م. د. إبراهيم عبدالله مراد1
1 قسم اللغة العربية – كلية التربية الأساسية – جامعة ديالى – العراق
بريد الكتروني: barham25@yahoo.com
HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3516
تاريخ النشر: 01/05/2022م تاريخ القبول: 15/04/2022م
المستخلص
يسعى هذا البحث الى تتبع آراء أبي القاسم السهيلي النحوية التي أوردها أبو حيّان الاندلسي في تفسيره البحر المحيط . ويحاول تأصيل نسبتها إليه وبيان موقف أبي حيّان منها ، ومناقشتها ثمّ عرضها على كتب النحو المتقدمة والمتأخرة ، فقد كان للسّهيلي (رحمه الله تعالى) آراء نحوية ضمّنها في كتبه التي حفظها لنا الدّهر ما عُني منها باللغة والنحو على جهة التخصص ، كنتائج الفِكَر، والأمالي ، وما عُني منها بالتفسير والتاريخ والسّيَر وفي مجالات أخر كالروض الأنُف ، وقد اقتصر البحث على الآراء النحوية منها فقط الواردة في التفسير، إذ وردت في ثلاثين موضعاً استدلّ بها أبو حيّان على مسائل في النحو وردت في بعض مواضع تفسيره لآيات الذكر الحكيم .
وقد اتبعنا في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي في عرض المادة ، مكتفين بذكر بعض تلكم الآراء، ثم ألحقنا جدولا بكل آراء السّهلي في آخر البحث يوضح مواضعها وموضوعاتها التي جاءت في التفسير .
ولعلّ هذه المحاولة تبرّز جانباً من أثر السّهيلي في نحو أبي حيّان الاندلسي في أبرز مصنفاته وأغزرها قيمة علمية وهو تفسير البحر المحيط ، إذ كانت لأبي حيّان تعقيبات على كثير من آراء السّهيلي تأييداً واستحساناً في بعضها ، وردّاً وتضعيفاً في بعضها الآخر.
والله من وراء القصد .
Al-Suhaili’s grammatical opinions In Al-Bahr al- Muhit
Dr. Ibrahim Abdullah Murad1
1 Department of Arabic Language – College of Basic Education – University of Diyala- Iraq
Email: barham25@yahoo.com
HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3516
Published at 01/05/2022 Accepted at 15/04/2021
Abstract
This research attempts to show the grammatical opinions of Abu al-Qasim al-Suhaili that Abu Hayyan al-Andalusi mentioned in his interpretation of al-Bahr al-Muhit.
And he tries to root its attribution to him and to clarify Abu Hayyan’s position on it, discuss it and then present it to the earlier and later grammar books .
The research was limited to grammatical opinions, including only those mentioned in the interpretation, as they appeared in thirty places, which Abu Hayyan referred to issues in grammar that were mentioned in some places in his interpretation of the verses of the wise Quran.
In this research, we have followed the descriptive-analytical approach in presenting the material, content with mentioning some of those opinions.
Perhaps this attempt highlights an aspect of al-Suhaili’s impact on Abu Hayyan al-Andalusi in his most prominent and richest works of scientific value, which is the interpretation of the ocean ocean, as Abu Hayyan had comments on many of al-Suhaili’s views in support and approval in some of them, and in response and weakness in others.
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام أجمعين .
أمّا بعد .. فما نزالُ نقلبُ صفحات التاريخ وننقّب في تراث الأولين من عظماء هذه الأمة ، فتنتابنا الدّهشة ويتملكنا الذهول لعظيم ما سطروه وبديع ما نقلوه وسديد ما قيّدوه من علوم ومعارف وفنون ، فقد حباهم الله تعالى بذكاء وقّاد ، ويراع منقاد ، وفهم عميق واستيعاب دقيق مكّنهم من تشييد صرح من المعارف عظيم تطاول مع الزمان بنيانه وقَويَت بآرائهم وحُجَجِهم ونتاجاتهم العلمية أركانه ، ومن بين أولئك الافذاذ الأجلاء من علماء العربية أبو القاسم السّهيلي (ت581ه) الذي يُعدّ أحد اعلام النهضة الفكرية والعلمية في بلاد الاندلس والعالم الاسلامي ، بما عُرف عنه من طول تمحّل وبُعد نظر وغزارة تأليف وحسن تصنيف .
ولعلّنا نكتفي في التعريف بالأمام السّهيلي في ما نقله السيوطي من قول ابن الزبير فيه ، إذ قال:(( كان عالما بالعربية واللغة والقراءات، بارعاً في ذلك، جامعاً بين الرواية والدراية، نحوياً متقدماً، أديباً، عالماً بالتفسير وصناعة الحديث، حافظاً للرجال والأنساب، عارفاً بعلم الكلام والأصول، حافظاً للتاريخ، واسع المعرفة، غزير العلم، نبيها ذكياً، صاحب اختراعات واستنباطات. تصدّر للإقراء والتدريس، وبَعُدَ صِيتُه، وروى عن ابن العربي وأبي طاهر وابن الطراوة …. وكُفّ بصره وهو ابن سبع عشرة سنة، واستُدعي إلى مراكش، وحظي بها، ودخل غرناطة. وصنف: الروض الأنف في شرح السيرة، شرح الجمل، والتعريف والإعلام بما في القرآن من الأسماء والأعلام، ومسألة السر في عور الدجال، ومسألة رؤية الله والنبي في المنام )) ([1]).
ولا يقلّ عنه شأناً الامام الاندلسي أبو حيّان (ت 745ه) وهو من كبار علماء العربية وأساتيذها صاحب التصانيف النحوية ذائعة الصيت ، والمقدّم في التراجم وفن الحديث (( شيخ الدّهر وعالِمُه ومحيي الفنّ الأدبي بعد ما دَرَسَتْ معالمه ومجرى اللسان العربي فلا يقاربه أحد فيه ولا يقاومه )) ([2]) .
وهذا البحث محاولة لجمع آراء السّهيلي فيما أورده أبو حيّان في تفسيره ، ومناقشة تلك الآراء وتأصيلها وتصديق نسبتها الى السّهيلي، ولا يخفى على باحث في علوم العربية ما لتفسير البحر المحيط من أهمية كبيرة لما أودعه فيه مصنّفه من آراء جمّة ، وبيان لوجوه الإعراب والتوسع في المسائل النحوية ، وذكر مسائل الخلاف فضلا عن ذكر الناسخ والمنسوخ والاحكام الفقهية وغير ذلك من أوجه التفسير ، ولذلك اخترنا من هذا السفر العظيم فرعاً صغيرًا للبحث والدراسة وهو آراء السّهيلي النحوية الواردة فيه، إذ تتبعنا المواضع التي ذكر فيها أبو حيّان رأي السّهيلي النحوي فقط ، ولكننا لم نورد مسائله كلها ؛ بل اقتصرنا على عدد منها وأجملنا ما بقي بملحق بيّنا فيه موضعها وموضوعها .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون ترتيبه بحسب المسائل الواردة في التفسير ، إذ نذكر أولا باب المسألة ثم ما نقله أبو حيّان عن السّهيلي ، ثمّ نحقق في نسبة رأي السّهيلي وموقفه من النحاة وموقف أبي حيّان منه، وقد نعرض في أحيان أخرى اقوال النحاة في المسألة ثم نذكر رأي السّهيلي في المسألة . ثمّ اتبعنا البحث بخاتمة تضمنت نتائج البحث وملخصاً لآراء السّهيلي في البحر المحيط .
واللهَ تعالى نسأل أن يلهمنا الصواب والسداد في القول والعمل .
المسألة الاولى : باء التعدية واستعمالها :
اتفق النحويون على أنّ للباء معانٍ كثيرة عدّها ابن هشام الانصاري ( ت761هـ) في مغنيه أربعة عشر معنى ، وذكر منها ( باء التعدية) ، فقال : (( الباء المفردة حرف جرٍ لأربعة عشر معنى أولها الالصاق ….. الثاني التعدية وتسمى باء النقل أيضاً وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولاً وأكثر ما تعدي الفعل القاصر تقول في ذهب زيدٌ: ذهبتُ بزيدٍ وأذهبته ، ومنه ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ [ البقرة/17] )) ([3]) .
وقد أورد ابو حيّان رأي أبي زيد الانصاري في تفسيره هذه الآية الكريمة ، وهي قوله تعالى ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ، إذ قال : (( والباء في بنورهم للتعدية ، وهي احدى المعاني الاربعة عشر التي تقدّم تجيء لها، وهي عند جمهور النحويين ترادف الهمزة . فإذا قلت: خرجت بزيد ؛ فمعناه أخرجت زيداً ولا يلزم أن تكون أنت خرجت ، وذهب أبو العباس الى أنّك اذا قلت : قُمتُ بزيدٍ ، دَلّ على أنك قُمت وأقمته ، واذا قلت أقمتُ زيداً ، لم يلزم أنك قُمتَ ، ففرّق بين الباء والهمزة في التعدية . والى نحو من مذهب أبي العباس ذهبَ السّهيلي ، قال: تدخل الباء ، يعني المعدّية حيث تكون من الفاعل بعض مشاركة للمفعول في ذلك الفعل نحو : أقعدته ، وقعدت به ، وأدخلتُه الدار ، ودخلتُ به ، ولا يصحّ هذا في مثل أمرضتُه ، واسقمتُه فلا بدّ إذن من مشاركة ولو باليد ، إذا قلت قعدتُ به ، ودخلتُ به )) ([4]) .
والحقّ أنّ أبا حيّان لم يورد مذهب السّهيلي بتمامه ههنا ، بل اشار إليه اشارة عابرة من دون تفصيل ، وهذا يقتضي مراجعة رأي السّهيلي في كتبه والتثبت من قوله ؛ فقد ذكر السّهيلي هذه المسألة بشيء من التفصيل إذ عرض مذهب النحويين ثم قال رأيه فيها ، فقد جاء في حديثه عنها قوله : (( وكذلك تسامح النحويون أيضاً في الباء والهمزة ، وجعلوهما بمعنى واحد في حكم التعدية ، ولو كان ما قالوه أصلاً لجاز في : أمرتُضه : مرضت به ، وفي أسقمته : أن تقول : سقمتُ به ، وفي أعميتُه أنْ تقول: عميتُ به قياساً على أذهبتُهُ وذهبتُ به ، ويأبى الله ذلك والعالمون ؛ فإنما الباء تعطي مع التعدية طرفاً من المشاركة في الفعل ولا تعطي الهمزة، فإذا قلت: أقعدتُهُ فمعناه : جعلته يقعُدُ ، ولكنك شاركته في القعود فجبذته بيدك الى الارض او نحو ذلك ، فلا بدّ من طرف من المشاركة … )) ([5]) .
ثمّ أجاب السّهيلي ( رحمه الله تعالى) عن تساؤل له صلة بالآية الكريمة محل الشاهد وهي قوله تعالى : ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ، فقال : (( إنّ النور والسمع والبصر كان بيده سبحانه ، وقد قال: بيده الخير ، وهذا من الخير الذي بيده ، وإذا كان بيده ، فجائز أن يقال : ذهب به على المعنى الذي يقتضيه قوله سبحانه بيده الخير كائناً ما كان ذلك المعنى، فعليه ينبني ذلك المعنى الآخر الذي في قوله : ذهبَ الله بنورهم ، مجازاً كان أو حقيقة)) ([6]) .
فالسّهيلي (رحمه الله) لا يرى حجّة جعل الهمزة التي للتعدية بمعنى واحد والباء التي للنقل؛ لأنّ ذلك يقتضي أنّ الباء تعطي مع التعدية طرفاً من المشاركة في الفعل ، والهمزة لا تعطي. فمذهبه أنّ بين تعدية الباء والهمزة فرقاً . وقد رُدّ عليه من جهتين :
إحداهما : أن يكون اللهُ تعالى وصف نفسه بالذهب على معنى يليق به سبحانه كما في قوله تعالى: وَجَاء رَبُّكَ [الفجر/22] ، والوجه الثاني : من أنّ الباء والهمزة بمعنى واحد فلا يجمع بينهما ، فلا يقال : أذهبت بزيد ([7]) .
ويبدو لي أنّ ما ذهب إليه السّهيلي (رحمه الله) هو الأقرب للصواب ؛ وذلك لأنّ الفعل الثلاثي المتعدي بالباء يُفهم منه صدور الأمر من فاعله ، ومصاحبته لما دخلت عليه الباء ، فإذا قلت : سريتُ بزيدٍ فسافرت به كان قد وقع منك السرى والسفر مصاحبًا لزيدٍ فيه ، وأما المتعدي بالهمزة فيقتضي إيقاع الفعل بالمفعول فقط ([8]) كقوله تعالى : وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ [النحل/78] ، وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن الكريم .
المسألة الثانية : ظنّ من نواسخ الابتداء:
أفرد النحويون باباً في مصنفاتهم أسموه ( باب ظنّ وأخواتها) ، إذ عدّوها في نواسخ الابتداء؛ قال أبو علي الفارسي ( ت337ه) : (( باب ظننت وأخواتها ، وهي ظننت وحسبت وخِلت …. فهذه الافعال تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الاسم الذي كان يرتفع بأنه خبر المبتدأ بأنه المفعول الثاني . وذلك قولك : ظننت عبدالله خارجاً)) ([9]).
ومذهب جمهور النحويين أنها من نواسخ الابتداء ، وأفعال هذا الباب هي النوع الثالث من نواسخ الابتداء وآخر بابها ؛ لأنّ جزئي الاسناد فيه مستويان في النصب ، كما في باب الابتداء مستويان في الرفع ([10]) ؛ قال خالد الازهري (ت905ه) : (( هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين هذا قول الجمهور)) ([11]).
وقد أورد أبو حيّان رأي السّهيلي فيها ، ويبدو أنّه خالفهم فيما ذهبوا إليه ، إذ زعم أنها ليست من نواسخ الابتداء . قال أبو حيّان : (( الظنّ: ترجيح أحد الجانبين، وهو الذي يعبّر عنه النحويون بالشك، وقد يطلق على التيقن. وفي كلا الاستعمالين يدخل على ما أصله المبتدأ والخبر بالشروط التي ذُكرت في النحو، خلافا لأبي زيد السّهيلي، إذ زعم أنها ليست من نواسخ الابتداء))([12]).
وقد أكد هذا القول في غير موضع ، فقال في الارتشاف : (( مذهب الجمهور أنّ ظنّ وأخواتها داخلة على المبتدأ والخبر ، ومذهب السّهيلي : الى انها ليست داخلة عليها ، بل هي مع مفعوليها كأعطيت في أنها استُعملت معهما ابتداءً)) ([13]). فأبو حيّان يذهب الى أنّ السّهيلي (رحمه الله) يرى أنّ ( ظنّ وأخواتها) ليست من نواسخ الابتداء .
ولعلّ تحقيق رأي السّهيلي في هذه المسألة يُظهر عكس ما نقله أبو حيّان ، فالسّهيلي لم يزعم أنها ليست من نواسخ الابتداء !! بل إنّ نصّه يشير بوضوح الى أنها تدخل على المبتدأ والخبر وتعمل فيهما حالها في ذلك حال نواسخ الابتداء الاخرى ، بل هو يذهب الى أبعد من ذلك؛ فيعلل سبب النصب في معموليها بعد دخول ( ظنّ واخواتها ) عليهما .
قال السّهيلي : (( وأما نصب (علمت) و (ظننت) لمفعولين، فليس هما مفعولان في الحقيقة.
وإنما هو المبتدأ والخبر، وهو حديث إمّا معلوم وإمّا مظنون، فكان حقّ الاسم الأول أن يرتفع بالابتداء والثاني بالخبر، ويلغى الفعل؛ لأنه لا تأثير له في الاسم، وإنما التأثير لعرفت المتعلقة بالاسم المفرد تعييناً وتمييزاً، ولكنهم أرادوا تشبث (علمت) بالجملة التي هي الحديث، كيلا يتوهّم الانقطاع بين المبتدأ وبين ما قبله ؛ لأنّ الابتداء عامل في الاسم وقاطع له ممّا قبله، وهم إنما يريدون إعلام المخاطب بأنّ هذا الحديث معلوم، فكان إعمال (علمت) فيه ونصبه له إظهاراً لتشبثها، ولم يكن عملها في أحد الاسمين أولى من الآخر، فعملت فيهما معا)) ([14]).
فالسّهيلي في هذا النصّ يشير الى عمل ( ظنّ وأخواتها) في المبتدأ والخبر صراحة ، فضلا عن ذلك فهو يفسر علّة النصب بينهما .
وممّا تجدر الاشارة إليه ههنا اختلاف النحاة في هذه المسألة من جانبين : أولهما : هل أصل مفعولي ( ظنّ واخواتها ) مبتدأ وخبر ؟
والآخر : هل الاسمان المنصوبان بعد (ظنّ واخواتها) مفعول أول ومفعول ثانٍ ، أو الأول مفعول والثاني شيء آخر([15]) ؟
ولعلّ التساؤل الأول هو الذي دفع أبا حيّان الى القول بأنّ السّهيلي يزعم أنّ ( ظنّ وأخواتها) ليست من نواسخ الابتداء ، فالسّهيلي يذهب الى أنّ المفعولين في (ظنّ وأخواتها) هما كمفعولي أعطى ليس اصلهما مبتدأ وخبرًا([16]) .
وقد استدلّ على ذلك بقولهم : ظننتُ زيداً عمراً، وتفصيل هذه المسألة يطول، وليس هذا محلّه. وما يعنيننا هو رأي السّهيلي فيها وما نقله أبو حيّان عنه .
ويرى الباحث أنّ نصّ السّهيلي الذي سقناه يوحي بكونها من نواسخ الابتداء ، وأنه لم يصرّح بكونها ليست من نواسخ الابتداء فيما اطلعت عليه من مؤلفاته ، وأنّ ما نُسِب إليه من زعمَ قد يكون توهماً في نسبة الرأي .
مسألة : اعمال أنْ المخففة :
لـ (إنْ) المخففة من الثقيلة عند النحاة أكثر من وجه ، إذ قد ترد نافية وقد ترد للإيجاب، وسيأتي بيان ذلك.
وقد ذكر ابو حيّان في تفسير قوله تعالى : وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ [البقرة/78] معنى (إنْ) المخففة هذه وعملها فقال : (( (أنْ) هنا هي النافية ، بمعنى (ما) وهم مرفوع بالابتداء و(الا يظنون) في موضع الخبر ، وهو من الاستثناء المفرغ . واذا كانت (إنْ) نافية فدخلت على المبتدأ والخبر لم يعمل عمل ما الحجازية )) ([17]).
ثمّ عرض لما نسبه السّهيلي الى سيبويه من جواز اعمالها اعمال (ما) زاعماً أن لا يوجد في كتاب سيبويه نصٌ على ذلك ، قال أبو حيّان : (( وقد نسب السّهيلي وغيره الى سيبويه جواز إعمالها إعمال (ما) ، وليس في كتابه نصٌ على ذلك ))([18]).
والحقّ أنّ سيبويه (رحمه الله) قد ذكر (إنْ) المخففة هذه في غير موضع في الكتاب ، فقال: (( واعلم أنهم يقولون: إنْ زيدٌ لذاهبٌ، وإنْ عمرٌو لخيرٌ منك، لمّا خففها جعلها بمنزلة لكنْ حين خففها، وألزمها اللام لئلا تلتبس بإنْ التي هي بمنزلة ما التي تنفى بها.
ومثل ذلك: ( إنْ كلُّ نفسٍ لما عليها حافظٌ )، إنما هي لَعَليهْا حافظٌ … وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول : إنْ عمرًا لمنطلق ))([19]).
ومجيء (إنْ) بمعنى (ما) نكتة لا خلافَ فيها عند النحويين ، وليس هذا موطن الشاهد في المسألة، بل ما نحاول إثباته هو تحقيق ما نسبه السّهيلي الى سيبويه من جواز إعمالها إعمال (ما)، فسيبويه في النصّ الذي قدمناه نصّ على مجيء صورتين لـ(إنْ) المخففة ، الاولى: مجيؤها غير عاملة ، وذلك قوله : ( واعلم أنهم يقولون : إنْ زيدٌ لذاهبٌ) ، ونصّ مرة اخرى على إعمالها، فقال: ( وحدثنا من نثق به أنه سمع من العرب من يقول: إنْ عمرًا لمنطلقٌ) .
وقد ذهب من جاء بعد سيبويه الى ما قال به هو ، فالمبرد (ت285ه) قد ذكر (إنْ) المخففة في باب ( ما جاء من الكلم على حرفين)([20])، وهو يرى أنها إذا كانت مخففة من الثقيلة لزمتها اللام في خبرها لئلا تلتبس بالنافية ، وذلك في قولهم : إنْ زيدٌ لمنطلقٌ ، وإن نُصب بها لم تحتج الى اللام ؛ لأنّ النصب قد أبان نوعها كقولهم : إنْ زيدًا لمنطلقٌ .
وقال المبرد في موضع آخر: (( فإذا رفعت ما بعدها ( يعني إنْ المخففة ) لزمك أن تدخل اللام على الخبر ولم يجز غير ذلك ؛ لأنّ لفظها كلفظ التي في معنى (ما)، واذا دخلت اللام عُلِم أنها الموجبة لا النافية وذلك قولك : إنْ زيدٌ لمنطلقٌ … وإنْ نصبت بها لم تحتج الى اللام))([21]).
وقد تناول السيرافي ( ت368ه) في شرحه على كتاب سيبويه لهذه المسألة، ولكنه لم ينسب لسيبويه إعمالها إعمال (ما) إذا خففت !!
ونقل مذهب النحويين في (إنْ) مؤيدًا مذهب من سبقه ، فذكر لهم فيها إذا خففت مذهبين : احدهما: أن يبطل عملها ويليها الاسم والفعل جميعًا وتلزمها اللام فرقاً بين (إنْ) النافية التي بمعنى (ما) وبين (إنْ) التي للإيجاب والتحقيق ، وذلك في نحو قولهم : إنْ زيدٌ لذاهبٌ ، وإنْ عمرٌ لخيرٌ منك في الايجاب .
والمذهب الآخر في (إنّ) إذا خُففت أنْ لا يبطل عملها([22]).
وختام هذه المسألة أنني لم أجد نصاً للسهيلي يشير فيه الى أنّ سيبويه يجيز إعمالها إعمال (ما) بحسب ما اطلعت عليه من مؤلفاته ، ولربما وهِم أبو حيّان فزعم أنّ السّهيلي ينسب الى سيبويه ذلك ، أو لعلّه اطلع على رأي له لم يصلنا ، والله أعلم .
مسألة : المفعول ومرتبته :
ذكر أبو حيّان مذهب السّهيلي في تفسير قوله تعالى سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ [البقرة/211] في مسـألة اعراب (كم) إذ عدّها هو في موضع نصب على أنها مفعول ثانٍ (لِآتيناهم) ، فقال : (( كم في موضع نصب على أنها مفعول ثانٍ على مذهب الجمهور، أو على أنها مفعول أول على مذهب السّهيلي))([23]) .
ولعلّ قراءة سريعة في آراء بعض النحويين في هذه المسألة ( مسألة كم ) تؤكد صحة قول أبي حيّان في ما نقله من مذهبهم في إعرابها، فهم يرون أنّ (كم) في موضع نصب مفعول ثانٍ ، قال أبو جعفر النحاس (ت338ه) : (( كم في موضع نصب لأنها مفعول ثانٍ لآتيناهم))([24]).
وجاء في التبيان: (( وموضع كم فيه وجهان: أحدهما : نصب ؛ لأنها المفعول الثاني لآتيناهم)) ([25]). وكذلك قال أغلب النحويين([26])، ولكن السّهيلي عدّها مفعولاً أولاً كما أشار أبو حيّان ولم أجد نصّه على ذلك فيما توافر عندي من كتبه .
وقد ذكر صاحب اللباب رأي السّهيلي الذي نصّ عليه أبو حيّان، فقال: (( وقوله : ( كم آتيناهم) في كم وجهان: أحدهما: أنها في محل نصب. واختُلف في ذلك فقيل: نصبها على أنها مفعولٌ ثانٍ لِآتيناهم على مذهب الجمهور، وأول على مذهب السّهيلي))([27])، ولم يُشِر الى مصدر ذلك المذهب أيضاً .
ومهما يكن من شيء فهو رأي للسهيلي أورده أبو حيّان وغيره ممن نقلوا عن السّهيلي ، وهذه المسألة (مسألة مجيء كم مفعولا ثانياً) تحتمل الوجهين هذا الرأي وذاك .
مسألة : إقامة الجار والمجرور إقامة الفاعل :
نيابة الجار والمجرور من المسائل التي فصّل النحاة فيها تفصيلاً مطوّلاً ، ذلك أنّ باب ما لم يُسمّ فاعله أو باب المبني للمجهول بابٌ كبير في أبواب النحو، جاء في المقتضب: (( وجائز أن تُقيم المجرور مع المصدر والظروف مُقام الفاعل، فتقول: سِير بزيدٍ فرسخاً ، فلا يمنعه حرف الجر من أن يكون فاعلا ، كما قال: ما من أحد، فأحد فاعل وإن كان مجروراً بمن وكذلك قوله أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ [ البقرة/105] إنما هو خير من ربكم، فـ(من) لم تغير المعنى وإن غيّرت اللفظ … ))([28]).
وقد كان للسّهيلي رأي في هذه المسألة أورده أبو حيّان في تفسيره لقوله تعالى وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ البقرة/233] ، فقال: (( وأقيم الجار والمجرور مقام الفاعل، وهذا على مذهب البصريين، أعني: أن يقام الجار مقام الفاعل إذا حذف نحو: مُرّ بزيدٍ .
وذهب الكوفيون إلى أن ذلك لا يجوز إلا فيما حرف الجر فيه زائد، نحو: ما ضُرِبَ مِن أحدٍ، فإن كان حرف الجر غير زائد لم يجز ذلك عندهم …. وقد وَهِمَ بعض كبرائنا، فذكر في كتابه المسمى بـ(الشرح لجمل الزجاجي) أن النحويين أجمعوا على جواز إقامة المجرور مقام الفاعل إلا السّهيلي، فإنه منع ذلك، وليس كذلك ))([29]).
وأجد أبا حيّان قد أنكر على السّهيلي ما ذهب إليه من جواز إقامة المجرور مقام الفاعل.
والخلاف في هذه المسألة ذكره غير واحد من النحويين ، ولعلّ السمين الحلبي (ت 756ه) فصّل في ذلك تفصيلا يُغني عن الرجوع الى غيره ، فقد ذهب في تفسير الآية الكريمة نفسها الى عرض الخلاف في هذه المسألة، فقال: (( وذكر بعض الناس أنه لا خلاف في إقامة الجار والمجرور مُقام الفاعل الا السّهيلي ، فإنه منع من ذلك . وليس كما ذكر هذا القائل ، وأنا أَبسُطُ مذاهب الناس في هذه المسألة )) ([30])
ثمّ شرع في بيان اختلاف البصريين والكوفيين في المسألة ، فالبصريون أجازوا ذلك مطلقاً، وأمّا الكوفيون فجوّزوا ذلك شريطة أن يكون حرف الجر زائداً ، ولم يجز عندهم اذا كان غير زائدٍ . ثم بيّن خلاف الكوفيين فيما بينهم في القائم مقام الفاعل وفصّل القول فيه تفصيلا وافياً ([31]).
ولستُ أريدُ الخوض في تفصيل الخلاف في هذه المسألة بين النحويين ، فما يعنينا هو رأي السّهيلي فيها ، إذ نُقل عنه وهماً أو نُسِب إليه خطأً أنه منع إقامة الجار والمجرور مقام الفاعل.
مسألة : لغة أكلوني البراغيث أو يتعاقبون فيكم ملائكة :
هذه اللغة من اللغات التي حُفظت عن العرب، وقد أوردها النحويون في كتبهم ونسبوها وفصّلوا القول فيها وفي وجوه إعرابها وخلافهم فيها . ولعلّ أول من صرّح بهذه اللغة هو سيبويه (رحمه الله) كون كتابه يُعدّ النصّ الاقدم الذي وصل الينا، فقد وردت لغة ( اكلوني البراغيث) في كتابه في خمسة مواضع ، أولها في (باب مجاري اواخر الكلم من العربية) ، و(باب كل واحد منهما يفعل بفاعله مثل الذي يفعل به ونحو ذلك) ، و( باب مجرى الفعل اذا أظهرت بعده الاسماء أو أخرتها، وآخرها: في (باب أفعل في بعض اللغات واسما في أكثر الكلام )([32]).
ولعلّ أغلب ما كُتب في النحو لا يخلو من الاشارة الى هذه اللغة([33]) .
وقد اختلفت آراء العلماء في هذه اللغة التي نُسبت الى طيء وأزد شنوءة وبلحارث بن كعب([34]) فذهب طائفة من النحويين الى أنها لغة ضعيفة ، ومنهم من يرى أنها لغة أصيلة في لغات العرب ، ومنهم من اختار التوسط بين المذهبين .
فمن الذين يرون انها ضعيفة أبو عبد الله فخر الدين الرازي (ت606ه)، إذ قال في تفسير قوله تعالى: لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ [آل عمران/113] ، قال : (( التقدير: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة وأمة مذمومة، فأمة رفع بليس وإنما قيل ليسوا على مذهب من يقول: أكلوني البراغيث، وعلى هذا التقدير لا بد من إضمار الأمة المذمومة وهو اختيار أبي عبيدة إلا أن أكثر النحويين أنكروا هذا القول لاتفاق الأكثرين على أن قوله أكلوني البراغيث وأمثالها لغة ركيكة والله أعلم)) ([35]) .
فوصفها بالركيكة .
وقال المرادي (ت749ه) : (( وحمل بعضهم على هذه اللغة قوله تعالى : ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ [المائدة/71]…. قلت : ولا ينبغي ذلك لأنّ هذه اللغة ضعيفة ، فلا يُحمل القرآن إلا على اللغات الفصيحة))([36]).
فعدّها لغة ضعيفة وذهب غيرهم من النحويين الى ما ذهبوا إليه في تضعيفها.
ومن النحويين الذين يرون أنها لغة ليست ضعيفة الاخفش الأوسط (ت215ه) إذ خرّج عليها قوله تعالى : وَأَسَرُّوا النَّجْوَى [الانبياء/3] فقال: (( كأنه قال : وأسروا ) ثم فسّره بَعدُ فقال: هم (الذين ظلموا) أو جاء هذا على لغة الذين يقولون : ضربوني قومك )) ([37]) .
وكذلك فعل ابن جني (ت392ه) إذ قال : (( وتزاد الواو في الفعل علامة للجمع والضمير نحو: الرجال يقومون ويقعدون ، وتزاد علامة للجمع مجردة من الضمير في قول بعض العرب (أكلوني البراغيث) وعلى هذا أحد ما تُؤلِت عليه الآية (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذين ظلموا) [الانبياء/3]))([38]).
وثمة إشارات كثيرة جدا لهذه اللغة وردت في كتب النحويين لسنا في صدد ذكرها. وما يعنينا في هذه المسألة موقف السّهيلي فيها ، فقد ذكر ابو حيّان ذلك عند تفسيره لقول الله سبحانه: لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ [آل عمران/113] ، فقال:(( قيل: وما قاله أبو عبيده هو على لغة (أكلوني البراغيث) وهي لغة رديئة والعرب على خلافها ، فلا يُحمل عليها مع ما فيه من مخالفة الظاهر، انتهى وقد نازع السّهيلي النحويين في قولهم : إنها لغة ضعيفة ، وكثيرا ما جاءت في الحديث))([39]).
ومعنى قول أبي حيّان في وصف قول السّهيلي ( نازع النحويين ) متأتٍ من المنازعة في الخصومة: وهي مجاذبة الحُجج فيما يتنازع فيه الخصمان([40]) .
فموقف السّهيلي أنها ليست لغة ضعيفة ، وله في ذلك تعليل أورده في كتابه (نتائج الفكر) في مسألة (الحاق علامة التأنيث بالفعل)، فقال: (( قد تلحق العلامة الفعل للتثنية والجمع قبل ذكر الفاعلين، فليست حينئذ بضمير، إذ لم يتقدم مذكور يعود، ولكنها حروف لحقت علامة للتثنية والجمع، حرصاً على البيان وتوكيداً للمعنى …. فهذا ونحوه مما دعاهم إلى تقديم العلامة في نحو قولهم: ” أكلوني البراغيث “. وقد ورد في الصحيح نحو قوله عليه الصلاة والسلام :(يتعاقبون فيكم ملائكة) وكما أن هذه العلامة ليست للفعل إنما هي للفاعلين، فكذلك التاء في: ظفرت يداك، وقامت هند، ليست للفعل، إذ الفعل عبارة عن الحدث، وهو اسم مذكر لا تلحقه علامة التأنيث إلا في التحديد ))([41]).
فالسّهيلي لا يرى أنها لغة ضعيفة ، بل استدل على أنها لغة صحيحة فصيحة بالحديث الشريف كما مرّ .
وخلاصة القول في المسألة: إنّه اذا أسند الفعل الى ظاهر مثنى او مجموع وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع فيكون كما لو أسند الى مفرد كقولهم : قام الزيدان، وقام الزيدون ، وقامت الهندات، كما تقول : قام زيد ، ولا تقول على مذهب من يرى ذلك : قاما الزيدان، ولا قمنَ الهندات .
وذهب آخرون الى أنّ الفعل إذا أسند الى ظاهر مثنى أو مجموع أُتي فيه بعلامة تدلّ على التثنية أو الجمع، وهذا على لغة طيء وبني الحارث وأزد شنوءة ، ومذهب السّهيلي موافق لهم بدلالة ما استدل عليه من الحديث الشريف ([42]) .
وممّا تجدر الاشارة إليه أنّ أبا حيّان لم يبّن موقفه من هذه اللغة ولم يُبدِ رأيه موافقة أو تضعيفاً لمذهب السّهيلي ، بل سكت عن ذلك ؛ ويبدو لي أنّ سكوته هذا دليل على تساوي الفريقين في ما ذهبوا إليه؛ لأنّنا وجدنا أبا حيّان في غير مناسبة يعارض السّهيلي أو يوافقه حين إيراد مذهبه النحوي أو ذكر رأيه في مسألة ما .
مسألة : التاء في ( تالله) هل هي أصلية أو مبدلة من الواو ؟
القسم يمين يُقسم بها الحالف ليؤكد ما يخبر عنه ايجاباً أو سلباً ، وإنما أكد الخبر ليزيل الشك عن المخاطب([43]).
والقسم أسلوب من أساليب اللغة أفرد له النحويون باباً واسعاً في مصنفاتهم ، فصلوا القول في أنواعه واجزاء جملته وحروفه وما يتعلق بتركيبه .
وقد ذكر أبو حيّان في تفسيره لقول الله سبحانه قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ [يوسف/73] مذهب السّهيلي في هذه المسألة ، فبعد أن فسّر الآيات التي قبل موضع الشاهد نقل قول ابن عطية ثمّ عقّب على ذلك فقال : (( والتاء في تالله بدل من واو، كما أبدلت في تراث، وفي التوراة، والتخمة، ولا تدخل التاء في القسم إلا في المكتوبة من بين أسماء الله تعالى وغير ذلك لا تقول: تالرحمن، ولا تالرحيم انتهى. أما قوله: والتاء في تالله بدل من واو، فهو قول أكثر النحويين. وخالفهم السّهيلي فزعم أنها أصل بنفسها وليست بدلا من واو، وهو الصحيح على ما قررناه في النحو)) ([44]) .
فمذهب السّهيلي أن التاء حرف أصيل وليس بديلا من الواو بحسب ما أورده أبو حيّان ، وسيأتي تفصيل ذلك ، فمسالة ابدال التاء من الواو مُختلف فيها عند النحاة ، فمنهم من يرى أنها حرف أصلي مستقل، ومنهم من ذهب الى أنها حرف مُبدل من الواو مع اتفاقهم على أنها تختص بالدخول على لفظ الجلالة فقط . قال المبرد (ت285ه) : (( من ذلك أنك تقول : تالله لأفعلنّ ، فتقسم على معنى التعجب ن ولا تدخل التاء على شيء من أسماء الله غير هذا الاسم))([45]).
وممّن ذهب الى أنّ التاء حرف مستقل غير مُبدل من الواو قطرب (ت206ه)([46]).
وذكر ابن جني (ت392ه) أنّ التاء تدخل على اسم الله وحده([47]) مستشهدا بقوله تعالى وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ [الأنبياء/57] .
والذين زعموا أنّ التاء مُبدلة من الواو كانت لهم تعليلاتهم الخاصة ، فالزمخشري (ت538ه) يرى أنّ الواو مُبدلة عن الباء الإلصاقية في فعل القسم ، إذ أُبدلت عنها عند حذف الفعل ، ثمّ التاء مُبدلة عن الواو في (تالله) خاصة([48]).
ويرى ابن عصفور(ت669ه) أن التاء أُبدلت من واو القسم لأنّ الأصل الباء مستدلاً على أنّك اذا جررت المضمر أتيت بالباء فقلت : به وبك ، ثمّ أُبدلت الواو من الباء ، ثمّ أُبدلت التاء من الواو([49]) ، وكذلك قال ابن هشام (761ه) في المغني([50]) .
وذهب جمع من النحويين الى أنها (أي التاء) حرف أصلي غير مُبدل ، فقد جاء في كتاب الجمل في النحو([51]) أنّ التاءات خمسة عشر ، منها تاء القسم إذ هي قسم برأسه ومثّل لها بقوله تعالى قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ [يوسف/73] ، وقوله تعالى َقالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ [يوسف/85].
وعدّها ابن السرّاج في أدوات القسم أصلا لا بدلا من الواو ، فقال : (( ادوات القسم والمقسم به خمس: الواو والباء والتاء واللام ومن …. ثمّ التاء وذلك قولك: تالله لأفعلنّ ولا تقال مع غير الله , قال الله : وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ [الأنبياء/57] )) ([52]).
وعوداً على بدء فالسّهيلي (رحمه الله) يرى أنها أصل بنفسها وقسم برأسها . وممّا تجدر الاشارة إليه أنّ موقف أبي لم يكن واضحاً في هذه النكتة – اعني في مسألة التاء أأصل هي أم مُبدلة- كما زعم في البحر المحيط ، فهو يذكر بعد أن بيّن رأي السّهيلي بأنّ ذلك ( هو الصحيح على ما قررنا في النحو) ، إذ لم تكن عبارته هذه واضحة ، فالضمير (هو) في قوله جاء بعد ذكر مذهب السّهيلي مباشرة !
وقد تتبعت رأيه في كتب النحو فوجدته ينقل مذهب الجمهور فيها (أي التاء) ملتزماً الصمت من دون تعليق ، قال في الارتشاف : (( فأمّا تاء القسم نحو: تاللّه ، فقيل بدل من الواو، وهو قول الجمهور، وقال قطرب وغيره هو حرف مستقل غير مُبدل ))([53]) .
ويبدو أنه موافق للجمهور في ذلك ، ولو كان مخالفاً لمذهبهم لأثبت ذلك واحتجّ له ولكنه سكت.
ومهما يكن من شيء فإنّ مسألة تاء القسم أحرف أصلي هي أم مبدل من الواو من المسائل التي اختلف فيها النحويون ، ولعلّ السّهيلي خالف الجمهور في عدّها حرفاً مستقلاً وليس مبدلا من الواو .
الخاتمة ونتائج البحث
الحمد لله على عظيم نعمائه ، والشكر على جزيل آلائه وعطائه ، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأوليائه .
أمّا بعد ، فتفسير البحر المحيط من أجلّ كتب التفسير وأعظمها ، وأوفرها مادة علمية وأغزرها، وأغناها لطالب العلم وأولاها ، وقد أورد فيه أبو حيّان سلسة من آراء النحويين فضلا عن العلوم الشرعية والفقهية وغيرها ، وكانت بعض آراء السّهيلي ممّا جاء في هذا التفسير ، وقد اقتصر هذا البحث على آراء السهيلي النحوية هذه فتتبعنا تلكم الآراء وحققنا نسبتها وبينّا موقف السّهيلي من المسألة موضع الشاهد وموقف النحاة منها ، وقد استشهد أبو حيّان بأراء السّهيلي في مواضع متعددة وأبواب من النحو متفرقة أُحصيَت في ثلاثين موضعاً بحسب الآيات القرآنية التي يعرض لها شرحا وتفسيراً وتفصيلا ، فيورد رأي السهيلي في بعض الأحيان ثمّ يسكت عنه، ويؤيده في أحايين أخرى أو ويردّه ، ذكرنا في هذا البحث بعضها وألحقنا ما لم نذكره في جدول مفصّل.
ولا بدّ أن أشير الى أنّ أبا حيّان كان ينسب الى السّهيلي في بعض المواضع قولاً لم يقله، أو ينسب له نقلاً نقله عن غيره من النحاة توهماً .
وختاماً فإنّ ما تناولناه على عجالة في هذا البحث هو عرض تحليلي لبعض ما أورده أبو حيّان من أراء السهيلي النحوية في تفسيره ، وأيّا كان موقف أبي حيان منه فإنّ ذلك ممّا عبّر عنه الرضي الاستراباذي (ت686ه) بقوله: (( وأمور النحو أكثرها ظنّي ))([54]).
والله تعالى نسأل أنْ يوفقنا لما فيه خير الدنيا والآخرة ، وصلى الله تعالى على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مواضع ورود آراء السهيلي في تفسير البحر المحيط
ت | مناسبة ذكر قول السهيلي | موضعه في التفسير |
1 | البسملة سورة الفاتحة في اول الفاتحة | 1/30 |
2 | البسملة سورة الفاتحة في اول الفاتحة | 1/32 |
3 | سورة البقرة / الآيات 17- 18 | 1/130 |
4 | سورة البقرة / 19 | 1/135 |
5 | سورة البقرة / 46 | 1/293 |
6 | سورة البقرة /49 | 1/312 |
7 | سورة البقرة / 78 | 1/445 |
8 | سورة البقرة / 77 | 1/479 |
9 | سورة البقرة / 101 | 1 / 521 |
10 | سورة البقرة / 154 | 2/54 |
11 | سورة البقرة / 177 | 2/136 |
12 | سورة البقرة / 211 | 2/347 |
13 | سورة البقرة / 233 | 2/500 |
14 | سورة البقرة / 259 | 2/625 |
15 | سورة البقرة / 260 | 2/632 |
16 | سورة آل عمران /3 | 3/309 |
17 | سورة الانعام /83 | 4/572 |
18 | الاعراف /201 | 5/257 |
19 | يوسف /4 | 6/237 |
20 | يوسف /73 | 6/ 304 |
21 | الرعد /30 | 6/ 386 |
22 | الاسراء/8 | 7 /16 |
23 | الاسراء / 22 | 7 / 31 |
24 | الكهف / 84 | 7 / 220 |
25 | مريم / 95 | 7 / 304 |
26 | الانبياء / 54 | 7 / 444 |
27 | الدخان / 43 | 9 / 304 |
28 | الحجرات / 12 | 9 / 519 |
29 | الملك / 19 | 10 / 227 |
30 | المزمّل / 1 | 10/ 311 |
ثبت المصادر
القرآن الكريم .
ارتشاف الضرب من لسان العرب ، لأبي حياّن الأندلسي (ت745ه) ، تحقيق : الدكتور رجب عثمان محمد ، مطبعة المدني – القاهرة ، ط1 ، 1418ه ــــ 1998م.
الأصول في النحو ،لأبي بكر محمد بن سهل بن السرّاج (ت316ه) ، تحقيق: د.عبد الحسين الفتلي ، مؤسسة الرسالة ، د. ت .
إعراب القرآن ، لأبي جعفر احمد بن محمد بن اسماعيل النحاس (ت338ه)، تحقيق: د. زهير غازي زاهد ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ، ط2، 1405ه ــــــ 1995م .
- إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي ،لأبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي محب الدين (ت 616هـ) ،حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه د. عبد الحميد هنداوي ، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع- مصر/ القاهرة ، ط1، 1420هـ – 1999م
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف ابن هشام الأنصاري (ت761ه) ومعه كتاب عدّة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ، للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ، منشورات المكتبة العصريّة ، صيدا ــــ بيروت، د. ت .
الإيضاح في علل النحو، أبو القاسم الزَّجَّاجي (ت 337 هـ) ، تحقيق : د. مازن المبارك ، دار النفائس – بيروت ، ط 5، 1406 هـ -1986 م.
- تفسير البحر المحيط ، لمحمد بن يوسف أبي حيّان الأندلسي (ت745ه) ، دراسة وتحقيق: الشيخ عادل احمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض ود. زكريا عبد المجيد النوتي ود. احمد النجولي الجمل، دار الكتب العلمية ، بيروت ـــــ لبنان، ط1، 1413ه ــ 1993م.
- بدائع الفوائد ، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت751هـ)، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان .
- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، للحافظ جلال الدين السيوطي (ت911ه)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ط2، 1399ه ـــــ1979م .
- التبيان في إعراب القرآن ، أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (ت 616هـ)، تحقيق :علي محمد البجاوي ، الناشر : عيسى البابي الحلبي وشركاه .
- توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، لأبن أم قاسم المرادي (ت749ه)، شرح وتحقيق: د. عبد الرحمن علي سليمان ، دار الفكر العربي ـــ القاهرة ، ط1، 1422ه ــــ 2001 م .
الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي) ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (ت 671هـ) ، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة ، ط 2، 1384هـ – 1964 م
- الجمل في النحو، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (ت170هـ)، تحقيق: د. فخر الدين قباوة ، ط5 ، 1416هـ 1995م
- الجنى الداني في حروف المعاني ، للحسن بن قاسم المرادي (ت749ه) ، تحقيق: د. فخر الدين قباوة ومحمد نديم فاضل، دار الكتب العلمية ، بيروت ــــ لبنان، ط1 ، 1413 ه ــ 1992م .
حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك ، ضبط وتشكيل وتوضيح الشيخ يوسف محمد البقاعي ، دار الفكر ، بيروت – لبنان ، ط1 ، 1424ه – 2003 م .
حاشية الصبّان على شرح الاشموني على ألفية ابن مالك ومعه شرح الشواهد للعيني، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ، المكتبة التوقيفية ـــــ مصرـــــ القاهرة ، د.ت
- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي (ت756ه) ، تحقيق : احمد محمد الخرّاط ، دار القلم دمشق .
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (ت852هـ) ، تحقيق: محمد عبد المعيد ضان، مجلس دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد- الهند ،ط2، 1392هـ – 1972م .
- رصف المباني في شرح حروف المعاني ، لأحمد بن عبد النور المالقي (ت702ه) ، تحقيق: أحمد محمد الخرّاط ، مطبوعات مجمع اللغة العربية ــــــ دمشق .
- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت581هـ) ، تحقيق :عمر عبد السلام السلامي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، ط1، 1421هـ – 2000م .
- سر صناعة الإعراب ، أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت 392هـ) ، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان ، ط1 ،1421هـ – 2000م
- شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ، لبهاء الدّين عبد الله بن عقيل الهمداني (ت769ه)، تحقيق محمد محيي الدّين عبد الحميد ، دار مصر للطباعة والنشر والتوزيع ، دار التراث ــــ القاهرة ، ط20 ، 1400ه – 1980 م.
- شرح التسهيل ، لجمال الديّن محمد بن عبد الله الطائي الجياني (ت672ه) ، تحقيق: د. عبد الرحمن السّيد و د. محمد بدوي المختون ، هجر للطباعة والنشر والإعلام ، ط1، 1410ه ــــــ 1990م .
- شرح التصريح على التوضيح في النحو ، للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري (ت905ه) على أوضح المسالك على ألفية ابن مالك ، تحقيق : محمد باسل عيون السود ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـــ لبنان، ط1 ، 1421 ه ـــــ 2000 م.
- شرح الرضي على الكافية ، تصحيح وتعليق : يوسف حسن عمر ، منشورات جامعة قار يونس ــــــ بنغازي، ط 2 ، 1996 م .
- شرح كتاب سيبويه ،الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي أبو سعيد ،تحقيق :أحمد حسن مهدلي و علي سيد علي ، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ،ط1، 1429ه – 2008م
- شرح المفصل ، لموفق الدّين بن علي بن يعيش النحوي (ت643ه) ، عنيت بطبعه ونشره إدارة الطباعة المنيرية ــــــ مصر .
- علل النحو ، محمد بن عبد الله بن العباس أبو الحسن ابن الوراق (ت 381هـ) ، تحقيق: محمود جاسم محمد الدرويش ، الناشر: مكتبة الرشد – الرياض / السعودية ، ط1، 1420 هـ – 1999م .
- الكتاب، كتاب سيبويه ، لأبي بشر عمرو عثمان بن قنبر (ت180ه) ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون ، الناشر مكتبة الخانجي ــــ القاهرة ، ط3، 1408هــــــ 1988م.
- اللباب في علل البناء والإعراب ، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (ت616ه) ، تحقيق : غازي مختار طليمات ، دار الفكر ، سوريا ــــ دمشق، ط1، 1416ه ــــ 1995 م .
- لسان العرب ، لمحمد بن مكرم بن منظور(ت711ه) ، تحقيق: عبد الله علي الكبير، ومحمد أحمد حسب الله ، وهاشم محمد الشاذلي، دار المعارف – القاهرة، د.ت
- اللمحة في شرح الملحة ، محمد بن حسن الجذامي المعروف بابن الصائغ (ت720هـ) ، تحقيق: إبراهيم بن سالم الصاعدي ، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط 1، 1424هـ/2004م
- اللمع في العربية ، لأبي الفتح عثمان بن جنّي (ت392ه) ، تحقيق : د. سميح أبو مغلي ، دار مجدلاوي للنشر ــــ عمّان ، 1988 م .
- المساعد على تسهيل الفوائد، لبهاء الدين بن عقيل على كتاب التسهيل ، لأبن مالك، تحقيق : د. محمد كامل بركات ، دار الفكر ـــــ دمشق ، 1400ه ـــــ 1980م.
- معانى القرآن للأخفش ، أبو الحسن المجاشعي المعروف بالأخفش الأوسط (ت 215هـ)، تحقيق: الدكتورة هدى محمود قراعة ، مكتبة الخانجي، القاهرة ،ط1، 1411 هـ – 1990م
- مغني اللبيب ، عن كتب الأعاريب ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام الأنصاري (ت761ه)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية ـــــ بيروت، 1411ه ـــــ 1991م
- مفاتيح الغيب او (تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير )، لمحمد فخر الدين الرازي (ت604ه) ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ــــــ لبنان ، ط1 ، 1401ه ـــــ 1989م .
- المفصل في صنعة الإعراب ، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري (ت 538هـ) ، تحقيق : د. علي بو ملحم ، مكتبة الهلال – بيروت ،ط 1 ، 1993 .
- المقتضب ، لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد (ت285ه)، تحقيق : محمد عبد الخالق عضيمة، جمهورية مصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث الإسلامي ــــ القاهرة ، ط 3 ، 1415 ـــ 1994م.
الممتع الكبير في التصريف ،علي بن مؤمن أبو الحسن المعروف بابن عصفور (ت 669هـ)، مكتبة لبنان، ط1 ، 1996.
- نتائج الفكر في النَّحو ،أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (ت 581هـ)، دار الكتب العلمية – بيروت ، ط1، 1412 – 1992 م
- همع الهوامع بشرح جمع الجوامع ، لجلال الدين بن ابي بكر السيوطي (ت911ه)، تحقيق : احمد شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـــ لبنان ، ط1 ، 1418ه ــــ 1998م .
الهوامش:
- – ينظر : بغية الوعاة : 2 / 81 . ↑
- – الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة : 4/ 306 . ↑
- – مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : 1 / 139، وينظر : رصف المباني في شرح حروف المعاني : 221 . ↑
- – البحر المحيط : 1 /130 . ↑
- – الروض الانف : 3 / 413 . ↑
- – الروض الآنف : 3 / 413 ↑
- – ينظر : البحر المحيط : 1/130 . ↑
- – ينظر : بدائع الفوائد : 3 / 203 . ↑
- – الايضاح لأبي علي : 130 . ↑
- – ينظر : ارتشاف الضرب : 4 / 2097 ، وينظر : شرح التسهيل : 2/72 . ↑
- – شرح التصريح : 1/358 . ↑
- – البحر المحيط : 1 /295 . ↑
- – ينظر : ارتشاف الضرب : 4/ 2097 . ↑
- – نتائج الفكر : 262 . ↑
- – ينظر : أوضح المسالك الى الفية ابن مالك : 2 / 3. – 31 الهامش (1) ↑
- – ينظر : المساعد على تسهيل الفوائد : 1/352 ↑
- – البحر المحيط : 1/445. ↑
- – البحر المحيط : 1/445. ↑
- – الكتاب : 2/ 139 – 140 . ↑
- – ينظر: المقتضب : 1/ 188 . ↑
- – المقتضب : 2 / 360 . ↑
- – ينظر : شرح السيرافي على كتاب سيبويه : 2 / 468 – 469 . ↑
- – البحر المحيط : 2/348 . ↑
- – اعراب القرآن : 1/106 . ↑
- – التبيان في اعراب القرآن : 1/170 ↑
- – ينظر: حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك :2/110، وينظر: الجامع لأحكام القرآن: 3/ 27. ↑
- – اللباب في علوم الكتاب : 3 / 488 ↑
- – المقتضب : 4/ 52 ، وينظر : شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح :1/421 . ↑
- – البحر المحيط : 2/499 – 500 . ↑
- – الدر المصون في علوم الكتاب المكنون : 2 / 464 . ↑
- – الدر المصون في علوم الكتاب المكنون : 2 / 465 . ↑
- – ينظر : الكتاب : 1 / 19، 1/ 20 ، 1/ 78 ، 2 / 41 ، 3 / 209 . ↑
- – ينظر مثلا : الاصول في النحو : 1 / 71، 136 ، علل النحو للوراق : 272، نتائج الفكر : 128 ، واعراب ما يُشكل من الفاظ الحديث : 1/35 ، واللمحة في شرح الملحة : 1 /312 .والجنى الداني في حروف المعاني : 1/149 ، وتوضيح المقاصد والمسالك في شرح الفية ابن مالك :1/ 473 ، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب : 1 / 449 ، وغير ذلك . ↑
- – ينظر : همع الهوامع : 1 / 579 ، والجنى الداني : 149 ، 171 ، شرح ابن عقيل : 1 / 468 . ↑
- – مفاتيح الغيب : 8 /331 . ↑
- – الجنى الداني : 171 . ↑
- – معاني القرآن للأخفش : 447 ↑
- – سر صناعة الاعراب : 2 / 273 ↑
- – البحر المحيط : 3 / 309 ↑
- – ينظر : لسان العرب : 8 / 351 ↑
- – نتائج الفكر : 128 ↑
- – ينظر : حاشية الخضري على شرح ابن عقيل : 1/ 322 ↑
- – ينظر : شرح المفصّل : 5 / 244 ↑
- – البحر المحيط : 6 / 304 ↑
- – المقتضب : 4 / 175 ↑
- – ارتشاف الضرب : 1/ 321 ، 4/ 1766 . ↑
- – اللمع في العربية : 184 ↑
- – ينظر : المفصّل في صنعة الاعراب : 383 ↑
- – ينظر : الممتع في التصريف : 255 ↑
- – ينظر : مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : 1/ 157 ↑
- – ينظر : الجمل في النحو : 300 ↑
- – الاصول : 1 / 430 ↑
- – ارتشاف الضرب : 1 / 321 ↑
-
– شرح الرضي على الكافية : 3 / 211 ↑