المسار الصرفي والدلالي لكلمة (ضِيزى) دراسة صرفية دلالية

د. منى أحمد الحسين كرار1

1 أستاذ مساعد، جامعة القصيم، المملكة العربية السعودية

بريد الكتروني: alaa.ordo@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31213

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 10/11/2022م

المستخلص

جاءت الدراسة موسومة بالمسار الصرفي والدلالي لكلمة ضِيْزَى ؛ بغية توضيح أصل كلمة ضيزى وبنيتها الصرفية، ثم استعراض دلالاتها من المعاجم وكتب المفسرين، واشتملت الدراسة على مقدمة في تعريف الصرف والدلالة لغة واصطلاحاً، ثم تناولت في المبحث الأول الجانب الصرفي لكلمة ضِيْزَى وأصلها وما حدث من تغييرات في أصلها وجزرها مستصحبة آراء النحاة والصرفيين حول أل كلمة ضِيزى، وبسطت الدراسة في المبحث الثاني الجوانب الدلالية التي وردت في المعاجم وكتب التفسير في كلمة ضِيْزى حيث تبين أن لا خلاف في المعنى ولكن تعددت أبنية ضِيزى وأصولها في المعاجم، وكلمة ضيزى على غرابتها غير أنها أكدت المعنى الذي سيقت إليه كما ورد في سورة النجم، فهي لا يظهر حسن دلالتها إلا في موضعها، وقد جاء استعمالها في نصوص أخرى غير القرآن – قليلاً- عند بعض الشعراء لذات الدلالة التي وردت في سورة النجم . كقول الشاعر : (………وحظك مضئوز وأنفك راغمٌ) .

المقدمة

الحمد لله الذي أنزل القرآن تبياناً، والصلاة والسلام على أفضل خلق الله نبينا محمد صلِى الله عليه وسلّم، نبي البيان، وحامل الوحي، وأمين الرسالة، وصفوة البشر وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد :

فإن للأسلوب القرآني رونق، ولمفرداته فصاحة وبلاغة، وهذا البحث يتوقف مع القرآن فيما يتعلق بالجانب الصرفي والدلالي، وسيسلط الضوء على لفظة من ألفاظ القرآن الكريم التي لم تتكرر في القرآن كله حتى إن جذرها لم يتكرر، وبهدف البحث إلى :

1 – التعريف بدلالة كلمة ضِيزى

2 – الوقوف على ما إذا ورد ذكر لكلمة ضِيزَى في غير القرآن الكريم،.

3 – معرفة الكيفية التي تناول بها علماء اللغة والمعاجم والمفسرين لكلمة ضِيْزَى

4 – توضيح آراء الصرفيين والنحويين في أصل كلمة ضيزى ومبناها

وتكمن أهمية هذا الموضوع في جوانب مختلفة منها:

* إن كلمة ضِيزى لا تكاد تستخدم في كلام الناس وحتى في كتابات المثقفين، بل إن نسبة كبيرة من الفرائد القرآنية هي ألفاظ غير مستخدمة، ومجهولة المعنى حتى لدى المتخصصين في اللغة، وتكمن أهمية الموضوع في أنه يساعد في التعريف بهذه الكلمات كخطوة أُولى نحو تعميم المعرفة باستخدامها، وهي – فيما أرى – خطوة مهمة لتيسير فهم القرآن ومعايشته بطريقة مغايرة لما هي عليه الآن .

* إن إظهار إعجاز القرآن وبلاغته وتفرّده كذلك مهم وضروري جدا .

* والفرائد باعتبارها تمثل ظاهرة واضحة في التعبير القرآني بحاجة إلى دراستها بشكل واف في بحث مستقل؛ إذ لم تحظ من الدارسين قديما إلا ببعض التعريفات المتواترة .

ولمّا كان القرآن الكريم معجزة الرسول -صلوات الله عليه وسلّم – الخالدة بألفاظه ومعانيه، انبرى جمعٌ من علماء اللغة لدراسة جوانب إعجازه اللغوي وبلاغة عباراته، وسحر بيانه .

أمام هذا البحر الزاخر من مفردات القرآن وجدت نفسي توّاقة إلى الولوج والغوص في معرفة بنية كلماته وتصاريفها، ودلالاتها .فقد تعددت الأحاديث وكثرت حول وجوه إعجاز القرآن، واجتهد المفسرون واللغويون والبلغاء يصنفون التصانيف في مشكله وغريبه ومجازه، وأُلفت كثير من المؤلفات بعناوينها المختلفة .

من هذا المنطلق كانت وجهتي في هذا البحث، حيث كان اختياري للفظة ( ضِيْزَى)، فكانت أدعى لي للإقبال على دراسة هذه الكلمة والبحث في البنية الصرفية والوِجهة الدلالية لها، فهي لفظة لم أقف على استعمالٍ جارٍ على الألسن، إلا في قوالب مختلفة البناء كما سيرد ذكره في ثنايا البحث .

وليكون البحث محددا‘ اقتصر على الجانب الصرفي والدلالي كما أسلفت حيث استعرضت البناء الصرفي لهذه اللفظة مستصحبة آراء البصريين والنحويين، ثم بينت دلالة اللفظة في المعاجم وكتب المفسرين .

واستقامت خطة البحث – بعد استكمال مادته جمعاً ودراسة – على مقدمة، ومبحثين، يسبقهما تمهيد، ويتلو ذلك خاتمة أوضحت فيها أهم نتائج البحث

كان التمهيد تعريفا للصرف والدلالة لغة واصطلاحاً، وجاء المبحث الثاني بعنوان المسار الصرفي لكلمة ( ضِيْزَى )، استعرضت فيه أقوال الصرفيين والنحويين في هذه المفردة، أما المبحث الثاني، فأدرجته تحت عنوان المسار الدلالي ل( ضيْزَى ) بينت فيه ما جاء في كتب المعاجم والتفاسير من معانٍ ودلالات .

وأعقبت هذين المبحثين خاتمةٌ بأهم النتائج التي وقف عليها البحث، جاء بعدها سردٌ لمصادر ومراجع البحث، وملخصاً للبحث باللغة الإنجليزية .

هذا وأرجو من الله أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وعوناً للمهتمين بدراسة اللغة العربية، ألفاظها وتراكيبها، وفنونها المختلفة

والحمد لله رب العالمين

التمهيد

تعريف الصرفة لغة واصطلاحاً :

يدور المعنى العام لكلمة ( صَرْف) حول ثلاث معانٍ [1] هي :

التحويل والتغيير والانتقال،وجاءت مادة ( ص ر ف ) في عدة مواقع في القرآن الكريم، منها :

قوله تعالى : ( فَصَرَفَ عنه كيدَهُنّ) [2]

وفي سورة آل عمران ( ثم صرَفَكم عنهُم ليبتليكم ) [3]،وقوله تعالى في سورة

الأنعام ( اُنظر كيف نصرّف الايات لعلهم يفقهون ) [4].

وفي قوله تعالى في سورة الجاثية : ( وتصريفُ الرياح )[5]، أي تغيير اتجاهها من جهة إلى أخرى

وصرفتُ المالَ، أي أنفقته، وصرفت الأجير والصيد،أي أخليت سبيله، واستصرفت الله المكاره، أي سألته صرفها عني، وصروف الدهر، حوادثه[6] . ( صرَفَ ) صرفتُ الدراهم أي، نقلها من مِلك شخص إلى شخص آخر[7] .

ومثلها كلمة التصريف، فهي مصدر الفعل صَرّف وضُعِّف للمبالغة والتكثير،[8]

وتعود كلمة الصّرف أو التصريفُ إلى المادّة الّلغويّة صَرَف، ويُقال صَرَف الشّيء أيّ حوّله وغيّره، وبدّله عن الوجه الذي كان عليه، فمادة (ص ر ف) تدور معانيها في اللغة حول: التغيير، والتّحويل، والانتقال –كما أسلفت-.

أما في اصطلاح اللغة :

فالصّرف كما ورد في كتاب المفتاح في الصرف [9] هو العِلم الخاصّ بإعادة صياغة الكلمة المُفردة وشكلها على ضُروب مُختلفة لإنشاء ألفاظ ومعانٍ مُختلفة، وهو تعريف مُشابه لتعريف الشّيخ محمّد محيي الدّين عبد الحميد حين عرّفه بأنّه علْم مُستقِلّ عن النحو ويُعرَفُ به صياغةُ الأٌبنية، وأحوالُها، وما يعرضُ لها ممّا ليس بإعراب، ولا بناء. وهذا هو التّعريف الخاصّ بالمُتأخّرين من علماء الّلغة العربيّة. ويُعَرَّف علْمُ الصّرف بأنه: علْم يُعْرَف به أحوال الكَلِم العربية إفراداً وتركيباً. هذا تعريف المتقدِّمين، إذ يشمل النحو عندهم الصّرفَ أيضا [10]وفي المنصف الصرف علم يحتاج إليه أهل العربية لأنه ميزان العربية وبه تُعرف أصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها [11] والنحاة المتقدمون يرون أن النحو يشمل الصرف، ويعرف عنهم بأنه علم يُعرف به أحوال الكلمة العربية إفراداً وتركيباً .

أما الصرف عند المتأخرين، فهو علم يُعرف به صياغة الأبنية، وأحوالها وما يعرض لها مما ليس بإعراب ولا بناء.[12]

الدلالة لغة واصطلاحاً :

جاء في لسان العرب [13] أنَّ الدلُّ قريب المعنى مِن الهديُ ‘ ودللتُ بهذا الطريق، عرفته، ودلّه عليه دلالة، سدده إليه، والدليلُ ما يُستَدلُّ به، والدليل الدّالُ، يدُلُّهُ دَلالة ودِلالَة ودُلولة، والفتحُ أعلى .

وقال ابن فارس : الدال واللام أصلان : أحدهما : إبانة الشيء بأمارة نتعلمها، والآخر : اضطراب في الشيء، فالأول قولهم : دَلَلتُ فلاناً على الطريق،

والدليل الإمارة في الشيء[14]

ويقول الجوهري : الدَلالة في اللغة مصدر دلَّ، دلَّهُ على الطريق ( الصحاح )[15]

وفي القاموس : ودَلّه عليه دَلالة فاندلَّ أي سدده إليه)[16] , من التعريفات المعجمية أعلاه، نصل إلى الآتي :

أولاً : أن المعنى الذي تدور حوله مادة ( دلل ) هو الإرشاد، والتوجيه والإبانة والتسديد بالأمارة، أو أي علاقة أخرى لفظية أو غير لفظية [17].

ثانياً : أن كلمة دلالة مثلثة الفاء بالحركات الثلاث، إما مكسورة الفاء، أو مضمومة الفاء، أو مفتوحة، والفتحُ أكثر وأعلى .

ويتضح مما جاء في المعاجم أن الإرشاد أو التوجيه الذي تعنيه الدَلالة قد يصحبها قصد من الدّال وقد لا يصحبها ذلك القصد، وذلك كما في الدلالة الطبيعية تمثلها دلالة حركة الإنسان على حياته كما هو واضح في قوله تعالى في سورة سبأ الآية 14( فلمّا قضينا عليه الموتَ ما دلّهم على موته إلا دابةُ الأرضِ الخ … الآية )[18]

ونصت عبارته : الدلالة ما يتوصل به إلى معرفة الشيء كدلالة الألفاظ على المعاني، ودلالة الرموز والكتابة في الحساب، سواء كان ذلك بقصد مما يجعله دلالة،أو لم يكن بقصد كمن يرى حركة الإنسان فيعلم إنه حيٌّ .

أما الدلالة في الاصطلاح :

فقد حدّها الأصفهاني بقوله : اعلم أن دلالة اللفظ عبارة عن كونه بحيث إذا سُمع، أو تُخُيّل لاحظت النفس معناه[19]

وعند ابن حزم : أن الدلالة فعل الدليل [20] .

ويعرّفها الجرجاني اصطلاحاً بأنها ك كون الشيء بحالة يلزم من العلم به، العلمُ بشيء آخر، والشيء الأول هو الدال والثاني هو المدلول ) [21].

المبحث الأول

المسار الصرفي لكلمة ضِيْزَى

سنعرض في هذا المبحث المسار الصرفي لكلمة ضِيْزَى، مع توضيح بنيتها الصرفية وأصولها، وما قاله الصرفيون عنها

كلمة ضِيْزَى من الفرائد القرآنية ، وغريبها التي لم يأت ذكر لها إلا في سورة النجم في قوله تعالى : ( ألَكُمُ الذكرُ وله الأنثى تلك إذاً قسمةٌ ضِيْزَى )[22] من سورة النجم . وهي كلمة لا تستخدم الآن في أي حديث، ومعناها لا يفهمه كثير ممن يقرأه، فمعناها الواضح في المعاجم والسياق، هو القسمة الظالمة، ومأخوذة من قول ( ضازَه ) كما ورد في المعاجم .

أصل ضِيْزَى :

ضِيْزَى صفة جزرها ضَيَزَ والصفة منها أصلها هو ( ضُيْزَى ) بضم فاء الكلمة، وهي في علم الصرف من باب اسم التفضيل ثم قلبت الضمة كسرة ؛ لتناسبها مع حرف الياء حتى تبقى صحيحة وسليمة في النطق فصار وزنها الصرفي فِعْلَى .فالكلمة إذن إما صفة مشتقة على وزن فُعْلَى، ثم كسرت لمناسبة الياء، وإما مصدر كذكرى استعمل في الوصف وفي [23] أن ضيزى أصله واوي أو يائي أي إما ضِيْزَى أو ضُوْز َفلا قلب فيه

، وهذا الوزن عند الصرفيين يجيء على ثمانية أوجه [24] يجيء اسماً ، نحو زِفْرَى، والزِفْرَى من القفا وهو الموضع الذي يعرق فيه البعير خلف الأذن[25] ويجيء نعتاً، نحو ضِيْزى، أي جائرة وقسمةٌ ضِيْزَى أي قسمة جائرة، ظالمة، غير عادلة [26] ويجيء مصدراً، نحو ذِكْرى، وهو خلاف النسيان[27]

ويأتي هذا البناء – أيضاً – جمعاً لفعل، نحو حِجْلَى، أي قبيحة، والجمع حُجَلٌ ومعنى هذا أن حُجَل جمع حُجلة على وزن فُعْلَة [28] وجمعاً أيضاً في ظِرْبَى، والظِربى دُويبَةٌ كالهرّة منتنة الريح [29]

ويجيْ لغة في ( فِعْلاء ) نحو سيما – مقصورة من الواو – ومنه قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم …) [30] وكذلك يجيْ لغة في فيعلاء، سيمياء وتأتي أيضاً في تأنيث أفْعَل، نحو أكيَس كِيْسَى نعت للمرأة الكيّسة[31] . والبناء ( فِعْلَى ) استعملته العرب ؛ للدلالة على صفات متعددة سيأتي ذكرها في المبحث الثاني الخاص بدلالة ضِيزَى في المعاجم وعند المفسرين . وبالإمعان في كتب الصرف نجد أنّ وزن ضِيْزَى أصلُه فُعْلَى ضُوْزَى، مثل كُبْرَى، وطُوبَى، فلما وقعت الياء الساكنة بعد الضمة، حركوها بالكسرة – فاء الكلمة -؛ محافظة على الياء ؛ لئلا يقلبوها واواً فتصير ضُوْزى، وهو ما كرهوه .

ولا يجوز في القرآن إلا ضِيْزَى بياء غير مهموزة، وإنما لم يقل علماء النحو والصرف إنها على أصلها ؛ لأنهم لا يعرفون في كلام العرب ( فِعْلَى ) صفة ‘ وإنما يعرفون الصفات تأتي على صيغة فَعْلَى [32] .

وقيل وزن ضِيُزَى فِعْلَى بكسر الفاء، على إنه اسم مثل شِعْرَى، وقد استبعد سيبويه مجيْ الصفات على وزن فِعْلَى بكسر الفاء، كما كسرت في قولهم : قومٌ بِيْضٌ، ووزنها في الأصل ( فُعْل) ؛ لأن مفردها بيضاء؛ حتى يؤلفوا بين الجمع والتثنية والإفراد . قال سيبويه : ( ولا نعلمه جاء وصفاً إلا بالهاء ) [33] ، ومثل ابن عصفور لذلك، قال : ( نحو امرأة سِعْلاء، ورجلٌ عِزْهاة، فأما قولهم رجلٌ كيّسٌ فهو اسم وُصِف به وليس بجارٍ على فعله، ولا يلزمه أن يستعمل تابعاً، فيكون ذلك دليلاً على أنه ليس بصفة في الأصل، ومما يدل على إنه ليس بصفة استعمالهم له جارياً على المؤنث بغير هاء فيقولون : ( امرأة كيْسى)[34] .

وقال الفرّاء في هذا البناء : ( إنما قضيت على أولها بالضم ؛ لأن النعوت للمؤنث تأتي إما بالفتح، وإما بالضم

فالمفتوح : سَكْرَى وعَطْشَى، والمضموم : حُبْلَى، فإذا كان إسماً ليس بنعت كُسِر أوله، نحو ذِكْرَى ؛ لأنها اسم ليس بنعت

ومن العرب من يقول : ضَيْزَى بفتح الضاد وترك الهمز فيها، ومنهم ةمن يقول : ضَأزَى بالفتح والهمز، وضُؤزَى بالضم والهمز

وقرأ الجمهور ضِيْزَى بياء ساكنة بعد الواو، وقرأه ابن كثير بهمزة ساكنة بعد فاء الكلمة ؛ مراعاة لأصل الفعل ( ضأزَ )[35]، وفي معجم مختار الصحاح [36] أما ضَزَنَ، فهي فعل، أي غلب على ما في يده. وضَيْز، اسم مصدر ضازَ، وضَزْنٌ، اسم مصدر ضَزَن وضَازَ – أيضاً- فعل من ضازَ ضيزاً أي اعوجَّ وأيضا ضازه حقه إذا ظلمه وانتقصه.

أما ضأز فهي فعل ومصدره ضأْزٌ، وضأزه، أي ظلمه . ومعنى والعزهاة أي اللئيم[37]

ويرى الدكتور تمام حسان أن كلمة ضيزى للتفضيل من زيادة في معناها على معنى جائر التي هي صفة مشبهة. وقال إنها كلمة توحي بالجور في القسمة لما في الضاد من تفخيم، ولعله ربط مابين الصوت أو الجرس الصوتي والدلالة في كلمة ضِيزى ، والذي يوحي إلى الأذهان بمعنى فوق المعنى الذي تدل عليه الألفاظ .4 فإذا أمعنا في الدلالة الصوتية في ألفاظ القرآن لوجدنا حقيقة راسخة وهي أن هنالك تناسب بين ألفاظ القرآن وألفاظه، ومعانيها ودلالتها بصورة واضحة ومذهلة مما يثري معنى الكلمة ويوحي بمعناها قبل الإيحاء بالمدلول اللغوي، وقد أجاد تمام حسن فيما ذهب إليه .فالتناسب بين صفات الصوت ومعنى الكلمة واضح، لكن لفظ ضيزَى هنا جاء ليحقق غرضين هما رعاية الفاصلة التي غلبت فيها الألف المقصورة، والثاني هو : الإيحاء الذي أشار إليه تمام حسان ؛- لما في الضاد من تفخيم -إلى أن الجور والظلم في هذه القسمة لا مزيد عليه

لقد وردت أمثلة سياقية لضِيزَى بتصاريف مختلفة منها – كما أسلفت- قوله تعالى : ( تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)[38].

ومنها ما ورد عند بعض الشعراء بصيغ مختلفة مثل :

وقسمتنا الِضيزى بنجدٍ وأهلها ……………….. لنا خطوة ٌ في أرضها ولهم فترُ [39]

لا تقسم الضّيزى كقسمة معشر نصبوا موازينَ الفواضل ميلا [40] والفارسيّة ُ فيهِمْ غيرُ منكرة ٍ ……………….. فَكُلّهُمْ لأبِيهِ ضَيْزَنٌ سَلِفُ [41]

المبحث الثاني

المسار الدلالي في كلمة ( ضِيْزَى )

نستعرض في هذا المبحث الجانب الدلالي لكلمة ضِيْزَى كما وردت دلالتها في معاجم اللغة العربية، وكتب المفسرين .

والعرب تقول : ( ضِزْتُهُ)، وضُزتُه، وذلك إذا نقصه حقه، أو منعه، هذا هو المعنى الأكثر وروداً في معاجم اللغة، وسنذكر بعض مما جاء في المعاجم فيما يلي :

وقسمة ضِيْزَى، أي قسمة جائرة ناقصة ، وجاء عن المعمر بن المثنى قال :

أنشدني الأخفش :

فإنْ تنْأَ عنَّا ننتَقصُكَ، وإنْ تغِبْ * * فسهمُكَ مضْئوزٌ وأنفُكَ راغِمٌ وفي لسان العرب [42]: ضَأزَهُ حقه يضْأزَه ضأزاً، وضُؤْزَى وضَأزَى مقصوران بمعنى جائرة غير عادلة، وضَيْزٌ : ضازَ في الحكم أي جارَ، وضازَه حقه يضيْزَه ضيْزاً، أي نقصه وبخسه .

قال الفرّاء وبعض العرب يقول : ضئزَى وضُؤزى بالهمزة، وحكى عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضِيْزَى، قال : وضَازَ يضِيْزُ، وأنشد :

إذا ضازَ عنّا حقّنا في غنيمةٍ * * نقنعُ جارَانا فلم يترمرما[43]

نفس الصفحة [44]. وفي ضأزَ بمعنى منع [45]، و بخسه حقه ونقصه

وضَزَتهُ : غلب على ما في يده وأما الضَيْزُ فهو مصدر ضازَ، والضيْزَن : كل من زاحم في أمر، وأيضاً الضيْزَن الحافظ الثقة

ضيز ض ي ز : ضَازَ في الحكم جار و ضَازَهُ حقه نقصه وبخسه وبابه باع وقوله تعالى { قسمة ضيزى } أي جائرة وهي فُعْلى مثل طُوْبى وحُبْلى وإنما كسروا الضاد لتسلم الياء لأنه ليس في الكلام فعلى صفة وإنما هو من بناء الأسماء كالشعرى والدفلى ومن العرب من يقول ضِئْزَى بالهمزة

وفي مختار الصحاح : ضازَ في المحكم أَي جار وضازَه حقَّه يَضِيزُه ضَيْزاً نقصه وبَخَسَه ومنعه وضِزْتُ فلاناً أَضِيزُه ضَيْزاً جُرْتُ عليه، وضازَ يَضِيزُ إِذا جار

وقد يهمز فيقال: ضَأَزَه يَضْأَزُه ضَأْزاً وفي التنزيل العزيز تلك إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى وقسمة ضِيزَى وضُوزَى أَي جائرة والقراء جميعهم على ترك همز ضِيزَى

قال ومن العرب من يقول ضِيزَى ولا يهمز ويقولون ضِئْزَى وضُؤْزَى بالهمز ولم يقرأْ بهما أَحد نعلمه. ابن الأَعرابي تقول العرب قسمة ضُؤْزى بالضم والهمز وضُوزى بالضم بلا همز وضِئْزَى بالكسر والهمز وضِيزى بالكسر وترك الهمز ومعناها كلها الجَوْر

وضِيزَى فُعْلى وإِن رأَيت أَوّلها مكسوراً وهي مثل بِيضٍ وعِين وكان أَوّلها مضموماً فكرهوا أَن يترك على ضمته فيقال بُوضٌ وعُونٌ والواحدة بَيضاء وعَيْناء فكسروا الباء لتكون بالياء ويتأَلف الجمع والاثنان والواحدة وكذلك كرهوا أَن يقولوا ضُؤْزَى فتصير بالواو وهي من الياء قال ابن سيده وإِنما قضيت على أَولها بالضم ؛ لأَن النعوت للمؤَنث تأْتي إِما بفتح وإِما بضم فالمفتوح مثل سَكْرَى وعَطْشى، والمضموم مثل أُنثى وحُبْلَى . وإِذا كان اسماً ليس بنعت كسر أَوله كالذِّكْرَى والشِّعْرَى .

قال الجوهري : ( ليس في الكلام فِعْلَى صفةً وإِنما هو من بناء الأَسماء كالشِّعْرَى والدِّفْلَى قال الفراء وبعض العرب يقول ضِئْزَى وضُؤْزَى بالهمز وحكي عن أَبي زيد أَنه سمع العرب تهمز ضِيزَى)[46]

وفي المعجم في اللغة والنحو والصرف والإعراب جاءت ضِيزى بضم الضاد وقال : الضُيْز معناه الإعوجاج والضُيزن، كل من زاحم في امر [47]

وفي إعجاز المفردة القرآنية (كلمة ضيزى)

يقول حجة الأدب العربي محمد صادق الرافعي: لفظة من أغرب ما فيه كلمة ضيزى، يقول : هذه الكلمة ما حسُنت في كلام قطّ ولم يستعملها عربي بشكل جميل لأنها كلمة ثقيلة إلا في موقعها في القرآن فإن حُسنها في نظم الكلام من أغرب الحُسن. الآية صارت أجمل بوجودها. يقول لو أدرت اللغة العربية ما صلح لهذا الموضع في القرآن غير كلمة ضيزى فإن فواصل الآيات في سورة النجم على الألف المقصورة (والنجم إذا هوى) فجاءت الكلمة فاصلة .

ثم في معرض الإنكار على العرب إذ وردت في ذكر الأصنام فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله مع كراهتهم للبنات وفي القرآن (تلك إذن قسمة ضيزى) فكانت غرابة اللفظة تناسب استغراب القرآن من فعل الكفار أن ينسبوا لله ما يكرهون،وجاءت غرابة اللفظة ؛ لتناسب معها لتعطي المعنى والفاصلة والغرابة ولها معاني أخرى لا يتسع المجال لذكرها. إعجاز المفردة القرآنية (كلمة ضيزى)[48]

أما ما ذكره المفسرون في معنى ودلالة كلمة ( ضِيْزَى) ما يلي :

جاء في تفسير الطبري، أن الضِّيْزَى بكسر الضاد فإنها على وزن فُعلى وكَسرت

فاء الكلمة لتناسب الياء _ كما أوضحت في مبحث المسار الصرفي – فالعرب كرهوا ضم الضاد في ضِيْزَى مخافة أن يصير بناؤها بالواو وهي بالياء أما بالنسبة لتأويل قوله تعالى ( قسمة ضِيْزَى )[49] فإن أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة نفسها فقال بعضهم : قسمة عوجاء، وقال آخرون قسمة منقوصة ، وأيضاً قسمة مخالفة.

وقوله جلّ ثناؤه في الآية الكريمة معناه قسمتكم هذه قسمة جائرة غير مستوية، ناقصة غير تامة ؛ لأنكم جعلتم لربكم من الولد ما لا ترضونه لأنفسكم، وآثرتم أنفسكم بما ترضونه [50] وجاء في -معاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 73) [51] وقوله عزَّ وجلَّ: (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) [52]

أي جَعْلكم للَّهِ البنات ولكم البنين. والضِّيزى في كلام العرب: الناقصةُ الجائرة، يقال: ضازه يَضِيزُه: إذا نقصه حَقَّه، ويقال: ضَأَزَه يَضْأَزُه بالهمز. قَالَ أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي المتوفى سنة 104هـ في تفسيره قسمة ضِيزى: عَوْجَاءُ.[53]

وقال أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى المتوفى سنة 150هـ: حين قالوا إن الملائكة بنات الله تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى يعنى جائزة عوجاء أن يكون لهم الذكر وله الأنثى، [54]

(تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) أي: تلك قسمة جور وظلم؛ أي: صرف شكر المنعم إلى غير المنعم، وتوجيه العبادة إلى من لا يستحقها، ورد مواهبه.

على هذه الوجوه يشبه أن تخرج الآية، وإلا فلا ندري بظاهرها: ما تأويلها؟ وما جواب هذا الحرف؛ واللَّه أعلم[55].

أيضاً (تِلْكَ إِذا قسْمَة ضيزى} جائرة أَن جعلُوا لله الْبَنَات وَلَهُم الغلمان هَذَا تَفْسِير الْحسن.

قَالَ محمدٌ: يُقَال: ضِزْت فِي الحُكْم أَي: جُرْت، وضازه يضيزه إِذا نَقصه حَقه.

وَأنْشد بَعضهم لامرئ الْقَيْس:

(ضَازَتْ بَنُو أَسَدٍ بحُكْمِهم … إِذْ يَجْعَلُون الرَّأْسَ كَالذَّنَبِ) لم يرد هذا البيت في ديوان ا امريء القيس وقد استشهد به الشوكاني[56] في شرح معنى ضيْزَى

وأصل ضِيزَى ضُوزا فكُسِرت الضَّاد للياء وَلَيْسَ فِي النعوت فِعْلى.

وإذا تتبعنا معنى ضِيزَى في تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين [57]

نجد أيضاً {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} فيه أربعة أقاويل: أحدها: قسمة عوجاء , قاله مجاهد. الثاني: قسمة جائرة , قاله قتادة. الثالث: قسمة منقوصة , قاله سفيان وأكثر أهل اللغة , قال الشاعر:

(فإن تنأى عنا ننتقصك وإن تقم … فقسمك مضئوز وأنفك راغم)

ومعنى مضئوز أي منقوص. الرابع: قسمة مخالفة[58]

الكتاب: تفسير الماوردي = النكت والعيون

ويقول السمعاني في تفسيره، {تِلْكَ إِذا قسْمَة ضيزى} أَي: جائرة. وَحَقِيقَة الْمَعْنى: أَنكُمْ إِذا كرهتم الْبَنَات لأنفسكم فَأولى أَن تكرهوها لله تَعَالَى.

وَقد حكى أهل اللغة هَذِه الكلمة عن العرب على أَرْبَعَة أوجه: ضيزى، وضوزى بِغَيْر همزَة، وضأزى، وضازي بِغَيْر همزَة، وَهَذِه اللُّغَات وَرَاء مَا ورد بِهِ التَّنْزِيل[59].

تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (22)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وقَتَادَةُ: أَيْ قِسْمَةٌ جَائِرَةٌ حَيْثُ جَعَلْتُمْ لِرَبِّكُمْ مَا تَكْرَهُونَ لِأَنْفُسِكُمْ. قَالَ مُجَاهِدٌ وَمُقَاتِلٌ: قِسْمَةٌ عَوْجَاءُ.

وَقَالَ الْحَسَنُ: غَيْرُ مُعْتَدِلَةٍ. قرأ ابن كثير: ضِيزى بِالْهَمْزِ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِغَيْرِ هَمْزٍ.قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ مِنْهُ ضَازَ يَضِيزُ ضَيْزًا، وَضَازَ يَضُوزُضَوْزًا وَضَازَ يُضَازُ ضَازًا إِذَا ظَلَمَ ونقص،)

وتقدير ضيزى من الكلام فُعْلَى بِضَمِّ الْفَاءِ، لأنها صفة والصفات لاتكون إلا على صيغة فُعْلَى بِضَمِّ الْفَاءِ، نَحْوَ حُبْلَى وَأُنْثَى وَبُشْرَى، أَوْ فَعْلَى بِفَتْحِ الْفَاءِ، نَحْوَ غَضْبَى وَسَكْرَى وَعَطْشَى، وليس في كلام العرب فِعْلَى بِكَسْرِ الْفَاءِ فِي النُّعُوتِ، إِنَّمَا يكون في الأسماء مِثْلُ ذِكْرَى وشعرى وكسرى، والضاد هُنَا ؛لِئَلَّا تنقلب الْيَاءُ وَاوًا وهي يائية ، كَمَا قَالُوا فِي جَمْعِ أَبْيَضَ بِيضٌ، والأصل بوض مثل جمر وَصُفْرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: ضَازَ يَضُوزُ فَالِاسْمُ مِنْهُ ضُوزَى مِثْلَ شُورَى.[60]

وكذلك قِسْمَةٌ ضِيزى جائرة، من ضازه يضيزه إذا ضامه، والأصل: ضوزى. ففعل بها ما فعل ببيض، لتسلم الياء. وقرئ: ضئزى، من ضأزه بالهمز. وضيز: بفتح الضاد هِيَ ضمير الأصنام[61].

ضِيزى: جائرة ظالمة[62]، ضازه حقّه يضيزه، وضيزى «فعلى» إذ لا «فعلى» في النعوت[63]، كسرت الضّاد لليائي مثل: الكيسى، والضيقي تأنيث «الأكيس» و«الأضيق» وهي «الكوسى»، ومثل بيض وعين وهو بوض، مثل حمر/وسود[64].

وَأَمَّا قَوْلُهُ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى فَنَقُولُ قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ تِلْكَ عَائِدَةٌ إِلَى النِّسْبَةِ أَيْ نِسْبَتُكُمُ الْبَنَاتِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَعَ أَنَّ لَكُمُ الْبَنِينَ قِسْمَةٌ ضَائِزَةٌ فَالْمُنْكَرُ تِلْكَ النِّسْبَةُ وَإِنْ كَانَ الْمُنْكَرُ الْقِسْمَةَ نَقُولُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهُ أَيَجُوزُ جَعْلُ الْبَنَاتِ لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا أَنَّ وَاحِدًا إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَرِيكِهِ شَيْءٌ مُشْتَرَكٌ عَلَى السَّوِيَّةِ فَيَأْخُذُ نِصْفَهُ لِنَفْسِهِ وَيُعْطِي مِنَ النِّصْفِ الْبَاقِي نِصْفَهُ لِظَالِمِهِ وَنِصْفَهُ لِصَاحِبِهِ فَقَالَ هَذِهِ قِسْمَةٌ ضَائِزَةٌ لَا لِكَوْنِهِ أَخَذَ النِّصْفَ فَذَلِكَ حَقُّهُ بَلْ لِكَوْنِهِ لَمْ يُوصِلْ إليه النصف الباقي[65].

وفي تذكرة الاديب الضيزي القسمة الجائزة الناقصة [66]

الكتاب: مفاتيح الغيب = التفسير الكبير

أما القرطبي فقال ( قِسْمَةٌ ضِيزى) أَيْ جَائِرَةٌ عَنِ الْعَدْلِ، خَارِجَةٌ عَنِ الصَّوَابِ، مَائِلَةٌ عَنِ الْحَقِّ. يُقَالُ: ضَازَ فِي الْحُكْمِ أَيْ جَارَ، وَضَازَ حَقَّهُ يَضِيزُهُ ضَيْزًا أَيْ نَقَصَهُ وَبَخَسَهُ. وقَالَ: وَقَدْ يُهْمَزُ فَيُقَالُ ضَأَزَهُ َيضْأَزُهُ ضَأْزًا [67].

وفي أنوار التنزيل تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى جائرة حيث جعلتم له ما تستنكفون منه وهي فعلى من الضيز وهو الجور، لكنه كسر فاؤه لتسلم الياء كما فعل في بيض فإن فعلى بالكسر لم تأت وصفاً. وقرأ ابن كثير بالهمزة من ضأزه إذا ظلمه على أنه مصدر نعت به[68].

الضِّيزَى: الْجَائِرَةُ مِنْ ضَازَهُ يَضِيزُهُ إِذَا ضَامَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

ضَازَتْ بَنُو أَسَدٍ بِحُكْمِهِمْ … إِذْ يَجْعَلُونَ الرَّأْسَ كَالذَّنَبِ

وَأَصْلُهَا ضُوزَى عَلَى وَزْنِ فُعْلَى، نَحْوَ: حُبْلَى وَأُنْثَى وَرُيَّا، فَفُعِلَ بِهَا مَا فُعِلَ بِبُيَّضَ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ، وَلَا يُوجَدُ فِعْلَى بِكَسْرِ الْفَاءِ فِي الصِّفَاتِ، كَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ:

مِشْيَةٌ جُبْكَى، وَرَجُلٌ كِيصَى. وَحَكَى غَيْرُهُ: امرأة عزمى، وَامْرَأَةٌ سِعْلَى وَالْمَعْرُوفُ: عِزْمَاةٌ وَسِعْلَاةٌ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: ضَازَ يَضِيزُ ضِيزَى، وَضَازَ يَضُوزُ ضِوْزَى، وَضَأَزَ يَضْأَزُ ضِأْزًا. [69]

مما سبق نجد أن كلمة ضِيْزى استعملت -رغم غرابتها -، دون غيرها من الألفاظ المرادفة لها ؛ للدلالة على الجور والظلم والنقص، ولم يختلف المفسرون في مدلولها الذي أوردته معاجم اللغة، إذ جاء مدلولها عندهم بمعان ومترادفات أخرى لم تخرج عن المدلول الأصلي الذي ورد في الآية الكريمة مثل ماجاء في تفسير الطبري، قسمة ضِيْزى أي غير مستوية، منقوصة، عوجاء، مخالفة .[70]

و إنما جاء الاختلاف في لغاتها، فمنهم من ذكر أصلها مهموزاً[71]، ومنهم من أوردها مقصورة مجردة من الهمزة، ومع ذلك لم يختلفوا في معناها وإن اختلفوا في بنيتها ولفظتها .

علل بعض المفسرين ومنهم ابن الأثير لمجيء كلمة ضِيزَى معدولة عن وزنها الأصلي كما هو معلوم في النعوت. فقد عدّ ابن الأثير كلمة ضِيزى من الألفاظ الغريبة التي حسُنَت بحُسن موقعها، موضحاً أنها ( جاءت على الحرف المسجوع الذي جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدّها ‘ وقد يكون هنالك لفظة آلف منها : مثل جائرة ظالمة،ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها ولا مناسبة ؛لأنها تكون خارجة عن حرف السورة [72]

وفي ( المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر :ضياء الدين بن الأثير[73]، ما ذهب إليه ابن الأثير يتسق مع الذوق والسمع، ولعله في رأيه هذا ربط الحسن بشيء لفظي محض وهو مراعاة التقارب في الفواصل ليتم الائتلاف والتوافق. بينما يعلل ابن عطية قائلاً : (لونُزعت منه لفظة ثم ادير لسان العرب في أن يوجد أحسن مها لم يوجد)

فاللفظة -كما ورد في كتب التفاسير –في معرض الإنكار على العرب إذ وردت في ذكر الأصنام وزعمهم في قسمة الأولاد فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله . فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملائمة لغرابة القسمة التي أنكرها، وكانت الجملة كلها تصور في هيئة النطق بها، الإنكار في الأولى والتهكم في الأخرى فجاء التصوير بليغاً وأبلغ ما في ذلك أن لفظة ضِيزى رغم غرابتها قد تمكنت في موضعها من الفصل، وكم من لفظة عند العرب لا تحسن إلا في موضعها ولا يكون حسنها رغم غرابتها إلا أنها تؤكد المعنى الذي سيقت إليه بلفظها وهيئتها .

الخاتمة

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد : فقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية

  • أن أصل بنية ضيزى الصرفية هو ضَيْزى فكُسرت الضاد للياء
  • أن كلمة ضِيْزَى بهذه البنية اكتسبت صفة الفردية وبالتالي انتظمت في سلك النظم القرآني البديع
  • انفردت كلمة ضيزى بهذا البناء غير مهموزة بينما جاء بناؤها مهموزة في استعمالات أخرى .
  • لم يختلف اللغويون والمفسرون في دلالة ضِيزى، بالرغم من تعدد تأويلاتهم التي تناولوها في تفسير الآية التي وردت فيها كلمة ضِيْزى
  • أن جذر كلمة ضيزى كما ورد في المعاجم جاء بدلالات مختلفة ولكنها لم تخرج عن الدلالة التي جاءت في تفسير الآية الكريمة ( قِسمةٌ ضِيْزَى ) أي قسمة جائرة غير عادلة
  • عدّ المفسرون واللغويون كلمة ضِيْزَى من غريب الألفاظ ؛ لأن النعوت عند العرب لم تأت بهذه البنية ( فِعْلَى )

قائمة المصادر المراجع

  • القرآن الكريم
  • أبنية الأفعال والأسماء والمصادر : ابن قطاع الصقلي، تحقيق أحمد محمد عبد الدائم، مكتبة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1989 م )
  • الإحكام في فصول الأحكام : ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، دار الحديث، مصر، 1404 هجري
  • إعجاز القرآن والبلاغة النبوية : مصطفى صادق الرافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1971م
  • أنوار التنزيل وأسرار التأويل : ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر البيضوي الشيرازي، تحقيق محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1418 هجري
  • ايجاز البيان عن معاني القرآن : محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري أبو القاسم نجم الدين، تحقيق د. حنيف بن حسن القاسمي، دار الغرب الإسلامي، ط1 بيروت، 1419 هجري
  • بيان المختصر = شرح مختصر ابن الحاجب، شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الأصفهاني، تحقيق د. علي جمعة، ط1، دار السلام للطباعة والنشر، 2002 م .
  • البحر المحيط : تفسير، أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف أثير الدين، تحقيق صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت
  • التحرير والتنوير : ابن عاشور محمد الطاهر بن محمد الطاهر، الدار التونسية للنشر، 1984 م .
  • تذكرة الأريب في تفسير الغريب : جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، تحقيق طارق فتحي السيد، دار الكتب العلمية بيروت، 2002م
  • تصريف الأفعال : عبد الحميد السيد عبد الحميد،المكتبة الأزهرية للتراث، ط1، القاهرة، 1989م
  • التعريفات : الشريف الجرجاني، مؤسسة الحسنى، الدار البيضاء، ط1 ‘ 2006 م
  • تفسير الطبري جامع البيان : أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الآملي الطبري، تحقيق محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، 2000م
  • تفسير القرآن: أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني التميمي، تحقيق ياسر إبراهيم و غنيم بن عباس بن غنيم، دار الوطن، الرياض ط1، 1997م
  • تفسير القرطبي=الجامع لأحكام القرآن : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطيفش، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1964 م
  • التفسير الكبير =مفاتيح الغيب، أبو عبد الله محمد بن عمر الحسن الرازي، دارإحياء التراث العربي، ط 3، بيروت، 1420 هجري
  • تفسير الماتريدي=تأويلات أهل السنة : محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي، تحقيق مجدي با سلوم، دار الكتب العلمية بيروت، 2005 م
  • تفسير المارودي :النكت والعيون : أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب المارودي، دار الكتب العلمية، بيروت .
  • تهذيب اللغة : أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق عبد السلام هارون، الدار العلمية للكتب، بيروت، 1971م
  • دلالة السياق : د. درة الله بن ضيف الله الصلحي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط1، 1423هجري
  • الدلالة اللغوية : د. عبد الفتاح البركاوي، ط2، 2002م
  • ديوان أبي تمام : الخطيب التبريزي، شرح راجي الأسمر، دار الكتاب العربي، ط2، 994
  • ديوان ابن الرومي : شرح الأستاذ أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 2002م
  • ديوان امريء القيس : طبعه وصححه الأستاذ مصطفى عبد الشافي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، ط5، بيروت، 2002م
  • ديوان أوس بن حجر: تحقيق محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، 2010م
  • فتح القدير =تفسير الشوكاني محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، دار ابن كثير للنشر، دمشق، ط1، 1414هجري
  • القاموس المحيط : الفيروزآبادي مجد الدين محمد بن يعقوب،ط2، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، بيروت، 1407 هجري
  • الكتاب : سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر، تحقيق عبد السلام هارون، عالم الكتب، ط3، 1983م
  • لسان العرب : ابن منظور محمد بن مكرم أبو الفضل،دار إحياء التراث العربي، 1989م
  • مختارالصحاح : الرازيمحمد بن أبي بكر عبد القادر، قراءة وشرح محمد نبيل طريف، دار صادر بيروت، ط1، 2008
  • معاني القرآن وإعرابه : إبراهيم بن السرى بن سهل أبو اسحق الزجاج، تحقيق عبد الجليل عبده، عالم الكتب بيروت، ط1 1988م
  • المعجم في اللغة والنحو والصرف والإعراب : غرير الشيخ محمد، النخبة للتأليف والنشر، ط1، بيروت، 2010م
  • الممتع في التصريف : ابن عصفور علي بن مؤمن، تحقيق فخر الدين قباوة، دار القلم العربي ‘ ط2، حلب، 1973 م
  • المنصف في شرح التصريف : عثمان بن جني أبو الفتح، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999م

الهوامش:

  1. – المغني في تصريف الأفعال : عبد الخالق عضيمة ص 33، ط2، دار الحديث، القاهرة، 1999م
  2. – سورة يوسف : من الآية 34
  3. – سورة ال عمران :من الآية 152
  4. – سورة الأنعام : من الآية 65
  5. – سورة الجاثية : من الآية 5
  6. – المغني في تصريف الأفعال : ص 33، ط2،
  7. – تهذيب اللغة : ابو منصور محمد بن احمد الازهري ، تحقيق عبد السلام هارون 12/ 162, الدار العلمية للكتب بيروت 1971م
  8. – مفردات الفاظ القران :للاصفهاني،تحقيق صفوان عدنان داوودي، ص 482، ط2،دار القلم، 1416 هجرية )
  9. – المفتاح في الصرف : أبوبكر عبد القاهر الجرجاني، تحقيق علي توفيق الحَمَد، كلية الآداب، عمان ص 33، الناشر مؤسسة الرسالة بيروت، ط1،، 1987م .
  10. – (المغني في تصريف الأفعال ) د. عبد الخالق عضيمة، ص 34، دار الحديث، القاهرة، ط3، 1989م)
  11. – المنصف في شرح التصريف: ثمان بن جني أبو الفتح، تحقيق محمد عبد القادر عطا، ص 33، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999م
  12. – تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد : بن مالك جمال الدين بن محمد بن عبد الله بن مالك، تحقيق محمد كامل بركات، ص 29،دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967 م )
  13. – لسان العرب :ابن منظور أبو الفضل محمد بن المكرم، 11/ 248،دار الجيل بيروت، 1988م
  14. – ( مقاييس اللغة )ابن فارس أحمد، تحقيق عبد السلام هارون، 2/ 259،دار الفكر، 1979 م )
  15. – الصحاح / إسماعيل بن حماد الجوهري ‘ ( دلل )، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، 4/ 1698،دار العلم للملايين بيروت، ط 4، يناير 1990م ) .
  16. – القاموس المحيط للفيروزآبادي، دلل، ص 1000، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 6، 1998م .

    4-سورة سبأ الآية 14

  17. 5- دلالة السياق : د. ردة الله بن ضيف الله الطلحي، ص 27، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ط1، 1423 هجرية ).
  18. 6 – الدلالة اللغوية : د. عبد الفتاح البركاوي، ص 22، ط2، 2002 م )
  19. – مختصر ابن الحاجب، شمس بيان المختصر : شرح الدين محمود ب عبد الرحمن الأصفهاني، تحقيق : د. علي جمعة، ط1، دار السلام للطباعة والنشر، 2002 م
  20. – الإحكام في فصول الأحكام : ابن حزم، 1/ 41، ط1، دار الحديث، 1404 هجرية .
  21. – التعريفات : الشريف الجرجاني، ص 97 -98 ن ط1، مؤسسة الحسنى الدار البيضاء، 2006 م ) .
  22. – الاية 21 ‘ 22 من سورة النجم
  23. – القاموس المحيط الفيروزآبادي مجد الدين محمد بن يعقوب 2 / 441 )
  24. – أبنية الأفعال والأسماء والمصادر: ابن قطاع الصقلّي، تحقيق أحمد محمد عبد الدائم ص 291، مكتبة دار الكتب المصرية، القاهرة، 1989 )
  25. – صحاح الجوهري : سماعيل بن حماد، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار1/ 663 ،دار العلم للملايين، ط4، بيروت،1990م)
  26. – ( الصحاح : 3/ 883 )
  27. – (( المصدر السابق : 2/ 664)
  28. – ( االصحاح: 4/ 166)
  29. – ( االصحاح : 1/174 )
  30. – سورة الفتح من الآية 29
  31. – ( الصحاح3/ 973 )
  32. – معاني القرآن وإعرابه : للزجاج أبو اسحق إبراهيم بن السرى، تحقيق الشيخ عبد الغفور خليل و الأستاذ محمد إبراهيم سنبل ‘ 2/1592، دار الصحابة للتراث، طنطا، مصر، د ت )
  33. – الكتاب : سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان، تحقيق عبد السلام هارون ، 4/ 255، ط3 ‘1983 )
  34. – الممتع في التصريف : ابن عصفور علي بن مؤمن، تحقيق فخر الدين قباوة 1 / 88، ط2، دار القلم العربي، 1973)
  35. – التحرير والتنوير : ابن عاشور محمد الطاهر بن محمد الطاهر، 27/ 106، الدار التونسية للنشر، 1984 ) \
  36. – مختار الصحاح : للرازي محمدبن أبي بكر عبد القادر، قراءة وشرح وضبط د. محمد نبيل طريفي 2/ 258، ط1، دار صادر، بيروت، 2008 م )
  37. – تهذيب اللغة : أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق عبد السلام هارون،2/ 159، الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1964 م

    4-البيان في روائع القرآن : تمام حسان، دراسة أسلوبية في النص ص 288،عالم الكتب، 1993

  38. – سورة النجم، الآية : 22
  39. – (شعر الشاعر: ديوان أبي تمام الخطيب التبريزي، شرح راجي الأسمر 1/ 327، دار الكتاب العربي ط2، 1994م )
  40. – (شعر الشاعر: ابن الرومي )ديوان ابن الرومي : شرح الأستاذ أحمد حسن بسج3 / 155، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت ط 3، 2002 م )
  41. – (شعر الشاعر:أوس بن حجر ، تحقيق محمد يوسف نجم ص 75، دار صادر بيروت للطباعة والنشر ‘ 2010)
  42. – (لسان العرب ) 1/110
  43. – لسان العرب (نفس الصفحة )
  44. – الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية : أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار 1/ 59، دار العلم للملايين، بيروت، ط4 1987 م)
  45. – القاموس المحيط : 1/ 44
  46. – ( صحاح الجوهري : 1/ 59)
  47. – ( المعجم : غرير الشيخ محمد 4 / 301، النخبة للتأليف والنشر، ط1، بيروت، 2010 م )
  48. – ( إعجاز القرآن والبلاغة النبوية : مصطفى صادق الرافعي، ص 160، دار الكتب العلمية بيروت،1971 م
  49. سورة النجم من الآية 22
  50. – ( تفسير الطبري جامع البيان :أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الآملي الطبري، تحقيق : محمد شاكر 22/525 – 527، مؤسسة الرسالة، 2000م)
  51. – معاني القران واعرابه للزجاج ( 5/73 )المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ) تحقيق عبد الجليل عبده شلبي عالم الكتب بيروت ط 1 / 1988م
  52. – الآية 22
  53. – (1/627)
  54. – (4/ 161)
  55. – وفي -تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة : محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي (9/ 424) , دار الكتب العلمية , بيروت , 2005م
  56. – (فتح القدير 5/ 109 )
  57. – (4/ 309) تفسير القرآن العزيز , محمد بن عبد الله بن عيسى ابي زمنبن المالكي , تحقيق ابو عبد الله حسين عكاشة ومحمد بن مصطفى الكنز , 4/309 ط 1 , مكتبة الفاروق الحديثة القاهرة 2002م
  58. – تفسير الماوردي = النكت والعيون علي بن محمد بن محمد البصري ابو الحسن المارودي , تحقيق السيد بن عبد المقصود (5/ 399) دار الكتب العلمية بيروت .
  59. – تفسير السمعاني منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن احمد , تحقيق ياسر بن ابراهيم غنيم بن عباس , (5/ 295)ط 1 , دار الوطن الرياض في 1997م .
  60. – تفسير البغوي , أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ) , تحقيق عبد الرزاق المهدي 42/309 , دار احياء التراث ط1 , 1420هـ .
  61. – تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل , أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله 4*423 ,ط 1 , دار الكتاب العربي بيروت 1407هـ (المتوفى: 538هـ)
  62. تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 428، وتفسير الطبري: 27/ 60، ومعاني الزجاج:5/ 73، وتفسير المشكل لمكي: 327.
  63. – قال الزجاج في معانيه: 5/ 73: «وأجمع النحويون أن أصل «ضيزى» ضوزى، وحجتهم أنها نقلت من «فعلى» إلى «فعلى» أي من «ضوزى» إلى «ضيزى» لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، فهو مثل «أحمر» و «حمر» وأصله «بيض»، فنقلت الضمة إلى الكسرة» .
    (2/773)
  64. – ايجاز البيان في معاني القران, محمود ابي الحسن النيسابوري , تحقيق د . حنيف القاسمي 2/ 773 , ط1 , دار العرب الاسلامي بيروت 2004م
  65. – مفاتيح الغيب التفسير الكبير , ابو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن الرازي , 28/248 ط3 , دار احياء التراث العربي بيروت العربي بيروت , 1420هـ الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (28/ 248),
  66. – تزكرة الاديب في تفسير الغريب ( ص : 376 ) جمال الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي , تحقيق طارق فتحي السيد , 376 , ط1 , دار الكتب العلمية بيروت , 2004م .
  67. – تفسير القرطبي الجامع لاحكام القران : ابو عبد الله محمد بن احمد ابي بكر القرطبي , تحقيق احمد البردوني وابراهيم اطفيش (17/ 102) ط 2 , دار الكتب المصرية القاهرة 1964م .
  68. – تفسير البيضاوي : نصر الدين ابو سعيد عبد الله عمر البيضاوي , 50/159 , تحقيق محمد عبد الرحمن المرعشلي , ط1 دار احياء التراث بيروت 1418م أنوار التنزيل وأسرار التأويل (5/ 159)
  69. – ابو حيان محمد علي بن حيان , البحر المحيط في التفسير تحقيق صدقي محمد جميل 102/7 دار الفكر للنشر بيروت 1420م .
  70. – تفسير الطبري 22/525
  71. – تفسير الطبري السابق 22/526
  72. – غريب القرآن : لابن عزير، تحقيق محمد أديب جمران، ص 315، دار قتيبة، دمشق، 1995م )
  73. – المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر :ضياء الدين بن الأثير تحقيق د.أحمد الحوقي ( 1/176 -178 )، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، بيروت، 1973 م )