د. فيصل محمد عبد الباري توتو1
1 أستاذ مساعد- كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية- قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والخدمة الاجتماعية- جامعة النيلين fmtoto89@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31030
تاريخ النشر: 01/10/2022م تاريخ القبول: 08/08/2022م
المستخلص
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على إسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. تم أخذ عينة قصدية حجمها (338) مفردة من مجموعات افتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فيسبوك، واتساب، تلغرام باستخدام استمارة قياس إلكترونية. وخلصت الدراسة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بصفة عامة والفيسبوك بصفة خاصة هي أفضل بديل لوسائل الإعلام التقليدية التي يعتمد عليها المواطن بدرجة كبيرة للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد. كما خلصت الدراسة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل قوي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد معرفيا ووجدانيا وسلوكيا.
الكلمات المفتاحية: وسائل التواصل الاجتماعي، فيروس كورونا المستجد، تنمية وعي المواطن، الاحترازات الصحية، علم الاجتماع الرقمي.
The role of social media in developing the Sudanese citizen’s awareness of the health precautions of the emerging coronavirus
Dr. Faisal Mohammed Abdel Bari Toto1
1 Assistant Professor – Faculty of Economic and Social Studies – Department of Sociology, Anthropology and Social Work – Al-Neelain University fmtoto89@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31030
Published at 01/10/2022 Accepted at 08/08/2021
Abstract
The current study aimed to identify the contributions of social media to the development of citizen’s awareness of health precautions for the emerging corona virus (Covid-19) the researcher used the analytical descriptive approach. An intentional sample of (338) singles was taken for virtual groups on the various social media: Facebook, WhatsApp, Telegram Using an electronic measuring form. The study concluded that social media in general, and Facebook in particular, are the best alternative to traditional media that citizens rely on to a large extent for information about health precautions for the emerging corona virus. The study also found that social media strongly contributed to the development of citizen’s awareness of the health precautions of the emerging corona virus, cognitively, emotionally and behaviorally.
Key Words: social media, the emerging corona virus, developing citizen awareness, health precautions, digital Sociology
مقدمة:
انطلقت مشكلة الدراسة الحالية من الحالة التي تمر بها المجتمعات البشرية بلحظات تاريخية فارقة، وهي تواجه جائحة كورونا ذات الأبعاد الثلاث التي تجعل منها موضوعاً قابلاً للدرس العلم- اجتماعي، تقتحم أعماق علم الاجتماع أو تُلامس حدوده المتداخلة مع التخصصات الأخرى، كنمط الانتشار المتدرج من المحلية إلى العالمية، وعمق التأثير الذي لحق بجميع الأنساق في بنيتها المادية والوظيفية، وتأثيرها في رؤية العالم والتصورات الخاصة بأشكال الحياة والوجود والمصير الإنساني (ملكاوي، 2020، صفحة 8)
وفجأةً اختفت جميع أشكال التجمعات البشرية خارج اطار الأسرة، وتلاشى المجتمع لصالح الانكفاء على الذات، والنكوص إلى الوحدة الأصغر في مكوناته، وفي حالة فريدة من تكبيل الجسد، ازدادت حدة الريبة من كافة أشكال التقارب، صاحب ذلك شعور بالخطر والخوف من انتقال العدوى والمرض، كل ذلك قد حدث في مجتمعات قامت وما زالت تقوم على نمط يُعزَز الثقة والتقارب، ولئن طالت فترة تدابير التباعد والعزلة، فإنه يُخشى في يوم ما أن تُصبح التجمعات البشرية اليومية إرثاً من الماضي، ولأننا كائنات بشرية اجتماعية بطبعها، ظهرت أشكال جديدة ومتنوعة من التكيَف كالإطلالات الصادحة بالغناء أو التكبيرات من شرفات المنازل، وغير ذلك كثير مما حفلت به مواقع التواصل الاجتماعي (ملكاوي، 2020، صفحة 8).
ومن المسلم به أن هذا الوباء أكبر من كونه مجرد أزمة صحية فهو عبارة عن أزمة اجتماعية وسياسية واقتصادية ستظهر آثاره لسنوات قادمة وستطال تداعياته جميع نواحي الحياة في المنطقة العربية بأسره. والمواطن كالعادة يتحمل ما سيتولد عن هذا الوباء من مخاطر. ففي ظل انتشار جائحة كورونا يتعرض المواطن في المنطقة العربية بصفة عامة وفي السودان بصفة خاصة إلى ظروف يجعله أكثر قابلية للإصابة. وبالرغم من أن المواطن هو الأكثر عرضة لآثار أزمة جائحة كورونا المستجد إلا أنه في الوقت نفسه هو الأقدر على اتباع التدابير والاحترازات الصحية المناسبة في تقليل تبعاته إذا ما اكتسب الوعي بالتعامل مع هذه الجائحة لتجنب الإصابة بالفيروس.
ومع تفاقم انتشار فيروس كورونا والدعوة إلى التباعد الاجتماعي والالتزام بالحجر الصحي اتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وفرة في المعلومات والمعارف فعلى سبيل المثال أطلقت منظمة الصحة العالمية خدمة التنبيهات الصحية باللغة العربية بالشراكة مع واتساب وفيسبوك لإطلاع المواطن على أخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بأعراض المرض وكيف يحمي الناس أنفسهم والآخرين من الإصابة بالفيروس، أيضاً أطلق موقع فيسبوك بشكل يتناسب مع قدرته الرقمية خدمة جديدة تم تفعيلها مع مستخدميه وهي “مركز معلومات كورونا coronavirus information center” يهدف إلى منع انتشار المعلومات الخاطئة والمضللة التي تأتي من مصادر غير رسمية والاعتماد على الوسائل التوعوية المعتمدة والمتمثلة في منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة، رئاسة مجلس الوزراء، وزارة الصحة السودانية لنشر كل ما يتعلق بفيروس كورونا من حيث عرض جميع البيانات الرقمية لأعداد المصابين وحالات الوفاة والمتعافين، أيضاً نشر المعلومات المتعلقة بأعراض الإصابة وطرق انتقال العدوى وكيفية الوقاية (World Health Organisation,2019) الأمر الذي أدى إلى تحول المجتمع بكل فئاته إلى هذه الشبكات كمصدر للحصول على المعلومات حول فيروس كورونا المستجد وذلك بغرض اتباع الاحترازات الصحية لتجنب الإصابة بهذا الفيروس (السيد، 2020، صفحة 127).
وخلال الفترة الأخيرة أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ذات أهمية كبيرة كوسيلة من أهم الوسائل الحديثة في تنمية وعي المجتمع بالقضايا الاجتماعية المختلفة، والتي يلجأ إليها المواطن للحصول على معلومات حول مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية. وفي هذا الصدد أشارت دراسة (السيد، 2020) إلى أن الشبكات الاجتماعية بصفة عامة والفيس بوك بصفة خاصة هي البديل الأمثل لوسائل الإعلام التقليدية التي تعتمد عليها المرأة بدرجة كبيرة للحصول على معلومات حول الفيروس، كما توصلت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل قوي في تشكيل وعي المرأة بفيروس كورونا المستجد معرفياً ووجدانياً وسلوكيا. كما أشارت دراسة (مدفوني، 2020) إلى أن هناك تنامي في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف فئات المجتمع ومكوناته من خلال التأكيد على امكانية توظيف المواقع ودورها في نشر الوعي الصحي الضروري لمواجهة الجائحة العالمية. كما أن هناك اعتماد واضح للهيئات الرسمية والأهلية والأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي لبناء حملات توعية صحية تواكب المستجدات وتستجيب لمتطلبات المواجهة ومدى تفاعل المستخدمين معها وتقييمهم لمحتوى حملات التوعية الصحية وفاعليتها. أيضاً كشفت دراسة كل من (مراد وفوزية، 2020) إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت وما زالت سلاحاً ذو حدين، جانب إيجابي يتعلق بتوضيح الحقائق وجعل الفرد على إطلاع دائم بالمستجدات الظرفية حول الوباء من مصادر رسمية، وجانب سلبي آخر تمثل في نشرها للشائعات والمعلومات الخاطئة، والتي كانت تهدف منها أطراف عديدة للتهويل والحصول على أكبر عدد من المتابعين. كما توصلت دراسة (عيشوش وبوسرسوب، 2020) إلى أن شبكة الفيسبوك تؤدي دوراً فعالاً في تعزيز التوعية الصحية السليمة، وأن أهم المواضيع التي تُقدمها هي زيادة الوعي، والتواصل مع الجهات الطبية، والفحص الدوري المبكر. أيضاً أشارت دراسة (ليندة وفطيمة، 2020) إلى أن هناك إسهام واضح للفيسبوك في الترويج والتوعية بأبعاد الخدمات الصحية إثر جائحة كورونا وذلك من خلال الكشف عن أسباب انتشار الفيروس وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج.كما توصلت دراسة (Bhuskaran, 2017) إلى أن أكثر المعلومات التي يسعى الأفراد للحصول عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي المعلومات المتعلقة الأمراض والأوبئة. ومن خلال مراجعة الأدبيات السابقة يمكن القول أن الدراسة الحالية اتفقت مع هذه الدراسات في متغير أساسي ألا وهو التوعية الصحية لفيروس كورونا المستجد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. وقد استفاد الباحث من هذه الدراسات في إثراء التراث النظري المتعلق بدور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد كما استفاد منها الباحث في تحديد منهج البحث المناسب وصياغة مشكلة الدراسة ونوع المعالجة الاحصائية المستخدمة. وما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في كونها تقع ضمن الدراسات الأولى التي ستجرى في السودان. وهكذا نجد أن هذه الجائحة قد فرضت على العالم التحول الإجباري نحو الرقمنة، وفرضت على البحوث الاجتماعية ضرورة إعادة النظر في أجندتها البحثية بحيث تكون مواكبة للتحولات التكنولوجية والاجتماعية المصاحبة لفيروس كورونا.
وإذا كانت هذه العلوم قد نشأت بفعل الأحداث الجسام، وتطورت عن ثورات علمية تلت استعصاء فهم الحالات الشاذة وتفسيرها وفق التصورات الراسخة، فإن هذا هو حال علم الاجتماع وهو يواجه تحديات ناشئة عن التحولات العميقة في بنية المجتمع وأشكال التجمعات وأنماط الحياة والتفاعلات، ويستنهض العلماء بجعلها فرصة يعيدون فيها النظر بمسلمات مراحل تاريخية أو بمجتمعات مغايرة، وما أحوجنا إلى ذلك والحدث عالمي طاغٍ هذه المرة، لا سيما في هذا الجزء من العالم الذي آن له فرض حضوره على الساحة العلمية في إطار العلوم الاجتماعية (ملكاوي،2020، صفحة 8). خاصة وأن علم الاجتماع يتعامل مع وحدات متفاعلة، ومتغيرة في مجتمعات سريعة التغير وهو ما يفرض عليه أن يتغير من وقت لآخر ويستجيب لواقع المجتمعات وتجددها ويواكب التحولات التكنولوجية السريعة (السيد،2020، الصفحات 127-128).
وبناء على ما سبق، وكخطوة في مواكبة علم الاجتماع للتحول الرقمي، ولأزمة جائحة كورونا المستجد وما يتبعها من تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وتكنولوجية، وكخطوة أولية لإحتواء تداعيات هذه الجائحة على المواطن، تتحدد المشكلة الرئيسية للدراسة من خلال السؤال الإشكالي التالي: “ما دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد” ويتفرع من هذا السؤال عدة تساؤلات فرعية أخرى:
- ما هي درجة اعتماد المواطن السوداني على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد؟
- ما هي أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها المواطن السوداني للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد؟
- ما هي أسباب اعتماد المواطن السوداني على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد؟
- ما هي اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد معرفياً؟
- ما هي اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالسوداني الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد وجدانياً؟
- ما هي اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد سلوكياً؟
أولا: أهمية وأهداف الدراسة:
- أهمية الدراسة:
- تعد هذه الدراسة من الدراسات الأولى في علم الاجتماع – في حدود ما اطلع عليه الباحث والتي تتناول اسهام وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد.
- اهتمام علم الاجتماع بدراسة أزمة فيروس كورونا كأحد المستجدات الطارئة على الساحة العالمية من ناحية، ووسائل التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى لم يعد مجرد وسيلة للترف وإنما أصبحت مفروضة بحكم الواقع.
- تزايد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والذي قدر في العام 2020م بــــــ3,96 مليار شخص في العالم بما يعادل 51% من سكان العالم منهم 136,1 مليون شخص في الوطن العربي.
- المواطن هو الأكثر عرضة للمعاناة من آثار تلك الجائحة صحياً واجتماعياً واقتصادياً وتنمية اتجاهاتهم في التعامل مع هذه الجائحة ستنعكس بلا شك ايجابياً عليهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع.
- أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق هدف رئيسي هو: التعرف على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا وينبثق من هذا الهدف الرئيسي مجموعة أهداف فرعية أخرى هي:
- التعرف على أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها المواطن السوداني في الحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد.
- التعرف على درجة اعتماد المواطن السوداني على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد.
- التعرف على إسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد معرفياً ووجدانياً وسلوكياً.
- الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في وضع مقترحات علمية لإحتواء تداعيات الجائحة على المواطن عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
- التعرف على الدور الكبير الذي تمارسه وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي الأفراد واتجاهاتهم.
ثانياً: مصطلحات الدراسة:
- وسائل التواصل الاجتماعي:
هي خدمة الكترونية موجودة على شبكة الإنترنت تسمح للمستخدمين بإنشاء وتنظيم ملفات شخصية لهم، والتواصل من خلال نظام اجتماعي الكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والهوايات (راضي، 2003، صفحة 23). أيضاً تُعرف بأنها ” مواقع تتيح للأفراد التواصل والتفاعل في مجتمع افتراضي، يكون فيه علاقات جديدة، ويتقاسمون فيه هوايات واهتمامات مشتركة، وينشرون ويتبادلون فيه عدداً من المواضيع والصور والفيديوهات، التي يستقبلون تعليقات عليها من طرف المستخدمين الذين ينتمون لهذه الشبكات ويملكون روابط مشتركة (مراكشي، 2014، صفحة 56). كما يُنظر إلى شبكات التواصل الاجتماعي بوصفها خدمات تستند إلى الشبكة وتمكن المستخدمين من مشاركة المحتوى بعضهم مع بعض سواء كان ذلك عبارة عن أخبار أو رسائل أو صور أو مقاطع فيديو. ومن أشهر هذه الوسائل في العالم الناطق باللغة الإنجليزية (يوتيوب You Tube، ديغDigg ، تويتر Twitter، فيسبوكFacebook ، أخيراً قوقل بلسGoogle +). أما في مجتمعات الشرق الأوسط فإن أشهر هذه الوسائل (فيسبوك Facebook، واتساب، يوتيوب You Tube، تويتر Twitter). ويلفت اسم وسائل التواصل الاجتماعي الانتباه إلى التفاعل الأساسي بين الجانبين الاجتماعي والتقني، بحيث لا يمكن اختزاله إلى مجرد كيان تقني أو كيان اجتماعي (أورتون، 2021، صفحة 125). كما تُعرف بأنها “مواقع (Websites) أو تطبيقات أخرى (Applications) مخصصة لإتاحة القدرة للمستخدمين للتواصل فيما بينهم من خلال وضع معلومات، ورسائل، وصور ومقاطع فيديو وغيرها وبالتالي يغطي مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي المستخدم في هذه الدراسة جانب البرمجيات والتطبيقات (Software)، ولا يغطي جانب الأدوات المستخدمة (Hardware) كالأجهزة المختلفة من الحواسيب المكتبية والنقالة والهواتف الذكية مع ملاحظة أن التقدم التقني المتسارع في الأدوات وامكاناتها من أهم العوامل الحاكمة لإنتشار وسائل التواصل الاجتماعي (السويدي، 2014، صفحة 20).
2- مفهوم الوعي:
الوعي في اللغة تعني “حفظ الشئ، ووعي الشئ أي يعيه وعياً، وأوعاه أي حفظه وقبله فهو واع” (الوجيز، 1994، صفحة 675) ويُعرَف أيضاً على أنه حالة الفهم والشعور الداخلي للفرد يمكنه من التعامل مع المواقف والأحداث، ويحدث الوعي من خلال المشاعر والأحاسيس والسلوكيات التي تصدر عن الفرد نتيجة لتفاعلاته مع الغير (السيد، 2020، صفحة 131).
3- تنمية الوعي:
هي تزويد شبكات التواصل الاجتماعي المواطن بكل ما يتعلق بأزمة فيروس كورونا المستجد من معارف ومعلومات ومشاعر وعواطف وما يترتب على ذلك من سلوكيات وأدوار فعلية يقوم بها المواطن للتعايش الآمن مع أزمة جائحة كورونا (السيد،2020، صفحة 131).
4- فيروس كورونا المستجد:
هو نوع من أنواع الفيروسات مجهول السبب حتى الآن، يصيب الجهاز التنفسي ويصاحبه نزلات برد التي يمكنها أن تؤدي إلى الوفاة. ظهر في مدينة “ووهان” الصينية في أواخر عام 2019م. وفي 8 فبراير عام 2020م أطلقت عليه لجنة الصحة الوطنية في الصين تسمية فيروس كورونا المستجد. وفي 11 فبراير 2020 اعتمدت منظمة الصحة العالمية رسمياً تسمية الفيروس Covid-19 وأعلنته كجائحة عالمية نظراً لخطورته، وسرعة انتشاره فلا تخلو منطقة على مستوى العالم من تأثيره (منظمة الصحة العالمية، 2020). وتُعرف أيضاً بأنها “عائلة كبيرة من الفيروسات التي تصيب الإنسان والحيوان، ويتسبب في الإصابة بالإلتهابات في الجهاز التنفسي، تتراوح من نزلات البرد إلى أمراض أكثر خطورة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS)، وأخيراً فيروس كورونا المستجد (Covid-19) ولم يكن هناك أي تواجد لفيروس كورونا المستجد قبل أن يتم اكتشافه بمدينة “ووهان الصينية” في ديسمبر 2019م (ليندة، فطيمة،2020، صفحة 54).
ثالثاً: الطريقة والأدوات:
1- منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج الوصفي لأنه يلاءم طبيعة مشكلة الدراسة الحالية واجراءاتها وذلك من خلال وصف الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد.
2- مجتمع الدراسة والعينة:
تكون مجتمع الدراسة من مجموعات افتراضية على شبكة فيسبوك وواتساب وتلغرام. وقد روعي في اختيار المجموعات الإفتراضية أن تكون أكبر المجموعات كثافة من حيث عدد العضويات، وأن تكون قضية “أزمة فيروس كورونا المستجد” من بين القضايا المطروحة لهذه المجموعات. وقد اعتمد الباحث على عمدية (قصدية) بلغ حجمها (338) عضو. تم اختيارهم بطريقة عشوائية.
3- أدوات الدراسة (طريقة تصميمها وخصائصها السيكومترية):
نظراً لطبيعة الظروف التي فرضتها أزمة جائحة كورونا من تباعد اجتماعي خوفاً من انتقال العدوى فقد اعتمد الباحث على تصميم استمارة قياس إلكترونية عبر (Google Drive) اشتملت على أربعة أبعاد أساسية، البُعد الأول خاص بأسباب اعتماد المواطن على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد يحتوي على (8) فقرة، البُعد الثاني خاص باسهام وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد معرفياً يحتوي على (10) فقرة، البعد الثالث خاص باسهام وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد وجدانياً يحتوي على (6)، البعد الرابع خاص بالأدوار والسلوكيات التي يقوم بها المواطن للتعامل مع جائحة كورونا يحتوي على (8) فقرة. وقد إحتوت مجموعة العبارات على أوزان معيارية كالتالي: نعم =3 إلى حد ما = 2 لا = 1. تم تصميم الأداة من قبل الباحث، وذلك بعد الرجوع للتراث النظري والأدبيات السابقة حول موضوع الدراسة، ثم قام الباحث بعد ذلك بعرض الأداة على خمسة محكمين (أربعة أساتذة من تخصص علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وأستاذ واحد من تخصص علم الإحصاء) وذلك رغبة من الباحث للتحقق من الصدق الظاهري للأداء. وعلى ضوء ملاحظات المحكمين، تم حذف عدد من العبارات وإضافة عبارات أخرى كما تم تعديل في صياغة البعض الآخر. وللتحقق من ثبات الأداة تم استخدام معادلة ألفا كرونباخ للتأكد من الاتساق الداخلي لفقرات الأداة، حيث تم استخراج معامل الثبات على مستوى الأداة بالكامل وعلى مستوى الأبعاد، والجدول رقم 01 يبين معامل الثبات لأداة الدراسة ومحاورها.
جدول رقم (01) يوضح معاملات الثبات للأبعاد والأداة ككل:
م | العبارات | عدد العبارات | معامل ألفا كرونباخ للثبات | الصدق |
1 | المحور الأول | 8 | 75% | 87% |
2 | المحور الثاني | 6 | 72% | 85% |
3 | المحور الثالث | 10 | 84% | 92% |
4 | المحور الرابع | 8 | 85% | 92% |
5 | اجمالي العبارات | 32 | 90% | 95% |
وبالنظر إلى الجدول أعلاه يتضح أن معامل الثبات بالنسبة لمحاور الاستبانة والمجموع الكلي مرتفعة. ويلاحظ من نتائج الجدول أدناه أن جميع قيم ألفا كرونباخ أكثر من 60%، مما يعني أن هناك تباين في أجوبة أفراد العينة.
جدول رقم (02) يوضح النوع:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية |
1 | ذكر | 226 | 66.9% |
2 | أنثى | 112 | 33.1% |
3 | المجموع | 338 | 100% |
تشير بيانات الجدول أعلاه إلى متغير النوع حيث يُلاحظ من نتائج الجدول أن فئة الذكور بلغ نسبتهم (66.9%)، يلي ذلك فئة الإناث بلغت نسبتهن (33.1%) مما يدل على أن الذكور هم الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالإناث.
جدول رقم (03) يوضح الفئة العمرية:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية % |
1 | 18 – 24 | 118 | 34.9% |
2 | 25 – 29 | 110 | 32.5% |
3 | 36 – 41 | 54 | 16.0% |
4 | 42 – 47 | 32 | 9.5% |
5 | 48 – 52 | 13 | 3.8% |
6 | 53 فأكثر | 11 | 3.3% |
7 | المجموع | 338 | 100% |
أما بالنسبة للفئة العمرية تشير نتائج الجدول إلى أن الفئة العمرية (من 18-24 سنة) بلغت نسبتها (34.9%)، يلي ذلك الفئة العمرية (من 25-29 سنة) بنسبة (32.5%)، ثم الفئة العمرية (من 36-41 سنة) بنسبة (16.0%)، يليها الفئة العمرية (من 42-47 سنة) بنسبة (9.5%) ثم بعد ذلك الفئة العمرية (من 48-52 سنة) بنسبة (3.8%)، أخيراً الفئة العمرية (من 53 سنة فأكثر) والتي بلغت نسبتها (3.3%).
جدول رقم (04) يوضح المستوى التعليمي:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية % |
1 | ثانوي | 4 | 1.2% |
2 | جامعي | 204 | 60.4% |
3 | فوق الجامعي | 130 | 38.5% |
4 | المجموع | 338 | 100% |
أما بالنسبة للمستوى التعليمي: يُلاحظ أن نسبة (60.4%) جامعيين، و(35.5%) حاصلين على مؤهل علمي فوق الجامعي، أما الحاصلين على مؤهل ثانوي بلغت نسبتهم (1.2%).
جدول رقم (05) يوضح الإصابة بفيروس كورونا:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية |
1 | مصاب | 2 | 0.6% |
2 | متعافي من الفيروس | 40 | 11.8% |
3 | غير مصاب | 213 | 63.0% |
4 | أعرف شخص مصاب | 38 | 11.2% |
5 | لا أعرف شخص مصاب | 45 | 13.3% |
6 | المجموع | 338 | 100% |
يتضح من الجدول أعلاه أن (63.0%) من المبحوثين غير مصابين بفيروس كورونا المستجد، (13.3%) لا يعرفون حالات مُصابة، (11.8%) متعافيين من الفيروس، (11.2%) يعرفون حالات مُصابة بالفيروس، وأخيراً (0.6%) تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا المستجد بواقع (2) حالة من عينة الدراسة. وتشير هذه النتائج إلى أن المواطن إن لم يكن مُصاب فهو مُكلف برعاية مُصاب بالإضافة إلى أنه مُكلف أيضاً أسرته من خطر الإصابة بالفيروس مما يدل على أن المواطن هو الذي يتحمل العبء الأكبر خلال جائحة كورونا.
جدول رقم (06) يوضح درجة اعتماد المواطن على وسائل التواصل في الحصول على معلومات حول فيروس كورونا:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية |
1 | دائماً | 127 | 37.6 % |
2 | غالباً | 96 | 28.4 % |
3 | أحياناً | 80 | 23.7 % |
4 | نادراً | 26 | 7.7 % |
5 | مطلقاً | 9 | 2.7 % |
6 | المجموع | 338 | 100 % |
من الجدول أعلاه يتضح أن هناك تنوع بين درجة اعتماد المبحوثين على وسائل التواصل للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا ، فمنهم من يعتمد عليها بصورة دائمة بنسبة (37.6%) وهذا ما يؤكد على أن دور وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يقتصر على تكوين الصداقات، بل أصبحت مصدراً يعتمد عليه في متابعة المعلومات والقضايا المختلفة. كما أن هناك من يعتمد عليها غالباً بنسبة (28.4%)، ثم الذين يعتمدون عليها أحياناً بنسبة (27.77%)، ثم من يعتمد عليها بصورة نادرة بنسبة (7.7%) ومطلقاً بنسبة (2.7%).
جدول رقم (07) يوضح وسائل التواصل التي لعبت دوراً كبيراً في توعية المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية |
1 | فيسبوك | 254 | 75.1 % |
2 | واتساب | 44 | 13.0 % |
3 | يوتيوب | 23 | 6.8 % |
4 | تويتر | 17 | 5.0 % |
5 | المجموع | 338 | 100 % |
يُلاحظ من بيانات الجدول أعلاه أن موقع الفيسبوك احتل مكان الصدارة بالنسبة للشبكات الاجتماعية التي لعبت دوراً كبيراً في تنمية وعي المواطن بفيروس كورونا بنسبة (75%)، يليه الواتساب بنسبة (13%)، ثم اليوتيوب بنسبة (6.8%)، ثم تويتر في المرتبة الأخيرة بنسبة (5.0%). وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (السيد، 2020) والتي أشارت إلى أن الموقع الاجتماعي الشهير فيسبوك هو الخيار الأفضل للحصول على المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا. كما اتفقت مع دراسة كل من (عيشوش، وبوسرسوب، 2020) اللذين توصلا إلى نتيجة مفاداها أن شبكة الفيسبوك تؤدي دوراً فعالاً في تعزيز التوعية الصحية السليمة وزيادة الوعي الصحي.
جدول رقم (08) يوضح المواقع الإلكترونية التي يحرص المواطن على متابعتها للحصول على معلومات عن فيروس كورونا:
م | المتغير | التكرار | النسبة المئوية | الترتيب |
1 | موقع منظمة الصحة العالمية | 114 | 33.7 % | 2 |
2 | الصفحة الرسمية لوزارة الصحة | 147 | 43.5 % | 1 |
3 | الصفحة الشخصية للأطباء | 14 | 4.1 % | 4 |
4 | المنتديات | 12 | 3.6 % | 5 |
5 | الصحف الإلكترونية | 51 | 15.1 % | 3 |
6 | المجموع | 338 | 100 % | – |
وفقاً لبيانات الجدول أعلاه يُلاحظ أن الصفحة الرسمية لوزارة الصحة تصدرت قائمة المواقع الإلكترونية التي يحرص المواطن على متابعتها للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد بنسبة (43.5%)، يليه موقع منظمة الصحة العالمية بنسبة (33.7%)، أما بالنسبة للصحف الإلكترونية بالرغم من أن معظم السودانيون يعتمدون عليها في تلقي الأخبار والمعلومات حول مختلف القضايا يُلاحظ أن نسبتها قد جاءت ضئيلة جداً مقارنة بالمواقع الأخرى حيث بلغت نسبتها (15.1%) يليه الصفحة الرسمية للأطباء والتي مثلت نسبة ضعيفة جداً مقارنة بالمواقع الأخرى وقد أرجع الباحث سبب ذلك إلى أن معظم الناس لم يهتموا بمتابعة صفحات الأطباء أو الأحرى لم يكن لديهم سابق معرفة بهذه الصفحات لذلك لا يهتمون أو يعتنون بها لذلك بلغت نسبتها (4.1%) أخيراً المنتديات وبالرغم من أهميتها الكبيرة وما تتمتع به من شعبية كبيرة على المستوى العالمي والمحلي بل وحتي الإقليمي يُلاحظ أن نسبتها قد جاءت متدنية وفي أخر المراتب حيث بلغت (3.6%) أما بالنسبة لتصدر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة وموقع منظمة الصحة العالمية للمواقع التي يحرص المواطنين على متابعتها إنما يدل على نجاح ووثوقية هذه الصفحات بإعتبارها صفحات رسمية تقوم بنشر المعلومات الصحيحة والأكثر مصداقية عن الاحترازات الصحية لفيروس كورونا لفيروس كورونا المستجد.
رابعاً: النتائج ومناقشتها:
السؤال الرئيسي: ما دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن السوداني بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد؟
وللإجابة على التساؤل الرئيسي للدراسة تم استخدام اسلوب جمع ورصد التكرارات لأبعاد أداة الدراسة لجميع أفراد العينة وذلك لمعرفة دور وسائل التواصل الأجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد، وتم مقارنة حساب النسب المئوية لكل بُعد في استجابتين هما (نعم- لا) وقد حصرت نتائج الإستجابات للإجابة على التساؤل الرئيسي للدراسة الحالية على عبارات الإستبيان التي نالت نسبة أكبر من أو تساوي (70%). وفيما يلي عرض لمناقشة نتائج التساؤلات الفرعية للدراسة:
1- عرض ومناقشة التساؤل الأول:
ما هي أسباب اعتماد المواطن على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد؟
جدول رقم (09) يوضح النسب المئوية لأهم أسباب اعتماد المواطن على وسائل التواصل في الحصول على معلومات عن فيروس كورونا المستجد:
الرقم | بنود القياس | النسبة % |
01 | توفر معلومات متنوعة حول الاحترازات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد. | 79% |
02 | وسيلة مؤثرة على الرأي العام من حيث التقييد بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا. | 80% |
04 | تساعد في نشر التوعية بمخاطر الاختلاط في ظل الدعوة إلى التباعد الاجتماعي. | 83% |
06 | يعتبر مصدر (بسيط وسريع) للمعلومات المتعلقة بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا. | 80% |
يتبين من نتائج الجدول (9) أن أهم الأسباب التي تجعل المواطن يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا تمثلت في: تساعد في نشر التوعية بمخاطر الاختلاط في ظل الدعوة إلى التباعد الاجتماعي بنسبة (83%) حيث احتلت المرتبة الأولى، ثم جاءت في المرتبة الثانية عبارتي وسيلة تؤثر في الرأي العام من حيث التقييد الاحترازات الصحية لفيروس كورونا، ويعد مصدر بسيط وسريع للمعلومات المتعلقة بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا بنسبة (80%) (80%) على التوالي. ثم في المرتبة الثالثة توفر معلومات متنوعة حول الاحترازات الصحية للوقاية من فيروس كورونا بنسبة (79%).
ومن خلال هذه النتائج وبالرجوع إلى وحدات عينة الدراسة بالإضافة إلى الظروف التي فرضتها السلطات السودانية خلال أزمة جائحة كورونا من حجر صحي وتباعد اجتماعي وحظر تجول شامل أصبح المواطن يعتمد كلياً على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات المتعلقة بالتدابير الاحترازية والوقائية لفيروس كورونا. الأمر الذي جعل وسائل وسائل التواصل الاجتماعي تصبح أكثر تقدماً من وسائل الإعلام التقليدية الأخرى وهذا ما يتفق مع دراسة جمال الدين (2020) والتي بينت أن هناك اعتماد واضح من قبل الأفراد والهيئات الرسمية والأهلية على وسائل التواصل الاجتماعي لبناء حملات توعية صحية تواكب المستجدات وتستجيب لمتطلبات المواجهة. ومن جانب آخر، بالرغم من اعتماد الموطنين على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للحصول على معلومات حول فيروس كورونا إلا أن هذه الوسائل تعد إعلام الفرد الأساسية وذلك لتغطيتها الكبيرة لبعض القضايا المختلفة.
2- عرض ومناقشة التساؤل الثاني:
ما هي اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد معرفياً؟
جدول رقم (10) يوضح النسب المئوية لأهم إسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بفيروس كورونا المستجد معرفياً:
الرقم | بنود القياس | النسبة % |
01 | تساعد في التعرف على أعراض فيروس كورونا المستجد. | 82% |
02 | تساعد في التعرف على كيفية تجنب الإصابة بفيروس كورونا. | 77% |
03 | تساعد على تعلم إجراءات الوقاية اللازمة. | 78% |
04 | أدرك ما الذي ينبغي فعله عند الإشتباه في اصابة أحد الأشخاص من حولي بالفيروس | 82% |
07 | تساعد في التعرف على الطريقة الصحيحة للبس الكمامة. | 76% |
09 | أصبحت أكثر خبرة في التعامل مع الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد | 77% |
يتضح من الجدول السابق، أن من أهم اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد تمثلت في تساهم في التعرف على أعراض فيروس كورونا المستجد وأدرك ما الذي ينبغي فعله عند الإشتباه في اصابة أحد الأشخاص من حولي بفيروس كورونا المستجد بنسبة (82%) (82%) على التوالي، ثم يليه تعلمت على إجراءات الوقاية اللازمة بنسبة (78%) في المرتبة الثانية، تلاها عبارتي تعرفت كيف أتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد و أصبحت أكثر خبرة في التعامل مع الاحترازات الصحية لفيروس كورونا بنسبة (77%) (77%) حيث جاءوا في المرتبة الثالثة على التوالي، ثم تعرفت على الطريقة الصحيحة لوضع الكمامة بنسبة (76%).
ومن خلال النتائج السابقة يتبين لنا أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد وذلك من خلال ما تنقله لنا من ملايين الصور وما توثقه من آلاف الأحداث حول العالم عن فيروس كورونا من عدد وفيات واصابات ومن تدابير احترازية ووقائية وعن فوائد الحجر المنزلي وعدم المخالطة في أماكن الإزدحام بالإضافة إلى العناية بالنظافة والتعقيم اليومي وغيرها من المعلومات عن فيروس كورونا وهذا ما يتفق مع دراسة نجلاء (2020) والتي بينت أن شبكات التواصل الاجتماعي قد ساهمت بشكل قوي في تشكيل معارف المرأة بفيروس كورونا المستجد.
3- عرض ومناقشة التساؤل الثالث:
ما هو اسهام وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد وجدانياً ؟
جدول رقم (11) يوضح النسب المئوية لأهم إسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بفيروس كورونا المستجد وجدانياً:
الرقم | بنود القياس | النسبة % |
01 | تأكدت أن التباعد الاجتماعي حمايةً لي ولأسرتي من الإصابة بفيروس كورونا. | 82% |
02 | أصبحت أشعر بالمسؤولية الاجتماعية تجاه نفسي وتجاه الآخرين. | 79% |
03 | أصبحت أشعر بالخوف والقلق على نفسي وأسرتي من خلال ما يُنشر عن الفيروس. | 72% |
05 | أدركت أن الفيروس ليس وصمة عار على الأشخاص المُصابين وأسرهم. | 78% |
وبالنظر إلى الجدول (8) يتبين لنا أن أهم اسهامات وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطن بفيروس كورونا من النواحي الوجدانية تمثلت في تأكدت أن التباعد الاجتماعي حمايةً لي ولأسرتي من الإصابة بالفيروس بنسبة (82%) جاءت في المرتبة الأولى، يليه أصبحت أشعر بالمسؤولية الاجتماعية تجاه نفسي وتجاه الآخرين بنسبة (79%) في المرتبة الثانية، ثم تلاها أدركت أن الفيروس ليس وصمة عار على المصابين وأسرهم بنسبة (78%) في المرتبة الثالثة، ثم جاءت في المرتبة الرابعة أصبحت أشعر بالخوف والقلق على نفسي وأسرتي من خلال متابعتي ما يُنشرعن جائحة كورونا بنسبة (72%).
ومن خلال النتائج السابقة يُلاحظ الباحث أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهمت بشكل كبير في تشكيل الجوانب الوجدانية للمواطن خلال فترة جائحة كورونا المستجد.
4- عرض ومناقشة التساؤل الرابع:
ما هي الأدوار والسلوكيات الفعلية التي يقوم بها المواطن للتعامل مع فيروس كورونا المستجد؟
جدول رقم (12) يوضح النسب المئوية لأهم الأدوار والسلوكيات الفعلية التي يقوم بها المواطن للتعامل مع فيروس كورونا:
الرقم | بنود القياس | النسبة % |
01 | أحرص على النظافة والتعقيم كل يوم. | 79% |
02 | أتفادى الأماكن المكتظة بالسكان. | 74% |
03 | أرتدي الكمامة عند الخروج من المنزل. | 72% |
05 | أتجنب ملامسة الأسطح في الأماكن المختلفة | 71% |
07 | أقوم بنشر الأخبار الإيجابية والأخبار التي لا تسبب التوتر والقلق. | 74% |
09 | أمتنع عن نشر الشائعات أو المعلومات التي لم يتم التأكد منها. | 86% |
وفقاً لنتائج الجدول السابق يتبين أن أهم الأدوار والسلوكيات التي يقوم بها المواطن للتعامل مع فيروس بها المواطن للتعامل مع فيروس كورونا المستجد تمثلت في أمتنع عن نشر الشائعات أو المعلومات التي لم يتم التأكد منها بنسبة (86%) في المرتبة الأولى، يليه أحرص على النظافة والتعقيم كل يوم بنسبة (79%) في المرتبة الثانية، ثم تلاها عبارة عبارتي أتفادى الأماكن المكتظة بالسكان وأقوم بنشر الأخبار الايجابية والأخبار التي لا تسبب التوتر والقلق بنسبة (74%) (74%) أحرزتا المرتبة الثالثة على التوالي، ثم تلاها أرتدي الكمامة عند الخروج من المنزل بنسبة (72%) في المرتبة الرابعة، ثم جاءت في المرتبة الخامسة أتجنب ملامسة الأسطح في الأماكن المختلفة بنسبة (71%).
ومن خلال هذه النتائج يتبين لنا أن وسائل التواصل الاجتماعي قد لعبت دوراً كبيراً في تنمية وعي المواطن بسلوكيات صحية للتعامل مع جائحة كورونا المستجد. وربما يكون أيضاً أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهمت إلى حد كبير في تشجيع المواطنين على القيام على القيام بسلوكيات مختلفة تساعدهم على التكيف مع الآمن مع الجائحة. هذه الأدوار والسلوكيات ما هي إلا نتاج أو حصيلة لمعارفهم والتي تبلورت خلال فترة جائحة كورونا.
خاتمة:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية الحديثة ذات أهمية قصوى بالنسبة لكل فئات المجتمع، خاصة من خلال ما تنقله لنا من ملايين الصور وتوثيق للأحداث الكبيرة حول العالم، فضلاً عن وجود منهجيات رقمية جديدة قادرة على التعامل مع الكم الهائل من البيانات والمعلومات الضخمة التي تتدفق حول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وهناك حقيقة لا يُمكننا إخفاؤه، وهو أننا لسنا حديثي عهد بالرقمنة، إذ تسللت إلى مجتمعاتنا بنهاية القرن الماضي، وازدهرت بظهور مواقع التواصل الاجتماعي مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والشرين، وحالياً تتصدر المشهد العام برمته باحتضانها لكافة أشكال الأنشطة الحياتية اليومية الهامة، وهي تشهد مع جائحة كورونا أكبر عمليات التواصل حجماً وكثافةً منذ ظهورها، وكأن ما كنا نستعد له منذ عقود جاء وقته الآن. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال أزمة جائحة كورونا وما أحدثته من تحولات مفاجئة في شتى مناحي الحياة، الأمر الذي فرض على المجتمع بكل فئاته الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على كل المعلومات والأخبار الصحية والوقائية عن جائحة كورونا.
وتأتي الدراسة الحالية لتبرز الدور الكبير الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطنين بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19. وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:
- أن وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك لعب دوراً كبيراً في تنمية وعي المواطنين بالاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد،
- بالإضافة إلى ذلك قد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الثقافة الصحية التي تستند على الأفكار والسلوكيات الخاطئة التي تتعلق بصحة الأفراد،
- كذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً لوسائل الإعلام التقليدية الأخرى وذلك لتغطيتها الكبيرة لبعض القضايا المختلفة.
- كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية الجوانب المعرفية للمواطنين بأزمة جائحة كورونا وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومات الصحية المتعلقة بالاحترازات الصحية التي تقيهم من الإصابة بفيروس كورونا
- ساهمت أيضاً في تنمية الجوانب الوجدانية للمواطنين من خلال شعورهم بالطمأنينة والمسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين من خلال ما تبثه هذه الوسائل من معلومات بالإضافة إلى تقوية الوازع الديني والترابط الاجتماعي بين الأفراد.
- أيضاً ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية وعي المواطنين بالأدوار والسلوكيات التي يقومون بها للتعامل مع جائحة كورونا المستجد وذلك من خلال نشرهم المعلومات المتعلقة بالإلتزام بالنظافة والتعقيم وتفادي أمكان الإزدحام والمخالطة في أماكن التجمعات المختلفة.
- أيضاً من النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن الصفحة الرسمية لوزارة الصحة قد تصدرت قائمة المواقع الإلكترونية التي يحرص المواطنين على متابعتها للحصول على معلومات حول الاحترازات الصحية لفيروس كورونا المستجد يليه موقع منظمة الصحة العالمية.
وبناء على ما سبق، نوصي بضرورة الإستغلال الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي من جانب المؤسسات الصحية كالوزارة والمستشفيات الحكومية والخاصة في نشر التوعية الصحية من خلال تقديم معلومات صحية وسريعة، كذلك تبني استراتيجية توعوية صحية ووطنية تسهم فيها كل مكونات المنظومة الصحية للتوعية بالخدمات الصحية المقدمة من المؤسسات الصحية خاصة في أوقات الأزمات مع ضرورة تصميم صفحات إلكترونية خاصة بتقديم المعلومات الصحية. أيضاً ضرورة العمل على تنمية وعي المجتمع بصفة عامة، والمواطنين بصفة خاصة بفيروس كورونا المستجد وذلك من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الفيروس، وتزويد المواطن بالمصادر الموثوقة التي يمكن متابعتها للحصول على ما يحتاجونه من معلومات عن فيروس كورونا المستجد.
أخيراً، نقترح على الجهات المعنية والمختصة بأمور الصحة الإستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر المعلومات الصحية على أوسع نطاق حتى يتمكن المواطن من الحصول عليها بسهولة وبأقل تكلفة، وكذلك الإستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال رقمنة القطاع الصحي حتى تتمكن المؤسسات الصحية في السودان من مسايرة ركب التقدم والتطور. أيضاً لا بد من إجراء المزيد من البحوث والدراسات عن وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي أو ما يُعرف بالصحة الإلكترونية.
قائمة المراجع: ت
- أسماء حسين ملكاوي (2020) كورونا وعلم الاجتماع أسئلة جديدة، مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، قطر.
- المعجم الوجيز (1994) مجمع اللغة العربية، القاهرة.
- جمال الدين مدفوني (2020) مواقع التواصل الاجتماعي والتوعية الصحية من مخاطر فيروس كورونا دراسة ميدانية على عينة من المستخدمين في الجزائر، مجلة وطنية للدراسات العلمية والأكاديمية، المجلد (3)، العدد (5).
- جمال حسن السويدي (2014) وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية من القبيلة إلى الفيسبوك.
- زاهر راضي (2003) استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، مجلة التربية (15).
- عمر بن عيشوش، حسان بوسرسوب (2020) دور شبكات الفيسبوك في تعزيز التوعية الصحية حول فيروس كورونا كوفيد 19، مجلة التمكين الاجتماعي، المجلد (2) العدد (2).
- كيت أورتون (2021) علم الاجتماع الرقمي منظورات نقدية، ترجمة: هاني خميس أحمد عبده، المجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، الإصدار (484).
- لبيض ليندة، لبصير فطيمة (2020) الفيسبوك والتوعية بالخدمات الصحية اتجاه جائحة كورونا، مجلة الوقاية والأرغنوميا، المجلد (8) العدد (1).
- مريم مراكشي (2014) استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقته بالشعور بالوحدة النفسية لدى الطلبة الجامعيين (فيسبوك نموذجاً) ماجستير غير منشور في علم النفس، جامعة محمد خيضر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بسكرة، الجزائر.
- ميلود مراد، صادقي فوزية (2020) مواقع التواصل الاجتماعي والتوعية من مخاطر إنتشار فيروس كورونا في الجزائر، المجلة الجزائرية لبحوث الإعلام والرأي العام، المجلد (3) العدد (1).
- نجلاء رجب أحمد السيد (2020) شبكات التواصل الاجتماعي وتنمية وعي المرأة بأزمة فيروس كورونا المستجد كمتغير في التخطيط لإدارة الأزمة، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، العدد (52) المجلد (1).
- Bhuskaran, Narya, etal (2017) Social media for seeking health related information an exploratory study, Journal of Young pharmacists, Vol )9(, Issues )2(, Apr. – Jun.
- World health organisation, (2019), Coronavirus disease (COVID-19) pandemic. Retrieved from:https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/nove-coronavirus-2019/advice-for-public/q-a-coronaviruse /Seen on Friday, Augusts 6, 2021.