تحليل مناهج التَّطبيقات الذكية في تعليم العربية للنّاطقين بلغات أخرى تطبيق (Alif Bee) نموذجًا

أحمد معمار1

1 جامعة إسطنبول آيدن، تركيا

بريد إلكتروني: ahmad.mamar000@gmail.com

المعرّف العلمي https://orcid.org/0000-0003-4972-9268

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj3421

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/04/2022م تاريخ القبول: 22/03/2022م

المستخلص

يتناول هذا المقال دور التطبيقات الذكيّة في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، فقد تمكنت هذه التطبيقات من الانتشار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وساهمت في توفير الوقت والجهد، ممّا فرض على لغتنا العربية والمهتمين بتعليمها ونشرها إعداد تطبيقات تعليمية تفاعلية ذات مرجعية تخضع لقواعد وأسس محددة قامت عليها الدراسات والأبحاث.

واستنادًا إلى ما سبق اتّخذتُ من تطبيق (Alif Bee) نموذجًا للوصف والتحليل على اعتبار أنّه تطبيقًا تفاعليًا يعلّم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فقدّمتُ بياناته العامة، وأهدافه، ومعايير تقسيم مستوياته، وأسس إعداد منهجه، وإخراجه، ثم عرضت أمثلة عن اختباراته وتقنياته العامة، ثم تناولت مصاحبات التطبيق، وقارنته مع التطبيقات التعليمية العالمية الأخرى، بعد ذلك استخلصتُ مزاياه وعيوبه، وذلك في ضوء المنهج الوصفيّ النقديّ.

الكلمات المفتاحية: مناهج، التّطبيقات الذّكيّة، تعليم العربية.

Research title

Analyzing the Curricula of Smart Applications in Teaching Arabic to Non-Native Speakers

(Alif Bee) Application has been taken as a Model

AHMET MİMAR1

1 İSTANBUL AYDIN ÜNİVERSİTY

Email: ahmad.mamar000@gmail.com

Scientific Identifier https://orcid.org/0000-0003-4972-9268

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj3421

Published at 01/04/2022 Accepted at 22/03/2021

Abstract

This article deals with the role of smart applications in teaching Arabic to non-native speakers.

These smart applications have been able to spread widely in recent years, and have contributed to saving time and effort, which motivated those who are interested in teaching and publishing Arabic to prepare interactive educational applications with a reference that subjects to specific rules and foundations that based on studies and researches.

Based on the foregoing, this article has taken the (Alif Bee) application as a model for description and analysis, because its application compared to other educational applications teaches Arabic to non-native speakers in an interactive way, Also, in this article it has been extracted Alif Bee’s application’s advantages and disadvantages, in the light of a related descriptive approach.

Key Words: curricula, smart applications, teaching Arabic.

مقدمة:

يُعدّ الاهتمام بإعداد مناهج تعليم اللغات الأجنبية أو الثانية من أهم المسائل التي فرضت نفسها على المشتغلين بتعليم اللغات على مستوى العالم، وذلك لأهمية نشر ثقافة هذه اللغات بين أكبر عدد من سكان العالم، خاصة بعد التقدم المتزايد في التكنولوجيا وتطبيقاتها في أنشطة الحياة المختلفة.

ومعلّم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في حاجة أكثر من غيره إلى استخدام كافة الوسائل والتقنيات التي تمكّنه من تنمية الكفايات اللغوية والتواصلية والثقافية لدى المتعلمين، حيث إنّ التقنية أصبحت كثيرة في أنواعها، ومتعددة في استخداماتها، وتفاعليّة في عرضها، وسهلة في التعامل معها، ودقيقة في تصميمها[1].

ولا يخفى على أحد منّا أهمية مواكبة تعليم اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية التطور التقني الكبير في تعليم اللغات الأجنبية الأخرى.

فقد حصلنا على تقارير من معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها تفيد بأن متعلمي اللغة العربية في بلدانهم بمجرد أن يرَوا معلمًا يستخدم التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية، فإنهم يقبلون عليه.

وفي هذا البحث سنسلط الضوء على جانب مهم من جوانب التكنولوجيا الحديثة، من خلال تحليل منهاج تطبيق (Alif Bee) الذي يمثل نموذجًا من نماذج التطبيقات الذكية التي تعلّم اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية.

أهميّة البحث:

تكمن أهمية هذا البحث في محاولته الاقتراب مما يجب أن تكون عليه مناهج اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى في التطبيقات الذكية، وفقًا لمعايير رئيسة يمكن العودة إليها من قِبل القائمين على بناء المناهج، مع إلقاء الضوء على أهم المشكلات التي وقعت فيها مناهج التطبيقات الذكيّة الحاليّة.

أهداف البحث:

يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1- تحليل مناهج التطبيقات الذكية التي تعلم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (Alif Bee) نموذجًا.

2- تحديد المعايير والمؤشرات التي يجب توافرها عند إعداد مناهج اللغة العربية في التطبيقات الذكية.

3- الاستفادة من المعايير العالمية والتقنيات الحديثة عند إعداد أي منهاج جديد يُعنى بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

مشكلة البحث:

تتمثل مشكلة هذا البحث في ملاحظة وتقصّي مدى التزام مؤلفي منهاج تطبيق (Alif Bee) بالأسس والقواعد والمعايير الخاصة ببناء المحتوى وإخراجه، وذلك استنادًا إلى الدراسات والأبحاث والمؤتمرات التي تناولت موضوع إعداد مناهج تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى.

حدود البحث:

يقتصرُ هذا البحث على الآتي:

أ- من حيث الفئة المستهدفة: الراشدين الناطقين بغير العربية.

ب- من حيث الأداة: تطبيق يعمل على الحاسب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

منهج البحث:

اِتّبعتُ في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي التقويمي لمناهج تعليم اللغة العربية في التطبيقات الذكية.

الدّراسات السابقة:

أولًا: الدراسات العربية

أ- دراسة ليلى الجهني

أسس تصميم التطبيقات التعليمية المستخدمة عبر الهواتف المتنقلة والحواسيب اللوحية، دراسة في مجلة عالم التربية المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، العدد 46، 2014.

تناولت الدراسة المعايير التربوية لتصميم التطبيقات التعليمية المستخدمة عبر الهواتف المتنقلة والأجهزة اللوحية المرتبطة بمحتوى التعلّم والأنشطة والتقويم، واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي.

ب- دراسة جمال الدهشان ومجدي يونس

التعليم بالمحمول (Mobile Learning) صيغة جديدة للتعليم عن بعد، دراسة مقدمة في الندوة العلمية الأولى لقسم التربية المقارنة والإدارة التعليمية تحت عنوان نظم التعليم العالي الافتراضي، كلية التربية، جامعة كفر الشيخ، 2009م.

تناولت الدراسة تقنية الهواتف المحمولة وتوظيفها في العملية التعليمية من خلال تحديد مفهومها وأهدافها، والفوائد من استخدامها في التعليم، وتعطي فرصًا جديدة للتعلّم التقليدي في الفصول الدراسية وفي نمط التعلّم مدى الحياة خارج هذه الفصول.

ثانيًا: الدراسات الأجنبيّة:

أ- دراسة Jan Herrington, Anthony Herrington, Jessica Mantei

Design principles for mobile learning. University of Wollongong.2009.

تناولت الدراسة استخلاص أسس لتصميم تطبيق في الهاتف المحمول استخدم في جامعة (Wollongong)، وتوصلت إلى المعايير الآتية:

ارتباط التصميم بواقع المتعلّم، وحدوث التعلّم أثناء التنقل، ودمج التعلّم المتنقل بالتعلّم المعتاد، وإمكانية التعلّم الفردي والجماعي، والاستفادة من الهاتف المحمول عند تصميم المادة التعليمية.

ب- دراسة Herry Walker

Establishing Content Validity of an Evaluation Rubric for MobileTechnology Applications Utilizing the Delphi Method, Baltimore, Maryland, 2013.

تناولت الدراسة إنشاء محتوى جدوى لتقييم تطبيقات الهاتف المحمول باستخدام طريقة (Delphi)، وتوصلت الدراسة إلى تحديد معايير لتقييم تطبيقات الهاتف المحمول.

أسس إعداد مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها:

قبل إعداد أيّ منهجٍ لا بدّ من وضع الأسئلة التي يطرحها الدكتور عبد الرحمن الفوزان في مذكرة له، منشورة عبر الإنترنت، والتي غالبًا ما تكون منطلقًا لدراساتٍ عدّة، تقوم عليها أسس تقويم المناهج وإعدادها، وهي:

– لِمن يُؤَلّفُ المِنهاج؟

– ما المستوى اللغوي الذي يُؤلّف له المنهاج؟

– ما طبيعة المحتوى وكيف سيعالج؟-

– ما المحتوى اللغوي والثقافي؟

– ما نوع التدريبات وما طبيعتها؟

– ما الوسائل التعليمية المصاحبة وكيف تمّ إعدادها؟

ومن هذه الأسئلة يمكن أن يتفرع عشرات الأسئلة الأخرى المهمة[2].

وتعدُّ الإجابة الدقيقة عن هذه الأسئلة مدخلًا مهمًا من مداخل إعداد المناهج إعدادًا علميًا خاضعًا لمعاييرَ وأسسٍ يضعها المتخصصون، فليست العبرة في كم المناهج ومدى وفرتها، بل في قدرتها على إفادة الطالب الأجنبي منها إفادةً تتيحُ له التواصل مع أبناء اللغة المدروسة.

ومن هذه الأسس[3]:

1- الاهتمام بمحتوى المنهاج الثقافي والفكريّ وتقديمه بصورة واضحة بعيدة كلّ البعد عن المظاهر الخلافيّة، فمن غير المنطق أن يُعطى للأجانب نصًّا يتحدّث عن الخلافات القائمة بين الأديان والطوائف.

2- انتقاء الألفاظ والتراكيب السهلة الشائعة، والابتعاد عن الألفاظ الغريبة أو النادرة، خصوصًا في المستويات المبتدئة.

3- التنوّع في التمرينات والتدريبات.

4- الاستعانة بالصّور المناسبة لمحتوى المادّة أو النصّ المعطى للطالب الأجنبيّ فهي تقرّب إلى ذهنه الفكرة، وأن يكون هناك انسجام وملاءمة بين الصورة وطبيعة الدرس.

5- التدرّج المنطقيّ من الحسّي إلى المجرّد ومن السهل إلى الصعب.

6- سلامة الموادّ المعروضة من الأخطاء اللغوية والعلميّة والتاريخيّة.

7- الاهتمام بالحوارات القصيرة التي يكثر استخدامها في الوسط المحيط بالحياة اليوميّة.

التطبيق الإلكتروني:

تُعرّف تطبيقات الأجهزة الذكيّة على أنها برامج كومبيوتر مبرمجة على القيام بعدد من المهام المحددة، وهي مخصصة لأجهزة الهواتف الذكية والكومبيوتر اللوحي، وهي متعددة، سواء تطبيقات الأندرويد أو الآيفون، وتنقسم إلى تصنيفات مثل:

تطبيقات الألعاب والتواصل الاجتماعي وممارسة التمارين الرياضية، والتطبيقات الموسيقية، وشراء المنتجات إلى جانب تطبيقات التعليم التي جعلت عملية تعلّم اللغة الجديدة أسهل وأسرع، وتميزت بالمتعة، والتفاعل، والإثارة، والتشويق، ونقلت المتعلم من دور المتلقي إلى دور المُستنتج[4].

ومن هذه التطبيقات التعليمية التفاعلية تطبيق (Alif Bee):

البيانات العامة لتطبيق (Alif Bee):

– (Alif Bee) تطبيق تفاعليّ يعلّم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى.

– الفئة المستهدفة: الراشدون من غير الناطقين باللغة العربية.

– صُمِّمَ التطبيق ليتماشى مع جميع أنظمة التشغيل، فيعمل على الحاسب والسبّورة الذكيّة، ويُثَبّت على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية .(Android- IOS)

– المؤسسة المنتجة للتطبيق (مؤسسة عالمي التعليمية).

وهي مؤسسة متخصصة في تطوير منتجات تعليم اللغة العربية، تأسست عام 2015 في إسطنبول، فقامت بجمع فريق من المتخصصين ليقوموا بالأبحاث لإعداد أفضل الطرق لتعليم العربية باستخدام التكنولوجيا المعاصرة في تعليم اللغات، وبدأت العمل في التطبيق عام 2016م.

– المؤلفون: أ. أحمد معمار، أ. عمر حمودة، أ. يوسف معاز، أ. حسن جاسم.

– تاريخ إطلاق التطبيق: في منتصف عام 2019م.

– وسيلة التفعيل والاشتراك: اشتراك مجاني محدود، اشتراك شهري وسنوي مأجور.

– (Alif Bee) منهاج متكامل يبدأ مع المتعلم الصفري حتى مرحلة الإتقان، اعتمد على خطة شاملة تحيط بالمهارات التواصلية الأربعة (القراءة والكتابة والاستماع والمحادثة).

– لغته العربية الفصحى الصحيحة، مفرداته وتراكيبه ونصوصه مضبوطة بالشكل.

الأهداف العامة لتطبيق (Alif Bee):

1- تحقيق الكفاية الاتصالية المتمثلة بالقدرة على التواصل محادثةً وكتابةً وفهمًا مع أهل اللغة الناطقين بها في مواقف وسياقات اجتماعية حقيقية.

2- تحقيق الكفاية اللغوية: وذلك من خلال معرفة قواعد اللغة العربية.

3- تحقيق الكفاية الثقافية: من خلال إبراز بعض الجوانب الثقافية العربية والإسلامية ليتعرف عليها الدارس.

استخدام اللغة الوسيطة:

في التطبيق نسختان: الأولى باستخدام اللغة الوسيطة، والثانية بدونها من خلال الاعتماد على الوسائل التوضيحية الأخرى (الصور- الفيديو) في فهم الدرس.

– اللغات المتوفرة في التطبيق (الإنجليزية والتركية والإسبانية بالملايوية).

معايير تقسيم مستويات تطبيق (Alif Bee):

اعتمد التطبيق في تحديد مستويات تعليم اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية على الإطار العالمي الأمريكي أكتفل وذلك من خلال تقسيم المستويات إلى ثلاثة رئيسية، هي:

المبتدئ والمتوسط والمتقدم، وكل مستوى رئيسي إلى ثلاثة مستويات فرعية، هي: الأدنى والأوسط والأعلى، أمّا المستوى الرابع (المتفوق) والمستوى الخامس (المتميز)، فهما قيد الإنجاز.

وقد أُضيفَ المستوى التمهيدي (الصفري)، وهو20 ساعة تعليمية تسبق المستوى المبتدئ الأدنى.

مع تنوع المستويات يقدم التطبيق خيار اختبار تحديد المستوى، إذا لم يرغب الطالب بالبداية من المستوى التأسيسي.

وفيما يلي ملخص المادة العلمية في كل مستوى:

أولًا: المستوى التمهيدي (الصفري):

في هذا المستوى يتعرف المتعلم على الحروف العربية وأصواتها وأشكالها مع الحركات، ثم كيفية اتصال الحروف العربية لتكوّن الكلمة، بعد ذلك يتدرّب على نطق الأصوات عبر ميزة التعرّف الصوتي، وروعي في ذلك المفردات التي يعرفها الدارس حتى لا تجتمع عليه صعوبتان فهم المعنى وتمييز الصوت ونطقه، بعد ذلك يتدرب على قراءة وكتابة المفردات وبعض التراكيب البسيطة.

ثانيًا: المستوى المبتدئ (الأدنى – الأوسط – الأعلى):

الهدف التواصلي في هذا المستوى هو أن يستخدم المتعلّم ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﻨﺠﺎﺡ ﻤﻊ ﻋﺩﺩ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ، (كالتعريف بنفسه وبالآخرين والحديث عن سكنه، وبرنامجه اليومي، وطلب الطعام وتعداد أنواع الفاكهة والخضار، والسؤال عن الوقت والاتجاهات، ومراحل الدراسة وأدواتها، والعبارات المستخدمة في المطار والفندق، ووصف الرحلة…)

وقد تناول التطبيق في هذا المستوى اثنتا عشرة وحدة درسية هي:(التحية والتعارف– البلد والجنسية – العائلة– السكن– الحياة اليومية- الوقت والعمل– الطعام والشراب– التسوّق- الدراسة– الأماكن– السفر والسياحة).

ثالثًا: المستوى المتوسط (الأدنى – الأوسط – الأعلى):

الهدف التواصلي في هذا المستوى هو أن يستخدم المتعلّم اللغة بيسرٍ وسهولة ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼﻠﻴﺔ، وكفاءة عملية محدودة، (كالحديث عن الفصول، والطقس، والعبارات المستخدمة في المستشفى والصحّة العامة، والهوايات وأنواعها، وقضاء العطلة، ووصف المهن وأنواعها وأدواتها، وأنواع الرياضة وفوائدها، والنظافة الشخصية والعامة…).

وقد تناول التطبيق في هذا المستوى اثنتا عشرة وحدة درسية هي: (الطقس– الصحّة– المهن- العطلة– الهوايات– الوقاية من الأمراض- الرياضة– الحياة في القرية– النظافة– الغذاء الصحّي– التعليم- الصحافة).

رابعًا: المستوى المتقدم (الأدنى – الأوسط – الأعلى):

الهدف التواصلي في هذا المستوى هو أن يستخدم المتعلّم اللغة بدقّة للتواصل مع الآخرين في موضوعاتٍ متعددة ومعقدة، وكفاءة عملية عالية، (كالحديث عن الحياة الاجتماعية والمناسبات، والعبارات المتعلّقة بالتربية والمجتمع والعادات، والجامعات والمعاهد، والإعلام ووسائل التواصل والتلوّث والكوارث، كما يستطيع المشاركة في كلّ أنواع المحادثات بسهولة، وقراءة النصوص التاريخية القديمة…).

وقد تناول التطبيق في هذا المستوى اثنتا عشرة وحدة درسية هي: (العلم والتعلّم– الحياة الاجتماعية – التلوّث وأسبابه– أنواع الجامعات– التكنولوجيا والمجتمع– تربية الأطفال– إدارة الوقت– الحاسب– وسائل التواصل الاجتماعي– نصائح تربوية– الأخلاق والقيم– التوازن والانضباط)

منهجية التعلم في التطبيق:

المنهج الرئيسي للتطبيق هو: التدرُّج (من الجزء إلى الكل)، و(من المحسوس إلى المجرد)، و (من السهل إلى الصعب)، و (من البسيط إلى المركب والمعقّد).

حيث يقدم للطالب المفردات أولًا قراءةً واستماعًا وكتابةً ونطقًا، ثم التراكيب والجمل، ثم يقدم له الحوار بشكل بسيط، فيتمكن الطالب من فهم الحوار والإجابة عن أسئلته، ويعتمد التطبيق على الصور الوظيفية في التدرّب على فهم معاني المفردات والعبارات.

سير الدرس في التطبيق:

يُقسمُ الدرس إلى أربعة أقسام:

1- المفردات:

تُعرض المفردات الأساسية ويتدرّب المتعلم عليها قراءةً، واستماعًا، وكتابةً، ونطقًا.

في قسم المفردات يتدرب المتعلم على كيفية اشتقاق المفردات من الجذر ليحفظ أقل عدد من المفردات ويستطيع التعبير عما يريد بالاعتماد على الاشتقاق، وتُعزّز المفردة أكثر من أربع مرات بين النطق والقراءة والكتابة، مع إمكانية إعادة التمرين إن أراد المتعلم ذلك.

2- التراكيب والجمل:

تعرض الجمل والتراكيب قراءةً وكتابةً، ويُقاس عليها من خلال تكوين جمل أخرى، ثمّ التدريبات.

3- قواعد اللغة:

اعتمد التطبيق النحو الوظيفي (التطبيقي)، وذلك ضمن خطة متدرجة من الأسهل إلى الأصعب، كما اعتمد على التدريبات النحوية الحديثة، ذات الطابع الاتصالي، والتي تقوم على المشاركة والتفاعل، واستخدم المفردات التي تعلمها الطالب في صياغة التراكيب النحوية، لتبقى معززة نشطة.

واُستبعدت بعض الأبحاث النحوية التي لا تهمّ دارس اللغة العربية من غير أهلها، كبحث الإعراب ولا النافية للجنس، وأسلوب الإغراء، والاشتغال وبعض الأفعال الناقصة غير المستخدمة مثل ما انفكَّ.

في كل قسم يخضع المتعلم لاختبارات تقيّم فهمه لما تعلم، ويرى نتيجة إجاباته مباشرةً ليُقِيَّمَ نفسه بنفسه، ويعيدُ التطبيق عليه الاختبارات التي لم يستطع اجتيازها حتى يعيدها ولا يخرج من القسم الهدف إلا باجتياز كل اختباراته.

4- الحوارات والنصوص: وتقسم إلى قسمين:

القسم الأول: (فهم المقروء)

يعرض النص أو الحوار بشكل بسيط، فيتمكن المتعلّم من فهمه بيسرٍ وسهولة والإجابة عن أسئلته، ويقرأ مع إمكانية إعادة الحوار من بدايته وكذلك إمكانية الصعود والنزول من خلال اللمس، وبعد الانتهاء من قراءة النص يضغط المتعلم على أيقونة (تمّ) لتظهر له الأسئلة بعد ذلك ويقوم بالإجابة عليها.

القسم الثاني: (فهم المسموع)

يستمع المتعلّم إلى حوارٍ ثمّ يُطلب منه الإجابة عن أسئلته، مع إمكانية استماع الدارس للنص أكثر من مرة ويتدرج طول نص فهم المسموع حسب المستوى ففي المستويات الأولى يكون النص قصيرًا ثم يتدرج مع التقدم في المستوى.

الاختبارات في التطبيق:

استخدم التطبيق ثلاثة أنواع من اختبارات اللغة من حيث الهدف:[5]

الأول: اختبار التصنيف (اختبار تحديد المستوى):

وصممَ بهدف توزيع الدارسين كلّ حسب مستواه، حتى لا يبدأ المتعلّم بمستوى أعلى من مستواه فيصعب عليه الفهم، ولا يبدأ من مستوى أقل من مستواه فيفقد الدافعية والحماس، وهو اختبار عام شامل لا يعالج نقطة تعليمية معينة وإنما يختبر تحصيل المتعلّم السابق في دراسة اللغة.

الثاني: اختبار التحصيل:

هو اختبار يلي العروض مباشرة وذلك لتثبيت المعرفة، والمهارة المستهدفة، وهو تعزيز فوريّ للدارس.

الثالث: اختبار التشخيص:

وقد صمم بهدف مساعدة الدارس على معرفة نقاط ضعفه ومدى تقدمه في تعلم عناصر اللغة، وهذا الدور يلعبه المعلم الذكي في التطبيق، فيقوم بتحليل سلوك المتعلم ويرسل تقريرًا عن الاختبارات التي استطاع المتعلم أن ينجزها بزمن قصير أو الاختبارات التي فشل المتعلّم في إنجازها، وتكون بعد كل درس أو في اختبارات نهاية المستوى.

أنواع الاختبارات من حيث الطريقة في التطبيق:

اعتمد التطبيق على الاختبارات الموضوعية وقد تعددت لتشمل الآتي:

أ- اختيار من متعدد ب- خيارات متعددة

صورة تحتوي على نص

تم إنشاء الوصف تلقائياً

ج- إكمال الفراغ د- تكوين الجملة ه- اختبار الكتابة

صورة تحتوي على نص

تم إنشاء الوصف تلقائياً صورة تحتوي على نص

تم إنشاء الوصف تلقائياً

و- النطق ز- المطابقة ح- صح وخطأ

صورة تحتوي على منضدة

تم إنشاء الوصف تلقائياً

تقنيّات التطبيق:

على اعتبار أن التطبيق إلكتروني واعتمد التعلّم الذاتي بلا معلم مباشر كان لا بد له من استخدام التقنيات الحديثة الآتية:

1- جودة الرسم والتصميم لواجهات وشاشات العرض وفقا لتقنيات التصميم الحديثة، بالإضافة لجماليات الصور التعبيرية في شرح المفردات والعبارات.

2- تفعيل الوسائط المتعددة التي تقدم للمتعلم (النص والصوت والصورة) معا لتحقيق الأهداف التعليمية، كالتعريف بالمفردات والعبارات ليتعرف عليها نصاً وصوتًا ودلالةً.

3- استخدام التصحيح الذاتي والتعزيز الفوري لاستجابة المتعلم.

4- إضافة شاشة توضح عدد الأيام النشطة وعدد الكلمات التي تعلمها الدارس.

5- تفعيل تقنية التعرف على الصوت لتقييم نطق الطالب للمفردة، وهذه الميزة جعلت أسلوب التعلم تفاعليًا بين المتعلم والبرنامج.

6- تفعيل العمل على الهواتف المحمولة مع ما تتيحه من حرية التنقل وسهولة الاستخدام مع تقنية اللمس.

7- توفير طرق المساعدة للدارس من خلال أيقونة المساعدة، ووجود حسابات التطبيق في برامج التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وضع أيقونة علامة التعجب أسفل كل فقرة ليعبّر المتعلّم من خلالها عن المشكلة التي تواجهه في تلك الشاشة.

8- تحفيز المتعلم: يوفر التطبيق للمتعلم بيئة تعلم ذاتية إيجابية، حيث لا وجود للخسارة والشعور بالتقصير، من خلال الرسائل الإيجابية التي تُرسَلُ بعد كل إنجاز.

9- يستخدم التطبيق تقنيات الذكاء الصنعي لمراقبة سلوك المتعلم وتفاعله مع المعلومة من خلال حواس السمع والبصر واللمس، لتركيز وتعزيز نقاط القوة في إعطاء المعلومة، وتحسين ومعالجة نقاط الضعف حيث يقوم المعلم الذكي بتعزيز المعلومة وتكرارها ، من خلال فترات زمنية معينة ومدروسة للتأكد أن المعلومة قد انتقلت من الذاكرة السطحية إلى اللاوعي.

10- يقوم التطبيق بإعداد تقارير يومية للمتعلم عن حالته التعليمية من حيث عدد المفردات التي تعلمها وعدد إجاباته الصحيحة والخاطئة؛ ليعرف مستوى تقدمه وأرقام إنجازاته، كما يقوم بتقديم إحصائيات خاصة بكل تمرين ونسبة أخطاء المتعلمين فيه، ممّا يمكننا من تغيير قالب التمرين في حال كانت نسبة الإجابة الخاطئة فيه كثيرة.

مصاحبات التطبيق:

أ- معجم التطبيق

لضمان أفضل مستوى من التعلم وعدم نسيان الدارس للمعلومات قام التطبيق باعتماد مبدأ التغذية الراجعة من خلال تذكير المتعلم بالمفردات التي مرت معه سابقًا، فوفر له مُعجمًا ضمَّ جميع المفردات والجمل التي تعلمها مع الصوت والصورة والترجمة، ليعود إليها متى أراد.

ب- أوراق العمل

كما في النموذج الآتي:

صورة تحتوي على منضدة

تم إنشاء الوصف تلقائياً

ج- الألعاب اللغوية

كما في النموذج الآتي:

صورة تحتوي على نص, إلكترونيات

تم إنشاء الوصف تلقائياً  صورة تحتوي على نص, إلكترونيات, حاسبة

تم إنشاء الوصف تلقائياً

مقارنة بين تطبيق (Alif Bee) والتطبيقات العالمية الأخرى:

من أهم التطبيقات التي تعلم اللغات الأجنبية في العالم: تطبيق Busuu وتطبيق duolingo وتطبيق MONDLY

صورة تحتوي على نص, إلكترونيات, لقطة شاشة

تم إنشاء الوصف تلقائياً

ويمكننا حصر القواسم المشتركة بين هذه التطبيقات فيما يلي:

1- تُعلّم اللغة ذاتيًا (بدون معلّم).

2- متوافقة مع أنظمة ios وأجهزة الأندرويد وميكروسوفت كذلك.

3- تستخدم اللغة الوسيطة.

وبالمقارنة بين تطبيق (Alif Bee) والتطبيقات السابقة سنجد أن هذه التطبيقات اعتمدت الآتي:

1- الترجمة الحرفية، وذلك لأنهم صمموا التطبيق لتعليم اللغة الإنجليزية كأوّل لغة ثم ترجموها حرفيًا لأكثر من 20 لغة ومنها إلى العربية، فنتج عن ذلك قصورًا في تحقيق الأهداف التعليمية وأخطاء في المحتوى وذلك بسبب خصوصية اللغة العربية في الأصوات وبناء التراكيب والجمل.

2- اقتصار التعليم في هذه التطبيقات على مهارة واحدة أو مهارتين دون تحقيق التوازن في جميع المهارات.

3- وجود أخطاء نحوية وإملائية وأسلوبية وكذلك في النطق و المواد السمعية.

4- كتابة المفردة العربية بالحروف اللاتينية.

5- الأصوات المسجلة لأشخاص من غير العرب.

6- معظمها لا يخضع لمعايير إعداد مناهج تعليم اللغة الثانية.

مزايا تطبيق (Alif Bee):

1- الاعتماد على مبدأ الانتقال من الجزء إلى الكل يساعد المتعلّم على إدراك الجوانب اللغوية للغة الهدف بشكل سهل ويسير.

2- أسس الإعداد مبنية على الإطار العالمي الأمريكي (ACTFL)

3- الاعتماد في اختيار المفردات والتراكيب على عناصر الشيوع والانتشار والقابلية للتدريس.

4- التنوّع في الموضوعات والمحتوى الثقافي الذي يحاكي احتياجات المتعلّم.

5- وجود ميزة التمييز الصوتي التي تعنى بالنطق الصحيح للطالب.

6- وجود معجم يجمع مفردات وجمل المنصة مع الصوت والصورة.

7-التشجيع والتحفيز من خلال حث الطالب على جمع المكافآت، وإظهار مستوى التقدم، وأرقام الإنجازات.

8- وجود اختبارات التقييم الذاتي لمعرفة المستوى التعليمي الخاص بكل طالب.

عيوب تطبيق (Alif Bee):

1- عدم فتح مجال التخمين للمتعلِّم وذلك من خلال شرح جميع المفردات.

2- اعتماد النصوص المصنوعة.

3- عدم وجود العنصر البشري من خلال التواصل المتزامن أو غير المتزامن، مما يفقد أحد جوانب اللغة وهو الجانب التواصلي، وممارسة اللغة مع متحدثيها الأصليين.

-4 تداخل بعض الأهداف التعليمية.

5- كثرة التدريبات ذات الهدف التعليمي الواحد.

الخاتمة والتوصيات:

بعد أن استعرضنا نموذجًا من التطبيقات الذكية التي تعلّم اللغة العربية لغير أبنائها نستطيع القول بضرورة ربط التكنولوجيا بالتعليم لمواكبة التطور التقني الكبير الذي نشهده في عصرنا الحالي.

وفي ضوء نتائج هذه الدراسة يمكن تقديم التوصيات الآتية:

1- توظيف التكنولوجيا الحديثة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

2- دعوة مدرسي اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى حثّ طلابهم للاستفادة من هذه التطبيقات التعليمية.

3- الاعتماد على نظريات التعلّم المختلفة عند تصميم التطبيقات الذكية التعليمية.

4- الاهتمام بالتعزيز والتغذية الراجعة أثناء التعلّم في التطبيق.

5- إدخال التطبيقات الذكية التعليمية على أجهزة المخابر اللغوية الموجودة في المدارس والجامعات ومعاهد تعليم اللغات.

6- تطوير معايير تصميم التطبيقات الذكية لمواكبة التقدّم العلمي.

المصادر والمراجع

1- د.عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان، إضاءات لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها، الرياض 1435هـ.

2- د.علي عبد المحسن الحديبي، استخدام التقنية في التدريس والاتجاه نحو التقنية لدى معلمي اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، المؤتمر الدولي الأول لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

3- محمد حمدان الرقب، إعداد مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وإخراجها، شبكة الألوكة.

4- محمود كامل الناقة ورشدي طعيمة، الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، إعداده، تحليله، تقويمه، مطبوعات جامعة أمّ القرى، ط1، 1043هـ – 1983م.

5- شيرين عبد السلام، الموسوعة العربية الشاملة، نشر في 22 أكتوبر 2019، تاريخ الدخول 12/03/2022م. https://www.mosoah.com/career-and-education/education

الهوامش:

  1. يُنظر: د.علي عبد المحسن الحديبي، استخدام التقنية في التدريس والاتجاه نحو التقنية لدى معلمي اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، المؤتمر الدولي الأول لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
  2. يُنظر: محمود كامل الناقة ورشدي طعيمة، الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، إعداده، تحليله، تقويمه، ص257-258.
  3. يُنظر: محمد حمدان الرقب، إعداد مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وإخراجها، شبكة الألوكة.
  4. الموسوعة العربية الشاملة، شيرين عبد السلام، نشر في 22 أكتوبر 2019، تاريخ الدخول 12/03/2022م.
  5. يُنظر: د.عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان، إضاءات لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها، الرياض 1435هـ، ص218-219.