الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين المصابين بالأمراض المزمنة وغير المصابين في دور الدولة (دراسة مقارنة)

م. هند احمد سليمان1

1 مدرس، قسم علم النفس، كلية اللغات والعلوم الإنسانية، جامعة، كرميان، محافظة، ديالى، العراق

البريد الالكتروني: hind.ahmed@garmian.edu.krd

HNSJ, 2022, 3(3); https://doi.org/10.53796/hnsj3321

تنزيل الملف 

تاريخ النشر: 01/03/2022م تاريخ القبول: 23/02/2022م

المستخلص

يهدف البحث الحالي للتعرف على الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين المصابين بالإمراض المزمنة وغير المصابين .وتألفت عينة البحث الحالي من (150) مسنا ومسنة بواقع (80) غير مصابين و(70) مصابين ,والمقيمين في دور الدولة في بغداد للعام (2021) .وتم بناء مقياس الاتهامات المضادة للذات , على وفق نظرية (هورني ,1939) والذي يتضمن (26) فقرة ,والذي يتمتع بالخصائص السيكومترية من حيث الصدق الظاهري ومؤشرات صدق البناء واستخرج الثبات بطريقتين هما إعادة الاختبار حيث بلغت (86) والفاكرونباخ التي بلغت (88) . وتوصلت الباحثة الى النتائج الآتية : الى ان المسنين المصابين بالأمراض المزمنة لديهم اتهامات مضادة للذات والمسنين الغير مصابين بالامراض المزمنه ليس لديهم اتهامات مضادة للذات . في ضوء نتائج التحليل الإحصائي استخرجت الباحثة عددا من التوصيات والمقترحات .

Research title

Anti-self-accusations of the chronically ill and uninfected elderly in state homes

(A comparative study)

Hind Ahmed Suleiman1

1 Instructor, Department of Psychology, College of Languages and Humanities, University, Garmian, Governorate, Diyala, Iraq.

Email: hind.ahmed@garmian.edu.krd

HNSJ, 2022, 3(3); https://doi.org/10.53796/hnsj3321

Published at 01/03/2022 Accepted at 23/02/2021

Abstract

The current research aims to identify the anti-self accusations of elderly people with chronic diseases and those who are not infected. The current research sample consisted of (150) elderly men and women, with (80) uninfected and (70) injured, residing in state houses in Baghdad for the year (2021). Building the scale of anti-self accusations, according to the theory (Horney, 1939), which includes (26) items, which has psychometric properties in terms of apparent validity and construction validity indicators, and the stability was extracted by two methods: retesting, which reached (86) and Facronbach, which reached (88). The researcher reached the following results: The elderly with chronic diseases have anti-self accusations, and the elderly without chronic diseases do not have anti-self accusations. In light of the results of the statistical analysis, the researcher extracted a number of recommendations and suggestions.

مشكلة البحث problem of research The

يمكن القول أن تقدم السن هو امتداد لتاريخ طويل أمضى فيه الإنسان حياة ربما يكون ملؤها المخاطر والتضحيات . إذ كثيراً ما يشعر المسنون بأنهم غير مفيدين وغير مرغوب فيهم . ويبدءون بالتفكير والتأمل الذاتي بدرجة متزايدة وينصتون إلى ما بداخلهم حيث يفكر الكثير منهم في الوقت الذي مضى من عمرهم وأين قضى هذا الوقت إذ أشعروا أن عمرهم مضى دون الاستفادة منه. ( الزبيدي , 2007 : 38 )

لذا قد يواجهها كبار السن الدخول إلى مؤسسات الرعاية الخاصة بكبار السن وما يرافقه من تأثيرات سلبية في نفسيته. فقد أشارت دراسة (هانت وهيلتن )، إلى أن وضع كبار السن في مؤسسات الرعاية قد يكون بحد ذاته صدمة نفسية شديدة لصورتهم عن ذاتهم .(هانت وهيلتن،1988: 377 -378 ) وتشكل الظروف النفسية غير المناسبة تأثيراتها على الصحة النفسية للمسنين قد تؤدي الى اتهام الذات (زهران،1985 :18) .والانسان الذي تسيطر عليه اتهامات الذات يفقد قدرته على التفاعل البناء مع المجتمع ، ويحاول الهروب من كافة المؤثرات التي يتخيل انها تهدد حياته ، وإمكاناته الناهضة في الخلق والإبداع ، واتهام الذات قد يكون مظهرا على رفضها عندما يشعر الشخص بالدونية طبقا لمعيار من التقدير غير صحيح اوغير صادق ، وعندما يؤنب الفرد نفسه بسبب فشله في الوصول الى مستوى من الكمال (فهمي، 1976،:257-258) .غير ان البحوث الأكثر حداثة أشارت الى أن الاتهامات المضادة للذات يؤدي الى الإصابة بعدد من الإمراض الجسدية منها (ارتفاع ضغط الدم والسكر والذبحة الصدرية وتهيج القولون. Huppertz,1986,:50&Spiro,1990,:55)) اذ لا نتملك اية مؤشرات ميدانية محليه ما اذا كانوا المسنين المصابون بالامراض المزمنه في مجتمعنا يعانون فعلا من الاتهامات المضادة للذات او لا ,تلك هي مشكلة البحث التي ينبغي الوقوف عليها وتقديم مؤشرات علمية للحد من اثارها السلبية على صعيد الفرد والمجتمع.

أهمية البحث The Importance Of Research

اتهام الذات قد يكون مظهرا على رفضها عندما يشعر الشخص بالدونية طبقا لمعيار من التقدير غير صحيح اوغير صادق ، وعندما يؤنب الفرد نفسه بسبب فشله في الوصول الى مستوى من الكمال (فهمي، 257:1976:-258) .

ويرى بعض الباحثين ان اتهام الذات عرض يكاد يميز اضطرابات أخرى يظهر بعد التعرض لضغوط ما بعد الصدمة. وقد يكون أكثر تعقيدا ويتشابك بقضايا أخرى ما بعد الصدمة وتجعل صاحبها يركز على مشاعر الذنب بدلا من العمل المنتج والتصرف الايجابي(Nader,1997 ).

وترى (هورنيHorney ) أن الإجهاد الشديد الذي يسببه كره الذات واتهامها قد يتحول الى صورة أعراض مرضيه عضويه وتعد عامل حاسم في بعض الأمراض المزمنه كالربو، وارتفاع ضغط الدم والسكري .(هورني،1988،ص 86).

وينشأ اتهام الذات عندما يعتقد الفرد انه انتهك المعايير الذاتية للسلوك الأخلاقي او عند خوفه من ان الاخرين سيقومون بانتهاكها (Sharon,2002, p.368 ) .

ويرى (Baumeister 1994 ) ان مشاعرنا تتأثر بقوة بالطريقة التي نترجم بها الأحداث ، وفي ضوء تلك التقويمات نتصرف وينشأ اتهام الذات عندما نعتقد اننا آذينا harmed شخصاً ما والذي نبدي له اهتماماً اكبر من الاخرين . ويحرص الناس على تحقيق استقرار stability لاحترام الذات ، وتجنب أي تهديد للصورة الايجابية التي يرسمها الفرد عن ذاته (.2002:.97 Douglas et, al,).

واختلفت الآراء والنظريات في كيفية نشوء الاتهام المضاد للذات فيصفه فرويد بذنب الباقى على قيد الحياة survivor guiltووصفه بالية اسماها الانقلاب ضد الذات turning against self. وعدته هورنى مشاعر الذنب العصابيه ، وقد وصف بالقلق الاخلاقي moral anxiety بسبب الشعور بالآثم the sin والخجل في الذات ، وينشأ بسبب الادراك الحسي للخطر من قبل الضمير الذي يمثل سلطة داخلية تهدد بالعقاب ، عندما يقوم الفرد بعمل او يفكر بشيء يخالف الغايات الأساسية الممكنة للذات المثالية (كالفن ، 1968 :87).

وقد يوصف اتهام الذات بأنه اضطراب نفسي يمثل الإحساس الوسط بين حب الذات self-love وكره الذات self hate واتهام الذات يرجح كفة كره الذات وانتقادها، ويمكن أن يؤدي الى الموازنة والتخفيف، وقد يؤدي الى اختلال الموازنة، ويبدو على أشكال مختلفة، (الداهري،1999 :112).

المسنين ثروة في أي مجتمع كان ، فهم يمثلون اللبنة المهمة في تركيبه، وقد كانوا يشكلون مورداً مهماً بالنسبة لأسرهم لما يملكونه من خبرات متراكمة في سني عمرهم التي عاشوها ، و هم يمثلون رموزاً عظيمة للتضحية و العطاء الذي قدموه في بناء المجتمع اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً و سياسياً . ويعد الاهتمام بقضايا المسنين من أهم المؤشرات لتقدم المجتمعات (محمد,2011 :5)

آذ تعد الحالة الصحية للمسنين من الموضوعات التي تم الاهتمام بها من قبل الأطباء والجمعيات العلمية وجمعيات رعاية المسنين لما لهذه الشريحة من المجتمع حق في الرعاية والاهتمام، ونظرا للضعف الذي يصيب المسنين، فأنهم يصابون بكثير من الأمراض المزمنة (معمريه، 2009: 16).

وتتجلى أهمية البحث الحالي في الجانبين النظري والتطبيقي:

أولاً: الجانب النظري : Theoretical side

1- تناول شريحة ومرحلة مهمة من مراحل العمر وهي المسنين في دور الدولة

  1. إضافة علمية نظرية جديدة للمكتبة العراقية.
  2. فتح المجال أمام الباحثين لإجراء المزيد من البحوث العلمية التي تتعلق بمعرفة متغير (الاتهامات المضادة للذات وعلاقتها بالإمراض المزمنة).

ثانياً: الجانب التطبيقي : The practical side

1- تزود الباحثين النفسانيين و المرشدين التربويين بمقياس (الاتهامات المضادة للذات ) و يمكن تطبيقه عند تقديم المساعدة الإرشادية للأفراد ذوي المشكلات والاضطرابات النفسية الخفيفة.

2- تقدم معلومات عن الاتهامات المضادة للذات ونسب انتشارها والشائع منها تساعد بذلك الباحثين النفسانيين والمرشدين التربويين على اتخاذ التدابير اللازمة لعلاجها والسيطرة عليها ، وتساعدهم على اتخاذ الأساليب التربوية المناسبة لها ، وتساعد الجهات المسئولة في وزارة العمل ومديرياتها في اتخاذ التدابير المناسبة للحد منها , لان تركه يعني التفريط بالفرد والأسرة والمجتمع من حيث هو تجاهل لحق الفرد في الرعاية النفسية وإغفال للآثار السلبية التي يخلفها هذا الفرد في الأسرة والمجتمع .

اهداف البحث : The Objectiv of Research

يهدف البحث الحالي إلى التعرف على :-

  • الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين المصابين بالإمراض المزمنة.
  • الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين الغير المصابين بالإمراض المزمنة .
  • بناء مقياس الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين .

حدود البحث :- The Limits of Research

يتحدد البحث الحالي بالمسنين المقيمين في دور الدولة المصابين بالإمراض المزمنة. وغير المصابين للعام (2021) في مدينة بغداد.

تحديد المصطلحات :- Definition of term

أولاً:- الاتهامات المضادة للذات self-recriminations

لقد عرّف هذا المصطلح لأول مرة من قبل كارن هورني (Horney,1939) بأنه:

( الرغبة الشديدة للفرد لتحمل اللوم عن أي حدث غير سار وتوجيه الى الذات رغم أن الأمر لا يستحق ذلك وقد تكون الأمور التي يلوم نفسه عليها غير واقعة فعلا وأنها مبالغ فيها).((Horney,1939,p235 .

عرفه (ألحفني 1978 )

(هو اتهام المرء لنفسه بآثام وجرائم كثيرا ما تكون متخيلة تماما وهو عرض من أعراض الاكتئاب) (ألحفني،1978:275).

عرفته نادر Nader 2001 :-

(الإحساس بالندم للأفكار والمشاعر والمواقف السلبية التي يعتقد الشخص انها غير مقبولة والتي تحط بالسمعة وتتعلق بالفرد او الآخرين) .(James & Constancem : 2007)

التعريف النظري :

اعتمدت الباحثة تعريف (Horney,1939) في البحث الحالي ,لأنه تعريف النظرية المتبناة في بناء مقياس الاتهامات المضادة للذات المعد للبحث الحالي .

اما التعريف الإجرائي :

هي الدرجة التي يحصل عليها المسنين عند إجابتهم على فقرات مقياس الاتهام المضاد للذات.

ثانيا :-المسنين : عرفه كل من :-

منظمة الصحة العالمية (1972)

يعدُ سن الخامسة و الستين على أنها بداية الأعمار ( كبر السن )لان هذا السن يتفق مع سن التقاعد في معظم الدول ( الزبيدي ، 2005 : 11 ) .

إبراهيم (1997) :

إنها مرحلة من مراحل حياة الإنسان لها مظاهرها التي تفترق عن باقي المراحل ، وتقسم مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة مبكرة وتمتد من (60-75 سنة) ، ومرحلة متأخرة وتمتد من (75 سنة) حتى نهاية العمر (أبراهيم،1997:5)

التعريف النظري للمسنين: قد تبنىت الباحثة في البحث الحالي تعريف .( منظمة الصحة العالمية ,1972) تعريفا نظريا .

التعريف الإجرائي للمسنين : أنهم الأشخاص البالغون من العمر (60-75 سنة) .

أطار النظري ودراسات سابقة

  1. كارن هورني Karen Horney (1855-1952)

لقد ظهر مصطلح( الاتهام المضاد للذات) لأول مرة وبصورة أكثر تفصيلا في كتاب كارن هورني ( شخصيتنا العصابية المعاصرة)

وتضيف هورني Horney ان وصف ازدراء الذات وازدراء الاخرين متوفران معا وأيهما يكون أكثر بروزاً وأكثر وعيا يعتمد على التركيب الكامل لبنية الشخصية العصابية برمتها ، وانه كلما كان الفرد اكثر مطاوعة كانت اتهاماته لذاته من جراء فشله في الصعود الى مستوى صورته المثلى ideal picture اكثر ميلا لإشعاره بان الآخرين لايحتاجون اليه ، وان تأثير هذه الفكرة مؤذي الى درجة كبيرة فهو يحيله الى شخص خجول ومتكلف ومنعزل وشاعرٍ بالإذلال تجاه أي نوع للحنان والتقدير وقد تتحطم ثقته بنفسه (هورني،1988:82) .

تقوم الفكرة الأساسية لاتهام الذات عند هورني على الخوف من الاستهجان disaproval وطلب الاستحسان aproval. وعند تفحص مشاعر الذنب بعناية يتبين ان الكثير منها يعبر عن قلق او محاولة الدفاع ضده ، ومهما كانت المخاوف فهي تدور حول نقطة واحدة هي الخوف من الاستهجان. والخوف هذا شائع لدى المرضى العصابيين بالرغم من ان العصابي يظهر انه متيقن من نفسه ولا يبالي باراء الآخرين ولكنه في الحقيقة يخاف بشكل مفرط من الانتقاد، فتراه في داخله يصر على التغذي على حياة الآخرين وكسب رضاهم سواء عن طريق الإخضاع ، او الاستغلال، او استناداً الى مشاعر الحب ، او الخضوع طالما تتعرض ردود فعله العدوانية او مطالبه للكشف. فيتولد لديه القلق لا لأنه يشعر بالذنب بل لانه يرى ان حظوظه في الحصول على الدعم والإسناد معرضه للخطر. وعندما يكتسب ما يكفي من الثقة بالنفس ويقر بها يجد أنها لا تثير الاستهجان عند ذلك تختفي مشاعر الذنب وهو يشعر بالذنب لأنه يعتمد اعتماد كبير على الرأي العام نتيجة قلقه هذا فضلاً عن حساسيته العامة ازاء الاستهجان تبقى دون تغيير حتى لو اختفت مشاعر الذنب (Horney,1937,p235).

وتضيف (هورني) أن اتهام الذات يخفي تحته مشاعر ذنب تتصف بعناصر لا عقلانية، ليس في اتهامه لذاته حسب بل في مشاعره التي تعلمه انه لاستحق أي عطف او تقدير وهو يسعى الى ان يذهب الى أقصى التصرفات غير العقلانية من المبالغات المضخمة الى الخيال المحض. (Horney,1937,p233) . وترى (هورني) ان المصابين بعقدة اتهام الذات كانوا كثيري التأمل فيما يفعلونه وما لايفعلونه فقد يفكر الواحد منهم ساعات طويلة بخصوص ماقاله شخص ما ومارد عليه الطرف الأخر وما وقع كلماته على الأخير ويخفي هؤلاء الكثير من دوافعهم وهم لا يتهمون ذواتهم بشكل صريح وواضح ولا يحاولون جرح شعور الآخرين ويصعب التمييز احيانا فيما اذا كانت ردود أفعالهم وتأملاتهم هي مسالة نزاهة ام هي نوايا حسنة (Horney, 1937,p.235).

وتضيف (هورني) ان اتهام الذات لايحمي من الخوف من الاستهجان حسب بل يستدعي تأكيد ايجابي بالضد من ذلك يحصل على الثقه باحترام الذات لأنه يتضمن امتلاك حكم أخلاقي متشدد بحيث يوبخ نفسه على الأخطاء التي يرتكبها ويتجاهلها الآخرون .

بدايات نشوء اتهام الذات طبقاً لهورني

ترى (هورني) ان الطفل الذي ينمو في بيئة تخلق الخوف والكراهية وتمنع احترام الذات ، تتكون لديه مشاعر اتهام عميقة ضد بيئته فضلاً عن عجزه عن التعبير عنها، وعندما يرعب بشكل كبير لن يجرؤ على ادراك هذه المشاعر بسبب الخوف من العقوبة وفقدان العطف الذي يحتاجه. ( Horney,1937:247) .

ومن المثير للاهتمام ان تحمله اللوم والاتهام بصورة تلقائية سيميل الى ان :

1- يدين نفسه عوضا عن الآخرين، ويحاسب نفسه من طرف خفي، وقد يكون كثير الاعتذار في مواجهة الانتقاد غير المبرر.

2- يميل الى إخضاع نفسه فهو يسلم بأن كل امرؤ يتفوق عليه والجميع أكثر استحقاقاً منه وهناك حجة ثابتة لهذا الشعور تتمثل في فقدان ثقته بنفسه .

3- ميله غير الواعي الى تقديم نفسه من خلال ما يصفه الآخرون فيرتفع ويهبط تقديره لذاته تبعا لاستحسانهم واستهجانهم له .

النتائج التي يخلفها اتهام الذات

تعتقد (هورني) إننا يمكن أن نشاهد أربعة نتائج لاتهام الذات :

1- الحاجه الملحة compulsiveللموازنة مع الآخرين .

2- الحساسية الشديدة للنقدhypersensitivity to criticism وضعف مفرط في اقامة علاقات سليمة مع الاخرين بسبب الخوف من حصول خطا.

3- الحاجه الملحة لتخفيف ازدراء الذات self-contempt من خلال جذب الانتباه والحاجة الملحة لطلب الاعتبار وتقدير الاخرين .

4- الانقياد المفرط للآخرين والتبعية الشديدة (Terry,2003:136-139).

مستخلص النظرية

دراسة سابقة

لم تجد الباحثة دراسات نفسية سابقة عن الاتهامات المضادة للذات إلا دراسة واحدة محلية .

  1. دراسة (الزغيبي,2008)

(الاتهامات المضادة للذات وعلاقتها بالاغتراب النفسي لدى طلبة الجامعة)

تهدف الدراسة الى :-

  1. بناء مقياس للاتهام المضاد .
  2. قياس اتهام الذات لدى طلبة الجامعة .
  3. تعرّف الاتهام المضاد للذات على وفق متغيري النوع (ذكور- إناث) والتخصص (علمي- إنساني) .
  4. بناء مقياس للاغتراب النفسي.
  5. قياس الاغتراب النفسي لدى طلبة الجامعة.
  6. تعرّف الاغتراب النفسي على وفق متغيري النوع(ذكور-إناث) والتخصص(علمي- إنساني) .

7-تعرّف العلاقة الارتباطية بين اتهام الذات والاغتراب النفسي .

بلغت عينة البحث(384) طالب وطالبة اختيروا بطريقة عشوائية طبقية من طلبة جامعة بابل الدراسات الصباحية وللمراحل الأولية فقط.

وبعد تحليل البيانات توصل الباحث إلى العديد من النتائج منها:-

إن طلبة الجامعة لديهم اتهامات ذاتية ونزعات تبرير سلبية موجهة نحو ذواتهم .

لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية في اتهام الذات طبقاً لمتغير النوع (الذكور -الإناث) .

هنالك فروق ذات دلالة إحصائية في اتهام الذات طبقاً لمتغير التخصص(علمي-إنساني)

يعاني طلبة الجامعة من الاغتراب النفسي .توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الاغتراب النفسي تبعاً للنوع ولصالح الإناث وللتخصص ولصالح الدراسات الإنسانية.

ليس هنالك علاقة ارتباطيه بين اتهام الذات والاغتراب النفسي وبلغ معامل الارتباط (0.042). (الزغيبي,2008)

منهج البحث وإجراءاته

يتضمن هذا الفصل عرضاً لإجراءات البحث المتمثلة باختيار مجتمع البحث وعينة المتمثلة بالمسنين وبناء مقياس (الاتهامات المضادة للذات ) لمتغير البحث الحالي ومؤشرات الصدق والثبات, فضلاً عن ذِكر الوسائل الإحصائية المستخدمة في معالجة بيانات البحث.

مجتمع البحث Society of Research

يقصد بمجتمع البحث جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يشكلون موضوع مشكلة البحث. (عيدان وآخرون، 1996، :113).

ويتكون مجتمع البحث الحالي من المسنين في دور الدولة في مدينة بغداد للعام (2021) . .كما في جدول (1)

جدول (1) مجتمع البحث في دور الدولة لرعاية المسنين في بغداد

أسماء دور المسنين

مكان الدار عدد المسنين
ذكور اناث
دار رعاية المسنين/الرشاد الرشاد 90 25
دار رعاية المسنين /الصليخ الصليخ 40 14
دار رعاية المسنين / الكاظمية الكاظمية 50 15
المجموع 234

رابعاً: عينة التحليل الإحصائي Sample of Research

ويقصد بالتحليل الإحصائي البقاء على الفقرات المميزة في المقياس واستبعاد الفقرات غير المميزة ( 1972,p;392 Ebel,) .

وقد تم اختيار عينة التحليل الاحصائي للبحث الحالي البالغ عددها(200) مسن ومسنة من الدور والجدول (2) يوضح ذلك .

جدول(2)

عينة التحليل الإحصائي

دور المسنين مكان الدار عدد العينة
دار رعاية المسنين/الرشاد الرشاد 100
دار رعاية المسنين /الصليخ الصليخ 50
دار رعاية المسنين/ الكاظمية الكاظمية 50
المجموع 200

خامسا: عينة التطبيق

يقصد بعينة البحث هي جزء من المجتمع الأصلي للبحث، ويقوم الباحثة بدراستها للتعرف على خصائص المجتمع الذي سحبت منه، ويتم اختيارها لإجراء دراسة عليها وفق قواعد خاصة ويجب أن تمثل المجتمع تمثيلاً سليماً.)عبد الرحمن وزنگنة، 2008 :304 . (

وتتضمن عينة التطبيق عينتين واحده لعينة المسنين المصابين بالإمراض المزمنة البالغ عددهم (70) والمشخصين طبيا على انهم مصابين بالإمراض المزمنة وهي (ضغط الدم,السكر,الذبحة الصدرية ,الشقيقة, تهيج القولون ).والذي تم إحصاءهم من خلال المعلومات الموجودة في المقياس .والعينة الأخرى تتضمن المسنين الغير مصابين بالإمراض المزمنة والبالغ عددهم (80).. وكما في الجدولين .(3) و(4) .الذي تم اختبارهم بالطريقة القصدية .

جدول(3) عينة المسنين المصابين بالإمراض المزمنة موزعه على الدور

دور المسنين مكان الدار عدد العينة
دار رعاية المسنين/الرشاد الرشاد 50
دار رعاية المسنين /الصليخ الصليخ 8
دار رعاية المسنين/ الكاظمية الكاظمية 12
المجموع 70

عينة المسنين الغير مصابين بالأمراض المزمنة

جدول(4)

عينة المسنين الغير مصابين بالإمراض المزمنة موزعه على الدور

دور المسنين مكان الدار عدد العينة
دار رعاية المسنين/الرشاد الرشاد 55
دار رعاية المسنين /الصليخ الصليخ 10
دار رعاية المسنين/ الكاظمية الكاظمية 15
المجموع 80

سادساً: أداة البحث Research of tools:-

تحقيقا لأهداف البحث الحالي تطلب توفر أداة لقياس الاتهامات المضادة للذات . وكما يلي وصف للمقياس المعد لهذا الغرض .

مقياس الاتهامات المضادة للذات :-

بعد اطلاع الباحثة على العديد من المقاييس المحلية العربية والأجنبية التي درست (الاتهامات المضادة للذات) لم تتمكن الباحثة من الحصول على الأداة المناسبة لتحقيق أهداف بحثه سواء من حيث عدم ملاءمتها لعينة البحث (كبار السن)، كاحتواء تلك المقاييس على عدد كبير من الفقرات مما يستحيل على أفراد عينة البحث الاستجابة على مثل تلك المقاييس ، لذا ارتأت الباحثة القيام ببناء أداة لقياس (الاتهامات المضادة للذات) بما يتلاءم وأهداف البحث الحالي وعينته .لذا تم تبني نظرية ( Horney,1937) في بناء فقرات المقياس .لأنها أول من قدمت هذا المفهوم بنظريتها.

صياغة الفقرات بصورتها الأولية

بعد اطلاع الباحثة على مفهوم الاتهامات المضادة للذات وفق نظرية (هورني). تم صياغة فقرات المقياس بصورتها الأولية وكانت (26) فقرة . ملحق (1) .

بدائل الإجابة :

اتبعت الباحثة الخطوات المستخدمة في وضع بدائل الإجابة على مقياس الاتهامات المضادة للذات .وهي ( تنطبق علي تماماً ـ تنطبق علي إلى حد ما ـ لا تنطبق ).كإحدى الطرائق المتبعة في بناء المقاييس النفسية .

صلاحية الفقرات (الصدق الظاهري):

لغرض التعرف على مدى صلاحية فقرات مقياس الاتهامات المضادة للذات تم عرض الفقرات بصيغتها الأولية والبالغ عددها (26) فقرة (ملحق/1 ) على مجموعة من الخبراء في علم النفس والإرشاد النفسي والقياس النفسي ،(الملحق/ 2) وبعد الحصول على آراء الخبراء تم الاتفاق على جميع الفقرات التي حصلت على نسبة اتفاق (80%) فأكثر ،

العينة الاستطلاعية

بعد أن وضعت تعليمات مقياس الاتهامات المضادة للذات تم أجراء دراسة استطلاعية لمعرفة مدى وضوح الفقرات من حيث المعنى ، ووضوح بدائل الاستجابة على الفقرات ، والصعوبات التي يمكن أن تواجه المستجيبين لغرض تلافيها قبل تطبيق المقياس بصورته النهائية على عينة البحث ، لذا قامت الباحثة بتطبيق المقياس على عينة من (15) من المسنين ، وبعد ملاحظة الاستجابات أتضح أن فقرات المقياس كلها واضحة وكذلك البدائل .

تصحيح المقياس وإيجاد الدرجة الكلية :0

ويقصد به وضع درجة لاستجابة كل فرد من أفراد عينة البحث على كل فقرة من فقرات مقياس الاتهامات المضادة للذات ، ومن ثم إيجاد الدرجة الكلية لكل استمارة على المقياس ، إذ أعطيت أوزان تراوحت بين (3-1) وهي تقابل بدائل الاستجابة.( تنطبق علي تماماً ـ تنطبق علي إلى حد ما ـ لا تنطبق على ) إذ كانت تعطى الدرجة (3) في ما أذا كانت الاستجابة تشير إلى تنطبق على تماما ، والدرجة (2) للاستجابة تنطبق على الى حد ما ، والدرجة (1) في حالة كون الاستجابة تشير إلى لانطبق على ، علما أن فقرات المقياس كلها كانت بالاتجاه الايجابي بناء على توجيه الأساتذة الخبراء وإجماعهم على هذا الرأي ، وبهذا فإن الدرجة الكلية العليا التي يحصل عليها المستجيب على مقياس الاتهامات المضادة للذات (78) والدرجة الدنيا (26) .

الإجراءات الإحصائية لتحليل الفقرات:-

  • عينة التحليل الاحصائي ( statiscal analysis sampl):-

قامت الباحثة بتطبيق أداة البحث الحالي على عينة مكونة من (200) مسن ومسنه من مجتمع البحث (المسنين في دور الدولة) إذ تم اختيارهم عشوائياً عينة التحليل الإحصائي ، والجدول (2) يوضح ذلـك

تميز الفقرات :- marked by paragraphs:-

يقصد بقوة تمييز الفقرة قدرتها على التمييز بين الطلبة ذوي المستويات العليا والدنيا بالنسبة للصفة التي يقيسها الاختبار (الإمام ، 1991: 140 ) .

والغرض من عملية تمييز الفقرات هو حذف أو إلغاء الفقرات غير المميزة أو غير المناسبة ولهذا الغرض قامت الباحثة باستعمال أسلوب (العينتين المتطرفتين) وهو أسلوب شائع في عملية حساب تمييز الفقرات ، وتتضمن الخطوات الآتية :-

  • تصحيح كل استمارة من استمارات المقياس .
  • جمع درجات الاستمارة للحصول على مجموع درجات الفقرات ولكل استمارة من استمارات المقياس .
  • ترتيب الاستمارات الـ (200) من أعلى درجة إلى أدنى درجة .
  • فرز (27%) من المجموعة العليا (Upper Group) الحاصلة على درجة من الاستمارات وعددها (54 ) استمارة و(27%) من المجموعة الدنيا (Lowr Group) الحاصلة على أوطئ درجة وعددها (54) استمارة أيضاً ، وذلك بهدف تحديد مجموعتين تتصفان بأكبر حجم وأقصى تباين ممكن وحتى تتوزع الدرجات اعتدالياً او قريباً منه وبعد استعمال الاختبار التائي ( t-Test) لعينتين مستقلتين لاختبار دلالة الفروق الإحصائية بين أواسط المجموعتين العليا والدنيا لكل فقرة من فقرات المقياس والبالغ عددها (26) فقرة ، وذلك لان القيمة التائية المحسوبة ذات دلالة إحصائية وعند مستوى دلالة (0,05) تمثل القوة التميزية للفقرة وبين المجموعتين المتطرفتين العليا والدنيا (Edawrds,1957;153) .

فتبين بأن جميع الفقرات مميزة لأنها حصلت على قيمة تائية اكبر من القيمة الجدولية البالغة (1,98) وهي ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0،05) وبدرجة حرية (106) ، فبقي المقياس على عدد فقراته البالغة (26) فقرة والجدول (5) يوضح القوة التمييزية لفقرات مقياس الاتهامات المضادة للذات بطريقة المجموعتين المتطرفتين.

جدول ( 5 )

القوة التمييزية لفقرات مقياس الاتهامات المضادة للذات بأسلوب المجموعتين المتطرفتين

ت الفقرة المجموعة العليا المجموعة الدنيا القيمة التائية المحسوبة مستوى الدلالة 0.05
المتوسط الحسابي الانحراف المعياري المتوسط الحسابي الانحراف المعياري
2.728 0.523 2.210 0.784 8.005 دالة
2.901 0.319 1.605 0.717 4.806 دالة
2.741 0.563 1.426 0.787 4.141 دالة
2.303 0.820 1.161 0.913 6.658 دالة
2.691 0.571 1.086 0.759 8.103 دالة
2.784 0.442 1.198 0.810 8.088 دالة
2.463 0.741 1.790 0.895 7.374 دالة
2.753 0.524 1.389 0.733 5.146 دالة
2.772 0.477 1.136 0.745 8.341 دالة
2.105 0.031 1.512 0.035 5.162 دالة
2.661 0.570 1.056 0.858 7.475 دالة
2.962 0.600 1.951 0.694 8.479 دالة
2.704 0.567 1.185 0.850 6.456 دالة
2.685 0.492 1.895 0.939 9.345 دالة
2.080 0.946 1.346 0.993 6.820 دالة
2.586 0.702 1.920 0.863 7.628 دالة
2.444 1.174 1.320 1.040 4.258 دالة
2.315 0.845 1.401 0.999 8.883 دالة
2.778 0.456 1.093 0.825 9.234 دالة
2.753 0.447 1.148 0.741 8.897 دالة
2.944 0.230 1.457 0.679 8.660 دالة
2.655 0.492 1.899 0.939 9.345 دالة
2.070 0.946 1.896 0.993 6.820 دالة
2.546 0.702 1.980 0.863 7.628 دالة
2.424 1.174 1.390 1.040 4.258 دالة
2.325 0.849 1.481 0.998 5.843 دالة
2.558 0.476 1.098 0.829 7.264 دالة
2.763 0.487 1.149 0.746 8.827 دالة
2.944 0.236 4.177 0.678 5.661 دالة

جميع الفقرات مميزه لان القيمة التائية المحسوبة لهما اكبر من القيمة التائية الجدولية (1,98) و عند درجة حرية . ( 106 ) ، وبمستوى دلالة (05 , . )

جـ – علاقة درجة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس :-

يشير ننلي (Nunnaly,1967) إلى أن هذا الأسلوب ذو علاقة عالية بأسلوب العينتين المتطرفتين ، فضلاً عن انه كلما ازداد ارتباط الفقرة بالمجموع الكلي كان تضمينها في المقياس يزيد من إمكانية الحصول على مقياس أكثر تجانساً. (Nunnally, 1967) . ولتحقيق صدق الفقرات قامت الباحثة بإيجاد العلاقة الارتباطية بين درجة كل فقرة من فقرات المقياس والدرجة الكلية للمقياس لعينة التحليل البالغة (200) مسن ومسنة. إذ استخدم الباحث معامل ارتباط بيرسون لاستخراج العلاقة الارتباطية بين درجة كل فقرة من فقرات المقياس في الدرجة الكلية للمقياس وهي نفس الاستمارات التي خضعت للتحليل الإحصائي في ضوء أسلوب المجموعتين المتطرفتين .ولاختبار لمعاملات الارتباط تم استخراج القيمة التائية لها وعند مقارنتها بالقيمة الجدولية (1,98) كانت جميعها دالة عند مستوى دلالة (0,05) والجدول (6) يوضح ذلك ولغرض اختيار الفقرات بشكلها النهائي تم قبول الفقرات التي كانت مميزة في كليهما (المجموعتين المتطرفتين ،علاقة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس ) .

جدول (6)

معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية لمقياس الاتهامات المضادة للذات

رقم الفقرة معامل الارتباط رقم الفقرة معامل الارتباط
0.404 14 0.471
0.293 15 0.298
0.301 16 0.276
0.430 17 0.254
0.440 18 0.478
0.322 19 0.231
0.394 20 0.245
0.209 21 0.315
0.435 22 0.493
0.348 23 0.437
0.338 24 0.319
0.281 25 0.365
0.253 26 0.237

الخصائص السايكومترية للمقياس :-

أولا:-الصدق Validity:

1- الصدق الظاهري

وقد تحقق الصدق الظاهري في المقياس الحالي عندما قامت الباحثة بعرض المقياس على مجموعة من الخبراء في التربية وعلم النفس والقياس النفسي (الملحق/2) وفي ضوء آرائهم تم الاتفاق (80%) فأكثر على صلاحيته وإمكانية استخدامه , وكما موضح في (الملحق/1).

2- مؤشرات صدق البناء

وقد استخرجت الباحثة مؤشرات صدق البناء معتمدا على تميز الفقرة وعلاقة درجة كل فقرة بالدرجة الكلية للمقياس كما في جدولين.(6,5).

ثانيا:- الثبات Reliability:

وقد قامت الباحثة بحساب الثبات بطريقتين: –

  1. طريقة إعادة الاختبار: Test – Retest Method

ومن أجل استخراج ثبات المقياس بطريقة إعادة الاختبار، قامت الباحثة بتطبيقه على عينة من المسنين مكونة من (40) مسنا ومسنه، وتم إعادة تطبيقه على نفس العينة بعد مرور أسبوعين من التطبيق الأول للمقياس. إذ يرى (Adams, 1964) أن إعادة تطبيق المقياس لتعرف ثباته يجب أن لا تقل عن هذه المدة (Adams, 1964:.58). وبعد ذلك تم حساب (معامل ارتباط بيرسون) بين درجات المسنين في التطبيقين الأول والثاني، وقد بلغ معامل الثبات بهذه الطريقة (0,88)، وتعد هذه النتيجة مؤشراً جيداً على استقرار إجابات المسنين على المقياس الحالي عبر الزمن. إذ يشير (عيسوي، 1985) إلى أن معامل الارتباط بين التطبيقين إذا كان أكثر من (70%) يعد مؤشراً جيداً على الثبات .(عيسوي، 1985 :58).

2.طريقة الفاكرونباخ: Cranbach Alpha Method

وقد بلغ معامل الثبات بهذه الطريقة (0,86) وهو معامل ثبات جيد ومؤشر على اتساق الفقرات وتجانسها. إذ يشير (احمد، 1981) إلى أن معامل الثبات الذي يساوي أو يزيد عن (70%) يعد مقياس جيد ومقبول (احمد، 1981 :129).

عرض النتائج وتفسيرها ومناقشتها:

  • الهدف الأول :- التعرف على الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين المصابين بالإمراض المزمنة .

أظهرت النتائج بأن متوسط درجات أفراد عينة البحث على مقياس الاتهامات المضادة للذات بلغت(56) وبانحراف معياري مقداره (11,565) وبمقارنة هذا المتوسط بالمتوسط الفرضي للمقياس البالغ) 52) واستعمال الاختبار التائي لعينة واحدة ، تبين وجود فروق ذو دلالة إحصائية عند درجة حرية البالغة (69) ومستوى دلالة (0,05) كما موضح في الجدول (6) .

جدول (6)

الاختبار التائي لعينة واحدة لمعرفة الاتهامات المضادة للذات لدى أفراد عينة البحث

حجم العينة المتوسط الحسابي المتوسط الفرضي درجة الحرية الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة القيمة الجدولية مستوى الدلالة

05,0

70 56 52 69 11,565 2,892 1,98 دالة إحصائيا

يتضح من جدول (6) إن القيمة التائية المحسوبة للاتهامات المضادة للذات لدى أفراد عينة البحث والبالغة (2,892) أعلى من القيمة الجدولية للمقياس والبالغة (1,98) وهذا يعني أن أفراد عينة البحث الحالي لديهم اتهامات المضادة للذات .

  • الهدف الثاني :- التعرف على الاتهامات المضادة للذات لدى المسنين الغير مصابين

أظهرت النتائج بأن متوسط درجات أفراد عينة البحث على مقياس الاتهامات المضادة للذات بلغت (48) وبانحراف معياري مقداره (8,432) وبمقارنة هذا المتوسط بالمتوسط الفرضي للمقياس البالغ (52) واستعمال الاختبار التائي لعينة واحدة ، تبين لايوجد فروق ذو دلالة إحصائية عند درجة حرية البالغة (79) ومستوى دلالة (0,05) كما موضح في الجدول (7) .

جدول (7)

الاختبار التائي لعينة واحدة لمعرفة الاتهامات المضادة للذات لدى أفراد عينة البحث

حجم العينة المتوسط الحسابي المتوسط الفرضي درجة الحرية الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة القيمة الجدولية مستوى الدلالة

05,0

80 48 52 79 8,432 4,240- 1,98 غير دالة إحصائيا

يتضح من جدول (7) إن القيمة التائية المحسوبة للاتهامات المضادة للذات لدى أفراد عينة البحث والبالغة(4,240-) أقل من القيمة الجدولية للمقياس والبالغة (1,98) وهذا يعني أن أفراد عينة البحث ليس لديهم أعراض الاتهامات المضادة للذات .

مناقشة النتائج وتفسيرها

فقد أظهرت نتائج التحليل الإحصائي ان عينة المسنين المصابين بالإمراض المزمنة لديهم اتهامات موجهة نحو ذواتهم بسبب أعباء الحياة وصعوباتها قد يؤدي ذلك الى خلق ظروف نفسية وحالات صراع وانفعالات سلبية نتيجة الإحساس بالعجز، والوهن، والتناقض بين حياة الواقع والطموح. كل ذلك قد يؤدي الى الشعور بالاحباط والدخول في ميدان المقاومة السلبية، وحياة الندم والعجز ،عن الفعل الايجابي . وتنشأ ردود افعال عقابية نحو الذات نتيجة الغضب نحو النظام الاجتماعي والأسري، وعند عدم القدرة على المواجهة تكون النفس هي البديل ومن هنا تبدأ الازمة ويبدأ القلق والحيرة والشعور بالذنب .

كما أكدت (هورنيHorney ) أن الإجهاد الشديد الذي يسببه كره الذات واتهامها قد يتحول الى صورة أعراض مرضيه عضويه .

وقد أشارت (هورني ( Horneyمن أن الإفراد عموماً يسعون الى تحقيق الانجازات وبناء العلاقات التي لها سمعة اجتماعية وتدعي الفضائل بشكل غير محدود او ربما يعود ذلك الى الشعور بالإخفاق المتكرر في تحقيق النتائج المرغوبة والشعور بالعجز امام متطلباتهم . وتضيف (هورني) أن اتهام الذات يخفي تحته مشاعر الذنب التي تتصف بعناصر لا عقلانية، ليس في اتهامه لذاته حسب بل في مشاعره التي تعلمه انه لاستحق أي عطف او تقدير وهو يسعى الى ان يذهب الى أقصى التصرفات غير العقلانية من المبالغات المضخمة الى الخيال المحض. (Horney,1937,:233) . وترى (هورني) ان المصابين بعقدة اتهام الذات كانوا كثيري التأمل فيما يفعلونه وما لا يفعلونه فقد يفكر الواحد منهم ساعات طويلة بخصوص ماقاله شخص ما ومارد عليه الطرف الأخر وما وقع كلماته على الأخير ويخفي هؤلاء الكثير من دوافعهم وهم لا يتهمون ذواتهم بشكل صريح وواضح ولا يحاولون جرح شعور الآخرين ويصعب التمييز احيانا فيما اذا كانت ردود أفعالهم وتأملاتهم هي مسالة نزاهة ام هي نوايا حسنة.

ترى الباحثة ويمكن ان يعزى ذلك الى طبيعة المرحلة العمرية لعينة البحث التي تمثل مرحلة حساسية لأنها تمثل نهاية المراحل العمرية للإنسان مما يثير لديه مشاعر ونزعات سلبية موجهة نحو الذات تجاه شعوره بالتقصير من قبل أفراد أسرته تجاه و إهدار فرص ماضية او في اختيار الطريق الصحيح للمستقبل والخوف الغامض من الأيام القادمة والمستقبل المجهول خلق لديهم مشاعر اكتئابية اقترنت معها مشاعر اتهام الذات . وهذا الإحساس مما يثير لديهم الجهاز العصبي اللاإرادي وان هذا الجهاز أذا استثير بشكل دائم يؤذي الى ظهور إمراض جسمية ذات منشأ نفسي . بينما أظهرت نتائج البحث الحالي لعينة المسنين الغير المصابين بالإمراض المزمنة بان ليس لديهم إعراض الاتهامات المضادة للذات . مما يؤكد وجود علاقة ارتباطيه مابين الحالات النفسية الانفعالية والإمراض المزمنة (غازي والطيب ,64:1984) وعليه يمكن القول بان الحالات الانفعالية او الاضطرابات النفسية تعد من أول عوامل الإصابة بالإمراض المزمنة. بينما عينة المسنين الغير مصابين بالإمراض المزمنة لم تظهر عليهم أعراض الاتهامات المضادة للذات . وهذا مما يعزز الإشارة العلمية الى وجود علاقة مابين الاتهامات المضادة للذات والأمراض المزمنة ..

التوصيات

1- استخدام مقياس الاتهامات المضادة للذات في المراكز النفسية لقدرته في إعطاء مؤشرات عن مستوى الشعور بالاتهامات المضادة للذات.

2-وضع برامج توعيه وتوجيه نفسي للذين يعانون من الاتهامات المضادة للذات والابتعاد عن أساليب اللوم والتوبيخ المستمر وعلى ابسط الأخطاء وأتفهها.

3- قيام المؤسسات الصحية والمراكز المتخصصة باعتماد طرائق علاج وتقديم المساعدة والإسناد الاجتماعي والنفسي للمسنين الذين يعانون من إعراض الاتهامات المضادة للذات.

4- ينبغي ان تؤدي المؤسسات الدينيه دورها الإرشادي والعلاج الروحي,حيث وجدت الدراساث ان العلاج الديني اثبت نجاحا في بعض الحالات المرضية.

المقترحات

1- إجراء دراسة مماثلة للبحث الحالي على المسنين حسب متغير الجنس (ذكور- اناث) والحالة الاجتماعية (متزوج , ارمل, مطلق, اعزب) .

2- إجراء دراسة مماثلة للبحث الحالي لعينات أخرى .(المطلقات ,الأرامل ,السجناء,المعاقين)

3- إجراء دراسات مماثله للبحث الحالي وعلاقته بمتغيرات نفسية أخرى .(إحداث الحياة ,التفكير الغير عقلاني,العزو السببي ).

المصادر

1- إبراهيم ، سيد سلامة (1997) : رعاية المسنين . المكتب العلمي للكومبيوتر والنشر والتوزيع ، الإسكندرية.

2- الأمام ,مصطفى محمود,(1991),الارشاد النفسي والتوجيه التربوي,ط1,دار الحكمة ,جامعة البصرة.

3- الحفني (1988)، الطفل نموه وشخصيته،ط1، بغداد، دار المتنبي.

4- الداهري،صالح حسن، ناظم هاشم العبيدي (1999)،الشخصيه والصحه النفسيه، بغداد، دار الكتب للطباعه والنشر.

  1. الزبيدي ، كامل علوان ، 2005 ، علم النفس الكبار ، بغداد .
  2. الزبيدي, , هيثم احمد, 2007, الشيخوخة محور اهتمامنا, مجلة رؤية العدد (33) سليمانية،
  3. الزغبي ,خالد محمد كريم,(2008) الاتهامات المضادة للذات وعلاقتها بالاغتراب النفسي لدى طلبة الجامعة ,كلية الآداب .
  4. زهران،حامد عبد السلام (1977)،الصحة النفسية والعلاج النفسي.عالم الكتب.القاهرة.المكتب المصري الحديث.الاسكندرية.مصر.
  5. عبد الرحمن انور وزنكنة,عدنان حقي شهاب ,(2008) الأنماط المنهجية وتطبيقاتها في العلوم الإنسانية والتطبيقية ,مطايع شركة الوفاق ,بغداد.
  6. عيدان ,دوفان وعدس , عبدالرحمن وعبد الحق , كايد (1996) : البحث العلمي (مفهومة أدواتة أساليبة ) , ط5 , دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع, عمان , الأردن
  7. عيسوي،عبد الرحمن محمد(1985),القياس والتجريب في علم النفس والتربية، مصر، دار المعارف الجامعية.
  8. غازي ,عبد المنصف والطيب ,محمد عبد الظاهر(1984) الامراض النفسجسمية ,دار المعارف .القاهرة.
  9. فهمي ,مصطفى(1976).الإنسان وصحته النفسية ،القاهرة،ط2، مطبعة المدني.
  10. كالفن،س،هول(1968). مبادىء علم النفس الفرويدي، ترجمة دحام الكيال، بغداد
  11. محمد ,دنيا داود (2011) مشكلات المسنين.جامعة بغداد,كلية التربية للبنات ,رسالة ماجستير غير منشورة.
  12. معمرية , ناجح حمزة خلخال (2009): اساليب التنشئة الاسرية الصحيحة لأبناء الشهداء , رسالة ماجستير (غير منشورة) جامعة بغداد /كلية التربية ابن رشد.
  13. هانت ، سونيا وهيلتون ، جنفر (1988) : نمو شخصية الفرد والخبرة الاجتماعية . ترجمة قيس النوري ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد.
  14. هورني، كارين(1988)،صراعاتنا الباطنيه:نظريه بناءه عن مرض العصاب.ترجمة عبد الودود محمود العلي.بغداد, دار الشؤون الثقافية ألعامه.

المصادر الاجنبية

11- Douglas . Kenrick , etal . (2002). social psychology unraveling the mystery, Apearson education company. Baston .

22-Ebel, R.L. (1972). Essentials of educational measurement. New Jersey. Prentice. Hall, Inc .

3- Horney Karen. (1939). Neurotic guilte feeling new ways in psychology analysis , w.w. narton & company, inc publisher. New york

4 – Horney, Karen, M.D.(1937).the neurotic personality a four time , w.w. Norton&Company.incNewyork

5 – James, J. Messina & Constancem ,Messina . (2007). Handiling . Guilt . http://www.coping – Nunnully J. G (1967).Psychatric theory.new york.Mcgraw Hill.book company.

6 – Terry,Cooper. (2003).sin pride& self concoptance. http://www.ptypes,com.

7- Huppertz, B.J(1986) ; psychosomatic aspects of irritable balder. Arevie .Urology-A,25(2).p,84-89.