العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في المناطق السورية (أُطره التاريخية ونتاجاته الحضارية في ظل المتغيرات الجيولوجية)

ناصر محمد سليمان سعد السلطني1

1 عضو هيئة تدريس بجامعة بنغازي – كلية الآداب والعلوم المرج

بريد الكتروني: naser_1123@yahoo.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3229

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 25/01/2022م

المستخلص

يُعد تناول موضوعات وعناوين تاريخية مرتبطة بالحضارة من بين أهم الموضوعات التي لابد من طرقِهْا والبحث فيها وهذا الموضوع المطروح للبحث والدراسة بوسمِهِ وهو (العصر الحجري القديم الأسفل في المناطق السورية – أُطُرِهِ التاريخية ونتاجاته الحضارية في ظل المتغيرات الجيولوجية) يحمل متضمنات وعناوين متداخلة ما بين التاريخ والجغرافية والحضارة وقد تكون هذه المتداخلات تمثل أهمية الدراسة كون البحث فيها سيُعطي مؤشر عن دلالة مستوى المتغير المعرفي الذي كانت عليه المكونات الأنثروبولوجية في مناطق الدراسة وضمن إطارها التاريخي والجغرافي هذا من جهة كما أن هذه المتضمنات والعناوين المتداخلة تمثل مشكلة البحث من جهة أخرى فهي تفرض على الباحث ضرورة البحث فيها للإجابة عن تساؤلات هامة منها مثالاً وليس حصراً: ما هي نطاقات حدود الجغرافي ومجالات أُطر التاريخ التي عليها واقع الدراسة؟ وما هي العلاقة بين المتغير الحضاري في مناطق سوريا التاريخية زمن الدراسة وبين الناتج الحضاري العام؟ وخلفية الباحث عن موضوعات تضمنتها دراسته بِوسمها المحدد تأتي من خلال كيفين معرفيين حُددت في الدراسة وهما التأطير التاريخي والناتج الحضاري واللذين أستدرسهما الباحث في عدد من الأدبيات ووجد فيهما لبس وجب عليه استجلائه عبر البحث فيها وفق منهج خاص يُمكنه من الوصول لنتائج يرى ضرورة الوصول إليه وهذا المنهج الذي يُحقق ذلك هو المنهج الوصفي والتحليلي اللذين يصفاً الحالة التاريخية والحضارية ويحللاً مدركاتها ومعطياتها للوصول للأهداف التي يرغب الباحث الوصول إليها ومنها محددات الأطر التاريخية وتعييناتها الجغرافية ويبين مستوى ودرجه النتاجات الحضارية المادية والمعنوية التي انتجتها المكونات الأنثروبولوجية التي استوطنت مناطق سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في ظل المتغيرات الجيولوجية وللوصول لذلك فقد قسم الباحث دراسته لعدة فصول رمُزت بأرقام تسلسلية وتحت كل فصل مبحث يحمل عناوين فرعية أول تلك الفصول التمهيد العام ويتضمن مقدمة عامة وأسباب اختيار الموضوع وخلفية الدراسة ومشكلتها وأهدافها وأهميتها والمنهج المتبع فيها، وثانيها مُتعلق بمُتغير التحولات الجيولوجية في الزمن الجيولوجي الرابع وتأثيرها على الوضع الجغرافي لمناطق بلاد سوريا، أما الثالث فهو تعيين الأطر التاريخية للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى والتكوينات الأنثروبولوجية خِلالهِ في مناطق سوريا التاريخية، والرابع استعراض النتاجات الحضارية في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية، والفصل الأخير هو الخاتمة وهي تتضمن نتائج الدراسة التي توصل إليها الباحث من خلال دراسته وبحثه منها على سبيل المثال لا الحصر أن للمتحولات الجيولوجية أثرها المباشر وغير المباشر على الحيز الجغرافي والبنية التضاريسية والمظاهر المناخية وبينت الدراسة أو مناطق سوريا التاريخية تعددت مسمياتها وفق متغيرين هما متغير النفوذ، ومتغير الثقافة والمعرفة التي سادت في زمن الدراسة وضمن محيطها الجغرافي، ومن بين ما توصلت إليه الدراسة هو أثبات العلاقة الاشتراطية والطردية بين المتغير الحضاري والناتج الحضاري العام وهي في الواقع ناتج معرفي خاص عن ما بُحث في متضمنات وعناوين الدراسة.

الكلمات المفتاحية: النتاج الحضاري، أسترالوبيتك الهومواكتوس، الأزمنة الجيولوجية، النطاق الجغرافي، الأطر التاريخية

Research title

The Lower or Lower Paleolithic Age in the Syrian regions

(Historical frameworks and civilizational products in light of geological variables)

Naser Mohammed Suleiman Saad Al Saltani1

1 Faculty member – University of Benghazi – College of Arts and Sciences Al-Marj

Email: naser_1123@yahoo.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3229

Published at 01/02/2022 Accepted at 25/01/2021

Abstract

Dealing with historical topics and titles related to civilization is among the most important topics that must be researched and researched. And civilization, and these overlappings may represent the importance of the study, as the research in it will give an indication of the significance of the level of the cognitive variable that the anthropological components were in the study areas and within this historical and geographical framework on the one hand, and these overlapping contents and addresses represent the research problem on the other hand, as it imposes on the researcher the necessity of Researching it to answer important questions, including, for example, but not limited to: What are the scopes of the geographical boundaries and the areas of history frameworks on which the reality of the study is located? What is the relationship between the cultural variable in the historical areas of Syria during the study period and the general cultural output? The researcher’s background on topics included in his study with its specific label comes through two epistemological methods that were identified in the study, namely, historical framing and cultural output, which the researcher studied in a number of literature and found ambiguity in them that he had to clarify by searching in them according to a special approach that enables him to reach results he deems necessary to reach and this approach What achieves this is the descriptive and analytical approach that describes the historical and civilized situation and analyzes its perceptions and data to reach the goals that the researcher wants to reach, including the determinants of historical frameworks and their geographical designations, and shows the level and degree of material and moral cultural products produced by the anthropological components that settled in the historical areas of Syria during the Lower Paleolithic or In light of the geological variables, and to reach that, the researcher divided his study into several chapters symbolized by serial numbers, and under each chapter there is a section with sub-headings. Fourth Geologist And its impact on the geographical situation of the regions of Syria. The third is the identification of the historical frameworks of the Lower or Lower Paleolithic era and the anthropological formations during it in the historical regions of Syria, and the fourth is a review of the civilizational products in the Lower or Lower Paleolithic era in the historical regions of Syria, and the last chapter is the conclusion, which includes The results of the study that the researcher reached through his study and research, including, for example, but not limited to, that the geological variables have a direct and indirect impact on the geographical space, terrain structure and climatic manifestations. The study time and within its geographical surroundings, and among the findings of the study is to prove the conditional and extrinsic relationship between the civilizational variable and the general civilizational output, which is in fact a special knowledge product from what was discussed in the contents and titles of the study.

1.1 تمهيد

من جهة يُعد تناول موضوع تاريخي بهدف بيان الحالة الحضارية ومستوياتها التي كانت عليها في جغرافية مُحددة خلال أزمنة جيولوجية بالدراسة والبحث من بين الأمور الصعبة التي تتطلب جهد مضني للوقوف على حقيقة ما تتضمنه تلك الأزمنة الجيولوجية والعصور والمراحل التاريخية لبيان أُطر تاريخية وتعيين مستويات خاصة بالنتاجات الحضارية بُني عليها في مراحل تاريخية لاحقة[1] ومهمة الباحث ضمن السياق السابق لا تقتصر على التعيين التاريخي وتحديد حالة النتاج الحضاري فقط بل تتعداه ليرصد مستوى تطور النتاجات الحضارية وبيان تدرج حالة التغير التي يطرأ عليها ضمن متغيرات الجيولوجية في إطار تاريخي مُحدد وهو العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى فالبعد التاريخي ومؤثرات متغيرات الجيولوجية وتراكمية الحالة الحضارية مواضيع متداخلة تفرض تفصيل خاص لعناصر الدراسة يضمن فيه الباحث محاولة تغطية ما يرغب في تناوله للوصول للنتائج التي يرتجيها ويأملها.

وأخذاً باعتبار ما تقدم كُله وللتوافق معه فيما يخص مناطق الدراسة (سوريا التاريخية) والنتاجات الحضارية التي قامت فيها يُلاحظ عليها وجود متداخلات عدة كان لها مؤشر حضاري خاص إذ تواترت وتلاحقت تلك المؤشرات متأثرة بعاملين هامين الأول العامل الزمني والثاني عوامل تأثير المتغيرات الجيولوجية فهذين العاملين يجب الوقوف على مؤثراتهما وبيان مستوياتهما وعلى ما أحدثتهما على النتاج الحضاري ضمن التاريخ والجغرافية[2] المحددين بالدراسة وعلى الباحث كذلك أن يبين أي منحنى حضاري تم خلالها.

هذا الأمر بالغ الأهمية ومهمة رصده مهمة جد صعبة وغاية في الدقة على الباحث أخذها بالاعتبار فسوريا بمفهومها التاريخي وجغرافيتها التاريخية ونتاجها الحضاري تُعد قيمة خاصة لكونها متبوئه لمكانة حضارية مرموقة ضمن سُلَّم مستويات الحضارة الإنسانية فتاريخها وجغرافيتها مليئة بالأحداث وزاخمة بالنتاجات الحضارية وما يميزها أنها مترابطة بدرجة كبيرة وبشكل ملحوظ ولكي يتحقق ما تم عرضه ولتسليط الضوء عليه وللوقوف عِندهُ يجب أن تُتبع آلية ومنهج خاص للبحث فيها لبيان ما سبق عرضه وإلمامهُ أو لإلمام جزء منه في دراسة علمية مُختصة تحمل عنوان يُعبر عنها لهذا أختار الباحث لدراسته عنواناً يُمكنه من تحقيق كل ذلك فأوسم دراسته بالعنوان التالي وهو العصر الحجري القديم الأسفل في المناطق السورية (أُطُرِهِ التاريخية ونتاجاته الحضارية في ظل المتغيرات الجيولوجية).

2.1 أسباب اختيار الموضوع

الأسباب التي دفعت بالباحث إلى اختيار هذا الموضوع للبحث والدراسة مُتعددة بعضها نابع من رغبته الشخصية في تناول عناوين الموضوع الموسوم به الدراسة، وبعضها الأخر نابع من خلفية وأهمية الدراسة وحاجة البحث في متضمناتها وعناوينها التي تشملها الدراسة وكما من ضمن الأسباب التي دفعت بالباحث لاختيار الموضوع بيان مستويات متغيرات الجيولوجيا على الجغرافية والنتاج الحضاري في مناطق الدراسة.

3.1 خلفية الدراسة

جاءت خلفية الباحث عن ما سيُطرح بالدراسة من خلال ما كان قد تم عرضه في الأدبيات والدراسات والأبحاث[3] السابقة التي تناولت بعض عناوين وموضوعات ستتطرق إليها الدراسة إلا أن تلك الأدبيات والدراسات والأبحاث أغفلت إيجاد روابط عمليات التطور الحضاري والانتقال التاريخي ومؤثر المتغير الجيولوجي عليها مما خلق حالة من اللبس والتشويش في تواريخ عمليات التحديد الزمني والانتقال الحضاري وكيفيته.

لهذا كان على الباحث أن يضع في اعتباره تلك الخلفية ويحاول ربط مستوى التطور الحضاري بالانتقال الزمني والتاريخي في ظل المتغير الجيولوجي وأثره فيهما وإن نجح الباحث ضمن دراسته في ربط الانتقال الزمني والتاريخي الخاص ببداية ونهاية العصور الحجري القديم الأسفل أو الأدنى وفق التطور الحضاري ستُتيح دراسته لمتضمنات الحالة الحضارية خلال العصر الحجري القديم الأسفل إظهار صورة عنها بشكل أكثر وضوحاً عن مستوى النتاجات الحضارية ومدى تأثير المتحولات الجيولوجية عليها وعلى التحديدات الجغرافية.[4]

4.1 مشكلة الدراسة

تُعد مشكلة الدراسة المحور والأساسي[5] لأي بحث علمي لهذا يجب على الباحث أن يُعين مشكلة بحثة ودراسته من خلال عنوان يتيح له الوقوف على مفاصل عناوين متضمناته ومشكلة الدراسة هذه بعنوانها الموسومة به وهو العصر الحجري القديم الأسفل في المناطق السورية (أُطُرِهِ التاريخية ونتاجاته الحضارية في ظل المتغيرات الجيولوجية) تكمن في إشكالية تعيين الخيط الرفيع بين المتغير الحضاري والناتج الحضاري العام المتمثل في الصناعات الحجرية والتقنية التي استخدمت في صناعتها ضمن إطار زمني وقع خلاله العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية والذي يُعد إشكالية في حد ذاته لكن المد الزمني طويل نسبياً إلا أنه لازم وضروري كونه يتيح تتبع المتغير الحضاري ونتاجه وسيحاول الباحث ضمن أطر بحثه الإجابة عن مجموعة من التساؤلات التي ستُترجَّم واقع مشكلة الدراسة ومن بينها مثلاً لا حصراً: في حدود أي جغرافية وأي إطار تاريخي كانت المتغيرات والنتاجات الحضارية؟ ما هو مستوى درجة تطور النتاجات الحضارية في العصر الحجري القديم الأسفل؟ وكيف أثرت التحولات الجيولوجية على النتاجات الحضارية؟ وما هي العلاقة بين المتغير الحضاري والناتج الحضاري العام؟ وهل كانت وتيرة النتاجات الحضارية مترابطة تمثل وتيرة واحدة أم إنها نتاج حال متعدد ومتغير مرتبط بالزمن ومتغيرات الجيولوجيا؟.

5.1 أهداف الدراسة

لهذه الدراسة جملة من الأهداف يسعى الباحث للوصول إليها من بينها إعطاء الدارس والمهتم صورة أكثر وضوحاً عن شكل ونوع النتاجات الحضارية بشقيها المادي والمعنوي وبيان مستوى تطورها خلال العصر المحدد بالدراسة ورصد مدى تأثير التحولات الجيولوجية عليها وعلى الجغرافية، كما من الأهداف المرجو تحقيقها تتبع الحالة الفكرية والاعتقادية وكذلك تعيين العلاقة أثباتاً أو نفياً بين المتغير الحضاري والناتج الحضاري العام الذي أنتجته الأجناس البشرية التي استوطنت مناطق سوريا خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

6.1 أهمية الموضوع

تكمن أهمية الدراسة في كونها تبحث في مستويات متعددة معنية بالنواحي التاريخية والجيولوجية والجغرافية والحضارية للوقوف على مستويات التغير والتطور الذي شهدته مناطق الدراسة ولتوضيح أثر التحولات الجيولوجية التي حدثت في ذلك الزمن على الجغرافية[6] والنتاجات الحضارية المادية والمعنوية.

ومن أهمية الدراسة أنها تُعد كم معرفي للربط بين الإطار الزمني والتاريخي والنتاج الحضاري المادي والمعنوي الذي قد يكون ساهم فيه المتغير الجيولوجي خلال مرحلة من مراحل الزمن الجيولوجي الرابع الذي كان أحدى فصوله العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى لأجل رصد نتاجاته الحضارية وبيان مستواها ودرجتها ضمن سُلَّم التطور الحضاري وبيان مستوى أثر وتأثير تلك النتاجات في فكر ونهج حياة أولئك القاطنين والمستوطنين لمناطق سوريا التاريخية وكذلك في فكر ونهج وأسلوب حياة من جاورهم من شعوب وأمم وهذا البيان الخاص في رأي الباحث ذا أهمية ودلالة خاصة.

7.1 منهج الدراسة

تفرض طبيعة الدراسة والموضوعات والعناوين التي تتضمنها والتي تتداخل فيها الدراسات الجيولوجية والتاريخية والحضارية على الباحث أن يتبع منهج يتيح له رصد تفاصيل متضمناتها وعناوينها المختلفة لهذا اختار الباحث المنهج التاريخي والوصفي التحليلي اللذين يُتيحا للباحث الرصد والتتبع والتحليل للوقائع التاريخية والنتاجات الحضارية التي تتناولها الدراسة.

2.1 مُتغير التحولات الجيولوجية في الزمن الجيولوجي الرابع وتأثيرها على الوضع الجغرافي لمناطق بلاد سوريا

عندما تتم دراسة المتغير الجغرافي لمناطق سوريا المشمولة جغرافياً بعدد من المناطق ذات النطاق الجغرافي الخاص بمحددات جغرافية سوريا التاريخية الأوسع نطاقاً يجب أن تتضمن الدراسة مشتملات جغرافية أشمل وهي جنوب غرب آسيا بل يجوز أن تتسع لنطاقات جغرافية أكثر شمولاً لتكتمل صورة المتغير الجغرافي وتتضح مؤثرات المتحولات الجيولوجية التي مرت عليها ليحدد مستويات نطاق تأثيرها جغرافياً وحضارياً.

وبشكل عام أرتبط المتغير الجيولوجي بشكل مباشر بوقائع متحولات الأزمنة الجيولوجية الأربعة والتي خلالها تعرضت الأرض بشكل عام ومناطق جنوب غرب آسيا[7] بشكل خاص والتي تقع ضمن نطاقها الجغرافي مناطق سوربا التاريخية للعديد من المتغيرات الجغرافية نتج عنها متحولات لبناءات تضاريسية وظواهر مناخية بدرجات متفاوتة من العنف والحدة أسهمت في تموضع القارات بالشكل الذي كانت عليه في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

وعوداً على ذِي بِدِءْ فأنه خلال الأزمنة الجيولوجية الثانية والثالثة وضح انقسام قارة بانجيا لقارتين هما جندوانا ولوراسيا بفعل عمليات الانجراف القاري والتي ليست إلا تحولات جيولوجية وبذات الفعل الجيولوجي أي الانجراف القاري زاد تكسر قارتي جندوانا ولوراسيا فانجرفت قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية وشبه القارة الهندية وأستراليا نحو القطاعات الجنوبية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية من الأرض وتزحزحت قارات أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية نحو الشمال الغربي والشمال الشرقي من الأرض.

وزاد مؤثر عمليات الانجراف القاري في مراحل الزمن الجيولوجي الرابع بحيث ضغطت على اليابسة لتتحرك نطاقات جغرافية من الأرض لتتموضع ضمن نطاقات ومحددات جغرافية مغايرة نسبياً لما كانت عليه فزاد بفعلها ابتعاد قارتي آسيا وأمريكا الشمالية عن أوروبا عن المستوى الذي كانت عليه في الزمن الجيولوجي الثالث بالذات ووضحت معالم انفصال شبه القارة الهندية عن جنوب شرق أفريقيا[8]وابتعدت شبه الجزيرة العربية عن شمال شرق أفريقيا جغرافياً بشكل تدريجي نتج عنه تموضع جغرافي خاص لكل من شبه الجزيرة الهندية وشبه الجزيرة العربية حيث في تلك المرحلة صارتا جزء واحد من قارة آسيا وبِفعله كذلك انفصلت أمريكا الجنوبية عن جنوب غرب أفريقيا[9] بحيث وصلت تقريباً إلى موقعها وحيزها الحالي.

وضمن ذات المتغير الجغرافي بفعل المتحولات الجيولوجية صار الحيز المكاني لمناطق الدراسة ضمن نطاق قارة

آسيا وتحديداً في الجزء الجنوبي الغربي منها وهي تحديداً في نطاقاتها الجغرافية التي تقع بمجملها فيما بين جبال الأمانوس في أقصى الشمال الشرقي وشبه جزيرة سيناء في أقصى الجنوب الغربي من ما أصطلح على تسميتها بمناطق جنوب غرب آسيا والتي في المبحث التالي سيتم تتبع موردات التحديدات الجغرافية التي تبين حالات التموضع الجغرافي لها.

2.2 الحيز الجغرافي والتسمية والمدلول لمناطق سوريا

التسمية في الواقع هي ذات ارتباط وثيق بالحال الذي عليه الجغرافية ومدرك التسمية من حيث الدلالة في اللفظ لهذا وجب ربط الأثنين معاً (التسمية والجغرافية) ضمن عملية تتبع يمكن الوصول من خلالها لواقع مراحل المتغيرات عليهما لهذا سيُلحظ على المسمى والجغرافية السورية حال التغير والتنوع في الاسم والحد الجغرافي ووفق كل ما تقدم عرضه فقد حُددت وعُينت جغرافياً مناطق البلاد السورية كما سبق وأن أشرنا في بعص المراجع والمصادر التاريخية والجغرافية القديمة على أنها تلك الأراضي الواقعة بين جبال طوروس شمالاً ومنطقة شبه جزيرة سيناء جنوباً، والبحر الأبيض المتوسط غرباً، وبلاد الرافدين شرقاً.[10]

وفي مصادر أخرى متعلقة بالجغرافية التاريخية[11] تناولت ترسيم وتعيين جغرافية مناطق البلاد السورية تذكر أنها هي تلك الأراضي التي يحدها من الشمال والشمال الشرقي جبال الأمانوس وجبال طوروس في مناطق الأناضول وثنية الفرات العليا[12] ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط[13] أما حدها من الغرب فيكون عند نهاية الصحراء السورية والتي تعتبر[14] الامتداد الشمالي لصحراء النفوذ وفي الجنوب يكون نهاية حدها في منطقة سيناء وهو في الواقع حد جغرافي داخل ضمن نطاق جغرافية منطقة أخرى لكنها مُرتبطة بنطاق جغرافية مناطق سوريا التاريخية عند بعض مختصي الجغرافية التاريخية بينما جغرافيين آخرين[15] كانوا قد تناولوا مناطق سوريا التاريخية يعتبرون أن أراضيها هي تلك التي تقع بين منطقة ايسوس القديمة (لواء الإسكندرونة) وبين مناطق شبه جزيرة سيناء في الجنوب الغربي من مناطق عُدت تابعة جغرافياً لمناطق جنوب غرب آسيا وهي ذاتها تُعد عند جغرافيين آخرين ضمن نطاق شمال شرق قارة أفريقيا.[16]

وعين جغرافيين آخرون حدود تلك المناطق السورية التاريخية بأن حدها من الشرق يكون عند نهاية منطقة ايسوس القديمة ومن الجنوب نهاية شبه جزيرة سيناء ومن الشمال جبال طوروس ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.[17]

ما يُلاحظ على هذه التعيينات الجغرافية أمرين أولاً التنوع ضمن سياقات جغرافية متعددة وليست ضمن سياق جغرافي واحد والثاني هو تداخل الاتجاهات الجغرافية من حيث التعيين والامتداد بشكل شبه كُلي وهنا يتضح اللبس في التعيين والتناول الجغرافي وهي في تقدير الباحث راجعة لتناول تلك المصادر للتعيين من خلال منطلقات التعيينات الجغرافية المتعددة والمتنوعة ذات المصدر المتعدد في أستقاء المعلومة الجغرافية من منطلقين الجغرافية التاريخية والجغرافية السياسية دون أن تربط بالحالة الحضارية فلو كان للنتاجات الحضارية دور في تلك التعيينات لكانت الجغرافية أشمل ومتعددة.

وفيما يخص التسمية فيرصد الباحث حالة لا تختلف عن التعيين الجغرافي وما مره به من تعدد وتوظيف واِختلاف إذ وضح التعدد واتنوع والتوظيف فقد أطلقت الشعوب التي كانت تستوطن مناطق بلاد الرافدين[18] خلال عصورها القديمة على بلاد سوريا أسماء كانت وفق صفات متعددة حيث عرفها السومريون خلال الألف السادسة قبل الميلاد بأسماء منها اسم (آمورو) Amuro أو (مارتو) Marto والتي تعني عندهم بلاد الغرب أو اتجاهه أي هي تلك المناطق والأراضي التي تقع غرب أراضهم[19] أما البابليون المهيمنين سياسياً وعسكرياً على كل مناطق سوريا والعراق على الأقل في فترات عين التحديد التاريخي[20] فقد أطلقوا على ضفتي الفرات الغربية والشرقية لفظي (سو-ري) Su-Re والأخر (سر-ري) Sr-Re كون ذلك التغير النسبي أو الكلي على الحد الجغرافي دفع بتلك التسمية واعتمادها ضمن المدرك الثقافي والمعرفي للبابليين حصراً.

وفي نصوص رأس شمرة التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد تغير اللفظ الدال على مناطق سوريا ليكون مسمى أخر وهو (شرين) Shryn[21] وقد استخدم العبرانيين ضمن لفظ الدلالة المعيارية في الاسم ليصبغ بصبغتهم الثقافية بحيث يكون الاسم المطلق عليها هو (سريون) Saruon للدلالة عن الأراضي التي تشمل كل من إقليم لبنان الداخلي[22] بالإضافة لمناطق سوريا[23] بمشتملاتها الجغرافية.

وخلال العهد الإغريقي[24] أو عهد السيطرة الثقافية أو العسكرية والسياسية الإغريقية على أصقاع من العالم أو أنها كانت من ضمن منظومة القوى الدولية أو الإقليمية نرى في الحالة الإغريقية وضوح الدلالة اللفظية ضمن المتغير العام في التحديد الجغرافي والتعدد في التسمية بمنطلقات الحالة الفكرية والثقافية وحاولت الأمة الإغريقية أن تضع بصمتها في الجانب اللفظي والدلالي في المسمى وكذلك في التعيين الجغرافي ليتغير المدلول والتحديد من حيث التسمية والحدود لتكون مناطق سوريا معروفة باسم سوريا الكبرى أو سوريا المجوفة وهي هنا تعني الدلالة اللفظية لتشمل حد جغرافية كل مناطق سوريا ولبنان والأردن وفلسطين[25] بحدودها الجغرافية الحالية.

وعطفاً على ما تقدم عرضه لابد من التنويه لحالة صياغات الشمول في اللفظ إذ يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار صيغة الاطلاق اللفظي على مناطق سوريا عبر مراحل العصور القديمة بالذات مراحل العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى موضع الدراسة والتي ضجت بها صخب العمليات العسكرية رغبة في السيطرة عليها وفرض النفوذ إذ أن المناطق (السورية) عُرفت بتزاحم الأمم وتقاطر الأقوام والشعوب عليها الطامحة بتصدر المشاهد السياسية وفرض الهيمنة الحضارية والثقافية عليها وهي حتماً مقدمات للأصباغ والهيمنة الثقافية ولهذا على الدارس أن يضع في حسبانه وجوب تغير الحد الجغرافي وتعدد التسمية وفق تلك المساعي.

وإجمالاً لو تم النظر في مسألتي الاختلاف في تعيين الحدود الجغرافية وعدم تناسق حالات الحدود وتعدد التسمية وعدم ثباتها أو تناسقها وتوافقها ضمن الإطار الزمني المحدد لأُدرك يقيناً أن تلك التغيرات في الحد الجغرافي والتعدد في التسمية التي هي أصلاً من تعيينات ومسميات أطلقتها الأمم والأقوام التي جاورت مناطق سوريا وحاولت غزوها كانت وفق ثقافات تلك الأقوام والأمم ووفق منطلقاتها الفكرية وأطماعها السياسية وهي راجعة لعمليات إصباغ صبغة الصفة ضمن الدلالة واللفظ من قِبلها عليها أي على مناطق سوريا وأيضاً وفق أسس الإطار الزمني الخاص بعملية تراتبية اتاحت تحديد لفظي ربط وفق مفهوم وثقافة تلك الأمم والأقوام التي سعت للهيمنة وتحققت لها لتفرض حد متوافق معها وتطلق لفظ عليها ناتج عن ثقافتها وهو حتماً سيكون مغاير للثقافة التي كانت سائدة بالمنطقة قبلها وهي إجمالاً لا تخرج عن كونها مضامين أنثروبولوجية وثقافية وسياسية متعلقة بالنفوذ والسيطرة والنتاجات وأخرى حضارية وكأنها رزنامة مكتملة في عملية اشتراطية وجب الأخذ بها بكثير من الاهتمام.

2.3 البنية التضاريسية والمظاهر المناخية في مناطق سوريا التاريخية في ظل المتغير الجيولوجي خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

لا يمكن معرفة مكونات البنى التضاريسية ولا المظاهر المناخية أو ما حدث لها من حيث التكوين والنتاج من دون أن

يتم البحث في التحولات الجيولوجية التي حدثت خلال الأزمنة الجيولوجية بالذات (الزمن الجيولوجي الرابع) ورصد درجات حدتها وتفادت قوتها والتي في الواقع هي التي تفرض عليها وعلى نطاقاتها الجغرافية تموضع وتكوين خاص كان قد سبق عرضه.[26]

في مجال البنية التضاريسية والمظاهر المناخية فإن للتحولات الجيولوجية تأثيرها الواضح والمباشر على مستوى سطح البحر وعلى نوعية التربة وأشكال السطح في مناطق عدة من الأرض ومنها مناطق جنوب غرب آسيا والتي ضمن نطاقها مناطق سوريا التاريخية إذ بفعل الحركة الهيرسينية والالتوائية التي كانت نتيجة التحولات الجيولوجية العنيفة والمباشرة تشكلت جبال[27] عدة في مناطق سوريا التاريخية إذ تكونت سلسلة المرتفعات الغربية والشرقية والتي كانت نتاج التي سببتها التحولات الجيولوجية المتلاحقة والمتعددة التي حدثت عبر الأزمنة الجيولوجية والتي تموضعت بشكلها الحالي تقريباً.[28]

وبذات فعل الحركة الهيرسينية والالتوائية التي أحدثتها المتحولات الجيولوجية تكونت سلسلة الجبال الغربية التي منها جبال الأمانوس وجبال لبنان الغربية والتي شكلت حاجز مانعاً لسلاسة الحركة الملاحية بين البحر وما يقع ورائه من الشرق إذ لا يمكن اختراقه إلا عند طرفين الأول شمالي من خلال منفذين وهما خليج الاسكندرونه عبر الطريق الواقع بين أمانوس وسهل ما بين النهرين وطرابلس وشرقي عكا وحيفا.

والثاني في الواقع جنوبي والذي لن يكون متاح نفاده وخرقه أو تجاوزه إلا من خلال خليج السويس الرابط بين سوريا التاريخية ومناطق البحر الأحمر وبلاد الحجاز[29]وجبال الأمانوس تُعتبر امتداد لجبال طوروس في الشمال والتي فصلت سوريا عن آسيا الصغرى حيث تفصلها عن كليكية ويشق جبال الأمانوس نهر العاصي ليصل إلى البحر كما يشقها عدة طُرق تمتد من انطاكية وحلب عبر الممر الرئيسي والوحيد وهو مضيق بيلان أو ما عُرف جغرافياً باسم أبواب سوريا.[30]

ومن ضمن المرتفعات الغربية سلسلة جبلية تُعرف باسم الآقراع والتي يتغير أسمها عند منطقة اللاذقية ليكون الاسم النصرانية والتي فيها يكون مصب نهر العاصي ومنها ينبع النهر الكبير وهذا الأخير يعد الحد الفاصل بين جبال الآقراع أو النصرانية وجبال لبنان وهي تمتد من النهر الكبير حتى نهر القاسمية الواقع شمال صور وهي تُسمى قرنة السوداء والتي تقع إلى جانبها قمة نهر القضيب المغصوصة بغابات الأرز القديمة.[31]

ومن ضمن قمم جبال لبنان الغربية قمة جبل صنين التي تطل على بيروت وخليج مارجرحس[32]ومن ضمن مرتفعات الحركة الهيرسينية والانكسارية والالتوائية التي حدثت الزمن الجيولوجي الرابع وهي في الواقع استمرار لما حدث جيولوجياً في الزمن الجيولوجي الثالث[33] جبال لبنان الغربية هضاب ومرتفعات الجليل الأعلى والأسفل في فلسطين وجبل طابور قرب الناصرة وتنتهي المنطقة الجبلية بسهل مرج بن عامر والذي يفصل بين الجليل الأعلى والأسفل في الشمال والسامرة ويهودا في الجنوب[34] وهناك جبال أخرى ضمن سلسلة المرتفعات الغربية تمثلها مجموعة من التلال منها تلال السامرة التي تتخللها العديد من الأودية تتدرج نحو هضبة اليهودية الكلسية والتي تنحدر بتموجات عريضة باتجاه بئر السبع وهي المنطقة الجنوبية التي يطلق عليها العبرانيون اسم النقب والذي يعني الأرض الملفوحة.

وأما المرتفعات الشرقية التي تقع ضمن سلسلة المرتفعات بسوريا وهي تبدأ من جنوبي حمص وتسير موازية للمرتفعات الغربية ثم تنحدر من حرمون (جبل الشيخ) نحو هضبة حوران البركانية ذات الصخور البازلتية والتربة الخصبة والتي تتجه جنوباً وشرقاً في صحراء حماه، ومنطقة تلال الجولان وتستمر بذات الدرجة تقريباً في شرق الأردن نحو تلال جلعاد وهضبة مؤاب المرتفعة وتنتهي في جبل أووم جنوبي البحر الميت ويقسم مجرى بردى وواديه سلسلة جبال لبنان الشرقية إلى قسمين قسم شمالي مقفر وجنوبي يعمر بالحياة وينبع من مرتفعات وادي الزبداني نهر بردى والذي يتجه نحو الشرق ليروي جزء كبير من الأراضي السورية.[35]

وظهرت بحيرات متعددة كبحيرة طبرية وحوض البحر الميت وتشكلت إقليم الهضاب الجنوبية والتي منها بادية سوريا وتموضع نهرت الفرات تقريباً بشكله الحالي وكانت عمليات الارساب النهري ذات تأثير خاص على نهري دجلة والفرات ونهري العاصي واليرموك[36] والليطاني ونهر أدونيس (نهر إبراهيم) بحيث ظهرت لها مجراتها ومحافيرها وممراتها في الأرض بشكل أكثر وضوحاً من ذي قبل وبسبب تحولات الزمن الرابع الجيولوجي فقد تنوع السهل الساحلي السوري من حيث الاتساع ليصل في عسقلان لعشرين ميل ويضيق عند سفح جبل لبنان بحيث لا يتجاوز الأربعة أميال وهو يمتد من سيناء جنوباً وحتى نهاية خليج منطقة ايسوس القديمة شرقاً.[37]

وينقسم السهل الساحلي السوري لقسمين شمالي يمتد من منطقة مونت كليموس[38] وحتى الكرمل أنه توجد فيه فينيقيا ومدرجات الليفانت وجنوبي يبدأ من أرواد وطرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وصور وعكا والسهل الساحلي السوري من بين السهول الساحلية التي لا توجد بها كثرة تعاريج تهيأ لوجود خلجان إلا خليج واحد فقط في الشمال وهو خليج الاسكندرونه، ويتغير المظهر الجغرافي في الساحل السوري فيما بين الكرمل ووادي العريش والصحراء الرملية فيقل ظهور الثغور على الشاطئ الرملي حتى لا نجد سوى يافا وعسقلان وغزة حيث توجد سهول خصبة مثل سهل شارون وسهل شفيلة.[39]

ومن بين مُستَّحدِثات المتحولات الجيولوجية جغرافياً منطقة البقاع أو ما يسمى بالمنخفض السوري الكبير وهي تقع بين سلسلتي المرتفعات الغربية والشرقية المسترسلة في مناطق سوريا التاريخية خاصة في جزئيها الغربي والشرقي وتمتد من نهر يانا إلى خليج العقبة وتستمر جنوباً حتى وادي الأردن وهي منطقة تستجرها الأنهار وترويها فنهر العاصي يروي أجزائها الشمالية أما الجزء الجنوبية فترويها مجموعة من الأنهار والأودية منها نهر الليطاني ونهر الأردن ونهر العاصي ونهر الفرات وهي منطقة وفيرة المياه وخصوبة التربة[40] لهذا تُعد من بين أهم مناطق سوريا جذباً للاستقرار والحياة فكانت مهداً لحضارة عامة بشقيها المادي والمعنوي كما أتاحت لها ممراتها المائية تواصلها مع عدد من مناطق مهد الحضارة ولهذا يتضح فيها مؤثرات الحضارة الخارجية.

وفي مناطق سوريا تقدمت النطاقات الصحراوية بدرجات متفاوتة ذات المكون الجيولوجي ذا الصفة الحجرية في أجزاء والرملي في أجزاء أخرى وتقع تلك النطاقات بين وادي الفرات والمنخفض السوري الكبير وقد عملت هذه المساحة الشاسعة على فصل بلاد سوريا عن بلاد الرافدين وقطعت الطريق الواصلة لمناطق الهلال الخصيب.[41]

ونتيجة ذلك يلاحظ مدى الأثر المباشر وغير المباشر الذي أحدثه هذا الفصل والقطع على الناحية الحضارية بين منطقتين حضاريتين مهمتين وهما سوريا وبلاد الرافدين وتنقسم النطاقات الصحراوية في سوريا لقسمين شمالي محاذي جغرافياً للعراق وقد عرف ببادية الجزيرة أو بادية ما بين النهرين وجنوبي[42] سُمي ببادية العراق أو السمادة وجنوبي غربي أطلق عليه اسم الحماد والصحراء السورية تُشكل مثلث كبير قاعدته الغربية مرتكزه على خليج العقبة والشرقية على حواف أطراف بحر الشروق الكبير  الشرقي (الخليج العربي) وقمته شاخصة عند حلب ومن بين أهم تلك النطاقات الصحراوية السورية صحراء النقب[43] وقفار جنوب سوريا.

وأما المظاهر المناخية وأثر التغيرات الجيولوجية عليها خلال عصر البلايستوسين فأن الهجوم الجليدي[44] كان

أكثر وضوحاً فقد غير من مناطق الضغط وفاوت نطاقات ومستويات الرياح فتغيرت من النطاقات الشمالية إلى النطاقات الجنوبية للأرض بمستويات مختلفة ومتعددة تشكلت معها مظاهر مناخية عملت على تهيأت خلق مستويات خاصة من التدرج المناخي تراوحت بين التطرف والحدة فانخفضت درجات الحرارة ضمن مراحل زمنية معينة واعتدلت نسبياً في مراحل أخرى وسببت أيضاً تلك التحولات الجيولوجية بهطول الأمطار بنسب متفاوته تتراوح ما بين الغزيرة والجفاف وفي فترات كانت الأجواء رطبة[45] بشكل واضح إلا أن ما يميز تلك المناخات أنها كانت معتدلة نسبياً مقارنة بالأجواء التي كانت في الأزمنة الجيولوجية الثلاث الأولى مهدت لظهور معالم حياتية بشرية وحيوانية ونباتية. [46]

فتحفزت عمليات الاستقرار وقيام الأنشطة والأعمال واتاحت عمليات تأثير وتأثر حضاري بين مناطق سوريا وبلاد ما بين النهرين وغيرها من المناطق إلا أن حجم تلك العمليات ونسبها وكيفيتها وأشكالها وجزئيتها من الناحية الجغرافية أو شمولها يحتاج للنظر فيه ودراسته وفيما يخص الإطار الزمني المحدد بالدراسة (العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى) يمكن أن يلحظ التأثير الكلي من ثلاث نواحي رئيسية:

الأولى متعلق بالحيز الجغرافي والمظهر المناخي والذي حدد المتحول الجيولوجي نطاقاتها وتكويناتها ومتأثراتها فأظهرت مكونات جغرافية خاص فشكلت جغرافيات خاصة بها عينت حيزها وحدود مناطقها وأطرت نطاقات أرضية خضراء أو قاحلة وكونت أودية وجوارف أحفوريه سالت فيها المياه وخلقت ممرات بين المكونات الجبلية وخلقت مناطق ضغط ووزعت نطاقات الرياح كان لها دور في خلق الجغرافية الطبيعية والمناخية الخاصة في مناطق وأصقاع الأرض[47] ومن هذه الأصقاع مناطق سوريا التاريخية.

والثانية متعلقة بالتكوينية الأنثروبولوجية فبعد أن هدأت المتحولات الجيولوجية في عموم الأرض تهيأت الأجناس البشرية للتحرك والتنقل عبر ممرات خلقتها تلك المتحولات الجيولوجية لاختيار مناطق استقرار على أساس قاعدة المفاضلة وتهيأ سبل الحياة فكانت مناطق سوريا التاريخية أحدها.

أما الثالثة فهي متعلقة بالنتاجات الحضارية والمتمثلة في الحالة الحضارية المادية والحضارية المعنوية من حيث إتاحة عمليات التأثير والتأثر وتناقل الخبرات بين الأمم والشعوب التي أما استوطنت مناطق سوريا التاريخية أو تلك التي جاورتهم ضمن نطاقات حيزهم الإقليمي في تناقل وتبادل معرفة التقنية الصناعية التي صُنعت بها الآلات والأدوات الحجرية التي تنتمي للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بحيث لوحظ بيان المؤثرات الخارجية على نوع وشكل بعض الصناعات الخاصة بالأدوات والآت الحجرية الوافد من خارج مناطق سوريا.

وما هو جدير بالذكر في هذا المقام هو أن مراحل الأزمنة الجيولوجية الأربعة مثلت بدايات تكوين الأرض ووجود الحياة فيها والزمن الجيولوجي الرابع هو زمن التكوين الحضاري الفعلي للأجناس البشرية وهو يشمل العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى والعصر الحجري القديم الأوسط والعصر الحجري القديم الأعلى والعصر الحجري الحديث وما يهم الدراسة بأطرها التاريخية المحددة هو العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

3.1 الأطر التاريخية للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى والتكوينات الأنثروبولوجية خِلالهِ في مناطق سوريا التاريخية

توافقت العصور الحجرية بعمومها مع ما يمكن أن يطلق عليه الباحث أزمنة الاستقرار وبداية الحياة للأجناس البشرية حيث خلالها تجسدت معالم للحياة وزخمت بها نتاجاتها الحضارية المتعددة والجدير بالذكر هنا أن هذه العصور الحجرية المتلاحقة مرت بها بعض من أصقاع الأرض وليس عموها كونها مرتبطة بالنتاجات الحضارية المرتبطة ضمناً بقيام الحياة ونشأتها فليست كل البقع الجغرافية والأصقاع مرت بذات التحولات الزمنية كونها متوافقة مع أن يُسجل بها نتاج حضاري خاص.

يُعد العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى زمنياً ضمن إطار زمني أشمل وأعم وهو الزمن الجيولوجي الرابع ذا الأثر والأهمية الخاصة على نواحي عده منها الجغرافية والنتاج الحضاري وهذا الزمن قسمه الجيولوجيين[48] لعصرين وهما (البلايستوسين[49] الذي يبدأ في مليون وثمانمائة ألف سنة واستمر حتى إحدى عشر ألف سنة قبل الميلاد ليبدأ عند هذا الزمن عصر الهوليوسين والذي يستمر حتى الوقت الحاضر).

وما يهم الدراسة ضمن أطرها ومُحدداتها الجغرافية من الزمن الجيولوجي الرابع هو جزء من عصر البلايستوسين بمرحلتيه الأولى والثانية والذي يقع زمنياً عند مليون وثمانمائة ألف سنة قبل الميلاد حتى مائة وخمسة وثلاثين ألف سنة قبل الميلاد[50] والذي ضمن نطاقها الزمني العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

في الواقع إن مناطق سوريا التاريخية مرت بالعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى ضمن مُحددات زمنية لا تخرج عن الإطار الزمني العام المحدد مليون وثمانمائة ألف سنة قبل الميلاد حتى مائة وخمسة وثلاثين ألف سنة قبل الميلاد ولكن كان دخول مناطق سوريا التاريخية في كل مراحل هذا الزمن متفاوت زمنياً لكنها تقريباً متقاربة بمعنى دخل جزء منها أي سوريا بينما ظل جزء آخر لم يدخل بعد ويُستشف ذلك كم خلال اللقى الأثرية التي عثر عليها في مواقع سُكنى تلك الأقوام التي استوطنت بعض من مناطق سوريا التاريخية حيث دلت تلك اللقى أن التقنية التي صُنعت بها كانت متقدمة عن تلك التي وجدت في مناطق أخرى ويُسجل ذلك في بعض الكهوف السفحية التي تقع في مناطق سلاسل المرتفعات الغربية خاصة الأمانوس وجبال لبنان الغربية ومرتفعات الجليل الأعلى والأسفل في فلسطين وجبل طابور هذه المناطق دخلت العصر الحجري القديم الأسفل والأدنى في زمن متقدم عن غيرها إلا أنها ليست هناك فوارق زمنية بعيدة عن بعضها.[51]

رغم التفاوت الزمني الذي كان بين مناطق سوريا التاريخية في عمليات دخول الإطار التاريخي لمراحل العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى إلا أن الأطر التاريخية له كانت تقريباً واحدة فالفوارق الزمنية التي كانت تفصل زمن دخول منطقة وأخرى لا يعني أنها لم تدخل جميعاً في الإطار التاريخي المحدد تاريخياً للدخول الفعلي للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بشكل كامل.

والجدير بالذكر أن التفاوت الزمني الذي كان بين مناطق سوريا التاريخية في دخولها للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى كان في حدود قرن من الزمان وما يوضح ذلك ويحدده بدرجة كبيرة من الصحة هو مستوى التراتب الطبقي للحفريات الأرضية إذ أن التراتيب التسلسلية ضمن طبقات الأرض في مواقع استيطان أمم وشعوب سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى تتراوح ما بين 40 سنتمتر إلى 60 سنتمتر بين التسلسلين الطبقيين.[52]

الواقع أن الباحث من خلال ما تقدم يميل لاعتماد مسألة مهمة متعلقة بعمليات التعيين الزمني يستنبِطُها من نتائج التدرج الطبقي المشار إليها فيما سبق التي تم عرض مثال عنها بأن عملية الانتقال الحضاري والزمني الخاصة ببعض مناطق سوريا التاريخية والتي تشير لدخولها في مراحل العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى كانت وفق عمليات التأثير والتأثر الحضاري وأن أطر تلك الفوارق الزمنية لا تزيد عن قرن من الزمان وهذا الفارق الزمني في العصور القديمة ليست ذات قيمة تذكر مقارنة بالقياس الزمني العام لأي عصر من العصور القديمة.

3.2 الأجناس البشرية التي استوطنت مناطق سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل

تتعدد الأجناس البشرية وتتداخل إلا أنه من الواضح أن تلك الأجناس شرعت في عمليات انتقالها واستقرارها وفق ظروف المتحولات الجيولوجية التي فرضت عليها حالات انتقال خاصة وطبائع حياتية معينة وقد تكون ساهمت في خلق نتاج بيولوجي وفسيولوجي أو فيزيقي متعدد أو محدد مكنته من التكيف معها لخلق حالة من الحياة الخاصة به وقد بذلت الأجناس البشرية التي عاشت المراحل الأولى من العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى جهود مضنية في سبيل تكيفه مع تلك المتحولات الجيولوجية.

وتدل الدراسات الأنثروبولوجية[53] أن الجنس البشري الذي أحدث حضارة العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل هو جنس الأسترالوبيتك أو ما أطلق عليه اسم الإنسان الأول الصانع للأدوات والآلات الحجرية التي تمثل حضارة الحصى وهي النتاج الحضاري البشري الأول الذي كان خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى وقد وفد هذا النوع البشري من قارة أفريقيا وتحديداً من شمالها الشرقي بالذات من منطقتي كينيا والقرن الأفريقي ليستوطن مناطق سوريا التاريخية منها العبيدية القريبة من الضفة اليمنى لبحيرة طبرية وجبل الكرمل وأم قَطَفة وجسر بنات يعقوب ومغارة الطابون[54] وغيرها بعد أن هدأت المتحولات الجيولوجية خلال الزمن الجيولوجي الرابع وكانت الصفات الفيزيقية لهذا النوع البشري خاصة إذ أن طوله يتراواح ما بين المتر وعشرين سنتمتر والمتر وستين سنتمتر ووزنه ما بين 40 كيلوجرام و55 كيلوجرام ويُلحظ على أسنانه الضخامة والبروز النسبي مقارنة بالوضع الطبيعي الذي يجب أن يكون عليه أسنان إنسان العصور الحجرية اللاحقة كما أنه من المواصفات الفيزيقية حجم دماغه إذ أنه كان في حدود 450 جرام.[55]

وعن هذا الإنسان الأسترالوبيتك الماهر أو الصانع تفرع منه إنسان الهومواركتوس أي الإنسان منتصب القامة والإنسان العاقل[56] مختلطاً بأجناس بشرية قادمة من القطاعات الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية للقطاع الجنوبي للأرض[57] وقد استوطن إنسان الهومواركتوس مناطق جنوب غرب آسيا وخاصة مناطق سوريا عند حوض النهر الكبير في اللاذقية وحوض نهر العاصي وكذلك منطقة اللطامنة الواقعة شمال غرب حماة وحوض نهر الأبرش في منطقة طرطوس وفلسطين في منطقة العبيدية ومنطقة معان باروخ وهولون والأردن في وادي الأردن وفي منطقة الأزرق ولبنان في برج قناريت على الساحل الجنوبي.

ومن خلال بقايا الهياكل العظمية تدل أن المواصفات الفيزيقية الطبيعية [58] لإنسان الهومواركتوس في تلك المناطق كان أطول قامة من إنسان الأسترالوبيتك إذ يتراوح ما بين 150 و 160 سنتمتر وحجم مخه يتراوح ما بين 800 و 1000 سنتمتر مكعب وجمجمته تميل إلى الاستدارة والأسنان أقل ضخامة وبروز[59] من أسنان إنسان الأسترالوبيتك إنسان الهومواركتوس[60] رصد تواجده مناطق سوريا التاريخية كخلف للأسترالوبيتك ولم يختفي منها إلا في النصف الأول من العصر الحجري القديم الأوسط ليخلفه إنسان أخر وهو إنسان النياندرتال الفلسطيني والذي كان في أواخر العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى ولكنه يدخل ضمن المكون والصفة في مرحلة زمنية أخرى وهي مرحلة العصر الحجري القديم الأوسط والتي ليست ضمن الأطر التاريخية لهذه الدراسة.

4.1 النتاجات الحضارية في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية

النتاجات الحضارية هي كل ما أنتجه إنسان العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى من نتاجات مادية ملموسة ومعنوية محسوسة والأدوار الحضارية التي مرت بها تلك النتاجات الحضارية في اعتقاد الباحث مرتبطة بالتقنية الصناعية بالإضافة لمستويات نضج الصناعة وهي في الواقع عملية اشتراطية وعكسية وقد كان للمتحولات الجيولوجية دور في تناقل المعرفة التقنية عبر إتاحة الاتصال التي هيأت لعمليات التأثير والتأثر.

4.2 النتاجات الحضارية المادية

مرت هذه النتاجات الحضارية في مناطق سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأسفل والأدنى بمرحلتين من مراحل التطور وما يحدد هاتين المرحلتين هو التقنية الصناعية ودرجة ومستوى الاتقان وهذا الأخير مرتبط ارتباط وثيق بالتقنية المستخدمة في الصناعة والتقنية في الواقع هي نتاج تطور وزيادة المعرفة والخبرة وتبادلهما والتي لا تأتي إلا بأمرين الأول عمليات الممارسة الصناعية ومحاولة التطوير الدائم والمستمر والثاني عبر عمليات التأثير والتأثر التي تواترت متأثرة بما يصاحبها من متحولات خاصة الجيولوجية.

مَثَّلْ بدايات المعرفة الصناعية والتقنية في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى تلك الصناعات الحجرية التي صنعها إنسان الأسترالوبيتك والذي دخل مناطق سوريا التاريخية بعد أن هدأت المتحولات الجيولوجية خاصة مع بداية الزمن الجيولوجي الرابع.

وهذه الصناعة والتقنية هي عبارة عن أدوات وآلات حجرية مصنوعة من الحصى وقد مرت هذه الصناعات الحجرية بدورين عُرف الدور الأول اصطلاحاً بالدور الحضاري الأبفيلي أما دورها الثاني فقد عُرف بالدور الحضاري الأشولي وهذين المصطلحين يرجعان لمناطقتي أبفيل وأشول الفرنسيتين.

وقد أطلقا هذين المصطلحين (الأبفيلي و الأشولي) على الصناعات الحجرية التي ترجع للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى التي عُثر عليها بمناطق عدة من سوريا التاريخية لوجود شبه تتطابق فني وتقني مع صناعات حجرية تم اكتشافها قبلاً ترجع للمنطقتين الفرنسيتين أنفة الذكر فسُحبت هاتين التسميتين الأبفيلية الأشولية على تلك الصناعات الحجرية والصناعات الحجرية التي تنتمي للعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بمناطق سوريا تتمثل في أدوات وآلات حجرية ذات مواصفات خاصة من التقنية[61] في التصنيع من حيث الدرجة في الاتقان والمستوى والتقنية والصفة الفنية التي صُنِعت بها هذه الصناعات الحجرية هي تقنية ضرب الحجر وتشطيره.

وتتمثل تلك الأدوات والآلات في الفأس اليدوية الحجرية[62] وهي تعد أداة وآلة الاستخدام الرئيسية والأولى لأصحاب الحضارة الأبفيلية وهي عبارة عن ألة قطع جُعل لها وجهاً وحدّان قاطعاً ورأس حادة وقبضة دائرية وقد وجد أعداد من هذه الألة بالذات (الفأس اليدوية الحجرية) في ترسبات السرير الأعلى للنهر الكبير الشمالي في مواقع ست مرخو والشيخ محمد في منطقة اللاذقية كما وجدت في مناطق رسوبيه مختلفة أدوات أخرى مطروقة من أحد جوانبها ليكون لها حدّ واضح[63] يجعل منها أداة وآلة توظيفية لاستخدامات عمليات القواطع.

وكشفت أعمال المسح والاستكشاف الأثري في مواقع عدة من مناطق سوريا التاريخية منها العبيدية عن وجود أدوات وآلات حجرية أخرى ذات توظيف خاص بمستخدمات الحياة اليومية منها المطرقة الحجرية على سبيل المثال وفي مناطق جسر بنات يعقوب في الجليل الأعلى وفي مجرى نهر الأردن وكهوف عدلون الواقعة بين صور وصيدا ومنطقة الكرمل[64] وأم قطفة شمال غربي البحر الميت والزطية الواقعة شمال غرب بحيرة طبرية ورأس شمرة عُثر على لقى أثرية تمثل حضارة العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل ترجع للدور الأشولي على مستويات خمس طبقات تسلسلية منها الفؤوس اليدوية ومكاشط وسواطير والبلطات الحجرية مطمور مع بعض منها بقايا عظمية لفيل.[65]

والجدير بالذكر أن الصناعات الحجرية التي ترجع لحضارة العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل تتصف بأنها ذات أوزان ثقيلة وأحجام كبيرة وهذا الأمر بطبيعة الحال ينعكس على درجة الاتقان ومستوى الأداء والفاعلية والغرض الذي من أجله صُنعت تلك الأدوات والآلات.[66]

والملاحظ على تلك الآلات والأدوات أنها كانت توظيفية صرفة تعكس مناشط ونمط حياة الأجناس البشرية التي عاشت تلك المرحلة التاريخية وهي مرحلة العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى وبما أن تلك الأجناس البشرية كانت تعتمد في حياتها الأولى على مهنتي الجمع والالتقاط ثم بعد ذلك الصيد فقد صنعت أدوات وآلات تفيدها في معيشتها وتفي بأغراض متطلباتها واحتياجاتها فكانت الفؤوس اليدوية المحذذة والمكاشط والبلطات المسننة الطويلة نسبياً مقارنة بتلك التي وجدت في المراحل الأولى من العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى والسكاكين الحجرية ذات الحد الواحد كما أن كل تلك الصناعات الحجرية لوحظ عليها عدم التشذيب للحواف ولعلها انعكاس فعلي لقنية صناعية في الواقع غير متطورة بمفاهيم العصور الحجرية اللاحقة وهذه التقنية الصناعية غير المتطورة قياساً كانت تقنية التشطير للحجر.

ومن التقنيات الصناعية التي عرفها إنسان العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية التقنية الصناعية الكلاكتونية والتي عرفت بهذا الاسم نسبة إلى بلدة Clactonon Sea في اسكبى بإنجلترا والإنسان الذي أنتجها هو من أوربا وهو إنسان هيدلبرج[67] والذي في الواقع معاصر لإنسان إنسان الهومواركتوس ومن قبله إنسان الأسترالوبيتك.

ورغم أن تقنية الصناعة الكلاكتونية كان انتشارها محدد في مواقع خاصة من العالم وهي مناطق شمال وجنوب شرق أفريقيا وكذلك الأجزاء الشمالية الغربية من أوربا إلا أن تقنية صناعتها وُصدت في أجزاء واسعة من مناطق جنوب غرب آسيا[68] والتي من ضمنها سوريا التاريخية وهذا المعرفة والممارسة التقنية كانت في إطار عمليات التأثير والتأثر وتراكمية الأخذ بالسبل المعرفية التقنية الصناعية واعتماد عمليات التطور ولهذا وصلت هذه التقنية لمناطق سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بعد أن انتشرت لمنطقة جنوب غرب آسيا وهذه التقنية صُنعت من شقف حجرية كبيرة الحجم تتم أزالتها من نوياتها الحجرية ويتم التخلص منها بعد ذلك بطريقة الضرب والطرق على الحجر[69] وبمعنى آخر عمليات الطرق والتشذيب التشظية وليست تقنية التشظايا لأنها أي (التشطايا) تقنية صناعية متطورة لم تكن معروفة بعد في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى.

وفي هذه المرحلة تحديداً لم يعتمد اليبروديون[70] كثيراً على الفأس اليدوية لأنهم استعاضوا عنها بأداة جديدة وهي المِقَحْفُ اليبرودي متعدّد الأشكال والمصنّع من شظية صَوَّانيةَ عريضة وسميكة في الغالب وله حدّان عاملان عليهما تشذيب متدرّج على شكل حراشف يشكلان في نقطة التقائهما زاوية حادة وعلى ما يبدو أن مستخدمات المِقَحْفُ كانت لقطع وقشط الجلود التي قد يكون استخدامها متعدد منها اللباس والأثاث.

من هنا يميل الباحث توافقاً مع ما تقدم واستخلاصاً له لاعتبار أن الصناعات الحجرية التي صنعت خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بأنها قد مرت عبر تقنيتين صناعيتين الأولى تقنية ضرب الحجر وتشطيره وقد مرت هذه التقنية بدوين أساسيين وهما الأبفيلي والأشولي والتقنية الثانية هي الكلايكتونية والتي تعتمد على طرق الحجر وتشذيبه عبر التشظية.

وإجمالاً هذه التقنية الصناعية الحجرية الاخيرة كانت ضمن عمليات التأثير والتأثر الحضاري وهي سِمَّة عامة متواترة في تبادل الخبرات بين الشعوب والأمم وهي تقنية تكتسب عبر متطلبات حالة صيرورة التطور في المهن والتي هي ليست إلا نتاج تطور للمعرفة وبما أن المكونات والتكوينات المجتمعية التي استوطنت مناطق سوريا التاريخية مهيأ لها عمليات الانتقال والتنقل وأن العهد بالمعرفة الصناعية جاءت للوفاء بمتطلبات الضرورة والحاجة.

والحاجة هنا تفرض واقع تبادل الخبرات من جهة والمحاولة المستمرة لتحسين الأداء وهذا يتيح للمتغير المعرفي التواتر والتلاحق وهو بالضرورة مبني على ما قبلِهِ من معرفة ومفتوح على كل التجارب السابقة لهم ولغيرهم من الأجناس البشرية التي عاصرتهم والهدف المرجو من قبل الجميع هو توفير الوقت والجهد وحسن الأداء لتحقيق الهدف من استخدام أي من الأدوات والآلات المستخدمة.

4.3 النتاجات الحضارية المعنوية

من غير الممكن أن يتم تصور وجود واقع تطور للنتاجين الحضاريين المادي والمعنوي في أي حضارة كانت من دون وجود تجمعات لأجناس بشرية ضمن محيط معين أو جغرافية محددة وبالذات النتاج الحضاري المعنوي كون أن تلك التجمعات تمارس فيها مناشط حياتية مهمة منها الوعاء الفكري أي لغة التخاطب أهم نتاج حضاري معنوي وهو ذا أهمية خاصة في الدراسة.

في الواقع إن موضوع التجمعات السكانية خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية مهم وهو مرتبط بما تقدم لهذا عمل بعض الباحثين على قيامهم بعدة أعمال مسح وتنقيب في مناطق الدراسة توصلت إحداها لتعيين أطر مكانية استوطنتها تجمعات بشرية عبر العالمة الأثرية السيدة جارود في جبل الكرمل والناصرة وكهوف شمال غرب طبرية[71] من خلال عثورها على بقايا هياكل عظمية بشرية بها تنتمي للعصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل وتلك الكهوف في الواقع ليست إلا مقرات سكنتها المكونات المجتمعية وأفادت السيدة جارد بأن تلك المقار عاشت بها أعداد صغيرة تتراوح ما بين 10 إلى 25 فرداً[72] وقد مارست بها أنماط حياتية مختلفة وأسست فيها نظام اجتماعي خاص كانت الأسرة والعائلة مركزها ومحورها والسلطات فيها هرمية إذ كان للأب أو لكبير التجمع سلطة عليا ومطلقة عليها.[73]

ويستنبط الباحث من خلاصة تقارير أثري[74] أن هناك اعتقاد أو على الأقل تقليد اجتماعي كان قد ساد في مناطق سوريا التاريخية زمن العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى وهو مهم في البناء الاجتماعي لتلك المكونات الاجتماعية زمن الدراسة وهذا التقليد أو المعتقد الاجتماعي هو ذاك الخاص بإجازة وأباحة تعدد الزوجات حيث عثر في تلك التجمعات على بقايا نساء وعدد من الأبناء وهذه النساء البالغات من الممكن أنهن زوجات لذات كبير الأسرة أو قائد الجماعة[75] إذ سيترتب على هذه والإباحة اعتماد مهام وستُقَّر عادات وتقاليد مصاحبة لعمليات الزواج المتكرر أو الملكية التعددية للزوجات ممكن تصورها وهي جميعاً قائمة على تقاليد اجتماعية تدخل ضمناً في المجال الحضاري المعنوي فقد وجدت رموز ودلالات عنها على جداريات نقشية تجسدها في بعض الكهوف منها بجبل الكرمل وكهف اللطامنة.[76]

وقد تناثرت هذه التجمعات البشرية بكهوف العديد من مناطق سوريا التاريخية المنتشرة في كل من في مناطق من فلسطين ولبنان والأردن جنوباً مروراً بيبرود والمناطق الواقع غرب الطامنة وحتى بادية الشام شمالاً[77] منها ما سبق تعيينه وذكره ومنها ما لم يذكر أنفاً مثل وادي سكفتا في يبرود وكانت تلك الكهوف وغيرها بالإضافة كونها مقر سكن فهي أيضاً ملاجئ بسبب الظروف المناخية القاسية التي كانت قد صاحبت الزمن الجيولوجي الرابع البلايستوسيني[78] التي كانت بين الفينة والأخرى تعصف بقطاعات واسعة من الأرض.

وقد تراكمت في تلك الكهوف والملاجئ بقايا هياكل عظمية ولقى حجرية خاصة بالجماعات التي قطنتها في طبقات الأرض بسمك 11 متر ونصف متدرجة حيث كانت الطبقات الدنيا والوسطى تحتوي بقايا ولقى من الأسترالوبيتك والهومواركتوس أما العليا فإنها تعود إلى النياندرتال المبكر أو النيادرتال الفلسطيني.[79]

ومن الجوانب الحضارية المعنوية التي كانت زمن العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى التي فرضتها وجود حياة اجتماعية مشتركة في تجمعات بشرية من غير الممكن لتلك الجماعات البشرية العيش مجتمعة من دون أن لا يكون بينها لغة تخاطب فمشاغل الحياة والهموم المشتركة والحياة الجماعية تُحتم وجود لغة مشتركة للتخاطب وللاتصال والتفاهم والتي على أساسها قسمت الأعمال وحددت المهام الحياتية بحسب الجنس والسن فكانت المهام والأعمال الشاقة منوطة بالرجال في حين تولت النساء والصبيان القيام بالأعمال والمهام الأقل مشقة وجهد.[80]

وبما أن المكون المجتمعي في تلك التجمعات البشرية كانت قائمة على أسس أُسرية وعائلية كما وسبق وأن ذكر[81] فقد فرضت هذه الأسس حالات سلوك خاص كانت في مُجملِهِ توافقية بين أفرادها قائمة على أساس المرتبة والدرجة.

وفي مجال الجانب الحضاري المعنوي أيضاً فقد كان اعتقاد إنسان العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل نسبي الإيمان[82] في المستوى والدرجة الاعتقادية ولا يمكن القطع بالحالة الإيمانية التوحيدية وإن كانت فهي نسبية وليست كلية والدليل هو أن عمليات الدلالة المعيشية ضمن الحياة التي كان يمارسها هي ضمن حالة عدم الاعتقاد التوحيدي إذ وِجدت أكوام من الحجارة كانت مخصصة للعبادة وللقداسة.

وتبعاً للحالة الاعتقادية والمعتقدية للأجناس البشرية التي عاشت في مناطق سوريا التاريخية خلال العصر الحجري القديم الأدنى أو الأسفل أنها اعتمدت أسلوب خاص في التعامل مع جثث موتاهم فقاموا بدفنها دون التقيد باتجاه واحد عند تسجيدتها ودفنها فبعضها دفنت مستلقية على الظهر وأخرى على الجنب الأيمن بينما دفنت أخرى على الجنب الإيسر ورغم هذا الاختلاف في طرق الدفن إلا أن الشيء المشترك بينها هو دفنها وهي مثنية الأرجل وبعضها كان قابض على فك خنزير بري[83] وهذا يدل على قداسة هذا الحيوان عندهم.

وهذا يدل على أمرين الأول أن الدفن مربوط بقرابين تُقدم للآلهة لقبول الميت ووضعه في درجة ومستوى ما من الراحة والسعادة في عالم ما بعد الموت، والثاني متعلق باحتمالية الحياة بعد الموت وهي تأتي ضمن سياقات لاهوتية واعتقاديه قائمة على أن الميت بعد البعث وعند العرض سيكون مشفوع بالتقرب للإله عند الحساب وفي الأمرين دلالة هي اعتقادية وإيمانية صرفة.[84]

ومن خلال استعراض النتاجات الحضارية بفرعيها أو مجاليها المادي والمعنوي يتضح بما لا مجال للشك فيه أن الأُطر التاريخية التي حددها الباحث للوقوف على ما كان بها من نتاجات حضارية ومتغيرات جغرافية مثلت في الواقع العلاقة بين المتغير الحضاري الذي كان واقع بشكل مباشر أو غير مباشر تحت تأثير المتحولات الجيولوجية والذي كان هذا المتغير الحضاري ترجمة للناتج الحضاري العام ضمن سُلَّم التطور الحضاري العام ولعل الاستعراضات الحضارية التي تضمنتها النتاجات الحضارية بشكلها العام تُؤكد على أن العلاقة بين المتغير الحضاري والناتج الحضاري العام اشتراطية وطردية وهي واقعة تحت مؤثرات الفعل الجيولوجي واتاحته للمكونات الاجتماعية مستوى خاص لإحداث نتاج حضاري فيه.

الخاتمة

تعرضت الدراسة بالبحث في عدد من الموضوعات والعناوين التي تشتملها وتقع ضمن نطاق ما وسمت به وقد توصلت لعدة نتاج وفق كل عنوان وموضوع تناوله الباحث فيها بداية فقد نحج الباحث في ربط أُسس متضمنات العنوان الموسومة به الدراسة وهي (أُطُرِهِ التاريخية ونتاجاته الحضارية في ظل المتغيرات الجيولوجية) في مناطق مُحددة وهي المناطق السورية وفق مُحدد الجغرافيا التاريخية وفي زمن مُحدد هو العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى بحيث تسلسلت في الدراسة هذه المُحددات وفق صياغات ومتناولات مترابطة.

كما وُفقت الدراسة في تتبع متغيرات التسمية لمناطق سوريا التاريخية ضمن مُتسلسل زمني متراتب ومتلاحق

وبينت الدراسة كذلك الأثر المباشر وغير المباشر للمتحولات الجيولوجية على التعيينات الجغرافية واستعرضت عدد من التعيينات الجغرافية وتتبعت البنية التضاريسية واستعرضت المظاهر المناخية وفق المتحول الجيولوجي الذي كان لها دور فاعل فيها.

وتوصلت الدراسة لتعيين زمني خاص بالعصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى وعينت الدراسة متلازمة الفوارق الزمنية التي تكون بين المحدد الكلي لزمن وتوقيت العصور الحجرية القديمة وبين المتغيرات الحضارية بالمنطقة وقاطنيها إذ بينت الدراسة أن هناك مناطق من سوريا التاريخية كأي منطقة جغرافية في العصور الحجرية القديمة لم تتوافق زمنيناً مع غيرها في الدخول حضارياً للمرحلة اللاحقة من ذات العصر إلا بفارق زمني كان في حُدود قرن من الزمان زيادة أو نقصان هذا في المراحل لكن بداية العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية كانت تقريباً واحدة وهذا التباين الزمني كان بفعل مؤثرات المتحولات الجيولوجية وهذا في حد ذاته نتيجة مميزة وإضافة للدراسة.

تضمنت الدراسة مبحث خاص عن الأجناس البشرية التي عاشت خلال العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى في مناطق سوريا التاريخية وتوصلت لنتيجة هامة وهي حصر الأجناس البشرية التي استوطنت مناطق سوريا التاريخية لثلاث أجناس رئيسية وهي في أغلبها خاصة البدائية الأولى فيها كانت وافدة على المنطقة ولكنها امتزجت مع الشعوب الأصلية وأول هذه الأجناس الأسترالوبيتك.

والجنس الثاني هو الهومواركتوس والذي كان خلف للأسترالوبيتك والجنس الثالث هو إنسان النياندرتال الفلسطيني والذي صبغ كل مناطق سوريا التاريخية بصبغته الأنثروبولوجية والحضارية ويتضح المكون الأنثروبولوجي لهذا الأخير في أواخر العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى لكنه كما بينت الدراسة فهو أحد أهم الأجناس البشرية التي كانت في العصر الحجري القديم الأوسط.

وفي الجانب الحضاري فقد فصلت الدراسة فيه وحددته في مجالين الأول المادي والذي توصلت الدراسة فيه بأنه كل نتاج ملموس من الآلات والأدوات حجرية وبينت الدراسة أن تقنيتين صُنعت بها تلك الآلات والأدوات الحجرية الأولى تقنية ضرب الحجر وتشطيره ولهذه التقنية دوين رئيسيين هما الدور الأبفيلي والدور الأشولي وأما التقنية الثانية فهي الكلايكتونية والتي تعتمد على طرق الحجر وتشذيبه عبر التشظية.

والمجال الحضاري الثاني الذي أثبتته الدراسة ضمن إطارها التاريخي والجغرافي هو المجال المعنوي وأهم ما توصلت إليه الدراسة فيه هو وجود الوعاء الفكري للتخاطب والتحاور وتوزيع المهام والذي استُنبط من خلال نهج وأسلوب معيشة الأجناس البشرية التي عاشت في العصر الحجري القديم الأسفل أو الأدنى ضمن مناطق سوريا التاريخية القائم على العيش ضمن تجمعات سكانية.

والنتيجة الثانية التي توصلت إليها الدراسة في الجانب الحضاري المعنوي هو إقرار حق وجواز تعدد الزوجات وربطت هذه النتيجة بترجيح وجود عادات وأعراف وتقاليد اجتماعية خاص صاحبت عملية التعدد هذه، وفيما يخص المعتقد الديني فقد بينت الدراسة أنه لم يكن توحيدياً بالمطلق وأن الأجناس البشرية التي عاشت زمن الدراسة وضمن إطارها الجغرافي عرفت دفن جثث موتاهم وربطت عمليات الدفن بحالات تموضع خاص للجثث على أوجه مختلفة وغير محددة وقدمت لها القرابين.

قائمة المصادر والمراجع

أولاً: المعاجم والقواميس والموسوعات

1: زكي بدوي، 1986م، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت.

2: عبد اللطيف فضل الله ومحمد بلفقيه، 1983م، المصطلحات الجغرافية معجم فرنسي عربي، ، (د.ن)، الدار البيضاء.

3: موسوعة بهجة المعرفة، 1974م، الكون، إشراف: الصادق النيهوم، المجموعة الأولى، الجزء الثاني، منشورات الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، إيطاليا.

ثانياً: الرسائل العلمية والتقارير العلمية

1: ناصر محمد سليمان سعد السلطني، 2013م، العلاقات والتأثيرات الحضارية بين منطقتي جنوب غرب آسيا وشمال شرق أفريقيا في العصر الحجري القديم الأوسط من خلال اللقى الأثرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، الجامعة الوطنية الماليزية، ماليزيا.

2: Résumé d’un Rapport, 2001, sur les fouilles et fouilles dans les environs de Yabroud, Revue d’Archéologie – Études Orientales, Tome III, Numéro IV, Paris.

ثالثاً: المراجع العربية

1: أحمد رمزي مرعاش، 2000م، العصور الجيولوجية مراحلها وتطورها، (د.م)، (د.ن).

2: أحمد على إسماعيل، 1990م، الجغرافية التاريخية، منشورات وزارة التعليم، بغداد.

3: آدم محمود ظافر، 1998م، مشاهد من حضارة أمة في بلاد الشرق، المنارة للطباعة، (د.م).

4: بهجت السيد عمر، 1982م، دراسات في الجغرافية التاريخية، ط1، ( د.ن )، القاهرة.

5: حسن سيد أبو العينين ،1980م، أصول الجغرافية المناخية، ( د.ن )، بيروت.

6: حسين إدريس عمر، 1999م، حضارة البلاد السورية – العصور الحجرية القديمة، دار العلم، بيروت.

7: خالد عمر خالد، 1996م، قصة الإنسان، دار الوراق للطباعة والنشر، بغداد.

8: رياض الفتح المهدي، 1998م، الجغرافيا العامة، دار المستنير للطباعة، مالطا.

9: زيدان عبد الكافي كفافي، 2011م، بلاد الشام في العصور القديمة، دار الشروق، (د.م).

10: سعيد فرج المبهري،1978، الجغرافية العامة، ط2، دار القلم للطباعة والنشر، بيروت.

11: سلطان أحمد رفاعي، 2001م، الجغرافية – مناطق النزاعات والصراع لبنان وإسرائيل نموذج، (د،ن)، لبنان.

12: سلطان محيسن، 1989م، بلاد الشام في عصور ما قبل التاريخ – الصيادون الأوائل، ط1، دار الأبجدية للنشر، دمشق.

13: السيد على الأحمد، 2000م، الجغرافية التاريخية، دار القلم، (د.م).

14: صافي علي أحمد، 2000م، الجغرافيا الطبيعية لقارة آسيا، النهضة للطباعة، بيروت.

15: صلاح الدين الشامي، 1990م، استخدام الأرض، منشأة المعارف، الإسكندرية.

16: طاهر حمدي الظاهري، 2009م،الحضارة النتاج والقيمة، دار المنار للطباعة والنشر، (د.م).

17: طلعت محمد أحمد عبده، 1991م، الجغرافيا التاريخية في البلايستوسين، ط 2، (د.ن)، (م.ن).

18: عبد الحكيم الذنون، 1999م، تاريخ الشام القديم، ط1، دار الشام القديمة للترجمة والطباعة والنشر والتوزيع، دمشق.

19: علي إحسان شوكت، فوزي عبدالخالق فوقي،2004م، البحث العلمي مناهجه وأساليبه، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان.

20: علي حلمي علي، 1999م، الصور الحضارية للأجناس البشرية في مناطق شرق المتوسط، بيروت، ( د.ن ).

21: عمر أحمد طاهر، 1999م، مبادئ الجغرافية لمناطق سوريا الكبرى، الجيل للطباعة والنشر، بيروت.

22: عمر اللافي سعد، 2010م، نتاجات حضارية، دار العلم للنشر، لبنان.

23: عمر سعيد عمر، 1989م، الجغرافيا الطبيعية، ط1، منشورات دار الثقافة، بيروت.

24: فاتح السيد فرج، 1999م، الاعتقاد عبر العصور القديمة، منشورات مكتبة الزهراء للنشر. بيروت.

25: فرج على فرج، 2000م، الجغرافية التاريخية دراسة للمتغيرات الجغرافية، ( د.ن )، القاهرة.

26: فرج علي إسماعيل، 1991م، الجغرافية التاريخية دراسة تحليلية لعلاقة التاريخ بالجغرافيا، منشورات مكتبة مدبولي، مصر.

27: فرج علي الظهير، 2006م، جغرافية الوطن العربي، مكتبة الشروق، طرابلس.

28: فوزي حسين المهري، 2000م، تاريخ الأجناس البشرية، دار النهضة، بيروت.

29: فيصل العمري، التأثيرات الحضارية في بلاد الشرق القديم خلال العصور الحجرية القديمة، ط1، منشورات دار العلم للطباعة والنشر، مدريد.

30: مبارك فرج العتبي، 1983م، جغرافية الوطن العربي، منشورات دار المنار للطباعة، (د.م).

31: محسن على الربيعي، 1999م، النتاجات الحضارية في بلاد سوريا، (د.ن)، لبنان.

32: محمد بلفقيه، 1991م، الجغرافيا القول فيها والقول عنها، ط1، (د.ن)، الرباط.

33: محمود علي النتفه، 1989م، الجغرافيا، منشورات دار الرؤية، عمان.

34: منال الزهراني، 2000م، بلاد الرافدين التاريخ والحضارة، (د.ن)، (د.م).

35: منال فتحي الرفاعي، 2001م، الحياة العامة في العصور الحجرية القديمة بمنطقة شرق المتوسط، النهضة للطباعة، بيروت – القاهرة.

36: منصور عمر مبارك، 1988م، بلاد سوريا التاريخية منارة الحضارة، (د.ن)، (د.م).

37: ناجي محمد سعيد، 1999م، موجز في حضارة الشرق، القلم للنشر، بيروت.

38: ناظم علي، وأحمد عباس، 1987م، الجيولوجيا، دار صادر، بيروت.

39: نصر عمر الحوراني، 1998م، حضارة بلاد الشام، دار العلم للطباعة، لبنان.

40: ونيس عمر شطة، 2009م، دراسات عن الحضارة في مناطق شرق المتوسط، العلم للنشر والتوزيع، عمان.

41: يونس علي الحضري، 2000م، حضارة بلاد سوريا في عصورها الحجرية القديمة، دار الرؤية الثقافية للنشر والتوزيع والإعلان، مالطا.

رابعاً: المراجع الأجنبية

1: Pierre George, 1984,  Dictionnaire de la géographie. 3ème édition. PUF. Paris.

2: Tomas, 1986, Historical geography, Knowledge House Publications, London.

3: R. Rober, Coenraads and John, 2008, Geological Earth’s Dynamic Forces, n.p, n.pb.

4: James, 2000, Archeology and Excavations in Syria, Near East Archeology Research Center Publications, Archaeological Studies, n.pb, Boston.

5: Elbert R.D and James, 2009, Industrial Techniques in Paleolithic Ages, Journal of the Oriental Institute for Research Center, Vol 2, Washington.

6: J.K. Martin,2004, Monitoring the Development of Stone Tools and Machines – A Specialized Study in the Stone Industry, (n.pb), Madrid.

7: Christine T.N, 2001, The History of Ancient Syria and the Civilization of the East, Dalin Publications, (n.pb), Berne.

خامساً: المجلات العلمية

1: خليل الحسين عمر، 2000م، التسميات التاريخية في بلاد سوريا والعراق، مجلة العلوم والمعرفة، العدد الثاني، السنة الرابعة، بغداد.

2: سعيد عمر الرفاعي، 1976م، أثر العوامل الجيولوجية والجغرافية على الجوانب الحضارية، مجلة الثقافة والتراث، العدد السادس، السنة الثالثة، بيروت.

3: ناصر الدين الرفاعي، 1999م، البعد التاريخي والجغرافي ضمن محددات السياسة (فلسطين وسيناء)، مجلة آفاق، العدد العاشر، السنة الخامسة، وزارة الإعلام والثقافة، (م.ن).

4: Enrico B. L,1996, Fouilles et explorations dans les zones historiques de la Syrie, Résumé du rapport de la mission française, publié dans le Journal des Antiquités, Vol 2, Publications de l’Institut archéologique français, Paris.

الهوامش:

  1. Pierre George, 1984,  Dictionnaire de la géographie. 3ème édition. PUF. Paris, p101.
  2. سعيد عمر الرفاعي، 1976م، أثر العوامل الجيولوجية والجغرافية على الجوانب الحضارية، مجلة الثقافة والتراث، العدد السادس، السنة الثالثة، بيروت، ص 22.
  3. سعيد عمر الرفاعي، مرجع سبق دكره، ص 23.
  4. Pierre George, Op. cit, pp101,103.
  5. علي إحسان شوكت، فوزي عبدالخالق فوقي،2004م، البحث العلمي مناهجه وأساليبه، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان، ص15-19.
  6. محمد بلفقيه، 1991م، الجغرافيا القول فيها والقول عنها، ط1، (د.ن)، الرباط، ص11.
  7. * مناطق جنوب غرب آسيا والتي تعد بلاد سوريا جزء منها هي جزء لا يتجزأ من قارة آسيا وهي تعد أعظم قارات العالم أتساعاً إذ تمتد على مسافة خمسة وثمانين خط عرض ومائة وأربعة وستين خط طول ومناطق جنوب غرب آسيا ووفق خطوط الطول ودوائر العرض تقع بين خطي طول 60 – 35 درجة شرق خط غرينيتش وبين دائرتي عرض 37 – 14 شمال خط الاستواء؛ أحمد على إسماعيل، 1990م، الجغرافية التاريخية، منشورات وزارة التعليم، بغداد، ص 19.
  8. ناصر محمد سليمان سعد السلطني، 2013م، العلاقات والتأثيرات الحضارية بين منطقتي جنوب غرب آسيا وشمال شرق أفريقيا في العصر الحجري القديم الأوسط من خلال اللقى الأثرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، الجامعة الوطنية الماليزية، ماليزيا، ص 32.
  9. أحمد رمزي مرعاش، 2000م، العصور الجيولوجية مراحلها وتطورها، (د.م)، (د.ن)، ص 57.
  10. عمر سعيد عمر، 1989م، الجغرافيا الطبيعية، ط1، منشورات دار الثقافة، بيروت، ص51.
  11. Tomas, 1986, Historical geography, Knowledge House Publications, London, p21.
  12. عمر سعيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص54.
  13. صافي علي أحمد، 2000م، الجغرافيا الطبيعية لقارة آسيا، النهضة للطباعة، بيروت، ص 201.
  14. فرج علي إسماعيل، 1991م، الجغرافية التاريخية دراسة تحليلية لعلاقة التاريخ بالجغرافيا، منشورات مكتبة مدبولي، مصر، ص ص 11 – 13.
  15. زكي بدوي، 1986م، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، ص 3.
  16. ناصر الدين الرفاعي، 1999م، البعد التاريخي والجغرافي ضمن محددات السياسة (فلسطين وسيناء)، مجلة آفاق، العدد العاشر، السنة الخامسة، وزارة الإعلام والثقافة، (د.م)، ص 22.
  17. مبارك فرج العتبي، 1983م، جغرافية الوطن العربي، منشورات دار المنار للطباعة، (د.م)، ص 32 ، 33.
  18. صلاح الدين الشامي، 1990م، استخدام الأرض، منشأة المعارف، الإسكندرية، ص 8.
  19. عمر سعيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص ص 54 ، 55.
  20. خليل الحسين عمر، 2000م، التسميات التاريخية في بلاد سوريا والعراق، مجلة العلوم والمعرفة، العدد الثاني، السنة الرابعة، بغداد، ص13.
  21. منصور عمر مبارك، 1988م، بلاد سوريا التاريخية منارة الحضارة، (د.ن)، (د.م)، ص 34.
  22. عبد اللطيف فضل الله ومحمد بلفقيه، 1983م، المصطلحات الجغرافية معجم فرنسي عربي، (د.ن)، الدار البيضاء، ص4.
  23. عمر سعيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص 55.
  24. خليل الحسين عمر، مرجع سبق ذكره، ص ص 13 ،14.
  25. عمر سعيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص 55.
  26. أنظر الدراسة، ص ص 9 ، 10.
  27. بهجت السيد عمر، 1982م، دراسات في الجغرافية التاريخية، ط1، ( د.ن )، القاهرة، ص21.
  28. طلعت محمد أحمد عبده، 1991م، الجغرافيا التاريخية في البلايستوسين، ط 2، (د.ن)، (م.ن)، ص ص 111 ، 112.
  29. السيد على الأحمد، 2000م، الجغرافية التاريخية، دار القلم، (د.م)، ص 102.
  30. أحمد رمزي مرعاش، مرجع سبق ذكره، ص 57.
  31. عمر أحمد طاهر، 1999م، مبادئ الجغرافية لمناطق سوريا الكبرى، الجيل للطباعة والنشر، بيروت، ص 54.
  32. بهجت السيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص ص 24 – 26.
  33. عمر أحمد طاهر، مرجع سبق ذكره، ص ص 54 ، 55.
  34. ناصر محمد سليمان سعد السلطني، مرجع سبق ذكره، ص 34.
  35. بهجت السيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص ص 24 – 26.
  36. سعيد فرج المبهري،1978، الجغرافية العامة، ط2، دار القلم للطباعة والنشر، بيروت، ص43.
  37. بهجت السيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص24
  38. سعيد فرج المبهري ، مرجع سبق ذكره، ص ص 24 – 26.
  39. ناصر محمد سليمان سعد السلطني، مرجع سبق ذكره، ص 34.
  40. محمود علي النتفه، 1989م، الجغرافيا، منشورات دار الرؤية، عمان، ص 21.
  41. بهجت السيد عمر، مرجع سبق ذكره، ص24
  42. محمود علي النتفه، مرجع سبق ذكره، ص 21.
  43. فرج علي الظهير، 2006م، جغرافية الوطن العربي، مكتبة الشروق، طرابلس، ص 22؛ أحمد رمزي مرعاش، مرجع سبق ذكره، ص 101 – 104.
  44. حسن سيد أبو العينين ،1980م، أصول الجغرافية المناخية، ( د.ن )، بيروت، ص 32 – 40
  45. فرج على فرج، 2000م، الجغرافية التاريخية دراسة للمتغيرات الجغرافية، ( د.ن )، القاهرة، ص14.
  46. R. Rober, Coenraads and John, 2008, Geological Earth’s Dynamic Forces, n.p, n.pb,pp25 29.
  47. رياض الفتح المهدي، 1998م، الجغرافيا العامة، دار المستنير للطباعة، مالطا، ص 133.
  48. ناظم علي، وأحمد عباس، 1987م، الجيولوجيا، دار صادر، بيروت، ص 111.
  49. * قسمه الجيولوجيون إلى ثلاثة أقسام أولها عصر البلايستوسين الأدنى ويبدأ منذ بداية عصر البلايستوسين ويستمر حتى نهاية الفترة غير الجليدية الأولى والثاني عصر البلايستوسين الأوسط وتتوافق نهاياته مع انتهاء الدور الجليدي الثالث والثالث البلايستوسين الأعلى ويشمل الدور الدافئ اللاحق للدور الجليدي الثالث وكذلك الدور الجليدي الرابع؛ ناصر محمد سليمان سعد السلطني، مرجع سبق ذكره، ص 32.
  50. منال الزهراني، 2000م، بلاد الرافدين التاريخ والحضارة، (د.ن)، (د.م)، ص ص 33 ، 34.
  51. نصر عمر الحوراني، 1998م، حضارة بلاد الشام، دار العلم للطباعة، لبنان، ص 76؛James, 2000, Archeology and Excavations in Syria, Near East Archeology Research Center Publications, Archaeological Studies, n.pb, Boston, p. 222.
  52. آدم محمود ظافر، 1998م، مشاهد من حضارة أمة في بلاد الشرق، المنارة للطباعة، (د.م)، ص 81.
  53. علي حلمي علي، 1999م، الصور الحضارية للأجناس البشرية في مناطق شرق المتوسط، ( د.ن )، بيروت، ص 22.
  54. زيدان عبد الكافي كفافي، 2011م، بلاد الشام في العصور القديمة، دار الشروق، (د.م)، ص 97.
  55. خالد عمر خالد، 1996م، قصة الإنسان، دار الوراق للطباعة والنشر، بغداد، ص 70.
  56. سلطان محيسن، مرجع سبق ذكره، ص ص 33 – 35.
  57. زيدان عبد الكافي كفافي، مرجع سبق ذكره، ص ص 70 – 73.
  58. عبد الحكيم الذنون ، مرجع سبق ذكره، ص ص 15 – 23.
  59. سلطان محيسن، مرجع سبق ذكره، ص 35.
  60. يونس علي الحضري، 2000م، حضارة بلاد سوريا في عصورها الحجرية القديمة، دار الرؤية الثقافية للنشر والتوزيع والإعلان، مالطا، ص20.
  61. فوزي حسين المهري، 2000م، تاريخ الأجناس البشرية، دار النهضة، بيروت، ص 11.
  62. ناجي محمد سعيد، 1999م، موجز في حضارة الشرق، القلم للنشر، بيروت، ص 43.
  63. عبد العزيز علي عمر، مرجع سبق ذكره، ص 31.
  64. علي حلمي علي، مرجع سبق ذكره، ص 23.
  65. عبد العزيز علي عمر، مرجع سبق ذكره، ص 34.
  66. حسين إدريس عمر، 1999م، حضارة البلاد السورية – العصور الحجرية القديمة، دار العلم، بيروت، ص 98.
  67. Elbert R.D and James, 2009, Industrial Techniques in Paleolithic Ages, Journal of the Oriental Institute for Research Center, Vol 2, Washington, Pp 233 , 234.
  68. J.K. Martin,2004, Monitoring the Development of Stone Tools and Machines – A Specialized Study in the Stone Industry, (n.pb), Madrid, p. 331.
  69. ونيس عمر شطة، 2009م، دراسات عن الحضارة في مناطق شرق المتوسط، العلم للنشر والتوزيع، عمان، ص 17.
  70. حسين إدريس عمر، مرجع سبق ذكره، ص ص 98 ، 99.
  71. ناصر محمد سليمان سعد السلطني، مرجع سبق ذكره، ص 36.
  72. عمر اللافي سعد، 2010م، نتاجات حضارية، دار العلم للنشر، لبنان، ص ص 7-9.
  73. عبد العزيز علي عمر، مرجع سبق ذكره، ص 34؛ عمر اللافي سعد، مرجع سبق ذكره، ص 22.
  74. Résumé d’un Rapport, 2001, sur les fouilles et fouilles dans les environs de Yabroud, Revue d’Archéologie – Études Orientales, Tome III, Numéro IV, Paris, p. 18.
  75. Enrico B. L,1996, Fouilles et explorations dans les zones historiques de la Syrie, Résumé du rapport de la mission française, publié dans le Journal des Antiquités, Vol 2, Publications de l’Institut archéologique français, Paris, p. 110
  76. Christine T.N, 2001, The History of Ancient Syria and the Civilization of the East, Dalin Publications, (n.pb), Berne, p. 111.
  77. ناصر محمد سليمان سعد السلطني، مرجع سبق ذكره، ص 36.
  78. فيصل العمري، التأثيرات الحضارية في بلاد الشرق القديم خلال العصور الحجرية القديمة، ط1، منشورات دار العلم للطباعة والنشر، مدريد، ص 36.
  79. محسن على الربيعي، 1999م، النتاجات الحضارية في بلاد سوريا، (د.ن)، لبنان، ص 103.
  80. علي حلمي علي، مرجع سبق ذكره، ص ص 23 – 25.
  81. أنظر الدراسة، ص ص 23، 24.
  82. منال فتحي الرفاعي، 2001م، الحياة العامة في العصور الحجرية القديمة بمنطقة شرق المتوسط، النهضة للطباعة، بيروت -القاهرة، ص 20.
  83. فاتح السيد فرج، 1999م، الاعتقاد عبر العصور القديمة، منشورات مكتبة الزهراء للنشر، بيروت، ص 21.
  84. فوزي حسين المهري، مرجع سبق ذكره، ص 11.