الرقص الشعبي بين التراث والمعاصرة عرض – والنجم إذا هوى للمؤدي التونسي محمد عيساوي- نموذجا

أنوار البخاري1

1 جامعة محمد الاول وجدة، مختبر التراث الثقافي والتنمية، المغرب

بريد الكتروني: anouarelboukhari@gmail.com

الأستاذ المشرف

(الدكتور محمد قاسمي)

HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21224

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/12/2021م تاريخ القبول: 24/11/2021م

المستخلص

هذه الورقة البحثية هي محاولة لإلقاء الضوء على الرقص الشعبي باعتباره من الموروثات الشعبية الزاخرة بها الثقافة العالمية، ولما لها من ممارسات مختلفة باختلاف المناسبات التي تقام بها تلك الرقصات ،وتسليط الضوء على طريقة توظيفه واستلهامه من بعض المبدعين في عروضهم الفرجوية لينتقل بذلك الرقص الشعبي من مجرد طقس احتفالي مرتبط بمناسبة معينة إلى فن أدائي قائم بذاته تم إحياؤه بطريقة تتناسب والتطورات الجديدة التي عرفتها فنون الأداء، فأخذنا تجربة المؤدي التونسي محمد عيساوي بتونس في عرضه “والنجم إذا هوى” كنموذج أدائي جديد قائم على مبدأ التأصيل والتأسيس.

الكلمات المفتاحية: الرقص، فنون الأداء الشعبية، فن الأداء، التراث.

Research title

Folk dance between heritage and contemporary

“When I was a star” [special issue].

ANOUAR ELBOUKHARI1

1 Mohammed al-awwal University, OUJDA, MOROCCO

Email: anouarelboukhari@gmail.com

HNSJ, 2021, 2(12); https://doi.org/10.53796/hnsj21224

Published at 01/12/2021 Accepted at 24/11/2021

Abstract

This paper is an attempt to shed light on folk dance as a popular legacy rich in global culture and because of its different practices according to the different occasions in which these dances are held, and to shed light on the way it is employed and inspired by some of the creators in their performances so that folk dance moves from mere A festive ritual linked to a specific occasion to a stand-alone performance art that has been revived in a way that fits with the new developments in the performing arts,we took the experience of Tunisian performer Mohamed Issaoui in Tunisia in his presentation. ” When I was a star” ” as a new performance model based on the principle of rooting and establishing.

Key Words: Dance, Folk Performing Arts, Performance art, Heritage.

المقدمة

يشهد العالم اهتماما على المستويات المحلية والعالمية بالتراث الشعبي ومحاولة الحفاظ عليه واحيائه بأشكال متعددة لمواكبة التغيرات التي تحدث في المجتمع نتيجة التطورات المتلاحقة في شتى المجلات لأن الاهتمام بالتراث والفنون الشعبية على تنوعها وتفردها وتمازجها هو اعتراف بالتاريخ والتعدد العرقي والثقافي لقيم المجتمع وتطوره، وكثير من الدارسين استخدموا التراث والفنون الشعبية ومفرداتها وعناصرها في إعادة جوانب تاريخية غابرة ودراسة قيم المجتمعات وثقافاتها لأن الفنون الشعبية هي تعبير صادق عن انفعالات شعب، عن أفراحه و آلامه و أحلامه وخوفه من المجهول ومعبرة عن ماضيه وحاضره و من هذه الفنون الشعبية الرقص الشعبي؛ الذي عادة ما ارتبط بقيم المجتمع وعاداته وثقافاته المتنوعة والذي طرأت عليه مجموعة من التغييرات ، على مر كل حقبة زمنية بحمولاتها النظرية وسياقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، حيث تم توظيفه في مجموعة من الفنون الأدائية الأخرى ليظهر التكامل والتناسج ونخص بالذكر هنا ” المسرح” حيث اندمج بصورة فنية بالعروض المسرحية ليصبح جزءآ من الكثير من العروض المسرحية بعدما كان طقسا احتفاليا مرتبطا بمناسبة دينية او اجتماعية لا غير فضلا عن تطوير الرقص الشعبي لعناصره ليصبح فيما بعد فنا قائمآ بذاته في تشكيله لعروض راقصة تحت مسميات مختلفة للرقص فأصبحنا نتحدث عن الباليه والرقص التعبيري والرقص الدرامي…إلخ

فما المقصود بالرقص الشعبي كفن من فنون الأداء الغنية بالرموز والدلالات وكظاهرة ثقافية؟ وكيف تم تعامل المبدع المسرحي مع الرقص الشعبي في القرن الواحد والعشرين؟ وهل فعلا تم توظيفه والتعامل معه بطريقة تتناسب والتطورات الجديدة لما بعد بعد الدراما؟

أولا: الرقص كفن من فنون الأداء الشعبية وأنواعه.

انطلق بعض الباحثين في تحديد مقومات التراث من قاعدة أن الحاضر هو غير الماضي ، وأن ثمة مستجدات ومتغيرات حدثت في الحاضر ، وأدت إلى سقوط جوانب من التراث ، لأنها لم تعد صالحة للبقاء والعيش في الحاضر، في ضوء هذه القاعدة وجد هناك نمطين من التراث تميز الواحد عن الآخر وهذه الأنماط هي:

1- ما وافق عصره وصلح له ، وانقضى بانقضائه

2- ما وافق الانسان واستمر به ولمصلحته ، وعاش حتى الوقت الراهن.(1)

وهو حال الرقص الشعبي الذي مازال مستمرا إلى غاية الآن حيث ضل ماثلا في حاضر الانسان من خلال تجسده في أعماله الفكرية والفنية فما المقصود بالرقص الشعبي؟

قبل الخوض في تعريف الرقص الشعبي كفن من فنون الأداء الشعبية؛ لا بد من تقديم تعريف موجز لفنون الأداء الشعبي لنخوض بعد ذلك في مفهوم الرقص عموما وإلقاء نظرة تاريخية حوله مع التطرق للرقص كظاهرة ثقافية.

1-فنون الأداء الشعبية: Popular Performing Art

هي أداء حي يجمع بين ضروب شتى من الفنون، ويقوم الفنان المؤدي بتقديم الفنون المفعمة بالحيوية، وعناصر الثقافة الشعبية مثل : الرقص الشعبي ، والموسيقى الشعبية باستخدام بعض الآلات الموسيقية البسيطة، ويمكن ان يؤدي هذا النوع من الفنون فرد واحد أو عدة افراد ، ويمكن أن تقام العروض في أي مكان سواء أكان مغلقا أم مفتوحا.(2)

وتعد فنون الأداء الشعبي من الميادين الأساسية المؤلفة للتراث الشعبي ، وتظهر أهميتها في أنها تعكس القيم الاجتماعية والأخلاقية والجمالية والفنية للجماعة الشعبية في شكل متميز يعتمد على الحركة والإيقاع والاشارات والرموز ذات الدلالات والمعاني المشتركة الشائعة بين أفراد تلك الجماعة الشعبية ، ولذلك تعد فنون الاداء الشعبي من اكثر وسائل الاتصال- COMMUNICATION الناجحة بين الافراد والجماعات.(3)

2-تعريف الرقص DANCE

يعرف لغويا ابن منظور في لسان العرب الرقص كالتالي : “رقص : من الرقص والرقصان ، الخبب وفي التهذيب ضرب من الخبب، وهو مصدر رقص يرقص رقصا عن سيبويه ورجل مرقص : كبير الخبب والخبب مشية الجمال ، وعلى وزن بحر : فاعل فاعل فاعل. ورقص اللعاب يرقص رقصا فهو رقاص. ورقص السراب والحباب ، والراكب يرقص بعريه ينزيه ويحمله على الخبب ولا يقال يرقص إلا للاعب والابل وما سوى. وقال أبو بكر: الرقص في اللغة الارتفاع والانخفاض وقد أرقص القوم في سيرهم إذا كانوا يرتفعون وينخفضون.(4)

أما اصطلاحا، فالرقص ظاهرة عامة في المجتمع البشري، ومن الممكن أن نجد في كل مجتمع طابع الرقص الديني والرقص للاحتفال بمختلف صور النشاط البشري من حرث الأرض وإلقاء البذر وجمع الحصاد واستدار المطر وشفاء المرضى، الخ، ثم للهو وللترفيه. (5) حيث يمثل الرقص، شكلا من أشكال الثقافة، ويمكن من خلاله قياس وعي الشعوب إدراكها وتصوراتها، كما أنه يشكل مستودعا لتراث وثقافات الشعوب، ويتحقق من خلاله التواصل الاجتماعي والانتماء لثقافة المجموعة.(6) فهو يعد لغة احتفالية طقسية تحمل مضامين سياسية واقتصادية وثقافية ودينية وعادات وتقاليد وفولكلور الشعوب ويعبر عن الشعور الجمعي لتلك الشعوب ، هذه اللغة تتم من خلال حركة الجسد (7) فالرقص تعبير حركي بواسطة الجسد(8) وعليه وكتعريف إجرائي نخلص لكون الرقصُ هو أداءُ الشخص لمجموعةٍ من الحركات باستخدام أطرافِ جسمِه بطرقٍ معيّنة، وتكونُ هذه الحركات في العادة متناغمة مع إيقاع موسيقيّ معيّن؛ وذلك للتعبير عن نفسه ومشاعره وطاقاته، وهو مظهرٌ من مظاهر الاحتفال والفرح والبهجة. وللرقصِ العديدُ من الأساليب والأشكال والأنواع.(9) وهو التعبير من خلال الحركة الجسدية المنظمة في شكل دال وفاعل، كذلك هو شكل من الفن الأدائي يتكون من متواليات مختارة من الحركة البشرية، لها قيمة جمالية ورمزية، وبالتالي هو نمط من التواصل غير اللفظي.

3- نظرة تاريخية عن الرقص

إن الرقص قديم قدم الأنسان فهو نوع من التعبير عن الانفعال الشخصي ويحدث نتيجة لرغبات الجسم الانساني في الحركة ، ارتبط الرقص عند الشعوب البدائية بالدين ، فكان نوعآ من التعبير عن الشعور الجماعي ، وإن الرقص يعد فنآ من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان الأول وعبر بها عن حاجاته قبل اكتشاف اللغة فهو اللغة الأولى التي تكلم بها الأنسان فعبر بأعضائه وجسده قبل أن ينطق. إن أقدم مشهد تمثیلي بتحقق فیه الرقص هو 🙁 مشهد اولئك الصیادین البدائيين الذين يمثلون دور هذا او ذاك من أنواع الحيوان ، وقد اتخذو قناعآ من جلد الحيوان ورأسه على إختلاف فصيلاته ونوعه وهم يطلعوننا في بعض هذه المشاهد على ما كانوا يزاولونه من الطقوس السحرية بالمحاكاة الراقصة التمثيلية، وحينما عرفت الجماعات البدائية طرق اخرى للقوت مثل الزراعة وانبات الأرض عرفوا ضروبا أخرى للرقص كرقصة الخصب والحب ، رقصة المطر فضلا عن رقصات احتفالية أخرى…(10) أما في الحضارة المصرية المبكرة فقد ظهر الرقص كشكل من أشكال الطقوس المستخدمة من قبل الصيادين للعثور على فريسة، ثم تطور إلى فن حيث رقص الفنانون المحترفون في المناسبات الاجتماعية، وفي اليونان القديمة كان ينظر إلى الرقص على أنه شكل مهم من أشكال الفن يعزز الصحة البدنية والتعليم، ولكن من خلال الإمبراطورية الرومانية تأثرت عروض الرقص بالمشهد والتمثيل الصامت، على مر السنين، ولهذا اتخذ الرقص أشكال مختلفة في ثقافات مختلفة، ومع ذلك، كان التشديد دائماً على التعبير عن العواطف البشرية من خلال حركات الجسم، حيث اتخذت عدة رقصات أسلوباً ارتجالياً حراً. (11) وفي حقبة القرون الوسطى كان الرقص سائدا في عصر القرون الوسطى، وكان للثقافة الإسلامية تأثير كبير في النتائج المثيرة للرقص، إذ فعلت العديد من الرقصات الشعبية التي لا تزال اليوم، أما عصر النهضة، فقد تم فيه إحياء الرقص من خلال الرقص الشعبي والرقص بالموسيقى، وبدأ الرقص ينظر إليه على أنّه فن حقيقي في مقابل هواية ثقافية أو طقسي ضرورة، في حين بقي الرقص الشعبي تعبيراً شعبياً بين الطبقة العاملة، كما بدأت رقصات البلاط كإيماءة رمزية من الملوك، واصبح الرقص في وقت قريب ثورة فيما يعرف اليوم باسم الباليه.(12)

ومن خلال هذه النظرة التاريخية المقتضبة يظهر أن الرقص قد تطور عند الإنسان بتطور مداركه وبسبب الخبرات التي اكتسبها من الطبيعة ، وقدرته على محاكاة ما يحدث حوله في الطبيعة ، كذلك حسب المعتقدات حيث ارتبط الرقص بالدين فأصبح هذا الاخير وعلى مر العصور يأخذ أشكالا متعددة وأنماطآ مختلفة ، ليصبح أحد أهم الأدوات الثقافة تعريفآ بثقافة الشعوب وعموما فتاريخ الرقص يتابع عن كثب تطور الجنس البشري، منذ الأزمنة الأولى للوجود وإلى غاية الآن.

4-الرقص كظاهرة ثقافية

يلعب الرقص في معظم المجتمعات دورا هاما في ثقافتهم ، ولقد كان معروفا منذ فترة طويلة في حياة الناس البدائيين أن لا شيئ يقترب من أهمية الرقص، فهو ليس مجرد وقت فراغ، ولكنه نشاط هام للغاية، كما أنه ليس فعل مدنس بل هو فعل مقدس، فضلا عن كونه ليس مجرد “عرض” من فصل عن مؤسسات المجتمع الأخرى ؛ ولكنه يمثل أساس بقاء النظام الاجتماعي لكونه يساهم بشكل كبير في تلبية جميع احتياجات المجتمع والرقص قديما وحديثا مازال يمثل جزءا جوهريا من الثقافة، فالرقص سلوك في اطار الثقافة والمجتمع “مدمج بشكل لا ينفصل مع عدد لا حصر له تقريبا من انواع السلوك الاخرى وذلك من منطلق. أن الرقص ثقافة والثقافة رقص، والرقص هو المجتمع والمجتمع هو الرقص؛ وبالتالي فإن فهم البيئة الاجتماعية الثقافية يساهم في الوصول إلى فهم أفضل للرقص في ثقافة ما ، كما أن فهم الرقص يمكن أن يساهم في فهم السبب الذي جعل الناس يتصرفون بالطريقة التي يتصرفون بها.(13)

5-انواع الرقص

تنوعت أشكال الرقص بالعالم بحسب التنوع الجغرافي والثقافي والاثني وكل شكل مثل فئة من المجتمع او قومية او اثنية وتأثر بعادات وتقاليد تلك الفئة او الطائفة وفيما يأتي بعض أنواع الرقص والتي بدورها تضمنت أشكال فرعية تولدت عنها:-

1-الرقص الشعبي.2- الرقص التعبيري.3-الرقص الابتكاري. 4-الرقص الصوفي5.- الرقص الدرامي وغيرها، غير أنني في هذه الورقة البحثية سأركز على الرقص الشعبي مع تقديم تعريف موجز لبعض انواع الرقص السابق ذكرها.

5-1 الرقص الشعبي FOLK DANCE

الرقص الشعبي بعامة هو ابداع انسان ، وهو أيضا نتاج الحياة نفسها، انبثق من نشاطات الناس ليعكس أعمالهم التي يقومون بها ، وأعيادهم واحتفالاتهم، وطقوسهم التي يمارسونها، ليس هذا فحسب، بل إنه مرآة تعكس تاريخهم، والأحوال الطبيعية التي يعيشون فيها، وكذالك عاداتهم الخاصة والاجتماعية….(14) وهو فن من فنون الأداء الشعبي يعتمد على الحركة البدنية للفرد أو الجماعة . وهو يؤلف حركة إيقاعية لجزء أو اجزاء معينة من الجسم طبقا لنظام أو نسق فعلي يقوم به الفرد أو الجماعة ويعد الرقص الشعبي البداية الأولى للمسرح الشعبي وكثيرا ما يصاحب الرقص الشعبي الموسيقى الشعبية.(15) وقد عرفته نفيسة الغمراوي بأنه “خطوات وحركات تعبيرية نابعة من البيئة تعبر عن عاداتنا وتقاليدنا الشعبية في طابع مميز لها” (16) فالرقص الشعبي جز ء لايتجزء من تراث الفنون الشعبية ويعرف بأنه له خطوات وحركات نابعة من البيئة ويعبر عن العادات والتقاليد الشعبية و يعتبر من الانشطة الترويحية بجانب كونه نشاطا تعليميا ووسيلة فعالة من وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية وتعتبر خطواته موضوعة لكي يتوارثها الأجيال.(17)لهذا تم اعتباره عنصر من عناصر الفلكلور الأساسية ، وهو التعبير بالحركات مع أو بدون الغناء او الموسيقى حيث لكل مجتمع رقصاته المعبرة عن تراثه وابداعاته ، وتكاد الامم تعرف من خلال بعض الرقصات المعروفة عنها ، وهو من أقدم الفنون الشعبية (18) التي تعبر بصدق عن مشاعر الشعوب وتحكي تاريخها وتحتفظ بتراثها، خطواته معروفة وموسيقاه موضوعة تتوارثها الأجيال، ويرقصه جميع أفراد الشعب على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية(19).

وقد تنوعت أشكال الرقص الشعبي بالعالم العربي بحسب التنوع الجغرافي والثقافي والاثني وكل شكل مثل فئة من المجتمع او قومية او اثنية وتأثر بعادات وتقاليد تلك الفئة او الطائفة.

5-2-الرقص الصوفي Sufi whirling

فلم تكـن الرقصـات الصـوفية مجـرد حركـات راقصـة سـواء كانت منتظمة او عشوائية نتيجة الطرب والتأثر بموسيقى او ايقـاع موسـيقي معـين بـل ” هـو ذاكـرة النفس المضيئة ، لأنه ليس مجموعة حركات تم ضـبطها وتنظيمهـا مـن الخـارج ، بـل هـي مرتبطـة بفاعليــة الكــائن الأســمى وهــو يؤكــد علــى تلاحــم وتفاعــل كــل المعــاني المؤكــدة لإنســانية الإنســان ماضيا وحاضرا ومستقبلا… الـرقص الصـوفي هـو محاولـة حمايـة الجسـد وتحصـينه وتطهيـره من كل ما هو مادي يغلق في النفس “(20). وكتعريف اجرائي تم استخلاصه من بعض المراجع نخلص إلى أن الرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية. يسمى أحياناً رقص سماع، ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون دراويش بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال.

5-3 الرقص التعبيري Action Dance

ظهر هذا النوع من الرقص في الهند ، والذي يعد من ارقى الفنون الدرامية كونه يعتمد على الرقص والانشاد والايماء، ويتناول التصورات الدينية والفلسفية، وذلك لان معنى كلمة (دراما) “(ناتيا) و “(نتاكا)في اللغة السنسكريتية مشتقة من كلمة (نيريتيا) أي الرقص. ومن امثلة الرقص التعبيري في الهند رقصة الصيد، وفي هذا النوع من الرقص يقوم الراقصون بارتداء ملابس الصيادين ، ويتنكر آخرون في هيئة الحيوانات المطاردة ، ثم يؤدون رقصة تنتهي بانتصار الصيادين، استخدمت في هذه الشكل من الرقصات اشارات وحركات واصوات مستمدة من واقع عملية الصيد، تطورت بعد ذلك إلى رموز ونماذج ارتفعت بمستوى العنصر الدرامي في هذا النص.(21) الرّقص المُعاصر: Contemporary Dance هو أحد نواع الرّقص التّعبيري الذي نشأ في مُنتصف القرن العشرين، والذي يجسّد أساليب الرّقص الحديث، والجاز، والرّقص الغنائيّ، والباليه الكلاسيكيّ. يوافق هذا النّوع حركات الباليه المُتعارَف عليها باعتبارها أحد أساسياته، دون التزام بالقواعد الصارمة التي تستخدم في الباليه والرقص الحديث، وغالباً ما يتمّ الرقص على أنماطٍ مختلفةٍ من الموسيقا، وبسلاسةٍ في حركات الجسم، ومن مُصمّمي الرّقصات المعاصرة: ميرسا كونينغهام، ومارثا غراهام، وإيزادورا دانكن الذين أتاحوا للرّاقصين حرّية الحركة، والتّعبير عن مشاعرهم.(22)

5-4 الرقص الدرامي DRAMA DANCE

ظهر مصطلح الرقص الدرامي في العصر الحديث في الثمانينات من القرن الماضي …وفي عروض الرقص الدرامي يصبح الجسد هو العنصر الأول في تكوين الصورة الحركية وباثا من خلالها رموزا وتأويلات مستخدما أعضاءه الحركية كافة لينظم من خلالها تشكيلات ذات دلالات والتي تجعل من المتلقي في حالة من الترقب والانتباه.(23) وهو يعتبر احدى لغات الجسد و احدى وسائل التعبير الفنية التي امتدت جذورها منذ النشأة الأولى للمسرحية وللمسرح بصورة عامة عند الاغريق وكذلك في الحقبة الرومانية(24)

5-5 الرقص الابتكاري الحديث Dance Modern

هو فن خلاق ومبدع يعبر عن فكرة معينة باستخدام حركات الجسم المختلفة والمتنوعة والتي يقوم بها الفرض وفقا لإمكانياته الذاتية ، كما أن للرقص الابتكاري علاقة كبيرة بأنواع الرقص المختلفة كالرقص الشعبي والذي يعبر عنه بطريقة مبتكرة تختلف في أسلوبها عما يقدمه الرقص الشعبي ، والباليه، حيث يتضمن محتوى كل منهما على فكرة وموضوع، وتتكون جملة الرقص الابتكاري الحديث من العديد من الحركات والمهارات الأساسية كالمشي والجري والوثب والدوران والحجل وغيرها من الحركات، ويعد الرقص الابتكاري الحديث أحدث أنواع الرقص ، وقد اتصف بالحداثة واكتسب خاصية الابتكار لكونه لا يميلا إلى التقليد، وهذه الصفة ميزته عن جميع انواع الرقص الأخرى لأنه النوع الوحيد الذي يعطي الراقص حرية التحرك للتعبير عما في أعماقه من مشاعر في حدود امكانياته الطبيعية، فهو تطور جديد لفن قديم ينبع من داخل الراقص معبرا للمشاهد عما في نفسه من خلجات مستعملا الجسم كأداة والحركة وسيلة منظمة لتوصيل الأفكار(25).

ثانيا: عرض والنّجم إذا هوى للمؤدي التونسي محمد عيساوي نموذجا

يمكن للرقص التعبيري أن یوصل قصة أو حكایة أو فكرة من أفكار النص المعروض على خشبة المسرح ، وذلك في زمن وجیز كما یمكن أن یكون أقوى وأسهل طریقة لیستنتج منها الجمهور الأفكار المراد طرحها وفي نفس الوقت یمكن أن یحقق المتعة والتشويق للمتلقي(26) وهو ما عشناه في عـــرض “والنّجم إذا هوى” للمؤدي التونسي محمد عيساوي الذي قام بتوظيف الرقص الشعبى كفن أدائي قائم بذاته ويملك قدر من العناصر المسرحية والدرامية التي يمكن أن يستفيد المخرج منها في تشكيلات الحركة والايقاع وغنى الرموز والدلالات، فقدمه في سياق فني حديث لإيصال حكاية “الراقصة علياء” بشكل حركي بعيدا عن المسرح الناطق.

وقبل الخوض في هذا العرض الذي يمكن اعتباره من الإنجازات والتجارب الأدائية المعاصرة المتميزة لاعتماده على كسر المألوف من قوالب الأداء واختراق القوانين الفنية المتداولة في الإطار المسرحي لا بد من الحديث عن العلاقة بين الرقص والمسرح.

2-1 الرقص والمسرح

وتشير الدراسات التاريخية إلى أن للطقوس والممارسات الإنسانية الاحتفالية الشعبية دورها الواضح في نشأة المسرح، حيث أكدت الدراسات أنه قد وصل المسرح بشكله العالمي الحالي، من الاحتفالات الدينية الإغريقية والتي من المؤكد أنها استفادت مما سبقها من حضارات ساهمت معها في نضج هذا الفن.(27) ومما لا شك فيه أن الطقوس والرقص والممارسات الشعبية قد ظلت رافدا أصيلا من روافد المسرح عبر فتراته التاريخية المختلفة لدى كثير من شعوب العالم (28) فبدأ المسرح البداية الأولى من الطقوس البدائية، فكان الرقص والتقرب إلى الطبيعة اللبنة الأولى (29) حيث يرى “شيلدون تشيني” بأن نشأة الدراما والمسرح من الرقص، لقد رقص الانسان الأول، رقص تعبيرا عن الطقوس لقد كلم آلهته بالرقص وصلى ً بالرقص وقدم الشكر بالرقص. ولا شك أن كل هذا النشاط كان نشاطاً دراميا أو مسرحياً، ولكنه في حركته وضع جرثومة الدراما والمسرح. ويقو ل الاسم الحقيقي للمسرح في كمبوديا يعني ” دار الرقص”(30) إن الدراما والرقص كانا منذ البداية متصلين بالآخر اتصالا وثيقاً، فالرقص في حركته يشبه التحليق الشعري للغة في مجال الفكر، والرقص يملأ خشبة المسرح في الوقت الذي يقوم فيه الراوي بسرد قصته ونجد ذلك في مسرحيات(الكاتاكالي) الراقصة. ويظهر توظيف الرقص في المسرح عند المجتمع الشرقي لأنه وجد في الرقص الرمزي أو التعبيري الحركي المؤسلب وسيلته الناجحة في الظهور والبقاء(31).

يتضح من خلال ما سبق تلك العلاقة القائمة بين الرقص والمسرح والتي بنيت على التناسج والتكامل أساسها التوظيف تارة والانصهار تارة أخرى؛ وما يهمنا نحن هنا هو تلك العلاقة القائمة على الانصهار والذوبان لتعطينا أحد فنون الأداء المعاصرة : “المسرح الجسدي أو الحركي Physical Theatre ” كنشاط معاصر ( ما بعد ما بعد حداثوي) في سعي حثيث لتجديد وتغيير آليات الطرح وخلق تقارب توافقي مع الأجناس المتباينة، إلا أن المركز الأساس فيه هو للجسد الحر الباحث عن وسائل متعددة ليكون وسيطا في التعبير عن ما يجول في ذهن الفنان من قضايا مهمة تستدعي كل الوسائل المتاحة لديه في عصر انتشرت فيه الوسائل والتقنيات الحديثة وازدادت فيه خبرة المتلقي الذهنية والبصرية والتعبيرية. وهو ما تم توظيفه في عرض “والنّجم إذا هوى” للمؤدي التونسي محمد عيساوي.

2-2 عرض “والنّجم إذا هوى”« Lorsque j’étais une étoile »

المضمون

تدور أحداث العرض حول “علياء” التي كانت ذات يوم نجمة في عالم الرقص الشعبي ومعروفة لدى جميع ملاهي وكباريهات تونس ، حيث ظلت العروض الراقصة التي قدمتها شاهدة على سنوات مجدها وجمالها هذه السنوات التي لم تمضي دون ان تترك أثرا على علياء ، جسد مرهق وقلب عامر، وها هي علياء ترى نفسها تعود مجددا إلى قريتها الأصلية أرض المنشأ التي طردت منها ذات مرة، عادة علياء للقاء رحم الأم.

كما أخبرتنا علياء في الأخير قصة عمتها، الراقصة المهنية، التي احتضنتها بالحب وحمتها فشكلتا معا “راقصتين جميلتين” والتي فارقت الحياة عندما كانت في العاشرة من عمرها، لتدرك بذلك علياء أنها ليست امرأة ولا راقصة وأن عمتها لا شيء.

الأداء

قام المؤدي محمد عيساوي في هذا العرض الأدائي باعتماد التعبير الحركي كأحد فنون الأداء المعاصرة المعبرة عن الهموم والمشكلات الإنسانية بشكل حركي بعيدا عن المسرح الناطق موظفا بذلك الرقص الشعبي كوسيلة تعبير حركية قائمة على حركات جسدية متناغمة لها معنى وهدف وتحكي قصة إيمانا منه بأن توظيف الرقص الشعبي فن أدائي يمكنه أن يوصل قصة أو حكاية أو فكرة من أفكار النص المعروض على خشبة المسرح ، وذلك في زمن وجيز كما يمكن أن يكون أقوى وأسهل طريقة ليستنتج منها الجمهور الأفكار المراد طرحها وفي نفس الوقت يمكن أن يحقق المتعة ، وكان هذا الأداء مصاحبا بالإيقاع في تناغم وانسياب مع حركات ودورات محمد العيساوي مستعينا في أدائه برداء طويل أبيض وحزام الورك وشعر مصطنع(بيروك) داخل غرفة مضيئة.

أداء: محمد عيساوي

المصاحبة الإيقاعية: جهاد الخميري

انتاج: L’Art Rue مجموعة الشارع فن

قدم بتونس بتاريخ الخميس 30 سبتمبر 2020

ضمن البرنامج الرقمي Performance Room(32).

الخاتمة

من الضروري الإشارة إلى الدور الريادي الذي خلفه النشاط الأدائي الحركي الذي يركن إلى الإمكانيات الفيزيائية الممنوحة للجسد الحر في التعبير عن موضوعاته داخل الأنماط المسرحية المختلفة الحديثة والمعاصرة على حد سواء، والتي تعتمد الحركة الجسدية ودلالتها المعرفية والجمالية محورا هاما في التواصل الفني والمعرفي على خشبة المسرح وهو ما فتح المجال واسعا لتطور فن التعبير الحركي المرتكز أساسا على قدرة الجسد في خلق المعنى من غير معين شكلي أو لفظي ليكون الجسد العلامة الفريدة والوحيدة في العرض، وهو ما لمسناه في عرض “والنجم إذا هوى” هذا الأداء الذي عرف بدوره تطورا مستمرا فرض على المبدعين البحث باستمرار على تطوير فنون الاداء خصوصا مع تعدد المؤثرات التي أصبحت تشغل المتلقي ومن بين أهم الوسائط المساعدة على هذا التطور هي العمل على إعادة أنتاج الموروث الشعبي الثقافي وتوظيفه توظيفا علميا دقيقا خال من الانطباع الحماسي القائم على الحنين للذكريات.

المراجع

1-حسن جاسم علي، توظيف التراث في عروض المسرح المدرسي، مجلة جامعة بابل المجلد 24، العدد 3 صفحة73.

2- علياء شكري، نجوى عبد المنعم وآخرون،( القيم الاجتماعية كما تعكسها أنشطة المراكز الثقافية الحكومية والاهلية دراسة تحليلية ميدانية لبعض فنون الاداء الشعبي) مجلة بحوث العلوم الانسانية والاجتماعية، العدد 5/ الجزء الأول ماي 2021.

3- السيد حافظ الأسود، التراث الشعبي، الفصل السادس، ( فنون الأداء الشعبي) كتاب جماعي، قسم الاجتماع بجامعة الامارات العربية المتحدة/دبي، الفصل 2015،صفحة 165.

4-ابن منظور ، لسان العرب ، دار صادر ببريوت الجزء الثالث ، الطبعة الاولى ،1997 ص507.

5- مباركة بلحسن، الأشكال التعبريية للرقص النسوي في المجتمع الحساني (تندوف) مجلة آفاق المجلد 12 العدد 05 السنة 2020 صفحة رقم 1.

6-عبد المنعم حسن حاج عبد الله، التعبير الحركي لدى قبيلة الأشولية، رسالة ماجستير ، جامعة جوبا، كلية الفنون والموسيقى والدراما، 2012م، ص 5.

7-علي عبد المحسن علي، أهمية الرقص التعبيري في تعزيز اداء الممثل المسرحي العراقي، مجلة الاكاديمي – العدد 86 – 2017 صفحة 81.

8-محمود ابراهيم، وانما أجسادنا الخ دياليكتيك الجسد والجليد دراسات مقاربة، دمشق وزارة الثقافة منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب 2007 ص96.

9- Judith R. Mackrell, “Dance PERFORMING ARTS” www.britannica.com, Retrieved 27-6-2018. Edited.

10- أحمد حسن جمعه (دكتور). الدراما الحركیة وفن البالیه (الجزء الأول) ، ص16.

11- حمزة علاوي العلواني، مجلة جامعة بابل للعلوم الانسانية، العراق، المجلد ،28،العدد 1،2020 صفحة 137 .

12- حمزة علاوي العلواني، (نفس المرجع السابق).

13- ترجمة د محمد حسن جلال ،الرقص في طقوس الميلاد والزواج والوفاة لدى جماعة اليوربا ، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية الجزائر العدد 6 -2021 صفحة 172.

14- فوزي العنتيل، الفلكلور ما هو؟ دار المسيرة ، مكتبة مرجولي القاهرة ، الطبعة الثانية، 1987 ص143.

15- السيد حافظ الأسود، التراث الشعبي، الفصل السادس(فنون الأداء الشعبي)، اعداد مجموعة من أساتذة قسم الاجتماع بجامعة الامارات العربية المتحدة،دبي صفحة 171.

16- رحاب مصطفى مبروك، فاعلية برنامج لحرکات الرقص الشعبي في خفض الشعور بالإکتئاب وزيادة التفاؤل في ظل جائحة کورونا، المجلة العلمية لعلوم وفنون الرياضة، المجلد 66، العدد 66 سنة 2021،

17- سمر عبد الحميد، برنامج تعليمي بإستخدام شبكات التفكير البصرى وتأثيره علي بعض عادات العقل المنتجة وتعزيز نواتج التعلم في الرقص الشعبي البورسعيدى، جامعة بنها ، مجلة التربية البدنية وعلوم الرياضة مصر ،كلية التربية الرياضية للبنين، 2019

18- مرعب خالد مصطفى ،التاريخ الجديد، الذهنيات والثقافة الشعبية في لبنان والوطن العربي والشرق الاوسط، دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت /لبنان الطبعة الأولى، 2012.

19- نادية الدمرداش، علا توفيق، ، مدخل الى علم الفلكلور(دراسة في الرقص الشعبي)عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية ، الجيزة2003 صفحة 294.

20- اياد محمد حسين،عامر محمد حسين، الرقص الصوفي ورمزية الحركات الراقصة “المولوية نموذجا” مجلة مركز بابل للدراسات الانسانية، المجلد الرابع، العدد 3 ص76.

21- علي عبد المحسن علي، اهمية الرقص التعبيري في تعزيز اداء الممثل المسرحي العراقي، مجلة الاكاديمي العدد 86،السنة 2017 صفحة 83.

22- Treva Bedinghaus (10-1-2019), “What Is ContemporaryDance?” www.liveabout.com, Retrieved 1-12-2019. Edited

23- عقيل ماجد حامد محمد ،الجسد وانشائية الصورة في عروض الرقص الدرامي (نار من السماء نموذجا) مجلة AL ACADEMY عدد64 سنة 2012،جامعة بغداد.

24- افنز , جيمز رووز : المسرح التجريبي من ستانسلافسكي إلى بيتر بروك , تر أنعام نجم – بغداد – ( دار المأمون للترجمة والنشر ) – 2007., ص140 .

25- د. مها محمد عزب الزيني، تأثير استخدام استراتيجية التعلم البنائي على مستوى الاداء المهاري في الرقص الابتكاري الحديث، مجلة أسيوط لعلوم وفنون التربية الرياضية.ص724،2020 jprr.journals.ekb.eg

26- جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، بعنونان عناصر الاخراج المسرحي للرقص الشعبي بجبال النوبة أبريل 2016.

27-(عبد المنعم حسن حاج عبد الله، التعبير الحركي لدى قبيلة الأشولية، رسالة ماجستير ، جامعة جوبا، كلية الفنو والموسيقى والدراما، 2012م، ص 5.

28- سليمان يحي محمد، موسوعة تراث دار فور، الجزء الأول، شركة مطابع السودان للعملة، الخرطوم، السودان،2007م، ص 11.

29- ما رفن كارسون، فن الأداء مقدمة نقدية، ترجمة منى سالم، د نبيل راغب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2010م، ص31

30- شلدون تشيني، المسرح ثلاثة آلاف سنة من الدراما والتمثيل والحرفة المسرحية، مكتبة الآداب للطباعة والنشر والتوزيع ، 1998ترجمة دريني خشبة، مراجعة علي فهمي. ص .22

31- فراس الديموني، الطقوس البدائية في المسرح، دار مكتبة الكندي للنشر والتوزيع، عمان، 2014م، ص68.

32-https://lapresse.tn/110702/performance-room-de-lart-rue-lorsque-jetais-une-etoile-numero-special-de-mohamed-issaoui-letre-corps-importe-plus./

الملحق

« Lorsque j’étais une étoile » [numéro spécial] / [والنّجم إذا هوى [سهرة خاصة

de Mohamed Issaoui

Aymen Bachrouch

تصوير

https://www.facebook.com/mohamed.issaoui.31