السياسة الامريكية بمنطقة الخليج العربي منذ غزو العراق

أ . عبدالنبي أحمد صالح1

1 كلية التربية، جامعة بني وليد، ليبيا.

HNSJ, 2022, 3(11); https://doi.org/10.53796/hnsj31134

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/11/2022م تاريخ القبول: 23/10/2022م

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل وتقييم اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية نحو منطقة الخليل العربي .وتكمن أهمية موضوع البحث في أنه ركز على دراسة فترة زمنية امتدت من سنة1991 ف إلى سنة 2003 ف .تناول البحث أهمية منطقة الخليج العربي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وقد شهدت منطقة الخليج العربي والعالم خلال عقد التسعينات الكثير من التحولات التي غيرت بنية النظام الإقليمي في منطقة الخليج العربي وتكوين النظام الدولي، ولعل أبرز هذه الأحداث ، حرب الخليج الثابتة والتي عززت التواجد الأمريكي والغربي والسيطرة على النظام الإقليمي في الخليج العربي يهدف البحث إلى إبراز دور وأهداف سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي ووسائل تحقيق تلك الأهداف التي تسعي إليها الولايات المتحدة الأمريكية .

المقدمة :

تحظى الولايات المتحدة الأمريكية باهتمام كبيـر فـي مجـال الدراسات السياسية والتاريخية نظراً للدور الكبير الذي تلعبه اليوم في مجال العلاقات الدولية .

إن الدور الأمريكي وتأثيره في السياسة الدولية ليس حديث العهد وإنما يمتد بجذوره إلى مراحل مبكرة من التاريخ الحديث والمعاصر

وفي المقابل فإن منطقة الخليج قد تميزت بأهمية إستراتيجية عبر العصور التاريخية المختلفة ، وقد برزت هذه الأهمية بشكل خاص في العصر الحديث فبالإضافة إلى أن منطقة الخليج تعتبر التقاء طرق المواصلات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا وكونها تمثل ممراً مائياً يسيطر على أهم الضائق الدولية التي تتحكم بنقل البترول فإنهـا تمثل أهمية عسكرية مهمة استغلتها الدول الغربية ( بريطانيا والولايات المتحدة ) لإقامة قواعد عسكرية لتأمين مصالحها الاستراتيجية .

وقبـل ذلـك كلـه ، تعـد المنطقة بحكم اقتصـادها الأحادي الجانب مركزا مهما للاستثمارات الأجنبية وسوقاً للبضائع الاستهلاكية ومركز أهم طاقة .

وهذه الدراسة تهدف إلى رصد وتحليل وتقييم اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية نحو منطقة الخليل العربي.

تكمن أهمية موضوع البحث في أنه ركز على دراسة فترة زمنية امتدت من سنة1991 ف إلى سنة 2003 ف.

تناول البحث أهمية منطقة الخليج العربي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية،وقد شهدت منطقة الخليج العربي والعالم خلال عقد التسعينات الكثير من التحولات التي غيرت بنية النظام الإقليمي في منطقة الخليج العربي وتكوين النظام الدولي، ولعل أبرز هذه الأحداث ، حرب الخليج الثابتة والتي عززت التواجد الأمريكي والغربي والسيطرة على النظام الإقليمي في الخليج العربي يهدف البحث إلى إبراز دور وأهداف سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي ووسائل تحقيق تلك الأهداف التي تسعي إليها الولايات المتحدة الأمريكية .

استخدم الباحث في الدراسة منهج البحث التاريخي بكل مرحلة ، فقد استخدم بجانب المنهج المذكور ، المنهج الوصفي والتحليلي والذي أكد أن السرد التاريخي لا قيمة له إن لم يصحبه التحليل والتعليل لكافة الوقائع وضرورة المقارنة بين الأمريكية نحو الخليج العربي .

وهذه المناهج مجتمعة كانت وسيلة الباحث في محاولة الإجابة على أركان العملية التاريخية التي دائما تطرح التساؤلات الآتية :

ماذا حدث ؟ و لماذا حدث ؟وكيف حدث ؟ وما الذي ترتب على ما حدث؟

سوف تقوم الدراسة باختبار المقولة التالية :

وهي أن الولايات المتحدة نجحت إلى حد كبير في السيطرة والهيمنة على منطقة الخليج العربي بالشكل الذي يتفق مع مصالحها وأهدافها ، وفي مقدمتها ضمان تدفق النفط وحماية الأنظمة القائمة وضمان أمن وتفوق الكيان الصهيوني .

بناء على ما سبق هناك عدد من الأسئلة البحثية التي تحاول الدراسة الإجابة عليها :-

  • ما أهمية منطقة الخليج العربي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟
  • ما هي الأسباب والأهداف التـي لجـات إليها الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق؟
  • ما هو موقف الأمم المتحدة من احتلال العراق؟
  • ما هي الضغوط الدبلوماسية التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية لكسب المساندة الأوروبية من احتلال العراق؟
  • ما هو هدف الولايات المتحدة الأمريكية من الحصول على التسهيلات في منطقة الخليج العربي؟

هيكلية الدراسة :-

لقد قسم الباحث البحث إلى فصلين رئيسيين بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والتوصيات .

المبحث الأول

الأهمية الجغرافية للخليج العربي

يقع الخليج عند ملتقى الطرق التجارية البرية والبحرية التي تصل القارات القديمة الثلاث ( آسيا وأفريقيا وأوروبا).

وكان الخليج واسطة لنقل الحضارات بين البلدان الوقعة على سراحه ولقد شهدت هذه المنطقة أقدم الحضارات العالمية كالتي كانت في وادي الرافدين ، وكان الخليج ولـم يـزل ملتقي التجـارات القادمـة مـن جنـوب آسيا وجنوبها الشرقي أومـن شـرق أفريقيا أو من البحر المتوسط ولذلك شهد الخليج خلال العصور المختلفة نشاطاً

تجارياً عظيما حيث كان الخليج يمثل المدرسة التي تخرجوا منها كأشجع بحارة وأخلص تجار وأمهر غواصين وقد مارسوا وسيطروا على تجارة اللؤلؤ والحرير والتوابل لفترة طويلة من الزمن[1]

يعتبر الخليج من أهم المنافذ المائية التي تتميز بها منطقة الشرق الأوسط وهو يقع في جنوب غرب القارة الآسيوية وفي الجنوب الشرقي من شبه جزيرة العرب يحده من الشرق الساحل الإيراني ومن الغرب شبه جزيرة العرب حتى مضيق هرمز حيث يتصل بخليج عمان جنوباً أمـا مـن الشمال فيحـده جنوب العراق وهو بهذا

الموقع يعتبر قلب العالم الإسلامي[2].

والخليج العربي يقع في الإقليم المداري وشبه المداري الجاف ، لذا فإن درجة الحرارة فيه تتميز بارتفاع شديد خلال أشهر الصيف أما شتاء المنطقة يتسم بالدفء والطقس المتقلب أما الأمطار في الخليج فهي قليلة نسبيا وتسقط شتاء إن كل هذه العوامل لعبت دوراً كبيراً في تشكيل الظروف السياسية فيما بعد[3]

ولقد أطلق على الخليج العربي أسماء كثير في العصور المختلفة فقد أطلق عليه اسم ( أرض الله ) وورد اسمه (أرض البحر ) كما أطلق عليه الآشوريون اسم البحر الأدنى[4].

وقد أعطى لسكان الخليج منذ القدم فرصة للقيام بدور الوساطة التجارية بين عالم المحيط الهندي وعالم البحر المتوسط ما وراءه وقد مارس سكان الخليج الملاحة وأتقنوا عملها حتى أصبحوا الصلة بين الشرق والغرب[5].

ولقد كانت القوى البحرية الأوربية الجديدة التي ظهرت في القرن الخامس عشر والتي عرفت الشيء الكثير عن آسيا وثرائها حيث دارت حول رأس الرجاء الصالح وطرقت باب المحيط الهندي والخليج العربي طرقاً عنيفاً ، فسلبت من العرب رزقهم الشريف وتجارتهم المحببة فهبوا يدافعون عن منطقتهم وعن تجارتهم ، لهذا فقد قدمت هذه القوى وهي البرتغال ثم هولندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا….الخ وكانت هذه القوى تأتي لتلعب دورها على مسرح الخليج ثم أخيراً تضطر إلى الانسحاب تحث ضغط القوى العربية المحلية أو ليقوى الأجنبية الداخلية لتفسح المجال أمام قوة أخرى وهكذا بدأت لعبة الخليج بين هذه القوى المتصارعة وكان الخليج العربي في كل هذه الحقب مسرحاً لصراع دولي لعبت السياسة والاقتصاد الدور الرئيسي فيه ولعب فيه السلاح الدور الثانوي، من أجل السيطرة على الخليج العربي [6].

المبحث الثاني

الأهمية الاقتصادية للخليج العربي

لقد ظهر اهتمام الولايات الأمريكية بشبه الجزيرة العربية وساحل الخليج العربي واضحاً منذ عام 1963[7].

ولقد أخذ بعض الأمريكيين ينظرون في أنحاء المملكة العربية السعودية وبخاصة منطقة الإحساء بحثاً عن البترول نتيجة لتناقص الاحتياطي الأمريكي واشتدت المنافسة بين حكومات دول أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الأولى وخاصة العشرينيات والثلاثينيات من هذا القرن من أجل الحصول على امتيازات للبحث عن النفط في الوطن العربي واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تأييدها ومساندتها لشركاتها البترولية خلال فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية أن تتسلل إلى منطقة الخليج العربي حيث استغلت الولايات المتحدة ظروف إسهامها في الحرب العالمية الأولى وأجبرت بريطانيا على الرضوخ لمطالبها فسلمت لها ما يقرب من ربع أسهم شركة بترول العراق وأطلقت يدها في بترول البحرين والمملكة العربية السعودية ونصف بترول الكويت وذلك خلال فترة مابين الحربين [8].

وكذلك برزت أهمية الخليج العربي من الناحية الاقتصادية والأكثر أهمية على أثر منابع البترول الغزيرة وتقدير الاحتياطي الضخم وذلك لأن

البترول = الثروة

والثروة = القوة

القوة = السيطرة على العالم .

ولقد أصبحت الدول الصناعية في أوربا وآسيا بحاجة ماسة إلى البترول كمادة خام لصناعات مختلفة كما أن العالم أجمع يحتاج إلى البترول من أجل الطاقة ولهذا وبالنظر لما للخليج من احتياطي ضخم من البترول فقد جلبت هذه المنطقة أنظار العالم وأصبحت منطقة الخليج حديثاً من أهم مناطق السباق والصراع العالمي للسيطرة على مصادر البترول الذي يعتبر عصب الحياة في الحرب والسلام معاً [9].

ومما زاد في هذا الصراع الموقع الجغرافي المهم للخليج العربي فقد ثبت عبر التاريخ أن من يسيطر على الخليج العربي يسيطر في الوقت نفسه على شبكة وسائل المواصلات الجوية التي توصل أوروبا مع الهند واستراليا والشرق الأقصى وتتلاقى هنا في الخليج الطرق التجارية القديمة بالطرق التجارية الحديثة حيث البترول وحيث الثروة، ويتمتع الخليج بأهميته كطريق تجاري ومركز اقتصادي منذ القدم[10].

ويمكننا أن نميز في إطار الأهمية الاقتصادية للخليج بين :-

  1. الأهمية النفطية .
  2. الأهمية المالية (ودائع ، تجارة ، استثمارات).
  3. الأهمية النفطية للخليج العربي :-

يجمع الباحثون المختصون على اعتبار النفط الذي تنتجه دول الأوبيك وخاصة الدول الخليجية، العصب الأساسي الذي تركز عليه مقومات الحياة في الدول الصناعية المتقدمة ، فالصناعة والموصلات والتكنولوجيا والزراعة وكل مظاهر التمدن والحضارة إنما ترتكز على النفط ، واستمرارها وتقدمها مرتبطان إلى أجل غير محدد ، باستمرار تدفق النفط إلى هذه الدول ، وذلك أن تتوقف الدول المصدرة للنط عن استخراج وبيع نفطها لسبب ما (حظر أو حراب أو نضوب النفط ) يعني، إلى أن تتوفر مصادر الطاقة البديلة ، كارثة اقتصادية . إن الولايات المتحـدة الأمريكية في اعتمادها على نقط الخليج هو أقل بكثير من اعتماد أوروبا الغربية وخاصة اليابان . إلا أن أهمية نفط الخليج بالنسبة إلى السياسة الأمريكية يرجع إلى تزايد اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد وخاصة النفط العربي “.[11]

ولقـد كـان لظـهـور النفط في منطقة الشرق الأوسط الدور الأساسـي فـي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاهتمام بهذه المنطقة وإلى الدخول في حلبـة الصراع بين المعسكرين[12]

ولقد نجحت الشركات الأمريكية في الحصول على عدة امتيازات لاستغلال النفط في المنطقة أهمها :-

  • امتياز نفط البحرين عام 1930 ..
  • امتياز نفط المملكة العربية السعودية عام 1932 لمدة 66 سنة.
  • امتياز نقط الكويت عام 1933 لمدة 75 سنة .

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت من الحرب أكثر قوة بالنسبة للدول الأوروبية ، ولقد بدأت الإدارة الأمريكية تسعى لكسب مناطق نفوذ لتأمين مصالحها النفطية ، تلك المصالح التي تطورت بتطور هيمنة الولايات المتحدة الاقتصادية على حساب بقية الدول الغربية ومما لا

شك فيه أن توظيف رؤوس الأموال الأمريكية في الصناعة النفطية في منطقة الشرق الأوسط بعد فترة الحرب العالمية الثانية كان عنصراً أساسياً بالنسبة لوضع الولايات المتحدة في الاقتصاد ، وتزداد أهمية النفط العربي إذا مـا نظرنا إلى حاجات الدول الصناعية النفطية لغاية عام 2000 على الأقل حيث لن تكون هناك حتى هذا التاريخ أي إمكانية للاستغناء النفط كمصدر أساسي للطاقة المستهلكة[13]

إن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي ليست مجرد مصلحة استثمارية تجارية على أهمية هذه الأخيرة ، بل أصبحت وبصورة أساسية مصلحة نفطية حيوية لارتباط نمو الاقتصاد الأمريكي بقدرة الحكومة الأمريكية على تأمين احتياجاتها النفطية المتزايد من العالم العربي بصورة أساسية مقابل حاجة الولاياتالمتحدة الأمريكية وشركائها الغربيين إلى النفط العربي تبرز مجموعة من القيود الأساسية التي تحد من قدرة الدول المصدرة للنفط على تلبية الطلب المتزايد على النفط وأهم هذه القيود قدرة الخليج على زيادة إنتاجها لتلبية الطلب العالمي .

وهذا قد ساد اعتقاد لدى الكثيرين من المهتمين بشؤون النفط أنه سيكون بوسع الدول الخليجية زيادة إنتاجها النفطي لتلبي الاحتياجات النفطية، إلا أن مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تدفع الدول الخليجية إلى الحد، قدر الإمكان من زيادة إنتاجها النفطي أولى هذه العوامل تضاعف أسعارها النفط عدة مرات في الفترة مابين 1973 و 1980 ، فبعد أن كان سعر البرميل لا يتجاوز ثلاثة دولارات وصل عام 1980 إلى مايقارب الأربعين دولاراً هذا الارتفاع وبالرغم من التضخم العالمي مكن الدول المصدرة للنفط من زيادة احتياطها النقدي ، بحيث لم تعد مضظرة إلى زيادة الإنتاج دوياً لتلبية حاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، العامل الثاني الاقتصادي ، فإذا كانت الدول الخليجية في ظل النظام الاقتصادي العالمي الراهن ، مضطرة لأن تصدر نفطها إلى الدول الرأسمالية ، فإنه حتى أكثر الدول المنتجة والموردة للنفط أرتباطاً بالسياسة الأمريكية لن تكون مستعدة لزيادة إنتاجها النفطي بما ينعكس سلباً على أوضاعها الاقتصادية فالنفط في باطن الارض ذو قيمة اقتصادية تفوق بكثير قيمة البتر ودولارات المودعة في المصارف الغربية، والنفط في باطن الأرض هو ثروة مضمونة بأيدي أصحابها [14].

إن الأهمية المتزايدة للنفط العربي بالنسبة لمستقيل الدول الصناعية وخوفاً من أن تؤدي هذه الحالة إلى نوع من الارتباط والتبعية بالنسبة لعلاقاتها مع الدول النفطية، تعمد الولايات المتحدة وبمقتضي خطة متكاملة ومحكمة إلى الحد من هذا الاعتماد أو على الأقل إلى ضبط نتائجه السياسية ومنع الدول العربية المصدرة للنفط من استخدام النفط كسلاح استراتيجي، فبالرغم من فشل الولايات المتحدة في تفكيك الأوبك إلا أنها مازالت تحاول تعميق الخلاف بين المجموعتين المتواجدتين داخل المنظمة، المجموعة التي تتزاعمها المملكة العربية السعودية وتضم الامارات ومجموعة الدول الأخرى وتضم فنزويلا وإيران والجزائر وليبيا والعراق .

وتحاول الولايات المتحدة جاهدة تنويع مراكز الاستيراد خوفاً من استفحال اعتمادها على النفط العربي ولهذا الهدف عدة مضامين ، أولاً الاعتماد على مصادر من غير الأوبك ، ثانياً الاعتماد على غير العرب في الأوبك ، وثالثاً الاعتماد على عرب الأوابيك الأصدقاء لها .

إن سياسة الولايات المتحدة النقطية هو محاولة السيطرة على النتائج السياسية للأهمية الاقتصادية للنفط العربي ، وتستخدم الولايات المتحدة في سبيل ذلك كل أنواع الترهيب والترغيب مهددة باحتلال آبار النفط

ب) الأهمية المالية :-

تعتبر مجموعة الدول الخليجية المصدرة للنفط إحدى أهم المجموعات التي تؤثر إلى حد كبير في أسواق المال في العالم الرأسمالي فبالإضافة إلى الأرباح الكبيرة التي جنتها وما زالت تجنيها الشركات النفطية العملاقة استطاعت الدول النفطية وبسبب مضاعفة أسعار النفط عدة مرات عام 1973..[15]

إن توفر فوائض مالية ، وهي ما اصطلح على تسميته بالبتر ودولار لها تأثير عميق على أسواق المال والنقد الأوروبي وعلى المصارف والمؤسسات المالية الدولية ، فالشركات النفطية وهي شركات أمريكية مازالت ، وبالرغم من سياسة تأمين النقط ، تسيطر على عمليات التكرير والتسويق مما يمكنها من جني أرباح طائلة تخدم مصالح الاقتصاد الأمريكي إضافة إلى ذلك فإن تأمين النفط في الدول المصدرة للنفط لم يؤدي إلى إضعاف سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات على الصناعة النفطية ، فهي ما زالت مستمرة في إدارة مختلف

المراحل التي تمر بها الصناعة النفطية من تنقيب واستخراج وتسويق محققة بذلك أرباحاً كبيرة وإذا كانت الدول الخليجية المنتجة للنفط قد استطاعت بفضل مضل مضاعفة الأسعار عدة مرات توفير احتياطي مالي ضخم فإن الولايات المتحدة تعتبر مستفيدة من ذلك بصورة أساسية فالأموال التي تتدفق على الدول العربية المصدرة للنفط إنما تعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شكل مستوردات أسلحة واعتمده عسكرية وقبل كل شيء في شكل أموال تستثمر في أسواق المال[16]

المبحث الثالث

الأهمية العسكرية للخليج العربي

لسنوات خلت لم يكن للخليج العربي وللمحيط الهندي أهمية استراتيجية عسكرية بالنسبة للدول الكبرى التي كانت تركز في استعداداتها لاحتمالات المواجهة على منطقتي القارة الأوروبية والمحيط الهندي ، هذا الواقع دفع الدولتين العظميين إلى محادثات حـول نـزع السلاح في المحيط الهادي ولقد استطاع الطرفان الوصول إلى الكثير من النقاط المشتركة في أواخر عام 1977 .[17]

إلا أن تطور الأوضاع في القرن الأفريقي وازدياد الأنظمة الوطنيـة فـي المنطقة دفعا الاستراتيجيين الأمريكيين إلى وقف المحادثات بحجة اختلاف التوازن الاستراتيجي في المنطقة وإلى البدء بتعزيز التواجد العسكري الأمريكي في منطقة المحيط الهندي وعلى مداخل الخليج العربي وزادت أحداث أفغانستان وإيران في قناعـة المـؤولين الأمريكيين بضرورة تكثيف الوجود العسكري الأمري ي بسبب الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج ، ليس باعتبارها موردة للنفط، فحسب بل في إطار الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج ، ليس باعتبارها موردة للنفط ، قسـب بـل في إطار التنافس الدولي والصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية والواقع أتن أمن منطقة الخليج يؤثر إلى حد كبير على الأمن الغربي عامة والأوروبي خاصة ، وبالرغم من أن الاتحاد السوفييتي متفوق عسكرياً في منطقة الخليج والمحيط الهندي على الولايات المتحدة حجما ً قوة ، من حدود أوروبا حتى مشارف الخليج ، كونه على مقربة جغرافية من أوروبا و الشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا عامة والخليج خاصة ، مما يزيدمن قدرته على التحرك عسكرياً وأخذ زمام المبادرة ، إلا أن القادة السوفييت

مدركون تماماً أن وضع اليد السوفيتية على الخليج أو إقفالـه فـي وجـه الـعـالم الغربي [18] يقترض ( حالة حرب) ، فالغرب مستعد للذهاب مع الاتحاد السوفييتي إلى حد التهديد واستخدام السلاح النووي إذا ما حرم من النفط الخليجي ليس فقط كون حرمانه يعني اختناق اقتصاده ، بل لأن السيطرة العسكرية على الخليج تؤدي إلى تطويق أوروبا الغربية وسقوطها وسيطرة الاتحاد السوفييتي على أوروبا الغربية تمكنه من تطويق الولايات المتحدة .

لهذا السبب ترتفع في الولايات المتحدة وفي أوساط الاستراتيجيين العسكريين الأصوات الداعية إلى اعتبار الخليج قلب العالم من يسيطر عليه يسيطر على العالم .

إن للخليج العربي أهميـة إستراتجية يعتبـر أحـد الخيارات الصعبة فـي السياسة الدولية فالغرب لا يستطيع التخلي عنه ، كما أن الاتحاد السوفييتي لا يستطيع البقاء بعيداً عنه والتسليم بالسيطرة الأمريكية عليه ، إلا أن الخليج يبقى في نهاية الأمر جزءاً من المناطق العديدة التي يتنافس حولها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إمكانية الوصول إلـى وفـاق يالطي جديـد يراعـي مصـالح الطرفين في كل أنحاء العالم وليس فقط في الخليج مازالت قائمة[19].

المبحث الأول

الاجتياح العراقي للكويت

إن النزاع الكويتي العراقي حول الحدود ليس بوليد اليوم ولكنه نزاع قديم وقامت بتغذيته الحرب الإيرانية العراقية حيث أن الكويت تمثل أهمية استراتيجية للعراق وقد جاءت أولى محاولات ضم الكويت بالقوة للعراق في تلك المحاولة التي قام بها عبد الكريم قاسم الرئيس العراقي السابق حيث قام بحشد قواته المسلحة على

حدود الكويت ،وهذا ما أدى إلى طلب الكويت المساعدة البريطانية التـي بـارت بإرسال قوات بريطانية لحمايتها “.[20]

وفي عهد الرئيس صدام حسين عمدت الحكومة العراقية سنوات مـا قبـل الحرب إلى الاستفادة من موجة التذمر والمعارضة التي برزت ضد آل الصباح ولقد استمرت الدعاية العراقية رسميا وشعبيا لضم الكويت على ضوء هذه التهديدات العراقية الموجهة للكويت قامت بريطانيا بإرسال قوات عسكرية إلى الكويت بلغت 2500 جندي بموجب اتفاقية التعاون والصداقة الموقعة عام 1961 إلا أن هذا العمل لقي الشجب من الدول العربية واتخذت الجامعة العربية قرار بإرسال قوات عربية للكويت على أن تغادرها القوات البريطانية[21].

ولقد كانت السياسة الأمريكية تجاه العراق وصدام حسين في الثمانينات غامضة في طابعها على الدوام بدرجة أو بأخرى ، ولقد (مالت ) الولايات المتحدة بالفعل إلى ناحية العراق أثناء الحرب الإيرانية العراقية والأسباب تتميز بالبساطة ، فإن إيران هي التي اعتبرتها الولايات المتحدة بمثابة التهديد الأكثر خطورة . وفي أعقاب الحـرب كـان لـدى صناع السياسة الأمريكيين يــد طليقـة أكثر بكثير في صياغة سياساتهم تجاه العراق[22]

وقعت كارثة غزو العراق للكويت لتعطي بعداً جديداً لأزمة بدأت محلية عربية متجددة كل فترة من الزمان ، وكان المتوقع إمكانية احتوائها كسابقاتها ، إلا أن الغزو والإصرار عليه وبالصورة التي تم بها قد أحدث هزة عبقة .

ولقد قام العراق باجتياح الكويـت يـوم 2 أغسطس 1990ويرجع ذلك لعدة أسباب .[23]

  1. الموقف الاقتصادي المتدهور في العراق والذي أغرق بالديون والقروض ومعظمها من دول الخليج العربي ، ويرجع ذلك إلى استنزاف الموارد العراقية على التسلح والحرب مع إيران.
  2. حجم التدمير الكبير الذي أصاب المدن العراقيـة ومـا يتطلبه ذلك من ميزانية ضخمة لإعادة البناء.
  3. زيادة حجم الديون العسكرية ، وبالرغم من حربه مع إيران إلا أن العراق تمكن من زيادة القدرة العسكرية لقواته المسلحة حيث أمكنه إنتاج الأسلحة الكيماوية، وتطوير صواريخ أرض / أرض ، وتطوير طائرات الاستطلاع الإلكترونية ، وإلى غير ذلك من التطورات العسكرية .
  4. إحجام الولايات المتحدة الأمريكية عن مساعدة العراق اقتصادياً لإعادة بناء ما تهدم أثناء حربه مع إيران ، ويرجع ذلك لتخوف كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من تزايد القوة العسكرية العراقية التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي وكذلك تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية البترولية .
  5. إثارة مشكلة الحدود بين الدولتين [24]، واتهـم الكويت بأنها أقامت منشـآت عسكرية وبترولية على غير أراضيها .
  6. اتهام العراق للكويت باستنزاف حقل الرملية البترولي.

وبعد الفشل في التوصل إلى قرار لحل الأزمة نتيجة لتشدد العراق في مطالبه وعدم استجابة الكويت لهذه المطالب ، ومن هنا جاء اجتياح العراق للكويت صـبـاح يـوم 2 أغسطس بقـوة 350 دبابـة بالإضافة إلى عدد كبير من العربات المدرعة حيث تمكنت من اقتحام العاصمة الكويتية خلال 7 ساعات[25].

نتيجة للرفض العالمي لاحتلال العراق للكويت واستيلائه عليها بالقوة ، اتخذ مجلس الأمن الدولي عدة قرارات متتالية.

  • القرار 678 (1990) في 29 نوفمبر 1990 حيث طالب العراق بالالتزام بتنفيذ قرارات المجلس :

بعد صدور قرار مجلس الأمن 678 (1990 ) أعلـن الـرئيس الأمريكي مبادرة جديدة أعلن عنها في مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم 11/30 أنه سوف يوجه دعوة إلى وزير خارجية العراق طارق العزيز للحضور إلى واشنطن وذلك بهدف إجراء محادثات لإنهاء أزمة الخليج سلمياً على أساس تنفيذ القرارات الصادرة من مجلس الأمن[26].

وقال الرئيس جورج بوش أنه سوف يدعو سفراء عدد من الدول شركاء الولايات المتحدة في التحالف في منطقة الخليج لحضور هذا الاجتماع .

كذلك أعلن أنه سوف يطلب من وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر في حالة إذا ما وجهت إليه القيادة العراقية الدعوة أن يتوجه إلى بغداد أي مع نهاية فترة الإنذار الموجهة إلى العراق .

كذلك أعلن بأنه سوف يكلف جيمس بيكر في حالة توجهه إلى العراق بإبلاغ الرئيس العراقي والمسؤولية العراقيين بما تطلبه الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها من العراق لتحقيق السلام والمتمثل في : الانسحاب الفوري من الكويت ، وإعادة الحكومة الشرعية إليها ، وإطلاق سراح جميع الرهائن ، وعودة جميع السفارات الأجنبية إلى الكويت إلى العمل وأخيرا تحقيق الاستقرار في تلك المنطقة الحساسة في العالم.[27]

ونتيجة لمناورات صدام حسين وتهربه من تحديد موعد لوزير الخارجية الأمريكي قبل انتهاء المهلة المحددة (يوم 15 من يناير 1991) ويهدف العراق من مبادرة الرئيس بوش.

وبإتمام قوات درع الصحراء لفتحها الاستراتيجي وإجراء التدريبات اللازمة على مسرح العمليات ، كذلك الإعداد الإداري والفني ووضـع خطـة العمليـات المطلوبة ، قامت القوات برفع درجات الاستعداد لتنفيذ عملية عاصفة الصحراء[28].

أهداف العملية الهجومية :-

لقد حددت القوات المتحالفة أهدافها من تنفيذ العملية الهجومية ، وهنـاك أهداف معلنة وأهدافاً غير معلنة .

الأهداف المعلنة :-

  1. تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بانسحاب العراق مـن الكويت وإعـادة السلطة الشرعية ( القرار 1990/660 ) وأعلنت قوات التحالف أن هدفها سوف يكون تحرير الكويت وإجبار العراق على تنفيذ قرار مجلس الأمن .
  2. توجيه الهجمات ضد الأهداف الإستراتيجية العسكرية العراقية بهدف شلها لإجبار الرئيس العراقي على الاستسلام.
  3. البعد عن ضرب الأهداف المدنية والمواطنين المدنيين تمشيا مع سياسة الولايات المتحدة الرامية للحفاظ على حقوق الإنسان .

الأهداف غير المعلنة :-

  1. تحـجـيـم القـوات العراقيـة وتدمير الأهداف الاستراتيجية (المفاعلات النووية، مصانع وأماكن تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، قواعـد صـواريخ أرض ، القوة الجوية العراقية (.
  2. تحجيم الرئيس العراقي وإجباره على ترك الحكم ، حيث أصبحت شخصية صدام حسين ومطامعه وأهدافه تشكل تهديداً للمصالح الغربية في المنطقة وكذلك للأمن القومي الإسرائيلي حيث سبق أن صرح الرئيس العراقي بأنه سوق يحرق نصف إسرائيل بالغازات ثم صرح بعد توتر الموقف نتيجة لاحتلاله الكويت بأنه إذا ما هاجمت القوات المتحالفة العراق فإنه سوق يقصف إسرائيل بالصواريخ (وقد نفذ ذلك فعلاً).
  3. خفض الروح المعنوية للقوات المسلحة العراقية والشعب العراقي بما قد يحركها بالقيام بثورة ضد صدام حسين ( ونجحت في ذلك).[29]
  4. محاولة أن يجبر القصف الجوي صدام حسين بالاستسلام والانسحاب من الكويت لتجنب خسائر فادحة لكلا الطرفين.[30]

إن عدد الدول التي شاركت في عملية عاصفة الصحراء مـن كـل مـن أوروبا، وأمريكا ،وأفريقيا ، وآسيا ، وأستراليا.

وتم تنفيذ عملية عاصفة الصحراء على ثلاث مراحل :

المرحلة الأولى : الهجوم الجوي.

المرحلة الثانية : تمهيد مسرح العمليات بالكويت .

المرحلة الثالثة : الهجوم البري.

بعد رفض صدام حسين لجميع المبادرات ورفضه الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخوضه معركة خاسرة أصابت العراق بالدمار ، هذا بالإضافة إلى احتلال جنوب العراق حتى مسافة 40 كم جنوب البصرة ، وأدت إلى استشهاد الآلاف من الجنود والمواطنين العراقيين .

ثـم أعلـن صدام حسين قرار بالانسحاب يـوم 1991/1/25 ورفضت الولايات المتحدة ذلك وطابت أن يذاع البيـان بواسطة صدام حسين نفسـه وقـد أذاعـه يـوم1991/2/26 وأضاف إليه :

  • أن القوات العراقية ستواصل انسحابها من الكويت.
  • أن الكويت لا تعتبر من يوم 1991/2/24 جزءاً من العراق .

ونتيجة للمزيد من ضغط قوات التحالف على العراق أن أعلن صدام حسين يـوم1991/2/27 المزيد من التنازلات وهي :

  • الموافقة على قرارات الأمم المتحدة الخاصة بدفع تعويضات للكويت.
  • إطلاق سراح أسرى الحرب فور إعلان إيقاف النيران[31]

وفي خطاب موجه من طارق عزيز إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أعلن قبول حكومة العراق لقرارات الأمم المتحدة رقم 660 (1990) وامتثالها للقرارين 662 ،664 وذلك فور صدور قرار من مجلس الأمن الذي ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع العمليات العسكرية في البر والبحر والجو.

لم يقتصر رد الفعل الرسمي الأمريكي على حد الإدانة فقط بل امتد ليشمل فرض العقوبات الاقتصادية على العراق ، حيث أصدر الرئيس جورج بوش أمر إيقاف النيران في منتصف ليلة 2/28 وأعلن شروط التحالف السياسية والعسكرية لإيقاف النيران بصفة رسمية وهي :

  • إطلاق العراق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً .
  • امتثال العراق لكل قرارات مجلس الأمن .
  • نبذ قرار العراق في أغسطس بضم الكويت .

ولقد ربط الرئيس بوش إيقاف النيران بشرطين هما :

  1. امتناع العراق عن إطلاق النيران على قوات التحالف.
  2. عدم إطلاق صواريخ سكود على أي دولة مجاورة .

وطلب الرئيس الأمريكي من وزير الخارجية الأمريكي دعوة مجلس الأمن لإقرار وقف إطلاق النيران[32]

لقد نجحت عاصفة الصحراء في تحقيق الجزء الأكبر من الأهداف المعلنة وغير المعلنة :-

  1. إتمام تحرير دولة الكويت وعودة الشرعية لها.
  2. إجبار العراق على قبول جميع قرارات مجلس الأمن .
  3. تدمير الأهداف الإستراتيجية في العمق العراقي .
  4. تدمير القوة الرئيسية للقوات المسلحة العراقية حيث بلغت نسبة التدمير.%75
  5. تدمير البنية الأساسية العراقيـة وهـي وإن كانت تخدم المجهـود العربي العراقي إلا أن منها أهدافاً مدنية مثل محطات توليد الكهرباء والإذاعة .
  6. تحجيم الرئيس العراقي ، ولكنها لم تنجح في إجباره على التنحي عن الحكم .
  7. خفض الروح المعوية للقوات المسلحة العراقية والشعب العراقي.[33]

الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن :-

لقد مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية ولكن مع الإعلان عن صدور قرارات مجلس الأمن بخصوص الأزمـة بشـأن فرض الحصار الاقتصادي على العراق . ولقد كان قبل الإعلان عن العقوبات الاقتصادية ضد العراق من مجلس الأمن فقبل إعلان مجلس الأمن عن الإدانة الكاملة للاحتلال العراقي للكويت وبدء صدور قرارات العقوبات الاقتصادية والسياسية[34].

السعودية ومـن هنـا يمكن إرجاع التفوق الأمريكي بأنـة مكافأة للحشد العسكري الأمريكي في السعودية “.[35]

إن السيطرة الأمريكية على منطقة الخليج العربي برمتها عسكريا أمريكي، وإن الوضع قد تغير بوضوح بعد احتلال العراق للكويت[36]

  1. أن الاتفاقيات الأمنية والدفاعية الثنائية :-

ولقد قامت دول المنطقة على توقيع اتفاقيات عسكرية أمنية مع الولايات المتحدة فقد وقعت الكويت اتفاقية دفاعية لمدة عشر سنوات في الخامس من سبتمبر1991 بينما وقعت البحرين اتفاقية مشابهة أثناء زيارة حاكمها إلى واشنطن في سبتمبر 1991.[37]

إن القواعد والتسهيلات العسكرية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تهدف إلى تحقيق أمرين ، إقامة سياج عسكري حول أو بالقرب من منابع النفط وتقديم التسهيلات العسكرية واللوجستية اللازمة لقوات الانتشار السريع[38].

إن تقرير القدرة العسكرية والوجود العسكري الأمريكي في الخليج يشكلان البعد العسكري للإستراتيجية الأمريكية الجديـد التـي فرزهـا مبـدأ كارتر ، هذا التواجـد العسكري للسياسة الأمريكية في منطقة الخليج العربي كان فعلياً على أرض الواقع وترتكز السياسة اللازمة لمواجهة رياح التغيير التي تهب في المنطقة وعلى تقديم

الدعم العسكري الضروري للأنظمة لتمكينها من ضبط أوضاعها الداخلية .

وبموجب الاتفاقية الموقعـة مـع الكويت ستقدم الولايات المتحدة المشـورة فـي شـؤون الدفاع فضـلاً على أنهـا تتضمن التخزين المسبق للمعدات العسكرية، واستخدام الولايات المتحدة لتسهيلات كويتية ، وبموجب هذه الاتفاقية تتحمل الكويـت جـزءا مـن الأعباء المالية الخاصة بالتسهيلات التي تقدمها ، وتتحمـل الولايات المتحدة مرتبات جنودها وتكاليف تسليحهم[39].

وانطلاقاً من هذه الاتفاقية أجريت في 16-9-1992 ف المناورات الأمريكية الكويتية في منطقة اديـرع الخلـة على بعد 90 كيلو متر شمال غرب العاصمة .

الكويتية وبدأت أمريكا نشر قواتها من أصل 2400 جندي في الصحراء الكويتية منذ 12-8-1992′.[40]

وقعت دولة قطر في 22-7-1992 ف اتفاقاً دفاعياً مع الولايات المتحدة وذلك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ، أما عمان فقد التزمت باتفاقية عـام1986ف في حين لا تزال السعودية ملتزمة بدعوتها التي تقدمت بها في أغسطس1990ف للقوات الأمريكية لحماية الأراضي السعودية دون الحاجـة إلـى عقـد اتفاقيات علنية[41]

وبحجة التصدي لاحتمال نشوب حرب في المستقبل فقد تم إنشاء مستودعات لتخزين الأسلحة في الإمارات والكويت والمستقبل فقد تم إنشاء مستودعات لتخزين الأسلحة الإمارات والكويت والسعودية وقطر .

والجول التالي يوضح الإنفاق العسكري لدول الخليج بالمليار دولار :

الدولة البيان سنة 1996 سنة 1997 سنة 1998
السعودية إجمالي الإنفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 16.999

12.8

1030

17.9

13.1

1056

18.4

13.6

1058

الكويت إجمالي الإتفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 3.505

12.90

22.18

3.7

13.3

2234

4

12.5

1818

الامارات إجمالي الاتفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 2.28

830

5.2

2.2

5.5

852

3.7

8.46

1434

قطر إجمالي الاتفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 0.740

10.2

133

1.1

14.8

1940

1.2

12.24

2083.3

عمان إجمالي الإنفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 1.876

15.6

955

1.8

14.8

879

18.4

13.6

1058

البحرين إجمالي الإنفاق بالمليار النسبة من الدخل القومي ما يتحمله الفرد بالدولار 0.279

5.5

456

0.290

6.6

483

0.4023

7.18

657

المصـدر: مصدر هذه البيانـات : تقريـر صـادر عـن العهـد الـدولي للدراسـات الإستراتيجية بلندن 1998 ف ، الأوسط ، كراسات إستراتجية ، العدد 19، المركز العربي للدراسات الإستراتجية ، يناير990ف ، من الإنترنت www.islam one.net.

  • سنة 1995ف عقدت صفقة بقيمة 9 مليار دولار مقابل شراء السعودية أعداد جديدة من طائرات أو اكس للإنذار المبكر وطائرات 15 F هجومية متطورة .
  • وفي مطلع عام 1998 ف اهتمت السعودية يشاء صواريخ باتريوت والعديد من صواريخ جو جو وجو أرض كما حصلت على عديد من الزوارق الأمريكية.haltea- maihe
  • عام 1994 ف اشترت الكويت عدداً مـن صـواريخ ستنجر الأمريكية المضادة للطائرات ـ وفي عام 1995 – 1996 ف تم الاتفاق على شراء 218 دبابة من نوع أبرمز2 الأمريكية بقيمة مليار دولار[42].

فالولايات المتحـدة لا تبيع الأسلحة لدول الخليج بـدون خدمة مصالحها وأهدافها ، فالرئيس الأمريكي بيل كلنتـون فـي بدايـة عـام 1994 ف تدخل لدى العاهل السعودي لشراء صفقة طائرات لصالح شركة ما كدونالد دوجلاس وبوينج الأمريكي وذلك لاستبقاء 100 ألف عامل أمريكي في وظائفهم[43]. فلعله لم يكتب لثروة أن يكون خيرها لغير أهلها ، كما كتب للنفط العربي فلقد ذهبت أكثر فوائده الهائلة لشراء أسلحة من الدول

الغربية لشن الحروب الإقليمية وتمويل الدفاع العربي عن الخليج العربي.

ولقد كان الهدف من التسهيلات الأمريكية في الخليج العربي[44]

  1. ضمان المصالح الأمريكية والغربية تحت الحماية الأمريكية وهذه المصالح احتياطات النفط والغاز الكبيرة في هذه المنطقة .
  2. تصفية الصراعات المزمنة في المنطقة وذلك ليس في صالح منطقة الخليج وإنما من أخل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية .
  3. نزع سلاح الـدول العربية وخاصـة العـراق وسوريا وتدمير القدرات التكنولوجية العسكرية لهذين البلدين والتحكم بتسلحهما .
  4. وضعت الولايات المتحدة سيناريوهات قتالية متعددة تجاه الخصوم المحتملين في العالم الثالث ، بما في ذلك حالات الصراع التقليدي والنووي ، كما تبنت إستراتيجية درع نووي جديد ، وفي إطار هذه الإستراتيجية ـ فإن التهديدات النووية الإقليمية سوف تتحول على الأغلب إلى تهديدات إستراتيجية في طابعها التخطيط العسكري الأمريكي وليست مجرد تهديدات تكتيكية وهو ما سوف يستدعي تدخلات عسكرية أمريكية ضد مثل هذه التهديدات ومن بينها إيران[45].

لذلك فإن واشنطن تعمل على التجزئة ، ومع توقيع اتفاقيات عسكرية واقتصادية وسياسية مع كل دولة عربية[46].

المبحث الثالث

الاحتلال الأمريكي للعراق

لقد احتارت أمريكا الشعب العراقي كهدف للحصار والحرب لأنه شعب غني وذو حضارة ينجب العلماء الذين تخافهم إسرائيل وهي لم تتوقف عن إعلان الحرب على العراق منذ 1990 ، وذلك لأن الرئيس حسين احتل دولة عربية جارة له وهي الكويت وقد خرج منها بالقوة عام 1991 عندما تحالفت أمريكا مع 33 دولة وحطمت كل ما كان في حوزته من سلاح ، ولم يثبت حتى الآن وبشهادة الوكالة الدولية للطاقة النووية والمفتشين عن السلاح النووي في العراق .

طبعاً أن أمريكا لا يهمها شعب كردستان ولا الشعب العراقـي مـن الحكـم الدكتاتوري وغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان ، إن الهدف من تدمير دولة العراق أبعد وأخطر مما تصفح عنه أمريكا .

إن الحرب التي تعد لها الولايات المتحدة الأمريكية هي اعتداء مكشوف العراق ولا تتضمن ولو ذرة واحدة من التقدمية وكافة الحجج المستعملة لتبرير هذه الحرب الوحشية، إن محاولة الحرب على العراق كجزء من ( الحرب على الإرهاب ) محاولة لا أساس لها إذ لا يوجد أدني دليل على ارتباط العراق بتنظيم القاعدة “.[47]

وكذلك فإن حجة أن هذه الحرب هي حرب من أجل إعادة الديمقراطية كذلك هي حجة لا أساس لها . إن هدف أمريكا ليس وضع نظام ديمقراطي حقيقي في بغداد وإنما الهدف هو إرساء حكومة تابعة لواشنطن كما هو الحال في أفغانستان .

موقف الأمم المتحدة من الاحتلال الأمريكي للعراق :-

إن شعار الأمم لا حرب بدون دعم الأمم المتحدة وأن قرار 1441 اعتبر انتصار للسلام ويسفر هذا القرار 1441 بأنه قرار لا يسمح بإعلان الحرب وإنمـا فقط( التفتيش ) و( نزع السلاح ) ، وحث صدام حسين على التعاون مع مفتشي الأسلحة للأمم المتحدة هانز بليكس[48]

إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تهدف إلى صدور قرار من الأمم المتحدة فقد صوتت الأمم المتحدة على قرار 1441 الذي مهد عملية الطريق أمام الولايات المتحدة لتحضير عمل عسكري ضد العراق إن الولايات المتحدة الأمريكية تريد السيطرة والهيمنة على مصادر الطاقة في الخليج، والحلقة الأخطر في ذلك المخطط تبدأ من العراق والأسباب كثيرة لعل أهمها[49]:

  • يحتل نفط العراق المركز الثاني من حيث الاحتياطي العالمي بعد السعودية.
  • المخزون الحقيقي أعلى بكثير من الأرقام المتداولة ، مع جودته العالمية .
  • احتمالات الاكتشاف الجديدة هائلة ، مع قلة التكلفة الإنتاجية .
  • التوقعات ترشح العراق كأخر نفط ينضب في العالم.

والمصلحة النهائية تؤكد أن السيطرة على العراق تعني التحكم فيها يقارب نحو ربع إجمالي احتياطي النفط العالمي . ثم إن العراق بموقعه الاستراتيجي يجعل ممن يسيطر على يكون على مرمى حجر من ثلثي الاحتياطي العالمي للنفط الذي يتركز في الخليج العربي[50]

ولعل ذلك يضمن للولايات المتحدة تحقيق أكثر من هدف جزئي في سياق هدفها الأساسي ، فالسيطرة على نقط العراق تقلل من اعتماد واشنطن على النفط السعودي، كما أن السيطرة على ثروة نطيه بهذا الكم تساعد على التحكم في أسعار النفط .

إن الهدف من حرب الخليج الثالثة هو تكملة لما بدأه بوش الأب بواسطة بوش الابن، وخاصة أن عددا من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية الحالية سواء كان تشيني نائب الرئيس الأمريكي أو بأول وزير الخارجية ، كانوا من دعامات حرب الخليج الثانية ولكن هذا التصور ناقص في الواقع أن غزو العراق هو الحلقة الأولى لإعادة تشكيل النظام الإقليمي العربي، وحتى النظام العالمي نفسه لفرض الهيمنة الأمريكية فطبقا لهذا المنطق قد يكون احتلال العراق الخطوة الأولى ، وليست الأخيرة لتنفيذ هذا المخطط العالمي على المدن اليابانية في هيروشيما ونجازاكي ، وبذلك أظهرت للعالم أنها ليست فقط مالكة الأسلحة الدمار الشامل ، ولكنها أيضا على أتم الاستعداد لأن تستعمل هذه الأسلحة لتحقيق أهدافها السياسية .

فالاحتلال الأمريكي للعراق شكل نقطة تحول مهمة في التاريخ العالمي المعاصر ،وليس فقط تـاريخ المنطقة العربية أو حتى الشرق أوسطية ولكن النظام العالمي بأسره[51].

فالعراق هو بداية الطريق ، ثم تتلوه دول أخرى لاشك في مقدمتها إيران ثم تأتي سوريا وليبيا ومن المحتمل المملكة العربية السعودية أيضـا فـالمهم بالنسبة للإدارة الأمريكية هو تشكيل العالم على حسب رؤيتها ، فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 ظهرت رؤية جديدة تتلخص في محورين[52]

الأول : سياسة اليد الطولي والمبادرة ، أي عدم الانتظار حتى يتم الهجوم المباشر على الولايات المتحدة لتقوم برد الفعل.

الثاني : فهو محاولة حشد دول وراء سياسة اليد الطولي هذه ، ولكن في النهاية فإن الولايات المتحدة تعمل بمفردها ، وطبقاً لمخططاتها هي سواء أراد الآخرون أم قاوموا.

والحجة التي يرتكز عليها الرئيس بوش وفريقه لتسويق هذا الاتجاه الانفرادي هي الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي ، وعدم الانتظار لكي يتكرر الهجوم الإرهابي الضغوط الدبلوماسية الأمريكية لكسب المساندة الأوروبية من أجل احتلال العراق :

يصعب القول أن جهود الدول الأوروبية المعارضة للمشروع الأمريكي البريطاني بغزو العراق يمكن أن يكون لها شأن يمنع تلك الحرب من أن تقع وما يمكن أن يقال في هذا الشأن هو أن تلك الجهود ربما تؤدي إلى تأجيل الحرب لبضع أسابيع أو شهور، وربما تؤدي إلى قبول من الولايات المتحدة وبريطانيا بالالتزام باستصدار قرار آخر من مجلس الأمن يخولها إعلان الحرب وهو أمر من قبيل تحصيل الحاصل لأنه لا

يصعب على الولايات المتحدة أن تستصدر أي قرار استراتيجي تتطلبه من مجلس الأمن .

أن الحصول على قرار من مجلس الأمن لا يتطلب الالتزام بصيغ الديمقراطية وتعداد الأصوات فمجلس الأمن ليس مؤسسة ديمقراطية ، وهو قائم منذ يومه الأول على صيغة التحكم الأمريكي فيه وإذا خسرت أمريكا بعض قرارات مجلس الأمن فهي لا تخسر أي قرار في شأن استراتيجي ، يشهد بذلك تاريخ مجلس الأمن برمته .

ولذلك فمن المرجح أن تتنازل الحكومة الأمريكية عن تهديدها بشن الحرب دون انتصار قرار من مجلس الأمن ، وأن تلجأ للمجلس لأخذ التفويض الذي تتطلبه فترضي بذلك بعض حلفائها الأوربيين الناقمين والرافضين والمعتزلين – حتى الآن – للخطـوة الأمريكية المقبلة بغزو العراق .

وربما اتخذت الولايات المتحدة خطوات أخرى أقل تحرشأ ، وأكثر لينا في الأسابيع القليلة المقبلة ليس بغرض الوصول إلى حل سلمي للأزمة مع العراق ، وإنما بقصد استرضاء حلفائها الأوروبيين وجلـب الـدعم المطلوب منهم ، وربمـا كـان المقصـود بالحديث عن إعطاء الدبلوماسية مزيداً من الوقت ليس التعامل الدبلوماسي العراق ، وإنما مع الدول الأوروبية التي لا تزال رافضة لقرار الحرب شأن فرنسا وألمانيا ودول أخرى أصغر أقل قدرأ بغرض تليين مواقفها لتحييدها أو لكسبها لجانب الحرب[53]

وربما شمل العمل الدبلوماسي التخاطب المباشر مع الكتل الشعبية الأوروبيةالرافضة في أغلبيتها أو غير مقتنعة بمبررات الحرب ففي بريطانيا وهي أكثر الدولالأوروبية تحمسا لقرار الحرب أفاد آخر اختبار لاستطلاع الرأي العام أجرته صحيفـة( ديلي ميرور ) بالتضامن مع محطة تلفاز CNN أن 43% من المواطنين يعارضونشن الحرب على العراق لأي سبب كان ، هذا بينما أفاد 41% من المواطنين أنهميمكن أن يساندوا قرار الحرب فقط لو صدر من مجلس الأمن وهذه أغلبية عالية حقاً ، ولذلك كان هم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لزيارته الأخيرة لواشنطن يتركاز في شيء واحد هو أن يستطيع إقناع يوت بالذهاب إلى مجلس الأمن لطلب تفويض منه بشن الحرب وتلك حد تعصية قد التروين قرار الحرب.

كما دعا أخرون من القادة المستقلين في بريطانيا وأمريكا إلى ضرورة أن تمتد الحملة الدبلوماسية الشمال بقية أقطار المجموعة الأوروبية التي لا تزال تعارض قرار الحرب أو تمتنع عن تأبينه وهذه خطوة ماضي تنفيذها بقوة الآن ، كل إيطاليا وأسبانيا والدانمارك والبرتغال ودولتنا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وهو تحالف الصديه أن يهر التحالف المعارض بقيادة كل فرنسا وألمانيا وأن يؤدي إلى صد أي دولة من الدول الأوروبية الصغرى على الالتحاق به[54]

ان مواقع كل من فرنسا وألمانيا في معارضة الحرب التي يمكن أن تنجم عنها آثار خطورة على صعيد العلاقات الدولية ، من أهمها قيام الولايات المتحدة بالسيطرة على القدم الشرق الأوسط وما يتضمنه من ثروات ومصادر قوة استراتيجية وسياسية ، حتما إلى مضاعفة قدرة قوة الولايات المتحدة النسبية مقارنة بالقارة الأوروبية باكلها ، لا يعني امكان قيام هاتين الدولتين يتكوين تحالف أوروبي ضد أمريكا أو ضد

قرار الحرب فالشدين الدولية لا يتم إنجازها في الغالب إلا حسب إدارة الطرف الأقوى ولد في موسع فرنسا ولا ألمانيا ولا أي دولة أوروبيـة أخـرى أن تصــمد فـيم منها الانتفاع الولايات المتحدة الماضي نحو تحقيق مصالحها القومية بالسيطرة على العراق[55]

و اذا كانت هل من فرنسا وألمانيا قد أكملنا التعبير عن موقفيهما المعارض للحرب الآن ، على الحملة الفيلم ماسية الأمريكية البريطانية المشتركة التي تستهدف تعبئة أوروبا الصالح مشروع الحرب ستكون خصما – مهما يكن يسيرا – على الموقف المعارض الحرب بقيادة كل من فرنسا وألمانيا ، ومهما تكن المعلومات التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول المتمثل – أن تقدم لفريق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ليقوم بوضع اليد عليها – ويشرع في تدميرها فورأ ، لا أن تحت بها أمريكا لتقدمها المجلس الأمن في اللحظة الأخيرة لتستصدر بموجبها الإذن باعلان الحرب على العراقى ولكن ذلك هو منطق العلاقات الدولية في البحث عن الذرائع والأسباب التي تبرر وتسوع قرار الحرب واستخدام تلك الذرائع لتكوين تحالف مدید و اقناع المعارضين الحرب بانها حرب مشروعة .

ولكن نتائج إعلان تلك المعلومات ستكون إيجابية لصالح المشروع الأمريكي الذي يستهدف كسب مؤيدين جدد للولايات المتحدة تلك التكتيك على الإطلاق فهي على إدراك تام بأن المعلومات التي ستقدمها لمجلس الأمن لن تخضع عالمياً لتحليل عميق ولا لمواجهة بهدف دحضها ، كما أنها من الناحية النفسية تستخدم ذلك الموقف لأن الجميع بأنها مصممة على الحرب .

الأهداف الأمريكية من غزو العراق :-

  • إن أحد الأهداف الأمريكية من غزو العراق هو إطلاق يد إسرائيل في المنطقة في إطار التحالف الصهيوني الأمريكي ولعل حماسة اللوبي الصهيوني لغزو العراق كان واضحاً ، بل أن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول قال بنفسه أمام الاجتماع السنوي للوبي الصهيوني الذي انعقد في واشنطن بعد الغزو بقليل أن الغزو يستهدف حماية أمن إسرائيل.
  • ويقدر الخبراء العسكريون أنه بإمكان إسرائيل أن تخفض موازنتها العسكرية بمقدار 700 مليون دولار بعد أن زال الخطـر الـذي كـان يمثله العراق عليهـا وهناك الأرباح المتوقعة من الحصول على النفط رخيص من العراق ، وشحن النفط العراقي من خلال الموانئ الإسرائيلية بدلاً من سوريا وتركيا .
  • وقـد جـاء الاحتلال الأمريكي إلى العراق إلى إثارة الفتنة الطائفية وتغذيـة الصراعات حول جهة كل طائفة.
  • وكذلك كان الهدف الأمريكي عن احتلال العراق هو نهب ثروتـه النفطيـة وحرمان العراق مـن تكـوين جـيـش قـادر على مواجهة أعدائه وفي مقدمتهم إسرائيل [56]

نتائج البحث :

ولعل أهم النتائج والحقائق التي توصلت إليها الدراسة عن السياسة الأمريكية اتجاه

  1. السيطرة الواضحة للولايات المتحدة الأمريكية على منطقة الخليج العربي لقد أصبحت الولايات المتحدة بعد نهاية حرب الخليج الثانية هي الضامن للأمن والاستقرار في المنطقة.
  2. ارتباط أغلب دول الخليج بعقد اتفاقيات عسكرية أمنية وذلك تلبية لمطالب الأمريكية والعربية.
  3. توجيه السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط الخليج العربي بصفة خاصة اليف الرئيسي المتعلق بالنقص.
  4. أن الولايات المتحدة الأمريكية بأن القوى المحلية في منطقة الخليج العربي غير قادرة على مواجهة الأخطار الخارجية ومن ثم فهي تؤكد دائما أن هناك فراغ في الخليج العربي وأنها وحدها القادرة على ملء هذا القراع .
  5. إن احتلال أمريكا للعراق يهدف إلى ضمان الحماية لإسرائيل وكذلك السيطرة الواضحة للولايات المتحدة الأمريكية على نقط الخليج العربي بصفة خاصة.
  6. إن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف من وراء هذه القواعد والتسهيلات العسكرية إلى تحقيق هدفين :
  • إقامة سياج عسكري حول أو بالقرب من منابع النقط.
  • تقديم التسهيلات العسكرية واللوجستية اللازمة للقوات الأمريكية .

التوصيات :

إن جميع التوصيات والاقتراحات لا نتجاوز أكثر من طموحات في ظل الظروف الدولية المعاصرة ولكن هذا لا يعني استسلام وجمـود العرب وإنمـا يـجـب اتخاذ خطوات عملية على المدى القصير والمتوسط والطويل والتي تتمثل في ما يلي :

  1. القضاء على الآثار السلبية لحـرب الخليج الثانية والثالثـة مثـل التواجـد العسكري الأجنبي في المنطقة مع وضع نظام أمني عربي قادر وكفيل بمنع تكرار مثل هذه الأزمات .
  2. إن أمن الأراضي العربية يجب أن يكون مسؤولية قومية عربية وأن العرب بما لديهم من قدرات بشرية واقتصادية ليسوا بحاجة إلى أحلاف عسكرية للدفاع عنهم .
  3. إن كافة الثروات العربية وفي مقدمتها النفط يجب أن تخدم الدول العربية ومن حق العرب استخدام ثرواتهم وفق المتطلبات التي تمليها قضاياهم.
  4. إن أمن الخليج هو جزء من الأمن القومي العربي وهذا يعني رفض المنطق الإقليمي الذي تدافع عنه الدول الخليجية وإن أمن الخليج ومسؤولية دوله فقط.
  5. إن هدف القوى الوطنية في الخليج العربي هو أن يكون هذا الخليج متحرراً من الوجود العسكري وأن يكون في خدمة ورخاء الأمة العربية بقدر ما هو في خدمة البشرية .
  6. كذلك أيضاً إن ما نريده في المنطقة ليس منع النفط عن الغرب فقط ، بل منع عمليات النهب المنظم لثرواتنا وتوجيه كل العائدات لتحقيق التنمية الحقيقية للإنسان العربي.
  7. ترسيخ قيم ومفاهيم الديمقراطية وتطبيقها من خلال مؤسسات ونظم الحكم العربية .
  8. وكذلك هدفنا في الخليج هو إبعاده عن الصراعات الدولية وأطماع الدول الأجنبية وإنهاء الوجود العسكري فيه الذي يتناقض مع استقلالنا وحريتنا .

الخاتمة :

في نهاية هذا البحث اتضحت بعض الأمور الهامة والتي تلعب دوراً هاماً على الصعيد العالمي وهو سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية الواضحة في منطقة الخليج العربي ، فلأحداث التي تجري في المنطقة توضع دائماً في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية ، فالولايات المتحدة الأمريكية على استعداد في التدخل في شؤون أي دولة من دول الخليج العربي وذلك من أخل حماية مصالحها ، فالولايات المتحدة الأمريكية تسيطر الآن على النفط العربي في هذه المنطقة وتخرجه تحت حماية قواتها المسلحة والتي تنتشر في هذه المنطقة بكثرة في ظل ما يسمي بالاتفاقيات الأمنية والتي جاءت بعد حرب الخليج الثانية وكذلك تسيطر على هذه المنطقة من الناحية العسكرية فالقواعد الأمريكية منتشرة في منطقة الخليج العربي وكذلك الأساطيل

المتواجدة في هذه المنطقة بصفة دائمة وعلى أتم الاستعداد لتوجيه أي ضربة عسكرية على أي دولة قد تخرج عن طاعة الولايات المتحدة الأمريكية وخير دليل على ذلك ما يحدث للعاق تحت أنظار العالم .

المــــــــــراجــــــــــــــــــــــــع

أولا الكتب :-

  1. داود محمـد الجنايني ، تـاريخ الخليج العربـي ، دار بغـداد للنشـر،1972ف .
  2. محمد رشيد الفيل ، الأهمية الإستراتيجية للخليج العربي ، منشورات دار السلاسل الكويتية ، 1998ف.
  3. زهير شكر ، السياسة الأمريكية في الخليج العربي ، معهد الإنماء العربي،بیروت ، 1982 ف
  4. صلاح العقاد ، التيارات السياسية في الخليج العربي .
  5. عبد الرحمن محمد النعيمي ، الصراع على الخليج العربي ، الطبعة الثانية ، 1944 ف.
  6. فتحـي العنينـي ، التوازن الاستراتيجي في الخليج العربي ، المركز الأكاديمي لدراسات الإستراتيجية ، القاهرة ، 2001 ف .
  7. محمد رضا قودة ، الأمن القومي العربي ، الصلاح للدراسات السياسية القاهرة ، 1991 ف .
  8. مصطفي النجار ، تـاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر ، جامعة البصرة1984 . ف.
  9. مصطفي علوي ، أمن الخليج بعد الحرب ، مركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، 1994 ف.
  10. محمود وهيب السيد ، أزمة احتلال العراق للكويت ، دار النهضة العربية للنشر ، 1995 ف.
  11. مايكل بالمر ، ترجمة نبيل زكي ، حراس الخليج ، مركز الأهرام للترجمة والنشر ، القاهرة ، 1995 ف.
  12. هادي طعمة ، الخليج في الإستراتيجية الاستعمارية والبريطانية، القاهرة ، 1971ف.
  13. يحي حلمي رجب ، خليج العربي والصراع الدولي المعاصر ، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع ، الكويت ، 1989ف .

ثانية الرسائل العلمية :-

  1. يوسـف احمـادي ، المتغيـر الأمريكـي فـي أمـن الخليج العربي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة المرقب ، العام الجامعي 2003-2004 ..

ثالثاً / الدوريات :-

  1. د.محمدوقیع الله، الضغوط الدبلوماسية الأمريكية لكسب المساند الأوروبية من أخل احتلال العراق ، جريدة البيان الإماراتية ، العدد 612 لسنة 2003 ف ، من الإنترنتwww.albyan.co.ae..
  2. د. محمد مورو ، اختراق إسرائيلي ، جريدة العرب، العدد 6752 ، صدرت أول يونيو 1977ف

رابعاً / مواقع على الإنترنت www.marxst.

  1. د. عبد المنعم كـافو ، نفقـات الدفاع في منطقة الشرق الأوسط كدراسـات إستراتجية العدد 19، المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ، يناير 1999، من الإنترنتwww.islam-online.net..
  2. غالـب علـى جميـل ،عـدد 1041 ، 2002/11/21 ف ،مـن الإنترنـت.www.sept.coae
  3. ألن وودز ، هل من مبرر لهذه الحرب ، لندن 2003/2/5 ، موقع الإنترنت www.Merxist.com .

الهوامش:

  1. – د محمد رشيد الفيل ، الأهمية الإستراتيجية للخليج العربي ، منشورات دار السلاسل الكويتية ، 1980 ، ص 33
  2. – داود محمد الجنايني ، من تاريخ الخليج العربي ، دار بغداد للنشر ، 1972 ، ص 43
  3. – داود محمد الجنايني ، من تاريخ الخليج العربي ، دار بغداد للنشر ، 1972 ، ص 43
  4. – د محمد رشيد الفيل مرجع سابق ذكره ، ص 47
  5. – هادي طعمة ، الخليج العربي في الاستراتيجية الاستعمارية والبريطانية ، القاهرة ، 1971، ص7.
  6. – د. محمد رشيد الفيل، مرجع سابق ذكره،ص13 ، 14.
  7. راجع د. سيد نوفل، الأوضاع السياسية لإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيزة، معهد البحوث والدراسات العربية القاهرة ، الطبعة الثالثة ، 1996، ص93.
  8. – د. يحي حلمي رجب، الخليج العربي والصراع الدولي المعاصر ، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع ، الكويث ، 1989.
  9. -د. محمد رشيد الفيل، مرجع سبق ذكره،ص28.
  10. – د. مصطفى النجار، مرجع سبق ذكره ،ص18.
  11. – د زهير شكر ، السياسة الأمريكية في الخليج العربي ، معهد الإنماء العربي ، بيروت 1982 ، ص 17.
  12. – د. محمد رشيد الفيل ، مرجع سبق ذكره من .
  13. – د زهیرشکر مرجع سابق ذكره ، ص 28:26
  14. – مرجع سبق ذكره ، ص29.
  15. – مرجع سابق ذكره ، من35.
  16. – د. زهیرشکر ، مرجع سابق ذكره ، ص37
  17. – د. زهیرشکر ، رجع سبق ذكره ، سر43
  18. – نفس المصدر، ص 42.
  19. – نفس المرجع ، ص 45 .
  20. -د.محمد رضا قوده ، الأمن القومي للخليج العربي ، الطبعة الأولى ، ابريل 1991 ، ص 35
  21. – د. عبد الرحمن محمد النعيمي ، دار الكنوز ، بيروت ، 1994 ، ص 169،
  22. – مايكل أو بالمر ، ترجمة نوال زكي – حراس الخليج ، مركز الأهرام للترجمة والنشر ، القاهرة 157،1995.
  23. – نفس المرجع ، ص 37.
  24. – د محمود وهيب السيد ، ازمة احتلال العراق للكويت ، دار النهضة العربية للنشر ، 1990 من 39 ..
  25. – د. محمد رضا فودة مرجع سبق ذكره ، ص 39.
  26. – نفس المرجع ، ص 91.
  27. – محمود وهيب السيد . – نفس المرجع ، من 328 ،
  28. – د. محمد رضا قودة ومرجع سبق ذكره ، ص 92
  29. – د. محمد رضا فولة ، مرجع سبق ذكره ، من 92
  30. – نفس المرجع ، ص 92-94
  31. – د. محمد رضا قودة ، مرجع سبق ذكره ، ص 107
  32. – د. محمود وهيب السيد ، مرجع سبق ذكره ، ص 334.
  33. – نفس المرجع .
  34. – د. محمد رضا فودة ، مرجع سبق ذكره ، من 108..
  35. – فتحي العفيفي ، مرجع سبق ذكره،ص97.
  36. – عبدالرحمن محمد النعيمي ، الصراع على الخليج العربي ، مرجع سبق ذكره ، ص 113.
  37. – د. عبدالرحمن محمد النعيمي ، مرجع سبق ذكره ، ص 114
  38. – د. زاهر شكر، السياسة الأمريكية في الخليج العربي ، مرجع سبق ذكره ص 134 .
    • استعملت كلمة الاستراتيجية هنا على أنها إجراء الملائمة العملية الوسائل المختلفة الموضوعية تحت تصرف القائد الوصول إلى الهدف المطلوب.
    • والبعض يعتقد أن الاستراتيجية تضع مخطط الحرب وتحديد التطور المتوقع لمختلف المعارك العربية فالإستراتيجية هي حسب رأيالبعض في استخدام المعارك كوسيلة الوصول إلى هدف الحرب وهو النصر المؤزر وتحقيق الهدف القومي.

    – مصطفي علوي ، مصر وأمن الخليج بعد الحرب ، مركز البحوث والدراسات السياسية ، جامعة القاهرة ، 1994 ، من 74

  39. – ا. يوسف الحمادي ، المتغير الأمريكي في أمن الخليج العربي ، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة المراقب ، العام الجامعي 2003
  40. – د. عبد المنعم كـافـو ، نفقات الدفاع في منطقة الشرق
  41. – أ. يوسف أحمد حمادي ، مرجع سبق ذكره.
  42. – فتحي العفيفي ، مرجع سبق ذكره ،ص 99،100.
  43. – د. عبدالرحمن النعيمي، مرجع سبق ذكره من 116.
  44. – فتحي العفيفي ، مرجع سبق ذكره ، ص 115.
  45. – عبدالرحمن النعيمي ، مرجع سبق ذكره من 117.
  46. – غالب على جميل ،/ شيء من السياسة ، أنهم يصنعون الكراهية ضد العرب ، العدد 1041 ، 2002/11/21 .
  47. – الن وودز ، هل من مبرر لهذه الحرب ، لندن ، 2003/2/5 موقع على الإنترنت www.merxist.com
  48. – د. فتحي العقيقي ، مرجع سبق ذكره ، ص 30
  49. – يوسف احمادي ، مرجع سبق ذكره ص 152.
  50. – ا ۔ آيوسف السادي ، مرجع سبق ذكره ، من 151 – 152 ،
  51. – نفس المرجع ، ص 153 .
  52. – محمد وقيع الله، الضغوط الدبلوماسية الأمريكية لكسب المساندة الأوربية من أجل احتلال العراق، جريدة البيان الإمراتية، عدد 16-7-2003 ، من الانترنت www.alittihad.co.ae .
  53. – محمد وقيع الله، مرجع سبق ذكره.
  54. – نفس المرجع .
  55. – د محمد مورو ، اختراق إسرائيلي ، جريدة العرب ، العدد 6752 ، صدرت أول يونيو 1977 ف ،ص3.