درجة انتشار الميول الانتحاريَّة بين المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان

ربى هشام عوض1

1 طالبة دكتوراه في جامعة الجنان، طرابلس- لبنان

بريد الكتروني: awad_rouba@yahoo.com

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2118

تاريخ النشر: 01/11/2021م تاريخ القبول: 05/10/2021م

المستخلص

هدفت هذه الدِّراسة إلى التَّعرُّف على درجة انتشار الميول الانتحاريَّة بين المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان، حيث تمَّ استخدام المنهج الوصفي المسحي، وتكوَّنت عيِّنة الدِّراسة من (602) متعلِّماً ومتعلِّمةً. وقد أُعتمدت الاستبانة لقياس احتماليَّة الانتحاريَّة Suicide Probability Scale (SPS) وِفقاً لنموذج جون غال وواين غيل John Gull & Wayne Gill المقسَّمة إلى أربعة تصنيفات هي: الشُّعور باليأس، تصوُّر الانتحار، تقييم الذَّات السَّلبي والعداوة. توصَّلت النَّتائج إلى اختلاف درجة الميول الانتحاريَّة لدى أفراد عيِّنة البحث بحسب التَّصنيفات الأربعة في المقياس المعتمد في الدِّراسة والتي على أساسها تشكَّلت منها الفرضيَّات، باستثناء درجة تصوُّر الميول الانتحاريَّة على المستوى المتوسِّط ممَّا يُشير ذلك إلى تحقُّق صحَّة هذه الفرضيَّة.

الكلمات المفتاحية: الميول الانتحاريَّة، المتعلِّمون، مرحلة المراهقة.

Research Article

The Prevalence Level of Suicidal Tendencies Among Students at the Age of Adolescence at Barkail Official Technical Institute in Northern Lebanon

Ruba Husham Awad1

1 PhD student at Jinan University, Tripoli – Lebanon

Email: awad_rouba@yahoo.com

HNSJ, 2021, 2(11); https://doi.org/10.53796/hnsj2118

Published at 01/11/2021 Accepted at 05/10/2021

Abstract

This study identified the level of prevalence of suicidal tendencies among students at the age of adolescence at Barkail official technical institute in northern Lebanon, where the descriptive survey method was used; and the study sample consisted of 602 students. The questionnaire that was adopted to measure the probability of suicide (SPS), was the John Gull and Wayne Gill module. Upon comparing the results acquired with the initial set of hypotheses a significant difference at the level of the first hypothesis which discussed the feelings of despair among the students was noticed. Also, a partial difference was noted in the third hypothesis which talked about the negative self-evaluation classification. As for the fourth hypothesis which classifies the hostility of the subject of study a slight difference in comparison with the results was found. However, the second hypothesis indicated total agreement in comparison with the obtained results of the questionnaire, this indicates that the second proposed hypothesis is validated.

Key Words: Suicidal Tendencies, Students, Adolescence.

المقدِّمة

يُعدُّ السُّلوك الانتحاري من أبرز المشكلات التي تواجهها المجتمعات في الوقت الرَّاهن لِما له من تداعيَّات وتأثيرات سلبيَّة على حياة الفرد وبُنية المجتمع الذي ينتمي إليه، فضلاً عن تماسك ذلك المجتمع واستقراره على كافَّة الأصعدة. ويُشكِّل الانتحار ظاهرة خطيرة ومنتشرة بين المجتمعات وبخاصَّة تلك التي تُعاني من مشكلات سياسيَّة واقتصاديَّة ممَّا انعكس سلباً على نفسيَّة أفراده، تحديداً لدى الفئة الشَّابة التي تُعتبر عصب تلك المجتمعات وحاجتها للشُّعور بالأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي والنَّفسي للمستقبل الذي ينتظرهم. فعلى مدى العقود الثَّلاثة الماضيَّة، ركَّزت البحوث العلميَّة وأشارت إلى أنَّ السُّلوك الانتحاري ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثيَّة والنَّمائيَّة والبيئيَّة والفسيولوجيَّة والنَّفسيَّة والاجتماعيَّة والثَّقافيَّة التي تعمل من خلال مسارات متنوِّعة ومعقَّدة (منظَّمة الصِّحة العالميَّة، 1996: 3). كما أشارت منظَّمة الصِّحة العالميَّة في تقريرها الصَّادر في (2021) على موقعها الإلكتروني أنَّ كُلَّ عام ينتحر أكثر من (700000) شخصاً حول العالم، وبأنَّ الانتحار يُشكِّل السَّبب الرَّئيسي الرَّابع للوفاة عند الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً وِفقاً لعام 2019. بالإشارة إلى أنَّه في العام نفسه، كان أكثر من (٪79) من حالات الانتحار في العالم تقع في الدُّول المنخفضة والمتوسِّطة الدَّخل من خلال إقدام الأفراد على ابتلاع المبيدات والشَّنق واستخدام الأسلحة النَّاريَّة، كأكثر الأساليب شيوعاً للانتحار عالميَّاً. في هذا السِّياق، أشار “إسماعيل عرفة” (2017) في مقالته الصَّادرة على موقع الجزيرة الإلكتروني تحت عنوان” القابليَّة للانتحار، هكذا تتسلَّل الأفكار الانتحاريَّة لعقلك” بأنَّ حالات الانتحار لم تعُد تقتصرُ على أنَّها مجرَّد حالاتٍ فرديَّة في الوطن العربي كما كانت سابقاً، وإنَّما شهدت ارتفاعاً ملحوظاً ومفاجئاً في نسب الانتحار. ففي مصر بلغ عدد المنتحرين حوالى (1000) فرداً في العام 2002، ثمَّ في عام 2009 ارتفع الرَّقم بشكلٍ مُخيف ليصل عدد المنتحرين (5000) فرداً من بين (104) ألف محاولة للانتحار. أمَّا في الجزائر وفي العام 1991 فقد ارتفعت نسبة المنتحرين من (٪0.74) لكُلِّ مئة ألف نسمة إلى (٪2.25) للنِّسبة عينها عام 2003، ثمَّ في العام 2015 ارتفع العدد إلى (٪3.1) للنِّسبة نفسها. في حين تشهد حالات الانتحار في لبنان تزايداً ملحوظاً بحسب ما أشار “ريمون هنود” (2021) في مقالته الصَّادرة على موقع جريدة اللواء تحت عنوان” نسبة الانتحار وتناول المهدِّئات والطَّلاق في لبنان” بأنَّ لبنان يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الانتحار منذ أسابيع قليلة حيث سُجِّلت (6) حالات انتحار خلال شهر تموز. في السِّياق نفسه، تُشير الأرقام المسجَّلة لدى جمعيَّة “empress” للصِّحة النَّفسية في لبنان إلى أنَّ فئة الشَّباب التي هي ما بين 18 إلى 25 سنة تُعتبر الأكثر عرضةً للاضطرابات النَّفسيَّة القويَّة ممَّا يجعل بعضهم يُقدِم على الانتحار. ويُشير المصدر نفسه إلى أنَّ دراسة أجريت في لبنان أعدَّها فريق من الأطباء النَّفسيِّين أظهرت أنَّ كُلَّ يومين ونصف يُقدِم شخصاً على إنهاء حياته نتيجة الأوضاع السِّياسيَّة والاقتصاديِّة والماليِّة التي تشهدها البلاد.

انطلاقاً ممَّا تمَّ ذكره سابقاً، يُستنتج أنَّ الميول الانتحاريَّة تُعزِّز لدى بعض الأفراد فكرة الإقدام على الانتحار وِفقاً للظُّروف والمواقف التي يمرُّون بها نتيجة الضُّغوطات والاضطرابات ممَّا يجعلهم غير قادرين على التَّكيُّف معها، وبالتَّالي عدم التَّحمُّل لمواجهة مشكلاتهم وكيفيَّة حلِّها. بناءً عليه، ستركِّز الدِّراسة الحاليَّة من خلال المنهج الوصفي، على معرفة درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي في كافَّة مراحله باستخدام مقياس احتماليَّة الانتحار Suicide Probability Scale (SPS) حيث يتضمَّن أربعة مقاييس كلينيكيَّة فرعيَّة كالشُّعور باليأس Hopelessness، وتصوُّر الانتحار Suicide Ideation، وتقييم الذَّات السَّلبي Negative Self-Evaluation والعداوةHostility.

أوَّلاً- مشكلة البحث

ازدادت ظاهرة الانتحار وانتشرت حول العالم ولا سيَما في العالم العربي إذ لم تعُد مجرَّد حالات فرديَّة عابرة فحسب، وإنَّما توسَّعت رقعتها وامتدَّت لتشمل قطاعات عِدَّة من المجتمع بسبب الأوضاع السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التي أثقلت كاهل الفرد وبخاصَّة لدى الفئة الشَّابة في مرحلة المراهقة. في هذا الصَّدد، ارتفعت حالات الانتحار في لبنان في الفترة الأخيرة حيث أشار ” حسين طليس” على موقع الحرَّة الإلكتروني (2021) تحت عنوان” تزايد حالات الانتحار في لبنان.. وخطوط ساخنة للدَّعم النَّفسي” بأنَّه خلال شهر تموز سُجِّلت سِتُّ حالات انتحار في أسبوعين ويُعتبرُ الرَّقم كبيراً مقارنةً بعدد سكان لبنان وعدد حالات الانتحار المسجَّلة فيه سنويَّاً. لقد جاء هذا الارتفاع الطّارئ في الأرقام خِلافاً لمسار الانخفاض في نِسب الانتحار المسجَّلة منذ العام 2019 حتَّى اليوم، فخلال عام 2020 تراجعت حوادث الانتحار مقارنةً بالفترة ذاتها في عام 2019 بنِسبة (٪18.8)، فيما أشارت الأرقام الرَّسميَّة إلى انخفاض بين العام الماضي 2020 والعام الحالي 2021 نسبته (٪16.8) في الأشهر الأربع الأولى من العام. من هذا المنطلق، تُشكِّلُ المعطيات السَّابق ذكرها من أبرز الدَّوافع لدراسة هذا الموضوع عن كثب، وضرورة تسليط الضَّوء على هذه الظَّاهرة الخطيرة التي تُرخي بظلالها على كافَّة المراحل العمريَّة ولا سيَما الفئة الشَّابة منها التي تعتبر ركيزة من ركائز المجتمع ودعائمه. بناءً على ذلك، تأتي إشكاليَّة الدِّراسة الرُّكن الأساسي لهذا البحث من خلال طرح موضوع الميول الانتحاريَّة لدى الفئة المراهقة سعياً لوضع حدٍّ لها، حيث انتشرت ظاهرة الانتحار بشكلٍ واسعٍ في الوقت الرَّاهن على الصَّعيدي العالمي والمحلِّي من أجل ذلك كان لا بُدَّ من تسليط الضَّوء على هذه الظَّاهرة وبخاصَّةٍ أنَّها أصبحت الشُّغل الشَّاغل للمتخصِّصين في علم النَّفس وعلم الاجتماع كونها تُمثِّلُ مشكلة نفسيَّة واجتماعيَّة على حدٍّ سواء (حميمي، 2012: 189). وبما أنَّ الانتحار أصبح قضيَّة تؤرق العالم، كان لا بُدَّ لمنظمة الصِّحة العالميَّة أن تتحرَّك وتُخصِّص العاشر من أيلول من كُلِّ عام ليكون يوماً عالميَّاً لمنع إقدام الأفراد على الانتحار، مؤكِّدةً أنَّ الهدف من ذلك هو العمل على منع حالات الانتحار وازديادها (ثابت، 2012: 38). في هذا السِّياق أشارت منظَّمة الصِّحة العالميَّة في تقريرها الصَّادر في العام (2014) على موقعها الإلكتروني، أنَّ في كُلِّ عام أكثر من 800 ألف شخص يُنهون حياتهم من خلال الانتحار ممَّا يعني أنَّ حوالى كُلِّ (40) ثانية هناك حالة انتحار، حيث تقضي هذه الظَّاهرة على أرواحٍ أكثر من ضحايا القتل والحروب. بالإشارة إلى أنَّ معدَّلات الانتحار في الشَّرق الأوسط هي مرتفعة نسبيَّاً بين الشَّباب من ذكور وإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، وبين الرِّجال والنِّساء من عُمر 60 سنةً وما فوق حيث يقع فعل الانتحار. بناءً على ذلك تطرح الدِّراسة الحاليَّة الإشكاليَّة الأساسيَّة التَّاليَة:

ما هي درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان؟

ثانياً- أسئلة الدِّراسة الفرعيَّة

تتفرَّع مجموعة من الأسئلة انطلاقاً من إشكاليَّة الدِّراسة الحاليَّة وهي على النَّحو الآتي:

  1. ما هي درجة الشُّعور باليأس لدى المتعلِّمين المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة؟
  2. ما هي درجة تصوُّر الانتحار لدى المتعلِّمين المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة؟
  3. ما هي درجة تقييم الذَّات بشكلٍ سلبيٍ لدى المتعلِّمين المراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة؟
  4. ما هي درجة العداوة لدى المتعلِّمين المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة؟

ثالثاً- فرضيَّات الدِّراسة

تفترض الدِّراسة الحاليَّة الآتي:

  • الفرضيَّة العامَّة:

يُعاني المتعلِّمون في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان من مستوى مرتفع في درجة انتشار الميول الانتحاريَّة فيما بينهم.

الفرضيَّات الفرعيَّة:

  1. يُعدُّ الشُّعور باليأس السِّمة الأبرز لدى المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة.
  2. يُعدُّ تصوُّر الانتحار في المرتبة المتوسِّطة للميول الانتحاريَّة لدى المراهقين.
  3. يُعدُّ تقييم الذَّات بشكلٍ سلبيٍ في المرتبة المتوسِّطة لدى المراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة.
  4. تُشكِّل العداوة في المرتبة الدُّنيا لدى المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة.

رابعاً- حدود الدِّراسة

ترتبط نتائج هذه الدِّراسة بالحدود الآتية:

  • الحدود المكانيَّة: تمَّ تنفيذ الدِّراسة الحاليَّة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان.
  • الحدود الزَّمنية: تمَّ تنفيذ الدِّراسة الحاليَّة خلال فصل من العام الدِّراسي 2020- 2021.
  • الحدود البشريَّة: اشتملت الدِّراسة الحاليَّة على كُلِّ المتعلِّمين في المعهد الفنِّي المذكور.
  • الحدود الموضوعيَّة: تتمثَّل الحدود الموضوعيَّة في اعتماد أداة التي ستُحدِّد نتائج هذه الدِّراسة كمقياس للميول الانتحاريَّة والتي تتوفَّرُ فيه الخصائص السِّيكومتريَّة من صدق وثبات.

خامساً- أهداف الدِّراسة

تنقسم أهداف الدِّراسة الحاليَّة إلى النَّحو الآتي:

الهدف العام: يتمثَّلُ الهدف العام من هذه الدِّراسة في الوقوف على قياس درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المراهقين في المعهد المذكور سعياً للتَّعرف على حجم الميول الانتحاريَّة لديهم.

الأهداف الفرعيَّة: تسعى الدِّراسة الحاليَّة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

  • قياس درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المراهقين في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي.
  • تسليط الضَّوء على ظاهرة انتشار الميول الانتحاريَّة بين الفئة الشَّابة ممَّن هم في مرحلة المراهقة.
  • تمكين المراهقين في المعهد للحدِّ من الميول الانتحاريَّة ومن ثمَّ التَّخلُّص منها.
  • التَّعرف على الأسباب التي أدَّت بالمراهقين إلى الميول الانتحاريَّة.

سادساً- منهج الدِّراسة

اعتمدت الدِّراسة الحاليَّة المنهج الوصفي المسحي، ذلك بأنَّه نمط يهدف إلى وصف الظَّاهرة المدروسة، أو التَّقييم والمقارنة، أو إبراز الظُّروف والممارسات، أو تحديد المشكلة، أو التَّعرف على ما يقوم به الغير أثناء تعاملهم مع حالات مماثلة بهدف وضع خططاً مستقبليَّةً (تدمري، 2020: 109).

سابعاً- مجتمع الدِّراسة

يشتمل مجتمع الدِّراسة الحاليَّة على المتعلِّمين المراهقين في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي الواقع في قضاء عكَّار شمالِ لبنان تحديداً في بلدة برقايل حيِّ المدارس. أُنشِأ المعهد بموجب المرسوم رقم (6007)، بتاريخ 30 تموز من العام 2011، يضمُّ مراحل التَّعليم التَّاليَّة: التَّكميليَّة المهنيَّة، والبكالوريا الفنِّيَّة، والامتياز الفنِّي. يعتمد المعهد المذكور اللغة الفرنسيَّة كلغة ثانيَّة إلى جانب اللغة الأمّ العربيَّة. حيث تتنوَّع فيه التَّخصُّصات ولقد وصل عدد المتعلِّمين فيه للعام الدِّراسي2020-2021 إلى (618) متعلِّماً ومتعلِّمةً، إذ بلغ عدد الذُّكور فيه (291) متعلِّماً في حين كان عدد الإناث (327) متعلِّمةً، حيث تمَّ الإجابة على الاستبانة من قِبل (602) من أصل (618) متعلِّماً ومتعلِّمةً. بالإشارة إلى أنَّ التَّخصُّصات في المعهد المذكور هي متنوِّعة بحسب الجدول الآتي:

التَّخصُّصات التَّكميليَّة الفنيَّة البكالوريا الفنِّيَّة الامتياز الفنِّي
مساعد محاسب، كهرباء، تجميل، رعاية الطُّفل تربية حضانيَّة، تمريض، بيع وعلاقات تجاريَّة، كهرباء، محاسبة، تجميل داخلي/ ديكور، مساحة تربية حضانيَّة، خبرة ومراجعة، مساحة، تجميل داخلي/ ديكور، تمريض

ثامناً- عيِّنة الدِّراسة

تمَّ اختيار أفراد العيِّنة من فئة المراهقين الذين هم في المعهد الذي سبق ذكره في مراحله الثَّلاثة: التَّكميليَّة المهنيَّة، والبكالوريا الفنِّيَّة، والامتياز الفنِّي. ليتمَّ بعدها تطبيق مقياس احتماليَّة الانتحار على المتعلِّمين جميعهم لمعرفة مدى انتشار الميول الانتحاريَّة بين هذه الفئة العمريَّة.

تاسعاً- أدوات الدِّراسة

في هذه الدِّراسة تمَّ استخدام مقياس احتماليَّة الانتحار Suicide Probability Scale (SPS) من تصميم “John G. Gull & Wayne S. Gill” (1982)، ومن ثمَّ تمَّ إعداده للغة العربيَّة في العام (2013) من قِبل ” عبد الرَّقيب أحمد البحيري”. يتكوَّن المقياس من (36) عبارةً مقسَّمةً على أربعة مقاييس كلينيكيَّة فرعيَّة وهي على النَّحو الآتي: الشُّعور باليأس Hopelessness، تصوُّر الانتحار Suicide Ideation، تقييم الذَّات السَّلبي Negative Self-Evaluation والعداوةHostility . ولقد استُخدم في الاختبار صيغة مقياس ليكرت Lekert ذا الدَّرجات الأربعة الممتد من (أبداً أو قليلاً من الوقت) إلى (معظم أو طوال الوقت) لتقدير كُلِّ من مخاطرة الانتحار العامَّة والخاصَّة على مدى أبعاد رئيسيَّة عديدة. ويتلخَّص التَّقدير الكُلِّي لمخاطرة الانتحار في ثلاث درجات هي: درجات كليَّة موزونة Total Weighted Score، الدَّرجة التَّائيَّة T-score، ودرجة احتماليَّة الانتحار Probability Score ويُمكن حِساب هذه الدَّرجات الشَّاملة بسرعة وبسهولة.

عاشراً- مصطلحات الدِّراسة

وردت في الدِّراسة الحاليَّة بعض المصطلحات التي شكَّلت عنوان البحث، حيث سيتمُّ تناولها من خلال شرحها وتفسيرها اصطلاحيَّاً وإجرائيَّاً.

  1. تعريف الميول الانتحاريَّة Suicidal Tendencies:

أشار كُلٍّ من “الجبُّوري والسُّلطاني” في تعريفهما عن الميول الانتحاريَّة بأنَّها استسلام الفرد بشدِّة لمجموعة من الأفكار الانفعاليَّة السَّلبيَّة ممَّا تدفعه إلى اتِّخاذ القرار لوضع حدٍّ لحياته لأسبابٍ عدَّة كفقدانه شخصٍ عزيزٍ لديه، أو ليضع حدَّاً لآلامه الجسديَّة الشَّديدة، أو ليهرب من ضغوطاته النَّفسيَّة، أو الأسريَّة، أو الاجتماعيَّة، أو الاقتصاديَّة (2014: 366). في حين عرَّف “مقدم” الميول الانتحاريَّة بأنَّها تلك النَّزعة التي يشعر بها الفرد نحو أمرٍ معيَّنٍ ألا وهو الانتحار (2004: 236).

أمَّا الدِّراسة الحاليَّة فتُعرِّف الميول الانتحاريَّة بأنَّها الرَّغبة القويَّة لدى الفرد نتيجة تولُّد مجموعة من الأفكار لديه باختيار الموت من خلال وضع حدَّاً لحياته ليتخلَّص من معاناته التي يعيشها النَّاتجة عن أزماتٍ عدَّة سببَّت له الضُّغوطات النَّفسيَّة على نحوٍ متراكم، فيرى في الانتحار السَّبيل الوحيد ليرتاح من كُلِّ ما يزعجه ويُعكِّر صفو حياته.

  1. تعريف مرحلة المراهقة Adolescence:

أشارت الأكاديميَّة الأمريكيَّة لطبِّ الأطفال في تعريفها عن المراهقة بأنَّها الجسر الانتقالي بين مرحلة الطُّفولة ومرحلة البلوغ، وتتضمَّن معالم تنمويَّة تنفرد بها هذه الفئة العمريَّة من تطوُّر صحِّي معرفيّ وجسدي وجنسي ونفسي اجتماعي. وتُعتبر المراهقة التي تُعرف من 11عاماً إلى 21 عاماً فترة حرجة تعمل على تطوير حياة الشَّاب حيث أنَّها مليئة بالتَّغيُّرات البيولوجيَّة والمعرفيَّة والعاطفيَّة والاجتماعيَّة (1: 2019). في حين يُعرِّف “أسعد” المراهقة بأنَّها تلك المرحلة التي ينتقل فيها الفرد من الطُّفولة إلى الشَّباب، إذ تتَّسم هذه الفترة المعقَّدة من تحوُّلات ونمو بسبب التَّغيُّرات الذِّهنيَّة والعضويَّة والنَّفسيَّة بشكلٍ واضحٍ وبارزٍ، فهي تُعدُّ فترة نموٍ شاملٍ ينتقل الفرد من خلالها من مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة الرُّشد (1994: 225).

وتُعرِّف الدِّراسة الحاليَّة المراهقة بأنَّها تلك الفترة المتغيِّرة في حياة الفرد تمتدُّ لسنواتٍ عدَّة لينتقل من خلالها من مرحلة الطُّفولة إلى مرحلة الشَّباب حيث تتَّسم ببعض التَّطورات في نموِّه وشخصيَّته ممَّا يؤثِّر ذلك على حياته النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والانفعاليَّة.

الحادي عشر- الدِّراسات السَّابقة

ستتناول الدِّراسة الحاليَّة درجة انتشار الميول أو الأفكار الانتحاريَّة بين المتعلِّمين المراهقين في المعهد المذكور، ومن ثمَّ سيتمُّ التَّعقيب على الدِّراسات السَّابقة من حيث أوجه التَّشابه والتَّمايُز بينها وبين الدِّراسة الحاليَّة فضلاً عن أوجه الاستفادة منها، وفيما يلي عرض لأبرز الدِّراسات:

  1. الدِّراسات العربيَّة:
    1. دراسة صادق الشَّمري وحنين المحنة، في العراق (2019):

تحت عنوان” اضطراب الهويَّة الجنسيَّة وعلاقته بالأفكار الانتحاريَّة لدى طلبة المرحلة الإعداديَّة”.

هدفت الدِّراسة إلى التَّعرف على اضطراب الهويَّة الجنسيَّة والأفكار الانتحاريَّة والعلاقة الارتباطيَّة بينهما لدى متعلِّمي المرحلة الإعداديَّة وِفق متغيري النَّوع ذكوراً وإناثاً وكذلك التَّخصُّص العلمي والأدبي. تكوَّنت عيِّنة البحث من (445) متعلِّماً ومتعلِّمةً حيث تمَّ اختيار العيِّنة عشوائيَّاً، كما اعتُمِد مقياس اضطراب الهويَّة الجنسيَّة ومقياس الأفكار الانتحاريَّة من تصميم الباحثة. وكان المنهج الوصفي التَّحليلي هو المستخدم في هذا البحث وبيَّنت النَّتائج أنَّ المتعلِّمات هنَّ أكثر اضطراباً من المتعلِّمين ضمن متغيِّر الجنس، وأنَّ المتعلِّمات ذوات التَّخصُّص العلمي هنَّ أكثر اضطراباً من متعلِّمات ذوات التَّخصُّص الأدبي، فضلاً عن وجود علاقة ارتباطيَّة طرديَّة بين اضطراب الهويَّة الجنسيَّة والأفكار الانتحاريَّة ممَّا يدلُّ على أنَّه كُلما ازداد اضطراب الهوية الجنسيَّة لدى المتعلِّمات ارتفع مستوى الأفكار الانتحاريَّة لديهنَّ.

    1. دراسة نسرين عيسى الجرادات، في فلسطين (2015):

تحت عنوان” الأفكار الانتحاريَّة وعلاقتها بعوامل الخطر المرتبطة بالقلق والاكتئاب عند الشَّباب في المجتمع الفلسطيني”.

هدفت الدِّراسة إلى تحديد درجة انتشار الأفكار الانتحاريَّة وعلاقتها بعوامل الخطر المرتبطة بالقلق والاكتئاب عند الشَّباب في المجتمع الفلسطيني، حيث كانت الأداة المعتمدة في هذه الدِّراسة عبارة عن مقياس لقياس الأفكار الانتحاريَّة والقلق والاكتئاب للباحثَيْن “سامي حمدان” و” إيَّاد الحلَّاق”، في حين تكوَّنت العيِّنة من (1210) فرداً ضمن الفئة العمريَّة (16-30) سنة. أمَّا المنهج التي تمَّ استخدامه فقد كان المنهج الوصفي التَّحليلي، وبيَّنت النَّتائج وجود علاقة ارتباطيَّة طرديَّة موجبة بين الأفكار الانتحاريَّة والقلق والاكتئاب وأنَّ الأفكار الانتحاريَّة والقلق أكثر انتشاراً في محافظة الخليل ويليها بيت لحم ورام الله وأريحا، وأنَّ الاكتئاب أكثر انتشاراً في محافظة نابلس.

  1. الدِّراسات الأجنبيَّة:
    1. دراسة روتشي أغروال ومانوج تالاباييوار Ruchi Agrawal & Manoj Talapalliwar في الهند (2019):

تحت عنوان” انتشار التَّفكير الانتحاري ونمطه بين متعلِّمي الجامعات في المنطقة القبليَّة وسط الهند”.

“Prevalence of Suicide Ideation and its Pattern among College Students of The Tribal Region of Central India”.

هدفت هذه الدِّراسة إلى دراسة التَّفكير الانتحاري ونمطه بين متعلِّمي الجامعات في مدينة جونديا Gondia في المنطقة القبليَّة وسط الهند، حيث اتُّبِع المنهج الوصفي المسحي. وتكوَّنت عيِّنة البحث من (214) متعلِّماً ومتعلِّمةً، في حين اعتُمِدَ الاستبانة كأداة للدِّراسة لقياس الأفكار الانتحاريَّة بين المتعلِّمين حيث أظهرت النَّتائج انتشار في التَّفكير الانتحاري بين متعلِّمي الجامعات بشكلٍ ملحوظٍ وأنَّ لديهم تردُّدات متباينة في التَّفكير دون أن تسيطر عليهم، فضلاً عن وجود الاكتئاب الذي يُعتبر السَّبب الرَّئيسي والأكثر شيوعاً للتَّفكير الانتحاري لدى عيِّنة البحث.

    1. دراسة أديلينو بيريرا وفرانسيسكو كاردوسو Adelino Pereira & Francisco Cardoso في البرتغال (2015):

تحت عنوان” التَّفكير الانتحاري لدى متعلِّمي الجامعات من حيث انتشاره وعلاقته بالمدرسة والنَّوع”.

“Suicidal Ideation in University Students, Prevalence and Association with School and Gender”.

هدفت الدِّراسة إلى تبيان مدى انتشار الأفكار الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في إحدى الجامعات البرتغاليَّة وعلاقتها بالمدرسة والنَّوع، وتكوَّنت عيِّنة الدِّراسة من (366) متعلِّم ومتعلِّمة. ولقد تمَّ اعتماد المنهج الوصفي التَّحليلي، في حين كانت الأداة المعتمدة في هذه الدِّراسة استبانة حول الأفكار الانتحاريَّة والمُصمَّم من قِبل (Reynolds, 1988)، وأظهرت النَّتائج وجود نسبة عالية من المفكِّرين في الانتحار وبخاصَّة في كليَّة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة وكانوا من الإناث، كما وأكَّدت النَّتائج التي تمَّ الحصول عليها على الحاجة إلى المزيد من البحث حول الموضوع وأهمِّية اتِّخاذ الاحتياطات اللازمة لمساعدة المتعلِّمين على كيفيَّة التَّعامل مع التَّحدِّيات والضُّغوطات الشَّخصيَّة والمهنيَّة.

الثَّاني عشر- التَّعقيب على الدِّراسات السَّابقة

في ظلِّ ما تمَّ عرضه من دراسات سابقة فيما يتعلَّق بموضوع الميول الانتحاريَّة، يمكن تِبيان أوجه التَّشابه والتَّمايُز بينها وبين الدِّراسة الحاليَّة من خلال الآتي:

تهدف الدِّراسة الحاليَّة إلى التَّعرف على درجة انتشار الميول الانتحاريَّة بين المتعلِّمين المراهقين في إحدى المعاهد، فهي بذلك تتشابه من حيث الأهداف مع كُلٍّ من دراسة نسرين عيسى الجرادات في فلسطين (2015) التي هدفت إلى تحديد درجة انتشار الأفكار الانتحاريَّة وعلاقتها بعوامل الخطر المرتبطة بالقلق والاكتئاب عند الشَّباب في المجتمع الفلسطيني، ودراسة أديلينو بيريرا وفرانسيسكو كاردوسو Adelino Pereira & Francisco Cardoso في البرتغال (2015) التي هدفت إلى تبيان انتشار الأفكار الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في إحدى الجامعات البرتغاليَّة وعلاقتها بالمدرسة والنَّوع، وتتمايز مع دراسة صادق الشَّمري وحنين المحنة، في العراق (2019) التي هدفت إلى التَّعرف على اضطراب الهويَّة الجنسيَّة والأفكار الانتحاريَّة والعلاقة الارتباطيَّة بينهما لدى متعلِّمي المرحلة الإعداديَّة وِفق متغيري النَّوع ذكوراً وإناثاً وكذلك التَّخصُّص العلمي والأدبي، ودراسة ودراسة روتشي أغروال ومانوج تالاباييوار Ruchi Agrawal & Manoj Talapalliwar في الهند (2019) التي هدفت إلى دراسة التَّفكير الانتحاري ونمطه بين متعلِّمي الجامعات في مدينة جونديا Gondia في المنطقة القبليَّة وسط الهند. تتَّبع الدِّراسة الحاليَّة المنهج الوصفي المسحي، وبذلك فهي تتشابه مع دراسة روتشي أغروال ومانوج تالاباييوار Ruchi Agrawal & Manoj Talapalliwar في الهند (2019)، فيما تتمايز مع كُلٍّ من دراسة نسرين عيسى الجرادات، في فلسطين (2015)، ودراسة نسرين عيسى الجرادات في فلسطين (2015)، ودراسة أديلينو بيريرا وفرانسيسكو كاردوسو Adelino Pereira & Francisco Cardoso في البرتغال (2015) الذي اعتمدوا المنهج الوصفي التَّحليلي. أمَّا من حيث العيِّنة فتتشكَّل عيِّنة الدِّراسة الحاليَّة من متعلِّمين مراهقين، وهي بذلك تتشابه مع كُلٍّ من دراسة صادق الشَّمري وحنين المحنة في العراق (2019)، ودراسة نسرين عيسى الجرادات في فلسطين (2015)، فيما تتمايز مع كُلٍّ من دراسة روتشي أغروال ومانوج تالاباييوار Ruchi Agrawal & Manoj Talapalliwar في الهند (2019)، و دراسة أديلينو بيريرا وفرانسيسكو كاردوسو Adelino Pereira & Francisco Cardoso في البرتغال (2015) حيث كانت العيِّنات من متعلِّمي الجامعات. كما سيتمُّ في هذه الدِّراسة اعتماد مقياس احتماليَّة الانتحار، من تصميم وإعداد” عبد الرَّقيب أحمد البحيري” (2013) وبذلك فإنَّ أداة الدِّراسة الحاليَّة لا تتشابه مع أيٍّ من أدوات الدِّراسات السَّابقة ممَّا يجعلها متمايزة عنها على مستوى الأدوات من ناحية تصميم المقياس مع كُلٍّ من دراسة صادق الشَّمري وحنين المحنة، في العراق (2019) حيث اعتمدت مقياس اضطراب الهويَّة الجنسيَّة ومقياس الأفكار الانتحاريَّة من تصميم الباحثة. ودراسة نسرين عيسى الجرادات، في فلسطين (2015) التي اعتمدت مقياس لقياس الأفكار الانتحاريَّة والقلق والاكتئاب للباحثَيْن “سامي حمدان” و” إيَّاد الحلَّاق”. ودراسة روتشي أغروال ومانوج تالاباييوار Ruchi Agrawal & Manoj Talapalliwar في الهند (2019) التي اعتمدت الاستبانة كأداة للدِّراسة لقياس الأفكار الانتحاريَّة بين المتعلِّمين. ودراسة أديلينو بيريرا وفرانسيسكو كاردوسو Adelino Pereira & Francisco Cardoso في البرتغال (2015) حيث اعتمدت استبانة حول الأفكار الانتحاريَّة والمُصمَّم من قِبل (Reynolds, 1988).

أوجه الإفادة:

تعقيباً لِما سبق عرضه، تمَّ الاستفادة من الدِّراسات السَّابقة من عدِّة جوانب منها:

  • الاستفادة من تحديد واختيار أداة قياس جديدة للدِّراسة الحاليَّة لم يتمّْ استخدامها في الدِّراسات السَّابقة.
  • الاستفادة من تحديد منهج الدِّراسة الحاليَّة توازيَاً مع حجم العيِّنة كما هو في الدِّراسات السَّابقة.

وِفقاً لِما سبق عرضه يتبيّن درجة التَّمايز بين الدِّراسة الحاليَّة عن الدِّراسات السَّابقة وبخاصَّةٍ فيما يتعلَّق بـأدوات البحث التي تُعتبر مؤشِّراً هامَّاً لقياس درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى عيِّنة البحث الذين هم من فئة المراهقين.

الثَّالث عشر- نتائج الدِّراسة

بعد توزيع المقياس على عيِّنة الدِّراسة ومن ثمَّ جمعه وتحليل البيانات فيه وتفنيده إلى جداول ومجالات، تُبيِّن النَّتائج التي تمَّ التَّوصل إليها فيما يتعلَّق بالفرضيَّة العامَّة من خلال الجدول رقم (1) أنَّ القيمة الدَّالة تساوي 0.0001> وهي أقل من 5% (0.05) ممَّا يعني صحَّة الفرضيَّة، وبالتَّالي يُستنتج أنَّ المتعلِّمون في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي شمالي لبنان، يُعانون من مستوى مرتفع في درجة انتشار الميول الانتحاريَّة فيما بينهم.

جدول رقم (1)

الفرضيَّة العامَّة

One-Sample Test
قيمة الاختبار = 1
قيمة ت df قيمة الدَّالة المتوسط الانحراف المعياري
ميول انتحاريَّة 9.424 601 0.0001> 1.3123 0.81305

أشارت الفرضيَّة الأولى إلى أنَّ الشُّعور باليأس يُعدُّ السِّمة الأبرز لدى المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة، فجاءت النَّتائج من خلال الجدول رقم (2) أنَّ القيمة الدَّالة تساوي 0.0001> وهي أقل من 5% (0.05) وبالتَّالي يتبيَّن أنَّه توجد علاقة بين الشُّعور باليأس والمراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة. وتُظهر النَّتائج أنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة لمن ليس لديهم هذه الميول على المستوى العادي وِفق تصنيف الشُّعور باليأس قد بلغت (95.7%) وتأتي في المرتبة الأولى وهي أكثر من نسبة الميول الانتحاريَّة مرتفعة جداً، وكذلك الأمر على المستوى المرتفع فقد بلغت (19.8%) حيث تأتي في المرتبة الثَّانية في هذا المجال. وأنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة المرتفعة وِفقاً لتصنيف الشُّعور باليأس على المستوى العادي قد بلغت (4.3%) وهي أقل من نسبة الميول الانتحاريَّة على المستوى المرتفع والمرتفع جداً، فيما جاءت النِّسبة على المستوى المرتفع (30.7%) وهي النِّسبة الأعلى في هذا المجال مقارنة مع المستوى المرتفع جداً حيث بلغت النِّسبة (5.7%) وهي في المرتبة الثَّانية. وتأتي نسبة الميول الانتحاريَّة مرتفعة جداً وفقاً لتصنيف الشُّعور باليأس على المستوى العادي (0.0%) وهي أدنى نسبة بلغت في هذا المجال، فيما بلغت على المستوى المرتفع (49.6%) وهي في المرتبة الثَّانية في المجال عينه من حيث مستوى الميول وِفقاً لتصنيف الشُّعور باليأس، في حين بلغت نسبة مجال الميول الانتحاريَّة المرتفعة جداً وِفقاً للمستوى المرتفع جداً (94.3%) وهي النِّسبة الأعلى مقارنةً مع ما سبق بحسب تصنيف الشُّعور باليأس. بناءً على ما تمَّ عرضه، يُستنتج أنَّه كلَّما ازداد الشُّعور باليأس لدى المراهقين من المستوى العادي إلى مرتفع إلى المستوى المرتفع جداً، كلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة وارتفعت جداً من نسبة 0.0%)) وهي على المستوى العادي من حيث الإجابة إلى المستوى المرتفع نسبته (49.6%) إلى المستوى المرتفع جداً نسبته (94.3%) لدى المتعلـِّمين في مرحلة المراهقة في المعهد المذكور.

جدول رقم (2)

الفرضيَّة الأولى (تصنيف الشُّعور باليأس)

تصنيف الشُّعور باليأس المجموع قيمة الدَّالة
عادي مرتفع مرتفع جداً
ميول انتحاريَّة ليس لديه ميول انتحاريَّة التِّكرار 45 89 0 134 0.0001>
النِّسبة 95.7% 19.8% 0.0% 22.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة التَّكرار 2 138 6 146
النِّسبة 4.3% 30.7% 5.7% 24.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة جداً التِّكرار 0 223 99 322
النِّسبة 0.0% 49.6% 94.3% 53.5%
المجموع التِّكرار 47 450 105 602
النِّسبة 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%

تناولت الفرضيَّة الثَّانية أنَّ تصوُّر الانتحار يُعدُّ في المرتبة المتوسِّطة للميول الانتحاريَّة لدى المراهقين، فجاءت النَّتائج من خلال الجدول رقم (3) أنَّ القيمة الدَّالة تساوي 0.0001> وهي أقل من 5% (0.05) وبالتَّالي يتبيَّن أنَّه توجد علاقة بين تصوُّر الانتحار والمراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة. فقد أظهرت النَّتائج أنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة لمن ليس لديهم هذه الميول على المستوى العادي وِفق تصنيف تصوُر الانتحار قد بلغت (59.1%) وهي أكثر بكثير من نسبة الميول الانتحاريَّة مرتفعة جداً، وأنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة على مستوى المرتفع قد بلغت (2.4%) وهي أقلّ بكثير من نسبة الميول الانتحاريَّة على مستوى مرتفع جداً من حيث الإجابة، فيما بلغت نسبة من ليس لديه ميول انتحاريَّة (0.0%) وهي أقل نسبة مقارنةً مع النِّسب المذكورة في هذا المجال. وأنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة المرتفعة وِفقاً لتصنيف تصوُر الانتحار على المستوى العادي قد بلغت (40.9%) وهي أقل من نسبة من ليس لدي ميول انتحاريَّة على المستوى العادي وأكثر من نسبة الميول الانتحاريَّة المرتفعة جداً ممَّن لديه هذه الميول حيث تأتي بالمرتبة الثَّانية، وجاءت النِّسبة على مستوى المرتفع (18.8%) في المجال عينه وهي أكثر من نسبة من ليس لديه ميول انتحاريَّة، فيما ظهرت النِّسبة على مستوى مرتفع جداً (4.0%) حيث تُعتبر هذه النِّسبة هي الأدنى في هذا المجال. وتأتي نسبة الميول الانتحاريَّة مرتفعة جداً وفقاً لتصنيف الشُّعور باليأس على المستوى العادي (0.0%) وهي النِّسبة الأدنى في هذا المجال. وقد بلغت على مستوى مرتفع (78.7%) وهي النِّسبة الثَّانية الأعلى في هذا الجدول من حيث مستوى الميول على نحو مرتفع وكذلك الثَّانية في المجال نفسه، فيما بلغت الميول الانتحاريَّة المرتفعة جداً على المستوى العال جداً (96.0%) وهي النِّسبة الأعلى مقارنةً مع ما سبق وِفقاً لتصنيف تصوُر الانتحار. بناءً على ذلك، يُستنتج أنَّه كلَّما ازداد تصوُّر الانتحار من المستوى العادي إلى مرتفع إلى المستوى المرتفع جداً، كلَّما ازدادت الميول الانتحارية وارتفعت جداً من (0.0%) إلى المستوى المرتفع (78.7%) إلى المستوى المرتفع جداً (96.0%) لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في المعهد المذكور.

جدول رقم (3)

الفرضيَّة الثَّانية (تصنيف تصوُّر الانتحار)

تصنيف تصوُّر الانتحار المجموع قيمة الدَّالة
عادي مرتفع مرتفع جداً
ميول انتحاريَّة ليس لديه ميول انتحاريَّة التِّكرار 127 7 0 134 0.0001>
النِّسبة 59.1% 2.4% 0.0% 22.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة التِّكرار 88 54 4 146
النِّسبة 40.9% 18.8% 4.0% 24.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة جداً التِّكرار 0 226 96 322
النِّسبة 0.0% 78.7% 96.0% 53.5%
المجموع التِّكرار 215 287 100 602
النِّسبة 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%

أشارت الفرضيَّة الثَّالثة إلى أنَّ تقييم الذَّات بشكلٍ سلبيٍ يُعدُّ في المرتبة المتوسِّطة لدى المراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة، وتُبيِّنُ النَّتائج من خلال الجدول رقم (4) أنَّ القيمة الدَّالة تساوي 0.0001> وهي أقل من 5% (0.05)، وبالتالي يتبيَّن أنَّه توجد علاقة بين تقييم الذَّات بشكلٍ سلبيٍ والمراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة. كما تُظهر النَّتائج أنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة لمن ليس لديهم هذه الميول على المستوى العادي وِفق تصنيف تقييم الذَّات السَّلبي قد بلغت (66.7%) وهي أعلى نسبة في هذا المجال، أمَّا نسبة الميول الانتحاريَّة على مستوى المرتفع فقد بلغت (36.8%) وهي أقلّ من نسبة الميول الانتحاريَّة على مستوى العادي وأكثر من مستوى مرتفع جداً. وأنَّ نسبة الميول الانتحاريَّة المرتفعة جداً وِفقاً لتصنيف تقييم الذَّات السَّلبيَّة على المستوى المرتفع جداً فقد بلغت (18.6%) وهي الأقل مقارنة مع غيرها في المجال عينه. أمَّا فيما يتعلَّق بالقياس الميول الانتحاريَّة المرتفعة على مستوى العادي، فقد بلغت النِّسبة (33.3%) وهي الأعلى في هذا المجال مقارنة مع المستوى المرتفع الذي بلغت نسبته (26.3%)، في حين بلغت نسبة مرتفع جداً (23.7%) وهي الأدنى مقارنة في هذا المجال وِفقاً لتصنيف تقييم الذَّات السَّلبيَّة. في السِّياق نفسه، بلغت الميول الانتحاريَّة على المستوى العادي (0.0%)، فيما بلغت النِّسبة في المجال عينه على المستوى مرتفع (36.8%) وهي ثاني أكبر في هذا المجال، في حين بلغت النِّسبة على المستوى المرتفع جداً (57.7%) وهي النِّسبة الأعلى في هذا المجال وِفقاً لتصنيف تقييم الذَّات السَّلبي. بناءً على ذلك، يُستنتج أنَّه كلَّما ازداد تقييم الذَّات السَّلبي من المستوى العادي الى مرتفع الى المستوى المرتفع جداً، كُلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة وارتفعت جداً من (0.0%) الى المستوى المرتفع (36.8%) الى المستوى المرتفع جداً (57.7%) لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في المعهد المذكور.

جدول رقم (4)

الفرضيَّة الثَّالثة (تصنيف تقييم الذَّات السَّلبي)

تصنيف تقييم الذَّات السَّلبي المجموع قيمة الدَّالة
عادي مرتفع مرتفع جداً
ميول انتحاريَّة ليس لديه ميول انتحاريَّة التِّكرار 2 42 90 134 0.0001>
النِّسبة 66.7% 36.8% 18.6% 22.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة التِّكرار 1 30 115 146
النِّسبة 33.3% 26.3% 23.7% 24.3%
ميول انتحاريَّة مرتفعة جداً التِّكرار 0 42 280 322
النِّسبة 0.0% 36.8% 57.7% 53.5%
المجموع التِّكرار 3 114 485 602
النِّسبة 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%

تُشير الفرضيَّة الرَّابعة إلى أنَّ العداوة تُشكِّلُ في المرتبة الدُّنيا لدى المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة، وتُظهر النَّتائج من خلال الجدول رقم (5) أنَّ القيمة الدَّالة تساوي 0.0001> وهي أقل من 5% (0.05)، وبالتَّالي يتبيَّن أنَّه توجد علاقة بين العداوة والمراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة وأنَّ العداوة تؤثِّرُ عليهم بشكلٍ واضح. وتُبيِّن النَّتائج أنَّ نسبة من ليس لديه ميول انتحاريَّة على المستوى العادي قد بلغت (69.6%) وهي الأعلى في هذا المجال، فيما جاءت النِّسبة على المستوى مرتفع (2.3%) وهي ثاني أعلى نسبة في المجال عينه، في حين بلغت النِّسبة على المستوى المرتفع جداً (0.0%) وهي الأدنى في هذا المجال وِفقاً لتصنيف العداوة. كما بلغت نسبة الميول الانتحاريَّة على المستوى العادي (30.4%) وهي الأعلى في هذا المجال، فيما جاءت النِّسبة على مستوى المرتفع (25.1%) وهي ثاني أعلى نسبة في المجال عينه، في حين بلغت النِّسبة على المستوى المرتفع جداً (3.0%) وهي الأدنى وِفقاً لتصنيف العداوة. وبلغت نسبة الميول الانتحاريَّة لمن ليس لديه هذه الميول على المستوى العادي (0.0%) وهي النِّسبة الأدنى في هذا المجال، فيما بلغت النِّسبة في المجال عينه على المستوى المرتفع (72.6%) وهي ثاني أعلى نسبة في هذا المجال، في حين جاءت النِّسبة الأعلى في هذا المجال على المستوى المرتفع جداً ((97.0% وِفقاً لتصنيف العداوة. بناءً على ما تمَّ عرضه، يُستنتج أنَّه كلَّما ازدادت العداوة من المستوى العادي الى مرتفع الى المستوى المرتفع جداً، كلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة وارتفعت جداً من (0.0%) الى المستوى المرتفع (72.6%) الى المستوى المرتفع جداً (97.0%) لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في المعهد المذكور.

جدول رقم (5)

الفرضيَّة الرَّابعة (تصنيف العداوة)

تصنيف العداوة المجموع قيمة الدَّالة
عادي مرتفع مرتفع جداً
ميول انتحاريَّة ليس لديه ميول انتحاريَّة التِّكرار 126 8 0 134 0.0001>
النِّسبة 69.6% 2.3% 0.0% 100.0%
ميول انتحاريَّة مرتفعة التِّكرار 55 89 2 146
النِّسبة 30.4% 25.1% 3.0% 100.0%
ميول انتحاريَّة مرتفعة جداً التِّكرار 0 257 65 322
النِّسبة 0.0% 72.6% 97.0% 100.0%
المجموع التِّكرار 181 354 67 602
النِّسبة 100.0% 100.0% 100.0% 100.0%

وِفقاً للمعطيات التي تمَّ عرضها سابقاً، يُستنتج من نتائج معامل الانحدار الخطي المتعدِّد من خلال جدول رقم (6) أنَّ العداوة لديها معامل الارتباط B وهي الأعلى، حيث بلغت النِّسبة (0.083) ممَّا يعني أنَّ العداوة لها التَّأثير الأكبر على الميول الانتحاريَّة بدرجة مرتفعة وأنَّ العلاقة بينهما هي إيجابية. ويُستنتج أنَّه كلَّما ازدادت العداوة لدى المراهقين، كلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة لديهم. ثمَّ يأتي تصوُر الانتحار بالدَّرجة المتوسِّطة حيث بلغت معامل الارتباط (0.041) وبالتَّالي فإنَّ العلاقة بينهما إيجابية، ويُستنتج أنَّه كلَّما ازداد تصوُر الانتحار لدى المراهقين، كلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة لديهم. بعد ذلك يأتي الشُّعور باليأس في الدَّرجة المتوسِّطة حيث جاءت النِّسبة (0.019) أي أنَّ لدى المراهقين تأثير متوسِّط نحو الميول الانتحاريَّة وأنَّ العلاقة بينهما هي إيجابية، وأنَّه كلَّما ازداد الشُّعور باليأس كلَّما ازدادت الميول الانتحاريَّة لديهم. في حين جاءت نتيجة تقييم الذَّات السَّلبي في الدَّرجة الدُّنيا، ممَّا يعني أنَّ المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة فإنَّ التَّقييم الذَّات السَّلبي لديهم هو متدني حيث جاءت النِّسبة أقل من (0.002).

جدول رقم (6) معامل الارتباط

النَّموذج B t قيمة الدَّالة
1 (Constant) -0.790 -5.657 >0.0001
الشُّعور باليأس 0.019 3.121 0.002
تصور الانتحار 0.041 6.009 >0.0001
تقييم الذَّات السَّلبي -0.002 -0.404 0.687
العداوة 0.083 9.647 >0.0001

الرَّابع عشر- التَّوصيَّات

يُمكن تقديم توصيَّات في ضوء النَّتائج التي توصَّلت إليها الدِّراسة الحاليَّة، وهي على النَّحو الآتي:

  • تفعيل دور الإرشاد الصِّحي في المؤسَّسات التَّربويَّة وتسليط الضَّوء على أهمِّية الصِّحة النَّفسيَّة للمتعلِّمين.
  • تفعيل دور المجتمع المدني من خلال إقامة النَّدوات والأنشطة الهادفة في المؤسَّسات التَّربويَّة للحدِّ من الميول الانتحاري بين المتعلِّمين ومحاربة هذه الظَّاهرة السَّلبيَّة التي لا تَمُت بِصلة إلى قِيمنا وديننا.
  • تفعيل دور وزارة الإعلام من خلال بثّ الإعلانات المرئية والمسموعة بهدف نشر التَّوعية بين المراهقين حول ظاهرة الميول الانتحاريَّة وخطورتها.
  • توعية الأهل والأسرة حول كيفيَّة التَّصرف والتَّعامل مع أبنائهم من خلال مراقبتهم باستمرار وملاحظة أقوالهم وأفعالهم ما إذا كان لدى أحدهم ميول انتحاريَّة.
  • حثّ رجال الدِّين على توعيَّة المجتمع من خلال خطبهم في المساجد لبيان خطورة الانتحار وأنَّه عمل منافٍ ومحرَّم في الدِّين الإسلامي.
  • حثِّ الأسرة على تعزيز الصِّحة النَّفسيَّة لدى أبنائهم حتى تكون لديهم شخصيَّة ناضجة ومتَّزِنة.
  • التَّواصل مع أخصائيين نفسانيين واجتماعيين فيما يتعلَّق بالخدمة الاجتماعيَّة وتقديم يد العون ممَّن هم بحاجة إلى التَّخلُّص من أفكارهم السَّلبيَّة.
  • إنشاء مراكز استقبال خاصَّة تُعنى بمشاكل المراهقين وتهتم بمن لديه الميول الانتحاريَّة لتُساعده على تخطِّي مشكلته.
  • ضرورة وجود مرشد نفسي في كُلِّ المؤسَّسات التَّعليميَّة وبخاصَّة في المعاهد والمهنيَّات ليكون قريباً من المراهقين عند الحاجة إليه.
  • القيام بورشات عمل ودورات تدريبيَّة حول ظاهرة الانتحار والتَّركيز على طُرُق الوقاية منها وعلاجها.

الخامس عشر- خاتمة الدِّراسة

يُشكِّلُ الانتحار ظاهرة منتشرة في المجتمعات على اختلاف تنوُعِها، وهي من المشكلات التي تُهدِّد سلامة واستقرارها حيث ارتفعت معدَّلات الانتحار في السَّنوات الأخيرة بشكلٍ ملحوظٍ يُعزى ذلك إلى عوامل عِدَّة منها اجتماعيَّة ونفسيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة. ولأنَّ حياة الفرد وروحه هي هبة من الله عزَّ وجلَّ وأمانة استودعها رب العالمين لديه ودعاه إلى المحافظة عليها والاهتمام بها، يُلاحظ أنَّ النَّظرة إلى الحياة تختلف من شخصٍ إلى آخر وكذلك الإحساس بقيمتها وأهمِّيتها من خلال تحديد أهدافه التي تُعينه على خوض غمار الحياة متحدِّياً كُلَّ الصُّعوبات التي تواجهه. وبالتَّالي فإنَّ الإحساس بقيمة الحياة تختلف أيضاً من شخصٍ إلى آخر وِفقاً للشَّخصيَّة والبيئة التي نشأ بها، فضلاً عن نظرته للحياة وآرائه وأفكاره وقناعاته بشكلٍ عام. بالإشارة إلى أنَّ كُلَّ شخص يمرُّ بضغوطاتٍ عِدَّة تختلف تصرُّفاته في مواجهة المواقف الضَّاغطة وكيفيَّة التَّعامل بها عن شخصٍ آخر، فمنهم من يلجأ إلى الانتحار كوسيلة هروب بسبب إصابة قدراته بالشَّلل تُجاه تلك الموافق وعدم تمكُّنه من إيجادِ حلولاً لمشكلاته ومنهم من يتخطَّى مشكلاته بالعزيمة والصَّبر والإصرار على متابعة حياته بشكلٍ طبيعي. بناءً على ذلك، تناولت الدِّراسة الحاليَّة موضوع درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي في شمال لبنان، حيث هدفت الدِّراسة إلى التَّعرف على درجة الميول الانتحاريَّة لدى عيِّنة الدِّراسة وتمَّ طرح الإشكاليَّة التَّالية: ما هي درجة انتشار الميول الانتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد برقايل الفنِّي الرَّسمي؟ ومن هذه الإشكاليَّة تفرَّع منها مجموعة من الأسئلة وهي على النَّحو الآتي:

  1. ما هي درجة الشُّعور باليأس لدى المتعلِّمين المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة؟
  2. ما هي درجة تصوُّر الانتحار لدى المتعلِّمين المراهقين الذي لديهم ميول انتحاريَّة؟
  3. ما هي درجة تقييم الذَّات بشكلٍ سلبيٍ لدى المتعلِّمين المراهقين الذين لديهم الميول الانتحاريَّة؟
  4. ما هي درجة العداوة لدى المتعلِّمين المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة؟

بالإشارة إلى أنَّه قد تمَّ طرح التَّساؤلات السَّابقة من أجل التَّعرف على درجة انتشار الميول الانتحاريَّة في المعهد المذكور من خلال استخدام المنهج الوصفي المسحي وتكوَّنت عيِّنة الدِّراسة الحاليَّة من المتعلِّمين في مرحلة المراهقة في معهد فنِّي رسمي يضمُّ اختصاصاتٍ عِدَّة، وقد بلغ عددهم الإجمالي (618) متعلِّماً ومتعلِّمةً إذ تمَّ الإجابة على الاستبانة من قِبل (602) متعلِّماً ومتعلِّمةً فقط من خلال تطبيق مقياس جاهز لقياس الميول الانتحاريَّة لديهم. وبالتَّالي، فقد أظهرت النَّتائج أنَّ تصنيف العداوة بلغت نسبة معامل الارتباط لديها(٪9.647) وهي الأعلى، ممَّا يعني أنَّ العداوة لها التَّأثير الأكبر على الميول الانتحاريَّة بدرجة مرتفعة. ثمَّ يأتي تصوُر الانتحار بالدَّرجة المتوسِّطة حيث بلغت نسبة معامل الارتباط (٪6.009). بعد ذلك يأتي الشُّعور باليأس في الدَّرجة المتوسِّطة حيث جاءت النِّسبة (٪3.121) أي أنَّ لدى المراهقين تأثير متوسِّط نحو الميول الانتحاريَّة. في حين جاءت نتيجة تقييم الذَّات السَّلبي في الدَّرجة الدُّنيا، ممَّا يعني أنَّ المراهقين الذين لديهم ميول انتحاريَّة فإنَّ التَّقييم الذَّات السَّلبي لديهم هو متدني حيث جاءت النِّسبة أقل من (٪0.404).

في هذا السِّياق، فقد جاءت أبرز نتائج الدِّراسة على النَّحو الآتي:

  • عدم وجود ميول انتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة بحسب تصنيف الشُّعور باليأس كسمة بارزة لديهم، وإنَّما على مستوى متوسِّط.
  • وجود ميول انتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة بحسب تصنيف تصوُّر الانتحار على مستوى متوسِّط.
  • عدم وجود ميول انتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة بحسب تصنيف تقييم الذَّات السَّلبي على مستوى متوسِّط، وإنَّما على مستوى متدنِّي.
  • عدم وجود ميول انتحاريَّة لدى المتعلِّمين في مرحلة المراهقة بحسب تصنيف العداوة على مستوى متدنِّي، وإنَّما على مستوى مرتفع.

بناءً على ما تمَّ ذكره من خلال النَّتائج التي سبق عرضها وِفقاً للفرضيَّات، يُستنتج أنَّ الفرضيَّات لم تتحقق في هذه الدِّراسة، باستثناء الفرضيَّة التي تناولت تصوُّر الانتحار الذي يُعدُّ في المرتبة المتوسِّطة للميول الانتحاريَّة لدى المراهقين حيث جاءت أيضاً في المرتبة المتوسِّطة بحسب معامل الانحدار الخطي المتعدِّد، فبالرُّغم من وجود ميول انتحاريَّة لدى المتعلِّمين المراهقين بشكلٍ واضح وِفقاً للفرضيَّات إلَّا أنَّها اختلفت من حيث المستوى والدَّرجة لكُلِّ فرضيَّة فيما يتعلَّق بالميول الانتحاريَّة لدى أفراد عيِّنة الدِّراسة.

الملحق رقم (1): أداة الدِّراسة

مقياس احتماليَّة الانتحار

م العبارة أبداً أو قليلاً من الوقت بعضاً من الوقت كثيراً من الوقت معظم أو طوال الوقت
1 عندما أكون غاضباً غضباً شديداً فإنَّني أقذف بالأشياء بعيداً.
2 أشعر بأنَّ العديد من النَّاس يهمُّهم أمري جدَّاً.
3 أشعر بميل أن أكون متهوِّراً (أو مندفعاً).
4 أفكِّرُ في الأمور بدرجة من السُّوء لدرجة لا تُمكِّنني من مشاركة الآخرين فيها.
5 أعتقد أنَّ لديَّ مسؤوليَّات كثيرة.
6 أشعر أنَّ هناك الكثير من الأشياء الهامَّة يُمكنني عملها.
7 أفكِّرُ في الانتحار لكي أُعاقب الآخرين.
8 أشعر بالعداء تُجاه الآخرين.
9 أشعر بأنَّني منعزل عن النَّاس.
10 أشعر بأنَّ النَّاس يُقدِّرونني حقَّ قدري.
11 أشعر أنَّ كثيراً من النَّاس ستحزنهم وفاتي.
12 أشعر بوحدة شديدة لا أستطيع تحمُّلها.
13 يشعر الآخرون بالعداء نحوي.
14 أشعر أنَّني سأغيِّر الكثير من حياتي إذا ما بدأت من جديد.
15 أشعر بعدم القدرة على أداء العديد من الأشياء بصورة متقنة.
16 أعاني المتاعب في الحصول على والاحتفاظ بالوظيفة التي أحبُّها.
17 أعتقد أنَّ أحداً لن يفتقدني عندما أغيب.
18 يبدو أنَّ الأشياء تسير على ما يُرام بالنِّسبة لي.
19 أشعر أنَّ النَّاس تتوقَّع الكثير منِّي.
20 أشعر بالحاجة إلى معاقبة نفسي بسبب الأشياء التي أفعلها وأفكِّرُ فيها.
21 أشعر أنَّ العالم لا يستحق أن أعيش فيه.
22 أخطِّط للمستقبل بعناية فائقة.
23 أشعر بأنَّني ليس لديَّ العديد من الأصدقاء الذين يُمكنني الثِّقة بهم.
24 أشعر أنَّ النَّاس ستكون أحسن حالاً إذا ما مِت.
25 أشعر أنَّ الموت يكون أقلّ ألماً من أن أعيش الحياة بتلك الطَّريقة.
26 أشعر/ شعرت بأنَّني قريب من والدتي.
27 أشعر/ شعرت بأنَّني قريب من صديق/ صديقتي.
28 لا أشعر بالأمل في تحسُّن الأمور مستقبلاً.
29 أشعر أنَّ النَّاس لا تتقبَّلني أو تستصوب أفعالي.
30 لقد فكَّرت في الطَّريقة التي أهلك بها ذاتي.
31 أنا قلق بشأن الأمور الماليَّة.
32 أفكِّرُ في الانتحار.
33 أشعر بالتَّعب وفتور الهِمَّة.
34 عندما أغضب غضباً شديداً فإنَّني أحطِّمُ الأشياء.
35 أشعر/ شعرت بأنَّني قريب من والدي.
36 أشعر بعدم القدرة على أن أكون سعيداً بصرف النَّظر عن المكان الذي أوجد فيه.

قائمة المراجع

أوَّلاً- المراجع العربيَّة:

  1. أسعد، مخائيل إبراهيم. (1994). مشكلات الطُّفولة والمراهقة، لبنان: دار الجيل، ط: (2).
  2. البحيري، عبد الرَّقيب أحمد. (2013). مقياس احتماليَّة الانتحار، مصر: مكتبة الانجلو المصريَّة.
  3. تدمري، رشا عمر. (2020). البحث العلمي من الفكرة إلى ما بعد المناقشة، لبنان: المكتبة العصريَّة، ط: (2).
  4. ثابت، ياسر. (2012). شهقة اليائسين، الانتحار في العالم العربي، لبنان: التَّنوير للطِّباعة والنَّشر.
  5. الجبوري، علي محمود، والسُّلطاني، نازك. (2014). قياس الميل نحو الانتحار لدى طلبة المرحلة الإعداديَّة. مجلَّة كلِّية التَّربية للبنات للعلوم الإنسانيَّة، العراق: جامعة الكوفة.
  6. الجرادات، نسرين عيسى. (2015). الأفكار الانتحاريَّة وعلاقتها بعوامل الخطر المرتبطة بالقلق والاكتئاب عند الشَّباب في المجتمع الفلسطيني، فلسطين: جامعة القدس.
  7. حميمي، عطاب. (2012). إدراك القلق الشَّديد وعلاقته بالاكتئاب ومشاعر اليأس لدى شريحة من محاولي الانتحار، الجزائر: مجلَّة المعارف، عدد (12).
  8. الشَّمري، صادق والمحنة، حنين. (2019). اضطراب الهويَّة الجنسيَّة وعلاقته بالأفكار الانتحاريَّة لدى طلبة المرحلة الإعداديَّة، العراق: جامعة بابل.
  9. مقدم، عبد الحفيظ. (2004). الإحصاء والقياس النَّفسي والتَّربوي، الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعيَّة، ط: (2).

ثانيَّاً- المراجع الأجنبيَّة:

  1. Agrawal, Ruchi & Talapalliwar, Manoj Rajanna. (2019). Prevalence of Suicide Ideation and Its Pattern Among College Students of The Tribal Region of Central India, International Journal of Medical Science & Public Health. Vol: 8, Issue: 12.
  2. Alderman, Elizabeth M, et all. (2019). Unique Needs of The Adolescent, Journal of American Academy of Pediatrics- Dedicated to The Health of all children, Volume: 144. www.pediatrics.aapublications.org.
  3. Pereira, Adelino & Cardoso, Francisco. (2015). Suicidal Ideation in University Students: Prevalence and Association with School and Gender, Scielo- Scientific Electronic Library Online, Brazil.
  4. World Health Organization. (1996). Prevention of Suicide: Guidelines for The Formulation and Implementation of National Strategies, New York: United Nation.

ثالثاً- المواقع الإلكترونيَّة:

14- https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/suicide

شوهد بتاريخ: آب 12، 2021

https://www.aljazeera.net/midan/intellect/sociology/2017/11/9/-15

شوهد بتاريخ: آب 12، 2021

16- https://aliwaa.com.lb

شوهد بتاريخ: آب 13، 2021

17-https://www.alhurra.com/lebanon/2021/06/25

شوهد بتاريخ: آب 14، 2021

18-http://www.emro.who.int/ar/media/news/suicide-prevention-strategies.html

شوهد بتاريخ: أيلول 10، 2021