مفارقات الذات سوسيولوجياً في (أناشيد حجرية) لشيركو بيكس

أ.د. نزار شكور شاكر1

1 جامعة السليمانية – كلية التربية الأساسية

بريد الكتروني: Nzar.shaker@univsul.edu.iq

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj3416

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/04/2022م تاريخ القبول: 15/03/2022م

المستخلص

يهدف البحث الحالي إلى الإجابة عن السؤال الآتي : هل ثمَّة مفارقات للذات سوسيولوجياً في (أناشيد حجرية) لشيركو بيكس ؟ ولهذا الغرض تمَّ تقسيم البحث على مستويين : الأول : ببلوغرافيا الذوات ، والثاني التحولات ، وقد أسفرت سياقات البحث عن نوعين من المفارقات في الفضاء السوسيولوجي أحدهما (نمطي) يقوم على التغايير المألوف في معنى المفارقة ، والآخر يقوم على التوافق في السياق السوسيولوجي يتظافران معاً في مظهر يسلط الضوء على حجم الإرادة الإنسانية في ذلك الفضاء .

الكلمات المفتاحية: المفارقات، الذات ، السوسيولوجيا ، أناشيد حجرية ، بيكس

Research title

Sociologically self-paradoxes in Sherko Bekas’ Stone Anthems

Prof. Dr. Nizar Shakour Shaker1

1 College of Basic Education, University of Sulaimani, Iraq

Email: Nzar.shaker@univsul.edu.iq

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj3416

Published at 01/04/2022 Accepted at 15/03/2021

Abstract

The current research aims at answering the following question: Are there sociologically self-paradoxes in Sherko Bekas’ Stone Anthems, and for this purpose the research was divided into two levels: first, the bibliography of self, and second, transformations. The search contexts resulted in two types of paradoxes in the sociological space: typical which is based on the familiar variation in the meaning of the paradox, and the other is based on compatibility in the sociological context, joining together in an aspect that sheds light on the extent of the human will in that space.

Key Words: Paradoxes, Self, Sociology, Stone Anthems, Bekas

المقدمة : تفتح تجارب مرحلة ما بعد الحداثة في الشعري الحديث السبيل واسعاً إلى الاطلاع على أعمال الأدباء في هذا المجال الثَّر بمعطياته ، وتأتي ( أناشيد حجرية – قصة شعرية أو نص مفتوح ) لشيركو بيكس ضمن هذا الإطار المعرفي، إذ صدرت باللغة الكردية عن مؤسسة سردم للطباعة والنشر ، السليمانية بطبعتها الأولى في العام 2005 ، وقد قام بترجمتها إلى اللغة العربية وقدَّم لها الزميل الدكتور دانا أحمد مصطفى وصدرت عن المؤسسة ذاتها بطبعتها الأولى عام 2021 ، وتكمن إشكالية البحث الحالي في الإجابة عن السؤال الجوهري الآتي : هل ثمَّة مفارقات للذات سوسيولوجياً تؤشر في هذا الإطار، ويتألف البحث الحالي من مستويين يتم فيها معالجة الموضوع من زواياه يأتي ذلك قبل أن نختم بخاتمة تمَّ فيها ذكر أبرز النتائج التي تقود إلى التَّعرف على مفارقات الذات سوسيولوجياً في إطار هذا العمل الإبداعي ، ثمَّ ما تلا ذلك من كشَّاف مفصَّل بالمراجع والمصادر والدوريات . آملين الفائدة .

المستوى الأول : ببلوغرافيا الذوات

نطالع في هذا المستوى البارز ذكر بعض مزايا الحجر المشخَّص وسماته المرصودة ضمن ذلك المحيط بالذات المتوغِّلة في أعماقه شيئاً فشيئاً ضمن فضاء كلَّما ازداد التوغُّل في أعماقه ازداد معه العطاء والانفتاح في مظهر لافت قد يشير إلى مناطق التماهي على مستوى الذات مع المحيط بعد توظيف ما يعرف عند (شارل ورايت ميلز) الخيال السوسيولوجي الذي يرتبط بالتحليل السوسيولوجي غير الخاضع إلى شروط وإجراءات منهجية (ينظر: دينارزاد ، بوزار ربيحة ، (2020) التحليل السوسيولوجي في البحوث الاجتماعية ، 228 ) ، نقرأ :

هنا الحجر حرّ ، يدرك كُنْهَه ، يحاور ويتمعَّن ، وله تعريفه ،

وإن قُتل فيعرف سبب قتله .

توغَّلت إلى أعماق الحجر. عندما أعطاني غرفته المبنيَّة من جلاميد في

( طةلي بةدران) حجراً من أحجارها الصلبة .

كان إزميلي من الحجر وورقي من الحجر وسريري كذلك من الحجر

ترمض قصائدي من الحجر وعليه يطير خيالي متجاوزاً حدود الحلم . ( بيكس ، شيركو ،(2021 ) أناشيد حجرية ، 24 ) .

وتقود المعرفة بالتدريج إلى قراءة للحجر في محيطه بعد حضور مميَّز لعنصر التمييز والادراك الأمر الذي يفضي إلى توافر أنواع من الأحجار والحجارات في هذا السياق من أجناس شتَّى وشرائح مختلفة وأعمار متباينة ، ولاسيَّما بعد أن أخذت بعض الموصوفات المعرَّفة تشترك فيما بينها بمشتركات بالغة الأهمية في ذلك المجتمع من نحو اللغة والدم الواحد ، ليس فيها مع مرور الزمن غريب عن المشهد القائم أو دخيل أو مرتزق مأجور وقف عندها المبدع العارف لها بدقة نظراً لتوافر بعض العلامات الثوابت فيها الأمر الذي أسهم في توافر تعريفات ميدانية لجماعة الصخور من المنطلق الدال على ذلك الماثل للعيان الواصف في ذلك المجتمع الصخري الذي بات يشير إلى بيئة حياتية مفعَّلة من جوانب عديدة على وفق هذا الأساس المعرفي ولاسيَّما بعد رصد التحول على مستوى المكان و الزمن :

عيناي في بلاد الصخور تستطيعان التمييز بين الحجروالحجرة ،

بين الحجر الشاعر وغيره . الحجر الرياضي والحجر المهندس والحجر

الطبيب .

الحجر الطفل والمراهق والكهل .

أمَّا الآن حيث لاحجر على أكتافه نجوم بين تلك الأحجار

ولاحجر جاسوساً جاحظاً . ولاحجر عربياً قومياً ولاحجر شرطياً ،

هذه الأحجار تتكلَّم جميعها اللغة ذاتها وتتشارك في الدم .

عيناي تعرفان الأحجار في بلاد الأحجار واحداً واحداً (بيكس ، 2021 ، 38 )

وبالإمكان أن نلحظ أنَّ المبدع بدأ في سياق هذا التنوير لعناصر المجتمع المرصود بجنس الحجارات التي تشكّل علامة جمالية راسخة وفارقة للعيان ومفهوماً أثيراً من مفاهيم( الأتكيت) في هذا السياق الشعري وذلك بتسليط الضوء على الجنس الذي ينماز بذلك الوصف ويتطلَّب على هذا الأساس تعاملاً راقياً مستمداً مقومات جماله في عملية الوصف من التكوين القائم في ذات موصوفاته ، والطبيعة التي أسهمت في جمالية عملية الوصف ، ثمَّ يتوالى بعد ذلك سياق التعريف لموصوفاته التي تنماز بما فيها من صفات عن غيرها من الأحجار المعرَّفة من وجه نظر المبدع بما يحفظ لكل عنصر مستقل هويته عن طريق بيان الصفات المشتركة والمختلفة بين العناصر في المحيط الواحد فـ ( الهوية هي شيء قابل للنقاش وتأتي إثر عمليات التفاعل الإنساني . هي تلتزم عمل مقارنات بين الناس كي تؤسس أوجه التشابه والإختلاف بينهم فأولئك الذين يعتقدون بوجود التشابه بينهم وبين الآخرين ، يشتركون في هوية تتميز عن هوية الناس الذين يعتقدون أنهم مختلفون ولايشتركون بذات الهوية ) (وهولبورن هارلمبس ، (2010) سوشيولوجيا الثقافة والهوية 93) :

الحجارات دائماً شعرهن أخضر

وتضعن الأزهار على رؤسهن وصدورهن منتصبة

وأجسادهن بيضاء وبشرتهن أنعم .

والصبيات هن تلك الأحجار الملساء

اللواتي يبتسمن من تحت الماء يرين بوضوح .

والجميلات هن تلك الأحجار اللواتي يمشِّطن شعرهن وجدائلهن

أمام مرآة النهر بمشط الأغصان والأعشاب

الحجر الرياضي هو حجر تجده في السُّفوح الحجرية وهم يقفون على

أكتاف بعضها البعض ، ولايسقطون أبداً

الحجر الشاعر هو ذاك الذي يكون منطوياً نوعاً ما

أبعد من البقية بقليل يقف قبالة القمر ليلاً

ويكتب الشعر. الأحجار الفتيَّة المتهورة هم الذين يقفون فوق سياج

الينابيع الخاصة بالنساء لينشغلوا بالمغازلة .

والحجارات العجائز هن اللواتي يجلسن ببرود في عتبات الصخور

العملاقة

كي يعرفن القادم والذاهب وهن يثرثرن على الدوام .

الحجر الكاسب هو ذاك الذي يقف على الطريق ليمسك بلجام الأحصنة

ويشدَّها على عنقه ولايدع الأحصنة أن تفلت

الحجر الطفل هم الأحجار المدوَّرة الوفيرة المجتمعة في السفوح وحين

تسير بالقرب منها تسمعها تطقطق وتزقزق وتجلجل ،

أمَّا الحجارة العروس فهي معروفة هي تلك التي تضع فوق رأسها

إما شقائق وإما خزامى وإما باقة من الشعاع

وتجدها خجولاً * قليلا تنظر صوب الأسفل .

الحجر العائز هو الحجر الضائع بين البقية ،

يقف إما في منحدر أو في طريق صاعد مرتقٍ . حجر السلطة

هم الذين يجلسون على القمم ويبصقون إلى الأسفل بين الفينة والأخرى

متكبِّرون ومتعالون ولاينزلون ولايخالطون الآخرين

الحجر العاشق يسكن الفيء دائماً وهو خافت وشاحب ومنتظر

والحجر المغوار والشجاع هو الحجر الكائن في جدران المتاريس

يعرض صدره للنيران ويستشهد قبل المقاتلين .

الحجر الغريب هو الأحجار ** المنتشرة هنا وهناك

والواقعة في القفر أو في السهول ومحاطة بالتراب والرحال ولاتلتقي إلاَّ

نفسها (بيكس ، 2021 ، 38-39 ) * كذا وردت . ** كذا وردت .

وإذا كان المبدع قد أشَّر فيما سبق على نحو ظاهر توافرشرائح مختلفة من الأحجار والحجارات وذلك ضمن عرض بطاقات تعريفها الزاخرة بالمعلومات التي تمَّ إعادة بيانها من جديد بما يتوافق مع المرحلة الراهنة ، فإنَّه أشَّر أيضاً ضمن هذا المحيط الجامع وكشف عن هويات الحجارات المختلفة تلك الذوات التي يجدها قريبة من كيانه في هذا المجال على أساس لوني على نحوٍ يولد مفارقة طبيعية في السياق الناجز فالعنصر المختلف في هذه الدائرة على أساس عدم توافر المشابهة ضمن هذه البيئة الافتراضية التي غدت أقرب إلى كونها استكشافية إنَّما هو المألوف المعرَّف في عالم بيكس الواقعي وما الوصف اللوني الدقيق لها على أساس الحالة الاجتماعية الدالة ( الأم ، الحبيبة) إلاّ دليل على ذلك الترابط الغائب في محيطه الحاضر في ذاكرة الشاعر الذي يستحضرها بين ناظريه وعين قلبه وروحه ضمن مؤشر على تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع المبدع بالآخر المتعدِّد في كل مكان ووقت يستحضرها في البيئة الحجرية التي أضحت مرءآةً للواقع :

في بلاد الأحجار هذه ، ثمَّة حجرتان مختلفتان ، لاتشبهان أي حجرٍ آخر

أحداهما حجرة حالِكة . قبالة ناظري تماماً. تلك هي أمي ،

والثانية حجرة حمراء برَّاقة تقف قبالة عين قلبي وعين روحي تماماً ،

هي فينوس خياطة محلة جارتنا البيضاء . ( بيكس ، 2021،39)

وأفادت بعض الصور البصرية – الحركية والعناصر المؤثِّرة فيها في كشف النقاب عن أبرز سمات الشخصية الحجرية المُعنى ببياناتها ولاسيَّما تلك التي تبدو مغيَّبة على مستوى اللغة (الهوية) عن طريق ذلك المجتمع المعيَّن والمغيَّب في حقيقة الأمر ولعلّ في أسلوب هذا الطرح ما يفسِّر ظهور الشخصية الرئيسة ( المرأة) في هذا الميدان وهي تشكِّل أنموذجاً تشبيهياً ماثلاً للعيان بات يحمل نمطاً تعريفياً ينبع من الواقع الآني لها ، نقرأ في إطار هذه المفارقة :

منذ أسبوع ، داخل رواية التفاحة والكرز هذه ،

ثمَّة ريح تهب بمعيَّة الفأس ويفرُّ الحجر ،

وفي الأسفل ، وفي سفح أرض صخرية محترقة ،

رأيت أمراة مقعورة في دخان بيتها ، تضاهي إبريقاً صفيحاً أسود .

تطهو وتطهو ، لم تقدر أن تنزلها .

باتت تشبه شجيرة محروقة ، إذ أنها نسيت لغتها الجبلية .

تطهو وتطهو ، تتجفل وحيدة . امرأة وحيدة تماماً (بيكس ، 2021 ، 14)

ولغرض تعميق هذا المفهوم الشاخص بتفاصيله المشهدية عن طريق التمييز الدقيق بين الحجر الأصيل في مكانه وبين سواه نجد في أحد المقاطع تسليط الضوء على ذوات غير حجرية في الأصل شهدت مسخاً على صورة (حجر في جبل- الانتماء المزيَّف) تمَّت الإشارة إليها بفعل طارئ تحكم في هذا الفعل وقاده إلى هذه الصورة ، نقرأ هذا التحول بين العالم الذي ينتمي إليه الببغاء والكبش من جانب والتَّحول الذي شهداه بالإنتقال غير الطوعي إلى عالم الجماد في ضوء توظيف أسلوب الإستفهام والجواب في الحوار الداخلي الذاتي القائم على التفكُّر الذي أفاد هذا المظهر :

قلت في قرارة نفسي : أين هم ؟ لم يعد الببغاء والكبش . فربَّما أنَّ إلهاً

ساخطاً في صورة عجوز حديدية الرأس هتماء *، يسحرهم سحراً ، حولهما

إلى حجر في جبل . ( بيكس ، 2021 ، 44 ) *هتِم يهتم هتماً ، فهو أهتمُ ، وهي هتماءُ ، هتم فلان : تكسَّرت ثناياه من أصلها . ( معجم المعاني : أهْتَم ) .

وحين البحث عن أبرز الروافد الداعمة للإطار السوسيولوجي المؤطِّر لهذا المستوى المتقدِّم من البحث نلحظ إسهام بعض معطيات الصورة الصخرية للذات وهي على طريق التحوّل المتراكم الخارج عن السيطرة الذاتية بعد رسم أبعاد سايكولوجية متلازمة لها باتت تعاني منها في هذا السبيل في الكشف المباشر عما تعاني منه الذات المبدعة وتشكوى من نحو الاغتراب وهي تخضع تحت تأثير بعيد كل البعد عن أحلامها يوماً بعد آخر قد يقود من جانبه إلى الإشارة إلى واقع الصخرة البائس في المجتمع الذي من جديد هي تنتمي إليه ولاتنتمي إليه ( فالإنسان بطبيعة الحال لايُولد مغترباً ولا تنشأ معه مظاهر الغربة بل هو يكتسبها من خلال ما يمر به في مسيرته الحياتية وبالخصوص تلك الحالات التي تغيّر من حياته العاطفية مجرى بكامله فتبدأ ترسم في شخصه ملامح الوحدة والألم وكنتيجة لتراكمات تلك الأزمات على شخصه تكون البداية الأولى لاغترابه وتوثيق هذه الزيجة في حياته المليئة بالأمل وتحويلها إلى صورة خالية من كل معاني الحياة ) (بو حايك ، أمينة صامت ، عراب د . أحمد ، (2020) ، الاغتراب ومحنة الذات في شعر محمود سامي البارودي ( مقاربة دلالية) ، 358) :

أيا رفيقي : أنا وحيد وتكاد الوحدة تجعلني صخرة في هذه الأرجاء

والسأم

يكاد ينقر روحي بمنقاره ( بيكس ، 2021، 60 )

تأتي هذه الشكوى الدالة على الذات في ضوء توافر بعض الدوال الأخرى على ما أصاب بعض الأصناف من الحجر ولاسيَّما المقرَّبة من ذات المبدع ( الآخر) في مرحلة عمرية متأخرة نسبياً من حالات عجز في ضوء توظيف أسلوب الاستعارة ، وحالات سايكولوجية غير مستقردة تدلّ في مجملها على وضعية عدم الاستقرار النفسي ضمن البيئة التي تتوافر فيها في وقت محدَّد باكر بعد أن شكَّل المشهد كما يبدو للباحث مفارقة من نوعها على سبيل اليقظة السايكولوجية بإزاء النوم الفيزيائي الذي ابتدأ به المبدع السارد المشهد نقرأ في هذا السياق الإخباري الذي يؤشِّر حالات معيَّنة تعرف في الوسط الصحي( الجسدي والنفسي) على أنهم ذوو احتياجات خاصة :

ذات صباح كان * معظم الأحجار نائمة إلاَّ بعض الأشجار القزمة ( …)

الحجر الكهل المغطَّى بالطحلب ، وضع غراباً فوق ظهره بدا كأنَّه

يستأجره .

فكان الغراب يبحث في شعره المجعَّد عن القمل ويحكّ ظهره بين فينة

وأخرى .

وكانت الحجرة السوداء أمي كما هي متردِّدة ومرتبكة ومتوترِّة وقلقة

كانت ضجرة . ( بيكس ، 2021، 41) . * كذا وردت .

ومن أشكال رسم الهوية الحجرية المستمدة مفاهيمها من الواقع السوسيولوجي نطالع ماجاء في سياق عرض أبرز ما جاء في أوصافهم الجمعية التي كثَّفت في ضل هذا الإجراء الواقع المتَّبع مفاهيم (الوحدة ، والتشرد والتجرد ، والغربة) على نحو شامل فيهم عن هذا الوجود ، على الرغم من توافر الإشارة إلى تعلُّقهم المكاني بعد أن شهدنا في الوقت نفسه حضور ذات المبدع في سياق تلقي (خطاب المطر ) المتزامن صوتياً مع بيان حال المخاطبين مكانياً زمن إعداد الخطاب من لدن المبدع نفسه :

جاء مطر بصوت غيث وصاعقة رثاء ، كان يقول لنا : أيا عُشَّاق بلاد الصخور

أيا دروايش بلاد الصخور كم أنتم وحيدون في هذا الوجود

لَكَم أنتم مشرَّدون

لَكَم أنتم مجرَّدون من المسكن وغرباء أيا عشَّاق بلاد الصخور ( بيكس ، 2021 ، 57 )

ومن أوصاف الذات البائسة التي تطالعنا في هذا السياق الذي استمدَّ مفهومه ضمن هذا المحيط عبر تقانة التشبيه الجمعي العنصر الداعم لتكثيف المعنى في النص نقرأ بعد أن عقد المبدع بين طرفي المشابهة في ضوء توافر وجه الشبه الذي له ترابط وثيق مع الزمن لحظة التوثيق وذلك :

إنَّه مساء .

وبضعة من عشّاق بلاد الصخور

تجدهم برِثَّة وكأنَّهم أشجار تفّاح جرداء ( بيكس ، 2021 ، 50 )

من جانبها قد تعمل أبعاد عديدة من أثر تسليط الضوء على بنية المجتمع الحجري ولاسيَّما المرتبط بالبعد الأسطوري من جانب والواقعي المرير- المأساوي في الآن ذاته من جانب آخر في خلق توجيهٍ ذهني عمل على مسار تقديم أنموذج حي للقراءة الثقافية السوسيولوجية للأحجار ترتكز أبرز ممارساتها على بيان صورة الذوات على مستوى التأمل الظاهر والباطن تارة والتحاور المشروع تارة أخرى الذي تمَّ في جانب منه تبادل الأدوار حتى غدت الذات أحياناً لسان حال (الأنا) والـ ( نحن) معاً في ذلك المجتمع المرئي القائم على استيعاب أثر المثقَّف الآني الملتزم في قراءته للواقع بعيداً عن أفق التوقعات المستقبلية الواردة في هذا الظرف نظراً لخصوصيته الراهنة ، وما يستدعيه من إستراتيجية العمل النهضوي إزاء ذلك أكثر من أي شيء آخر إذ يرى (ليكرك) في هذا السياق (إن المثقف يعتبر أن للإلتزام هنا والآن بالحدث أهمية تفوق مستقبل أثره بعد وفاته ، إنه إنسان يقدّم الفعل والتأثير الإستراتيجي على الحدث وعلى معاصريه أكثر مما يقدّم للمسيرة المحتملة – والمجهولة منه بالضرورة – لعمله وسط جماهير المستقبل ) (ليكرك ، جيرار ، ( 2008) سوسيولوجيا المثقفين ، 98) :

( طةلي بةدران) حصان من أحجار الملاحم وحصان من أحجار الأساطير .

من حصاة الذيل إلى صخرة القِحف * (…)

( طةلي بةدران) : موطن اختفاء الأناشيد . موضع اكتتام الحقائق . عندما تكون الأكاذيب حاكمة . وإذا

عثرت عليهم . فتذبحهم بحرية الظلام واحداً تلو آخر .

( طةلي بةدران) عزلة وأحجار وتكاثر – تناسل- (…)

تنظر عزلتي إلى الأحجار . إنَّ قراءة الأحجار هي قراءة الآلام حين تتخثَّر. هي قراءتي للعالم في اللحظة الأولى من ولادة الغربة أقف أمام جميعهم : ثخينهم ودقيقهم . عريضهم وطويلهم نتوئهم وطويلهم وقصيرهم أنبض أيديهم

وأفئدتهم واحداً واحداً ، كلّهم مفعمون بالتساؤلات والتأملات

والاندهاشات . نحن الأحجار في الأيام النائية ، وتلكم البراهين ، والأنفاس

والأفئدة التي تصلَّبت في مكانها لكنها أحياء .

كانت الأحجار هي الذكريات التليدة الماثلة في الأزمان . تقول لنا : بأن

نظفر أسرارها . وأن نلفي ألسنتها . اعتقد ان ذاك الحجر المسطح

العريض هو موضع طيران رخ ** الإله وأول مسرح لمقابضة النور مع

الظلمة . وعلى ذاك الحجر ذاته لابد ، أن نسكت الفتيات الجميلات

اللطيفات نحراً للآلهة ليخصب المطر والمزارع .

تنظر عزلتي إلى الأحجار . في هذه السفوح والنكايات ترصد ألوفاً من

أسرار الطبيعة والآلهة ، تنظر وحدتي إلى الأحجار ، فالاله ( …)

هو الفنان الأول الذي أدرك أسرار

الأحجار وامتزج عينيه بالأحجارويجعلها تتكلم ويمنح الاذان لهذه

الجبال . (بيكس ، 2021 ، 33-34 ) * القحف : أحد أقحاف ثمانية تكوِّن علبة عظيمة هي الجمجمة وفيها الدماغ . **الرُّخ : طائر خُرافي بالغ القُدامى في وصفه . ( معجم المعاني ، رخ – رُخَّ) .

المستوى الثاني : التحولات

تقاس الحالة الصحية لمفهوم الذاتية في السياق السوسيولوجي على قدر اقترابها المشروع من دائرة التحول والتغير والتفاعل مع سياقاته القائمة ، وما ينجم عن ذلك من تداعيات تسهم في رسم وظائفه الميدانية في المجتمع فـ ( الذاتية ليست كياناً جامداً متميزاً عن الفعل والحركة والتحول ، بل هي حصيلة مقوِّمات اجتماعية وقومية وتاريخية من جهة ، وتفاعلات بيولوجية جينية من جهةأخرى ) (البهنسي ، د. عفيف (2009) ، الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة ، 8 )

وقد شهدنا عند المستوى الأول من هذا البحث توافر بعض صور التحولات التي جاءت ببساطة بعد أن عملت البيئة الجديدة طاقتها على إنتاج الذات المنتمي إليها من جديد على حسب طبيعة مخرجاتها المتحققة في ذات المبدع التي شهدت على وفق هذا المفهوم تحولاً من نوعه يوائم البيئة الجديدة التي حلَّت فيها وبالإمكان القول أنَّ هذا ا الأفق المرصود في أكثر من مفصل جاء في حقيقة الأمر بين حدود منطقتين من مناطق الإدراك والوعي للذات ( قبل الحلول الزمكاني وبعده أيضاً ) الذي شهد على هذا الأساس الحضور ضمن مرحلتين متواليتين مرحلة سابقة تنتهي على نحو منطقي مع بدء الوصول المرحلي إلى المكان المعرَّف بفاعلية مؤثراته الحجرية الصرفة وأخرى لاحقة شرعت فيما بعد كمظهر من مظاهر فاعليتها في مدّ جسور التعارف بينها وبين الذات الجديدة عليها ضمن البيئة الجديدة التي باتت تستقطب تلك الذوات المميزة بجدارة التي تجد فيها القدرة على التكييف معها بما تملكه من إمكانية احتواء طبيعة الذات القابلة للتأقلم بانسيابية على وفق المقتضيات الجديدة ، نقرأ :

حين أتيت لم أكن لا كتكوتاً ولا برعماً ولا ريحاً فتية ،

حين وصلت إلى بلاد الأحجار كنت أنا طير قصيدة

وشعاعاً أحمر وريحاً متمرِّدة داخل الأنشودة الجديدة للمدينة لما أتيت .

ولكن نظراتي ودندناتي لم تكن قد تعرَّضت بعد لاعصار الجبل .

لم تكن يدا وأنامل قلمي قد تخدَّشت بهذه الأحجار بعد ولم تزل رقيقة

حين أتيت … كانت بعض شرارات كركوك وبعض أحجال حزن دهوك

وبعض قوق أربيل قد وصلت بلاد الأحجار

كانت لاتزال بداية التعارف بيني وبين الحجر

كنَّا في بداية الربيع وانتشاء الورود والأناشيد

للتو تعلمنا أبجدية الأرض الحجرية . وتسلَّقنا تلال الآلام في بلاد

الأحجار . ( بيكس ، 2021 ،40 )

من جانبها أفضت بعض النصوص على نحو أوضح نسبياً إلى أنَّ توظيف تقنية الزمن المحدَّد ضمن البيئة الحجرية كان قد شهد تحولات من نوعها ، إنتقلت تأثيراتها على نحو مباشر إلى الذات ، ولاسيَّما ما جاء من أثر توظيف لغة الحوار الكلامي – الإشاري ( لغة الجسد) القصير في حدوثه العظيم في معطياته بين الذات الحاضرة المرتبطة بأبرز عناصر المكان وأشخاصه وبين الأم وذلك في شبه سيناريو مكثَّف يؤشر العثور المفاجئ في لحظة ما في هذه الدائرة على الأنا الحقيقية بعد تحول الزمن لبرهة قصيرة مغاير للنظام المرحلي الإنتقالي الذي مرَّ بنا قبل قليل في ضوء ما تمرّ به الذات الشاعرة في سياق التحولات العديدة التي بمجرد انقضاء زمنها القصير نسبياً يعود كل شيء إلى مكانه الطبيعي وشكله الحقيقي المتناسق بصرياً في المجتمع الإنساني مع بقاء القرينة الدالة على إدراك الواقع (الفائت) في هذا الحدث اللحظي الخاطف في ختام المقطع :

ثمَّة يوم جديد بيدين بيضاوين في مملكة الأحجار ( … )

كنت مستيقضاً . قاصداً الضفة الموازية فقلت للحجرة السوداء أمي :

طاب يومكم .

فأجابت بيدها . تحوَّلت الندى إلى فراشات ملمَّعة وقد غطَّتها الفراشات .

لحظة ائذ شعرت في قرارة نفسي أن شبكة تريد أن تصطاد أحد أسماك

روحي فحصل .

حملت مرءاتي : فرأيت كنت أنا ولست ذاتي . فمرَّة تحول رأسي إلى

حجر . وأخرى إلى جماجم رأس الكبش ، ومرَّة ثالثة منقار ورأس الببغاء .

وفجأة عدت إلى ذاتي .

لحظة ذاك كنت متكلماً مع لا شعوري وإلهي وخيال زجاجي (بيكس ، 2021 ، 43 )

وقد يكون زمن الشروع بالمسير للوصول إلى الهدف المنشود في هذا المحيط – بوصفه محطة من محطات النضال- مرتبطاً بفضاء يمثل (نقطة الشروع) ، ليغدو السفر الطويل بعد ذلك من هذا الفضاء رحلة شاقة فيها الفشل والنجاح وغيرها من العناصر المتضادة في ضلِّ غياب عنصر الأمان ، ومحاولة التعويض عنه بوصفه ضرورة بتوفير عنصر الأم ، أو تلك الشجرة الباسقة التي كانت قد تحوَّلت ضمن تلك البيئة إلى أمّ راعية بعد أن استثمر المبدع ما في المشهد المرسوم سريعاً ووجَّه سؤالاً إلى العنصر الحاضر هنالك الذي أجاب في ضوء هضم مفهوم التحول بوصفه مطلباً للحضور المنشود في المكان والزمان الحاضن أكثر من غيره :

اليوم وليلة غد يبدأ سفره الطويل

من هنا وهناك . من حجر بلاد الأحجار.

على درب الفشل والنجاح المليء بالمخاطر (…)

توجَّهت إليه : فرهاد أو تعرف أن تلك الصخرة السوداء هي أمي ؟

قال : وأنا عن نفسي ما زلت بالقرب من الكهف .

تحوَّلت شجرة السَّرو إلى أمّي (بيكس، 2021، 42 )

ومن الظواهر الفنيَّة المصاحبة لهذا الإجراء النابع من رحم ظواهر المجتمع نرصد هنالك توظيفاً للسرد المنقول عن البعد الاستعاري التشخيصي للحجر في إطار نمط فني ملحوظ يقوم في أبرز إجراءاته على رسم أبعاد المشهد المكاني في حالة من الإعمام سادت المكان الذي بدت مؤثراته الداخلية بصورة واضحة وهي ترجع صداها الأليم على نحو مباشر على مفاصله التعبيرية – البنائية التي باتت تصوّر على نحو شبه كلّي مشهداً حزيناً ساد في البيئة الحجرية آنذاك ، تفاوت الإسهام في التعبير عنه بين عناصر المكان على سبيل المشاركة الإنفعالية من عدمها بفعل القسوة الطارئة على بعض شخصيات المقطع على نحو يرجِّح في المحصلة كفَّة (الأم) الحاضرة من جديد وبوظيفة مكانية جديدة في سياق هذا التعاطف من الطرف الكبير المشارك إنفعالياً لما استجد في هذا المحيط المستقر في جوانبه تحت تأثير الحدث لتحقيق التواءم على مستوى بنية المقطع ، نقرأ :

ثمَّة الحجر ذو اللحية البيضاء ، وبحنجرة مملولة سرد :

هنالك تبكي فتاة من شجرة الرمان ذات جديلة حمراء وبنان خضراء .

فشرع الحجر ذو اللحية البيضاء بالكلام : ( … )

كانت الصخرة ذات اللحية البيضاء ، مع نشيج أصفر تتكلَّم ، وكانت

الأحجار

-عدا بعض قاسية منها ، والتي لم تتحرك من مكانها- شرعن بالبكاء

صغاراً وكباراً (…)

كان نقار نقر في الأرض من الغم ، حتى انكسر منقاره .

ثمّة قبعات القبرة مبعثرة وتمسح بها الأحجار أعينها

فقتل مع فرهاد العاشق ، صخرتان صفراوان عاشقتان ( …)

لدينا جريح كُثُر : جلمود جرحت كتفه جرحاً شديداً (… )

بعدها قلت : لكن التي كانت نياحتها أحر من غيرها ، هي الصخرة

السوداء أمّي ( بيكس ، 2021 ، 45- 47 )

وقد تفيد الدالة الزمكانية بعد أن سلَّط المبدع عدسته التراجيدية على المشهد الرامز إلى علو مكانة الصخر الأب بين سائر الأحجار التي بات المحيط بتضاريسه المتموِّجة مشاركاً حقيقياً لها في المصاب عن طريق أسلوب توظيف دوال دالة وتراكيب لغوية لتحقيق هذا الغرض المعبِّر عن (التحول الأبدي) من نحو : المساء الصمت التام ، التشييع ، مما أسهم في التعبير عن مظهر الأسف الشديد جرَّاء فقد الذات – الأب ، وما نجم عنه ورافقه من تحوّل في الوضع القائم ضمن مشهد تمثيلي جنائزي مهيب قائم على تحليل العوامل والمعطيات البنيوية التي تتحرك ضمن أجندات منظومتي الزمن والفضاء التي تكفَّلت من جانبها بخلق عالم يقوم على وفق مفهوم جديد إذ ( إنَّه ليس باستطاعتنا تحليل عناصر الزمن والفضاء لا في الحكاية العجيبة ولا في الحلم ولا في قصيدة شعرية إلاَّ إذا تعرَّفنا مبدئياً على العوامل التي تتحرك ضمن هاتين المنظومتين ونحن لانتمكن من ذلك إلاَّ إذا جعلنا من العالم مفهوماً تجريدياً يحرّره من ربقة كونه شخصية ، ويجعله معطى بنيوياً نتمكن من التَّعرف عليه حين نحول الجملة اللغوية إلى مشهد تمثيلي ) ( بلمليح ، د. إدريس ، ( 2007) ، الذات والحلم في أسفار الرؤيا ، 19 ) :

من تلك السفوح الحجرية الشاهقة نحو الأسفل

دون طقطقة الأقدام كقدوم زهرة القطن

وصل المساء كذلك (…)

كل الأشياء صامتة

لتشيِّع هذا الصخر الأب .

كل الصخور الصغيرة صمتت

لتشيِّع هذا الغيم الحنطي البشرة (بيكس ، 2021، 48)

وتشير بعض المقاطع إلى أنَّ المجتمع الصخري في المجموعة كان أيضاً مسرحاً لبيان ثبات القيم السامية الإنسانية وعنصر جذب أو استقطاب لمن ديدنه الوفاء ، فمن أبرز مظاهر هذا التعلّق العاطفي القيام بزيارة الأم – الصخرة عقب الانتهاء من الرحلة الخيالية ، ضمن مشهد وداعي أثير أبى المبدع الشاعر إلاَّ أن يستثمر حضوره وذلك الوقت المتبقي في ذلك الفضاء ويصل بنفسه بسرعة إلى الأم ويترك في زيارته تلك هدية خاصة من عالمه الخاص ليرسم الحدث ملامح الذات وهي تنماز بالوفاء والبر للصخرة الأم في ضوء الإقدام على هذا العمل الإنساني العظيم غير المتحوِّل إلى نقيضه في جوهر الذات وقاموسها النقي تجاه الحفاظ على الثوابت الأخلاقية في المجتمع ، نقرأ :

إتجهت إلى الببغاء ، إعذرني قبل أن نرحل عن بلاد الصخور ومضيق

العشَّاق .

عليّ أن أزور الصخرة السوداء أمي وأعانقها عناق وميض قصيدتي

الأخيرة ، وأقبلها كما المطر .

وبسرعة كسير نجمة تنزل ، أو غيمة رسول بين الجبال .

تحمل رسالة الرعد إلى إله الأعاصير وصلت إلى الصخرة السوداء

عانقها

بكيت وتركت عندها بضع شعيرات من إحدى قصائدي (بيكس ، 2021،60 – 61)

الخاتمة

يبدو الفضاءالسوسيولوجي الناجز عن مستويي البحث الحالي حاضناً لثنائيات الواقع والأحلام والأمنيات بعد كشف البطاقات التعريفية لعناصره ، ومع تأشير هذا النمط المألوف هنالك مفهوم آخر من مفاهيم المفارقة يقوم على أساس مسايرة الذات لما يدور ضمن ذلك الفضاء السوسيولوجي بعد أن جاء توظيفها تكميلاً للمشروع الإنساني الذي هدف المبدع إلى تسليط الأضواء عليه فتبدو المفارقة القائمة على التوافق هنا على وفق هذا المفهوم مطلباً مشروعاً يتآزر مع الهدف من توظيف المفارقة القائمة على أساس التغايير أو التباين ، وذلك ضمن مظاهر تحمل رسالة مفادها أنَّ الإرادة الإنسانية تبقى صامدة بوجه التَّحولات التي تريد النيل منها ، و تؤمن بجوهر الذات ، وترتقب لأجيالها الغد المشرق .

المراجع و المصادر والدوريات

1-المراجع :

* بيكس ، شيركو ، (2021 ) ، أناشيد حجرية ، قصة شعرية أو نص مفتوح ، ترجمة وتقديم : د. دانا أحمد مصطفى ، دار سردم للطباعة والنشر ، السليمانية ، ط1 .

* ( معجم المعاني الجامع عربي – عربي ، رخ – رُخَّ ، almaany.com ) . ( انترنيت)

2-المصادر :

* بلمليح ، د. إدريس ، ( 2007) ، الذات والحلم في أسفار الرؤيا / دراسة في شعر عبد العزيز محيي الدين خوجة ، النخبة للتأليف والترجمة والنشر ، بيروت ، ط1 .

* البهنسي ، د. عفيف ، (2009) ، الهوية الثقافية بين العالمية والعولمة ، منشورات وزارة الثقافة ، الهيئة العامة السورية للكتاب .

* ليكرك ، جيرار ، ( 2008) ، سوسيولوجيا المثقفين ، ترجمة : جورج كتورة ، دار الكتاب الجديدة المتحدة ، بيروت ، ط1.

* وهولبورن ، هارلمبس ، (2010) ، سوشيولوجيا الثقافة والهوية ، ترجمة : حاتم حميد محسن ، دار كيوان ، دمشق ، ط1 .

3-الدوريات :

* بو حايك ، أمينة صامت ، عراب ، د . أحمد ، (2020) ، الاغتراب ومحنة الذات في شعر محمود سامي البارودي ( مقاربة دلالية) ، مجلة جسور المعرفة ، المجلد : 6 ، العدد : 4 .

* دينارزاد ، بوزار ربيحة ، (2020)، التحليل السوسيولوجي في البحوث الاجتماعية ، مجلة سوسيولوجيا ، المجلد : 4 العدد 2 / ديسمبر .