د. ندى بابكر محمد إبراهيم1
1 استاذ مشارك بقسم الآثار، جامعة شندي، كلية السياحة ولآثار، السودان
بريد الكتروني: nada_taha_2007@hotmail.com
HNSJ, 2022, 3(6); https://doi.org/10.53796/hnsj3619
تاريخ النشر: 01/06/2022م تاريخ القبول: 20/05/2022م
المستخلص
تهدف هذه الورقة الى إلقاء الضوء علي أهم المعالم الآثارية بالضفة الغربية للنيل باقليم شندي (من المتمة الي قوز برة) والتي تم تسجيلها بواسطة بعثة غرب شندي للعمل الاثري، وقد تمثلت في المدافن بأنواعها :القباب، المساجد، المصانع والحصون، اتبع المنهج التاريخي الوصفي التحليلي. وقد توصلت الدراسة إلى أن المنطقة غنية بالمواقع الآثارية المهمة والتي يمكن أن تسهم في إضافة الكثير من المعارف للحضارة السودانية.
الكلمات المفتاحية: قباب-لآثار-غرب شندي
The most important archaeological monuments on the West Bank of the Nile in Shendi region
(Matma – Gouz Barra)
Dr. Nada Babiker Mohamed Ibrahim1
1 Associate Professor, Department of Archeology, Shendi University, Faculty of Tourism and Archeology, Sudan.
Email: nada_taha_2007@hotmail.com
HNSJ, 2022, 3(6); https://doi.org/10.53796/hnsj3619
Published at 01/06/2022 Accepted at 20/05/2021
Abstract
This paper aims to shed light on the most important archaeological monuments in the West Bank of the Nile in Shendi region ( Almatmma to Qouz Burah). The historical descriptive analytical method has been employed. The results showed that the region is rich with important archaeological sites, which can contribute to adding a lot of to the Sudanese civilization.
Key Words: Domes-Archaeology-west – Shendi
مقدمة:
تعتبر الفترات الحضارية السودانية من أكثر الفترات تميزًا بين جميع الحضارات الإفريقية والإنسانية.
تقع منطقة المتمة غرب شندي بإحداثيات N1671043 E33. 36015
وتنقسم إلى قسمين: المتمة القديمة والمتمة الحديثة ، قامت بعثة جامعة شندي بالعمل الآثاري في نطاق المنطقة المرخصة ، (من المتمة إلى قوز برة في الفترة من 2014-2019), من قبل الهيئة العامة للآثار والمتاحف، المنطقة لها أهميتها لكونها مقابلة لمدينة مروي القديمة الملكية على الضفة الشرقية للنيل. المرحلة الأولى من دراسات البعثة كانت المسح الشامل وتسجيل المواقع الآثارية مصحوبة بالدراسات الجغرافية والطبوغرافية. .كانت الدراسات الأولية عبارة عن تسجيل للمواقع الأثرية ، وتصنيف هذه الموااقع اعتمادا على اللقى الأثرية إلى عصور مختلفة. بدأ الموسم الأول (2014-2015م) بتسجيل (137) موقع يعود تاريخها إلى فترات مختلفة. تم إعداد الخرائط الكنتورية و توثيق وتسجيل المواقع الأثرية من قرية الرحماب شمال المتمة
إلى المتمةN1853371E 549392 N1848911E 539080
بالإضافة الى مرحلة المسح الشامل وتسجيل المواقع الأثرية اهتمت البعثة بالدراسات الجغرافية والطبوغرافية. تم تسجيل (101) موقع تعود لمختلف الفترات الحضارية خلال الموسم الثاني(2016-2017م)
واصلت البعثة استكمال توثيق وتسجيل المواقع الأثرية في المتمة بين خطي طول 520000 – 570000 وخطي عرض 1864000 – 1900000, خلال الموسم الثالث (2017-2018م) حيث اكتمل تسجيل 115 موقعًا أثريًا في منطقة تغطي ثمانية قرى، تمثلت أنواعها في موااقع الدفن والمستوطنات التي تعود إلى فترات حضارية مختلفة.
الدراسات السابقة:
تعتبر منطقة شندي من أميز المناطق التي تضم مواقع أثرية ترجع إلى مختلف الفترات الحضارية على الضفة الشرقية للنيل, والتي نالت اهتمام البعثات الأجنبية منذ مطلع القرن العشرين ومازالت تعمل بها موسمياً أما الضفة الغربية للنيل فلم تُحظى بدراسات كثيرة فالدراسات الآثارية التي تمت بالضفة الغربية للنيل قليلة جداً تمت بواسطة “هنتزه (Hintza. F. 1959) ، خضر عبدالكريم (1984 Ahmed, Khider,)، إدوارد( Edwards, D. N.2004) ، وكروفورت”(Crowfoot. J. W, 1911). وقليل من الحفريات تمت بواسطة باتريس لينوبل في موقع الهوبجي جنوب المتمة في مارس 1987م(Lenoble. P.2004). بالإضافة إلى المسح الذى تم بالمنطقة لنيل درجة الدكتوراه بواسطة كاتبة الورقة)بابكر ندى،2011), كذلك بحوث طلاب البكالاريوس والدراسات العليا. منذ عام 2014م بدأت جامعة شندي (قسم الآثار والمتاحف) الأبحاث الآثارية المنظمة لمنطقة المتمة والقرى شمالها حتى قرية قوز بُرَّه ، بواسطة مشروع غرب شندي للعمل الأثري والذي يعمل تحت مظلة المشروع القطري السوداني للآثار (Babiker Nada,2018) . 2019م قامت البعثة بتطبيق نظم المعلومات الجغرافية (Gis).
أهم المعالم الآثارية:
أعداد هائلة من المدافن، شكل البناء العلوي في أغلبها دائري وأحيانا بيضاوي، في الغالب يغطيها الحصى الأحمر، وفي بعضها حجارة سوداء، تنقسم إلى مجموعات مختلفة الأحجام تفصلها أودية.
صورة رقم1 مدافن ام ارضة شمال المتمة (تصوير : مصعب ميرغني)
صورة رقم 2 مدافن شمال قوز بدر(تصوير : مصعب ميرغني)
القباب:
قبة الشيخ حميدة: الإحداثيات (N16.71041
E33.40629
تقع إلى الشرق من الطريق الذي يربط المتمة وشندي إلى الشمال الغربي من قبة ود أبارو. المنطقة التي بها القبة تسمى حلة فرح وهي محاطة بتلال رملية من الشمال والجنوب كما توجد بعض المنازل في الشرق ومسجد من الغرب. توجد بقايا قليلة على السطح حول القبة عبارة عن الطوب الأحمر المروي والأدوات الحجرية. درس الشيخ حميدة علوم القران الكريم في مسجد سيال كريم الدين. ضريحه مجاور للشيخ عبد الله أبارو.
صورة رقم 3 قبة الشيخ حميدة بالمتمة (تصوير : خالد حامد)
قبة الشيخ واد ابارو: الاحداثيات N16.70696
33.40782E
قبة ودأبَّاروا بالسيال الصغير،تقع في الناحية الشرقية من السيال الصغير بالقرب من الكبري الذي يربط المتمة بشندي. في تلة مرتفعة من الرمال (قوز).شكل القبة مخروطي مبنية من الطين اللَّبِن ،تم بناء غرفة خارجية حديثة حول القبة بغرض الحفاظ عليها وبابها في شكل مخروط . تقع إلى الجنوب الشرقي من قبة حميدة , المنطقة محاطة ببعض التلال الرملية ومنازل حلة فرح والأراضي الزراعية، بالقرب من طريق المتمة شندي إلى الشرق تنتشر تلال رملية عالية وهناك بقايا قبور قديمة مبعثرة، أشكالها غير واضحة.
في هذه المنطقة تلال مغطاة بالحجر الرملي النوبي الأسود وفقا لافادة عباس محمد سليمان ود فليل : إن هذه القبور قديمة جدا. حاليا توجد مقابر حديثة، بالإضافة لمقبرتين يطلق عليهم السكان الحاليين حور HWAR والتي تعني “القبر المقدس”. هذا الحور محاط بأحجار رملية نوبية سوداء ، وربما تكون مقابر مروية. كما يوجد القليل من الطوب الأحمر المرَّوي والأدوات الحجرية(محمد سليمان ود فليل، ٢٠٠٩م)
صورة رقم 4 قبة ودأبَّاروا بالسيال الصغير بالمتمة قبل التحديث (تصوير : ندى بابكر)
N 1868909, E 567360 : قبة الشيخ بدر
يتكون هذا المجمع من المسجد القديم والخلوة والمسجد الجديد وسكن الطلاب ، وكلها محاطة بجدار طيني في الخارج, وإلى الشمال خلوة أحد أحفاد الشيخ بدر الشيخ الأمين.
صورة رقم 5 قبة الشيخ بدر شمال المتمة (تصوير : خالد حامد)
يرتكز السقف في الأصل على تسعة أعمدة من الطين ، ستة منها لا تزال قائمة وثلاثة متصلة ببعضها البعض بواسطة جدار طيني الإنشاء من مخلفات المباني القديمة غرفتين، تستخدم الغرفة الغربية الآن كمنطقة طهي. لها نافذتان تفتحان على الشمال والجنوب ومدخل مغلق. إلى الغرب من الجدار الذي تم إنشاؤه مدخلين يفتحان شرقًا إلى الجزء الشرقي. لم يتبق دليل من السقف
صورة رقم 6 منطقة طهي بمجمع الشيخ بدر(تصوير : خالد حامد)
الخلاوى القديمة بالمتمة:
خلوة السيد الحسن بالمتمة تأسّست في الفترة التركية؛أسسها السيد محمد الحسن أب جلابية (الطريقة الختمية) دَرَّس فيها القرآن بضع سنين(عثمان حامد، ٢٠٠٩) .
صورة رقم 6 خلوة السيد الحسن بالمتمة (تصوير : خالد حامد)
المساجد: كذلك يوجد بها عدد من المساجد التي أزيلت وبني في أماكنها مساجد حديثة . ومنها مسجد الحريراب القديم(شمس الدين، ٢٠٠٩م) .
صورة رقم 7 بقايا مسجد يزيد عمره على أربعمائة سنة بقرية الحريراب شمال المتمة (تصوير : ندى بابكر)
آثار مصانع: (آثار فترة الاستعمار) . يوجد بالمتمة وبعض القرى شمالها بعض الآثار التى تعود لفترات الاستعمار بالسودان مثال : مصبغتي الكَلًرْخانة بالمتمة والجبلاب وبيارة الجبلاب (عثمان حامد، ٢٠٠٩ م)
صورة رقم 8 مصبغة الكلر خانة بالمتمة (تصوير خالد حامد)
الحصون :حصن بَأبِي طليح
من أهم الآثار التي قامت بتسجيلها بعثة غرب شندي للعمل الآثاري ،خلال الموسم الثاني (2016-2017م ) بأبي طليح شمال المتمة.
صورة رقم 9 حصن بابي طليح (تصوير خالد حامد)
المهددات التي تهدد المواقع الأثرية:
تتمثل المهددات في تخريب الآثار على المستويين الرسمي (شركات ووزارات تدمر الآثار!!!) ,أيضا على المستوى الشعبي يتمثل التخريب في عمليات الحفر العشوائى بحثا عن الذهب ومواد البناء،،كذلك إدخال بعض المواقع الآثارية بالمنازل مثال: موقع الكلرخانة بالمتمة.
صورة رقم 10 تخريب على المستوى الرسمي بقرية الرحماب شمال المتمة (تصوير خالد حامد)
صورة رقم 11 تخريب على المستوى الشعبي موقع الكلرخانة بالمتمة (تصوير خالد حامد)
الحماية
اتبعت البعثة عدة طرق لحماية المواقع اهمها: تقديم المحاضرات العامة لتوعية السكان المحليين وإشراكهم في العمل الآثاري ؛ إضافة إلى تسوير بعض المواقع وترميم المباني والقطع الكبيرة والأواني الفخارية. نجحت المحاضرات العامة خلال مواسم العمل الآثاري في إقناع السكان المحليين بإعادة بعض المقتنيات والأواني الفخارية التي بحوزتهم.
صورة رقم 12 جانب من محاضرات التوعية بالجبلاب (تصوير مصعب ميرغني)
خاتمة:
يؤكد انتشار القباب والخلاوي والأضرحة، بالمتمة والجوير وطيبة الخواض والجبلاب وقوز بدر وقوز بُرَّة الأهمية الدينية لمنطقة غرب شندي.وجود عدد من مواقع فترة الاستعمار بالمتمة يحتاج لمزيد من الاهتمام بدراسة آثار هذة الفترة.لعبت الضفة الغربية دوراً مهماً في صناعة المنسوجات المحلية التي اشتهر بها إقليم شندي، والتي لازالت تمارس في الضفة الغربية “المتمة والجَبَلابْ” إلى يومنا هذا حيث كانت في الماضي من الحرف المهمة التي يمتهنها السكان، والدليل على ذلك بقايا مصانع الأصباغ للمنسوجات في المتمة’ والجبلاب.
سجلت البعثة إجمالي 356 موقعًا في منطقة محدودة من المتمة إلى قوز برة حوالي 45 كيلومترًا ، مازالت تنتظر الباحثين في علم الآثار والأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا وعلم الاجتماع في المستقبل للوصول الي نتائج يمكن أن تسهم في ازالة الغموض عن آثار الضفة الغربية للنيل باقليم شندي ومقارنتها باثار الضفة الشرقية.
قائمة المراجع
Ahmed, Khider, Abdelkarim. 1984 , Meroitic settlement in central Sudan, BAR international series 197 Oxford,.
Babiker Nada.2018 a booklet, the archaeology of the western bank of the Nile in shendi region(a deep-rooted civilization.
Crowfoot. J. W. 1911, The Island of Meroe. Oxford London.
Edwards, D. N. 2004The Nubian past, Archaeology of the Sudan, London and New York.
Elzein Intisar. 2015,West Shendi Project, prelimenry report,unpublished.
Hintza. F. 1959 ” Preliminary report of the Butana Expedition 1958” Kush7 Khartoum. pp. 171-196.
Lenoble. P. 2004, Hosh el-Kafir el-Hobagi, Cahierde Recherches de linstitut de papyrologie Etd Egyptologie de lille3, cripel 24. Pp115-141.
بابكر ندى محمد إبراهيم 2011 المسح الآثاري للضفه الغربيه للنيل في إقليم شندي
(المتمة – بقروسي) رسالة دكتوراة غير منشورة. جامعة الخرطوم.
المقابلات الشخصية :
- شمس الدين محمد سعد، 2009م مزارع، 52 سنة، الحرِيراب.
- عثمان حامد، 2009م أستاذ، 53 سنة، المتمة.
- محمد سليمان ود فليل، 2009م مزارع، 70 سنة، المتمة .