محمد بن عبد الجليل العروسي1
1 باحث في سلك الدكتوراه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل.
بريد الكتروني: elarossimed@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj3103
تاريخ النشر: 01/10/2022م تاريخ القبول: 04/09/2022م
المستخلص
هدف هذا البحث الى الوقوف على سيرة علم من علماء الحديث المتأخرين بالغرب الإسلامي. ومعرفة البيئة العلمية والحضارية التي أسهمت في بناء شخصية هذا العلم وتكوينه المعرفي، بالإضافة الى الاطلاع على ما تركه هذا العلم من مؤلفات في مختلف المعارف الشرعية ولا سيما الحديثية منها. تم استخدام المنهج الوصفي والمنهج التوثيقي، والمنهج الاستنباطي الاستنتاجي، وتوصل البحث الى أن المدرسة المغربية الحديثية إن صح القول لا تقل عن المدرسة المشرقية في مجال النقد الحديثي عند المتقدمين والمتأخرين، والمثال الذي بين أيدينا خير دليل على ذلك، فالأسرة الصديقية كان لها باع طويل في الصناعة الحديثية لاسيما في مجال النقد.
إن السنة النبوية تعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، لذلك اشتدت عناية السلف الصالح من الصحابة بالحديث حفظا في الصدور وتقييدا من بعضهم لها في السطور، ثم قاموا بعد ذلك بتبليغها لمن جاء بعدهم من التابعين إلى عهد عمر بن عبد العزيز الذي رأى جمع الحديث والسنن، فأفرد الحديث بالتأليف على رأس المائتين، فألفت كتب تعتبر أصولا في الحديث: كالصحيحين والسنن الأربعة وموطأ مالك ثم صنفت كتب أخرى نهل منها المفسرون والفقهاء والأصوليون، كل يأخذ منها ما يدعم قوله، فوجد الضعيف والموضوع طريقه للدخول إلى هذه التصانيف فوجد عبر العصور علماء فطاحل قاموا بتمييز الصحيح من غيره.
وعلماء المغرب نالوا حظهم من ذلك، ومنهم: العائلة الصديقية التي اهتمت بعلم الحديث غاية الاهتمام، وفي مقدمتهم الشيخ عبد الله بن الصديق، الذي بلغ فيه رحمه الله شأوا عظيما ومكانة عالية شهد له بها مجموعة من العلماء، وهذا ليس بغريب على رجل جاب مجموعة من الأماكن، وتتلمذ على ثلة من العلماء من داخل المغرب وخارجه، فبرع رحمه الله في علم نقد الحديث ورجاله، وخير دليل على ذلك كتبه المتعددة في هذا الباب، فقد كتب رحمه الله في مختلف فنون علوم الحديث وقام بتخريج أحاديث بعض الكتب، وإذا اعترضته بعض الأحاديث الضعيفة كان يبحث عن طرق لتصحيحها إذا وجد إلى ذلك سبيلا؛ لذا آثرت أن أفردا بحثا أبرز من خلاله منهج هذا الإمام العلم في تصحيح الأحاديث.
أهمية البحث:
تتجلى أهمية هذا البحث في كونه يقدم للقارئ أنموذجا من نماذج علمائنا الأفذاذ المتأخرين في الغرب الإسلامي، ــ العلامة سيدي عبد الله بن الصديق ــ فيقدم نبذة من حياته وآثاره أولا، ومعالم من منهجه الفريد في تصحيحه الأحاديث ثانيا.
الدراسات السابقة:
رغم ما وصله العلامة سيدي عبد الله بن الصديق من مكانة عالية في العلوم والمعارف الشرعية حتى أطلق عليه لفظ الإمامة في بعظها ــ العلوم الحديثية ـــ إلا أنه لم ينل ما يستحقه من التعريف به وبسيرته ومؤلفاته ومنهجه الاجتهادي وخاصة الحديثي منه، فلم أقف سوى على دراسة يتيمة لتلميذه الأستاذ الدكتور فاروق حملة تناول فيها حياة الشيخ عبد الله بن الصديق، وتضلعه في مختلف العلوم وخاصة منها علم الحديث، لكن هذا الدراسة لم يتناول أو لم يتطرق فيها للحديث عن منهج العلامة عبد الله بن الصديق في تصحيح الأحاديث؛ إلا أنه أزال الإشكال والغموض الذي كان ينتاب البعض بخصوص مدى معرفة الشيخ عبد الله بن الصديق بعلوم الحديث.
فكيف عاش العلامة عبد الله بن الصديق؟ وما هي الأسباب والظروف التي أهلته ليتوبأ هذه المنزلة العلمة السنية؟
وما هي الآثار الدالة على هذه المكانة وخاصة في علم الحديث؟ وما هي معالم منهجه الاجتهادي في تصحيح الحديث؟
فهذه الأسئلة كانت منطلق الاشتغال على هذا البحث.
أهداف البحث:
يقصد البحث إلى تحقيق أمور أهمها:
ــــ الوقوف على سيرة علم من علماء الحديث المتأخرين بالغرب الإسلامي.
ـــــ معرفة البيئة العلمية والحضارية التي أسهمت في بناء شخصية هذا العلم وتكوينه المعرفي
ـــــ الاطلاع على ما تركه هذا العلم من مؤلفات في مختلف المعارف الشرعية ولا سيما الحديثية منها.
ـــــ حصر وتقديم منهج هذا العلم في تصحيح الأحاديث النبوية؛ من أجل الاستفادة منه واحتذاء حذوه.
وسيزيل إشكالا آخر يطرح، هل فعلا كان الشيخ يملك القدرة والأدوات العلمية المعتمدة في التصحيح والتضعيف؟ كما سيكون إضافة علمية يرجع إليه المختصون وينهل منه المبتدئون،
المنهج المتبع:
توسلت في إنجاز هذا البحث بالمنهج الوصفي أولا، ثم أعقبته بالمنهج التوثيقي، وختمته بالمنهج الاستنباطي الاستنتاجي، ووظفت مناهج أخرى، لكن ما ذكرته هو أغلبها.
فقد تتبعت الأحاديث التي صححها الشيخ من خلال الكتب التي قام بتأليفها في الميدان، أو من خلال الكتب التي قام بتخريج أحاديثها، ولا أقول بأني استقصيت الجميع ولكن بذلت المجهود لكي أطلع على الأهم حتى يكون البحث في المستوى المطلوب ويجيب على التساؤلات بهذا الخصوص.
خطة البحث:
تناولت هذا البحث في مقدمة ومبحثين وخاتمة
المبحث الأول : ترجمت فيه للشيخ عبد الله بن الصديق.
وقسمته إلى مطلبين:
المطلب الأول: نسبه ونشأته وطلبه العلم
المطلب الثاني: مصنفانته
المبحث الثاني: تحدثت فيه عن منهج الشيخ عبد الله بن الصديق في تصحيح الأحاديث
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تصحيح الشيخ للأحاديث بالشواهد والمتابعات وتعدد الطرق
المطلب الثاني: تقوية الأحاديث بعموم القرآن وبورود أحاديث أخرى بالمعنى
المبحث الأول: ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق
في هذا المبحث سنحاول الوقوف على نسب الشيخ ونشأته وطلبه للعلم، ثم أهم شيوخه وتراثه الذي تركه للأجيال، وسنقسم المبحث إلى مطلبين:
المطلب الأول: نسبه ونشأته وطلبه العلم
هو أبو الفضل السيد عبد الله بن السيد محمد بن السيد الصديق بن أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن محمد بن عبد المومن بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن سعيد بن مسعود ابن الفضيل بن علي بن عمر بن العربي بن علال بن موسى بن أحمد بن داود بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المني بن الحسن السبط بن علي وفاطة الزهراء بنت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: هذا هو نسبنا المعروف الشائع بين أفراد عائلتنا بغمارة، وغيرها([1]).
قال أخوه السيد أحمد: أما النسب فهو ثابت محقق بطريق الشهادة والاستفاضة والتواتر بين الناس في الشهائد([2]).
وأما أمه فهي فاطمة بنت السيد عبد الحفيظ بن عجيبة بن السيد أحمد بن عجيبة ابن الإمام العلامة الصوفي سيدي أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الحسني، صاحب المؤلفات الشهيرة المتوفى سنة 1224ه، وتوفيت والدته شهيدة بالنفاس، ليلة القدر سة 1341ه، وهي دون الأربعين من عمرها([3]).
ولد الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري بثغر طنجة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف، نشأ في رعاية والده فحفظ القرآن برواية ورش عن نافع، وبعض المتون كالأجرومية، والألفية، ومختصر خليل.
سافر بعد ذلك إلى مدينة فاس لقراءة العلم بالقرويين فحضر حلقة مجموعة من الشيوخ منهم: أبو الشتاء الصنهاجي الذي كان يدرس فرائض مختصر خليل مع حاشية السيد أحمد بن الخياط الزكاري، ودرس على شيوخ آخرين الحديث والتفسير والفقه، حتى أجازه مجموعة من العلماء من أهل فاس منهم المهدي العزوزي، ثم رجع إلى طنجة موطن ولادته.
وفي سنة تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف ذهب إلى مصر والتحق بالأزهر طلبا للعلم فحضر حلقة كل من الشيخ حامد جاد، والشيخ ممحود مخلوف، وكذلك حضر دروس العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي.
وفي سنة خمسين وثلاثمائة وألف تقدم لامتحان العالمية فحصل على عالمية الأزهر، انتقل بعدها إلى التدريس في الأزهر فدرس المكودي على شرح ألفية ابن مالك، والجوهر المكنون والسلم، وقد أثنى على علمه القاصي والداني والموافق والمخالف([4]).
وصفه تلميذه العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وتلميذه الشيخ محمد عوامة وغيرهما بتضلعه في علم الحديث وغيره.
تعرض الشيخ رحمه الله لمحنتين: أولاهما كانت بمصر، حيث سجن عشر سنوات، والثانية كانت بالمغرب، فصبر واحتسب وفرج الله ما به من كرب.
كرس الشيخ رحمه الله حياته للعلم تأليفا وتدريسا حتى التحق بمولاه سنة 1993م.
وهؤلاء أهم شيوخ المحدث الغماري رحمه الله([5]):
من المغرب
والده السيد محمد بن الصديق رحمه الله ت 1354ه
أخوه العلامة أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق ت 1380ه بالقاهرة
القاضي المسند الكبير عبد الحفيظ بن محمد الطاهر بن عبد الكبير الفاسي الفهري ت 1383ه
العالم الأثري الشريف أبو القاسم بن مسعود الدباغ ت 1387ه
العلامة محمد بن إدريس القادري الحسني الفاسي ت 1350ه
الشيح فتح الله البناني الرباطي ت 1353ه
العلامة السيد محمد المكي بن محمد البطاوري ت 1355ه
العلامة السيد المهدي بن العربي بن الهاشمي الزرهوني ت 1382ه
العلامة إدريس بن محمد المهدي الشريف الحسني ت 1276ه
القاضي المسند الكبير عبد الحفيظ بن محمد الفاسي الفهري ت 1383ه
تونس
شيخ جامع الزيتونة الشيخ الطاهر بن عاشور التونسي المالكي ت 1394ه
مصر
الشيخ العلامة المحقق بلا منازع محمد بخيت المطيعي الحنفي ت 1354ه
ومسند العصر الشيخ أحمد بن محمد بن عبد العزيز الحسيني الطهطاوي ت 1355ه
الشيخ محمد إمام بن برهان الدين الشهير بالسقا الشافعي ت 1354ه
الشيخ محمد بن إبراهيم الحميدي السمالوطي المالكي ت 1353ه
الشيخ محمد بن مجمد بن خليفة الأزهري الشافعي ت 1359ه
العلامة محمد الخضر بن حسين التونسي ت 1377ه
العلامة محمد دويدار الكفراوي التلاوي الشافعي ت1361ه
الشيخ محمد بن زاهد بن الحسن الكوثري ت 1371ه
الحجاز
الشيخ العلامة المسند المحدث عمر حمدان المحرسي التونسي ثم المدني ت 1368ه
الشيخ المحدث عبد القادر بن توفيق الشلبي الطرابلسي ثم المدني الحنفي ت بالمدينة 1369ه
الشيخ المعمر محمد المرزوقي بن عبد الرحمان أبو الحسن المكي الحنفي ت 1395ه
الشام
الشيخ محمد سعيدبن أحمد الفرا الدمشقي الحنفي ت 1345ه
العلامة الورع بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي الشافعي شيخ دار الحديث بدمشق ت 1354ه
الشيخ العلامة المؤرخ محمد راغب بن محمود الطباخ الحلبي الحنفي ت 1370
العلامة المؤرخ محمد راغب بن محمود الطباخ الحلبي الحنفي ت 1370ه
الشيخ عطاء بن إبراهيم بن ياسين الكسم الدمشقي الحنفي ت 1357ه
شيوخه من النساء
أم البنين آمنة بنت عبد الجليل بن سليم الذرا الدمشقية.
وكما كان للشيخ الغماري رحمه الله شيوخ كثر كان له كذلك تلاميذ كثر، يقول رحمه الله: لي تلاميذ كثيرة في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية، منهم قضاة ومفتون وأئمة وخطباء([6]) ومن هؤلاء:
أخوه الزمزمي محمد بن محمد بن الصديق ت1408ه
أخوه عبد الحي بن محمد بن الصديق ت 1415ه
أخوه عبد العزيز بن محمد بن الصديق ت 1418ه
أخوه الحسن بن محمد بن الصديق ت2010م
الشيخ علي جمعة المصري مفتي الجهورية سابقا وهو الآن عضو في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف
الشيخ صالح الجعفري ت 1969ه
الشيخ محمد محمود حامد الحموي ت 1369ه
العلامة عبد الفتاح أبو غدة ت 1417ه
الشيخ عبد العزيز عيون السود ت 1399ه
الدكتور فاروق حمادة المستشار بديوان ولي العهد بالإمارات العربية المتحدة
المطلب الثاني: مصنفانته([7])
صنف الشيخ رحه الله مجموعة من الكتب في علوم مختلفة منها:
في علوم الحديث
فتح الغني الماجد ببيان حجية خبر الواحد
الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة
قرة العين بإرسال النبي إلى الثقلين
نهاية الآمال في صحة حديث عرض الأعمال
نهاية التحرير في حديث توسل الضرير
فتح المعين بنقد كتاب الأربعين لأبي إسماعيل الهروي
الأربعين الصديقية
تخريج أحاديث اللمع للشيرازي
إرشاد الطالب النجيب إلى ما في المولد النبوي من الأكاذيب
أسانيد الكتب السبعة في الحديث
الأربعين الغمارية في شكر النعمة
الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي
الأربعين المنتقاة في فضائل مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنها في أصول الدين:
إتقان الصنعة في بيان معنى البدعة
التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر
تمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنة
إرشاد الجاهل الغبي إلى وجوب اعتقاد أن آدم نبي
الحجج البينات في إثبات الكرامات
قرة العين بإرسال النبي إلى الثقلين
النقد المبرم لرسالة الشرف المحتم للسيوطي
عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى في آخر الزمان
فضائل النبي في القرآن
وفي علوم القرآن:
توضيح البيان لوصول ثواب القرآن
بيان صحيح الأقاويل في تفسير آية بني إسرائيل
الرؤيا في القرآن والسنة
كمال الإيمان في التداوي بالقرآن
بدع التفاسير
جواهر البيان في تناسب سور القرآن
في الفقه وأصوله:
الصبح السافر في تحرير صلاة المسافر
واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن
القول السديد في حكم اجتماع الجمعة والعيد
دفع الشك والارتياب عن تحريم نساء أهل الكتاب
الرأي القويم في وجوب إتمام المسافر خلف المقيم
غاية الإحسان في فضل زكاة الفطر وفضل رمضان
إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء
تعريف أهل الإسلام بأن نقل العضو حرام
حسن التفهم والدرك لمسألة الترك
التنصيص على أن الحلق ليس بتنميص
القول المسموع في بيان الهجر المشروع
في التصوف:
حسن التلطف في بيان وجوب سلوك التصوف
الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام
وله دراسات أخرى وتعليقات وتحقيقات تربو هلى العشرين منها:
تعليق على مسند أبي بكر للسيوطي
تعليق على بداية السول في تفضيل الرسول لعز الدين بن عبد السلام
تعليق على كتاب تأييد الحقيقة.
المبحث الثاني: منهج الشيخ عبد الله بن الصديق في تصحيح الأحاديث.
إن عملية التصحيح والتضعيف مهمة علمية يحتاج فيها الناقد إلى خلفية علمية واسعة تؤهله لمعرفة الواقع الحديثي والعملي، ولا يستطيع القيام بها عابر سبيل في مصطلحات علوم الحديث، وبدون المعرفة الحديثية لا ينبغي لأحد تصحيح الأحاديث وتضعيفها؛ لأن هذا باب من أبواب العلم عظيم، ومَزْلَق من مزالقه خطير وجسيم، وهو يمثل إلى حد بعيد الجانب العملي التطبيقي لعلم الحديث، فمن أتقن هذا الباب نظرياً وعملياً، فقد أتقن علم الحديث، ودخله من أوسع أبوابه، ومن لم يتقنه، وقصر في تعلمه، وفتر عن ممارسته، فليس له في علم الحديث حظ، سوى حفظ اسمه، وتخيل رسمه.
ولا يتقن هذا الباب، إلا من أتقن جميع علوم الحديث، من الجرح والتعديل، وعلل الأحاديث، ومعرفة المراسيل، والتصحيف والتحريف، والجمع والتفريق، وأسباب الشذوذ والنكارة، وما رُوي بالمعنى وما رُوي باللفظ، وغير ذلك.
وأن يكون عالماً بمناهج المحدثين العارفين بالرجال والعلل، مميِّزاً لاصطلاحاتهم، محرِّراً لأصولهم، مدمناً النظر في كلامهم في الرجال والعلل؛ كيحيى القطان، ومن تلقى عنه كأحمد بن حنبل، وابن المديني، وغيرهما، ومن جاء بعدهما وسلك سبيلهما من أئمة هذا الشأن؛ كالبخاري، ومسلم، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والنسائي، والدارقطني، وابن عدي، وغيرهم من الأئمة الكبار.
ومن تبعهم، وسار على دربهم، وضرب على منوالهم، ممن جاء بعدهم، من المبرّزين من العلماء المتأخرين؛ كالذهبي، وابن حجر، وابن رجب، وابن عبد الهادي، وغيرهم؛ رحمهم الله جميعاً، ورضي عنهم أجمعين([8]).
وعبد الله بن الصديق نحسبه ممن تبعهم وسار على دربهم، يقول الشيخ رحمه الله عن نفسه: عرفت بفضل الله عدة علوم منها ما تلقيته عن شيوخي بالقرويين والأزهر، وهو: علم العربية، والفقه المالكي والشافعي، والأصول والمنطق، والتفسير والحديث والمصطلح، والتوحيد والمقولات، وعلم الوضع وآداب البحث والمناظرة والفرائض.
ومنها ما لم أتلقه من أحد، وهو: علوم البلاغة والتجويد، والترقيم.
ومعرفتي لهذه العلوم ليست بدرجة متساوية، بل منها ما أنا قوي فيه، كالنحو والأصول والمنطق والحديث والتفسير، ومنها ما أنا فيه متوسط، كالفقه والمقولات والوضع وآداب المناظرة، ومنها ما أنا فيه دون المتوسط وهو علم الفرائض([9]).
ويمكنني أن أقول: إني قرأت بفضل الله تعالى من الأحاديث النبوية ما ينيف عن خمسين ألف حديث، وحصلت عندي ملكة أعرف بها إذا سمعت حديثا أين يوجد وما هي رتبته ولا أكاد أخطئ في ذلك والحمد لله([10])
ويقول تلميذه الدكتور فاروق حمادة: إن كتابات السيد عبد الله سواء كانت تحليلا أو تحقيقا أو جوابا أو سؤالا أو فتوى في نازلة… محكمة دقيقة من طراز الأوائل من الكبار، الذين يعرفون قدر الكلمة والحرف، وليست من نوع الإنشاء والإسراف فيه، كما نلاحظ عند كثير من كتاب عصرنا الذين يتكلمون بشهوة الكلام، أو يكتبون لمغرم أو ربح([11]).
ومنهج الشيخ رحمه الله حين تصحيحه للأحاديث يبحث عنه أولا في الصحيحين، فإذا وجده فيهما اكتفى بذلك، ولم يتكلم أحد في رجالات هذه الأحاديث باعتبار أن من روى له الشيخان تجاوز القنطرة، فإذا لم يجده فيهما انتقل إلى السنن الأربعة، ثم بعد ذلك ينتقل إلى باقي السنن والمسانيد والصحاح وهو ما تتبعه في الكتب التي خرج أحاديثها.
ثم ينتقل إلى التصحيح بطرق أخرى وهو ما استخلصناه من كتبه في الميدان.
المطلب الأول: تصحيح الشيخ عبد الله بن الصديق للأحاديث بالشواهد والمتابعات وتعدد الطرق
أولا: التصحيح بالشواهد
والشواهد: جمع شاهد، وهو نوع من المتابعة، لكنه خاص بمن روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحابي، فهو متابعة صحابي لصحابي آخر في متن حديث لفظا أو معنى([12]).
قال صاحب نخبة الفكر: وإن وجد متن يشبهه فهو الشاهد([13]).
وقال في النزهة: وإن وجد متن يروى من حديث صحابي آخر يشبهه في اللفظ والمعنى أو في المعنى فقط فهو الشاهد([14]).
وهذا المنهج وهو التصحيح بالشواهد اختلف فيه علماء الحديث بين المتشددين المانعين الذين لا يستدلون إلا بما رواه الثقات، وبين المتساهلين في التوثيق, وتوسط قوم فقالوا بالتصحيح بالشواهد والمتابعات والانتفاع بها في تقوية الأحاديث على اعتبار أن الحديث الذي يصلح للتقوية هو الحديث؛ الذي يُحتمل أن يكون خطأً، ويُحتمل أن يكون صواباً، فإذا كان حال الحديث هكذا، يُحتمل أن يكون صواباً، ويُحتمل أن يكون خطأً، من غير رجحان لجانب من الجانبين، كان حينئذٍ صالحاً للاعتبار.
والهدف من اعتبار مثل هذا؛ ترجيح أحد الجانبين، فإذا وُجد متابع يدفع عن الراوي ريبة التفرد، أو شاهد يؤكد حفظه للمتن أو لمعناه، رجح جانب إصابته فيما توبع عليه، أو فيما وُجد له شاهد، من الرواية؛ كلها، أو بعضها([15])
يصحح الشيخ رحمه الله الحديث إذا كان له شاهد أو أكثر.
مثال ذلك: ما رواه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء “اللهم أنت أحق من ذكر وأنت أحق من عبد وأنصر من ابتغى وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطى أنت الملك لا شريك لك والفرد لا يهلك كل شيء هالك إلا وجهه لن تطاع إلا بإذنك ولن تعصى إلا بعلمك تطاع فتشكر وتعصى فتغفر أقرب شهيد وأدنى حفيظ حللت دون الثغور وأخذت بالنواصي وكتبت الآثار ونسخت الآجال، القلوب لك مفضية والسر عندك علانية الحلال ما أحللت والحرام ما حرمت والدين ما شرعت والأمر ما قضيت والخلق خلقك والعبد عبدك وأنت الله الرؤوف الرحيم أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية وأن تجيرني من النار بقدرتك”([16]) قال الحافظ الهيثمي: في سنده فضال بن جبير وهو ضعيف مجمع على ضعفه([17]).
قلت: ــ عبد الله بن الصديق ــ للحديث شاهد قوي وهو حديث: “اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك” فإنه حسن كما بينا في الكلام على الشبهة الخامسة([18])
وقال في كتابه نهاية الآمال عندما تكلم على حديث “حياتي خير لكم…“الآتي في العرض قال: وللحديث مع هذا شواهد تؤيد معناه وتقوي مبناه، بحيث يرتفع إلى أعلى درجات الصحة والقبول ، وأنا أذكرها بحول الله مبتدئا بأقربها إلى لفظه فأقول: قال أبو نعيم في الحلية: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي حدثنا عباد بن كثير عن عمران عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن أعمال أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة واشتد غضب الله على الزناة “([19]) وهذا الحديث رغم ضعفه لكن الشواهد يعتبر بها في الضعيف كما نبه عليه الحافظ المنذري في غير موضع من الترغيب والترهيب والحافظ ابن القيم في جلاء الأفهام، بل هو مقرر في علوم الأحاديث([20]).
ثانيا: التصحيح بالمتابعات
قال ابن حجر في النخبة: والفرد النسبي: إن وافقه غيره فهو المتابع([21]).
ثم قال في الشرح: وما تقدم ذكره من الفرد النسبي، إن وجد بعد ظن كونه فردا قد وافقه غيره فهو المتابع بكسر الموحدة.
والمتابعة على مراتب:
ــ إن حصلت للراوي نفسه فهي التامة.
ــ وإن حصلت لشيخه فمن فوقه فهي القاصرة.
ويستفاد منها التقوية([22])
والشيخ رحمه الله إذا وجد رجلا من رجالات سند الحديث قد تكلم فيه وكان له متابع فإنه يصحح حديثه.
مثال ذلك ما أخرجه ابن ماجه في سننه قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري حدثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله.صلى الله عليه وسلم: “من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: “اللهم أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيدني من النار وتغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك”([23]) ورواه أحمد عن يزيد بن هارون والطبراني في الدعاء عن بشر بن موسى عن عبد الله بن صالح العجلي وابن خزيمة في كتاب التوحيد من طريق محمد بن فضيل ومن طريق أبي خالد الأحمر وأبو نعيم الأصبهاني من طريق أبي نعيم الكوفي خمستهم عن فضيل بن مرزوق بن غزال، ما يخشى من ضعف الفضل بن الموفق بمتابعة هؤلاء له([24]).
ومنه أيضا حديث ابن حبان والحاكم عن مالك ولفظهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال: “أينقص الرطب إذا جف؟” قالوا: نعم. قال: “فلا إذن”([25]) قال الحاكم: حديث صحيح لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك، وأنه لم يرو إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة، وقد تابع مالك في روايته عن عبد الله بن يزيد إسماعيل بن أمية([26])
ثالثا: تصحيح الحديث المرسل بانضمام الأحاديث الضعيفة إليه.
الحديث المرسل: ما أضافه التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غير متصل، ولكن هل يضره عدم اتصاله ويخرجه عن دائرة الاحتجاج به؟
ذهب جمهور المحدثين إلى أن الحديث المرسل ضعيف غير حجة، وذهب جمهور الفقهاء منهم أبو حنيفة ومالك وأحمد في إحدى روايتيه إلى أن الإرسال لا يضر، فالمرسل عندهم يعمل به.
وتوسط الحكم بين الطرفين الشافعي، فاعتبره ضعيفا ضعفا يسيرا، فإذا عرض له أحد المؤيدات صار حجة عنده، والمؤيدات هي: أن يروى مسندا، أو مرسلا من وجه آخر أو يفتي به بعض الصحابة أو أكثر أهل العلم([27])
أما الشيخ عبد الله بن الصديق فصححه بانضمام الأحاديث الضعيفة إليه.
مثال ذلك : ما رواه الحاكم من طريق الأجلح عن الشعبي عن جابر به ووصله الطبراني أيضا في معجمه الصغير من حديث أبي جحيفة قال: حدثنا أحمد بن خالد بن يزيد بن مسرح، حدثنا عن الوليد بن عبد الملك بن مسرح، حدثنا مخلد بن يزيد عن مسعر بن كدام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه وقال: “ما أدري أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر؟”([28]) ضعيف لضعف شيخ الطبراني وأخرجه في المعجم الكبير من طريق آخر عن أبي جحيفة، قال الحافظ الهيثمي: فيه أنس بن مسلم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ، قلت: ــ عبد الله بن الصديق ــ فيكون مرسل الشعبي بانضمام هذه الأحاديث الضعيفة إليه صحيحا محتجا به حسبما هو مقرر في علمي أصول الفقه ومصطلح الحديث([29])
رابعا: ترقية الحسن إلى الصحة إذا روي من طرق أخرى.
وقال ابن كثير: وهذا النوع ــ أي الحسن ــ لما كان وسطاً بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر، لا في نفس الأمر. عسر التعبير عنه وضبطه على كثير من أهل هذه الصناعة. وذلك لأنه أمر نسبي، شيء ينقدح عنه الحافظ، ربما تقصر عبارته عنه([30]).
قال صاحب الموقظة: في تحرير معنى الحسن اضراب…فأقولُ: الحَسَنُ ما ارتَقَى عن درجة الضعيف، ولم يَبلغ درجةَ الصحَّة([31])
والحسن يرتقي إلى درجة الصحيح إذا روي بسند آخر مثله في الحسن([32])
وقال في موضع آخر: الثَّانِي مَا سَنذكرُهُ فِي الثَّالِث من الحَدِيث الْحسن أَن الرَّاوِي الصدوق الَّذِي لم يبلغ دَرَجَة أهل الْحِفْظ والإتقان إِذا رُوِيَ حَدِيثه من وَجه آخر يرتقي من دَرَجَة الْحسن إِلَى الصِّحَّة([33]).
مثال ذلك ما رواه الشافعي وأحمد وإسحاق بن أبي شيبة والأربعة إلى النسائي والحاكم والبزار وابن السكن من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم”([34]) قال الترمذي: هذا أصح شيء في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد: وهو مقارب الحديث، وصرح الحافظ الهيثمي في غير موضوع من مجمع الزوائد أن عبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن، وبناء على ذلك يكون هذا الطريق وحده على شرط الحسن، فكيف إذا ضمت إليه بقية الطرق وهي تزيد على ثلاثة ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد والحافظ في التلخيص، ونقلها الشوكاني عنهما في نيل الأوطار، لا شك أن الحديث حينئذ يكون قويا ولا يبعد أن يصحح وقال في الهامش: بل هو صحيح([35])
خامسا: إذا روي الحديث بطرق ضعيفة واشتهر بين الناس وتلقوه بالقبول يقوى أمره.
للعلماء كلام طويل في الحديث الضعيف وطرق تقويته وأين يعمل به، والقائلون بارتقاء الحديث الضعيف بتعدد الطرق، شرطوا لذلك شروطا، وهي:
ــ أن يروى من طريق آخر فأكثر على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه.
ــ أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه، أو انقطاع في سنده، أو جهالة راويه([36]). والشيخ رحمه أدرى منا بهذه الأمور؛ لأنه مطلع.
ومثال ذلك حديث معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال: “يامعاذ كيف تقضي إذا عرض عليك قضاء؟” قال: أقضي بكتاب الله فإن لم أجد فبسنة رسول الله، فإن لم أجد أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عله وسلم على صدره وقال: ” الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله بما يرضي رسول الله”([37]) قال الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري: إن اشتهاره بين الناس وتلقيهم له بالقبول مما يقوي أمره، قال المعلق: على أن أهل العلم قد تقبلوه واحتجوا به فوقفنا بذلك على صحته عندهم([38])
المطلب الثاني: تقوية الحديث بعموم القرآن وبورود حديث آخر من معناه.
أولا: تصحيح الحديث إذ كان مؤيدا بالقرآن.
قد يأتي حديث ضعيف ولكن معناه يوافق آية من كتاب الله عز وجل ، أو إجماعا للعلماء ، أو أصول الشرع، أو يتناوله العلماء بالقبول، فهنا يتقوى معنى الحديث بذلك.
وتقوية الحديث بمعنى ثبوت نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المسلك على إطلاقه تجري على طريقة الفقهاء لا المحدثين؛ لأن أسباب الضعف عند الفقهاء محصورة وجلها منوط بمراعاة ظاهر الشرع، وعند أئمة النقل لأسباب أخرى مرعية عندهم، وهي عند الفقهاء غير معتبرة([39])
والشيخ رحمه الله يصحح الحديث إذا كان مؤيدا بالقرآن.
مثال ذلك حديث بن مسعود الذي رواه البزار في مسنده قال: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله، يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام”([40]) قال: وقال صلى الله الله عليه وسلم: “حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت الله لكم”([41]) قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبدالله إلا بهذا الإسناد قال الشيخ عبد الله بن الصديق: إن القرآن يؤيد الحديث قال الله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾([42]) أخبر الله تعالى في هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي يوم القيامة شهيدا على أمته وذلك يقتضي أن تعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأى وعلم([43])
أما إذا عارض القرآن الحديث فلا يستدل به، مثال ذلك “لعن الله اليهود اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد”([44]) قال: لا يستدل به من جهة معارضة القرآن له ولا يوجد وجه للجمع بينهما([45]).
ثانيا: تصحيح الحديث الضعيف إذا ورد حديث آخر من معناه.
وهذا هو الذي يقول فيه علماء نقد الحديث: هذا الحديث ضعيف لكن معناه صحيح. بحيث يكون كلاما صحيح المعنى لوجود أدلة أخرى تدل عليه كآية من القرآن، أو حديث آخر، أو إجماع، أو يوافقه قياس صحيح. قال ابن عبد البر: والحديث الضعيف لا يدفع، وإن لم يحتج به، ورب حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى([46])
ومثال ذلك حديث قضى النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة في الإفطار، قلت: ــ أي عبد الله بن الصديق ــ هو بهذا اللفظ ليس بوارد ولكن حديث الأعرابي الذي جامع في نهار رمضان هو بمعناه في الجملة([47])
ثالثا: تأييد الحديثين أحدهما الآخر إذا كان بينهما ارتباط.
مثال ذلك، حينما تحدث الشيخ على حديث عرض الأعمال وهو قوله صلى الله عليه وسلم: “حياتي خير لكم..” الحديث المتقدم، قال: حديث الحوض يؤيد حديث عرض الأعمال، أخرج أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه، بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني يا أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم، قال رجل: يارسول الله أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: فأما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى”([48]). قال الحافظ الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثق. قلت: ــ أي عبد الله بن الصديق ــ حديثه حسن كما صرح به الحافظ الهيثمي نفسه في مواضع من مجمع الزوائد، فقوله صلى الله عليه وسلم :” ولكنكم أحدثتم بعدي” دليل على أن أعمالهم عرضت عليه وإلا لما عرف ذلك منهم([49])
خاتمة
إن المدرسة المغربية الحديثية إن صح القول لا تقل عن المدرسة المشرقية في مجال النقد الحديثي عند المتقدمين والمتأخرين، والمثال الذي بين أيدينا خير دليل على ذلك، فالأسرة الصديقية كان لها باع طويل في الصناعة الحديثية لاسيما في مجال النقد.
ونستطيع أن نقول بأن الشيخ عبد الله بن الصديق رحمه الله بما توافر لديه من علم نقد الحديث ورجاله استطاع أن يسبر أغوار هذا العلم ويصل إلى تصحيح بعض الأحاديث التي وضعها الغير جانبا ولم يستدل بها مع صحتها، على أن ما توصلنا إليه من خلال البحث ما هو إلا غيض من فيض وقليل من كثير، ومن النتائج التي توصلنا إليها من خلال البحث أن الشيخ عبد الله بن الصديق رحمه الله كان:
ــ من رجال علم الحديث ونقاده الذين كرسوا حياتهم للعلم والمعرفة
ــ ترك رحمه الله تراثا زاخرا في مختلف العلوم وخاصة منها علم الحديث
ــ كان للشيخ رحمه الله منهج رصين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وقد اكتسبه رحمه الله من خلال سبره لأغوار هذا العلم الجليل، الذي ينبغي للأجيال المقبلة أن تعرف أمثال هذا الرجل وتغوص في تراثه بحثا عن الكنوز العلمية الموجودة فيه.
وهناك شق ثاني في البحث أرى أن يشتغل عليه الطلبة وهو منهجه في التضعيف حتى تكتمل الصورة، هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من نقص فمني ومن الشيطان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لائحة المصادر والمراجع
- الأحكام الوسطى لعبد الحق الإشبيلي المعروف بابن الخراط ت 581ه. تحقيق حمدي السلفي وصبحي السامرائي. طبعة مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض. ط 1416ه/1995م
- الإحسان في تقريب صحيح محمد بن حبان بن أحمد التميمي ت 354ه. ترتيب الأمير علاء الدين علي الفارسي ت 739ه حققه شعيب الأرناؤوط. طبعة مؤسسة الرسالة بيروت. ط الأولى 1408ه/1988م
- الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات لأبي معاذ طارق بن عوض الله طبعة مكتبة ابن تيمية القاهرة الطبعة الأولى 1417ه/1998م
- الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث للمؤلف أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ت 774ه تحقيق أحمد محمد شاكر الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الثانية
- التصور والتصديق بأخبار الشيخ سيدي محمد بن الصديق للإمام الحافظ أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق مكتبة الغانجي طبعة 1366ه
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر يوسف بن عبد البر ت463ه تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغرب طبعة 1387ه
- الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل االبخاري الجعفي. تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر. طبعة دار طوق النجاة. الطبعة الأولى 1422ه
- الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين لأبي الفضل عبد الله بن الصديق الطبعة الثالثة1406ه/1986م مكتبة القاهرة
- الدعاء للطبراني تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. طبعة دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى
- القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف، فواز أحمد زمرلي، طبعة دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى 1415ه/1995م
- اللمع في أصول الفقه للإمام أبي إسحاق الشيرازي ت476ه ومعه حواش للشيخ محمد جمال الدين القاسمي ت 1332ه ومختصر تخريج أحاديثه للشيخ عبدالله بن الصديق الغماري ت 1413ه تحقيق عبد القادر الخطيب الحسني طبعة دار الحديث الكتانية
- المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم ت 405ه تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. طبعة دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1411ه/1990م
- المعجم الكبير لسليمان بن أحمد الطبراني ت 360ه تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي دار النشر مكتبة ابن تيمية القاهرة الطبعة الثانية
- المنتخب من مسند عبد بن حميد بن نصر الكسّي ويقال له: الكشي بالفتح والإعجام ت 249ه. تحقيق صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي. طبعة مكتبة السنة القاهرة. الطبعة الأولى 1408ه/1988م.
- الموقظة في علم مصطلح الحديث للمؤلف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت 748ه. اعتنى به أبو غدة عبد الفتاح الناشر مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب، الطبعة الثانية 1412ه
- النكت على مقدمة ابن الصلاح للمؤلف أبي عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794ه تحقيق د زين العابدين بن محمد بلا فريج. الناشر: أضواء السلف الرياض. الطبعة الأولى 1419ه/7998م
- أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم بقلم محمد عوامة طبعة دار السلام
- إحياء المقبور من أدلة جواز ـ استحباب ـ بناء المساجد ـ والقباب ـ على القبور لأحمد بن محمد الصديق الغماري ومعه إعلام الراكع الساجد باتخاذ القبور مساجد لأبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري طبعة 1429ه/2008م الناشر مكتبة القاهرة
- إعلام النبيل بجواز التقبيل للمؤلف عبد الله بن الصديق الطبعة الثالثة 1322ه الناشر دار جوامع الكلم القاهرة
- تحرير علوم الحديث لعبد الله بن يوسف الجديع، الناشر مؤسسة الريان بيروت، الطبعة الأولى 1424ه/2003م
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الصبهاني ت 430ه. طبعة السعادة بجوار محافظة مصر 1394ه/1974م
- سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق للمؤلف عبد الله بن الصديق
- سنن ابن ماجه أبي عبد الله القزويني ت 273ه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. طبعة دار إحياء الكتب العربية
- سنن أبي داود سليمان بن الأشعث ت 275ه. تحقيق محمد محيي الدين عبد الباقي. طبعة المكتبة العصرية صيدا بيروت
- سنن الترمذي محمد بن عيسى تحقيق بشار عواد معروف. طبعة دار الغرب الإسلامي 1998م.
- شروط الأئمة الخمسة للحازمي أبي زكرياء محمد بن موسى ت 584ه دار النشر عطاءات العلم، تاريخ النشر 1437ه دمشق اعتنى به عبد الرحيم محمد يوسفان
- صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ت 261ه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت
- عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد للأستاذ الدكتور فاروق بن محمود حمادة
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبي الحسن نور الدين الهيثمي ت 807ه تحقيق حسام الدين القدسي الناشر مكتبة القاهرة طبعة 1414ه/1994م
- مسند الإمام أحمد بن حنبل تحقيق شعيب الأرناؤوط وعلال مرشد وآخرون. إشراف عبد الله بن عبد المحسن التركي. طبعة مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1421ه/2001م
- مسند البزار المشهور باسم البحر الزخار لأبي بكر أحمد بن عمرو ت 292ه تحقيق محفوظ الرحمان زين الله وعادل بن سعد وصبري عبد الخالق الشافعي. طبعة مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة. الطبعة الأولى
- مسند أبي يعلى الموصلي تحقيق حسين سليم أسد. طبعة دار المأمون للتراث. الطبعة الأولى 1404ه/1984م
- نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت 852ه. تحقيق عبد الله بن ضيف الله الرحيلي. الناشر مطعة سفير بالرياض. الطبيعة الأولى 1422ه
- نهاية الآمال في صحة وشرح حديث عرض الأعمال للمؤلف طبعة 1427ه/2006م طبعة عالم الكتب بيروت لبنان.
الهوامش:
- سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق للمؤلف عبد الله بن الصديق ص 10() ↑
- () التصور والتصديق بأخبار الشيخ سيدي محمد بن الصديق للإمام الحافظ أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق مكتبة الغانجي طبعة 1366ه. ص 4 ↑
- () عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد للأستاذ الدكتور فاروق بن محمود حمادة ص 7 ↑
- () عبد الله بن الصديق الحافظ الناقد ص 8 ـ 9 ـ 10 ـ 11 بتصرف وسبيل التوفيق ص 13 ــ 29 ↑
- () سبيل التوفيق ص 58 ــ 89 ↑
- () سبيل التوفيق ص 89 ↑
- () لمعرفة كل مؤلفات الشيخ رحمه الله المطبوع منها وغير المطبوع ينظر سبيل التوفيق للمؤلف ص 91 ــ 102 وعبد الله بن الصديق الحافظ الناقد للدكتور فاروق حمادة ص 25 ــ 40 ↑
- () الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات لأبي معاذ طارق بن عوض الله طبعة مكتبة ابن تيمية القاهرة الطبعة الأولى 1417ه/1998م ص 31و32 ↑
- سبيل التوفيق ص 48() ↑
- () سبيل التوفيق ص 51 ↑
- () عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد ص 47 ↑
- () تحرير علوم الحديث لعبد الله بن يوسف الجديع، الناشر مؤسسة الريان بيروت، الطبعة الولى 1424ه/2003م. 1/54 ↑
- () نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت 852ه. تحقيق عبد الله بن ضيف الله الرحيلي. الناشر مطبعة سفير بالرياض. الطبعة الأولى 1422ه. ص 276 ↑
- () نزهة النظر ص 88 ↑
- () الارشادات ص 44 ↑
- () المعجم الكبير لسليمان بن أحمد الطبراني ت 360ه تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي دار النشر مكتبة ابن تيمية القاهرة الطبعة الثانية رقم لحديث 8027. 8/264. والدعاء للطبراني باب القول عند الصباح والمساء رقم الحديث 318. تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. طبعة دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1413ه. ص120 ↑
- () مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبي الحسن نور الدين الهيثمي ت 807ه تحقيق حسام الدين القدسي الناشر مكتبة القاهرة ط 1414ه/1994م. 10/117. ↑
- () الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين لأبي الفضل عبد الله بن الصديق ط الثالثة1406ه/1986م مكتبة القاهرة. ص194 ↑
- () حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم احمد بن عبد الله الصبهاني ت 430ه. طبعة السعادة بجوار محافظة مصر 1394ه/1974م. 6/179 ↑
- () نهاية الآمال في صحة وشرح حديث عرض الأعمال للمؤلف عبد الله بن الصديق ط 1427ه/2006م طبعة عالم الكتب بيروت لبنان ص 18 ــ 19 ↑
- () نزهة النظر ص 276 ↑
- () نزهة النظر ص 86 ↑
- () سنن ابن ماجه أبي عبد الله القزويني ت 273ه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. طبعة دار إحياء الكتب العربية. رواه في كتاب المساجد والجماعات باب المشي إلى الصلاة رقم الحديث778. 1/256 ↑
- () الرد المحكم المتين ص 176 ↑
- () الإحسان في تقريب صحيح محمد بن حبان بن أحمد التميمي ت 354ه. ترتيب الأمير علاء الدين علي الفارسي ت 739ه حققه شعيب الأرناؤوط. طبعة مؤسسة الرسالة بيروت. الطبعة الأولى 1408ه/1988م. 11/372. والمستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم ت 405ه تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. طبعة دار الكتب العلمية بيروت. الطبعة الأولى 1411ه/1990م. 2/44 ↑
- () اللمع في أصول الفقه للإمام أبي إسحاق الشيرازي ت476ه ومعه حواش للشيخ محمد جمال الدين القاسمي ت 1332ه ومختصر تخريج أحاديثه للشيخ عبد الله بن الصديق الغماري ت 1413ه تحقيق عبد القادر الخطيب الحسني ط دار الحديث الكتانية ص 315 ↑
- () أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم بقلم محمد عوامة طبعة دار السلام ص 22 ↑
- () المستدرك للحاكم 2/681. والطبراني في الأوسط 2/287. والصغير 1/40. والكبير 2/108 ↑
- () إعلام النبيل بجواز التقبيل للمؤلف الطبعة الثالثة 1322ه الناشر دار جوامع الكلم القاهرة ص 10 ــ 11 ↑
- الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث للمؤلف أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثيرت 774ه تحقيق أحمد محمد شاكر الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الثانية ص 39()() ↑
- () الموقظة في علم مصطلح الحديث للمؤلف شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت 748ه. اعتنى به أبو غدة عبد الفتاح الناشر مكتبة المطبوعات الإسلامية بحلب، الطبعة الثانية 1412ه. ص29 ↑
- () النكت على مقدمة ابن الصلاح للمؤلف أبي عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794ه تحقيق د زين العابدين بن محمد بلا فريج. الناشر: أضواء السلف الرياض. الطبعة الأولى 1419ه/7998م. 1/316 ↑
- () النكت على مقدمة ابن الصلاح 1/100 ↑
- () سنن أبي داود سليمان بن الأشعث ت 275ه. تحقيق محمد محيي الدين عبد الباقي. طبعة المكتبة العصرية صيدا بيروت. كتاب الطهارة باب فرض الوضوء رقم الحديث 61 1/16. والترمذي محمد بن عيسى في سننه كتاب الطهارة باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور. رقم الحديث3. تحقيق بشار عواد معروف. طبعة دار الغرب الإسلامي 11998م. 1/45. وابن ماجه كتاب الطهارة باب مفتاح الصلاة الطهور رقم الحديث 275. 1/101 ↑
- () الرد المحكم المتين ص 167 ↑
- () القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف، فواز أحمد زمرلي، طبعة دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى 1415ه/1995م ص 77 ↑
- () أنظر المنتخب من مسند عبد بن حميد بن نصر الكسّي ويقال له: الكشي بالفتح والإعجام ت 249ه. تحقيق صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي. طبعة مكتبة السنة القاهرة. الطبعة الأولى 1408ه/1988م. من مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه ص 72. والأحكام الوسطى لعبد الحق الإشبيلي المعروف بابن الخراط ت 581ه. تحقيق حمدي السلفي وصبحي السامرائي. طبعة مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض. طبعة 1416ه/1995م. 3/342 ↑
- () تخريج أحاديث اللمع ص 300 ↑
- () شروط الأئمة الخمسة للحازمي أبي زكرياء محمد بن موسى ت 584ه دار النشر عطاءات العلم، تاريخ النشر 1437ه دمشق اعتنى به عبد الرحيم محمد يوسفان ص173. ↑
- () مسند البزار المشهور باسم البحر الزخار لأبي بكر أحمد بن عمرو ت 292ه تحقيق محفوظ الرحمان زين الله وعادل بن سعد وصبري عبد الخالق الشافعي. طبعة مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة. الطبعة الأولى. 5/307 ↑
- () المسند للبزار 5/308 ↑
- () سورة النساء الآية 41 ↑
- () نهاية الآمال ص 19 ↑
- () الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل االبخاري الجعفي. تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر. طبعة دار طوق النجاة. الطبعة الأولى 1422ه. رواه في كتاب الجنائز باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور. رقم الحديث 1330.2/88. وصحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ت 261ه. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت. رواه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب النهي عن بناء المساجد على القبور رقم الحديث 529. 1/376 ↑
- () إحياء المقبور من أدلة جواز ـ استحباب ـ بناء المساجد ـ والقباب ـ على القبور لأحمد بن محمد الصديق الغماري ومعه إعلام الراكع الساجد باتخاذ القبور مساجد لأبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري ط 1429ه/2008م الناشر مكتبة القاهرة ص 70 ↑
- () التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر يوسف بن عبد البر ت463ه تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي، محمد عبد الكبير البكري ط وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغرب ط 1387ه. 1/58 ↑
- () تخريج أحاديث اللمع ص 94 ↑
- () رواه الإمام أحمد في المسند. من مسند أبي سعيد الخدري رقم الحديث11138. 17/220. تحقيق شعيب الأرناؤوط وعلال مرشد وآخرون. إشراف عبد الله بن عبد المحسن التركي. طبعة مؤسسة الرسالة. الطبعة الأولى 1421ه/2001م. وأبو يعلى في المسند من مسند أبي سعيد أيضا رقم الحديث 1238. 2/433. تحقيق حسين سليم أسد. طبعة دار المأمون للتراث. الطبعة الأولى 1404ه/1984م. والحاكم في المستدرك 4/84 ↑
-
() نهاية الآمال ص 13 ↑