علم الدلالة الحديث (نشأته، أنواعه، مدارسه ومصطلحاته) الجانب التحليلي

سهام إبراهيم الزروق1

1 جامعة أسطنبول آيدن، تركيا

sihamareej1992@gmail.com بريد إلكتروني:

https://orcid.org/0000-0002-0114-7368 المعرف العلمي:

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj352

تنزيل PDF

تاريخ النشر: 01/05/2022م تاريخ القبول: 05/04/2022م

المستخلص

هذا مقال مختصر عن علم الدلالة الحديث (نشأته، أنواعه، مدارسه ومصطلحاته) الجانب التحليلي؛ إذ ذكرت فيه نشأة علم الدلالة الحديث، وأنواع علم الدلالة الحديث من حيث الدلالة المعجمية، الدلالة الصوتية، الدلالة الصرفية، الدلالة النحوية، الدلالة السياقية، والدلالة الاجتماعية، ثم انتقلت إلى الحديث عن أهم المدارس اللسانية الغربية الحديثة، حيث المدارس اللسانية الأوروبية التي تتضمن: المدارس البنيوية التقليدية (مدرسة جنيف)، المدرسة الوظيفية (مدرسة براغ)، المدرسة النسقية (مدرسة كوبنهاجن)، والمدرسة السياقية (مدرسة لندن)؛ والمدارس اللسانية الأمريكية التي تتضمن: المدرسة البنيوية الامريكية (الوصفية)، المدرسة التوزيعية (السلوكية)، والمدرسة التوليدية التحويلية، ثم انهيت الحديث بعرض مصطلحات علم الدلالة الحديث من حث المصطلحات الرئيسية ومصطلحات العلوم، مصطلحات الدال والمدلول، ومصطلحات التحصيل.

الكلمات المفتاحية: علم الدلالة الحديث-المدارس اللسانية-مصطلحات علم الدلالة الحديث.

Research title

Modern Semantics (its origin, types, schools and terminology) The Analytical Side

SIHAM ABRAHEEM ALZAROUQ1

1 Istanbul Aydin University

Email: sihamareej1992@gmail.com

Scientific Identifier: https://orcid.org/0000-0002-0114-7368

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj352

Published at 01/05/2022 Accepted at 05/04/2021

Abstract

This is a brief article on modern semantics (its origin, types, schools and terminology) the analytical side in which it said that the emergence of modern semantics, and the types of modern semantics in terms of lexical semantics, phonetic semantics, morphological semantics, grammatical semantics, contextual semantics, and social semantics. It also addressed the most important modern Western linguistic schools, such as European linguistic schools, which include: the traditional structural schools (Geneva School), the functional school (Prague School), the systematic school (Copenhagen School), and the contextual school (London School), the American linguistic schools, which include: American structural (descriptive) school, the distributive (behavioral) school, and the transformational-generative school. It concluded by presenting the terms of modern semantics from urging the main terms and terms of science, terms of signifier and signified, and terms of achievement.

Key Words: Modern Semantics – Linguistic Schools – Terminology of Modern Semantics.

المقدمة:

يعتبر علم الدلالة بمثابة الدراسة العلمية للمعنى في اللغة. وذلك المصطلح لم يُستخدم على نطاق واسع حتى القرن العشرين، إلا أن الموضوع الذي يدرسه ذلك العلم قديم جدًا يعود إلى الفلاسفة والمناطقة أمثال: أفلاطون وأرسطو وغيرها.

أما اليوم فأصبح من محور اهتمام اللسانيين الذين يهدف منهجهم إلى دراسة خصائص المعنى بطريقة علمية ومنظمة وموضوعية ولك بالرجوع إلى المستنطقين واللغات التي يتحدثونها. وهو الأمر ذاته لدى منهج اللسانيين في دراسة المعنى أشمل وأوسع من دراسة الفلاسفة والمناطقة الذين أنصب تركيزهم على دراسة الجمل فحسب وفي إطار لغة واحدة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن التحليل الفلسفي والمنطقي للمعنى ما زال يؤثر على التحليل اللساني الحديث[1].

ولقد تطور البحث الدلالي تطورًا سريعًا منذ عهد بريال ودوسوسير، حتى غذا فيه التنوع والاختلاف بين العلماء سمة مميزة؛ وذلك لإغراقه في البحث المجرد؛ ولاتساع مساحة الدرس وظهور نظم جديدةزاحمت النظام اللغوي، إذ لم تعد اللغة إلا مجرد نقطة في فضاء رحب تهيمن عليه إمبراطورية السمات[2].

وعليه تشبعت الدراسات اللغوية وظهرت النظريات اللسانية وتعددت المناهج، فرزت الفونولوجيا التى اهتمت بدراسة وظائف الأصوات إلى جانب علم الفونتيك الذي يهتم بدارسة الأصوات المجردة، كما برزت الاتيمولوجيا التى اعتنت بدراسة الاشتقاقات في اللغة، ثم علم الأبنية والتراكيب الذي يختص بدراسة الجانب النحوي وربطه بالجانب الدلالي في بناء الجملة[3].

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالى إلى ما يلي:

  1. التعرف على نشأة علم الدلالة الحديث وبيان أنواعه ومدراسه ومصطلحاته.
  2. الجمع بين المفاهيم والمصطلحات والمدارس والأنواع ضمن هيكلة متوازنة ومتكاملة إلى حد كبير.
  3. شرح وتبيان كل ما هو غامض من مصطلحات الدلالة الحديثة.
  4. عرض وتمثيل الدلالة الحديثة والمعاصرة ضمن نظرياتها.

أهمية البحث:

تتمثل أهمية البحث الحالى في النقاط التالية:

  1. يعد ذلك البحث بمثابة حلقة الوصل التى جمعت بين علم الدلالة الحديث وبين أنواعه ومدراسه ومصطلحاته.
  2. يعبر ذلك البحث عن نقطة البداية لنهاية خط طويل من التداعيات اللغوية والبراهين العقلية ضمن تداولية بارزة تفترض نسقًا دلاليًا فلسفيًا متكاملًا.
  3. يطرح ذلك البحث مجموعة من المفاهيم الدلالية الحديثة ضمن نظريات شمولية أكثر دقة مثّلت تلاعبًا مخيفًا بين مدارس دلالية حاولت الولوج في حيثيات الدلالة الصاعدة نحو الأفق اللغوي الذي لا ينتهي أبدًا.

الدراسات السابقة:

هناك العديد من الدراسات التى تطرقت إلى علم الدلالة الحديث(نشأته، أنواعه، مدارسه ومصطلحاته) الجانب التحليلي، نذكر منها:

  1. عنوان الدراسة: الخصائص اللغوية لمصطلحات علم الدلالة الحديث، دراسة محمد الحاج غاليم، 2014، أبحاث ودراسات الندوة الحادية عشرة: الحرف العربي، مركز الملك عبداالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية و جامعة الاميرة نورة – كلية الآداب -قسم اللغة العربية وآدابها، تهدف هذه الدراسة إلى تفكيك مصطلحات علم الدلالة بمنهج وصفي، وفق القوانين اللغوية، ووفق نظرية الحقول الدلالية، فلعل ذلك التشذيب المعرفي يسهم في بيان مكامن القوة ومواطن الضضعف، وفجوات الفراغ المعرفي في مصطلحاته، بما يمكننا لاحقًا من استكمال بنائه بمنهج يتخطي الثغرات الحالية.
  2. عنوان الدراسة: تطور البحث الدلالي في ضوء علم اللغة الحديث: دراسة تطبيقية في القرآن الكريم، دراسة خليل إبراهيم أحمد محمد، 2015، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية اللغة العربية، السودان، حيث هدفت تلك الدراسة إلى إبراز معالم التطور الدلالي لألفاظ النص القرآني، وتأثيره في تطور اللغة العربية والارتقاء بها، وبيان عنصر التطور اللغوي وعوامله، والأسباب التي أدت لذلك التطوير، وإثبات الجهد الدلالي لدى علماء اللغة العربية القدامى، الذي يُعد جهدًا مبكرًا ومتأضلًا متميّزًا.
  3. عنوان الدراسة: التقابل في علم الدلالة الحديث وتوسيع المصطلح: حكم ومواعظ نهج البلاغة أنموذجًا، دراسة سليمة جبار غانم، 2019، مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية، كلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة البصرة، حيث سعت تلك الدراسة إلى التعرف على أثر التقابل في علم الدلالة الحديث من خلال ما ينتجه من دلالة حافة أو إيحائية، من خلال ما يسمي بقانون التداعي بمستوييه: الحضوري، والغيابي.

أما بالنسبة لموضوع بحثي – ضمن علم الباحثة – لم أجد بحث تناول دراسة علم الدلالة الحديث (نشأته، أنواعه، مدارسه ومصطلحاته) الجانب التحليلي في بحث واحد.

منهج البحث:

استخدمت في بحثي المنهج الوصفي والذي يُعدٌ من أهم المناهج في البحوث الإنسانية والاجتماعية.

نشأة علم الدلالة الحديث (توطئة دلالية فلسفية):

لقد تطور البحث الدلالي تطورًا سريعًا منذ عهد بريال ودوسوسير، حتى غذا فيه التنوع والاختلاف بين العلماء سمة مميزة؛ وذلك لإغراقه في البحث المجرد؛ ولاتساع مساحة الدرس وظهور نظم جديدة زاحمت النظام اللغوي، إذ لم تعد اللغة إلا مجرد نقطة في فضاء رحب تهيمن عليه إمبراطورية السمات[4].

كما أصبح النموذج السيميولوجي أحد النماذج الأكثر حضورًا في القراءات النقدية الأدبية باعتبار النص شبكة من العلامات الدالة، وإنْ أهم مظهر تطوري بدا عليه علم الدلالة ضمن السيميولوجية الحديثة هو اقترانه بالتفكير الفلسفي. ويعد موريس من الذين قدموا نموذجًا سيميولوجيًا فلسفيًا بحيث استطاع أن يُميز بين الابعاد الدلالية والأبعاد الوظيفية للإشارة، فطبقًا لرأيه فإن العلاقة بين الإشارة والمجموعة الاجتماعية هي علاقة دلالية، والعلاقة بين الإشارة والإشارات الأخرى هي علاقة تركيبية، أما بين الإشارة ومستعمليها فهي علاقة وظيفية[5].

وعليه تشبعت الدراسات اللغوية وظهرت النظريات اللسانية وتعددت المناهج، فرزت الفونولوجيا التى اهتمت بدراسة وظائف الأصوات إلى جانب علم الفونتيك الذي يهتم بدارسة الأصوات المجردة، كما برزت الاتيمولوجيا التى اعتنت بدراسة الاشتقاقات في اللغة، ثم علم الأبنية والتراكيب الذي يختص بدراسة الجانب النحوي وربطه بالجانب الدلالي في بناء الجملة[6].

أنواع علم الدلالة الحديث:

يرتبط تقسيم أنواع الدلالات بالكيفية التى يتم تحديد المدلولات بها، وتحديدها في الدرس الدلالي الحديث يقوم أولًا على أساس التحليل اللغوي، باعتبار الخطاب اللغوي جملة من الوحدات الدالة.

ويحدد المحدثون أنواع الدلالة اللغوية بالدلالة الصوتية، الدلالة الصرفية، الدلالة النحوية، والدلالة المعجمية، والدلالة السياقية.

  1. الدلالة المعجمية:

يُطلق عليها الدلالة الأصلية أو الأساسية، وهو جوهر الجذر اللغوي المشترك وقد قام أولمان بتعريفه على أنه: “هو ذلك القدر الثابت من المعنى الذي يعرفه كل أفراد البيئة اللغوية أصحاب اللغة المعينة، ويتصل ذلك المعنى بالوحدة المعجمية، أي حينما ترد في أقل سياق أي منفردة”[7].

ويرى علماء اللغة المحدثون والمعاصرون أن المعني المعجمي يتكون من ثلاثة عناصر:

  1. ما تشير إليه الكلمة في العالم الخارجي، فكلمة البحر مثلًا، لها دلالة مركزية[8]، على ذلك المجرى الواسع المليء بالماء المالح، وهذا هو القدر المشترك من الدلالة، بين أفراد المجتمع لتلك الكلمة.
  2. ما تتضمنه الكلمة من دلالات أو ما تستدعيه في الذهن من معانٍ.
  3. درجة التطابق بين العنصر الأول والثاني.

كما حدد المحدثون من اللغويين ثلاث خصائص للمعنى المعجمي[9]:

  1. عام، فللكلمة معنى عام معجمي مثال: نظر، تأتي منه معاني، يرى شيئًا، يشاهد شيئًا، يُطل، وغيرها.
  2. متعدد، كون معنى الكلمة متعدد في المعجم؛ لأنها تصلح للدخول في سياقات متعددة. مثال: رأس، تأتي منه معاني: رأس الناس، رأس من المدرسة، رئيس المدرسة، رأس بمعنى نفس.

ج– غير الثابت، لأن دلالة الكلمة تتعرض لتغيير فيصيبها التعميم أو التخصيص أو الانتقال مثال: “عربة” في الزمن السابق معناها “سيارة” والآن تكون “آلة لحمل شيء”[10].

  1. الدلالة الصوتية:

يُعرفها المحدثون بأنها “الدلالة المستمدة من طبيعة بعض الأصوات مثل قولنا: النار خامدة وهامدة، فاختلاف الحرف الأول أدى إلى اختلاف المدلول، فالنار خامدة هي التي سكن لهيبها، ولم يطفأ جمرها، والهامدة هي التي طُفئت وانقطعت تمامًا”[11].

انقسم علماء اللغة الغربيين إزاء الدلالة الصوتية إلى قسمين: الأول: يرى بوجود علاقة طبيعية بين الصوت ودلالته، والثاني: ينفي وجود هذه العلاقة.

ومن اللغويين الذين نادوا بوجود علاقة بين الأصوات ودلالتها “همبلت” الذي يرى أن اللغات بوجه عام تُؤْثر التعبير عن الأشياء بواسطة ألفاظ أثرها في الآذان يشبه أثر تلك الأشياء في الأذهان، وحاول “بواز” التوفيق بين الصوت ودلالته وأكد بأن علم الأصوات أقام الصلة بين الأصوات والدلالة، فالأول-علم الأصوات- يُعتبر مدخلًا للدلالات وليس قسمًا ثانويًا ومن المؤيدين بوجود هذه العلاقة “ماريو باي” ويوؤكد أهمية الدلالة في كشف جوانب المعني، ونجد “أولمان” معارضًا لتلك العلاقة و “سوسير” كان على رأس المعارضين للعلاقة بين الدال والمدلول وينفي العلاقة بينهما[12].

  1. الدلالة الصرفية:

يستمد ذلك النوع من الدلالة من الصيغ الصرفية وأبنيتها، فهي دلالة قوالب الألفاظ أو أوزانها، وهي تبحث في الأوزان والصّيغ المجردة ومعانيها المختلفة، ويعتمد اختلاف هذه المعاني على أصل الكلمة من الناحية النحوية (الإعرابية)، ومن الناحية البنائية، وتختلف كذلك بحسب وجودها ضمن الجملة الاسمية، أو الفعليّة أو الحرفية، وهناك العديد من المعاني المستفادة من الصّيغ والأزوان في علم الصرف، مثل الصيرورة، والمطاوعة، والطّلب، ومنها المعاني التى ترتبط بالعلاقات النحوية بين المفردات، مثل التّعدية، والتأكيد، وغيرها، وفيما يلي أمثلة عليها:

جدول (1) المعاني المستفادة لبعض الأوزان الصرفية[13]

الجذر اللُّغوي الجملة الأصلية الوزن الصرفي

المراد التحويل له

الجملة المعدلة المعنى المستفاد من الوزن الصرفي
بكي بكي الطّفل تفاعّل تباكي الطّفل التّظاهر
كّسّر كسرتُ الكوب انْفّعّل كسرتُ الكُوب فانكسر المُطاوعة
عّلِمَ عّلِمَ الدّرس تّفّعْلّ تّعّلْم الدّرس التّدُرج

وفي علم اللغة الحديث تُعرف بدلالة المورفيم أول دال النسبة، والمورفيم هو وحدة صرفية حُر أو مقيد، الحُر: هو جزء من الكلمة، مثل: كاتب (مورفيم حُر)، يعني يدل المفرد المذكر بصيغته دون زيادة لواحق، مثل: كاتبون (الواو والنون مورفيم مقيد)، ومن القيم الدلالية للمورفيم في العربية حروف المضارعة كدلالتها على الفاعل بالإضافة إلى دلالتها على الحال والاستقبال[14].

  1. الدلالة النحوية:

هي الدلالة التى تعتمد على موقع الكلمة المُفردة الواحدة في الجملة، ومعناها داخلها، فيكون التركيب الذي تواجدت فيه هذه الكلمة هو من أعطاها هذا المعني[15]، وهي الوظيفة النحوية التى تأخذها الكلمة ضمن العلاقات النحوية الموجودة بين كلمات الجملة وما تحمله من معانٍ وخير مثال: زيد، حضر، يبتسم، فوزًا، مبشرًا، فالكلمات التى وردت منفصلة لا تحمل دلالية في ذاتها، بل تحمل معني يفهمه المتلقي.

وعلى الرغم من تباين آراء العلماء الغربيين حول جوهر العملية الدلالية، فإنْ البحث الدلالي أخذ مسارات جديدة ظهر ما يُسمي بمصطلح النحو الكلي، حيث يلاحظ تشومسكي أنْ ما طبع عليه البحث اللُّغوي في السنوات الأخيرة هو تحول من العناية باللُّغة إلى العناية بالنحو وهو تحول من جميع العينات وتنظيمها إلى دراسة الأنساق التي توجد في الدماغ وتساهم في تفسير الظواهر المُلاحظة[16].

  1. الدلالة السياقية:

لتحديد المقصود من ذلك النوع من الدلالة ينبغي أولًا توضيح معنى السياق؛ وهو الغرض الذي سيق لأجله الكلام، ويُطلق البلاغيون على ذلك النوع الحال أو المقام، كما يُطلق أيضًا على المحيط اللغوي الذي تقع فيه الوحدة اللغوية، أي ما يسبقها من الكلام وما يلحقها، وهذا الأخير يسمى السياق اللغوي، والأول سياق الموقف، “فالدلالة السياقية” تشير إلى ذلك الترابط العضوي بين عناصر الجملة، وهو ما يُشكل بنية اللُّغة، بل إن مفهوم الدلالة السياقية يتسع ليشمل مجموع الجمل التي تكوّن النص.

فلا يكفي النظر إلى الدلالة المعجمية لتحدد المعنى؛ لأنْ الكلمة في تعالقها مع باقي الوحدات اللُّغوية داخل التراكيب تكتسب دلالة إضافية لا يمكن تحديدها إلا بإدراك العلاقة بينها وبين الوحدات المجاورة لها[17].

جدول (2) أمثلة على الدلالة السياقية[18]

الكلمة احتمالات معنى الكلمة الكلمة في جملة المعنى في الجملة
قريب المسافة/النسب/المحبة هو قريب إلى قلبي المحبّة
عين عين الماء/عين الإنسان/ قرص الشمس شربتُ من عين بجوارنا عين الماء
  1. الدلالة الاجتماعية:

هي التي تأخذ الحياة الإنسانية بعين الاعتبار في تعيين المعنى المُراد، ويمكن حصرها بأنها تطوّر المعنى عبر الزمن باعتبار تطوّر الإنسان، ويجب الإشارة إلى أنّ الدّلالة الاجتماعية للمُفردة تحتاج مدّة-لا بأس بها- لتتطوّر من معنى إلى آخر[19].

تكتسب الدلالة الاجتماعية في اللغة الواحدة عن طريق التلقي والمشافهة بين الناس، فتنتقل معهم من جيل إلى جيل، وبانتقالها يطرأ عليها بعض التغييرات مما يكسبها دلالة جديدة يتعارف عليها الناس، وتعتبر الدلالة الاجتماعية متداخلة جدًا مع الدلالة المعجمية، وبما أننا تحدثنا عن الدلالة المعجمية ينبغي الإشارة إلى أن أغلب الألفاظ لا تدوّن في المعاجم إلا بعد اتفاق اجتماعي، فأصل المعنى المعجمي ما تدل عليه الكلمة من المعنى الوضعي، وتمثل هذه الدلالة نقطة البداية للدلالات الأخرى[20].

جدول (3) أمثلة على الدلالة الاجتماعية[21]

الكلمة المعنى القديم المعنى الجديد
التّوبة الرجوع الرجوع عن الذّنب
الحرامي الشيء المنسوب للحرام اللص

أهم المدارس اللسانية الغربية الحديثة:

أولًا: المدارس اللسانية الأوروبية

  1. المدرسة البنيوية التقليدية (مدرسة جنيف):

يعد دوسوسير هو مؤسس المنهج البنيوي الذي خرج منه علم اللغة المعاصر، وتتمحور تلك النظرية في وصف اللغة بأنها عبارة عن نظامًا أو هيكلًا مستقلًا عن الظروف الخارجية المحيطة به ويُنظر إليه من خلال ما يُكونّه من الداخل كوحدة كلية قائمة بذاتها وهي أشبه برقعة الشطرنج كل قطعة منها تتحدد قيمتها بموقعها وبعلاقاتها الداخلية التي تربطها فيما بينها[22].

أهم أفكار دوسوسير البنيوية:

1– حلل دوسوسير الرمز إلى مكونيه الدال والمدلول، الدال هو الجانب الصوتي المادي من الرمز ويمثل الصوت في حالة اللغة المحكية أو الحرف المكتوب في حالة اللغة المكتوبة، أمل المدلول فهو الجانب الذهني وهو لا يشير إلى شيء، بل إلى الصورة الذهنية أو الفكرة عن الشيء[23].

  1. ميز دوسوسير بين اللغة والكلام، اللغة هي النظام النظري الذي يضم قواعد اللغة، أما الكلام هو بمثابة التحقق العيني لتلك القواعد.
  2. ميز دوسوسير بين محورين لدراسة اللغة، المحور التزامني والتتابعي، المحور التزامني هو الذي يدرس اللغة على اعتبار أنها نظام يؤدي وظيفته في لحظة ما دون اعتبارات للزمن، وأما المحور التتابعي فهو يدرس اللغة باعتبارها نظام يتطور عبر الزمن ويرصد التغيرات التي تطرأ على اللغة تاريخيًا[24].

ومن هنا غيرت تلك النظرية طبيعة التفكير اللغوي، ووضعت حدًا فاصلًا بين عهدين من الدراسة اللغوية، عهد الدراسة التقليدية، وعهد الدراسة الحديثة، لقد قامت نظرية سوسير في دراسة اللغة على منهج جديد يستند على أسس محددة ويتسم بسمات خاصة[25].

  1. المدرسة الوظيفية (مدرسة براغ):

ظهرت حلقة براغ للوجود ابتداءً من عام 1926 ومن أبرز أعلامها رومان جاكبسون ونيقولاي تروبتكسوي، واتفق رواد حلقة براغ الألسنية على جملة من المبادئ أهمها:

  1. تتصور هذه المدرسة اللغة باعتبارها نظامًا وظيفيًا من العلامات يرمي إلى تمكين الإنسان من التعبير والتواصل.
  2. استفاد تروبتسكوي من ثنائيات دوسوسير (اللغة/الكلام) و (الدال /المدلول) و (الآنية/التاريخية) لدراسة الأصوات من منظور جديد وميّز البراغيون اللغة من جانبها الصوتي مميزين جانبين في الصوت:
  3. كونه ظاهرة فيزيائية سمعية.
  4. كونه عضوًا في نسق المنظومة.
  5. اعتمدت هذه المدرسة بالإضافة إلى المنهج الوصفي على المنهج المقارن في البحث اللساني[26].
  • نظرية وظائف اللغة:

تعتبر نظرية وظائف اللغة الست من أهم ما جاء به جاكبسون من خلال أبحاث نظرية التواصل وبناءً على ذلك حدد جاكبسون العوامل التي تؤثر في سيرورة الحدث اللغوي (التواصل) بواسطة اللغة وهي: المرسل-المرسل إليه-الرسالة-الشفرة-الاتصال-السياق[27].

والهدف من هذه العوامل الستة هو التوصل إلى الوظائف التي تنتجها من وجهة نظر لسانية وهي ست وظائف:

  1. الوظيفة التعبيرية أو الانفعالية: إذا كان تركيز الرسالة منصبًا على المرسل فالوظيفة التى تنتج هي التعبيرية.
  2. الوظيفة الشعرية: هي العلاقة بين الرسالة وذاتها باعتبارها حاملة للمعنى.
  3. الوظيفة الانتباهية: تهدف هذه الوظيفة إلى تأكيد الاتصال وتثبيته أو إيقافه.
  4. الوظيفة الإفهامية: ترتبط بالمرسل إليه (المتلقّي).
  5. الوظيفة المرجعية: هي قاعدة لكل اتصال؛ لأنها تحدد العلائق القائمة بين الرسالة وبين موضوع ترجع إليه.
  6. وظيفة ما وراء اللغة: تسمى اللغة الواصفة، فهي تملك كفاية تفسيرية قادرة على وصف اللغة نفسها[28].

وفي بحث البراغييّن للأصوات ميزوا تمييزًا شديدًا بين ثلاث زوايا يُنظر منها إلى الصت اللغُّوي، وهي:

  1. من زاوية المتكلم: وهذا أدى إلى وجود دراسة متخصصة في الصوتيات تُعرف باسم علم الأصوات النطقي، ولها طابع فسيولوجي[29].
  2. من زاوية السامع: أو (المتلقي) وهذا أدى إلى ظهور دراسة تخصصية أخرى هي علم الصوت الإدراكي أو (السمعي) وله أيضًا طبيعته الفسيولوجية.
  3. من زاوية الوظيفة اللغوية للصوت: وتكمن تلك الوظيفة في بناء مركبات صوتية أكبر.

وتعتبر الصفة المميزة لمدرسة براغ اللغوية هي أنها نظرت إلى اللغة في جانبها الوظيفي، إن أعضاء مدرسة براغ نظروا إلى اللغة على أنها تعمل ككل من أجل خدمة الهدف، وهي الحقيقة التي تميزهم عن غيرهم؛ لأنهم حللوا لغة معينة بصورة تبين الوظائف الخاصة التي تقوم بها المكونات البنيوية عند استعمال اللغة الكلية[30].

  1. المدرسة النسقية (مدرسة كوبنهاجن):

أعلنت هذه المدرسة عن نفسها في مؤتمر لغوي عُقد عام 1953، وتصدر هذه الحلقة لغويان هما لويس هيلمسليف وهانز أُولدال، اللذان اتخذا من الكلمة الإغريقية gloss ومعناها العلاقة مصطلحًا يحدد اتجاه هذه المدرسة[31].

تعد النظرية الهيلمسليفية امتدادًا لأفكار دوسوسير البنيوية، فقد انطلق من حقيقتين دوسوسيريتين هما:

  1. اللغة ليست مادة بل إنها شكل.
  2. تباين اللغات من حيث المستوى التعبيري والمحتوى.

أما الشكل فله مستويان أحدهما خاص بالتعبير وهو عنده الفونيم، والثاني منهما خاص بالمضمون، وهو عند الأجزاء التي يتكون منها المعنى، وأما المادة فهي ذلك الشيء غير اللغوي الذي تتعلق به اللغة ويتعلق بها. وهو على مستوى التعبير الأصوات التي يمكن نطقها وليس الفونيمات فحسب[32].

ركز هيلمسليف على الجانب الشكلي للمحتوى والتعبير، مهملًا للمادة أي الأصوات ما دامت لا تحدد النظام اللغوي، ومن هنا فالدليل اللغوي عنده هو ما تضمن إشارة إلى شكل التعبير وشكل المحتوى، وبذلك وسع مفهوم الدليل اللساني لدوسوسير، نظر إلى اللغة على أنها شكل لا مادة مُبعدًا الجوانب الصوتية والدلالية الاخرى عن مجال الدراسات اللسانية[33].

  1. المدرسة السياقية (مدرسة لندن):

عُرفت مدرسة لندن بالنظرية السياقية وكان زعيم ذلك الاتجاه فيرث الذي وضع تأكيدًا كبيرًا على الوظيفة الاجتماعية للغة[34].

ولقد انصب اهتمام فيرث على الصوتيات الوظيفية وعلم الدلالة أو ما يُعرف بالنظرية السياقية، وتقوم نظرية فيرث السياقية على إعادة الاهتمام بالمحيط الذي يتضمن الأحداث الكلامية، فالقول إن الإدراك اللغوي والمعرفي يحصلان عندما تنتقل الأفكار من رأس المتكلم إلى السامع، ليس سوى خرافة مضللة[35].

وتحديد المعنى استنادًا إلى السياق وفق فيرث يتطلب معرفة ما يأتي:

  1. المكان الذي تتم فيه عملية الكلام.
  2. الزمن.
  3. الأشخاص المشاركين في الكلام.
  4. وظيفة الخطاب والغاية المقصودة منه[36].

وقد صنف فيرث السياق صنفين، أحدهما هو السياق اللغوي، ويُعني به السياق اللفظي بما فيه من أصوات وصيغ صرفية، وسلاسل إيقاعية فوق مقطعية، وقواعد تركيبية نحوية، وجمل منظومة بعضها إلى بعض بعلاقات متشابكة. والثاني هو سياق الحال أو المقام[37].

يرى فيرث أن المعنى مجموعة من الخصائص الكلمة التي لا استقلالية لها ولا ذاتية لدلالتها فهي ليست بذات معنٍ مستقل عن غيرها ويمكن ملاحظتها في سياق غيرها من الكلمات والمعاني[38].

ثانيًا: المدارس اللسانية الأمريكية

  1. المدرسة البنيوية الأمريكية (الوصفية):

لقد كان فرانز بواز هو أول مؤسس للسانيات الحديثة الوصفية في أمريكا وذكر في مقدمة كتابه “دليل اللغات الهندية الأمريكية” موجزًا للمنهج الوصفي الذي اتبعه في دراسة اللغة. لقد بنى اتجاهه في الدرس اللغوي على النسبية اللغوية التي لا يفاضل فيها بين لغة ولغة أو أن يجعل مثالية يُقاس عليها، وإنما بنى نظرته على أن اللغات الإنسانية تُعرف بالتمايز والاختلاف والتنوع في القوانين ونظامية التأليف فيها. وهكذا قدم “فرانز بواز” خدمة للغات المحلية وأسس للسانيات الوصفية الأمريكية[39].

وعلى الرغم من أهمية الآراء التي تضمنها كتاب فرانز بواز هذا إلا أن الأب الحقيقي لعلم اللغة الأمريكي في القرن العشرين هو إدوارد سابير، ومن أهم المبادئ التي ميزت نظرية سابير ما يلي:

1– لقد فرق سابير بين نظام اللغة الفزيائي (الكلام) ونظامها المثالي، ويعد هذا التنظيم المثالي (المبدأ الحقيق، والأكثر أهمية في حياة اللغة نفسها)[40].

  1. يحتوي النظام المثالي للغة في مستواه الصوتي على العناصر، العلاقات ووظائفها وإن هذه العناصر هي التي تكون اللغات وتباين بينها.
  2. كل لغة ذات نظام مثالي، تحلل الواقع وتفرض ذلك النهج (أي التحليل) على كل الاشخاص الذين يتكلمونها، قصد تحقيق تواصلهم الاجتماعي، وبذلك تكون قد أسست فكرهم[41].
  3. إن اللغة وسيلة لتكوين الفكر: فالأشخاص الذين ينطقون بألسن مختلفة، فإنهم يرون العالم بكيفيات متباينة، ولذلك فإن سايبر يصر على ضرورة عدم الفصل اللغة عن الثقافة.
  4. إن النماذج اللسانية عليقة بالنماذج الثقافية الاجتماعية والأنماط السلوكية للأفراد (داخل المجتمع). (فاللغة جزء أساسي من هذه الثقافة، بل أحد مكوناتها الأساسية).
  • منهج سابير في التحليل:
  • دراسة الأشكال اللغوية دراسة تحليلية تصنيفية دون تصورات مسبقة ودون إقحام أنماط من لغات أخرى.
  • تُعد الأشكال من أهم مظاهر اللغة ولكنه لا يتناولها بكيفية مستقلة عما تؤديه من وظيفة.
  • رفض سابير الاعتماد على التقسيم التقليدي لأقسام الكلام في الدراسة الوصفية للغات الأمريكية الهندية.
  • رأى بأن لكل لغة أقسامها الخاصة وأنماطها المميزة.
  • تملك كل لغة أصوات ومفردات وبُنى تكيفها لتلبية حاجياتها[42].
  1. المدرسة التوزيعية (السلوكية):

يعد الممثل الأساسي للمدرسة الوصفية الأمريكية هو ليونارد بلومفليد وهو الذي طبعها بطابع خاص: الطابع التوزيعي والسلوكي، إن اللغة حسب بلومفليد سلوك فيزيولوجي يتسبب في حدوثه مثير معين[43]، وقد تأثر في ذلك بما يُعرف في علم النفس بالمذهب السلوكي الذي يقوم على تجنب كل شيء لا تُمكن ملاحظته ولا يُستطاع قياسه بما في ذلك العقل والذهن الذي هو بمنزلة البدائة عند اللسانيين التقليديين، وكل شيء في نظر السلوكيين استجابة عضوية لمنبه أو مثير خارجي تقدمه البيئة المحيطة بالكائن الحي[44].

ولقد حرص بلومفليد على جعل الدراسة اللغوية علمية تخضع للمنهج العلمي الذي سادت سماته آنذاك، وحرص على أن تكون الدراسة اللغوية مستقلة عن العلوم الأخرى وفضل المنهج المادي في التحليل اللساني لأن المنهج الذهني لا يتفق مع الواقع اللغوي[45].

  • أسس نظريته:
  • اعتماد المنهج العلمي الصارم والتمسك بأن علم اللغة علم وصفي لا بد من الفصل فيه بين الدراسة اللغوية الوصفية والدراسة المعيارية وبطريقة أكثر وضوحًا بين وصف القواعد والقوانين التي يعتمدها مستعملوا اللغة فعلًا وبين القواعد المعيارية التي يراها علماء اللغة مما يستلزم من مستعملي اللغة اتباعها ليصبح كلامهم أكثر دقة وحسنًا[46].
  • استقلالية العمل اللغوي العلمي عن غيره من العلوم وهذا أساس أو مبدأ لا يرقي إلى القوة أو الثبات لأن المعنى يرتبط بالدرس اللغوي وليس فيه ما يدل حينئذٍ على هذه الاستقلالية.
  • كل عملية تخاطب تستلزم [الباث]: المتكلم الذي ينجز عملية التركيب بصياغة المفاهيم في نسق كلامي محسوس. و [الناقل] هو الأداة اللسانية والمتقبل الذي يمثله المخاطب، يسعى إلى القيام بعملية تفكيك الرسالة اللغوية[47].
  • العمل بحرص على تخليص البحث اللساني من المعايير الفلسفية، وعدَّ الظاهرة اللغوية سلسلة من المنبهات تعقبها استجابات تتحول بدورها إلى منبهات تقتضي استجابات يستدل عليها بمعادلته.
  • النحو عنده علم تصنيفي لضبط الكلمات الأساسية في اللغة بحسب التتابع والتواتر فقط[48].
  1. المدرسة التوليدية التحويلية:

لم يكن النحو التوليدي التحويلي ليظهر في حقل الدراسات اللسانية، ويحظى بالمكانة المرموقة التي ذاع بها، لو لم تكن ثمة أرضية تمهد لظهوره وتطوره، وتكون البذرة الأولى له، وهذا ما حدث في الاتجاه اللساني الأمريكي الوصفي[49].

إن النحو التوليدي بقيادة تشومسكس لم يعد محاكيًا للنحو التقليدي المدرسي في المفهوم والأهداف؛ لأنه لا يرمي إلى تحديد المعايير التي تمكن المتكلم من استعمال لغته الأم استعمالًا سليمًا دون أخطاء؛ بل إن النحو عنده هو مجموعة من القواعد الكامنة في ذهن المتكلم[50].

  • مبادئ النحو التوليدي:
  1. التوليد: يُعد التوليد من أهم المفاهيم التي جاء بها النحو وتميّز بها، ويقصد به القدرة على الإنتاج غير المحدد للجمل، انطلاقًا من العدد المحصور من القواعد –في كل لغة- وفهمها، ثم تمييزها عما هو غير سليم نحويًا، إن التوليد ليس الإنتاج المادي للجمل، بل هو القدرة على التمييز بين ما هو نحوي وغيره.
  2. الملكة والتأدية: هي المعرفة اللاواعية بقةاعد اللغة، التي يكتسبها المتكلم منذ طفولته؛ وتبقى راسخة في ذهنه فتمكنه من إنتاج عدد غير محدود من الجمل الجديدة، إنْ هذه الملكة تتجسد في الواقع اللساني المادي من خلال المظهر الكلامي المعروف بالتأدية، إنْ الملكة هي معرفة المتكلم، السامع للغته وأما التأدية، فهي الاستعمال الفعّال للغة[51].
  3. الإبداعية: هي استعمال لنظام اللغة استعمالًا ابتكاريًا، لا مجرد التقليد السلبي لقواعده، وعليه فالتوليد عملية إبداعية تميّز الإنسان عن بقية المخلوقات.
  4. النحوية: إن الهدف الأساسي للنحو التوليدي التحليلي هو التمييز بين الجمل النحوية البسيطة وبين الجمل غير النحوية المنحرفة عن قواعد النظام اللغوي الضمني، والواجد إبعادها عنه.
  5. الحدس: إن مثل تلك المقدرة التى تسمح لمتكلم اللغة الأم بالتمييز بين الجمل النحوية والفاسدة، هي حدس المتكلم، إنْ هذا الحدس يُعد جزءًا من الملكة اللسانية أي هو جزء من معرفته الضمنية بقواعد اللغة.
  6. ظاهرة الغموض: ترتبط تلك الظاهرة بالمجانسة في البناء، فالجملة الواحدة قد يكون لبنائها الخارجي معنيان متمايزان، هذا الأمر هو الذي دفع تشومسكي إلى البحث عن البنية الأصلية للتركيب النووي لكل جملة منطوقة أو مكتوبة؛ وبذك استيعاب معناها[52].
  7. مفهوم التحويل: إن التحويل عملية نحوية تربط بين تمثيلين تمثيل أولي مجرد وهو البنية العميقة وتمثيل مشتق نهائي هو البنية السطحية، والربط بين التركيب الظاهري والباطني هو التحويل، إنْ النحو التوليدي لا يكون تحويليًا إلا بشرطين:
  8. تمييزه بين البنية العميقة والسطحية للجملة.
  9. اشتماله على نوعين من القواعد هما: قواعد نسقية وقواعد تحويلية[53].

مصطلحات علم الدلالة الحديث:

  1. المصطلحات الرئيسية ومصطلحات العلوم:
  • المورفولوجيا: العلم الذي يدرس الكائنات الحية شكلها وصورتها العضوية وبنيتها الداخلية من أجل التمييز بين السلالات والأجناس والأعراق والشعوب[54].
  • التداولية: جزء من السيميائية التي تعالج العلاقة بين العلامات ومستعملي هذه العلامات، فهي تُعنى بدراسة استعمال اللغة في الخطاب، شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية فهي إذن تهتم بالمعنى كالدلالية وبعض الاشكال اللسانية التي لا يتحدد معناها إلا من خلال استعمالها[55].
  • الحقول الدلالية: تعرف الحقول الدلالية بأنها مجموعة من الكلمات التي ترتبط دلالتها ضمن مفهوم محدد، من ذلك حقل الكلمات الدالة على الحيوانات، وحقل الكلمات التي تدل على الالوان، أو القرابة، أو أي قطاع من المادة اللغوية يعبر عن مجال معين من الخبرة والاختصاص[56].
  1. مصطلحات الدال والمدلول:
  • الرمز: العلاقة الموجودة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية عرفية، غير معلله فلا يوجد ثمة أي تجاوز أو صلة طبيعية، فالرمز هو إشارة تعود إلى الشيء الذي يدل عليه بفعل قانون يتكون عادة من تداع عالم الأفكار، ويحدد ترجمة بالرجوع إلى هذا الشيء[57].
  • الإشارة: هي ما يدل على أي شيء يتعين من جهة بموضوع ويثير من جهة أخرى فكرة معينة في الذهن، ويوجد فيها القصد في التواصل، وهي حدث أو شيء يشير إلى حدث أو شيء أخر، وأنه لابد للإشارة من أن تكون مختلفة عن الإشارات الأخرى، ولا بد للإشارة من مادة أو مرجع، كما لا بد من مؤول لها، وهناك إشارات شخصية وزمانية ومكانية وإشارات الخطاب وإشارات اجتماعية[58].
  • المصطلح والمفهوم: هناك علاقة وثيقة بين المفهوم والمصطلح، المفهوم يعبر عن فكر أو تصور أما المصطلح فهو لفظ يشتغل على مادة الفكر ورغم الاختلاف بينهما إلا أن الأول هو من يعطي للثاني وجوده وتحققه المادي واللغوي[59].
  • النسق: هو ما يتولد عن تدرج الجزئيات في سياق ما، أو ما يتولد عن حركة العلاقة بين العناصر المكونة للبنية، إلا أن لهذه الحركة نظامًا معينًا يمكن ملاحظته وكشفه[60].
  1. مصطلحات التحصيل:
  • التفسير: صورة من صور علم التراكيب ترتكز على إعادة فئة نحوية بواسطة الإلحاق أو التفصيل، مثل: الكلمة ثلاثة أنواع: اسم وفعل وحرف.
  • مجال، مدى: تُطلق هذه التسمية على المدى أو المجال الدلالي الذي تدور فيه الكلمة لتُعطي معانٍ دلالية مختلفة، أو تُطلق على عدد السياقات المختلفة التي يمكن أن تقع فيها كلمة ما، كما تُطلق على المساحة الجغرافية للغة أو للهجة ما حيث هما مستعملتان كلغتين محكيتين[61].
  • القيمة اللغوية: وهي معنى الوحدة اللغوية المحدد بالمواقع النسبية لهذه الوحدة ضمن النظام اللغوي.
  • القيمة الدلالية: ويُقصد بها قدرة العنصر اللغوي على التأثير في المعنى: كقدرة صوت من الأصوات على تغيير المعنى إذا حل محل صوت آخر مثل: دار وجار[62].
  • التأويل عند المحدثين: هو توظيف إيديولوجي للنص، كما أكد المحدثون على التفريق بين النص وفهمه، وبين اللغة وقراءتها، فالنص لا يتوقف على كونه محلا لتوليد المعاني واستنباط الدلالات، ولا مجال لأن يقبض أحد على حقيقته، ومآل ذلك أن الأصول والمراجع لا يستنفدها تفسير واحد، ويصعب إفراغها في نسق منطقي صارم أو ضبط معانيها وحصر دلالتها[63].
  • الاستدلال: هو عبارة عن استثمار القواعد والقوانين العقلية، والقواعد الكلية الشرعية المناسبة للتوصل إلى أحكام شرعية مناسبة، لمجموعة من القضايا المستجدة[64].

الخاتمة والنتائج:

مما سبق ذكره ضمن البحث نستطيع القول بأن الدلالة الحديثة والمعاصرة قد قدمت تحولات إيديولوجية وبصمات ابستمولوجية ميزتها عن غيرها، وأضفت كمًا هائلًا من النظريات السوسيولسانيات، وبرهنت على أن التداعيات التي فرضتها السيمانتيك جعلتها تقفز جليًا إلى الأمام وتطرح مفاهيم جديدة في مدارسها ونظرياتها وقدمت للفكر الإنساني نظريات، مثل: نظرية الحقول الدلالية، التوليدية، النسقية، البنيوية، الوظيفية، الوصفية، السياقية، التوزيعية بطابع فلسفي لغوي متناسق ومتجدد، جعلها تسيطر بكل ثقلها على مختلف فروع الدلالة وتعكس جودة النسق الدلالي على الفكر الإنساني الحديث والمعاصر.

وعليه فإنه يجب علينا ما يأتي:

  1. ضرورة الإفادة واستلهام الجوهر المعرفي الحديث وتطويعه لخدمة وبعث التراث المعرفي العربي.
  2. ضرورة المساهمة في تأسيس درس دلالي وتداولي عربي، وليس في التراث العربي بمختلف حقوله المعرفية ما يُعجز ويثني عن ذلك.
  3. إجراء المزيد من الدراسات التى تتعلق بالتمييز بين الدلالة والتداولية، والتمييز بين معنى الجملة الذي يتصل بالملامح النحوية والمعجمية للجملة، وبين معنى النص (المعنى الملفوظ أو الخطاب).

قائمة المصادر والمراجع:

  1. إيفا ديوي، ماهية الدلالة المعجمية ومراحلها، قسم تدريس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية الحكومية بنجكوكو.
  2. تقسيم الدلالة في اللغة العربية، www.uobabylon.edu.iq.
  3. حلمي خليل، الكلمة (دراسة لغوية معجمية)، الطبعة الأولى، دار المعرفة الجامعية، 1998.
  4. خليل إبراهيم أحمد محمد، تطور البحث الدلالي في ضوء علم اللغة الحديث: دراسة تطبيقية في القرآن الكريم، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية اللغة العربية، السودان، 2015.
  5. ديفيد كرستال، علم الدلالة، علامات في النقد، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1996، مج6، ج21.
  6. رشيد الاركو، الدلالة اللغوية اعتباطيتها وقيمتها عند دوسوسير، 13-12-2017، الألوكة.
  7. رشيد الاركو، من نظريات لسانيات براغ، وظائف اللغة والتلفظ المزدوج، 26-12-2017، الألوكة.
  8. زين العابدين، مدارس لسانية، 7-12-2008، Elaph.
  9. السعيد شنوقة، مدخل إلى المدارس اللسانية، الطبعة الأولى، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، 2008.
  10. سعيد محمد إسماعيل شواهنة، جدلية الدلالة الصوتية بين القدماء والمحدثين، najah.staff.
  11. سليمة جبار غانم، التقابل في علم الدلالة الحديث وتوسيع المصطلح: حكم ومواعظ نهج البلاغة أنموذجًا، مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية، كلية التربية للعلوم الإنسانية، جامعة البصرة، 2019، مج44، ع4.
  12. شفيقة العلوي، محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة، الطبعة الأولى، أبحاث للترجمة والنشر، بيروت، 2004.
  13. عبد القادر فيدوج، دلائلية النص الأدبي، الطبعة الأولى، ديوان المطبوعات الجامعية، وهران، 1993.
  14. عبد الله أحمد جاد الكريم حسن، المدرسة البنيوية التقليدية (مدرسة جنيف) ومؤسسها دوسوسير، 7-3-2016، الألوكة.
  15. عبد الملك مرتاض، بين السمة والسيميائية، مجلة تجليات الحداثة، العدد الثاني، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران.
  16. عمر المحمودي، مفهوم الاستدلال عند الأصوليين وتطور دلالته، شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات والأبحاث، 2017.
  17. فاطمة بوغاري، محاضرات في علم الدلالة، جامعة ابن خلدون، جمهورية الجزائر، 2017.
  18. فرحان بدري كاظم الحربي، مدرسة براغ مبادئها وأفكارها اللغوية، كلية التربية، قسم اللغة العربية، شبكة جامعة بابل، 2017.
  19. مبارك مبارك، معجم المصطلحات الألسنية (فرنسي-إنجليزي-عربي)، الطبعة الأولى، دار الفكر اللبناني، بيروت، 1995.
  20. محمد الحاج غاليم، الخصائص اللغوية لمصطلحات علم الدلالة الحديث، أبحاث ودراسات الندوة الحادية عشرة: الحرف العربي، مركز الملك عبداالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية و جامعة الاميرة نورة – كلية الآداب -قسم اللغة العربية وآدابها، 2014.
  21. محمد بن إبراهيم السعيدي، التأويل وجدلية الدلالة عند الحداثيين، سلف للبحوث والدراسات، 26-يناير، العدد 133، 2021.
  22. منقور عبد الجليل، علم الدلالة (أصوله ومباحثه في التراث العربي)، من منشورات اتحاد الكتاب العربي، دمشق، 2001.
  23. نبيلة إمعوشن، نجات قاسي، ترجمة المصطلحات اللسانية وتأثيرها على تحصيل مادة اللسانيات، كلية الآداب واللغات، قسم اللغة والأدب العربي، جامعة بجاية، الجمهورية الجزائرية، 2016.
  24. نعمان بوقرة، المصطلحات الأساسية في لسانيات النص وتحليل الخطاب، الطبعة الأولى، جدادا للكتاب العالمي، عمّان، 2009.
  25. نعيمة الرمالي، مقدمة في اللسانيات، دار الطالب، طرابلس، 2018.
  26. ويكيبيديا.

الهوامش:

  1. ديفيد كرستال، علم الدلالة، علامات في النقد، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1996، مج6، ج21، ص259-292.
  2. عبد المالك مرتاض، بين السمة والسيميائية، مجلة تجليات الحداثة، العدد الثاني، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران، ص9.
  3. منقور عبد الجليل، علم الدلالة (أصوله ومباحثه في التراث العربي)، من منشورات اتحاد الكتاب العربي، دمشق، 2001، ص 15-16.
  4. عبد المالك مرتاض، بين السمة والسيميائية، مجلة تجليات الحداثة، العدد الثاني، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران، ص9.
  5. عبد القادر فيدوج، دلائلية النص الأدبي، الطبعة الأولى، ديوان المطبوعات الجامعية، وهران، 1993، ص15.
  6. منقور عبد الجليل، علم الدلالة (أصوله ومباحثه في التراث العربي)، من منشورات اتحاد الكتاب العربي، دمشق، 2001، ص 15-16.
  7. فاطمة بو غاري، محاضرات في علم الدلالة، جامعة ابن خلدون، جمهورية الجزائر، 2017.
  8. إيفا ديوي، ما هية الدلالة المعجمية ومراحلها، قسم تدريس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية الحكومية بنجكوكوز
  9. المرجع السابق.
  10. المرجع السابق، ص9.
  11. فاطمة بو غاري، محاضرات في علم الدلالة، مرجع سابق.
  12. سعيد محمد إسماعيل شواهنة، جدلية الدلالة الصوتية بين القدماء والمحدثين، Staff, najah.
  13. هدى دار عيسى، علم الدلالة في اللغة العربية، مرجع سابق.
  14. فاطمة بو غاري، محاضرات في علم الدلالة، مرجع سابق.
  15. هدى دار عيسى، علم الدلالة في اللغة العربية، مرجع سابق.
  16. منقور عبد الجليل، علم الدلالة (أصوله ومباحثه في التراث العربي)، مرجع سابق، ص49.
  17. فاطمة بو غاري، محاضرات في علم الدلالة، مرجع سابق.
  18. هدى دار عيسى، علم الدلالة في اللغة العربية، مرجع سابق.
  19. نفس المرجع السابق.
  20. تقسيم الدلالة في اللغة العربية، www.uobabylon.edu.iq.
  21. هدى دار عيسى، علم الدلالة في اللغة العربية، مرجع سابق.
  22. عبد الله أحمد جاد الكريم حسن، المدرسة البنيوية التقليدية (مدرسة جنيف) ومؤسسها دوسوسير، 7-3-2016، الألوكة.
  23. عبد الله أحمد جاد الكريم حسن، المدرسة البنيوية التقليدية، مرجع سابق.
  24. نفس المرجع السابق.
  25. زين العابدين، مدارس لسانية، 7-12-2008، Elaph.
  26. رشيد الاركو، من نظريات لسانيات براغ، وظائف اللغة والتلفظ المزدوج، 26-12-2017، الألوكة.
  27. نفس المرجع السابق.
  28. نفس المرجع السابق.
  29. نعيمة الرمالي، مقدمة في اللسانيات، مرجع سابق، ص22.
  30. فرحان بدري كاظم الحربي، مدرسة براغ مبادئها وأفكارها اللغوية، مرجع سابق.
  31. نعيمة الومالي، مقدمة في اللسانيات، مرجع سابق، ص25.
  32. نفس المرجع السابق.
  33. شفيقة العلوي، محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة، مرجع سابق، ص24.
  34. أحمد مختار عمر، علم الدلالة، مرجع سابق، ص68.
  35. شفيقة العلوي، محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة، مرجع سابق، ص20.
  36. نعيمة الومالي، مقدمة في اللسانيات، مرجع سابق، ص29-30.
  37. نفس المرجع السابق.
  38. حلمي خليل، الكلمة (دراسة لغوية معجمية)، الطبعة الأولى، دار المعرفة الجامعية، 1998، ص95.
  39. السعيد شنوقة، مدخل إلى المدارس اللسانية، الطبعة الأولى، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة، 2008، ص88.
  40. شفيقة العلوي، محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة، مرجع سابق، ص26.
  41. نفس المرجع السابق، نفس الصفحة.
  42. السعيد شنوقة، مدخل إلى المدارس اللسانية، مرجع سابق، ص89-90.
  43. نفس المرجع السابق، ص33.
  44. نعيمة الرمالي، مقدمة في اللسانيات، مرجع سابق، ص33.
  45. السعيد شنوقة، مدخل إلى المدارس اللسانية، مرجع سابق، ص92-93.
  46. نفس المرجع السابق، ص94.
  47. نفس المرجع السابق، نفس الصفحة.
  48. نفس المرجع السابق، نفس الصفحة.
  49. شفيقة العلوي، محاضرات في المدارس اللسانية المعاصرة، مرجع سابق، ص33.
  50. نفس المرجع السابق، ص40.
  51. نفس المرجع السابق، ص41-42، 44.
  52. نفس المرجع السابق، ص51-52.
  53. نفس المرجع السابق، ص56-57.
  54. ويكيبيديا.
  55. نعمان بوقرة، المصطلحات الاساسية في لسانيات النص وتحليل الخطاب، الطبعة الاولى، جدارا للكتاب العالمي، عمان، 2009، ص97.
  56. نفس المرجع السابق، ص107-108.
  57. نفس المرجع السابق، ص116.
  58. نفس المرجع السابق، ص86-87.
  59. نبيلة إمعوشن، نجات قاسي، ترجمة المصطلحات اللسانية وتأثيرها على تحصيل مادة اللسانيات، كلية الآداب واللغات، قسم اللغة والأدب العربي، جامعة بجاية، الجمهورية الجزائرية، 2016، ص29-30.
  60. نعمان بوقرة، المصطلحات الأساسية في لسانيات النص وتحليل الخطاب، مرجع سابق، ص140.
  61. مبارك مبارك، معجم المصطلحات الألسنية، مرجع سابق، ص11، 18.
  62. نفس المرجع السابق، ص298.
  63. محمد بن إبراهيم السعيدي، التأويل وجدلية الدلالة عند الحداثيين، سلف للبحوث والدراسات، العدد 133، 26- يناير، 2021.
  64. عمر المحمودي، مفهوم الاستدلال عند الأصوليين وتطور دلالته، شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات والأبحاث، 2017.