أهمية استخدام أدوات البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال (الإستبانة، المقابلة، الملاحظة، الاختبارات)

د. باية سي يوسف 1 د. دليلة شريفي 2

1 أستاذة محاضرة أ بكلية علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر 3

البريد الالكتروني: mimi140700@gmail.com

ORCID : 0000-0002-3317-5814

2أستاذة محاضرة أ بكلية علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر 3

البريد الالكتروني: cherifi_dalila@outlook.fr

ORCID : 0000-0001-6590-7365

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3529

تنزيل PDF

تاريخ النشر: 01/05/2022م تاريخ القبول: 10/04/2022م

المستخلص

يعالج موضوع الدراسة أهمية استخدام أدوات البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال و خصائص ومميزات هذه الأدوات البحثية، من حيث إبراز الدور الذي تؤديه في إعداد البحوث العلمية عند ثلّة من الباحثين المهتمين بأساسيات البحث العلمي وطرق ارتكازه في جمع البيانات والمعلومات عن الظاهرة أو مجموعة من الظواهر محلّ الدراسة.

لهذا، فقد انصب اهتمام الباحثة من خلال هذه الدراسة على عرض أكثر الأدوات البحثية المستخدمة في ميدان علوم الإعلام والاتصال، بغية تفحّص مدى تلاؤمها مع طبيعة البيانات التي تؤدي إليها. وهي محاولة جادّة تسعى لاختيار أدوات بحث تتناسب مع طبيعة المشكلة المطروحة للمعالجة، والهدف العام من البحث وأيضا الطريقة البحثية التي اختيرت لتنفيذ هذا البحث حتى يتمكن من إثبات الفروض أو الإجابة عن التساؤلات، ومن ثمّ تفسير النتائج.

وقد أسفرت الدراسة عن نتائج جوهرية أهمها، أنّ الإستبانة والمقابلة هي أنسب الأدوات البحثية وأكثرها استخداما في البحوث الإنسانية المسحية والاستطلاعية.

الكلمات المفتاحية: البحث العلمي-علوم الإعلام والاتصال-الإستبانة-المقابلة-الملاحظة-الاختبار.

Research title

The importance of using scientific research tools in information and communication sciences

(questionnaire, interview, observation, tests)

Dr . Baya Si youcef1 Dr. Dalila Cherifi1

1 professor lecturer A in faculty of information and communication sciences, University of Algiers 3

E-mail : mimi140700@gmail.com

ORCID : 0000-0002-3317-5814

2 Professor lecturer A in faculty of information and communication sciences, University of Algiers 3

E-mail : cherifi_dalila@outlook.fr

ORCID : 0000-0001-6590-7365

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3529

Published at 01/05/2022 Accepted at 10/04/2021

Abstract

The subject of the study deals with the importance of using scientific research tools in the sciences of information and communication and the characteristics and advantages of these research tools, in terms of highlighting the role they play in preparing scientific research for a group of researchers interested in the basics of scientific research and the methods of its foundation in collecting data and information about the phenomenon or a group of studied phenomena .

Therefore, through this study, the researcher focused on presenting the most used research tools in the field of information and communication sciences, in order to examine their compatibility with the nature of the data that leads to them. It is a serious attempt that seeks to choose research tools that are appropriate to the nature of the problem being addressed, the general objective of the research, and the research method chosen to implement this research so that it can prove hypotheses or answer questions, and then interpret the results.

The study reached substantial results, the most important of which is that the questionnaire and interview are the most appropriate and most widely used research tools in human survey and exploratory research.

Key Words: scientific research – information and communication sciences – questionnaire – interview – observation – test.

مقدمة

إن البحث العلمي هو نشاط فكري منظم يجري عبر خطوات متسلسلة متكاملة ، ويقوم أساسا على جمع المعلومات والبيانات والحقائق ذات الصلة بأهداف البحث ، خاصة وأن طرق التدريس اليوم في الجامعات تقوم على أسلوب التنقيب والاستقصاء عن المعلومة ، لدرجة أن بعض هذه الجامعات قام عمدا بإلحاق صفة باحث بكلمة طالب في الإشارة إلى طلبتها ( حلمي محمد فودة ، 1982 ، ص 89 ) وهذا لتأكيد الصفة المذكورة للبحث . ومنا هنا يتجلى أن مجال هذا الأخير ينحصر أساسا في الإجابة على مجموعة من التساؤلات المطروحة أو اختبار مدى صحة الفروض ذات الصلة بإشكالية الدراسة .

و لن يتيسر ذلك إلا بالحصول على معلومات من مصادرها المختلفة عن طريق عملية جمع المعلومات والبيانات التي تعد خطوة أساسية في إعداد البحوث العلمية، لهذا نجد أنّ الباحث يلجأ إلى الاستعانة بأدوات بحثية محدّدة تخص مجال بحثه. فالأدوات البحثية هي وسائل تساعد الباحث للحصول على البيانات اللازمة لموضوع البحث، كما تساعد على تحديد ما لدى الباحث من قدرات بحث وتفكير منهجي، ممّا يتطلب مهارة في استخدام هذه الأدوات وإعدادها بطريقة تمكن من الوصول إلى الأهداف المرجوّة من البحث.

1-إشكالية الدراسة :

يستخدم الباحث مجموعة من الأدوات البحثية لجمع البيانات والمعلومات حول مشكلة الدراسة، بغية الإجابة عن مجمل التساؤلات أو فحص الفرضيات، وهذا يقتضي من الباحث أن يكون ملمّا بالأساليب والطرق المختلفة المناسبة لأغراض البحث المطروح للمعالجة.

ويستخدم الباحث في ميدان علوم الإعلام والاتصال (الإستبانة ،المقابلة،الملاحظة و الاختبارات)، ولكل طريقة خصائصها ومميزاتها الإيجابية والسلبية.

وعلى الرغم من تنوّع هذه الأدوات، إلا أنها تتّفق في تسلسل الخطوات الواجب اتّباعها ،حيث تتضمن بيان الهدف من الأداة، وتعيين شكلها ومضمونها وتجريبها والتأكد من صدقها وثباتها على نحو تتجسّد النتائج النهائية للبحث.

كما يتمّ اختيار هذه الأدوات وبناءها في ضوء أسس علمية وخطوات منهجية قبل استخدامها لجمع البيانات من الميدان، كما يمكن للباحث أن يستخدم هذه الأدوات منفردة أو مجتمعة تبعا لطبيعة الموضوع وأهدافه وتوجهات الباحث والإمكانات المتاحة.

من هنا نتساءل عمّا أسفرت عنه مختلف الإسهامات البحثية حول طبيعة الأدوات المنهجية الواجب توظيفها في ميدان علوم الإعلام والاتصال، وهو ما يدفع بنا إلى طرح الإشكالية على النحو الآتي:

-ما هي أدوات البحث العلمي الأكثر استخداما في ميدان علوم الإعلام والاتصال؟

وقد تفرع عن هذه الإشكالية عدّة تساؤلات أهمّها:

-فيما تتمثل هذه الأدوات؟

-ما مدى قدرة و نجاعة هذه الأدوات في تحقيق الأهداف المتوخّاة من البحث؟

-هل يتمكن الباحث من خلال توظيف هذه الأدوات البحثية من الحصول على الإجابات الصحيحة المرجوّة؟

2-أهداف الدراسة :

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق ما يلي:

-معرفة مدى قدرة الأدوات المستخدمة في ميدان علوم الإعلام والاتصال في تحقيق أهداف البحث.

-الوقوف على مدى دقة الأدوات البحثية في جمع البيانات المطلوبة.

-التأكد من صحة الخطوات اللازمة في استخدام الأدوات.

3-أهمية الدراسة:

تكتسي هذه الدراسة أهمية قصوى من حيث، أنّها تعتبرا دليلا علميا ومنهجيا يساعد الباحث في عملية توظيف و استخدام أدوات البحث العلمي واختيارها حسب نوع الدراسة التي ينوي القيام بها مثل الإستبانة أو المقابلة أو الملاحظة أو الاختبار بالشكل المطلوب وبإتباع الطريقة المنهجية السليمة، يمكن الباحث من جمع المعلومات السليمة وتوظيفها في الإجابة عن الإشكال المطروح ومجمل التساؤلات الفرعية.

كذلك تنبع أهمية هذه الدراسة من الاهتمام المتزايد للباحثين بالبحوث العلمية في مجال العلوم الإنسانية، والذين أدركوا أهمية استخدام وتوظيف أدوات مناسبة تفي بالغرض العلمي المطلوب.

4-منهج الدراسة وأدواتها:

تتمثل المنهجية المتبعة في هذه الدراسة في استخدام أساليب منهجية فرضتها أهمية الدراسة والهدف العام لها، كما فرضتها معالجة ومناقشة ثم تحليل الموضوع المطروح للمعالجة، ممّا يستدعي ضرورة اختيار طريقة البحث وأدواتها المناسبة التي تثيرهما المشكلة وهي:

-أسلوب المسح الذي”يعتبر من أبرز الأساليب المنهجية في مجال الدراسات الإعلامية، والذي يمثّل جهدا علميا منظّما للحصول على البيانات والمعلومات حول الظاهرة أو مجموعة من الظواهر موضوع البحث”(سمير محمد حسين،1995، ص13)

كما يستفاد من هذا الأسلوب المنهجي في دراسة الإشكالية وتفكيكها إلى عناصرها التراتبية، بغية التوصّل إلى دلالات مفيدة، والخروج باستنتاجات تساعد على القيام بالتحليل للتوصّل إلى نتائج(Roger mucchielli,2006 ,p17)

وبالنسبة للأدوات المستعملة، فقد قامت تطرقت الباحثة إلى الإسهامات البحثية المتصلة بأدوات البحث العلمي من حيث أهميتها في ميدان العلوم الإنسانية بصفة عامة وفي علوم الإعلام والاتصال بصفة خاصة، استنادا إلى تساؤلات الدراسة وباستخدام التمحيص والتحليل لاستخلاص النتائج، بناءا على ذلك يتسنّى لنا معالجة المحاور الأساسية التي يتألف منها الموضوع المطروح للمعالجة على النحو الآتي:

I.أدوات البحث العلمي

تمهيد

تأتي صعوبة دراسة السلوك الإنساني نظرا لتعذر وجود وسيلة أو تقنية دقيقة ومنتظمة تمكن الباحث العلمي من جمع البيانات لاختبار فروضه وتحقيق أهدافه من البحث، لذلك يجدر به اللجوء إلى تقنيات ووسائل في إجراء البحوث وتقرير ماهية الأداة التي تناسب تحقيق الهدف المنشود، وهذا ما يتطلب الإلمام بهذه الأدوات البحثية وبأساليبها المختلفة وكيفية إعدادها ومزايا وعيوب كل منها، والغرض الأساسي من كل ذلك أن يكسب الباحث المهارة اللازمة في استخدامها وتفسير المعلومات التي يحصل عليها من جراء تطبيقها السليم.

ومن بين الأدوات الشائعة”الاستبيان، الملاحظة، المقابلة، الاختبارات”والتي تختلف في قدرتها على قياس الاستجابة، وأيضا في التوصل إلى اكتشاف الحقيقة والوصول إلى الإجابات الصحيحة، وهذا ما يتطلب معرفة مدى دقة تصميم الأداة وتحكم الباحث بالأداة وفاعليتها ومميزاتها وعيوبها والخطوات اللازمة لتصميمها والتأكد منها.

I.1-الاستبيان :

الاستبيان هو مصطلح وضعه المترجمون العرب(questionnaire)، حيث جاء باللغة العربية بمرادفات عدّة منها (الاستفتاء، الإستبارة، الاستقصاء، الاستبيان)، وأيّا كانت هذه المفاهيم والدلالات، فإنّها تعني استمارة تحتوي مجموعة من العبارات أو الأسئلة المكتوبة يتطلب الإجابة عليها.

فالاستبيان وسيلة أو أداة يستخدمها الباحث في مجال علوم الإعلام والاتصال بهدف التوصل إلى معلومات تفيد إثبات صحة التساؤلات المطروحة حول مشكلة من المشاكل، ويتضمن الاستبيان مجموعة من العناصر أو المفردات تكتب في قائمة الاستمارة وترسل إلى عينة من أفراد المجتمع الذي يطبق البحث في حدوده للإجابة عليها.

إنّنا نتساءل عن حقيقة المصطلح، وما هو مفهومه ومدلوله؟،وما هو الفرق في المدلول بينه وبين المصطلحات الأخرى المشابهة له كاستمارة المقابلة، وما الخصائص والمميزات العامة للاستبيان.

يعرف Good الاستبيان بأنه”قائمة من الأسئلة تعدّ بشكل جيّد لمعرفة آراء واتّجاهات الآخرين نحو موضوع معين”(لوسين كوهين،1990، ص208)

بينما يعرفه Rumell بأنه “أداة لجمع البيانات المتعلقة بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل المستجيب”، أما Best فيعرفه بأنه “مجموعة من الأسئلة يمكن أن ترسل إلى عدد من الأفراد للإجابة عنها وإعادتها بعد استكمالها”

ويبدو أنّ هناك ثلاثة مصطلحات للتعبير عن استمارة الاستبيان هي”الإستبار الشخصي”، ويعرف بأنه أحد الوسائل الفنية للعمل الميداني الذي يستخدم لملاحظة سلوك الفرد أو الجماعة واستجوابهم وتسجيل الملاحظات أو الاستجوابات، والمدلول الثاني هو”الاستبيان”، إما المصطلح الثالث فهو”الاستخبار”، ويعرف بأنه “مجموعة من الأسئلة يتم استجواب المفحوص فيها ويسجل استجاباته على تلك الأسئلة بواسطة الباحث من خلال إجابة الشخص المراد الوصول إلى إجابات منه على استمارة الأسئلة”

يتضح لنا من تعريف Good أن الاستبيان هو مرادف لكلمة استمارة البحث تحتوي على مجموعة من الأسئلة توزّع عن طريق البريد أو يملأها المبحوث تحت إشراف الباحث،بينما يلاحظ بأن مفهوم الاستمارة لديه هي “عبارة عن خطة تملأ من قبل الباحث أو تملأ في حضوره”

بينما يفرّق “وليام جود” بين المصطلحات الثلاث”الاستبيان واستمارة البحث ودليل المقابلة” فلديه،أن الاستبيان هو الوسيلة التي تستخدم للوصول إلى أجوبة لأسئلة معينة بشكل استمارة يملأها المستجيب بنفسه.

أما استمارة البحث فتعني مجموعة من الأسئلة التي توجه وتملى على الأفراد للإجابة عليها من قبل المقابل في موقف المواجهة الشخصية مباشرة، وأن صورة استمارة البحث تتشابه في كثير من الخصائص مع استمارة الاستبيان.

أما دليل المقابلة، فإنه مجموعة أو قائمة من النقاط أو الموضوعات التي يجب أن يغطيها المقابل خلال المقابلة، وفي هذه المرحلة يسمح بشيء من المرونة فيما يتعلق بالأسلوب والترتيب واللغة التي يمكن أن يوجه بها أسئلته للمبحوث”(عمر محمد التومي الشيباني، 1971، ص253)

وعموما، فالاستبيان في أبسط صوره هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة تعد إعدادا محددا وترسل بواسطة البريد أو تسلم باليد إلى أشخاص مختارين لتسجيل إجاباتهم على صحيفة الأسئلة الواردة، ثم إعادتها ثانيا ويطلق عليه البعض في هذه الحالة كلمة استخبار ويتم كل ذلك بدون مساعدة من الباحث للأفراد سواء في فهم الأسئلة أو تسجيل الإجابات عليها (سامي عريفج وآخرون،1984، ص205)

إذن، فالمقصود بالاستبيان، مجموعة أسئلة تدور حول موضوع معين تقدم لعينة من الأفراد للإجابة عليها، وتعد هذه الأسئلة بشكل واضح بحيث لا تحتاج إلى شرح إضافي وتجمع معا في شكل استمارة.

I.1.1أهمية الاستبيان :

شهد الاستبيان انتشارا واسعا ولا يزال يحتل مركزا بارزا حتى الوقت الحاضر من بين وسائل جمع البيانات ومجال الأبحاث الإنسانية والتربوية والاجتماعية.

ولقد تنامى استخدام الاستبيان بين الباحثين، ولا سيما في المجتمعات الصناعية، ونال من اهتمام الحكومات والهيئات الصناعية و التجارية، إذ بواسطته يتم جمع بيانات تساعد على وضع تخطيط سليم لبرامجها، واستخدام أيضا في البحوث الإنسانية كوسيلة مساعدة في جمع البيانات عن الظواهر المتعلقة بقياس الرأي العام في مجالات السياسة والإعلام والتجارة والصناعة والصحة والإسكان وغيرها (كمال المنوفي ،1984، ص89).

وعلى الرغم من أن الاستبيان يشترك مع المقابلة في الكثير من الخصائص والمميزات، فإن لكل منها خصائص ينفرد بها عن الآخر، وأن لكل منها مميزاته التي يتفوق بها على الآخر، ومما يمتاز به الاستبيان عن المقابلة أنه لا يتطلب جهودا ونفقاته أقل مما تتطلب المقابلة، وأنه يمكن تطبيقه غالبا على أعداد كبيرة من المبحوثين في وقت واحد.

I.2.1مزايا الاستبيان وعيوبه :

رغم الانتقادات الموجهة لهذه الأداة، إلا أنه وسيلة توفر معلومات مهمة للباحثين من بينها:

  • يتميز الاستبيان بأنه يصل إلى أفراد ينتشرون في رقعة واسعة دون قيود من أجل جمع البيانات
  • يمكن الحصول على معلومات من عدد كبير من المبحوثين في أقصر وقت ممكن.
  • تتوفر في الاستبيان ظروف التقنين، وذلك نتيجة ترتيب الأسئلة وتسجيل الإجابات.
  • يوفر الاستبيان وقتا كافيا للمستجيب للتفكير في الإجابة.
  • تمتاز أسئلة الاستبيان بالتنظيم والترتيب والتقنين.
  • يعتبر الاستبيان من أبرز الوسائل التي تعتمد على التقرير الذاتي للفرد موضوع الدراسة.
  • يوجه الاستبيان إلى المبحوثين بشكل مكتوب ويطلب منهم الإجابة على أسئلته (المرجع نفسه، ص180).

I.3.1عيوب الاستبيان :

  • يفقد الباحث اتصاله الشخصي بأفراد الدراسة، وهذا يحرمه من ملاحظة رد فعل الأفراد، واستجاباته لأسئلة البحث وخاصة إذا كان بريديا.
  • كثير من المصطلحات والكلمات تحمل أكثر من معنى لمختلف الأفراد وهذا يحد من قيمة الاستبيان، إذ ليس هناك فرصة للتأكد من فهم الفرد للسؤال والمصطلحات.
  • قلة العائد من الاستمارات المرسلة بريديا ،مما يؤثر على اختيار العينة وبالتالي على ضعف الثقة في النتائج.
  • لا يمكن للباحث التأكد من صدق استجابات الأفراد والتحقق منها.
  • حينما يكون هدف الاستبيان دراسة الاتجاهات والآراء الشخصية، فإنّ الاستبيان قد لا يؤدي الغرض المطلوب.
  • وجود فروق بين المستجيبين في كثير من الجوانب كالمؤهل والخبرة والتفاعل مع موضوع الاستبيان والمستجيبين ليسوا بنفس الكفاءة والخبرة والمعلومات التي يتم تقديمها وترتبط بالخبرات الخاصة لهم.
  • قد لا تتوفر الدوافع ومستوى الجدية لدى المستجيبين، فيجيبون عن الأسئلة بتسرع وعدم الاهتمام.
  • قد لا يستطيع المستجيب التعبير اللفظي عن أفكاره وانطباعاته بدقة.
  • يميل أغلب الناس في التأخر في الرد وأن معظم الناس يفضل الكلام والتعبير عن نفسه أكثر من الكتابة (عمر محمد التومي الشيباني، مرجع سابق، ص269)

I.4.1شروط الاستبيان :

للتوصل إلى بناء استبيان جيد يحقق الهدف الذي يعد من أجله، فلا بد من الأخذ بنظر الاعتبار الشروط التي على ضوئها تعدّ استمارة الاستبيان وهي:

  • أن تكون هناك مشكلة هامة يعالجها الاستبيان وتسهم نتائجها في تقدم البحث.
  • أن تكون تعليمات الاستبيان حول كيفية الإجابة عن الأسئلة واضحة وسهلة.
  • أن تكون الأسئلة مرتبة من السهل إلى الصعب ومن العام إلى الخاص.
  • أن يكون الاستبيان وفقراته مختصرا بقدر ما تسمح به المشكلة المدروسة.
  • أن تكون اللغة والعبارات المستخدمة في الاستبيان واضحة وبسيطة ومحددة.
  • أن تصاغ الأسئلة بشكل دقيق ومنظم يحقق الأهداف المطلوبة من خلال جمع المعلومات التي يسعى الباحث إليها.
  • أن يبتعد محتوى الاستفتاء عن الأسئلة التي تسبب ضيقا وإحراجا لدى أفراد العينة.
  • الابتعاد عن الأسئلة التي لا أهمية لها، أو أنها هامشية أو التي تحتمل أكثر من معنى.
  • مراعاة الوقت المتوفر لدى أفراد العينة، والابتعاد عن الأسئلة المطولة والكثيرة العدد التي تؤدي إلى العزوف عن الإجابة عنها.
  • يجب أن يأتي الاستبيان متماشيا ومحققا لأهداف محددة هي أهداف البحث الذي يتخذ من الاستبيان وسيلة لجمع بياناته.
  • أن تكون الأسئلة الإستبيانية في حدود المعقول حتى لا تثير ملل المبحوث وتصرفه عن التعاون مع الباحث.
  • مراعاة المستوى الثقافي والتعليمي للمبحوثين عند صياغة الأسئلة الإستبيانية.
  • أن تتوفر في الاستبيان قدر الإمكان صفة الثبات التي تجعله إذا ما أعيد تطبيقه ثانية يأتي بنفس النتائج والمعلومات وكذلك صفة الصدق التي تجعله يقيس ما قصد الباحث منه أن يقيسه.

I.5.1شروط صياغة الاستبيان :

ينبغي أن توجه الأسئلة الإستبيانية بعدد من الشروط العلمية التي تساعد على نجاح الباحث في جمع المعلومات والبيانات والحقائق الميدانية على النحو الآتي:

  • أن تكون الأسئلة الاستبيانية متعلقة بموضوع البحث ولا تخرج عن إطاره ومضامينه العلمية.
  • أن تكون الأسئلة قصيرة ومركزة وواضحة بعيدة عن الغموض والتشويش.
  • أن تكون الأسئلة متسلسلة علميا تعبر عن وحدة واتساق الموضوع.
  • أن تكون الأسئلة معبرة عن أفكار ومضامين وأجزاء الموضوع الكلي المبحوث.
  • أن يدور السؤال حول فكرة واحدة، فلا يجمع بين فكرتين أو أكثر.
  • أن تكون لغة السؤال في مستوى من يستجيب إليه.
  • أن تبتعد صياغة السؤال عن العموميات والخصوصيات المحرجة والاستفزازية.

I.6.1أنواع الاستبيان :

هناك أنواع أو تصنيفات مختلفة للاستبيان تتوقف على:

أ-الاستفتاء اللفظي :

ويعتمد هذا النوع من الاستبيان على اللغة المكتوبة ويضم الآتي:

  • الاستبيان المفتوح:

هو ذلك الاستبيان الذي يترك للمستجيب حرية التعبير عن آرائه بالتفصيل، مما يساعد الباحث في الكشف عن دوافعه واتجاهاته والخلفية التي بنى إجابته عليها.

في هذا النوع من الاستبانات، فالمبحوث له مطلق الحرية بذكر أية معلومات يعتقد بأنها متعلقة بالسؤال مهما كانت طبيعتها وأغراضها، ومن أمثلة الأسئلة المفتوحة التي يمكن طرحها الآتي:

  • ما هي أنشطة الفراغ والترويح التي تمارسها خلال وقت فراغك؟
  • ما هي مواقفك اتجاه الدراسات العليا في داخل البلد؟
  • ما رأيك في الإعلام العربي؟
  • ما موقفك من نظام العولمة؟

ومن فوائد أو مزايا الأسئلة المفتوحة:

  • لا تقيد المبحوث بحصر إجاباته ضمن إطار محدد من قبل الباحث.
  • يتمتع المبحوث بحرية كاملة إزاء الحقائق والمعلومات التي يود ذكرها.
  • ملائم للمواضيع المعقدة.
  • يعطي معلومات أكثر دقة.
  • سهلة الإعداد.
  • يتمكن المبحوث من تزويد الباحث بالتفسيرات والتعليقات والشروحات عن الأسئلة المطروحة.

وعلى الرغم من فوائد الأسئلة المفتوحة، فإن هناك جملة من المآخذ أم المساوئ تتصف بها منها:

  • مكلفة من حيث الوقت والجهد.
  • صعوبة تحليل الاستجابات الواردة من المبحوث وتبويبها وتصنيفها.
  • ترك المبحوثين هائمين ليس لديهم دلالات وأطر لتوجيه أفكارهم.
  • صعوبة تدوين جميع المعلومات الواردة من المبحوث، مما يجعله في موقف اختيار للمعلومات وهذا ما يجعله قد يصيب أو يخطئ في الاختيار.
  • صعوبة ترميز المعلومات وتوصيفها وتكميمها لمعالجتها إحصائيا وتحليلها علميا.
  • الاستبيان المغلق :

وهو الاستبيان الذي يعد في صورة قائمة من الأسئلة خاصة بموضوع البحث، وتصاغ هذه الأسئلة بشكل تكون استجاباتها محددة حسب طبيعة الميزان الذي يصمم له كأن يجيب بنعم، أو لا، أو بموافق، لا أدري، غير موافق، أو أية تعليمات أخرى خاصة بالميزان تطلب اختيار الإجابة المناسبة.

ويسمى أيضا بالاستبيان المقيد أو المقفول أو محدد الإجابة، إذ يختار المبحوث من بين الإجابات المحددة بكتابة بعض الجمل، كأن يقول”نعم أو لا” أو يقول “موافق، غير موافق، لا أدري” وغير ذلك أو يضع علامات () أو خطأ(x)

والأسئلة المغلقة هي التي يحدد الباحث إجابتها مسبقا، ويعتمد في هذا التحديد على أفكار الباحث وخبرته وأغراض البحث، والنتائج المتوخاة من البحث، والمبحوث بعد قراءته للسؤال المغلق والتعرف على إجاباته المحددة، يؤشر على الجواب المحدد له من قبل الباحث بما يتلاءم مع ظروفه وأفكاره وميوله واتجاهاته، وغالبا ما ترمز الإجابات المختلفة للأسئلة التي وضعها الباحث لكي تسهل عملية تبويبها وتحويلها إلى أرقام ويمكن تحليلها والتعليق على نتائجها النهائية.

وللاستبيان المغلق فوائد عدة أو مميزات منها:

  • سهولة الإجابة عليها من قبل الباحثين ولا تتطلب وقتا طويلا من المبحوث.
  • الاقتصاد في الوقت وقلة التكاليف المالية.
  • سهولة تفريغ المعلومات والبيانات المتحصل عليها من المبحوثين.
  • سهولة تبويب المعلومات والبيانات الميدانية المتحصل عليها وتحويلها إلى أرقام ووضعها في جداول إحصائية.
  • وضوح تحليل الجداول والأرقام تحليلا إحصائيا ويجعل البحث تحليليا بعيدا عن الوصف والخيال والانفعال.

فضلا عن هذه الفوائد، فإن هناك بعض المآخذ:

  • قد تكون النتائج المتوصل إليها مصطنعة ولا تعبر عن انطباعات تدور في ذهن المبحوث.
  • لا تستطيع الأسئلة المغلقة في الكشف عن الحياة الذاتية والسيكولوجية والقيمية للمبحوثين.
  • عدم إمكان الكشف عن الدوافع التي أدت بالمبحوث للإجابة بهذه الصيغة.
  • عدم الارتقاء في الوصول إلى معلومات كافية في نفس المجال وبعمق.
  • قد لا يستطيع المبحوث في إدراك معاني الأسئلة دون صعوبة.
  • قد لا يستجيب الباحث للمشكلة المطروحة وإثرائها بالآراء.
  • الاستبيان المغلق-المفتوح:

يتكون هذا النوع من الاستبيانات من أسئلة مغلقة يطلب من المبحوث اختيار الإجابة المناسبة لها، وأسئلة أخرى مفتوحة تعطي الحرية في الإجابة، ويستعمل هذا النوع عندما تكون المشكلة صعبة ومعقدة تحتاج إلى العمق والتوسع، وتتميز بأنها أكثر كفاءة في الحصول على المعلومات، وأنها تعطي المبحوث فرصة لإبداء رأيه.

  • الاستبيان غير اللفظي(المصور) :

هو الاستبيان الذي يقدم للمبحوثين متضمنا فيه الأسئلة على شكل رسوم أو صور بدلا من العبارات المكتوبة يختار المبحوث من بينها الإجابات التي يميل إليها، ويعتبر هذا النوع من الاستبيانات أداة مناسبة لجمع البيانات، ويستخدم مع الأطفال أو الكبار الأميين أو محدودي القدرة على القراءة بوجه خاص، وتكون تعليماته شفهية، إذ يقوم المبحوث بالاختيار من بين الصور، ومن أهم مميزات هذا النوع من الاستبيان تصور مواقف قد لا تخضع بسهولة للتعبير اللفظي الواضح.

  • بالنسبة للشكل أو الصورة:

أما بالنسبة للشكل أو الصورة التي يمكن أن تأخذها أو تأتي عليها أسئلته، يمكن تقسيمه إلى:

  • استبيان مباشر:

وهو الذي يكون أسئلته منصبة للحصول على حقائق واضحة وصريحة مثل السؤال عن السن الحالة الزوجية، المستوى التعليمي،المهنة، وما إلى ذلك.

  • استبيان غير المباشر:

وهو الذي يتكون من أسئلة يمكن من خلال الإجابة عليها استنتاج البيانات والمعلومات المطلوبة، فمثلا معرفة درجة التكيف الاجتماعي للفرد من خلال أسئلة مباشرة وبواسطة هذه الأسئلة يستدل على وجود التكيف الاجتماعي من عدمه، مثل: هل لديك أصدقاء؟ هل يضايقك الانفراد والعزلة في حياتك؟ هل تزور جيرانك؟ (عمر محمد التهامي، مرجع سابق، ص360)

I.7.1طرق توزيع الاستبيان:

توجد طريقتان لتوزيع الاستبيان على عينة الدراسة هما:

  • التوزيع عن طريق المراسلة:

وتسمى بالاستبيان البريدي وهو الذي يرسله الباحث بالبريد، فيحصل على البيانات المطلوبة بأقل جهد وفي أقصر وقت ممكن.

يلجأ الباحث إلى هذا الأسلوب في التوزيع في حالة ما إذا كان مجتمع الدراسة لم يكن محسورا ضمن منطقة جغرافية محددة، فيقوم الباحث بإرسال استبيانه بالبريد، وفي هذه الحالة على الباحث أن يضمن إعادة الاستبيان إليه من خلال إرسال مظروف عليه الطابع البريدي وعنوانه وأن يضع أرقام للاستبيانات ورصد جوائز للأرقام.

ومن مزايا هذه الطريقة توفير الوقت والجهد والمال وإمكانية الاتصال بأكبر عدد من المبحوثين، إلا أن هذه الطريقة لا تضمن الحصول على الردود لأسباب عديدة منها إهمال المبحوث وعدم رغبته بالإجابة، وتأخر الإجابة أكثر من اللازم.

  • التوزيع باليد:

وهذا يعني أن يقوم الباحث بتوزيع الاستبيان بنفسه على أفراد عينته موضوع الدراسة من أجل الإجابة عليه بشكل مباشر، ويقوم الباحث بنفسه بجمع الاستبيانات ولهذه الطريقة مزايا عديدة منها وجود الباحث شخصيا مع المبحوثين ،مما يضفي أهمية وجدية في نظر المبحوثين لاستمارة الاستبيان وبناء أجواء الثقة والتعاون بين الباحث وأفراد العينة ، وسهولة توضيح بيانات الاستبيان وأسلوب الإجابة ومعرفة ردود فعل المبحوثين.

I.8.1 تصميم استمارة الاستبيان:

يمر إعداد استمارة الاستبيان بعدة مراحل وهي:

  • المرحلة الأولى:

إعداد مسودة الاستمارة أو القائمة الأولية للأسئلة وبهذا الصدد على الباحث أن يراعي مضمون الأسئلة وشكلها، وكلماتها وتنظيمها، وفق الاعتبارات الآتية:

  • المضمون: يتم تحديد محتوى الأسئلة في ضوء المعلومات المراد الحصول عليها، وهذه بدورها تتوقف على المشكلة أو الفروض المراد اختيارها.
  • الشكل: من حيث الشكل، فله نوعان من الأسئلة أحدهما يطلق عليه اسم الأسئلة المفتوحة وأخرى يطلق عليه الأسئلة المقيدة.
  • التنظيم: وفي هذا الصدد فإن الاستمارة الاستبيانية الجيدة تتكون من ثلاثة أجزاء هي:
  • التعريف بهدف البحث وأهميته والجهة التي يجرى البحث من أجلها.
  • أسئلة البيانات الأساسية وهي تشير إلى معلومات عامة عن المبحوثين تشمل البيانات الشخصية مثل السن والنوع والمستوى التعليمي المهنة.
  • الأسئلة ذات العلاقة بموضوع البحث وهذه تمثل صلب الموضوع، وفي حالة وجود أسئلة عامة وأخرى خاصة، فيفضل وضع الأسئلة العامة ثم الخاصة والسؤال المفتوح قبل المغلق.
  • المرحلة الثانية :

دراسة أسئلة الاستبيان ومراجعتها فنيا، ويتحقق ذلك من خلال مايلي:

  • عرض المسودة على خبراء: مناهج البحث والمتخصصين في الموضوع والذين لهم تجارب عملية في بناء الاستبيانات وفي تطبيقها.
  • إجراء الاختبار الأولي للاستبيان، إذ من الضروري للباحث بعد تصميمه للاستمارة الاستبيانية وقبل تطبيقها على نطاق واسع أن يجربها مبدئيا على نطاق ضيق على عينة استطلاعية ويفحص الاستجابات التي يحصل عليها.
  • المرحلة الثالثة:

إعداد استمارة الاستبيان في صورتها النهائية والبدء في توزيعها على الأفراد المبحوثين، فبعد الانتهاء من جميع الخطوات السابقة تكون استمارة الاستبيان جاهزة للاستخدام مع مراعاة قواعد تطبيقها وعلى الباحث مراجعتها من حيث الأبعاد (الشكل، ترتيب الأسئلة،المضمون، المظهر)

  • المرحلة الرابعة:

متابعة استمارة الاستبيان لضمان أعلى نسبة ممكنة من الردود ولضمان أعلى نسبة مردود، ويجب مراعاة مظهر الاستبيان ووضوح الكلمات وترتيب محتوى الاستبيان.

I.9.1 خطوات تصميم الاستبيان:

يتطلب إعداد أو بناء استمارة الاستبيان مراعاة قواعد مهمة في أثناء بناءها وهي:

  • قواعد عامة:

وتتمثل بالانتباه إلى قصر فقرات الاستمارة وعدم تطلبها وقتا طويلا وخلو الأسئلة من الغموض والإبهام والسطحية، وأن تتمثل بالجاذبية ولها علاقة بظروف المبحوثين وحياتهم الاجتماعية وأن ترتبط بمشكلة البحث وتحقق أهدافه، وأن تكون تعليماته واضحة.

  • قواعد صياغة الأسئلة:

وتتمثل بشكل عام بجمل قصيرة ذات معنى وبعبارات واضحة وبعيدة عن الإيحائية والاستفزاز والحرج.

  • قواعد ذات صلة بصدق الاستجابة:

وفي هذا الصدد، ضرورة التأكد من صدق الاستجابات من المبحوثين بوضع أسئلة خاصة لأجل ذلك من خلال معرفة مدى صدق الاستجابة ودقته.

  • قواعد متعلقة بترتيب الأسئلة:

وبعد أخذ البحث هذه الجوانب بنظر الاعتبار فعليه أن يضع خطة لإعداد استمارة الاستبيان كالآتي:

  • تحديد أهداف الاستبيان
  • ترجمة أهداف البحث إلى أسئلة معينة متضمنة داخل الاستمارة لتحقيقها والكشف عن جوانبها.
  • استثارة الدافع لدى المبحوث للاستجابة بالإيحاء إليه إلى أهمية الأسئلة المتضمنة في الاستمارة.
  • تحديد البيانات المطلوبة ومصادرها ووسائلها وذلك بتحديد مشكلة البحث بوضوح وبيان عناصرها ونوع منهجية البحث وتحديد البيانات المطلوبة، وتحديد أنسب الوسائل لجمع البيانات.
  • تصميم الصورة الأولية أو المبدئية للاستبيان.
  • دراسة أسئلة الاستبيان ومراجعتها فنيا.
  • الاختبار القبلي للاستبيان لمعرفة صلاحيته ومدى ملائمته للمشكلة موضوع الدراسة، ومعرفة كفاية الاستمارة ة من حيث الشكل وكتابة البيانات و وضوحها، ومعرفة الوقت اللازم لتعبئتها.
  • إعداد استمارة ة الاستبيان في صورتها النهائية وتوزيعها على الأفراد المبحوثين.
  • مراجعة وتفريغ بيانات الاستبيان وجدولتها واختصارها.
  • تفسير البيانات الواردة نتيجة التطبيق واستخلاص الدلالات المختلفة منها (كمال المنوفي، مرجع سابق، ص98)

I.2الملاحظة :

تعد الملاحظة أداة من أدوات البحث العلمي وهي أساسية لأنها توفر أحد العناصر الجوهرية للعلم، وهي نشاط يقوم به الباحث خلال المراحل التي يمر بها في بحثه، إذ يكشف عن طريق الملاحظة التغطية للدلائل أو المؤشرات التي تمكنه من بناء حل نظري لمشكلة البحث التي يتصدى لها، لذلك فعليه أن يعتمد على الملاحظة حتى يصل إلى التأييد أو الرفض النهائي للحل المقترح للمشكلة التي يعالجها (المرجع نفسه،ص99)

وهناك مجموعة من التعريفات التي قدمت من قبل الباحثين منها:

-أن الملاحظة “وسيلة نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري للأشخاص الذين يعبرون عن أنفسهم في مختلف المواقف التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة”

-أن الملاحظة “الأداة الأولية لجمع المعلومات للوصول إلى المعرفة العلمية وهي في أبسط طورتها النظر إلى الأشياء وإدراك الحال التي هي عليها”

هكذا، فإن الملاحظة تشير إلى أداة من أدوات البحث العلمي، يتم جمع البيانات بواسطتها، مما يمكن الباحث من الإجابة عن أسئلة البحث واختبار فروضه، فهي تعني الانتباه المقصود والموجه نحو سلوك فردي أو جماعي بقصد متابعته ورصد تغيراته لتمكين الباحث بذلك من وصف السلوك فقط أو وصفه وتحليله أو وصفه وتقويمه (صالح بن حمد العساف، ص406)

I.1.2أنواع الملاحظة:

قسّم العلماء الملاحظة إلى أنواع منها:

  • الملاحظة البسيطة:

يقوم فيها الباحث بملاحظة الظواهر والأحداث كما تحدث تلقائيا في ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي.

  • الملاحظة المنظمة:

وهي الأداة التي تستخدم في ظروف مخطط لها ومضبوطة ضبطا دقيقا وتخضع لدرجة عالية من الضبط بالنسبة للملاحظ وتحدد فيه ظروف الملاحظة كالزمان والمكان.

وصنفت الملاحظة أيضا إلى:

  • الملاحظة المباشرة:

إذ يقوم الباحث بملاحظة سلوك معين من خلال اتصاله مباشرة بالأشخاص أو الأشياء التي يدرسها.

  • الملاحظة غير المباشرة:

إذ يتصل الباحث بالسجلات والتقارير والمذكرات بغية ملاحظة مضمونها.

كما صنفت الملاحظة على أساس حدودها:

  • الملاحظة المحدودة:

وتستخدم خاصة عندما يكون لدى الباحث تصور مسبق عن نوع السلوك الذي ينوي مراقبته.

  • الملاحظة غير المحدودة:

وتستخدم عندما يروم الباحث بدراسة مسحية للتعرف على واقع الظاهرة أو لجمع البيانات عن ظاهرة ما.

وصنفت الملاحظة كذلك إلى:

  • الملاحظة الفردية:

ونعني بها تنفيذ الباحث عملية الملاحظة بنفسه في ملاحظة الظاهرة أو السلوك المراد دراسته.

  • الملاحظة الجماعية:

ويقوم بإجرائها أكثر من فرد، وتبنى على أساس تعاون عدد من الباحثين في مراقبة الظاهرة أو السلوك المدروس، فبذلك يتم تسجيل الملاحظات وتجميع البيانات وتناقش معا فيما بعد، قصد معرفة مدى التشابه والاختلاف في الملاحظات التي تم تسجيلها من قبل أعضاء الفريق (عزيز حنا داود، ص99)

وصنف علماء المنهجية الملاحظة وأسلوبها إلى:

  • الملاحظة بالمشاركة:

يقوم الباحث في هذا النوع من الملاحظة بالمشاركة في الموقف الملاحظ، ويكون دور الباحث الملاحظ مشاركا في الجماعة، فيتحول من مجرد مراقب في أنشطة السلوك الملاحظ، ويتطلب هذا النوع من الملاحظة تكوين الألفة والتعاون بين الملاحظ والجماعة التي يقوم بملاحظتها، كما يتيح للملاحظ أيضا الحصول على المعلومات والبيانات، ولكن قد ينسى الباحث الملاحظ نفسه، ويقع بخطأ الاندماج العاطفي مع المجموعة، مما يؤثر في موضوعيته على نتائج البحث (صالح بن حمد العساف،مرجع سابق، ص409)

  • الملاحظة غير المشاركة:

يكون الباحث في هذا النوع مجرد مراقب لما يحدث من الظواهر أو السلوك أو التفاعل، وبذلك فإنه لا يحدث عملية تفاعل بين الملاحظ وأعضاء الجماعة، وقد يؤدي وجوده إلى تغيير في نمط السلوك والتصرفات لكونه حالة استثنائية غريبة وبذلك لا يتوصل إلى المكامن الحقيقية للظاهرة المدروسة.

وهناك وسائل تعين الملاحظ على تحقيق وإجراء هذا النوع من الملاحظة، فقد يقوم الباحث برصد الظاهرة آليا كأن يقوم بتصويرها وتسجيلها على أشرطة تسجيل مرئي(فيديو)دون علم الملاحظين، وواضح أن هذا النوع من الملاحظة بدون مشاركة تكمن ميزتها في تمكين الباحث من أن يلاحظ السلوك كما يحدث فعلا في الواقع بصورة طبيعية دونما أي تأثير خارجي (المرجع نفسه، ص410).

I.2.2شروط الملاحظة الناجحة:

يلزم لنجاح الملاحظة بعض الشروط التي تساعد الباحث للتوصل إلى حقائق موثوقة وعلى درجة مقبولة من الكفاية وهي:

  • الانتباه:

الانتباه عملية انتقائية بالضرورة، والانتباه الدقيق أمر ضروري لاكتساب المعلومات عن الظاهرة المنتبه إليها، ويمكن تدريب الفرد على تنمية عملية الانتباه حتى يتم إدراك الظواهر بدقة، وعلى الأخص حينما لا يكون الانتباه مركزا على موضوع واحد.

  • الإدراك:

الإدراك عملية معرفية عن طريقها ينتقل العالم الخارجي إلى عقل الإنسان عن طريق الحواس وتصبح بالمخ صورا بعضها سمعي والآخر لفظي والثالث بصري والرابع لمسي والخامس شمي، ثم يقوم المخ في النصفين الكرويين بتأويل هذه الصور أو تفسيرها بالنسبة للمتلقي.

وقد يحدث خلل في الإدراك أو ما يسمى خداع الحواس، كخداع البصر ، وكذلك قد يتأثر الإدراك بالخبرة الماضية كإدراك الفردين ذي الخبرة المتباينة الشيء المدرك بطريقتين مختلفتين مع أن المدرك شيء واحد ، ولكن خبرات الفردين المتباينة تلوث عملية الإدراك لدى كل منهما.

I.3.2أخطاء الملاحظة :

هناك بعض الأخطاء يقع بها الباحث الملاحظ في الكثير من الأحيان شعوريا أو لا شعوريا ومنها:

  • خطأ الهالة:

وذلك حينما يتولد انطباع مسبق لدى الملاحظ عن الفرد موضوع الملاحظة، فيتأثر في تقديره بهذه الصورة المسبقة المكونة لديه (عزيز حنا داود ، مرجع سابق ،ص101)

  • خطأ التقدير:

وذلك بنزعة الملاحظ على المستويات الأعلى في التقدير، ويعرف الميل في التقدير نحو المستويات الأعلى للمقياس بخطأ التأهل (صالح بن حمد العساف، مرجع سابق ،ص419)

ويمكننا إدراج مثال يتعلق بتقدير كفاءة المدرسين الذين يعملون تحت إشراف المدراء ، فإن هؤلاء المدراء ينزعون إلى المستويات الأعلى في التقدير ، مما يجعل الغالبية العظمى من المدرسين تحظى بتقديرات عالية.

  • خطأ التداخل:

وذلك عن طريق تأثير أحد المتغيرات الذي تم ملاحظته في متغيرات أخرى سلبا أو إيجابا.

  • خطأ الميل نحو المتوسط:

وذلك عن طريق ميل الملاحظ على التقدير نحو المتوسط، عندما تمتلكه الحيرة في تقدير السلوك أو الظاهرة المدروسة فلابد من التحذير من بعض الأخطاء قد يقع بها من يقوم بالملاحظة منها:

  • الطريقة التي ينظر بها إلى الظاهرة والتي قد تتأثر باتجاهاته ومفاهيمه.
  • أخطاء التحليل التي تنتج عن استخدام افتراضات غير صادقة أو مخالفة للقواعد العلمية المتفق عليها.

I.4.2إعداد استمارة الملاحظة :

إن بناء استمارة الملاحظة يتم وفق الشروط الآتية:

  • تبنّي نظرية تتعلق بطبيعة السلوك المراد ملاحظته، ويتم ذلك باستعراض الدراسات السابقة لاستخلاص الإطار النظري وتحديد الفروض وصياغة محتوى الاستمارة.
  • التأكد من أن عناصر أو فقرات الاستمارة معبرة عن المواقف أو الظواهر المحددة في الدراسة.
  • إجراء تجريب أولي للتأكد من ملائمة الاستمارة للموقف الملاحظ وإجراء التغييرات المطلوبة في ضوء هذه الدراسة الاستطلاعية.

وفي ضوء ذلك فإن إعداد استمارة الملاحظة يتم وفق الخطوات الآتية:

  • تحديد الهدف الذي يسعى الباحث للوصول إليه.
  • تحديد الجهات أو الأفراد التي ستخضع للملاحظة.
  • تحديد الوقت المطلوب للقيام بعملية الملاحظة.
  • تحديد الغرض من الملاحظة، فقد تكون الملاحظة لواحد أو أكثر من الأغراض.
  • تصميم استمارة الملاحظة تبعا لاختلاف الغرض من الملاحظة.
  • تدريب الملاحظ على إجراء الملاحظة في مواقف مشابهة للموقف الذي سيجري فيه الملاحظة.
  • إجراء الملاحظة وتسجيل المعلومات بعد تأكد الملاحظ من صلاحية استمارة الملاحظة التي صححها.

I.5.2طرق استخدام الملاحظة العلمية :

تتمثل أهم هذه الطرق في الآتي:

  • المشاهدة من مكان الحدث ذاته.
  • المراقبة من مكان مجاور أو قريب.
  • المشاهدة عن طريق شاشة ذات اتجاه واحد في الرؤيا.
  • الملاحظة بالمشاركة.
  • 5-المشاهدة بمساعدة الأجهزة الكهربائية.

I.6.2إجراءات الملاحظة :

إن أبرز إجراءات الملاحظة تتمثل في الآتي:

1-الإعداد وهذا يتضمن التخطيط والتحديد المسبق للسلوك وتحديد المعلومات بدقة ومعرفة أهداف الملاحظة وتجهيز الأدوات اللازمة وتحديد الزمان والمكان الذي تتم فيه الملاحظة.

2-إعداد دليل الملاحظة ويفيد في تحديد عينات السلوك التي تلاحظ .

I.7.2تسجيل الملاحظة :

ومن بين الأساليب التي تستخدم لتسجيل الملاحظة ما يلي:

  • وضع درجة أمام الظاهرة التي يتم ملاحظتها على نموذج حصري، ويطلق عليه اسم قوائم المراجعة أو بطاقات الملاحظة(المرجع نفسه ، ص101).

إن بطاقات الملاحظة توضع لتسهيل عملية تسجيل البيانات، وتسجيل مجموعة من الفقرات تتعلق بالمشكلة حيث تجمع في فئات، وعلى الباحث عدم إغفال أي دليل يتعلق بالمشكلة، وأن هذه الوسائل تجعل الملاحظات موضوعية وتمكن من تصنيف البيانات تصنيفا موحدا (صالح بن حمد العساف،مرجع سابقص422)

  • تقدير السلوك أو الظاهرة المراد دراستها وفق معيار معين.
  • تسجيل عدد المرات التي تلاحظ الظاهرة في فترة زمنية محددة.
  • وضع مقاييس التقدير لتسجيل تقارير للأداء أو السلوك وفق مستويات التقدير المحددة في استمارة الملاحظة من قبل الباحث في كراسة أو بطاقات الملاحظة، إذ يوضع أمام كل وحدة مقياس تقدير ثلاثي “”فوق المتوسط””متوسط”””” دون المتوسط”أو خماسي مثل”ممتاز””جيد جدا””جيد””مقبول””غير مقبول”

ومما يلاحظ أن الباحثين الذين يستخدمون مقاييس التقدير قد يتعرضون للوقوع في بعض الأخطاء عن قصد أو غير قصد ،مما يؤثر على نتائج ملء الاستمارة وبالتالي تؤدي إلى ن تكون الاستنتاجات غير سليمة ولا يمكن الاعتماد عليها وتعميمها.

I.8.2مميزات الملاحظة وعيوبها :

من مميزات الملاحظة نذكر :

  • إنها أفضل طريقة مباشرة لدراسة أنواع من الظواهر والسلوك الإنساني.
  • إنها تساعد على صياغة فروض تفسيرية للظاهرة المدروسة.
  • تمكن الباحث من الوصول إلى الكثير من الحقائق والاستنتاجات والتنبؤات العلمية (عزيز حنا داود، مرجع سابق ،ص97)
  • درجة الثقة من المعلومات التي يحصل عليها الباحث بواسطة الملاحظة أكبر منها في بقية أدوات البحث وذلك بسبب أن المعلومات تنتج عن سلوك طبيعي غير متكلف (صالح بن حمد العساف، مرجع سابق ،ص411)
  • إنها تسمح بالحصول على بيانات ومعلومات من المحتمل أن الباحث لم يفكر بها قبل الملاحظة.

من عيوب الملاحظة نذكر :

  • قد يتعمد أفراد العينة التصنع وإظهار انطباعات مسايرة للقائم بالملاحظة وعلى الأخص عند شعور هم بأنهم مراقبون.
  • قد تتدخل عوامل خارجية تعوق أسلوب الملاحظة كالعوامل الشخصية الطارئة أو الظروف الفيزيقية أو أحداث أخرى بديلة (عزيز حنا ،مرجع سابق ،ص101)
  • إمكانية تحيز الملاحظ، فقد يتجه اهتمام الباحث بما يؤيد مسلمات سابقة لديه ومن ثم يضخم أو يقلل من قيمة بعض المظاهر السلوكية التي يلاحظها.
  • تتطلب الملاحظة وقتا طويلا وهذه من الصعوبات التي لها تأثيرها على تطبيق الملاحظة.
  • يتضح لنا أن هناك إذن عيوبا تكتنف الملاحظة، ولكن هناك طرقا للتغلب عليها، حيث يرى علماء المنهجية ضرورة الاهتمام بتدريب الملاحظين على طرق وأساليب الملاحظة العلمية مع وضع تخطيط دقيق لعملية الملاحظة تحدد خلاله بوضوح في النقاط الآتية:
  • الحالات أو الظواهر المطلوب ملاحظتها.
  • الكيفية التي تتم بها عملية تسجيل البيانات.
  • الطرق والأساليب التي سوف تعتمد لتتم عملية الملاحظة والتأكد المستمر من أنها تسير وفق الخطة الموضوعة.
  • ماهية العلاقة أو طبيعة التعامل وكيفيته بين الملاحظ وبين الظاهرة أو الحالة أو الموقف الملاحظ (صالح بن حمد العساف،مرجع سابق ،ص414)

I.3المقابلة:

المقابلة هي المناقشة بين فردين أو أكثر وتبادل الآراء ووجهات النظر في موضوعات معينة والمقابلة هي التحدث وجها لوجه مع الفرد قصد استقاء المعلومات منه أو مساعدته على التخلص من مشاكله (عزيز حنا داود، مرجع سابق ،ص85).

وهناك مجموعه من التعريفات لمفهوم المقابلة منها:

  • تعريف(بنجهام): هي المحادثة الجادة وجها لوجه والموجهة نحو هدف محدد وليس لمجرد الرغبة في المحادثة لذاتها.
  • تعريف(جاهودا) : يعرفها بأنها التبادل اللفظي الذي يتم وجها لوجه بين القائم بالمقابلة وبين شخص آخر أو أشخاص آخرين.
  • تعريف (أنجلس) :الذي يرى أن المقابلة هي محادثة موجهة يقوم بها شخص مع شخص آخر أو أشخاص آخرين هدفها استثارة أنواع معينة من المعلومات لاستغلالها في بحث علمي أو للاستعانة بها في التشخيص والعلاج.
  • تعريف (ما كوي) : يعرف المقابلة بأنها تفاعل لفظي بين شخصين في مواقف مواجهة،إذ يحاول القائم بالمقابلة أن يستثير بعض المعلومات أو التعبيرات لدى المبحوث والتي تدور حول آرائه ومعتقداته (المرجع نفسه، ص 88).

إن هذه التعريفات وإن اختلفت فهي تتركز حول هدف يسعى إليه المقابل ويدركه.

أما المقابلة العلمية فهي أداة من أدوات البحث تمكن الباحث من الإجابة على تساؤلات البحث أو اختبار فروضه وتعتمد على مقابله الباحث للمبحوث وجها لوجه بعرض و طرح عدد من الأسئلة من الباحث والإجابة عليها من المبحوث (صالح بن حمد العساف،مرجع سابق ،ص288)

والمقابلة هي الأداة الوحيدة التي تجعل الباحث وجها لوجه أمام مصدر المعلومات وتتيح له فرصة التعامل والتكيف للحصول على أكبر قدر من المعلومات في تفاصيل دقيقة واضحة وتتضاعف قيمه المقابلة كأداة لجمع البيانات بصفه خاصة في المجتمعات التي ترتفع فيها نسبة الأمية،كما أنها تعتمد على الحديث الشفوي أكثر من تقديمها كتابيا ،وبالتالي فإن المبحوثين يقدمون البيانات كاملة وبسهولة أكثر في المقابلة منها في الاستبيان (عمر محمد التومي الشيباني،مرجع سابق ،ص 282).

I.3. 1أهداف المقابلة:

تخدم المقابلة ثلاثة أهداف هي :

  • أنها تمكن من الوقوف على ما يفكر فيه الشخص وتجعل من الممكن قياس ما يعرفه من معارف ومعلومات وقياس ما يحبه الشخص ( القيم والتفضيلات ) ، وما يعتقد الشخص ( الاتجاهات والمعتقدات)
  • يمكن أن تستخدم لاختبار فروض أو لاقتراح فروض جديدة أو كوسيلة شرح للمساعدة على تحديد متغيرات وعلاقات .
  • إنه يمكن أن تستخدم لمتابعة نتائج غير متوقعة أو للتحقق من صدق طرق أخرى أو التعمق في دوافع المستجوبين وأسباب الإجابات التي يقدمونها ( لوسين كوهين ،مرجع سابق، ص 343 )

I.3. 2خصائص المقابلة:

للمقابلة عدة خصائص تتمثل في الآتي :

  • أنها تبادل لفظي منظم بين الباحث والمبحوث ، يلاحظ فيه الباحث ما يطرأ على المبحوث من تغيرات .
  • تتم المقابلة بين شخصين هما القائم بالمقابلة والمبحوث ، ويلاحظ فيه الباحث ما يطرأ على المبحوث من تغيرات .
  • للمقابلة هدف واضح محدد وموجه نحو غرض معين .

I.3. 3أنواع المقابلة :

تصنف المقابلة تصنيفات عديدة بحسب موضوع المقابلة وهدفها ، فقد تصنف المقابلة على أساس :

  • الهدف :
  • المقابلة الـمسحية : وتستخدم للحصول على معلومات من ميادين مختلفة ، ويكثر استخدامها في الاقتراع السياسي وقياس الرأي أو لجمع معلومات عن مشكلات مؤثرة في كافة مجالات الحياة وفي مسح الاتجاهات نحو البرامج أو هيئات التدريس ، وتفيد هذه المعلومات في إضافة معارف جديدة أو لعلاج مشكلات معينة .
  • المقابلة التشخيصية : وتكشف عن العوامل المؤثرة في سلوك المريض ، قصد التوصل إلى استنتاجات تشخيصية لحالة المريض ، وبذلك فهي تهدف إلى فهم مشكلة معينة وتقصي الأسباب التي أدت إلى تفاقمها .
  • المقابلة العلاجية : تهدف المقابلة العلاجية إلى مساعدة المبحوث على فهم نفسه بشكل أفضل ووضع خطة لعلاجه وعلاج العوامل المسببة وتخفيفها وتحسين الحالة الانفعالية ، ويتم في هذا النوع من المقابلة علاج الموقف تبعا لمعتقدات وظروف المبحوث وقناعاته ، ووفق الرؤية النظرية والمدرسة الفكرية التي يؤمن بها العلاج .
  • المقابلة الإرشادية : وتسمى أيضا المقابلة التوجيهية ، وتهدف إلى تمكين المبحوث من أن يفهم مشكلاته الشخصية والتعليمية والمهنية بشكل أفضل وإعداد خطط لحل هذه المشكلات .
  • المقابلة المهنية : وتتمثل هذه المقابلة في جمع المعلومات عن بعض الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي يتطلبها العمل وأن يمتلك القائم بالمقابلة بيانات عن العمل والخصائص النفسية والعقلية الواجب توافرها في الأشخاص المرشحين للوظيفة .

I.3. 4خطوات إجراء المقابلة :

يتبع الباحث الخطوات الآتية :

  • تحديد الأهداف وتصميم دليل الـمقابلة ، إذ يصوغ أسئلة البحث وفق أهدافه العامة والفرعية أو تبعا لفروضه لتكون قابلة للقياس والتعميم .
  • اختيار الأفراد الذين يقابلهم بدقة وحرص وعناية ، والذين لديهم المعلومات اللازمة والتي تغني البحث وأن تمثل العينة المختارة مجتمع البحث الذي سيتم تعميم النتائج عليه .
  • الإعداد للمقابلة ويتضمن المحاور الرئيسية التي تدور حولها المقابلة وتحديد الأسئلة ، وتهيئة متطلبات المقابلة من خلال اعتماد النقاط الآتية :
  • وضع أسئلة مناسبة للحصول على البيانات المطلوبة .
  • التعرف على اهتمامات واتجاهات المبحوث .
  • إجراء دراسة استطلاعية أولية لمقابلة عينة من الأفراد للتأكد من سلامة الدليل المعد وملاءمته بما ورد فيه من معلومات وأسئلة وتعليمات ، وهي بالأساس عملية استكشافية تهدف إلى التعرف على نقاط ضعف هذه الأسئلة ومدى صلاحية الأسلوب المطبق وطريقة التسجيل .
  • تسجيل المقابلة ويتم بإحدى الطريقتين الآتيتين :
  • التسجيل الآلي وذلك باستخدام آلة تسجيل ( الأجهزة )
  • الكتابة اليدوية : وبهذا يملأ حقول إجابات أسئلة المقابلة في دليل المقابلة .
  • إجراء المقابلة ويتم بعد إعداد الدليل بشكله النهائي
  • صياغة أسئلة المقابلة
  • كفاية الوقت
  • تحديد المكان
  • التدريب على أسلوب المقابلة
  • بدء المقابلة
  • تكوين الألفة
  • الانتباه والملاحظة
  • الإصغاء
  • استدعاء المعلومات
  • إنهاء المقابلة

I.3. 5صدق أداة المقابلة:

ومن أجل التأكد من صدق محتوى المقابلة يمكن إتباع الآتي :

  • إيجاد معامل ارتباط بين نتائج المقابلة إزاء سمة معينة وبين قياس هذه السمة بعمل خارجي .
  • إيجاد معامل الارتباط بين نتائج المقابلة وبين دلائل السلوك الفعلي الذي يرغب الباحث تقديره أو قياسه .
  • القدرة على التنبؤ بنتائج محتوى المقابلة الشخصية .

I.3. 6 مزايا المقابلة :

  • أنها أفضل وسيله لاختبار وتقويم الصفات الشخصية للأفراد.
  • توفر عمقا في الإجابات وإمكانية توضيح وإعادة طرح الأسئلة،إنها عملية تحدث وجها لوجه وهذا له أثره الايجابي في إمكانية التكيف والشرح والتوضيح .
  • تساعد الباحث في تكوين تصور عن الفرد الذي سيتم أخذ البيانات عنه وتساعد في تكوين بعض الأحكام عن الإجابات المعطاة .
  • تمتاز المقابلة باحتوائها على درجة من المرونة في توجيه الحديث وتغيير نماذج الأسئلة وفق متطلبات الموقف
  • تتيح المقابلة التوصل إلى أعماق المشاعر والآراء والمعتقدات .

I.3. 7 عيوب المقابلة :

  • تحتاج إلى وقت طويل ويصعب استخدامها في الدراسات التي تحتاج إلى عينات كبيرة
  • صعوبة التقدير الكمي للاستجابات أو إخضاعها إلى تحليلات كمية.
  • تتأثر بحرص المستجيب على أن يظهر نفسه بمظهر إيجابي .

I.4 الاختبارات :

الاختبار هو أداة قياس موضوعية مقننة لشريحة من سلوك الفرد أو لظاهرة من الظواهر يهدف إلى وصف السلوك كميا أو تحديده ومقارنته بغيره ويستخدم الاختبار لعلاج المشكلات التوافق النفسي والتقويم والتكييف الاجتماعي ، وهناك العديد من الاختبارات التي تقيس ميول الأفراد نحو المهن المختلفة والمواد ومقاييس الاتجاهات الاجتماعية للتعرف على استجابات القبول أو الرفض إزاء موضوعات اجتماعية وكذلك مقاييس القيم والتوافق للفرد مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه .

I.4. 1تعريف الاختبارات :

هي مقاييس يمكن استخدامها للحكم على إمكانية قيام الفرد بمهام وأنشطة وظيفية معينة وتتم الاختبارات بوسائل عديدة كالاختبارات التحريرية التي تستخدم فيها الأوراق والأقلام أو من محاكاة الظروف الفعلية،كما أن هناك اختبارات تهتم بقياس عينة من سلوك الفرد بغرض التنبؤ بسلوكه مستقبلا وتظهر أهمية الاختبارات في الآتي :

  • تكشف عن خصائص الأفراد وصفاتهم والتي تساعد في تجديد كفاءة الفرد وتوافقه النفسي والاجتماعي وصحته النفسية ومؤهلاته الوظيفية
  • تقدم مقاييس موضوعية وكمية للسلوك وتستخدم في التنبؤ بسلوك الفرد في المستقبل وتساعد في استبعاد العناصر الشخصية وغير الشخصية في الحكم .
  • التعرف على نقاط القوة والضعف في شخصية الفرد وسلوكه
  • توفير معايير للمقارنة بين الأفراد من حيث توفر خصائص وسمات معينه فيهم كالذكاء والمهارات .
  • وسيله للحكم على دقه البيانات والمعلومات المتحصل عليها من الأفراد
  • وسيله فعاله في الكشف عن القدرات والاستعدادات والسلوكيات الحقيقية للأفراد

I.4. 2استخدامات الاختبارات :

  • تستخدم في التجارب لضبط المجموعة التجريبية والضابطة وقياس أثر العامل التجريبي .
  • تستخدم في الدراسات الوصفية لوصف الظروف الراهنة في وقت معين .
  • معرفة مستوى الإتقان في التعليم حيث تكون الاختبارات محكمة المرجع
  • تستخدم لغرض تقييم الطلبة وفي عملية النقل من صنف لآخر

I.4. 3خصائص الاختبارات :

يتطلب من مستخدم الاختبارات الإلمام بخصائص لابد من توفرها أثناء إعدادها وهي :

  • أولا الموضوعية : وتعني عدم تأثر الاختبار ونتائجه بالعوامل الذاتية لكل من الباحث الذي يطبق الاختبار وأفراد العينة الذين يطبق عليهم الاختبار من معتقدات وآراء من المصممين وبذلك يحكم على الاختبار بأنه موضوعي إذا كانت نتائجه تطبيقيه لا تختلف باختلاف المصممين .
  • ثانيا شروط الإجراء :إنما يميز الاختبار عن غيره من الأدوات وضوح إجراءاته ومن تلك الشروط تحديد الوقت المسموح به للإجابة على الاختبار وإعادة قراءة تعليمات الاختبار أكثر من مره وإيضاح كيفية الإجابة عن أسئلة الاختبار .
  • ثالثا الصدق : يعين صدق الاختبار على قياس ما وضع من أجله أو السمة المراد قياسها والصدق من العوامل الأساسية التي تستلزم التأكد منه ويستخدم الباحثون أسلوبين للتحقق من الصدق هما :
  • الأدلة الـمنطقية : للموضوع الذي سيقوم الباحث على قياسه ويشمل الصدق المنطقي الأنواع الآتية :
  • الصدق الظاهري : هو المظهر العام للاختبار ، ويشمل نوع المفردات وكيفية صياغتها ووصفها ، كما أن الاختبار يبدو مناسب وملائم للفرد الذي يقيسه والمدى الذي تبدو فيه فقرات الاختبار مرتبطة بالمتغير الذي يقاس .
  • صدق الـمحتوى ( الـمضمون ) : ويهتم بمفردات الاختبار ومحتوياته ومادته .
  • الأدلة التجريبية : وذلك بحساب درجة العلاقة بين نتائج العينة في الاختبار نفسه ودرجات نفس الأفراد على محك خارجي معروف بدرجة موثوقة من الصدق ، ويشمل الاختبار على :
  • الصدق التنبؤي: ويعين مدى دقة تنبؤ الاختبار بالسلوك الـمستقبلي لأفراد العينة ، ويتم عن طريق استخدام نتائج اختبار معين في التنبؤ بسلوك معين ، ومن أمثلة هذا النوع من الاختبارات ، اختبار الذكاء.
  • الصدق التلازمي : هو الذي يتم بواسطة مقارنة نتائج الاختبار بنتائج مقياس آخر تم تطبيقه في وقت تطبيق الاختبار أو بعده ، واختبار المحك يكون معروفا أو صادقا .
  • صدق التكوين : لا يهتم هذا النوع من الصدق بأسلوب القياس فقط ، وإنما يهتم بالنظرية المصمم في ضوئها الاختبار وتفسير نتائجها ، وعلى الباحث الذي يسعى إلى التحقق من صدق تكوين اختباره و فحصه ، ثم اقتراح تكوينات قادرة على إعطاء تفسيرات لأنواع الآداء على الاختبار ومن ثم اشتقاق الفروض من النظرية التي صمم في ضوئها الاختبار .
  • الصدق العاملي: ويعتمد هذا النوع على التحليل العاملي وتقوم الفكرة على حساب معاملات ارتباط الاختبارات في تحصيل هذه الارتباطات إلى العوامل التي أدت إلى ظهورها مما يؤدي إلى الكشف عن العوامل العامة المشتركة والطائفية التي تتكون منها الاختبارات المختلفة
  • رابعا الثبات: ونعني به التوصل إلى النتائج نفسها عند تطبيق الاختبار في فترتين مختلفتين وفي حدود زمن يتراوح بين أسبوعا وأسبوعين عادة، لأن قصر المدة عن ذلك يتيح فرصه للتذكر وطول الفترة يتيح فرصه لنمو الأفراد ومن ثم تؤدي إلى تغير في أدائهم وهناك عده طرق لحساب معامل ثبات الاختبار هي:
  • إعادة الاختبار على أساس إجراء الاختبار على مجموعة من الأفراد ومن ثم إعادة إجراء الاختبار نفسه على الأفراد أنفسهم بفاصل زمني لا يزيد عن الشهر
  • الصور المتكافئة : وتعتمد على تقسيم الاختبار إلى جزئين أو أكثر أو استخدام صورتين متكافئتين للاختبار الواحد مع التأكد من الفروق في الانحرافات المعيارية وتحقيق شروط التكافؤ والتماثل المتمثلة بتساوي المتوسطات والانحرافات المعيارية ومعاملات الارتباط وتماثل تدرج الصعوبة في كل الأجزاء .
  • طريقة التجزئة النصفية : التي تقوم على أساس إجراء الاختبار مرة واحدة على عينة مماثلة للمجتمع المبحوث فيه و من ثم إيجاد معامل الارتباط بين درجات الأفراد على الاختبار من خلال تقسيمه إلى نصفين متساويين أو تقسيمه بإحدى التقسيمات الشائعة منها الأسئلة الزوجية و الأسئلة الفردية.
  • تحليل التباين على أساس إجراء الاختبار مرة واحدة على عينة ممثلة للمجتمع المبحوث عنه ومن ثم إيجاد التباينات بين أفراد الأسئلة .

II .توظيف أدوات البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال

إن عملية البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال باعتباره فرع من فروع العلوم الإنسانية يقوم على جمع المعلومات والبيانات من مصادرها المختلفة وهذا بإتباع أسلوبين حسب العديد من الباحثين :

II .1 الأسلوب النظري أو المكتبي :

يستخدم هذا الأسلوب في جمع المعلومات والبيانات من الوثائق المختلفة المتوفرة في المكتبات ومراكز التوثيق و بنوك المعلومات و الإنترنيت…إلخ. وهي معلومات جاهزة بعد أن قام أصحابها بتدوينها لأول مرة في شكل مكتوب قابل للاستغلال من قبل الباحثين على غرار ما نسجل ذاك على مستوى المصادر أو بإعدادها في شكل مراح يعاد فيها طرح القضايا العلمية المختلفة من وجهة نظر معينة.

إن ما يميز هذا النوع من المعلومات هو توفرها بشكل كبير على مستوى بعض الموضوعات و ندرتهما في موضوعات أخرى. لكن الشيء الذي يجب الإشارة إليه بشأنها يتمثل في أن تعدد الطرح للموضوع الواحد من طرف أكثر من باحث يجعله يحمل وجهات نظر مختلفة، لدرجة التشابه و التعارض، مما يصعب من مهمة قراءته للوصول إلى المعلومات المطلوبة. وهنا يجب على الباحث في مجال علوم الإعلام والاتصال أن يكون دقیقا موضوعيا في تعامله مع هذه الوثائق حتى يجانب الوقوع في الخطأ بتبني وجهات نظر غيره دون مبرر علمی مقبول.

II .2 الأسلوب الميداني التطبيقي :

يقوم هذا الأسلوب على انتقاء المعلومات والبيانات مباشرة من الميدان لأول مرة من خلال التعامل المباشر مع الظاهرة المدروسة على مستوى المحيط الطبيعي الذي تنتمي إليه . وهي المهمة العلمية التي يواجه فيها الباحث في علوم الإعلام والاتصال صعوبة في فرز المعلومات المطلوبة عن تلك التي تنتمي إلى الظواهر الأخرى والتي تشاركها المكان ، وبالتالي يجب عليه أن يتحرى الدقة في عملية القيام بذلك من خلال الاعتماد على الدراسات الاستطلاعية في التعرف الجيد على المجال المدروس لإعداد الخطة المناسبة وأدوات التحليل الملائمة التي تمكنه من تحقيق مبتغاه ، بعيدا عن التحيز الذاتي والميل الشخصي أثناء القيام بالمسوحات الاجتماعية أو التجارب الميدانية ، خاصة تلك التي تتناول مجتمعات واسعة يتعسر التحكم فيها بصورة جيدة والتي يجب اللجوء فيها إلى طريقة المعاينة ، لتفادي الصعوبات المذكورة .

طبقا لما ذكر، فإن الباحثين في تصنيفهم لأدوات جمع المعلومات اعتمدوا على الأسلوبين المذكورين في هذا الصدد من حيث توزيعها إلى أدوات مكتبية متعلقة بكل وثائق في شكل كتب ورسائل جامعية وملفات وتقارير وموسوعات علمية…إلخ و أدوات ميدانية تطبيقية مثل الملاحظة والمقابلة والاستبيان والتجربة وتحليل المضمون والتحليل الإحصائي (إبراهيم البيوني ، 2008 ، ص86) وهي الوسائل التي توظف في جمع المعلومات في إطار تبني منهج معين أو أكثر من ذلك. ونشير هنا إلى أن الباحثين في تناولهم لهذا الموضوع لم يتفقوا على تصنيف واحد لهذه الأدوات، فمنهم من أدرج العينة ضمنها على غرار محمد زيان عمر (محمد زيان عمر ، 1983 ، ص281) في حين أن هذه الأخيرة تستخدم في اختيار مفردات المجتمع المبحوث وليس في جمع المعلومات. كما أن الباحثين ذوقان عبيدات وعبد الرحمان عدس وكايد عبد الحق أدرجوا العينة ضمن الأدوات المذكورة وأبعدوا التجربة منها (ذوقان عبيدات ، 1996 ، 107).

III . نتائج الدراسة :

من خلال ما تطرقنا إليه في محاور الدراسة من أنواع أدوات البحث العلمي وجمع المعلومات وخصائصها ومزاياها وأهدافها وبإسقاطها على ميدان علوم الإعلام والاتصال توصلنا إلى جملة من النتائج أبرزها ما يلي :

  • إن اختيار أداة البحث المناسبة للدراسات الإعلامية له صلة بأكثر من عامل ، على غرار طبيعة المجتمع المدروس ، مثلا إذا كان هذا الأخير يتكون من أميين لا يحسنون القراءة والكتابة فإن المقابلة هي المناسبة في جمع المعلومات . أما إذا كان مجتمع البحث يتكون من أفراد متعلمين يملكون قدرة القراءة والكتابة فإن الإستبيان هو المناسب في هذه الحالة …إلخ .
  • كما أن لنوع منهج الدراسة دور بارز في اختيار أدوات البحث وجمع المعلومات ، مثلا فإذا اعتمد الباحث على المنهج التجريبي في إنجاز دراسته الاختبارية للعلاقات السببية ، فإن التجربة هي الملائمة في ذلك .
  • إلى جانب ما سبق فإن طبيعة المعلومات المطلوبة تتدخل أيضا في تحديد الموضوع المدروس ، مثلا فإذا كان الباحث في صدد إنجاز دراسة متعلقة بكيفية قراءة أفراد مجتمع معين للصحافة المكتوبة ، فإن الملاحظة هي المثلى في ذلك من خلال معاينة أفراده عن قرب في ساحة عمومية أو داخل مقهى …إلخ
  • يمكن للباحث أن يوظف أداة واحدة في دراسته أو أكثر من ذلك وهذا حسب تعدد مجالاتها البحثية وتنوعها خاصة على مستوى دراسة الحالة أين يلجأ إلى استغلال كل ما توفر بشأن الظاهرة من أوعية معلوماتية مختلفة ، سواءا في شكل وثائق أو أشخاص أو تصرفات …إلخ . مما يدفعنا إلى استخدام الأدوات المكتبية والمقابلة أو الإستبيان والملاحظة وفق الترتيب المذكور .

خاتمة :

يمتلك الباحث في علوم الإعلام والاتصال خيارات عديدة فيما يتعلق بأدوات البحث العلمي وجمع المعلومات بين المصادر النظرية المكتبية والمصادر التطبيقية الميدانية ، وكلما تحكم الباحث في توظيف هذه الوسائل الإستراتيجية في إنجاز دراسته حول الظواهر الإعلامية والاتصالية كلما كان البحث رصينا وثريا يجمع في طياته مختلف الآراء والإنجازات العلمية والتجارب الحية المباشرة من الفضاء المكاني للظاهرة المدروسة .

وينبغي عليه عند استخدام هذه الأدوات أن يركز كل التركيز لتجنب الوقوع في خطأ الخروج عن الموضوع ، لأن المعلومات غزيرة وعليه فرز ما يخدم موضوعه وهذا لكي يتجنب التشتت والضياع للوقت والجهد ، فالأدوات متوفرة ولكن تقنية استخدام هذه الأدوات هي العنصر الأهم والميزة الأساسية التي ينبغي أن يتحلى بها كل باحث في علوم الإعلام والاتصال ، وهذا المقال هو بمثابة دليل علمي منهجي يمكن أن يعتمد عليه الباحث في علوم الإعلام والاتصال من أجل الاستخدام الذكي والفعال لأدوات البحث العلمي من ملاحظات وتجارب ومقابلات واستبيانات بالطريقة المناسبة وفي الوقت الأنسب ، وهذا من أجل الوصول في الأخير إلى إنجاز بحث علمي بكل المواصفات الشكلية والموضوعية .

قائمة المراجع :

-سمير محمد حسين ، بحوث الاعلام : الأسس والمبادئ ، القاهرة ، عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، 1995 ، ص132.

-لوسي كوهين، مناهج البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والتربوية ، ترجمة كوثر كوجلك ، القاهرة ، الدار العربية للنشر والتوزيع ، 1990 ، ص 208.

-عمر محمد التومي الشيباني، مناهج البحث الاجتماعي، منشورات المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والاعلان ، طرابلس ، 1971 ، ص253.

سامي عريفج وآخرون، مناهج البحث العلمي وأساليبه، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن ، 1984 ، ص205.

-كمال المنوفي، مناهج وطرق البحث في العلوم السياسية ، وكالة المطبوعات ، الكويت ، 1984 ، ص89.

صالح بن حمد العساف، المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، ط2 ، مكتبة العبيكان ، الرياض ، 2002 ، ص406.

-عزيز حنان داود، مناهج البحث في العلوم السلوكية ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1991 ، ص99.

– محمد فودة حلمي ، صالح عبد الله عبد الرحمن ، المرشد في كتابة الأبحاث ، الطبعة الرابعة ، دار جدة ، 1983 ، ص 89 .

– البيومي غانم إبراهيم ، مناهج البحث وأصول التحليل في العلوم الاجتماعية ، الطبعة الأولى ، مكتبة الشروق الدولية ، القاهرة ، 2008 ، ص 86 .

– زيان عمر محمد ، البحث العلمي : مناهجه وتقنياته ، الطبعة الرابعة ، دار الشرق ، جدة ، 1983 ، ص 281 .

– عبيدات ذوقان ، البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه ، الطبعة الخامسة ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان ، 1996 ، ص 107 .

-Roger mucchielli ,analyse de contenu des documents et des communications ,edition E.S.F,paris , 2006 ,p17.