توظيف المنطق في اللغة عند القدماء والمحدثين

الاستاذ المساعد الدكتور عادل عبد الجبار زاير1

1 جامعة الكوفة، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، النجف، العراق

البريد الالكتروني: adel-alkaabi@uokufa.edu.iq

HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21217

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/12/2021م تاريخ القبول: 21/11/2021م

المستخلص

تعد اللغة تعبيرًا عن الفكر الإنساني ومن أهم وظائفها التواصل بين أبنائها الناطقين بها، والمنطق هو میزان الفكر والته وبوساطة قواعده ومعايره يمكن لنا أن نتبين مواضع الصواب والخطأ التي تجول في عقولنا وأفكارنا، وإذا كان الأمر كذلك فلا مناص من وجود صلة بين المنطق بوصفه ألة الفكر، وبين اللغة بوصفها آلة التعبير عن الفكر ولاسيما أن اللغة أضحت تدرس عامة تمتد فيها جوانب الدراسة لتشمل اللغات جميعا وسمائها وحياتها وتطورها وغير ذلك من أشكال الدرس اللغوي تحت عنوان ( علم اللغة )، ويعنى البحث بتلمس مواضع الالتقاء بين علم اللغة والدلالة المنطقية والكشف عن جهات هذا اللقاء وصوره ؛عبر استقراء جهود القدماء والمحدثين في توظيف المنطق في دراسة اللغة في ضوء مستوياتها.

الكلمات المفتاحية: المنطق، علم اللغة، الدلالة اللغوية، الدلالة المنطقية، المستويات اللغوية.

Research title

The function of Logic in the language of the Ancients and Moderns

Assistant Professor Dr. Adil Abdul-Jabbar Zayer1

1 University of Kufa, Faculty of Arts, Department of Arabic Language, Al-Najaf, Iraq

Email: adel-alkaabi@uokufa.edu.iq

HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21217

Published at 01/12/2021 Accepted at 21/11/2021

Abstract

Language is an expression of human thought and one of its most important functions is the communication between its speaking children, and logic is the balance of thought and the machine, and by means of its rules and calibrations, we can discern the positions of right and wrong that roam our minds and thoughts, and if this is the case, then there is inevitable a link between logic as the machine of thought. And between language as a machine for expressing thought, especially that language has become a general study in which aspects of the study extend to include all languages, their sky, life, development and other forms of linguistic study under the title (linguistics). This meeting and its images, by extrapolating the efforts of the ancients and moderns in employing logic in the study of language in the light of its levels.

مقدمة البحث

إنّ استقراء جهود القدماء والمحدثين في دراسة المنطق وتأثيره في اللغة ومستوياتها يحتاج إلى تمهيد للتعريف بعلم اللغة وعلم المنطق وكيفية الترابط بينهما.

على أن تقسيمات البحث كانت على الوجه الآتي:

-النظام الصوتي والدلالة المنطقية

-النظام الصرفي والدلالة المنطقية

-نظام الجملة والدلالة المنطقية

-الدلالة اللغوية والدلالة المنطقية

– مباحث الالفاظ بين المنطق واللغة

فضلًا عن خاتمة اشتملت على اهمّ نتائج البحث

تمهيد

تعريف علم اللغة:

علم اللغة ( ( هو العلم الذي يبحث في اللغة، ويتخذها موضوعا له، فيدرسها من النواحي الوصفية، والتاريخية، والمقارنة، و يدرس العلاقات الكائنة بين اللغات المختلفة، أو بين مجموعة من هذه اللغات، ويدرس وظائف اللغة وأساليبها المتعددة، وعلاقتها بالنظم الاجتماعية المختلفة ([1])) )

ومعنى ذلك أنه يهتم بدراسة اللغة باسلوب علمي، ويحاول تصنيف اللغة كموضوع من الموضوعات العلمية، فيدرس بناء اللغة، وكيفية تركيب مفرداتها، وتكوين الكلمات فيها، ومعرفة الأصوات الخاصة بكل كلمة، وطبيعة نطقها، وكل ما يتصل باللغة.

التعريف بالمنطق:

المنطق في اللغة مشتق من النطق، والنون والعطاء والفاف أصلان أحدهما يدل على كلام او ما يشبه الكلام في الإبانة عن المراد([2])، وتقول: نطق الناطق ينطق نطقة إذا تكلم، وقد يستعمل النطق في اللغة ويراد به مطلق الإعراب عن القصد، أو كيفية الإبانة عن المراد، سواء أكان من قبيل الكلام البشري أم غيره ([3]) ولذا قال عز من قائل: { علّمنا منطق الطير{([4])، فليس من الضروري أن ينطق الطير كما ينطق الإنسان لاختلاف جنسيهما.

المنطق في الاصطلاح:

إنّ علم المنطق من العلوم الآلية التي يتوقف العلم بها على استحصال امور غيرها، وتأسيسا على ذلك عرفه الشيخ الرئيس ابو علي ابن سينا ( ٤٢٨ ه ) بأنه: ( ( علم يتعلم فيه ضروب الانتقالات من أمور حاصلة في ذهن الإنسان إلى امور مستحصلة ([5])) )، فهو عبارة عن انتقالات وخطوات متبعة يقودها المشتغل لتحصيل أمر آخر، وادل من هذا التعريف على الألية ما ذكره الشيخ المظفر في تعريف المنطق بقوله: ( ( ألة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر([6])) ) فهر اذن. وسيلة وليس غاية، وهو أقرب إلى أن يكون منهجا من مناهج البحث وتحصيل المعارف بشتى اقسامها، ويمكن أن يتغلغل في تضاعيف ضروب العلوم جميعا بوجه من الوجوه ولا في الباحث عنه في أي میدان من الميادين العلمية، وقد ذكر علماء المنطق فوائده، ومیدانه الذي يدور ضمنه ولا بأس من ذكرها على الإجمال توخيا للفائدة وتحديدا المعالم البحث وتبيان لمضاره، ولاسيما أن البحث يسعى

إلى الكشف عن جهات المقاربة بين علم اللغة والمنطق ومقدار إفادته من المنطق.

موضوع المنطق:

اما موضوع المنطق فلا يخرج عن شيئين رئيسين، مهما تشعبت مسالة وتقر عن قضاياه، وتعددت أشكال القياس فيه وهما:

1- المعلوم التصوري: وهو الذي يعني بالمجهولات التصورية التي يراد لها أن تكون معلومات تصورية، أي العناية بالمفاهيم غير المركبة وهو ما يعرف في مباحث المنطق ب( المعرف ) أو التعريف وسبل الحصول عليه واشكاله المنطقية

٢- المعلوم التصديقي: ويختص بالقضايا المركبة وأشكالها المؤتلفة منها وكيفية الحكم عليها، من حيث الصدق والكذب بطريقة منطقية يتجنب فيها الخط، وهذا ما يعرف بمباحث البرهان، وهذه المباحث لا تعني بالبديهيات بطبيعة الحال ([7]).

ومن الواضح أن المنطق لا يحدد بمجال معرفيّ ما، أو بعبارة أخرى إله لا يقتصر موضوعه على علم معين فهو يشمل العلوم والمعارف بكل ضروبها.

فوائد المنطق([8]):

أما فوائده فهي متفرعة على موضوعه وحدود هذا الموضوع، فأهم فوائده:

1- أنه يعلمنا كيف نصل إلى تعريف مفهوم ما تعريفة منطقية جامعة يجمع كل أفراد هذا المفهوم الكلي، ومانعة لا يسمح في التعريف أن يدخل فيه غير أمثلة المفهوم وأفراده.

۲ – إنه بوجه عام. يرشدنا إلى الاستدلال على صحة فكرة أيا كانت، أو على خطئها

٣- إنه يعين الباحث على سلوك طريق صحيح في صنع بحث منظم يبعد به عن العقم، او الوقوع في تناقضات أو تقاطعات في البحث.

ومن الضروري أن يتجلى لدينا الآن مضمار علم اللغة، والمجالات التي تكون میدانًا لدراسته، ليتسنى لنا بوضوح معرفة مواطن لقاء هذين العِلمين علم اللغة والمنطق، ولنتعرف على مواضع لا يمكن أن يتداخل فيه العلمان، ليس ثم رابط يربط في مجال معين

مجالات علم اللغة ومیدانه:

ثمة مباحث معينة تعد مسرحًا لعلم اللغة يقتصر عليها، أي إن الباحث في علم اللغة ينبغي أن تشمل دراسته مجموعة من المباحث اللغوية، فيدور حديثه حولها ؛ وهي([9]):

1- أن يدرس الأصوات اللغوية التي تأتلف منها اللغة، وتشمل هذه الدراسة تشريح الجهاز الصوتي، وتقسيم الأصوات الإنسانية على مجموعات، ينبغي أن تظهر فيها مجموعة من الخصائص المشتركة.

۲۔ البحث في بنية الكلمات، والقواعد التي تتصل بصيغها، واشتقاق الكلمات، وتصريفها وتغييرها واختلاف المعاني تبعا لاختلاف الصيغ الصرفية.

۳- دراسة التركيب اللغوي، أي نظام الجملة من حيث ترتيب أجزائها، ومدى تأثير كل جزء منها في الآخر، وطبيعة علاقة هذه الأجزاء ببعضها، وطبيعة ارتباطها.

٤ – الوقوف على دلالة الألفاظ، ومعاني المفردات، والتطور الدلالي وعوامله المختلفة

٥. البحث في نشاة اللغات الإنسانية، وكيفية ظهورها لدى الإنسان الأول، وتطورها عبر مراحلها المتعددة على مر العصور.

٦ – العلاقة بين علم اللغة وبين المجتمع الإنساني، وطبيعة النفس البشرية، وهنا يتنازع علمان آخران هما علم النفس وعلم الاجتماع، فهما يسهمان إسهامة حقيقية في الكشف عن أسرار الكثير من الدلالات اللغوية.

وتأسيسًا على ذلك فإن علم اللغة يبحث في كل ما يتعلق باللغة بحثا علميا يستند إلى معطيات الفكر الإنساني، وسيسعى البحث لأن يترسم المواضع التي يمكن فيها تحقيق رابط أو علاقة بين علم اللغة والمنطق انطلاقا من موضوع المنطق وميدانه، ومن مجالات علم اللغة المذكورة آنفا.

أولا: النظام الصوتي والدلالة المنطقية:

الإنسان بطبيعته حيوان مفكر ناطق، وهو ينماز من هذه الجهة عن سائر أجناس الحيوانات الأخرى، وهو القادر وحده على التعبير عن ما يجول في ذهنه بوساطة أصوات لغوية منحه الله تعالى القدرة على التعبير بها، وهذه القدرة على- تفاوتها من شخص إلى آخر – شركة بين الناس جميعا.

وإذا حاول المرء جاهدًا أن يعي العلاقة بين تلك الأصوات اللغوية، وبين مدلولاتها، فإنه سيجد أن ما توجيه هذه الأصوات يتباين من شعب إلى آخر ومن لغة إلى أخرى، فإن خرير الماء يرسم في ذهن الإنجليزي صوتًا، يختلف عنه في ذهن الفرنسي، وكلا هذين الوحيين لا يشبهان ما يوحي به لدى العربي، وثمة محاولات ضاربة في القدم جرت لربط الأصوات اللغوية بمدلولاتها ربطة ذاتية، إلا انها من وجهة نظر الباحث لا تعدو أن تكون صالحة للتمثيل في بعض المواضع اليسيرة، حتى تلك المحاولات الفذة المبكرة التي كانت من عالم العربية الحذق أبي الفتح ابن جني([10]) ( ۳۹۲ ه ) – ومن جاء بعده([11]). التي حرص فيها أن يوجد نوع علاقة بين الأصوات ومدلولاتها، فلئن كان موفقا في شطر منها، فلقد جانبه التوفيق في شطرها الآخر، وحتى لو سلمنا بوجود علاقات معينة في جزء منها،

كما هي الحال في العلاقة بين صوت ( ط، ر، ق ) وطرق الباب، و كذلك في العلاقة بين ( ثز ثر ) ومعناها، أو بين ( القضم والخضم ) وتباين دلالة كل منهما، إلا أن هذه العلاقة لا يمكن أن توصف بالاطراد والشمول لسائر اللغات الإنسانية، بل حتى في اللغة الواحدة، و ( ( هذه العلاقات ليست بكافية أن تدلنا على رباط قوي بينهما ( الصوت ودلالته )، أو بعبارة أخرى لا يمكن أن تكون صلة منطقية بين الأصوات المستعملة وبين مدلولاتها في الذهن الإنساني العام ([12])) ).

ثانيا: النظام الصرفي والدلالة المنطقية:

من الواضح أن الصيغة الصرفية تفضي إلى معنى من المعاني منبعث عنها قد يغير معنى صيغة أخرى، وذلك على سبيل المثال ( منذر، ومنذر ) فالأولى تدل على فاعل، والثانية تدل على مفعول، وقد يتضح أيضا اختلاف الدلالة من المفرد والمشي والجمع في صيغة بعينها في اللغة العربية، فكلمة ( ضيف تدل على المفرد أحيانة، وأخرى تدل على الجمع ([13])، ولا تبدو أية علاقة منطقية تربط هذا اللفظ وأمثاله بدلالته مطلقًا، كما أن المثنى نفسه قد نجده في لغة العربية، وقد تخلو منه لغات أخرى كالإنجليزية، مع أنّ بني البشر يشتركون في فكرة المثنى، وفيما يتصل بالجمع في العربية والصيغ التي تدل عليه، فلا نكاد نظفر بعلاقة ذاتية منطقية ترتبط بها صيغة الجمع مع دلالتها، من ذلك مثلا صيغ جموع القلة ( افلة، أفعل، فعلة، أفعال )، فإن من المعروف عند العلماء ([14])أن هذه الصيغ إما أن تدلّ على القلة إذا سلمنا بدلالتها على القلة بالاصطلاح ؛وإمّا أن تدلّ بشيوع الاستعمال وغلبة ذلك الاستعمال بين الناطقين باللغة.

ولذلك إذا استعمل في الكثرة حملت على المجاز أو ما شابه، وكذلك جمع الجمع فإن الحاجة إليه في التواصل بين الناطقين منتفية من وجهة منطقية ؛ إذ إنّ صيغ الجمع تفي بالغرض، وحسنًا فعل النحويون إذ عدّوه سماعية، ولا يبدو لنا في قراءتنا المتأنية وجود أية

علاقة منطقية مناسبة في ظاهرة ( تمييز العدد ) في اللغة العربية إذ يتحتم أن يكون تمييز الثلاثة إلى التسعة جمعًا، والمئة والألف وألفاظ العقود التي هي أكثر عددًا من الثلاثة أن يكون تمييزها مفردًا، ومثل ذلك في البعد عن التفكير المنطقي بعض مظاهر التذكير والتأنيث كما في كلمة ( سوق، وسبيل ) فأهل الحجاز يؤنّثون على حين تميم تذكر([15])، وليس ثمّة تفسير منطقي يسعف دارس اللغة يسوّغ له ذلك ويفلسفه، فهذه الخصائص وأضرابها في اللغة التي يدرسها علم اللغة تجعل هذا المنحى من الدراسة في غاية البعد عن المنحى المنطقي ؛ لأن اللغات بل اللغة الواحدة لا تشترك فيه جميعا بنظام واحد تسير عليه ([16]). وبتعبير قرآني اللغة واحدة ولكنّن اللسان مختلف.

والتفكير المنطقي يلزم أن يكون شركة بين الناس جميعًا ؛ ولأن العلاقة بين هذه الأنماط من الاستعمال ودلالاتها ليست إلا عرفية اجتماعية، قضت بها عادات المجتمع وتقاليده، وإذا ما حاول الدارس جاهدة أن يجد علاقة منطقية فكرية في ما بينها، فإنه سيكون من التمحّل القول بوجود نوع علاقة بينها.

ويمكن أن يستثنى من نفي العلاقة سلوكًا منهجيًا لدى الصرفيين، فتلحظ اتجاهات منطقية لديهم بوضوح غير خاف على أحد في مجال التعريفات والحدود والتنظير والتجريد والتقسيم وما يرتبط بمنهجهم الدراسي، فإنّ الصرفيين قد استعانوا بالمصطلحات المنطقية في صياغتهم تعريفات أبواب الصرف المتعددة، وحاولوا. ما وسعهم ذلك. أن يحدّوا أي مفهوم كلي بحدود جامعة مانعة بوخي من المعايير المنطقية، وعلى سبيل المثال نذكر تعريف ابن الحاجب (626 ) لعلم التصريف إذ قال: ( ( التصريف: علم بأصول تعرف بها… الخ ) ) ففي مناقشة التعريف ذكر البغدادي أن ( ( قوله: ” بأصول ” يعني بها القوانين الكلية المنطبقة على الجزنيات ([17])) )، وفي ميدان التقسيمات عمدوا إلى المفردات التي يجمعها جامع مشترك، فوضعوها في باب واحد كالأفعال الثلاثية في ( باب الثلاثي ) والرباعية كذلك، والأسماء التي تلتقي في صفة مشتركة كما إذا كانت ثلاثية مثلا أو غير ذلك، قد درسوها في باب يضمّها جميعا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا

ثالثا: نظام الجملة والدلالة المنطقية:

إن نظام الجملة التركيب لمن مباحث علم اللغة، وقد كان له حظّ وافر في ارتباطه بالمنطق، وليس هذا الارتباط والتناغم يتصل بتأليف الجملة في ذهن الناطق باللغة، أي إن الناطق باللغة يؤلف الجمل بوساطة طرائق معروفة كما ورثها من محيطه الاجتماعي، وليس يحتاج إلى الرجوع إلى القواعد المنطقية ليحاكيها في صوغ أفكاره في تراكيب للتواصل بين بني جنسه.

إن الحديث عن العلاقة بين نظام الجملة والمنطق إنما تظهر في صناعة النحو وفي تفكير علماء النحو، فقد كثر الحديث بين الدارسين عن افتتان علماء النحو ولاسيما العرب منهم بالمنطق الأرسطي، حتى أنهم قد وضعوا أركان هذا العلم، وأقاموا صرحه المشيد على هذي أفكار أرسطو، وذلك يظهر في عدة جوانب، لعل أهمها:

١ – القياس: والمراد به ( ( حمل المنقول على غير المنقول إذا كان في معناه ([18])) )، وهو يمثل قيمة كبرى لدى النحاة العرب في تقويم قضاياهم النحوية وحتى إن الكساني ( ۱۸۹ ه ) اختزل النحو كله في القياس فقال: ( ( إنما النحو قياس يتبع ([19])) ) وقد عده سيبويه ( ۱۸۰ ه ) من أهم أدلة النحو([20])، فمن أنكر القياس فقد أنكر النحو كله في نظر القدماء من النحويين ([21])”

ومن الواضح أن القياس النحوي وإن بدا مباينًا من بعض الوجوه للقياس المنطقي الأرسطي، إلا أنه – يحاكيه، أو يسير على خطاه في وجوه أخرى([22])، كما أعربوا المضارع دون غيره من الأفعال قياسًا على الاسم لمشابهته إياه، وكما نصبت ( لا ) النافية للجنس الاسم ورفعت الخبر قياسًا على ( ان ) لمشابهتها في التوكيد([23]) “

٢ – التعليل: والمراد منه أن تعلل الظواهر النحوية ولا سيما حركات الإعراب، وأن يذكر تسويغ لكل رفع أو نصب… الخ، وقد ازدرى هذه الفكرة من النحاة الأوائل ابن مضاء القرطبي ( ٥٩٢ ه )، فالف كتابا سماه ( الرد على النحاة )، والأمر مشهور لا داعي للإطالة فيه ([24])

٣- الحدود التعريفات: وهذا أمر لا يمكن لأحد أن يدّعي فيه تحرّر النحاة العرب من الفكر المنطقي الأرسطي، إن كانت تعريفاتهم لأيّ مفهوم نحوي إنما تخضع إلى الجنس والنوع والفصل والخاصة، وهذه مصطلحات منطقية معروفة، وضرورة أن يتصف التعريف بأنّه جامع مانع، ولقد أحسنوا في بعض ذلك إحسانًا كثيرًا وأسرفوا في بعض منه، وهكذا شرّاح المتون قد حاكموا التعريفات على هذا الأساس العقلي المنطقي([25]).

4- التقسيم: خضعت تقسيمات النحاة إلى القسمة المنطقية بطريقة آلية لا مجال للتشكيك فيه، ولا سيما التقسيم الثلاثي للكلمة فهي عنده ( اسم، وفعل، وحرف ) لأنهم قابلوا هذه الثلاثة بالموجودات، فأقاموها على القضية المنطقية ( مانعة خلو ) لأن الموجودات إما أن تكون ذاتا فيدل عليها الاسم، وإمّا أن تكون حدثًا فيدل عليها الفعل، أو تكون رابطة بينهما فيدلّ عليها الحرف([26])، ومثلها في مناغمة القسمة المنطقية التقسيم الثلاثي للفعل، فكل هذه الأشكال من الاشكال القسمة هي تحاكي تقسيمات المنطق بوجه من الوجوه في الأقل([27])، وربما كان هناك مواضع من علم النحو استقت من المنطق أيضا في التنظير و التجريد وغيرها ليس من شأن البحث تعدداها، ولكن في ما ذكر كفاية لبيان ارتباط علم النحو بالمنطق وتشابكهما، وحسبنا قول الفارابي ( ۳۳۹ ه ): ( ( وهذه الصناعة صناعة المنطق تناسب صناعة النحو، وذلك أن نسبة صناعة المنطق إلى العقل والمعقولات كنسبة صناعة النحو إلى اللسان والألفاظ، فكل ما يعطينا علم النحو من القوانين في الألفاظ، فإن علم المنطق يعطينا نظائرها في المعقولات([28]) ) ).

رابعا: الدلالة اللغوية والدلالة المنطقية:

يبدو أن الجهة المراعاة في الدلالة المنطقية تتباين والمنظور اللغوي لدلالة الكلام أو المفردة، فإن معايير المنطق ترفض رفضا قاطعا قول المتنبي([29]):

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صمم

في حين تحتفي به اللغة ومعاييرها أي احتفاء، وتعده من مظاهر الإبداع والتجويد الذي يبلغ فيه المتكلم الغاية، أما المستوى المنطقي أو المنظور العقلي، فإنّه يرى أن مثل هذه القضية ( الأعمى ينظر ) قضية كاذبة لا يمكن قبولها في حال من الأحوال، وهذا ما أطلق عليه الدكتور تمام حسان ب ( المستوى الصوابي ) للمنطق أو اللغة، أي المنطلقات التي ينطلق منها كل من اللغوي والمنطقي، فإنها غیر متفقة في النظر إلى الكلام، فالصدق ليس معيارًا في اللغة، ولكنه معيار في المنطق([30])

.هذا لا يعني أن الباحث لا يستطيع أن يلمح وجوهًا تلتقي بها الدلالة في المنطق واللغة.

اقسام الدلالة عند المنطقيين وصلتها بالدلالة اللغوية:

الدلالة من الأمور التي شغلت الفلاسفة والمنطقيين منذ القدم، ولاسيما العرب والمسلمون منهم، وقد أولوا بحث الدلالة أهمية كبرى على مستوى اللفظ المفرد ( المفاهيم) وعلى مستوى التركيب ( القضية) التي تأتلف من موضوع ومحمول، وعلى أية حال فالدلالة تنقسم عند المنطقيين بوجه عام على ثلاثة أقسام رئيسة هي: الدلالة العقلية، والدلالة الطبعية، والدلالة الوضعية، ثم الدلالة الوضعية تنقسم على قسمين رئيسين هما ( اللفظية، وغير اللفظية ) ثم اللفظية منهما تنقسم على ( مطابقية، وتضمنية، والتزامية ) ([31]).

الدلالة الالتزامية:

الدلالة الالتزامية: هي أن ( ( يدان اللفظ على معنى خارج عن معناه الموضوع له، لازم له يستتبعة استتباع الرقيق اللازم الخارج عن ذاته، كدلالة لفظ الدواة على القلم ([32])) )، وهذا النوع من الدلالة اللفظية عند المنطقيين يمكن للباحث أن يلمح فيه شبهًا أكبر من قسميه في بعض أضرب الدلالة اللغوية وأوجهها ؛

ففي المنهج اللغوي التداولي الحديث لا يقصر اللغوي في استكناه دلالة الخطاب على الألفاظ متغافلا عن ظروف الخطاب وملابساته ومقامه، وما يستلزمه الحوار من دلالات قد تختفي خلف الألفاظ، وبتعبير التداوليين ( الاستلزام الحواري ) الذي من شأنه أن يكشف. في الغالب – أن قصد المتكلم لا يمكن أن يتضح كاملا بالوقوف على الخطاب حرفية لأن المعنى الحرفي جد عاجز عن استيعاب المعنى المقامي الخطابي، فلا سبيل إلا بالرجوع إلى معطيات سياق الموقف واستنطاقه للوقوف على قصد المتكلم([33]) “، وكما هي الحال في ( أفعال الكلام غير المباشرة، فإذا قال شخص إلى جانبك في غرفة: الجو بارد، فإن السامع يعمد إلى الباب والشباك فيغلقهما، صحيح أن المتكلم لم يقل: قم واغلق الباب، إلا أن الطلب ( غلق الباب ) لازم لقوله([34])

وأما في الدلالة المنطقية ( الالتزامية )، فالأمر لا يبتعد عن ذلك، فقد ذكر المنطقيون أن الإنشاء عندهم في كثير من الأحيان إذا نظر إليه المنطقي نظرة دقيقة، كان في حقيقته خبرة لا إنشاء، فلو استفهم شخص ما عن شيء، وهو عالم به، فإن هذا يدل بالدلالة الالتزامية على الخير، فكأنه قال: أنا جاهل، وهذا المدلول الالتزامي يصح وصفه بالصدق أو الكذب، وكذلك إن سألك فقير فقال: أعطني مما أعطاك الله، فهذا إنشاء لفظة خير معنى، فكأنه قال: أنا فقير([35]) “، وهذا المدلول الالتزامي هو الذي يصح وصفه بالصدق أو الكذب، وليس هذا المعطى اللزومي إلا من نتاج القرائن السياقية ( سياق الموقف الذي بدوره خلع على الخطاب دلالة تفوق مقدار حروفه وألفاظه، وهذا من المشتركات بين المنطق وعلم اللغة ؛ لأن المنطقي ينظر إلى التلازم بين المعنيين المعنى الأول حرفي، والمعنى الثاني لازم له، أما اللغوي فعنده أيضا أن المعنى الأول حرفي، والمعنى الثاني سياقي ( مقامي ) يستكشف من الظروف التي تكتنف الخطاب([36]) “، كما أنه من الممكن أن يجد الباحث تقارباً من نوع ما بين هذه الدلالة الالتزامية من حيث أن الألفاظ تقود السامع إلى معان خارجة عن حدود تلك الألفاظ التي ساقها المتكلم، وبين ( أغراض الخبر ) المبحوث عنها في علم المعاني ؛ ذلك بان الملقي الخبر لا يرمي إلى إبلاغ المخاطب مضمون الخبر الذي دلت عليه ألفاظ الخبر نفسها ؛ لأن الملقى إليه الخبر كان قبل عالمة إلا أنه يكتم الخبر، فالمتكلم يرمي إلى أمر آخر، وهو إخبار المخاطب بأنه عالم بما كتم عنه ([37])، كما إذا أخفى الولد عن أبيه فشله في الامتحان، و علم الوالد بطريقته الخاصة، فجاء إلى ولده فقال: أنت راسب في الامتحان، فليس الهدف مضمون الخبر نفسه، بل الغاية هي أن يشعر الوالد ابنه بانه علم برسوب ابنه، وأحسب أن هذا أيضًا من المواضع التي يتناغم فيها المنطقي واللغوي.

مباحث الألفاظ بين المنطق واللغة:

اعتنى المنطقيون بالألفاظ ودلالاتها، إذ عقدوا لها مبحث درسوا فيه([38]): ( المختص، والمشترك، والمنقول، والمرتجل، والحقيقة والمجاز )

وسنحاول استجلاء أوجه المقاربة بين المنحى المنطقي والمنحى اللغوي في اثنين من هذين اللفظين ( المشترك، و الحقيقة والمجاز ) اكتفاء بهما في تثبيت الشبه ؛ هو فيهما أجلى، وفرارًا من الإطالة التي لا يسمح بها میدان البحث.

– المشترك: ومعناه عند المنطقيين أن لفظة واحدة يمكن أن يستعمل في أكثر من معنی کلفظ العين الذي يستعمل في الباصرة والجاسوس وعين الماء… الخ – وأما المشترك عند اللغويين، فهو ما عرفه ابن فارس (.395ه ) بقوله: ( ( أن تكون اللفظة محتملة لمعنيين أو أكثر([39]) ) )، وذكر السيوطي ( ٩١١ ه ) أن المشرك اللفظي هو ( ( اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر([40]) ) ) والحق أن ابن فارس كان في تعريفه أكثر دقة من السيوطي، إذ قال ( محتملة ) في إشارة إلى أن المشترك قابل للدلالة على أكثر من معنى على وفق الأستعمال، لا أنه ( دال ) على اكثر من معنى، وعلى أية حال فالذي ظهر من تعريف أهل المنطق وأهل اللغة أن المشرك عند كل منهما شيء واحد.

٢- الحقيقة والمجاز: الحقيقة في نظر المنطقيين أن يستعمل اللفظ في معنى موضوع له ذلك اللفظ، وأما المجاز فان يستعمل اللفظ في معنى لم يوضع له اللفظ لوجود نوع علاقة بينهما، مع قرينة صارفة عن الحقيقة ([41]).

وليس مفهوم اللغويين عن الحقيقة والمجاز بمختلف عنه في المنطق، بل تتواطأ التعريفات أحيانا، فقد ذكر ابن الأثير أن المراد بالحقيقة ( ( اللفظ الدال على موضوعه الأصلي، وأما ( المجاز ) فهو ما أريد به غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة([42]) ) )، و بمقدور أي باحث عن علاقات أو مقاربات بين الدلالة اللغوية وبين المنطق أن يعثر على كثير منها إذا أراد الفحص والتنقير.

المنطق ومدرسة كوبنهاكن اللسانية:

اقترن اسم هذه المدرسة اللسانية بعالمين لغويين كبيرين هما بروندال وهلمسيلف وإن قامت على أساس من أفكارهما، التي استمداها من وخي فكر العالم اللساني سوسير )، وحاولت هذه المدرسة خلق نظرية لسانية جديدة تعنى بالتنظير والتحليل، وأرادا لهذه النظرية أن تكون شاملة عالمية، تقوم على أساس المنطق الرياضي ( الرمزي ) مازجة بينه وبين اللغة، ساعية لوضع رموز مشتركة بين سائر الناس([43])، يتسنّى بها الترجمة إلى كل اللغات، وما يهم الباحث أن المدرسة الدنماركية مدت، أو حاولت مد جسور التواصل بين اللغة والمنطق، بغية تحويل اللغات الإنسانية إلى رموز ليتاح للمترجم أن يترجمها إلى كل لسان.

المنطق والمدرسة الأمريكية التوليدية التحويلية ( تشومسكي ):

بنى تشومسكي نظريته اللغوية التوليدية التحويلية على أساس منطقي عقلي افترض فيها أن كل إنسان يولد ولديه خزين من المعايير النحوية تسعفه أحيانا في إنشاء تراكيب لم ليسمعها من محيطه الذي يعيش فيه وان ( ( كثيرة من البني العميقة النحوية التي وضعها تشومسكي لبعض الجمل لا تختلف عن البني العميقة المنطقية([44]) ) )، ولا يقف الأمر لدى تشومسكي عند البنية النحوية الممتزجة بأسس منطقية، بل تمتد النظرية عند لتشمل الجانب التأويلي أيضا، فقد حاول تطبيق المبدأ الذي طبقه على المعنى أن يستثمره في القراءة التأويلية منطلقا من الجزئيات إلى آفاق العموميات فيما اصطلح عليه بقواعد الإسقاط ([45]))، وربما كان تشومسكي قد وثق الصلة بين الفكر والحدس والاستنباط من جهة، وبين اللغة التي تعد مظهرا من مظاهر التفكير الإنساني، وقالبا صورية صوتية لذلك التفكير([46]).

وهناك ما يدل أيضا على وجود علاقة بين الدلالية لدى اللغويين وبين الدلالة لدى المنطقيين ليس من غرض الباحث إحصاء مواضعها جميعا وإن هي كثيرة جدا ولكن يحسن أن يشير البحث إلى أبرزها تحقيقة لغرض البحث ومما بقي على الباحث أن يكشف عنه في ضوء العلاقة بين علم اللغة والمنطق بقي عليه أمران هما من ميدان دراسة علم اللغة، وهما علاقة اللغة بالجانب الاجتماعي ( ( وهنا يتنازع علم اللغة علمان آخران هما: علم الاجتماع، وعلم النفس ([47])) )، ولا أظن أن للدرس المنطقي أثرًا في هذا الميدان الاجتماعي النفسي، وإن وجد فلا يكاد يبينُ.

والأمر الآخر الذي بقي على الباحث الحديث عنه في ضوء الدرس المنطقي، والذي هو من مجالات علم اللغة، هو البحث عن نشاة اللغة وحياتها وتطورها، وانقسامها على لهجات، وصراع تلك اللهجات، فالسبب في اسقاطه يكاد يكون السبب في الإعراض عن سابقه، إنه ليس من الممكن تحصيل العلم بنشأة اللغة بطريق البرهان القاطع أهي بالتوقيف أم بالمواضعة أم بغير ذلك، فكل ما قيل لا يعدو أن يكون ضربة من التكهن، ولذا قال الغزالي ( ٥٠٥ ه ): ( ( أما الواقع من هذه الأقسام، فلا مطمع في معرفته يقينا إلا ببرهان عقلي، أو تواتر خبر، أو سمع قاطع، ولا مجال لبرهان العقل في هذا ۰۰۰، فلا يبقى إلا رجم الظن… فالخوض فيه فضول لا أصل له ([48])) )، وهذا هو الرأي الأدنى إلى الصواب في نظر الباجث.

الخاتمة

بعد هذه الجولة بين علم اللغة والدلالة المنطقية، ومحاولة استجلاء مواضع التباين والتوافق بينهما، خلص البحث إلى مجموعة من النتائج، هذه أهمها:

– إن الأصوات اللغوية بوصفها تعبيرًا عن مقاصد الناطقين باللغة لا ترتبط بالمنطق، أو بالدرس المنطقي، من حيث دلالتها على معان معينة.

-تبين أن الصيغة الصرفية ( بنية الكلمة )، ودلالتها على معانيها المتباينة والمتعددة تبعا لتعدد الصيغة، لا تمت إلى مباحث المنطق بصلة، ولا يلحظ أي رباط بينهما، كما هو الشأن في دلالة صيغ جمع القلة أو جمع الجمع أو تمييز العدد أو غير ذلك، إلا في بعض الأمورالعامة التي تخص منهج الدراسة الصرفية.

– اتضح الارتباط بين الدرس النحوي والدرس المنطقي، وقد اهتدی النحويون في طائفة من مباحثهم بعلم المنطق وساروا على خطوطه المرسومة، كما في التعريفات والتقسيمات وغيرها.

– كشف البحث عن تباين في معايير الدلالة المنطقية، ومعايير الدلالة اللغوية، فالمنطق يعتمد الصدق والكذب أساسية لتأليف القضايا ( الجمل)، في حين تعتمد اللغة الإجادة والتأثير بغض النظر عن الصدق والكذب

– توافق علم اللغة والمنطق في كثير من الدرس الدلالي، كما في الدلالة الالتزامية والاستلزام الحواري وأفعال الكلام، ومثل ذلك في مباحث الحقيقة والمجاز.

– هناك مدارس لغوية حديثة ارتبط فكرها بالمنطق، سواء على مستوى التنظير كمدرسة كوبنهاكن، أم على مستوى التنظير والتطبيق كمدرسة تشومسكي الأمريكية

– ظهر من البحث أن هناك مجالات في دراسة علم اللغة، لا ترتبط بالجانب العقلي المنطقي، ولكنها ترتبط بالجانب الاجتماعي أو غيره، كما في دراسة اللغة اجتماعية أو دراستها من حيث النشأة والتطور وما شابه ذلك.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم
  • إحصاء علوم الدين، الفارابي، تحقيق د. عثمان أمين، ط الثانية القاهرة.
  • الإشارات والتنبيهات، أبو علي بن سينا، مع شرح نصير الدين الطوسي، تحقيق د. سليمان دنیا، دار المعارف.
  • الأصول، دراسة ابتسمولوجية للفكر اللغوي عند العرب، النحو فقه اللغة البلاغة، د. تمام حسان، عالم الكتب، ۲۰۰۰ م.
  • الإغراب في جدل الإعراب ولمع الأدلة، أبو البركات بن الأنباري، تحقيق سعيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية، ۱۹٥٧ م.
  • الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، أبو البرکات ابن الأنباري، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
  • أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري، دار الفكر.
  • بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، جلال الدين السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ۱۹۷۹ م.
  • الخصائص، ابن جني، تحقيق محمد علي النجار، المكتبة العلمية.
  • خلاصة المنطق، د. عبد الهادي الفضلي، تعليق عمار محمد كاظم الساعدي.
  • . دلالة الاستلزام الحواري في الباب السابع عشر من كتاب ( كليلة ودمنة ) الابن المقفع، د. لیلی جغام، كلية الآداب واللغات، محمد خيضر بسكرة.
  • شرح ديوان المتنبي، عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي بيروت، ۱۹٨٦ م
  • شرح شافية ابن الحاجب، الرضي الاسترباذي، وشرح شواهده للعلامة عبد القادر البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت ۱۹۸۲ م.
  • شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن هشام الأنصاري، مكتبة الرياض الحديثة، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
  • الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها، ابن فارس، تعليق أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى، ۱۹۹۷ م.
  • علم اللغة، د. علي عبد الواحد وافي، نهضة مصر، ط التاسعة، ۲۰٠٤ م.
  • علم المعاني، د. عبد العزيز عتيق، دار الآفاق العربية ط الأولى، ۲۰۰٦ م.
  • علاقة المنطق باللغة عند فلاسفة المسلمين، د. حسن بشير صالح، دار الوفاء / الاسكندرية، ۲۰۰۳ م.
  • القياس في اللغة العربية، د. محمد حسن عبد العزيز، دار الفكر مدينة نصر، ط الأولى ۱۹۹5 م.
  • الكتاب كتاب سيبويه، تحقیق عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، ط الثالثة ۱۹۸۸ م.
  • لسان العرب، ابن منظور، دار المعارف، كورنيش النيل القاهرة.
  • اللسانيات النشأة والتطور، أحمد مؤمن، ديوان المحفوظات العلمية: اللغة العربية معناها ومبناها، د. تمام حسان، عالم الكتب، ط الخامسة، ۲۰۰٦ م ۰
  • مقاييس اللغة، ابن فارس، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكره.
  • المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ابن الأثير، تعليق بدوي طبانة، دار نهضة مصر، القاهرة.
  • المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، ط الثالثة، ۱۹۹۷ م.
  • مذكرة المنطق، د. عبد الهادي الفضلي، مؤسسة الكتاب الإسلامية، قم، إيران.
  • المزهر في علوم اللغة العربية وأنواعها، السيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى بك، ط الثالثة، دار التراث، القاهرة.
  • المستصفی من علم الاصول، الغزالي، تحقيق محمد سليمان الأشقر، مؤسسة الرسالة، ط الأولی، ۱۹۹۷ م.
  • المقرر في شرح منطق المظفر، السيد رائد الحيدري، دار المحجة البيضاء، ط الأولى، بيروت، ۲۰۰۱ م.
  • المنطق والنحو الصوري، د. طه عبد الرحمن، دار الطليعة، بيروت، ط الأولی، ۱۹۸۳ م.
  • من أسرار اللغة، د. إبراهيم أنيس، ط السادسة، مكتبة الأنجلو المصرية، ۱۹۷۸
  • نظرية أفعال الكلام العامة ( أوستن )، ترجمة عبد القادر قنيني ۱۹۹۱ م.

الهوامش:

  1. )المدخل الى علم اللغة:د.رمضان عبد التواب: 7
  2. )ظ: مقاييس اللغة:ابن فارس: 5/440
  3. )ظ: لسان العرب: ابن منظور: 4462
  4. )النمل:16
  5. )ظ: الاشارات والتنبيهات:ابن سينا: 127
  6. )ظ: المقرر في شرح المنطق المظفر: رائد الحيدري:15
  7. )ظ: مذكرة المنطق:د.عبد الهادي الفضلي:19
  8. )ظ: خلاصة المنطق:د.عبد الهادي الفضلي:26
  9. )ظ: المدخل الى علم اللغة:د.رمضان عبد التواب:10-11،وعلم اللغة: د.علي عبد الواحد وافي:16
  10. )ظ: الخصائص ابن جني:1/47
  11. )ظ: المزهر في علوم اللغة السيوطي:1/354
  12. )ظ: من أسرار اللغة: إبراهيم أنيس:148
  13. )ظ: مقاييس اللغة:3/381
  14. )ظ: اوضح المسالك:ابن هشام:4/308
  15. )ظ: من اسرار اللغة:161
  16. )ظ: المصدر نفسه:154
  17. )ظ: شرح الشافية:الرضي الاسترباذي:1/1
  18. )ظ: الانصاف في مسائل الخلاف:67
  19. )ظ: بغية الوعاة:السيوطي:337
  20. )ظ:الكتاب سيبويه:2/214
  21. )ظ: لمع الادلة:ابن الانباري:98
  22. )ظ: الاصول: د. تمام حسان:58-66
  23. )ظ: القياس في اللغة العربية:د.محمد حسن عبد العزيز:20
  24. )ظ: مناهج البحث في اللغة:16
  25. )ظ: شرح قطر الندى:ابن هشام الانصاري:14
  26. )ظ: من اسرار اللغة:279 وما بعدها
  27. )ظ: اللغة العربية معناها ومبناها:89
  28. )ظ: احصاء العلوم الفارابي:12
  29. )شرح ديوان المتنبي:البرقوقي:4/83
  30. )ظ: اللغة بين المعيارية والوصفية:د.تمام حسان:65
  31. )المقرر في شرح منطق المظفر:55
  32. )ظ: المصدر نفسه
  33. )ظ: دلالة الاستلزام الحواري في كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع:د.ليلى جغام:2
  34. )ظ: نظرية افعال الكلام العامة:اوستين:تر:عبد القدر قنيني: 8
  35. )ظ: المقرر في شرح منطق المظفر:220
  36. )ظ: اللغة العربية معناها ومبناها:377
  37. )ظ: علم المعاني:د.عبد العزيز عتيق:37
  38. )ظ: المقرر في شرح منطق المظفر:58
  39. )ظ: الصاحبي في فقه اللغة:احمد بن فارس:261
  40. )ظ: المزهر في علوم اللغة:السيوطي:1/369
  41. )ظ: مذكرة المنطق:44
  42. )ظ: المثل السائر:ابن الاثير:1/84
  43. )ظ: اللسانيات النشأة والتطور:احمد مؤمن:159-160 (الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية/2002)
  44. )ظ: المنطق والنحو الصوري:د.طه عبد الرحمن:46
  45. )ظ: المصدر نفسه:46
  46. )ظ: علاقة المنطق باللغة عند الفلاسفة المسلمين:د.حسن بشير صالح:292
  47. )ظ:المدخل الى علم اللغة:11
  48. )ظ: المستصفى:الغزالي:1/319