أطفال الشوارع المشردين وآثارهم الاجتماعية والاقتصادية دراسة ميدانية ــ محلية الدلنج ــ ولاية جنوب كردفان

د/ جلال الدين موسي محمد موره1

1 كلية تنمية المجتمع، جامعة الدلنج، السودان.

بريد الكتروني: galaleldeen95@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3710

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 15/06/2022م

المستخلص

تناول البحث اطفال الشوارع بمدينة الدلنج هدفت الدراسة إلى معرفه أهم الأسباب التي ساهمت في ظهور أطفال الشوارع في المجتمع، وايضا لمعرفة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وتأثيرها على أطفال الشوارع. تكمن اهمية البحث أن مجتمع ولاية جنوب كردفان عانى من الحرب لفترة طويلة من الزمن والتي أحدثت تغيرات واضحة ومختلفة في مختلف مجالات الحياة الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من المشكلات والتوترات داخل المجتمع. استخدم المنهج الوصفي ودراسة الحالة لوصف المجتمع كما استخدم المنهج الاحصائي، وتم جمع البيانات من المصادر الاولية والمراجع المرتبطة بالبحث وعن طريق الملاحظة واستمارة الإستبيان. أظهرت نتائج البحث ارتفاع نسبة الأطفال المشردين بسبب الطلاق والعنف الأسري وحدوث تفكك في المجتمع واوصى البحث بتوعية المجتمع كما اوصى أيضا بنشر القيم الدينية والمجتمعية للحفاظ على ترابط وتماسك الاسر.

Research title

Homeless street children and their social and economic impacts

A field study – Dilling locality – South Kordofan state

Dr. Jalal al-Din Musa Muhammad Moreh 1

1 College of Community Development, University of Dilling, Sudan.

Email: galaleldeen95@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3710

Published at 01/07/2022 Accepted at 15/06/2021

Abstract

The study covered the Rood Chlderen in Dallanjjg sity. The aim of the study Knowledgeable the main cause deployment of Chlderen Street in society.in adition to know the social and economical change impact on the children stree. The importance of study that society of south kordufan suffering from the wor for along time so it made different affects in the live of society so it breakout many problem and tensions in society. The descriptive method and case study was use to describe the Chlderen Street and the statistical method for analysis, Information was collected from primary sources, and references related, observation and questionnaire. The results of the study showed that high degree of the Children Street because of Divorce and violence from the family, in addition disintegration in society. The study recommended sensitizing society, also disseminating the religion and society value and retaining family ad nexus.

المقدمة:

يمثل الاهتمام بالطفولة أهمية قصوي حيث أن الاطفال هم شباب الغد وقادة المستقبل أما ظاهرة أطفال الشوارع أو ما يطلق عليهم في الوقت الحالي أطفال بلا مأوي والتي أصبحت من المشكلات الخطيرة واللافتة للنظر والمثيرة للقلق، إن ظاهرة مشكلة أطفال الشوارع بمدينة الدلنج تعد ظاهرة متنامية متفاقمة وهي متعددة الأوجه والارتباطات وهي اجتماعية اقتصادية ومؤسسية وتربوية وسياسية كلها تضافرت وألقيت بظلالها علي تلك الظاهرة .

وتلك الظاهرة لها أسباب متعددة منها الظروف المعيشية القاهرة في تردي للأوضاع الاقتصادية بالإضافة الي ظهور بما يسمي ظاهرة غياب الأب او الراعي الرسمي في المنزل إما سفرا وهجران عن أسرته او غيابه طوال اليوم في العمل وتماشيا مع ذلك أدت عمليات الحراك السكاني من اللجوء والنزوح والهجرة من الأرياف الي المدن بسبب الظروف المختلفة والحرب مزيدا من اتساع ظاهرة أطفال الشوارع بمدينة الدلنج .

مشكله الدراسة:

الأطفال هم رجال الغد وعزة للوطن وقوته المنتجة في المستقبل، إلا ان التقصير في رعاية الطفولة وحرمانهم من الخدمات والبرامج التي يحتاجونها أسهمت في ظهور اطفال الشوارع حيث ان هنالك اطفال تخلت عنهم اسرهم بل دفعت بهم إلي العمل لان اسرهم تواجه ظروف صعبة مما ساعد علي تشردهم وعليه تحاول الدراسة متابعة الظاهرة ووصف سماتها التي تعيشها في ظل ضعف واضح للمعالجة والرقابة اتجاه تلك الظاهرة.

أهداف الدراسة:

تعتبر مشكلة الاطفال المشردين من المشكلات التي ظهرت في الدول النامية لاسباب مختلفة وفي جميع دول العالم، لذلك جاءت أهداف الدراسة في الآتي:

1- التعرف علي أهم العوامل المساهمة في ظاهرة أطفال الشوارع بمدينة الدلنج.

2- دعم الجهود الرامية لحماية ورعاية فئة الأطفال المشردين وإعادة دمجهم في المجتمع.

3- خلق وعي عام علي كل المستويات الأسرية والراي العام والاجهزة والمؤسسات الدينية.

4- حماية ورعاية الاطفال المشردين والوفاء بحقوقهم الموصي بها في اتفاقية حقوق الطفل.

5- تشخيص وتقصي للعوامل المساهمة في تفاقم الظاهرة علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي.

6- معرفة التغييرات الاقتصادية والاجتماعية لأطفال الشوارع.

الأهمية العلمية للدراسة (النظرية):

تعتبر مشكلة الاطفال بلا مأوي مشكلة مجتمعية تستحق المزيد من الدراسات باعتبارها أحدي المشكلات التي يتوقع تزايد خطورتها مع تعقد الحياة اليومية، وان إنتشار ظاهرة الاطفال المشردين في الشوارع يؤدي إلي تهديد الأمن الاجتماعي وزيادة الانحراف وإنتشار الجريمة وتعطيل أحد الموارد البشرية التي سوف يعتمد عليها المجتمع في المستقبل، وتحليل دور العوامل والسياسات التي تؤثر في ظاهرة أطفال الشوارع.

ايضا إثراء المعرفة العلمية ودعم المكتبة الجامعية، وإشباع الفضول العلمي، وإثراء النظرية الاجتماعية وعلم الاجتماع في مجال المشكلات الاجتماعية وعلم الاجتماع الاقتصادي وعلم الاجتماع الأسري بتعميق فهمنا للظاهرة المدروسة وإضافة معارف جديدة.

الأهداف العملية (التطبيقية):

المساهمة العملية في وضع توصيات يمكن إن تساهم في وضع برامج وحلول لأطفال الشوارع بمدينة الدلنج.

تساؤلات الدراسة :

_هل توجد آثار اجتماعية لاطفال الشوارع؟

_ما هو أثر استخدام العنف داخل الأسرة علي الأطفال؟

_ما مدي تأثير الظروف الاقتصادية علي أطفال الشوارع؟

_ هل توجد علاقة بين الطلاق والتشرد؟

مناهج الدراسة:

في هذه الدراسة تم اختيار منهجين هما:-

المنهج الوصفي:-“منهج البحث الاجتماعي”

البحث الاجتماعي هو الطريقة المنتظمة لدراسة حقائق راهنة متعلقة بظاهرة أو موقف أو أفراد وأحداث أو أوضاع معينة بهدف اكتشاف حقائق جديدة، أو التحقق من صحة حقائق قديمة وأثارها والعلاقات التي تتصل بها وتفسيرها وكشف الجوانب التي تحكمها (1).والبحث الاجتماعي يختلف عن المسح الاجتماعي في أنه لا يهدف إلي ناحية تطبيقية أو يتبعه أو ينتهي إلي إصلاح المجتمع، كما أنه لا يركز فقط علي المشكلات المرضية كما في المسح الاجتماعي، فهو غالبا ما يهدف إلى وصف الظاهرة محل الدراسة وتشخيصها وإلقاء الضوء علي جوانبها المختلفة وجمع البيانات اللازمة عنها وفهمها وتحليلها من أجل الوصول إلي المبادئ والقوانين بظواهر الحياة والعمليات الاجتماعية الاساسية والتصرفات الانسانية، هذا وغالبا ما يخرج الباحث فيها بمبادئ عامة عن الصراع الثقافي أو عملية التمثيل أو الانتحار مثلا بينما يحدد الماسح الاجتماعي أعراض الظاهرة المدروسة وأسلوب مواجهتها(2).

منهج دراسة الحالة:

في هذه الدراسة تم اختيار منهج دراسة الحالة نظرا لأنه متفق مع طبيعة الدراسة، أطفال الشوارع المشردين وأثارهم الاجتماعية والاقتصادية، يتميز منهج دراسة الحالة بالعمق أكثر ما يتميز بالاتساع في دراسته للأفراد والمجتمعات، كما يتميز بالتركيز علي الجوانب الفريدة أو المميزة لعينة صغيرة جدا من أفراد المجتمع، وهو يمثل أحد طرق وأساليب التحليل أكثر من كونه معبرا عن إجراءات محددة، يعبر هذا المنهج عن اتجاه كلي أو شمولي لفهم الظاهرة موضوع الدراسة، وهو يشبه طريقة الفلاش باك (أو العرض الاسترجاعي)في الأعمال الفنية والسينمائية( 3).

طرق جمع البيانات:

جمعت البيانات اللازمة لهذا الدراسة باستخدام الأدوات التالية:

1ـ المقابلة

تم إجراء عدة مقابلات مع بعض الأشخاص المعنيين بالأمر حيث تمت مقابلة مع مفوض العون الانساني بمحلية الدلنج والذي أفاد بوجود عدد من المتشردين في محلية الدلنج.

ايضا تمت المقابلة مع أمين مجلس رعاية الطفولة في ولاية جنوب كردفان والذي أوضح أن أعدد المشردين بالولاية كبير خاصة في محليتي (كادقلي والدلنج)، حيث أن أعداد الأطفال المشردين في كادقلي تقريبا (250)، وفي الدلنج (120) بالتقريب ـــ حسب ماذكر أن هذا التعداد قديم ــ ويشمل هذا العدد النوعين ذكور وإناث، أفاد انهم كمجلس لرعاية الطفولة في الولاية اجتمعوا مع عدد من المنظمات العاملة في الولاية بصدد عمل مسح ميداني جديد لحصر أعداد الأطفال المتشردين وذلك لتجديد قاعدة البيانات للمساعدة في تقديم الخدمات للاطفال.

2-الملاحظة:

الملاحظة من الطرق الهامة والقديمة التي تستخدم لجمع البيانات في العلوم الاجتماعية ،وهي تفيد في جمع البيانات التي تتصل بسلوك الأفراد الفعلي في بعض المواقف الواقعية واتجاهاتها ومشاعرها، كذلك تفيد في الأحوال التي يقاوم فيها المبحوثون أو يرفضون الإجابة علي الاسئلة، لذلك فهي تيسر الحصول علي كثير من المعلومات و البيانات المطلوبة والتي لا يمكن الحصول عليها بوسائل أخري كسلوك الأطفال ومشاعرهم واتجاهاتهم، أو عند عزوف المبحوثين عن التعاون مع الباحث أو مقاومتهم له وعدم رغبتهم في الأدلاء بأية معلومات إلا أنه يصعب فيها دراسة أنواع معينة من السلوك مثل الخلافات الأسرية، السلوك الجنسي، كما يصعب بواسطتها كشف بواعث السلوك ودوافعه وخبرات الأفراد واتجاهاتهم، وعقائدهم وقيمهم ومشاعرهم( 4).

3-إستمارة الاستبيان:

وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة تعد إعداد محددا وترسل بواسطة البريد أو تسلم إلي الأشخاص المختارين لتسجيل إجاباتهم علي صحيفة الأسئلة الواردة، ثم إعادتها، ويتم ذلك بدون معاونة الباحث للأفراد سواء في فهم الاسئلة وتسجيل الإجابات عليها( 5). لقد تم صياغة استمارة جمع البيانات واستخدمت كأداة رئيسية لجمع البيانات الميدانية اللازمة لهذا البحث واحتوت هذه الاستمارة علي خمس عشر سؤالا من النوع المقفل كما قسمت الاستمارة إلي بيانات خاصة وبيانات عامة ، ولقد تم معالجة هذه البيانات احصائيا فيما بعد، وقد تم تحكيم الاستمارة عدة مرات، الى ان وصلت الى صورتها النهائية.

1 حدود الدراسة:

لقد أتفق كثيرا من المشتغلين في مناهج البحث الاجتماعي علي أن لكل دراسة مجالات ثلاثة رئيسية هي:

أ-الحدود الجغرافية:

ويقصد به النطاق المكاني لأجراء الدراسة، وهو بالتحديد مدينة الدلنج حسب حدودها الجغرافية.

ب-الحدود البشرية:

ويتضمن المجال البشري جمهور البحث الذين تشملهم الدراسة، وهم في هذا البحث عدد من أطفال الشوارع المشردين.

ج-الحدود الزمانية:

وقد تحددت وفقا لما استغرقته مراحل البحث، وهي مرحلة الإعداد النظري، ومرحلة الإعداد للعمل الميداني وتنفيذه، وتضمنت كذلك تصميم أدوات البحث واختيارها، ثم مرحلة جمع البيانات وتفريغها وتحليلها إحصائيا وتفسيرها وكتابة التقرير النهائي للبحث، وقد استغرقت هذه المراحل الفترة الزمنية (يونيو 2022م).

عينة الدراسة:

غالبا ما يجد الباحث نفسه غير قادر علي تطبيق دراسته علي جميع مفردات البحث وكل الحالات المكونة له، علاوة أن دراسة المجتمع كله قد تكون مضيعة للوقت وتبديدا للجهد والنفقات بغير مبرر، وعلي هذا الأساس فإن الباحث في طريقه العينة يكتفي بعدد محدود نسبيا من أفراد المجتمع الأصلي يتعامل معهم في حدود الوقت المتاح له والإمكانات المتوفرة، ويبدأ بدراستها ثم يعمم نتائجها علي المجتمع، فإنه يتمثل في ضرورة أن تكون للمجتمع الأصلي فرصا متساوية في الاختيار، وقد استخدمت في هذا الدراسة عينة عشوائية منتظمة عددها(20) من اطفال الشوارع المتشردين وذلك لصعوبة لقاء كل المتشردين.

تمثلت صعوبات الدراسة في الأتي:

1- التحرك الدائم والمستمر لهم من مكان لآخر مما جعل صعوبة في تقدير حجم الظاهرة.

2- عملية حصر أطفال الشوارع المشردين.

3- إخفاء بعض المعلومات لديهم .

4- عدم تعاون أطفال الشوارع بسبب الشكوك والتخوف.

مصطلحات الدراسة:

تعريف أطفال الشوارع:

أطفال الشوارع تعبير فضفاض استخدم بشكل عام لوصف الأطفال صغار السن الذين يعيشون في الشوارع وأزقة ومجاري المياه في الحضر والمدن الكبرى وتتعدد الأسباب التي أدت الي هذه الوضع وتترادف ولعل أولها النزوح من الريف الي المدن ووطأة الفقر وشدة الازدحام في المساكن العشوائية وتفكك الأسر والتمرد علي ضغوطات المنزل او المدرسة او إساءة المعاملة والاذى المعنوي والجسدي بأنواعه الجسدية والجنسية من أقاربهم او اقرأنهم في المناطق التي يعيشون فيها، علاوة علي طواري الصراعات والحروب الأهلية التي أدت الي هروب المزيد من الأطفال بسبب ضيق المنزل الي الشارع إن وصف أطفال الشارع يجعل من الصعوبة منهجيا الفصل بين مفاهيم ومصطلحات مثل [عمالة الأطفال] [الأطفال النازحين][الأطفال المشردين] [الأطفال المتسولين] وغيرهم من الوضعيات التي يعيشها الأطفال(6).

مفهوم الأطفال في الشوارع:

إن مفهوم الأطفال في الشوارع هو مفهوم متعدد الإبعاد وتشترك به مجموعات مختلفة من القوي المجتمعية الفاعلة وبناء عليه بذلت جهود كثيرة وكبيرة علي مراجعة الأدبيات ذات الصلة بموضوع أطفال الشوارع من اجل توضيح المفاهيم:

1- الأطفال في الشوارع:

في البداية تم استنباط مفهوم واسع حول الأطفال في الشوارع ولكن سريعا ما تبين واثر مراجعة الأدبيات ذات الصلة إن هذا المصطلح هو ذو طابع خلافي وانه يغطي مجالات واسعة ومتنوعة من الأطفال علي ضوء ذلك تم التصنيف الذي بموجبه جري تقسيم الأطفال في الشوارع الي فئتين تعرفان بأطفال:

1- أطفال في الشارع

2- أطفال علي الشارع

1- الفئة الأولي: أطفال في الشارع:

وتعني عموما الأطفال الذين يعيشون بشكل دائم في الشوارع (المشردين)بغض النظر عما يفعلونه لتامين معيشتهم ويعرفون أيضا بالأطفال الذين يعيشون في الشوارع .

2- الفئة الثانية: أطفال علي الشارع:

وتعني الأطفال الذين يعملون في الشوارع لفترات طويلة خلال النهار وقد يعودون للمبيت لدي أسرهم ليلا وهم يعرفون أيضا بالأطفال الذين يعملون في الشوارع (7).

تعريف المنظمة العالمية:

أطفال الشوارع هم أطفال يعيشون في الشارع بلا مأوى وبدون حماية وبدون رعاية وقد قدمت المنظمة تصنيفا لهؤلاء الأطفال علي النحو التالي:

1- أطفال يقضون معظم أوقاتهم في الشارع ولكن يعودون الي أسرهم في نهاية اليوم.

2- أطفال يقضون معظم أيام الأسبوع وقد يعودون.

3- أطفال منفصلون عن أسرهم ويقيمون بصفة دائمة في الشارع وقد لا يعودون الي أسرهم فيما بعد لظروف معينة (8).

وبغية تجنب أي سوء فهم أو دلالات سلبية فقد تم استخدام التعريف العلمي (الأطفال في الشوارع) الذي حدده المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لمنظمة العمل الدولية في (بيروت) والمستند الي المرجعيات الدولية التالية:

1- جميع الأطفال الذين يتخذون في الشوارع مأوى لهم ،من دون إن يكون لهم مكان إقامة محدد.

2- جميع الأطفال الذين يعملون في الشارع ،ولكنهم يقيمون مع أسرهم /أولياء أمورهم في مكان إقامة محدد.

3- يشمل العمل في الشارع الأنشطة التجارية والخدماتية التي ترتكز إلي الشارع والتسول فضلا عن أشكال من الأنشطة والاعمال التي تجذب الأطفال إلي الشوارع(9).

المخاطر التي يتعرض لها أطفال الشوارع:

هنالك العديد من المشاكل والسلبيات والمخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال والتي تنعكس علي المجتمع بأسره:

1ـ التسرب وعدم الإلتحاق بالتعليم:

مما لاشك فيه أن من أكثر الآثار وضوحا التي تقع علي هؤلاء الأطفال باختلاف أنماطهم هي الأمية أو التعليم المنخفض، إذ عادة يفتقد هؤلاء الأطفال الرعاية الأسرية المشجعة للالتحاق بالتعليم والإستمرار فيه.

2ـ ورثة الفقر والمكانة المهنية المنخفضة:

غالبا ما ينتمي هؤلاء الأطفال إلي أسر ذات درجة إقتصادية ومهنية منخفضة، حيث إنهم يورثون الفقر والمهن التي نشؤ عليها مع أسرهم، وبذلك يصبح مجالهم في الترقي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ضعيف وينحصر همومهم بالتالي في حدود متدنية(10).

3ـ التعرض للامراض:

يتعرض أطفال الشوارع للعديد من الأمراض مما يجعلهم يعيشون في دوامة المرض دون علاج، ومن أمثلة تلك الأمراض تسمم الغذاء، التايفويد، الملاريا، الأنيميا، البلهارسيا، السعال المستمر، تعب الصدر وتقيحات الجروح. وتتركز معظم الأسباب لإنتشار هذه الأمراض في عدم الإستحمام والنظافة أو الإستحمام في الترع ومصارف المياه القذرة والأكل من فضلات الطعام ومكبات القمامة.

4ـ مخاطر الطريق وحوادث السيارات:

يتعرض هؤلاء الأطفال للعديد من مخاطر الطريق مثل حوادث السيارات وذلك بسبب تجوالهم المستمر في الطرقات والشوارع من أجل التسول وبيع السلع الهامشية.

5ـ مخاطر إستقلال العصابات:

ان استقطاب المجموعات الإجرامية المنظمة لهؤلاء الأطفال تمثل خطورة بالغة عليهم وعلي المجتمع بصفة عامة، حيث تتخذ هذه العصابات من هؤلاء الأطفال أدوات سهلة ورخيصة للانشطة غير المشروعة سواء باستخدامهم كأدوات مساعدة للترويج والتوزيع للمنوعات، أو العنف وإستقلالهم في الاعمال المتصلة بالدعارة(11).

وتوجد العديد من المخاطر الأخرى التي تقع علي عاتق أطفال الشوارع حيث يستغلوا من اصحاب الأعمال التجارية بتشغيلهم ساعات طويلة مقابل أجر زهيد وقد تكون هذه الاعمال شاقة وخطرة علي الأطفال مثل اعمال الورش(برادة، حدادة، خراطة، نجارة) وأعمال المباني والخرصانة، ذلك مما يدخل في تشغيل وعمالة الاطفال والمحرمة دوليا حسب ميثاق الأمم المتحدة.

صفات وخصائص أطفال الشوارع:

أطفال الشوارع يشتركوا في عدد من الصفات والخصائص وهي كالأتي:

1- التنمر وهو نتيجة حتمية لمسيرة الحياة الي يعيشها وكنتيجة للتغيرات المصاحبة للتفاصيل الحياة .

2- الانفعال الشديد والغيرة الشديدة كنتيجة للحرمان.

3- التمثيل لأنها وسيلة من الوسائل الدفاعية لديهم ضد الإخطار التي تواجههم او حين يقبض عليهم .

4- التشتت العاطفي ويظهر ذلك من خلال كثرة البكاء والطلبات.

5- عدم التركيز.

6- حب التملك والمساواة مع الآخرين.

7- الإجرام.

8- ممارسة التسول.

9- ممارسة العادات الشاذة.

10- حب العاب الحركة والقوة(12).

أشكال التشرد:

هناك نوعان من أشكال التشرد عند أطفال الشوارع ، وهما الأطفال الذين يكونون في حالة تشرد كلي والأطفال في حالة تشرد جزئي وهما علي النحو التالي:

1- التشرد الكلي:

هو التواجد في الشارع بطريقة مستمرة وبدون ماؤي وعائلة مع إمكانية قطع العلاقة مع الأهل بسبب المشاكل الأسرية واتخاذ في اغلب الأحيان طريق الانحراف والخروج عن الوضع الطبيعي للحياة الاجتماعية أي إن الحدث يصبح بلا عنوان بلا هوية بلا قيمة والافتقار للرعاية والعناية الصحية والنفسية ولهذا خروج عن مألوف الحياة الاجتماعية الكريمة وانتهاج غير مقبول سلوكيا ونفسيا.

2- التشرد الجزئي:

هو التسكع في الشارع طوال النهار والعودة الي البيت من اجل النوم يتضمن هذا النوع من التشرد ظاهرة العمالة عند الأطفال من اجل مساعدة أسرهم في كسب لقمة العيش وأكثر القطاعات التي تستقطب اليد العاملة من الأطفال هي البيع في الأسواق والنقل(13).

أثر الحرب على الأطفال المشردين في جنوب كردفان:

كان للحرب الأثر الكبير في حدوث ونشأة الاضطراب والصدمة، ويرتبط ذلك بالاعمال البشرية القاسية وغير المنطقية وغير الانسانية وحدوث الكوارث والحروب وما يرافقها من تهديد لأمن وسلامة النفس. فإن الأطفال في كل الحروب والنزاعات المسلحة هم أوائل الضحايا واكثر الفئات عجزا لمواجهة ومقاومة ما يتعرضون له من رعب وخطر ويتعرضون لظروف لم يسبق لهم التعرض لها.

فالأطفال يفتقرون إلي القدرات المعرفية التي تمكنهم من التعبير اللفظي عن ما يعانوه جراء المشاهدة.

لذلك يجب حماية الأطفال من كل الأخطار التي تواجههم سواء كان خطر النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات النفسية.

فالحرب في جنوب كردفان أثرت تاثيرا كبيرا على الأطفال الذين عانوا من فقدان أسرهم ووالديهم مما أدي إلي التشرد وعدم قبول المجتمع لهم وعدم مقدرتهم علي التكيف مع المجتمع.

الخلفية التاريخية لمنطقة الدراسة:

محلية الدلنج تقع في ولاية جنوب كردفان علي إرتفاع 688 متر(2254 قدم) فوق مستوي سطح البحر علي بعد 498 كيلو (309) ميل جنوب الخرطوم عاصمة السودان، وحوالي 130 كيلو تقريبا (40 ــ 70) ميل شمال كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان.

تتوسط المنطقة جغرافية متنوعة الطبيعة تتميز بتلالها ووديانها الموسمية وتربتها الطينية والرملية التي جعلت منها منطقة زراعية مهمة، كم تعتبر من المدن الرائدة في مجال التعليم بالسودان.

أصل التسمية:

أخذت مدينة الدلنج إسمها من قبيلة الدلنج وهي إحدي قبائل النوبة، واللفظ (الدلنج) ينطق بفتح الدال واللام وتسكين النون مع إغفال الجيم والنون المعطشة.

تقع مدينة الدلنج في الجزء الشمالي الغربي من ولاية جنوب كردفان بين خط 18 ــ 19 إلي 66/30 شرقا عرض 11/12 شمال شرق محلية الرشاد وغربا منطقة لقاوة والسنوط، تبلغ مساحة الدلنج 630كلم. ومن المناطق التي تقع حولها هي سلارا،هبيلا،الفرشاية،دلامي(14).

مظاهر السطح والتضاريس:

تلعب دورا بارزا وكبيرا وواضحا في البيئة الطبيعية وفي طرق أسلوب الحياة البشرية وتتمثل مظاهر السطح والتضاريس في ولاية جنوب كردفان من خلال جبال النوبة.

وفي التلال الرملية بمناطق القوز بالاضافة للاودية الموسمية التي تنحدر منها المياة.

المناخ والتضاريس:

المناخ في الدلنج شبة جاف ويتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاء وأمطار مؤسمية ورياح شمالية إلي جنوبية رطبة، ومياة جوفية عزبة وأمطار فصل الخريف الذي يبدأ من أبريل/مايو حتي سبتمبر/أكتوبر

وأهم مايميز التضاريس هو إنتشار التلال وسط سهول ذات تربة طينية متشققة ووديان موسمية أبرزها خور أبوحبل.

النشاط الأقتصادي:

يغلب علي النشاط الاقتصادي في المدينة القطاع الزراعي والتجاري والخدمات الخاصة التي تقدمها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وتعتبر جامعة الدلنج من أكبر الصروح العلمية بالمدينة، بجانب الحرف اليدوية والصناعية والجلود والزراعة والرعي.

ويعتبر مشروع هبيلا الزراعي الواقع شرق الدلنج أحد مشاريع الزراعة الآلية المطرية الكبيرة في السودان لإنتاج الغلال مثل الذرة الرفيعة والسمسم وتوجد رئاسة المشروع في المدينة.

الشكل( 1) خريطة كروكية توضح محلية الدلنج والقري التي حولها والأنشطة التي يمارسها السكان

محلية لقاوة

رضينا

الدلنج

محلية شيكان

محلية أم روابة

ولايـــــــــــــة شــــــــــــمـــــال

كردفـــــــــــــــــــان

محلية أبو زبد

محلية أبو جبيهة

محليـــــة الدلنــــج

النيل الأبيض

محلية كادقلي

م. تلودي

محلية

رشاد

ش

المفتاح:

مزارعين. بقارة. أبالة. أمبرورو. مزارعو زراعة آلية.

المصدر: الدراسة الميدانية محلية الدلنج

التركيبة الأثنية بمنطقة جبال النوبة :

بها مجموعة من القبائل المختلفة لها قيم وعادات وتقاليد واعراف وثقافات مختلفة والأجناس التي بجبال النوبة مجموعة مختلفة تضم النوبة وهم السكان الأصليون ثم مجموعات أخري توافدت ألي المنطقة من البقارة، الفلاتة، الداجو واخري وتبلغ نسبة النوبة 87% (15).

الجدول رقم(1): التركيبة القبلية بمنطقة جبال النوبة محلية الدلنج(16)

المحلية النوبة العرب غرب السودان شمال ووسط السودان اخري
الدلنج النيمانج (الأما) الأجانج (الغلفان، دلنج، كدرو، كدر

كاركو، كجورية، فندا،والي)، الكواليب، كتلا، جلد، تيمين.

حوازمة.

كنانة.

شنابلة.

معاليا.

فلاتة.

برنو.

برقو.

جعليين، شايقية،

دناقلة، جموعية.

جوامعة، قبائل من الجزيرة.

قبائل دارفور، قبائل جنوب السودان. شوام.

وبلغت تقديرات المسح الميداني ل سنة (2003) IFAD حوالي 1.197.7000 نسمة، وكانت تقديرات الخطة الخمسية الانتقالية (2006-2010م) لولاية جنوب كردفان،في نفس المدة حوالي 2.261.555 نسمة في المنطقة.بينما بلغت نسبة السكان في محلية الدلنج 261,800 نسمة.

الجدول رقم (2) : توزيعات السكان واعدادهم بمحلية الدلنج.

المحلية عدد الذكور عدد الإناث الجملة النسبة المئوية
الدلنج 127,000 134,800 261,800 21,9

المصدر:منظمة الأغذية والزراعة العالمية (IFAD )، قسم المتابعه والتصميم 2003م .

النتائج:

تحليل وتفسير الجداول الاحصائية

جدول رقم ( 1 ) التوزيع التكراري لبيانات النوع

النوع التكرار النسبة المئوية
ذكور 16 80%
إناث 4 20%
المجموع 20 100%

نستنتج من الجدول السابق ان نسبة الذكور تفوق نسبة الاناث اذ بلغت 80% من مجموع العينة ، وتليها نسبة الاناث والتي كانت 20%، وهي نسبة أقل من الذكور مما يعني ذلك أن أغلب اطفال الشارع من الذكور.

جدول رقم ( 2 ) التوزيع التكراري لبيانات العمر

الفئات التكرار النسبة المئوية
6ـــ11 6 30%
12ـــ18 14 70%
المجموع 20 100%

يتضح من الجدول السابق ارتفاع نسبة الفئة العمرية (12- 18) من عينة الدراسة حيث بلغت نسبتها 70%، أما الفئة العمرية (11-6) كانت نسبتها 30%، ذلك يدل على ان فئة الأطفال الأكبر في العمر هم الاكثر من الفئة العمرية الاخرى.

جدول رقم ( 3 )التوزيع التكراري حسب المستوي التعليمي

المستوي التعليمي التكرار النسبة المئوية
أمي 7 35%
أساس 9 45%
ثانوي 4 20%
المجموع 20 100%

يوضح الجدول السابق أن نسبة الأمية من العينة والتي بلغت 35%، ونسبة مستوي تعليم الأساس بلغت 45%، وانخفاض نسبة مستوي التعليم الثانوي التي بلغت 20% من مجموع العينة، يلاحظ من ذلك ان أطفال الشوارع بهم نسبة كبيرة تلقت تعليم أساس، مما يؤكد أن التشرد حدث بعد دخول الأطفال المدرسة.

جدول رقم ( 4 )التوزيع التكراري للحرفة

الحرفة التكرار النسبة المئوية
ورنيش 6 30%
مطعم 2 10%
كافتريا 2 10%
عاطل 10 50%
المجموع 20 100%

يتضح من الجدول السابق ارتفاع نسبة الاطفال العاطلين عن العمل اذ بلغت نسبتهم 50%، وتليها نسبة الافراد الذين يعملون بحرفة الورنيش اذ ان نسبتهم 30%، وانخفاض نسبة العاملين في المطاعم والكافتريات حيث ان نسبتهم 10% لكل واحدة من مجموع العينة.ارتفاع نسبة العاطلين يدل علي ان معظم الاطفال في الشارع بدون عمل وارتفاع نسبة البطالة بينهم.

جدول رقم ( 5 ) التوزيع التكراري حسب السكن

السكن التكرار النسبة المئوية
بيت 4 20%
شارع 11 55%
بيت صديق 5 25%
المجموع 20 100%

يوضح الجدول أرتفاع نسبة الأطفال الذين يعيشون في الشارع هي أكبر نسبة تقدر55% مقارنة بالاطفال الذين يعيشون في بيوتهم أو بيوت أصدقائهم الذين بلغت نسبتهم 25% والذين يعيشون في بيوتهم بنسبة 20% كأقل نسبة. ذلك مؤشر ان عدد الأطفال في الشارع مرتفع مما يستوجب التدخل لمعالجة تلك الظاهرة.

جدول رقم ( 6 ) التوزيع التكراري لقادة المستقبل

الأجابة التكرار النسبة المئوية
نعم 7 35%
لا 13 65%
المجموع 20 100%

نجد أن نسبة 65% تشير إلي أن أطفال الشوارع لايمكن أن يكونوا قادة المستقبل، بينما 35% تشيرإلي أن أطفال الشوارع يمكن أن يكونوا قادة في المستقبل.

جدول رقم ( 7) التوزيع التكراري للآثار الاجتماعية

الأجابة التكرار النسبة المئوية
نعم 19 95%
لا 1 5%
المجموع 20 100%

يوضح الجدول أن نسبة 95% تشير إلي أن أطفال الشوارع لهم آثار اجتماعية، بينما نسبة 5% تشير إلي انهم ليس لهم آثار اجتماعية. ذلك مؤشر علي أن المجتمع قد تاثر تاثيرا كبيرا من أطفال الشوارع.

جدول رقم ( 8 ) التوزيع التكراري هل التفكك الأسري يؤدي إلي تشرد الأطفال

الأجابة التكرار النسبة المئوية
نعم 20 100%
لا ـــ 0%
المجموع 150 100%

يوضح الجدول ارتفاع نسبة الذين يروا أن التفكك الأسري يؤدي إلي التشرد حيث بلغت نسبتهم 100%، يدل على ان التفكك الأسري هو من أهم أسباب تشرد الأطفال.

جدول رقم ( 9 )التوزيع التكراري لغياب الأب كأحد أسباب التشرد

الأجابة التكرار النسبة
نعم 15 75%
لا 5 15%
المجموع 20 100%

يتضح من الجدول ارتفاع نسبة الافراد الذين يرون ان غياب الأب هو أحد أسباب التشرد حيث بلغت نسبتهم 75% من مجموع العينة، بينما نسبة 25% يروا عكس ذلك ، هذا يعني أن لغياب الأب الأثر الأكبر في تربية الأبناء والحفاظ عليهم من التشرد.

جدول رقم ( 10 ) التوزيع التكراري وفاة الأب أو الأم هل تؤدي إلي التشرد.

الاجابة التكرار النسبة
نعم 12 60%
لا 8 40%
المجموع 20 100%

من الجدول أعلاه نجد أن نسبة 60% تشير إلي أن وفاة الأب أو الأم تؤدي إلي التشرد، بينما الذين نسبتهم40% تشير إلي أن وفاة أحد الوالدين لا تؤدي إلي التشرد، ذلك يدل علي وجود علاقة بين فقدان أحد الوالدين وآثارة الظاهرة علي المجتمع.

جدول رقم ( 11 ) التوزيع التكراري للعقاب المدرسي كأحد أسباب التشرد

الاجابة التكرار النسبة
نعم 9 45%
لا 11 55%
المجموع 20 100%

نستنتج من الجدول السابق أن نسبة من يرون ان العقاب المدرسي أحد أسباب التشرد والذين أجابوا بنعم نسبتهم 45% ، والذين يرون ان العقاب المدرسي غير مسبب للتشرد والذين أجابوا بلا بلغت نسبتهم 55% ، تلاحظ تقارب النسبتين من بعضهم البعض.

جدول رقم ( 12 ) التوزيع التكراري يوضح هل العنف الأسري يؤدي إلي التشرد

الاجابة التكرار النسبة
نعم 19 95%
لا 1 5%
المجموع 20 100%

من الجدول أعلاه يتضح ان نسبة من يرى أن العنف داخل الاسرة يؤدي إلي التشرد قد بلغت نسبتهم 95% ، وانخفاض نسبة من يرون ان العنف داخل الأسرة لا يؤدي إلي التشرد حيث بلغت نسبتهم 5%. بالتالي يدل الجدول على ان العنف الأسري يؤدي إلي التشرد مما ادي إلي نتائج سلبية في المجتمع.

جدول رقم ( 13 ) التوزيع التكراري للظروف الاقتصادية الصعبة وعلاقتها بالتشرد

الاجابة التكرار النسبة
نعم 14 70%
لا 6 30%
المجموع 20 100%

يتضح من الجدول أعلاه ارتفاع نسبة من اجابتهم كانت بـ(نعم) حيث يرون ان الظروف الاقتصادية الصعبة ادت الى التشرد بنسبة 70%، بينما الذين يرون غير ذلك بلغت نسبتهم 30% ،ذلك يدل علي الاثر الكبير للظروف الاقتصادية الصعبة في ابراز الظاهرة.

جدول رقم ( 14 ) التوزيع التكراري هل معظم الأطفال المشردين من ذوي الدخل المحدود

الاجابة التكرار النسبة
نعم 13 65%
لا 7 35%
المجموع 20 100%

نلاحظ من الجدول أن نسبة من يرون أن معظم الأطفال المشردين من ذوي الدخل المحدود والتي كانت نسبتهم 65%، ونسبة من يرون أنهم ليس من ذوي الدخل المحدود نسبتهم 35%، هذا يدل علي أن الاطفال المشردون فيهم من ذوي الدخل المحدود.

جدول رقم ( 15 ) التوزيع التكراري للطلاق هل يؤثر علي تربية الأبناء وينتهي بتشردهم

الاجابة التكرار النسبة
نعم 20 100%
لا ــ 0%
المجموع 20 100%

يوضح الجدول اعلاه ارتفاع نسبة من يرون ان الطلاق يؤثر علي تربية الأبناء وينتهي بتشردهم بنسبة بلغت 100%، هذا يعني أن الطلاق سبب رئيسي من أسباب التشرد.

عرض نتائج الدراسة

على ضوء الاسئلة التي طرحتها استمارة جمع البيانات، ثم تحليل وتفسير الجداول الاحصائية، والاجابة على تساؤلات الدراسة.

ونستطيع ان نشير هنا الى أهم النتائج التي توصلت اليها هذه الدراسة والتي يمكن ايجازها على النحو التالي:

1/ كشفت الدراسة عن ان معظم افراد العينة ينتمون الى فئة الذكور وكانت نسبتهم 80% من الجملة، والاناث نسبتهن 20%، هذا يدل علي أن اغلبية المشردين من الأطفال الذكور.

2/ اغلبية افراد العينة ينتمون الى الفئة العمرية (12- 18) حيث بلغت نسبتهم المئوية 70%، أما الفئة (11-6) بلغت نسبتهم 26%. ذلك يدل على ان فئة الأطفال الأكبر في العمر هم اكثر من الفئة العمرية الاخرى.

3/ أن نسبة الأمية من العينة قد بلغت 35%، ونسبة مستوي تعليم الأساس بلغت 45%، وانخفاض نسبة مستوي التعليم الثانوي التي بلغت 20% من مجموع العينة.يلاحظ من ذلك ان اطفال الشوارع بهم نسبة كبيرة تلقت تعليم أساس، مما يؤكد أن التشرد حدث بعد دخول الأطفال المدرسة وذلك يتطلب إجراء المذيد من الدراسة.

4/ يتضح أن نسبة الاطفال العاطلين عن العمل بلغت نسبتهم 50%، وتليها نسبة الاطفال الذين يعملون بحرفة الورنيش (طلاء الاحذية) إذ أن نسبتهم 30%، وانخفاض نسبة العاملين في المطاعم والكافتريات حيث ان نسبتهم 10% لكل واحدة من مجموع العينة.ارتفاع نسبة العاطلين يدل علي ان معظم الاطفال في الشارع بدون عمل وارتفاع نسبة البطالة بينهم.

5/ أوضحت نتيجة الدراسة أرتفاع نسبة الأطفال الذين يعيشون في الشارع هي أكبر نسبة تقدر55% مقارنة بالاطفال الذين يعيشون في بيوتهم أو بيوت أصدقائهم الذين بلغت نسبتهم 25% والذين يعيشون في بيوتهم بنسبة 20% كأقل نسبة. ذلك مؤشر ان عدد الأطفال في الشارع مرتفع مما يستوجب التدخل لمعالجة تلك الظاهرة.

6/ نجد أن نسبة 65% تشير إلي أن الأطفال الشوارع لا يمكن أن يكونوا قادة المستقبل، بينما 35% تشيرإلي أن أطفال الشوارع يمكن أن يكونوا قادة في المستقبل.

7/ من نتائج الدراسة أن نسبة 95% تشير إلي أن أطفال الشوارع لهم آثار اجتماعية، بينما نسبة 5% تشير إلي انهم ليس لهم آثار اجتماعية. ذلك مؤشر علي أن المجتمع قد تاثر تاثيرا كبيرا من أطفال الشوارع.

8/ اتضح من الدراسة ارتفاع نسبة الذين يروا أن التفكك الأسري يؤدي إلي التشرد حيث بلغت نسبتهم 100%، يدل على ان التفكك الأسري هو من أهم أسباب تشرد الأطفال.

9/ ارتفاع نسبة أن غياب الأب هو أحد أسباب التشرد حيث بلغت نسبتهم 75% من مجموع العينة، بينما نسبة 25% يروا عكس ذلك ، هذا يعني أن لغياب الأب الأثر الأكبر في تربية الأبناء والحفاظ عليهم من التشرد.

10/ نلاحظ أن نسبة 60% تشير إلي أن وفاة الأب أو الأم تؤدي إلي التشرد، بينما الذين نسبتهم40% تشير إلي أن وفاة أحد الوالدين لا تؤدي إلي التشرد، ذلك يدل علي وجود علاقة بين فقدان أحد الوالدين وآثارة الظاهرة علي المجتمع.

11/ من النتائج أن العقاب المدرسي أحد أسباب التشرد بنسبة 45% ، والذين يرون ان العقاب المدرسي غير مسبب للتشرد والذين أجابوا بلا بلغت نسبتهم 55% ، تلاحظ تقارب النسبتين من بعضها البعض.

12/ أثبتت نتيجة الدراسة أن العنف داخل الاسرة يؤدي إلي التشرد قد بلغت نسبتهم 95% ، وانخفاض نسبة من يرون ان العنف داخل الأسرة لا يؤدي إلي التشرد حيث بلغت نسبتهم 5%. بالتالي يدل ذتك علي ان العنف الأسري يؤدي إلي التشرد مما ادي إلي نتائج سلبية في المجتمع.

13/ يتضح من النتائج ارتفاع نسبة من اجابتهم كانت أن الظروف الاقتصادية الصعبة أدت الى التشرد بنسبة 70%، بينما الذين يرون غير ذلك بلغت نسبتهم 30% ذلك يدل علي الاثر الكبيرللظروف الاقتصادية الصعبة في ابراز تلك الظاهرة.

14/ أثبتت الدراسة أن معظم الأطفال المشردين من ذوي الدخل المحدود والتي كانت نسبتهم 65%، ونسبة من يرون أنهم ليس من ذوي الدخل المحدود نسبتهم 35%، هذا يدل علي أن الاطفال المشردون فيهم من ذوي الدخل المحدود.

15/ أثبتت نتائج الدراسة ارتفاع نسبة من يرون أن الطلاق يؤثر علي تربية الأبناء وينتهي بتشردهم بنسبة بلغت 100%، هذا يعني أن الطلاق سبب رئيسي من أسباب التشرد.

مناقشة أسئلة الدراسة :

1ـ السؤال الأول في الدراسة:هل توجد آثار اجتماعية لاطفال الشوارع؟

النتيجة أتضح أنة توجد آثار اجتماعية لاطفال الشوارع بنسبة بلغت 95% .

2- السؤال الثاني : ماهو أثر استخدام العنف داخل الأسرة علي الاطفال؟

أثبتت نتيجة الدراسة أن العنف داخل الاسرة يؤدي إلي التشرد بنسبة 95% ، وانخفاض نسبة أن العنف داخل الأسرة لا يؤدي إلي التشرد حيث بلغت نسبتهم 5%. بالتالي يدل ذلك علي ان العنف الأسري يؤدي إلي التشرد مما ادي إلي نتائج سلبية في المجتمع.

3ـ السؤال الثالث: ما مدي تأثير الظروف الاقتصادية علي أطفال الشوارع؟

يتضح من النتائج ارتفاع نسبة أن الظروف الاقتصادية الصعبة أدت الى التشرد بنسبة 70%، بينما الذين يرون غير ذلك بلغت نسبتهم 30% ذلك يدل علي الاثر الكبيرللظروف الاقتصادية الصعبة في ابراز تلك الظاهرة.

4ـ هل توجد علاقة بين الطلاق والتشرد؟

أثبتت نتائج الدراسة أنة توجد علاقة قوية بين الطلاق والتشرد ، بنسبة بلغت 100% ، هذا يوضح أن الطلاق من أحد الأسباب الرئيسية للتشرد.

التوصيات

يوصى الباحث بالآتي:-

1/ حل المشاكل الأسرية التي تؤدي إلي الطلاق الذي من أبرز نتائجة تشرد الأطفال.

2/ العمل على مراقبة الاطفال عموما، ودعم المشروعات التي تهتم بالأطفال المشردين ومساعدتهم حتي ينجحوا في دراستهم وحياتهم، ومعرفة أسباب التسرب التعليمي وحلها.

3/ الاهتمام بمؤسسات رعاية الأحداث وزيادة عددها حتي تستطيع القيام بادوارها .

4/ محاولة القضاء علي الظروف الاقتصادية الصعبة للأسر بدعمها للحد من ظاهرة التشرد.

5/ اقامة الندوات التوعوية والأرشادية للأسرفي كيفية التربية، للمحافظة علي اطفالهم من التشرد.

6/ نشر القيم الدينية والمجتمعية للحفاظ على ترابط وتماسك افراد الاسرة بعضهم بعض.

7/ الاهتمام بالتعليم وتوفير العدد الكافي من المدارس تجنبا من ازدحام الفصول الدراسية لتفادي ظاهرة التسرب من المدرسة.

8/ إستقطاب الدعم من مؤسسات المجتمع المدني من أجل توفير الرعاية للأطفال.

9/ النهوض بمؤسسات الأمومة والطفولة لتقوم بدورها كاملا.

قائمة المراجع

1- محمد شفيق، البحث العلمي، المكتب الجامعي الحديث، الاسكندرية، 1998م.

2- محمد شفيق، مرجع سابق الذكر،ص ص93، 99، 120.

3- محمد شفيق ، مرجع سابق الذكر ،ص ص 99،115،،120

4ـ محمد شفيق ، ، مرجع سابق الذكر،ص ص 99،115،،120،

5- محمد شفيق ، ، مرجع سابق الذكر،ص ص 99،115،،120،

6ـ معهد الدراسات والبحوث الإنمائية،مع المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع اليونيسيف (2007م): الدراسة الميدانية لحصر وتحليل أوضاع واحتياجات أطفال الشوارع بولاية الخرطوم، الخرطوم،السودان.ص ص (12)

المرجع السابق، ص (20).

8ـ رقية سليمان عبد الماجد،العلاقة بين أسباب التشرد واكتساب السلوك الإجرامي وبعض المتغيرات الديمغرافية ،دراسة ميدانية في مركز طبية لتأهيل وتنمية القدرات الأطفال ، ولاية الخرطوم،رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الجزيرة ،قسم التربية ،الكاملين، السودان 2013م، ص (16).

9ـ وزارة العمل اللبنانية ،الأطفال المتواجدون والعاملون في الشارع في لبنان – خصائص وحجم،تقرير من إعداد مؤسسة البحوث والاستشارات ، فرست ناشو نال، بيروت، لبنان. 2015م، ص ص(19 ،20).

10ـ محمد سيد فهمي، الأطفال بين الخطر والإدمان، المكتب الجامعي الحديث للخدمة الاجتماعية، الاسكندرية، ط2012م، ص 126.

11ـ محمد سيد فهمي، الاطفال بين الخطر والإدمان، مرجع سبق ذكره ص 15.

12ـ معهد الدراسات والبحوث الإنمائية،مع المجلس القومي لرعاية الطفولة بالتعاون مع اليونيسيف ،الدراسة الميدانية لحصر وتحليل أوضاع واحتياجات أطفال الشوارع بولاية الخرطوم، الخرطوم،السودان،2007م، ص ص ( 16).

13ـ بن عيسي الهواري، الصراع الأسري علاقته بتشرد الأبناء ،دراسة ميدانية بمركزي إعادة التربية للذكور والإناث بوهران، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة وهران ،كلية العلوم الاجتماعية ،قسم علم النفس وعلوم التربية، وهران، الجزائر، 2014م،.ص ص(59،60).

14ـ المرضي عبد الله حسين وآخرون، التشرد بحث تخرج غير منشور، جامعة الدلنج، نوفمبر2019م.

15ـ محمد هارون كافي، الكجور في جبال النوبة، يوليو 1976.

16ـ الامام عبدالله التوم، التركيبة الاثنية والتعايش بجبال النوبة، جامعة الدلنج، مركز دراسات السلام والتنمية، مجلة دراسات السلام،العدد الاول، يونيو 1999م.