د. الطيب حسن تجاني1
1 كلية العلوم الاقتصادية والإدارية – بجامعة الملك فيصل بتشاد
بريد الكتروني:
HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21221
تاريخ النشر: 01/12/2021م تاريخ القبول: 21/11/2021م
المستخلص
هدف البحث إلى إلقاء الضوء على فرص الأعمال بمنطقة وداي والتي تحتل موقع استراتيجي جغرافيا وعلميا وسياسيا في البلاد؛ حيث تقع منطقة وداي شرق البلاد تحدها دولة السودان بحدود طويلة، إضافة لذلك يمارس معظم سكان مدينة أبشي حرفة التجارة بصورة واسعة نسبة للكثافة السكانية الكبيرة للمنطقة من ناحية وممارسة سكان الريف حرفة الزراعة بشقيها النباتي والحيواني من ناحية ثانية.
يضاف لذلك أن إقليم وداي يمثل بوابة رئيسية لكثير من الأقاليم من حيث تدفق السلع.
ويحاول البحث الوقوف على أهم العوامل المساعدة في نمو الحركة التجارية بالمنطقة مع حصر أهم المشكلات التي تعاني منها الحركة التجارية بالمنطقة.. ليخلص في النهاية إلى نتائج وتوصيات قد تسهم بلا شك في دفع عجلة الأعمال في هذا الإقليم الحيوي خصوصا وتشاد عموما.
الكلمات المفتاحية: إقليم وداي – الأعمال – الحركة التجارية – المحاصيل النقدية – الثروة الحيوانية.
Business opportunities in the territory of Ouaddai
the present and the future
Dr. Atteib Hassan Tidjani1
1 Faculty of Economical and Administrative Sciences, University of the King Faisal, Chad.
HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21221
Published at 01/12/2021 Accepted at 21/11/2021
Abstract
the goal of find to shed light on business opportunities area Ouaddai which occupies strategically located geographically and scientifically and politically in the country; terms of fall area وداي East of the country bordered by the state of Sudan up to a long, in addition exercise the most of the population of the city of Abeche craft trade widely ratio density large population region and the one hand and practice of rural population craft agriculture and animal in terms of a second. Added so that the territory of Ouaddai represents the main gate for many regions of terms flows goods. Trying to find stand on the most important factors assistance in the growth of the movement of commercial area with limited to the most important problems affecting the movement of commercial area .. to save in the end to the findings and recommendations may contribute to undoubtedly in advance of business in this region vital especially, Chad, in general.
Key Words: region Ouaddai – business – commercial traffic – cash crops – livestock
أولا المحور النظري
مقدمة:
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم .. والصلاة والسلام على معلم البشرية، سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – .
قامت مملكة دار وداي في منطقة جغرافية متميزة ومحفزة للحركة الاقتصادية في كثير من المجالات. وقد لعبت المملكة دورا اقتصاديا محوريا عبر التاريخ.. فكانت لها علاقات اقتصادية بين البلدان المختلفة من إفريقيا واسويا؛ مما أهلها لتكون منطقة جاذبة للمستثمرين من شتى أرجاء العالم.
واليوم تعد منطقة مملكة وداي من أهم المناطق الاقتصادية التشادية التي تزخر بمجموعة هائلة من الموارد الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتنوعة، فطبيعيا نجد أن التربية خصبة جدا ومناسبة لكل أنواع النباتات؛ مما أهل المنطقة لتكون المصدر الأساسي لبعض السلع على مستوى الوطن وبعض البلدان المجاورة.
يضاف لذلك الكم الهائل للثروة الحيوانية ( الابل، البقر، الغنم).. ولا تقل أهمية الثروة المعدنية عن باقي الأقاليم في الثروة، ناهيك عن كونها منطقة حدودية تنشط فيها الحركة التجارية بصورة ممتازة وبالتالي فهي بوابة عبور وجسر توصل ليس فقط بين الأقاليم المختلفة والخارج بل بين المشرق العربي والمغرب.
عليه سيتم التناول في هذه الورقة اهم ملامح اقتصاديات المملكة مع تسليط الضوء على الجوانب الحيوية الحالية والمستقبلية المستغلة وغير المستقلة، بغية لفت الأنظار وجذب المستثمرين والمساهمة في تنمية المنطقة اقتصاديا.
مشكلة البحث:
تتمحور مشكلة هذا البحث حول مدى جاذبية فرص الأعمال في إقليم وداي في الحاضر وفي المستقبل .
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذا البحث في أنه يتناول أهم عامل من عوامل التنمية وهو عامل التجارة، ويمكن إيجاز الأهمية في الآتي:
- الموقع الجغرافي لإقليم وداي الذي يجعله يحتل أهمية قصوى في مجال التجارة
- كبر حجم مدينة أبشي بالمقارنة مع المدن الأخرى في الشمال.
- ميول سكان المنطقة لحرفة التجارة
- لفت انتباه الجهات المعنية بمكانة هذه المنطقة اقتصاديا.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث للآتي:
- إبراز دور إقليم وداي التجاري في تشاد
- الوقوف على أهم العوامل المساعدة في نمو الحركة التجارية بالمنطقة
- حصر أهم المشكلات التي تعاني منها الحركة التجارية بالمنطقة
- طرح الحلول الممكنة لتطوير وتنمية الحركة التجارية في منطقة دار وداي
حدود البحث:
حدود هذا البحث إقليم وداي بجمهورية تشاد.
منهجية البحث:
يتبع الباحث في هذا البحث المنهج التاريخي والوصفي
هيكل الورقة
مقدمة
المبحث الأول: نبذة تعريفية عن مملكة وداي
المبحث الثاني: الموارد الاقتصادية لمملكة وداي
المبحث الثالث: واقع الحركة الاقتصادية لمملكة وداي
المبحث الرابع: الخاتمة
- النتائج
- التوصيات
ثانيا: المحور التطبيقي
المبحث الأول: نبذة تعريفية عن إقليم وداي
أولا: الموقع الجغرافي والكثافة السكانية
تقع منطقة إقليم وداي الحالية في الجزء الشرقي لجمهورية تشاد، بمساحة قدرها (29.980 ) كلم مربع، وزنها الديمغرافي حسب شهادة المعهد الوطني للإحصاء بان تعداد سكان وداي للجغرافية في إحصائية عام 2009م بلغ (731.679) نسمة
وتقع منطقة وداي في الجزء الشرقي من جمهورية تشاد، تحدها من الشرق جمهورية السودان، ومن الشمال ولاية وادي فرا ومن الغرب ولاية البطحاء ومن الجنوب ولاية سيلا.
وبحكم موقعها الاستراتيجي جعلتها قبلة الهجرات البشرية لمختلف الجنسيات والقبائل والعشائر من داخل تشاد وخارجها عبر التاريخ وقبيلة المبا هي من اقدم القبائل في هذه المنطقة وعمودها الفقري من حيث الكم والكيف، وبما تتمتع به من هذه القبيلة من أخلاق و تواضع وشجاعة وكرم الضيافة وحسن المعشر وسعة الصدر استطاعت ان تستوعب وتتصاهر مع كل هذه الكيانات في إقامة اكبر نظام سياسي في ذلك الوقت عُرف بسلطنة وداي والذي قام على أساس الدين الإسلامي في القرن السابع عشر الميلادي ولعب دورا هاما في نشر الإسلام والمعرفة والثقافة الإسلامية في منطقة السودان الأوسط ، شهد لها القاصي والداني الأمر الذي جعلها مؤهلا بان يقف سدا منيعا للغزو الفرنسي ومقاومته قرابة عشر سنوات وضرب أروع الأمثلة في المقاومة الوطنية في إفريقيا جنوب الصحراء ضد الغزو الفرنسي .
وقديما:
تنحدر مملكة وداي من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وهو بين جبال منعزلة وبعض السلاسل الجبلية، وتقع معظمها في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي من مدينة أبشى، وقد امتدت مساحتها حوالي مسيرة ثلاثين يوماً طولاً، وأربعة عشر يوماً عرضاً (فاطمة، 2018).
تحدها من الشرق مملكة دار فور ومن الغرب مملكة باقرمي، وحدد ناختغال حدود المملكة من الشمال الصحراء، ومن الجنوب بحر السلامات، ومن الشرق مملكة دار فور، ومن الغرب بحيرة فتري.
لقد نشأت مملكة وداي الحديثة مع انقاض مملكة التنجر في ملكهم داود المرين آخر ملوك التنجر، حيث جاء الشيخ جامع من غرب السودان، فقام بدعوة الناس إلى الإسلام، وساعدته في ذلك زوجته من قبيلة المبا (جداي) وأنجبت له ابناً سماه عبد الكريم.
استطاع بعد ذلك عبد الكريم أن يؤسس مملكته الكبرى المترامية الأطراف في عام 1815م واتخذت من مدينة (وارا) عاصمة للمملكة، واستمر ملكه لعقدين من الزمن.
ج- دخول الإسلام في مملكة وداي:
يربط المؤرخون دخول الإسلام في مملكة وداي بدخول الإسلام في تشاد الذي يرتبط بوصول الصحابي الجليل (عقبة بن نافع الفهري) إلى مملكة كانم وبالتحديد إقليم (كوار) الذي يقع شمال بحيرة تشاد عام 46هـ/666م.
أما انتشار في تشاد فكان بفضل اتساع الحضارة الإسلامية التي كانت مزدهرة في شمال إفريقيا، وسهل الانتشار الخصائص الذاتية والتعاليم الخيرة، كما أن حسن التعامل والتسامح الذي يصدر من المسلمين كان عاملاً من العوامل المهمة التي ساعدت على نشر الإسلام في المنطقة (الأبقاري، 2012) ، وقد ذكر المؤرخون طرق دخول الإسلام في مملكة وداي وهي:
- طريق بلاد الشام مروراً بالمغرب الأقصى وجنوب الصحراء.
- طريق أسيوط بمصر عبر دار فور إلى بلاد كانم عبر وداي.
- طريق أسوان إلى مدينة كسلا ثم إلى غرب السودان ثم تشاد حيث مملكة وداي.
- طريق تونس إلى المنطقة الواقعة بين نهر النيجر وبحيرة تشاد.
- طريق بروتسودان إلى دار فور ثم مملكة وداي. (فاطمة، 2018).
كانت السلطة تتمتع بعلاقات تجارية مع كل من مصر وليبيا ودار فور وكانم وتركيا من خلال تصدير واستيراد السلع، فكانت المملكة تصدر: الصمغ العربي، والتمر الهندي، وريش النعام، والسنسنة، والجلود والعاج، وتستورد: الأقمشة والخرز والحرير والكتان والمخمل والأواني المنزلية والملايات والنحاس الأحمر والأصفر والأواني والقسطير والبن والصابون والكبريت، والملح والأمواس والسكاكين والسروج والورق وأدوات الكتابة.
ثانيا: التقسيم الإداري
تعد ولاية وداي أحدى ولايات جمهورية تشاد والبالغ عددها ثلاث وعشرون ولاية (23) ولاية، وهي تلك الرقعة الجغرافية التي تتخذ من مدينة أبشة عاصمة إدارية لها. وحسب التقسيم الإداري الجديد تم تقسيم الولاية إلى ثلاث محافظات (Départements) وهي: وارا، أسونقا وأبدي.
كما أن هناك عدد (16) مقاطعة (Sou-prefectures) و (16) بلدية (Communes) بالإضافة إلى المئات من القرى و(الدمر والفرقان). [1]
وتتمير ولاية وداي بالتمازج الاجتماعي؛ حيث يقيم فيها عدد كبير من القبائل نسبة لتاريخ المملكة التي بمثابة دولة تجمع جميع القبائل والإثنيات، فولاية دار وداي باعتبارها واحدة من ولايات تشاد تحتل مكانة مرموقة في المجال الاقتصادي؛ نسبة لما تتمير به من سمات اقتصادية مهمة كخصوبة التربة والثروة الحيوانية والتجارة البينية..
أولا: الزراعة النباتية
تعتبر ولاية وداي من أهم المناطق الرزاعية في تشاد حيث تزرع في أراضيها أنواع عديدة من المحاصيل الزراعية.
فمن المحاصيل التي تزرع بكثرة: الدخن وهو قوت يوم سكان المنطقة لذلك معظم سكان المنطقة يزرعونه سواء السكان المقيمين في الريف أو الحضر على حد السواء، ويعد (دخن) وداي من أجود أنواع الغلة في تشاد حيث يستخدم كجعلاح حتى في بعض المدن والمناطق التشادية، فتجد كثير من سكان أنجمينا مثلا يطلبون دخن أبشي بكميات مختلفة بغرض الاستخدام في علاج بعض الحالات؛ فهو يساعد مثلا في القوة الجسدية وتقوية النظر. ( مهدي، 2020) كما يزرع في جنوب شرق المنطقة محصول الذرة (البربيري)
كما أن هناك المحاصيل النقدية التي تزرع بالمنطقة من أهمها:
الفول السوداني: يعتبر من أهم المحاصيل النقدية التي تزخر بها ولاية وداي وتزرع بكميات كبيرة وتصدر للسودان كما يغذي هذا المحصول مدينة أنجمينا حيث يصنع منه الزيت محليا من خلال الماكينات البدائية (أندوريا) التي تننشر بصورة واسعة في تشاد وخاصة في أنجمينا
السمسم: وهو الآخر من السلع النقدية التي تزرع في ولاية وداي ولكن بكميات متوسطة ومع ذلك تنتج المنطقة هذا النوع من المحاصيل للاستخدام المحلي والتصدير إلى الأقاليم الأخرى والسودان
البصل: حتى السنوات الأخيرة تعد ولاية وداي المصدر الأساسي لهذا المحصول في تشاد، ويزرع من هذا النوع أراضي شاسعة خاصة في البطيحة ويمتاز بالجودة العالية مقارنة مع ما يزرع في مناطق أخرى أو الذي يستورد من الكاميرون، فالبصل من السلع النقدية المهمة التي تشتهر بها منطقة وداي قديما وحديثا وكان البصل يصدر إلى إفريقيا الوسطى والسودان والكاميرون بالإضافة إلى المناطق المختلف للبلاد جنوبا وشمالا وغربا. يظل البصل المحصول الذي تتميز به منطقة دار وداي من حيث الجودة. (AFD,2011)[2]
يضاف لذك منتجات أخر كالخضروات والمانجو والجوافة والبطيخ والكاول والكورناكا والكينيكني والكارنو والنبك. (التونسي، 1900).
ثانيا: الثروة الحيوانية
كان نصيب دار ودي من الثروة الحيوانية كبير ولعل معظم سكان المنطقة خاصة المزارعون يمارسون حرفة الرعي بجانب الزراعة النباتية، بينما هنالك مجموعة أخرى حرفتها الرئيسية الرعي بكافة أنواع الثروة الحيوانية. وحسب الإحصائية الأخيرة للثروة الحيوانية فإن المنطقة تزخر بعدد من الملايين من الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة، يمكن بيانها وفق الجول التالي:
جدول رقم (1) يوضح عدد الثروة الحيوانية في وداي
الصنف | البقر | الضأن | الماعز | الابل | الجيل والحمير | Asins | الطيور |
العدد | 2.190.020 | 2.569.953 | 2.791.917 | 100.067 | 131.247 | 413.589 | 1.885.932 |
المصدر: Tchad, Recensement Général de l’Elevage – RGE 2012/2015
ثالثا: الثروة المائية
تعتبر المياه من أكثر الموارد الطبيعية أهمية بحيث أن الإنسان والزراعة – بشقيها النباتي والحيواني – يعتمد بشكل رئيسي على المياه، ويعتبر أمر دراستها وتحديد إمكانية وجودها والحصول عليها وقدرتها على الاستمرارية والثبات ضروري للغاية.
ومن أهم المصادر المائية بالمنطقة نهر البطحاء الموسمي الذي يجري حوالي 500 كلم ، ويستمر الجريان من شهر يونيو إلى سبتمبر من كل عام، ويصب في بحيرة فتري التي تقع في ولاية البطحاء. ومن أهم روافده وادي هور ووادي البطيحة بالإضافة الى مجموعة كبيرة من الوديان الصغيرة تسيل وقت هطول الامطار فقط في الغالب. (أخونا، 2015)
ونظرا لأن المنطقة حجرية فإن السكان يعتمدون بدرجة كبيرة على المياه الجوفية في كافة مناطق الإقليم.
وفي الحقيقة تعاني المنطقة من مشكلة كبيرة في مسألة المياه وهي من المشاكل التي استعصت حتى اللحظة ولم تتكن المنطقة من تجاوز هذه المعضلة رغم الجهود البسيطة التي بذلت، فالمياه الجوفية بعيدة جدا أحيانا يفوق المائة متر في العمق وقد لا تجد ماء بعد المائة بحيث تفاجأ بصحرة صماء.
النوع الثالث من المياه الأمطار، حيث تهطل الأمطار في الفترة من يونيو حتى سبتمبر، وهذه الأمطار هي التي يعتمد عليها المزارعون بصورة كبيرة وبنسبة 90% منهم وكذا الرعاة في مسألة الكلأ.
المبحث الثالث: واقع الحركة التجارية في منطقة وداي
التجارة حرفة قديمة مارستها المملكة منذ القدم عبر الدول والقارات كمصر وتركيا وغيرهما، فهي إذا حرفة قديمة قدم التاريخ في المملكة، وتوارثها سكان المنطقة جيل إثر جيل إلى يومنا هذا، فنجد سكان دار وداي يمارسون التجارة بجانب الزراعة النباتية أو الحيوانية فنشأت الأسواق المحلية الدورية واليومية في شتى ربوع المنطقة.
تعد مدية أبشة من أكبر المراكز التجارية بالبلاد، فمنذ تأسيسها في الرن التاسع عشر من قبل السلطان شريف، صارت مركزا تجاريا للسلطنة؛ حيث كانت هناك حركة تجارية وتنقل البضائع بينها وبين مدينة (بنغازي) الليبية. (يعقوب، 2020).
أما على مستوى المنطقة الشمالية لتشاد، فهي الرائدة في المجال التجاري، أي في مجال الحركة التجارية بحيث تعتبر قبلة للكثير من السلع الأساسية والتحسينية والكمالية لسكان الإقليم خصوصا وسكان الشمال الشرقي للبلاد عموما.
وهنا يمكن إيجاز أهم السلع التي تتوفر في أسواق منطقة وداي عموما ومدينة أبشة خصوصا باعتبارها مركز تجاري حيوي.
أولا: الحرف اليدوية:
في هذا المجال أخدت مدينة أبشة الصدارة على مستوى البلاد بل على المستوى الإقليمي، حيث تنتج أبشة العديد من المنتجات اليدوية بجودة عالية؛ مما جعل السياح والموظفين يقبلون على شرائها بكميات. ومن أهم المنتجات اليدوية ما يلي:
الأحذية النسائية والرجالية وحتى للأطفال.
الحقائب بأنواعها وأحجامها المختلفة للجنسين.
لباسات الوسائد
زينة الخيول
وأخرى
وكل هذه المنتجات مصنوعة من الجلد الخالص ومن النوعية الجيدة .
ثانيا: أهم السلع التجارية المستوردة:
تعتمد منطقة وداي خصوصا والمنطقة الشرقية خصوصا في السلع المستوردة من السودان وليبيا وغيرهما.
ومن اهم السلع التي تدخل مدينة أبشي عبر بوابة أدري هي:
الأثاثات بأنواعها (المكاتب والبيوت)
المشروبات الغازية ومياه الصحة والعصائر
السكر والشاي
الوقود بأنواعه
مواد البناء (الإسمنت، الجير، البهيات ..)
الأحذية
أما المواد التي تدخل عبر البوابة الشمالية تتمثل في:
الدقيق (فارين)
الأرز
المواد الغذائية الأخرى كـ (الماكرونة) والزين وغيرهما.
الأغطية والملابس
وحجم هذه الواردات في المتوسط ما بين 70 – 80 شاحنة في الشهر الواحد، والعائد المالي للدولة من الجمارك لتلك الواردات ما بين 800 مليون إلى واحد مليار فرنك سيفا في الشهر. وبذلك تكون أبشي أكبر مركز مدر للمال في الخزينة العامة للدولة بل هي ثاني إقليم في بعض الفترات بعد مدينة مندو. (بخيت، 2018)
يضاف لذلك بعض الواردات التي تصل إلى أبشي من دبي ونيجيريا عن طريق أنجمينا وهي سلع مختلفة تستهلك في إقليم وداي والأقاليم المجاورة لها.
ثالثا: المؤسسات الاقتصادية في إقليم وداي
تعد المؤسسات الاقتصادية الأوعية التي تحرك الاقتصاد في أي بلد، وعلى هذا تضم إقليم وداي (2595) وحدة اقتصادية بنسبة 8.4%، وبذلك تحتل اقليم وداي المرتبة الثانية على مستوى البلاد من حيث عدد الوحدات الاقتصادية بعد مدين أنجمينا عاصمة جمهورية التشاد حيث تضم (15067) وحدة اقتصادية بنسبة 49% على مستوى البلاد. (INSEED,2015)
جدول رقم (2) يوضح انتشار الوحدات الاقتصادية في أقاليم تشاد
الإقليم | عدد الوحدات | النسبة % | الإقليم | عدد الوحدات | النسبة % |
البطحاء | 532 | 1.7 | شاري الأوسط | 1405 | 4.6 |
بوركو | 530 | 1.7 | وداي | 2595 | 8.4 |
شاري باقيرمي | 188 | 0.6 | سلامات | 584 | 1.9 |
قيرا | 752 | 2.4 | تانجيلي | 551 | 1.8 |
حجر لميس | 456 | 1.5 | وادي فيرا | 1382 | 4.5 |
كانم | 468 | 1.5 | مدينة أنجمينا | 15067 | 49 |
البحيرة | 430 | 1.4 | بحر الغزال | 546 | 1.8 |
لغون الغربي | 1733 | 5.6 | إنيدي غرب | 386 | 1.3 |
لغون الشرقي | 1300 | 4.2 | سيلا | 277 | 0.9 |
مندول | 612 | 2.0 | إنيدي شرق | 168 | 0.5 |
مايو كيبي شرق | 481 | 1.6 | الإجمالي | 30761 | 100 |
مايو كيبي غرب | 318 | 1.0 |
المصدر: Recensement General des entreprises
المبحث الرابع: الخاتمة
لا شك أن منطقة وداي تزخر بموارد اقتصادية ضخمة؛ من خصوبة أرض وثروة حيوانية وحركة تجارية حية بكل المقاييس، الشيء الذي ساهم كثيرا في التنوع الاقتصادي والثقافي بالمنطقة، ومع ذلك تعد منطقة وداي منطقة عذراء تحتاج إلى استغلال مقدراتها إذا توفرت بعض العوامل المساعدة لذك.
النتائج:
من خلال هذه الدراسة استنبط الباحث النتائج التالية:
- هشاشة الوضع الأمني في المنطقة نسبة لوجودها في منطقة تماس أي منطقة تتداخل فيها كثير من المكونات الاجتماعية المشتركة بين تشاد والسودان وإفريقيا الوسطى؛.
- عدم توفر المياه في مدية أبشي والأقاليم التابعة لها.
- رداءة شبكة الطرق في الإقليم؛ مما أثر كثيرا في الحركة التجارية في الإقليم وخاصة في موسم الأمطار.
- قلة المشاريع العامة الأهيلة والدعم المادي للحركة التجارية بالإقليم.
- ضعف الكهرباء بالإقليم، حيث تكاد تنعدم رغم أهميتها في الحركة الاقتصادية
التوصيات
وعليه يوصي الباحث بما يلي:
ضرورة العمل الجاد لبسط الأمن والاستقرار بالمنطقة، وذلك بتضافر جهود كل من الدولة والسلطات التقليدية وجمعيات المجتمع المدني والأهالي؛ باعتبار الأمن أهم ركيزة من ركائز التنمية والحركة الاقتصادية.
الإسراع في حل أزمة المياه في المنطقة ليستقر الإنسان والحيوان؛ باعتبارها عصب الحياة للإنسان والحيوان والنبات.
رصف الطرق؛ خاصة تلك التي تربط عاصمة الإقليم بالمناطق الحدودية (كطريق أبشي – أدري، وأبشي – قوز بيضاء، وأبشي– طينة).
دعم المبادرات الأهلية في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة والحرف اليدوية.
دعم وتأهيل المبادرات الشبابية والنسوية في كافة المجالات الاقتصادية.
نقل بعض المرافق الحيوية إلى الإقليم (مثل المصانع )
توفير الكهرباء باعتبارها ركيزة من الركائز التي تقف عليها الحركة الاقتصادية
قائمة المراجع:
فاطمة الوالي محمد، الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تشاد (1960-1990م) رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة السودان المفتوحة – الخرطوم 2018م، ص: 78.
محمد الأمين الأبقاري، الحضارة الإسلامية في مملكة باقرمي، شركة مطابع المقاولون العرب، القاهرة 2012م، ص: 32.
فاطمة الوالي محمد، مرجع سابق، ص: 82-83.
المرجع نفسه، ص: 89
الأستاذ مهدي صالح آدم، باحث اجتماعي ، يناير 2020 أنجمينا.
Recensement Général de l’Elevage – RGE 2012/2015
7- Agence Française de Développement – Banque mondiale Revue interne sur le secteur rural au Tchad, POTENTIALITES ET CONTRAINTES DU DEVELOPPEMENT RURAL DANS LES REGIONS DU TCHAD CENTRAL, ORIENTAL ET MERIDIONAL (Guéra, Wadi Fira, Ouaddaï, Dar Sila, Salamat, Moyen Chari et Mandoul), Bertrand Guibert & Lagnaba Kakiang (IRAM) Version définitive, Juin 2011, P : 18-20.
8-الشيخ محمد بن عمر التونسي، رحلة إلى وداي، شركة مناكب للنش، ص (319-321).
محمد حسن أخونا، الأمطار وأثرها على النشاط الزراعي بجمهورية تشاد (دراسة تطبيقية على إقليم وداي في الفترة من 1980 – 2013، بحث ماجستير في الجغرافيا، جامعة السودان المفتوحة، الخرطوم السودان.
محمد صالح يعقوب، صفحات من التاريخ، برنامج إذاعي ، الإذاعة الوطنية التشادية 2020م.
بخيت عبد الله، مسؤول مكتب الجمارك في بوابة أدري 2018م.
Recensement General des entreprises, Rapport General, institut National de la statistique, des études économiques et démographiques, Ndjamena : 2015, p19
الهوامش:
- – الدمر جمع دامر وهي عبارة عن قرية صغيرة موسمية ، بحيث تنشأ في موسم الخريف وتختفي في موسم الصيف. أما الفرقان جمع فريق وهي عبارة عن مجموعة من بيوت الرعاة لا تتجاوز أصابع اليدين وتنتقل من مكان الى آخر بحثا عن الكلأ. ↑
-
– Agence Française de Développement – Banque mondiale Revue interne sur le secteur rural au Tchad , POTENTIALITES ET CONTRAINTES DU DEVELOPPEMENT RURAL DANS LES REGIONS DU TCHAD CENTRAL, ORIENTAL ET MERIDIONAL (Guéra, Wadi Fira, Ouaddaï, Dar Sila, Salamat, Moyen Chari et Mandoul), Bertrand Guibert & Lagnaba Kakiang (IRAM) Version définitive, Juin 2011, P : 18-20 ↑