التحولات المعجمية والدلالية في اللهجات الحائلية المعاصرة
مشاعل حسين هليل العنزي1
1 باحثة ماجستير – قسم اللغة والنحو والصرف، جامعة حائل – المملكة العربية السعودية
بريد الكتروني: Dr.mashaelhussain@hotmail.com
HNSJ, 2022, 3(6); https://doi.org/10.53796/hnsj3617
تاريخ النشر: 01/06/2022م تاريخ القبول: 10/05/2022م
المستخلص
هدفت هذه الورقة الى دراسة الظاهر الصوتية الخاصة باللهجات الحائلية ودراسة التحولات المعجمية والدلالية في اللهجات الحائلية، وقد اتبعت الدراسة المنهج الاستقصائي والوصفي، وتوصلت الدراسة الى عدة نتائج أهمها وجود عدد من الظواهر الصوتية الخاصة باللهجات الحائلية واحتفاظ اللهجة الحائلية بالكثير من خصائص الفصحى في الأوزان؛ رغم اختصاصها ببعض الأوزان.
إن العلاقة بين اللغة واللهجة هي العلاقة بين العام والخاص، واللهجة: مجموعة من الصفات اللغوية، تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك فيها جميع أفراد هذه البيئة، وتشترك اللهجات بمجموعة من الظواهر؛ لتسهل الاتصال بين أفراد هذه البيئة، وفهم ما يدور بينها.
المبحث الأول: اللغة واللهجة.
اللغة لغةً واصطلاحًا:
لغة: جاء في لسان العرب: “واللُّغَة: اللِّسْنُ، وَهِيَ فُعْلةٌ مِنْ لَغَوْتُ أَي تكلَّمتُ، أَصلُها لُغْوة، وَقِيلَ: أَصلها لُغَيٌ، أَو لُغَوٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَجَمْعُهَا لُغًى، مِثْلَ: بُرة وبُرًى، وَفِي الْمُحْكَمِ: الْجَمْعُ لُغات ولُغونَ ([1])،وللغةِ تعريفاتٌ كثيرةٌ في الاصطلاح تداولتْها الدوائرُ العلميةُ-قديمًا وحديثًا-، من أشهرِها ما حملهُ التراثُ العربيُّ لابنِ جنيٍّ الذي أوردهُ في كتابِه (الخصائصِ)، حيثُ قالَ”:أما حدُّها: فإنَها أصواتٌ يعبرُ بها كلُّ قومٍ عنْ أغراضِهم”.([2]) وابنُ جنيٍّ هنا ينبه للجوانبِ المميزةِ للغةِ، فقد أكدَ الطابعَ الصوتيَّ لها، كما ذكرَ وظيفتَها الاجتماعيةَ في التعبيرِ، ونَقْلِ الفكرِ، وأنها تستخدمُ في وسطِ مجتمعٍ، فلكلِّ قومٍ لغتُهم.
اصطلاحًا: عرفها ابن منظور: “هي أصوات ينطق بها الإنسان لتعرف أفكاره ومشاعره”([3])،
وعرفها ابن جني: “هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”.([4])
وعند ابن خلدون: ” اعلم أنَّ اللغة في المتعارف هي عبارة المتكلِّم عن مقصودة، وتلك العبارة فعل اللسان، فلا بد أن تصير ملكة متقرِّرة في العضو الفاعل لها، وهو اللسان، وهو في كلِّ أمَّة بحسب اصطلاحاتهم”.([5])
وعرفها إبراهيم أنيس: “اللغة تشتمل عادة على عدّة لهجات، لكل منها ما يميزها، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية، والعادات الكلامية، التي تؤلِّف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات”.([6])
أي أن اللغة أعم وأشمل، واللهجة فرع لها، فاللغة هي العنصر الأساسي، وتضم عدة لهجات متفرعة من اللهجة الأم، وصفات خاصة على حسب كل منطقة، والمناطق المجاورة لها، ومن مميزات اللهجة أنها تفرق بين الأصوات وطبيعتها، وكيفية صدورها.([7])
وعرفَها علماءُ اللغةِ المحدثون – موضحين في التعريفِ تركيبَها، وأساسَها، ووظيفتَها – بقولهم: “اللغةُ منظومةٌ منَ العلاماتِ والمعاني، أساسُها الصوتُ، تعتمدُ في أداءِ وظيفتِها على رموزٍ اعتباطيةٍ، تستطيعُ بها مجموعةٌ من البشرِ التفاهمَ والاتصالَ”.([8])
التحولات المعجمية والدلالية في اللهجات الحائلية المعاصرة.
من الأمور المسلم بها في الدراسات اللغوية الحديثة اتصال اللغة بلهجاتها على مر العصور والأزمان، وهذا يؤدي إلى انتقال كثير من صفات اللهجات إلى اللغة الفصحى، على مختلف المستويات.
ولا شك أن اللهجات تنضوي تحت لواء اللغة الفصحى وتتفرع منها؛ فكل كلمة في اللهجة الحائلية لها أصولها المتجذرة في اللغة العربية الفصحى، وقد تكون بعضها مولدة لم تكن موجودة سابقًا، استحدثتها الحاجة لوضع كلمة لهذا المعنى.
سيتناول هذا المبحث كلمات معجم (فصيح العامي في شمال نجد)، والمنتقاة سابقًا بناءً على ندرتها أو انعدامها في اللهجات الأخرى، وجاءت في جداول خُصص كل جدول منها لكلمة، سواء أكانت فعلًآ أم اسمًا؛ باستقصاء معناها في معاجم اللغة القديمة، ودلالتها اللهجية الحالية، والتطور الدلالي الذي طرأ عليها، وجاءت بالشكل التالي:
تم البحث في ثلاث معاجم عربية قديمة، جاءت على الترتيب التالي:
١-معجم لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، ط٣، ١٤١٤-١٩٩٣.
٢-القاموس المحيط، الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، ط٨، ١٤٢٦-٢٠٠٥.
٣- مقاييس اللغة، ابن فارس، دار الفكر، ١٣٩٩-١٩٧٩.
فما لم يوجد في اللسان يتم البحث عنه في القاموس، وإن لم يوجد، يُبحث عنه في المقاييس. وجاءت الكلمات على النحو التالي:
١-بلحط/تبلحط.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم ترد في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | تبلحط الرجل في المكان يتبلحط تبلحطًا إذا جلس فيه لا يتحرك من موضعهن فيقولون في اللهجة الحائلية: تبلحطت المرأة ، وتبلحط الرجل في مشيته أي يمشي مسترخي متثاقلاً يهتز ويتأرجح، ورجل بلحطي وامرأة بلحطية تقيلة الحركة تزحف زحفاً، والبلحطي من الناس الذي يجهل أصله. | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
٢-خاوز/تخاوز.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
خَزاهُ خَزْوًا وخازَه خَوْزًا إِذا ساسَهُ،
قَالَ: والخَوْزُ الْمُعَادَاةُ. وَالْخَوْزُ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، أَعجمي مُعَرَّبٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ خُوزِكِرْمانَ وَرُوِيَ خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان قَالَ: والخُوز جبل معروف في الْعَجَمِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَهُوَ مِنْ أَرض فَارِسَ.([9]) |
المحاولة والمراوغة، فيقولون في اللهجة الحائلية: خاوز الرجل أي حاول المراوغة، يخاوز الرجل أي يحاول في هذه دخل على أولها حرف الياء وفي وسطها الألف، فأصبحت على وزن فاعل.([10]) | أصاب الكلمة تغير بسيط في الدلالة، رغم تشابهها مع دلالتا القديمة في التطويع؛ فكانت تعني المسايسة والآن تعني المرواغة. أما المعاداة فقد تكون من قبيل أن المراوغة تكون غالبًا للعدو والمبارز. |
٣- دربس/ يتدربس.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
جاء في شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم: تَدَرْبَسَ الرجل: إِذا تقدم. قال (إِذا القومُ قالُوا من فتىً لمهمةٍ … تَدَرْبَسَ باقي الرِّيْقِ فَخْمُ المناكبِ).([11])
والدَرْدَبِيسُ: خَرَزَةٌ سوداءُ كأَن سوادَها لونُ الْكَبِدِ، إِذا رفعتها واستَشْفَفْتَها رأَيتها تَشِفُّ مِثْلَ لَوْنِ الْعِنَبَةِ الْحَمْرَاءِ، تَتَحَبَّبُ بِهَا المرأَة إِلى زَوْجِهَا، تُوجَدُ فِي قُبور عادٍ؛ قَالَ الشاعر: قَطَعْتُ القَيْدَ والخَرَزاتِ عَنِّي، … فَمَنْ لِي مِنْ عِلاجٍ الدَّرْدَبيسِ؟ ([12]) |
وهي الوقوع فيقولون في اللهجة الحائلية: تدربس الرجل يتدربس إذا وقع وتشقلب، تدربس الوغدان فوق الرمل إذا تدحرجوا، والدربسي من ألقاب الثعلب.([13]) | اختلفت دلالة الكلمة للنقيض تمامًا، من التقدم إلى الوقوع والتشقلب. |
٤- سوهج/ يسوهج.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | تعني سار مسرعًا والسوهاج ضرب من سير الإبل، فيقولون في اللهجة الحائلية: سوهجت به مطيته أي انطلقت به مسرعة، ويقولون هذي حاجتك خذها وسوهج.([14]) جاء في المحكم والمحيط الأعظم: سَهَجَ الْقَوْم سَهْجا: سَارُوا سيرا دَائِما.والسَّهُوجُ: العُقاب، لدؤوبها فِي طيرانها.([15]) قال صاحب تهذيب اللغة: سهج: أهمله اللَّيْث، وَهُوَ من كَلَام الْعَرَب مَعْرُوف، روى أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: رِيحٌ سَهُوج وسَيْهُوج، وَهِي الشَّدِيدَة، وَأنْشد ابْن السّكيت:
يَا دَارَ سَلْمى بَين دَاراتِ العُوجْ جَرتْ عَلَيْهَا كلُّ رِيحٍ سَيْهُوجْ.([16]) |
من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
٥- شوشل/ شوشلي.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | الرجل الطيب، وتأتي بمعنى ذو المروءة، فيقولون في اللهجة الحائلية: للمؤنث تجمع والمذكر لاجمع له، فيقال هذه مراءة شوشلية، ونساء شوشليات، وهذا رجل شوشلي، وشوشل الرجل بالشيء إذا لوح به وعرضه للبيع.([17]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
٦-طشي/ مطشي.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
طشى: هُوَ داءٌ يُصِيب النَّاسَ كالزُّكامِ، سُمِّيَتْ طُشّة لأَنه إِذا اسْتَنثر صاحبُها طَشَّ كَمَا يَطِشّ المطرُ وَهُوَ الضَّعِيفُ الْقَلِيلُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مَاءً، قَالَ: طَشَّ يومَ بَدْرٍ.([18]) | وهو الشي القليل، والمحتقر ويستخدم هذا اللفظ عند الغضب، ويقولون في اللهجة الحائلية: جاء فلان ومامعه إلا المطشي أي القليل التافه، وجئت من أجل المطشي أي القليل التافه.([19]) | تغيرت دلالة الكلمة من الماء المنثور الخفيف إلى الشيء القليل المحتقر، وقد يكون لداء الظشي الذي ينثر مع استنثار صاحبه الماء، ارتباط بالقليل المحتقر. |
٧- طفق/ مطفوق.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
طفق: لَزِمَ. طَفِق يَفْعَلُ كَذَا يَطْفَق طَفَقًا: جَعَلَ يَفْعَل وأَخذ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ. قَالَ أَبو سَعِيدٍ: الأَعراب يَقُولُونَ طَفِقفُلَانٌ بِمَا أَراد أَي ظَفِر، وأَطْفَقَه اللَّهُ بِهِ إِطْفاقًا إِذا أَظفره اللَّهُ بِهِ، وَلَئِنْ أَطْفَقَنِي اللَّهُ بِفُلَانٍ لأَفعلَنّ به. ١٠/ ٢٥٥ | وتعني سريع الحركة والتصرف، فيقولون في اللهجة الحائلية: رجل مطفوق أي سريع الحركة، ورجل من طبعة الطفاقة، وامرأة طفقه و مطفوقة، والطفاقة سرعة التصرف والتلقف بدون روية أو عقل.([20]) | اختلفت دلالة الكلمة من لزوم الفعل والظفر، للسرعة والتصرف، وقد يكون للسرعة والتصرف علاقة بالظفر والفوز. |
٨- ليش/ تليش.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | ليش يدل على التعب والإرهاق، فيقولون في اللهجة الحائلية: تليش الرجل أنه مرهق وتعبان،وجاء الرجل من العمل وقد تليش، والليشة النوم العميق، ورجل مليش أي انه نام نوم عميق.([21]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
٩- لولس/يلولس.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | تعني تشابك وانعقد، فيقولون في اللهجة الحائلية: لولس الرجل الحبل يلولسه لولسة، وحبال ملولسة أي متشابكة، وهذه لواليس من الحبل، لولس الرجل المسألة إذا عقدها.([22]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
١٠- مطعز.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | تعني الاستهزاء والاحتقار أو الاستخفاف، فيقولون في اللهجة الحائلية: تمطعز ارجل برفاقه يتمطعز تمطعزاً، تمطعزة المرأة بجاراتها، والمطاعيز ضروب الإستهزاء.([23])
جاء في أساس البلاغة: ط ن ز فلان يطنز بالناس: يسخر منهم، وطانزوا وتطانزوا.([24]) |
من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
١١- نجض.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | أي أصبح جاهز للأكل، فيقولون في اللهجة الحائلية: هذا الأكل نجضان، وهل نضج الأكل أو اللحم، نضجت الخبزة أو الكيكة، والتمر نجضان أو النضوج أو النجاض هو الإستواء.([25]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
١٢- يوندق.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | تعني الكلام بصوت منخفض، فيقولون في اللهجة الحائلية: فلان يوندق في كلامه وندقه أتحدث بصوت منخفض وغير مفهوم، وجلس الرجل يوندق مع رفيقه أي يتحدثون بكلام لايفهمه أحد غيرهم.([26]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
١٣- وليشة.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | وهي الجيفة ذات الرائحة النتنه، فيقولون في اللهجة الحائلية: صرعتنا تلك الوليشة، أحرق تلك الوليشة، ويطلق مجازاً على الإنسان فيقال فلان مثل ريحة الوليشة، أو نايم مثل الوليشة إذا كان ينام كثيراً، أو إذا كان مُتعب ورمى نفسه على الأرض يطلق عليه مثل هذا اللفظ.([27]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
١٤- أيست.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
أيس: أَيِسْتُ مِنْهُ آيَسُ يَأْساً لُغَةٌ فِي يَئِسْتُ مِنْهُ أَيْأَسُ يَأْساً، وَمَصْدَرُهُمَا وَاحِدٌ. وآيَسَني مِنْهُ فلانٌ مِثْلُ أَيْأَسَني، وَكَذَلِكَ التأْيِيسُ. أَيِسْتُ مِنَ الشَّيْءِ مَقْلُوبٌ عَنْ يئِسْتُ، وَلَيْسَبِلُغَةٍ فِيهِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لأَعَلُّوه فَقَالُوا إِسْتُ أَآسُ كهِبْتُ أَهابُ. فَظُهُورُهُ صَحِيحًا يَدُلُّ عَلَى أَنه إِنما صَحَّ لأَنه مَقْلُوبٌ عَمَّا تَصِحُّ عَيْنُهُ.([28]) | وتعني يئست وهي من آيس يأسًا، فيقولون في اللهجة الحائلية: أيست من مجيء الرجل، ولا تيس فما من رحمة الله يأس.([29]) | احتفظت الكلمة بنفس دلالتها من اليأس والقنوط. |
١٥- تحريش.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
حرش: والحَرْشُ: ضَرْب مِنَ البَضْع وَهِيَ مُسْتَلْقِية.
واحْتَرَشَ القَومُ: حَشَدُوا . واحْتَرَشَ الشيءَ: جَمَعه وكَسَبَه.ودَراهِمُ حُرْشٌ: جِيادٌ خُشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة.([30]). |
نقل الكلام بين الناس فيقولون في اللهجة الحائلية: حرش الرجل بين القوم أي نقل بينهم الوشاية فهو محرش، وتحارش القوم أي فعل كل واحد مايُجزع صاحبه، حرش الضب أي حك ذنبه، وثوب أحرش خشن، وأرض حرشاء خشنة، قال الشاعر:
وَحَتَّى كَأَنِّي يُتَّقى بي مُعَبَّدٌ بِهِ نُقْبَةٌ حَرشاءُ لَمْ تَلْقَ طالِيا.([31]) |
اختلفت دلالة الكلمة من نوع من البضائع، والحشد، والجمع، والدراهم المسكوكة، إى نقل الكلام للإفساد والتحريض. |
١٦-بشم.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
بشم: البَشَم: تُخَمَةٌ عَلَى الدَّسَمِ، وَرُبَّمَا بَشِمَ الفَصِيلُ مِنْ كَثْرَةِ شُرْب اللبَن حَتَّى يَدْقى
: البَشَمُ التُّخَمة، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُكْثِرَمِنْ الطَّعَامِ حَتَّى يَكْرُبَه. يُقَالُ: بَشِمْت مِنَ الطَّعَامِ، بِالْكَسْرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَسَنِ: وَأَنْتَ تَتَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَع بَشَماً.([32]) ١٢/ ٥٠ |
وتعني التخمة، فيقولون في اللهجة الحائلية: تبشم من الأكل أي أتخم، تبشم الجلد إذا أشبع من التمار وتهرأ، والبشام شجرة طيبة الرائحة والطعم يستاك به ويخلط ورقة بالحناء للتسويد، قال جرير:
أتذكر يوم تصقل عارضيها بفرع بشامة سقى البشام.([33]) |
احتفظت الكلمة بنفس دلالتها من التخمة والتجشؤ. |
١٧- أنثبر.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْرًا وثَبْرَةً، كِلَاهُمَا: حَبَسَهُ؛ قَالَ:بنَعْمانَ لَمْ يُخْلَقْ ضَعِيفًا مُثَبَّراًوثَبَرَهُ عَلَى الأَمر يَثْبُرُه: صَرَفَهُ. وَفِي الحَدِيثِ: أَتَدْرِي مَا ثَبَرَ النَّاسَ؟ أَي مَا الَّذِي صَدَّهُمْ وَمَنَعَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَقِيلَ: مَا أَبطأَ بِهِمْ عَنْهَا. والثَّبْرُ: الحَبْسُ. وَقَوْلُهُ تعالى: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًاً.([34]).. ٤/ ٩٩ | ثبر يثبره ثبرًا، والمثابرة على الأمر المواظبة عليه، قال تعالى:﴿وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ سورة الإسراءآية102 فيقولون في اللهجة الحائلية: ثبر الرجل القوم أي حبسهم ولايزال الرجل في مثبرة أي مكانه، عند الزجر يقولون أنثبر ثبرك الله أي انحبس حبسك الله.([35]) | تحولت دلالة الكلمة من المنع والصرف إلى عكسها من المثابرة والمواظبة |
١٨- مجحمة.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
جحم: جحم: أَجْحَم عَنْهُ: كَفَّ كأَحْجَم. وأَحْجَم الرجلَ: دَنا أَن يُهْلِكَه. واحجم النار أوقدها، ورأَيت جُحْمةَ النارِ أَيْ توقُّدَها. وكلُّ نارٍ تُوقد عَلَى نارٍ جَحِيمٌ، وَهِيَ نارٌ جاحِمةٌ. والْمَكَانُ الشَّدِيدُ الْحَرِّ.
وجاحِمُ الحَرْب: مُعْظَمُها، وَقِيلَ:شدَّة القَتْل فِي مُعْتَركها؛ والجُحام: دَاءٌ يُصِيب الإِنسانَ فِي عَيْنِهِ فتَرِم، والجَحْمةُ: العينُ. وأَجْحم العينِ: جاحِمها.. والجُحُمُ: القليلُو الْحَيَاءِ. والتَّجْحِيمُ: الاسْتِثبات فِي النَّظَرِ لَا تَطْرِف عَيْنُهُ. ([36]) |
وهي اسم من أسماء النار قال تعالى: ﴿ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ﴾ [سورة الصافات آية97].
يقولون في اللهجة الحائلية: هذه نار مجحمه وقد أكلته جحيم الحرب، وهذا كلب مجحوم أي مصاب بالجحام، ويسمون الكوي بشدة بالجحم فيقال لقد جحمة بالمكوى أي أثقل عليه بالكي، وجحم الرجل إذا أثقل عليه، وجحمة السيارة إذا جار عليها بسرعة.([37]) |
احتفظت الكلمة بالدلالة نفسها من أنها:
١-إيقاد النار. ٢-داء يصيب العين. ٣-الشدة والقوة. |
١٩- تجشمت.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
جشم: تَكَلَّفَه عَلَى مَشَقَّةٍ. وأَجْشَمَني فلانٌ أَمْراً وجَشَّمَنِيه أَيْ كَلَّفَني. مَهْما تُجَشِّمْني فإِنِّي جاشِمُ
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَميل. تَجَشَّمْتُ الأَمْرَ إِذَا رَكِبْتَ أَجْسَمه، وتَجَشَّمْتُه إِذَا تَكَلَّفْتَهُ،وتَجَشَّمْتُ الأَرضَ إِذَا أخذتَ نحوَها تُرِيدُهَا. والجُشَمُ: الجَوْف، وَقِيلَ: الصَّدْرُ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الضُّلوع. وجُشَمُ البعيرِ: صَدْرُه وَمَا غَشِيبِهِ القِرْنَ مِنْ صَدره وَسَائِرِ خَلْقه. وَيُقَالُ: غَتَّه بجُشَمِه إِذَا أَلقى صَدْرَهُ عَلَيْهِ. وَرَمَى عَلَيْهِ جَشَمَه جُشمه أَيْ ثِقْلَه. والجَشِمُ: الْغَلِيظُ.([38]) |
أي تكلف على مشقة قال الأعشى:
فما أَجْشَمْتُ من إتْيانِ قَومٍ هُمُ الأَعْداءُ والأَكْبادُ سُودُ فيقولون في اللهجة الحائلية: لقد تجشمت مشقة الطريق من أجلك، وتجشم الرجل خصمة في الكلام إذا جار عليه وتجشمه بسيارته إذا دعسه.([39]) |
احتفظت الكلمة بالدلالة نفسها من تكلف الأمر والمشقة، وباد فيها معنى الجوف والصدر ، وقد يكون للصدر والجوف علاقة بالمقة الحاصلة من التكفل بالأمر. |
٢٠-الخمصان.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
خمص: والخَمَصُ: خَماصةُ الْبَطْنِ، وَهُوَ دِقّةُ خِلْقتِه. وَرَجُلٌ خُمْصان وخَمِيصُ الحَشا أَي ضَامِرُ الْبَطْنِ.
أَو مُغْزِل بالخَلِّ أَو بجُلَيَّةٍ، … تَقْرُو السِّلام بِشادِنٍ مِخْماصِ والخَمْصُ والخَمَصُ والمَخْمَصَة: الْجُو، وَهُوَ خَلاء الْبَطْنِ مِنَ الطَّعَامِ جُوْعًا. وَقِيلَ: الأَخْمَصُ خَصْرُ الْقَدَمِ. والتَّخامُصُ: التَّجَافِي عَنِ الشَّيْءِ. وَتَقُولُ لِلرَّجُلِ: تَخامَصْ للرجُلِ عَنْ حَقِّه وتَجافَ لَهُ عَنْ حَقِّه أَي أَعْطِه. وتَخامَصَ الليلُ تَخامُصاً إِذا رَقَّتْ ظُلْمتُه.([40]) |
في الحديث:(الحديث: كالطير تغدو خماصا وتروح بطانا)
قيقولون في اللهجة الحائلية: إمرأة خميصة البطن ورجل أخمص، وقدم أخمص أي ليس مفلطح.([41]) |
احتفظت الكلمة بالدلالة نفسها من ضمور البطن، وباد فيها معنى التجافي عن الشيء، وخفة ظلمة الليل. |
٢١-بربخت.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
ربخ: الرَّبْخُ والتَّرَبُّخُ: الِاسْتِرْخَاءُ، الرَّبيخُ مِنَ الرِّجَالِ: العظيم المسترخي ورَجل رَبيخٌ: ضَخْم، وأَرض رَابِخٌ: تأْخذ اللُّؤَمَة وَلَا حجارةَ فِيهَا وَلَا نَقَل. ورابخٌ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ، ومُرْبِخٌ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ زَرُودَ ورَبِخَتِ الإِبلُ فِي المُرْبِخِ أَي فَتَرَتْ فِي ذَلِكَ الرَّمْلِ مِنَ الكَلال.([42]) | الربخ والتربخ والاسترخاء، ورجل رابخ، أي ضخم فيقولون في اللهجة الحائلية: ربخ الرجل في مكانه أي جلس واسترخى، وبربخ الرجال سمن وازداد وزنه، والمرأة بربخت، ورجل مبربخ وامرأة مبربخة أي سمينة مسترخية.([43]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الضخامة والسمنة والاسترخاء. |
٢٢-رضخة.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
والرَّضْخُ: كَسْرُ الرأْس، وَيُسْتَعْمَلُ الرَّضْخُ فِي كَسْرِ النَّوَى والرأْس لِلْحَيَّاتِ وَغَيْرِهَا؛ وَرَضَخْتُ رأْسَ الْحَيَّةِ بِالْحِجَارَةِ. وَفِي الْحَدِيث: فَرَضَخ رأْسَ الْيَهُودِيِّ قاتِلها بَيْنَ حَجَرَيْنِ.
والمُراضَخَةُ الْمُرَامَاةُ بِالسِّهَامِ مِنَ الرَّضْخِ الشَّدْخ. والرَّضْخُ الْعَطَاءُ. ورَضَخَ لَهُ مِنْ مَالِهِ يَرْضَخُ رَضْخاً: أَعطاه. ([44]) |
تعني كسر رأسه، وتستعمل في كسر النوى، فيقال يتراضخون في السهام أي يترامون بها، فيقولون في اللهجة الحائلية: رضخة بالحجر أي ضربه على رأسه، ورضخ فلان لرغبة والديه أي أستسلم، ورضخ للأمر أستسلم له.([45]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الكسر والاستسلام للأمر، وتغير في العطاء فلم تعد تستخدم بهذا المعنى. |
٢٣-يزاوع.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
زوع: زاعَه يَزُوعُه زَوْعًا: كَفَّه مثل وزَعَه، وَقِيلَ قَدَّمَه.
وزاعَ الناقةَ بِالزِّمَامِ يَزُوعُها زَوْعاً أَي هَيَّجها وحَرَّكَها ب ِزِمَامِهَا إِلى قدَّام لِتَزْدَادَ فِي سَيْرِهَا. زُعْتُه حَرَّكْتُه وقدَّمْتُه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: زاعَه يَزُوعُه إِذا عطَفَه. زَوَّعَتِ الريحُ النَّبْتَ تُزَوِّعُه وصَوَّعَتْه، وَذَلِكَ إِذا جَمَعَتْهُ لِتَفْرِيقِهَا بَيْنَ ذُراهُ. أَقبَلَ يَزُوعُ الثريدَ إِذا اجْتَذَبَه بِكَفِّهِ. والزُّوعةُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ، والزاعُ: طَائِرٌ.([46]) |
وزاع راحلته هيجها وحركها بزمامها الأمام، فيقولون في اللهجة الحائلية: أزاع المواشي عن المرعى أي أبعدها وأزاع الشيء عن مكانه أي أكفه ويسمون القيء بالزواع، زاع الرجل مافي جوفه أي تقيأ، وهذا الشيء يزوع الكبد أي يدعو للتقيؤ.([47]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من التحريك والإبعاد، وباد معنى الجمع والتفريق، وزاد معنى التقيؤ . |
٢٤-انزوى.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
زوى: الزَّيُّ: مَصْدَرُ زَوى الشيءَ يَزْوِيه زَيّاً وزُوِيّاً فانْزَوَى، نَحَّاه فتَنَحَّى. وزَوَاهُ: قَبَضَهُ. وزَوَيْت الشيءَ: جَمَعْتُهُ وقبضته.
وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى زَوَى لِيَ الأَرضَ فأُريتُ مشارقَها ومغاربَها.([48]) وانْزَوى الْقَوْمُ بعضُهم إِلَى بَعْضٍ إِذَا تدانوْا وتضامُّوا. والزَّاوِيَة: وَاحِدَةُ الزَّوَايا. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: كلُّ شَيْءٍ تَامٍّ فَهُوَمربَّع كَالْبَيْتِ والأَرض وَالدَّارِ وَالْبِسَاطِ لَهُ حُدُودٌ أَربع، فَإِذَا نقصَت مِنْهَا ناحيةٌ فَهُوَ أَزْوَرُ مُزَوّىً.([49]) |
زوى الشيء يزويه زيا نحاه فتنحى، وزويت الشي جمعته، فيقولون في اللهجة الحائلية: زويت الحبل أي لويته ولففت بعضه، وانزوى الرجل انكمش وتوقف عن الاختلاط في الناس، وعباية مزوية، وهي عباية كانت موجودة منذ القدم لف على ملبسها خيوط مذهبه وجمعها مزاوي.([50]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الجمع والقبض، وزاد فيها معنى الانكماش، ونوع من الألبسة. |
٢٥-سلهم.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
سلهم:اسلَهَمَّ المريضُ: عُرِف أَثَرُ مَرَضِه فِي بدَنهِ، وَقِيلَ: المُسْلَهِمُّ الَّذِي قَدْ ذَبَلَ ويَبِس إِمَّا مِنْ مَرَضوإِمَّا مِنْ هَمٍّ، لَا يَنام عَلَى الْفِرَاشِ، يَجِيءُ ويذهَب، وَفِي جَوْفِهِ مَرَضٌ قَدْ أَيْبَسَه وغَيَّر لَوْنه، وَقَدِ اسْلَهَمَّ اسْلِهْماماً، وَقِيلَ: هُوَ الضَّامِرُ الْمُضْطَرِبُ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ الأَصمعي: المُسْلَهِمُّ المتغيِّر اللَّوْن، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي بَرَاهُ المرض فَصَارَ كأَنه مَسْلول. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اسْلَهَمَّ الشَّيْءُ اسْلِهْماماً أَي تَغَيَّرَ رِيحُه.([51]) | يقولون في اللهجة الحائلية: النظرات الساجية بالسلهمة، وكانت المرأة مسلهمة في نظراتها، وسلهمت المرأة بطرفها عندما نظرت اليها أغضت وهي من تعابير العشاق.([52]) | تطورت دلالة الكلمة من المرض والذبول، إلى غض الطرف من الحياء، وقد يكون بين المعنيين علاقة بصرف النظر إلى الشيء، سواء أكان بسبب المرض، أو الحياء. |
٢٦-سمروت
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
السَّمْرَاءُ هُنَا نَاقَةٌ أَدماء. وَقِيلَ: السَّمْرَاءُ الْحِنْطَةُ، والسَّمَرُ: ظلُّ الْقَمَرِ، والسُّمْرَةُ: مأُخوذة مِنْ هَذَا وسَمَرَ يَسْمُرُ: لَمْ يَنَمْ، وَهُوَ سامِرٌ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ. ([53]) والسَّمَرُ: حَدِيثُ اللَّيْلِ خَاصَّةً. والسَّمَرُ: الدَّهْرُ. وفلانٌ عِنْدَ فُلَانٍ السَّمَرَ أَي الدَّهْرَ. يَسْمُرُونَ بِاللَّيْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّهْرُ وَابْنَاهُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.([54]) | وتعني الرجل الطويل فيقولون في اللهجة الحائلية: سماريت لشقيقة الطويلة من الزرع التي توازي الساقي، و الطريق الطويل والأشياء المستطيلة بالسماريت، ويقال في أحاديث فلان سماريت أي كناية عن الأكاذيب.([55]) | اختلفت دلالة الكلمة من اللون بين البياض والسواد، والحديث في الليل إلى الرجل الطويل، والطريق الطويل، والكذب. |
٢٧-شماطيط
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
شمط: شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه خلَطه؛ وشمَط بَيْنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: خلَط. وإِذا كَانَ نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذُكُورًا وَنِصْفُهُمْ إِناثاً، فَهُمْ شَمِيطٌ. وَيُقَالُ: اشْمِطْ كَذَا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ. والشَّمِيطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه مِنَ الظُّلْمةِ والبياضِ، وَيُقَالُ للصُّبْحِ: شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ. ([56]) الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ. وشَماطِيطُ الْخَيْلِ: جَمَاعَةٌ فِي. تَفْرِقةٍ، وَاحِدُهَا شُمْطُوطٌ.
وَتَفَرَّقَ القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقاً وقِطَعًا. والشُّمْطُوطُ: الأَحْمق، والشمطاء الحمقاء.([57]) |
الشمط وهو الخلط، وشمط الشعر اختلافه بلونين مثل البياض والسواد، فيقولون في اللهجة الحائلية: رجل أشمط الشعر وامرأة شمطاء، وهذه شماطيط النخل أي قنوانها القليلة البسر، وحب مشموط أي مخلوط بغيرة من الحنطة والشعير، وأي شي مشموط مخلوط.([58]) | احتفظت الكلمة بمعناها من الخلط، وباد منها معنى التفرقة، والحُمق. |
٢٨-صرقعة.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
صرقع: صرقع: الأَزهري: يُقَالُ سَمِعْتُ لِرِجْلِهِ صَرْقَعَةً وفَرْقَعَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ.([59]) | الصوت يُقال سمعت لرجله صرقعة وفرقعة، فيقولون في اللهجة الحائلية: سمعت صرقعة صوته، رجال مصرقع له صوت قوي كثير اللجاج، و خفيف العقل لايوثق بكلامه.([60]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الصوت المفرقع المزعج، وزاد فيها معنى الرجل الخفيف الذي لايوثق بكلامه. |
٢٩-منصلق.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
صلق: الصَّلْقةُ والصَّلْق والصَّلَقُ: الصياحُ والوَلْوَلةُ وَالصَّوْتُ الشَّدِيدُ، وَقَدْ صَلَقُوا وأَصْلَقُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو حَلَقَ شَعْرَهُ؛ الصّلْقُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ يُرِيدُ رَفْعَه عِنْدَ الْمَصَائِبِ وَعِنْدَ الْمَوْتِ وَيَدْخُلُ فِيهِ النَّوْح. وصَلَقْتُ الشَّاةَ صَلْقاً إِذا شَوَيْتها عَلَى جَنْبَيْهَا. وضَرْبٌ صَلَّاقٌ ومِصْلاقٌ: شَدِيدٌ. وخطيبٌ صَلَّاقٌ ومِصْلاقٌ: بَلِيغٌ. والصَّلْقُ: صوتُ أَنياب الْبَعِيرِ إِذا صَلَقَها وضرَب بَعْضها بِبَعْضٍ.([61]) | الصلقة الصياح والولولة قال لبيد:
فصلقنا في مراد صلقة وصداء ألحقتهم بالثلل، وصلقة بالعصا يصلقة صلقاً ضربه علي أي موضع كان، والصلقة الصرمة من الخيل، فيقولون في اللهجة الحائلية: مكان منصلق أي مائل، انصلقنا إليه أي انحجرنا، واصلق الدلو في البئر أرسلها بسرعة، وأصلق الزبيل من النخلة أرسله بسرعة.([62]) |
اختلفت دلالة الكلمة من الصوت الشديد والمرتفع، إلى المكان المائل، والإنزال السريع. |
٣٠-تخمش.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
خمش:الخَمْشُ: الخدْشُ فِي الْوَجْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي سَائِرِ الْجَسَد. وَقَدْ خَمَشَني فُلَانٌ أَي ضَرَبَنِي أَو لَطَمَنِي أَو قَطَعَ عُضْواً مِنِّي. وأَخذ خُمَاشَته إِذا اقْتَصَّ. أَي جِرَاحَاتٌ وَجِنَايَاتٌ، وَهِيَ كُلُّ مَا كَانَ دُونَ الْقَتْلِ وَالدِّيَةِ مِنْ قَطْعٍ أَو جُرْحٍ أَو ضَرْبٍ أَو نَهْبٍ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَنواع الأَذى؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بِهَا جِنَايَاتٍ وَجِرَاحَاتٍ.([63]) ٦/ ٢٩٩ | الخمش الخدش في الوجه أو في سائر الجسد، فيقولون في اللهجة الحائلية: فلان يتخمش الشي يحاول الحصول عليه، مثل يقول فلان يتخمش العنب أو يتخمشه إذا تناوله.([64]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الخدش، وزادت عليه الحصول على الشيء وتناوله بسرعة. |
٣١-حليت.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
لم تذكر في اللسان ولا القاموس المحيط، ولا في مقاييس اللغة. | وهو الجليد والصقيع، فيقولون في اللهجة الحائلية: لاتنم تحت حليت النجوم فتؤذيك، والحليت مشتقه من حلت وهي بمعنى قذف الشيء أي رمى به وحلت الحجر أي رمى الحجر.([65]) | من خلال عدم وجودها في المعاجم القديمة استنتجت الباحثة أن الكلمة مولدة، وحديثة في اللغة العربية، وااللهجة الحائلية. |
٣٢-تخانق.
دلالتها في المعاجم | دلالتها اللهجية | التحول الحاصل في الدلالة |
خنق: الانْخناق فَهُوَ انعصار. الخِناق [الخُناق] فِي خَنْقه، والاخْتِناق فِعْلُهُ بِنَفْسِهِ.
والخِناق الحَبل الَّذِي يُخنَق بِهِ. والخِناق والمِخْنقة: القِلادة الْوَاقِعَةُ عَلَى المُخَنَّق. وَالْخَانِقُ: شِعْب ضَيِّقٌ فِي الْجَبَلِ، وأَهل الْيَمَنِ يُسَمُّونَ الزُّقاق خَانِقًا.([66]) ١٠/ ٩٢ |
خنق يخنقه خنقًا، الخناق الحبل الذي يخنق به، وخنقت الرجل أمسكته بخناقه، فيقولون في اللهجة الحائلية: تخانق الرجال أي أمسك كل منهم بخناق خصمه، ويسمون الهواش والمشاجرة بالكلام وغيره بالخناق والمخانقة، لقد خانقه على فعلته أي دخلت معه بمشادة كلامية، لبست المراءة مخنقها أي من الحلي التي تلبس في العنق.([67]) | احتفظت الكلمة بدلالتها من الخناق الذي حول الحلق، سواء كان حليًا أو مشاجرة، وزادت معنى التلفظ على الشخص أو عتابه عتابًا شديدًا. |
الخاتمة
وفي نهاية المطاف، وبعد جهد المقل أحمد الله وأثني عليه أن وفقني لهذا الموضوع، الذي وجدت فيه المتعة خلال رحلة بحثي فيه، وأسأل الله التوفيق والقبول، كما أرجو أن يكون نافذةٍ تفتح الطريق لباحثين في المجال. وقد خلصت الدراسة خلال هذا البحث لعدد من النتائج، نجملها في الآتي:
1- وجود عدد من الظواهر الصوتية الخاصة باللهجات الحائلية.
2- احتفاظ اللهجة الحائلية بالكثير من خصائص الفصحى في الأوزان؛ رغم اختصاصها ببعض الأوزان.
٤-حدوث بعض التحولات المعجمية والدلالية في اللهجات الحائلية المعاصرة.
٥- تجلي بعض الظواهر الدلالية في اللهجات الحائلية المعاصرة مثل والحقول الدلالية.
قائمة المراجع:
لسان العرب، ابن منظور، المجلد8، ط1، دار ابن الجوزي، القاهرة، 2015م، مادة ( ل غ و).
الخصائص، للإمام ابن جني، الجزء1، تحقيق: محمد علي النجار، دار الكتب، مصر، 1913م.
ابن منظور: لسان العرب، ابي فضل جمال الدين، دار صادر بيروت، ج13.
ابن جني، الخصائص، ت محمد علي النجار، ط الثانية، دار الهداية، ج الأول.
ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن ابن خلدون، دار الفكر، بيروت.
إبراهيم انيس: اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية.
المجلة الجامعة، اكتساب المهارات القرائية، حامد أحمد سعيد، العدد الثامن عشر، المجلد الثالث، أغسطس، 2016م.
شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، نشوان بن سعيد الحميري، ت حسين العمري – مطهر الإرياني – يوسف عبد الله، د ن دار الفكر المعاصر بيروت- دمشق، 1999، ج 4.
الهوامش:
- () لسان العرب، ابن منظور، المجلد8، ط1، دار ابن الجوزي، القاهرة، 2015م، مادة ( ل غ و ) ص 184. ↑
- () الخصائص، للإمام ابن جني، الجزء1، تحقيق: محمد علي النجار، دار الكتب، مصر، 1913م ، ص 33. ↑
- () ابن منظور: لسان العرب، ابي فضل جمال الدين، دار صادر بيروت، ج13، ص214. ↑
- () ابن جني، الخصائص، ت محمد علي النجار، ط الثانية، دار الهداية، ج الأول، ص33. ↑
- () ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمن ابن خلدون، دار الفكر، بيروت، ص 753. ↑
- () إبراهيم انيس: اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية، ص ١٥. ↑
- () في اللهجات العربية، إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ص16. ↑
- () المجلة الجامعة، اكتساب المهارات القرائية، حامد أحمد سعيد، العدد الثامن عشر، المجلد الثالث، أغسطس، 2016م، ص8. ↑
- اللسان: ٥/٣٤٧ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1248 ↑
- () شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، نشوان بن سعيد الحميري، ت حسين العمري – مطهر الإرياني – يوسف عبد الله، د ن دار الفكر المعاصر بيروت- دمشق، 1999، ج 4، ص 2086. ↑
- () اللسان: ٦/٨١ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1255 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد: 3/1319 ↑
- () المحكم والمحيط الأعظم: 4/149 ↑
- () تهذيب اللغة:6/24 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد: 3/1348 ↑
- اللسان: ٦/٣١٢ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد: 3/1382 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1383ض ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1488 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد: 3/1485 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1497 ↑
- () أساس البلاغة:1/615 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1509 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1557 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:3/1556 ↑
- () اللسان: ٦/١٩ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/44 ↑
- () اللسان: ٦/٢٨١ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/177 ↑
- () اللسان: ١٢/٥٠ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/64 ↑
- () اللسان: ٤/٩٩ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/109 ↑
- اللسان: ١٢/ ٨٤-٨٥ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/126 ↑
- اللسان: ١٢/ ١٠٠ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/137 ↑
- اللسان: ٧/ ٣٠ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/256-257 ↑
- () اللسان:٣/١٧ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/322 ↑
- () اللسان:٣/١٩ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/345 ↑
- () اللسان:٨/١٤٥ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/413 ↑
- () اللسان: ١٤/ ٣٦٣ ↑
- () اللسان: ١٤/ ٣٦٤ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/414-415 ↑
- () اللسان: ١٢/ ٣٠٢ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/448 ↑
- () اللسان: ٤/ ٣٧٦ ↑
- () اللسان: ٤/ ٣٧٦ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/450 ↑
- () اللسان: ٧/٣٣٥ ↑
- () اللسان: ٧/٣٣٦ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/497-498 ↑
- اللسان: ٨/٢٠٠ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/523 ↑
- () اللسان: ١٠/٢٠٥ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/536 ↑
- () اللسان: ٦/٢٩٩ ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/256 ↑
- () فصيح العامي في شمال نجد:1/196 ↑
- () اللسان:١٠/٩٢ ↑
-
() فصيح العامي شمال نجد:1/259 ↑