واقع التمويل المالي على المدارس الأهلية في مدينة رام الله خلال جائحة كورونا للأعوام 2019/2021

ميساء شعبان ابو رميلة1

1 الجامعة العربية الامريكية

بريد الكتروني: maysa.ar.2011@hotmail.com

HNSJ, 2021, 2(8); https://doi.org/10.53796/hnsj282

تاريخ النشر: 01/08/2021م                                             تاريخ القبول:  04/07/2021م                       

المستخلص
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع التمويل المالي على المدارس الأهلية في مدينة رام الله خلال جائحة كورونا.       وقد اعتمدت الدراسة على الاستبانة كأداة لجمع المعلومات من بيئة العمل بمجتمع الدراسة، والتي تضمنت (30) فقرة، وتكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي وإداري المدارس الأهلية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله، والذي يبلغ عددهم (445) معلماً وإدارياً، تم اختيار عينة عشوائية طبقية قوامها (106) مبحوثاً أي بنسبة 2.4% من حجم المجتمع، خلال الفصل الدراسي 2020-2021، ولتحقيق هدف الدراسة اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي. وخلصت الدراسة إلى أهم النتائج الآتية: أن اتجاهات معلمي وإداري المدارس الأهلية بمحافظة رام الله نحو “واقع جائحة كورونا ” جاءت بدرجة متوسطة وبمتوسط قدره (3.244).توجد علاقة ارتباطية بين التمويل المالي للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا، حيث بلغ معامل الارتباط (0.938) وأن القيمة الاحتمالية (Sig) تساوي 0.000 وهي أقل من مستوي الدلالة 0.05 =α. وأوصت الدراسة بالآتي: زيادة اهتمام المجتمعات بالتعليم والإنفاق عليه على اعتبار أن الإنفاق على التعليم هو استثمار في الموارد البشرية ويؤدي إلى تطوير المجتمع وتنميته تنمية حقيقية شاملة.العمل على إيجاد مصادر دخل وتمويل جديدة ومتنوعة للمدارس الأهلية بمنطقة رام الله.    
الكلمات المفتاحية: جائحة كورونا – التمويل المالي – المدارس الأهلية – رام الله- التمويل المباشر وغير المباشر.

 

Research Article

The reality of financial funding for NGO’s schools in Ramallah during the Corona pandemic For 2019 – 2021

 
Maysa Shaaban Abu Rumaila1

1 Arab American University

  Published at 01/08/2021                                                     Accepted at 04/07/2021          

Abstract
The study aimed to identify the reality of financial funding on NGO’s schools in the city of Ramallah during the Corona pandemic. The study relied on the questionnaire as a tool for collecting information from the work environment of the study community, which included (30) items, and the study population consisted of all teachers and administrators of NGO’s schools affiliated to the Directorate of Education in Ramallah, which numbered (445) teachers and administrators, a sample was chosen A stratified randomization consisting of (106) respondents, i.e. 2% of the community size, during the academic semester 2020-2021, and to achieve the goal of the study, the researcherwas used  the descriptive analytical approach. The study concluded the following most important results -The attitudes of teachers and administrators of NGO’s schools in Ramallah governorate towards “direct financial financing” came to a medium degree, with an average of (2.973). -The attitudes of teachers and administrators of NGO’s schools in Ramallah governorate towards “indirect financial financing” came to a medium degree, with an average of (3.814). -The attitudes of teachers and administrators of NGO’s schools in Ramallah governorate towards the “Corona pandemic” came to a medium degree, with an average of (3.224). -There is a correlation between the financial financing of NGO’s schools in the Ramallah area and the Corona pandemic, where the correlation coefficient is (0.938) and that the probability value (Sig) is 0.000 which is less than the significance level α = 0.05 The study recommended the following -Increasing the interest of societies in education and spending on it, given that spending on education is an investment in human resources that leads to the development of society and its real and comprehensive development Conducting future studies to include government schools and UNRWA schools
Keywords: Corona pandemic – financial financing – NGO’s schools – Ramallah  

مقدمة :

شهد العالم خلال الفترة الأخيرة العديد من التطورات والتغيرات في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، والتي كان لها العديد من الـتأثيرات الإيجابية، وكذلك السلبية على الأفراد والمجتمعات، وأدت إلى سعي كافة الدول إلى العمل على تلبية احتياجات الإنسان المتزايدة في كافة الاتجاهات، وقد أدت هذه الاحتياجات إلى تزايد المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع، سواء الدول أو المنظمات أو الأفراد، وتحملت العديد من المؤسسات والمنظمات المالية والاقتصادية والإنتاجية الكثير من المسؤوليات تجاه المجتمعات والبيئة التي تعمل بها.

ويمكن اعتبار جائحة COVID-19 ثالث صدمة كبرى تضرب الاقتصاد العالمي في العقدين الأولين من هذا القرن. أولاً، شهدنا هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، ثم الأزمة المالية 2008-2009، والآن جائحة COVID-19. واجهت كل من هذه الأزمات الاقتصاد العالمي، والنظام المالي على وجه الخصوص، بتحديات مختلفة، ومن المرجح أن تكون أزمة COVID-19 هي الأسوأ. وفقًا للبنك الدولي (2020)، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 5.2٪، وهو ما يمثل أعمق ركود عالمي منذ الحرب العالمية الثانية.

وتضررت التدفقات النقدية لجميع المؤسسات التعليمية بشدة. ففي حين أن التأثير مؤقت بالنسبة لبعض المؤسسات ، فإن العديد من المؤسسات التعليمية ستتأثر به على المدى الطويل ، مما يؤدي إلى حدوث ضائقة مالية للعديد من المؤسسات التعليمية، حيث أن لدى بعض المؤسسات التعليمية نماذج ووسائل أعمال لا تتوافق مع التباعد الاجتماعي ، و في ظل هذه الظروف ، يصبح تمويل المؤسسات التعليمية أمرًا حاسمًا من أجل مساعدتها على التغلب على العوائق والمشكلات التي سوف تتعرض لها نتيجة جائحة Covid-19 لما لها من أهمية كبيرة، حيث لا يمكن الاستغناء عنها لأنها تقوم بدور كبير في حياة الشعوب، وتساهم في تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وفي رفع المستوى المعيشي والاجتماعي للعديد من الأفراد نتيجة زيادة قدراتهم وإمكانياتهم التعليمية والعلمية

مشكلة الدراسة:

لقد أدى الوباء إلى انخفاض التدفقات النقدية لعدد كبير من المدارس الأهلية والحكومية في العديد من البلدان وخاصة البلاد العربية ومنها الضفة الغربية منطقة رام الله، حيث تأثرت القطاعات التعليمية بشكل أكبر من غيرها، وتواجه المؤسسات التعليمية الكثير من المشكلات والازمات التي سببتها الضائقة المالية والتي يمكن ان تصل إلى حدوث افلاس مالي نتيجة تعرضها لتقلبات مالية شديدة وانخفاض التدفقات والايرادات النقدية مع بقاء المصروفات والالتزامات المالية كما هي بل وزيادتها نتيجة الاجراءات الاحترازية والوقائية التي أصبحت كافة المؤسسات التعليمية ملزمة بتنفيذها وتحقيقها حتى يمكن أن تستعيد نشاطها في العملية التعليمية.

ومن خلال ما سبق يتمثل التساؤل الرئيس للبحث في الاتي:

ما واقع التمويل المالي على المدارس الأهلية في مدينة رام الله خلال جائحة كورونا؟

ومنه يتفرع التساؤلات الفرعية الاتية:

فرضيات الدراسة:

أهمية الدراسة:

اكتسبت هذه الدراسة أهميتها من خلال الجوانب الآتية:

  1. هذه الدراسة هي عبارة عن جهود علمية، نفذت بأدوات بحثية صحيحة، وبالتالي يمكن تعميم نتائجها على فئات أخرى، وبذلك قد تشكل نتائج الدراسة قاعدة معرفية لدراسات لاحقة.
  2. قد يستفيد إداريو المدارس ومعلموها من نتائج هذه الدراسة، وتساعدهم في التعرف على الصعوبات المالية التي واجهت المدارس الأهلية خلال جائحة كورونا.
  3. قد تستفيد الجهات التربوية العليا ممثلة بمديريات التربية والتعليم، ووزارة التربية والتعليم من نتائج هذه الدراسة، وقد تساعدهم في اتخاذ قرارات لمساعدة المدارس الأهلية مالياً وتوفير مصادر دعم لها.

أهداف الدراسة:

يهدف البحث الى تحقيق هدف رئيس وهو التعرف على واقع التمويل المالي للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وذلك من خلال:

  • التعرف على واقع التمويل المالي المباشر للمدارس الأهلية في منطقة رام الله.
  • التعرف على واقع التمويل المالي غير المباشر للمدارس الأهلية في منطقة رام الله.
  • التعرف على واقع جائحة كورونا على المدارس الأهلية في منطقة رام الله.
  • معرفة طبيعة العلاقة بين التمويل المالي (المباشر وغير المباشر) للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وأثر جائحة كورونا.

منهجية البحث:

يستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يتناسب مع أهداف البحث وتحقق الغرض منها، للتعرف على واقع جائحة كرونا على التمويل المالي للمدارس الأهلية في منطقة رام الله، وكذلك التعرف على طرق وأساليب التمويل المالي التي تعتمد عليها المدارس الأهلية قبل وبعد حدوث جائحة كورونا، للوصول إلى نتائج وتوصيات يمكن الاستفادة منها.

مجتمع الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي وإداري المدارس الأهلية التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله، والذي يبلغ عددهم (445) معلماً وإدارياً، موزعين على (16) مدرسة، وذلك بحسب إحصاءات قسم التخطيط التابع لمديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله للعام 2020 – 2021.كما هو مدرج في الجدول رقم(1).

جدول(1): أعداد المعلمين والإداريين للمدارس الأهلية بمنطقة رام الله

المدارسالإداريينالمعلمين
الروضة الإسلامية الأساسية1.002.00
الكلية الاهلية الثانوية4.0034.00
سيدة البشارة للروم الكاثوليك4.0027.00
راهبات مار يوسف الثانوية6.0046.00
سان جورج الثانوية5.0022.50
مدرسة الفرندز للصبيان8.0056.00
مدرسة الفرندز4.0043.00
الرجاء الانجيلية اللوثرية3.0025.50
فلسطين الغد الأساسية المختلطة2.0017.00
الرواد الاساسية2.5016.50
مدرسة الصم1.0011.00
المدرسة العالمية3.0019.00
فلسطين المونتسورية الثانوية2.0016.00
محمود درويش الأساسية2.0012.00
المدارس الإنجليزية الحديثة2.0042.00
أكاديمية الخطوة الصغيرة2.006.00
المجموع51394

عينة الدراسة:

تم اختيار عينة عشوائية طبقية من معلمي وإداري مدارس الحكومة التابعة لمديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله، قوامها (106) مبحوثاً أي بنسبة 2.4% من حجم المجتمع، وهي أفضل أنواع العينات لهذا النوع من الدراسات، وتساعد العينة الطبقية على تقليل التباين الكلي للعينة، وذلك بتقسيم وحدات العينة بطريقة تجعل التباين داخل العينة أقل ما يمكن. حيث سيتم اختيار (94) من المعلمين و(12) من الإداريين، موزعين على المدارس، ويوضح الجدول (2) توزيع أفراد عينة الدراسة من معلمي وإداريين حسب متغيرات الدراسة:

جدول (2): توزيع أفراد العينة وفقاً لمتغيرات الدراسة
المتغيرالتصنيفالعددالنسبة المئوية %
الجنسذكر7368.9
أنثى3331.1
 المجموع106100%
الوصف الوظيفيإداري1211.3
معلم9488.7
 المجموع106100%
المؤهل الدراسيبكالوريوس8378.3
دراسات عليا2321.7
 المجموع106100%
سنوات الخبرةمن1- أقل من 51514.2
من 5 – أقل 10 سنوات4946.2
من 10 – أقل15 سنوات3432.1
 15سنوات فأكثر87.5
 المجموع106100%

حدود الدراسة :

  • الزمنية: الفصل الثاني للعام الدراسي 2020/2021.
  • الحدود المكانية: المدارس الأهلية بمنطقة رام الله.
  • الحدود البشرية: إداريو ومعلمو المدارس الأهلية.
  • الحدود الموضوعية: واقع التمويل المالي على المدارس الأهلية في مدينة رام الله خلال جائحة كورونا.
  • الحدود الاجرائية: تنحصر في تعميم النتائج بحسب الأداة المستخدمة ودقة وطبيعة الاجابة والتحليل الاحصائي الذي استخدمته الباحثة، والدراسة المسحية التي طبقت عليها الدراسة.

الاطار النظري للدراسة

أولا : المصطلحات ومفاهيم الدراسة

  • مفهوم المدارس الأهلية:

هي المدارس الأهلية التي تتبع لجمعيات غير حكومية، وتقع ضمن نطاق اشراف مديرية تربية رام الله، وتعتمد في تغطية نفقاتها على الرسوم المدرسية، وتطبق المنهاج الفلسطيني.

 مفهوم التمويل المالي:

التمويل هو عملية توفير الأموال للأنشطة التجارية أو الشراء أو الاستثمار. تعمل المؤسسات المالية، مثل البنوك، على توفير رأس المال للشركات والمستهلكين والمستثمرين لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم. يعد استخدام التمويل أمرًا حيويًا في أي نظام اقتصادي، لأنه يسمح للشركات بشراء المنتجات بعيدًا عن متناولها المباشر((Kushnirovich, & Heilbrunn, 2008).

بعبارة أخرى ، التمويل هو وسيلة للاستفادة من القيمة الزمنية للنقود (TVM) لوضع التدفقات المالية المتوقعة في المستقبل لاستخدامها في المشاريع التي بدأت اليوم. يستفيد التمويل أيضًا من حقيقة أن بعض الأفراد في الاقتصاد سيكون لديهم فائض من المال يرغبون في توظيفه لتوليد العوائد ، بينما يطلب الآخرون المال للقيام بالاستثمار (أيضًا على أمل تحقيق عوائد) ، مما يؤدي إلى إنشاء سوق من اجل المال(Demirgüç-Kunt, & Maksimovic 2002)

  • أشكال التمويل

للتمويل أشكال عديدة منها(Huang, et al., K 2007):

1- التمويل المباشر:

هو علاقة إقراض مباشرة تتم بين المقرض والمقترض دون تدخل الهيئات أو وسيط مإلى أو مصرفي، حيث تقوم الوحدة ذات الفائض بتمويل الوحدة ذات العجز في الموارد، وهذا النوع من التمويل يأخذ عدة أشكال منها:

أ- الأفراد: قد يحصل الفرد على قرض مباشر من فرد آخر، كما يمكن أن تتم هذه العملية بين الأفراد والمؤسسات التي تكون العلاقة بينهما على شكل سندات وكمبيالات وذلك لتمويل احتياجاته.

ب- المؤسسات: هذه الأخيرة يمكن أن تحصل على قروض وتسهيلات ائتمانية من مورديها، أو من مؤسسات أخرى، وتتخذ هذه القروض شكلين:

الحصول على أموال في شكل قرض: وذلك عن طريق إصدار سندات قابلة للتداول في السوق النقدي.

الحصول على أموال من أصحابها: بإصدار أسهم جديدة، والتي تعتبر ورقة ملكية مبينا فيها نصيب حاملها من ملكية المشروع.

ج- الحكومة: قد تلجأ إلى الأفراد والمؤسسات التي ليست لها طبيعة مصرفية، ويكون ذلك بإصدار الحكومة لسندات متعددة الأشكال تستهلك خلال مدة معينة وبأسعار فائدة مختلفة مثل أذونات الخزينة. فعدد أساليب التمويل المباشر من عدد أنواع السندات الأهلية بتحويل الفائض من الأموال أي عدد القيم المنقولة التي تمكن تداول الفائض من السيولة بين المتعاملين الاقتصاديين من القطاع غير البنكي.

2- التمويل غير المباشر:

يعبر عن الشكل الثاني للتمويل، أي بواسطة الهيئات المالية الوسيطة بمختلف أنواعها، سواء مصرفية أو غير مصرفية.

  • النظام المالي

يتكون النظام المالي من تدفقات رأس المال التي تتم بين الأفراد (التمويل الشخصي) والحكومات (المالية العامة) والشركات (تمويل الشركات). على الرغم من ارتباطهما الوثيق ، إلا أن تخصصات الاقتصاد والتمويل متميزة. الاقتصاد مؤسسة اجتماعية تنظم إنتاج المجتمع وتوزيعه واستهلاكه للسلع والخدمات، والتي يجب تمويلها جميعًا (Czarnitzki, 2006).

بشكل عام، يمكن للكيان الذي يتجاوز دخل نفقاته إقراض أو استثمار الفائض، بقصد الحصول على عائد عادل. بالمقابل، يمكن للكيان الذي يكون دخله أقل من الإنفاق أن يرفع رأس المال عادة بإحدى طريقتين، الأولى عن طريق الاقتراض في شكل قرض (أفراد)، أو عن طريق بيع سندات حكومية أو شركات، أما الطريقة الثانية من خلال بيع أسهم الشركات، وتسمى أيضًا الأسهم أو الأسهم (قد تتخذ أشكالًا مختلفة: الأسهم الممتازة أو الأسهم العادية). قد يكون مالكو السندات والأسهم مستثمرين مؤسسيين – مؤسسات مالية مثل البنوك الاستثمارية وصناديق المعاشات التقاعدية – أو أفرادًا من القطاع الخاص، يُطلق عليهم اسم مستثمري القطاع الخاص أو مستثمري التجزئة. (Demirgüç-Kunt, & Maksimovic,  2002):

الإطار النظري للدراسة

  • التمويل المالي

التمويل هو عملية توفير الأموال للأنشطة التجارية أو الشراء، ويعد استخدام التمويل أمرًا حيويًا في أي نظام اقتصادي، لأنه يسمح للشركات بشراء المنتجات بعيدًا عن متناولها المباشر((Kushnirovich, & Heilbrunn,  2008).

بعبارة أخرى، التمويل هو وسيلة للاستفادة من القيمة الزمنية للنقود (TVM) لوضع التدفقات المالية المتوقعة في المستقبل لاستخدامها في المشاريع التي بدأت اليوم (Demirgüç-Kunt, &Maksimovic, 2002).

مفهوم تمويل التعليم

تعتبر مسألة تمويل التعليم من أهم القضايا التي تواجه البلدان في قطاع التعليم، يشير تمويل التعليم إلى القضايا المتعلقة بتوفير وإنفاق الموارد المالية في التعليم وإدارة الشؤون المالية في المدارس والمعاهد.

تعد قضية تطوير التعليم في مراحله المختلفة، وتحسين مستواه، ورفع كفاءته، وضبط تكلفته، والاستثمار الجيد في المجال التعليمي من القضايا المهمة للدول، كما يعتبر نقص التمويل في معظم البلدان عقبة أمام التوسع في التعليم وتحقيق الآمال والتطلعات والأهداف المرجوة والمتوقعة من النظام التعليمي، حيث يرتبط تمويل التعليم بتحديد مختلف أنواع التمويل المتاح للمجتمع (الحكومي وغير الحكومي) والعمل على تطويرها واستثمارها وتوجيهها بالشكل الأمثل الذي يمكّن المؤسسات التعليمية من القيام بوظائفها تجاه الفرد والمجتمع على أكمل وجه وبأقل تكلفة (الدحام، 2017).

  • العوامل التي تؤثر على تمويل التعليم

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على شكل وحجم الإنفاق التعليمي. بعض هذه العوامل الداخلية تنبع من النظام التعليمي نفسه، وبعضها ناتج عن العوامل الخارجية المحيطة به والتي تؤثر عليه. يمكن تقسيم هذه العوامل على النحو التالي(الجريوي، 2015):

  1. عوامل داخلية

وهي عوامل تتعلق بالمؤسسات التعليمية، والسياسات المتبعة فيها، وطرق تفاعل المدخلات مع بعضها البعض، مثل: تأهيل المعلمين وخبراتهم، والتي تنعكس على أجورهم ورواتبهم، خاصة إذا ارتبطت الأجور بمؤهلات الضرورة التربوية والتوسع الكمي لتلبية مطالب المعلمين والطلب الاجتماعي على التعليم، وبالتالي زيادة المصاريف التعليمية سواء في الرواتب أو البرامج التدريبية اللازمة لتأهيل المعلمين.

  • عوامل خارجية

هي العوامل الخارجية المحيطة بالنظام التعليمي التي تؤثر عليه وبنيته ومراحله وسياساته، ومن أهمها ما يلي:

  • يعتبر النمو الطبيعي للسكان في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في البلدان النامية، الناتج عن زيادة المواليد والمستوى الصحي العالي للمجتمع، من أهم العوامل المؤثرة في زيادة الإنفاق على التعليم، حيث أدى هذا النمو إلى زيادة عدد الأشخاص في سن التعليم مما أدى إلى زيادة إنشاء المدارس، مما دفع الحكومات إلى توسيع خدماتها التعليمية وتعيين معلمين لتلبية ذلك.
  • زيادة اهتمام المجتمعات بالتعليم والإنفاق عليه، باعتبار أن الإنفاق على التعليم هو استثمار في الموارد البشرية يؤدي إلى تنمية المجتمع وتنمية حقيقية شاملة في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، والطابع الجغرافي للبلدان وتوزيع سكانها وكثرة القرى والمناطق الريفية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم من جميع النواحي.
  • التغيرات الاقتصادية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي مثل ارتفاع أسعار النفط أو انخفاضها ومستوى الناتج القومي للدولة وما يصاحب ذلك من تقلبات في العملة الوطنية والأسعار، مما قد يؤدي إلى التأثير على مستوى الإنفاق الحكومي العام على الخدمات العامة، بما في ذلك التعليم.

تعكس الممارسات المطبقة في تمويل التعليم طبيعة التعليم وخصائصه من المنور الاقتصادي، حيث ان التعليم سلعة اقتصادية تضمن خصائص سلعة اقتصادية خاصة تتميز بظاهرة الاستهلاك الفردي والفوائد الفردية، أي أن التعليم سلعة اقتصادية متوسطة يجمع بين القطاعين العام والخاص، مما يؤكد أحقية تمويله على المستوى الفردي أو الحكومي أو المجتمعي(محمود، 2020).

ويمكن تصنيف طرق تمويل التعليم وفق المحاور التالية(عيسان، 2019):

  1. التمويل الحكومي

يعتبر المصدر التقليدي لتمويل التعليم، وهو أن تتحمل الدولة تمويل التعليم وتدفع التكاليف الكاملة للعملية التعليمية بأكملها من خلال ميزانيات محددة يتم تخصيصها بحيث تكون الفرص التعليمية متاحة مجانًا لجميع أفراد المجتمع الذين يرغبون في التعلم، ويتم تحديد ميزانية التعليم ضمن ميزانية الدولة.

  • التمويل الخاص

هو ما يتوفر للأنظمة التعليمية من موارد مالية أو غير مالية مباشرة يتم من خلالها تنفيذ البرامج والخطط التعليمية وتسهيلها، بسبب عدم قدرة الموازنات الحكومية على تغطية النفقات اللازمة للتعليم، وتشمل هذه الموارد: الرسوم الدراسية، المساعدات الدولية، بالإضافة لمساهمات المؤسسات المجتمعية.

  • التمويل المختلط

هي صيغة تمويلية تجمع بين التمويل الحكومي والخاص للتعليم بحيث تتعهد الدولة أو المجتمع ومؤسساته بتقديم خدمات تعليمية مع قيام الأفراد بدفع رسومًا معينة مقابل هذه الخدمات، حتى لا ترفع الدولة يدها عن التعليم ولا تدع الأمر خاضعًا لمعايير السوق والتكلفة الاقتصادية.

ثانيا :الدراسات السابقة :

دراسة  (Ogunode, et al.,  2021)

هدفت الدراسة التركيز على تأثير COVID-19 على المؤسسات التعليمية في نيجيريا، تم الحصول على البيانات من المواد عبر الإنترنت والمطبوعة، وكشف الدراسة عدم فعالية نظام التعلم عبر الإنترنت، أن العديد من الطلبة لم يعتادوا على التعلم الفردي، ونقص المعرفة التقنية للأجهزة التكنولوجية من قبل معظم الطلاب الغانيين، وأوصت الدراسة بالالتزام الصارم بقواعد قوة المهام الرئاسية لـ COVID-19 (PTF من قبل جميع المؤسسات التعليمية على استئناف الأنشطة الأكاديمية، وزيادة مخصصات الميزانية والاستجابة السريعة لتمويل المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد.

دراسة  (Estermann, et al.,  2020)

هدفت الدراسة الصادرة عن رابطة الجامعات الأوروبية (EUA) في سياق جائحة الفيروس التاجي وتأثيرها الاقتصادي المتوقع، والآثار المحتملة لتمويل الجامعات في أوروبا على المدى القصير والمتوسط، ، يركز الإيجاز على الدروس المستفادة من الأزمة المالية العالمية لعام 2008، قد أظهرت الأزمة المالية لعام 2008 أن المؤسسات ذات القدرة القوية على التكيف خرجت أقوى من بيئة مليئة بالتحديات، يقدم إحاطة EUA سلسلة من التوصيات حول كيفية تجنب تكرار الأخطاء وكيفية المضي قدمًا في مرحلة يبحث فيها صناع السياسة وقادة المؤسسات عن حلول للركود الاقتصادي المتوقع أن تنتج عن أزمة Covid-19.

دراسة  (Pan, et al.,  2020)

هدفت الدراسة إلى تقديم فحص وتأمل في الوقت المناسب لتأثيرCOVID-19على النموذج الليبرالي الجديد الذي كان سائدًا في التعليم العالي الدولي(HE) لمدة عقدين من الزمن منذ أواخر التسعينيات، واستخدمت الخرائط المفاهيمية كأداة تحليلية لاستكشاف وفحص   المناسب (أي أوائل عام 2020) للوباء سريع الانتشار، وتم تم الكشف في هذه الورقة عن أربعة أزواج  من التناقضات التي حدثت في الجامعات الغربية أثناء تفشي الوباء، مثل التعليم العالي كخدمات عبر الحدود مقابل مراقبة الحدود، وتقلص التمويل العام للدولة مقابل الجامعات المعرضة للتهديد المالي، وزيادة الاعتماد على الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب مقابل انخفاض الالتحاق الدولي، وأوصت الدراسة الضوء على المشهد العالمي المتغير للتعليم العالي الدولي جنبًا إلى جنب مع العلاقات الجيوسياسية المتغيرة التي أعيد تشكيلها بواسطة COVID-19 وآثاره غير المباشرة.

الإطار التطبيقي

آلية بناء الاستبانة:

قامت الباحثة باتباع الخطوات الآتية لبناء الاستبانة:

  • الأدب التربوي المتعلق بهذا المجال.
  • الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة، والاستفادة منها في بناء الاستبانة وصياغة فقراتها.
  • تحديد المجالات الرئيسة التي شملتها الاستبانة.
  • تحديد الفقرات التي تقع تحت كل مجال.
  • بعد أن وضعت الباحثة الاستبانة في صورتها الأولية، تمت مراجعتها مع الدكتور المشرف على الرسالة، وذلك للاستفادة من آرائه وملحوظاته وتم إضافة وتعديل بعض الفقرات في ضوء رؤيته، حيث أشار إلى أهمية عرضها على مجموعة من المحكّمين من ذوي الاختصاص والخبرة، وذلك لتحكيمها من قبلهم، والاستفادة من وجهات نظرهم، قبل صياغتها في صورتها النهائية.
  • تم عرض الاستبانة على عدد من المحكمين من ذوي الاختصاص في هذا المجال، وفي ضوء آراء المحكمين تم تعديل بعض فقرات الاستبانة من حيث الحذف أو الإضافة أو التعديل، لتستقر الاستبانة في صورتها النهائية (ملحق رقم 1).

صدق أداة الدراسة

      صدق أداة الدراسة يعني التأكد من أنها سوف تقيس ما أعدت لقياسه، وقد تم التحقق من صدق أداة الدراسة باتباع ما يلي:

  1. صدق المقياس:

قامت الباحثة بالتأكد من صدق المقياس كما يلي:

  • صدق المحكمين:

للتحقق من صدق المقياس، تم عرض الأداة بصورتها الأولية على مجموعة من المحكمين ذوي الاختصاص في مجال التربية، وبناءً على آراء المحكمين، اعتمدت الباحثة نسبة اتفاق بين المحكمين (80 %) لاعتماد الفقرة، ووفق هذه الملاحظات أُخرجت الاستبانة بصورتها النهائية مختلفة عن الصورة الأولية، حيث أصبحت فقراتها (30) فقرة.

  • Internal Validity

يوضح جدول (3) معامل الارتباط بين كل فقرة من فقرات مجالات الاستبانة والدرجة الكلية للاستبانة، والذي يبين أن معاملات الارتباط المبينة دالة عند مستوي معنوية 0.05 =α وبذلك يعتبر المجال صادق لما وضع لقياسه.

جدول (3): معامل الارتباط بين كل فقرة من فقرات محور مكونات البرامج التدريبية والدرجة الكلية للمحور

رقم الفقرةالمجالمعامل الارتباطرقم الفقرةالمجالمعامل الارتباط
1التمويل المالي المباشر0.689**16أثر جائحة كورونا0.623**
20.641**170.708**
30.644**180.662**
40.573**190.702**
50.726**200.671**
60.713**210.577**
70.665**220.582**
80.731**230.514**
9التمويل المالي غير المباشر0.792**240.572**
100.837**250.747**
110.786**260.562**
120.777**270.754**
130.809**280.717**
140.703**290.690**
150.723**300.728**

*  الارتباط دال إحصائياً عند مستوى دلالة0.05 =α .

** الارتباط دال إحصائياً عند مستوى دلالة0.01 =α.

يتضح من الجدول (3) أعلاه أن جميع فقرات المحور دالة إحصائياً عند مستوي معنوية 0.05 =α و0.01 =α.

ثبات أداة الاستبانة:

يقصد بثبات الاستبانة أن تعطي هذه الاستبانة نفس النتيجة لو تم إعادة توزيع الاستبانة أكثر من مرة تحت نفس الظروف والشروط، أو بعبارة أخرى أن ثبات الاستبانة يعني الاستقرار في نتائج الاستبانة وعدم تغييرها بشكل كبير فيما لو تم إعادة توزيعها على أفراد العينة عدة مرات خلال فترات زمنية معينة، وقد تحققت الباحثة من ثبات استبانة الدراسة من خلال:

استخدمت الباحثة طريقة ألفا كرونباخ لقياس ثبات الاستبانة، وكانت النتائج كما هي مبينة في جدول (4).

جدول (4): معامل ألفا كرو نباخ لقياس ثبات الاستبانة

الرقمالمجالعدد الفقراتمعامل ألفا كرونباخ
 مستوي التمويل المالي150.937
 مستوي تأثير جائحة كورونا150.905
 المجالات السابقة معا300.941

واضح من النتائج الموضحة في جدول (4) أن قيمة معامل ألفا كرونباخ مرتفعة، وبذلك تكون الاستبانة قابلة للتوزيع، وتكون الباحثة قد تأكدت من صدق وثبات استبانة الدراسة مما يجعلها على ثقة تامة بصحة الاستبانة وصلاحيتها لتحليل النتائج والإجابة على أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها.

المحك المعتمد في الدراسة:

تم استخدام المقياس من (1- 5) لقياس استجابات المبحوثين لفقرات الأداة، حيث أنه كلما اقتربت الدرجة من الرقم 5 دلَّ ذلك على الموافقة الشديدة على ما ورد في الفقرة والعكس صحيح، والجدول (5) يوضح ذلك:

جدول (5): درجات المقياس المستخدم
الاستجابةلا أوافق تماماًموافق بشدة
الدرجة12345

لتفسير نتائج الدراسة والحكم على مستوى الاستجابة، اعتمدت الباحثة على ترتيب المتوسطات الحسابية على مستوى الدرجة الكلية للاستبانة، وقد حددت الباحثة الموافقة حسب المحك المعتمد للدراسة، كما هو موضح في الجدول (6):

جدول (6): المحك المعتمد في الدراسة
طول الخليةالوزن النسبي المقابل لهدرجة الموافقة
من 1-1.8من 20%-36%منخفضة جداً
أكبر من 1.8-2.6أكبر من 36%-52%منخفضة
أكبر من 2.6-3.4أكبر من 52%-68%متوسطة
أكبر من 3.4-4.2أكبر من 68% -84%مرتفعة
أكبر من 4.2-5أكبر من 84%-100%مرتفعة جداً

المعالجات الإحصائية المستخدمة في الدراسة:

      تم تفريغ وتحليل المقياس من خلال برنامج التحليل الإحصائي Statistical Package for the Social Sciences (SPSS).

تم استخدام الأدوات الإحصائية التالية:

  1. النسب المئوية والتكرارات والمتوسط الحسابي: يستخدم هذا الأمر بشكل أساسي لأغراض معرفة تكرار فئات متغير ما وتفيد الباحثة في وصف مجتمع الدراسة.
  2. اختبار ألفا كرونباخ (Cronbach’s Alpha) لمعرفة ثبات فقرات أدوات الدراسة.
  3. معامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation Coefficient) لقياس درجة الارتباط: يقوم هذا الاختبار على دراسة العلاقة بين متغيرين. وقد استخدمته الباحثة لحساب الاتساق الداخلي لأداة الدراسة.

نتائج الدراسة

أولاً: نتائج الإجابة عن أسئلة الدراسة

السؤال الأول: ما واقع التمويل المالي “المباشر” على المدارس الأهلية في مدينة رام الله.

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد عينة الدراسة والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات البُعد وجاءت النتائج كما في الجدول (7) التالي:

جدول (7): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والوزن النسبي لفقرات محور التمويل المالي “المباشر” وترتيبها وفقاً للدرجة

الرقمالعبارةالمتوسط الحسابيالانحراف المعياريالوزن النسبيالدرجةالترتيب
1التمويل المالي المباشر يؤدي إلى زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على تقديم كافة خدمات واحتياجات الطلاب والمعلمين والعملية التعليمية2.5571.1880.511منخفضة8
2توفير التمويل المالي المباشر يزيد من قدرة المؤسسة التعليمية على التأقلم مع كافة التغيرات الاقتصادية والمالية المحلية والعالمية.2.7081.1290.542متوسطة7
3توفير التمويل المالي المباشر يساهم في زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على مواجهة وحل الكثير من المشكلات.2.7831.1710.557متوسطة6
4توفير التمويل المالي المباشر يساعد على تحسين مستويات الاداء للمؤسسة التعليمية2.9431.1780.589متوسطة5
5يساعد توفير التمويل المالي المباشر على تقليل المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات التعليمية2.9431.1280.589متوسطة4
6يساهم توفير التمويل المالي المباشر في زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على التوسع الجغرافي وزيادة عدد الفروع التابعة لها3.3710.9930.675متوسطة2
7تسعي كافة المؤسسات التعليمية إلى زيادة قدرتها على الحصول على المزيد من الموارد المالية وزيادة المقدرة التمويلية لها.3.4910.9490.698مرتفعة1
8يساهم التمويل المالي المباشر في زيادة قدرة المؤسسة على الاستفادة من التطور والتقدم التكنولوجي الحادث في كافة المجالات التعليمية2.9911.3970.598متوسطة3
التمويل المالي المباشر2.9730.8500.595متوسطة

يتضح من نتائج الجدول (7) لــــــ ” التمويل المالي المباشر”، أن الفقرة التي تنص على “تسعي كافة المؤسسات التعليمية إلى زيادة قدرتها على الحصول على المزيد من الموارد المالية وزيادة المقدرة التمويلية لها ” احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.491) ووزن نسبي (69.8%) بدرجة مرتفعة، أما الفقرة المتعلقة بـ”يساهم توفير التمويل المالي المباشر في زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على التوسع الجغرافي وزيادة عدد الفروع التابعة لها” جاءت في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.491) ووزن نسبي (69.8%) بدرجة متوسطة، بينما جاءت الفقرة التي تنص على”التمويل المالي المباشر يؤدي إلى زيادة قدرة المؤسسة التعليمية على تقديم كافة خدمات واحتياجات الطلاب والمعلمين والعملية التعليمية” في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.557) ووزن نسبي (51.1%) بدرجة منخفضة.

ويلاحظ أن المتوسط العام لهذ البعد بلغ (2.973) بوزن نسبي (59.5%)، وهذا يشير إلى أن بُعد “التمويل المالي المباشر ” جاء بدرجة متوسطة.

السؤال الثاني: ما واقع التمويل المالي “غير المباشر” على المدارس الأهلية في مدينة رام الله.

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد عينة الدراسة والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات البُعد وجاءت النتائج كما في الجدول (8) التالي:

جدول (8): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والوزن النسبي لفقرات محور التمويل المالي ” غير المباشر” وترتيبها وفقاً للدرجة

الرقمالعبارةالمتوسط الحسابيالانحراف المعياريالوزن النسبيالدرجةالترتيب
1تهتم المؤسسات التعليمية بتوفير البرامج والدورات التدريبية للطلاب من خلال مؤسسات المجتمع المحيطة.2.8301.1000.566متوسطة7
2تهتم المؤسسات التعليمية بتوفير الانشطة والوسائل التي تساهم في توفير موارد مالية غير مباشرة لها3.2551.2730.651متوسطة3
3تعمل المؤسسات التعليمية على زيادة الخدمات التي تقدمها للمجتمع وتوفر لها موارد مالية غير مباشرة3.3111.2300.662متوسطة2
4تعمل المؤسسات التعليمية على اقامة علاقات جيدة مع كافة المؤسسات في البيئة المحيطة لتوفير الدعم اللازم لها3.2261.3680.645متوسطة4
5تهتم المؤسسات التعليمية بتشجيع العاملين على الابتكار والابداع وتطوير قدراتهم من أجل زيادة مستويات الاداء وتوفير الدعم المعنوي والمادي لهم من المتعاملين مع المؤسسة التعليمية2.8961.5850.579متوسطة6
6تهتم المؤسسات التعليمية بتوزيع مهام العمل والمسئوليات والصلاحيات بطريقة جيدة على العاملين مما يساهم في تقليل التكاليف التي تتحملها المؤسسة التعليمية وهو ما يعتبر من أنواع التمويل المالي الغير مباشر3.5431.3300.702مرتفعة1
7تهتم الادارات التعليمية بمنح المؤسسات التعليمية كافة الاحتياجات التي تمكنهم من زيادة قدرتهم على توفير كافة الخدمات التعليمية التي تحتاجها البيئة المحيطة3.2381.4180.642متوسطة5
التمويل المالي غير المباشر3.1841.1070.636متوسطة

يتضح من نتائج الجدول (8) لــــــ ” التمويل المالي غير المباشر”، أن الفقرة التي تنص على “تهتم المؤسسات التعليمية بتوزيع مهام العمل والمسئوليات والصلاحيات بطريقة جيدة على العاملين مما يساهم في تقليل التكاليف التي تتحملها المؤسسة التعليمية وهو ما يعتبر من أنواع التمويل المالي الغير مباشر” احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.543) ووزن نسبي (70.2%) بدرجة مرتفعة، أما الفقرة المتعلقة بـ”تعمل المؤسسات التعليمية على زيادة الخدمات التي تقدمها للمجتمع وتوفر لها موارد مالية غير مباشرة” جاءت في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.311) ووزن نسبي (66.2%) بدرجة متوسطة، بينما جاءت الفقرة التي تنص على”تهتم المؤسسات التعليمية بتوفير البرامج والدورات التدريبية للطلاب من خلال مؤسسات المجتمع المحيطة” في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.830) ووزن نسبي (56.6%) بدرجة متوسطة.

ويلاحظ أن المتوسط العام لهذ البعد بلغ (3.184) بوزن نسبي (63.6%)، وهذا يشير إلى أن بُعد “التمويل المالي غير المباشر ” جاء بدرجة متوسطة.

السؤال الثالث: ما واقع جائحة كورونا على المدارس الأهلية في مدينة رام الله.

للإجابة عن هذا السؤال قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لإجابات أفراد عينة الدراسة والوزن النسبي لكل فقرة من فقرات المجال وجاءت النتائج كما في الجدول (9) التالي:

جدول (9): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والوزن النسبي لفقرات محور واقع جائحة كورونا وترتيبها وفقاً للدرجة

الرقمالعبارةالمتوسط الحسابيالانحراف المعياريالوزن النسبيالدرجةالترتيب
1أثرت أزمة كورونا على كافة الاعمال والشركات على مستوي العالم3.5751.3310.715مرتفعة1
2بعد انتهاء أزمة كورونا سوف تتغير الكثير من المفاهيم المتعلقة بمختلف نواحي الحياة والعمل وطرق التعليم3.5001.3820.700مرتفعة2
3أدت أزمة كورونا إلى عدم توجه العاملين إلى أعمالهم لفترات طويلة3.4431.4210.689مرتفعة3
4أثرت أزمة كورونا بشكل كبير على نظام العمل في الكثير من المؤسسات في كافة المجالات بصفة عامة والمؤسسات التعليمية بصفة خاصة3.2261.4880.645متوسطة8
5تستهدف المؤسسات والمنظمات في الوقت الحالي تحقيق التعايش بالشكل الأمثل مع أزمة كورونا3.1321.2190.626متوسطة11
6تعمل المؤسسات والمنظمات على ممارسة كافة الانشطة بكفاءة وفاعلية في ظل ازمة كورونا مع اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير الاحترازية3.3771.1330.675متوسطة5
7تهتم المؤسسات والمنظمات بتوفير كافة السبل للعاملين لكي يستطيعوا أداء اعمالهم بكفاءة في ظل أزمة كورونا.3.1511.0310.630متوسطة10
8تأثرت معايير الجودة والاستدامة في كافة المؤسسات بصفة عامة والمؤسسات التعليمية بصفة خاصة نتيجة حدوث أزمة كورونا3.0570.9640.611متوسطة13
9تعمل المؤسسات التعليمية على نشر ثقافة استخدام التكنولوجيا في ظل أزمة كورونا3.3021.3250.660متوسطة6
10تعمل المؤسسات التعليمية على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الأساليب الادارية في ظل أزمة كورونا.3.2831.2480.657متوسطة7
11أدت أزمة كورونا إلى حدوث الكثير من التغيرات في النظم التعليمية والدراسية التي يتم تطبيقها في المدارس2.8491.4460.570متوسطة15
12أدت أزمة كورونا إلى انخفاض أعداد الطلاب الذين يرغبون في الذهاب إلى المدرسة3.0091.2840.602متوسطة14
13ساهمت أزمة كورونا إلى توجه الكثير من الطلاب إلى التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد من أجل مواجهة المشكلات الناتجة عن تفشي هذا الوباء3.4341.1130.687مرتفعة4
14أدت أزمة كورونا إلى حدوث الكثير من التغيرات في طرق تمويل المؤسسات التعليمية3.1041.2180.621متوسطة12
15تهتم الإدارات التعليمية بإيجاد حلول للمشكلات المالية التي يمكن أن تواجه المؤسسات التعليمية نتيجة انتشار جائحة كورونا.3.2171.1870.643متوسطة9
جائحة كورونا3.2440.8260.649متوسطة

يتضح من نتائج الجدول (9)، أن الفقرة التي تنص على “أثرت أزمة كورونا على كافة الاعمال والشركات على مستوي العالم” احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.575) ووزن نسبي (71.5%) بدرجة مرتفعة، أما الفقرة المتعلقة بـ”بعد انتهاء أزمة كورونا سوف تتغير الكثير من المفاهيم المتعلقة بمختلف نواحي الحياة والعمل وطرق التعليم” جاءت في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.5) ووزن نسبي (70%) بدرجة مرتفعة، بينما جاءت الفقرة التي تنص على”أدت أزمة كورونا إلى عدم توجه العاملين إلى أعمالهم لفترات طويلة” في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (3.443) ووزن نسبي (68.9%) بدرجة متوسطة.

ويلاحظ أن المتوسط العام لهذ المجال بلغ (3.244) بوزن نسبي (64.9%)، وهذا يشير إلى أن مجال “جائحة كورونا” جاء بدرجة متوسطة.

ثانياً: نتائج اختبار فرضية الدراسة

لا توجد علاقة ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة (0.05 α) بين التمويل المالي (المباشر وغير المباشر) للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وجائحة كورونا ؟

تم إيجاد معامل ارتباط بيرسون بين أبعاد التمويل المالي(التمويل المالي المباشر، التمويل المالي غير المباشر) للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا، والنتائج المتعلقة بهذه الفرضية موضحة من خلال الجدول التالي:

جدول (10): معامل ارتباط بيرسون بين أبعاد التمويل المالي وجائحة كورونا

الفرضيةمعامل ارتباط بيرسونالقيمة الاحتمالية (Sig)
لا توجد علاقة بين ” التمويل المالي المباشر ” للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا0.507**0.000
لا توجد علاقة بين ” التمويل المالي غير المباشر ” للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا0.522**0.000
لا توجد علاقة بين ” التمويل المالي ” للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا0.938**0.000

*  الارتباط دال إحصائياً عند مستوى دلالة0.05 α .

** الارتباط دال إحصائياً عند مستوى دلالة0.01 α.

تشير نتائج جدول (10) السابق أن معامل الارتباط يساوي 0.938، وأن القيمة الاحتمالية (Sig) تساوي 0.000 وهي أقل من مستوي الدلالة 0.05 =αوهذا يدل على وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية بين التمويل المالي للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا.

وهذا عند دراسة الأبعاد المكونة لمستوى التمويل المالي تبين الآتي:

  • Sig) تساوي 0.000 وهي أقل من مستوي الدلالة 0.05 =α.
  • Sig) تساوي 0.000 وهي أقل من مستوي الدلالة 0.05 =α.

النتائج:

توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

  1. المدارس الأهلية بمدينة رام الله نحو التمويل المالي المباشر مُحققاً بدرجة متوسطة وبمتوسط قدره (2.973) وانحراف معياري (0.850).
  2. المدارس الأهلية بمدينة رام الله نحو التمويل المالي غير المباشر مُحققاً بدرجة متوسطة وبمتوسط قدره (3.184) وانحراف معياري (1.107).
  • جاءت اتجاهات المعلمين في المدارس الأهلية بمدينة رام الله نحو التمويل المالي مُحققاً بدرجة متوسطة وبمتوسط قدره (3.078) وانحراف معياري (0.899).
  • جاءت اتجاهات المعلمين في المدارس الأهلية بمدينة رام الله نحو واقع جائحة كورونا مُحققاً بدرجة متوسطة وبمتوسط قدره (3.244) وانحراف معياري (0.826).
  • وجود علاقة ارتباطية طردية ذات دلالة إحصائية بين التمويل المالي للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وبين جائحة كورونا.

التوصيات

توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

  • بناء على نتيجة السؤالين الأول والثاني حول واقع التمويل المالي “المباشر وغير المباشر” على المدارس الأهلية في مدينة رام الله في ظل وباء كورونا من وجهة نظر الإداريين والمعلمين نوصي بما يلي:
  • إدخال التقنيات الحديثة والأساليب التكنولوجية في التعليم من وسائل تعليمية ومختبرات وأجهزة ومعدات حديثة من أجل زيادة تفاعل الطلاب وتطوير مهاراتهم العلمية والعملية، إضافة إلى التوسع الحالي في إدخال الحاسب ا لآلي وخدمات الإنترنت.
  • .
  • أن تقوم الحكومة بدفع المساعدات المباشرة للمؤسسات التربوية.
  • العمل على إيجاد مصادر دخل وتمويل جديدة للمدارس الأهلية في مدينة رام الله.
  • بناء على نتيجة السؤال الثالث حول واقع جائحة كورونا على المدارس الأهلية في مدينة رام الله
  • توفير البرامج والدورات التدريبية للقيادات والمديرين في الإدارات المختلفة للعمل على رفع كفاءاتهم وزيادة قدرتهم على تحقيق اعلى مستوى ممكن من الأداء وتعريفهم بالنظريات والأفكار الحديثة في كيفية مواجهة الازمات الطارئة.
  • بناء على نتيجة السؤال الرابع حول وجود علاقة بين التمويل المالي (المباشر وغير المباشر) للمدارس الأهلية في منطقة رام الله وأثر جائحة كورونا نوصي بصرف التمويل المالي وفق ما يرونه مناسباً لاحتياجات مدارسهم.
  • أن تحرص الوزارة وصناع السياسات التربوية على وضع خطط تتضمن إجراءات جوهرية وموجهة على مستوى المالية العامة والسياسة النقدية لتمويل كافة المدارس بالوطن حال حدوث الأزمات الطارئة مستقبلا لا سمح الله.
  • ضرورة اجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المستقبلية المتعلقة بتأثير الازمات الطارئة على مصادر التمويل في كافة المؤسسات بصفة عامة وفي المؤسسات التعليمية بصفة خاصة حتى يتم التعرف على ماهية هذا التأثير والعمل على إيجاد الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها مواجهة هذا التأثير وتحقيق اقل خسارة ممكنه.

المراجع العربية:

الجريوي، س. (2015). تقويم جهود مدراء ومديرات مدارس التعليم العام لزيادة مصادر التمويل المدرسي. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، المجلد (4)، العدد (3), 244-269.

الدحام، م. (2017). اقترحات لتطوير تمويل التعليم. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية.

عيسان، ص. (2019). تنويع مصادر تمويل التعليم العالي (رؤى واتجاهات معاصرة).سلطنة عمان: دار الوراق.

محمود، أ. (2020). رؤية مقترحة لتمويل التعليم قبل الجامعي في مصر. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة دمياط، مصر.

المراجع الأجنبية

  • Demirgüç-Kunt, A., &Maksimovic, V. (2002). Funding growth in bank-based and market-based financial systems: evidence from firm-level data. Journal of Financial Economics, 65(3), 337-363.‏
  • Estermann, T., Pruvot, E. B., Kupriyanova, V., & Stoyanova, H. (2020). The Impact of the Covid-19 Crisis on University Funding in Europe: Lessons Learnt from the 2008 Global Financial Crisis. Briefing. European University Association.‏
  • Kushnirovich, N., &Heilbrunn, S. (2008). Financial funding of immigrant businesses. Journal of Developmental Entrepreneurship, 13(02), 167-184.‏
  • Ogunode, N. J., Ndubuisi, A. G., &Terfa, A. C. (2021). Impact of the Covid-19 Pandemic on Nigerian educational institutions. Electronic Research Journal of Engineering, Computer and Applied Sciences, 3, 10-20.‏
  • Pan, S. (2020). COVID-19 and the neo-liberal paradigm in higher education: changing landscape. Asian Education and Development Studies. ‏