الممارسات الفلاّحية النسائية بالأطلس الكبير الغربي (المغرب)

د. الفارسي مولاي لحسن1 دة. سناء زعيمي2

1 أستاذ جامعي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، المغرب

بريد الكتروني: elfarissi.l@ucd.ac.ma

2 أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، مراكش أسفي، المغرب

بريد الكتروني: sanazaimi@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31023

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/10/2022م تاريخ القبول: 19/09/2022م

المستخلص

يشكل تقاسم الأدوار وتكامل الوظائف حسب النوع الاجتماعي أحد أبرز خصائص الاقتصاد الفلاحي التقليدي، ورغم أن المجتمعات التقليدية يطفو على ظاهرها مركزية الرجل في اتخاذ القرارات، إلا أن للمرأة دورا محوريا في نظم الإنتاج المتوارثة للاقتصاد الفلّاحي وما يميز ممارساته.

يوازن هذا النمط من الاقتصاد ما بين العمل والاستهلاك، وينبني على أعمال مادية تقنية وأخرى طقوسية ترتكز على ممارسات سوسيوثقافية هدفها تلبية الحاجيات الجماعية التي تؤمن النساء جزءا مهما منها ضمن تنظيمات اجتماعية يمكن أن يُستخلص منها عدة قواعد لتأطير عمل ونشاط التنظيمات العصرية للاقتصاد الفلاحي التضامني.

الكلمات المفتاحية: الممارسات الفلّاحية، المرأة، الطقوس، التنمية التضامنية

Research title

Peasant practices of women in the Western High Atlas (Morroco)

Dr. ELFARISI Mawlay Lasnan1 Dr . Sana ZAIMI2

1 University professor, Faculty of letters and humanities, Chouaib Doukkali University, Morroco

Email: elfarissi.l@ucd.ac.ma

2 Secondary school teacher, Regional Academies of Vocational Education and Training

Email: sanazaimi@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31023

Published at 01/10/2022 Accepted at 19/09/2021

Abstract

The traditional agricultural economy is based on the repair of work according to gender, although men seem to monopolize the decision, the women of the Western High Atlas play a central and determining role in the dynamics of peasant production systems. This production system guarantees a certain work/needs balance, it sometimes relies on technical practices or ritual practices to ensure the sustainability of the satisfaction of common needs.

Key Words: peasant practices, women, rituals, production, solidarity development

مقدمة:

تعيش المجتمعات الريفية -الجبلية- على شكل تجمعات ذات أحجام ومستويات مختلفة وبهوية محددة، فهي تجمعات متباينة فيما بينها ومتجانسة داخليا تجمع مكوناتها روابط وعلاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية متعددة، يتحدد مجملها في إطار تنظيمات ريفية محلية (سوسيومجالية) تستند على العرف.

لقد شكل الاقتصاد الفلّاحي العمادة الأولى لأي تنظيم مجالي وتشكيل ترابي وعرفي (القبيلة، اجماعة) خلقته الساكنة المحلية، ووضعت هذه التنظيمات مجموعة من الأعرف في إطار اقتصاد فلاّحي تقليدي هدفها حفظ التوازنات بين المجموعات البشرية المكونة لهذه الوحدات السوسيوترابية والسياسية (اجماعة والقبيلة)، وتحقيق توازن بين الحاجات الاقتصادية والموارد المتاحة (الموارد الرعوية والزراعية والمائية)، إضافة إلى هاجس أساس يتمثل في اثبات السلطة والنفوذ خاصة بالنسبة للوحدات القبلية.

تنبي هذه الأعراف والمواثيق على التقسيم إما ما بين المكونات الاجتماعية (الشرفاء والوجهاء و”العوام”)، أو على أساس المكونات المجالية (الجبل والسهل “الأزغار”)، أو بناءا على الفئات العمرية (الراشد وغير البالغ)، أو من خلال الانتماء (داخلي وخارجي “براني”) الذي يحدد غالب الأحيان حق الانتفاع من عدمه بالنسبة لبعض الموارد (السقوية والرعوية)، كما قد يكون التقسيم مبنيا على النوع (ذكور/إناث).

مشكلة الدراسة:

تحاول هذه الورقة البحثية ملامسة التقسيم النوعي للعمل / الأدوار والوظائف في إطار التنظيمات المحلية التقليدية وممارساتها الفلّاحية انطلاقا من الأبعاد الثلاثة لدراسة المجال الريفي والتي حددها “هنري مندراس  Henri Mendras” أحد رواد السوسيولوجيا القروية، تتمثل هذه الأبعاد في تحديد الخصائص الايكولوجية ومميزات النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي، و هي أبعاد ثلاثة تؤطر الاقتصاد الفلّاحي كونه يتمحور حول تلبية الحاجات الاقتصادية للمجموعات البشرية مع هاجس المحافظة على الموارد الايكولوجية.

الأهداف والأهمية:

يسعى هذا الموضوع إلى العودة إلى كثير من الممارسات الفلاحية المتوارثة التي تنغمس في الظاهرة الاجتماعية والطقوسية، وهي ممارسات تشكل أساس اشتغال نظام اقتصادي تقليدي ومدخل فهم ميكاميزماته واستيعاب وظيفية التنظيمات المحلية التي تؤطره. وقد تم التركيز في هذا الصدد على دور النساء لكونهن يمتزن بحركية نسقية ضمن منظومة الحياة الجبلية بالأطلس الكبير الغربي، ولهن كما لأقرانهن من الرجال مكانة محورية في أنظمة الإنتاج وحظوة في المقدس والأعمال الطقوسية الخاصة بالنشاط الفلاحي.

عن دراسة هذه الجوانب ليست بهدف تثمين الموروث وتحنيطه، بل إن هذا المركب الاقتصادي/ الاجتماعي المرتبط بالأرض وما حققه من توازنات بين الحاجات والموارد، وما بين المجموعات والأفراد، وما بين الثقافة والتقنية، يمنح كثيرا من المبادئ وقواعد لتطوير التنظيمات الجماعية التي تقود مشاريع خدماتية ذات نفع عام أو التي تتدخل في التنمية المحلية التضامنية من قبيل الجمعيات والتعاونيات.

  1. التنظيمات العرفية والاقتصاد الفلاّحي: مفهومان مؤطران للدراسة

تراكمت عدة أبحاث حول التنظيمات العرفية والاقتصاد الفلاّحي، ودار حولها نقاش علمي رصين خلال مدة ليست بالقصيرة، خاصة لدى عموم الباحثون الجغرافيون السوسيولوجيون والانتروبولوجيون الذين اهتموا بدراسة البنيات والتنظيمات والتحولات الريفية (القروية). لا تسعى هذه الفقرة إلى مناقشة التراكم المعرفي حول المفهومين (الاقتصاد الفلاّحي والتنظيمات العرفية)، بقدر ما تروم تحديدها (وبشكل مركز) كمفاهيم إجرائية تؤطر هذه الورقة وتشكل أساس بناءها.

1.1 الاقتصاد الفلّاحي Peasant economics:

يتسم الاقتصاد الفلاّحي بكونه إنتاج اقتصادي في نصفه أو أكثر هو انتاج فلاحي يوازن بين العمل والاستهلاك، يرتكز على عمل عائلي يحقق مدخولا خاما كاف لتلبية الحاجات الغذائية للعائلة ومستلزمات وسائل الإنتاج للاستغلالية[1]، مع وجود سلطة عامة مُنظمة[2]، وهي في غالب الحالات ترتبط بسلطة القبيلة ومواثيقها أو المواثيق الرعوية والزراعية لـ “اجماعة”. كما يتميز هذا الاقتصاد باعتماد تقنيات زراعية ورعوية تراثية تشكل “أفعالا مادية” لمقاومة ومواجهة مختلف العوائق الطبيعية التي تحد من وفرة الإنتاج وديمومته (الجفاف، محدودية الأراضي الزراعية…). كما نجد بالموازاة مع ذلك، ارتكاز الأنظمة الزراعية على ممارسات طقوسية عدة لمواجهة ميكانيزمات أخرى فوق الطبيعة التي يمكن أن تؤثر على الإنتاج، ويمكن القول إجمالا بأنها فلاحة تنغمس في الظاهرة الاجتماعية والطقوسية وتنطبع مع محددات الطبيعية.

2.1 التنظيمات العرفية المحلية:

تتشكل التنظيمات العرفية المحلية من مجموعة من العناصر السوسيوثقافية المبنية على أشكال وقواعد تهدف إلى تحقيق أهداف محددة ومستمرة في الزمن، وهذه القواعد هي نتاج أعراف غايتها تلبية الحاجات الجماعية[3]. كما تعد تجمعا يقوم بتعبئة الموارد المادية والمعنوية، شأنه في ذلك شأن الأسرة، من أجل التوفر على قوة كافية قادرة على فرض نفسها على الآخرين، وتخضع لتحقيق ذلك لنظام مُسلّم وغير قابل للمنازعة[4].

تعتبر هذه التنظيمات مجموعة بشرية، تتحدد من خلال خصائص تتمثل في نظام الإنتاج (رعوي، رعي زراعي، إنتاج قائم على الحبوب أو على الشجريات)، وعلى السكن (في الجبل أو في السهل، في مجال مسقي او في مجال بوري)، ومن خلال قدم التسمية واللغة (عربية أو أمازيغية)[5]. إنها كيان من المصالح والعلاقات المشتركة، يتعبأ للدفاع عن الموارد التي تشكل مصدر وأساس الوجود كالموارد المائية والرعوية، وتتوزع داخله هذه الموارد بناءا على مواثيق وأعراف.

2. حضور فعلي للنساء في التنظيمات الصغرى، وضمني بالتنظيمات الكبرى

أنتج الاطلس الكبير الغربي تنظيمات اجتماعية للتدبير الترابي متغيرة ومختلفة حسب مستوى المجالي (الأسرة، اجماعة، القبيلة). ومع اختلاق مقاييسها، إلا أنه نجد الأسرة و “اجماعة تعيد، بشكل أو بآخر إعادة إنتاج وضعية القبيلة في شكل بسيط، فالأسرة ( بمفهوم “تكات” كما سيأتي في الفقرة التالية) تنطبق فيها نفس مقومات القبيلة على المستوى الميكرومجالي مع استثناء البروز الواضح للدور النسائي المركزي.

2.1 المرأة مرادف لـ” تكات ”

تعتبر “تكات” أو”الكانون” أو الوحدات العائلية، الخلية الاجتماعية الأساسية التي تشكل في مجموعها وكليتها تنظيم “اجماعة”، يمكن أن تشمل كافة عناصر العائلة التي تعيش بين “اجماعة” أو تطلق على الأسرة النووية. لكن المتعارف اجتماعيا لدى ساكنة الأطلس الكبير بأن المرأة هي مرادف للبيت والعائلة “تكات” ولا يمكن بدونها الحديث لا عن عائلة ولا عن ماشية، ومن تم فهي أساس تشكيل التنظيم الاجتماعي والإنتاج الفلاحي[6]. بفعل هذا الدور المحوري والمركز للمرأة نجد بأن ترمل الرجل يعتبر منبوذا في “اجماعة”، فسرعان ما يتعبأ هذا التنظيم للبحث عن زوجة للأرمل (داخل نفس المجموعة غالبا). تتغير وضعية الزوجة حسب تقدمها في السن، فالزوجة الشابة، وإن كانت مع حماتها، لا يحق لها تدبير الماشية خارج السكن حيث لا يسمح لها بالتنقل مع المنتجعين (سواء الانتجاع القصير أو الطويل المدى) كما لا تمارس أعمالا فلاحية خارج المشارات المجاورة للسكن.

قد نجد المرأة هي المسيرة “لتكات”، وهي التي تستحوذ على مفاتيح “لخزين” وتسهر على التدبير الجيد للإرث، ولها سلطة محترمة على أولادها وزوجاتهم. بينما غير المتزوجين من الذكور والاناث يمثلون الفئة الهامشية التي تمتتل لكل الأوامر (البنات لرعي الأبقار في المراعي المخصصة لذلك، والذكور لرعي الأغنام والماعز في إطار تنقلات رعوية قصيرة أو متوسطة المدى).

2.2 مجلس اجماعة : قرارات فلاحية ذكورية

عرف أطلس مراكش تشكل عدة “ترابات” تطورت بشكل مختلف، أبرزها السيرورة المنطلقة من القبيلة إلى الجماعة المحلية مرورا عبر التراب القايدي. وبين ثنايا هذه السيرورة، وجدت وحدة ترابية أخرى هي “اجماعة”. تميزت بتنظيم وتدبير اجتماعي لمختلف الموارد. تعتبر “اجماعة” مقياسا أقل مستوى من القبيلة وأعلى من الدوار، و قد تكون أحيانا في نفس مستوى هذا الأخير، وهي تابعة في الأصل للقبيلة. نَمت مؤسسة “اجماعة” وتقوى دورها أكثر مع تلاشي التنظيم القبلي، رغم أن جل أعرافها وما تعتمده من تنظيمات مستمدة من تلك التي وضعتها القبيلة سلفا.

تتشكل “اجماعة”، أو “لجماعت” بالاصطلاح المحلي، من مجموع “تكاتين” لدوار أو مجموعة من الدواوير، وتعتبر “لجماعت” وحدة ترابية تمتد على مجال يوفر الموارد الضرورية لممارسة الأنشطة الاقتصادية، وهي وحدة لها رقابة على مجالها (تَمَازِيرْت) ، والذي يضم (المجال) حسب “جاك بيرك Berque J.” ثلاث مفاهيم: الأول فلاحي يهم الرستاق، والثاني سياسي يهم المحاط، والثالث جغرافي يهم “البلاد[7].

خلافا لمفهوم الدوار، فإن ” اجماعة” لا تعبِر عن تجمع أو عن قرابة عائلية، بقدر ماهي تعبير عن شبكة من العلاقات و عن مجموعة من الأهداف والمصالح المشتركة بين مختلف مكوناتها التي تتعبأ بشكل مستمر للدفاع عن موارد مجالها اعتمادا على مجموعة من الوسائل؛ إما بالرجوع إلى العرف والمواثيق، أو بالرجوع في بعض الأحيان لبعض الطقوس لإصلاح ذات البيْن [8].

تهم قرارات “اجماعة” تدبير وتنظيم استغلال الموارد المائية بين “أعضائها” وتدبير المراعي ووضع مواثيق لتدبير المجال الرعوي وتقنين الانتجاع، ومراقبة الأملاك والمنشآت العامة، و الإشراف على الأملاك الخاصة كذلك من خلال مراقبة المنتجات الفلاحية وتحديد مواعيد الجني. وتتشكل “اجماعة ” في “مجالسها” من أرباب الأسر الذكور البالغين، وفي حال إن وجدت أسر “تكات” ترعاها نساء، أو في حالة سفر أحد أرباب الأسر، فإنها تُمثل في مجلس “اجماعة” بفرد ذكر بالغ “أرْكاز- رجل” من أقرباء الأسرة.

3.2 القبيلة: المرأة مورد لا يقل أهمية عن الأرض ومياه السقي

يتسم امتداد القبيلة بالأطلس الكبير الغربي عموما بنوع من التطابق بين المستوى الطبيعي والبنية الاجتماعية (حدود حوض نهري= حدود قبيلة)، فكل قبيلة تسعى إلى الامتداد حتى حدود خط تقسيم المياه لضمان التزود بموارد سقوية دائمة، ولتنويع المستويات المجالية ضمانا لتنويع الإنتاج حسب ما توفره مختلف الوحدات المجالية من امكانيات (أعماق الوادي، أنصاف السفوح، العالية). من تم، فالأرض والماء هما أساس نفوذ القبيلة، وهما الموردان اللذان تتعبأ باستمرار للدفاع عنهما ضد تشكيلات قبلية أخرى منافسة خاصة في السهل “الأزغار”.

تسعى القبيلة إلى منع انفصال حق الانتفاع من الموردين (الأرض والماء)، أو حصول أجانب “البراني” (كل فرد خارج القبيلة) عن هذا الحق. لذلك نجد أن روابط المصاهرة منعدمة بين بعض القبائل، خاصة تلك المتنافسة فيما بينها (أوريكة ومسيوة مثلا)، وفي حال تم ذلك فإن الفاعل يعتبر على أنه قد ألحق “العار” على “اجماعة” والقبيلة، بما لكلمة “العار” من حمولة معنوية واخلاقية لدى هذه المجتمعات. تعد النساء حسب تعبير الساكنة المحلية كالشعاب، إذ كما تقسم الجبال تقسم الأرض و”اجماعة” والقبيلة التي تعتز وتحافظ، من هذا المنطلق، على نسبها وبنيتها السلالية، فالنساء ” كما يقسمن الدم يقسمن الأرض والماء والقبيلة أيضا”، فالقبيلة هنا مرتبطة بروابط الدم والجوار والملح.

3. الطقوسي في التنظيمات السوسيواقتصادية

تمارس عدة طقوس احتفالية بالقرب من ضريح أحد الأولياء الذين يشكلون مكانة مركزية في النظام الاجتماعي والاقتصادي لـ “اجماعة” خاصة في النظام الرعيوزراعي، بحيث نجد كل الجماعات مرتبطة بوالي معين متواجد في أراضيها. يقوم الوالي بحماية “اجماعة”، وطلب هذه الحماية يكون بشكل فردي أو جماعي بإقامة مجموعة من الطقوس. غير أن المُميز بالأطلس الكبير الغربي هو أن مجموعة من هذه الطقوس نسوية في معظمها، كما أنها في نفس الآن مرتبطة بالولايا (إمي الزهرة، إمي تاعزة،، ستي فاضمة…) وهي التي سيتم التركيز عليها في هذا المحور.

1.3 “تغرسي” أو الذبيحة: لافتتاح موسم الحرث

تتفق “اجماعة”، على يوم معين، يكون غالبا قبل عمليات الحرث والبيذار، لإقامة طقس الذبيحة الذي يحتفل به في المجال المقدس للوالي (فضاء الزاوية ومجالها المحيط بها)، ويشارك في هذه العملية، إضافة إلى “اجماعة”، مختلف فروع الوالي والشرفاء (إكْرَّامْنْ) المنتسبين لسلالته. بعد عملية ذبح الأضحيات ترفع أدعية من طرف أحد الشرفاء، وهي أدعية تنصب كلها حول إنزال البركة بـ “اجماعة”، وبزراعتها وماشيتها وقضاء مختلف حوائجها. تعتبر الذبيحة (“تغرسي بالاصطلاح المحلي) أضحية لافتتاح موسم الحرث، فبعد الاحتفال فعلا، يقال أن “لبلاد” أصبحت “مفتوحة”، والفلاحون بإمكانهم حينها حرث وتسميد وسقي الحقول، وإعلان بداية عمليات السقي والتسميد والحرث. ينحصر دور النساء في هذا الطقس في الأعمال المنزلية المرتبطة بتهييء الذبيحة وعمليات الطهي وتحضير الوجبات[9].

خريطة) 1(: أهم الطقوس الرعيوزراعية

المصدر: عمل شخصي

2.3 “معروف” إمي الزهرة: طلب الاستسقاء وتوطيد ملاحم التآزر

يعتبر “المعروف” طقسا نسويا بامتياز، إذ تعمد نساء من “اجماعة” إلى الاتفاق بينهن على يوم السابع من عيد المولد النبوي لإقامة هذا الطقس، بينما يظل المكان المتعارف عليه دوما جوار ضريح الولية (إمي الزهرة).

يعتبر “المعروف” طقسا غير دوري مؤخرا، إذ غالبا ما يتم اللجوء إليه في حالة تواتر الجفاف وضعف المحاصيل، فيتم احضار نصيب من الزبدة ودقيق الذرة والشعير واللبن من طرف النساء، لطهي وجبات توزع بالتساوي على كل كانون “تكات” كتعبير على نوع من أو التعاضد و التآزر بين مختلف الأسر (تكاتين)، بينما تُقيم النساء وجبة مشتركة بينهن بالقرب من الولية. يقام هذا الطقس طلبا لإنزال المطر والبركة ولتوطيد التلاحم الذي يجمع مكونات “اجماعة”، ويمكن اعتباره كذلك )المعروف( وجبة قربانية محتفى بها جماعيا.

3.3 طقس”أركوكو لانزال “البركة” ورفع الضرر عن الماشية

يمارس طقس “أركوكو ” ( معروف أركوكو) بأكدال أوكايمدن (مرعى جماعي للماشية تمتلكه قبيلتي غيغاية واوريكة بالأطلس الكبير الغربي)، حيث تحتفي نساء القرى المنتجعات بالأكدال بشعائر “اركوكو”، وهي وجبة مشتركة من طحين الشعير يوم الخامس عشر من الإقامة بالأكدال (تاريخ مغادرة أول قرية للعزيب -الأكدال-)، وفي نفس اليوم تجمع الزبدة لزاوية سيدي فارس.

بعد انتهاء النساء من الأكل تُقرأ الفاتحة، ويبدأن في التضرع للولية إمي الزهرة” وإلى الولي “سيدي فارس” طلبا لإحلال البركة على الماشية وصرف كل الشرور، ثم يوجهن وجوههن صوب المشرق (القبلة) مكررات نفس الشعائر.

4.3 موسم ستي فاضمة: طلب انزال “البركة” على المحصول الزراعي

استمد طقس الموسم من الأعراف الزراعية، ويقام لهدف رئيس يتمثل في البحث عن البركة وضمان محصول فلاحي جيد، وذلك من خلال التبرك بالأضرحة والأولياء الصالحين الذين تقام جوارهم هذه المواسم. وقد يتم الجمع في طقوس الموسم بين الذبيحة وإقامة المعروف في الأيام التي ينظم بها الموسم، وهو الحال الذي ينطبق على موسم ستي فاظمة[10].

تعتبر الزيارت والهدايا القربانية منتجات الأرض والماشية، وتدخل النقود ضمن الهدايا كذلك وقت الطقوس الشفوية (الأدعية) أو توضع في صندوق الولي. وسواء تعلق الأمر بجماعات أو أفراد، فالكل يضحي أساسا بالشعير والذرة والزبدة والماشية، ومن هذا المنطلق يتبين أن طبيعة هذه القرابين تبرز العلاقة الوطيدة بين الطقس الذي تندرج في إطاره، والنظام الرعيوزراعي الذي يحدد النية والمبتغى من وراءها[11]، ويمكننا وصفها بأنها قرابين استهلاكية وطلائعية.

4. الدور المركزي للنساء في نظام الإنتاج الفلاحي التقليدي

تعتبر “تكات” كما أشير له سابقا الوحدة الأساس التي تتشكل منها “اجماعة” ولبنة البناء القبلي، كما أنها تعد، إلى جانب ذلك، الخلية الأولى التي يرتكز عليها الإنتاج الفلاحي. وينبني كل إنتاج بهذا المجال الجبلي على ثالوث الزراعة والغراسة والرعي، لا كسلاسل إنتاج منفصلة، بل كبنية إنتاجية محلية تراعي فقط الخصوصيات المحلية والحاجيات الأسرية. في هذا الإطار لا يمكن الحديث عن الأسرة كوحدة فلاحية منتجة بمعزل عن المرأة باعتبارها مرادفا لهذه الأخيرة واعتبارا لدورها الوظيفي في هذا النظام الإنتاجي.

1.4 جمع حطب التدفئة والطهي

توفر الغابة مجالا زراعيا “احتياطيا” أم مكملا ومصدرا لبعض الموارد العلفية، غير أن النساء تترددن عليها بشكل شبه يومي لجمع الحطب، فهو حاجة ملحة تلبيها الغابة بشكل مستمر رغم التزايد الذي يشهده استعمال الغاز. والملاحظ أن النساء لا يسعين من خلال ترددهن على الغابة إلى توفير الحاجيات فقط، بقدر ما تعملن على توفير مخزون احتياطي لفترات الشتاء، وبذلك نجد أن أغلب المساكن، التي لأصحابها ارتباط وثيق بالغابة، مرفقا داخليا خاصا لخزن الحطب.

يعتبر الطهي والتدفئة أهم أهداف استخراج الساكنة للحطب من الغابة، فجمع الحطب الموجه للاستعمال المنزلي يعد عملا مستمرا ومتواترا في الجبال المتوسطة والعليا، حيث نجد النساء بمجموعات من أربع أو خمسة أفراد يذهبن للبحث عن الحطب في بعض الأحيان بعيدا منازلهن ثلاث أو أربع ساعات.

تتقارب نسبيا مختلف كميات الحطب المجمعة من الغابة والتي حددها مجموعة من الباحثين الذين تناولوا الأطلس الكبير الغربي بالدراسة، ويمكن تلخيص ذلك في الجدول الموالي.

الجدول (1): كمية الحطب المجمعة بالطن خلال سنة حسب بعض الباحثين

الباحث كمية الحطب المجمعة بالطن/السنة مجال البحث ملاحظات
نيكولاس مونتيس[12]

Nicols Montès

6 وادي ازادن كمية تمثل جميع الاستعمالات
سعيد منير[13] 11,76 أيت واسيف
أحمد بلاوي[14] 5,46 الأطلس الكبير الغربي ــــ
لوران اوكلير[15]

Laurent Auclair

6 الأطلس الكبير مع الإشارة إلى أن الغاز يلبي 10% من حاجيات الساكنة

المصدر: دراسة بيبليوغرافية

2.4 تدبير المراعي المسقية “اكودلان”

تتولى النساء تدبير الأكدال المسمى “بأكدال ن تاركا” (أكدال الساقية) أو “أكدال ن واسيف” (أكدال الواد)، وهو مجال يتم استغلاله بشكل موسمي حسب طبيعة المزروعات الممارسة وحسب حاجيات قطيع الماشية للكلأ. يتم، في هذا الإطار، تخصيص مجال مسقي تقوم النساء بحمايته ويمنعن ولوجه حتى على أفراد العائلة.

عندما ينضج العشب (توكا) في بداية شهر يونيو، وبعد أيام معدودات تأتي النساء في مجموعات صغيرة والمنجل بيدهن ليحصدن العشب الذي غالبا ما يبلغ علوه عشرين سنتيمترا ويربطنه في حزمات، ويبقى العشب المحصود في مكانه يجف لمدة تتراوح ما بين 5 و10 أيام، وبعد هذا ينقل لمكان مخصص له في البيت قصد تخزينه كغذاء للماشية في فصل الشتاء، وبعد هذه العملية تسقي النساء الأكدال للمرة الثانية إلى حدود شهر دجنبر لإنتاج عشب جديد يسمى “أكَّاز” ترعى به الأبقار[16].

3.4 تربية الماشية واختصاص النساء في العناية بالأبقار

تعتبر تربية الأبقار نشاطا نسويا بامتياز، فبقاؤها في الاسطبل أو رعيها بأكدال “ن تَاركا” بالقرب من المسكن يجعل هذه المأمورية تحث إشراف الإناث منذ سن الطفولة، وهو نفس الدور الذي تتولاه النساء خلال الانتجاع بأكدال أوكايمدن، في حين يقتصر دور الرجل في هذا الإطار على البيع والشراء أو عقد الشُركات.

بفعل هذا الارتباط “الحميمي” بين المرأة والبقرة فإن العرف يقتضي أن يضحى من أجلها رمزيا ببقرة عند الزواج، إذ لا يمكن للعروس أن تذهب لبيت زوجها إلا بعد القيام بهذا الأمر، كما أن امتلاك الزوج لبقرة يعد أحيانا ضروريا للزواج، ما يشكل ذلك دلالة على العلاقة بين تربية الماشية والزواج وإنشاء الأسرة.

5. خلاصات واستنتاجات:

ترتكز الممارسات الفلاّحية على تفاعل عدة عناصر قد توفر فرصا وقواعد يمكن اعتمداها في التنظيمات الفلاحية العصرية، بشكل يمكن أن يوجه أهداف الفلاحة التضامنية التي تسعى المشاريع الفلاحية للدولة أو هيئات المجتمع المدني إلى إنجازها بكثير من المجالات الفلاحية المغربية. يمكن إجمال ما يمكن استخلاصه من الممارسات الفلاّحية في النقط التالية:

  • العمل بتفاعل متوازن مع البيئة Working with nature:

تعتبر الموارد الايكولوجية رأسمال الإنتاج الفلاحي، لذا يتم العمل “معها” لا ضدها من خلال الحرص على المحافظة على التربة وتخصيبها البيولوجي بشكل مستمر، ويتم تنويع الإنتاج حسب المستويات الايكولوجية ما يخفف الضغط على الموارد التي تسهر التنظيمات التقليدية دوما على صيانتها من خلال عدة مواثيق وأعراف.

  • الاستقلالية والتعاون :

يرتكز الاقتصاد الفلاّحي على تدعيم استقلالية الأسر والاستغلاليات من خلال تحجيم أو فك ارتباطها بالمدخلات (المقتنيات من البذور والأعلاف والأسمدة)، بمقابل يتم تجاوز العوائق الاقتصادية من خلال تآزر الأفراد (ذكور/إناث) والمجموعات (أسر و “اجماعة” وأحيانا قبائل) فيما بينها.

  • الاستمرارية والانتقالية:

ضمنت، ولمدة طويلة، الأعراف استمرارية البنيات التقليدية ووظيفيتها وانتقالها بين عدة أجيال. كما أن هذه البنيات حافظت على الرأسمال العقاري وعلى الموارد الحيوية التي شكلت أساس وجودها (الأرض والماء) وقامت بتوزيعها بشكل منصف بين مجموعاتها؛

  • توزيع الأدوار والوظائف:

ارتكز الإنتاج الفلاّحي على مبدأ دمج واندماج كل الفئات في مسلسل الإنتاج بشكل حقق نوع من التكامل مع الحاجات والموارد المتاحة. إضافة إلى كونه توزيع فئوي (حسب النوع أو السن)، فهو توزيع مجالي حقق توازنا ما بين ما توفره أعالي السفوح وأعماق الأودية.

  • تحقيق تنمية محلية ذاتية (داخلية):

يعتبر الفلاح كفرد (ذكر أو انثى)، أو مجموعات، فاعلون ديناميون داخل التنظيم (القبلي أو الأسري) ويشاركون في شبكة فلاحية محلية (a local agricultural sharing network)، ويستثمرون في الأنشطة التضامنية من خلال التعبئة الجماعية والتكافلية لاستصلاح السواقي والأراضي وتجاوز عوائق الإنتاج بشكل يتحقق لكل فرد من هذه التعبئة مصلحة الانتفاع الجماعي غير القابلة للانشطار وهو أمر قد يعد حافزا للمواصلة على المشاركة في الفعل الجماعي وتجنب سلوك واستراتيجية “التذكرة المجانية”.

خاتمة:

شكلت الممارسات الفلّاحية النسوية أحد أهم الأسس التي انبنى عليها الإنتاج، وكانت أبرز ما يؤطر كثيرا من أساليب التدبير التي اعتمدتها التنظيمات العرفية المحلية بشكل وجه مختلف أشكال استغلال الموارد الفلاحية المتوفرة. ورغم أن جل النظم العرفية تُميز بشكل ضمني أو علني العمل والأدوار حسب النوع الاجتماعي، إلا أنها في كنه مواثيقها تحقق تكاملا وظيفيا وتدمج مختلف مكونات التنظيم (الأسري، القبلي) في منظومة سوسيو اقتصادية قوامها تحقيق التوازنات وتقاسم المنافع الجماعية.

تلاشت التنظيمات القبلية، إلا أن “اجماعة” لازالت في كثير من المناطق بالأطلس الكبير الغربي حاضرة وذات دور وازن سواء ضمن إطارها العرفي أو في الإطار المؤسساتي الجديد (جمعيات الدوار)، ولازالت المرأة محافظة على دورها الحيوي ضمن وحدة “تكات” من حيث رمزيتها كأساس البناء الأسري أو كمرادف للأسرة باعتبارها وحدة إنتاج فلاحي. لكن لا ينفي هذا الأمر أن هناك مجموعة من التحولات مست التنظيمات والممارسات بشكل يتوافق مع تحول في بنيات الإنتاج وأنماط العيش، خاصة مع تنوع المداخيل وبروز ونفوذ أنشطة جديدة.

أهم المراجع والمصادر:

  • حمودي عبد الله، الشيخ والمريد النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، ترجمة عبد المجيد جحفة، سلسلة المعرفة الاجتماعية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 2010.
  • رشيق حسن، سيدي شمهروش الطقوسي والسياسي بالأطلس الكبير، ترجمة جحفة عبد المجيد والنحال مصطفى، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2008.
  • محمد مهدي، رعاة الأطلس: الإنتاج الرعوي، القانون والطقوس؛ ترجمة عياد أبلال وإدريس المحمدي، مراجعة عز الدين الخطابي؛ منشورات المركز المغربي للعلوم الاجتماعية، 2013.
  • Ait Hameza Mohammed ; Etude sur les institutions locales dans le versant sud du haut atlas, Ourzazate, Projet transhumance et biodiversité, 2002.
  • Auclair Laurent ; L’appropriation communautaire des forêts dans le Haut Atlas marocain, Cahiers des sciences humaines 32, 1996, p 182. (En ligne) http://www.documentation.ird.fr/hor/fdi:010008284, consulté le 30/07/2011.
  • Berriane Mohammed ; Le Moussem au Maroc ; tradition et changements ; Géographie et cultures n°7 ; l’Harmattan ,1993.
  • Mahdi Mohammed ; Les pasteurs de l’Atlas, production pastorale, droit et rituel, Fondation Konrad Adenauer, 1999.
  • Mounir Said. Ressources forestières et contraintes socio-économique chez les Ait Oussif du Haut Atlas de Marrakech, Cahiers de la recherche de l’UFR DAR, Univ. Mohamed V, Rabat, 2003.
  • Nicols Montès ; Potentialités, dynamique et gestion d’une formation arborée genévrier thurifère (JUNIPERUS THURIFERA) des Atlas Marocains : cas de la vallée de l’Azzaden, Thèse de doctorat en Géographie-Aménagement, Univ. Toulouse le Mirail, 1999.
  • Pascon Paul, Le Haouz de Marrakech ; Edition nationales et internationales, Tanger, 1977.
  • Thorner Daniel ; « L’économie paysanne » concept pour l’histoire économique. In : Annales. Economies, sociétés, civilisations, 19ᵉ année, N. 3, 1964, pp. 417-432.
  • Thorner Daniel ; Une théorie néopopuliste de l’économie paysanne : l’école de A. V. Chajanov. In : Annales. Economies, sociétés, civilisations. 21ᵉ année, N. 6, 1966. pp. 1232 – 1244.

الهوامش:

  1. Thorner Daniel ; Une théorie néopopuliste de l’économie paysanne : l’école de A. V. Chajanov. In: Annales. Economies, sociétés, civilisations. 21ᵉ année, N. 6, 1966. p. 1237.
  2. Thorner Daniel ; «L’ économie paysanne » concept pour l’histoire économique. In: Annales. Economies, sociétés, civilisations, 19ᵉ année, N. 3, 1964. p. 418.
  3. Ait hameza Mohammed ; Etude sur les institutions locales dans le versant sud du haut atlas, Ourzazate, Projet transhumance et biodiversité, 2002, p 4 .
  4. حمودي عبد الله، الشيخ والمريد النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، ترجمة عبد المجيد جحفة، سلسلة المعرفة الاجتماعية، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 2010، ص 102.
  5. Pascon Paul, Le Haouz de Marrakech ; Edition nationales et internationales, Tanger.1977, p 150.
  6. حمودي عبد الله، الشيخ والمريد …، مرجع سابق، ص 47.
  7. Mahdi Mohammed ; Les pasteurs de l’Atlas, production pastorale, droit et rituel, Fondation Konrad Adenauer, 1999, p 41.
  8. رشيق حسن، سيدي شمهروش الطقوسي والسياسي بالأطلس الكبير، ترجمة جحفة عبد المجيد والنحال مصطفى، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2008، ص 71 (الهامش).
  9. Mahdi Mohammed ; Pasteur de l’Atlas… ; opt cité ; p164.
  10. Berriane Mohammed ; Le Moussem au Maroc ; tradition et changements ; Géographie et cultures n°7 ; l’Harmattan ,1993, p 28.
  11. محمد مهدي، رعاة الأطلس: الإنتاج الرعوي، القانون والطقوس؛ ترجمة عياد أبلال وإدريس المحمدي، مراجعة عز الدين الخطابي؛ منشورات المركز المغربي للعلوم الاجتماعية، 2013، ص 152.
  12. Nicols Montès ; Potentialités, dynamique et gestion d’une formation arborée genévrier thurifère (JUNIPERUS THURIFERA) des Atlas Marocains : cas de la vallée de l’Azzaden, Thèse de doctorat en Géographie-Aménagement, Univ. Toulouse le Mirail 1999, p 173.
  13. Mounir Said. Ressources forestières et contraintes socio-économique chez les Ait Oussif du Haut Atlas de Marrakech, Cahiers de la recherche de l’UFR DAR, Univ. Mohamed V, Rabat, 2003, p19.
  14. بلاوي أحمد، عن بوجروف السعيد ، الجبال المغربية…، مرجع سابق، ص 153.
  15. Auclair Laurent ; L’appropriation communautaire des forêts dans le Haut Atlas marocain, Cahiers des sciences humaines 32, 1996, p 182. (En ligne) http://www.documentation.ird.fr/hor/fdi:010008284 , consulté le 30/07/2011.
  16. مهدي محمد، رعاة الأطلس…، مرجع سابق، ص 69، بتصرف