عماد الدين فتحي عبد العظيم الوحش1
1 أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بكلية العلوم والآداب بالقريات – جامعة الجوف- المملكة العربية السعودية
بريد إلكتروني/ alwahsh1979@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj323
تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 07/01/2022م
المستخلص
أهداف البحث: يهدف البحث إلى التعريف بالإمام “الدراقطني”، والتأكيد على مكانته كونه من الحفاظ الذين تفرغوا للذب عن السنة المطهرة، مع نماذج تطبيقية من خلال كتابه ” العلل” كون هذا الكتاب متخصصا في بابه، ودراستها كونها دالة على المنهج والطريقة دراسة حديثية متخصصة من حديث التخريج التفصيلي الشامل ودراسة الإسناد، والنظر في اختلاف طرقه وبيان الراجح منها، وتتبع أحوال رجاله وبيان الحكم عليه.
منهج الدراسة: اعتمدت في هذه الدراسة على الطريقة الاستقرائية النقدية، والمنهج التحليلي الاستنباطي للعناصر الأساسية لمفردات الدراسة، مع مراعاة تخريج الأحاديث من الطرق التي ذكرها المؤلف مع يتوافر لكل طريق من متابعة وشاهد ودراسة الإسناد مع بيان الدرجة، والنظر في حكم الإمام الدارقطني على الحديث مقارنا بأقوال غيره من العلماء، وبيان الراجح من ذلك بالدليل.
النتائج: أسفرت الدراسة عن كون الكتاب القيم هو جهد السنين، وخلاصة الأعوام وهو دليل واضح على الحرص علي العلم النافع وملازمة الشيوخ، والأخذ عنهم، وبالنظر إلى موضوعه ” العلل ” فقد جمع أنواعا كثيرة من علوم الحديث كمعرفة الشذوذ، وكيفية الترجيح بين الرفع والوقف، والوصل والإرسال.
أصالة البحث: تتجلى الناحية التأصيلية العلمية للبحث في مكانة كتاب ” العلل” للدارقطني في هذا الفن القيم من فنون علم الحديث، والطرق العلمية للجمع والدراسة للأسانيد والترجيح بينها.
الكلمات المفتاحية: العلل – الدارقطني – منهج – تطبيقية- نماذج.
Imam Al-Daraqutni’s Methodology in the Book of Defects: Applied models
Emad El Din Fathy Abdel Azim Alwahsh1
1 Assistant Professor, Department of Islamic Studies, College of Sciences and Arts, Jouf University, Kingdom of Saudi Arabia
Email: alwahsh1979@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj323
Published at 01/02/2022 Accepted at 07/01/2021
Abstract
Objectives: This research aims to introduce Imam Al-Daraqutni and highlight his contribution as a defender of the Prophetic narrations showing examples from his book Al-‘Ilal. The book is unique in that it deals with the methodology and approach to the study of hadīth in terms of narration,s the chain of narrators, the differences in their methods, the preferred statement, and the examination of the narrators and their lives leading to the final ruling on a narration.
Methodology: In this research, I used a critical inductive approach supplemented with a deductive method. We have taken into consideration the methods mentioned by the author, with a critical examination of each method discussed and the chain of transmission. We have scrutinized Al-Daraqutni’s final ruling comparing it with other scholars’ analysis in reaching the most preferred statement.
Findings: The study shows that the book is valuable as it is the result of years of work, and with regard to the topic, the book combines many aspects of the science of hadith such as the knowledge of anomalies and the method of choosing the preferred narration.
Originality: The originality of the research lies in the status of by Al-Daraqutni’s book “Al-Ilal” in the field of the sciences of hadīth and its various aspects and the scientific methods of collecting and studying the isnād, or chains of transmission, and weighing between them.
Key Words: : Ilals – Al-Daraqutni – Approach – Applied.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده – سبحانه وتعالى – ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله – تعالى – من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا- سبحان لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت ربنا العليم الحكيم- وأشهد أن لا إله إلا الله جلَّ- تعالى- عن الشبيه والنظير، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله المجتبى- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا- وبعد:
وبعد: فإن من فضل الله – تعالى – أنه اختص هذه الأمة بعلم الإسناد الذي هو من أهم ما يميزها عن غيرها، وقيض الله الأئمة الحفاظ والنقاد لحفظ سنة نبيه والذب عنها باذلين وسعهم وطاقتهم في بيان مقبولها من مردودها، وإظهار ما صح من طرقها وما فسد، ولا تزال طائفة من الأئمة قائمة على ذلك لا يخلو منهم زمان، ولا تفرغ منهم البلدان.
” وإن الاشتغال بهذا العلم هو من أجل الطاعات وأفضل القربات، وأهم أنواع الخير وآكد العبادات، وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات، وشمَّر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفاس الزكيات ” [1]
ومن هؤلاء الأئمة الأعلام الذين سطع نورهم فأضاء جنبات هذا الكون الفسيح ” الإمام علي بن عمر أبو الحسن الدارقطني البغدادي ” صاحب التصانيف المفيدة، والمؤلفات النافعة، ومنها كتابه القيم ” العلل الواردة في الأحاديث النبوية ” ولذا جاء البحث بعنوان ” منهج الإمام الدارقطني في كتاب العلل نماذج تطبيقية “
مشكلة الدراسة
تكمن مشكلة الدراسة في صعوبة علم العلل، وكونه علم غامض خفي دقيق، لا يتصدى له إلا القلائل من أهل هذا الفن، ولا يتمكن كل أحد من الكلام فيه، فلا يدركه إلا الأئمة الكبار، وقد دل على ذلك عباراتهم في مؤلفاتهم، ومصطلحاتهم في كتبهم، من هنا تظهر المشكلة عندما يتصدر لهذا الفن من ليسه من أهله، فيكون الخطأ والزلل؛ لذا كان لا بد من توضيح المشكلة من خلال بيان منهج علم من الأعلام كالدارقطني، مع نماذج تطبيقية محققة نظهر فيها صنيعه ومنهجه كإمام من أئمة هذا الشأن.
أهمية الدراسة:
- التقرب بهذا العمل إلي الله – تعالي – وابتغاء مرضاته وتشرفا بخدمة سنة الحبيب محمد – صلي الله عليه وسلم – طلبا لشفاعته وطمعا في الدخول تحت لوائه.
- بيان مكانة الإمام ” الدارقطني ” وشهرته فهو علم من أعلام المحدثين الذين تفرغوا للحفاظ على السُنَّة، ودفع تحريف الغاليين عنها.
- دراسة هذه النماذج الدالة على المنهج والطريقة دراسة حديثية متخصصة من حديث التخريج التفصيلي الشامل ودراسة الإسناد، والنظر في اختلاف طرقه وبيان الراجح منها.
4. كون هذا الكتاب متخصصا في بابه فهو من أجمع وأنفع الكتب في فن العلل -كما نُقل ذلك عن غير واحد من أهل هذا الشأن-.
منهج الدراسة
اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي النقدي، والمنهج التحليلي الاستنباطي للعناصر الأساسية لمفردات الدراسة، مع مراعاة تخريج الأحاديث من الطرق التي ذكرها المؤلف مع يتوافر لكل طريق من متابعة وشاهد ودراسة الإسناد مع بيان الدرجة، والنظر في حكم الإمام الدارقطني على الحديث مقارنا بأقوال غيره من العلماء، وبيان الراجح من ذلك بالدليل.
خطة الدراسة
اشتمل البحث على: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة بأهم النتائج.
المقدمة: وتضمنت ما تقدم.
المبحث الأول: فيشتمل على التعريف بالإمام أبي الحسن الدارقطني.
المبحث الثاني: فيشتمل على موضوع الكتاب، ومنزلته ومكانته، ومنهج المؤلف من حيث تخريجه للطرق وبيانه للخلاف، ومنهجه في بيان العلة إثباتا ورفعا مقارنا بغيره.
المبحث الثالث: نماذج تطبيقية من كتاب العلل، وقد راعيت فيه: تخريج الأحاديث من الطرق التي ذكرها المؤلف مع ما يتوافر لكل طريق من متابعة وشاهد ودراسة الإسناد مع بيان الدرجة، والنظر في حكم الإمام الدارقطني على الحديث مقارنا بأقوال غيره من العلماء وبيان الراجح من ذلك بالدليل غالبا.
الخاتمة: وتشمل أهم النتائج التي توصل إليها البحث.
وإني أتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء والرجاء أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجعل ما أكتب في ميزان الحسنات، وسببا من أسباب دخول الجنات، وأن يصفح بسببه عن الذنوب والسيئات إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المبحث الأول
التعريف بالإمام ” الدارقطني ” – رحمه الله تعالى-
” الدارقطني ” هو شيخ الإسلام الإمام حافظ الزمان: أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي “[2] البغدادي الحافظ الشهير[3](2) ، صاحب التصانيف المفيدة، والمؤلفات النافعة.
نسبته: و ” الدَّارَقُطْنِيّ ضبطه: بفتح الدال-المعجمة- وسكون الألف وفتح الراء-المهملة- وضم القاف- المعجمة- وسكون الطاء- المهملة-وفي آخرها نون – نسبة إلى دار القطن، وهي محلة ببغداد ” [4](3) .
مولده: ولد سنة ست وثلاثمائة[5](4) . قاله الذهبي وقال: هو – أي الدارقطني – أخبر بذلك، وقيل إنه ولد سنة خمس وثلاثمائة، قاله الخطيب البغدادي[6](5)عن العتيقي، وقد جزم الحافظ ابن عساكر في تاريخه بإسناده بمولده في ست وثلاثمائة[7](6) .
نشأته: كان – الدارقطني- معروفا بشدة حفظه حتى أبهر الناس به، موصوفا بفهم ثاقب من صغره، وقد بدا ذلك في مجلس شيخه الصفار، والدراقطني ينسخ، فسأله بعض جلسائه من المحدثين عن كيفية سماعه ونسخه في آن واحد، وأن سماعه لا يصح بسبب ذلك، فرد عليهم بأنه أحضر وأفهم منهم لما يملى في المجلس، فلم يعجبهم ما قال فسألوه عن عدد الأحاديث التي أملاها الشيخ في المجلس فأخبر بانها ثمانية عشر حديثا ثم سردها بأسانيدها الأول فالأول.[8](7)
شيوخه: سمع من البغوي[9](1) ، وأبي بكر بن أبي داود، ومحمد بن نيروز، ومحمد بن هارون الحضرمي[10](2) وعلي ابن عبد الله الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وخلق كثير.[11](3)تلاميذه: روى عنه الحافظ عبد الغني وتمام بن محمد الرازي[12](4) والفقيه أبو حامد الإسفراييني[13](5) ، وأبو نصر بن الجندي[14](6) ، وأبو عبد الرحمن السلمي[15](7) وأحمد بن الحسن الطيان[16](8) ، وأبو مسعود الدمشقي، وغيرهم خلق كثير..
مكانته العلمية: كان للإمام ” الدارقطني ” – رحمه الله تعالى- مكانة عالية ومنزلة سامية، وقد شهد له بهذا المكانة والمنزلة الكثير من أهل العلم، فقد قال ابن عساكر – رحمه الله تعالى – في تاريخ دمشق: الحافظ أوحد وقته في الحفظ “[17](9).وذكر أيضا مبينا أن “الدارقطني”- رحمه الله تعالى- له باع في الحديث وغيره كالقراءات والأدب. ونقل عن الذهبي- رحمه الله تعالى- أنه كان من بحور العلم وإليه المنتهى في الحفظ وعلل الحديث ورجاله -مع التقدم في القراءات وطرقها والفقه والاختلاف- وغير ذلك[18](1) . قلت: وهذه الأقوال وغيرها الكثير تدل على مكانة الشيخ ومنزلته.
رحلاته العلمية: وكان للشيخ – رحمه الله تعالى – شأنه في ذلك شأن العلماء الذين يطلبون العلم ويسعون وراءه في كل البلاد والأمصار، حرصا على نشر العلم بين الناس، فكان له رحلات كثيرة تظهر من خلال النظر في تراجمه، فقد رحل إلى الكوفة والبصرة وواسط والشام ومصر ومكة. وقال الذهبي وهو يتحدث عن رحلة الشيخ إلى مصر: أنه لما أراد -الدارقطني- مغادرة مصر خرجوا وراءه مودعين باكيين [19](2) .
مؤلفاته: وكان للشيخ – رحمه الله تعالى – الكثير من المؤلفات المفيدة والمصنفات النافعة، منها ما ذكره الذهبي في السير: * كتاب ” اختلافات الموطأ “، وقد عزاه الذهبي إليه[20](3) ، وهو مطبوع بتحقيق الدكتور /على بن محمد بن ناصر الفقيهي عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
* كتاب ” الأحاديث التي خولف فيها مالك “.
* كتاب ” الصفات ” ويتحدث فيه عن الصفات الإلهية، مطبوع بتحقيق الدكتور /على بن محمد بن ناصر الفقيهي عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. الطبعة الأولى 1403/1983.
* كتاب ” أحاديث النزول “، مطبوع، بتحقيق العميد السابق ذكره.
* كتاب ” أخبار عمرو بن عبيد – وكلامه في القرآن وإظهار بدعته-، وهو مطبوع، بتحقيق محمد بن عبد الله آل عامر بتقديم الشيخ / عبد القادر الأرناؤوط.
* كتاب ” الإخوة والأخوات ” وهو في أنساب الصحابة، مطبوع بتحقيق الدكتور / باسم فيصل الجوابرة طبعة مكتبة الراية عام 1413هـ.
* كتاب ” سؤالات الحاكم النيسابوري ” للدارقطني في الجرح والتعديل، وهو كتاب مطبوع.
* كتاب” سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني” وهو كتاب مطبوع.
* كتاب” الاستدراكات ” ويطلق عليه” التتبع”، وهو يتحدث عن أحاديث في الصحيحين لها علة في رأيه، وهو كتاب مطبوع.
* كتاب” الأسخياء” ويطلق عليه كذلك” الأجواد” وهو مطبوع.
* كتاب ” الرؤية” وهو كتاب مطبوع.
* كتاب” الإلزامات” وهو يتحدث عن الأحاديث التي فاتت البخاري ومسلم كما فعل الحاكم في المستدرك، وهو كتاب مطبوع، طبع مع كتاب” الإلزامات” السابق ذكره.
* كتاب ” العلل الواردة في الأحاديث النبوية ” وهو من أشهر وأجمع الكتب في هذا الباب. وغيرها الكثير من المؤلفات.
وفاته: توفي الدارقطني في شهر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة في يوم جمعة، وقيل: توفي في يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة[21](1) . وفي التذكرة: توفى في الثامن من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة[22](2) قال ابن كثير: كانت وفاة-الدارقطني- يوم الثلاثاء السابع من ذي القعدة وعمره سبع وسبعون سنة.[23](3)
قلت: والظاهر أن المتفق عليه في وفاته هي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، والاختلاف في اليوم ما بين الثلاثاء أو الأربعاء، والسابع من ذي القعدة أو الثامن. والله أعلم.
المبحث الثاني
موضوعه: هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو كتاب ” العلل الواردة في الأحاديث النبوية ” ، وموضوع الكتاب كما هو ظاهر من اسمه يتناول ” العلل ” الواردة في الأحاديث النبوية والتي تقدح في صحة هذه الأحاديث ، والعلة – كما هو معلوم – سبب خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه ومن أشهرها تعارض الوصل والإرسال ، والرفع والوقف ، والشذوذ والمخالفة ، والنكارة في الإسناد والمتن والإرسال الخفي ، والاضطراب الشديد في الإسناد والمتن ، وذلك عن طريق جمع طرق الحديث المختلفة وذلك للوقوف على العلة ، وقد بيَّن السيوطي- رحمه الله تعالى- أن الطريق للوقوف على العلة إنما يكون عن طريق جمع الطرق وتفحصها ومعرفة حال رواتها ضبطا وإتقانا، وأن العلة تقع في السند أكثر منها في المتن [24](4).
منزلة الكتاب ومكانته
إن كتاب ” العلل ” للإمام الدارقطني – رحمه الله تعالى – هو كتاب قيم في بابه، قال الإمام السيوطي – رحمه الله تعالى – في تدريب الراوي 1/258: قال البلقيني: أجل كتاب صنف في المعلل كتاب ابن المديني وابن أبي حاتم والخلال “وأجمعها كتاب الدارقطني”. انتهى
وهو كتاب عظيم النفع، جليل القدر، أعلى أهل الفن شأنه، ورفعوا من قدره، وذكروه مع جملة من كتب الأئمة المعتبرين في علم العلل كعلي بن المديني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي عن أبيه وغيرهم، بل وصفوه بأنه لم يسبق لمثله، وأعجز من يريد أن يؤلف على شكله.
منهج المؤلف من حيث تخريجه للطرق وبيانه للخلاف ومنهجه في بيان العلة إثباتا ورفعا
والذي يظهر من خلال أقوال أهل العلم أن الإمام الدارقطني رحمه الله تعالى قد أملى هذا الكتاب من حفظه على تلميذه أبي بكر البرقاني، ونقل ابن عساكر عن أبي الطيب الطبري وقد حضر مجلس الدارقطني- رحمه الله تعالى- وقرأ عليه أحاديث جمعها في الوضوء لمن مس ذكره، وذكر قوله: لو كان أحمد بن حنبل حاضرا لاستفاد منها. ونًقل عنه أيضا: أنه سأل البرقاني: عن طريقة إملاء الدارقطني لأحاديث العلل أكانت من حفظه؟ فقال: نعم.
وعليه ومن خلال البحث والنظر نجد أن الملامح الظاهرة من خلال الدراسة لمنهج الدارقطني – رحمه الله تعالى – في ” العلل ” أنه يذكر الحديث، ثم يبين من يرويه، ويذكر أحيانا اسم الراوي أو كنيته وإذا وقع خلاف في ذلك بينه وذكر وجه الصواب فيه، ويبين الاختلاف على الرواة إما بالرفع، أو الوقف، أو الوصل، أو الإرسال وغير ذلك.
كذلك: يتكلم في الراوي جرحا وتعديلا، فيبين ويعلق على الراوي بأنه ليس بالحافظ ويضطرب كثيرا مثلا، أو يقول ” ليس بثقة ” أو يقول ” ثقة “، أو يقول ” متروك ” أو يقول ” وهو لم يسمع من فلان، أو يذكر الرواية ثم يقول ووهم فلان فيها، أو يبن ويقول تفرد فلان بكذا، والمحفوظ كذا، أو يذكر أن فلانا لقي فلانا، ولكنه لم يسمع منه.
وأيضا: لا يكتفي فقط بذكر الاختلاف على راو واحد، بل يذكر الاختلاف الواقع كذلك عن الرواة عن الراوي وعنهم كذلك، كأن يقول رواه الثوري – واختلف عنه- فرواه ” سلمة ” مثلا، واختلف عنه فرواه عن سلمة فلان بالرفع، وخالفه غيره فرواه موقوفا، وإذا كان الحديث مداره على بعض المكثرين ذكرهم، وذكر أجه الاختلاف عنهم.
كذلك: يذكر الخلاف في المسألة قد يذكر الأحاديث المسندة بإسناده هو في ختام المسألة سواء كانت الراجحة أم لا، ولا يعزو الأحاديث أو الطرق المذكورة إلى مسنديها، وهذا هو الغالب الأعم، إلا في القليل فيذكر بعض العزو كرواية أصحاب الموطأ، كذلك أنه بعد ذكر الخلاف الحاصل يذكر الراجح في المسألة، فيقول تارة ” وهو الصواب ” وتارة ” وهو أشبه بالصواب “، وأخرى ” وهو أصحها ” وتارة يقول ” ولا يصح ” وتارة يذكر الخلاف ولا يعلق عليه، وهذه الملامح السابقة غالب صنيعه في الكتاب، مع وجود بعض الأمور النادر غير المتناثرة في الكتاب كأن يذكر حديثا ويذكر أوجه اختلاف الرواة في إسناده، مع أن متنه منكر ولا يعتد بذكر هذا الاختلاف في الإسناد، ونادرا ما كان يجمل في العبارة فلا يذكر أسماء الرواة الذين اختلفوا في إسناد الحديث.
المبحث الثالث
نماذج تطبيقية من كتاب العلل
النموذج الأول
وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم: ” إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، فَقَالَ: يَرْوِيهِ سليمان الأَعْمَشُ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ ، وَخَالَفَهُ قُطْبَه بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالرَّبِيعُ ابْنُ بَدْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ ، رَوَوْهُ ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ الأَشْبَهُ بِالصَّوَابِ.
أولا: رجال الإسناد
(1) أَبُو صَالِح: ذكوان الزيات السمان المدني.
روى عن: أبي الدرداء وجابر وأبي سعيد سعد بن مالك الخدري، وعبد الرحمن بن صخر، وعائشة وأم حبيبة وخلق كثير، وروى عنه: أبناؤه سهيل وصالح وعبد الله وكذلك عاصم بن بهدلة وغيرهم وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
قال أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد والساجي والعجلي والحربي: ثقة، وزاد أحمد: ثقة من أجل الناس وأوثقهم، وزاد أبو حاتم: صالح الحديث يحتج بحديثه، وزاد أبو زرعة: مستقيم الحديث، وزاد ابن سعد: كثير الحديث، وقال في التقريب: ثقة ثبت.
ترجمته في: الجرح والتعديل 2/140 رقم (456)، تهذيب الكمال 8/513 رقم (1814) تهذيب التهذيب 3/189 رقم (417)، تقريب التهذيب 1/203 رقم (1814).
(2) الأَعْمَشُ: سليمان بن مهران الأسدي أبو محمد الكوفي، روى عن: أبان ابن أبي عياش، وأبي سفيان طلحة بن نافع وإبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي وغيرهم، وروى عنه: أبان بن تغلب، وإبراهيم بن طهمان وإسرائيل وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد وغيرهم.
قال علي بن المديني: وقد ذكر من حفظ العلم على الأمَّة، وعدهم ستة في مكة والمدينة والكوفة والبصرة على الترتيب: عمرو بن دينار، والزهري، وأبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وقتادة وابن أبي كثير. ونُقل عن عمرو بن علي قوله: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه، ووثقه العجلي، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: ثقة ثبت، وقال في تقريب التهذيب: ثقة حافظ عارف بالقراءات، ورع -لكنه يدلس- مات سنة سبع وأربعين أو ثمان.
ترجمته في: تهذيب الكمال للمزي 12/76 رقم (2570)، تهذيب التهذيب 4/195 رقم (386)، التقريب لابن حجر 1/254(2615)، ميزان الاعتدال 3/316 رقم (3520)، التبيين لأسماء المدلسين 1/105 رقم (33).
(3) أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ
إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة.
روى عن: أبان بن أبي عياش وإبراهيم بن كثير الخولاني البيروتي وسليمان الأعمش وغيرهم، وحدث عنه: أبو أسامة حماد بن أسامة، وإبراهيم بن شماس، وبقية بن الوليد وخلق كثير.
قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي والعجلي وابن حجر: ثقة، وزاد أبو حاتم: االمأمون الإمام، وزاد أبو عبد الرحمن النسائي: مأمون أحد الأئمة، وزاد العجلي: رجل صالح صاحب سنة كثير الحديث وله فقه وزاد ابن حجر: حافظ له تصانيف من الثامنة مات في سنة خمس وثمانين وقيل بعدها.
ترجمته في: تهذيب الكمال للمزي 2/167 رقم (225)، تهذيب التهذيب 1/131 رقم (271)، تقريب التهذيب 1/92 رقم (230)، الجرح والتعديل 2/128 رقم (402) ، ميزان الاعتدال 8/22 رقم ( 44)
(4) قُطْبَه بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قطبة بن عبد العزيز الأسدي الحماني الكوفي، وكان أكبر من أخيه يزيد.
روى عن: الأعمش وليث بن أبي سليم، ويوسف بن ميمون، وغيرهم، وروى عنه: عاصم بن يوسف، وأبو معاوية الضرير وغيرهم.
قال أحمد وابن معين والذهبي والترمذي: ثقة، وزاد أحمد: شيخ، وسئل أبو حاتم عنه فقال: أحلى، وقال ابن حجر في التقريب صدوق من الثامنة. قلت: وهو ثقة ولا يزحزح عنها إلا ببينة.
ترجمته في: تهذيب الكمال 23/607 رقم (4881)، تهذيب التهذيب 8/338 رقم (674)، تقريب التهذيب 1/455 رقم (5551)، الجرح والتعديل 7/141 رقم (791)، الكاشف 2/137 رقم (4582)
(5) الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ
الربيع بن بدر بن عمرو التميمي السعدي.
روى عن: أيوب ابن أبي تميمة، وبدر بن عمرو السعدي، والأعمش وغيرهم، وحدَّث عنه: إبراهيم بن لقين وأحمد بن أبي طيبه وغيرهم.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء، ونُقل عن البخاري قوله: ضعفه قتيبة، وقال أبو عبد الرحمن النسائي وابن خراش: متروك، ونُقل عن أبي حاتم: أنه ممن لا يشتغل به ولا بروايته لكون ضعيفا ذاهب الحديث، وقال أبو أحمد: إن عامة رواياته عمن يروي عنه مما لا يتابع عليه، وقال ابن حجر: متروك من الثامنة.
ترجمته في: تهذيب الكمال 9/63 رقم (1854)، تهذيب التهذيب 3/207 رقم (462)، تقريب التهذيب 1/206 رقم (1883)، الضعفاء الكبير 2/53 رقم (484)، الكامل 3/127 رقم (651).
(6) مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ
محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله أبو يحيى، يُعْرف بابن كناسة، وهو لقب أبيه، وقيل لقب جده عبد الأعلى.
حدَّث عن: إسحاق بن سعيد، وجعفر بن برقان، والأعمش وغيرهم، وروى عنه: إبراهيم بن أبي العنبس القاضي الزهري وأحمد بن حازم وخلق كثير.
قال يحيى بن معين وأبو داود والعجلي وابن شيبة وأحمد: ثقة، وزاد يعقوب: صالح الحديث، وزاد أحمد: صدوق، ونُقل عن أبي حاتم قوله: صاحب أخبار ممن يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الذهبي: فيه لين، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق عارف بالآداب. قلت: وهو ثقة كما قال أئمة الجرح والتعديل.
ترجمته في: تهذيب الكمال 25/492 رقم (5353)، تهذيب التهذيب 9/231 رقم (434)، تقريب التهذيب 1/488 رقم (6027)، المغني في الضعفاء 2/148 رقم (6682).
(7) أبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وهو مشهور بكنيته وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه، روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بن كعب وأسامة بن زيد، وبصرة الغفاري، وعمر بن الخطاب وغيرهم، روى عنه: إبراهيم بن إسماعيل وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، والأسود بن هلال، وأبو حازم الأشجعي والأغر بن سليك وغيرهم، مات في سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة وروى له الجماعة.
ينظر ترجمته في: الإصابة في تمييز الصحابة 4/316 رقم (5144)، تهذيب الكمال 34/366 رقم (7681)
(8) جابر بن عبد الله: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد، أحد المكثرين عنه صلي الله عليه وسلم، وروى عنه جماعة من الصحابة وله ولأبيه صحبة، ويقال مات سنة ثلاث وسبعين ويقال إنه عاش أربعاً وتسعين سنة. ترجمته في: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 1/434 رقم (1027).
ثانيا: التخريج
بالنظر في الحديث نجد أن المؤلف – رحمه الله – قد ذكره من طريقين:
الأول: ما رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.
الثاني: ما رواه قُطْبة بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
أما الطريق الأول: فقد أخرجه الأصبهاني في مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية 1/97 رقم (110) من طريق أبي مسلم عن سليمان بن مهران الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- به.
أما الطريق الثاني: فقد أخرجه أحمد في المسند 2/254 (7443) من طريق أبي معاوية عن سليمان الأعمش به، وأبو نعيم في الحلية 8/257 من طريق “علي بن بكار” عن أبي “إسحاق الفزاري” عن الأعمش عن “أبي صالح” عن أبي هريرة به، وقال: غريب من حديث الفزاري وسليمان الأعمش – لم نكتبه إلا من هذا الوجه-، وأخرجه صاحب مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية 1/142 (158) من طريق أبي كريب عن أبي معاوية عن الأعمش به.
ثالثا: النظر في الخلاف
بالنظر في الطرق التي ذكرها المؤلف – رحمه الله تعالي – نجد أن الحديث مداره على ” الأعمش ” وقد رواه عنه ” أبو إسحاق الفزاري ” و” قطبة بن عبد العزيز ” ومن تابعه.
ورواه ” أبو إسحاق الفزاري ” عن سليمان بن مهران الأعمش عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله ، وليس بمحفوظ ويظهر – والله أعلم – أن العلة فيمن يروى عن ” الفزاري ” فقد وقفت على طريق عند أبي نعيم – كما بينت في التخريج – يروى فيه ” على بن بكار ” – صدوق – عن “الفزاري” عن “الأعمش” عن أبي صالح عن أبي هريرة ، والمحفوظ ما رواه الثقات كـأبي معاوية ” و ” قطبة بن عبد العزيز ” وغيرهم عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة- رضي الله عنه- به، ورواية ” أبي معاوية ” مقدمة على غيرها في ” الأعمش ” ، وهذه الرواية أخرجها مسلم – رحمه الله تعالى –في صحيحه – كما بينت في التخريج – من طريق ” محمد بن خازم أبو معاوية “.
وعليه فالمحفوظ: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وهو طريق صحيح، وبعض طرقه حسنة.
وقد أشار الدارقطني في العلل 10/164 رقم (1956) وبيَّن اختلاف الطرق عن سليمان بن مهران” الأعمش ” وذكر المحفوظ منها فقال: والمحفوظ حديث أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
قال الدارقطني في العلل 8/209 (1520): وقد أجاب عن سؤال في اختلاف طرق هذا الحديث فذكرها وبيَّن أوجه الاختلاف، ثم ذكر المحفوظ وهي رواية الثقات عن الأعمش عن أبي صالح، وقال: هي الأصح.
النموذج الثاني
حديث أبي نضرة عن جابر
وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- فَنَظَرَ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: ” هُوَ شَهِيدٌ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ” فَقَالَ: يَرْوِيهِ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ وَاخْتُلِفَ عَنْهُ ؛ فَرَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنِ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، وَحْدَهُ ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ.
أولا: رجال الإسناد
(1) أَبُو نَضْرَةَ
المنذر بن مالك بن قطعة أبو نضرة العبدي البصري.
روى عن: أنس بن مالك أسير بن جاجر وجابر بن عبد الله الأنصاري وجويبر العبدي، وغيرهم، وروي عنه: إياس بن دغفل، والصلت بن دينار وجعفر بن أبي وحشية وخلق كثير.
قال أحمد: ما علمت -عنه- إلا خيرا، وقال أبو زرعة وابن معين وأبو عبد الرحمن النسائي وابن سعد في الطبقات: ثقة، وزاد ابن سعد: كثير الحديث وليس كل أحد يحتج به، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ، وقال الذهبي: فصيح بليغ مفوه يخطئ، وقال في التقريب: ثقة، من الثالثة، قال صاحب التحصيل: روى عن علي وأبي ذر وغيرهما من قدماء الصحابة مرسلا.
ينظر: تهذيب الكمال 28/508 رقم (6183)، تقريب التهذيب 1/546 رقم (6890) الكاشف 2/295 رقم (5632)، طبقات ابن سعد 7/208، جامع التحصيل 1/287 رقم (800).
(2) الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ
الصلت بن دينار الأزدي أبو شعيب البصري وقد عرف ” بالمجنون”.
حدَّث عن: الحسن البصري، وأنس بن سيرين، وشهر بن حوشب وغيرهم، وروى عنه: جعفر بن سليمان وسعد البجلي، وداود بن الزبرقان وخلق كثير.
قال أحمد: متروك الحديث، وأشار إلى ترك الناس لحديثه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقيل: كثير الغلط متروك الحديث قاله عمرو بن علي، ونُقل عن إبراهيم بن يعقوب أنه ليس في الحديث بقوي، ولينه أبو زرعة وأبو حاتم، وزاد أبو حاتم: إلى الضعف ما هو مضطرب الحديث، وضعفه أبو داود: وقال ابن حجر في التقريب: متروك ناصبي من السادسة.
ينظر: تهذيب الكمال 13/221 رقم (2897)، تهذيب التهذيب 4/381 رقم (762)، تقريب التهذيب 1/277 رقم (2947).
(3) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ
عباس بن الفضل أبو الفضل البصري.
روى عن: برد بن سنان، والحذاء، وداود بن أبي هند، وداود بن الزبرقان وغيرهم، وروى عنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي وغيرهم.
قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال يحيى وأبو داود: ليس بشيء، وجرحه ابن المديني بأنه ذاهب الحديث، وضعفه أبو حاتم وقال: منكر الحديث، وقال الذهبي: واه، وقال ابن حجر في التقريب: متروك.
ينظر: تهذيب الكمال 14/239 رقم (3135)، تهذيب التهذيب 5/110 رقم (220) تقريب التهذيب 1/293 رقم (3183)، الكاشف 1/536 رقم (2608)، المجروحين 2/189 رقم (827).
(4) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، صحابي، وهو: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة -وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجى- معروف بكنيته أكثر من اشتهاره باسمه، روى عن: النبي – صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، روى عنه: من الصحابة: ابن عباس وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله الأنصاري، ومن التابعين خلق كثير، مات – رحمه الله- سنة أربع وسبعين، وقيل أربع وستين. ينظر ترجمته في: الإصابة لابن حجر 3/78 رقم (3198).
(5) جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري-رضي الله عنه-، صحابي، سبق.
ثانيا: التخريج
بالنظر في الحديث نجد أن المؤلف قد ذكر الحديث من طريقين:
الأول: ما رواه الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنهما.
الثاني: ما رواه غيْرُهُ، عَنِ الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.
أما الطريق الأول: فقد أخرجه أبو القاسم ابن عساكر في تاريخه 5/87 من طريق الحسن بن بشر عن العباس بن الفضل عن الصلت به.
أما الطريق الثاني : فقد أخرجه الحاكم في المستدرك 3/424 رقم ( 5612) من طريق مكي بن إبراهيم عن الصلت عن أبي نضرة عن جابر ، وقال : تفرد به الصلت ، وابن ماجه في السنن – كتاب – فضائل أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم – باب – فضل طلحة بن عبيد الله – 1/46 رقم ( 125) من طريق وكيع عن الصلت به ، والترمذي في السنن – كتاب – المناقب – باب – مناقب طلحة – 5/644 رقم ( 3739) من طريق صالح بن موسي عن الصلت به ، وقال : غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا الصلت بن دينار، وأبو نعيم في الحلية 3/100 من طريق مسلم بن إبراهيم عن الصلت به ، ، وأبو القاسم ابن عساكر في تاريخه 24/196 من طريق مكي بن إبراهيم عن الصلت به ، 25/87 من طريق وكيع، وأبي داود الطيالسي عن الصلت به.
ثالثا: النظر في الخلاف
بالنظر في الطرق التي ذكرها المؤلف – رحمه الله – نجد أن مدار الحديث علي ” الصلت بن دينار ” وهو متروك الحديث – كما بينت في الترجمة – ، والطريق الأول فيه ” العباس بن الفضل ” وهو متروك الحديث وقد خالف الثقات ، فرواه عن “الصلت” عن أبي نضرة عن جابر وأبي سعيد ، وليس بمحفوظ ، والثقات كـ ” وكيع بن الجراح وأبي داود الطيالسي ” وغيرهما ، يروون الحديث عن “الصلت” عن أبي نضرة عن جابر ابن عبد الله بن عمرو وحده ، وهو الطريق المحفوظ، وبالرغم من كونه محفوظا إلا أنه ليس بثابت فعِلَّته ” الصلت بن دينار” وقد تفرد به عن أبي نضرة وحاله لا يفرح به . وعلى هذا يفهم كلام الدارقطني – رحمه الله تعالى – والله أعلم.
النموذج الثالث
وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ ” فَقَالَ: يَرْوِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ ، عَنْ بلال ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ -صلي الله عليه وسلم-، وَتَابَعَهُ: خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ ، وَخَالَفَهُمَا: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فرَوَاهُ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرٍ مَوْقُوفًا ، وَقَوْلُهُ هذا أَشْبَهُ .
أولا: رجال الإسناد
(1) وَهْب بْنِ كَيْسَانَ: وهب بن كيسان القرشي أبو نعيم المدني.
روى عن: أنس بن مالك بن النضر، وجابر بن عبد الله، ومحمد بن عمرو وخلق كثير، وروي عنه: إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع وأيوب السختياني وابن أبي أنيسة وغيرهم.
قال النسائي ويحيى بن معين وأحمد: ثقة، وقال ابن حجر في التقريب: ثقة من كبار الرابعة.
ترجمته في: تهذيب الكمال 31/137 رقم (6765)، تهذيب التهذيب 11/146 رقم (286) تقريب التهذيب 1/585 رقم (7483).
(2) أَبُو حَنِيفَة
النعمان بن ثابت التيمي الكوفي، الفقيه المعروف، وإمام أصحاب الرأي، رأى الصحابي الجليل أنس بن مالك- رضي الله عنه-، وروى عن: إسماعيل بن عبد الملك، إبراهيم بن المنتشر وخلق كثير، وروي عنه: الأبيض بن الصباح المنقري، وإبراهيم بن طهمان وغيرهم.
وثقه ابن معين وقال: لا يحدث بالحديث إلا بالذي يحفظه، ولا يحدث بالشيء الذي لا يحفظ ، وتارة أخرى وصفه بأنه من أهل الصدق وليس من المتهمين بالكذب، ووصفه ابن المبارك بأنه أفقه الناس ما رأى مثيله في الفقه، ونُقل عن سفيان الثوري قوله: لا ثقة ولا مأمون، وضعفه ابن سعد في الطبقات وقال وإن كان صاحب رأي، واشتهر عن الشافعي قوله بأن الناس عيال عليه في الفقه، وقال يحيى بن سعيد: ليس بصاحب حديث، وقال النضر بن شميل: كان أبو حنيفة متروك الحديث ليس بثقة، وقال ابن حجر في التقريب: أبو حنيفة- رحمه الله- فقيه مشهور من السادسة، مات سنة خمسين على الصحيح، وله سبعون سنة.
ينظر: تهذيب الكمال 29/417 رقم (6439)، تهذيب التهذيب 10 /401 رقم (819)، تقريب التهذيب 1/563 رقم (7153)، الجرح والتعديل 8/449 رقم (2062) ، الكامل في الضعفاء 7/5 رقم ( 1954) ، طبقات ابن سعد 7/322 .
(3) مَالِك بْنِ أَنَسٍ: هو: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني إمام دار الهجرة.
روي عن: إبراهيم بن عقبة وإبراهيم بن أبي عبلة، ووهب بن كيسان وغيرهم، وروي عنه: إبراهيم بن عبد الله بن قريم، وإبراهيم بن طهمان، والوليد بن مسلم وغيرهم.
نقُل عن ابن عيينة قوله بأن مالكا- رحمه الله- كان من الناس انتقادا للرجال وأعلمه بشأنهم، وذكر يحيى ابن سعيد أصحاب محمد بن مسلم الزهري فقدَّم مالكا وبدأ به، وقال ابن حجر في التقريب: مالك -رحمه الله- المدني الفقيه إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين، وأشار ابن حجر- رحمه الله- إلى قول البخاري- رحمه الله- أن أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، من السابعة مات سنة تسع وسبعين.
ينظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ 1/207 رقم (199)، طبقات الحفاظ 1/96 رقم (189)، تقريب التهذيب 1/516 رقم (6425).
(4) خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيُّ
خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيُّ بن زيد بن ثابت الأنصاري.
روى عن: الحسين بن بشير بن سلام، والحسين بن علي بن الحسين بن علي الأصغر، وغيرهم، وروى عنه: القعنبي، وزيد بن الحباب، ومحمد بن عمر الواقدي وغيرهم.
ضعفه أحمد، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، ووصفه أبو حاتم وأبو داود: بأنه شيخ، وزاد أبو حاتم: حديثه صالح، وذكر ابن عدي في الكامل أنه لا بأس به وبمروياته عنده، إلا أنه كان ينفرد عن يزيد بن رومان، وضعفه الدارقطني، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام. قلت: وهو الراجح.
ينظر: تهذيب الكمال 8/15 رقم (1591)، تهذيب التهذيب 3/66 رقم (146)، تقريب التهذيب 1/186 رقم (1612)، الجرح والتعديل 3/374 رقم (1710)، الكامل في الضعفاء 3/50 رقم (608)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/243 رقم (1048).
(5) بلال بن وهب بن كيسان، يروى عن: أبيه وهب عن جابر بن عبد الله في العمر، روى عنه أبو حنيفة. ينظر: الثقات لابن حبان 6/91 رقم (6856).
(5) جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، صحابي، سبق.
ثانيا: التخريج
بالنظر في الحديث نجد أن المؤلف – رحمه الله تعالي – قد ذكره من عدة طرق:
الأول: ما رواه أَبُو حَنِيفَةَ عن بلال عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَتَابَعَهُ خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله-رضي الله عنه- عَنِ رسول الله- صلي الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.
الثاني: ما رواه مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه مَوْقُوفًا.
أما الطريق الأول: لم أقف على هذا الطريق بنفس رجاله وإنما وجدت متابعة عند أبي نعيم في الحلية 9/236 من طريق “عمرو بن دينار” عن جابر به، رفعه، بلفظه، وقال: “غريب تفرد به زمعة عن عمرو ابن دينار، وذكره المقدسي في أطراف الغرائب والأفراد 2/396 رقم (1735)
أما الطريق الثاني: فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/64 رقم (2502) عن مالك عن وهب بن كيسان به، موقوفا.
ثالثا: النظر في الخلاف
بالنظر في الطرق التي ذكرها المؤلف نجد أن الحديث مداره على ” وهب بن كيسان ” وقد خالف ” أبو حنيفة ” – وهو ضعيف في الحديث – الثقة، وروى الحديث عن بلال عن وهب بن كيسان عن جابر ابن عبد الله، مرفوعا، ولا يصح، وقد تابع ” خارجة بن عبد الله ” – وهو صدوق – بلالاً على روايته عن ” وهب بن كيسان ” لكنه خالف الثقة ” مالك بن أنس ” وهو يروى الحديث عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله الأنصاري- رضي الله عنهما-، موقوفا، وهو الراجح، وإسناده صحيح إليه– رضي الله عنه -.
قال المقدسي في أطراف الغرائب 2/396 رقم (1735): حديث: أن النبي-صلى الله عليه وسلم -كان يقول: كبروا كلما ركعتم …الحديث، تفرد بروايته أبو حنيفة- رحمه الله- عن بلال عن وهب عنه. قلت: وعلى هذا يفهم كلام الدارقطني – رحمه الله تعالى – أن المرسل أشبه بالصواب ، والله أعلم والحديث له شواهد كثيرة علي رفعه من طرق أخري عن عدد من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – من ذلك: ما أخرجه البخاري في الصحيح – في كتاب – صفة الصلاة – وعنون للباب بقوله– إتمام التكبير في الركوع – 1/272 ( 752) من طريق “أبي سلمة عن أبي هريرة”- رضي الله عنه- ، بلفظ : أَنَّهُ كان يُصَلِّي بِهِمْ فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ فإذا انْصَرَفَ قال : إني لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ، ومسلم في الصحيح – كتاب – الصلاة – باب إثبات التكبير في كل خفض ورقع في الصلاة – 1/293 رقم ( 392) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة به ، بلفظ : أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- كان يُصَلِّي لهم فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، فلما انْصَرَفَ قال : والله إني لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
الخاتمة
وبعد هذا التناول للمنهج والنماذج من هذا الكتاب القيم ” العلل الواردة في الأحاديث النبوية ” للإمام الدارقطني – رحمه الله تعالى – أقول:
* إن هذا الكتاب القيم هو جهد السنين، وخلاصة الأعوام، وتجارب الشهور والأيام للإمام الجليل الدارقطني – رحمه الله تعالى -فقد جعلنا نقف على العلل الموجودة في الأحاديث النبوية، وما تعبنا في ذلك مثل تعبه، وما بذلنا في ذلك مثل ما بذل، فأحمد الله أن قيض للأمة من يحفظ عليها أمر دينها وسنة نبيها -عليه الصلاة والسلام-، من أمثال هذا العالم الجليل.
* الكتاب دليل واضح على حرص الطلاب علي العلم النافع، وحرصهم كذلك على ملازمة الشيوخ، والأخذ عنهم مهما كلفهم ذلك من جهد ومشقة، فنجد أن الكتاب في أصله ما هو إلا عبارة عن أسئلة وجهها ” البرقاني ” – رحمه الله تعالى – لشيخه ” الدارقطني ” – رحمه الله تعالى – وأجاب عليها ” الدارقطني ” من حفظه.
* هذا الكتاب وذلك بالنظر إلى موضوعه ” العلل ” قد جمع أنواعا كثيرة من علوم الحديث كمعرفة الشذوذ وكيفية الترجيح بين الرفع والوقف، والوصل والإرسال.
* ضرورة الاعتناء بهذا النوع من أنواع علوم الحديث وهو فن العلل فله أثر عظيم في جمع الطرق وتنقيحها وبيان الراجح منها.
المصادر والمراجع
- ابن أبي عاصم، أحمد بن عمرو، الآحاد والمثاني، الرياض، دار الراية الرياض، 1411 هــ- 1991م.
- ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، الضعفاء والمتروكين، بيروت، دار الكتب العلمية ،1406هـــ.
- ابن حبان، محمد بن حبان البستي، الثقات، بيروت، دار الفكر، 1395هــ – 1975م.
- ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الجيل، 1412 – 1992.
- ابن حجر، أحمد بن علي، تقريب التهذيب، سوريا، دار الرشيد، 1406 هــ- 1986م.
- ابن حجر، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب، بيروت، دار الفكر، 1404 ه، ـ1984م.
- ابن عدي، عبد الله بن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال، بيروت، دار الفكر، 1409 هـــ- 1988م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، بيروت، دار الفكر، 1995م.
- ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد، طبقات الشافعية، بيروت، عالم الكتب، 1407ه.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، مكتبة المعارف، 1409ه-1988م.
- ابن ماجه، محمد بن يزيد، السنن، بيروت، دار الفكر، 1424ه-2003م
- أبو داود: سليمان بن الأشعث، المراسيل، بيروت، مؤسسة الرسالة ب، 1408هــ.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، الجامع الصحيح، بيروت، دار ابن كثير واليمامة 1407 هـــ- 1987م.
- البزار، أحمد بن عمرو، البحر الزخار، بيروت، المدينة، مؤسسة علوم القرآن، ومكتبة العلوم والحكم، 1409هـــ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تذكرة الحفاظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1419ه-1998م.
- الترمذي، محمد بن عيسى، الجامع، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1424ه.
- الجزري، علي بن محمد، اللباب في تهذيب الأنساب، بيروت، دار صادر، 1400هـ – 1980م.
- الحاكم، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411هـ – 1990م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، جدة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، ومؤسسة علو ،1413 هـــ– 1992م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1413ه.
- الذهبي: محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، بيروت، دار الكتب العلمية، 1995م.
- الرازي، عبد الرحمن بن أبي حاتم، الجرح والتعديل، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1271 هــ- 1952م.
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، طبقات الحفاظ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1403ه.
- الشيباني، أحمد بن محمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، مصر، مؤسسة قرطبة.
- الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، المصنف، بيروت، المكتب الإسلامي، 1403ه.
- العلائي، أبو سعيد بن خليل، جامع التحصيل في أحكام المراسيل، بيروت، عالم الكتب 1407 ه- 1986م.
- القشيري، مسلم بن الحجاج، المسند الصحيح، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1412ه-1991م.
- المزي، يوسف بن الزكي، تهذيب الكمال، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1400 ه- 1980م.
- المقدسي، محمد بن طاهر، أطراف الغرائب والأفراد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيروت، دار الكتب العلمية، 1419 هـ – 1998م.
- المقدسي، محمد بن عبد الواحد، الأحاديث المختارة، مكة المكرمة، مكتبة النهضة الحديثة،1410هــ.
- النسائي، أحمد بن شعيب، المجتبى من السنن، حلب، مكتب المطبوعات الإسلامية، 1406 هــ- 1986م.
الهوامش:
- يحيى بن شرف النووي، شرح النووي على صحيح مسلم، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1392ه)، ط2، ج:1، ص:3. بتصرف يسير. ↑
- أبو بكر بن أحمد ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، تحقيق د. الحافظ عبد العليم خان، (بيروت: عالم الكتب، 1407ه)، ط:1، ج1، ص:161؛ محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ)، ط:9، ج:16، ص:449. ↑
- (2) محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحفاظ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، (بيروت: دار الكتب العلمية) ط1، ج:3، ص:991. ↑
- (3) علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج: 1، ص: 483. ↑
- (4) محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحفاظ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، (بيروت: دار الكتب العلمية)، ط 1، ج: 1، ص: 394، رقم:893. ↑
- (5) أحمد بن علي البغدادي، تاريخ بغداد، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1417ه)، ط1، ج: 12، ص: 39. ↑
- (6) علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق محب الدين أبو سعيد عمر بن غرامة العمري، (بيروت: دار الفكر للنشر،1995م)، ط 2، ج:43، ص: 95. ↑
- (7) إسماعيل بن عمر القرشي، البداية والنهاية، تحقيق هيئة النشر بمكتبة دار المعارف، (بيروت: مكتبة المعارف 1410ه-1990م)، ج:11، ص: 317. ↑
- (1) البغوي هذه النسبة إلى بلد من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال له بغ وبغشور. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:1، ص: 164. ↑
- (2) ) الحضرمي بفتح الحاء وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء وفي آخره ميم – هذه النسبة إلى حضرموت وهي من بلاد اليمن في أقصاها. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:1، ص: 370. ↑
- (3) محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ)، ط:9، ج: 16، ص:449، 450. ↑
- (4) الرازي بفتح الراء وسكون الألف وفي آخرها زاي – هذه النسبة إلى الري وهي مدينة كبيرة مشهورة من بلاد الديلم بين قومس والجبال وألحقوا الزاي في النسب تخفيفا. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:1، ص: 6. ↑
- (5) الإسفراييني بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها – هذه النسبة إلى إسفراين وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق إلى جرجان. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:1، ص:55. ↑
- (6) الجندي بفتح الجيم وسكون النون بعدها دال مهملة – هذه النسبة إلى عدة جهات منها إلى بلدة يقال لها الجند من حدود الترك على طرف سيحون. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:1، ص: 296. ↑
- (7) السلمي بضم السين وفتح اللام ثم ميم نسبة إلى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر وهي قبيلة مشهورة الشيباني الجزري، علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:2، ص: 129. ↑
- (8) الطيان بفتح الطاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وبعد الألف نون – هذه النسبة معروفة إلى عمل الطين. علي بن محمد الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، (بيروت: دار صادر للنشر 1400ه-1980م)، ط 1، ج:2، ص: 293. ↑
- (9) علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق محب الدين أبو سعيد عمر بن غرامة العمري، (بيروت: دار الفكر للنشر،1995م)، ط 2، ج: 43، ص: 93. ↑
- (1) محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ)، ط:9، ج: 16، ص: 450. ↑
- (2) محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحفاظ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، (بيروت: دار الكتب العلمية) ط1، ج:3، ص: 1048. ↑
- (3) محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ)، ط:9، ج:8، ص: 86. ↑
- (1) علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق محب الدين أبو سعيد عمر بن غرامة العمري، (بيروت: دار الفكر للنشر،1995م)، ط 2، ج:43، ص: 105. ↑
- (2) محمد بن أحمد الذهبي، تذكرة الحفاظ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، (بيروت: دار الكتب العلمية) ط1، ج:3، ص: 995. ↑
- (3) إسماعيل بن عمر بن كثير، البداية والنهاية، تحقيق هيئة النشر بمكتبة دار المعارف، (بيروت: مكتبة المعارف 1410ه-1990م)، ج:11، ص: 317. ↑
-
(4) عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف (الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، 1973م-1393ه) ط3، ج: 1، ص: 253. ↑