نشوان اسماعيل صديق1
1 طالب ماجستير، كلية الإلهيات، جامعة سكاريا، تركيا
بريد الكتروني: nashwanismael2022@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3531
تاريخ النشر: 01/05/2022م تاريخ القبول: 20/04/2022م
المستخلص
لقد أوجب الله عز وجل تعزير النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الأدب بسبقه بالكلام فقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ” (الحجرات:2)، وقد امتثل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تلك الأوامر الإلهية، فحفظوا حقوق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وتأدبوا معه بما يليق بمقامه الشريف وفضله المنيف، فأتت هذه المقالة متضمنة مجموعة من الأحاديث حول أدبهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فتم عرض تلك الأحاديث وتخريجها تخريجا دقيقا، مع ذكر أقوال العلماء في الحكم عليها، والوقوف على الجوانب التربوية في تلك الأحاديث ومدى انعكاساتها على حياتنا اليومية، إذ الصحابة قدوة لنا وحياتهم ممتلئة بالدروس والعبر والعظات.
الكلمات المفتاحية: الصحابة، آداب، احترام، تبجيل.
The comportment of the Companions with the Prophet – may God bless him and grant him peace
Nashwan Ismael Sadeeq Sadeeq1
1 Master student. Skarya University, Turkey.
Email: nashwanismael2022@gmail.com
HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3531
Published at 01/05/2022 Accepted at 20/04/2021
Abstract
This article contains some hadiths that discuss the morality of the prophet’s companions with our Prophet. God’s mercy on him. In this article, I have accurately extracted these hadiths. I have also talked about the words of Islamic scholars about these hadiths. It has proven that the hadiths of manners are authentic hadiths. We may learn from the companions of the Messenger of God, may God bless him, (honesty, trustworthiness, forbearance, and respect). Each of them is a leader for us, and we must teach them good manners towards the Prophet of Islam. We see that their lives are full of lessons and advice. The Great God has commanded us to obey our Prophet and to follow the prophet’s advice. the god said in the Quran: “O you who believe! Do not raise your voices above the voice of the Prophet, and do not speak loudly to him, as you speak loudly to one another, lest your works be in vain without you realizing” (al-hujurat:2). The Companions, may God be pleased with them both, obeyed these divine commands, Preserve the rights of the master of creation, and behave with him, peace and blessings of God be upon him, in a manner that befits his honorable rank and honorable virtue. And we must treat his speeches and sayings more beautifully than the treatment of ministers with Khosrau and Caesar of Rome And the Negus in their domain and sovereignty, and I came up with the positions of the Companions in implementing the orders of the Prophet, may God bless him as soon as possible.
Key Words: companions, manners, respect.
أهداف البحث
- تعظيم واحترام وتوقير وتعزيز النبي صلى الله عليه وسلم.
- بيان أدب الصحابة واقتداءهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- التأسي بأدب الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
أسباب اختيار الموضوع
- كلام فئة من الناس في سنة النبي صلى الله عليه وسلم دون مراعاة مظاهر التأدب مع السنة النبوية.
- جهل فئة من الناس بأدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تعريف الصحابة:
الصحابي لغة: قال ابن منظور: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة بالضم وصَحابة بالفتح وصاحبه عاشره والصَّحْب وجمعه على الصاحب، وقال الجوهري: الصحابة بالفتح: الأصحاب، وهو مصدر في الأصل. وأصاحيب هو جمع الأصحاب، وأما الصحب والصحبة فاسمان للجمع. وقال الأخفش: الصحب جمع، خلافا لمذهب سيبويه. ويقال: صاحب وأصحاب، كما يقال: ناصر وأنصار شاهد وأشهاد. قال الأزهري: ومن قال: صاحب وصحبة فهو كقولك: فاره وفرهة. وغلام رائق والجمع روقة. والصحبة مصدر قولك: صحب يصحب صحبة. وقالوا في النساء: هن صواحب يوسف. وحكى الفارسي عن أبى الحسن: هن صواحبات. يوسف، جمعوا صواحب جمع السلامة. والصحابة بالكسر: مصدر قولك صاحبك الله وأحسن صحابتك، وهو مجاز. واستصحبه: دعاه إلى الصحبة ولازمه، وكل ما يلازم شيئا فقد استصحبه[1].
الصحابي اصطلاحا: الصحابي هو من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين فهو الصحابي، وهذا القول مروي عن سعيد ابن المسيب[2]. وقال ابن حجر العسقلاني: لكن التعريف الصحيح والصواب عند الجمهور والمحدثين هو من لقي النبيّ صلى الله عليه وسلم ومات على الإسلام.[3]
وقد عرفه السخاوي فقال: الصحيح عند العلماء والأصوليين: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كانت ساعة، فالأصل هذا هو[4].
قال الشافعي: والصحابة فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به, وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا , والله أعلم.[5] وقال أيضا: وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم ما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين[6].
وقال ابن القيم: فإن الصحابة اختلفوا في مسائل كثيرة من مسائل الفروع، فلم ينصب بعضهم لبعض عداوة، ولا قطع بينه وبينه عصمة، بل كان كل منهم يجتهد في نصر قوله بأقصى ما يقدر عليه ثم يرجعون بعد المناظرة إلى الألفة والمحبة والمصادقة والموالاة من غير أن يضمر بعضهم لبعض ضغناً، ولا ينطوي له على معتبة ولا ذم، بل يدل المستفتي عليه مع مخالفته له، ويشهد له بأنه خير منه وأعلم منه[7].
تعريف الأدب لغة واصطلاحاً:
الأدب لغةً: هو ملكة تعصم من قامت به عما يعيبه، وهو استعمال ما يحمد بالقول والفعل، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات أو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك، حسن الأخلاق وفعل المكارم[8].
الأدب اصطلاحاً: عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ[9]. واستعمال الخلق الجميل ولهذا كان الأدب: استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل[10]
وقال ابن تيمة: بل العبرة في الآداب ما جاءت به الشريعة: قولا وفعلا وتركا[11]
عن مغيرة بن أبي رزين قال: قيل للعباس بن عبد المطلب: أيكما أكبر أنت أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ” هو أكبر مني وأنا ولدت قبله[12].
وعن أبي أيوب الأنصاري، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل على أبي أيوب فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم السفل، ونزل أبو أيوب العلو، فلما أمسى وبات، فجعل أبو أيوب يذكر أنه على ظهر بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه، وهو بينه وبين الوحي، فجعل أبو أيوب لا ينام يحاذر أن يتناثر عليه الغبار ويتحرك فيؤذيه، فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما جعلت الليلة فيها غمضا أنا ولا أم أيوب، قال: «ومم ذاك يا أبا أيوب؟» ، قال: ذكرت أني على ظهر بيت أنت أسفل مني، فأتحرك فيتناثر عليك الغبار، ويؤذيك تحريكي، وأنا بينك وبين الوحي، قال: «فلا تفعل يا أبا أيوب ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن بالغداة عشر مرات وبالعشي عشر مرات أعطيت بهن عشر حسنات وكفر لك بهن عشر سيئات، ورفع لك بهن عشر درجات، وكن لك يوم القيامة كعدل عشر محررين، تقول لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا شريك له»[13] وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه[14].
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان قالوا يا رسول الله وما الأجوفان قال الفرج والفم قال أتدرون أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق[15].
صور من آداب الصحابة مع رسول الله صلى لله عليه وسلم:
- عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال: “من يعلم لي علمه؟”، فقال رجل: أنا يا رسول الله فذهب إليه فوجده في منزله جالسا منكسا رأسه، فقال: ما شأنك؟، قال بشر: كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه قال موسى بن أنس فرجع والله إليه في المرة الأخيرة ببشارة عظيمة، فقال: “اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة”.[16] قال زكريا الأنصاري: (رجل) هو سعد بن معاذ. (قال: شر) أي: قال ثابت: حالي شر. (كان يرفع صوته) فيه التفات إذ القياس: كنت أرفع صوتي. (فقد حبط عمله وهو من أهل النار) في كل منهما التفات أيضًا. (ببشارة) بكسر الباء أشهر من ضمها: الخبر السار[17].
وقال الكوراني الكردي: الذي يعلم (وهذا الرجل) هو عاصم العجلاني كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله لقوله تعالى: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ”[18] أي كراهة ذلك فقل له: (إنك لست من أهل النار، بل من أهل الجنة) هذا موضع الدلالة؛ لأنه إخبار عن الغيب، فهو من أعلام النبوة[19].
- عن أبي مسلم الخولاني قال أخبرني الحبيب الأمين عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة، أو ثمانية، أو سبعة، فقال: ألا تبايعون رسول الله؟ وكنا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟ قال: فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتطيعوا، (وأسر كلمة خفية)، ولا تسألوا الناس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إياه[20].
يستفاد من الحديث:
- الحث على مكارم الأخلاق، والترفع عن تحمل منن الخلق، وتعظيم الصبر على مضض الحاجات، والاستغناء عن الناس، وعزّة النفس.
- التمسك بالعموم لأنهم نهوا عن سؤال الناس أموالهم، فحملوه على عمومه.
- التنزه عن جميع ما يسمى سؤالًا وإنْ كان حقيرًا[21].
- دليل على جواز معاهدة الوالي لبعض رعيته على القيام بأمور الشريعة، وإن كان هو قائمًا بها؛ لزيادة توكيد الحث على الطاعة، وعرض الوالي أو العالم على أصحابه مثل ذلك لأنه من باب التواصي بالحق.
- تحذير الناس ولو كانوا مسلمين من الوقوع في الشرك أو الركون لغير الله تعالى، والحث على الصلوات والتنبيه على فضلها وعظم شأنها، وتنفير الناس من السؤال والأحاديث في ذلك كثيرة[22].
- عن عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد[23]. (غلاما): هو الصبي دون البلوغ. (حجر) تحت رعايته وتربيته. (تطيش في الصحفة) أحركها في جوانب القصعة لقبض الطعام. (سم الله) قل بسم الله الرحمن الرحيم عند بداءة الأكل. (يليك) من الجانب الذي يقرب منك من الطعام. (تلك طعمتي) صفة أكلي وطريقتي فيه[24]. وقد نهى عليه السلام أن يشرب بشماله أو يأكل الرجل بشماله، وقال: (إن الشيطان يفعل ذلك)[25]
- عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: قال أبو مسعود البدري: كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي، اعلم، أبا مسعود، فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: اعلم، أبا مسعود، اعلم، أبا مسعود، قال: فألقيت السوط من يدي، فقال: اعلم، أبا مسعود، أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، قال: فقلت: لا أضرب مملوكا بعده أبدا[26]. قوله: (أنه كان يضرب غلامه فجعل يقول أعوذ بالله فجعل يضربه فقال أعوذ برسول الله فتركه) قال العلماء لعله لم يسمع استعاذته الأولى لغضبه الشديد كما لم يسمع نداء النبي صلى الله عليه وسلم أو يكون لما استعاذ برسول الله صلى الله عليه وسلم تنبه[27].
- عن عطاء عن جابر قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال “اجلسوا”. فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “تعال يا عبد الله بن مسعود”[28]. قال النووي: قال العلماء لعله لم يسمع استعاذته الأولى لغضبه الشديد كما لم يسمع نداء النبي صلى الله عليه وسلم أو يكون لما استعاذ برسول الله صلى الله عليه وسلم تنبه لمكانه قوله صلى الله عليه وسلم[29]. ومن فوائد الحديث: تحريم ضرب المملوك من غير دافع شرعي[30].
- عن عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده”، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله، لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم[31]. قال النووي: فيه إزالة المنكر باليد لمن قدر عليها وأما قوله صلى الله عليه وسلم حين نزعه من يد الرجل يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) ففيه تصريح بأن النهي عن خاتم الذهب هو التحريم كما سبق وأما قول صاحب هذا الخاتم حين قالوا له خذه لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيه المبالغة في امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتناب نهيه وعدم الترخص فيه بالتأويلات الضعيفة، ثم إن هذا الرجل إنما ترك الخاتم على سبيل الإباحة لمن أراد أخذه من الفقراء وغيرهم وحينئذ يجوز أخذه لمن شاء فإذا أخذه جاز تصرفه فيه ولو كان صاحبه أخذه لم يحرم عليه الأخذ والتصرف فيه بالبيع وغيره ولكن تورع عن أخذه وأراد الصدقة به على من يحتاج إليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن التصرف فيه بكل وجه وإنما نهاه عن لبسه وبقي ما سواه من تصرفه على الإباحة رضي الله عنهم عليه من المبادرة إلى امتثال أمره ونهيه صلى الله عليه وسلم والاقتداء بأفعاله[32]
- عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم قالا: يا معشر قريش، إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكا قط مثل محمد في أصحابه.[33]
- عن أنس قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل[34].
- عن أنس بن مالك رضي الله عنهما إن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافير[35]. وقد عرف من أدب الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وشدة احترامهم لجنابه الكريم ما يمنعهم من ذلك، لاسيما كبارهم كابن مسعود وأمه رضي الله عنهما فقد كانوا لا يرفعون أبصارهم إليه هيبة وإجلالا، وإذا جلسوا معه كانوا كأنما على رؤوسهم الطير، وكانوا يقرعون بابه بالأظافر أدبا وتعظيما أيضا، فكيف يجرؤون على البيات معه في حجرته[36].
- قيل لقباث بن أشيم الكناني رضي الله عنه: أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: رسول الله أكبر مني وأنا أسن منه.[37]
- وعن أنس رضي الله عنه قال: مر بجنازة فأثني عليها خير، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “وجبت، وجبت، وجبت”. ومر بجنازة فأثني عليها شر، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “وجبت، وجبت، وجبت”. فقال عمر: فداك أبي وأمي يا رسول الله! مر بجنازة، فأثني عليها خير، فقلت: “وجبت وجبت وجبت”، ومر بجنازة فأثني عليها شر، فقلت: “وجبت وجبت وجبت”. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض”.[38] قال السفيري: والحديث يعطي للعموم، وإن من كثرت شهوده وانطلقت ألسنة المسلمين فيه بالخير والثناء الصالح، كانت له الجنة والله اعلم[39]. قال ابن هبيرة: هذه كرامة كرم بها المؤمنين، وهي قبول شهادتهم، وهذا لأنهم كانوا: أمناء، علماء، فهماء، فأما كونهم أمناء فإن الأمين لا يشهد لأحد بخير حتى يتحقق أنه على خير، وكذلك لا يشهد على أحد بالسوء حتى يتيقن أنه قد كان ذا سوء.
- أما كونهم علماء، فأنهم كانوا يفرقون بين الخير والشر، فلا يلتبس عليهم الباطل بالحق، ويعرفون السنة وأهلها، ويعرفون الخير والعاملين به، وكانت شهادتهم معبرة.
- أما كونهم فهماء، فأنهم كانوا أولي فهم واطلاع، يذوقون طعم الإيمان من المؤمن، ويذوقون طعم النفاق من المنافق، فإن للإيمان أرجًا وعرفًا على نحو المسك، وللنفاق والكفر ثقلًا ودفرًا يفهمه كل ذي لب، فكانت شهادتهم على هؤلاء وهؤلاء عن أمانة وعلم فلذلك قال: (وجبت، وجبت، وجبت) فوجبت من حيث الأمانة، ووجبت من حيث العلم، ووجبت من حيث الفهم، فكل واحدة واجبة في فيها.[40]
- قال ابن إسحاق: وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية -حليف بني عدي بن النجار – وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: ” استو يا سواد “، فقال: يا رسول الله! أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني. قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: ” استقد “، قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ” ما حملك على هذا يا سواد؟ ” قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك: أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير وقال له: فذكره.[41]
- عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن المغفل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: “الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا، من أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، من آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه”.[42]
- عن أنس بن مالك، قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ: البسر والتمر، فإذا مناد ينادي، فقال: اخرج فانظر، فخرجت، فإذا مناد ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت، قال: فجرت في سكك المدينة، فقال لي أبو طلحة: اخرج فاهرقها، فهرقتها، فقالوا، أو قال بعضهم: قتل فلان، قتل فلان، وهي في بطونهم. قال: فلا أدري هو من حديث أنس، فأنزل الله عز وجل: “ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات”[43]. و”الفضيخ”: ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار. وقال بعضهم: هو يتخذ شراب من البسر المشدوخ، فهو فضيخ وأفضوخ، لأنه من البسر المشدوخ، أو لأنه يكسر صاحبه فيفضخه، والله أعلم[44].
قال ابن الدقيق العيد: و”الفضيخ”: ما افتضخ من البسر بدون أن تمسه النار. وقال بعضهم: هو شراب يتخذ من البسر المشدوخ، فهو فضيخ وأفضوخ، لأنه من البسر المشدوخ، أو لأنه يكسر صاحبه فيفضخه، والله أعلم.[45]
قال المهلب: إنما جاز هرقها في الطريق للسمعة بهرقها والإعلان به وكيف لا وهو يؤذي الناس ونحن نمنع إراقة الماء الطاهر من أجل أذى الناس فكيف الخمر، وفيه قبول خبر الواحد وأن الخمر يطلق على كل مسكر. قوله (أفنية) جمع الفناء وهو ما امتد من جوانب الدار (والدور) جمع كالأسد جمع الأسد (والصعدات) قال صاحب العين الطرقات وفال ثعلب: هو وجه الأرض والجمع صعد وصعدات مثل طريق وطرق وطرقات (ويتقصف) أي يتكسر ومر الحديث في باب الكفالة قوله (حفص بن ميسرة) ضد الميمنة الصنعاني و(عطاء بن يسار) ضد اليمين، قوله (أتيتم إلى المجالس) وفي بعضها أبيتم إلى المجالس من الآباء وبكلمة الاستثناء والمجالس جمع المجلس بكسر اللام يعني أن أبيتم الجلوس إلا في المجالس المذكورة وفي بعضها إلا الجلوس. قوله (الآبار) البئر جمعها في القلة آبار نحو حمل وأحمال ومنهم من يقلب فيقول آبار وجمع الكثرة بيار[46].
- عن أنس رضي الله عنه قال: صبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال (الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين). وأصبنا حمرا فطبخناها فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فأكفئت القدور بما فيها[47]. فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم[48]. قال د. مصطفى ديب البغا: (حمرا) هو: جمع حمار. (فأكفئت) طرح وقلبت ما فيها. (القدور) جمع قدر وهو كل إناء يطبخ فيه[49].
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت هذه الآية: “وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ”[50] شق ذلك عليهم ما لم يشق عليهم مثل ذلك، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا سمعنا وأطعنا» فألقى الله الإيمان في قلوبهم فقالوا: سمعنا وأطعنا. فأنزل الله عز وجل “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”[51]
قائمة المصادر والمراجع
- ابن بطال، ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى: 449هـ)، شرح صحيح البخاري لابن بطال، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم، ط2، مكتبة الرشد -السعودية، الرياض-2003م.
- ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728 هـ)، مجموع الفتاوى، تحقيق: أنور الباز -عامر الجزار، دار الوفاء، ط:3، 2005م.
- ابن دقيق العيد، تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري، المعروف بابن دقيق العيد (المتوفى: 702 هـ)، الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، تحقيق: سعد بن عبد الله آل حميد، دار المحقق للنشر والتوزيع.
- ابن قيم الجوزي، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، شمس الدين، ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751 هـ)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي – بيروت، -1973.
- ابن قيم الجوزي، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، التحقيق: علي بن محمد الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية-1408هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري (المتوفى: 711هـ)، لسان العرب، ن: دار صادر – بيروت، ط:3، 1433هـ.
- ابن هبيرة، يحيى بن محمد بن هبيرة الذهلي الشيبانيّ، أبو المظفر، عون الدين (المتوفى: 560هـ)، الإفصاح عن معاني الصحاح، تحقيق: فؤاد عبد المنعم أحمد، دار الوطن-1987.
- أبو داود، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (المتوفى: 275هـ)، سنن أبي داود، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
- أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط -عادل مرشد، وآخرون، د عبد الله بن عبد المحسن التركي، ط1، مؤسسة الرسالة-2001.
- الألباني، محمد ناصر الدين الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، ط1، مكتبة المعارف-الرياض-السعودية-2000.
- البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى: 256 هـ)، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (الصحيح البخاري)، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا، ط2، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت-1987.
- البعلي، محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي، أبو عبد الله، شمس الدين (المتوفى: 709 هـ)، المطلع على أبواب المقنع، التحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، مكتبة مشكاة الإسلامية.
- البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، المدخل إلى السنن الكبرى، التحقيق: د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي – الكويت.
- الجرجاني، علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ)، كتاب التعريفات، دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، ط: الأولى 1403هـ -1983م.
- الحاكم، أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، ط:1، دار الكتب العلمية – بيروت، 1990.
- الزبيدي، محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205 هـ)، تاج العروس، ت: على شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، 1424ه.
- السخاوي، شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ)، فتح المغيث بشرح الفية الحديث للعراقي، التحقيق: علي حسين علي، مكتبة السنة – مصر-2003.
- السفيري، شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد السفيري الشافعي (المتوفى: 956هـ)، المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري، تحقيق: أحمد فتحي عبد الرحمن، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان-2001.
- الشنقيطي، محمد المختار بن محمد بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي (المتوفى في المدينة: 1405 هـ)، شرح سنن النسائي المسمى «شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية»، ط1، مطابع الحميضي-1425ه.
- الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360 هـ)، المعجم الكبير، حمدي بن عبد المجيد السلفي، ط2، دار إحياء التراث العربي، 1983م.
- الغماري، أحمد بن محمد بن الصدِّيق بن أحمد، أبو الفيض الغُمَارِي الحسني الأزهري (المتوفى: 1380 هـ).
- فيصل المبارك، فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ)، تطريز رياض الصالحين، تحقيق: د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد، ط1، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض-2002.
- الكرماني: محمد بن يوسف بن علي بن سعيد، شمس الدين الكرماني (المتوفى: 786هـ)، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، ط2، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان-1981.
- مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ)، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- ملا علي القاري، علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ)، شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر، التحقيق: الشيخ عبد الفتح أبو غدة، حققه وعلق عليه: محمد نزار تميم وهيثم نزار تميم، دار الأرقم – لبنان.
- – مرتضى الزبيدي، تاج العروس، (2/140). ↑
- – محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي، أبو عبد الله، شمس الدين (المتوفى: 709 هـ)، المطلع على أبواب المقنع. ↑
- – شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر، علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ)، (ص:576). ↑
- – فتح المغيث بشرح الفية الحديث للعراقي للسخاوي، (4/78). ↑
- – المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، (35/149). ↑
- – المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، (40/111). ↑
- – الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، (2/518). ↑
- – تاج العروس، (1/296). ↑
- – التعريفات الجرجاني، (ص:29). ↑
- – مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن قيم، (2/381). ↑
- – مجموع الفتاوى لابن تيمية، (31/55). ↑
- – الحاكم في المستدرك على الصحيحين للحاكم، (3/393) ↑
- – المعجم الكبير للطبراني، (4/154). ↑
- – إمام مسلم في المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1/112)، (رقم: 192). ↑
- – مسند الإمام أحمد بن حنبل، (2/442)، (رقم: 9694). وقال شعيب الأرنؤوط حديث حسن بإسناد ضعيف ↑
- – رواه البخاري في صحيحه، باب علامة النبوة في الإسلام، (2/1322)، (رقم: 3417). ↑
- – منحة الباري بشرح صحيح البخاري المسمى «تحفة الباري»، زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي المصري الشافعي (المتوفى: 926 هـ)، (ج6، ص644). ↑
- – سورة الحجرات: الآية:2. ↑
- – أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن محمد الكوراني الكردي الشافعي ثم الحنفي المتوفى 893 هـ، الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري، (ج6، ص:406). ↑
- – رواه مسلم في صحيحه، كتاب: الزكاة، باب: ما جاء في المسألة، (3/228) ، (رقم: 2367). ↑
- – تطريز رياض الصالحين، فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ)، (ص:356)، (رقم: 529). ↑
- – شرح سنن النسائي المسمى «شروق أنوار المنن الكبرى الإلهية بكشف أسرار السنن الصغرى النسائية»، محمد المختار بن محمد بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي (المتوفى في المدينة: 1405 هـ)، (4/1028)، (رقم: 459). ↑
- – صحيح البخاري، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، (13/428)، (رقم:5376). ↑
- – المرجع لسابق، (13/428)، (رقم:5376). ↑
- – شرح صحيح البخاري لابن بطال، باب: التسمية على الطعام، (9/460) ↑
- – صحيح مسلم، كتاب البيوع، (5/91)، (رقم: 4319). ↑
- – صحيح مسلم ،باب صحبة المماليك، وكفارة من لطم عبده، (3/1280)، (رقم: 1659). ↑
- – سنن أبي داود، باب الإمام يكلم الرجل فى خطبته، (1/426)، (رقم: 1093). ↑
- – المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووي، (11/131). ↑
- – تطريز رياض الصالحين، فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ)، (ص:897)، (رقم: 1604). ↑
- – صحيح مسلم، باب طرح خاتم الذهب، (2/1655)، (رقم:2090). ↑
- – المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، (14/67). ↑
- – مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث المسور بن مخرمة الزهري، ومروان بن الحكم،(31/212) ، (رقم: 18910). ↑
- – رواه مسلم في صحيحه، كتاب المناقب، باب: باب أخذ الصحابة لشعره صلى الله عليه وسلم، (6/155)، (رقم: 6113). ↑
- – رواه البخاري في الأدب المفرد، باب قرع الباب، (ص:383) ، (رقم: 1080)، وقال الألباني: صحيح. ↑
- – أحمد بن محمد بن الصدِّيق بن أحمد، أبو الفيض الغُمَارِي الحسني الأزهري (المتوفى: 1380 هـ)، الهداية في
تخريج أحاديث البداية، (3/84). ↑
- – رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين للحاكم، (4/60) ، (رقم: 6703). ↑
- – صَحِيحُ التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب، محمد ناصر الدين الألباني، (3/377)، (رقم: 3514). ↑
- – شمس الدين محمد بن عمر بن أحمد السفيري الشافعي (المتوفى: 956هـ)، المجالس الوعظية في شرح
أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري، (ج1، ص:472). ↑
- – الإفصاح عن معاني صحاح، يحيى بن (هُبَيْرَة بن) محمد بن هبيرة الذهلي الشيبانيّ، أبو المظفر،
عون الدين (المتوفى: 560هـ)، (ج5، ص:207). ↑
- – سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني،
(6/808)، (رقم: 2835). ↑
- – ضعيف موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن
نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420 هـ)، (188/288)، (رقم: 287). ↑
- – رواه مسلم في صحيحه، (أبواب الإمارة)، باب: ألا إن الخمر قد حرمت، (6/87)، (رقم: 5173). ↑
- – تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري، المعروف بابن دقيق العيد (المتوفى: 702 هـ)، الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، (ج2، ص:356). ↑
- – الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، (3/356). ↑
- – الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، محمد بن يوسف بن علي بن سعيد، شمس الدين الكرماني (المتوفى: 786هـ)، (11/23). ↑
- – رواه البخاري في صحيحيه، باب: التكبير عند الحرب (3/1090)، (رقم: 2829). ↑
- – المرجع السابق، (باب: غزوة خيبر)، (4/1539)، (رقم: 3963). ↑
- – الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، المؤلف: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى: 256 هـ)، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة – جامعة دمشق، (ج3،ص:1090)، (رقم:2829). ↑
- – سورة البقرة: الآية:284. ↑
-
– رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين، باب: بسم الله الرحمن الرحيم من سورة البقرة، (2/314)، (رقم: 3132). ↑