وفاء النمينج1
1 كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس فاس، المغرب.
البريد الإلكتروني: ouafaeennminej69@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31032
تاريخ النشر: 01/10/2022م تاريخ القبول: 24/09/2022م
المستخلص
تتناول هذه المقالة بشكل أساسي ارتباط القبالاه بالعالم الغامض للسحر. نبدأ بشرح أصول السحر في المجتمع اليهودي، ولا سيما مع القبالاه والتي تمثل التصوف اليهودي، من خلال تحديد موقف النص المقدس من السحر، وظهوره في الكتب القبالية الأساسية مثل Zohar و Sefer Yetzerah ، وظهوره في القبالية الشفوية – من خلال تعاليم Shimon Bar Yochai – وكذلك القبالية العددية الحرفية.
بعد ذلك، نكشف عن تعاليم سحر القبالاه والتي كما هو سائد تساعد القاباليين على اكتساب الحكمة الغامضة، وتقودهم إلى أسرار العلوم الخفية، وجعل هذا هدفهم الرئيسي في الحياة. مع الرغبة الشديدة في كشف مثل هذه الأسرار، يصبح السحر ركيزة أساسية في التعامل مع العالم، وحتى مع الله ؛ لأنهم هم القلة المختارة، الذين تم منحهم المعرفة السرية فقط من قبل الله ، مما يمكنهم من التواصل مباشرة معه وبالتالي الوصول إلى أسرار الكون. ولهذا السبب يتم تبجيلهم بشكل كبير من قبل المجتمع اليهودي. وعلى الرغم من كثرة المجلدات المكتوبة عنه، يظل سحر القبالاه موضوعًا صعبًا غامضًا يحتاج إلى مزيد من الاستقصاء والتوضيح.
Kabbalah and magic
Ouafae Ennminej1
1 Faculty of Arts and Human Sciences, University of Sidi Mohamed Ben Abdallah Sais Fez
Email: ouafaeennminej69@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(10); https://doi.org/10.53796/hnsj31032
Published at 01/10/2022 Accepted at 24/09/2021
Abstract
This article deals mainly with the Kabbalah’s link to the mystical world of magic. We start with an explanation of the origins of magic in the Jewish community, particularly with
the Kabbalah, the representation of Jewish mysticism, by determining the Sacred Text’s stand on magic, its appearance in the fundamental Kabbalistic books such as the Zohar and Sefer Yetzerah, and its manifestation in the oral Kabbalah -through the teachings of Shimon bar Yochai- as well as the literal numerical Kabbalah.
Then, we expose the teachings of the Kabbalah magic that, as they believe, help Kabbalists acquire mysterious wisdom, leading them to the secrets of the hidden sciences, and making this their main purpose in life.
With an intense desire to unravel such secrets, magic becomes a crucial pillar in dealing with the world, and even with God; since they are the chosen few, who were solely given secret knowledge by God, enabling them to communicate directly with him and therefore access the secrets of the universe. Hence why they are greatly veneered by the Jewish community.
Undoubtedly, despite the many volumes written about it, the Kabbalah magic remains a mysterious difficult topic in need of more investigation and elucidation.
مقدمة:
لطالما استلهمت الغرابة العديد من الدارسين فأسالوا فيها مدادا ملأ العديد من الكتب والمجلدات والصحف والمجلات حاولوا من خلالها إماطة اللثام عن هذا العالم المجهول. وفي هذا المقال سنحاول تجلية جزء من هذا العالم بالحديث عن السحر بتعريفه وتخصيص الكلام عن السحر اليهودي عامة والقبالي خاصة، لتوضيح كيفية اهتمام القبالاه بالسحر، وأهم القباليين الذين مارسوه وتخصصهم في السحر الأسود وكيف تجلى ذلك في العديد من كتب القبالاه التي مهما كتب عنها تظل بحاجة إلى المزيد من الاستقصاء، وذلك لأن السحر القباليَّ موضوع كله أسرار خفية.
عالم السحر ذلك العالم الغريب الذي كان ولا زال وسيبقى هاجس العديد من الباحثين العرب والعجم في مختلف بقاع العالم بشكل عام، والعديد من طقوس هذا العالم متوارثة منذ القدم وتعود إلى ما فبل الأديان السماوية، ومن هذه الطقوس ما اندثر بتوالي العصور. والسحر ليس مقصورا على منطقة معينة ولا على نوع من الناس أو طبقة اجتماعية، وإنما يعتقد به الجميع مع بعض الفروق في درجة وكيفية الاعتقاد.
وإذا عدنا إلى كلمة سحر لغة فَسَحَرَ سِحْرٌا الشخص: خذعه، استماله وفتنه وسلب لبه، وسحره عن كذا: صرفه وأبعده، ومنه ” إنا من البيان لسحرا” [1] أي إن بعض ابيان يعمل عمل السحر، ومعنى السحر هنا إظهار الباطل في صورة الحق، وشبه البيان بالسحر لشدة عمله في سامعه وسرعة قبول القلب له، ويضرب هذا المثل في استحسان المنطق وعند إيراد الحجة البالغة.[2]
من خلال ما سبق يتضح لنا أن السحر له منحيان: الأول سلبي شرير وخطير والثاني هدفه حماية الفرد من قوى الشر. ومعظم الحضارات تميز بين نوعين من السحر (الأبيض والأسود)، وقد كان السحر حاضرا بقوه عند اليهود ففي الكتاب المقدس مصطلح כ׳שוף مشتق من جذرכשף الذي يشير في اللغة الأكادية دائما إلى السحر الأسود، في
حين أن اللغة العبرية لا تميز حقا بين المفهومين، كما أن المصطلح لا يعطي المدى الكلي للقوى الممنوحة للسحر في المجتمع البابلي، وقد يكون ظهور هذه المفارقة في السرد الكتابي مرتبطا بمعارضة الكتاب المقدس الشديدة لأي عمل سحري.
بينما المصطلحات الكتابية المختلفة (אשף) غالبا ما يتبعها מכשף، ومصطلح הובר ( الذي يلقي التعاويذ) ويظهر مصطلح لاهاش (להש) ( التعويذة) وهو مصطلح مرتبط ب הובר بالنسبة للذي ينفذ التعاويذ، فيسمى نافون لاهاش(נפון להש).
كان النشاط الرئيس للسحرة اليهود هو سحر الثعابين، وهو فن تم العثور على ممارسته بين الحوثيين، البابليين والمصريين، أما مصطلح (הבות) فله دلالة تحقيرية ويشير إلى السحر الأسود. وقد ظهرت مختلف الفئات من السحرة، ويمكننا التمييز بين ثلاثة أنواع من السحرة، أولئك الذين يتنبؤون بالمستقبل بواسطة إشارات مختلفة(الكهنة، المتنبئون والأنبياء)، أولئك الذين يتعاطون السحر من أجل الحصول على نتائج ملموسة ( السحرة وملقو التعاويذ )، أولئك الذين يتعاطون السحر لقراءة المستقبل من خلال استحضار أرواح الذين توفوا.
وجد الإسرائيليون أنفسهم في حضارة كان السحر فيها ظاهرة شائعة والكتاب المقدس يصر بشدة على حظر جميع هذه الأنواع من السحر، وذلك لأن الاعتقاد في قوة السحر يعارض عقيدة القدرة الكلية لله، والتي لا يمكن أن تتأثر بأي ممارسة إنسانية، إذ يصل الكتاب المقدس إلى حد المطالبة بعقوبة الإعدام لفئات معينة من الممارسات السحرية. غير أن التشريع الذي يحظر ممارسة السحر لا يكفي للقضاء على السحر والتنجيم، وغير ذلك من أشكال العرافة بين شعب إسرائيل. وقد تم تكييف بعض عناصر السحر ودمجها في العادات، كما يتضح من حلقة شاوول، ووفقا للمشناه السحر يعادل الوثنية، وهناك وصية كتابية تأمر بالحكم بالإعدام على الساحرات، وتمتد في التلمود إلى السحرة، وقد تم التنديد بالعلاجات السحرية ” على أنها عادة العموريين “. وهناك نوع من الوهم السحري لم يكن محظورا أبدا كما يتضح من حكاية الحاخام أليعازر بن حركانوس، ماشيا في حقل في رفقة الحاخام عكيفا، إذ تفوه أليعازر بكلمة سحرية فأصبح الحقل مغطى بالخيار، كلمة ثانية جعلته يختفي في لحظة. وردا على السؤال الذي أثير بشأن الإذن بهذه الممارسات يؤكد التلمود أن الممارسات السحرية التي تنفد لصالح التعليم لا تندرج ضمن المحظورات.
إن الإيمان بقوة السحر معززا بوجود الشياطين حمل موافقة كل من الشعب والأسياد، على الرغم أن الأسياد غالبا ما اعتبروه انبعاثا وثنيا.
خلال فترة القرون الوسطى تطورت أشكال جديدة من السحر، وأصبح معتادا استخدام الأسماء الإلهية لصنع (ס׳פולות) ( العلاجات، أو السحر)، (ק׳מ׳עות) ( التمائم ) وغيرها من الأشياء التي من المفترض أن تحمل قوى غامضة. سمح استخدام ” الاسم المقدس” ( أسماء الله ) للكتاب اليهود في العصور الوسطى واليهود بشكل عام بالتحايل على الحظر الكتابي، ولا شك أن السحر اليهودي كان متأثرا بالصوفية مثل ما نجد عند بعضهم مثل: نحمنايد (في شرحه حول الخماسية)، يوسف بن يحيى شيلشيليت שלשל׳ת הקבלה هاقبلاه ، موسي حييم لوزاتو ( ديريخ هاتشيم) דר׳ך התש׳ם ومناسه بن إسرائيل ( نيتمهايم) נתמה׳םإذ لم يترددوا في تكريس جزء من عملهم لمناقشة السحر. في حين أنه لا مجال للسحر في الأعمال النظرية للقبالاه، إلا أنه لا يغيب عندما تتحدث تلك الأعمال عن القوى الشيطانية، حيث تدور القبالاه العملية بأسرها حول السحر. ولكن المفارقة أن نصوص العهد القديم أصبحت المادة الخام التي تستخدم للوصول إلى الصيغة السحرية، ففي المنظومة الحلولية يصبح النص جسد الإله، من يتحكم فيه يتحكم في الإله، وأدى ذلك إلى ظهور: ( التوراة المكتوبة والتوراة الشفوية) وتطور ليصبح التوراة الظاهرة والتوراة الباطنة، ويمكن الوصول عن طريقها إلى الصيغة السحرية. وكان يظن أيضا أن اسم الإله، شأنه شأن التوراة، هو نفسه جسد الإله، ومن يتحكم في اسم الإله الأعظم ( يهوه أو التتراجراماتون )[3] يتحكم في الإرادة الإلهية [4] وارتبط السحر أيضا بالحروف العبرية والأرقام والنصوص ونجمة داود، وارتبط السحر أيضا في الوجدان الغربي بالجماعات اليهودية للأسباب التالية:
1 – الرؤية التوراتية لليهود بوصفهم شعبا مقدسا وبالتالي لديه قدرات عجائبية، وقد تحول الشعب المقدس إلى الشعب الشاهد الذي يعيش على هامش المجتمع مثل السحرة والعرافين.
2 – أدى تحول اليهود إلى جماعة وظيفية إلى تعميق هذا كله، فكان اليهودي يبدو وكأنه لا يعمل، إذ كان يحرك رأسماله وحسب ليحقق أرباحا طائلة، فبدت العملية وكأنها سحر.
3 – رسخ هذه الرؤية في الوجدان الغربي أن أعدادا كبيرة من أعضاء الجماعات اليهودية كانوا يعملون في السحر فعلا. والتلمود في كثير من أجزائه كتاب سحر، كما أن القبالاه العملية محاولة للوصول للصيغة السحرية، ولعل ارتباط اليهود بالسحر في الوجدان الغربي كان من أهم أسباب معاداة اليهود والكثير من الهجمات الشعبية عليهم[5].
معظم المتصوفين القباليين يعتقدون بأنهم يتمكنون من رؤية الله كما رآه نبيهم حزقيال من قبل، وفي تلك الرؤى تكون المداخل إلى السماء العليا محجوبة بسلسلة من البوابات وعلى المتصوف أن يمر عبرها قبل أن يرى الله، وتكون هذه البوابات محروسة بالملائكة التي تبقي أي شخص غير جدير خارجها. وقبل أن يحاول المتصوف التقدم عليه أن يتعلم الأسماء المعقدة للملائكة، من ثم عليه أن يكرر كل اسم عددا محددا من المرات، وبزعمهم أنه يحصنهم من قوة الملائكة، إلى أن يصلوا إلى حجرة العرش فتأتيهم الرؤية التي يزعمون أنها تساعدهم على تعلم الأسرار فيفهمون أفكار الله. قد سجل متصوف يهودي مجهول أفكاره في كتاب كان له أبلغ التأثير على رمزيات القبالاه وكان يحمل عنوان ” كتاب الخلق” أو ” سفر يتزيراه” (ספר ׳צ׳רה) ويشرح فيه كيف أن الله خلق الكون مستخدما عشرين حرفا من الأبجدية العبرية زاعما أن الله ينطق باللغة العبرية، وأن هذه الأبجدية هي أبجدية الخلق. ومثال على ذلك الطريقة التي خلق فيها الحجر من خلال دمج ثلاثة أحرف عبريةאבן وهي (א) وتنطق ألف و(ב) وتنطق باء و(ן) وتنطق نون فتكون الكلمة (אבן) وتعني الحجر باللغة العبرية. وعلى هذا النحو يعتقد أن بقية الأشياء خلقت من تركيب الأحرف مع الأرقام ومن هنا يبرز الاهتمام بدراسة معاني الأحرف وتحويلها لأرقام كما هو مطبق في حساب الجمل وبناء الأوفاق في عمل السحر الذي له صلة مع القبالاه.
وهكذا فسر الكتاب المقدس عند القباليين بافتراض أن لكل كلمة ولكل حرف
معنى خفيا، وأن مصدر كل شيء هو الله وأن الشر هو نتيجة البعد عن الله، وأن الروح الإنسانية أزلية وأنها إذا كانت طاهرة تفوقت على الشر، وأن لأسماء الله قوة خفية، ومصدر هذا المذهب هو ” كتاب الخلق” عند اليهود مع دخول بعض تعاليم فيثاغورس العددية بما يعرف بمذهب ” عبادة الأعداد” وأفكار أفلاطون الميتافيزيقية وبعض تعاليم المسيحية. إن أتباع هذا المذهب يؤمنون بتناسخ الأرواح، ويرسمون طريقة عددية في التفسير والتأويل، وبعض فنون السحر والتنجيم والهرطقة، إنها تتعمق برموز غامضة وباطنية طبيعة الله والكون.. وهي معقدة جدا حيث طيلة قرون لم يسمح سوى للرجال اليهود المتدينين جدا ممن يتجاوزون الأربعين والمتزوجين فقط بدراستها. وعن صلة القبالاه بالسحر الأسود يقول العالم اليهودي بيرنار لازاريه[6] في كتابه ” مناهضة الشعوب السامية” عام 1934م عن القبالاه:
” اقتنع الرأي العام العالمي لأسباب كثيرة بميل اليهود إلى السحر، الأمر الذي يدعو إلى القلق واقتناعهم بهذه الفكرة، أن لها نصيبا من الصحة إلى حد ما، لا سيما وقد كانت منتشرة في القرون الوسطى وكان الناس يعتبرون اليهود سحرة ممتازين. وفي التلمود دروس خاصة في الدجل، ونحن عاجزون عن تتبع العلوم الإبليسية الواردة في التلمود وخاصة القبالاه، وكلنا يعرف أن أعلى درجة السحر هو الذي يتم بدم الإنسان، كما نعرف جيدا أخبار الصبية من غير اليهود ( الأغيار) الذين ذهبوا ضحية على أيدي اليهود في الطقوس الدموية اليهودية “.
ويقول الكاتب الفرنسي المشهور فولتير[7]: ” كان اليهود هم الذين يلتجأ إليهم عادة في تأدية الشؤون السحرية، وهذا الوهم القديم يرجع إلى أسرار القبالاه التي يزعم اليهود أنهم وحدهم يملكون أسرارها”
ومن جانب آخر تملك القبالاه كتاب الزوهار البالغ السرية الذي يتوارثه اليهود منذ القدم ويرجع بجذوره إلى قدماء المصريين، وهذا الكتاب يعالج التصوف اليهودي عن طريق فنون السحر والتي تمثل شطرا من الطقوس الدينية التي يمارسونها خفية خشية اطلاع أحد الشعوب الأخرى عليها(لما فيها من التفنن في الكيد لتلك الشعوب ) واستخدامها في ممارسة هذه الطقوس، فهو يعالج علم الشياطين والأرواح الشريرة، ويبحث في وسائل الاتصال بأرواح الموتى وكيفية تسخيرها عن طريق تناسخها وتقمصها للأجسام.
يعتبر البعض ذلك الكتاب أشد خطورة من التلمود نفسه، وهو عند اليهود مقدس جدا، ويزعم أن فيه نصوصا سحرية يستمدون منها قوتهم من أجل السيطرة على العالم. وكما نعلم كل ذلك يؤكد الصلة الوثيقة بين النصوص السحرية ونصوص القبالاه.
أما عن أقسام القبالاه التي اهتمت بالسحر فنجد:
1 – القبالاه الدوغمائي او الإيماني: ويشتمل عدة أسفار وكتب مثل ” كتاب الخلق” أو ” سفر يتزيراه”[8]، سفر ” الزوهار” ( سطوع النور)، سفر ديتزينوثا… المجمع المقدس ( هيدرارابافاديشا) [9]… المجمع الأقل قداسة… كتاب “رسالة الأرواح” ( بيت الوهم)، كتاب “ثورات الأرواح” … “تطهير النار” وتتطرق إلى كيمياء الطبيعة وقوانين الكون العلمية.
2 – القبالاه الشفهية: التعاليم التي علمها الحبر شمعون بن يوحاي وقد اشترط عدم تدوينها.
3 – القبالاه الحرفية ( علم الحروف) وله مجالات عديدة وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
- الرياضي: مبدأ يوناني قديم يهدف إلى تحويل أي كلمة إلى رقم.
- الطرائق: لها شكلان: – استثمار الكلمة لاستنساخ حكم معين. – تؤخذ حروف معينة من جمل وتستعمل بكلمة تدل بمعناها على التفسير الضمني الباطني لمغزى الكلمات.
ج- التبديلي: تبديل مواقع حروف الكلمة الواحدة للحصول على معان أخرى للكلمة.
وهذا يشبه حساب الجمل في اللغة العربية.
لقد كان البابليون والإغريق سباقين إلى دراسة معاني الكلمات بالنظر إلى القيم العددية للحروف التي تتألف منها، وقد أدخل بنو إسرائيل هذا المنهج تحت اسم ” جيمتريا”[10] حساب الجمل في عهد الهيكل الثاني الذي بدئ في بنائه حوالي العام عشرين قبل الميلاد واستمر أكثر من أربعين عاما.
نماذج من تعاليم القبالاه السحرية:
1 – كل منا يوجد على شماله ألف عفريت وعلى يمينه عشرة آلاف.
2 – إن تأثير النجوم يجعل الرجل ذكيا وتأثيرها يجعله ثريا وبنو إسرائيل تحت تأثير النجوم.
3- إن الأرواح الشريرة والشياطين والجنيات من آدم وهؤلاء يطيرون في السماء، وهم يأكلون ويشربون مثل الإنسان ويكثرون من جنسهم.
4 – يجوز للناس أن يستشيروا الشياطين في آخر أيام الأسبوع ( الجمعة ).
5 – إن نار جهنم لا سلطان لها على مذنبي إسرائيل ولا سلطان لها على تلاميذ حكماء الحاخامات [11]
لقد تعلم اليهود السر الأعظم، كما تعلموا ذلك عندما كانوا في النفي في بابل في القرن الخامس قبل الميلاد وبرعوا فيه حتى صاروا أكثر الناس دراية به على مدى القرون والأزمنة، كما اقتبس اليهود فنونا مختلفة من السحر من المصريين، حيث كان السحر شائعا في مصر والشرق الأدنى القديم، وبات جزءا من التراث اليهودي، وتعلم اليهود من كهنة الفراعنة كيفية استخدام (أسماء، رقى، تعاويذ، صور، تمائم وطقوس) إلى جانب النطق بكلمات معينة، مما يترتب عليه أحداث نتائج فوق طبيعية.
ورأى اليهود بأعينهم أن القدرة التي كان يحوزها الكاهن، أو أي ممارس للسحر ممن تبحروا في معرفة أسراره وطقوسه، قدرة كادت لا تقف عند حد، فهو إذ ينطق بكلمات أو أسماء معينة بالطريقة الملائمة والنبرة المضبوطة، كان مستطيعا أن يشفي الأمراض ويطرد الأرواح الشريرة، وعلى تمكين بني البشر من اتخاذ أي شكل شاؤوا، وقدرته على جعل الجمادات تحيا وتتحول وتستجيب لأوامره، الخ. وكان ذلك الاعتقاد في قدرة الكاهن على الإتيان بتلك الخوارق، نابعا من الإيمان بأن صاحب تلك الحكمة، استخلص كلمات القدرة من الآلهة. ويقول القباليون إنها هي الطريقة الوحيدة لاكتشاف العالم الروحي والحياة الروحية ومعرفة الخالق والذي هو السلطة والقوة العليا التي تدير حياتنا.
إن القباليين يصبحون بعقيدة القبالاه مالكين للحكمة الخفية، يستطيع القبالي من خلالها أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وتحقيق الوصول إلى العالم الروحي. وفي واقع الأمر هذا هو بالتحديد هدف حياته في هذا العالم. عندما يبدأ الإنسان في الشعور بالرغبة في معرفة الأمور الروحية، تزداد أحاسيسه سموا، عندها يبدأ بتنمية هذه الرغبة من خلال دراسة حكمة القبالاه التي أعطانا الخالق كما يعتقدون. وعلى أية حال فقد ظل السحر أهم أعمدة اليهود في التعامل مع العالم ومع الشعب ومع الغير بل ومع الإله ذاته، حيث كان التصوف اليهودي ضاربا بجذوره في اليهودية بعمق وحتى في عبادة يهوه. فالاعتقاد أنه بالإضافة إلى الشريعة المكتوبة التي أعطاها يهوه لموسى، كانت هناك شريعة شفوية أعطيت لموسى، ظل اعتقادا خطرا للغاية، لأنه أدى إلى الإيمان بأن هناك كما ضخما من المعارف الخاصة عن الله، أعطي شفاها وبطريقة سرية، وظل غير مسموح بتعلمه إلا للقلة المختارة وهي صفوة الشعب المختار. وفي التلمود تعني كلمة ” القبالاه” العقيدة المتلقاة أو الموروثة، أي الجزء الأخير من العهد القديم التالي للأسفار الخمسة، وللتعاليم الشفوية غير المكتوبة، ثم ما لبثت كلمة ” القبالاه” أن باتت تعني التلقين الحصري المقصور على فئة محددة، لمعارف لا يمكن أن يفهمها إلا من كان من تلك الفئة المحدودة، وهي معارف تمكن تلك القلة من الاتصال مباشرة بالله، واستقاء المعرفة منه بوسائل سحرية، وكل من يكون عنده الحكمة، وهي قدرة خلاقة حية تضع في يد من يتوصل إليها المفتاح الذي يمكنه من النفاذ إلى أسرار الله والكون.
ولما كانت التوراة مقدسة، فإن الأحرف التي كتبت بها مقدسة أيضا، وكذلك القيم العددية لتلك الأحرف، ومتى أمكن الوقوف على المفتاح الذي يفك الشفرة، أمكن الحصول على الحكمة الخفية، وأحد المفاتيح الموصلة إلى ذلك، المزمور( 147) الذي يقول:
“ عظيم هو ربنا وعظيم القدرة” وقد استخدم ذلك القول في التوصل إلى إعطاء مقاييس الله طولا وعرضا. فباستخدام القيم العددية للأحرف ومجموعها 236، وضرب تلك النتيجة في عشرة آلاف فرسخا سماويا، استخلصت مقاسات الرأس للإله وأطرافه، وأمكن الوقوف على أسماء الرأس والأطراف أيضا، وهي أسماء بالغة الأهمية، بوصفها كلمات السر التي تجعل النطق الصائب بها حراس بوابات السماء يفتحونها، ويدخلون العارف بها، يقول عالم القبالاه الشهير الآري ( إسحاق لوريا) ” إذا كانت لدى أي إنسان منا رغبة فإنه يستطيع أن يدرس حكمة القبالاه. الرغبة هي عندما يشعر الشخص بحاجة بداخله لإيجاد جواب على هذا السؤال: “لماذا وجدت هنا في هذا العالم ” وما هو معنى وهدف وجودي هنا؟ ويمضي قائلا:” إذا كانت رغبة كهذه تراودنا وتسبب القلق لنا، فإذا يتوجب علينا دراسة حكمة القبالاه، فقد وجدت لهذا السبب بالتحديد، على حد زعمه”.
واستنتج اليهود من السحر القبالي وخصوصا ذلك الذي يخص استعمال الكلمات والحروف العديد من الأشياء، فهم يروون مثلا أن القيمة العددية للفظتي (المسيح، الحية) واحدة، ويستنتجون من ذلك أن المسيح اليهودي سيقتل الحية، أي إنهم يرون أن المسيح ابن مريم عليه السلام هو الحية، وأن المسيح المنتظر وهو المسيح الأعور الدجال الذي حذرنا منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيقتل الحية. والمؤمنون بالقبالاه يعتقدون بما لا يدع مجالا للشك أن السحر منزل من الله عن طريق الأنبياء، الذين نقلوه إلى الفلاسفة والحكماء من اليهود، فاليهود ما زالوا ينتظرون مسيحهم القادم من آل داود النبي، إذا حرك شفتيه بالدعاء ماتت جميع الأمم، ولا يبقى إلا اليهود، وهذا المنتظر بزعمهم هو ” المسيح الحقيقي” الذي وعد به الله، وليس المسيح عيسى بن مريم، ويقول اليهود: “ إن حكمة القبالاه تعلمنا سبب وجود الإنسان، وما هو هدف حياته، من أين أتى، وإلى أين هو ذاهب بعدما يكمل حياته هنا في هذا العالم في مستويات ودرجات تراتبية صارمة”. ووفقا لهذا المنطق الذي استعرضناه فإن علم ” القبالاه” ليس مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية جدا فمن خلال القبالاه وكما يقول ممارسو سحره، يتعلم الإنسان عن نفسه، وما يحتاجه لتغيير نفسه حسب كل درجة يحرزها، وخطوة بخطوة، كما أنه هو الذي يدير بحثه هذا في خفايا نفسه وليس آخر.
ومن أقوال عالم القبالاه ميخائيل لايتمان [12]: “ إن الروحية هي الطريق الذي تقدمه لنا القبالاه والتي بواسطتها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية وارتباطنا بالخالق الذي هو القوة العليا والتي تفعم بالحياة والبهجة لكل الخليقة. فقد اكتشف علماء القبالة أن رغباتنا تنمو وتتطور في نطاق خمس مراحل:
– الرغبة الأولى : وهي الرغبة الأساسية في الطعام وفي الرخاء في والجنس والأسرة. هذه هي الرغبات الضرورية للبقاء.
– الرغبة الثانية: هي الطموح نحو الوفرة والتحصيل، في هذه المرحلة نعتقد أن وفرة المال هي ضمان البقاء و المحافظة على مستوى حياة جيدة.
– الرغبة الثالثة: وهي اللهفة والسعي وراء الشرف والنفوذ. في هذه المرحلة نتمتع بالتحكم والسيطرة على الآخرين والسيطرة على أنفسنا أيضا.
– الرغبة الرابعة: في هذه المرحلة تظهر الرغبة في المعرفة. هنا نحن نعتقد بأن حصولنا على العلم والمعرفة هو ما سيجعلنا سعداء.
– الرغبة الخامسة: في هذه المرحلة الأخيرة من ظهور الرغبة يتركز انتباهنا على السعي وراء المجهول ” العالم الآخر” أي ما وراء عالمنا. في هذه لمرحلة نشعر بأن ارتباطنا بهذا المجهول (العالم الآخر) سيقدم لنا متعة عظيمة ودائمة وعندها نبدأ في البحث عن طرق ووسائل لخلق هذا الارتباط. هذه الرغبة لشيء نبيل وسام تدعى” الرغبة الروحية”.
لهذه الاختبارات العلمية تجري عليه وفي داخل نفسه، لهذا السبب دعيت حكمة سحر ” القبالاه” ب ” “الحكمة الخفية“. حيث يؤكد ممارسو هذا النوع من السحر، أنه من خلال دراسة ” القبالاه” يخضع الإنسان لتغيرات داخلية، هو فقط الذي يشعر بها ويعي بحدوثها في داخله، فحكمة القبالاه كما يراها اليهود هي منهج حياة ونظام أصيل مثبت وقديم، ومن خلالها يستطيع الإنسان أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وإحراز العالم الروحي كما سبق وذكرنا. وبما أن السحر فن وعلم يتطلب مهارة وخبرة لدى ممارسه وله أصول ومنهج وقواعد مستقرة يتناقلها بنو الإنسان من جيل لجيل فهذا ينطبق أكثر على سحر القبالاه اليهودي.
من أشهر القباليين اليهود الذين اهتموا بالسحر الحاخام اليهودي” حاييم أزلغوط” وهو يهودي مغربي من مدينة الصويرة ازداد بها 1948م من جد لأمه يدعى ” رابي موشي كوهين” والذي كان حزانا بالمدينة قديما، فتبرك الحفيد من بركاته وتشرف بتزكية مقدسة منه، فلما توفي الجد تولى” حاييم ” الإشراف على هذه المهمة وهو ابن ثمانية عشر عاما، غادر ” حاييم” الصويرة نحو الدار البيضاء محتفظا بعلاقاته الطيبة مع سكان الصويرة. تطلب من الحاخام ” حاييم” تعقب خيوط السحر الأسود الخاص بالقبالاه لكي يتعلم الساحر التلميذ “أوهايون” هذا النوع من السحر تطلب منه التدرج عبر عشر طبقات بدءا من طبقة ” عين سوف” التي تعني التاج إلى طبقة ” الملكوت” التي يشاع لديهم أنها ترتقي بالساحر من سابع أرض إلى سابع سماء، على هذه الخطى سار الساحر الحاخام المغربي ” حاييم” فاعتلى صدارة السحرة اليهود القباليين في المغرب، وبدأت تأتيه أفواج من المغاربة يهودا ونصارى ومسلمين كذلك للتبرك بقدراته الخارقة ويتقاضى مقابل ذلك مبالغ خيالية
خصوصا من الزبناء الميسورين. لكنه أحيانا لا يشترط مالا على ما يقوم به من سحر، وقد تصل به حالة الكرم إلى تسليم بعض زبنائه نقودا إن كانوا معوزين. وكثيرة هي أعمال السحر التي كان يقوم بها الحاخام القبالي ” حاييم” لزبنائه وتتسم بالتنوع مثل ” التهييج”، ” الترجيم،” “جلب الحظ”، “تفريق الأزواج”، ” الانتقام”، “طرد الجن”، ” العقم” وتقريب الحبيب. أما طرقه فكثيرة كالاشتغال على الأعشاب المضرة، مخ الضباع، الدمى السحرية، المواد النجسة، المسامير الصدئة، جلود الحيوانات، الدم ، آثار الإنسان مع التعازيم الشيطانية… وكان من بين أشهر طرق السحر لديه كذلك وأغربها هي القيام بأعمال سحرية في ” بيضة الديك”.
ذكر ” حاييم أزلغوط” أنه حاصل على شهادات من جامعة ريتشفيلد في أمريكا، ودكتوراه في الشفاء الروحي من نفس الجامعة في أمور ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقا)، ومحاضر دولي بالاتحاد العالمي للفلكيين الروحانيين بباريس بدرجة ” خبير فلكي روحاني”. بالإضافة إلى ماجيستر في العلاج بالطاقة النورانية، وأخرى في البرمجة اللغوية العصبية، وشهادة في الإرشاد الروحي الداخلي بالإضافة إلى معرفته بسحر القبالاه والسحر البابلي وجميع أنواع السحر المغربي الروحاني الشهير.
الخاتمة:
إن ما يمكن استنتاجه أن حكمة سحر القبالاه هي حكمة خفية، مما يجعل هذه الحكمة كما يراها اليهود القباليون منهج حياة ونظاما أصيلا ومثبتا وقديما، إذ يستطيع الإنسان من خلالها السيطرة على العالم الروحي بتنمية رغبته من خلال دراسة حكمة القبالاه التي أعطاهم الخالق إياها وخصهم بها دون غيرهم.
ولعل أخطر ما في هذا المذهب أن رموزه غزت القنوات الإعلامية العربية بشكل مخيف واخترقت أفلام الكارتون في غفلة من المسلمين، وما عبارات ” باسم قوى الظلام”، ” باسم قوى الشر”، إلا واحدة من تلك الاختراقات. كما أن رموز الشكل الهرمي في وسطه عين، مدسوس بمسلسلات الأطفال، ناهيك عن علامات قرون الشيطان في شارة سبايدر مان ويوجي، والخيوط الحمراء في كثير من المسلسلات الأخرى وعند العديد من الفنانين والنجوم المشهورين. إذ لم يعد الأمر مقتصرا على الشباب الفنانين والرياضيين المقلدين لغيرهم من القباليين بل تجاوزه إلى جيل الأطفال المسلمين وغبرهم من الديانات الأخرى الذين تستلهمهم الرسوم والمسلسلات المفعمة بالرموز والسحر القبالي، مما يدل على أن القبالاه كانت ولازالت ذلك السر المكنون الذي سيطر لعقود وسيبقى حاضرا عبر العصور في أشكال مختلفة من السحر ليفرض سيطرته على العالم.
المصادر والمراجع العربية والأجنبية
ــــ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي: صحيح البخاري، الجزء 4 الطبعة 2005 دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
ــــ عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية المجلد الثاني الطبعة الأولى 2004 دار الشروق القاهرة مصر.
ــــ الحسيني الحسيني معدى: القبالاه وشفرة التوراة العهد القديم الطبعة الأولى 2011 دار الكتاب العربي القاهرة مصر.
ـــــ Dictionnaire Encyclopédique du judaïsme (1993) Publié sous la direction de Geofrey ; Wigoder Editeur de l’encyclopédia judaica / les édition ;Paris
الهوامش:
- حديث نبوي شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، كما رواه الإمام مسلم و مالك وغيرهما ↑
- لويس معلوف: المنجد في اللغة والأعلام ط 21 ص: 323 دغر المشرق بيروت 1 كانون الثاني 1973 ↑
- التتراجراماتون: tetragrammaton كلمة إغريقية بمعنى” مكون من أربعة أحرف” أو ” رباعي” وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الاسم المقدس” يهوه” المكون من أربعة أحرف. ↑
- Dictionnaire ENCYCLOPEDIQUE DU JUDAISME / Publié sous la direction de Geoffrey Wigoder éditeur de L’ Encyclopaedia judaica l LES éditions du cerf 29 ; bd Larour ; Maubourg ;Paris 1993 P :679-680-681 “وفق ترجمتي الخاصة من الفرنسية للعربية” ↑
- عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية المجلد الثاني ص: 44-بتصرف. ↑
- بيرنار لازارييه: ( 1865-1903) أديب وناقد فرنسي وصحافي سياسي ومجادل ينتمي لمؤيدي قضية دريفوس وهي صراع اجتماعي وسياسي حدث في نهاية القرن 19 في عهد الجمهورية الثالثة التي اتهم فيها بالخيانة النقيب ألفريد دريفوس وهو فرنسي الجنسية يهودي الديانة وقسمت هذه القضية المجتمع الفرنسي خلال 12 عاما إلى فريقين المؤيدون لدريفوس المقتنعون ببراءته ومنهم لازارييه والمعارضون له المعتقدون أنه مذنب. ↑
- فولتير: هو فرانسوا ماري أرويه françois marie arouet المعروف بفولتير وهو لقبه الأدبي من مواليد 21 نوفمبر 1694م توفي 30 ماي 1778م وفولتير اسمه المستعار، كاتب ومفكر فرنسي عاش في عصر التنوير، وهو فيلسوف ذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حريات العقيدة، كان غزير الإنتاج ،كتب في كل الأنواع والأجناس من مسرحيات وشعر وروايات ومقالات وأعمال تاريخية وعلمية وأكثر من عشرين ألفا من الخطابات التي ينتقد فيها دوغمائية الكنيسة والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره. ↑
- سفر يتزيراه: هو كتاب الخلق أو كتاب الخليقة ويشرح فيه كيف أن الله خلق الكون مستخدما عشرين حرفا من الأبجدية العبرية ويزعم أن الله ينطق بالعبرية، وأن هذه الأبجدية هي أبجدية الخلق. ومثال على ذلك كما سبق الذكر الطريقة التي خلق فيها الحجر من خلال دمج ثلاثة أحرف عبرية. وعلى هذا النحو يعتقد أن بقية الأشياء خلقت من تركيب الاحرف مع الأرقام. ↑
- هيدرا رابا فاديشا :هو شروحات للأسرار الخفية في القبالاه ↑
- جيمتريا: أو حساب الجمل تستند على القيمة الرقمية للكلمات. ما يجعل الكلمات التي لها نفس القيمة الرقمية تفسر بعضها بعضا، وهذا ينطبق أيضا على الجمل وهكذا فإن الحرف ש أي ش الذين قيمته الرقمية 300 ، له نفس القيمة التي نحصل عليها حين نجمع كلمتي روح الله( أو روح إلوهيم بالعبرية) أي רוח אלוה׳ם حيثר تساوي 200 و ו تساوي 6، وח تساوي 8، وא تساوي 0 ، وל تساوي 30ن و ה تساوي 5، و’ تساوي 10، وם تساوي 40 ما مجموعه أيضا 300. ↑
- الحسيني الحسيني معدى : ” القبالاه وشفرة التوراة والعهد القديم ” دار الكتاب العربي القاهرة ، الطبعة الأولى 2011 ص: 67 – 68 -69 بتصرف ↑
-
ميخائيل لايتمان: عالم قبالي ومؤسس معهد ( أبناء باروخ) لدراسة وتعليم ونشر علم حكمة القبالة سنة 1991م بروسيا . ↑