الأطر والمعايير المرجعية الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية وميِّزات الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية

ألب أرسلان فراس بُرَاق

International frameworks and reference standards for teaching second and foreign languages and the features of the Chinese normative framework for teaching Arabic

by Alparslan Feras BURAK1

İSTANBUL AYDIN ÜNİVERSİTESİ Email: goodword2020@gmail.com

HNSJ, 2021, 2(8); https://doi.org/10.53796/hnsj281

المستخلص

اكتسبت الأُطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية أهمية بالغة وانتشارًا واسعًا حول العالم، فهي تلبي احتياجات المجتمعات التي وُضِعَتْ مِن أجْلها، إضافة إلى إمكانية الاستفادة منها وتطبيقها في تعلم وتعليم مُعْظَم لُغات العالم ومنها اللغة العربية. تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أهم الأُطر والمعايير الدولية لتعليم وتدريس اللغات الثانية والأجنبية، وعرض مميزات الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة أجنبية. حيث نستفيد من التعرف على رؤى وأهداف وآليات عمل الأُطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية في تطوير مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتزيد المختصين فيه بخبرات هامة وتطبيقية في هذا المجال. بهدف الوصول إلى أهداف البحث استخدم الباحث المنهج الوصفي في دراسة الأطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية، وجمع المعلومات حولها، للخروج بنتائج البحث وتوصياته.

من أهم النتائج التي توصل إليها البحث: 1/ تهدف أغلب الأُطر والمعايير المرجعية لتعليم اللغات الثانية إلى الوصول إلى ثلاث كفاءات هي الكفاءة اللغوية، والكفاءة الاتصالية، والكفاءة الثقافية.  أما الإطار المعياري الصيني فيهدف إلى الوصول إلى كفاءات أُخرى، مثل كفاءة وصف الأحوال الدولية العربية. 2/ تُقدِّم مقاييس الكفاءة للأطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية وصفًا تفصيلياً للسلوك اللغوي، ونستطيع الاستفادة من هذا الوصف ومن مجمل توصيات الأُطر والمعايير المرجعية في تطوير مناهج وأساليب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وقفد أوصى البحث بدعوة العاملين في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى دراسة الأُطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية، بُغية الاستفادة منها في تطوير مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وكذلك أوصى البحث بضرورة العمل على الاستفادة من مستويات الكفاءة اللغوية وواصفاتها للأطر والمعايير المرجعية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية من أجل تجهيز واصفات لمستويات الكفاءة اللغوية لمتعلمي اللغة العربية كلغة أجنبية وفقًا لاحتياجاتهم.

الكلمات المفتاحية: اللغات، اللغة العربية، المعايير.

:Abstract

International frameworks and references for teaching second and foreign languages have gained great importance and spread around the world. These frameworks and references meet the needs of societies which was prepared for, as well as the possibility of applying them to most of the world’s languages, including Arabic. This study aims to identify the most important international frameworks and references for teaching second and foreign languages, and to present the features of the Chinese normative framework for teaching Arabic as a foreign language. By identifying visions, objectives, and mechanisms of the international frameworks and references for teaching second and foreign languages we can develop the field of Arabic language learning for non-native speakers.

In order to reach the objectives of the research, the researcher used the descriptive approach in studying the international frameworks and references for teaching second and foreign languages, collecting information about them, to come up with the results and recommendations of the research.

       The study found that the most frameworks for teaching second languages aim to reach three proficiencies, language proficiency, communication proficiency, and cultural proficiency. Proficiency standards for international frameworks and references for teaching second and foreign languages provide a detailed description of language behavior, we can use these descriptors to develop Arabic language learning for non-native speakers.

         The study recommended the necessity of calling on those working in the field of teaching Arabic to study the international frameworks and references for teaching second and foreign languages, in order to develop the field of teaching Arabic to non-native speakers. The study also recommended to utilize language proficiency levels and descriptions of frameworks and reference standards for teaching second and foreign languages in order to equip language proficiency levels for learners of Arabic as a foreign language according to their needs.

Key Words: languages, Arabic Language, references.

مقدمة

الفروق بين اكتساب اللغة العربية وتعلمها لأبنائها وبين تعلمها بوصفها لغة ثانية أو أجنبية[1] كثيرة. تدعو هذه الفروق المختصين إلى التساؤل حول الكيفية التي اكتسب بها المسلمون من غير العرب اللغة العربية وبرعوا فيها، حتى خرج منهم أمثال سيبويه وابن جني وأبو علي الفارسي وغيرهم، تلك تجربة فريدة تستوجب الدراسة.

كما توجه هذه الفروق المختصين إلى الاطلاع على تجارب الأمم الأخرى في الشرق والغرب، رَغْبَةً في رَفْد مجال تَعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بكل نافع وجديد.

ومن المعلوم أن تعليم اللغة ليس ذلك الذي يجري في قاعة الدرس؛ ذلك آخر المطاف في عملية كاملة. فالمدرس يستخدم كتبًا مقررة، وأجهزة ووسائل تعليمية، ويعمل وفق أسلوب معين، وجدول زمني محدد، ويقوم تلامذته باختبارات يصممها آخرون.

يسبق ذلك عَمَلٌ كبيرٌ ينهض به علماء اللغة وفق توجيهات وميزانيات من الدول لتحقيق حاجات لغوية متمثلة في أجوبة عن أسئلة منها:

  • ما الأهداف من تعليم لغة معينة؟
  • إلى من تقدم هذه اللغة؟
  • ما المدة اللازمة لتعلمها؟[2]
  • ماهي احتياجات المتعلمين حتى يتم تجهيز مناهج تناسب تلك الاحتياجات؟

لذلك نروم من خلال هذا البحث تسليط الضوء على جهود كبيرة طَوَّرَت وأَغْنَت عالم تعليم اللغات الثانية والأجنبية؛ من خلال التعريف بالأطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية.

والتعريف بالأُطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية ليس جديدًا في عالم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فقد طرحه الباحثون في دراسات كثيرة، منهم الدكتور خالد أبو عمشة والدكتور إسلام يُسري.

لكن تَكْمُنُ أهمية هذه الدراسة بأنها تَجمع أهم الأطر والمعايير المرجعية الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية لتقديمها إلى المختصين في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى تسليط الضوء على الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية وأهم ميزاته.

أهمية البحث

تَكْمُنُ أهمية هذه الدراسة بأنها تَجمع أهم الأطر والمعايير المرجعية الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية لتقديمها إلى المختصين في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى تسليط الضوء على الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية وأهم ميزاته.

أهداف البحث

يهدف البحث للآتي:

1- التعرُّف على أهم الأُطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية.

2- التعرُّف على الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة أجنبية وإلقاء الضوء على رؤيته وأهدافه ومستوياته المعيارية.

3- التعرُّف على الرؤى والأهداف وراء تأسيس الأطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية.

4- الاستفادة من معطيات الأُطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية في تطوير مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

منهجية البحث

يتبع البحث المنهج الوصفي.

مشكلة البحث

يمكن صياغة مشكلة البحث في التساؤلات التالية:

1- ما هي أهم الأُطر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية والأجنبية؟

2- ماهي رؤية وأهداف الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة ثانية، وبماذا يتميز عن الأُطُر والمعايير الدولية الأُخرى؟

3- كيف يمكن أن نستفيد من الأُطُر والمعايير الدولية لتعليم اللغات الثانية في تطوير مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها؟

1- معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (ACTFL)

تعتبر جمعيةُ اللغةِ الحديثةِ (MLA) التي أُسست في العام 1967م النواةَ لما سُمِّي لاحقاً بالمجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (ACTFL).

يهدف المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (ACTFL) إلى تطوير وتوسيع التعليم والتعلم لجميع اللغات على جميع مستويات التدريس.

وغَدا اليوم (ACTFL) منظمة كبيرة تضم في عضويتها أكثر من 13000 عضواً بين معلمين وإداريين ومتخصصين في اللغات من المرحلة الابتدائية وحتى الدراسات العليا، وكذلك من العاملين في المؤسسات الحكومية[3].

1-1- لمحة عن رسالة معايير المجلس الأمريكي (ACTFL)

اعتمد (ACTFL) رسالته في عام 2004م؛ وتتمثل في تفعيل القيادة والدعم والجودة لتعليم اللغات وتعلمها.

اعتمدت رؤية الإطار عام 2005م؛ وتتمثل في:

الإيمان بأن اللغة هي أساس التواصل الإنساني. وأن الواجب على الولايات المتحدة الأمريكية تطوير لغات مواطنيها الأصليين والمهاجرين، وتكوينهم لغوياً وثقافياً تكويناً يتوافق مع إرشادات المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية وذلك من خلال:

  • تلبية احتياجات المشتغلين باللغة.
  • ضمان الديناميكية والاستجابة في المنظمات التعليمية.
  • مهنة تدريس اللغات تعكس التنوع العرقي واللغوي في المجتمع الأمريكي.
  • تشجيع البحوث التي من شأنها تطوير البرامج التعليمية، وتعزيز جودة العمل في تعليم اللغات وتعلمها[4].
  • وضع (ACTFL) معايير منظمة وضابطة لمجال تعليم اللغات الأجنبية إضافة إلى إرشادات الكفاءة وعناصر أُخرى هامة.9

1-2- مستويات الكفاءة اللغوية لـ (ACTFL)

         في عام 2012م أكمل (ACTFL) تصنيف خمسة مستويات رئيسية للكفاية اللغوية، وهي على النحو التالي:

  1. المتميز(  DISTINGUISED): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بمهارة وبلاغة ودقة وفاعلية في المهارات كافة والموضوعات كافة.
  2. 2-   المتفوق( SUPERIOR ) : يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بدقة وطلاقة للتواصل مع الآخرين بموضوعات مألوفة وغير مألوفة.
  3. المتقدم (  ADVANCE) ويتفرع عنه ثلاثة مستويات:
  4. المتقدم الأعلى (ADVANCED HIGH  ): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف استخداماً دقيقاً في الموضوعات المألوفة وإن كانت معقدة.
  5. المتقدم الأوسط ( ADVANCED MID ): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف في التعامل مع عدد كبير من المهام اللغوية التواصلية بيسر وثقة.
  6. المتقدم الأدنى ( ADVANCED LOW ): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف في التعامل مع عدد من المهام اللغوية التواصلية المألوفة بيسر وثقة.
  7. المتوسط ( INTERMEDIATE ): ويتفرع عنه ثلاثة مستويات، هي:
  8. المتوسط الأعلى ( INTERMEDIATE HIGH): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بيسر وسهولة مع عدد من المهام اللغوية التواصلية المألوفة غير المعقدة.
  9. المتوسط الأوسط ( INTERMEDIATE MID ): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بنجاح عند التعامل مع المهام اللغوية المألوفة غير المعقدة .
  10. المتوسط الأدنى(LOW INTERMEDIATE ): يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بنجاح في بعض المواقف التواصلية .
  11. المبتدئ (NOVICE  ): ويتفرع عنه ثلاثة مستويات، هي:
  12. المبتدئ الأعلى:( HIGH NOVICE ) يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف بنجاح مع عدد محدود من المواقف التواصلية البسيطة.
  13. المبتدئ الأوسط( MID NOVICE ) : يستطيع المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى استخدام اللغة الهدف استخداما محدودًا جدًا مع التعثر اللغوي في كثيـر مـن المواقف البسيطة.
  14. المبتدئ الأدنى( LOW NOVICE ): يمتلك المتعلم بعد انتهائه من هذا المستوى القدرة على التعرف على بعض عناصر اللغة البسيطة والمحدودة.

إضافة إلى ذلك فإن (ACTFL  ) يصنف المهارات اللغوية الأربع (الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة) أيضاً إلى خمسة مستويات رئيسة للكفاءة وهي: المتميز، والمتفوق، والمتقدم، والمتوسط، والمبتدئ.

يتم وصف المقدرات في كل مستوى من المستويات[5].

لابُدَّ من التنويه إلى أن هذه الإرشادات والواصفات لا تصف كيف تتطور كل مهارة من المهارات ولا تعلم الطرق التي تُنمي تلك المهارات؛ وإنما تمثل وصفًا مفصلًا لأنواع الاتصال اللغوي عند المتعلم، ودرجة الدقة والمرونة اللغوية والتواصلية التي يتقنها في مواقف متعددة ومتنوعة في المهارات اللغوية الرئيسة: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة.

2- الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة أجنبية[6]

يُعَدُّ الإطار المعياري الصيني العام لتدريس اللغة العربية معيارًا عامًا يتم تطبيقه في الجامعات والمعاهد على مستوى جمهورية الصين بهدف تنظيم وتطوير وتقييم تعليم اللغة العربية في أقسام اللغة العربية للجامعات والمعاهد.

يهدف الإطار إلى منح متعلمي اللغة العربية القدرة على استخدام اللغة العربية والتواصل الثقافي مع الشعوب الناطقة باللغة العربية، فيصبح المتعلم قادراً على فهم أحوال الدول العربية وعاداتها وتقاليدها، كما يسعى الإطار إلى تكوين آفاق واسعة وسلوكيات متميزة عند المتعلمين بحيث يستوعبون اللغة وآدابها فيؤهلهم ذلك لممارسة أعمال الترجمة والإدارة والتدريس والقيام بالأبحاث والدراسات المعنية باللغة وفروعها.

2-1- الكفاءات التي يهدف إليها الإطار الصيني

يهدف الإطار إلى الوصول إلى الكفاءات التالية:

  1. وتتمثل بقدرة المتعلم على استخدام اللغة شفويًا وكتابيًا للتعبير في الموضوعات المختلفة والتواصل الفعال، وقدرته على القيام بالترجمة من العربية إلى اللغة الأم أو العكس باستخدام المعاجم أو المراجع المعنية.
  2. تتمثل بقدرة المتعلم على قراءة وفهم مضامين الأعمال الأدبية العربية، مع القدرة على التذوق والتحليل للخصائص الفنية واللغوية للنص الأدبي، والقدرة على استخدام الأساليب البلاغية العربية.
  3. من متطلبات الإطار فهم التاريخ والمجتمع والدين والثقافة وكثير مما يتعلق بأحوال المجتمعات العربية، وبالتالي يستطيع الطلاب فهم وتحليل كثير من القضايا الجارية في الدول العربية.
  4. يوجه الإطار الطلاب إلى اكتشاف أوجه الاختلافات الثقافية وتحليلها تحليلاً صحيحاً، وبالتالي التعامل مع الثقافات التعددية بموقف صحيح ومنفتح.
  5. يوجه الإطار الطلاب إلى استخدام ما تعلموا من معارف لغوية وخبرات في تواصلهم من خلال التشجيع على طرح الآراء والحلول والاجتهاد في الدراسة والتحلي بالإيجابية واحترام الحقائق، كما يشجع على البحث والاستكشاف.
  6. المراقبة والتقييم والتخطيط للذات في مراحل تعلم اللغة العربية من متطلبات الإطار، فالطلاب مطالبون بالسعي للارتقاء نحو الأفضل في تطوير مهاراتهم بشتى السبل ومنها استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
  7. النشاطات التطبيقية هي أحد وسائل تحصيل المعلومات والمهارات الجديدة، وفي ضوء ما تعلمه الطلاب من نظريات ومعلومات يتطلب منهم تدريب أنفسهم على التفاهم والتعاون مع الآخرين للتمكن من التعامل على أرض الواقع والقدرة على حل المشاكل التي تواجههم في الحياة العملية.

2-2- المستويات الدراسية للإطار المعياري الصيني:

يمكن تقسيم المستويات المعيارية إلى ستة مستويات على النحو التالي:

المستوى الابتدائي 1:

بعد اجتياز الطالب لهذا المستوى يتمكن من نطق الحروف العربية وحركاتها، ويعرف مخارج الحروف وصفاتها، ويدرس الطالب بعض المحادثات البسيطة والنصوص القصيرة البسيطة.

في هذا المستوى يتعرف الطالب على 854 كلمة  و80 تعبيراً ويطلب منه استيعابها، كما يدرس الطالب أزمنة الأفعال (الماضي والمضارع والأمر) مع تصريفاتها وما يلحق بها من ضمائر.

المستوى الابتدائي 2:

يمتلك الطالب بعد اجتياز هذه المرحلة بعض مهارات التعبير مثل مجال العلاقات العامة، والحياة اليومية، والدراسة، وأحوال الدول، والثقافة.

يتم تدريب الطلاب في هذه المرحلة على إبداء آرائهم، والتعبير عن أفكارهم، والتعريف بأنفسهم ومن حولهم، والتحدث عن أشياء سمعها في الإذاعة أو شاهدها في التلفزيون.

يتطلب من الطالب استيعاب 1300 كلمة منها 1060 كلمة مهمة، إضافة إلى 96 تعبير.

المستوى المتوسط 1 :

يمتلك الطالب بعد اجتياز هذه المرحلة تزاد مهارة الطالب في التعبير وتتوسع في موضوعات مثل الدراسة ، والعمل، والتسوق، والحياة في الخارج، والصحة، والرياضة، والثقافة الحضارية العربية، والفنون العربية، وبعض القضايا والمشكلات العامة.

يولى اهتمام في هذه المرحلة لاستخدام اللغة بطريقة صحيحة تراعي قواعد اللغة السليمة بأسلوب مرن غير جامد.

يتعرف الطالب في هذه المرحلة على بعض التعبيرات الشائعة عند العرب والأمثال العربية، فتتسع ثقافة الطالب خصوصاً عندما يُطلب منه حفظ بعض الأمثال العربية القديمة والحديثة والحكم العربية وبعض الأشعار ويكون فيها غِنى كبير خلا محادثاته.

المستوى المتوسط 2 :

يمتلك الطالب بعد اجتياز هذه المرحلة القدرة على المحادثة والاستعياب القرائي في موضوعات مثل الرياضة، والصحة، والحضارة العربية والإسلامية، والثقافة والعلوم الحديثة، والتقدم العلمي والتكنولوجي، والفنون والآداب.

المستوى المتقدم 1 :

تزداد مهارة الطالب بعد اجتياز هذه المرحلة في القدرة على المحادثة والاستيعاب القرائي في موضوعات مثل الصحة، والفن القصصي والروائي والمسرحي، والخطابة العربية، والمقالات العربية والاجتماعية، والمشكلات العالمية، والنصوص النثرية والشعرية، والتكنولوجيا الرقمية، والرموز الحضارية، والنصوص الدينية.

هذه الخبرات والمعلومات والمهارت التي يكتسبها الطالب بعد هذه المرحلة تمكنه من التفاهم بشكل جيد مع أبناء اللغة ويتفاعل معهم، حيث يمتلك القدرة على الشرح التفصيلي والسرد المطول واستعمال جميع الأزمنة بدقة لغوية.

المستوى المتقدم 2 :

بعد اجتياز هذه المرحلة يمتلك الطالب المهارة والقدرة على التعبير والمحادثة والاستيعاب القرائي في أغلب المواضيع مثل المشاكل البيئية، الفلسفة الروحية، الروح الوطنية، السياسة، خصائص الفنون الإسلامية، الاقتصاد والتجارة، الروايات العالمية والمحلية، النصوص الدينية.

يستعمل الطالب اللغة في هذه المرحلة بمهارة وطلاقة ودقة لغوية وفاعلية، ويتصف بكونه مثقفاً وبليغاً، كما يمكنه أن ينتج خطاباً كتابياً وشفهياً مستفيضاً راقياً منسق الأفكار متسلس الفقرات موجز المضمون، مستخدماً الرموز والدلالات الثقافية والحضارية.

3- المعايير الاسترالية ( ISLPR )International Second Language Proficiency Rating[7]

يمكن التعبير عن ( ISLPR ) باللغة العربية بـ ( التقييم الدولي لإتقان اللغة الثانية ).

تم إصدار (ISLPR ) في عام 1979م من قِبَل الدكتور د.ديفيد إنغرام، واستخدم على نطاق واسع في كل أنحاء أستراليا، كما تم قبوله واعتماده من قبل المؤسسات في العديد من دول العالم.

يزود (ISLPR ) المتخصصين والطلاب بالاختبار الذي يحدد السوية اللغوية إضافة إلى الشرح المفصل حول كيفية تطور اللغة الثانية من مرحلة الصفر إلى مرحلة الكفاءة اللغوية الشبيهة بكفاءة الناطقين الأصليين في المهارات الأربع القراءة، والكتابة، والاستماع، والكلام.

والسبب في إصدار إختبار (ISLPR ) هو ليكون رديفاً لاختبار  ILTS  المعتمد من قبل بريطانيا وأستراليا والعديد من دول العالم كشرط للراغبين باستكمال دراساتهم الجامعية والأكادييمية أو لأسباب مهنية؛ حيث أن (ISLPR ) يراعي احتياجات متعلمي اللغة الثانية الأخرى والتي ليست فقط لأهداف أكاديمية أو مهنية.

يتم من خلال اختبار (ISLPR ) استنباط أعلى سلوك لغوي لمتعلم اللغة والذي يتم وصفه من خلال مقياس واصفات (ISLPR)

3-1- مقياس (ISLPR) لسويات السلوك اللغوي

يوفر مقياس (ISLPR ) وصفاً تفصيلياً للسلوك اللغوي في سوياته، (باستثناء +2، +3، +4) ويقدم الجدول التالي وصفاً عاماً موجزاً لسويات السلوك اللغوي وفقاً لمقياس (ISLPR ). العمود الأول من الجدول يحدد رمز سوية السلوك اللغوي، والعمود الثاني يُعرفنا على اسم السوية، والعمود الثالث يقدم وصفاً موجزاً للسلوك اللغوي بعد اجتياز هذه السوية.

مع ملاحظة ترميز المهارات الأربع والتركيز عليها في الواصفات المفصلة لكل منها: القراءة:R، الكتابة:W، الاستماع: L، الكلام: S.

رمز السويةاسم السويةوصف موجز للسلوك اللغوي
S:0, L:0, R:0, W:0Zero Proficiency الكفاءة الصفريةغير قادر على التواصل باللغة
S:0+, L:0+, R:0+, W:0+Formulaic Proficiency كفاءة الصياغةالقدرة على الأداء محدودة جداً في حدود الاحتياجات الأساسية ومن خلال التعابير البسيطة جداً
S:1-, L:1-, R:1-, W:1-Minimum ‘Creative’ Proficiency الحد الأدنى من الكفاءة الإبداعيةالقدرة على تلبية الاحتياجات الفورية والمتوقعة باستخدام صيغ بسيطة  
S:1, L:1, R:1, W:1Basic Transactional Proficiency كفاءة المعاملات الأساسية (التعاملية)القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للتعاملات اليومية.
S:1+, L:1+, R:1+, W:1+كفاءة المعاملات (التعاملية)القدرة على تلبية احتياجات المعاملات اليومية البسيطة والاحتياجات الاجتماعية المحدودة.  
S:2, L:2, R:2, W:2Basic Social Proficiency الكفاءة الاجتماعية الأساسيةالقدرة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية الأساسية ، ومتطلبات المواقف الروتينية المتعلقة بأمور التسوق والتجارة اليومية والترفيه والمتطلبات المهنية السهلة.
S:2+, L:2+, R:2+, W:2+Social Proficiency الكفاءة الاجتماعيةهذه السوية أعلى من السوية 2 لكنها لاتصل إلى السوية 3.
S:3, L:3, R:3, W:3Basic ‘Vocational’ Proficiency الكفاءة المهنية الأساسيةالقدرة على الأداء الفعال في مجال واسع من التعاملات الرسمية وغير الرسمية، ذات الصلة بالحياة الاجتماعية واليومية، وكذلك في المواقف المهنية غير المرتبطة باللغويات.
S:3+, L:3+, R:3+, W:3+Basic ‘Vocational’ Proficiency Plus الكفاءة المهنية الأساسية PLUSهذه السوية أعلى من السوية 3 لكنها لا تصل إلى السوية 4.
S:4, L:4, R:4, W:4Vocational’ Proficiency الكفاءة المهنيةالقدرة على الأداء الفعال للغاية في معظم المواقف ذات الصلة بالحياة الاجتماعية والتسوق والتجارة والحياة اليومية والترفيه، وأغلب المواقف ذات الصلة بالمجالات المهنية.
S:4+, L:4+, R:4+, W:4+Advanced ‘Vocational’ Proficiency الكفاءة المهنية المتقدمةهذه السوية أعلى من السوية 4 لكنها لاتصل إلى السوية 5.
S:5, L:5, R:5, W:5Native-like Proficiency كفاءة تشبه المتحدثين الأصليينكفاءة لغوية تعادل تلك التي يتمتع بها المتحدث الأصلي في جميع المواقف الثقافية والاجتماعية.

4- الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات (CEFR)

4-1-  الحاجة وراء تأسيس الإطار المرجعي الأوروبي المشترك (CEFR)

تعليم اللغات عملية قديمة جداً في التاريخ، ولها تطبيقاتها منذ القدم في بلدان العالم، فالخليفة العباسي المأمون أنشأ دار الحكمة الذي كان من أهم أدواره ترجمة الكتب إلى اللغة العربية وبالتالي التشجيع على تعلم وتعليم اللغات.

خلال التاريخ تعددت طرق تعليم اللغات، كما تعددت طرق وصف مستويات تعلم اللغة وتقييمها منذ ذلك الحين حتى وقتنا الحاضر.

لذلك تستخدم المدارس والجامعات حول العالم العديد من المنهجيات والطرق لوصف مستويات الكفاءة اللغوية لمتعلم اللغة الثانية أو الأجنبية.

وقد يكون المستوى المتوسط الذي تعتمده مؤسسة تعليمية في دولة من الدول يُكافئ المستوى فوق المتوسط في مؤسسة تعليمية أُخرى في دولة أخرى؛ حتى أنه قد يختلف تحديد المستويات بين المؤسسات التعليمية في نفس الدولة الواحد تبعاً للمنهجيات المعتمدة لديها.

فإذا طلب مِنَّا متعلم أن نقوم بتوصيف المستوى المتوسط في اللغة العربية مثلاً؛ فكيف ستكون إجابتنا؟

هل ستكون إجابتنا أن المستوى المتوسط في اللغة العربية هو القدرة على التواصل اليومي في بلد يتحدث أهله اللغة العربية، أم المستوى المتوسط هو حد معين من المفردات والتراكيب التي يجب أن يمتلكها متعلم اللغة في هذه السوية، أم أن المستوى المتوسط يشير إلى سوية معينة من الفهم لقواعد اللغة العربية؟

في المثال السابق يُشكل تحديد وتوصيف المستوى المتوسط في تعلم اللغة العربية ومثلها المستويات الأخرى عنصراً هاماً جداً من أجل تقييم إنجاز المتعلم بالشكل الصحيح، كما يُعْتَبَر ركيزة أساسية في تجهيز المناهج التعليمة وفقاً لهذه للمستويات اللغوية.

ويزداد الأمر صعوبة إذا أردنا المقارنة بين متعلمين للغتين مختلفتين في مستوى واحد كمستوى متقدم في اللغة العربية مع مستوى متقدم في اللغة الإنكليزية.

ماهي آليات المقارنة بين مستوى لمستوى الكفاءة لكل من المتعلمين، وهل المقارنة شيء ممكن؟

لذلك يقع على عاتق المختصين في مجال تعليم اللغات الثانية والأجنبية تحديد ما يمكن للمتعلمين القيام به في كل مستوى من مستويات الكفاءة اللغوية، ويوجه ذلك الأمر المختصين إلى اختيار الكتب والمواد التعليمية وآليات التقييم.

ويوجهنا ذلك إلى الحاجة إلى وجود آليات مشتركة تشمل اللغات المختلفة يمكننا من خلالها وصف تعلم اللغة وتعليمها وتقييمها.

تماشياً مع الأفكار السابقة قام مجلس أوروبا بتطوير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات ليكون معياراً دولياً لتعلم وتعليم وتقييم اللغات الأوروبية الحديثة[8].

4-2- الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات (CEFR)، النشأة والتطور

بدأت إجراءات تأسيس الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات (CEFR) حوالي عام 1971 م، واستمرت حتى خروجه إلى النور عام 2001 م.

هذا الإطار هو وثيقة أعدّها قسم السياسة اللغوية بمجلس أوروبا بهدف تقديم أساس موحد لتوصيف مقررات اللغة، وموجهات المناهج، والاختبارات اللغوية، والكتب التعليمية، وما إلى ذلك لمختلف أنحاء أوروبا[9].

يصف الإطار بصورة مكثفة ما يجب أن يتعلمه متعلم اللغة، من أجل أن يستخدم اللغة تواصلياً، وماهي المعارف والمهارات التي يجب أن يطورها حتى يستخدم اللغة بصورة فاعلة.

ويشمل التوصيف أيضاً السياق الثقافي للغة، كما يحدد الإطار مستويات الكفاية اللغوية بما يتيح لمتعلمي اللغة مواصلة تعلم اللغة، ويُمكّن من قياس مستوياتهم[10].

تميز (CEFR) منذ نشره عام 2001م بتأثير واسع النطاق ومتزايد في مجال تعليم اللغات الثانية والأجنبية حول العالم.

استُخْدِم (CEFR) في العديد من وزارات التربية والتعليم حول العالم، وتمت ترجمته إلى أربعين لغة، واستفادت منه مؤسسات تعليمية عامة وخاصة في تطوير مناهجها وأنظمتها لتعليم اللغات[11].

4-3- التعديلات الأخيرة على (CEFR)

أُجريت تعديلات على (CEFR) خلال السنوات الأخيرة تهدف إلى تطويره ليغدوا أكثر دقة ووضوحاً وشمولاً.

يمكن تلخيص أهم التعديلات بالنقاط الأساسية التالية:

  • إضافة المستوى Pre-A1: مستوى جديد يعبر عن كفاءة متعلم لم يمتلك القدرة التوليدية بعد، ولكنه يحفظ مجموعة من الكلمات والتعبيرات.
  • علم الأصوات :Phonology تم إضافة قسم تحت “الكفايات اللغوية التواصلية – الكفاية اللغوية” بعنوان التحكم الصوتي Phonological Control ،ويشير معدو الإطار إلى أن هذه الكفاية هي الوحيدة ضمن مصنفات الإطار التي يعتبر النموذج المثالي فيها هو “الناطق الأصلي”[12].
  • الأدب: تم إدراج ثلاثة جداول تتعلق بالنص الأدبي والإبداعي تحت العناوين التالية:
  • القراءة كنشاط ترفيهي.
  • التعبير الشخصي كاستجابة للنصوص الإبداعية.
  • تحليل ونقد النصوص الإبداعية.[13]
  • ضبط الواصفات الخاصة بالمستوى المتقدم الأعلى بشكل أدق من ذي قبل ويعتبر هو أكثر المستويات التي تم تعديلها.[14]

4-4- أهداف السياسة اللغوية لمجلس أوروبا

لكل إطار عالمي أهداف لسياسته اللغوية يسعى واضعوه لتحقيقها والوصول إليها، فمن أهداف (ACTFL) دعم المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تعلم اللغة الإنكليزية، ومن أهداف (ISLPR) مراعاة احتياجات متعلمي اللغة الثانية (المهاجرين بشكل خاص) الأخرى والتي ليست فقط لأهداف أكاديمية أو مهنية.

ومن المعايير العامة للسياسة اللغوية لمجلس أوروبا والتي يشجع (CEFR) على تحقيقها:

  1. التأكد قدر الإمكان، من أنَّ كل قطاعات السكان لها إمكانية الوصول لوسائل فاعلة لاكتساب لغات الدول الأعضاء، (وتعلم لغات المجتمعات الأخرى داخل دولهم)، والتأكد أنَّ المهارات في استخدام تلك اللغات تمكنهم من تلبية حاجاتهم التواصلية.
  2. تعزيز جهود معلمي اللغة ومتعلميها على كل المستويات، ودعمها، وتشجيعها، حتى يطبقوا مبادئ أنظمة بناء تعلم اللغة على ممارساتهم.
  3. تعزيز البحوث العلمية، والبرامج التطويرية التي تضع مقدمات الطرق التدريسية، والمواد التعليمية التي تناسب بشكل أفضل تمكين مختلف الفئات وأنماط الطلاب من اكتساب الكفاءة الاتصالية المناسبة لاحتياجاتهم اللغوية المحددة.

تؤكد ديباجة الفقرة 6 (98) R على الأهداف السياسية في مجال تعليم اللغات الحديثة، وذلك عن طريق:

  • إعداد الأوروبيين لتحديات الحراك الدولي المكثف، والتعاون الوثيق، ليس في مجال التعليم والثقافة والعلوم التجريبية فحسب، وإنما كذلك في مجال التجارة والصناعة.
  • .
  • استيفاء حاجات أوروبا ذات التعددية اللغوية، والتعددية الثقافية، وذلك عن طريق تطوير قدرات الأوروبيين للتواصل عبر الحدود اللغوية والثقافية، ويحتاج ذلك إلى جهود ثابتة ومطردة، توضع بخطوات منظمة، وتمويل في جميع المستويات التعليمية من قبل الجهات المختصة.
  • تجاوز الأخطاء التي قد تنجم من تهميش الذين تعوزهم المهارات الضرورية للتواصل في أوروبا ذات التواصل التفاعلي[15].

4-5-  واصفات المستويات المرجعية المشتركة لـ (CEFR)

يُعرِّف الأستاذ الدكتور مهدي العش الكفاءة في أي لغة بأنها ما نستطيع أن نفعله باستخدام اللغة[16]، ومن أهم أهداف (CEFR) تقديم توصيف لمستويات الكفاءة اللغوية، يستطيع المتخصصون بتعليم اللغات الثانية والأجنبية من خلاله إجراء الإختبارات والامتحانات وفق المعايير التي تتطلبها جودة تعليم اللغة[17].

ولأن الهدف النهائي لبرامج تعليم اللغات وتعلمها هو إيصال المتعلم إلى مستوى عالي من الكفاءة اللغوية؛ فقد قدم الإطار الأوروبي CEFR مخططاً وصفياً للكفاءة اللغوية، حيث أشار CEFR إلى أن الكفاءة اللغوية تتضمن القدرة على أداء الأنشطة اللغوية التواصلية، بالاعتماد على كل من الكفاءات العامة والكفاءات اللغوية التواصلية، وتنشيط الاستراتيجيات التواصلية المناسبة[18].

يُقسم (CEFR) سويات الكفاءة اللغوية لمتعلم اللغة الأجنبية إلى ست سويات، هذه السويات هي A1,A2,B1,B2,C1,C2))[19].

، توفر هذه السويات شمولاً كاملاً لمساحات التعلم المتاحة، على النحو التالي:

  • A . المستخدم المبتدئ (Basic User).
  • A1. الأساس (Breakthrough).
  • A2. الاختراق (Waystage).
  • B. المستخدم الحر (Independent User).
  • B1. البداية (Threshold).
  • B2. التحكم الأولي (Vantage).
  • C. المستخدم المُتقِن (Proficient User).
  • C1. الكفاءة العملية ((Effective  Operational Proficiency.
  • C2. الإتقان [20](Mastery).

وقد تم تلخيص المستويات المرجعية الستة السابقة لإعطاء تصور مجمل للعاملين في مجال تعليم اللغات الثانية والأجنبية، كما تم تلخيص المستويات المرجعية للمهارات الأربع، وسنكتفي بعرض المستويات المرجعية العامة فقط:

أولاً – واصفات مستوى مستخدم اللغة المبتدئ[21]

مستخدم اللغة المبتدئA1يستطيع فهم التعبيرات المألوفة يومياً، واستخدامها، والعبارات الأساسية الهادفة إلى تلبية الاحتياجات الملموسة، كما يستطيع أن يعرف عن نفسه وعن الآخرين، ويستطيع كذلك أن يسأل ويجيب عن الأحوال الشخصية مثلاً أين يسكن، والأشخاص الذين يعرفهم والأشياء التي يمتلكها. كما يمكن أن يتفاعل بيسر إذا تحدث الآخرون ببطء ووضوح، وكانوا على استعداد للمساعدة.
2Aيستطيع فهم الجمل والتعبيرات المتداولة ذات العلاقة بالمجالات المهمة مثل المعلومات الأساسية، الشخصية، والأسرية. ومعلومات عن التسوق والمواقع الجغرافية، والتوظيف. كما يستطيع التواصل في المهام السهلة، المتكررة الحدوث (الروتينية) التي تتطلب تبادل معلومات محددة ومباشرة في القضايا مألوفة والمتكررة. ويستطيع كذلك أن يتحدث عن خلفيته، وعن البيئة المحيطة، وعن القضايا ذات الاهتمام المباشر بمصطلحات ميسورة.

ثانياً – واصفات مستوى مستخدم اللغة الحر[22]

مستخدم اللغة الحرB1يستطيع أن يفهم النقاط الأساسية لحصيلة المعايير الواضحة في الموضوعات المألوفة التي يواجهها بانتظام في العمل، والمدرسة، وأماكن الترفيه، وما إلى ذلك، يستطيع التعامل مع كل المواقف التي تقابله في السفر، في المناطق الناطقة باللغة. يستطيع كتابة نص ميسر ومترابط في موضوعات مألوفة، أو موضوعات ذات طابع شخصي. يستطيع وصف التجارب، والأحداث، والأحلام، والآمال. كما يستطيع بإيجاز التعليل، والتوضيح للآراء والخطط.
2Bيستطيع أن يفهم الأفكار الأساسية في النصوص المركبة في الموضوعات المحسوسة، والموضوعات المجردة، بما في ذلك النقاشات الفنية في مجال تخصصه، كما يستطيع التفاعل بدرجة من الطلاقة، والتلقائية تجعل تعامله مع الناطقين باللغة مريحاً، وغير مجهد للطرفين، يستطيع كتابة نصوص واضحة، ومفصلة في عدد من الموضوعات، كما يستطيع توضيح وجهة نظره في الموضوعات المطروحة، مع بيان مزايا وعيوب الآراء المختلفة

ثالثاً – واصفات مستوى مستخدم اللغة المتقن[23]

مستخدم اللغة المتقن1Cيفهم الطلبات والأسئلة، والنصوص الطويلة، ويدرك المعاني الخفية. يستطيع التعبير عن نفسه بطلاقة وتلقائية، دون كثير بحث عن التعبيرات. يستخدم اللغة بمرونة وفعالية لأغراض اجتماعية، وأكاديمية، ومهنية. يستطيع كتابة نصوص واضحة ومتماسكة في موضوعات متشابكة. يُظهر تحكماً في استخدام الأنماط التركيبية والمواصلات وأدوات الربط.
2Cيستطيع أن يفهم افتراضاً كل ما يسمعه أو يقرأه بسهولة، كما يمكنه تلخيص المعلومات من المصادر المسموعة والمكتوبة المتعددة، ويستطيع كذلك بناء حجج وحبكات في سرد متماسك كما يمكنه التعبير عن نفسه بصورة تلقائية. ويتميز بالطلاقة والدقة، والتفريق بين ظلال المعاني حتى في المواقف المعقدة.

5- أهم مميزات وفروق الإطار المعياري الصيني

يمكن مما سبق عرض بعض مميزات وفرق الإطار المعياري الصيني من خلال النقاط الآتية:

5-1-  الكفاءات اللغوية

تهدف أغلب الأطر والمعايير المرجعية إلى الوصول ثلاثة أنواع من الكفاءة هي:

  1. الكفاءة اللغوية.
  2. الكفاءة الاتِّصالية.
  3. الكفاءة الثقافية.

بينما يهدف الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية إلى الوصول إلى الكفاءات التالية:

  1. الكفاءة اللغوية.
  2. كفاءة التذوق الأدبي.
  3. كفاءة وصف الأحوال الدولية العربية.
  4. كفاءة التواصل الثقافي.
  5. كفاءة التفكير والإبداع.
  6. الكفاءة الذاتية الدراسية.
  7. الكفاءة التطبيقية.

يلاحظ في المعايير الأسترالية وجود تعبير الكفاءة المهنية، والتي تتشابه نوعاً ما مع الكفاءة التطبيقية.

5-2-  المستويات اللغوية

  1. تَتشابه تقسيمات المستويات الدراسية للإطار الصيني مع سويات الكفاء لمتعلم اللغة الأجنبية في الإطار المرجعي الأوروبي المشترك.

فكِلا الإطارين يملكان ست سويات، ويوجد تشابه في واصفات السويات لكل منهما.

  • يوجد نوع من التشابه أيضًا بين واصفات سويات كل من الإطارين الأوروبي والصيني.

المستوى الابتدائي1 في الإطار المرجعي الصيني يشابه السوية A1 في الإطار المرجعي الأوروبي المشترك.

والمستوى الابتدائي2 في الإطار المرجعي الصيني يشابه السوية A2 في الإطار المرجعي الأوروبي المشترك.

ويُقاس هذا التشابه على بافي السويات اللغوية.

بينما يوجد اختلاف بين المستويات الدراسة للإطار الصيني وبين سويات كل من الإطار الأسترالي (ISLPR) والمجلس الأمريكي (ACTFL).

5-3-  الاختلاف في أهداف السياسات اللغوية

ذكرنا سابقا عند الحديث عن الإطار المرجعي الأوروبي المشترك (CEFR) أن لكل إطار عالمي أهدافه لسياسته اللغوية يسعى واضعوه لتحقيقها والوصول إليها، فلـ (ACTFL) أهداف منها دعم المهاجرين إلى الولايات المتحدة في مجال تعلم اللغة الإنكليزية، ومن أهداف (ISLPR) مراعاة احتياجات متعلمي اللغة الثانية (المهاجرين بشكل خاص) الأخرى والتي ليست فقط لأهداف أكاديمية أو مهنية، من أهداف (CEFR) الدعوة إلى التسامح، والتفاهم المتبادل، واحترام الهويات والتنوع الثقافي من خلال تواصل عالمي أكثر تفاعلاً.

          أما الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية فهو يهدف إلى منح متعلمي اللغة العربية القدرة على استخدام اللغة العربية والتواصل الثقافي مع الشعوب الناطقة باللغة العربية، فيصبح المتعلم قادراً على فهم أحوال الدول العربية وعاداتها وتقاليدها، كما يسعى الإطار إلى تكوين آفاق واسعة وسلوكيات متميزة عند المتعلمين بحيث يستوعبون اللغة وآدابها فيؤهلهم ذلك لممارسة أعمال الترجمة والإدارة والتدريس والقيام بالأبحاث والدراسات المعنية باللغة وفروعها.

وأخيرًا، فاللغة العربية تفوقت في التاريخ، ومن مظاهر التفوق الثقافي للغة العربية ما رواه الخبير العالمي في علوم اللغة الدكتور مهدي العش نَقلاً عن رواية أمريكية اسمها الطَّبَّال؛ أن بطل القصة سافر في العصور الوسطى إلى أوروبا وتَنَقَّل بين مُدُنِها المختلفة، ولولا معرفة البطل باللغة العربية التي كانت منتشرة بين الطبقة المثقفة في أوروبا لما استطاع التفاهم والنجاح برحلته في البلاد الأوروبية[24].

تمثل اللغة العربية إذاً وعاءً ثقافيًا حضاريًا قَلَّ نظيره في العالم كُلِّه، ولا بُدَّ لنا من بذل الجهود والاستفادة من جميع الخبرات في العالم لحمايتها والحفاظ عليها ونشرها بالشكل اللائق المناسب.

6- الخاتمة

6-1- النتائج

6-2- التوصيات

على ضوء النتائج التي توصل إليها البحث يُقدِّم الباحث التوصيات التالية:

  • وعاءً ثقافيًا حضاريًا قَلَّ نظيره في العالم كُلِّه، ولا بُدَّ من بذل الجهود والاستفادة من جميع الخبرات في العالم لحمايتها والحفاظ عليها ونشرها بالشكل اللائق المناسب.

المصادر والمراجع

المصادر العربية

  1. إرشادات المجلس الأمريكي لتعليم اللغات، دراسة وصفية تحليلية للمستويات والمهارات والكفايات، مجلة الأثر، العدد 25، 2016م.
  2. الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها وتقييمها، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 2016 م.
  3. الراجحي، عبده، علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995م.
  4. العش، مهدي، إطار نظري يحكم تعليم اللغة وتقييم الكفاءة فيها، أبحاث مؤتمر إسطنبول الدولي الثاني تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها (إضاءات ومعالم)، 2016م.
  5. مينغ، ما سياو- شعبان، مصطفى، الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة أجنبية، مجلة دراسات، جوان 2019.

المصادر الأجنبية

  1. CEFR Companion Volume with New Descriptors, (Council of Europe, February 2018).
  2. Submission to the Inquiry by the Productivity Commission into the Migrant Intake into Australia.
  3. Teacher’s Guide to common European Framework, Person Longman.
  4. Turkish Online Journal of Distance Education-TOJDE April 2008 ISSN 1302-6488 Volume: 9 Number: 2 Notes for Editor-3, DEVELOPMENT AND VALIDATION PROCESS OF A EUROPEAN LANGUAGE PORTFOLIO MODEL FOR YOUNG LEARNERS, MIRICI, Ismail Hakki, Akdeniz University.
  5. Using the CEFR: Principles of Good Practice, UNIVERSITY OF CAMBRIDGE, October 2011.
  6. Wei, Li, Applied Linguistics, John Wiley & Sons Ltd, UK, 2014.

الدراسات الجامعية

  1. السبيعي، مها، تقويم محتوى منهج اللغة الإنجليزية Flying High للصف الأول الثانوي في ضوء معايير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات CEFR، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس (ASEP)، العدد المئة والثلاثون، فبراير، 2021م.

المواقع الالكترونية

  1. http://www.coe.int/lang-CEFR.
  2. https://en.wikipedia.org/wiki/American_Council_on_the_Teaching_of_Foreign_Languages.
  3. https://www.actfl.org. ACTFL 2012 Yeterlilik Kılavuzu. ACTFL Proficiency Guidelines 2012.
  4. www.islpr.org. 
  5. يسري، إسلام، تحديثات الإطار المرجعي الأوروبي، 2017م. مالجديد؟ مدونة اتجاهات حديثة في تعليم العربية  http://learning.aljazeera.net/en//blogs.
  6. https://www.youtube.com/watch?v=z4kzII6ciec عملية التعليم. ، Mahdi Al-Osh, TEDxYPU

[1] اللغة الثانية: تُعَرَّف اللغة الثانية عادة بأنها اللغة المكتسبة بعد اللغة الأم، ويستخدمها متحدثها في المجتمع الذي يعيش فيه. وكثيراً ما يتم اكتسابها بعد السنة الثالثة من العمر. يمكن أن تتراوح الكفاءة في اللغة الثانية بين مستويات بسيطة ومتوسطة لتصل إلى درجة احترافية قد تضاهي وتتفوق على لغة المتحدثين الأصليين للغة الأم.

  اللغة الأجنبية: إذا اقتصر استخدام متعلم اللغة للغة على الفصل الدراسي أو خلال الأسفار، ولم يستخدم اللغة ضمن المجتمع الذي يعيش فيه فعندها تعتبر اللغة لغة أجنبية.

يُنْظَر: Wei, Li, Applied Linguistics, John Wiley & Sons Ltd, UK, 2014, 48

[2]  الراجحي، عبده، علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995م،13.

[3] https://en.wikipedia.org/wiki/American_Council_on_the_Teaching_of_Foreign_Languages.

[4] إرشادات المجلس الأمريكي لتعليم اللغات، دراسة وصفية تحليلية للمستويات والمهارات والكفايات، مجلة الأثر، العدد 25، 2016م، 87.        .https://www.actfl.org/ .ACTFL 2012 Yeterlilik Kılavuzu. ACTFL Proficiency Guidelines 2012.    

[5]https://www.actfl.org

ACTFL 2012 Yeterlilik Kılavuzu

ACTFL Proficiency Guidelines 2012

مجلة الأثر العدد 25/ جوان 2016م، ص 92.

[6]مينغ، ما سياو- شعبان، مصطفى، الإطار المعياري الصيني لتعليم اللغة العربية لغة أجنبية، مجلة دراسات، جوان 2019.

[7]Submission to the Inquiry by the Productivity Commission into the Migrant Intake into Australia.

www.islpr.org 

6 Teacher’s Guide to common European Framework, Person Longman.

 Using the CEFR: Principles of Good Practice, UNIVERSITY OF CAMBRIDGE, October 2011.7

[10]الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها وتقييمها، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 2016 م، 2.

 9Teacher’s Guide to common European Framework, Person Longman.

11 يسري، إسلام، تحديثات الإطار المرجعي الأوروبي، 2017م. ما الجديد؟ مدونة اتجاهات حديثة في تعليم العربية،  http://learning.aljazeera.net/en//blogs

 المرجع السابق.[13]

 المرجع السابق.[14]

[15] الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها وتقييمها، جامعة أم القرى، معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، 2016م.

[16] العش، مهدي، إطار نظري يحكم تعليم اللغة وتقييم الكفاءة فيها، أبحاث مؤتمر إسطنبول الدولي الثاني تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها (إضاءات ومعالم)، 2016م.

[17] الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها وتقييمها، 2016م.

[18] السبيعي، مها، تقويم محتوى منهج اللغة الإنجليزية Flyıng Hıgh للصف الأول الثانوي في ضوء معايير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات CEFR، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس (ASEP)، العدد المئة والثلاثون، فبراير، 2021م، 425.

[19] Turkish Online Journal of Distance Education-TOJDE April 2008 ISSN 1302-6488 Volume: 9 Number: 2 Notes for Editor-3, DEVELOPMENT AND VALIDATION PROCESS OF A EUROPEAN LANGUAGE PORTFOLIO MODEL FOR YOUNG LEARNERS, MIRICI, Ismail Hakki, Akdeniz University.

[20]الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلم اللغات وتعليمها وتقييمها، 2016م.

http://www.coe.int/lang-CEFR.

[21]  المرجع السابق.

[22] المرجع السابق.

[23] المرجع السابق.

[24]  , https://www.youtube.com/watch?v=z4kzII6ciec عملية التعليم. ، Mahdi Al-Osh, TEDxYPU