دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم

محمود عزات احمد النمرات1

1 وزارة التربية والتعليم – محافظة اربد، مديرية لواء الطيبة والوسطية، الأردن.

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj346

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/04/2022م تاريخ القبول: 10/03/2022م

المستخلص

هدفت الدراسةُ إلى التَّعرفِ على دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم، وقد اعتمد الباحث المنهج الوصفي الارتباطي، وقام بتطوير استبانة لجمع البيانات، ووزعت على عينة بلغت (317) معلم ومعلمة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية، وأظهرت النتائج أن دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم، جاءت مرتفعة، كما أشارت النتائج إلى ان بعد “نمط الإدارة التربوية” و بعد “العوامل الشخصية” جاءا بدرجة مرتفعة جدا، والى وجود فروق دالة احصائيًا حول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية لمعايير إدارة التميز تُعزى لمتغير عدد سنوات الخبرة، وعدم وجود فروق دالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس ومستوى المؤهل العلمي، وفي ضوء النتائج قدمت الباحث مجموعة من التوصيات منها: عقد دورات وورشات عمل توعوية للإدارات التربوية حول أهمية اتباع النمط الديمقراطي وما له من انعكاسات إيجابية جمة.

الكلمات المفتاحية: الإدارة التربوية والوعي الديني.

Research title

The role of the educational administration in promoting religious awareness among students of the basic stage in Liwa al-Taibah and Al-Wasatiyah from the point of view of the teachers themselves

Mahmoud Ezzat Ahmed Al-Nimrat1

1 Ministry of Education – Irbid Governorate, Taybeh and Al Wasatia District Directorate, Jordan.

HNSJ, 2022, 3(4); https://doi.org/10.53796/hnsj346

Published at 01/04/2022 Accepted at 10/03/2021

Abstract

The study aimed to identify the role of educational administration in promoting religious awareness among students of the basic stage in Liwa al-Taibah from the point of view of the teachers themselves. The results showed that the role of educational administration in promoting religious awareness among students of the basic stage in Liwa al-Taibah from the teachers’ point of view was high, and the results indicated that the dimension of “educational management style” and after “personal factors” came to a very high degree, And there are statistically significant differences about the degree to which secondary school principals practice the standards of excellence management due to the variable number of years of experience, and the absence of statistically significant differences due to the variable of gender and the level of educational qualification. The importance of following the democratic style and its many positive repercussions

Key Words: educational administration and religious awareness.

المقدمة

تعتبر الإدارة بشكل عام بمثابة أساس نجاح مختلف المؤسسات وبلوغ أهدافها المنشودة، وعلى وجه التحديد برز دور الإدارة التربوية في تحقيق الغايات المرسومة من خلال تطبيق جميع مراحل النظام التربوي وصولا الى مخرجات تتصف بعدة صفات لعل أهمها تكوين الفرد المتوازن والمرتبط بعقيدته الإسلامية، والتي هي من أحد محاور فلسفة وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية، والتي ترنو الى بلوغها.

من هذا المنطلق وجب على الإدارات التربوية متمثلة بكافة افرادها وبكافة مستوياتهم الإدارية والفنية على حد سواء؛ العمل جاهدا وبشكل مباشر، ووفق خطط مرحلية ومتسلسلة مرسومة، وذات منهجية علمية بتضمين محور عبر رؤيتها التربوية والتي مفادها تعزيز الوعي الديني للطلبة، لما لها من مآلات مهمة تنعكس آثارها الإيجابية على الفرد كعنصر منتج من جهة وعلى المجتمع وكيفية تشكيل علاقاته بشكل جماعي من جهة ثانية.

كما تنظر المجتمعات البشرية بكافة أنواعها الى المدرسة باعتبارها مكان للتعليم النظري والتطبيقي من خلال الخبرات والمعلومات والمواقف التعليمية المقدمة لهم، وعلى انها مجتمع مصغر يتمتع بصفات اجتماعية وجب ان تكون مسايرة للواقع والتطورات الحاصلة، كما أن النظرة الحاصلة باتجاه المدرسة على أنها يد فاعلة في نمو المجتمع المحلي وتطوره، وهذا ما زاد من أهمية الإدارة المدرسية وجعلها تتحمل مسؤوليات جمة لا حصر لها. (الصوفي، 2009)

ونظرا لأهمية العامل الديني في تسيير أمور الفرد وتنمية علاقته مع الآخرين ووفق ما يحقق المصلحة العامة المشتركة والتي غايتها كسب رضا الله وطاعته، ظهرت الحاجة إلى تحصين الشباب وخاصة المراهقين، وتوعيتهم باتخاذ المسرب الصحيح، ووقوفا بوجه التحديات ووسائل الغزو الفكري، حيث يقع على المدرسة مسؤولية تعزيز الوعي الديني بين أبناء المجتمع، ناهيك عن أن المدرسة هي المكان الذي يتم فيه إعداد وصقل الشباب بمجابهة المستقبل. (الإتربي، 2011)

مشكلة الدراسة وأسئلتها

من خلال عمل الباحث كمعلم لمادة التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، واطلاعه الواسع على مجريات العملية التعليمية والتعلمية، وتحديدا في لواء الطيبة والوسطية، اتضح له أهمية دور الإدارة التربوية في تعزيز وتنمية الوعي الديني بين طلبة المدارس، ولما لها من آثار إيجابية تنعكس بفوائد كثيرة على ارتقاء الفرد بكافة تعاملاته مع المجتمع المدرسي بل المحلي ككل اضف أن طبيعة الإدارة التربوية وارتقاءها على سلم المسؤولية المجتمعية وما ينبثق عنها من محاور متعددة؛ تعتبر بمثابة أداة ووسيلة رئيسية في بلوغ الغايات التربوية، وبناءً على ذلك يتطلب الأمر من الإدارة التربوية أن تمتلك مجموعة من المهارات الأساسية والفاعلة في تحقيق مفهوم الوعي الديني للطلاب وأولياء الأمور، وبناء على ما سبق، تمحورت مشكلة الدراسة في الإجابة عن التساؤل الرئيسي الآتي:

– ما دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم؟

أهداف الدراسة

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

– التعرف على دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم.

– تقديم توصيات مهمة، يمكن الاستفادة منها، والرجوع إليها في قسم الإدارة والقيادة التربوية، وكذلك في قسم المناهج وتحديدا التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم.

أهمية الدراسة

تظهر أهمية الدراسة من خلال التالي:

الأهمية النظرية:

تتمثل الأهمية النظرية بأن معظم الدراسات والبحوث التي أُجريت حول الإدارة التربوية جاءت في محافظات ومجتمعات غير التي ستتناولها هذه الدراسة، فقد جرت في قطاعات خدمية ومالية وليست تربوية وتحديدا في القطاع المدارس الحكومية – بحسب علم الباحث – كما أنها لم تربط الإدارة التربية بدورها في تعزيز الوعي الديني، كما ويُؤمل أن تضيف هذه الدراسة مزيداً من الأدب النظري حول موضوع الدراسة الحالية، ويتوقع أن تُثري الدراسة الحالية المكتبة العربية بالدراسات النظرية والمعرفية المتعلقة دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم.

الأهمية التطبيقية:

يؤمل من هذه الدراسة أن تزوّد القطاع التربوي، بمعلومات مهمة ومفيدة يمكن استخدامها كمرجعية وقاعدة في تطوير وتنمية القيادات التربوية واعدادها، وكذلك من خلال لمس آثارها الإيجابية على مستوى الفرد أو الجماعة، وقد تُسهم هذه الدراسة بفتح الطريق أمام الباحثين والمُهتمين لإجراء المزيد من البحوث والدراسات حول الإدارة التربوية والوعي الديني، أو السعي لمعرفة أثرها على غيرها من المتغيرات في مجتمعات أخرى مختلفة.

مصطلحات الدراسة

الإدارة التربوية اصطلاحاً:

تم تعريف الإدارة التربوية بأنها: “مجموعة عمليات (تخطيط، وتنسيق، وتوجيه) وظيفية تتفاعل بإيجابية ضمن مناخ مناسب، داخل المدرسة وخارجها، وفقاً لسياسة عامة، وفلسفة تربوية تضعها الدولة رغبةً في إعداد النشء بما يتفق وأهداف المجتمع والدولة ” (العمايرة، 2002،18)

وتعرفها بسيسو (2003، 102) بأنها: ” مجموعة العمليات المقصودة التي يقوم بها الأفراد بفعالية وكفاءة من خلال تنسيق جهود العاملين في المدرسة وتوجيههم وإرشادهم لتحسين وتطوير العملية التعليمية والتربوية لتحقيق الأهداف التربوية “.

في حين عرفتها عماد الدين (2003،12) بأنها:” أداة لتحقيق أهداف المدرسة التي ترمي إلى تنشئة جيل من المواطنين القادرين على التفكير السليم والعمل، كما تهدف إلى إحداث تغيير واع ٍ ومنظم في البيئة المحلية، من خلال فرق المعلمين، والإداريين التي يشرف على تشكيلها مدير المدرسة”.

في حين عرّف الباحث اجرائيا الإدارة التربوية بأنها: ” تركيب من الإجراءات المترابطة بشكل تفاعلي تهتم بتنسيق النظام التربوي بهدف تحقيق وتحسين العملية التعليمية والتعلمية المنبثقة من الفلسفة التربوية، وسعيا لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة.

الوعي اصطلاحاً:

“حالة ذهنية تتمثل في إدراك الإنسان للعالم على نحو عقلي أو وجداني وتأسيسا على هذا يتجلى الوعي الإنساني في صور شتى بتباين المجال المدرك أو موضوع الوعي، حيث يعرف الإنسان أشكالا متنوعة من الوعي، كالوعي الديني، العلمي، السياسي والأخلاق” (حمدي،2006، 200)

ويعرفه الباحث اجرائيا بأنه: مجموعة من الاتجاهات التي تؤثر في حالة العقل والتفكير، وهي بطبيعة الحال تحدد فهم وإدراك الصور والمواقف المتنوعة.

الوعي الديني اصطلاحاً:

“يقصد بالوعي الديني بدين الإسلام وتعاليمه الذي تتبناه الدولة الإسلامية أو تحاول نشره ترسيخه بين أفراد المجتمع الذي يكون الوحدة الإسلامية” (البر، 2017، 14)

ويعرف الباحث الوعي الديني اجرائيا بأنه: المعرفة بمجموعة من التعاليم الدينية والتي تجعل من الفرد على درجة جيدة من الادراك واتخاذ القرار المناسب امام المواقف التي تقف امامه.

حدود الدّراسة

تقتصر الدّراسة على الحدود الآتية:

‌1. الحدود المكانية: جميع المدارس الحكومية الأساسية التّابعة لمديريات التّربية والتّعليم في لواء الطيبة والوسطية.

‌2. الحدود الزمانية: أجريت الدّراسة في الفصل الدّراسي الثاني من العام الدّراسي 2021 /2022 م.

‌3. الحدود البشرية: تكونت عينة الدّراسة من (317) من معلمي المدارس الحكومية الأساسية التّابعة لمديريات التّربية والتّعليم في لواء الطيبة والوسطية.

4. الحدود الموضوعية: اقتصرت الدّراسة على الكشف عن دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم.

الإطار النظري والدراسات السابقة

أولاً: الإطار النظري
المحور الأول: الإدارة التربوية

أهمية الإدارة المدرسية ووظيفتها:

تنبثق أهمية علم ومفهوم الإدارة التربوية من دور المدرسة الهادف وكونها أداة ووسيلة تنفيذية لجميع العمليات التربوية، والتي أساسها مجموعة من النظريات التي يجري تطبيقها بشكل واقعي على المجتمع المدرسي المتمثل بالطلبة والمعلمين والإداريين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، مما يعني ضرورة من يقوم بالدور الإداري أن يتمتع بمواصفات وخبرات علمية وعملية وإعداد وتأهيل خاص ومستمر لأداء هذه المهمة بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية لتحقيق الأهداف المنشودة. (الفقي، 1994)

ويمكن القول إن المسوغ الرئيسي لوجود الإدارة التربوية هو لأجل الاستثمار الأمثل والرشيد للإمكانات المادية والعناصر البشرية من طلبة ومعلمين وموظفين بكافة مستوياتهم وأدوات ولوازم تعليمية وموارد مالية بهدف تحقيق الغايات الرئيسية ورؤية المؤسسة التربوية، وعليه يجب أن تكون كافة إجراءات وقرارات المدير التربوي تسير وفق تحويل الموارد المادية والبشرية المتاحة إلى مخرجات ونتاجات تربوية وتعليمية مفيدة. (مصطفى، 1999)

وظائف الإدارة التربوية:

تعتبر تنمية الطلاب وتلبية حاجاتهم وفق ميولهم وخصائصهم النمائية وتهيئة الظروف واعداد المجتمع المدرسي والارتقاء به، بمثابة الوظيفة الرئيسية للإدارة التربوية، ويمكن تصنيف وظائف الإدارة التربوية الى صنفين، الأول: يهدف الى إدارة وتنسيق كافة الجوانب الإدارية، وبالتالي هي وظيفة إدارية.

الثاني: يهدف الى إدارة وتنسيق كافة الجوانب الفنية، وبالتالي هي وظيفة فنية.

ولابد للمدير التربوي الفعال الموائمة بين الوظيفة الإدارية والفنية والربط بينهما بشكل متناغم ومتناسق. (أحمد، 2002)

وقد أورد (العمايرة، 2002) أربعة وظائف رئيسية للإدارة التربوية، وذلك وفق التالي:

1. تحليل المجتمع ومشكلاته وأهدافه وتحدياته، والسعي نحو حل مشكلاته وتحقيق تلك الأهداف

2. تعزيز الفرد المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية التعلمية بمجموعة من الخبرات والمعارف المتنوعة والحديثة، لكي يتم اعداده بهدف مواجهة مشكلاته.

3. تهيئة البيئة التعليمية والتعلمية وكافة الظروف التي تساعد في تربية الطلاب واعدادهم.

4. الارتقاء بمستوى أداء المعلمين وكافة العاملين في المؤسسة التربوية، وتزويدهم بكل ما هو جديد وتنميتهم بشكل مستمر.

أهداف الإدارة التربوية:

يذكر أحمد (1991) إلى أهداف الإدارة المدرسية تتمثل فيما يلي:

1. العمل على توفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية الكافية.

2. توفير المناخ التنظيمي المناسب للعملية التعليمية والتعلمية.

3. السعي نحو التكامل والشمول بين الإدارة الادارية والإدارة الفنية.

4. تنمية العلاقات الإنسانية الايجابية بين جميع العاملين وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم.

وقد أورد (العجمي، 2002) مجموعة أخرى من أهداف الإدارة المدرسية تتمثل فيما يلي:

2. التأكد من أن كافة الجهود المبذولة تسعى لتنمية المتعلم من كافة النواحي.

3. التأكد من انجاز كافة عمليات وإجراءات الإدارة من تخطيط وتنظيم وتنسيق ومتابعة وتقييم بشكل فاعل وكفاءة عالية.

4. مراعاة الفروق الفردية بين كافة افراد المجتمع المدرسي وبما يتناسب وقدرات واستعدادات وميول كل فرد.

5. اظهار القدوة الحسنة امام كافة افراد المجتمع المدرسي على اعتبار ان المدرسة مجتمع مصغر.

6. تفعيل كافة قنوات الاتصال والتواصل داخل المدرسة.

7. العمل على ربط المدرسة بالمجتمع المحلي، وجعلها محققه لأهدافه ومتطلباته.

مرتكزات نجاح عمل الإدارة التربوية:

لابد من توفر مجموعة من المرتكزات والأسس لأجل تحقيق وقيام الإدارة التربوية بمهامها، بشكل فعال ومتسق، ومن أهم هذه المرتكزات:

1. المعرفة والدراية العلمية والعملية لإدارة الأعمال المدرسية لأجل بلوغ الأهداف التربوية وتحقيق السياسات التعليمية بفعالية.

2. المقدرة على إضفاء جو من العلاقات الإنسانية الإيجابية والعمل على تنمية العمل الجماعي وبث الروح المعنوية لجميع العاملين بالمدرسة.

3. القدرة على تنظيم كافة الأعمال والجهود وتنسيقها دون تداخل.

4. القدرة على استخدام الاستراتيجيات الإدارية المناسبة عند اتخاذ القرارات.

5. مواكبة كافة التغيرات واستخدام التكنولوجيا الحديثة. (العجمي، 2002)

أنماط الادارة التربوية:

1. الإدارة الأوتوقراطية (التسلطية) Administration Autocratic:

فالمدير التسلطي يجعل جميع السلطات والصلاحيات بيده دون غيره ودون تفويض أي منها، فهو من يقوم باتخاذ القرارات ويصدر الأوامر لتنفيذها، دون استشارة أي من العاملين معه، كما يتولى توجيه العاملين وتقيمهم بنفسه، وذلك حسب رغباته قناعاته الشخصية، ويفرض عليهم طاعته ولو كانت بالإذعان، ويحاسب من يعارض أوامره، مما يعني لا يوجد رأي للعاملين وما عليهم سوى التنفيذ. (العرفي ومهدي، 1996)

ومن المآخذ على هذا النوع من النمط الإداري:

1. تنحصر السلطات في يد المدير فقط وينفرد في اتخاذ القرارات.

2. لا يؤمن بتفويض السلطات أو تخويلها لمرؤوسيه.

3. مولد للقلق والاضطراب والضغوط النفسية للعاملين.

4. يبعد الفرصة أمام العاملين والمبدعين لكي يكونوا قيادات مستقبليه.

5. يحبط روح الإبداع والمبادرة لدى العاملين. (بسيسو، 2003)

2. الإدارة الديمقراطية: Democratic Administration

تقوم الإدارة الديموقراطية هو مبدأ احترام الآخرين والمشاركة الجماعية في اتخاذ القرار وتنفيذها، لأن تعدد العقول ينتج عنه مجموعة من الأفكار الصائبة فالمهمة الإدارية لا تكون حصراً على الإداري الموجود في أعلى الهرم التنظيمي فحسب، بل هي مهمات يتشارك ويسهم في أدائها كافة العاملين. مما يتطلب أن تكون علاقاته مع العاملين إيجابية اساسها الألفة والاحترام المتبادل. (العرفي، ومهدي، 1996)

أهم ملامح الإداري الديمقراطي:

1. تنمية العلاقات الإنسانية داخل المؤسسة التربوية.

2. الاهتمام في تعزيز المشاركة الايجابية لكافة العاملي.

3. الاهتمام بالنمو والتطور المهني للعاملين، وعقد دورات وورشات العمل لهم.

4. مراعاة الفروق الفردية بين العاملين وفي توزيع المهام والمسئوليات.

5. السعي نحو اكتشاف المواهب المختلفة وتنميتها.

6. تأكيد على أهمية المصلحة العامة على المصالح الشخصية، بحيث يكون الولاء للجماعة وليس للأفراد.

7. تفعيل بمبدأ التفويض في العمل الإداري.

8. توفير كافة قنوات الاتصالات الجيدة داخل المدرسة.

9. تهيئة المناخ المدرسي السليم.

10. تعزيز ترابط العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحيط. (دياب، 2001)

3. الإدارة الترسلية (التساهلية): Laissez-Faire Administration

يتصف الإداري المتساهل بشخصيته المرحة، وتواضعه ومعلوماته الغنية في الأمور التي تتعلق بمهنته، ويغالي بقصد أو بدون قصد في استخدام الديمقراطية كما يتصف بعدم التدخل المباشر من جانبه في أي عمل، حتى لو كان هذا العمل في غاية الأهمية، فيترك معظم الأعمال للعاملين، وقد يكون بسبب عدم قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة. (نشوان، 1991)

ومن المآخذ على استخدام هذا النمط الإداري:

غالبا لا يفهم العاملين موقف المدير منهم موقفه منهم لأنه يستمع لكل منهم، وهو يتجنب إصدار حكمه في الأمور التي يعرضها عليه العاملين، كما يُكثر من عقد الاجتماعات وخاصة المفاجئة وبدون إعداد مسبق لها، كما تنتهي الاجتماعات دون اتخاذ قرار، كما لا يحاول هذا النمط ضبط حضور العاملين وانصرافهم انطلاقا من قاعدة أن المؤسسة تسير بنفسها، كما لا يهتم هذا النمط بعناصر الإدارة من تخطيط وتنظيم وتنسيق وإشراف وتقويم، مما يسبب الفوضى والتخبط، ولا يسعى الى تنمية العاملين واكسابهم خبرات ومهارات جديدة، وعلى صعيد الإنجاز يكون بدرجة متدنية في الكم والنوع. (عطيوي، 2001)

المحور الثاني: الوعي الديني

أشار عبد المعطي (2007) أن هذا مستوى الوعي مرتبط بكيفية فهم الناس للدين، وذلك وفقا المواقف التي أتيحت لديهم سواء على صعيد الأسرة أو المؤسسة التربوية أو المؤسسة الدينية أو الثقافة، كما الوعي الديني نسبي ومتفاوت ويتغير بتغير بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية بالمجتمع، وبتعدد ثقافات المجتمعات، وبالتالي فهو وعي غير ثابت ولا يتصف بالجمود بل بالتغير.

أهمية الوعي الديني:

أشارت الدمرداش (1999) الى أن للوعي الديني أهمية كبرى وهي التحلي بالقيم المرشدة للخير، ويظهر الإسلام المتسامح، وحضارة وعدالة وتاريخ الإسلام، ويبين القضايا المجتمعية والمواقف الفقهية ضمن تفكير أفراد المجتمع، كما ويعتبر وسيلة يكتب من خلالها العبر والدروس والحِكم من الماضي وكيفية تفعيلها في الحاضر.

كما تكمن أهميته في أن:

– بناء الوعي هو بداية لإجراء أي تغير مجتمعي.

– غياب الوعي الديني يسهل في سرعة تأثير الغزو الثقافي والفكري للمجتمع.

– للوعي آثار وانعكاسات لعلاج كثير من الأمراض الاجتماعية في المجتمع

– يمثل الدين إطار عام ومهو مرشد وموجه تطبيقي لأفراد المجتمع وبكافة أمور الحياة. (الهمزاني، 1998)

مراحل الوعي الديني:

بين وزير (1996) أن نمو الوعي الديني لدى أفراد المجتمع يتم من خلال عدة مراحل متسلسلة، هي:

1. الدراية الدينية: أي الثقافة الدينية وهو مجال عقلي معرفي ومرتبط بالجانب العقائدي.

2. التدين العملي: وهو ممارسة العبادات بشكل عملي.

3. التأثيرات الدينية: وهي المعاملات ومدى تأثير الدين على السلوك العملي، والمتمثلة بمنظومة القيم الأخلاقية كالأمانة والصدق والتعاون والرحمة والوفاء بالعهد وحفظ وغيرها..

استراتيجيات تنمية الوعي الديني:

يمكن تنمية الوعي الديني أفراد المجتمع من خلال:

1. التركيز على مبدأ الاعتدال (الوسطية) والعدل في الإسلام.

2. تكثيف تدريس مادة التربية الدينية، واتباع المنهج المتكامل الذي يقوم على تأكيد منظومة القيم الدينية.

3. زيادة الاهتمام بتحفيظ القرآن وتفعيل المسابقات الدينية المتنوعة.

4. عقد ندوات توعوية بالأمور الدينية، بعدة قضايا مختلفة. (وزير، 1996)

5. تقديم نماذج وقدوات حسنة لأفراد بالقيم والموعظة الحسنة.

6. نشر الثقافة الدينية وتعليم احكام اركان الإسلام الأساسية كالصلاة والصوم والزكاة.

7. تعزيز مبدأ الأمة الواحدة.

8. استعراض وسرد المجتمع الإسلامي في أوج وقمة نهوضه في التاريخ، وإظهار كيفية الحلول التي اتبعها المسلمون لحل مشاكلهم آنذاك.

9. تعزيز وتنمية مفعوم التسامح بين أفراد المجتمع.

10. اظهار أن الدين الإسلامي دين متطور يجمع بين الأصالة والمعاصرة. (الدمرداش، 1999)

عوامل تشكيل وتنمية الوعي الديني:

1. العوامل الشخصية: وترتبط بعدة متغيرات كالجنس ومرحلة العمرية، ومستوى التعليم والتخصص في المؤهل العلمي، ونوعه والوضع المهني والحالة الاجتماعية.

2. العوامل الأسرية: مثل حجم الأسرة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وأساليب التنشئة الاجتماعية.

3. العوامل المجتمعية: مثل مكان العيشة، والجماعات المرجعية سواء دينية أو سياسية. (الهمزاني، 1998)

ملامح اكتشاف الوعي الديني:

تتضح ملامح الوعي الديني لدى المسلمين من خلال القضايا الأربع الآتية:

1. القضية الأولى: الفهم البياني الصحيح لدلالات النصوص على معاينتها.

2. التأمل الاستدلالي المعرف بأحكام النوازل الجديدة وفق قواعد التنزيل المحكم.

3. الشهود الاستخلافي القائم بواجب عمارة الدنيا، ونهضة معاش الناس.

4. التلازم المقاصدي لجميع النصوص والفهم لتتوافق مع حقائق المقاصد الكلية للشريعة وتحقيق المنافع من عبودية.

وظائف الوعي الديني:

1. يساعد في تماسك البناء الاجتماعي.

2. يساعد في تنظيم العلاقة بين افراد المجتمع وأفراده.

3. يسهم في تفعيل دور الوازع لدى الأفراد تجاه مختلف القضايا الاجتماعية وتحمل مسؤولياتهم. (الحارثي، 2021)

علاقة الوعي بالتوعية الدينية:

تظهر بعض وجهات النظر بأن الوعي اتجاه عقلي يمكن الفرد من الوعي حول ذاته والبيئة المحيطة به وذلك بمستويات متباينة، وهذا بطبيعة الحال ينبثق من قدرات الفرد العقلية والجسمية ومدى وعيه بالعالم المحيط، وقد قسم الوعي إلى قسمين وعي ذاتي ووعي طبقي، كما أن العديد يخلط البعض بين الوعي والتوعية، والتي هي إيجاد الوعي واكتسابه للأفراد والجماعات لحملهم على الاقتناع بفكرة معينة أو رأي معين، وانتهاج سلوك معين يقصد به الوصول لنتائج يهدف إليها الشخص أو المجموعة القائمة بالتوعية، وقد ذهب “جورج ميد” إلى أن عمليات الاتصال وقنواته تساهم في تشكيل نظر الفرد لذاته، كما تمثل الظروف المحيطة شرطًا أساسيا لظهور الوعي، وهي تعبر عن عملية محاولة الاقتناع والتأثير في سلوك الأفراد حول موضوع أو فكرة أو قضية ما.

(الجوهري وآخرون، 1999)

آثار ارتقاء الوعي الديني:

1. غياب الاغترار بالحياة الدنيا فالإنسان المتمتع بالوعي الديني لا تلهيه زينة الحياة.

2. عدم الانخداع بالأفكار الباطلة والمتنافية مع الدين الإسلامي.

3. زيادة تهذيب نفسه والتقرب إلى الله تعالى.

4. طهارة القلب من الجهل والابتعاد عن الشهوات.

5. زيادة التكافل الاجتماعي والمشاركة الفاعلة. (الحسون، 2003)

الدراسات السابقة ذات الصلة

سعلى الباحث نحو اثراء الدراسة الحالية، من خلال اطلاعه على مجموعة من الدراسات السابقة وذات الصلة بالدراسة الحالية، والتي سيتم عرضها تبعا، وذلك وفق ترتيب وتسلسل من الأحدث للأقدم:

أجرى الإمام والجوالدة (2009) دراسة هدفت إلى تحديد العلاقة بين المناخ الأسري من خلال خمسة أبعاد هي التماسك الأسري والتوجيه الفكري والثقافي والتعبير عن المشاعر وتوجيه الدافعية للإنجاز والالتزام الديني والأخلاقي، الأمن الفكري من خلال ثلاثة أبعاد هي معززات ومعيقات ومهددات الأمن الفكري، وشملت عينة الدراسة (85) أفراد من ذوي الإعاقة البصرية، واستخدمت الاستبانة كأداة لجمع استجابات عينة الدراسة، وقد توصلت الدراسة إلى أن للمناخ الأسري تأثير إيجابي على الأمن الفكري، وأوصت الدراسة بالعمل على تزويد المجال التطبيقي في مجال الأمن الفكر.

وأجرت بسيسو (2003) دراسة بعنوان” تصور مقترح لمعالجة مشكلات الإدارة المدرسية في محافظات غزة” وهدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة المشكلات التي تواجه مديري المدارس في محافظة غزة وأيها أكثر شيوعا، وكذلك التعرف على الأنماط القيادية السائدة لدى مديري المدارس وأيها أكثر شيوعا، ومعرفة مدى اختلاف المشكلات التي تواجه مديري المدارس باختلاف النمط القيادي السائد لديهم، ولقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من جميع أفراد مجتمع الدراسة في كافة محافظات غزة والبالغ عددهم (282) مديراً ومديرة، وقامت الباحثة بإعداد أداة الاستبانة لجمع المعلومات، ولقد أظهرت الدراسة النتائج التالية: وجود العديد من المشكلات في جميع المجالات، ففي مجال المعلمين 4 مشكلات، وفي مجال أولياء الأمور والمجتمع المحلي 12 مشكلة وفي مجال البناء والتجهيزات 5 مشكلات، وفي مجال الطلبة 3 مشكلات، وفي مجال الإدارة التعليمية 18 مشكلة، وفي مجال المنهاج 11 مشكلة، وتبين أن أكثر الأنماط القيادية شيوعاً هو النمط الديمقراطي، يليه الترسلي وأخيراً النمط الأوتوقراطي.

وأجرى سليمان (2001) دراسة بعنوان ” استراتيجية الإدارة في التعليم (ملامح من الواقع المعاصر)، وهدفت الدراسة للتعرف على موجهات الإدارة في التعليم من عوامل لها صلة بالسياسة واللغة والدين والاقتصاد، كما هدفت إلى التعرف على الهياكل التنظيمية لإدارة التعليم، والتعرف على نظام إدارة التعليم في جمهورية مصر العربية، وكذلك إدارة التعليم الجامعي والعالي والمقارنة بينه وبين نظامي الإدارة في الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة الأمريكية، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي في هذه الدراسة، وقد توصلت الدراسة إلى النتائج منها، القليل من الدول العربية اتجهت نحو تطوير الإدارة العامة بها والتعليم على أسس عصرية، ولا تزال تستخدم التنظيمات الإدارية القديمة سواء في ممارساتها أو في إجراء التنقلات وترقيات المسئولين عن شئون التعليم، وأن بعض الدول العربية لا تزال حتى الآن لم تتحقق فيها الصلة التي يجب توافرها بين المدرسة وبيئتها المحلية.

وأجرى عبد الباسط عبد المعطي (2001) دراسة بعنوان ” الوعي الديني والحياة في القرية المصرية (ملامحه وعوامله)، وهدفت الدراسة الى التعرف على الفهم الشعبي للدين، ومحتوى الاعتقادات الدينية الرسمية بين فئات مختلفة من المجتمع في ريف مصر، واعتمدت الدراسة على الملاحظة المباشرة، وتحليل مضمون الصور واللافتات في المنازل والمحلات والطرقات، وأظهرت النتائج أن مستوى الوعي الديني في القرية المصرية جاء بدرجة متوسطة وتعزى لمتغير الذكور.

وأجرى أبو عودة (1998) دراسة بعنوان ” واقع الممارسات الإدارية والفنية لمديري المدارس الثانوية في لواء غزة “، وهدفت الدراسة إلى الوقوف على واقع الممارسات الإدارية والفنية لمديري المدارس الثانوية الأكاديمية الحكومية في لواء غزة في ضوء المتغيرات: (نوع المدرسة، الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخدمة)، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. ولقد تكون مجتمع الدراسة من جميع مديري ومديرات المدارس الثانوية في لواء غزة وعددهم (49) مديراً ومديرة، كما تكونت من جميع المعلمين والمعلمات الواقعين تحت إدارتهم وعددهم (1373) معلماً ومعلمة، ولقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها أن المدراء يقدرون درجة ممارساتهم الإدارية والفنية بشكل أعلى من تقدير المعلمين لها في كل مجال على حدة، وفي مجموع المجالات ككل.

التعقيب على الدراسات السابقة

بعد إطلاع الباحث على عدد من الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث، تبين أن هذه الدراسة تختلف عن غيرها وذلك:

من حيث الهدف من الدراسة: هدفت دراسة الإمام والجوالدة (2009) إلى تحديد العلاقة بين المناخ الأسري من خلال خمسة أبعاد هي التماسك الأسري والتوجيه الفكري والثقافي والتعبير عن المشاعر وتوجيه الدافعية للإنجاز والالتزام الديني والأخلاقي، الأمن الفكري من خلال ثلاثة أبعاد هي معززات ومعيقات ومهددات الأمن الفكري، كما هدفت دراسة بسيسو (2003) إلى التعرف على طبيعة المشكلات التي تواجه مديري المدارس في محافظة غزة وأيها أكثر شيوعا، وكذلك التعرف على الأنماط القيادية السائدة لدى مديري المدارس وأيها أكثر شيوعا، في حين هدفت دراسة أبو عودة (1998) إلى الوقوف على واقع الممارسات الإدارية والفنية لمديري المدارس الثانوية الأكاديمية الحكومية في لواء غزة في ضوء المتغيرات: (نوع المدرسة، الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخدمة).

من حيث مجتمع الدراسة وعينتها: تكون مجتمع دراسة بسيسو (2003) من مديري المدارس في محافظة غزة، كم اشتملت عينة الدراسة (282) مديراً ومديرة، وتكون مجتمع دراسة أبو عودة (1998) من جميع مديري ومديرات المدارس الثانوية في لواء غزة وعددهم (49) مديراً ومديرة، كما تكونت من جميع المعلمين والمعلمات الواقعين تحت إدارتهم وعددهم (1373) معلماً ومعلمة.

من حيث متغيرات الدراسة: فقد احتوت دراسة الإمام والجوالدة (2009) على متغير المناخ الأسري ومتغير الأمن الفكري، في حين احتوت دراسة سليمان (2001) على متغير استراتيجية الإدارة في التعليم، كم احتوت دراسة عبد الباسط عبد المعطي (2001) على متغير الوعي الديني ومتغير الحياة في القرية المصرية.

ومن الجدير ذكره أن الدراسة الحالية هدفت إلى التعرف على دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم، وتقديم توصيات مهمة، يمكن الاستفادة منها, والرجوع إليها في قسم القيادة والإدارة التربوية في وزارة التربية والتعليم، كما أن مجتمع هذه الدراسة يتكون من جميع معلمي المدارس الحكومية للمرحلة الأساسية التّابعة لمديريات التّربية والتّعليم في لواء الطيبة والوسطية، وتحديدا فقد تكونت عينتها من (317) معلم ومعلمة يعملون في المدارس الحكومية للمرحلة الأساسية التّابعة الى لواء الطيبة والوسطية، وقد احتوت هذه الدراسة على متغيرين تابعين هما الإدارة التربوية والوعي الديني، وكذلك ثلاثة متغيرات مستقلة وهي: نوع الجنس، ومستوى المؤهل العلمي، وعدد سنوات الخبرة.

وقد استفادت الدارسة الحالية من الدراسات السابقة في تحديد مشكلة الدراسة والمنهج المتبع وصياغة الأهداف والأسئلة، والمعالجات الإحصائية المتبعة، وقد تميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في كونها ستتناول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية في لواء المزار الشمالي لمعايير إدارة التميّز من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية، وكونها أول دراسة جرت في لواء المزار الشمالي، تبحث بهذا المفهوم.

الطريقة والإجراءات

منهج الدراسة

من أجل تحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي الارتباطي، وهو المنهج العلمي الأنسب لها.

مجتمع الدراسة وعينتها

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي المدارس الحكومية للمرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية في محافظة اربد، وعددهم (951) معلم ومعلمة، وفقا لإحصائية مديرية التربية والتعليم – محافظة اربد- خلال الفصل الدراسي الثاني للعام 2021-2022 وتم اختيار عينة الدراسة وعددها (317) معلم ومعلمه، شكلوا قرابة (33%) من مجتمع الدراسة المذكور.

الجدول (1): توزع افراد عينة الدراسة حسب متغيرات الجنس، والمؤهل العلمي، وسنوات الخيرة

المتغير الفئات التكرار النسبة
الجنس ذكر 140 44.2
انثى 177 55.8
المجموع الكلي 317 100.0
المؤهل العلمي بكالوريوس 112 66.9
دراسات عليا 105 33.1
المجموع الكلي 317 100.0
سنوات الخبرة اقل من 5 سنوات 75 23.7
5-10 سنوات 99 31.2
10 سنوات فأكثر 142 45.1
المجموع الكلي 317 100.0

أداة الدراسة:

لتحقيق أغراض الدراسة تم تطوير استبانة كأداة لجمع البيانات اعتماداً على الأدب النظري وبعض الدراسات السابقة ذات الصلة، فضلًا عن آراء بعض التربويين المتخصصين؛ حيث تكونت الأداة من جزء واحد يتعلق بدور الإدارة التربوية في تحقيق الوعي الديني.

صدق المحتوى لأداة الدراسة

تكوّنت أداة الدراسة بصورتها الأولية من (40) فقرة، موزعة على (4) مجالات، وللتحقق من صدق محتوى أداة الدراسة بجزأيها تم عرضها على (10) مُحكمين من ذوي الخبرة والكفاءة، من الجامعات الأردنية، وذلك بهدف الوقوف على دلالات الصدق الظّاهري لها، ولتحديد مدى وضوح العبارات وسلامة صياغتها، ومدى مُناسبتها وأهميتها للمجال، وإبداء ما يرونه مناسبًا من إضافة أو تعديل أو حذف لبعض الفقرات والعبارات، وتم الأخذ بملاحظات المحكمين، حيث تم الإبقاء على الفقرات التي حصلت على موافقة بنسبة (80%) فأكثر من آراء المُحكمين، وبهذا تكوّنت أداة الدراسة من (40) فقرة.

ثبات أداة الدراسة

تم استخراج معاملات ثبات جزأي الأداة بطريقتين:

1. طريقة الاختبار وإعادة الاختبار(test-retest).

حيث تم إيجاد معامل ثبات الأداة، باستخدام طريقة الاختبار وإعادة الاختبار (test-retest)، إذ تم تطبيق الاستبانة على (20) معلمًا ومعلمة، من خارج أفراد العينة، على مرحلتين بفارق زمني (14) يومًا بين التطبيق الأول والتطبيق الثاني، وذلك باستخدام معامل ارتباط بيرسون (Pearson).

2. طريقة الاتساق الداخلي باستخدام معادلة كرو نباخ ألفا (Cronbach Alpha) والجدول (2) يوضح قيم معاملات ثبات أداة الدراسة وما يحتويه من أبعاد.

الجدول (2): قيم معاملات الثبات بطريقتي الإعادة (Test-retest)، والاتساق الداخلي كرو نباخ ألفا (Cronbach`s Alpha) لأداة الدراسة

ابعاد الاستبانة ثبات الاتساق الداخلي ثبات الاعادة عدد الفقرات
نمط الإدارة التربوية 0.94 0.87 10
العوامل الشخصية 0.93 0.86 10
العوامل الاسرية 0.95 0.84 10
العوامل المجتمعية 0.92 0.89 10
المقياس الكلي 0.94 0.87 40

متغيرات الدراسة:

  • أولا: المتغيرات المستقلة:

– الجنس: وله فئتان (ذكر وأنثى)

– المؤهل العلمي: وله فئتان (بكالوريوس، دراسات عليا)

– سنوات الخبرة: وله فئتان (أقل من 5 سنوات، ومن 5- 10 سنوات، و10 سنوات فأكثر)

  • ثانيًا: المتغيرات التابعة: الإدارة التربوية والوعي الديني.

إجراءات الدراسة:

– مراجعة الأدب النظري والدراسات السابقة ذات الصلة بالموضوع.

– تطوير أداة الدراسة، بعد الرجوع إلى الادب النظري والدراسات السابقة، وعرضها على المحكمين والمختصين للتأكد من صدقها، وتعديل الفقرات التي احتوت أخطاء إملائية أو تطلّبت إعادة صياغة، في ضوء نتائج التحكيم.

– تصميم الاستبانة باستخدام (Google Form).

– تطبيق أداة الدراسة على أفراد العينة، من خلال توزيعها عبر التطبيقات الإلكترونية، ثم استردادها، وفرزها الكترونيًا.

– تفريغ البيانات إحصائيًا باستخدام برنامج (SPSS) لتحليلها والحصول على نتائج الدراسة، وتقديم التوصيات.

نتائج الدراسة ومناقشتها

الجدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لدور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم، مرتبة تنازلياً حسب المتوسطات الحسابية لكل بُعد

الرتبة الرقم الابعاد المتوسط الحسابي الانحراف المعياري الدرجة
1 1 نمط الإدارة التربوية 4.23 0.48 مرتفعة جدا
2 2 العوامل الشخصية 4.22 0.62 مرتفعة جدا
3 4 العوامل الاسرية 4.08 0.58 مرتفعة
4 3 العوامل المجتمعية 4.07 0.57 مرتفعة
الدرجة الكلية 4.16 0.42 مرتفعة

يبين الجدول رقم (3) أن دور الإدارة التربوية في تعزيز الوعي الديني لدى طلاب المرحلة الأساسية في لواء الطيبة والوسطية من وجهة نظر المعلمين أنفسهم جاءت بمتوسط حسابي (4.16) كما ان الانحراف المعياري جاء بمقدار (0.42) وبدجة مرتفعة، ويعزو الباحث هذه النتيجة الى أن معظم مديري المدراس الحكومية للمرحلة الأساسية يسعون الى انتهاج النط الديمقراطي لأنه الأجدر لبلوغ الميزة التنافسية وبناء العمل الجماعي والعلاقات الإنسانية الإيجابية كما أن هذه الإدارات التربوية تسعى إلى تعزيز ورفع مستوى الوعي الديني عند افراد المجتمع المدرسي، وذلك ايمانا منها بأهمية الجانب الديني في كافة معاملات الحياة، وتحقيقا لفلسفة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية والتي من أبرز أهدافها ارتباط الفرد بالجانب الديني.

التوصيات:

عقد دورات وورشات عمل توعوية للإدارات التربوية حول أهمية اتباع النمط الديمقراطي وما له من انعكاسات إيجابية جمة.

– تشكيل حلقات توعوية لأفراد المجتمع المدرسي حو أهمية الوعي الديني وضرورته على المستوى الفردي والجماعي.

– خلق قدوات حسنة تتمتع بمنظومة قيمية أخلاقية ودينية لكي تكون أنموذجا يحتذى به.

– نشر مسابقات دينية بين أوساط المجتمع المدرسي يتخللها أسئلة ومنشورات تحمل طابع توعوي ديني.

المراجع

الإمام، محمد صالح والجوالدة، فؤاد عيد (2009). المناخ الأسري وعلاقته بالأمن الفكري لدى المراهقين ذوي الإعاقة البصرية. المؤتمر الوطني الأول لألمن الفكري “المفاهيم والتحديات”، جامعة الملك سعود، 1-27

أبوعودة، فوزي حرب (1998). واقع الممارسات الإدارية والفنية لمديري المدارس الثانوية في لواء غزة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الأزهر، غزة.

أحمد، حافظ فرج (1991). إدارة المؤسسات التربوية. القاهرة، مصر: مكتبة الأنجلو المصرية

الإتربي، هويدا (2011). دور الجامعة التربوي في تحقيق الأمن الفكري لطالبها (تصور مقترح). مجلة مستقبل التربية العربية، مصر، 18(70)، 157-627

البر، محمد موسى (2017). وسائل الاتصال في الدولة الإسلامية ودورها في نشر الوعي الديني. عمان، الأردن: دار المنهل

بسيسو، نادرة غازي (2003). تصور مقترح لمعالجة مشكلات الإدارة المدرسية في محافظة غزة، رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية البنات، جامعة عين شمس، القاهرة.

الجوهري محمد وآخرون (1999). علم الاجتماع ودراسة الإعلام والاتصال. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية

الحارثي، محمد سليم مسعد (2021). العوامل المرتبطة بجنوح الأحداث غير السعوديين: دراسة مقارنة. أطروحة دكتوراة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، السعودية

الحسون، علاء (2003). تنمية الوعي. طهران، إيران: دار الغدير للطباعة والنشر

حمدي، محمد بن حسن مشهور (2006). الوعي وأثره في الحد من انتشار الظواهر السلبية لدى الشباب (التدخين والتحفيظ نموذجا). سلسلة أبحاث قضايا 1 الشباب وتنميتهم جامعة تبوك

الدمرداش، حمدية) (1999). دور وسائل الإعلام في تنمية الوعي الديني لدى الشباب. مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة، 24(1)، 33- 154

دياب، إسماعيل محمد (2001). الإدارة المدرسية. الإسكندرية، مصر: دار الجامعة الجديدة للنشر

سليمان، عرفات عبد العزيز (2001). استراتيجية الإدارة في التعليم (ملامح من الواقع المعاصر). القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية

الصوفي حمدان عبد الله (2009). مفهوم نفع الآخرين في الإسلام ومدى تمثله لدى طلبة الجامعة الإسلامية بغزة. مجلة جامعة النجاح للأبحاث العلوم الإنسانية، 23 (4)، 1065-1097

العجمي، محمد حسنين (2002). الإدارة المدرسية. القاهرة، مصر: دار الفكر العربي

عبد المعطي، عبد الباسط (2007). اغتراب الوعي الديني لدى المصريين. المجلة الديمقراطية، 7(26)، 97-102

العرفي، عبد الله بالقاسم ومهدي، عباس عبد (1996). مدخل إلى الإدارة التربوية. جامعة قان يونس، الجماهيرية الليبية، بنغازي.

عطيوي، جودت (2001). الإدارة المدرسية الحديثة (مفاهيمها وتطبيقاتها العملية). عمان، الأردن: الدار العلمية

عماد الدين، منى (2003). إعداد مدير المدرسة لقيادة التغيير. مركز الكتاب الأكاديمي، الأردن

العمايرة، محمد حسن (2002). مبادئ الإدارة المدرسية. عمان، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع

الفقي، عبد المؤمن فرج (1994). الإدارة المدرسية المعاصرة. منشورات جامعة قار يونس، الجماهيرية الليبية، بنغازي.

مسفر بن علي القحطاني (2012). الوعي الحضاري مقاربات مقاصدية لفقه العمران الإسلامي. الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت

مصطفى، صلاح عبد الحميد (1999). الإدارة المدرسية في ضوء الفكر الإداري المعاصر. الرياض: دار المريخ

الهمزاني، شائم الفي غانم (1998). عالقة الواقع الاجتماعي بالوعي الديني لدى مسلمي ألبانيا (دراسة ميدانية). رسالة دكتوراه، بكلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

وزير، محمد شكري (1996). الوعي الديني عند الأطفال وعلاقته ببعض متغيرات التنشئة الاجتماعية. مجلة التربية جامعة الأزهر، 59، 109-158