حسن في البلاغة؛ وذلك لإخراجه الخفي إلى الجلي، وإدنائهاً البعيد من القريب، يزيد املعاني رفعة ووضوح ً ا، ويكسبها جمالا ً وفضلا، ويكسوها شرفً ونُبلا َّ ؛ فهو فن واسع النطاق، فسيح الخطو، ممتد الحواشي، متشعب الأطراف، متوعر المسلك، غامض المدرك، دقيق المجرى، غزير الجدوى.
ومن أساليب البيان أنك إذا أردت إثبات صفة لموصوف مع التوضيح، أو وجه منالمبالغة — عمدت إلى شيء آخر، تكون هذه الصفة واضحة فيه، وعقدت بني الاثننينَّ مماثلة، تجعلها وسيلة لتوضيح الصفة، أو املبالغة في إثباتها؛ لهذا كان التشبيه أوطريقة تدل عليه الطبيعة لبيان المعنى ([26])
التشبيه لغة: التمثيل، يقال: هذا شبه هذا ومثيله.ِصد اشتراكهما في صفة ما
والتشبيه اصطلاحا: عقد مماثلة بين أمرين أو أكثر، قصد اشتراكهما في صفة او أكثر، بأداة؛ لغرض بقصده المتكلم . ([27])
وأركان التشبيه أربعة: ([28])
1 ــ المشبه : هو الأمر الذي يُراد إلحاقه بغريه.
2 ــ المشبه به: هو الأمر الذي يلحق به المشبه .
هذان الركنان يُسميان طرفي التشبيه.
3 ـــ وجه الشبه: هو الوصف المشترك بين الطرفين ، ويكون في المشبه به أقوى منه في المشبه ، وقد يُذكر وجه الشبه في الكلام، وقد يُحذف .
4 ــ أداة التشبيه: هي اللفظ الذي يدل على التشبيه، ويربط المشبه بالمشبه به، وقد
تُذكر الأداة في التشبيه وقد تُحذف، نحو: كان عمر في رعيته كالميزان في العدل، وكان فيهم كالوالد في الرحمة والعطف .
ومن اهم حروف التشبيه في ( كأن ــ الكاف )
وموضعنا هو على كلمة ( كأنَّ ) :
يذكر كاتب الكافية في كتابة ( كأن للتشبيه وتخفف فتلغى على الافصح )
حيث يعقب النيلي على هذا الكلام ويقول : أما كأن فقيل هي مركبة من حرف التشبيه الكاف وانَّ ، والاصل : ( إن زيد كالأسد ) فنقلت الكاف من وسط الجملة الى أولها لشدة عنايتهم بالتشبيه ليفتتح الكلام بالشبيه حيث ابتدأت بها شاك والاصل نضيره او حيث مضى فيها اول الكلام على لفظ اليقين ثم طرأ التشبيه من اخر الكلام كما طرأ الشك في العطف بأو من ار الكلام وفتحت لاجل . ([29])
وقيل : لانها في موضع جر بالكاف ، وقيل لان الكاف لا تدخل الا على مفرد لكونها حرف جر ـ والمكسورة على ما بعدها جملة فلم تدل الكاف عليهما .
وقيل : لو كانت الكاف جارة لكان موضع اسمها وخبرها جرا ولتعلقت الكاف .
قيل : لا يلزم ذلك اما امتناع الجر عند من يأباه ، فلأن الكاف مركبة مع ( ان ) فهي كجزء منها ، وبعض الكلمة لا يعمل مع البعض الاخر ، واما التعلق فان الكاف في قولة تعالى ( ليس كمثلة شيء ) غير متعلقة ([30] )
فلو قلت الكاف زائدة في الأية وفي ( كأن ) غير زائدة ، لافادتها معنى التشبيه .
وهنالك رأي ار لبعض العلماء حيث يقولون هي غير مركبة بل هي كلمة موضوعه للتشبيه من أول امرها لان الأصل الافراد فلا يعدل عنه الا بدليل ([31])
اما البصريين فرأيهم مثل رأي الخليل وسيبوبه والاخفش وابن جني والفراء حيث قالوا ( كأن مركبة من حرف التشبيه وإن ) ([32])
اما تقي الدين النيلي فقد وافق البصريين في الرأي حيث قال : ( لولا في قولك لولاك ولولا حرف جر عند سيبويه ، وهي غير متعلقة بشيء ، والكاف في كأن كذلك ) ([33])
المسألة الخامسة: تركيب كلمة ( لكن ) :
( لكن ) : من الكلمات العربية التي تكلموا عنها علماء النحو كثيرا واختلوا كثرا فنرى ان اغلب النحاة العرب تكلموا عن هذه الأداة بشكل واسع ونرى ان هذه الأداة خلقت خلافات كبيرة بين المدارس النحوية ..
لكن : بتخفيف النون حرف، له قسمان: الأول: أن تكون مخففة من لكن الثقيلة. ولا عمل لها، إذا خففت، خلافاً ليونس، والأخفش فإنهما أجازا ذلك. ورد بأنه غير مسموع. وقد حكي عن يونس أنه حكاه عن العرب. وعلى مذهب الجمهور يكون ما بعدها مبتدأ وخبراً، نحو ” ولكن الشياطين كفروا ([34])
واختار الكسائي، والفراء، وأبو حاتم، والتشديد إذا كان قبلها الواو، لأنها حينئذ تكون عاملة عمل إن، وليست عاطفة، والتخفيف إذا لم يكن قبلها واو، لأنها حينئذ عاطفة، فلا تحتاج إلى واو ك بل. وهذا القسم – أعني لكن المخففة – ليس حرفاً أصلياً. وإنما هو فرع لكن المشددة. ويأتي الكلام عليها في باب الخماسي.
لكن” للاستدراك يعني مخالفة حكم ما قبلها لحكم ما بعدها وهذا يستدعي وجود طرفين نقيضين احدهما مثبت والآخر منفي، وهذا هو: قيد الاستدراك؛ وإلا فإنه لا يستقيم استعمالها في وجود توافق بين الحكمين.
ان عظم الأداة اللغوية يكمن فيما تحمله من أسرار جمالية يستهدفها النص للوصول الى الفكرة، فالمحتوى الداخلي للأداة يتحدد من خلال السياق.
لقد ظهر للنحاة باستقراء هذه الاداة – لكن-، انها تختزل مضامين بلاغية تنشأ عن تشبهها بالفعل، واتخاذ لبوسا منه؛ لا ينفك عنها يتجلى في عدة أفعال: – وهذا كما ترى تعبيرا عن دلالة التضمين للأدوات-:
ــ استدرك
ــ أؤكد
ــ أنفي حكم ما قبلها وأثبت حكم جديدا ومخالفا بعدها
ــ اعتذر عن بيان قصر في الفهم
ــ انسب حكما مناقضا لما جاء قبلها
اتساع المعاني المختزلة في تركيب الأداة “لكن”
نفي ورفع ما يتوهم ثبوته وتحققه، وإثبات ما يتوهم نفيه ، أي: رفع توهم تولد من كلام سابق .
ــ اسْتِدْرَاكُ مَا فَاتَ او ما فـُوّت
ــ نقص معنوي ينشأ عن قصر في الفهم والادراك
ـــ تُثبِت لما بعدها حُكمًا مخالفًا لحكم ما قبلها
ــ عطف وتأكيد لما بعدها
فهي -لكن- : حرف مشبه بالفعل من حروف المعاني الرباعية حيث ان أصَلها لاكن فالالف بها تحذف كتابة وخطًّا وتؤكد لفظا وقولا، وقولنا للاستدراك يعني بالضرورة أنه لا يصح بها صدارة الجملة والابتداء بها، كونها حالة تتوسط طرفي نقيض؛ أي: لنفي ما قبلها وتثبيت ما بعدها؛ لذا فإن ما بعدها مترتب على ما قبلها، فلا تقع إلا بين متنافيين؛ أو متغايرين؛ وإن كانت حالة التوافق تجمعهما لم يجز، بإجماع علماء النحو. قال الزمخشري: لكن للاستدراك، توسطها بين كلامين متغايرين، نفياً وإيجاباً. فتستدرك بها النفي بالإيجاب، والإيجاب بالنفي.
وتجد قوة تركيب (لكن) إذا حللناها لأصولها -على اعتبار انها مركبة- فستجد انها اتخذت معان نتيجة من اتحاد عناصر :
النفيٍ: ومسوغه عنصر (لا) فهي تنفي اخبارا متقدم
تاكيد وتثبيت (النون) بمنزلة (إن) الخفيفة أو الثقيلة ، إلا أن الهمزة حذفت منها استثقالاً؛ فهي -إن- تُثبت خبراً متأخراً . ([35])
لاجتماع ثلاثة معان في كلمة واحدة، ف لا تنفي خبراً متقدماً و، ولذلك لا تكاد تجيء إلا بعد نفي وجحد، مثل قوله جلّ ثناؤه: ” وما رمَيْتَ إذا رميتَ ولكنّ الله رمى ” .
هنالك رأي نحوي يقول ان : أن تكون حرف عطف. هذا مذهب جمهور النحويين. ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال: أحدها أنها لا تكون عاطفة، إلا إذا لم تدخل عليها الواو. وهو مذهب الفارسي. قيل: وأكثر النحويين.
والثاني أنها عاطفة، ولا تستعمل إلا بالواو، والوا مع ذلك زائدة. وصححه ابن عصفور. قال: وعليه ينبغي أن يحمل كلام سيبويه، والأخفش. لأنهما قالا: إنها عاطفة. ولما مثلا العطف بها مثلاً مع الواو والثالث أن العطف بها، وأنت مخير في الإتيان بالواو. وهو مذهب ابن كيسان. ([36])
وذهب يونس إلى أن لكن ليست عاطفة، بل هي حرف استدراك، والواو قبلها عاطفة لما بعدها، عطف مفرد عل مفرد. ووافقه ابن مالك، في التسهيل، على أنها غير عاطفة، لكنه ذكر في شرحه أن الواو قبلها عاطفة جملة، وتضمر لما بعدها عاملاً. فإذا قلت ما قام سعد ولكن سعيد فالتقدير: ولكن قام سعيد. وإنما جعله من عطف الجمل، لما يلزم، على مذهب يونس، من مخالفة المعطوف بالواو لما قبلها، وحقه أن يوافقه. ([37])
واستدل من قال، بأن لكن غير عاطفة، بلزوم اقترانها بالواو قبل المفرد. قال ابن مالك: وما يوجد في كتب النحويين، من نحو ما قام سعد لكن سعيد، فمن كلامهم لا من كلام العرب. ولذلك لم يمثل سيبويه، في أمثلة العطف، إلا ب ولكن. وهذا من شواهد أمانته، وكمال عدالته، لأنه يجيز العطف بها غير مسبوقة بواو، وترك التمثيل به لئلا يعتقد أنه مما استعملته العرب.
اما تركيب الكلمة فقد اختلف البصرين مع الكوفيين :
ــ مذهب البصريين : ( لكن ) ، مفردة ([38])
ــ مذهب الكوفيين : ( لكن ) ، مركبة واصلها ( إن ) واضيف لها ( لا ) و ( ك ) ، وتم حذف همزة ( إن ) ، ومسوغ هذا في مذهبهم دخول الام في خبره كما تدخل في خبر ( إن ) ، والشاهد قول الشاعر :
ولكنني في حبها لعميد ..
اما تقي الدين النيلي فقد صرح باسم البصريين وقال(قلت :لكن مفردة عند البصريين ولو سميت به لكان وزنها فاعلا بتشديد اللام)
المسألة السادسة: مجيء واو العطف زائدة :
ذهب الكوفيون إلى أن الواو العاطفة يجوز أن تقع زائدة، وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش وأبو العباس المُبَرِّد وأبو القاسم بن بَرْهَان من البصريين.
وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز. ([39])
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على أن الواو يجوز أن تقع زائدة أنه قد جاء ذلك كثيرًا في كتاب الله تعالى وكلام العرب، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهاَ} [الزمر: 73] فالواو زائدة ([40]) لأن التقدير فيه: فتحت أبوابها؛ لأنه جواب لقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} كما قال تعالى في صفة سوق أهل النار إليها: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا َفُتِحَتْ أَبْوَابُهاَ} [الزمر: 71] ولا فرق بين الآيتين، وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} [الأنبياء: 96، 97] فالواو زائدة؛ لأن التقدير فيه: اقترب؛ لأنه جواب لقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ} وقال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق: 1-5] والتقدير فيه أذنت، لأنه جواب “إذا” والشواهد على هذا النحو من التنزيل كثيرة. ([41])
وقال الشاعر:
فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحةَ الحَيِّ وانْتَحى … بنا بَطْنُ حِقْفٍ ذِي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ([42])
والتقدير فيه: انتحى، والواو زائدة؛ لأنه جواب “لما” .
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الواو في الأصل حرف وُضِعَ لمعنى؛ فلا يجوز أن يحم بزيادته مهما أمكن أن يُجْزَى على أصله، وقد أمكن ههنا، وجميع ما استشهدوا به على الزيادة يمكن أن يُحْمَل فيه على أصله وسنبين ذلك في الجواب عن كلماتهم.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما احتجاجهم بقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] فنقول: هذه الآية لا حجة لكم فيها؛ لأن الواو في قوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} عاطفة وليست زائدة، وأما جواب {إِذَا} فمحذوف، والتقدير فيه: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها فَازُوا ونَعِمُوا، وكذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، واقترب} [الأنبياء: 96، 97] الواو فيه عاطفة، وليست زائدة، والجواب محذوف، والتقدير فيه: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون قالوا يا ويلنا، فحذف القول، وقيل: جوابها: “فإذا هي شاخصة”، وكذلك قول الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق 1: 5] الواو فيه عاطفة، وليست زائدة، والجواب محذوف، والتقدير فيه: إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخَلَّتْ وأذنت لربها وحقت يرى الإنسان الثواب والعقاب، ويدل على هذا التقدير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} [الانشقاق: 6] أي ساعٍ إليه في عملك، والكَدْحُ: عمل الإنسان من الخير والشر الذي يُجَازَى عليه بالثواب والعقاب. ([43])
وأما قول الشاعر:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى … بنا بطن حقف ذي قِفافٍ عقنقل
فالواو فيه أيضًا عاطفة، وليست زائدة، والجواب مقدر، والتقدير فيه: فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن حقف ذي قفاف عقنقل خَلَوْنَا ونعمنا. ([44])
وقد جاء حذف الجواب في كتاب الله تعالى وكلام العرب كثيرًا، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً} [الرعد: 31] فحذف جواب “لو” ولا بدّ لها من الجواب، والتقدير فيه: ولو أن قرآنا سُيِّرَت به الجبال أو قطعت به الأرض لكان هذا القرآن، فحذفه للعلم به توخيا للإيجاز والاختصار، وقال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: 20] فحذف جواب “لولا” والتقدير فيه: ولولا فضل الله عليكم ورحمته لفَضَحَكُم بما ترتكبون من الفاحشة ولعاجَلَكم بالعقوبة .
ولم يأتِ بالجواب؛ لأن هذا البيت آخر القصيدة؛ والتقدير فيه: حتى إذا أسلكوهم في قُتَائدة شُلُّوا شلًّا، فحذف للعلم به توخّيًا للإيجاز والاختصار على ما بيَّنَّا.
ثم حذف الجواب أبلغ في المعنى من إظهاره، ألا ترى أنك لو قلت لعبدك “والله لئن قمت إليك” وسكتَّ عن الجواب ذهب فكره إلى أنواع من العقوبة والمكروه من القتل والقطع والضرب والكسر، فإذا تمثلَتْ في فكره أنواع العقوبات وتكاثرت عظمت الحال في نفسه ولم يعلم أيها يتقي؛ فكان أبلغ في رَدْعِهِ وزَجْرِهِ عما يُكْرَه منه، ولو قلت “والله لئن قمت إليك لأضربنك” وأظهرت الجواب لم يذهب فكره إلى نوع من المكروه سوى الضرب؛ فكان ذلك دون حذف الجواب في نفسه؛ لأنه قد وَطَّنَ له نفسَه فيسهل ذلك عليه . ([45])
قال كثير:
وقلت له: يا عَزَّ كُلّ مُلِمَّةٍ … إذا وُطِّنَتْ يومًا لها النفسُ ذَلَّتِ ([46])
وكذلك الحال في الإحسان، نحو “والله لئن زرتني”: إذا حذفت الجواب تصورت له أنواع الإحسان إليه من إكرامه والإنعام عليه؛ فكان ذلك أبلغ في استدعائه إلى الزيارة وإسراعه إليها ولو قلت “والله لئن زرتني لأعطيتك درهما” لم يذهب فكره إلى غير الدرهم قط1؛ فكان ذلك دون حذف الجواب في نفسه؛ لأنه ربما يكون مستغنيا عنه غير راغب فيه؛ فلا يدعوه ذلك إلى الزيارة، وإذا حذفت الجواب تصورت له أنواع الإحسان إليه؛ فكان ذلك أدعى له إلى الزيارة، كما كان الأول أدعى إلى الترك، على ما بيَّنَّا . ([47])
وذهب تقي الدين النيلي على مذهب البصريين وقال(وهي عند البصرين للعطف وجواب اذا محذوف أي حتى اذا جاؤها وفتحت ابوابها صادف كل امرئ ماوعد
المصادر والمراجع
1 الأصول في النحو 1 / 46 .
2 شرح شذور الذهب ١ / ١٨.
3 شرح شذور الذهب 1 / 46 .
4 الأصول في النحو 1 / 47 .
6 شرح ابن عقيل ٣ / ٣.
7 ينظر : معجم القواعد العربية ٢ / ١١٩.
8 الأصول في النحو 1 / 61 .
)) 9المصدر نفسه 1 / 62 .
)) 10الأصول في النحو 1 / 62 .
))11 ينظر : كتاب النحو الوافي 2 / 627 ــ 630 .
)) 12ينظر : المفصل 2 / 117 باب الإضافة .
)) 13-ينظر هذه المسألة شرح الرضي على الكافية 2/ 307
)) -14ينظر : التحفة الشافية 2 / 822
)) -15الانصاف 1 / 812 .
)) 18-المصدر نفسه 1 / 812 .
)) 17-كتاب التحفة الشافية 2 / 880 .
)) 18-صريح الشيخ خالد وحاشية يس الحمصي عليه “1/ 272 وما بعدها .
))19- ابن يعيش في شرح المفصل “ص1127
)) 20-شرحه البغدادي في الخزانة “2/ 347
)) 21-شرح المفصل “ص1126
))23- هذا البيت من كلام زهير بن أبي سلمى المزني، وهو ثابت في ديوانه بشرح الأعلم الشنتمري، وهو من شواهد سيبويه، أنشده في “1/ 83 و 418 و 452
)) 24-ينظر : الانصاف في مسائل الخلاف 1 / 156
)) 25-التحفة الشافية 2 / 860 .
)) 26-المصدر نفسه 2 / 861
)) 27-جواهر البلاغة 249
))28- المصدر نفسه 249
))29- المصدر نفسه 250 .
)) 30-التحفة الشافية 2 / 872
)) 31-المصدر نفسه 2 / 872 .
)) 32-ينظر : شرح الكافية لابن الحاجب 125
)) 33-ينظر : الكتاب 1 / 298 . وشرح ابن الحاجب للكافية 125 .
)) 34-المصدر نفسه 2 / 872
)) 35-الجنى الداني في حروف المعاني 587 .
)) 36-ومما يدلّ على أن النون في لكن بمنزلة إن خفيفةً أو ثقيلة، أنك إذا ثقّلت النون نصبتَ بها وإذا خففتها رفعتَ بها(ينظر:الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس) .
)) -37الجنى الداني في حروف المعاني مادة : ( لكن )
)) 38-المصدر نفسه : ( لكن )
)) 39-التحفة الشافية 2 / 874 .
))40- ينظر : الانصاف 268 ــ 272 .
)) 42 : الانصاف 268 ــ 272 .
)) 43-ينظر : شرحه البغدادي في الخزانة “4/ 413”
)) 44-ينظر : الانصاف 268 ــ 272 .
)) 45-ينظر : المصدر نفسه 268 ــ 272 .
)) 46-ينظر : الانصاف 268 ــ 272 .
47-ينظر :المصدر نفسه 268 ــ 272 .
48- ينظر : الانصاف 268 ــ 272 .
- )) الأصول في النحو 1 / 46 . ↑
- )) ينظر : شرح شذور الذهب ١ / ١٨. ↑
- )) شرح شذور الذهب 1 / 46 . ↑
- )) ينظر: الأصول في النحو 1 / 47 . ↑
- )) ينظر : الأصول في النحو 1 / 47 . ↑
- )) ينظر : شرح ابن عقيل ٣ / ٣. ↑
- )) ينظر : معجم القواعد العربية ٢ / ١١٩. ↑
- )) الأصول في النحو 1 / 61 . ↑
- )) المصدر نفسه 1 / 62 . ↑
- )) الأصول في النحو 1 / 62 . ↑
- )) ينظر : كتاب النحو الوافي 2 / 627 ــ 630 . ↑
- )) ينظر : المفصل 2 / 117 باب الإضافة . ↑
- )) ينظر هذه المسألة شرح الرضي على الكافية 2/ 307 ↑
- )) ينظر : التحفة الشافية 2 / 822 ↑
- )) الانصاف 1 / 812 . ↑
- )) المصدر نفسه 1 / 812 . ↑
- )) كتاب التحفة الشافية 2 / 880 . ↑
- )) تصريح الشيخ خالد وحاشية يس الحمصي عليه “1/ 272 وما بعدها . ↑
- )) ابن يعيش في شرح المفصل “ص1127 ↑
- )) شرحه البغدادي في الخزانة “2/ 347 ↑
- )) شرح المفصل “ص1126 ↑
- )) هذا البيت من كلام زهير بن أبي سلمى المزني، وهو ثابت في ديوانه بشرح الأعلم الشنتمري، وهو من شواهد سيبويه، أنشده في “1/ 83 و 418 و 452 ↑
- )) ينظر : الانصاف في مسائل الخلاف 1 / 156 ↑
- )) التحفة الشافية 2 / 860 . ↑
- )) المصدر نفسه 2 / 861 ↑
- )) جواهر البلاغة 249 ↑
- )) المصدر نفسه 249 ↑
- )) المصدر نفسه 250 . ↑
- )) التحفة الشافية 2 / 872 ↑
- )) المصدر نفسه 2 / 872 . ↑
- )) ينظر : شرح الكافية لابن الحاجب 125 ↑
- )) ينظر : الكتاب 1 / 298 . وشرح ابن الحاجب للكافية 125 . ↑
- )) المصدر نفسه 2 / 872 ↑
- )) الجنى الداني في حروف المعاني 587 . ↑
- )) ومما يدلّ على أن النون في لكن بمنزلة إن خفيفةً أو ثقيلة، أنك إذا ثقّلت النون نصبتَ بها وإذا خففتها رفعتَ بها(ينظر:الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس) . ↑
- )) الجنى الداني في حروف المعاني مادة : ( لكن ) ↑
- )) المصدر نفسه : ( لكن ) ↑
- )) التحفة الشافية 2 / 874 . ↑
- )) ينظر : الانصاف 268 ــ 272 . ↑
- )) التحفة الشافية 2 / 880 . ↑
- )) ينظر : الانصاف 268 ــ 272 . ↑
- )) ينظر : شرحه البغدادي في الخزانة “4/ 413” ↑
- )) ينظر : الانصاف 268 ــ 272 . ↑
- )) ينظر : المصدر نفسه 268 ــ 272 . ↑
- )) ينظر : الانصاف 268 ــ 272 . ↑
- )) ينظر :المصدر نفسه 268 ــ 272 . ↑
-
)) ينظر : الانصاف 268 ــ 272 . ↑