آراء الفراء النحوية في كتاب البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات بن الأنباري577ه

د. عبد العزيز فرج رمضان بالقاسم المريمي1

1 كلية التربية، جامعة بني وليد، ليبيا.

HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31026

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/10/2022م تاريخ القبول: 19/09/2022م

المستخلص

يقوم هذا البحث على استخلاص آراء الفراء النحوية في كتاب(البيان في غريب إعراب القرآن), ودراستها دراسة تحليلية تربط بين كتب النحو, وخاصة كتب المتقدمين, وكتب إعراب القرآن الكريم ومعانيه بدءًا من الكسائي في معانيه, وانتهاءًا بالألوسي في روح معانيه.

ويعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي في عرض المادّة، فهو يعمد إلى وضع آراء الفراء في كتاب البيان في مسائل نحويه ومن ثم عرض الأقوال فيها، وتحليل الآراء، ثمّ يختار الأقرب والأصوب في نهاية كلّ مسألة بما يتلاءم مع طبيعة اللغة وروحها.

وقد جاء هذا البحث في مقدمة وسبع مسائل وخاتمة.

جاءت المقدمة محددة للموضوع ومبينة مادته وأهدافه ومنهج الدراسة وخطة الدراسة والدراسات السابقة.

وجاءت المسائل على النحو الآتي:

المسألة الأولى: جواز الابتداء في(ألم).

المسألة الثانية:ظرف الزمان المبهم إذا أضيف إلى معرب.

المسألة الثالثة: ( لكنّ) إذا وقعت بعدها الجمل قد تقترن بالواو وقد لا تقترن.

المسألة الرابعة🙁 من) بين كونها استفهامية أو موصولة.

المسألة الخامسة:إعراب(أي)إذا أضيفت وحذف صدر صلتها.

المسألة السادسة:توجيه قراءة﴿وإنّ هَذِهِ أُمَّتُكُم﴾.

المسألة السابعة:عامل النصب في المستثنى.

ثُمّ الخاتمة:وقد تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث منها:

  • يعد هذا البحث سجلاً لآراء الفراء, حيث أفرد آرائه وناقشها.
  • تجلية القول في مجموعة من مسائل النحو الكوفي,وذلك من خلال بيان آراء شيخهم الفراء.
  • كان ابن الأنباري دقيقاً في نقل آراء النحاة,وتجلى ذلك واضحاً من خلال نقل آراء الفراء بالعودة إلى المصادر وتتبع رأي الفراء فيها.
  • ربط البحث في مسائله بين كتب النحو, وكتب الخلاف النحوي,وكتب إعراب القرآن ومعانيه.

وقد ذيلت هذا البحث بفهرس لأهم المراجع والمصادر التي اعتمدت عليها.

المقدمة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..أمّا بعد:

فإنّ الله سبحانه شرّف هذه اللغة بأن جعلها لسان كتابه الكريم, فنالت بذلك مكانة وحفظاً من الله عزّ وجل بحفظه لكتابه الكريم.

وقد قيض الله لها علماء فضلاء نذروا أنفسهم في خدمة هذه اللغة والعناية بها،

ومن أولئك الأعلام الإمام الفراء ،أحد أعلام الكوفيين الذي يعد مؤسس المدرسة الكوفية في النحو ، وصاحب كتاب معاني القرآن وقد تلقى العلماء آراءه وتناقلوها جيلاً بعد جيل ومنهم الإمام ابن الأنباري أحد أعلام الأمة ,والذي بلغ صيته ومؤلفاته الآفاق , ومن أعظم مؤلفاته كتابه (البيان في غريب إعراب القرآن),وقد قمت باستقراء آراء الفراء في كتاب البيان ,فزادت على العشرة آراء عزاها ابن الأنباري إليه

وآثرت أن يكون بحثي حول هذه الآراء في التثبت من صحة نسبتها إليه,وكيفية تناول ابن الأنباري لها,ومناقشة هذه الآراء في آراء العلماء الآخرين وأثر هذه الآراء في الدراسات النحوية.

وقد رأيت بعد أن جمعت آراء الفراء في كتاب البيان أن أتناول كل رأي في مسائلة ,وقد وضعت عنواناً لكل مسألة للتعرف على الموضوع الذي تتضمنه المسألة فجاءت على النحو الآتي:

المسألة الأولى: جواز الابتداء في(ألم):

قال أبو البركات في قوله تعالى:﴿ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾([1]), :” وقد أجاز الفراء أن تكون (ألم) مبتدأ,و(ذلك)خبره ,وأنكره أبو إسحاق الزجاج”.([2])

وبيان هذه المسألة فيما يأتي:

يجعل الفراء قوله(ألم) ابتداء, و(ذلك) الخبر, تقديره عنده:حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب.

قال الفراء:”وقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ يصلح فيه (ذلك) من جهتين, وتصلح فيه (هذا) من جهة, فأما أحد الوجهين من(ذلك) فعلى معنى: هذه الحروف يا أحمد, ذلك الكتاب الذي وعدنك أن أوحيه إليك.والآخر:أن يكون(ذلك) على معنى يصلح فيه (هذا)؛ لأن قوله (هذا) و(ذلك) يصلحان في كل كلام إذا ذكر ثم أتبعته بأحدهما بالإخبار عنه…”. ([3])

قال أبو جعفر النحاس:”يكون بمعنى هذا ذلك الكتاب,فيكون خبر هذا, ويكون بمعنى ( ألم ذلك) هذا قول الفراء, أي:حروف المعجم ذلك الكتاب, واجتزئ بعضها ببعض”.([4])

ونقل مكي([5]) وأبو البركات الأنباري([6]) اعتراض أبي إسحاق الزجاج على قول الفراء, ولم يبينا وجه الإنكار, وبالرجوع إلى معاني القرآن وإعرابه وجدت الزجاج يقول:” وموضع (ذلك) رفع؛ لأنه خبر ابتداء على قول من قال:هذا القرآن ذلك الكتاب”.([7])

ثم قال:”وكذلك يحب أن يكون موضع (ذلك) رفعاً فيمن جعل(ذلك) خبراً عن (ألم). ولم يذكر أي وجه للاعتراض.

وللمعربين في موضع(ألم) أوجه:

أحدها: الجر على القسم, وحرف القسم محذوف, وبقى عمله بعد الحذف؛ لأنه مراد, فهو كالملفوظ به, كما قالوا:الله لتفَعَلَنَّ, في لغة من جر. ([8])

والثاني:موضعها نصب,وفيها وجهان:

أحدهما:وهو على تقدير حذف القسم,كما تقول:الله لأفعلنَّ,والناصب فعل محذوف تقديره:التزمت الله؛أي:اليمين به. ([9])

والثاني:هي مفعول بها تقديره:اتل ألم. ([10])

والوجه الثالث: يجوز أن يكون موضعها رفع على معنى: هذا (ألم) أو (ذلك) أو (هو). ([11])

المسألة الثانية:ظرف الزمان المبهم إذا أضيف إلى معرب

قال أبو البركات الأنباري عند إعراب قوله تعالى:﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِيْنَ صِدْقُهُمْ﴾([12]) قرئ (يَوْمُ) بالرفع والنصب. ([13])

قال:”والنصب على الظرف , وتقديره:قال الله هذا القول في يوم ينفع, والعامل فيه (قال), ويجوز أن يكون متعلقاً بمحذوف مقدر, وتقديره:هذا واقع يومَ ينفع, فحذف واقع, ويجوز على قول الفراء([14]):أن يكون مبنياً على الفتح لإضافته إلى الفعل , فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع رفع, وأن يكون في موضع نصب, وهذا ضعيف لأن الظرف إنما يبنى إذا أضيف إلى مبني كالفعل الماضي, أو (إذ)كقوله تعالى:﴿ومنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾([15]), و(ينفع) فعل مضارع معرب فلا يبنى الظرف لإضافته إليه؛ فلهذا كان هذا القول ضعيفاً”.([16])

وبيان هذه المسألة فيما يأتي:

من الظروف التي تبنى جوازاً لا وجوباً أسماء الزمان المبهمة إذا أضيفت إلى الجمل, والمراد بالمبهمة:ما لا يختص بوجه,كـ (حين, ومدة, ووقت, وزمن) وهده الظروف كـ ( يوم, وليلة, وعشية) تضاف إلى المفردات , وتضاف إلى الجمل, فإن كانت بمعنى الاستقبال أضيفت إلى الجملة الفعلية؛ لأنها بمنزلة(إذا), وإن كانت بمعنى الماضي أضيفت إلى الجملة الاسمية ,وإلى الجملة الفعلية ؛ لأنها إذ ذك بمنزلة(إذ) فتضاف إلى ما تضاف إليه(إذ)” ([17]).

فيجوز في الزمان المحمول على(إذ وإذا) إذا أضيف إلى جملة الإعراب على الأصل في الأسماء , والبناء على الفتح حملاً عليهما أي :على(إذ وإذا) لأنهما مبنيان لشبه الحرف في الافتقار المتأصل إلى جملة”.([18])

والجملة المضاف إليها في هذه الحالة قسمان:

أولا: ما يضاف إلى الماضي,فيجوز فيها الإعراب والبناء, أما الإعراب فعلى الأصل, ولعدم لزومها الإضافة إلى الجملة.

أمّا البناء:فقيل الحمل على(إذ وإذا), وقيل:الاعتداد بالافتقار العارض لهذا الظرف, وتنزيل الافتقار العارض منزلة الافتقار المتأصل الذي أوجب البناء لــــ(إذ وإذا) والموصولات. ([19])

ثانياً:ما وليه الفعل المضارع أو الجملة الاسمية.

إن كانت هذه الظروف مضافة إلى جملة فعلية , والفعل المضارع, أو إلى جملة اسمية فالإعراب هو المشهور من كلام العرب. ([20])

واختلف النحويون في البناء, فالكوفيون([21]) يرجحون الإعراب, ويجيزون البناء, واستدلوا بقراءة نافع, بنصب (يومَ) في قوله تعالى:﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقينَ صِدْقَهُمْ﴾

قال الفراء([22]):وقوله: ﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقينَ صِدْقَهُمْ﴾ ترفع (اليوم) بـــ(هذا), ويجوز أن تنصبه؛ لأنه مضاف إلى غير اسم, كما قالت العرب:مضى يوْمَئذ بما فيه, ويفعلون ذلك في موضع الخفض, قال الشاعر:

رَدَدْنَا لِشَعْثَاءَ الرَّسُلَ وَلا أَرَى كَيَوْمَئِذٍ شَيْئاً تُرَدُّ رَسَائِلُهْ([23])

ويجوز خفضه في موضع الخفض, كما جاز رفعه في موضع الرفع, وما أضيف إلى كلام ليس فيه مخفوض فافعل به ما فعلت في هذا كقول الشاعر:

عَلَى حِينَ عَاتَبْتَ الْمَشِيبَ عَلَى الصِّبَا وقُلْتُ أَلَمَّا أَصْحُ وَالشَّيْبُ وَازِعُ([24])

ويفعل ذلك في :يوم, وليلة, وحين, وغداة, وعشية, وزمن…وقد يكون قوله : ﴿هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقينَ صِدْقَهُمْ﴾ كذلك.

فجاز في (يوم) أن يكون مبنياً على الفتح, وحجة من أجاز البناء أن الأصل في الإضافة لا تكون للجملة حتى تقرن بحرف يصرفها إلى المفرد, ولكن العرب اتسعت في الحروف من غير حرف يرد الجملة في تأويل المفرد, فكان الظرف في الأصل مضاف إلى الحرف, ولذلك قلّ, وإن كان الأكثر هنا الإعراب. ([25])

أمّا البصريون([26]) فإنهم يوجبون الإعراب إذا أضيفت هذه الظروف إلى الجملة الفعلية التي فعلها مضارع, أو إلى الجملة الاسمية, وخرجوا ما استدل به الكوفيون, بأنّ وجه النّصب في قراءة نافع, أن يكون (يَوْمَ) منصوب على الظرف للقول, والتقدير: قال الله هذا القول, أو هذا القصص, أو هذا الكلام(يوم ينفعُ الصّادقينَ صدقهُم),و(هذا) مفعول(قال), ويجوز أن يكون المعنى على الحكاية,و(هذا) مرفوع بالابتداء, و(يومَ ينفعُ) نصب على الظرف لعامل مضمر,وهو خبر المبتدأ, والتقدير:هذا واقع يوم ينفع الصادقين. ([27])

وقد مال إلى رأي الكوفيين ابن مالك, وقال:”فإن كانت الجملة اسمية أو فعلية مصدرة بمضارع معرب جاز الإعراب باتفاق,والبناء عند الكوفيين, ولصحة الدلالة على ذلك نقلاً وعقلاً, فمن الدلائل النقلية قراءة نافع ﴿هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ الصَّادِقينَ صِدْقَهُمْ﴾ بنصب اليوم مع إن المشار إليه هو اليوم لاتفاق الستة على الرفع, فلو جعلت الفتحة فتحة إعراب لامتنع أن يكون المشار إليه اليوم, لاستلزم ذلك اتحاد الظرف والمظروف, وكان يحب أن يكون التقدير مبايناً للتقدير في القراءة الأخرى, ومع أن الوقت واحد والمعنى واحد , إلا أن المراد حكاية المقول في ذلك اليوم , فلابد من كونها ما يقتضي اتحاد المعنى دون تعدده , وكفتحة (يومَ ينفعُ) فتحة ﴿يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ﴾ ([28]) “. ([29])

واختار جواز البناء أيضاً:ابن هشام,وقال:فإن كان المضاف إليه فعلاً معرباً,أو جملة اسمية,فقال البصريون يجب الإعراب,والصحيح جواز البناء. ([30])

يتضح لنا مما سبق أن ابن الأنباري قد ضعف مذهب الفراء في بناء أسماء الزمان المبهمة إذا أضيفت إلى الجمل الفعلية التي فعلها معرب , وعلى هذا يكون قد تبع مذهب البصريين الذين يوجبون الإعراب في هذه الظروف, وإنني أميل إلى ما ذهب غليه الكوفيون ومن تبعهم من البصريين من جواز بناء الظرف المبهم إذا أضيف إلى الاسم أو إلى الفعل المضارع المعرب, وذلك لأسباب:

منها:أن الأصل في الإضافة لا تكون للجملة حتى تقرن بحرف يصرفها إلى المفرد, ولكن العرب اتسعت في الظروف من غير حرف يردُّ الجملة في تأويل المفرد, فكان الظرف في الأصل مضاف إلى الحرف, ولذلك بني, وإن كان الأكثر هنا الإعراب.

ومنها:ورود السماع بذلك كما في قراءة نافع السابقة.

وكما علل ابن مالك:من أن المشار إليه اليوم لاتفاق الستة على الرفع,فلو جعلت الفتحة فتحة إعراب؛لامتنع أن يكون المشار إليه اليوم؛لاستلزام ذلك اتحاد الظرف والمظروف…الخ. ([31])

المسألة الثالثة: ( لكنّ) إذا وقعت بعدها الجمل قد تقترن بالواو وقد لا تقترن

قال أبو البركات عند إعرابه قوله تعالى﴿ولَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾([32])

ذهب جماعة من النحويين إلى أن الاختيار في (لكن) إذا جاءت معها الواو أن تكون مشددة,وإذا جاءت بغير واو تكون مخففة.

قال الفراء:لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت (بل) فخففت لتكون مثلها في الاستدراك, وإذا جاءت بالواو خالفت فشددت, فمن شددها كان ما بعدها منصوباً لأنه اسمها, ومن خففها رفع ما بعدها على الابتداء وما بعده الخبر”.([33])

وبيان ذلك فيما يأتي:

اختار الكسائي([34]), والفراء, ([35]) وأبوحاتم التشديد في (لكنّ) إذا كان قبلها الواو؛لأنها حينئذ تكون عاملة عمل (إنَّ) وليست عاطفة,والتخفيف إذا لم يكن قبلها واو؛لأنها حينئذ عاطفة فلا تحتاج إلى واو كـ(بل). ([36])

قال الفراء:”فإذا ألقيت من (لكن) الواو التي في أولها آثرت العرب تخفيف نونها, وإذا أدخلوا الواو آثروا تشديدها, وإنما فعلوا ذلك لأنها رجوع عما أصاب أول الكلام, فشبهت بـ(بل) إذا كان رجوعاً مثلها؛ ألا ترى أنك تقول:لم يقم أخوك بل أبوك,ثم تقول:لم يقم أخوك لكن أبوك, فتراهما بمعنى واحد, والواو لا تصلح في (بل) فإذا قالوا:ولكن, فأدخلوا الواو تباعدت من (بل) إذ لم تصلح الواو في (بل),فآثروا فيها تشديد النون, وجعلوا الواو كأنها واو دخلت لعطف لا لمعنى(بل)”. ([37])

قال السمين الحلبي:وقال الكسائي والفراء:”الاختيار تشديدها إذا كان قبلها الواو, وتخفيفها إذا لم يكن”.

وهذا جنوح منهما إلى القول بكونها حرف عطف, وأبعد من زَعْم ِ أنها مركبة. ([38])

المسألة الرابعة:( من) بين كونها استفهامية أو موصولة:

قال أبو البركات عند إعرابه قوله تعالى:﴿إِنَّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ ([39]) (مَنْ) اسم موصول بمعنى (الذي) في موضع نصب بـــ(تعلمون), وزعم الفراء:أنه يجوز أن يكون (من) استفهاماً في موضع رفع, لأنه مبتدأ, و(يأتيه عذاب) خبره,والوجه الأول أوجه”.([40])

وبيان ذلك فيما يأتي:

قوله:( مَنْ يأتيه) جمهور المعربين على أن (من) في موضع نصب بـ(تعلمون) وهو في المعنى مثل:﴿والله يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ﴾([41]), يعلم هذين الجنسين,كذلك المعنى في الآية:﴿فسوف تعلمون﴾ هذين الجنسين.

وهذا الوجه ذكره الفراء, والنحاس, ومكي, والزمخشري, والأنباري, وأبوحيان, وغيرهم. ([42])

وأجاز الفراء أن تكون (مَنْ) استفهاماً, فتكون في موضع رفع.

قال الفراء:”(مَنْ) في موضع رفع إذا جعلتها استفهاماً, ترفعها بعائد ذكرها.وكذلك قوله(ومن هو كاذب)…” ([43]).

وتبعه في ذلك الزمخشري, وقال:”(من يأتيه),يجوز أن تكون (من) استفهامية معلقة لفعل العلم عن عمله فيها, كأنه قيل:سوف تعلمون أينا يأتيه عذاب يخزيه,وأينا هو كاذب,وأن تكون موصولة قد عمل فيها, كأنه قيل:سوف تعلمون الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه,والذي هو كاذب”.([44])

واختار أبو جعفر النحاس القول بأنها موصولة فقال:”(من)في موضع نصب مثل: ﴿ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ ﴾, و﴿من هو كاذب﴾عطف عليها,وأجاز الفراء أن يكون موضعهما رفعاً يجعلهما استفهاماً, ويدل على القول الأول أن (من) الثانية موصولة,ومحال أن يوصل بالاستفهام…”. ([45])

وبمثل هذا اعترض مكي على الفراء,وقال:”وكون(من)الثانية موصولة,يدل على أن الأولى موصولة ـــــــ أيضاًـــــ وليست باستفهام”.([46])

كما اختار الأول ابن عطية فقال:”بعد أن حكى عن الفراء أن تكون موصولة مفعولة بــ(تعلمون),وأن تكون استفهامية مبتدأة مُعلقة لــــ(تعلمون):والأول أحسن,ثم قال:ويقضى بصلتها أن المعطوفة عليها موصولة لا محالة”.([47])

قال أبو حيان:لا يتعين ذلك, إذ من الجائز أن تكون الثانية استفهامية أيضاً, معطوفة على الاستفهامية قبلها, والتقدير:سوف تعلمون أينا يأتيه عذاب, وأينا هو كاذب”.([48])

وعلى هذا يجوز الوجهان في (مَنْ) أن تكون موصولة فمحلها نصب وأن تكون استفهامية فمحلها رفع.

وجعل أبو البركات الأنباري الأول أوجه.

المسألة الخامسة:إعراب(أي)إذا أضيفت وحذف صدر صلتها

قال أبو البركات الأنباري عند إعراب قوله تعالى:﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلّ شِيْعَةٍ أَيَّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِياً﴾([49]):”وأما الكوفيون, فذهبوا إلى أن الضمة في (أيهم) ضمة إعراب, وأنه مرفوع بالابتداء,و(أشَدُّ) خبره,وأنهما يترافعان على ما يقتضيه مذهبهم,وأن(لننزعن)ملغي لم يعمل,فقال الفراء:إنما لم يعمل؛لأن معنى: (لننزعن) لننادينّ, فلم يعمل لأنه بمعنى النداء.

وذهب بعضم إلى أن (أيهم) لم يعمل فيها(لننزعن) لأن (أيهم) فيها معنى الشرط والجزاء, والشرط له صدر الكلام, فلا يعمل فيه ما قبله.

وذهب آخرون إلى أن(لننزعن)عمل في (مِنْ)وما بعدها,واكتفى الفعل بما ذكر معه كما تقول:قتلت من كل قتيل,وأكلت من كل طعام,فيكتفي الفعل بما ذكر معه, فكذلك ههنا.

وذهب آخرون إلى أن تقدير الآية:ثم لننزعن من كل قوم شايعوا,فينظروا:أيّهم أشد على الرحمن عتيا.والنظر من دلائل الاستفهام,وهو مقدر معه.

ولو قلت:لأنظرنَّ أيُّهم أشدُّ,لكان الفعل معلقاً؛لأنّ النظر والمعرفة والعلم من أفعال القلوب, وأفعال القلوب يسقط عملهن إذا كان بعدهن استفهام”([50])

وبيان المسألة فيما يأتي:

اختلف النحاة في رفع (أَيُّهُمْ) في الآية الكريمة ، ذلك أن كلمة (أَيُّهُمْ) جاءت مضمومة بعد الفعل (لننزعن) على قراءة جمهور القراء ,ونعلم أن (أيّأ) إذا أضيفت وحذف صدر صلتها قد وقع بين النحاة خلاف في الضمة الموجودة عليها وهذا الخلاف لا يخلو من أمرين ، إما أن تكون ضمة إعراب أو ضمة بناء ([51]):

أولا : أن تكون الضمة ضمة إعراب ، وفيها عدة أقوال منها :

  1. قول الخليل([52]): وهو أن تكون (أيُّهم) مبتدأ و أشد خبره وهو على الحكاية والتقدير :لننزعن من كل شيعة الفريق الذي يقال له من أجل عتوه أيهم أشد، قال سيبويه عن تخريج الخليل: ” وزعم الخليل أن أيُّهم إنما وقع في اضرب أيُّهم أفضل على أنه حكاية، كأنه قال : اضرب الذي يقال له أيُّهم أفضل ، وشبهه بقول الأخطل :

ولقد أَبِيْتُ مِن الفَتاةِ بِمَنْزِلٍ فأَبيتُ لاَ حَرِجٌ ولا مَحرومٌ([53]).([54])

وتقديره فأبيت لا يقال في هذا حرج ولا محروم .

واختار الزجاج قول الخليل ، قال : ” والذي اعتقده أن القول في هذا قول الخليل ، وهو موافق للتفسير “.([55])

وقد نقل أبو جعفر النحاس عنه هذا الاختيار قال : ” ورأيت أبا إسحاق يختار هذا القول ويستحسنه ، قال : لأنه بمعنى قول أهل التفسير “.([56])

وممن اختار قول الخليل أيضاً ابن السراج قال : ” وهذا الذي اختاره مذهب الخليل “.([57])

ورد سيبويه هذا الرأي قال : ” وتفسير الخليل ذلك الأول بعيد ، إنما يجوز فى شعر أو في اضطرار , ولو ساغ هذا في الأسماء لجاز أن تقول : اضرب الفاسق الخبيث تريد الذي يقال له الفاسقُ الخبيث “.([58])

وأما قول الشاعر فهو عند سيبويه مرفوع بلا ، المشبهة بـ(ليس )، وخبرها محذوف تقديره لا حرج ولا محروم في مكاني.([59])

كما اعترض عليه ابن الأنبارى قال : ” ولو كان كما زعم الخليل : لكان ينبغي أن يجوز أن يقول : اضرب الفاسق الخبيث ، أي اضرب الذي يقال له الفاسق الخبيث ، وهذا لا يجوز بالإجماع ، فكذلك هاهنا ،وأما قول الشاعر: فأَبيتُ لاَ حَرِجٌ ولا مَحرومٌ: فهو مرفوع بـ (لا) كـ (ليس) وخبر ليس محذوف ، وتقديره لا حرج ولا محرم في مكاني “.([60])

2-قول يونس([61]): وهو أن (أيُّهم أشد ) مبتدأ و خبر ، وهذه الجملة في موضع نصب بننزعنّ، ويراه فعلا معلقا عن العمل ، وينزل منزلة أفعال القلوب .

وقد علل أبو البقاء هذا الرأي بأنّ ( ننزعنّ) قد علق عن العمل ؛لأنّ معناه التمييز,والتمييز قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه ,قال:”والثاني:كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاماً,إلاّ أنّ موضع الجملة نصب بننزعنّ , وهو فعل معلق عن العمل ,ومعناه التمييز؛فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه,كقولك: علمت أيهم في الدار,وهو قول يونس”.([62])

وضعف هذا الرأي بأن هذا الفعل ليس من أفعال القلوب ، بل هذا فعل كسائر الأفعال المؤثرة فينبغي ألا يلغى.

ومن النحاة الذين اعترضوا عليه مكي ,حيث قال:”وذهب يونس إلى أنّ (أي) رفع بالابتداء,لا على الحكاية,وتعلق الفعل وهو (لننزعن),فلا يعمله في اللفظ , ولا يجوز أن يعلق مثل (لننزعن) “.([63])

وقال عنه ابن الأنباري : ” وأما قول يونس فضعيف لأن تعليق اضرب ونحوه من الأفعال لا يجوز ، لأنه فعل مؤثر ،فلا يجوز إلغاؤه ، وإنما يجوز أن تعلق أفعال القلوب عن الاستفهام، وهذا ليس بفعل من أفعال القلوب ، فكان هذا القول ضعيفاً جداً “.([64])

وقال الرضي: ” وليس بشيء ، لأن المعلق يجب كونه في صدر جملة ، والمنصوب بنحو : اضرب واقتل لا يكون جملة ، والمعلق إما استفهام ، أو نفى ، أو لام الابتداء ، وأي بعد اضرب واقتل لا تكون استفهامية ، إذ لا معنى لها إلا على وجه الحكاية كما قال الخليل ، بل هي موصولة بعده “.([65])

وقال عنه ابن يعيش:”وهذا ضعيف،لأن التعليق ضرب من الإلغاء ولا يجوز أن يعلق من الأفعال من العمل إلا ما يجوز إلغاؤه ،والذي يجوز إلغاؤه أفعال القلب نحو ظننت و علمت”.([66])

وقال ابن هشام : ” ويرد أقوالهم أن التعليق مختص بأفعال القلوب “.([67])

3-قول المبرد([68]): أن (أيُّهم) فاعل لشيعة لأن المعنى ، والتقدير : لننزعن من كل فريق يشيع أيهم ، وعليه فأيُّهم بمعنى الذي ([69])وبتقدير آخر : ثم لننزعن من الذين تشايعوا أيهم : من الذين تعاونوا فنظروا أيُّهم أشد على الرحمن عتيا.([70])

قال ابن الأنبا ري :” والنظر من دلائل الاستفهام ، وهو مقدّر معه ، وأنت لو قلت (لأنظرن أيهم أشد) لكان النظر معلقا ، لأن النظر والمعرفة والعلم ونحوهن من أفعال القلوب ، وأفعال القلوب يسقط عملهن إذا كان بعدهن استفهام ، فدل على أنه مرفوع لأنه مبتدأ”.([71])

وقد استحسن هذا المذهب أبو جعفر النحاس قال : ” وسمعت على بن سليمان يحكى عن محمد بن يزيد قال : أيهم متعلق بشيعة فهو مرفوع لهذا ، والمعنى : ثم لننزعن من الذين تشايعوا أيهم ، أي من الذين تعاونوا فنظروا أيهم أشد على الرحمن عتيا , وهذا قول حسن “.([72])

وقال ابن عطية ” ويلزمه أن يقدر مفعولا لـ (ننزعن) محذوفا “.([73])

4-قول الكسائى: أن الجملة مستأنفة ، وأن (أي) في الآية استفهامية ، وأنها مبتدأ ، وأشد خبر، ومفعول (ننزع) : كل شيعة ، ومن زائدة وجملة الاستفهام مستأنفة.([74])

وهذا الرأي ذكره الفراء ، وابن الأنبارى ([75])،بدون نسبة إلى أحد ، ونسبه أبو جعفر النحاس([76]),ومكي([77])للكسائى،ونسبه ابن يعيش للكسائي والفراء([78]),ونسبه الرضيّ([79]), والألوسي([80])إلى الأخفش, ونسبه أبو البقاء,([81])وابن هشام ([82]),والسمين الحلبي([83]),والشيخ خالد الأزهري([84])للأخفش, والكسائى .

قال النحاس : ” قال الكسائى:(لننزعن) واقعة على المعنى ، كما تقول لبست من الثياب،وأكلت من الطعام ، ولم يقع (لننزعن) على (أيهم) فينصبها” ([85]) ,ومما دفعه إلى هذا التخريج أنه يرى أن معنى التشايع التعاون([86])، ” والشيعة هم الأعوان ،فتقدير الآية:لننزعن من كل قوم شايعوا فتنظروا أيهم أشد على الرحمن عتيا ، والنظر من دلائل الاستفهام ، وهو مقدر معه، وأنت لو قلت : لأنظرن أيهم أشد ،لكان النظر معلقا ، لأن النظر والمعرفة والعلم ونحوهن من أفعال القلوب، وأفعال القلوب يسقط عملهن إذا كان بعدهن استفهام ، فدل على أنه مرفوع لأنه مبتدأ “.([87])

واعترض عليه ابن هشام بأنه لم تثبت زيادة (من) في الإيجاب.([88])

كما اعترض عليه السمين الحلبي من أنه يخالف في المعنى تخريج الجمهور([89])

5-قول الفراء : أن يكون معنى الفعل ( لننزعن) : لننادين ، فلم يعمل في ( أي ) لأنه بمعنى النداء ([90]) .

قال الفراء :” وفيه وجه ثالث من الرفع:أن تجعل:﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلّ شِيْعَةٍ ﴾ بالنداء،أي:لننادين﴿ أَيَّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِياً﴾ وليس هذا الوجه يريدون “.([91])

وهذا القول نسبه مكي للفراء واستحسن الرفع بالابتداء بعد الفعل (لننادين) لأن هذا الفعل مما يتعلق ولا يتعدى قال : ” وقال الفراء : المعنى (لننزعن) بالنداء ، فيكون معنى (لننزعن) لننادين ، وهذا يتعلق ، ولا يتعدى ، فحسن الرفع بالابتداء ، إذ هو فى موضع فعل يجوز أن يعلق عن العمل ، أعنى (لننزعن) وقع موقع (لننادين) ، و نادى فعل يعلق عن العمل إذا كان بعده جملة ، فلا يعمل فى اللفظ، ويعمل فى المعنى كظننت وحسبت”.([92])

كما نسبه للفراء أبو جعفر النحاس([93])، وابن الأنبارى ([94]),ونسبه ابن عطية ([95])والسمين الحلبي([96])للكسائى وحده ، ونسبه ابن يعيش للكسائى ([97])والفراء, ونسبه العكبرى ([98]),وابن هشام ([99])للأخفش والكسائى .

ثانيا : أن تكون ضمة بناء: ذهب سيبويه ومن تبعه إلى أن (أيُّهم) في الآية الكريمة في موضع نصب بـ ( لننزعن) والضمة فيه ضمة بناء ، لأن القياس يقتضى أن تكون (أي) مبنية لوقوعها موقع الاسم الموصول أو الاستفهام أو الجزاء ، كما بنيت (من وما) إلا أنهم أعربوها حملا على نظيرها ، وهو (بعض ) وعلى نقيضها وهو (كل) ، إلا أنها لما دخلها نقص بحذف العائد ضعفت ، فردت إلى ما تستحق من البناء ، وبنيت على الضم لأنه أقوى الحركات تعويضا عن المحذوف ,كما أنهم لما حذفوا المضاف إليه من (قبلُ وبعدُ) بنيا على الضم([100]). وقد نسب بعض النحاة هذا المذهب للمازني ([101])، واختار هذا المذهب جمهور النحاة.([102])

وسيبويه إذ يرى البناء على الضم فإنه يجيز الإعراب ، ويراه لغة جيدة ، فهو يقول: ” وحدثنا هارون أنا ناسا ، وهم الكوفيون([103]) ، يقرءونها : ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلّ شِيْعَةٍ أَيَّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِياً﴾وهى لغة جيدة نصبوها كما جروها حين قالوا : أمرر على أيهم أفضل ، فأجراها هؤلاء مجرى الذي إذ قلت : اضرب الذي أفضل ، لأنك تنزل (أياً ومن ) منزلة (الذي) في غير الجزاء والاستفهام “.([104])

وقال السمين : ” وقرأ طلحة بن مصرف ومعاذ بن مسلم الهراء أستاذ الفراء وزائدة عن الأعمش (أيهم) نصبا ، قلت : فعلى هذه القراءة والتي قبلها : ينبغي أن يكون مذهب سيبويه جواز إعرابها وبنائها ، وهو المشهور عند النقلة عنه ، وقد نقل عنه أنه يحتم بناءها “.([105])

والمختار هو مذهب سيبويه القائل بجواز الأمرين الإعراب والبناء ولكن البناء هو الغالب,وذلك لورود الوجهين في كلام الله وكلام العرب ,وعليه نحا كثير من النحاة قال ابن الأنباري:”والصحيح ما ذهب إليه سيبويه”.([106])

المسألة السادسة:توجيه قراءة﴿وإنّ هَذِهِ أُمَّتُكُم﴾

قال تعالى: ﴿وإنّ هَذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً﴾([107])

قال أبو البركات:(إنَّ)تقرأ بالكسر والفتح. ([108])

والكسر على الابتداء والاستئناف.

والفتح فيه وجهان:

أحدهما:النصب,والآخر:الجر.

والنصب من وجهين:

أحدهما:في موضع نصب على تقدير حذف حرف الجر,أي:وبأن هذه, والحرف يتعلق بـــ(اتقون).

والثاني:أن يكون منصوباً بفعل مقدر,وتقديره:واعلموا أن هذه أمتكم,وهو قول الفراء.

والجر بالعطف على (ما) في قوله:(بما تعملون)وهو قول الكسائي”.([109])

وبيان هذه المسألة فيما يأتي:

من قرأ بكسر(إنّ)في قوله تعالى:﴿وإنّ هَذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً﴾ فلا خلاف في أنه على الابتداء والاستئناف.

ومن قرأ بالفتح فقد خرج على عدة أوجه:

أحدها:أنها على حذف اللام,أي:ولأن هذه أمتكم,واللام المقدرة تتعلق بــ(اتقون), وموضع(أن)نصب أو جر.

قال سيبويه:”وسألت الخليل عن قوله:﴿وإنّ هَذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وأنا رَبُّكُمْ فاتَّقُونِ﴾,فقال:إنما هو على حذف اللام؛كأنه قال:ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون…”. ([110]) وقد ذكره كثير من المعربين. ([111])

الثاني:أنه معطوف على ما قبله تقديره:إني بما تعلمون عليم,وبأن هذه,وهو أحد قولي الفراء,قال:”والفتح على قوله:(إني بما تعلمون عليم) وعليم بأن هذه أمتكم, فموضعها خفض لأنها مردودة على (ما) “.([112])ونسب أيضاً إلى الكسائي. ([113])

الثالث:أنّ في الكلام حذفاً,تقديره:واعلموا أن هذه أمتكم,وهذا مذهب الفراء أيضاً, قال:”وإن شئت كانت منصوبة بفعل مضمر كأنك قلت:واعلم هذا”.([114])

وأمّا قراءة ابن عامر:(أنَّ هَذه) بفتح الهمزة وتخفيف النون,فالوجه أن(أنَّ) مخففة من الثقيلة,فتحتمل على القراءة السابقة لأن(أَنْ) إذا خففت اقتضت ما يتعلق به اقتضاءها وهي غير مخففة.

المسألة السابعة:عامل النصب في المستثنى:

قال أبو البركات عند إعراب قوله تعالى:﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَاماً﴾([115])

وذهب الفراء إلى أن(إلاَّ)مركبة من(إنْ)و(لا),فتنصب في الإيجاب اعتباراً بـ(إن), وترفع في النفي اعتباراً بـ(لا).”([116])

وبيان هذه المسألة فيما يأتي:

هذه مسألة من المسائل المشهورة,والتي اختلف في عامل النصب في المستثنى فيها, ويهمني أن أعرض لرأي الفراء هنا,فأقول:ذهب الفراء إلى أن (إلا) مركبة من (إنَّ) و(لا) العاطفة,حذفت النون الثانية من(إنّ) وأذغمت الأولى في لام (لا), فإذا انتصب الاسم بعدها فبـ(إنّ) وإذا أتبع ما قبلها في الإعراب,فبـ(لا)العاطفة, فكأن أصل:(قام القوم إلا زيداً),قام القوم إنّ زيداً لا قام,أي:لم يقم,فـ(لا)لنفي حكم ما قبل (إلاّ) ونقضه نفياً كان ذلك الحكم أو إثباتاً,فهو كقولك:كأن زيداً أسد,فالأصل عند بعضهم:إن زيداً كالأسد,فقدموا الكاف وركبوها مع (أنّ)”.([117])

قال أبو البركات:”وأما الفراء فتمسك بأن قال:إنما قلنا إنه منصوب بـ(إلا) لأن الأصل فيها(إنّ)و(لا),فزيد اسم (إن) و(لا) كفت عن الخبر؛لأن التأويل:إن زيداً لم يقم,ثم خففت(إن) وأدغمت في(لا)وركبت(إن)مع(لا)فصرتا حرفاً واحداً,كما ركبت(لو) مع (لا) وجعلا حرفاً واحداً,فلما ركبوا(إن)مع(لا) أعملوها عملين:عمل(إنّ) فنصبوا بها في الإيجاب,وعمل(لا) فجعلوها عطفا في النفي,وصارت بمنزلة(حتى) فإنها لما شابهت حرفين إلى والواو أجروها في العمل مجراهما,فخفضوا بها بتأويل إلى,وجعلوها كالواو في العطف؛لأن الفعل يحسن بعدها كما يحسن بعد الواو,ألا ترى أنك تقول:ضربت القوم حتى زيدٍ,أي:حتى انتهيت إلى زيد,وضربت القوم حتى زيداً,أي:حتى ضربت زيداً,فكذلك هاهنا(إلا)لما ركبت من حرفين أجريت في العمل مجراهما على ما بينا”.([118])

قيل:ولا يجوز أن يكون العامل مركباً من (إن) و(لا) لثلاثة أوجه:

أحدها:أن التركيب خلاف الأصل,فلا يثبت إلا بدليل ظاهر.

والثاني:أنه لم يبق من المركب حكم؛ لأن (إنّ) لا تنصب وبعدها حرف نفي,لو قلت:إلا زيدٌ قائمٌ, لم يجز, و(لا)لا تعطف على هذا المعنى, لأنها إذا دخلت على معرفة لم تعمل فيها, ولزم تكرير تلك المعرفة.

وإن جعلت حرف عطف فسد المعنى,لأن حرف العطف يُشرِّك بين الشيئين في الإعراب,و(إلا) ليست كذلك.

والثالث:أن التركيب بغير معنى المفردين,مثل:كأن في التشبيه,و(لولا)التي يمتنع بها الشيء لوجود غيره. ([119])

واعترض الرضي من وجه آخر,فقال ــــــ بعد أن ذكر رأي الفراء ــــــ: وفيما قال نظر من وجوه؛ لأن(لا)على المعنى الذي أوردناه غير عاطفة, ومع التسليم, فإن(لا) العاطفة لا تأتي إلا بعد الإثبات,نحو:جاءني زيد لا عمرو,وأنت تقول:ما جاءني القومُ إلا زيدٌ, ولأن فيما قال عزلاً لـ(إن) مرة,ولـــ(لا)أخرى عن مقتضييهما. وذلك لأنه ينصب بها مرة,ويتبع ما بعدها لما قبلها أخرى, ولا يجتمع الحكمان معاً في موضع, ولأن المعطوف عليه قليلاً ما يحذف,والمتعدد الذي هو المعطوف عليه عنده مطرد الحذف, نحو:ما قام إلا زيدٌ. ([120])

وقد ذكرت أقوال متعددة في عامل النصب في المستثنى:

أظهرها:أن العامل فيه الفعل المتقدم,أو معنى الفعل بتوسط(إلا)؛لأنه شيء يتعلق بالفعل معنى,إذ هو جزء مما نسب إليه الفعل,وقد جاء بعد تمام الكلام فشابه المفعول.ونسب إلى سيبويه. ([121])

ومنها:أن العامل فيه(إلا)لقيام معنى الاستثناء بها,والعامل ما بهي تقوم المعنى المقتضي,وإليه ذهب المبرد. ([122])

ومنها:ما ذهب إليه الكسائي إلى أنه منصوب بـــ(أنّ)مقدرة بعد(إلاّ). ([123])

هذا وقد اختار ابن الأنبارى مذهب البصريين في هذه المسألة ـــ وهو مذهب سيبويه ومن تبعه ــــــــ,:”والصحيح ما ذهب إليه البصريون”ورد بقية الأقوال الأخرى. ([124])

وقال في البيان:”وانتصاب المستثنى انتصاب المفعول به؛ لأنه يقع فضلة, كالمفعول, والعامل فيه الفعل قبله بتقدير(إلا)”. ([125])

الخاتمة

الحمد لله وكفى, وسلاماً على عباده الذين اصطفى.

وبعد:

فقد انتهيت بعون الله وتوفيقه ــــــــــ من كتابة هذا البحث, وهو اراء الفراء النحوية في(البيان في غريب إعراب القرآن) لأبي البركات الأنباري وقد يسر الله لي إدراك جملة من الأمور, أجملها فيما يأتي:

  • يعد هذا البحث سجلاً لآراء الفراء, حيث أفرد آرائه وناقشها.
  • تجلية القول في مجموعة من مسائل النحو الكوفي,وذلك من خلال بيان آراء شيخهم الفراء.
  • كان ابن الأنباري دقيقاً في نقل آراء النحاة,وتجلى ذلك واضحاً من خلال نقل آراء الفراء بالعودة إلى المصادر وتتبع رأي الفراء فيها.
  • ربط البحث في مسائله بين كتب النحو, وكتب الخلاف النحوي,وكتب إعراب القرآن ومعانيه.
  • شرح البحث وناقش آراء الفراء التي ذكرها ابن الأنباري في كتابه (البيان), والتي كانت كثيراً ما تتسم بالإيجاز,وأيد بعضها,ورد على بعضها في حيادية تامة.

وأسأل الله أن يلهمنا السداد والصواب في القول والعمل إنه نعم المولى ونعم المصير.

فهرس المراجع والمصادر
القرآن الكريم.
أسرار العربية للأنباري,تحقيق:محمد بهجة البيطار-مطبوعات المجمع العلمي بدمشق.
الأصول في النحو لابن السراج,تحقيق:الدكتور/عبدالحسين الفتلى-طبعة مؤسسة الرسالة,الطبعة الثالثة1408هـ,1988م.
إعراب القراءات الشواذ لأبي البقاء العكبري,دراسة وتحقيق:محمد السيد أحمد عزوز-عالم الكتب-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى1417هـ,1996م.
إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس,تحقيق:الدكتور/زهير غازي زاهد-عالم الكتب-بيروت-الطبعة الثانية1409ه/1988م
أمالي ابن الشجري لهبة الله ابن الشجري,تحقيق:الدكتور /محمود محمد الطناحي-مطبعة الخانجي-القاهرة1413هـ,1992م.
الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين لأبي البركات الأنباري,تحقيق:الدكتور/جودة مبروك محمد مبروك-مكتبة الخانجي-القاهرة-الطبعة الأولى.
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام الأنصاري,تحقيق:محمد محي الدين عبدا لحميد-المكتبة العصرية-صيدا –بيروت-الطبعة الثالثة1399هـ,1979م.
الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب, تحقيق:الدكتور/موسى بناى العليلى-مطبعة العاني-بغداد-نشر وزارة الثقافة-العراق.
البحر المحيط ,لأبي حيان الأندلسي-الناشر:دار الكتاب الإسلامي-القاهرة-الطبعة الثانية1413ه/1992.
البيان في غريب إعراب القرآن للأنباري تحقيق:الدكتور/ طه عبدالحميد طه-الهيئة المصرية العامة للكتاب1400هـ,1980م.
التبيان في إعراب القرآن,لأبي البقاء عبدا لله بن الحسين العكبري ,تحقيق:علي محمد البجاوي-دار الجيل-بيروت-الطبعة الثانية1407ه/1987م.
التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين لأبي البقاء العكبري,تحقيق:الدكتور/ عبدالرحمن بن سليمان العثيمين-دار الغرب الإسلامي- بيروت-لبنان,الطبعةالأولى1406هـ,1986م.
تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لابن مالك,تحقيق:الدكتور/محمد كامل بركات-دار الكتاب العربي1387هـ.
توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للمرادي,تحقيق:الأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن علي سليمان-دار الفكر العربي-القاهرة-الطبعة الأولى1422هـ,2001م.
الجنى الداني في حروف المعاني للمرادي,تحقيق:الدكتور/فخر الدين قباوة,والأستاذ/محمد نديم فاضل-دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى1413هـ,1992م.
الحجة للقراء السبعة لأبي على الفارسي,تحقيق:بدر الدين قهوجى,وبشير جويجاتي-دار المأمون للتراث-دمشق-بيروت-الطبعة الأولى1413هـ,1992م.
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون لأحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي, تحقيق:أحمد محمد الخراط -دار القلم-دمشق-الطبعة الأولى1411هـ,1991.
ديوان الأخطل,شرح:مجيد طراد-دار الجيل-بيروت-الطبعة الأولى1416هـ,1995م.
ديوان جريرــــــــ دار صادر ــــــــ بيروت.
ديوان النابغة الذبياني ـــــــــــ شرح الدكتور/حتا نصر الحتى ـــــــــ دار الكتاب العربي ,الطبعة الأولى 1411هــ/1991م.
روح المعاني للألوسي-دار إحياء التراث – بيروت- لبنان-الطبعة الرابعة1405ه/1985م.
سر صناعة الإعراب لابن جني,تحقيق:الدكتور/ حسن هنداوي-دار القلم- دمشق-الطبعة الثانية1413هـ,1993م.
شرح الأشموني على ألفية ابن مالك(منهج السالك إلى ألفية ابن مالك) دار إحياء الكتب العربية-عيسى الحلبي.
شرح التسهيل لابن مالك,تحقيق:الدكتور/ عبدالرحمن السيد,والدكتور/محمد بدوي المختون-دار هجر- القاهرة-الطبعة الأولى1410هـ,1990م.
شرح التصريح على التوضيح للأزهري,تحقيق:محمد باسل عيون السود-دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى1421هـ,2000م.
شرح جمل الزجاجي(الشرح الكبير)لابن عصفور الأشبيلي,تحقيق:الدكتور/ صاحب أبو جناح.
شرح الكافية للرضي,قدم له د/إميل يعقوب-دار الكتب العلمية-بيروت-الأولى1419ه/1998م.
الفريد في إعراب القرآن المجيد, للمنتجب حسين بن أبي العز الهمداني,تحقيق:الدكتور/فهمي حسن النمر,والدكتور/فؤاد علي مخيمر-دار الثقافة-الدوحة.
كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد تحقيق:الدكتور/ شوقي ضيف-دار المعارف-القاهرة-الطبعة الثالثة.
الكتاب لسيبويه, تحقيق:عبدالسلام محمد هارون-الناشر- مكتبة الخانجي-القاهرة-الطبعة الثالثة1408هـ,1998م.
كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي,تحقيق:الدكتور/محيي الدين رمضان-مؤسسة الرسالة-الطبعة الرابعة1407هـ,1987م.
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل, للزمخشري, تحقيق وتعليق ودراسة:الشيخ عادل أحمد عبد الموجود,والشيخ علي محمد معوّض-مكتبة العبيكان-الرياض-الطبعة الأولى1418هـ,1998م.
اللباب في علل البناء والإعراب,تحقيق:غازي مختار طليمات-دار الفكر المعاصر-بيروت -لبنان,ودار الفكر-دمشق –سورية-الطبعة الأولى1416هـ,1995م.
اللباب في علوم الكتاب,للإمام المفسر أبي حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي,تحقيق وتعليق:الشيخ عادل أحمد عبد الموجود,والشيخ علي محمد معوض-دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى1419هـ,1998م.
مجالس العلماء للزجاجي,تحقيق:عبدالسلام محمد هارونمكتبة الخانجي-القاهرة-الطبعة الثالثة1420هـ,1999م.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز,لابن عطية,تحقيق:عبدا لسلام عبدا لشافي محمد-دارالكتب العلمية-بيروت-لبنان-الطبعة الأولى1422هـ,2001م.
مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي,تحقيق:د/حاثم صالح الضامن-مؤسسة الرسالة-الطبعة الرابعة1408ه/1988م.
معاني القرآن للأخفش ,تحقيق:الدكتورة/ عبدالأمير محمد أمين الورد –عالم الكتب-بيروت-الأولى1405ه/1985م.
معاني القرآن للفراء,تحقيق:أحمد يوسف نجاتي,ومحمد علي النجار-دار السرور.
معاني القرآن للكسائي,أعاد بناؤه وقدم له:الدكتور/عيسى شحاتة عيسى-دار قباء للطباعة-القاهرة1998م.
معاني القرآن وإعرابه للزجاج,تحقيق:الدكتور/عبدا لجليل عبده شلبي-دار الحديث- الطبعة الأولى1414هـ,1993م.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب,لابن هشام الأنصاري,تحقيق:الدكتور- مححمد محي الدين عبدالحميد-المكتبة العصرية-صيدا-بيروت1411 هـ/1991م.
المقتضب للمبرد,تحقيق:محمد عبدا لخالق عضيمة-المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية-القاهرة1415هـ,1994م-.
الموضح في وجوه القراءات وعللها لابن أبي مريم,تحقيق:الدكتور/عمر حميدان الكبيسي-مكة المكرمة-الطبعة الثانية1422هـ,2002م.
النشر في القراءات العشر لابن الجزري,صححه وراجعه:الأستاذ/علي محمد الصباغ-دار الكتب العلمية-بيروت.
همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي- طبعة دار السعادة بمصر- الطبعة الأولى1327هـ.

الهوامش:

  1. () البقرة1.
  2. () البيان في غريب إعراب القرآن1/43.
  3. () معاني القرآن 1/10.
  4. () إعراب القرآن1/178.
  5. () مشكل إعراب القرآن1/73.
  6. () البيان1/43.
  7. () معاني القرآن وإعرابه1/68,67.
  8. () ينظر:مشكل إعراب القرآن1/73,والتبيان في إعراب القرآن1/14,والفريد في إعراب القرآن المجيد1/181, والدر المصون1/80.
  9. () ينظر: التبيان في إعراب القرآن1/14,والفريد في إعراب القرآن المجيد1/181,والدر المصون1/80.
  10. () في إعراب القرآن 1/177: هو قول ابن كيسان وينظر:مشكل إعراب القرآن1/73,والبيان 1/43,والتبيان في إعراب القرآن1/14,والفريد في إعراب القرآن المجيد1/181,والدر المصون1/80.
  11. () ينظر:إعراب القرآن 1/177,ومشكل إعراب القرآن1/73,والبيان 1/43,والتبيان في إعراب القرآن1/14, والفريد في إعراب القرآن المجيد1/181,والدر المصون1/80.
  12. () المائدة119.
  13. ()قرأ نافع:﴿هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ﴾ بنصب الميم,والباقون برفع الميم.ينظر:السبعة250,والحجة للفارسي3/272, وحجة القراءات242,والكشف عن وجوه القراءات1/423,والموضح1/457,والنشر2/256.
  14. () معاني القرآن1/326.
  15. () هود66.
  16. () البيان1/311.
  17. () ينظر:البسيط في شرح جمل الزجاجي2/878.
  18. ()ينظر:شرح الرضي 3/255,وتوضيح المقاصد والمسالك 3/133, وأوضح المسالك3/133.
  19. () ينظر:شرح الرضي 3/255, والتصريح 2/42,وعدة السالك3/133.
  20. () ينظر: البسيط في شرح جمل الزجاجي2/879.
  21. () ينظر: معاني الفراء1/326,وإعراب القرآن للنحاس2/53,والكشف1/424,وشرح جمل الكبير1/106, وشرح التسهيل3/255, وتوضيح المقاصد والمسالك 2/268,ومغني اللبيب2/595,والمساعد2/355.
  22. () معاني القرآن للفراء1/326.
  23. () البيت من الطويل ,وهو لجرير في ديوانه385,والإنصاف249.
  24. () البيت من الطويل ,وهو للنابغة الذبياني في ديوانه122,والكتاب2/330,وسر صناعة الإعراب2/506, والخزانة2/456,والمقاصد النحوية3/406.
  25. () البسيط في شرح جمل الزجاجي2/879.
  26. () ينظر:معاني القرآن إعرابه2/224,وإعراب القرآن2/53,وشرح الجمل لابن عصفور1/106,وشرح الرضي3/266,وتوضيح المقاصد2/268,والمساعد2/254,والهمع1/218.
  27. () ينظر:الحجة للفارسي3/283,والموضح في وجوه القراءات1/457,والبيان1/311,والتبيان1/477.
  28. () الانفطار19.
  29. () شرح التسهيل3/255.
  30. () ينظر:مغني اللبيب2/595.
  31. () شرح التسهيل3/255.
  32. () يونس44.
  33. () البيان1/413.
  34. ()ينظر:معاني القرآن الكسائي77,والجنى الداني587.
  35. () ينظر:معاني القرآن للفراء1/465,وإعراب القرآن2/256,ومشكل إعراب القرآن1/346.
  36. () الجنى الداني587.
  37. () معاني القرآن1/467.
  38. () الدر المصون2/30.
  39. () هود93
  40. () البيان2/27.
  41. ()البقرة220.
  42. ()ينظر:معاني القرآن للفراء2/27,وإعراب القرآن2/299,ومشكل إعراب القرآن1/373, والكشاف2/232, والبيان2/27,والبحر المحيط5/257,والدر المصون6/379.
  43. ()معاني القرآن للفراء2/26.
  44. () الكشاف2/232.
  45. () إعراب القرآن2/299.
  46. () مشكل إعراب القرآن1/373.
  47. () المحرر الوجيز3/203.
  48. () البحر المحيط5/257.
  49. () مريم69.
  50. ()البيان2/132.
  51. ( ) انظر : التبيان في إعراب القرآن 2/878.
  52. ( ) انظر : الكتاب 2/399 ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/277 ، وإعراب القرآن للنحاس 3/24 , ومجالس العلماء للزجاجي 231,والمحرر الوجيز4/26,والتبيان في إعراب القرآن2/878,وأسرار العربية383, والإنصاف في مسائل الخلاف572,وأمالي ابن الحاجب1/147,والجامع لأحكام القرآن11/133, والأمالي لابن الشجري3/42, والبحر المحيط6/196,والدر المصون7/621,ومغني اللبيب 1/514,واللباب في علوم الكتاب13/111, وشرح الرضي على الكافية3/63.
  53. ( ) ) البيت من الكامل ، وهو في ديوان الأخطل 415 ، والكتاب 2/84 ، 399 ، وخزانة الأدب 6/139 ، وشرح المفصل 3/146 ، وبلا نسبة في معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/339,والأصول في النحو1/324,وإعراب القرآن للنحاس 3/24 ، والمحرر الوجيز4/26,ومشكل إعراب القرآن 2/60, والبيان في غريب إعراب القرآن 2/131 والإنصاف في مسائل الخلاف 572 ,والجامع لأحكام القرآن11/133,وأمالي ابن الشجري3/42,وشرح الرضي على الكافية3/62,والبحر المحيط6/196,والدر المصون7/621,واللباب في علوم الكتاب13/111,وروح المعاني16/120,وتفسير فتح القدير3/473.
  54. ( ) الكتاب 2/399 .
  55. ( ) معاني القرآن وإعرابه للزجاج3/278 .
  56. ( ) إعراب القرآن للنحاس 3/24 .
  57. ( ) الأصول في النحو 2/324 .
  58. ( ) الكتاب 2/401 .
  59. ( ) انظر : مشكل إعراب القرآن 2/61 ,وأمالى ابن الشجري 3/42 ,والبيان في غريب إعراب القرآن 2/133 .
  60. ( ) البيان في غريب إعراب القرآن 2/131 ، 132 .
  61. ( ) انظر:الكتاب 2/400، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/277، وإعراب القرآن للنحاس 3/24، ومجالس العلماء للزجاجي231, ومشكل إعراب القرآن 2/61 ، والهداية 7/4572 ، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/132, والإنصاف في مسائل الخلاف573,والتبيان في إعراب القرآن2/878,وأمالي ابن الشجري3/42, والبحر المحيط6/196, والدر المصون7/622,ومغني اللبيب 1/515,واللباب في علوم الكتاب13/112, وشرح الرضي على الكافية3/63, وشرح التصريح على التوضيح1/159.
  62. ( ) التبيان في إعراب القرآن2/878 .
  63. ( ) مشكل إعراب القرآن2/61.
  64. ( ) الإنصاف في مسائل الخلاف 578، وانظر:البيان في غريب إعراب القرآن 2/132 , وأسرارالعربية383.
  65. ( ) شرح الرضي على الكافية 3/63 .
  66. ( ) شرح المفصل 3/146.
  67. ( ) مغنى اللبيب 1/515.
  68. ( ) انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/25، ومشكل إعراب القرآن 2/62، والهداية 7/4573، والمحرر الوجيز 4/26والتبيان في إعراب القرآن 2/878,والبحر المحيط6/196,والدر المصون7/623وروح المعاني16/121.
  69. ( ) انظر : مشكل إعراب القرآن 2/62, والتبيان في إعراب القرآن 2/878 .
  70. ( ) انظر مشكل إعراب القرآن 2/62، والهداية 7/4573 .
  71. ( ) الإنصاف في مسائل الخلاف 573 .
  72. ( ) إعراب القرآن للنحاس 3/25 .
  73. ( ) المحرر الوجيز 4/26 .
  74. ( ) انظر : معاني القرآن للفراء 1/47 ، ومعاني القرآن للكسائى 191 ، وإعراب القرآن للنحاس 3/24، ومشكل إعراب القرآن 2/62 ، والهداية 7/4572 ، والتبيان في إعراب القرآن 2/878، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 11/134، والدر المصون 7/622 .
  75. ( )انظر: معاني القرآن للفراء1/47 و البيان في غريب إعراب القرآن 2/132.
  76. ( ) إعراب القرآن للنحاس 3/24 .
  77. ( ) مشكل إعراب القرآن 2/62, والهداية 7/4572.
  78. ( ) شرح المفصل3/146.
  79. ( ) شرح الرضي على الكافية3/63.
  80. ( ) روح المعاني16/121.
  81. ( ) التبيان في إعراب القرآن 2/878.
  82. ( ) مغنى اللبيب 1/515.
  83. ( ) الدرر المصون 7/622 .
  84. ( ) شرح التصريح على التوضيح1/159 .
  85. ( ) إعراب القرآن للنحاس 3/25 .
  86. ( ) إعراب القرآن للنحاس 3/25 .
  87. ( ) انظر:الإنصاف في مسائل الخلاف 573 .
  88. ( ) انظر : مغنى اللبيب 1/515 .
  89. ( ) الدر المصون7/622.
  90. ( ) انظر : معاني القرآن للفراء 1/48 ، وإعراب القرآن للنحاس 3/25 ، ومجالس العلماء للزجاجي 231, ومشكل إعراب القرآن 2/62 ، والهداية 7/4573 ، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/32 1.
  91. ( ) معاني القرآن للفراء 1/48 .
  92. ( ) الهداية 7/4573 .
  93. ( ) إعراب القرآن للنحاس 2/25 .
  94. ( ) البيان في غريب إعراب القرآن 2/132 .
  95. ( ) المحرر الوجيز 4/26 .
  96. ( ) الدر المصون 7/623 .
  97. ( ) شرح المفصل 3/146 .
  98. ( ) التبيان في إعراب القرآن2/878.
  99. ( ) مغنى اللبيب 1/515 .
  100. ( ) انظر:الكتاب 2/398،والأصول في النحو 1/325, ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/298 ، وإعراب القرآن للنحاس 3/24 ، ومشكل إعراب القرآن 2/61 ،وأمالي ابن الشجري3/41,والمحرر الوجيز4/26, و البيان في غريب إعراب القرآن 2/,130131 ,والإنصاف في مسائل الخلاف575,574,وأسرار العربية383, واللباب في علل البناء والإعراب2/124 ، والتبيان في إعراب القرآن 2/887، وشرح المفصل 3/145 ,وأمالي ابن الحاجب 1/147,والبحر المحيط6/196,والدر المصون7/621,ومغني اللبيب 1/512,واللباب في علوم الكتاب13/110,وتفسير التحرير والتنوير16/148.
  101. ( ) انظر : الأصول في النحو 2/325 ، وأمالى ابن الشجري 3/41 .
  102. ( ) انظر : الدر المصون7/621,واللباب في علوم الكتاب13/110.
  103. ( ) الكتاب 2/399 ، وفى مختصر ابن خالويه 89 ، والكشاف 2/419 معاذ الهراء وطلحة بن مصرف ، وفى الإنصاف في مسائل الخلاف 573 ,وشرح التصريح على التوضيح 1/160قراءة هارون القارئ ومعاذ الهراء ، ورواية عن يعقوب ، وفى إعراب القرآن للنحاس 3/23 ، ومشكل إعراب القرآن 2/60 ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي11/123, هارون القارئ ، وفى المحرر الوجيز 4/26, والبحر المحيط 6/196، والدر المصون 7/623 طلحة ومعاذ والأعمش ، وبلا نسبة في : البيان في غريب إعراب القرآن 2/133 ، والتبيان في إعراب القرآن 2/878 ,وإعراب القراءات الشواذ 2/54 .
  104. ( ) الكتاب 2/399 .
  105. ( ) الدر المصون 7/623 ، 624 .
  106. ( ) أسرار العربية383 .
  107. ( ) المؤمنون52.
  108. ( ) قرأعاصم وحمزة والكسائى:﴿ وإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ بكسر الهمزة وتشديد النون ،وقرأ: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو:﴿وأنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾بفتح الهمزة، وتشديد النون، انظر: السبعة لابن مجاهد 446، والحجة للقراء السبعة للفارسي5/297 ، وحجة القراءات لأبي زرعة 488 ، والكشف في وجوه القراءات السبع وعللها وحججها 2/129 ، والموضح في وجوه القراءات 2/896 ، والنشر في القراءات العشر 2/246.
  109. ( ) البيان2/186.
  110. ( ) الكتاب3/126,127.
  111. ( ) ينظر:إعراب القرآن3/116,ومشكل إعراب القرآن2/503,والموضح2/896,والتبيان2/956.
  112. ( ) معاني القرآن للفراء2/237.
  113. ( ) ينظر:معاني القرآن للكسائي201,ومشكل إعراب القرآن2/503,والتبيان2/956.
  114. ( ) معاني القرآن للفراء2/237.
  115. ( ) العنكبوت14.
  116. ( ) البيان في غريب إعراب القرآن2/241.
  117. ( ) ينظر:شرح الرضي على الكافية2/115.
  118. ( ) ينظر:الإنصاف226.
  119. ( ) ينظر:التبيين401,واللباب في علل البناء والإعراب1/304.
  120. ( ) ينظر:شرح الرضي على الكافية2/115.
  121. ( ) ينظر:الكتاب2/310,وإعلااب القرآن3/250,والرضي2/114,والإنصاف225.
  122. ( ) ينظر:المقتضب4/390,وإعراب القرآن3/250,والرضي2/114,والإنصاف225.
  123. ( ) ينظر مذهبه في:الإنصاف225,وشرح التسهيل2/279,والرضي2/115,والهمع1/224.
  124. ( ) أسرار العربية202.
  125. ( )البيان2/241.