التخييل والحكي الاستعادي في سيرة عبد العزيز مشري

انتصار محمد الرشيدي1

1 جامعة حائل، المملكة العربية السعودية.

بريد الكتروني: noon22547@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31242

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/12/2022م تاريخ القبول: 20/11/2022م

المستخلص

تناول هذا البحث سيرة عبد العزيز مشري (مكاشفات السيف والوردة) من خلال الذاكرة وماهيتها عند الفلاسفة وبالأخص فلاسفة اليونان، ومن ثم ننتقل إلى الذاكرة في الأدب وبالأخص في السيرة الذاتية وموقف الكتاب من الذاكرة، وقد تبين لنا من خلال المدونة التي جرى عليها هذا المبحث بأن هناك موقفين من الذاكرة ومن ثم ينتقل الباحث إلى ما اصطلح عليه العلماء بالتخييل الذاتي والذي يقوم بدوره في تجسيد الواقع المستعاد من الذاكرة، وذلك من خلال وصف الموقف أو الحدث بما يراه الكاتب مناسباً وموافقاً لما حدث في حياته الماضية وغالباً ما يتم توظيف التخييل الذاتي في السيرة الذاتية لسد الفجوة التي قد تحدث نتيجة عدم تذكر ذلك الحدث بالشكل الذي يريد إيصاله للقارئ مستشهدة بذلك بنصوص سردية من سيرة عبد العزيز مشري.

الكلمات المفتاحية: التخييل- الذاكرة- الحكي الاستعادي- مشري- مكاشفات السيف والوردة

Research title

Fiction and retrospective narration in the biography of Abdel Aziz Meshri

Intisar Mohammed Al-Rashidi 1

1 Hail University, Kingdom of Saudi Arabia.

Email: noon22547@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(12); https://doi.org/10.53796/hnsj31242

Published at 01/12/2022 Accepted at 20/11/2021

Abstract

This research deals with the biography of Abdul Aziz Meshri (Discovering the Sword and the Rose) from memory and what it is for philosophers, especially Greek philosophers. With what he deems appropriate and appropriate, an event in his life or what is called the employment of self-imagination in the autobiography to fill the void that we talked about as a result of not mentioning that event in the way he wants to communicate it to the reader, citing narrative texts from the biography of Abdel Aziz Meshri.

Key Words: imagination – memory – retrospective narration – Mishri – revealing the sword and the rose

المقدمة:

إن الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

تتميز السيرة الذاتية عن غيرها من الأجناس الأدبية باستعادتها للواقع، وبمصداقية ما يترجم من خلال اللغة عن ذات الكاتب نفسه، حيث إن كاتب السيرة يعتمد في كتابة مثل هذا النوع من الكتابات على ذاكرته باسترجاع أبرز المواقف والتجارب التي عاشها في الماضي وبالخصوص التي أثرت في حياته وأحدثت تغييراً ملحوظاً في حياته بشكل عام أو بمسيرته الأدبية والإبداعية بشكل خاص، وأكد الدارسون بإن الكاتب قد تخونه ذاكرته أو قد يشوبه نوعاً من الضباب التي تنعدم فيها اتضاح الرؤية تجاه موقف ما، ولا يمكن إسقاط هذا الحدث لما له من أثر ودور كبير في إحداث تغيير في حياة الكاتب بشكل عام أو في مسيرته الإبداعية بشكل خاص، لذلك يلجئون كُتّاب السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي ليسد تلك الفجوة التي قد تصيب سيرته الذاتية بشيء من النقصان والتشويه.

ولما للتخييل الذاتي من قيمة أدبية وجمالية في النص الروائي بشكل عام وفي النص السير ذاتي بشكل خاص، فقد أقمت هذا المبحث بعنوان (التخييل والحكي الاستعادي) وقد التزمت في تطبيقها على جنس السيرة الذاتية السعودية، لما تزخر به هذا الجنس الأدبي من استغلاله في توظيف التخييل الذاتي محاولاً تجنب ما قد يصيب النص الأدبي أو الإبداعي من تشوه ونقص وبالإضافة إلى طرد الملل عن القارئ، وقد حددت هذه الدراسة في تحليل (مكاشفات السيف والوردة) لعبد العزيز مشري، حيث يعد هذا الكاتب والقاص والروائي، من رواد الأدب السعودي، واعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الإنشائي لما له دور في اكتشاف عوالم النص السير ذاتي الواقعي والمتخيل والتمييز بينهما، حيث تهدف هذه الدراسة في محاولة الكشف عن الحكي الاستعادي بين المتخيل والواقعي بوصفه سمة من سمات السيرة الذاتية.

الحكي الاستعادي والتخييل:

تعد السيرة الذاتية من أهم الفنون السردية والاجناس الأدبية التي يرتكز أساسها على الذاكرة، حيث يعتمد كاتب السيرة الذاتية في سرد الأحداث والوقائع التي مرّ بها في جميع مراحل حياته منذ الطفولة حتى الشيخوخة، حيث إننا نجده يوثق أهم الأحداث التي وقعت في حياته سابقاً وموقفه منها، وذلك من خلال استرجاع ماضيه بما فيه من مواقف وتجارب أثرت في حياته وكانت سبباً في وصوله إلى ما وصل إليه -حينما شرع في كتابة هذه السيرة- وذلك عن طريق الذاكرة فهي تعد بمثابة مخزن الأفكار والاحداث التي عاشها الكاتب في حياته.

فالذاكرة لم تكن موضوعاً حديث النشأة أو من المصطلحات الحديثة التي نشأت فيما بعد، بل تقفت لها العديد والكثير من الدراسات والأبحاث منذ القدم، وعلى رأس تلك الدراسات ما حاولت به الفلسفة اليونانية في تحديد ماهية الذاكرة حيث كانت لنظرية سقراط ( التذكر المعرفي) نوراً استضاء به أفلاطون في تحديد ماهيتها، حيث إنه يرى بأنها عبارة عن استحضار الغياب من خلال الحضور[1](1)، فالذاكرة عند أفلاطون مصنفة بين ما” ترتبط بالمعرفة الحقة والعقلاني، وهي ذات صلة بما هو روحي، وتلك التي ترتبط بالمحسوس، فالأولى تتجاوز الحدث الحسّيّ، وتكاد تكون غير زمانية، وهي تمثل الوجود الحقيقي، وهي سابقة على الوجود الواقعي للأفراد، وهي التي يرتبط بها التذكّر المعرفي. وترتبط الثانية بالحدث الحسي كما يعيشه الأفراد، وهي تمثل الوجود غير الحقيقي، وهي التي يستعاد بموجبها الغياب من خلال الحضور.”[2](2) أما أرسطو فالذاكرة “بمثابة (الخزانة) التي نحفظ بداخلها انطباعاتنا الحسية، والتي تُستدعي إلى الحاضر، حين نشاهد شيئاً ما يُذكرنا بالماضي، وكأن تلك الانطباعات قد تركت فوق أرواحنا أثراً كالشمع، لا يمحي بمرور الزمن، بل يعود مرة أخرى في حاضرنا ويندمج مع تصوراتنا وإحساساتنا الحالية؛ فيندمج الماضي مع الحاضر في وحدة واحدة.”[3](1)

ومن جانب آخر فإننا نلحظ للذاكرة أثراً واضحاً وملازماً في الأدب من خلال الأجناس الأدبية والفنون الإبداعية في اعتمادها على الذاكرة في تصوير مشهد ووصف حادثه بشكل إبداعي، فالشاعر والكاتب والفنان حينما يشرع في إتمام الفن الإبداعي والعمل الأدبي فإنه يرتكز على أهم الزوايا التي رسخت في ذاكرته ولا يمكن أن يكون خارجاً عن نطاق ما رآه، مهما اتسع خياله في تصوير ذلك, إلا أنه يظل مرتبطاً بما عاشه، بالإضافة إلى العوامل التي أثرت في وجهة نظره تلك، فالذاكرة في الأدب ليست مجرد ذاكرة بل هي فن إبداعي، حيث “عمل الكتّاب الروائيون على استثمار الذاكرة كمخزن للأحداث والمواقف والشخصيات والذكريات الماضية التي بقيت حبيسة وصامتة تنتظر من يدفعها إلى الخروج والبروز والكينونة داخل إطار حيوات متعددة سواء بالنسبة لحياة الفرد أو المجموعة”[4](2) فالأعمال الإبداعية ترتكز على أثر وجود الذاكرة الحية التي تسعى إلى خلق عملاً روائياً إبداعيًا، وهي ذاكرة ذات “قوّة سيالة دينامية مرنة جدا تفعل في نفسك بحيث كلما وجدت نفسك تحت هيمنتها، وجدت نفسك مثارا، لأنك تكتشف في ما تتذكر أمور لم تكتشفها عندما تذكرت هذا الحدث بالذات فيما مضى”[5](3)

وعلى هذا يمكننا القول إن السيرة الذاتية من أكثر الأجناس الأدبية ارتكازاً على الذاكرة حيث إننا نلاحظ من خلال المحاولات التي أجريت لتحديد ماهية السيرة الذاتية وأهم السمات التي تميزها عن غيرها من الأجناس الأدبية، فنجد إنهم يتفقون بأنها عبارة عن (حكي استعادي نثري) لما عاشها الكاتب أو الأديب في حياته السابقة معتمداً على ذاكرته في سرده للمواقف والاحداث، إذ تلعب الذاكرة دوراً مهماً في السيرة الذاتية، من خلال الفاعلية التي تحققها في استعادة حياة الكاتب في مراحله المختلفة، فعلاقة الذاكرة بالحدث أو الموقف الحالي الذي استدعى استذكار الماضي -كما يراها جابر عصفور- ” أشبه بالعلاقة بين حجر المغناطيس وكل ما يستجيب له من مواد قابلة للتمغنط، فالذاكرة لا تضيء للوعي، في آلية بناء السيرة الذاتية، إلا وقائع الماضي وأحداثه المجانسة لعلاقات اللحظة المهيمنة على الوعي، اللحظة التي تجتذب علاقاتها كل ما يستجيب لها من مخزون الذاكرة التي تغدو المبدأ الإبداعي الفاعل في كتابة السيرة الذاتية.”[6](1)

وقد لاحظ محمد آيت ميهوب في دراسته لرواية السيرذاتية في الأدب العربي المعاصر أن الذاكرة الأدبية قد اتخذت موقفان متداخلان في نصوص السيرة الذاتية عند الكتّاب ويحدد منهما الموقف الأول “من ينظر إلى أن الذاكرة الوسيلة الأسلم لاستعادة الماضي، ولهم الثقة التامّة في صدقها ووفائها لما تولّى من الأيّام حيث إننا نجد الراوي أو الكاتب في العمل الروائي يسعى إلى إقناع القارئ بتطابق ما يستذكر من أحداث مع الواقع بنفي النسيان عنه حتى فيما دق من هذه الأحداث وقارب التجريد وصعب على الذاكرة أن تحتفظ به زمنا طويلا.”[7](2) ومن الملاحظ في مكاشفات السيف والوردة لعبد العزيز المشري بأنه استخدم المخزون الذاكرتي لبلوغ الهدف المنشود والدافع الأساسي في الشروع لكتابة هذه السيرة، والتي حددها في مقدمة سيرته بقوله: “نويت بها المكاشفة والإضافة.. لعلها تقول شيئا يستحق التأمل(…) لا أرغب في أن تتعرف بها عن كاتبها، بقدر ما أرغب في التعرف إلى أمور قد تتماثل أو تتطابق، أو تتنافر معك”[8](3)

إلا أننا نجد في بعض الأحيان يستطرد وراء بعض المواقف التي يطرب لها خاطره والصفات التي يحب أن ينقلها للقارئ عن ثقافة ذلك المجتمع القروي، وكيف هي حياة القروي من وجهة نظر الكاتب؟ ومن ثم يتوقف عند نقطة معينة ليكمل للقارئ عن الكتابة الإبداعية والأثر الذي أحدثته تلك القرية في كتاباته ومن ثم توالي أهم العوامل التي كان لها الأثر الواضح في الانتاج الإبداعي لدى المشري والفضل الكبير لوجودها في حياة المشري.

ويتمظهر هذا في مواضعٍ عدّة أذكر منها، “إن أقسى الأمور على الأنسان، أنه لا يدرك المعنى الطفولي لطفولته، إلا بعد أن يتقدم به العمر … بعد أن يقطع محطات متعددة من السن، هناك حيث يلقي بحقيبة ماضية إلى جانبه ويقعد على صخرة فوق الجبل”[9](1)، ومن ثم يستطرد في حديثه حول هذا الموضوع” لقد كان الفنان دائما يتجادل مع طفل شقي في داخله، ويخاطبه مخاطبة الأب، فيداعبه مره ويهزه من أذنه مــــــــرةـ، لكنه يريده أن يكون في صورة مرضية ومطمئنة.”[10](2)، ومن ثم يقتطع الحديث حول هذا الموضوع بقوله: ” لست هنا_ في طور المتحدث عن الدهشة الطفولية، التي ترى العالم بعين واحدة فقط، لكنني أيضا لا أقول إن على الفنان أن يكون تلك العين التي ترى ما لا يراه إلا هو.”[11](3)

وفي موضعٍ آخر نجده في حديثه عن بعض الأسئلة التي تتكرر عليه من قبل الصحفيين والنقاد والمتمثل في “إلى أي مدى أثرت القرية في كتاباتك”[12](4) فنجده يستطرد في الإجابة عن هذا السؤال حتى انتهى هذا الحديث بقوله” في القرية مراسيم للفرح، والرقص، والميت، وذي الكارثة، والقضية التي تعم، وكل أمر يعني الجميع.”[13](5)، ثم يقطع هذا الحديث بقوله ” إنني لا أريد أن أتحدث عن التفاصيل، ولا عن الدوافع والمبررات التي يبحث عنا مثل طارح السؤال. تلك أمور يجدها القارئ في كتاباتي.. الروائية منها والقصصية.”[14](1)

و في موضعٍ آخر نجده يقول: ” إنني استرجع أشياء دقيقة ومتناهية التفصيل، وليس من السهل.. بل من المستحيل محوها مهما تعدد مراحل أو محطات المفهوم الكامل للحياة والمشوار العجيب بتجاربه الحياتية مع مرور السنين داخل نسيج العمر”[15](2) وفي موضع آخر يقول: ” القرية لا تزال بنفسها الساري في الذاكرة، وقسمات وجوه أهلها”[16](3)، فهنا يسترجع الكاتب القرية التي تركها قبل السفر ويصف حالهم بعد العودة إليها بأنها ذلك المكان وتلك الصفات المحببة إليه التي كانت تثير شوقه وحنينه إليها في الغربة باقية كما كانت عند مغادرته من ذلك المكان (القرية)، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تدعم هذا النوع من الذاكرة.

أما بالنسبة لموقف الآخر الذي يتمثل في” شكاوي الرواة من ضعف الذاكرة وعجزها عن استعادة الماضي وتبين ترتيب الاحداث الحقيقي. فبدا الزمن المستذكر وقد خرمه النسيان وأحدث فيه ثغرات لا سداد لها.”[17](4) ويظهر ذلك في مكاشفات السيف والوردة بإن المشري قد كتب في أحد فصولها، بأن الذاكرة لم تكن تفي بالاحتفاظ بالمواضيع التي كنت أتمنى لو كتبت فيها في وقتها ، بل حالت بينها وبين تلك المواضيع النسيان، إذ يقول: ” لقد أجلت كثيرا من المشاريع الكتابية، المرتبطة بتجاربي المرضية، وكنت أراها موضوعات بالغة الجدارة وتستحق وقتها الكتابة، لكني ضيعتها، ونفرت من ذاكرتي.. ربما من الأسباب أيضا، تكرارية التجارب وتشابهها، وتآلفي معها. لا أندم على هذا فقط.. بل أندم على تفريطي في الحالات المتهيئة للتعبير الإبداعي، ومع إننا إلى حد.. لا أجدني كسولا، فطبعي الحياتي لا يميل إلى التسويف، لكنني أجد مرارة في مناطق كتابية كثر فيها التأجيل.. ليس إهمالا، وإنما لاختيار تلاؤمية مناسبة، فتذهب مع الأيام وتفنيها تشابكات الحياة. إنها على نفقة العمر الإبداعي.. على حساب العمر ذاته والتفريط في توظيف الزمن توظيفا يتناسب مع نتاجنا وعطائنا الإبداعي، ودعوة للكتابة المزاجية أحيانا.”[18](1)

فـــــــ” الذاكرة يمكن أن تكون مخادعة لا يعول عليها في كل الأحوال، وإن قليلين هم الذين يمكن أن يستعيدوا بوضوح تفاصيل حياتهم الباكرة، وإن كل إنسان يميل إلى تذكر ما يوافق هواه، فضلا عن أن بعض وقائع حياته قد يصيبها التعتيم، أو تبقى في دوائر الغياب لا الحضور”[19](2)”ولكي تنشط الذاكرة في استعادة الماضي لا بد لها من الاستعانة بشيء من الخيال المتولد في المخيلة الكامنة في أعماق كل منا(…) فالمخيلة التي تفتح فضاء خيالنا، لا تعني خلق أحداث أو شخصيات لا وجود لها في الواقع، وإنما هي تضيء بعض الجوانب التي غشيها ضباب الذاكرة، فحجبها عن الإدراك، أو لطرح بعض الاستفسارات عن بعض الأمور التي تلبدت من حولها الغيوم في أعماق الذاكرة، فحجبت عنها وضوح الرؤيا ولو لبعض الوقت.”[20](3) ” فمصدر السيرة الذاتية الحقيقي والمؤثر في القارئ ينبع من المنهل العذب لينبوع الذاكرة النابضة بالخيال الخصب، والرؤية المتجددة للواقع، وطموحات المستقبل. فالكاتب ينهل من ذاكرته الخصبة مرتبطاً فيما يكتب في قدرته على الإجابة عن التساؤلات الذاتية التي قصد الإجابة عنها، عند تفكيره ففي طرح سيرته الذاتية والمراد توضيحها للقارئ.”[21](4)

فلم يقتصر المشري أثناء سرده لسيرته الذاتية بالميثاق المرجعي للسير الذاتية بل إننا نلاحظ من خلال قراءتنا لسيرته –مكاشفات السيف والوردة- لجوء الكاتب إلى الجانب التخييلي الذي أسهم في توصيل المعلومة للقارئ من خلال الألفاظ المستخدمة في النص السيري، ولعلنا نطرح بعض النماذج التي جسّد فيها المشري هذا النوع من الخيال الذاتي، ويظهر ذلك في توجيه الكاتب المبدع عندما يلجأ إلى هذه النوع من الكتابة فإنه يقول:” إنك حين تكتب .. حين تبدع على سفينة أي جنس فني، فانك تجر خلفك قافلة طويلة محملة بكل ماضيك.. كل حياتك الماضية، منذ المنفذ الأول الذي أطلت عبره عيناك تتلمس الحياة وإنك لا تستطيع أن تختبئ خلف كثب من الرمل، وتترك تلك القافلة الممتدة تهيم، بحبلها على غاربه، ذلك أنك أنت الذي تقودها، بماذا؟ بوعيك. نعم، وعيك هو الذي يوجهك نحو الوجهة التي تسير إليها. فقافلتك تلك تحمل حقائب وصوراً تمتلئ بتوقيعاتك طيلة أيامك وساعاتك، إنها الغابة المختلطة، وإن كل زهرة في الوجود، وكل هدير المياه، ودوران الأرض ونقاء السموات.. كلها اشتركت في بناء تلك اللحظة الإبداعية”[22](1)

فالكاتب يرى بأن الكتابة كالسفينة تبحر في عالم الإبداع، محملاً بثقافتك بعالمك الخاص منذ ولادتك حتى ذلك الوقت الذي نويت بها الكتابة ، تقودها بوعيك بما تعلمته واكتسبته من خبرة ومعرفة حول الشيء الذي تود الكتابة فيه والشروع في عملٍ ما، ويصف الذاكرة وما تختزنها من تجارب ومواقف وإيمانك بوجهة نظر معينة بالقافلة التي تحمل الحقائب، فيصف تلك الكتابة الإبداعية بأنها أشبه ما تكون بغابة تجهل ما الذي ستنتهي إليه عند نهاية ذلك الإبداع ولكنها ممتعة فيها روح ومحبة و سعادة .

وفي موضعٍ آخر، وهو يكتب تعبيراً عن مرحلة الطفولة إذ يقول: ” فالطفولة ذلك الكم المحصور بين الأصابع الطرية، لا يلبث بعد زمن، أن يغدو- مهما كان مرا- كقطعة السكر الذائبة في الماء.. ماء السنين الذي يكون العمر الممتد للإنسان.”[23](2)

فربما أراد الكاتب أن يبلغنا عن تلك المرحلة وكيف ينظر لها، وكما نعرف عن حياة الكاتب بأنه عانى من أمراض مزمنة وهو في عمر صغير، فربما كان بسبب الألم والحزن والضغط النفسي الذي كان يعيشه الكاتب لذلك يرى بأنه لم يعش في تلك المرحلة إلا وقت قصير من السعادة والفرحة التي كانت تغمره في تلك المرحلة وحياته الطبيعية التي كان يتمتع فيها بصحة جيدة، فلا تحزن فجميع ما كان يزعجك ويضايقك سيتلاشى مع الوقت ويذهب كالسكر في الماء.

وفي موضعٍ آخر يقول: ” لقد كان الفنان دائما يتجادل مع طفل شقي في داخله، ويخاطبه مخاطبة الأب، فيداعبه مرة ويهزه من أذنه مرة، لكنه يريده أن يكون في صورة مرضية ومطمئنة، أما إذا نام، فإنه يفقد عذريته الإبداعية الصافية. عليه أن يجعله يطل برأسه من نافذة التجربة والمفهوم.. نافذته هو كإنسان كبير.. أو (كطفل كبير).”[24](1)

فهو يشبه الإبداع والموهبة التي تجول في خاطره بأنها كالطفل الذي تربيه على حسن الأخلاق والانتماء الديني الذي يشكل أهمية كبرى في بناء شخصية الفرد فالشخص المبدع _والذي يظهر لنا بهذا النص كالأب_ يتعامل مع إبداعاته بحيث لا يخرج عن حدود أو إطار السمات الأخلاقية والمعتقدات الدينية التي ينتمي إليها ويظهر ذلك من خلال كيفية التعبير عن نص أو موقف حياتي مر به.

وفي موضعٍ آخر نجده يصف حياته مع العمل في قريته المتواضعة ويرمز للسعادة التي تغمره وهو يؤدي عمله على أكمل وجه بالوردة المزهرة حيث يقول:” وأقطف خطواتي في الجبال والممرات البعيدة، وأتنفس الهواء المندى بالحبق والعرعر والسنوت”[25](2)

ولعل ذلك يظهر تأثر لغة الكاتب بعالمه القروي الذي أبدى حبه وعشقه لتلك المنطقة، حيث إنها تتميز بجبالها الشامخة ومزارعها الفاتنة، إذ إننا نجده يستطرد في حديثه عن القرية واصفاً تأثيرها في كتاباته الإبداعية، إذ يقول: “عندما انصهرت الصلابة الجبلية في البناء.. بناء الغابة والحياة المشتبكة .. كان من الصعب محوها أبداً. لقد بقيت كالنحت في الحجر”[26](1)

ومن جانب آخر يصف وجود المرأة في حياة الرجل بشكل عام، بأنها من ” الواجب الحتمي والضروري، الذي لا يقبل الاستغناء”[27](2)، وعند الكاتب المبدع وبالأخص عند المشري إذ يقول: ” إنه الحلم المتجدد، العالم الرحب المعجون بالأمل وبالجمال وبالاسترخاء. عندها فقط.. يمكننا أن نزفر زفرة العذاب الجميل، الذي ينبت من صدورنا، متجهين نحو الحصول عليه.”[28](3)

وفي موضعٍ آخر، يقول: ” لقد عانيت تعباً مراً لكنه كان جميلاً في كتابة (الوسمية)، ذلك أن هذه المغامرة كانت تسبح بالمخاطر الكتابية، وبالصراع مع اللغة التي كتبت بها، لم أعرف المعنى الحقيقي لعناء الكتابة، من قبل.. مثلما عرفته فيها، فعالمها-لاعتبار- يعيش في جوانحي بكامل تفاصيله، إضافة إلى الدافع الحميمي-كما قلت- بحكم البعد والإكراه غير أن الحرب المشتعلة على جبهة تلك المغامرة.. كانت قائمة بين ما تحملهن وما تريد أن تكتبه.. أعني حرب الحل الكتابي.”[29](4)

فنجد الكاتب هنا يعبر عن مدى معاناته والمخاطر التي وقع فيها أثناء كتابته الوسمية حيث إنه يفسر بقوله(تسبح بالمخاطر الكتابية) أي بمعنى تجرؤ الكاتب على كسر القوانين والاساسيات التي تقوم عليها كتابة الرواية فقد استعار كلمة(تسبح)؛للتعبير عن خروجه عن ما هو مألوف ومتعارف عليه في هذا النوع من الكتابة، بالإضافة إلى توظيفه لكلمة(الصراع مع اللغة) حيث أنه كتب روايته الأولى بلغة(أهل الجنوب ) لغة قريته المتداولة، وذلك بسبب شوقه وحنينه إلى قريته ويعبر عنها بقوله(بحكم البعد والإكراه غير أن الحرب المشتعلة على جبهة تلك المغامرة).

وكذلك نجده في بعض النصوص السردية يحفز القارئ بالكتابة الإبداعية ويهيئه للابتكار والاكتشاف لا للتقليد، إذ يقول: ” وهنا قياساً بفعل التأثير الجمالي، تضع يدنا على وجود الجمال الآدمي للمرأة في العمل الكتابي. علينا أن نطلق سنابل أقلامنا في حقول الجمال، دون تحديد لأهداف غاياتنا، إذ لو فعلنا ذلك، لأصبحنا قادرين على ابتكار اكتشافات جديدة في المعلومة الإنسانية لمفهوم الجمال الضروري في خلق العمل الإبداعي.”[30](1)

” لم أكن قد بلغت الدرجة الواعية لفهم الكتابة والإبداع، ولكنني أتعلق بكل ما هو متعلق بالإبداع كالرسم، ومحاولة صنع آلة موسيقية مبسطة، وقراءة كل ما يقع في اليد من المطبوعات. ثم ما لبثت هذه المحبة أن نمت، وأصبحت كالطلع النضيد، ومعها نمت مفاهيم جديدة تطورت مع تقدم العمر، واكتشاف الحياة يوماً إثر يوم.”[31](2)

هنا حاول الكاتب أن يروي لنا كيف كانت بداياته في عالم الإبداع إذ إنه لم يكن بشيء متعمد وقاصداً دخوله هذا العالم الجميل سوى أنه كانت تلفت نظره بعضاً من الفنون الإبداعية التي انتشرت وعرفت آنذاك الوقت، حتى أصبحت كالطلع النضيد ويقصد هنا بأنه سلك هذا الدرب بشكل عفوي غير مقصود حتى انتشرت أعماله وإبداعاته وهنا بدأت الكتابة الإبداعية متخذة شكلاً جديد ومبتكر.

وفي مقطعٍ آخر يقول: ” هناك ردة فعل هي بمثابة نتاج الجهد، أو المحصول المرضي للمزارع.. تلك هي السعادة التي تتحقق لدى الكاتب المبدع، أن يرى فعلها عند الآخرين، ليس على هيئة المكافأة التشجيعية بالمديح والتصفيق، فذلك أمر لا يشغله.. بل بقراءة ما يكتبه، إلى الذين يكتب عنهم وإليهم. فذلك مموّل يستمد منه تجديد مقوماته، ويدفعه لأن يعتني ببذور زراعته بالصدق والحب والاطمئنان.”[32](1)

فمن خلال المقطع السابق، يكشف لنا الكاتب عن تأثره بالمحيط الخارجي، والمكان الذي ينتمي إليه؛ حيث إنه يرمز للكتابة الإبداعية بالزرع الذي يكسو المكان جمالاً وروحا فكلما أزداد جمال وإشراق جذبت اهتمام المزارع لها وعنايته.

و في موضع آخر، يقول: ” عالم القرية عندنا، يصبح عليه كل صبح بقميص جديد لم يكن ليعرفه من قبل، ولا يعرف خيوط نسيجه، وإنما يجده معلقا على باب غرفته كل صباح مكويا، وتفوح منه روائح المنظفات، فيلبسه جاهزا.. وليس محاسبا أن يؤاخذ على الوثوب.. إنه غير مسؤول عن فتافيت الاستيعاب، وهو بطبيعة الحال ربيب ما يملى عليه.”[33](2)

في هذا المقطع يبدو إن الكاتب يتحدث عن المستشفى الذي يقطن فيه، ويدل على هذا قوله( يصبح عليه كل صبح بقميص جديد لم يكن ليعرفه من قبل) وأيضاً قوله: ( إنه غير مسؤول عن فتافيت الاستيعاب، وهو بطبيعة الحال ربيب ما يملى عليه)، حيث استخدم لفظ ( عالم القرية) ؛ نظراً لطول المدة التي قضاها في هذا المستشفى، وكلمة ( ربيب) ؛ لدلالة على إجباره على تناول العلاج وما يتطلب من أجل راحة جسده من قسوة المرض.

وأيضاً، يقول: ” بديهيا نعلم أن المعاناة المعتمدة على التجربة الخاصة، وإلى حد مبالغ فيه، تدفع بالكاتب والمبدع على وجه العموم، إلى استخلاص مركب، يكون بمثابة الرحيق، يقطر بحرارة واقتصاد عن أداة فنه، وبالتالي فهو محاسب أمام إبداعه عن ذلك الاستخلاص وهو أيضا-وبدون تكلف- سيمضي بانقياد نحو إفاضة مهذبة(لا أعني أخلاقيا)نحو التعبير، وعليه فإن بديهية السؤال في مكانها.”[34](3)[35](1)

وهنا يؤكد الكاتب على إن المرض من العوامل التي ساعدته في تنمية الموهبة والإبداع الفني لدى الكاتب حيث يرمز إلى النتاج الإبداعي بحلاوته بــــ( الرحيق) الذي يأتي بعد معاناة مع بالألم ( يقطر بحرارة واقتصاد).

و أخيراً، يقول: “من كل هذا يعنينا ما يتعلق بشاهد الموضوع ” الكتابة والمرض” فتلك الاختلاطات المتضادة في الغابة الرهيبة، التي تسكن الكاتب-المعني- تأخذ صورة مغايرة في شأن مغاير، و شأن الرصد والتتبع والمساءلة، ومحاولة نزع القشور التي يكتفي بظاهريتها الآخرون.. إنه يحفر لكي يبلغ اللب، ظن أنه في أحوال كثيرة يعود للمرجعية التي يستقي منها– الآخرون- اقتباساتهم في الحكم على الظواهر.. أعني أنه- أي الكاتب- يلتفت إلى الخلف ليتساءل: لماذا ينظرون إليها بهذا المنطق؟[36](2)

وهنا يتحدث عن المرض الذي لم يفارق جسده طيلة حياته وظل ملازمه حتى وفاته حيث يرمز للمرض بــ(الغابة الرهيبة)، وربما أراد في( نزع القشور التي يكتفي بظاهريتها الآخرون ) أطرافه التي بترت أثر إصابته بالغرغرينا.

الخاتمة:

وفي نهاية هذا الفصل نستطيع أن نلخص ما ظفرنا به من خلال قراءتنا عن التخييل والحكي الاستعادي في سيرة عبد العزيز مشري والتي تتمثل في اعتماد السيرة الذاتية في استعادتها للإحداث والمواقف التي مر بها الإنسان في حياته على الذاكرة، وقد اختلفت الذاكرة على مر العصور ومنذ القرون الأولى على باختلاف المجالات التي يتناولها الناقد أو الباحث في أي مجال علمي وفلسفي، حيث تتكون هناك الذاكرة الفلسفية والذاكرة العلمية وكذلك الذاكرة الأدبية وهو ما عُني به بحثنا المتواضع وبالأخص في السيرة الذاتية، وقد تبين لنا من خلال العمل التطبيقي على سيرة عبد العزيز مشري بأن الذاكرة اتخذت موقفين متضادين يمثل الأول في تأكيد الكاتب في تذكره بعض الأحداث والمواقف بشكل دقيق والتي لا يمكن نسيانها طوال حياته ولعلّها تتضح في مرحلة الطفولة أكثر من غيرها، ومن جانب آخر ومضاد للموقف الأول نجده يشتكي من عدم قدرته على استعادته بعض المواقف المهمة والجديرة بالذكر وبالأخص في مجال الكتابة الإبداعية وتناساها مع الوقت بسبب كثرة التأجيل والظروف الصعبة التي يمر بها الكاتب، ومن جهة أخرى نجد الكاتب يستعين بالتخييل الذاتي كنوعٍ من التعويض عما لم تستطع الذاكرة استعادته بشكل واضح ودقيق بعبارات تخيلية تجسد الواقع الذي كان يعيشه الكاتب، ويتضح لنا من خلال تلك الألفاظ المستخدمة في التعبير عما يكنه الكاتب في خاطره ويريد إيصاله للقارئ من خلال الكتابة فإنها تظل متأثرة بالطبيعة التي يعيش بها الكاتب والبيئة المحيطة به وكذلك بلهجة القوم الذي ينتمي إليه الكاتب، وهناك العديد والكثير التي تدل على ما ذكرته في سيرة عبد العزيز مشري، وعليه يوصي الباحث ببعض المقترحات البحثية والتي يمكن تناولها في الدرس، ولم تعالجها تلك الدراسة، منها:

− اللغة والأسلوب في مكاشفات السيف والوردة

− الألم والحياة في كتابات عبد العزيز مشري

− أثر الثقافات الأخرى في عبد العزيز مشري في كيفية تجاوز الصعوبات

  • المصادر والمراجع

أولاً: المصادر

  • مكاشفات السيف والوردة، عبدالعزيز مشري، الآثار الكاملة المجلد الثاني، الاعمال الروائية الجزء الأول (بدون دار نشر)1423هـ.

ثانياً: المراجع

  • المراجع العربية
  • الذاكرة في الحكي الروائي، عبد الرحيم جيران، دار الكتاب الجديد المتحدة، الطبعة الأولى، 2019م.
  • الرواية السير ذاتية في الأدب العربي المعاصر ،محمد آيت ميهوب، تقديم محمد القاضي، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1437هـ، 2016م.
  • زمن الرواية ، جابر عصفور، سلسلة الأعمال الفكرية. الهيئة المصرية العامة للكتاب –القاهرة، الطبعة الأولى، د.ت.
  • الفن والحلم والفعل، جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت، الطبعة الثانية 1988م.
  • المراجع المترجمة
  • الذاكرة ، التاريخ، النسيان، بول ريكور، ترجمة جورج زيناتي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، الطبعة الأولى 2009م.
  • محاورة جورجياس، القسم الأول سقراط، أفلاطون، ترجمة محمد حسن ظاظا، الهيئة العامة المصرية، القاهرة ، 1970م.
  • الدوريات والمجلات
  • الذاكرة في الرواية السيرية –اشتغال الذات والجسد والمكان في “حنة” محمد الباردي أنموذجا- بو خاري كريمة، مجلة دراسات وأبحاث، العدد 27جوان 2017 السنة التاسعة، المجلة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
  • الموروث السردي العربي: التخييل وآليات اشتغاله، عزيز العرباوي، مجلة الثقافة الشعبية- أدب شعبي- العدد44، شتاء 2019م
  • الرسائل العلمية
  • فن السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني 1992-2002م، ندى محمود مصطفى الشيب، أطروحة دكتوراه ، جامعة النجاح الوطنية. 1427هـ-2006م
  • مرآة الذاكرة بين الفلسفة والأدب (دراسة تحليلية نقدية مقارنة)، ناهد إبراهيم محمد محمد، جامعة الاسكندرية، كلية التربية د.ت

الهوامش:

  1. (1) ينظر الذاكرة في الحكي الروائي، عبد الرحيم جيران، دار الكتاب الجديد المتحدة، ط1، 2019، ص24.
  2. (2) ينظر في كتاب (الذاكرة ، التاريخ، النسيان) بول ريكور ،وكتاب محاورة جورجياس القسم الأول سقراط، أفلاطون، نقلاً من الذاكرة في الحكي الروائي، عبد الرحيم جيران، مرجع سابق، ص25
  3. (1) مرآة الذاكرة بين الفلسفة والأدب (دراسة تحليلية نقدية مقارنة)، ناهد إبراهيم محمد محمد، جامعة الاسكندرية، كلية التربية د.ت ، ص 196
  4. (2) الذاكرة في الرواية السيرية –اشتغال الذات والجسد والمكان في “حنة” محمد الباردي أنموذجا- بو خاري كريمة، مجلة دراسات وأبحاث، العدد 27جوان 2017 السنة التاسعة، المجلة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
  5. (3) الفن والحلم والفعل، جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2 1988م، ص 162.
  6. (1) زمن الرواية ،جابر عصفور، الهيئة المصرية العامة للكتاب،ط1، د.ت، ص 195.
  7. (2) ينظر الرواية السير ذاتية في الأدب العربي المعاصر ، محمد آيت ميهوب، تقديم محمد القاضي، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع، ط:1، 1437هـ، 2016م، ص 322
  8. (3) مكاشفات السيف والوردة، عبدالعزيز مشري، الآثار الكاملة، مج2، ج1(بدون دار نشر)1423هـ، ص13.
  9. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبدالعزيز مشري، مصدر سابق، ص64.
  10. (2) المصدر السابق، ص 65
  11. (3) المصدر السابق، الصفحة نفسها
  12. (4) المصدر السابق، ص 68.
  13. (5) المصدر السابق، ص71.
  14. (1) ا مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري ، مصدر سابق، الصفحة نفسها.
  15. (2) المصدر سابق، ص 89.
  16. (3) المصدر سابق، ص 68.
  17. (4) الرواية السيرذاتية في الأدب العربي المعاصر، محمد آيت ميهوب، تق: محمد القاضي، مرجع سابق، ص 320،321.
  18. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص 176.
  19. (2) زمن الرواية، جابر عصفور، مرجع سابق، ص 198.
  20. (3) فن السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني 1992-2002م، ندى محمود مصطفى الشيب، أطروحة دكتوراه، جامعة النجاح الوطنية، ص 121،.122.
  21. (4) المرجع السابق، ص 125
  22. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص 59.
  23. (2) المصدر السابق، ص 65.
  24. (1) مكاشفات السيف والوردة عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص 65.
  25. (2) المصدر السابق، ص 69.
  26. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص 69
  27. (2) المصدر السابق، ص 119.
  28. (3) المصدر سابق، الصفحة نفسها.
  29. (4) المصدر السابق، ص 108
  30. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص 128
  31. (2) المصدر السابق، ص 147.
  32. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، ص 157
  33. (2) المصدر سابق، ص 162.
  34. (3) مصدر سابق، ص167.
  35. (1) مكاشفات السيف والوردة، عبد العزيز مشري، مصدر سابق، ص167.
  36. (2) المصدر السابق، ص173