استدراكات أبي حيان على الزمخشري في التفسير من خلال تفسيريهما (دراسة وصفية مقارنة)

ويدراوغو حمادو1

1 جامعة الجزيرة، السودان.

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3215

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 17/01/2022م

المستخلص

يعد علم التفسير من أهم العلوم الإسلامية وأشرفها وذلك كونه يتعلق بشرح وتوضيح كتاب الله (القرآن الكريم) مع بيان أحكامه وشرائعه ومعجزاته وأسباب نزول آياته ، لذا فإن التفسير من أكثر العلوم الإسلامية التي حظيت بعدد كبير من المفسرين على اختلاف مناهجهم في التفسير، والإمامان الزمخشري وأبو حيان الأندلسي من العلماء المفسرين الذين فسروا القرآن باستنادهم إلى اللغة والفقه والعقيدة في بيان مدلولات الآيات مستشهدين بالأدلة النقلية في التفسير والآثار وتارة في الرأي والتأويل . هدفت الدراسة إلى معرفة استدراكات أبي حيان الأندلسي في كتابه ( البحر المحيط ) وعلى الزمخشري في كتابه ( الكشاف) ومعرفة ما استدل عليه أبو حيان في الاستدراك على الزمخشري . اتبعت الدراسة المنهج الوصفي الاستقرائي والاستنباطي . توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: إن استدراكات الأندلسي على الزمخشري في الآيات التي فسرها الزمخشري تأويلاً سواء أكانت التأويلات في المسائل اللغوية الدلالية أم الاستنباطية التي تفسر بالرأي ومن تلك الاستدراكات ما استدركه على الزمخشري في تفسيره للآية في قوله : ﱡﭐﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﱠ(). قال الزمخشري: خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم، أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست(). قال أبو حيان: وقال الزمخشري: خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم، أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست انتهى. وهو على مذهبه الاعتزالي. وأما أهل السنة فيقولون: إن الله خلق القسوة في قلوبهم. توصي الدراسة مفسري القرآن الكريم بقراءة عدة تفاسير ومقارنتها لمعرفة مدى توافق المفسرين السابقين في تفسير الآيات. تقترح الدراسة استدراكات أبي حيان على الزمخشري في المسائل العقدية.

Research title

Abu Hayyan Al-Andalusi’s Reflections on Al-Zamakhshari through their two books (Al-Bahr Al-Moheet and Al-Kashshaf): An Objective Study.

Hamado Ouedraogo1

1 University of Gezira, Sudan.

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3215

Published at 01/02/2022 Accepted at 17/01/2021

Abstract

The interpretation science is one of the most important and اholly Islamic science, as it is related to the explanation and clarification of the Book of Allah (the Holy Qur’an) with an explanation of its rulings, laws, miracles, and the reasons for the revelation of its verses. Abu Hayyan Al-Andalusi is one of the scholars who interpreted the Qur’an by relying on language and jurisprudence in explaining the meanings of the verses, citing the textual evidence in the interpretation and sometimes in the opinion and interpretation. The study aimed at knowing Abu Hayyan al-Andalusi’s corrections in his book (Al-Bahr al-Muheet) and Ali al-Zamakhshari in his book (Al-Kashshaf) and to know what Abu Hayyan inferred in his correction to al-Zamakhshari. The study followed the descriptive, inductive and deductive method. The study reached several results, the most important of which are: Al-Andalusi’s corrections to al-Zamakhshari in the verses that al-Zamakhshari interpreted, whether the interpretations were in semantic linguistic issues or deductive ones that are explained by opinion among those his interpretation for Verse as Allah said: “And from those who call themselves Christians, We took their convenant, but they have abandoned a good part of the Message that was sent to them..” Surat Al-Maeda, Verse (14). Al-Zamakhshari said, “They called themselves that, claiming the support of Allah, and the evidence for that is what they said to Jesus, peace be upon him, (We are the helpers of Allah), then they differed after Jacobite and Malakiyya.” Abu Hayyan turned to him when he said: They were called Christians because they were from a village in the Levant called Nazareth. As for his saying (Al-Zamakhshari) and they are the ones who said to Jesus: We are the helpers of Allah. The one who said that: They are the disciples, and the disciples did not differ, but those who came after them differed from those who claim their affiliation. Like that, he realized it in his saying: “ And He sends down from the sky hail (like) mountains, ( or there are in the heaven mountains of hail from where He sends down hail)…” Surat Al-Noor, Verse (43). Al-Zamakhshari said: the cloud descends from the sky and from it takes its water, not as the claim of those who claim that it takes it from the sea, the Andalusian corrected him by saying: The verse indicates that rain descends from the sky and not from the sea. Interpretation of some verses whose meaning and significance were clarified by al-Zamakhshari, that is, without making sure of the meaning of the word or phrase. The study recommends that the commentators of the Noble Qur’an to read several interpretations and compare them to find out the extent of the agreement of the previous commentators in the interpretation of the verses. The study suggests that Abu Hayyan’s interpretations of Al-Zamakhshari in the doctrinal issues.

مقدمة

فإن علم التفسير أشرف العلوم وأعلاها, وأنفعها للطالب وأولاها, وهو أعلى العلوم قدراً, وأغلاها مهراً, وأسماها معنى, وأدقها فكراً.

وإن خير ما انصرفت إليه همم الباحثين العكوف على كتاب الله المبين, واستنباط غرره ودرره لأنه منبع العلوم . وقد كان القرآن وما زال غضاً طرياً, يمنح حكمه وأحكامه, فهو المعين الثر الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، و معجزاته باقية على وجه كل زمان ومكان، أفحم به من طولب بمعارضته من العرب العرباء، وعن الإتيان بسورة مثله من الخطباء الفصحاء. فما أحوجنا إلى فهم معانيه ومقاصده ومراميه.

وتعد دراسة المناهج من أهم الدراسات في علم التفسير خاصة إذا ما عقدت مقارنة بين منهجي مفسرين أو أكثر.

أهمية الموضوع وأسباب اختيار: قد تكفي أهمية الموضوع وأسباب اختياره على الآتي :
1 ــ أن العلاَّمة أبي حيان – رحمه االله- نقل من تفسير الزمخشري نقولات مهمة، أيده في كثير منها، و اعترض عليه في بعضها، مما يحتاج إلى تحرير، ووقوف على الصواب في ذلك قدر المستطاع.
2 ــ أن المستدَ رك عليه من أئمة هذا العلم ومن أوعيته الجامعة
3 ــ أن المستدِ رك وهو العلامة أبي حيان، ُيعُّد من العلماء الأجلاء المتأخرين.
4 ــ يبرز من خلال هذه الدراسة مدى الصلة القوية والارتباط الوثيق بين السابق في التفسير – ومنه الزمخشري – والمتأخر وهو أبو حيان.

مشكلة البحث : هل أبي حيان استدرك على الزمخشري في تفسيره؟

أهداف البحث:

1 ــ جمع استدراكات أبي حيان على الزمخشري، ودراستها.

2 ــ الوقوف على منهج أبي حيان في الاستدراك والاستدلال.

المنهج المتبع في البحث: المنهج المتبع في البحث هو (المنهج الاستقرائي التحليلي والوصفي )،

أدوات البحث: اعتمد الباحث في هذا البحث على الأدوات الآتية:

1 – الكتب المتخصصة في الموضوع. 2 – المكتبة الشاملة. 3 ــ سؤال أهل الخبرة والتخصص.

الهيكل البحث

يقوم هيكل هذا البحث على مقدمة ومبحثين، ويندرج تحت كل مبحث مطالب، وخاتمة وفهارس.

المبحث الأول: التعريف بالإمامين أبي حيان والزمخشري وفيه قسمان:

القسم الأول: التعريف بالإمام أبي حيان وفيه ثلاث مطالب

المطلب الأول: اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه، ومولده ونشأته ورحلاته العلمية

المطلب الثاني: شیوخه وتلامیذه وعقيدته ومذهبه و مؤلفاته وفاته وثاء العلماء عليه

المطلب الثالث: كتاب ( البحر المحيط)

القسم الثاني: التعريف بالإمام الزمخشري وفيه ثلاث مطالب

المطلب الأول: اسمه ونسبه ، وكنيته ولقبه ومولده ونشأته ورحلاته العلمية

المطلب الثاني: شيوخه وتلاميذه وعقيدته ومذهبه و مؤلفاته وفاته وثناء العلماء علیه

المطلب الثالث: كتاب الكشاف

المبحث الثاني: استدراكات أبي حيان على الزمخشري في التفسير وفيه سبعة مطالب:

المطلب الأول: تعريف الاستدراك لغة واصطلاحا

المطلب الثاني: استدراكات في سورة البقرة آل عمران النساء والمائدة

المطلب الثالث: استدراكات في سورة الأنعام والأعراف والتوبة ويونس وهود.

المطلب الثالث: استدراكات في سورة الأنعام والأعراف والتوبة ويونس وهود.

استدراكات أبي حيان على الزمخشري في التفسير من خلال تفسيريهما وفيه مبحثان

المبحث الأول: التعريف بالإمامين أبي حيان والزمخشري وفيه قسمان

الأول: التعريف بالإمام أبي حيان وفيه ثلاث مطالب السقم

المطلب الأول: اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه، ومولده ونشأته و رحلاته العلمية:

أولا : اسمه: هو محمد يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي الحياني الأصل الغرناطي المولد والمنشا المصري الدار([1]).

ثانيا: نسبه: ينسب الإمام أبوحيان ــ رحمه الله تعالى ــ إلى قبيلة (نفزة): وهي قبيلة من البربر. قال الحافظ شمس الدين الداودي في ترجمته له: هو أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي النفزي نسبة إلى نفزة قبيلة من البربر([2]).

ثالثا: كنيته: أبو حيّان الأندلسي([3]).

رابعا: لقبه : اشتهر بألقاب كثيرة منها شيخ النحاة، سيبويه الزمان ،أثير الدين ([4]).

خامسا: مولده: ولد الإمام أبو حيان في قرية مطخشار سنة 654([5]).

سادسا: نشأته: ولد أبو حيان بغرناطة ونشأ بها إلى عام (654)([6])

سابعا: رحلاته العلمية: ونشأ بغرناطة وقرأ بها القراءات والنحو واللغة وجال في بلاد المغرب ثم قدم مصر، وبمالقة، وببجاية، وبتونس، وبالإسكندرية وغيرها من البلدان.

المطلب الثاني: شیوخه وتلامیذه وعقيدته ومذهبه ومؤلفاته ووفاته وثناء العلماء عليه:

أولا: شيوخه: بلغت عدة شيوخه أربعمائة منهم: ([7]).

1 ــ أبوبكر بن عمر بن علي بن سالم، توفي عام: 695([8]).

2 ــ أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن عياش ولد سنة 607هـ([9]).

3 ــ أحمد بن ابراهيم بن الزبير بن محمد بن ابراهيم توفى سنة 708هـ([10]).

4ــ أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي، أخذ عنه الفقه([11]).

ثانيا : تلاميذه: إذا اشتهر العالم بعلمه وفضله وخلقه، اجتمع الناس حوله ومن هؤلاء التلاميذ

1 ــ ــ أحمد بن سعد بن محمد أبو العبّاس العسكري، ومات في سنة 750.([12])

2 ــ أحمد بن محمد بن علي أبو العباس العنابي توفي سنة 776هـ ([13]).

3 ــ ــ أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الشقوري، مات في سنة 756هـ ([14]).

4 ــ عبد الرحمن بن أحمد بن على الواسطي الأصل ، توفى سنة 781هـ ([15]).

ثالثا:عقيدته:قال ابن حجر: كان سالما في العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال([16]).

ربعا: مذهبه: كان الإمام أبوحيان ظاهريا، وبعد ذلك انتمى إلى الشافعية([17])

خامسا مؤلفاته: وصلت مصنفاته إلى ما يزيد على الخمسين([18]). منها:

1 ــ القراءات: ” عقد اللآلي ” في القراءات السبع العوالي([19]).

2ــ التفسير: ” البحر المحيط ” في تفسير القرآن العظيم.

3ــ الفقه: ” الوهاج في اختصار المنهاج “([20]).

4 ــ اللغة: ” إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب “([21]).

5ــ النحو: ” الشذى في مسألة كذا “([22]).

6 ــ الصرف: ” المبدع في التصريف “([23]).

7 ــ الشعر: ” نوافث السحر في دمائث الشعر “([24]).

سادسا: وفاته وقال الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلان، ومات بمنزلة خارج باب البحر في 28 صفر سنة 745هـ (([25]

سابعا: ثاء العلماء عليه: منها:

1 ــ وقال الإمام الذهبي في الثناء عليه: (ومع براعته الكاملة في العربية له يد طولي في الفقه والآثار والقراءات واللغات وله مصنفات في القراءات والنحو وهو مفخر أهل مصر في وقتنا في العلم تخرج به عدة أئمة)([26]).

2 ــ وقال أحمد بن محمد الأدنروي ــ رحمه الله تعالى ــ في الثناء عليه: (أبو حيان شيخ النحاة العلم الفرد والبحر الذي لم يعرف الجزر بل المد سيبويه الزمان والمبرد إذا حمي الوطيس بتشاجر الأقران)([27]).

المطلب الثالث: كتاب (البحر المحيط).

أولا: التعريف بكتاب البحر المحيط

لقد اختار عالمنا الجليل اسما لتفسيره هو: البحر المحيط، فكان لفظا ومعنى ومضمونا، فالبحر معروف، وهو أيضا الرجل الكريم الجواد، والجواد الواسع الجري، وبحر الأرض أي شقها فكأنما غاص إلى أعمق المعاني في تفسيره، وأما المحيط فهو البحر المحدق، فقد أحاط بالعلوم التي تمكنه من الغوص في بحار حكم كلام الله القرآن الكريم ([28]).

ثانيا: منهج أبي حيان في تفسيره (البحر المحيط) وقيمته العلمية: وقد حدد لنا منهجه في تفسيره (البحر المحيط)، فقال:

1 – أني أبتدئ أولا بالكلام عن مفردات الآية التي أفسر لفظة لفظة فيما يحتاج فيه إلى اللغة والأحكام النحوية التي لتلك اللفظة قبل التركيب.

2- ثم أشرع في تفسير الآية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب..

3- ثم إني أذكر القراءات الواردة في اللفظ القرآني حاشدا فيها القراءات شاذها.

4- أشرح بيان ما فيها من غوامض الاعراب، ودقائق الآداب من بديع وبيان.

5- وأنقل أقاويل الفقهاء الأربعة وغيرهم في الأحكام الشرعية بما فيه تعلقه باللفظ القرآني.

6 ــ ثم أختتم الكلام في جملة من الآيات التي فسرتها إفراداً وتركيباً بما ذكروا فيها من علم البيان والبديع ملخصاً([29]).

القسم الثاني: التعريف بالإمام الزمخشري وفيه ثلاث مطالب

المطلب الأول: اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه ومولده ونشأته و رحلاته العلمية:

أولا: اسمه ونسبه: أما اسمه ونسبه فهو: محمود بن عمر بن محمد بن عمر النحوي اللغوي ، الأديب ، المعتزلي الخوارزمي الزمخشري([30]).

ثانيا: كنيته ولقبه: كُني بأبي القاسم([31])، وكان له ألقاب عدة و التي لقب واشتهر بها (جار الله) ([32]).

ثالثا: مولده: ولد في شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر ([33]).

رابعا: نشأته: نشأ في أسرة ذات علم ودين، في مدينة زمخشر ([34]).

خامسا: رحلاته العلمية: قدم بغداد، ولقى الكبار وأخذ عنهم ([35])، و دخل خراسان مراراً عديدة، قال السمعاني: كان ممن برع في الأدب والنحو واللغة لقي الكبار وصنف التصانيف ودخل خراسان عدة([36])، ارتحل إلى مكة ، وأقام بها مجاورا للبيت ، وفيها ألف كتابه هذا([37]) ولكن بعد أن أقام بمكة نحو سنتين شاقه وطنه، فرحل إليه([38])

المطلب الثاني: شيوخه وتلاميذه وعقيدته ومذهبه و مؤلفاته وفاته وثناء العلماء علیه:

أولا: شيوخه: تتلمذ الزمخشري على عدد من العلماء وكان من أشهرهم:

1 ــ محمود بن جرير الضبي الأصبهاني النحوي ([39](.

2 ــ أبوبكرعبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد الله اليابري، مات سنة 518 ([40]).

3 ــ أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة العلوي توفي سنة 542هـ([41]).

4 ــ أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني توفي سنة 498هـ ([42]).

ثانيا: تلاميذه: تتلمذ على يد الزمخشري عدد من الطلاب والأصحاب ومن هؤلاء الطلاب:

1 ــ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق المكى الخوارزمي، مات سنة 568هـ([43]).

2 ــ محمد بن أبي القاسم بن بايجوك البقالي الخوارزمي، 560هـ ([44]).

3 ــ عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنوي أبو علي ([45]).

4 ــ علي بن محمد بن علي بن أحمد بن مروان العمراني([46]).

ثالثا: عقيدته: كان الزمخشرى معتزلى الاعتقاد، متظاهراً باعتزاله ([47]). ([48]).

رابعا: مذهبه: أما مذهبه فكان الزمخشري حنفي المذهب معتدل فيه لا يتعصب له([49]). خامسا: مؤلفاته: برز الزمخشري في ميدان التصنيف والتأليف، حتى أربت مؤلفاته على الخمسين، من ذلك :

1 ــ في الحديث النبوي: الفائق في غريب الحديث ([50]).

2 ــ في الأصول: المنهاج في أصول الدين، يقول الحوفي عنه غيرمعروف([51]).

3 ــ في الفقه: رؤوس المسائل ([52]) 5 ـــ في اللغة : الأمكنة والجبال والمياه([53])

5 ــ في النحو : المفصل ([54]) . 6 ــ في الأدب : نوابق الكلم.

سادسا: وفاته: قال أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان: توفي ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، بجرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة ــ رحمه الله تعالى ــ ([55]).

سابعا: ثناء العلماء عليه: قال السمعاني([56]) كان يضرب به المثل في علم الادب والنحو، لقي الافاضل والكبار وصنف تصانيف وفي التفسير وشرح الاحاديث وفي اللغة([57]). وقال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان في الثناء عليه، الزمخشري الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان؛ كان إمام عصره من غير ما دفع، تشد إليه الرحال في فنونه. وصنف التصانيف البديعة([58]).

المطلب الثالث: كتاب (الكشاف)

أولا: التعريف بكتاب (الكشاف) إن تفسير الزمخشري المعروف ب (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) من التفاسير التي تبوأت مكانة رفيعة عند أهل العلم، سوى ما أخذ عليه من انتصاره لمذهب المعتزلة، ومن إيراده بعد الانتهاء من تفسير كل سورة حديثا أو حديثين من فضلها وما لقارئها من الثواب، مع أن هذه الأحاديث أكثرها موضوع أو ضعيف([59]).

ثالثا: منهج الزمخشري في تفسيره وقبمته العلمية

ومع أنه لم يصرح في المقدمة بمنهج معين إلا أنه التزم بمنهج من أول الكتاب إلى آخره، فهو يذكر اسم السورة، ثم يبين هل هي مكية أم مدنية، ثم يذكر عدد آياتها، وأسمائها إن كان لها أسماء آخر، ثم يشرع في تفسير مقاطعها، وغالبا كان يستعمل أسلوب المحاورة، فيقول مثلا: “فإن قيل: ما معنى كذا؟ قلت: … ” كما أنه يختم السورة بذكر فضائلها من أحاديث أكثرها لا يصح كما سبقت الإشارة لهذا([60]).

استدراكات أبي حيان على الزمخشري في التفسير وفيه

المطلب الأول: تعريف الاستدراك لغة واصطلاحا

تعريف الاستدراك لغة

قال الخليل بن أحمد([61]): الدَّرَكُ : إدْراكُ الحاجةِ والطِّلْبة تقول : بَكِّرْ ففيه دَرَكٌ

والدَّرَك: أسفل قَعْرِ الشَّيء. والدَّرَك: واحدٌ من أَدْراك جهنّم من السّبع. والدَّرْك: لغة في الدَّرَك الّذي هو من القَعْر. والدَّرَكُ: اللَّحْقُ من التَّبِعة. والدِّراك: إتباع الشّيء بَعْضه على بَعْضٍ في كلّ شيءٍ يَطْعَنُه طعناً داركاً متداركاً أي: تباعاً واحداً إثْرَ واحدٍ وكذلك في جَرْي الفَرَس ولَحاقه الوحش. قال الله تعالى : (حتى إذا ادّاركوا فيها جميعاً ) أي : تداركوا أدرك آخرُهم أَوَّلَهُمْ فاجتمعوا فيها([62]).

الدَّرَكُ، مُحَرَّكَةً : اللَّحاقُ ، وقد أَدْرَكَه : إِذا لَحِقَه وهو اسمٌ من الإدْراكِ ، وفي الصِّحاحِ الإِدْراكُ : اللُّحُوقُ ، يُقال : مَشَيت حتى أَدْرَكْتُه ، وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانَه . ورَجُلٌ دَرّاك([63]). قال الأصمعي([64]): واسْتَدْرَك الشيءَ بالشيءِ حاول إِدْراكه([65]).

مما سبق من التعاريف يتبين أن الأصل في (درك) له معان، وهي:

1 ـ اللحاق.

2 ــ التتابع.

3 ــ بلوغ الشيء.

4 ــ الحاجة والطلب.

وعلى هذا فيمكن صياغة تعريف جامع للاستدراك من مجموع ما سبق فيقال:

الاستدراك هو إتباع القول الأول بقول ثان، يصلح خطأه، أويكمل نقصه، أو يزيلعنه لبسا.

والذي يهمنا مما ذكرنا قول الخليل: إتباع الشيء بعضه على بعض في كل شيء يطعنه طعنا.

إلا أن المقصود في هذا البحث ليس الطعن الحسي، وإنما المقصود هو الطعن المعنوي في الأقوال، والآراء الاختبارات، وإن كان كلمة (طعن) ليست مما شاع بين العلماء وطلاب العلم، ولكن درجوا على القول بالتعقيبات أو الاستدراكات، أو المخالفة،أدبا منهم رحمهم الله تعالى.

ويكون قصد الباحث مما ذكره: جمع ما ذكره الإمام أبو حيان مخالفة (طعنا) لآراء الزمخشري رحمهم الله تعالى، والله تعالى أعلم.

استدراكات في سورة البقرة آل عمران النساء والمائدة

أولا: سورة البقرة: قوله تعالى: ﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱠ ([66]) قال الزمخشري: والمعنى ثم أنتم بعد ذلك هؤلاء المشاهدون، يعنى أنكم قوم آخرون غير أولئك المقرّين تنزيلا، لتغير الصفة منزلة تغير الذات، كما تقول: رجعت بغير الوجه الذي خرجت به([67]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: والمعنى ثم أنتم بعد ذلك هؤلاء المشاهدون، يعني أنكم قوم آخرون غير أولئك المقرين، تنزيلا لتغير الصفة منزلة تغير الذات، كما تقول: رجعت بغير الوجه الذي خرجت به. وقوله: تقتلون بيان لقوله: ثم أنتم هؤلاء. انتهى كلامه. والظاهر أن المشار إليه بقوله: ثم أنتم هؤلاء، هم المخاطبون أولا، فليسوا قوما آخرين. ألا ترى أن هذا التقدير الذي قدره الزمخشري من تنزيل تغير الصفة منزلة تغير الذات لا يتأتى في نحو: ها أنا ذا قائما ولا في ها أنتم أولاء؟ بل المخاطب هو المشار إليه من غير تغير([68]).

ثانيا: آل عمران: قوله تعالى: ﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱠ ([69]). قال الزمخشري: فإن قلت لم قيل ( نزل الكتاب (وأنزل التوراة والإنجيل). قلت لأن القرآن نزل منجما ونزل الكتابان جملة([70]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: فإن قلت لم قيل: نزل الكتاب، وأنزل التوراة والإنجيل؟.

قلت: لأن القرآن نزل منجما، ونزل الكتابان جملة. انتهى. وقد تقدم الرد على هذا القول. وإن التعدية بالتضعيف لا تدل على التكثير، ولا التنجيم، وقد جاء في القرآن: نزل وأنزل، قال تعالى: ﱡﭐ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ ([71])وأنزل عليك الكتاب ويدل على أنهما بمعنى واحد قراءة من قرأ ما كان: ممن ينزل، مشددا بالتخفيف، إلا ما استثني، فلو كان أحدهما يدل على التنجيم، والآخر يدل على النزول دفعة واحدة، لتناقض الإخبار. وهو محال([72]).

ثالثا: النساء: قوله تعالى: ﱡﭐ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ ([73])

قال الزمخشري: وفيه دليل على انه لو نقص من الأجر أدنى شيء وأصغره أو زاد في العقاب لكان ظلما وانه لا يفعله لاستحالته في الحكمة لا لاستحالته في القدرة([74]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: وفيه دليل على أنه لو نقص من أجره أدنى شيء وأصغره، أو زاد في العقاب، لكان ظلما. وأنه لا يفعله لاستحالته في الحكمة، لا لاستحالته في القدرة انتهى.

وهي نزعة اعتزالية. وثبت في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسناته ما عمل بها في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها» ([75]).

رابعا: سورة المائدة: قوله تعالى: ﱡﭐﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﱠ ([76]). قال الزمخشري: خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم، أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست([77]).

قال أبو حيان: وقال الزمخشري: خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم، أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست انتهى. وهو على مذهبه الاعتزالي. وأما أهل السنة فيقولون: إن الله خلق القسوة في قلوبهم([78]).

المطلب الثالث: استدراكات في سورة الأنعام والأعراف والتوبة ويونس وهود.

أولا: الأنعام: قوله تعالى: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱠ ([79])

قال الزمخشري: إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة ، وأنه من أجلّ النعم وأجزل القسم([80]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: إيذان بوجوب الحمد لله عند هلاك الظلمة وأنه من أجل النعم وأجزل القسم انتهى. والذي يظهر أنه تعالى لما أرسل الرسل إلى هؤلاء الأمم كذبوهم وآذوهم فابتلاهم الله تارة بالبلاء، وتارة بالرخاء فلم يؤمنوا فأهلكهم واستراح الرسل من شرهم وتكذيبهم وصار ذلك نعمة في حق الرسل إذ أنجز الله وعده على لسانهم بهلاك المكذبين فناسب هذا الفعل كله الختم بالحمدلة([81]).

ثانيا: الأعراف: قوله تعالى: ﱡﭐ ﳅ ﳆﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﱠ ([82])

قال الزمخشري: وفيه دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور وأنه لم يزل مستهجنا في الطباع مستقبحا في العقول([83]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: وفيه دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور وأنه لم يزل مستهجنا في الطباع مستقبحا في العقول انتهى، وهو على مذهبه الاعتزالي في أن العقل يقبح ويحسن، والظاهر أنه يراد مدلول سوءاتهما نفسهما وهما الفرج والدبر قيل: وكانا لا يريانهما قبل أكل الشجرة فلما أكلا بدتا لهما، وقيل: لم يكن كل واحد يرى سوأة صاحبه، وقال قتادة كنى بسوءاتهما عن جميع بدنهما وذكر السوأة لأنها أقبح ما يظهر من بني آدم([84])

ثالثا: التوبة: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ ﱠ ([85])

قال الزمخشري: وفي سبيل الله فقراء الغزاة، والحجيج المنقطع بهم([86]).

قال أبو حيان: وقال الزمخشري: وفي سبيل الله فقراء الغزاة، والحجيج المنقطع بهم انتهى. والذي يقتضيه تعداد هذه الأوصاف أنها لا تتداخل، واشتراط الفقر في بعضها يقضي بالتداخل. فإن كان الغازي أو الحاج شرط إعطائه الفقر، فلا حاجة لذكره لأنه مندرج في عموم الفقراء، بل كل من كان بوصف من هذه الأوصاف جاز الصرف إليه على أي حال كان من فقر أو غنى، لأنه قام به الوصف الذي اقتضى الصرف إليه. قال ابن عطية: ولا يعطى منها في بناء مسجد، ولا قنطرة، ولا شراء مصحف انتهى([87]).

رابعا: يونس: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩﲪ ﱠ ([88]). قال الزمخشري: فما كنت في شك فاسأل ، يعني : لا نأمرك بالسؤال لأنك شاك ، ولكن لتزداد يقيناً ، كما ازداد إبراهيم عليه السلام بمعانيه إحياء الموتى([89]) .

قال أبو حيان: قال الزمخشري: أي مما كنت في شك فسئل، يعني: لا نأمرك بالسؤال لأنك شاك، ولكن لتزداد يقينا كما ازداد إبراهيم عليه السلام بمعاينة إحياء الموتى انتهى. وإذا كانت إن شرطية فذكروا أنها تدخل على الممكن وجوده، أو المحقق وجوده، المبهم زمان وقوعه، كقوله تعالى: (أفإن مت فهم الخالدون) والذي أقوله: أن إن الشرطية تقتضي تعليق شيء على شيء، ولا تستلزم تحتم وقوعه ولا إمكانه، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلا كقوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) ومستحيل أن يكون له ولد، فكذلك هذا مستحيل أن يكون في شك، وفي المستحيل عادة كقوله تعالى: (فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية) أي فافعل. لكن وقوع إن للتعليق على المستحيل قليل، وهذه الآية من ذلك([90]).

خامسا: هود: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅﳆ ﳇ ﳈ ﳉﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﱠ ([91]).

قال الزمخشري: فإن قلت : لم عدل عن ضيق إلى ضائق ؟ قلت : ليدل علي أنه ضيق عارض غير ثابت([92]).

قال أبو حيان: وقال الزمخشري: (فإن قلت) : لم عدل عن ضيق إلى ضائق؟ (قلت) : ليدل على أن ضيق عارض غير ثابت، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفسح الناس صدرا. ومثله قولك: سيد وجواد، تريد السيادة والجود الثابتين المستقرين، فإذا أردت الحدوث قلت: سائد وجائد انتهى. وليس هذا الحكم مختصا بهذه الألفاظ، بل كل ما يبنى من الثلاثي للثبوت والاستقرار على غير وزن فاعل رد إليه إذا أريد معنى الحدوث، فنقول: حاسن من حسن، وثاقل من ثقل، وفارح من فرح، وسامن من سمن، وقال بعض اللصوص يصف السجن ومن سجن فيه:

بمنزلة أما اللئيم فسامن بها … وكرام الناس باد شحوبها

والظاهر عود الضمير في به على بعض. وقيل: على ما، وقيل: على التبليغ، وقيل: على التكذيب، قيل ولعل هنا للاستفهام بمعنى هل، والمعنى: هل أنت تارك ما فيه تسفيه أحلامهم وسب آلهتهم كما سألوك؟ وقدروا كراهته أن يقولوا، ولئلا يقولوا، وبأن يقولوا، ثلاثة أقوال([93]).

المطلب الرابع: استدراكات في سورة ويوسف والرعد وإبراهيم والنحل والكهف.

أولا: يوسف: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ ([94]) . قال الزمخشري: فإن قلت بم تعلق اليوم ؟ قلت : بالتثريب ، أو بالمقدر في (عَلَيْكُمْ ) من معنى الاستقرار . أو بيغفر . والمعنى : لا أثر بكم اليوم ، وهو اليوم الذي هو مظنة التثريب ، فما ظنكم بغيره من الأيام ، ثم ابتدأ فقال ) يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ( فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم . يقال : غفر الله لك ، ويغفر الله لك ، على لفظ الماضي والمضارع جميعاً ، ومنه قول المشمت ( يهديكم الله ويصلح بالكم ) و (الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ) بشارة بعاجل غفران الله ، لما تجدّد يومئذ من توبتهم وندمهم على خطيئتهم([95]).

قال أبو حيان: وقال الزمخشري: (فإن قلت) : بم تعلق اليوم؟

(قلت) : بالتثريب، أو بالمقدر في عليكم من معنى الاستقرار، أو بيغفر. والمعنى:

لا أثربكم اليوم، وهذا اليوم الذي هو مظنة التثريب فما ظنكم بغيره من الأيام! ثم ابتدأ فقال: يغفر الله لكم، فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم. يقال: غفر الله لك، ويغفر الله لك على لفظ الماضي والمضارع جميعا، ومنه قول المشمت: يهديكم الله ويصلح بالكم. أو اليوم يغفر الله لكم بشارة بعاجل الغفران، لما تجدد يومئذ من توبتهم وندمهم على خطيئتهم انتهى. أما قوله: إن اليوم يتعلق بالتثريب، فهذا لا يجوز، لأن التثريب مصدر، وقد فصل بينه وبين معموله بقوله: وعليكم إما أن يكون خبرا، أو صفة لتثريب، ولا يجوز الفصل بينهما، لأن معمول المصدر من تمامه. وأيضا لو كان اليوم متعلقا بتثريب لم يجز بناؤه، وكان يكون من قبيل المشبه بالمضاف، وهو الذي يسمى المطول، ويسمى الممطول، فكان يكون معربا منونا([96]).

ثانيا: الرعد: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ ([97]). قال الزمخشري: وعهد الله : ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته ﱡﭐ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱤ ﱥ ﱦ ﱠ ([98])، (وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) ولا ينقضون كل ما وثقوه على أنفسهم وقبلوه : من الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد ، تعميم بعد تخصيص([99]).

قال أبو حيان: قال الزمخشري: وعهد الله ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى. ولا ينقضون الميثاق، ولا ينقضون كل ما وثقوه على أنفسهم وقبلوه من الإيمان بالله تعالى، وغيره من المواثيق بينهم وبين الله تعالى وبين العباد تعميم بعد تخصيص انتهى. فأضاف العهد إلى المفعول، وغاير بين الجملتين بكون الثانية تعميما بعد تخصيص انتهى. إذ أخذ الميثاق عام بينهم وبين الله وبين العباد. وقال ابن عطية: بعهد الله اسم الجنس أي: بجميع عهود الله، وبين أوامره ونواهيه التي وصى بها عبيده([100]).

ثالثا: إبراهيم: قوله تعالى: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱠ ([101]) قال الزمخشري: لأنه قادر الذات لا اختصاص له بمقدور دون مقدور ، فإذا خلص له الداعي إلى شيء وانتفى الصارف ، تكوّن من غير توقف : كتحريك أصبعك إذا دعاك إليه داع ولم يعترض دونه صارف([102]).

قال أبو حيان: (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بناس آخرين) من جنسكم آدميين، ويحتمل من غير جنسكم. والأول قول جمهور المفسرين، وتقدم نحو هذين الاحتمالين للمفسرين في قوله في النساء: إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وبينا في ذلك أنه لا يحتمل إلا الوجه الأول. وما ذلك أي: وما ذهابكم والإتيان بخلق جديد بممتنع ولا متعذر عليه تعالى، لأنه تعالى هو القادر على ما يشاء. وقال الزمخشري: لأنه قادر الذات لا اختصاص له بمقدور دون مقدور، فإذا خلص له الداعي إلى شيء، وانتفى الصارف، تكون من غير توقف كتحريك أصبعك. وإذا دعا إليه داع ولم يعترض من دونه صارف انتهى، وفيه دسيسة الاعتزال لقوله: القادر، لأنهم يثبتون القادرية وينفون القدرة، ولتشبيه فعله تعالى بفعل العبد في قوله: كتحريك أصبعك. وعندنا أن تحريك أصبعنا ليس إلا بقدرة الله تعالى، وأن ما نسب إلينا من القدرة ليس مؤثرا في إيجاد شيء([103]).

رابعا: النحل: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﱠ ([104]) قال الزمخشري:(بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) بما يحيي القلوب الميتة بالجهل من وحيه ، أو بما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد([105]).

قال أبو حيان: وقال الزمخشري: بالروح من أمره، بما تحيا به القلوب الميتة بالجهل، من وحيه أو بما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد انتهى. ومن للتبعيض، أو لبيان الجنس. ومن يشاء: هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأن مصدرية، وهي التي من شأنها أن تنصب المضارع، وصلت بالأمر كما وصلت في قولهم: كتبت إليه بأن قم، وهو بدل من الروح([106]).

خامسا: الكهف: قوله تعالى: ﱡﭐ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﱠ ([107]). قال الزمخشري: فيحتمل أن يريد الكثرة وأن يريد القلة ؛ لأن الكثير قليل عنده ، كقوله : ﱡﭐ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﳐ ﳑﳒ ﱠ ([108])([109])

قال أبو حيان: والظاهر في قوله عددا الدلالة على الكثرة لأنه لا يحتاج أن يعد إلا ما كثر لا ما قل. وقال الزمخشري: ويحتمل أن يريد القلة لأن الكثير قليل عنده كقوله ﱡﭐ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﳐ ﳑﳒ ﱠ ([110]) انتهى وهذا تحريف في التشبيه لأن لفظ الآية كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، فهذا تشبيه لسرعة انقضاء ما عاشوا في الدنيا إذا رأوا العذاب كما قال الشاعر:

كأن الفتى لم يعر يوما إذا اكتسى … ولم يك صعلوكا إذا ما تمولا([111]).

الخاتمة

تشمل هذه الخاتمة أهم النتائج والتوصيات:

أولا: النتائج

1 ــ جنوح الزمخشري إلى التفسير العقلي كثيراً مما أخذ عليه.

2 ــ تبين للباحث سعي الزمخشري الحثيث من خلال كتابه الكشاف إلى نصرة مذهبه الاعتزالي، والسير على منهج المعتزلة العقائدي.

3 ــ تولى أبو حيان الرد على اعتزاليات الزمخشري وأحياناً يغلظ عليه بالقول.

4 ــ تبين للباحث أن كلا الإمامين لم يكن متعصباً لمذهبه الفقهي.

ثانيا: التوصيات

يرى الباحث أن يوصي بالتوصيات التالية:

1 ــ أوصي نفسي وإخواني بتقوى الله، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صل الله وسلم.

2 ــ أخذ الدين من الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح، من الصحابة والتابعين و من بعدهم من الصالحين.

3 ــ الاهتمام بكثرة الاطلاع في كتب التفاسير المعتمدة عليها.

4 ــ الاشغال بالعلم الشرعي.

فهرس المصادر والمراجع

1 ــ القرآن الكريم

التفيسر

2 ــ البحر المحيط في التفسير، لأبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ)، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر – بيروت، الطبعة: 1420 هـ.

3 ــ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، لأبي القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله (المتوفى: 538هـ)، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة – 1407 هـ

4 ــ التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبي، اناشر: دار الأرقم بن الأرقم ــ بيروت لبنان.

السنة

5 ــ سنن أبي داود، لسليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي، الناشر : دار الفكر، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد

6 ــ مسند الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، المحقق: شعيب الأرنؤوط – عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ – 2001 م.

7 ــ الصحيح والحسن من أحاديث فضائل السور في الكشاف وأنوار التنزيل و الإرشاد، لعبد الستار فاضل، مجلة آداب الرافدين (277) العدد (22) سنة (1991م) نقلا عن التوجيه اللغوي والنحوي للقراءات في تفسير الزمخشري، لعبد الله سليمان محمد أديب، رسالة ماجستير جامعة الموصل، العراق، (1423هـ ــ 2002م)

التراجم والطبقات

8 ــ غاية النهاية في طبقات القراء، لابن الجزري، مصدر الكتاب : موقع الوراق

9 ــ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد بن علي الشوكاني

10 ــ شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي(الكتاب مدقق مرة واحدة)، دار النشر :: دار الكتب العلمية

11 ــ نزهة الألباء في طبقات الأدباء، لابي البركات الأنباري

12 ــ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، الحافظ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، تحقيق مراقبة / محمد عبد المعيد ضان، الناشر مجلس دائرة المعارف العثمانية.

13 ــ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، المحقق : إحسان عباس، الناشر : دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى: 0 ، 1900

13 ــ فوات الوفيات، المؤلف : محمد بن شاكر الكتبي، المحقق : إحسان عباس، الناشر : دار صادر – بيروت، الطبعة الأولى:، 1973م

14 ــ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.

15 ــ طبقات المفسرين: للحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوردي، تحقيق علي محمدعمر، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، جامعة الإمام، بالرياض 238، ط2، 1429هـ ــ 2008م، مكتبة وهبة ــ القاهرة.

اللغة

16 ــ لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، الناشر : دار صادر – بيروت، ط1

17 ــ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن المقري التلمساني، المحقق : إحسان عباس ، الناشر : دار صادر- بيروت – لبنان ص.ب 10، ط1، 1968م، طبعة جديدة 1997م.

18 ــ تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ، أبي الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر دار الهداية،

التاريخ والأنساب

19 ــ معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، الناشر : دار الفكر – بيروت.

20 ــ الإحاطة في أخبار غرناطة، لأبي عبد الله بن سعد بن أحمد السلماني (لسان الدين ابن الخطيب)، دار النشر: دار الكتب العلمية – لبنان / بيروت – 2003 هـ – 1424 هـ، ط1، تحقيق: د. يوسف علي طويل

21 ــ تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، نقله إلى العربية، رمضان عبد التواب، د. يعقوب بكر، دار المعارف بمصر، سنة 1975م.

الهوامش:

  1. ) طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنروي. الناشر : مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة. ط!، 1997

    تحقيق : سليمان بن صالح الخزي، ص/ 278 ــ 279 . و الأعلام ، لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى : 1396هـ) ، الناشر : دار العلم للملايين، ط15 – أيار / مايو 2002 م ، 7/152.

  2. ) طبقات المفسرين: للحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوردي، تحقيق علي محمدعمر، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، جامعة الإمام، بالرياض 238، ط2، 1429هـ ــ 2008م، مكتبة وهبة ــ القاهرة.1/4
  3. ) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن المقري التلمساني، المحقق : إحسان عباس ، الناشر : دار صادر- بيروت – لبنان ص.ب 10، ط1، 1968م، طبعة جديدة 1997م، 2/ 537.
  4. ) طبقات المفسرين لمحمد الداوردي ص/ 278 ــ 279. و الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني، 6/ 58
  5. ) طبقات المفسرين: لمحمد الداوردي
  6. ) الإحاطة في أخبار غرناطة، لأبي عبد الله بن سعد بن أحمد السلماني ( لسان الدين ابن الخطيب)، دار النشر : دار الكتب العلمية – لبنان / بيروت – 2003 هـ – 1424 هـ، ط1، تحقيق : د. يوسف علي طويل، ا/142،
  7. ) الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني 6/ 64
  8. ) بغية الوعاة للسيوطي، 1/470.
  9. ) انظر: المرجع السابق، ص/ 37.
  10. ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد بن علي الشوكاني، 1/ 30.
  11. ) البحر المحيط لأبي حيان4/312،
  12. ) شذرات الذهب لعبد الحي العكري، 8/343.
  13. ) غاية النهاية لابن الجزري، ص/ 54.
  14. ) الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني، 1/ 239.
  15. ) الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني، 3/ 111.
  16. ) الدرر الكامنة 6/ 62.
  17. ) فهرس الفهارس لمحمد الإدريسي، 2/208.
  18. ) البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد بن علي الشوكان 2/281، والدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني، 6/ 64.
  19. ) البدر الطالع لمحمد بن علي الشوكاني، 2/288، وفوات الوفيات لمحمد بن شاكر، 2/79.
  20. ) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر، 4/79.
  21. ) البدر الطالع لمحمد بن علي الشوكاني، 2/279.
  22. ) المرجع نفسه، 4/79.
  23. ) البدر الطالع لمحمد بن علي الشوكاني، 2/282.
  24. ) المرجع نفسه، 2/282.
  25. ) الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني 6/65.
  26. ) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري، ص/402.
  27. ) طبقات المفسرين لمحمد الداوردي ، ص/ 278.
  28. ) البحر المحيط في التفسير، لأبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ)، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر – بيروت، الطبعة: 1420 هـ، 1/ 5.
  29. ) البحر المحيط في التفسير لأبي حيان ، 1/ 5 ــ 6.
  30. ) زمخشر: بفتح أوله وثانيه ثم خاء معجمة ساكنة وشين معجمة وراء مهملة قرية جامعة من نواحي خوارزم إليها ينسب أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري. انظر: معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي ، 3/147.
  31. ) وفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 254.
  32. ) مكة: سبقت ترجمتها في صففحة 7.
  33. ) طبقات المفسرين لمحمد الداوردي، ص/ 172. و الإسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير للدكتور محمد ص/ 167.و التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبى { رحمه الله } 1/ 412، و تاريخ ابن الوردي، لعمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعري الكندي (المتوفى: 749هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية – لبنان / بيروت، ط1، 1417هـ – 1996م 2/44.
  34. ) وفيات الأعيان لابن خلكان، 4/255، و يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، الثعالبي عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (ت429هـ) القاهرة، ط3، 1956م. 4/33..
  35. ) التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبى، 1/ 412.
  36. ) التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبى 1/ 412. وطبقات المفسرين لمحمد الداوردي، ص/ 172.
  37. ) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة ـ رحمه الله ـ الناشر : مكتبة السنة ص/ 167.
  38. ) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي، 2/ 163 ــ 164،
  39. ) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي، 1/ 489. وطبقات المفسرين لمحمد الداوردي، ص/31.
  40. ) نزهة الأنباء في طبقات الأدباء، ابو البركات الأنباري، ص/ 159.ومعجم الأدباء ليقوت الحموي، 19/282.
  41. ) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ـ 4/ 237.
  42. ) الأعلام للزركلي، 7/ 333 و بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي، 2/ 188.
  43. ) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي،7/ 333.
  44. ) طبقات المفسرين لمحمد الداوردي، ص/ 201.
  45. ) معجم الأدباء ليقوت الحموي، 2/ 155.
    • ) وفيات الأعيان وأنباء أبناء لابن خلكان، 5/09.

  46. ) الفتاوى الكبرى، لأحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، الناشر : دار المعرفة – بيروت، ط1، 1386، تحقيق : حسنين محمد مخلوف، 5/84.
  47. ) التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي، 1/ 304.
  48. ) تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان ، نقله إلى العربية ، رمضان عبد التواب ، د. يعقوب بكر ، دار المعارف بمصر ، سنة 1975م، 5/230 -231 .
  49. ) الزمخشري ،الحوفي ، ص 58 ، دار الفكر ، ط1 ، 1966 م .
  50. ) كشف الظنون لمصطفى بن عبد الله كاتب، 1/915 .
  51. ) كشف الظنون لمصطفى بن عبد الله كاتب، 2/ 1398 .
  52. ) كشف الظنون لمصطفى بن عبد الله كاتب، 2/1744 ، وتاريخ الأدب العربي لرمضان عبد التواب 5/255 .
  53. ) وفيات الأعيان لابن خلكان، 5/ 173.
  54. ) السمعاني: عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد الإمام الحافظ أبو سعيد بن السّمعانىّ التميمىّ، مولده بمرو. وكان إماما فاضلا محدّثا فقيها. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري، 5/ 378.
  55. ) الأنساب للسمعاني، مصدر الكتاب : موقع يعسوب، 3/ 163.
  56. ) وفيات الأعيان لابن خلكان، 5/ 168.
  57. ) الصحيح والحسن من أحاديث فضائل السور في الكشاف وأنوار التنزيل و الإرشاد، لعبد الستار فاضل، مجلة آداب الرافدين (277) العدد (22) سنة (1991م) نقلا عن التوجيه اللغوي والنحوي للقراءات في تفسير الزمخشري، لعبد الله سليمان محمد أديب، رسالة ماجستير جامعة الموصل، العراق، (1423هـ ــ 2002م)، ص/7.
  58. ) منهج الزمخشري في تفسير القرآن، ص/12.
  59. ) الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي؛ كان إماماً في علم النحو، وهو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود وحصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحراً، ثم زاد فيه الأخفش بحراً آخر وسماه الخبب. وقيل إن الخليل دعا بمكة أن يرزق، علماً لم يسبقه أحد إليه ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجة ففتح عليه بعلم العروض، وللخليل من التصانيف كتاب ” العين ” وكتاب ” العروض ” وكتاب ” الشواهد ” وتوفي سنة سبعين، ومائة، رحمه الله تعالى. وفيات الأعيان لابن خلكان، 2/ 244. وإنباه الرواة لعلي القطفي، 1/341.
  60. ) كتاب العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، الناشر : دار ومكتبة الهلال، تحقيق : د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي 5/ 327 ــ 328.
  61. ) تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ، أبي الفيض ، الملقّب بمرتضى ، الزَّبيدي، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر دار الهداية، 27/ 137.
  62. ) الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي المعروف بالأصمعي الباهلي. كان الأصمعي صاحب لغة ونحو، وإماماً في الأخبار والنوادر والملح والغرائب، وكان الرشيد يسميه “شيطان اللغة”. وللأصمعي تصانيف كثيرة منها كتاب ” خلق الإنسان ” وكتاب ” الأجناس ” وكتاب ” الأنواء ” ومات سنة ست عشرة – وقيل خمس عشرة – ومائتين، عن ثمان وثمانين سنة وقيل عن إحدى وتسعين سنة. وفيات الأعيان لابن خلكان، 3/ 170. وبغية الوعاة للسيوطي، 2/ 39، وغاية النهاية لابن الجزري، ص/ 209.
  63. ) لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، الناشر : دار صادر – بيروت، ط1، 10/ 419.
  64. ) سورة البقرة: آية ٨٥
  65. ) الكشاف للزمخشري،1/106.
  66. ) البحر المحيط لأبي حيان،1/ 466 ــ 467.
  67. ) سورة آل عمران: آية ٣
  68. ) الكشاف للزمخشري، 364.
  69. سورة النحل آية: ٤٤
  70. ) البحر المحيط لأبي حيان، 3/ 16.
  71. ) سورة النساء: آية ٤٠.
  72. ) الكشاف للزمخشري، 1/543.
  73. ) البحر المحيط لأبي حيان،3/ 642 ــ 643.
  74. ) سورة المائدة آية: ١٣
  75. ) الكشاف للزمخشري، 1/650.
  76. ) البحر المحيط لأبي حيان، 4/205.
  77. ) سورة الأنعام: آية ٤٥
  78. ) الكشاف للزمخشري، 2/24.
  79. ) البحر المحيط لأبي حيان، 4/515.
  80. ) سورة الأعراف: آية ٢٢
  81. ) الكشاف للزمخشري، 2/90 ــ 91.
  82. ) البحر المحيط لأبي حيان، 5/25.
  83. ) سورة التوبة: آية ٦٠
  84. ) الكشاف للزمخشري، 2/270.
  85. ) البحر المحيط لأبي حيان، 5/ 445.
  86. ) سورة يونس: آية ٩٤ ــ ٩٥
  87. ) الكشاف للزمخشري، 2/352.
  88. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/106.
  89. ) سورة هود: آية ١٢
  90. ) الكشاف للزمخشري، 2/363.
  91. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/129.
  92. ) سورة يوسف: آية ٩٢
  93. ) الكشاف للزمخشري، 2/473 ــ 474.
  94. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/321.
  95. ) سورة الرعد: آية ٢٥
  96. ) سورة الأعراف آية: ١٧٢
  97. ) الكشاف للزمخشري، 2/494.
  98. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/379.
  99. ) سورة إبراهيم: آية ١٩.
  100. ) الكشاف للزمخشري، 2/514.
  101. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/ 424.
  102. ) سورة النحل: آية ٢
  103. ) الكشاف للزمخشري، 2/554.
  104. ) البحر المحيط لأبي حيان، 6/ 504.
  105. ) سورة الكهف: آية ١١.
  106. ) سورة الأحقاف آية: ٣٥
  107. ) الكشاف للزمخشري، 2/659.
  108. ) سورة الأحقاف آية: ٣٥
  109. ) البحر المحيط لأبي حيان، 7/145.