تعليم العربية وفق معطيات التقنيات الحديثة

نبيه خليفة الإبراهيم1

1 جامعة آيدن – اسطنبول، تركيا

بريد الكتروني: abohadinew@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3536

تنزيل PDF

تاريخ النشر: 01/05/2022م تاريخ القبول: 20/04/2022م

المستخلص

يدور البحث حول هدف واضح وهو إمكانية الاستفادة من التقنيات والتطبيقات الحديثة في تعليم اللغة العربية وقد قسمت البحث إلى فصلين تحدثت في الفصل الأول عن تطوير المناهج التعليمية بدءا من ركائز العملية التعليمية الثلاث (المادة التعليمية/ الكتاب والمعلّم والمتعلّم) وعلاقتها بالحداثة، ثم عرضت بعض السلاسل التعليمية المعاصرة.

وربطت في الفصل الثاني التكنولوجيا بالتعليم، وعرضت التغيير الذي طرأ على العملية التعليمية المعصرة، ثم ذكرت بعض التطبيقات التي يستفاد منها في المجال التعليمي للغة العربية وغيرها، وأضفت بعض التطبيقات المتوفرة «Googl» ومدى تأثيرها في تسهيل العملية التعليمة، كما تحدثت عن بعض المنصّات التعليمية في اللغة العربية عبر شبكات الإنترنت الدولية، وختمت البحث بجملة من التوصيات، بالإضافة إلى نتائج البحث التي استنتجتها.

الكلمات المفتاحية: التقنية ـ التكنولوجيا ـ تعليم العربية ـ منصة تعليمية ـ في ظل الحداثة ـ تطبيق

Research title

Teaching Arabic According to The Inputs of Modern Technologies

Nabih Khalifa Alibrahim1

1 Istanbul Aydin University – Education High Institute

Email: abohadinew@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(5); https://doi.org/10.53796/hnsj3536

Published at 01/05/2022 Accepted at 20/04/2021

Abstract

The research revolves around a clear goal, the possibility of benefiting from modern techniques and applications in teaching Arabic. In fact, I divided the research into two chapters. In the first one, I talked about the development of the educational curricula starting from the basic three pillars of the educational process (educational subject/ book, teacher, and learner) and their relationship with modernity, and then I presented some contemporary educational series.

In the second chapter, I linked technology to education and presented the change in the educational process. Then, I mentioned some of the applications that are used in the field of teaching Arabic language and others. After that, I added some of the applications available like, Google, and they ease the teaching process.

Moreover, I talked about some educational platforms that teach Arabic using international internet networks. Finally, I concluded the research with a number of recommendations, as well as the research results that I had concluded.

Key Words: Technical – Technology – Teaching Arabic – Educational Platform – Under the Modernity – Application

المقدّمة:

الحمد لله على كل حال، المتّصف بالعزة والعظمة والجلال، القيّوم الدائم بلا زوال، المتفضّل على عباده بالنعم الكبير المتعال، نحمده ـ تبارك وتعالى ـ بالغدو والآصال، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد أفضل الخلق، وخير المرسلين، وبعد.

أضع بين أيديكم بحثي المتواضع حيث كان سبب اختياري لهذا الموضوع (تعليم العربية وفق معطيات التقنيات الحديثة) هو طبيعة عملي في تعليم العربية للناطقين بغيرها، ولطالما فكرت في الاستفادة من تقنيات الحداثة؛ لكسر حاجز الملل عن نفوس الطلاب الأعاجم، ولأن العربية تعدُّ من أهم اللغات عالميا، إلا أنها لا تحظى بالإقبال الذي يليق بمكانتها، فربما يكون سبب ذلك النفور هو أساليب تعليمها وطرق تدريسها أو لعدم إيصالها لمن يرغب بها، أو بسبب الترويج المعادي لها. كما أنني أمتلك فكرة ورغبة في إعداد منهج لتعليم العربية يتناسب مع الظروف الحالية ويصلح للتعليم عن بعد، وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني في ذلك، كل هذا دفعني لكتابة هذا البحث الذي أرجو أن يرتقيَ إلى مستوى الأبحاث الجيدة، وأسأل الله أن يكونَ عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم.

ومن الصعوبات والتحدّيات التي واجهتها في بحثي هو قلّة المصادر والمراجع المتعلّقة بموضوع، وانشغالي بالعمل فأنا أعمل لساعات طويلة، ولله الحمد والمنّة أنني قللت من ساعات نومي حتى أنجزت بحثي، وتغلّبت على قلّة المراجع بالإكثار من القراءة في المواقع الإلكترونية.

وهناك أسئلة عديدة كانت في مخيلتي، بعضُها وجدت له جوابا في بحثي هذا، ولكن راودتني أسئلة أخرى جديدة. هل ستعود العربية لغة العلم والحداثة كما كانت من قبل؟ لماذا هذا العداء وهذه السياسة ضد هذه اللغة العربية؟ هل العربية مناسبة للتقنيات الحديثة؟ هل أستطيعُ تأليف سلسلة متطورة لعليم العربية تحقق الفائدة المرجوة؟

وبرأيي من الطبيعي أن نجد العداء لهذهِ اللغة التي غزت العالم في الماضي، خاصة وأن من يعاديها لا يعلم قيمتها ويمتلك ثقافة مختلفة عنها. إن هذه اللغة مناسبة لكل زمان ومكان، فهي اللغة التي نزل بها القرآن والإسلام، وحملت الحضارة لأكثر من ألف سنة فكيف تعجز عن بعض التقنيات هذه اللغة التي قال عنها الشاعر حافظ إبراهيم:

وَسِــعـتُ كِتابَ اللَهِ لَفظـًا وَغـــــايَةً وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظــاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ وَتَـنســيقِ أَســماءٍ لِمُختَــرَعاتِ

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى ما يلي:

1. التنبيه إلى قيمة التكنولوجيا في المجال التعليمي.

2. ربط اللغة العربية بالتقنيات الحديثة لتسهيل عملية التعليم.

3. الدعوة إلى إعداد سلسلة تعليمية تليق باللغة العربية وإثبات أنها لغة تصلح لكل زمان ومكان.

4. الارتقاء بالمعلم والمتعلّم، لنقل طرق التعليم وأساليبه من الأسلوب التقليدي إلى الأسلوب العلمي المنهجي.

5. إبراز أهمية المنصات التعليمية لأنها ترفد الطالب بمعلومات قد لا يحصل عليها داخل الصف الدراسي.

أهمية البحث:

تكمن أهمية هذا البحث في كونه خطوة مناسبة للواقع الحالي ومتطلبات التعليم عن بعد، ولأن المرحلة القادمة – برأيي- سترتبط بهذا النوع من التعليم أو بالدمج بين التعليم عن بعد والتعليم الفيزيائي (المباشر). كما أنه من المهم تدريب المعلّم باستمرار ورفد خبراته بأساليب جديدة مناسبة لكل مرحلة.

الدراسات السابقة:

هناك عدد كبير من الأبحاث التي تطرقت إلى دمج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية عمومًا وتعليم اللغة العربية خصوصًا، ولكنّها تحقّق أهدافها، نذكر منها:

  1. عنوان الدراسة: أثر استخدام تطبيق الواتساب المتاح على الهواتف الذكية في تنمية مهارات التعلم الذاتي لدى طلبة اللغة العربية الناطقين بغيرها، دراسة هبة أبو رمان ونرجس حمدي, 2017م، الجامعة الأردنية، المملكة الأردنية الهاشمية، هدفت الدراسة إلى استقصاء وبيان أثر استخدام تطبيق الواتساب المتاح على الهواتف الذّكية في تطوير المهارات، وتنمية التعلّم الذاتي، لدى الناطقين بغير العربية في الجامعات الأردنية.
  2. عنوان الدراسة: تكنولوجيا تعليم اللغة العربية في الجامعة الجزائرية ـ دراسة وصفية تحليلية في الوسائل والتقنيات المعتمدة على التعليم، دراسة خنيش السعيد, 2017م، أطروحة دكتوراه، الجامعة الجزائرية، الجزائر، هدفت الدراسة إلى استقصاء مدى استغلال الجامعة الجزائرية لتكنولوجيا التعليم متمثلة في الوسائل والتقنيات الاتصالية والرقمية الحديثة في عملية تعليم اللغة العربية وإبراز أهمية المدخل التكنولوجي.
  3. عنوان الدراسة: فاعلية برمجية إلكترونية في تنمية مهارات اللغة الإنكليزية لطلبة المرحلة الأساسية في الأردن، دراسة عفراء سيف، 2019م، رسالة ماجستير، هدفت الدراسة إلى استقصاء وبيان فاعلية برمجية إلكترونية في تنمية مهارات اللغة الإنجليزية لطلبة المرحلة الأساسية في الأردن.

وبالنسبة لبحثي لم أجد بحثا يربط التقنيّات الحديثة بأركان التعليم الثلاثة (الكتاب والمعلّم والمتعلّم) ولم أجد بحثا يعالج المشكلة، وإنما كانت الأبحاث تعرض المشكلات فحسب.

منهج البحث

اعتمدت المنهج الوصفي في بحثي، وحاولت أن أعرض مشكلات البحث مع تقديم الاقتراحات والحلول لكل مشكلة، كما أنني تحدّثت عن رؤية مستقبلية بناء على معطيات الماضي والحاضر.

الفصل الأول ـ المناهج التعليمية في ظل الحداثة:

تمهيد:

إنّ التطور العلمي والتقنيّ الذي صاحبه تطور في أجهزة الحاسوب المكتبية والمحمولة بالإضافة لظهور الأجهزة اللوحية والهواتف المتطورة والتي نستطيع من خلالها عرض الوسائط المتعددة الرقمية وبوضوحٍ عالٍ، وإمكانية ربط هذه الأجهزة بشبكات الإنترنت العالمية، أثّر في الانتقال من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني. وساهم في تطوّر المناهج التعليمية التقليدية، وظهور سلاسل جديدة تتناسب مع ما لحق التعليم من تقدّم وتقنية، وأدخل بعض الأنشطة والمهارات التي لم تكن تُستخدم في السابق، كالأصوات المسموعة والمقاطع المرئية، وتُعد منافسة الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي تطورا طبيعيًا للتكنولوجيا التي تجتاح العالم اليوم.

أولاً ـ المادة التعليمية:

الكتاب الإلكتروني ومميزاته🙁[1])

يُعدّ الكتاب أحد أركان العملية التعليمية حيث يستخدمه الطالب في تحصيل المعرفة، واكتساب المهارات، ويشمل الكتاب مهارات المنهج الدراسي و التي تقدم للطالب بشكل مكتوب بالإضافة إلى الرسوم أو الصور، بهدف الوصول إلى الأهداف المرجوة من المنهج، ولعلّ اتساع محتوى الكتب الدراسية، وكثرة عددها، يدفع المهتمّين إلى تطويرها بما تتناسب مع التقدم التقنيّ وتحقيق الأهداف التعليمية.

والسؤال الذي بدأ يُطرح باستمرار: هل يمكن للكتاب التقليدي المطبوع على الورق البقاء بنفس الأهمية في المجال التعليمي أو حتى في المكتبات؟ وهل يمكن أن تتغير طريقة التعليم أو القراءة إلى طريقة أكثر فاعلية وأكثر مناسبة في ظل هذه الثورة التقنية؟

للإجابة على هذا السؤال لابدّ من تتبّع عملية التطور التي رافقت الكتاب منذ نشأته الأولى وصولا إلى عصرنا الحالي. تعود الجذور الأولى للكتاب الإلكتروني منذ انتشار الحواسيب وقدرتها الفائقة على تخزين النصوص الضخمة وذلك في ثمانينيات القرن الماضي، بدأ الكتاب الإلكتروني ينتشر ويزيد الاهتمام به، ويعود اختراع الكتاب الإلكتروني إلى (مايكل هارت Michael Hart) 1971م.

وللكتاب الإلكتروني عدّة تعريفات نستعرض بعضها:

  1. عَرَّفَ (لال) الكتاب الإلكتروني بأنه: برنامج يعتمد على النصوص المكتوبة، بالإضافة إلى مجموعة من العناصر والمثيرات المصورة والمرسومة والمتحركة.
  2. وعَرَّفَ نعيم الكتاب الإلكتروني بأنه: رؤية جديدة للكتاب الورقي في صورة إلكترونية مع إضافة عناصر الوسائط المتعددة والنصوص الفائقة والبحث.
  3. أما بسيوني فقد عَرَّفَ الكتاب الإلكتروني بأنه: “مكافئ إلكتروني أو رقمي للكتاب التقليدي المطبوع على الورق، ويمكن قراءته على الحاسب أو أي جهاز محمول باليد”.
  4. وقد عَرَّفَ مارشال وآخرون الكتاب الإلكتروني بأنه: ”جهاز منفصل للقراءة يعتمد على مفهوم وشكل المستند الورقي التقليدي، ويعتمد على التفاعل بالقلم الرقمي، وهو يدعم الأنشطة البحثية من خلال استخدام الحواشي والتعليقات التي يضيفها القراء على الكتاب”.
  5. بينما عَرَّفَ العلي مفهوم الكتاب الإلكتروني بأنه: “مصطلح يُستَخدَم لوصف نص مشابه للكتاب يُعرَض على شاشة الحاسب الآلي (الحاسوب) مرتبطاً ارتباطاً تكنولوجياً بالفيديو التفاعلي، ويتم استخدامه بإيجابية في نظام التعليم عن بعد، ويعتبر الكتاب الإلكتروني مصدراً من مصادر المعلومات الإلكترونية التي يمكن استثمارها في تنفيذ مناهج ومقررات التعليم عن بعد.

مما سبق يتضح أن:

  • الكتاب الإلكتروني يتكون من الوسائط المتعددة (النصوص، الصور، مقاطع الفيديو).
  • الكتب الإلكترونية بعضها تفاعلي، وبعضها غير تفاعلي يقتصر على عرض المعلومات بشكل مشابه للكتاب الورقي.
  • لا بد من استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية أو الهاتف لقراءة الكتاب الإلكتروني.
  • نستطيع نشر الكتب الإلكترونية على شبكات الإنترنت مما يتيح سهولة استخدامها وإمكانية تحميل الكتب الإلكترونية دون الاهتمام بالمسافات.
  • لم يعد من المهمّ أن يكون لدينا كتابا ورقيا عند توفّر الكتاب الإلكتروني([2]).

بعد هذه الدراسة نستطيع أن نقول إنّ الكتاب الإلكتروني هو:

عملية تحويل للكتاب الورقي من صورته التقليدية المعهودة إلى الصورة الإلكترونية، فالتحكم في محتويات الكتاب (من نصوص وصور وأصوات ومقاطع فيديو)، يتيح لنا إمكانية التفاعل مع المادة التعليمية بما يتناسب مع قدرات المتعلم وإمكانياته العقلية والعلمية.

ملحقات المادة التعليمية

إن نظرة تاريخية بسيطة تجعلنا ندرك التطور الذي أصاب الكتاب، بدءا من الكتابة على جدران الكهوف ووصولا إلى الكتاب الإلكتروني، فعملية التطور عملية طبيعية، وقد كان الكتاب الورقي يعتمد على النصوص المكتوبة منذ عصور طويلة مع القليل من الرسومات، ومع تقدّم الزمن والتطور العلمي زادت الرسومات وأضيفت إليها العديد من الصور المعبرة والمرتبطة بالمواضيع والنصوص المطلوبة، ومن ثم أرفقت المقاطع المسموعة والمرئية مع التطور الذي أصاب العملية التعليمية.

يُعد المقطع الصوتي (الشكل المنطوق للحرف) من أساسيات تعليم النظام الصوتي لأي لغة كانت، وفهم الأصوات من المهارات الأساسية لتعليم العربية للناطقين بغيرها، ونادرًا ما نجد في كتب تعليم العربية القديمة للناطقين بغيرها توظيفًا للأصوات. فالأصوات أداة مهمة لتوفير الوقت والجهد، وركيزة مهمة في إكساب النظام الصوتي العربي، ويعتبر التسجيل الصوتي من الموضوعات الغائبة في تعليم العربية بالرغم من أهميته، فهو أساس القراءة نظام تعليم، وهو الأساس لاكتساب طريقة النطق الصحيحة والمطابقة لنطق أصحاب اللغة، ويعرّف المقطع بأنه “وحدة صوتية أكبر من الفونيم”، ويجمع اللسانيون العرب على أن المقاطع التي تكون المفردات العربية ستّة ([3]).

أثبتت الكثير من الدراسات الطبية أن الصورة تترك بصمة في عقل الشخص، أكثر من الصوت، ومن الصعب أن ينسى الإنسان صورة قد رآها من قبل، ولكنه من السهل أن ينسى الصوت، وبالتالي فإن استخدام المقطع المرئي «الفيديو» في التعليم يجعل الطالب منتبها لوقت أطول.

إن استخدام الفيديو يعدُّ من وسائل التعليم الحديثة، فطرق التعليم التقليدية التي تعتمد على وقوف المعلّم أمام الطلاب في الفصل، وسرد المعلومات أو الكتابة على السبُّورة، أصبحت مملّة ولم تعد جذابة كما كانت من قبل بالنسبة للطلاب، ولكن المقطع المرئي يلعب دورا كبيرا في جذب الانتباه، وجعل الطلاب متحمسين بشكل كبير لمشاهدة ومعرفة معلومات جديدة، وترجع أهمية التعليم بـ «الفيديو»، إلى بعض الحقائق التي توصلت إليها الدراسات الأخيرة، حيث أجرى مجموعة من العلماء، دراسة استكشافية على «الفيديوهات» المنتشرة على «اليوتيوب» وثبت أن الأشخاص يشاهدون الفيديو أكثر من المحتوى الثابت بأربعة أضعاف. كما ثبت أنّ الفيديو يجعل الشخص متفاعلاً أكثر، حيث إن الصور المتحركة تجعل الطالب منتبهًا ويريد معرفة ما سيحدث.

لقد سهّل استخدام المقاطع المرئية «الفيديو» في العملية التعليمية، الكثير على المعلم، و منحه القدرة على الابتكار وجعله أقدر على توصيل المعلومات إلى طلابه بسهولة ويسر، كما كان يقضي وقتًا طويلاً في شدّ انتباه الطلاب إليه، أما الآن فأصبح لديه القدرة على جذبهم بسهولة، وقد نتعجّب من قدرة الأبناء على تذكر «الأفلام والمسلسلات» التي شاهدوها منذ سنوات، وعدم تذكرهم المعلومات التي درسوها في العام الدراسي السابق، وهذا يرجع إلى أن العقل يحتفظ بالصور التي يراها لفترات طويلة، ولكنه لا يحتفظ بالمعلومات التي سمعها إلا لشهور قليلة، كما أن الطالب ينسى الكثير من المعلومات بمجرد خروجه من الامتحان، أما المقاطع المرئية فتمنح الطالب القدرة على رؤية المعلومات بعينه، مع تفصيل توضيحي، مما يصعّب نسيانها في الغالب.

أصبح الفيديو التفاعلي في الوقت الحالي، وسيلة فعالة وحيوية وبخاصة في التعلم الذاتيّ؛ لأنها تراعي الفروق الفردية للمتعلّم، ولم يعد المعلم بحاجة إلى التحدث مع كل طالب، بل يقوم بعرض الفيديو والمعلومات، ويقف ولو لدقائق قليلة حتى يوضح نقطة معينة أو يشرح معلومة بتفاصيل أكثر، وبالتالي يستفيد جميع الطلبة([4]).

ثانيًا ـ أركان العملية التعليمية “دور المعلم والمتعلم في تكنولوجيا التعليم”

1ـ دور المعلم في استخدام تقنيات التعليم:

كان دور المعلم في التعليم التقليدي هو أن يقدم الحقائق والمعلومات للمتعلم، أما في تكنولوجيا التعليم فيتحول دوره إلى تعليم الطالب كيف يتعلم، وهذا يتطلب حسن احتواء المتعلم كي يقوم بمسؤولية تعلمه على أساس من الدافعية الذاتية، ومساعدته على أن يكون باحثًا نشطًا عن المعلومات لا متلقيًا لها، كما يقوم المعلم بتصميم أنشطة تعليمية، وتوفير الوسائل والتقنيات اللازمة لها

ويتلخص دور المعلّم المعاصر لتقنيات التعليم في عدّة نقاط:

  • المعلم مرشد ومسهِّل للعملية التعليمية.
  • هناك مصادر ووسائل اتصال متنوعة.
  • المعلومات تُكتشف ولا تُلقّن.
  • إثارة التساؤلات والتحفيز.

في حالة التعليم الحديث لا يقوم المعلم سوى بإرشاد المتعلم إلى كيفية استكشاف المعلومة، والاطمئنان إلى أنه قادر في المستقبل على تعليم نفسه بنفسه، فلا عبرة بكَم المعلومات التي تصل للمتعلم، ولكن العبرة بالنتيجة النهائية وهي الوصول بالمتعلم إلى مرحلة استخدام مهاراته وقدراته في اكتشاف المعلومات.

إن تقنيات التعليم المعاصرة ليست الأساليب الحديثة للعملية التربوية، أو استخدام الحواسيب والهواتف والآلات والأجهزة التعليمية فحسب، بل إنها طريقة تفكير ومهارات تدريس

إن دور المعلم لم يعد مقتصرا على مجرد نقل المعلومات وتسميعها للطلاب بصورة أو بأخرى، وإنما أصبحت مهمته الرئيسية هي توجيه التلاميذ إلى التعلم الذاتيّ، ولكي يكون دور المعلّم فعّالا عليه الانتباه إلى ما يلي:

  1. دمج التكنولوجيا في التعليم وسيلة وليست غاية.
  2. الانسجام والتكيف مع المتغيرات الحديثة والمعاصرة.
  3. الصبر والأناة فيما يتعلق بتعليم الطلاب.
  4. مراعاة الجو التعليمي والفروق الفردية في المدرسة وفى المجتمع بشكل عام.
  5. تجنب أسلوب التلقين القائم على الاعتقاد بأن المتعلم يأتي بصفحة بيضاء.
  6. التركيز على إستراتيجيات التعلم وتدريب المتعلمين على التعلّم الذاتيّ.
  7. الانفتاح وتوقع الاحتمالات البديلة وتنويع الأنشطة لتناسب المستويات المختلفة.
  8. تفعيل أسلوب حل المشكلات في العملية التعليمية.
  9. الانتباه إلى تفاعل المتعلمين وإثارة اهتماماتهم واحتياجاتهم.
  10. توفير الجو المشجع للتفاعل بين الطلاب.
  11. التحضير والتخطيط للدرس على شكل خطوات إرشادية قابلة للتعديل حسب المواقف التي يواجهُها المعلّم أثناء الدرس.
  12. تقديم تغذية راجعة لكل طالب.

دور المتعلم في ظل التقنيات الحديثة:

يجب أن يكونَ المتعلّم في ظل التقنيات المعاصرة نشيطًا وفعّالاً لا سلبيًّا؛ لأنه أهمّ عنصر في العملية التعليمية، وحوله تدور الركائز الأخرى (المعلّم والمادّة التعليمية) والطّالب ليس مجرد متلقٍّ للمعلومات التي يلقيها إليه المدرس، فالمتعلّم الذي يتلقى البرنامج التعليمي في أسلوب تفريد التعليم عبر الحاسوب أو من أي مصدر آخر فيعد هو محور العملية التعليمية. والتعليم في ظل التقنيات الحديثة، يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين؛ ولذا يسير المتعلم أثناء تعلّمه تبعا لما لديه من إمكانيات وقدرات خاصة، ولذلك يجب عليه:

  1. التعرف على المواد والأدوات والأجهزة المستعملة وكيفية استخدامها.
  2. التدرّب على الصيانة البسيطة للوسائل التعليمية وتنظيمها وحسن استعمالها.
  3. ممارسة مهارات التعلّم وفق معطيات التقنية واكتساب فكر تقني خلّاق.
  4. تقويم الأعمال المنجزة مع مراعاة الجانبين الجمالي والإبداعي.
  5. اكتساب المعارف العلمية والتقنية والتعود على الأجهزة التي تخدم العملية التعليمية.
  6. الاهتمام بالتعبير الكتابي بالإضافة إلى التعبير الشفوي والقراءة والمحادثة.

ثالثُا ـ السلاسل المعاصرة لتعليم العربية:

يدرك المشتغلون بالتعليم أن تطوير المناهج الدراسية عملية مستمرة غير منتهية، وكلما طورت المؤسسة التعليمية منهجها لتلحق بركب ذلك التغير، قطع التقدّم شوطاً آخر يقتضي تطويرًا جديدًا للمنهج. وقد يكون تطوير المناهج جذريًّا أو جزئيًّا، فتطوير المناهج إذاً ليس مجرد إعداد تخطيط كتابي لصورة جديدة للمنهج، ثم إن التخطيط الكتابي للمنهج يتطلب دراسات علمية تمهد لاتخاذ القرارات جديدة تتماشى مع التطور العلمي الهائل على كافة الأصعدة والمجالات، لذلك من الطبيعي أن تتطوّر المناهج التعليمية وفقًا لهذا التطوّر، وقد حاولت المناهج الحديثة أن تدمج التكنولوجيا بالتعليم من خلال الانتقال إلى المنهج الإلكتروني كخطوة أولى، ومن ثم إدخال الصور ذات الدقّة العالية أو المقاطع الصوتية والتسجيلات التابعة للنصوص القرائية، كما أرفقت بعض المناهج المتطورة بمنصّات تعليمية، وبعض الأنشطة الإلكترونية أو تلك التي تعتمد على شبكات الإنترنت الدولية، ومن خلال خبرتي المتواضعة بمجال تعليم العربية لغير أبنائها أحببت أن أستعرض الآن بعض السلاسل التعليمية المتطورة التي اطلعت عليها، وقمت بالتدريس لبعضها، وهي مناهج تعليمية أُلفت للناطقين بغير العربية، وقد اخترنا هذا الجانب لأن لا نستطيع التحدّث عن المناهج التعليمية الخاصة بتعليم العرب نظرًا لصغر البحث، ولاتساع المناهج العربية وكثرة أعدادها، بالإضافة إلى اتساع علوم اللغة العربية كما هو معلوم([5]).

وسلاسل ومناهج تعليم العربية كثيرة لا يمكن حصرها ولكن نذكر بعضها:

  1. العربية بين يديك: وتعدُّ من أهم سلاسل تعليم العربية للناطقين بغيرها، وهي سلسلة قديمة ومشهورة، إلا أنها تطوّرت لمواكبة التطور العلمي وهي تحتوي على كتاب إلكتروني، وموقع إلكتروني، وتعتمد على التسجيلات الصوتية، وتعتمد على الصور بدل الرسومات، إضافة إلى الكتاب الورقي المكوّن من أربع كتب، وما يلحق به من معجم وكتيّب تعريفي، ودليل للمعلّم.
  2. العربية للعالم: ألّفت هذه السلسلة لمواكبة التطوّر العلمي لذلك اهتمّت بشكل الكتاب من حيث الصور والغلاف ونوع الورق، كما اعتمدت التسجيلات الصوتية والمحتوى الإلكتروني بالإضافة إلى الكتاب التقليدي.
  3. اللسان: وهي سلسلة حديثة ومتطوّرة تحتوي على تسع كتب، ومصاحبات الكتاب هي المحتوى الإلكتروني وقرص للتسجيلات الصوتية، ودليل المعلم.
  4. البيان: سلسلة حديثة أُلفت بهدف إعداد الطلبة غير العرب في مرحلة ما قبل الجامعة لدراسة العلوم الشرعية أو اللغة العربية أكاديميًّا، وهي سلسلة متطوّرة، اعتمدت على التسجيلات الصوتية والمحتوى الإلكتروني، وأرفقت بمنصّة تعليمية فيها العديد من الاختبارات والأنشطة الإلكترونية.
  5. المنهج العالميّ: وهي سلسلة متطوّرة اعتمدت أساليب مبتكرة تتناسب مع التطور العلمي، واهتمّ مؤلفوها بكل معايير الحداثة من نوع للأوراق وشكل الغلاف، واعتمدت على الرسومات، ولها محتوى إلكتروني وقصص مرفقة، وقرص للتسجيلات الصوتية، بالإضافة إلى الكتاب التقليدي الورقي.

وهناك سلاسل أخرى متطوّرة لا يتسع المجال لذكرها، ولكننا نصل إلى نتيجة مفادها أن المناهج العربية تتقدّم وفقا لمعطيات التقدّم العلمي، ولكنّها ليست في المستوى المطلوب، وقد ركّزت معظم السلاسل الحديثة، على التسجيلات الصوتية، وتركت التسجيلات المرئية «الفيديو»، لم ترتق السلاسل العربية إلى العالمية مما أضعف الإقبال على تعلّم اللغة العربية.

الفصل الثاني ـ التقنيات المعاصرة وتعليم اللغة العربية

تمهيد:

يمكن للتعليم أن يكون أفضل، إذا استخدمنا التقنيات الحديثة بشكل مناسب لأن لهذه الوسائل إيجابيات عديدة، فهي توفّر الوقت من خلال استخدام الوسائل الحسية (البصرية والسمعية) ولأنها تبقى في ذاكرتنا زمنًا أطول، فالألفاظ لا تستطيع أن تعطي الطالب صورة حقيقية واضحة عن بعض المواضيع المتعلّقة بالدروس، كما أن الوسائل التعليمية الحديثة تدفع الطالب نحو التعلم الذاتي، وليس دور المعلّم إلا كمرشد أو قائد، فهو المصمم للمنظومة التدريسية داخل الفصل الدراسي.

أولاً: دمج التكنولوجيا بالتعليم:

قد يظن البعض أن عملية دمج التقنية بالتعليم تأتي بنفس أهمية الوسائل التعليمية، ولكن هناك فرق بينهما، حيث أن الوسائل التعليمية هي جزء من التقنية التعليمية، وبالتالي فإن أهمية التقنية التعليمية أعم وأشمل من أهمية الوسائل التعليمية.

ولتكنولوجيا التعليم دور هام في معالجة مشكلات التعليم، التي يمكن معالجتها باستخدام تكنولوجيا التعليم([6]):

  • انخفاض الكفاءة في العملية التربوية نتيجة لازدحام الفصول بالمتعلمين والأخذ بنظام الفترات الدراسية، ويمكن معالجة ذلك من خلال استخدام الوسائل المبرمجة لإثارة دوافع وميول المتعلمين.
  • مشكلة الأمية، ولحل هذه المشكلة يمكن إنشاء الفصول المسائية وتزويدها بوسائل تكنولوجيا التعليم على أوسع نطاق كالاستعانة بالبرامج التعليمية والإذاعة التربوية والأقمار الصناعية.
  • نقص أعضاء هيئة التدريسية، ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق التلفاز التعليمي أو استخدام الأجهزة اللوحية والشاشات الإلكترونية المرتبط بالأقمار الصناعية.

تشمل خطة دمج التقنية بالتعليم عددًا من المسائل من أهمها؛ تحديث أسلوب التعليم ومناهجه بما يتماشى مع هذا الدمج، وتأكيد الترابط الموضوعي فيما بينها، وتوفير المحتوى الرقمي العلمي المتوافق مع متطلبات المنهج الدراسي، وتوفير الأدوات اللازمة للعملية التعليمية الجديدة مثل: برمجيات جمع المعلومات وعرضها، وبرمجيات النشر الإلكتروني، توفير البنية التحتية اللازمة لذلك (الاتصالات، الحاسبات، نظم الإدارة التعليمية) وتدريب المعلّمين ورفع كفاءتهم لاستخدام تقنية المعلومات، وتعديل نظام التعليم لجعل «الطالب محور العملية التعليمية» واعتماد أسلوب «التعلم في حالة مستمرة» واتخاذ أسلوب أن المتعلم هو الباحث عن المعلومة، والمعلم هو المُخْوِل وليس المصدر الوحيد للمعلومة([7]).

وبالتالي كان لابد لهذه المؤسسات من إيجاد حلول لهذا المشكلات بدمج التكنولوجيا بالتعليم، واستطاعت التقنية التعليمية أن تسهم بالآتي:

  1. استيعاب الأعداد المتزايدة من المتعلمين.
  2. عالجت مشكلة قلة عدد المعلمِين ذوي الخبرة أكاديميًا وتربوياً.
  3. تعويض المتعلمين عن الدروس والأنشطة التي قد تفوتهم داخل الصف الدراسي.
  4. كافحت مشكلة الأمية بجميع أشكالها.
  5. نقلت المدارس التقليدية الحالية إلى طور التقنية والحداثة.
  6. ساعدت المعلم على مواكبة متطلبات التربوية الحديثة التي تجعل المتعلم محور العملية التعليمية.
  7. تحسين نوعية التعليم والوصول به إلى درجة الإتقان
  8. تحقيق الأهداف التعليمية المطلوبة بوقت قصير وإمكانات بسيطة.
  9. خفض تكاليف التعليم، دون تأثير على نوعيته.

ثانيًا ـ وسائل التواصل التعليمي:

تطبيق الزووم «Zoom»: يؤمن تطبيق الـ «زووم» التواصل المباشر بين المدرّس والطلاب أثناء التعليم عن بعد، وفيه العديد من الخصائص التي تسهّل العملية التعليمية، كخاصية تسجيل الدروس مما يمكّن الطالب من تكرار الاستماع للدروس، ويستطيع الطلاب الغائبون متابعة ما فاتهم من دروس، كما يسهّل التطبيق عملية ضبط الفصل الدراسي، فالمعلّم يستطيع أن يتحكّم بأصوات الطلّاب، أو «الكاميرا» ويستطيع المعلّم مشاركة شاشة الحاسوب للطلّاب في حال التعليم عن بعد، كما يستطيع الطلّاب أن يفعلوا ذلك إذا تطلّب الأمر ذلك في عرض واجباتهم أو أنشطتهم، ويستطيع الطلاب الكتابة على الشاشة أو في الملاحظات، وهناك إمكانية لغرف الدردشة، بالإضافة إلى العديد من الخصائص التي تخدم عملية التقنية التعليمية، ويعتمد هذا التطبيق على شبكات الإنترنت العالمية، ولا يمكن أن يعمل إلا بتوفر الإنترنت، حاله بذلك حال معظم التطبيقات.

البريد الإلكتروني «الإيميل»: لا يكاد يخلو جهاز من إتاحة البريد الإلكتروني، بل إن معظم الأجهزة لا تعمل إلا إذا توفّر البريد الإلكتروني، وممكن الاستفادة منه في العملية التعليمية من خلال تنزيل التطبيقات والاحتفاظ بها على البريد الإلكتروني، ونستطيع استرجاع كافة التطبيقات من خلال البريد الإلكتروني «الإيميل» كما نستطيع من خلاله إرسال واستقبال الملفات التعليمية بل والاحتفاظ بها، بالإضافة إلى إمكانية التواصل عن طريقه.

غوغل كلاس رووم «GoogleClassroom»:

صُمم هذا التطبيق على أساس تعليمي، حيث يعتبر بمثابة فصل دراسي افتراضي، كما هو واضح من اسمه، ويتيح خصائص مفيدة جدًا، حيث يستطيع المدرّس أن يحدّد الواجبات، مرتبطة بزمان محدّد، ويمكن إرسال الملفات، أو الصور، وفيه ميزة المحادثة عن طريق التعليق، وإضافة الملاحظات.

نماذج غوغل «Google»: نستطيع بهذا التطبيق إجراء الاختبارات القصيرة أو الطويلة، وفي هذا التطبيق ميزات رائعة حيث يمكننا من التنوع في الأسئلة الاختيارية بكل أنواعها، أو الإجابات الطويلة، كما يمكننا إضافة صورة أو مقطع مرئي «فيديو»، كما أنه يقوم بالتصحيح التلقائي، أو التصحيح اليدوي، وبإمكان هذا التطبيق إرسال النتائج مباشرة.

تطبيق الوتساب «WatsApp»: يتيح لنا هذا التطبيق التواصل السريع والمباشر كما يمكّننا من الاتصال عن طريق «الفيديو» أو إرسال واستقبال المقاطع الصوتية أو المقاطع المرئية، التي تخدم المناهج التقنية الحديثة، كما يمكننا من إنشاء مجموعات مع الطلاب، وقد لعب هذا التطبيق دورا كبيرا في عمليات التواصل الاجتماعي.

تطبيق التلغرام «Telegram»: تطبيق التلغرام يتشابه مع تطبيق «الوتساب» إلى حدّ كبير فهو يحتوي على ما يحتويه تماما، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء قنوات تعليمية، وبالنسبة لي وجدت هذا التطبيق أنسب للعملية التعليمية، وفيه خاصّية البحث التي تمكننا من إيجاد الملفّات أو الجمل التي نبحث عنها بسهولة ويسر.

وهناك تطبيقات كثيرة نستطيع الاستفادة منها في العملية التعليمية وفق الحداثة والتقنيات المعاصرة، لا يتّسع المجال لذكرها، مثل «غوغل درايف» أو «يوتيوب» أو غيرها.

منصات اللغة العربية التعليمية

بعد إغلاق المدارس والجامعات في معظم بلدان العالم بسبب الانتشار السريع لوباء «كورونا» وحتّى لا تتعطّل العملية التعليمية، سارعت العديد من المؤسسات التعليمية لإيجاد الحلول البديلة من خلال التعليم عن بعد فكان دور منصات التعليم عبر الإنترنت بارزًا من خلال تقديم العديد من الخصائص الهادفة لاستمرار الطلاب وعدم انقطاعهم عن دروسهم، فصار بإمكانهم مواصلة التعلم وهم في بيوتهم، ونستعرض الآن بعض المنصّات التعليمية المتخصصة باللغة العربية:

  • منصة إدراك:

هي أكبر منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية المفتوحة المصادر، تأسست بهدف توفير مساقات تعليمية عالية الجودة تقوم على تطوير محتوياتها نخب من خبراء وأكاديميي العالم العربي والعالم، بالإضافة إلى تقديم بعض المساقات العالمية المترجمة إلى اللغة العربية.

  • أقرأ بالعربية:

منصّة تعليمية متخصّصة بعلوم اللغة العربية، تمكّن المعلّم من تكليف الواجبات، فيها العديد من القصص والكتب المفيدة، بالإضافة إلى الألعاب اللغوية الهادفة ، وأوراق العمل، والاختبارات الإلكترونية، والطالب فيها يستطيع أن يرتقي من مستوى لآخر بناء على الأنشطة التي يقوم بها.

  • أتعلّم العربية:

وهي منصّة رديفة لمنصة أقرأ بالعربية إلا أنها خاصّة بالطلاب الناطقين بغير العربية، وفيها العديد من الأنشطة والقصص، والمنصة تمكّن المعلّم من إضافة أوراق عمل جديدة، بالإضافة إلى إمكانية تكليف الطلاب بواجبات، وتعدّ المنصتان تعليميتان وتتماشيان مع تقنيات التعليم المعاصر.

  • منصة رواق

هي أقدم منصة تعليمية إلكترونية تهتم بتقديم مواد دراسية أكاديمية مجانية باللغة العربية في شتى المجالات والتخصصات، يقدمها أكاديميون من مختلف أرجاء العالم العربي، ومتحمسون لتوسيع دائرة المستفيدين من مخزونهم العلمي والمعرفي المتخصص؛ حيث يسعون لإيصاله لمن هم خارج أسوار الجامعات.

  • منصة تمكين

تعد مؤسسة تمكين للتدريب؛ مشروعًا رائدًا في تقديم التدريب في مجالات متنوعة بشكل احترافي عن بعد وعلى أرض الواقع في سوريا والوطن العربي. وتصبو إلى تنمية مهارات وفكر الأفراد للمساهمة في تشكيل جيل متمكن قادر على النهوض بالمجتمع.

  • منصة البناء العلمي:

وهي أول منصة على الإطلاق متخصصة في العلوم الشرعية الإسلامية، وهي تابعة للأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وقد أتاحت الأكاديمية من خلال منصة البناء العلمي المجال لأن يلتحق بها جميع من يرغب بطلب العلم الشرعي، على أن يتابع الطالب دروس المواد المقدّمة المبثوثة بثًا مباشرًا من خلال قناة فضائية وقناة يوتيوب، بالإضافة إلى المقررات المقروءة، ثم متابعة الواجبات والاختبارات والأنشطة عبر موقع المنصة، فهي أشبه ببرامج الدبلوم المعرفة في المعاهد.

  • منصة زادي:

تعدُّ منصة زادي ثالث منصة عربية تنتهج نظام (MOOCs) للتعليم المفتوح، وأول منصة متخصصة في تعليم العلوم الشرعية عالميًا وفق النظام المذكور نفسه، ويشرف عليها الداعية د.محمد صالح المنجد، وتهدف إلى تقريب المعارف الشرعية من خلال دورات متعددة في العلوم الشرعية، لمن يعسر عليهم الوصول إليها بسبب مكان إقامتهم أو برامجهم المزدحمة.

  • منصة نفهم:

هي خدمة تعليمية تقدم دروسًا مرئية تشرح المناهج المدرسية لكافة المراحل، بشكل مبسط ومجاني، وتغطي مناهج مدرسية لخمس دول عربية، هي مصر والسعودية وسوريا والجزائر والكويت.

توفر ألعابًا للأطفال باللغة العربية الفصحى، وتجمع بين المتعة والفائدة.

يختص بالأبجدية العربية، ويتيح تعلم حروف اللغة العربية وأساسيات القراءة والكتابة بطريقة بسيطة ومسلية. يعتبر التطبيق مناسبًا للأطفال في مرحلة الروضة.

تهدف القناة إلى تعليم اللغة العربية للأطفال، عبر بث قصص للأنبياء، كما تبسط مفاهيم البرمجة للصغار كخطوات تركيب جهاز الكمبيوتر.

تقدم القناة قصصًا للأطفال باللغة العربية الفصحى من خلال أسلوب دمج اللعب مع التعلم عبر بث مقاطع فيديو تعليمية باستخدام الرسوم المتحركة، ويتنوع المحتوى من دروس حول الحيوانات والأبجدية العربية والأشكال الهندسية والألوان والأرقام.

يهدف إلى تعليم الأطفال نطق الحروف العربية وكتابتها وتشكيلها، عبر أنشطة متنوعة، منها لعبة بطاقات الذاكرة ولعبة قطف الثمار ولعبة البالونات([8]).

الخـاتــمـة:

  • نتائج البحث:
  • يعتبر الكتاب الإلكتروني منافسًا حقيقيًّا للكتاب التقليدي الورقي.
  • لا يمكن للحاسوب أن يأخذ مكان المدرس في العملية التعليمية، ولا يمكن الاستغناء عن المدرس، فالحاسوب وسيلة بيد المدرس، ولا يستطيع الحاسوب أن يجيب عن جميع الأسئلة التي يسألها الطالب.
  • استخدام تقنيات التعليم والتعليم عن بعد يؤدي إلى تقليص دور المعلم ينزع الروح الإنسانية من الحياة التدريسية.
  • الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي تقلل من مهارات الإنسان، وكثرة الجلوس أمام الحاسوب يسبب الكسل وبعض الأمراض.

وفي الختام أكرر حمدي لله الذي أرشدني لحمده وأعانني على إنجاز هذا البحث في الوقت المطلوب، وإن ارتقى بحثي لمستوى الأبحاث الناجحة؛ فذلك بفضل أساتذتنا الكرام وأساليبهم، من بعد فضل الله علينا جميعا.

  • التوصيات والاقتراحات
  1. نظراً لارتباط التكنولوجيا بعناصر المنظومة التعليمية، اقترح العمل على ذلك بطريقة علمية وخطة جيدة، كي يصبح التعلم أكثر سرعة وإنتاجًا.
  2. التقنية التعليمية توفر مناهج أفضل، وتجعل التعليم متطورا بصفة مستمرة، وترفع من مستوى المتعلمين، وتكسبهم مهارات التفكير.
  3. لا بدّ من زيادة الاهتمام بدور المعلّم لأنه سيبقى قدوة للتلاميذ، فهم يقلدون صفاته التي يحبونها.

تعدّ المنصّات التعليمية وسيلة تعليمية جديدة وأنصح بالاهتمام بها أكثر، لأنها ستتطور في السنوات القادمة

المصادر والمراجع

1ـ الدبسي، رضوان، 2003م، تحديث طرائق اللغة العربية وتكنولوجيا التعليم وأنشطته، المؤتمر السنوي الثاني، اللغة العربية في مواجهة خطر، دمشق، سورية، مجمع اللغة العربية.

2ـ زينوري، أحمد، 2016م، فعالية استخدام الفيديو في ترقية مهارة الكتابة، بإشراف الدكتور عبد الوهاب رشيدي، جامعة مولانا مالك إبراهيم.

3ـ السيد، محمود أحمد، 2006م، سوء أساليب تعليم اللغة العربية في طرائق تدريس اللغة العربية، دمشق، سورية، جامعة دمشق. اطلعت عليه ولم أستخدمه.

4ـ السعيد، خنيش، 2016م، تكنولوجيا تعليم اللغة العربية في الجامعة الجزائرية، الطبعة الأولى، وزارة التعليم العالي، جامعة باتنة.

5ـ عمر، زكريا ومحمد التفتنازي، صالح محجوب 2011م، اتجاهات معاصرة في تعليم اللغة العربية وتعلّمها للناطقين بغيرها، الطبعة الأولى، مطبوعات مركز البحوث، الجامعة الإسلامية العالمية ـ ماليزيا.

6ـ فلاتة، د.مصطفى بن محمد، 2001م، المدخل إلى التقنيات الحديثة في الاتصال والتعليم، الطبعة الأولى، مكتبة العبيكان، الرياض.

7ـ المالكي، حورية، 2000م، تكنولوجيا الحاسوب والعملية التعليمية، وزارة التربية في قطر.

المواقع الإلكترونية التي تمّت زيارتها:

1ـ أبو زايدة، أحمد علي أحمد، 2015م، الكتاب الإلكتروني المحوسب، تعريفه وأنواعه ومميزاته

https://www.new-educ.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%84%D9%8A

تمت زيارته في 19/06/2021

2- الدكتور خالد أبو عمشة باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن

b6946bd-9273-4424-9fff-20ad14803488.jpeg

تمت زيارته في 19/06/2021

3ـ منصات تعليم اللغة العربية، موقع إلكترونية، اطلعت عليه بتاريخ 20/06/2021 https://www.enabbaladi.net/archives/374451#ixzz6z2ifUCti

الهوامش:

  1. أبو زايدة، أحمد علي أحمد، 2015م، الكتاب الإلكتروني المحوسب، تعريفه وأنواعه ومميزاته.
  2. أحمد علي أحمد أبو زايدة 03/07/2015
  3. الدكتور خالد أبو عمشة باحث وخبير لغوي/معهد قاصد بالأردن b6946bd-9273-4424-9fff-20ad14803488.jpeg
  4. زينوري، أحمد، 2016م، فعالية استخدام الفيديو في ترقية مهارة الكتابة، بإشراف الدكتور عبد الوهاب رشيدي، جامعة مولانا مالك إبراهيم، ص 10- 11 بتصرف
  5. عمر، زكريا ومحمد التفتنازي، صالح محجوب 2011م، اتجاهات معاصرة في تعليم اللغة العربية وتعلّمها للناطقين بغيرها، الطبعة الأولى، مطبوعات مركز البحوث، الجامعة الإسلامية العالمية ـ ماليزيا ص77 – 85 بتصرف
  6. فلاتة، د. مصطفى بن محمد، 2001م، المدخل إلى التقنيات الحديثة في الاتصال والتعليم، الطبعة الأولى، مكتبة العبيكان، الرياض، ص280-300 للاطلاع.
  7. السعيد، خنيش، 2016م، تكنولوجيا تعليم اللغة العربية في الجامعة الجزائرية، الطبعة الأولى، وزارة التعليم العالي، جامعة باتنة، ص83 – 90 للاطلاع
  8. منصات تعليم اللغة العربية، موقع إلكترونية، اطلعت عليه بتاريخ 20/06/2021

    https://www.enabbaladi.net/archives/374451#ixzz6z2ifUCti