منيرة نايف حواس الشمري1
1 كلية الآداب والفنون، قسم اللغة العربية، جامعة حائل، المملكة العربية السعودية
إشراف الدكتور/ محمد الشهري
HNSJ، 2022، 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3711
تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 19/06/2022م
المستخلص
يعتبر موضوع الشواهد الشعرية من الموضوعات التي حظيت بعناية كبيرة من النحاة واللغويين، لما لها من أهمية في وضع قواعد النحو العربي.
وعبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-من شعراء صدر الإسلام، ينتمي لطبقة المخضرمين من الشعراء، وقد أجمع العلماء على الاحتجاج بشعر هذه الطبقة؛ لذلك نجد أنّ النحاة قد احتجوا بشعره، وأوردوه في كتبهم.
ومع هذه الأهمية فإنني لم أقف على دراسةٍ أفردت الشواهد الشعرية في شعر ابن رواحة بالجمع والدراسة، فعزمتُ على جمعها، وقد بلغتْ-حسب بحثي-خمسة عشر شاهداً موزعةً على الأبواب النحوية المختلفة، وقد جاء البحث في مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وفصلين.
فأمّا المقدمة ففيها أهمية البحث، ومشكلته، وأهدافه، ومنهجه، وحدوده، وتقسيماته.
وأمّا التمهيد ففيه ترجمةٌ موجزةٌ لعبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-ثم حديثٌ موجزٌ عن الشعر الإسلامي.
وأمّا الفصل الأول فقد جاء في أربعة مباحث تحدثتُ فيها عن تعريف الشاهد الشعري، ووظيفته، وعصور الاحتجاج، والقبائل التي يحتج بها، والمنهج التاريخيّ في الدراسات اللغويّة.
وأمّا الفصل الثاني فهو زُبدة البحث، ومقصوده الأسمى، جمعتُ فيه الشواهد الشعرية مقسّمةً على خمسة عشر مبحثاً؛ حيث جعلتُ كل شاهد تحت مبحثٍ مستقل مبينةً موطن الشاهد ووجه الاستشهاد به، ودراسة المسألة التي يندرج تحتها الشاهد، ذاكرةً الخِلاف في المسألة – إن وجد-، وقد حاولتُ في ذلك كله الإيجاز والاختصار غير الـمُخلِّ خشيةَ الإطالة.
Poetic evidence in the poetry of Abdullah bin Rawahah، may God be pleased with him
collection and study
Munira Nayef Hawass Al-Shamry1
1 College of Arts، Department of Arabic Language، University of Hail، Kingdom of Saudi Arabia.
Supervised by Dr. Muhammad Al-Shehri
HNSJ، 2022، 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3711
Published at 01/07/2022 Accepted at 18/06/2021
Abstract
The subject of poetic evidence is one of the topics that have received great attention from grammarians and linguists، because of their importance in setting the rules of Arabic grammar.
Abdullah bin Rawahah – may God be pleased with him – is one of the poets of the early days of Islam. He belongs to the class of veteran poets، and the scholars have unanimously agreed to invoke the poetry of this class. Therefore، we find that the grammarians cited his poetry in their books.
Despite this importance، I did not stand on a study that singled out the poetic evidence in Ibn Rawahah’s poetry by collecting and studying، so I resolved to collect them. According to my research، it reached fifteen witnesses distributed on different grammatical chapters. The research came in an introduction، a preface، and two chapters.
As for the introduction، it contains the importance of the research، its problem، its objectives، its methodology، its limits، and its divisions.
As for the preface، it contains a brief translation of Abdullah bin Rawahah – may God be pleased with him – then a brief talk on Islamic poetry.
As for the first chapter، it came in four sections، in which I talked about the definition of the poetic witness، its function، the ages of protest، the tribes in which it is invoked، and the historical method in linguistic studies.
As for the second chapter، it is the essence of the research، and its higher purpose، in which I collected the poetic evidence، divided into fifteen sections. Where I made each witness under a separate topic indicating the home of the witness and the face of his citation، and studying the issue under which the witness falls، mentioning the disagreement in the issue – if any -.
مقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده وبعد:
فإن الشواهد الشعرية تمثل واحدةً من أهم الركائز الأساسية التي اعتمد عليها النحويون عند وضع قواعد النحو العربي، واعتمدت عليها دعائم البحث اللغوي.
فالشواهد المسموعة عن العرب الخُلَّص الموثوق بفصاحتهم ونقاء لسانهم هي روح النحو التي تتلاءم مع قواعده، وتتفاعل مع أصوله، وهي دليل النحوي الذي يأنس به، وحجته التي يركن إليها في إثبات قاعدة؛ ولذلك اهتم النحويون أشد الاهتمام بجمع هذه الشواهد، واستخراجها من فصيح كلام العرب، وحفظها صدراً وكتابةً، واستحضارها عند الحاجة، والإتيان بها في موضعها.
ويعتبر عبد الله بن رواحة الأنصاري –رضي الله عنه-أحد الشعراء المخضرمين الذي عاش أكثر عُمره في الجاهلية، وأكرمه الله بالإسلام وصحبة نبينا- صلى الله عليه وسلم- ، ثم كانت له هذه الخاتمة الحسنة، بأن رُزِق الشهادة في سبيل الله، حاملاً راية المسلمين في سرية مؤتة المشهورة.
وقد قسّم العلماءُ الشعراءَ الذين يُحتجُّ بشعرهم ويُستشهد به في اللغة والنحو على أربع طبقات
الطبقة الأولى: الشعراء الجاهليون، وهم من عاش في الجاهلية ولم يدركوا الإسلام؛ كامرئ القيس، والأعشى.
الطبقة الثانية: المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام؛ كلُبيد، وحسَّان.
الطبقة الثالثة: المتقدمون، ويقال لهم: الإسلاميون، وهم الذين كانوا في صدر الإسلام؛ كجرير، والفرزدق.
الطبقة الرابعة: المولَّدون، ويقال لهم المُحْدَثون، وهم من جاؤوا بعدهم؛ كبشَّار بن برد، وأبي نواس([1]).
فالطبقتان الأوليتان يُستشهَد بشِعرهما إجماعًا، وأما الثالثة فالصحيح صحَّة الاستشهاد بكلامها،
وأما الرابعة فالصحيح أنه لا يُستشهد بشعرها مُطلقاً([2]).
وعبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-ينتمي للطبقة الثانية، وهي طبقة الشعراء الذين يُحتجُّ بشعرهم إجماعاً؛ لذلك نجد أنّ النحويين من المتقدمين والمتأخرين قد استشهدوا بشعره، واحتجوا به.
ومع إجماع أهل اللغة والنحو قديماً وحديثاً على الاحتجاج بشعره؛ فإنني لم أقف على دراسةٍ أفردت الشواهد الشعرية المنسوبة لعبد الله بن رواحة بالبحث والدراسة؛ ولذا فإن الحاجة مُلحة لجمع هذه الشواهد في بحثٍ مستقلٍ ودراستها دراسةً مفصلةً.
مشكلة البحث:
تكمن مشكلة البحث في وجود عدد كبير من الشواهد الشعرية لعبد الله بن رواحة –رضي الله عنها-احتج بها النحاة في كتبهم، واستدلوا بها على بعض القواعد النحوية يبلغ عددها خمسة عشر شاهداً أو يزيد، ولم يقف البحث من خلال بحثها وتحريه على أحدٍ جمع هذه الشواهد، وقام بدراستها، وبالتالي فإن الحاجة ماسّة لإفراد هذه الشواهد بالجمع والبحث. وستسعى الدراسة للإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:
ما الشواهد الشعرية في شعر عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-؟
ويندرج تحت هذا التساؤل عدة أسئلة فرعية، وهي:
1- ما الموضوعات النحويّة التي يندرج تحتها كل شاهد شعري؟
2- ما القيمة العلمية لشواهده الشعريّة؟
3- ما مدى صحة نسبة الشواهد الشعريّة لعبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-؟
أهداف البحث:
- جمع الشواهد الشعرية المنسوبة لعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، والتي احتج بها النحاة.
- تحقيق نسبة هذه الشواهد إلى عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-.
- ذكر العلماء الذين احتجوا بكل شاهدٍ من الشواهدِ الشعرية.
- دراسة الشواهد الشعرية دراسة مفصلة.
- إدراج كل شاهد شعري تحت الباب النحوي الذي ينتمي إليه.
- بيان الأهمية اللغوية والنحوية للشواهد الشعرية المنسوبة لعبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
الدراسات السابقة:
بحسب اطلاعي من خلال البحث والتحري، وسؤال جمعٍ من المختصين تبـيّن عدم وجود دراسة أكاديمية متخصصة في النحو العربي تناولت هذا الموضوع بالبحث والدارسة، وغايةُ ما وقفت عليه هو بحثٌ بعنوان:” عبد الله بن رواحة حياته وشعره” للباحث إبراهيم محمد إبراهيم، قُدِّم للحصول على درجة الماجستير بقسم الدارسات الإسلامية، كلية اللغة العربية في جامعة أم درمان بالسودان عام (1427هـ -2006م)وكما يبدو من عنوانه، فقد عني فيه الباحث بجمع شعر عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه – مع التقديم لذلك بدراسة حياته وعصره.
ولا علاقة لهذه الدارسة بموضوعنا إلا من ناحية تعلقها بعبدالله بن رواحة وشعره، فالدراسة أدبية بحتة، ليس لها علاقة بالدراسات النحوية، وإنما أشرتُ إليها من باب تعلقها بشعره –رضي الله عنه.
ومن ناحية الدراسات المتعلقة بالشواهد الشعرية فهي أكثر من أن تُحصى، فكم من شاعرٍ ممن احتُجَّ بشعرهم جُمعت شواهده الشعرية في دراساتٍ وبحوث .
منهج البحث:
سيعتمد البحث بعون الله وتوفيقه على المنهج التاريخي القائم على الوصف والتحليل، والذي يقوم على استخلاص الشواهد الشعرية المنسوبة لعبد الله بن رواحة، ودراستها، وترتيبها؛ مما يضمن الوصول إلى تحقيق أهداف البحث عبر نتائجَ واضحةٍ برؤيةٍ جديدةٍ.
وسيسير المنهج في الخطوات الآتية:
1-سأقوم بجمع الشواهد الشعرية في شعر عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-من ديوانه، ومن بطون كتب النحو والصرف.
2-سأضع لكل شاهدٍ عنواناً مناسباً بحسب ما يندرج تحته من موضوعات النحو.
3-تخريج الشواهد من الديوان، ومن المصادر الأخرى التي ذكرته وبيان الروايات الواردة فيها والمعاني اللغويّة التي تحتاج إلى بيان، وإعراب الشواهد.
4-توضيح موضع الشاهد ووجه الاستشهاد به.
5-دراسة المسألة المتعلقة بكل شاهد وعرض أقوال النحاة فيها.
6-الترجمة للأعلام غير المشهورين الذين وردت أسمائهم في ثنايا البحث.
محددات الدراسة:
الحدود المكانية: الشعر في المدينة النبوية (يثرب) على صاحبها أزكى السلام.
الحدود الزمانية: شعر عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-والذي يشمل فترة ما قبل الإسلام وحتى استشهاده في مؤتة سنة 8هـ.
ترجمة موجزة لعبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-
اسمه ونسبه وكنيته:
هو عبد الله بْن رواحة بْن ثعلبة بْن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بْن مَالِك الأغرّ بْن ثعلبة بْن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، يكنّى بأَبِي مُحَمَّدٍ، وقيل: أَبُو رَوَاحة، وقيل: أبو عمرو.
وأمّهُ كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة([3])،خزرجية أيضاً، وليس له عقب، وهو خال النعمان بن بشير-رضي الله عنه-([4]).
مولده:
لم أقف على أحدٍ نصّ على سنَةِ مولده في الجاهلية، ولكنه وُلِد قبل الإسلام، وشبَّ في يثرب قبل دخول الإسلام إليها.
إسلامه:
كان عبد الله بن رواحة من أوائل الأنصار إسلاماً، فقد أسلم في بيعة العقبة الثانية، والتي كانت في أوسط أيام التشريق، وهي ليلة الثاني عشر من ذي الحجة قبل سنة الهجرة، وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين تم اختيارهم ليكونوا كفلاء على قومهم الأنصار ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم، وكان عدد الأنصار في هذه البيعة سبعين رجلاً وامرأتين([5]).
فضائله:
أما عن فضائله فهي كثيرة، ومن ذلك:
- أنه من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم قديماً كما تقدّم ،بل كان من النقباء الاثني عشر على قومه الأنصار.
- أنه كان من كُتَّاب الأنصار الذين عُرفوا بالكتابة في الجاهلية؛ فكان ممن يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة.
- أنه من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم المعدودين .
- أنه كان ممن شهد بدراً؛ ومعلومٌ ما لهذه الغزوة من قبل، فقد سماها الله (يوم الفرقان)، ويُنسب الصحابة إليها فيقال (البدري) ولا توجد غزوة غيرها يُنسب إليها مَن شهدها.
- أنه كان من أمراء وقادة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بُعث أميراً على سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رزام اليهودي([6]) بخيبر، فقتله. وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم-خارصا على خيبر، وكان من قادة المسلمين في سرية مؤتة التي نال فيها الشهادة –رضي الله تعالى عنه([7]).
وفاته:
قُتل رضي الله عنه شهيداً صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر في سرية مؤتة([8]) في جمادى الأولى سنة ثمانٍ من الهجرة، والتي كان أحد أمرائها الثلاثة؛ فعندما جهز النبي -صلى الله عليه وسلم-إلى مؤتة الأمراء الثلاثة، قال: “إن قُتِلَ زيدٌ، أو استشهد، فأميركم جعفر بن أبي طالب، فإن قتل جعفر أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة”([9]).
فلما قتلا، كره ابن رواحة الإقدام، فقال:
أقسمت يا نفس لتنزلنه … طائعة أو لا لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنه … ما لي أراك تكرهين الجنة([10])
فقاتل حتى قتل-رضي الله تعالى عنه([11]).
الشعر الإسلامي
لقد أتمّ الله على الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام نعمة الإسلام، وانتظم كثيرون منهم في صفوف المجاهدين في سبيل الله داخل الجزيرة العربية وفى الفتوح. وهم في ذلك كله يستلهمون الإسلام، ويعيشون له، ويعيشون به، يريدون أن ينشروا نوره في أطباق الأرض، وقد مضوا يصدرون عنه في أشعارهم صدور الشّذى عن الأزهار الأرُجَّة.
وكانت هذه هي بداية ما يُعرف في تاريخ الأدب بالشعر الإسلامي، وتزخر كتب الأدب والتاريخ بما نُظِم من أشعار في صدر الإسلام، وهي أشعار كثيرة، نلقاها في كل ما يصادفنا من أحداث العصر، فليس هناك حدث كبير إلا ويواكبه الشعر ويرافقه، وكان أكبر الأحداث دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وهي دعوة اضطرته إلى حمل السيف للذب عنها، وانقسم العرب بإزائها مؤمنين ومشركين فكان هناك من آمنوا وحسن إيمانهم، ومن وقفوا يدافعون عن الدين القديم ويصدّون عن سبيل الله، وكل ذلك نجده ماثلا على ألسنة الشعراء. واستقام أمر الإسلام في الجزيرة، غير أن أقواماً ارتدوا في عهد أبى بكر، فحاربهم ومثّل الشعر هذه الحرب، ثم كانت الفتوح، فانطلق العرب يحملون مشاعل الإسلام إلى العالم وهم ينشدون أناشيد الجهاد.
ومضى كثيرون ينظمون في هذا العصر لامع الأحداث، بل مع أنفسهم وقبائلهم مستضيئين إلى حدٍّ كبيرٍ بالإسلام وهديه الكريم. فالشعر لم يتوقف ولم يتخلف في هذا العصر، وهذا طبيعي لأنّ من عاشوا فيه كانوا يعيشون من قبله في الجاهلية وكانوا قد انحلت عقدة ألسنتهم، وعبرّوا بالشعر عن عواطفهم ومشاعرهم، فلما أتمّ الله عليهم نعمة الإسلام ظلوا يصطنعونه وينظمونه.
وكانت موضوعات الشعر في عصر صدر الإسلام تدور حول الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتناصر دينه، وتهجي أعداءه؛فمعروفٌ أنّ قريشاً حادّت الله ورسوله حين بُعِث ،مما اضطره إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، وسرعان ما نشبت بين البلدتين معركةٌ حامية الوطيس، تقف فيها قريش ومن يعينها من العرب في جانبٍ، ويقف الرسول صلوات الله عليه ومن هاجروا معه من مكة ومن التفّوا حوله في المدينة في جانبٍ آخر. وبمجرد أن اشتبكت السيوف أخذ الشعراء في الجانبين المتناقضين يسلّون ألسنتهم، وأخذ شعراء قريش يسدّدون سهام أشعارهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين وأنصاره من المدينة. وعزّ ذلك عليه لا لأنهم كانوا يهجونه فحسب، بل أيضا لأنهم كانوا يصدّون عن سبيل الله بما يَذِيْعُ من شعرهم في القبائل العربية، فقال للأنصار: «ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ فقال حسّان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال: والله ما يسرني به مقول بين بصري وصنعاء» وانضم إليه كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة، فاحتدم الهجاء بينهم وبين شعراء مكة. وكان حسان وكعب يعرضان بهم في الوقائع والأيام والمآتم ،ويذكران مثالبهم، وكان عبد اللَّه بن رواحة يعيّرهم بعبادة ما لا ينفع. فكان قوله أهون عليهم يومئذ، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا ،وفقهوا كان أشدَّ القول عليهم قولَ عبد اللَّه بن رواحة([12]).
ومن يقرأ في شعر المخضرمين متصفّحا ما نثر في كتب التاريخ والأدب يجد جمهور الشعراء يصدرون في جوانب من أشعارهم عن قيم الإسلام الروحية التي آمنوا بها وخالطت شغاف قلوبهم. ولشعراء المدينة القدح المعلّى في هذا الميدان، فهم الذين وقفوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم منذ نزوله بين ظهرانيهم ينافحون عنه ويدافعون عن دعوته مصوّرين لهديه الكريم، يتقدمهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة، وكان عبد الله خاصة دائم الاستمداد من القرآن يستلهمه في هجائه للمشركين وفى كل ما ينظم من أشعار، على شاكلة قوله([13]):
شهدت بأن وعد الله حقّ … وأنَّ النار مثوى الكافرين ([14])
والشعر الإسلامي له ثوابته الفكرية والعقدية التي ينطلق من خلالها المبدع، تاركاً مشاعره وأحاسيسه تحلق في رحابها معبرة عما يجول بخاطره، ولا يتعدى هذه الثوابت أيا كانت توجهات العصر ومتطلبات المجتمع؛ لأن الأدب عامة ينبغي أن يعكس الواقع ويقومه إذا أحسّ فيه باعوجاج، ولا ينبغي أبدا أن يكون (إمّعة) يسير مع الواقع حيث كان، فإذا كان الواقع فاسدا فسد معه، وإذا كان صالحا صلح معه، فإذا أحس باعوجاج في الواقع قومه ورسم له المنهج الذي يسير عليه، وهذا هو دور الأدب دائما؛ أن يبني للمجتمعات المنهج السوي الذي ينبغي أن تسير عليه، ويكون هذا المنهج موافقاً لطبيعة المجتمع وتراثه الفكري والعقدي.
فللشعر في الإسلام مفهومُ جديدٌ، يكاد يكون التزامًا بغايات معينة جُنِّدَ الشعر في خدمتها لا يتجاوزها ولا ينحرف عنها؛ بل لا يمكن له أن ينحرف عنها، وبناءً على هذا الالتزام كانت أهم الموازين النقدية آنذاك هي الاتفاق مع روح العقيدة وغاياتها ومثلها.
واتسم هذا الشعر كله بالاتصال بوجدان جماعة المسلمين والصدور عنه، والعزوف عن تقاليد الشعر الجاهلي، ورَفْضِ كل ما لا ترتضيه الفكرة الإسلامية، فسكتت النعرات القومية المحلية، وخفَّ صوت الفخر القبلي، والإسلام وبالجهاد في سبيله، واندثر الغزل الحسي، وأطيح بالمقدمات الطلليّة، وما كان يفخر به الفرسان من قبل ،برواية المغامرات المشتملة على الطرب والشراب والعبث. وإذا بالشعر في كل أغراضه ومعانيه يتلون بما لا يخدش الغايات السامية، وينطبع بطوابع إسلامية واضحة في معانيه وألفاظه([15])
المبحث الأول
مفهوم الشاهد الشعري
أولاً: الشاهد لغةً:
الشاهد في اللغة مأخوذٌ من مادة (شهد)؛ قال ابن فارس:”الشين والهاء والدال أصلٌ يدل على حضورٍ وعلمٍ وإعلام، لا يخرج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشهادة، يجمع الأصول التي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام. يقال شهد يشهد شهادةً. والمشهد: محضر الناس”([16]).
وفي الصحاح:”شَهِد له بكذا شَهادةً، أي أدَّى ما عنده من الشهادة، فهو شاهد، والجمع شهد، مثل صاحب وصحب وسافر وسفر. وبعضهم ينكره. وجمع الشهد شهودا وأشهاد. والشهيد: الشاهد، والجمع الشُهَداءُ. وأَشْهَدْتُهُ على كذا فَشَهِدَ عليه، أي صار شاهِداً عليه. وامرأةٌ مُشْهِدٌ، إذا حضر زَوْجُها، بلا هاء. وامرأة مُغيبةٌ، أي غاب عنها زوجها، وهذا بالهاء. واسْتَشْهَدْتُ فلاناً: سألْتُه أن يشْهَدَ. وأَشْهَدَني إملاكَهُ، أي أَحْضَرَني. والمَشْهَدُ: مَحْضَرُ الناسِ.والشاهِد: اللِسان. والشاهِد:الملَكُ”([17]).
وفي لسان العرب:” من أسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أبو إسحق: الشهيد من أسماء الله الأمين في شهادته. قال: وقيل الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء. والشهيد:الحاضر. وفعيل من أبنية المبالغة في فاعل ،فإذا اعتبر العلم مطلقاً، فهو العليم، وإذا أضيف في الأمور الباطنة، فهو الخبير، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أن يشهد على الخلق يوم القيامة…. والشاهد: اللسان من قولهم: لفلانٍ شاهدٌ حسنٌ أي عبارةٌ جميلةٌ.”([18])
قلتُ: يُفهم من كلام اللغويين أنّ الشاهد بمعناه اللغوي يأتي على عدة معانٍ منها: الحاضر، والدليل، والذي يؤدي ما عنده من الشهادة، واللسان، والمَلك، وغيرها من المعاني.
ويجمل بعضهم هذه المعاني اللغوية المتعددة للشاهد فيقول:” الشاهد في اللغة العربية مشترك لفظي ذو معاني متعدِّدة يهمنا منها في هذا المقام معنيان، تناسل ثانيهما من أولهما بالاستعمال المجازي، وهما: 1-الشاهد:( عاقل، وجمعه الشهود، والشهداء، والأشهاد) الذي يخبر القاضي ونحوه بما رأي وعلم. 2-الشاهد: (غير عاقل، وجمعه الشواهد) الدليل، وهو يتألف عادة من جملة مقتبسة من مختار النثر أو الشعر لتوضيح معنى اللفظ أو استعماله، أو لدعم رأي، أو قاعدة، أو نحوها”([19]).
ثانياً: الشاهد الشعري اصطلاحاً:
الشاهد الشعري هو المعروف عند علماء العربية بالنقل والسماع؛ لذا يُسميه بعضهم النقل، ويسميه الآخرون السماع، قال أبو بكر الأنباري:” هو الكلام العربيّ الفصيح، المنقول بالنقل الصحيح الخارج عند حدِّ القلة إلى حدِّ الكثرة”([20]).
وعرَّفه السيوطي:”ما ثبت في كلامِ من يُوثقُ بفصاحته، فشمل كلام الله تعالى، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، وكلام العرب، قبل بعثته، وفي زمنه،وبعده، إلى أن فسدت الألسنة بكثرة المولّدين، نظماً ونثراً، عن مسلمٍ أو كافر”([21]).
قلتُ: يُفهم من كلام ابن الأنباري والسيوطي أنّ الشاهد الذي يُحتجُّ به لابد أن تتوفر فيه ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون الكلام عربيًّا فصيحًا ينتمي إلى إحدى القبائل المأخوذ عنها، كما ينتمي إلى زمن الاحتجاج، وعليه يخرج ما جاء من كلام المولدين والمحدثين.
والثاني: أن يكون الكلام خارجًا عن حدِّ القلة إلى حدِّ الكثرة.
ولم يذكر السيوطي هذا الشرط الأخير، وإنما عرف السماع: بأنه كلام من يُوثق بفصاحته،
والشرط الثالث: أن يكون الكلام الفصيح منقولًا نقلًا صحيحًا.
ويُعرِّف بعض المعاصرين الشاهد النحوي بقولهم:” الشاهد النحوي هو الخبر القاطع الموثق، يستعمله اللغوي، أو النحوي ،أو المفسر مروياً عن الناطق باللغة موضوع الدراسة ،ويكون في العربية ،آيةٌ قرآنيةٌ أو بيتُ شعٍر أو حديثاً نبويّاً. وهو، أي الشاهد، قولٌ عربيٌّ لقائلٍ موثوقٍ بعربيَّته يُوردُ للاحتجاج والاستدلال به على قولٍ أو رأي. وهو بذلك يختلف عن المثالِ الذي يأتي كدليلٍ على القاعدة. أمّا المثالٌ فهو “ما اُسْتُدِلَّ به على القاعدة النحوية، من جملةٍ، أو تركيبٍ، أو كلمةٍ: فقولهم مثلاً: أعجبني زيدٌ علُمهُ أو حسنُهُ أو كلاُمهُ، مثالٌ لبدل الاشتمال”([22])
المبحث الثاني
وظيفته في اللغة والنحو
الشاهد الشعري والنثري له أهمية كبرى في تأسيس القواعد النحوية والصرفية وتأصيلها؛ ولهذا فقد اتّخذهُ النحاة على اختلاف مذاهبهم مصدراً أساسيا من مصادر الاحتجاج التي بنوا عليها قواعدهم، واستخلصوا منها أصولهم، فلم يتركوا حكماً أو رأياً، أو قاعدةً، أو مسألةً إلا وانتقوا لها أفصح الشواهد التي تبرهن، أو تدلل على صحتها عن العرب الخُلَّص، وتضمن لها البقاء والثبوت؛ ولهذا جاءت مصنفاتهم زاخرةً بشتى أنواع الشواهد شعراً ونثراً.
وخير دليلٍ على ذلك كتاب سيبويه الذي كتب فيه ما رواه عن شيوخه، وعلى رأسهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، وما سمعه هو مشافهةٌ من العرب الفصحاء في البصرة وغيرها؛ فحوى مادةً ضخمةً من الشواهدِ التي ساقها لتوثيقِ القواعدِ وتثبيتها، أو توضيحها وتقريرها، فقد استشهد بأكثرِ من أربعمائةِ آيةٍ قرآنيةٍ، وما يزيدُ عنْ ألفٍ وخمسينَ بيتاً من الشعر، والكثير من أقوال العرب، وأمثالهم.
ويُعدُّ الاحتجاج بالشاهد النحوي من أبكر صور الدراسات اللغوية العربية؛ وذلك لما له من أهميةٍ في إبراز المعاني والدلالات المختلفة من جهة، وفي التأصيل للقواعد التي بنيت عليها العربية من جهةٍ ثانيةٍ. وعندما نعود إلى كتب معاني القرآن الكريم مثلا، فإننا نلاحظ أنها جمعت بين تحليل الآيات القرآنية تحليلا لغويا أولاً، ثمّ ذكر ما تعلق بها من شواهَد نحويةٍ تعين على تطوير هذا التحليل.
وكذلك فإن كتب إعراب القرآن الكريم تعتبر فرعا من المعاني وذلك بتناولها بعض مقاصد المعاني، ويتضح من عناوينها أن أصحابها اهتموا كثيرا بالإعراب، وأن اعتناءهم بالشواهد النحوية يأتي في مقدمة ذلك الاهتمام.
وقبل ذك كله، فإننا إذا عدنا إلى كتاب سيبويه الذي يعتبر دستور النحو العربي، والذي جمع فيه أفكار أستاذه الخليل بن أحمد الفراهيدي، واجتهاداته هو، فإننا نجده قد ضمّنه من الشواهد القرآنية، والشعرية، والنثرية، وبعضاً من الأحاديث النبوية. وبلغ عدد الشواهد فيه 744 آية، وبلغ عدد الأبيات الشعرية 1500 بيت.
ومن هنا نلاحظ تقديم سيبويه للشعر العربي على القرآن الكريم في موضوع الاستدلال والاستشهاد، وهو في ذلك يجاري مدرسة البصرة التي تعتمد في التأصيل للقواعد على الشعر العربي الجاهلي ثم الإسلامي أولا، ثم القرآن الكريم وبخاصةٍ ما كان متوافقاً مع الأقيسة التي وضعوها، وإلا فإنهم يعمدون إلى التأويل.
فأهمية الشاهد النحوي تعتبر جوهريةً وأساسيةً في كلِّ ما له علاقة بالدرس اللغوي والنحوي، وذلك على مستوى التفسير،أو،التعليل،أو التحليل،أو على مستوى التأصيل للقاعدةِ اللغويةِ والنحوية([23]).
المبحث الثالث
عصور الاحتجاج والقبائل التي يُحتج بلغتها
الشاهد الشعري والنثري هو ما عرف عند علماء العربية بالسماع أو النقل، كان الأساس الذي انطلق منه علماء العربية في وضع هذه القواعد وتأصيلها قبل القياس، والإجماع، واستصحاب الحال.
كل هذا جعلهم لا يستشهدون لإثبات قواعدهم، وتأكيد صحة استعمالاتهم ودلالات مفرداتهم إلا بما صحّ سنده إلى عربيٍّ سليم السليقة، ثابت الفصاحة، موثوق اللهجة، ومن أجل هذا حرصوا على وضع الضوابط، والأسس ،والقيود الزمانيّة، والمكانية، والاجتماعية التي يبنون عليها قبولهم للشاهد أو رفضهم له، وحدّدوا لذلك عصوراً معينةً، أو قبائل معينة([24])
وجعلهم أيضاً يدققون في الحد الزمنيّ الفاصلِ بين العصورِ التي يُحتجُّ بها، والعصورِ التي لا يُحتجُّ بها؛ وذلك حرصاً على سلامة شواهدهم من الّلحن ،ومن تحريفِ بعض الرواة والنُّساخِ لها، وتأكيداً على انتمائها إلى زمنِ منْ يُوثَقُ بفصاحتهم؛ ولهذا أجمعوا على جواز الاحتجاج بالشواهد الشعرية والنثرية لعرب الجاهلية، وفصحاء الإسلام حتى منتصف القرن الثاني الهجري، سواء كان من سكان البادية ،أومن سكان الحضر، وجعلوا آخر مَن يُحتجُّ بشعرهِ( إبراهيم بن هرمة)([25]).
قال السيوطي:” ونقل ثعلب عن الأصمعي قال: ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة، وهو آخر الحجج”([26]).
وجعلوا أول المولدين بشار بن بُرد، وعلّلوا استشهاد سيبويه ببعض أشعاره في كتابه ؛بأن سيبويه أراد التودُّد إليه؛ لأنّه قد هجاهُ لعدم احتجاجه بشعره([27]).
وكان بشار أيضاً قد هجا الأخفش؛ فأورد الأخفش في كتبه شيئاً من شعره، ليكفَّ عنه([28]).
وأمّا أهل البادية فقد استمر تدوين لغتهم، والاحتجاج بأقوالهم وأشعارهم وأمثالهم حتى فشا فيهم الّلحن، وذلك في نهاية القرن الرابع الهجري([29]).
وبِناءً على هذا، تم تقسيم علماء العربية الشعراء إلى أربع طبقات، وفق الترتيب الزمني، وهي:
الطبقة الأولى: الشعراء الجاهليون، وهم من عاش في الجاهلية ولم يدرك الإسلام؛ كامرئ القيس، والأعشى.
الطبقة الثانية: المخضرمون، وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام؛ كلبيد، وحسَّان.
الطبقة الثالثة: المتقدمون، ويقال لهم: الإسلاميون، وهم الذين كانوا في صدر الإسلام؛ كجرير، والفرزدق.
الطبقة الرابعة: المولَّدون، ويقال لهم المُحْدَثون، وهم من جاؤوا بعدهم؛ كبشَّار بن برد، وأبي نواس([30]).
فالطبقتان الأوليتان يُستشهَد بشِعرهما إجماعًا، وأما الثالثة فالصحيح صحَّة الاستشهاد بكلامها خِلافاً لأبي عمرو بن العلاء، وغيره الذين لحنوا بعض شعراء هذه الطبقة كالفرزدق ،والكُميت وذا الرمة، وأضرابهم في عدة أبياتٍ أُخذت عليهم ظاهرًا، وكانوا يعُدونهم من المولَّدين؛ لأنّهم كانوا في عصرهم، والمعاصرة حجاب([31]).
وأمّا الرابعة فالصحيحُ أنه لا يُستشهد بشعرها مُطلقاً في علوم اللغة والنحو والصرف خاصة خِلافاً لما ذهب إليه الزمخشري، والرضي([32]) بجواز الاستشهاد بشعرِ مَن يوثق به منهم([33]).
وقد أُجيب عليهم بأن قبول الرواية مبنىٌّ على الضبط، والوثوق، واعتبار القول مبنيٌّ على معرفة أوضاع اللغة العربية، والإحاطة بها، ومن البيِّن أنّ إتقان الروايةِ لا يستلزم إتقان الدراية.
وكيف يُحْتَجُّ بأقوال هؤلاء المولَّدِيْنَ وقد وقعوا في أغلاطٍ كثيرة، لا يستطيع أحدٌ تخريجها على وجهٍ مقبول.
فإن ذُكِرَتْ أقوالُهم على سبيلِ الاستئناسِ به، ولم تُجعل دليلاً فلا بأس به.
ولا يُفْتَحُ بابُ الاحتجاج بأقوالِ المولَّدِيْنَ؛ كيلا يلزم الاستدلالُ بكلِّ ما وقع في كلام المحدثين، كالحريري وأضرابه، والحُجَّة فيما رووه، لا فيما رأوه، وقد خطَّأوا المتنبي ،وأبا تمامٍ، والبحتري في أشياء كثيرة، كما هو مسطور في شرح تلك الدواوين، ويُرَى ذلك بوضوحٍ في كتبِ النحوِ والصرف.
وليس بسديدٍ أنْ تُصَحِّحَ بعضَ الكَلِمِ أو الأساليب، استناداً على استعمالات العلماء في مصنفاتِهم إنْ وردت مخالفةً لأساليبِ العربِ في عصور الاحتجاج، فلكلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ، ولكلِّ صارمٍ نَبْوَةٌ؛ فما يلفظ به رواة الشعر وعلماءُ العربية لا حجةَ فيه، إلاَّ أنْ تذكَره على وجهِ الاستئناس، وأنت مَاليءٌ يدَك بما هو حجةٌ، أو منتظرٌ لأنْ تظفرَ بالحجة.
والفسادُ في الُّلغَةِ أسرعُ إلى ألسنةِ أبناءِ العرب، ومَنْ نشأَ في بيئتهم منذ وَصَلَتِ الفتوحُ الإسلامية العرب بالعجم، وقد ظهر الَّلحنُ بجلاءٍ في أواخرِ عهدِ الدولةِ الأمويّة، وكان انقراضها سنة 132هـ([34]).
القبائل التي يُحتجُّ بلغتِها:
ذكَرَالسيوطيّ في كتابيه الاقتراح والمزهر أنّ أبا إبراهيم الفارابي حدَّد في كتابه الألفاظ والحروف أسماء القبائل التي يُحتَج بكلامها، وأسماءَ القبائلِ التي لا يُستشهدُ بما يُسمعُ عنها، فقال: كانت قريشٌ أجودَ العرب انتقاءً للأفصحِ من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النطق، وأحسنها مسموعًا، وأبينها إبانةً عمّا في النفس، والذين عنهم نُقلت اللغة العربية، وبهم اُقتُدِي، وعنهم أُخذ اللسانُ العربيّ من بينِ كلام العرب، هم: قيس وتميم وأسد؛ فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أُخذ ومعظمه، وعليهم اتُّكِل في الغريب وفي الإعراب والتصريف، ثم هُذَيل وبعض كنانة وبعض الطائيين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم.
وبالجملة، فإنه لم يؤخذ عن حضَريٍّ قط، ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم التي تجاور سائرَ الأمم الذين حولهم.
فإنه لا يؤخذ لا من لخمٍ ولا من جذامٍ؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل مصرَ والقِبط، ولا من قضاعة ولا من غسان ،ولا من إياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرؤون في صلاتهم بغير العربية، ولا من تَغْلِب والنمر؛ فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونانية، ولا من بكر؛ لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس، ولا من عبدالقيس؛ لأنهم كانوا سكان البحرين مخالطين للهند والحبشة، ولا من أزد عمان؛ لمخالطتهم للهند والفُرس، ولا من أهل اليمن أصلًا؛ لمخالطتهم للهند والحبشة، ولولادة الحبشة فيهم، ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة، ولا من ثقيف، وسكان الطائف؛ لمخالطتهم تجارَ الأمم المقيمين عندهم، ولا من حاضرة الحجاز؛ لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقُلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم، وفسدت ألسنتهم([35]).
وإذا تأملنا في هذا النص، يتبيَّن أن العلماء قد أسسوا فصاحة القبيلة على دعامتين:
الأُولى: مقدار قُرب مساكنها من مكة وما حولها.
الثانية: مقدار توغُّلها في البداوة([36]).
المبحث الرابع
المنهج التاريخي في البحث العلمي
يُعرف المنهج التاريخي في البحث العلمي على أنه: “الطريقة أو الأسلوب المستخدم في بلوغ المعارف والحقائق، وذلك عن طريق مُطالعة المعلومات أو البيانات التي دُوِّنت في الفترات الماضية، وتنقيحها ونقدها بحيادٍ وموضوعية؛ للتأكد من جودتها وصحتها، ثم إعادة بلورتها للتوصل إلى النتائج المقبولة، والمُدعّمةِ بالقرائنِ والبراهين”([37]).
يُصنّفُالمنهجُ التاريخيُّ كأحد أبرز ثلاثة مناهج علمية، وفقًا للتصنيف الأكثر شيوعًا، ويشاركه في ذلك كل من المنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، غير أن ذلك لا ينفي وجود كثيرٍ من التصنيفات الأخرى، كما أن لكل منهجٍ فروعًا أخرى؛ فنجد على سبيل المثال المنهج الوصفي ينبثق منه المنهج المسحي، والمنهجي الارتباطي، ومنهج دراسات التطور والنمو، وبالمثل نجد أن المنهج المسحي يُدرج أسفله تصنيفاتٍ أخرى مثل: منهجُ تحليلِ المحتوى (المضمون)، ومنهج المسح المدرسي، ومنهج الرأي العام، ومنهج تحليل العمل (الوظائف)، ومنهج مسوح الرأي العام، ومنهج التحليل الوثائق([38]).
المنهج التاريخي في الدراسات اللغوية:
المنهج “التاريخي في الدرس اللغوي، عبارة عن تتبُّع أية ظاهرة لغوية في لغةٍ ما، حتى في أقدم عصورها، التي نملك منها وثائقَ ونصوصًا لغوية؛ أي: إنه عبارةٌ عن بحثِ التطور اللغويِّ في لغةٍ ما عبر القرون، فدراسة أصوات العربية الفصحى دراسةً تاريخيةً، تبدأ من وصف القدماء لها من أمثال الخليل بن أحمد، وسيبويه، وتتبُّع تاريخها منذ ذلك الزمان، حتى العصر الحاضر، دراسةً تدخل ضمن نطاق المنهج التاريخيِّ، ومثل ذلك يقال عن تتبُّع الأبنية الصرفية، ودلالة المفردات، ونظام الجملة”.
ويدخل في ذلك ما نحن بصدده من تتبع الشواهدِ الشعريةِ وجمعِها.
من مجالات المنهج التاريخي في الدرس اللُّغوي:
هناك بعض الأبحاث والدراسات لا يصلح لها إلا المنهج التاريخيُّ؛ حيث إن ذلك مرتبطٌ بالهدف من البحث؛ فإذا كان الهدفُ الوقوفَ على تطوُّر ظاهرةٍ لغويَّةٍ معينةٍ، فلا شكَّ من فعاليةِ هذا المنهجِ في الوصولِ إلى هذا الهدف، ومن ثم، يُعتمد عليه في قضايا وموضوعاتٍ لغويَّةٍ منها ما يأتي:
المبحث الأول
زيادة كان بين ما وفعل التعجب
قال عبد الله بن رواحة-رضي الله عنه-:
ما كان أَسْعَدَ مَن أجَابَك آخِذا بِهُداك مجتنبًا هَوًى وعِنادًا([39])
موطن الشاهد:
قوله:” ما كان أسعد”.
وجه الاستشهاد:
زيادة “كان” بين شيئين متلازمين: “ما” التعجبية وفعل التعجب “أسعد” وهذا شائعٌ في كلامِ العرب،
الدراسة:
لما كان فعل التعجب مسلوب الدلالة على المضي، وكان المتعجب منه صالحا للمضي أجازوا زيادة “كان” إشعارا بذلك عند قصده نحو: “ما كان أحسن زيدا”([40])، ونحو قول عبد الله بن رواحة محل الدراسة، ونحو قول الآخر:
حجبت تحيتها، فقلت لصاحبي ما كان أكثرها لنا وأقلها!([41])
وقد أجاز النّحاة ذلك؛ لأنّه شائعٌ في كلام العرب،وهذا ما اختصتْ به “كان” من بين سائرِ أخواتها، وقد نقل ابنُ مالكٍ إجماع النحاة على جواز ذلك([42]).
وإلى ذلك أشار ابن مالك في ألفيته بقوله:
وقد تزاد كان في حشوٍ كـ”ما كان أصلح علم من تقدما”([43])
المبحث الثاني
الاستغناء باللام عن نون التوكيد
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
فلا وأبي لنأتيها جميعاً ولو كانت بها عرب وروم([44]).
موطن الشاهد:”
قوله: “لنأتيها”.
وجه الاستشهاد:
حذف نون التوكيد من قوله ” لنأتيها” والأصل ” لنأتينها” حيث استُغني عنها باللام.
الدراسة:
يجوز حذف نون التوكيد للضرورة حيث اسُتغني باللام عنها، وإلى هذا أشار ابن مالك، وأبي حيان الأندلسي، وابن هشام، وغيرهم([45])، وعدَّوه من الضرورة؛ لأن أول الجملة إذا كان مضارعاً مثبتاً مستقلاً غير مقارنٍ حرفَ تنفيس، ولا مقدَّم معموله، لم تُغنه اللام غالباً عن نون توكيد نحو: والله ليقومنَّ زيدٌ، وقوله تعالى: [قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ]([46])، وكقوله تعالى:[ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ]([47]).
ومن الشواهد على الاستغناء باللام عن نون التوكيد بخلاف الشاهد محل الدراسة قوله صلى الله عليه وسلم: “ليردُ عليّ أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني”([48]).
وقول الشاعر:
تألّى ابنُ أوسٍ حَلفة ليرُدّني على نِسْوة كأنَّهن مفائِدُ([49])
المبحث الثالث
تكرير المنادى في حال الإضافة
قال ابن رواحة –رضي الله عنه-:
يا زيدُ زيدَ اليعمُلاتِ الذُّبَّل تطاول الليل عليك فانزل ([50])
موطن الشاهد:
” يا زيد زيد اليعملات”.
وجه الاستشهاد:
حيث أقحم “زيد” الثانية بين المضاف “زيد” الأولى والمضاف إليه “اليعملات”.
الدراسة:
إذا تكرر المنادى المضاف في النداء فقد اتفق النحاة على وجوب نصب الثاني، واختلفوا في الأول، فذهب سيبويه ومَن وافقه إلى فتح الأول فقتول (يا زيدَ زيدَ اليعملات) لأنه منادى مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه([51]).
وذهب المبرد ومَن وافقه إلى ضم الأول فتقول (يا زيدُ زيدَ اليعملات) لأنه منادى مفرد معرفة، ونصب الثاني حينئذ؛ لأنه منادى مضاف، أو توكيد، أو عطف بيان، أو بدل، أو منصوب بإضمار “أعني”([52]).
وأجاز السيرافيّ وجهاً ثالثاً من جعل الاسمين عند فتح الأول مركبين تركيب “خمسة عشر” فقال: “وعندي وجه ثالث لم أعلم أحد ذكره، وهو قوي في نفسي، وذلك أن تجعل أصله: “يا زيدَ زيدَ عمرو”، فيكون زيد عمر الثاني نعتا للأول مثل قولنا: “يا زيد بن عمرو” ثم تتبع حركةُ الأول المبني حركةَ الثاني المعرب”([53]).
ومن الشواهد على هذه المسألة غير بيت ابن رواحة، قول جرير:
يا تيم تيم عدي لا أبا لكم لا يلقينكم في سوأةٍ عمر([54])
وقد أشار ابن مالك في ألفيته إلى هذه المسألة فقال:
في نحو سعدُ سعدَ الأوس ينتص
ب ثان ٍ وضُمَّ وافْتَحْ أوّلاً تُصِبْ([55])
المبحث الرابع
حكم اجتماع الشرط والقسم
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا([56])
الشاهد:
قوله: “ما اهتدينا”.
وجه الاستشهاد:
حيث اكتفى بقوله: “ما اهتدينا” عن جواب القسم “والله”، والشرط:” لولا”.
الدراسة:
من المعلوم أن الشرط والقسم يحتاج كلٌ منهما إلى جوابٍ؛ فإذا اجتمع شرط وقسم حُذف جَوابُ المتأخِّر منهُما لدلالة جَواب الأول عليه، ومن ذلك قوله تعالى: [وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ]([57])، فاستغني بجواب القسم عن جواب الشرط لتقدمه، وتقول: “إن قامَ زيدٌ والله يَقُمْ عَمرٌو”، فتحذف جوابَ القسم لدلالة جواب الشرط عليه، وتقول: “والله إن يقمْ زيد ليقومَنًّ عمرو”، فتحذف جوابَ الشرط لدلالة جواب القَسم عليه.
ويستثنى من ذلك:
أ-ما إذا كان القسم مقرونًا بالفاء؛ فإنه يجب جعل الجواب له وإن تأخر، وتكون جملة القسم وجوابه جواب الشرط؛ نحو: إن جاء محمدٌّ فو الله لأكرمنَّه.
ب-إذا كان الشرط امتناعياً، وهو ما كانت أداته دالةٌ على الامتناع، وهي: “لو، لولا، ولوما” فيجب أن يكون الجواب له وإن تأخر، ويُحذفُ جوابُ القسم لدلالة جوابِ الشرط عليه؛ نحو: لولا رحمة الله بعباده والله لأخذهم بذنوبهم. ونحو بيت ابن رواحة محل الدراسة، وكذلك قول الشاعر:
فأقسم لو أبدى النّديُّ سواده لما مسحت تلك المسالات عامر([58])
جـ-وهنالك حالة ثالثة ينبغي أن يكون الجواب فيها للشرط، وإن تأخر عن القسم، وهي: التي يكونان فيها مسبوقين بما يحتاج لخبرٍ كالمبتدأ، واسم كان ،ونحوه، مثل: الفتى والله إن يقصد يبرّ، وزيدٌ إنْ قامَ والله أكرمْه، وزيدٌ والله إن قام أكرمْه، وإنّما جُعِل الجوابُ للشرط مع تقدُّم ما يحتاجُ لخبر؛ لأن سقوطه مُخِلٌّ بمعنى الجملة التي هو منها، بخلاف القسم، فإنه مسوقٌ لمجرد التّأكيد([59]).
وقد أشار ابن مالك إلى هذه المسألة في ألفيّته بقوله:
واحذِفْ لدى اجتماعِ شرطٍ وقَسَمٍ جَوَابَ ما أخَّرْتَ فهو مُلْتَزَمْ
وإن تَوَاليَا وقبل ذُو خَبَرْ فالشرطُ رَجِّحْ مطلقا بلا حَذَرْ([60])
المبحث الخامس
إدخال النون الخفيفة على فعل الدعاء
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
فأنزلن سكينة علينا([61])
الشاهد:
قوله: “فأنزلن”.
وجه الشاهد:
حيث أكد فعل الأمر (فأنزل) بنون التوكيد الخفيفة.
الدراسة:
الفعل الأمر يُؤكّدُ بنون التوكيد سواء كانت خفيفةً أو ثقيلةً مطلقًا” من غير شرط، لأنّه مستقبلٌ دائمًا، وسواءً في ذلك الأمرُ بالصِّيغة نحو: قومن، والأمر باللام نحو: ليقومن زيدٌ، بكسر اللام، والدعاء نحو قولِ ابن رواحة محل الدراسة . ولم أقف على خِلافٍ بين النحاة على جواز ذلك([62]).
وقد اجتمعت النونين الخفيفة والثقيلة في قوله تعالى:[ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا ]([63])
المبحث السادس
تقديم الجار والمجرور على عاملهما المنفي بما.
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-: ونحن عن فضلك ما استغنينا([64])
موطن الشاهد: قوله ” عن فضلك ما استغنينا”
وجه الشاهد: حيث تقدم الجار والمجرور على عاملهما وهو ” استغنينا” المنفي بما.
الدراسة: ما النافية من الحروف التي لها الصدارة في الجملة عند البصريين؛ فإن قُدم معمولها عليها فلا تعمل فيه إلا لضرورة كالشعر، ومنها البيت المتقدم؛ لأن “ما” معناها النفي، ويليها الاسم والفعل؛ فأشبهت حرف الاستفهام، وحرف الاستفهام لا يعمل ما بعده فيما قبله، فكذلك ههنا: “ما” لا يعمل ما بعدها فيما قبلها([65]).
أما الكوفيون فيجيزون تقديم معمول (ما) عليها؛ لأنهم لا يعدّونها من صدور الكلام؛ فهي عندهم بمنزلة (لم ،ولن،ولا)، لكونها نافية، كما أنها نافية، وهذه الأحرف يجوز تقديم معمول ما بعدها عليها، نحو “زيدًا لم أضرب، وعمراً لن أُكْرِم، وبشرًا لا أُخْرِجُ” فإذا جاز التقديم مع هذه الأحرف ،فكذلك يجوز أيضاً مع ما([66]).
وقول البصريين هو الذي رجحه المحققون من النحاة كأبي البركات الأنباري، وابن مالك، وابن هشام، وردوا على حجة الكوفيين بقولهم: أما قولهم “إن “ما”بمنزلة لم ولن ولا” قلنا لا نسلم؛ لأن “ما” يليها الاسم والفعل، وأما “لم ولن” فلا يليهما إلا الفعل؛ فصارا بمنزلة بعض الفعل، بخلاف “ما” فإنها يليها الاسم والفعل، وأما “لا” فإنما جاز التقديم معها، وإن كان يليها الاسم والفعل لأنها حرفٌ متصرفٌ، فعمل ما قبله فيما بعده، ألا ترى أنك تقول: “جئت بشيء” فيعمل ما قبله فيما بعده؛ فإذ جاز أن يعمل ما قبله فيما بعده جاز أن يعمل ما بعده فيما قبله، فَبَانَ الفرق بينهما([67]).
المبحث السابع
العطف على التوهم
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابقٍ شيئًا إذا كان جائيا([68])
موطن الشاهد:
قوله: ” ولا سابق شيئاً”.
وجه الشاهد:
حيث جر (سابق) عطفا على توهم دخول حرف الجر على (مدرك) أي لست بمدرك ولا سابق.
الدراسة:
أجاز جمهور النحاة العطف على التوهم بشرط صحة دخول العامل المتوهم نَحْو ليس زيد قائما ولا قاعد بالجر على توهم دخول الباء في الخبر، واعتبروا ذلك قياسيا، ويكون حَسناً إذا كان التوهم في بعض الأدوات التي يكثر اقتران خبرها بالباء مثلاً” كليس وما”، ولا يكون حسناً إلا إذا كان التوهم في أدوات يقل اقتران خبرها بالباء مثلاً([69]).
وذهب بعضهم كالرضي وأبي حيان الأندلسي إلى أن هذا يصح بما سُمع عن العرب، ولا يقاس عليه([70]) .
وقد ذكر النحاة أن العطف على التوهم يقع في جميع أنواع الإعراب، واستشهدوا ببعض الآيات القرآنية التي عدوها من العطف على التوهم وعبروا عنه بالعطف على المعنى بدلاً من العطف على التوهم أدباً مع الله([71]).
ومن الأمثلة التي مثَّل بها النحاة على هذا النوع من العطف في القرآن جزم الفعل (أكن) في قوله تعالى:[ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ]([72]) فَإِن معنى لَوْلَا أخرتني فَأَصدق ،وَمعنى إِن أخرتني أصدق ،وَاحِد، وتأوله بعض النحاة على غير ذلك([73]).
ومن الأمثلة عليه بخلاف البيت محل الدراسة، قول الشاعر:
مَا الحازم الشهم مقداما وَلَا بَطلٍ إِن لم يكن للهوى بِالْحَقِّ غلابا([74])
المبحث الثامن
جواز حذف الموصول الاسمي
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
فو الله ما نلتم وما نيل منكم بمعتدل وفق ولا متقارب([75])
موطن الشاهد:
قوله ” ما نلتم وما نيل منكم”.
وجه الاستشهاد:
حيث حذف “ما” الموصولة وأبقى” ما”النافية ، أراد: ما الذي نلتم وما الذي نيل منكم، هذا على تقدير الكوفيين، وعلى تقدير البصريين فإن المحذوف هو “ما” النافية وليس ما الموصولة.
الدراسة:
الموصول الاسمي: هو الاسم المبهم الذي يحتاج في توضيحه وتعيين المراد منه، إلى شيء يتصل به؛ يسمى الصلة، مشتملة على ضمير، أوشبهه، يربطها به، يسمى العائد، وهو نوعان: الأول؛ النص: وهو ما كان نصاً في الدلالة على بعض الأنواع، ومقصوراً عليها لا يتعداها ،كالذي والتي وغيرهما. والمشترك: هو الذي لا يقتصر على بعض الأنواع؛ بل يصلح لها جميعها، كمَن وما([76]).
وقد اختلف النحاة في جواز حذف الموصول الاسمي، فأجازه الكوفيون والبغداديون، والأخفش من نحاة البصرة غير “ال” ورجحه ابن مالك، واشترط في جواز الحذف أن يكون هناك قرينة في السياق تدل على هذا الموصول المحذوف، وهذه القرينة قد تكون لفظية : ككونه معطوفًا على موصول آخر ، أو معنوية : كقصد الإبهام، واستدلوا على ذلك بالقياس والسماع؛ “فالقياس على “أن”، فإن حذفها كتفي بصلتها جائزٌ بإجماع، مع أن دلالة صلتها عليها أضعف من دلالة صلة الموصول من الأسماء عليه؛ لأن صلة الاسم مشتملةٌ على عائد يعود عليه، ويُميل الذهن إليه، وليس ذلك في صلة الحرف، فالموصول الاسمي أولى بالحذف، وأيضًا فهو كالمضاف، وصلته كالمضاف إليه، وحذف المضاف إذا عُلم جائز، فكذلك ما أشبهه([77]).
وأمّا السماع فمنه قول ابن رواحة محل الدراسة، ومنها كذلك قول حسان -رضي الله عنه-:
أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه، وينصره سواء([78])
أراد: أمن يهجو رسول الله منكم أيها المشركون ومن يمدحه وينصره منا سواء!
كما استدلوا على ذلك بقوله تعالى: [وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ ]([79])أي: وبالذي أنزل إليكم، فيكون مثل قوله تعالى:[آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ]([80]).
وقد منع ذلك البصريون؛ لأنهم لا يجيزون بقاء الصلة بلا موصول في اللفظ، وإن دل عليه دليل وتأولوا ما جاء من الشعر في ذلك بأنه مخصوص بالشعر، ولا يقاس عليه([81]).
وما ذهب إليه الكوفيون والبغداديون ورجحه ابن مالك، رأي وجيه؛ دلت عليه النصوص، قال الرضيّ الأسترابادي :” وأجاز الكوفيون حذف غير الألف واللام من الموصولات الاسمية خلافًا للبصريين .. ولا وجه لمنع البصريين من ذلك من حيث القياس؛ إذ قد يحذف بعض حرف الكلمة وإن كانت فاءً وعينًا كشية، وسه، وليس الموصول بألزق منهما …”([82]).
المبحث التاسع
ورود الذي مصدرية
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
فثبت الله ما آتاك من حَسَنٍ في المرسلين ونصرًا كالذي نُصروا([83])
موطن الشاهد:
قوله: ” كالذي نصروا”.
وجه الاستشهاد:
حيث وردت الذي مؤولة مع ما بعدها بمصدر واقع صفة بالمصدر قبله.
الدراسة:
وقوع الذي مصدرية قال به يونس([84])، والفراء، وأبو علي الفارسي، وارتضاه ابن خروف([85]) وابن مالك([86]).
ومن الأمثلة التي استشهدوا بها على وقوع الذي مصدرية وأجاز الفراء في قوله تعالى[ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ]([87])أن يكون الذي مصدرية والتقدير: تمامًا على إحسانه، أي على إحسان موسى عليه السلام.
وقوله تعالى: [ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ ا]([88])أي: ذلك تبشير الله عباده.
وحكى الفراء عن بعض العرب: أبوك بالجارية الذي يكفل، وبالجارية ما يكفل، والمعنى: أبوك بالجارية كفالته، وهذا صريحٌ في ورود الذي مصدرية.
ومن الأمثلة عليه من الشعر غير بيت ابن رواحة، قول الشاعر:
يا أُمَّ عَمْرٍو جزاك الله مغفرةً ردّي عليَّ فؤادي كالذي كانا([89])
ومثله قول الآخر:
لو أنّهم صبروا عنّا فنعرفه منهم إذا لصبرنا كالذي صبروا([90])
وقد أنكر وقوع الذي مصدريةً، أبو حيان، وناظر الجيش([91])’وغيرهما؛ لأنه إثباتٌ للاشتراك بين الاسم والحرف بغير دليل، وقد ثبتت اسمية “الذي” بكونها فاعلةٌ، ومفعولةٌ، ومجرورةٌ، ومبتدأةٌ، وتثنى، وتجمع، وتؤنث، ويعود عليها الضمير، فلا نعدل عن هذا الحكم المقطوع به لشيءٍ لا يقوم عليه دليل، بل ولا شبهه، وأطالوا في تفنيد ما استدلوا به على ذلك ،وعدّوه من النوادر التي لا يقاس عليها([92]).قال أبو حيان :” وتأويل هذه النوادر أولى من إثباتِ قاعدةٍ كليةٍ بشيءٍ محتملٍ مخالفٍ لما استقرّ في اللسانِ العربيّ”([93]).
المبحث العاشر:
الاستغناء عن مخصوص حبذا، ومجيء “حب” مع غير “ذا” مفتوحة الحاء
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
فحبذا ربَّا وحَبَّ دينا([94])
موطن الشاهد:
” حبذا ربَّا” ” وحب دينا”
وجه الاستشهاد:
حيث حذف المخصوص بالمدح في قوله “حبذا ربا” أي حبذا رباً الله” وحب دينا أي حب ديناً ديننا، وفتحت الحاء في قوله ” حب دينا” وهو قليل بدون ذا ، والأكثر ضَمُّ الحاءِ عند حذف ذا”.
الدراسة:
حبّذا من أفعال المدح، تقول: (حبّذا خالد) وهي مركبة من (حبّ) و (ذا) و (حبّ) فعلٌ متصرفٌ في الأصل، ولمّا نُقِلَ إلى فَعُلٍ لأجلِ المدحِ والمبالغةِ كما قالوا، قَضُوا الرجل ورَمُو إذا أحذق القضاء، وأجاد الرمي مُنع التصرُّف لمضارعته بما فيه من المبالغة والمدح. وباب التعجب و(نعم) و (بئس) و(حبّذا) لزم طريقةً واحدةً وهو لفظ الماضي، وفاعله (ذا) وهو من أسماء الإشارة.
وحبذا تقارب في المعنى (نِعْمَ) لأنها للمدح كما أن نعم كذلك، إلا أن حبّذا تفضلها بأن فيها تقريبا للمذكور من القلب، وليس كذلك نِعمَ([95])
وقد ورد عن العرب أنهم قد يستغنون بمخصوص حبذا، وأحسن ما يكون ذلك بعد تمييز كما في بيت ابن رواحة محل الدراسة، وقد يُسْتَغْنَى عن المخصوص من دون تمييزٍ كقول الشاعر:
ألا حبذا لولا الحياء وربما … منحت الهوى ما ليس بالمتقارب([96])
يريد: ألا حَبَّذا حالتي معكِ، يشير إلى أنَّ هواه إياها، وزيارته لها.
وقد تُفّردُ حَبَّ فيجوز حينئذٍ أن تُفتحَ حاؤها استصحاباً لحالها، وأن تُجعل عليها الضّمة التي كانت للعين، وهو الأكثر، كما في بيت ابن رواحة الذي معنا، فيقال حبّ زيدٍ وحُبَّ زيدٍ. وهذا النقل جائزٌ في كل فعلٍ على فَعُلَ مقصودٌ به التعجب، ولم أقف على أحدٍ من النحاة خالف في هاتين المسألتين([97]).
وقد أشار ابن مالك في الألفية إلى مجيء حبذا بدون ذا، فقال:
وما سوى ذا ارفع بحبّ أو فجُرّ … باليا ودون ذا انضمامُ الحا كَثُر([98])
المبحث الحادي عشر
استعمال فاعل (فَعُلَ) مجروراً.
قال ابن رواحة:
بكت عيني وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا وَمَا يُغْنِي الْبُكَاءُ وَلاَ الْعَوِيلُ([99])
موطن الشاهد:
قوله: ” وحُقَّ لها بكاها”
وجه الاستشهاد:
حيث جرّ فاعل (حقّ) لأنّه على فَعُل.
الدراسة:
كلّ فعلٍ إذا أردتَ المبالغة في الأمر، ومعنى التعجب، نقلت الضمّة من عين الفعل إلى فائه، فتقول حسُن زيد أي حَسَنٌ جداً، فإن لم تُرِد معنى التّعجب، لم يجز إلا الضم ،أو التسكين. تقول كَبُر زيدٌ، وكُبْر، ولا تقول كُبْر إلا مع قصد التعجب،وهو بذلك يجري مجرى نعم وبئس، ولكنه زاد عليه أنه تضمن معنى التعجب فيُستَحسَن فيه ما لا يستحسن في نِعمَ من جرِّ فاعله بالباء حملاً على أفْعِلْ به في التعجب، فإذا قيل حَسُنَ بزيدٍ رجلاً نُزَّلَ منْزلة: أحسِنْ بزيدٍ رجلاً؛ فقول ابن رواحة هنا:”حق لها”،فعلٌ جارٍ مجرى (نعم، وبئس) أو مُراداً به التعجّب- كما زعموا- والأصل حَقق على فعل فبكاها: فاعل لا مفعول، فلما أُريد التعجب أو إجراؤه مجرى نعم وبئس، ضُمَّ أوله وأُدغِم([100]).
والحقيقة أنني بعد طول نظر وبحثٍ وتحرٍّ لم أجد في البيت شاهداً على ما ذكروه من كون حُقَّ هنا تجري مجرى نِعم وبئس، فتبين لي صحة قول الشاطبي في شرح الألفية حيث قال:” لم يستقم قول من جعل (بكاها) من قول حسان بن ثابت، أو كعب بن مالك، أو عبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم: “بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل” فاعلاً بـ (حق) على أن يكون مثل (حب) هنا، لأن (بكاها) لا يسند إليه (نعم وبئس)”([101]).
المبحث الثاني عشر
معاملة اسم الفاعل عمل الصفة المشبهة
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
تباركت أني من عذابك خائف وأني إليك تائب النفس باخع([102])
موطن الشاهد:
قوله: “تائب النفس”.
وجه الاستشهاد:
حيث عُومل اسم الفاعل “تائب” معاملة الصفة المشبهة
الدراسة:
الصفة المشبهة هي: ما اشتق من مصدر فعل لازم لغير تفضيل، بقصد نسبة الحدث إلى الموصوف على جهة الثبوت. وحقُّ الصفة المشبهة أن تكتفي بمرفوعها ولا تعمل النصب؛ لمباينتها الفعل بدلالتها على الثبوت، ولأنها مشتقة من مصدر الفعل الثلاثي اللازم، وهو لا ينصب، ولكنها لما أشبهت اسم الفاعل المتعدي لواحد، نصبت مفعولها مثله، على التشبيه بالمفعول به. واسم الفاعل يدل -غالبًا- على الحدوث وعدم الدوام لكن قد يراد منه النص على الثبوت والدوام مع قيام قرينة تدل على هذا، فيصير صفة مشبهة، ويسمى باسمها -بالرغم من بقائه على صورته الأصلية؛ ويجري عليه أحكام الصفة المشبهة في رفع السببي؛ ونصبه على التشبيه بالمفعول به، إذا كان معرفة، وعلى التمييز إن كان نكرة، وجره بالإضافة، وهو في ذلك على ثلاثة أنواع منها هذا النوع في الشاهد محل الدراسة ، وهو المأخوذ من الفعل اللازم -الثلاثي وغير الثلاثي- مثل: عالٍ وشامخ … في نحو: هذا عالي القامة، شامخ الأنف “وفعلهما: علا، شمخ”. ومثل “تائب” في قول ابن رواحة الذي معنا، وفعله تاب، وقد اتفق النحاة على جواز مثل هذا النوع([103]).
المبحث الثالث عشر
حكم ما بعد (بل)
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
رب إنا كنا على عمل أهل النار كالأنعام بل أضل سبيلا”([104]).
موطن الشاهد:
قوله: ” بل أضل سبيلا”.
وجه الشاهد:
حيث جاء ما بعد بل مقرر لما قبلها فيكون مقرر بعد مقرر على سبيل التوطئة، لأنّ ما قبلها جاء موجباً، ليس منفياً.
الدراسة:
بل من حروف العطف، وقد يكون ما قبلها موجباً أي ليس منفياً فإن ما بعدها إما مقرر بعد مقرر على سبيل التوطئة كقوله تعالى:[ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا]([105])وكالشاهد محل الدراسة، وإما مقرر بعد مردود كقوله تعالى: [وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ]([106])وكقوله تعالى:[ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ]([107]) وإما مقرر بعد مرجوع عنه لكونه غلطا في اللفظ نحو: أنت عبدي، بل سيدي، أو لكونه غلطا في الإدراك نحو: سمعت رغاء بل صهيلا([108]).
المبحث الرابع عشر:
مجيء (مَن) نكرة موصوفة
قال ابن رواحة –رضي الله عنه-:
فكَفَى بنا فَضْلًا على مَنْ غَيْرِنا حُب النبي محمدِ إيّانَا([109])
موطن الشاهد:
قوله: ” على مَن غيرنا”
وجه الاستشهاد:
حيث استعمل مَن نكرة موصوفة، وصفتها غيرنِا.
الدراسة:
ذهب جمهور النحاة إلى أنّ مَن قد تأتي نكرة موصوفة بمعنى إنسان، أو شخص أو قوم، ونحوِ ذلك، مثل قَوْلهم مَرَرْت بِمن معجب لَك، واستدلوا ببيت ابن رواحة محل الدراسة، وبقول الشاعر:
إنَّي وإيّاكَ إذْ حَلَّتْ بأرحُلنا كمنْ بِوادِيهِ بَعْدَ المَحْلِ ممطورِ([110])
الشاهد فيه على إنه جعل (من) اسما نكرة موصوفا بـ (ممطور).
وزعم الكسائي أن العرب لا تستعمل “من” نكرة موصولة إلا “أن تقع” في موضع يختص بالنكرة كوقوعها بعد “رب”، نحو قولك: رب من عالم أكرمت، ورب من أتاني أحسنت إليه، أي: رب إنسان آتٍ إلى أحسنت إليه، لأن “رب” لا تدخل إلا على نكرة.
واحتُجَّ عليه بالبيتين السابقين، وأجاب عنها بأنها بمَن فيها زائدة،لأنه أجاز زيادة “من” ومذهب البصريين والفراء: أنها لا تزاد، لأنها اسم([111]).
وأشير إلى أن في البيت شاهد آخر وهو زيادة الباء مع المفعول به ، وذلك في قوله ” فكفى بنا” حيث إن الضمير “نا” هو المفعول به وزيدت فيه الباء والتقدير ” فكفانا فضلا”، وخرجه بعضهم على زيادة الباء في الفاعل، وليس المفعول و «حبّ النبي» بدل اشتمال من المجرور بالباء([112]).
المبحث الخامس عشر:
استخدام عند على أنها ظرف زمان
قال ابن رواحة-رضي الله عنه-:
عنْدَ الصَّبَاح يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى([113]) .
موطن الشاهد:
قوله: ” عند الصباح”.
وجه الاستشهاد:
حيث استعملت عند للزمان، والأصل أنها موضوعة للمكان.
الدراسة:
عند ظرف يبين أن مظروفه إما حاضر حسًا، أو، معنى، وإما قريب حسًا، أو معنى، فالأول، نحو: قوله تعالى:[ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا]([114])، والثاني: نحو قوله: [قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ]([115])، والثالث: نحو قوله تعالى:[ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى]([116])، والرابع: نحو قوله تعالى: [رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ]([117]).
وهي ظرف مكان معرب، لا يكاد يستعمل إلا منصوبًا على الظرفية المكانية، كالأمثلة السابقة، أو مجرورًا بالحرف: “من” دون غيره من حروف الجر مثل: [وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا]([118]).
وقد وردت للزمان قليلًا كما في البيت موضع الدراسة، وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إنما الصبر عند الصدمة الأولى”([119])ويجوز محاكاته عند قيام قرينة بشرط إضافة “عند” للزمان([120]).
ولم أقف على أحد أشار إلى هذا الشاهد من البيت إلا ابن الشجري([121]) في أماليه؛ حيث قال:” كما أن «عند» موضوعة للمكان، وقد استعملوها للزمان، كقوله:عند الصّباح يحمد القوم السّرى”([122]).
الخاتمة
الحمد لله الذي وفّق وأعان لإنجاز هذا البحث، فله الحمد في الأولى والآخرة، وفي ختام البحث أذّكر أهم النتائج التي خرجت بها من البحث.
1- ينتمي عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه- إلى الطبقة الثانية من طبقات الشعراء، وهي طبقة المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، وقد أجمع العلماء على الاحتجاج بشعر هذه الطبقة.
2- بلغت الشواهد الشعرية في شعر ابن رواحة خمسة عشر شاهداً، منها شواهد لم يختلفوا في نسبتها إليه، وهناك أخرى تنازع العلماء في نسبتها إليه وإلى غيره.
3- تبين لي أن كل الشواهد الشعرية التي وقفت عليها لعبد الله بن رواحة، والتي احتجَّ بها النحاة هي من شعرها في صدر الإسلام، ولم أقف على بيتٍ واحد احتجوا به من شعره الجاهلي.
المصادر والمراجع
أولاً المصادر:
- القرآن الكريم
- ابن حنبل، أحمد بن حنبل الشيباني، المسند، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ، (27/29)
- أبو تمام، حبيب بن أوس، ديوان الحماسة، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، جامعة الإمام محمد بن سعود، السعودية، ط1، 1401هـ
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ.
- ديوانحسان بن ثابت، جمع: عبدأ علي مهنا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1414ه
- ديوان جرير، دار بيروت للطباعة والنشر، ط1، 1406هـ.
- ديوان زهير بن أبي سُلمى، صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق: فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط1، 1400هـ، ص208
- ديوان عبد الله بن رواحة، جمع : وليد القصاب، دار العلوم للطباعة والنشر، ط1، 1402هـ.
- ديوان عروة بن أذينة، جمع: د. يحيى الجبوري، دار القلم، بيروت، ط2، 1401هـ
- مسلم بن الحجاج،صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط1، بدون تاريخ.
- النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1421هـ.
ثانياً: المراجع
- إبراهيم أنيس، في اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط8، 1992م.
- ابن الأنباري، محمد بن القاسم ، لمع الأدلة في أصول النحو، تحقيق: سيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية ، ط1، 1377هـ .
- ابن السراج، محمد بن السري، الأصول في النحو، تحقيق: عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، بدون تاريخ.
- ابن الشجري، هبة الله بن على، أمالي ابن الشجري، تحقيق: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1413هـ.
- ابن الصائغ، محمد بن حسن، اللمحة في شرح الملحة، تحقيق: إبراهيم بن سالم الصاعدي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط1، 1424هـ.
- ابن المبرد، يوسف بن حسن، الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، ، تحقيق: رضوان مختار بن غربية، دار المجتمع للنشر والتوزيع، جدة – المملكة العربية السعودية، ط1، 1411هـ.
- ابن المعتز، عبد الله بن محمد، طبقات الشعراء، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، دار المعارف، القاهرة، ط3، بدون تاريخ.
- ابن الناظم، محمد بن محمد بن مالك، شرح ابن الناظم على أليفة ابن مالك، محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1420هـ.
- ابن الوردي، عمر بن مظفر، شرح ألفية ابن مالك المسمى «تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة»، تحقيق: عبد الله بن علي الشلال، مكتبة الرشد، الرياض – المملكة العربية السعودية، ط1، 1429هـ.
- ابن أم قاسم المرادي، الحسن بن قاسم، عبد الرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي، ط1، 1428هـ.
- ابن حجر، أحمد بن علي، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1415هـ.
- ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر – بيروت، ط1، 1994م.
- ابن دريد، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين – بيروت، ط1، 1987م.
- ابن سيده، علي بن إسماعيل،المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1421هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط1، 1412هـ
- ابن عصفور، علي بن مؤمن، الممتع الكبير في التصريف، مكتبة لبنان، ط1، 1996م.
- ابن عقيل، المساعد على تسهيل الفوائد، تحقيق: محمد كامل بركات، جامعة أم القرى (دار الفكر، دمشق – دار المدني، جدة)، ط1، 1400هـ
- ابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحمن، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد دار التراث – القاهرة، ط20، 1400هـ.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الفكر، بيروت، ط1، 1399هـ.
- ابن فرحون، محمد عبد الله،العدة في إعراب العمدة، تحقيق: مكتب الهدي لتحقيق التراث، دار الإمام البخاري – الدوحة، ط1، بدون تاريخ.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة بيروت، ط1، 1395هـ
- ابن مالك، شرح تسهيل الفوائد، تحقيق: عبد الرحمن السيد، وصاحبه، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط1، 1410هـ.
- ابن مالك، محمد بن عبد الله، ألفية ابن مالك، دار التعاون ،مكة المكرمة، ط1، بدون تاريخ.
- ابن مالك، محمد بن عبد الله، شرح الكافية الشافية، تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي، جامعة أم القرى مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مكة المكرمة، ط1، 1402هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414هـ
- ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا، مطبعة مصطفى البابي، مصر، ط2، 1375هـ.
- ابن هشام، عبد الله بن يوسف، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، تحقيق: مازن المبارك وصاحبه، دار الفكر – دمشق، ط6، 1985م.
- ابن يعيش، يعيش بن علي، شرح المفصل، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1422هـ.
- أبو إسحاق الحصري، إبراهيم بن علي،زهر الآداب وثمر الألباب، دار الجيل، بيروت، ط1، بدون تاريخ.
- أبو الفضل الميداني، أحمد بن محمد، مجمع الأمثال، تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، دار المعرفة – بيروت، لبنان، ط1، بدون تاريخ
- أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، ارتشاف الضرب من لسان العرب، تحقيق: رجب عثمان محمد، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط1، 1418هـ.
- أبو حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، تحقيق: حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، ط1، 1419هـ.
- أبو علي الفارسي، التعليقة على كتاب سيبويه، تحقيق: عوض بن حمد القوزي، بدون دار نشر، ط1، 1410هـ.
- الأزهري، خالد بن عبد الله ، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، ط1، 1421هـ.
- الأشموني، على بن محمد، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان،ط1، 1419هـ.
- الأفغاني، سعيد، ، في أصول النحو، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، ط1، 1414هـ.
- بدر الدين الدَّمَامِيني، محمّد بن أبي بكر، تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد، تحقيق: محمد بن عبد الرحمن بن محمد المفدى، طبع على نفقة المحقق،ط1، 1403 هـ.
- البغدادي،شرح أبيات مغني اللبيب، تحقيق: عبد العزيز رباح، وصاحبه، دار المأمون للتراث، بيروت، ط1، 1393هـ، (7/309).
- البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط4، 1418هـ، الزركلي، خير الدين، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط15، 2002م.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط1، 1408هـ.
- التبريزي، يحيى بن علي، شرح ديوان الحماسة، دار القلم، بيروت، ط1، بدون تاريخ.
- جمعة، خالد عبد الكريم، شواهد الشعر في كتاب سيبويه، الدار الشرقية، مصر الجديدة، ط2، 1409هـ.
- الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1407هـ.
- حسن عثمان، منهج البحث التاريخي ، دار المعارف، ط8، 2000م.
- الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، 1405هـ
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: بشار عواد، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م.
- رجاء وحيد دويدري، البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية، دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان، ط1، 1421هـ.
- الرضي، محمد بن الحسن،شرح الكافية لابن الحاجب، تحقيق: يوسف حسن عمر، جامعة قار يونس – ليبيا، ط1، 1395هـ،
- الرماني، علي بن عيسى، رسالة منازل الحروف، تحقيق: إبراهيم السامرائي، : دار الفكر – عمان، ط1، بدون تاريخ.
- رمضان عبد التواب، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط3، 1417هـ.
- الزجاج، إبراهيم بن السري، معاني القرآن وإعرابه، تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب – بيروت – 1408هـ
- الزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية
- الزمخشري، محمود بن عمرو، أساس البلاغة، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1419هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي – بيروت ،ط3، 1407هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمرو، المفصل في صنعة الإعراب، تحقيق: علي بو ملحم، مكتبة الهلال – بيروت، ط1، 1993م.
- السامرائي، فاضل صالح، معاني النحو، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – الأردن، ط1، 1420هـ.
- السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: عمر عبد السلام السلامي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1421هـ.
- سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1408هـ،
- السيرافي، يوسف بن الحسن،شرح أبيات سيبويه، تحقيق: محمد علي الريح هاشم، مكتبة الكليات الأزهرية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، ط1، 1394هـ.
- السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي وشركاه – مصر، ط1، 1387هـ
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر،الاقتراح في أصول النحو، تحقيق: عبد الحكيم عطية، دار البيروتي، دمشق، ط2، 1427هـ .
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، المحقق: فؤاد علي منصور دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1418هـ .
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر،شرح شواهد المغني، تحقيق: أحمد ظافر كوجان، لجنة التراث العربي، بيروت، ط1، 1386.
- السيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، المكتبة التوفيقية – مصر، ط1، بدون تاريخ.
- الشاطبي، إسحاق بن إبراهيم، المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية المشهور بشرح ألفية ابن مالك، تحقيق: مجموعة من المحققين، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى – مكة المكرمة، ط1، 1428هـ.
- شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، دار المعارف – مصر، ط1، 1960م
- الصبان، محمد بن علي حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، ط1، 1417هـ.
- عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف، مصر، ط15، بدون تاريخ.
- العيني، محمود بن أحمد، المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية المشهور بـ «شرح الشواهد الكبرى»، تحقيق: علي محمد فاخر، وصاحبيه، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط1، 1431هـ.
- الفراء، يحيى بن زياد، معاني القرآن، تحقيق: أحمد يوسف النجاتي، وصاحبيه، دار المصرية للتأليف والترجمة – مصر، ط1، بدون تاريخ
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد،الجمل في النحو، تحقيق: فخر الدين قباوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط5، 1416هـ.
- القاسمي، علي ، علم المصطلح أسسه النظرية وتطبيقاته العملية، مكتبة لبنان ناشرون، ط1، 2012م.
- القرطبي، محمد بن أحمد،الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني، وصاحبه، دار الكتب المصرية – القاهرة، ط2، 1384هـ.
- القسطلاني، أحمد بن محمد، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، المكتبة التوفيقية، القاهرة- مصر، ط1، بدون تاريخ، (1/285).
- القفطي، علي بن يوسف، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي – القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، ط1، 1406هـ.
- كُرَاع النَّمْل، علي بن الحسن،المنتخب من غريب كلام العرب، تحقيق: محمد بن أحمد العمري، جامعة أم القرى (معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، ط1، 1409هـ
- كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين،المكتبة العصرية، لبنان، ط1، 1424هـ
- اللبدي، محمد سمير، معجم المصطلحات النحوية والصرفية، مؤسسة الرسالة – دار الفرقان، ط1، 1405هـ.
- الماوردي، علي بن محمد، النكت والعيون المشهور بتفسير الماوردي، تحقيق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان، ط1، بدون تاريخ، (2/490).
- المبرد، محمد بن يزيد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي – القاهرة، ط3، 1417هـ
- المبرد، محمد بن يزيد، المقتضب، تحقيق: محمد عبد الخالق عظيمة، عالم الكتب – بيروت، ط1،(4/227)،
- محمد عبد العزيز النجار، ضياء السالك إلى أوضح المسالك ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1422هـ.
- المرزباني، محمد بن عمران، الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ
- المفضل بن سلمة، الفاخر، تحقيق: عبد العليم الطحاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، ط1، 1380هـ.
- المفضل بن محمد، تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة، ط2، 1412هـ.
- ناظر الجيش، محمد بن يوسف، شرح التسهيل المسمى «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد»، تحقيق: علي محمد فاخر وآخرين، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط1، 1428هـ.
- النعمان عبد المتعال القاضي، شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 1426هـ
- نور الدين الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية أو إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، دار الكتب العلمية – بيروت، ط2، 1427هـ
- نور الدين الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية أو إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، دار الكتب العلمية – بيروت، ط2، 1427هـ.
الهوامش:
- () انظر: السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، تحقيق: فؤاد علي منصور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1418هـ،(2 / 489)، والبغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط4، 1418هـ، (1 / 8). ↑
- () البغدادي، خزانة الأدب (1/6). ↑
- () كبشة بنت واقد بن عمرو بن عامر بن زيد مناة ، وعمرو هو ابن الإطنابة، من بني الحارث بن الخزرج، ذكرها المؤرخون فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من النساء، فهي صحابية أم صحابي، ويقال فيها كبيشة بالتصغير،ولما مات رواحة خلف عليها قيس بن شماس فولدت له ثابتا. ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1415ه، (8/295). ↑
- () ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط1، 1412هـ، (3/898). والذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: بشار عواد، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م، (1/333). ↑
- () ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا، مطبعة مصطفى البابي، مصر، ط2، 1375هـ، (1/438)، وابن كثير، إسماعيل بن عمر، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة بيروت، ط1، 1395هـ، (2/210). ↑
- () أسير بن رزام اليهودي، أمّرَهُ يهودُ خيبر عليهم بعد قتل أبي رافع بن سلام بن أبي الحقيق عظيم يهود خيبر؛ فلما أمّروه عليهم، قال لهم: إني صانع بمحمد ما لم يصنعه أصحابي، فقالوا له: وما عسيت أن تصنع؟ قال: أسير في غطفان فأجمعهم لحربه، قالوا: نعم ما رأيت، وكان ذلك قبل فتح خيبر؛ فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجه إليه عبد الله بن رواحة في سرية فقتلوه. نور الدين الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية أو إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، دار الكتب العلمية – بيروت، ط2، 1427هـ، (3/258). ↑
- () ينظر فضائله في: الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، 1405هـ، (1/231). وابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، (4/73). ↑
- () مؤتة (مهموزة الواو. وحُكِي فيه غير الهمز): قرية من أرض البلقاء من الشام. وتسمى أيضا غزوة جيش الأمراء، وذلك لكثرة جيش المسلمين فيها ،وما لا قوه من الحرب الشديد مع الكفار. السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: عمر عبد السلام السلامي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1421ه، (7/164)، والزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1417هـ، (3/339). ↑
- () أخرجه النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1421هـ، (8/18)، حديث رقم (8550). ↑
- () البيتان في ديوانه، جمع : وليد القصاب، دار العلوم للطباعة والنشر، ط1، 1402هـ، ص153. ↑
- () ابن هشام، السيرة النبوية، (12/379)، وابن كثير، السيرة النبوية، (3/462). ↑
- () ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، (1/243). ↑
- () شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، دار المعارف – مصر، ط1، 1960م، (2/42) وما بعدها. ↑
- () البيت في ديوانه، ص165. ↑
- () النّعمان عبد المتعال القاضي، شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام، مكتبة الثقافة الدينية، ط1، 1426هـ، ص283، وما بعدها. ↑
- () ابن فارس، أحمد بن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الفكر، بيروت، ط1، 1399هـ، (3/221). ↑
- () الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1407ه، (2/494). ↑
- () ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414هـ، (3/239). ↑
- () القاسمي، علي ، علم المصطلح أسسه النظرية وتطبيقاته العملية، مكتبة لبنان ناشرون، ط1، 2012م، ص715. ↑
- () ابن الأنباري، محمد بن القاسم، لمع الأدلة في أصول النحو، تحقيق: سيد الأفغاني، مطبعة الجامعة السورية ، ط1، 1377هـ ، ص81. ↑
- () السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر،الاقتراح في أصول النحو، تحقيق: عبد الحكيم عطية، دار البيروتي، دمشق، ط2، 1427هـ ، ص67 . ↑
- () الّلبدي، محمد سمير، معجم المصطلحات النحوية والصرفية، مؤسسة الرسالة – دار الفرقان، ط1، 1405، ص 119. ↑
- () جمعة، خالد عبد الكريم، شواهد الشعر في كتاب سيبويه، الدار الشرقية، مصر الجديدة، ط2، 1409هـ ، ص43-45. ↑
- () ينظر: ابن الأنباري، لمع الأدلة، ص:85، السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، (1/137)، والأفغاني، سعيد ، في أصول النحو، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، ط1، 1414هـ، ص6-7. ↑
- () هو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة القرشي، أحد بني قيس بن الحارث بن فهر، ويقال لهم: الخلج، حجازي سكن المدينة، ويُكنّى أبا إسحاق. قال الأصمعي: ختم الشعر بابن هرمة، فإنه مدح ملوك بني مروان، وبقي إلى آخر أيام المنصور، توفي سنة 183هـ. ابن المعتز، عبد الله بن محمد، طبقات الشعراء، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، دار المعارف، القاهرة، ط3، بدون تاريخ، ص20. ↑
- () السيوطي، الاقتراح في أصول النحو، ص122 . ↑
- () المرجع السابق، ص147. ↑
- () المرزباني، محمد بن عمران، الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ، ص314. ↑
- () الأفغاني، في أصول النحو ، ص20 . ↑
- () انظر : السيوطي ، المزهر في علوم اللغة وأنواعها (2 / 489)، و البغدادي، خزانة الأدب (1 / 8). ↑
- () البغدادي ، خزانة الأدب (1/6). ↑
- ()محمد بن الحسن الرضي الأسترابادي، نجم الدين: عالم بالعربية، من أهل أستراباد بطبرستان، اشتهر بكتابيه (الوافية في شرح الكافية، لابن الحاجب) في النحو، أكمله سنة 686هـ، و(شرح مقدمة ابن الحاجب) ،وهي المسماة بالشافية في علم الصرف، ولم أقف على سنة وفاته. الزركلي، خير الدين، الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، ط15، 2002م، (6/86). ↑
- () الزمخشري، محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي – بيروت ،ط3، 1407هـ، (1/207-208)، والبغدادي، خزانة الأدب (1/ 7). ↑
- () انظر: البغدادي، خزانة الأدب، (1/7). ↑
- () انظر: السيوطي، الاقتراح ص90، 91، والمزهر (1/211). ↑
- () إبراهيم أنيس ، في اللهجات العربية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط8، 1992م، ص51. ↑
- () حسن عثمان، منهج البحث التاريخي ، دار المعارف، ط8، 2000م، ص20-21. ↑
- () ينظر في مناهج البحث العلمي وأنواعه: رجاء وحيد دويدري، البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية، دار الفكر المعاصر-بيروت-لبنان، ط1، 1421هـ، ص127 وما بعدها. ↑
- () البيت من بحر الطويل، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو لعبد الله بن رواحة في: العيني، محمود بن أحمد، المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية المشهور بـــ «شرح الشواهد الكبرى»، تحقيق: علي محمد فاخر، وصاحبيه، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط1، 1431هـ، (3/1484).وبدون نسبة عند : ابن مالك، محمد بن عبد الله، شرح الكافية الشافية، تحقيق: عبد المنعم أحمد هريدي، جامعة أم القرى مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مكة المكرمة، ط1، 1402هـ،(2/1099)، والأشموني، على بن محمد، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان،ط1، 1419هـ، (2/273)، وناظر الجيش، محمد بن يوسف، شرح التسهيل المسمى «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد»، تحقيق: علي محمد فاخر وآخرين، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، ط1، 1428هـ، (3/1162)، وغيرهم من النحاة.وقد ورد البيت بلفظ ” مطرحاً” بدل من ” مجتنباً” كما في شرح ابن الوردي على الألفية. انظر: ابن الوردي، عمر بن مظفر، شرح ألفية ابن مالك المسمى «تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة»، تحقيق: عبد الله بن علي الشلال، مكتبة الرشد، الرياض – المملكة العربية السعودية، ط1، 1429هـ، (2/456).
اللغة: أجابك: صدقك في دعواك، العناد: إنكار الحق قصدًا وتعمدًا.
المعنى: يقول مخاطبًا الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الإنسان الذي يصدقك في دعواك، ويسير على هديك، مبتعدًا عن ميول النفس والعناد يكون في غاية السعادة.
الإعراب: ما: نكرة تعجبية في محل رفع مبتدأ. كان: زائدة. أسعد: فعل ماض جامد للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: “هو”. من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أجابك: فعل ماض، و”الكاف”: ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: “هو”. آخذًا: حال منصوب. بهداك: جار ومجرور متعلقان بـ”آخذًا” وهو مضاف، و”الكاف”: ضمير في محل جر بالإضافة. مجتنبًا: حال منصوب. هوى: مفعول به لـ”مجتنبًا” منصوب وعنادًا: “الواو”: حرف عطف، و”عنادًا”: معطوف على “هوى” منصوب.
وجملة “ما كان أسعد”: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة “أسعد”: في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة “أجابك”: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. ↑
- () انظر: سيبويه، عمرو بن عثمان، الكتاب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1408هـ، (1/73)، وابن مالك، شرح الكافية الشافية،(2/1099)، والأشموني، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك (2/273)، وناظر الجيش، محمد بن يوسف، شرح التسهيل، (3/1162). ↑
- () البيت من بحر الكامل، وهو لعروة بن أذينة كما في ديوانه، جمع: د. يحيى الجبوري، دار القلم، بيروت، ط2، 1401هـ، ص255، وكما في زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق الحصري، إبراهيم بن على، دار الجيل، بيروت، ط1، بدون تاريخ، (1/208)، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي، يحيى بن على، دار القلم، بيروت، ط، بدون تاريخ، (2/69)، وغيرهما. ↑
- () قال ابن مالك :” ولا خُلفا في زيادة كان بعد “ما” التعجبية”. شرح تسهيل الفوائد، تحقيق: عبد الرحمن السيد، وصاحبه، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط1، 1410هـ، (1/362). ↑
- () ابن مالك، محمد بن عبد الله، دار التعاون ،مكة المكرمة، ط1، بدون تاريخ، ص19. ↑
- () البيت من بحر الوافر، وهو في ديوانه، ص149، وهو في شرح الكافية الشافية لابن مالك (2/853)، وفي شرح التسهيل لابن مالك أيضا (3/209)، وفي مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، عبد الله بن يوسف، تحقيق: مازن المبارك وصاحبه، دار الفكر – دمشق، ط6، 1985م، ص841، وغيرها من كتب النحاة، وهو في السيرة النبوية لابن هشام، (2/376)، والروض الأُنف للسهيلي، (7/176)، وغيرها من كتب السيرة، وهو في المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، علي بن إسماعيل، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية – بيروت، ط1، 1421هـ، (10/568)، ولسان العرب لابن منظور(1/221) وغيرها من كتب المعاجم، وفي جميعها منسوب لعبد الله بن رواحة لم يختلفوا في نسبته إليه ، وهو بيتٌ من عدة أبيات قالها عبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة سنة 8هـ، ليشجع القوم لملاقاة العدو، ومطلع الأبيات: جَلَبْنَا الخيلَ من آجامِ قُرْحٍ … تغَرُّ مِنَ الحَشِيشِ لها العكُومُ. ونص البيت في ديوانه، وفي كتب السيرة : فلا وأبي مآب لنأتينها … وإن كانت بها عرب وروم.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة:
المعنى : أقسم الشاعر بأبيه – وهذه كلمة تجري على ألسن العرب، تستعملها كثيرا في خطابها ، تريد بها التوكيد غير قاصدة بها حقيقة الحلف- أنه سيأتي الشام ويفتحها وإن كان فيها ما فيها من عرب وعجم.
الإعراب: فلا: الفاء حسب ما قبلها، ولا زائدة، وأبي: الواو :حرف جر وقسم، وأبي : اسم مجرور بكسرة مقدرة، والياء مضاف إليه، والجار والمجرور متعلقان بأقسم المحذوف، ولنأتيها : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصالها بنون التوكيد المحذوفة، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، وجميعاً: حال منصوب بالفتحة، ولو: الواو حالية، ولو وصلية ، وكانت :فعل ماض تام مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، وبها: جار ومجرور متعلقان بالفعل كانت، عرب: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة، وروم : الواو عاطفة، وروم معطوف مرفوع. ↑
- () انظر: ابن مالك، شرح الكافية الشافية، (2/853)، أبي حيان الأندلسي، محمد بن يوسف، التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، تحقيق: حسن هنداوي، دار القلم، دمشق، ط1، 1419هـ، (11/385)، وابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ص841. ↑
- () {التغابن:7}. ↑
- () {الأنبياء:57}. ↑
- () وقع الحديث بهذا اللفظ في صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ، (9/46)، حديث رقم (7050) من حديث سهل بن سعد-رضي الله عنه- ، ووقع بلفظ :” ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفوني” كما في صحيح البخاري، (8/120)، حديث رقم (6583)، وصحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط1، بدون تاريخ، (4/1793)، حديث رقم (2290)، وهو بهذا اللفظ الأخير لا شاهد فيه؛ لأن نون التوكيد مثبتة غير محذوفة، والله أعلم. ↑
- () البيت من بحر الطويل، من أبيات لزيد بن حصين الضي أوردها له أبو تمام، حبيب بن أوس في ديوان الحماسة، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، جامعة الإمام محمد بن سعود، السعودية، ط1، 1401هـ، (1/310)، وهو بلا نسبة كما عند ابن مالك في شرح التسهيل، (3/209)، وأبي حيان في التذييل والتكميل (11/385) وغيرهما . ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو في ديوانه، ص152، وهو في شرح أبيات سيبويه للسيرافي، يوسف بن الحسن، تحقيق: محمد علي الريح هاشم، مكتبة الكليات الأزهرية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، ط1، 1394هـ، (2/42)، وهو في السيرة النبوية لابن هشام، (2/377)، والروض الأُنف للسهيلي (7/170)، والسيرة النبوية لابن كثير، (3/460)، وغيرها من كتب السيرة. وهو في أساس البلاغة للزمخشري، محمود بن عمرو، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1419هـ، (1/679)، ولسان العرب لابن منظور (11/476) وغيرها من كتب المعاجم منسوباً في جميعها لعبد الله بن رواحة، وهو في الكتاب لسيبويه (2/205)، والمفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، تحقيق: علي بو ملحم، مكتبة الهلال – بيروت، ط1، 1993م، ص66 ، وشرح المفصل لابن يعيش، يعيش بن علي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1422هـ، (1/346)، وغيرها منسوباً لبعض ولد جرير الشاعر، ونسبه المبرد، محمد بن يزيد، الكامل في اللغة والأدب، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي – القاهرة، ط3، 1417هـ، (3/160) لعمر بن لجأ، وهو بدون نسبة في : الممتع الكبير في التصريف لابن عصفور، علي بن مؤمن، مكتبة لبنان، ط1، 1996م، ص72، وشرح الكافية الشافية لابن مالك، (3/1320)، ومغني اللبيب لابن هشام، ص596، وشرح الأشموني على ألفية ابن مالك، (3/38)، وغيرها.
اللغة: اليعملات: جمع يعملة، وهي الناقة السريعة. والذبل: التي أضعفها السير، فقلَّ لحمها.
المعنى: يخاطب عبد الله بن رواحة في هذا البيت زيد بن أرقم وهما في غزوة مؤتة فيناديه ناسباً إياه إلى هذه الإبل الذي أضعفها السير لأنه يحدو بها وقوي على ضبطها، فيناديه لينزل ليسوق الإبل ويحدو بها حتى تعاود سيرها السريع مرة أخرى.
الإعراب: “يا”: حرف نداء، “زيد”: منادى مبني على الضم في محل نصب، أو منادى منصوب لأنه مضاف إلى متلو الثاني كما قال سيبويه. “زيد”: منادى منصوب، وهو مضاف، “اليعملات”: مضاف إليه.”الذبل”: نعت “اليعملات” مجرور. “تطاول” فعل ماض. “الليل”: فاعل مرفوع. “عليك”: جار ومجرور متعلقان بـ”تطاول”. “فانزل”: الفاء استئنافية، “انزل”: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: “أنت”.
وجملة النداء “يا زيد”: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة “تطاول … “: استئنافية لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة “انزل”. ↑
- () سيبويه، الكتاب، (2/206). وانظر: ابن مالك، شرح الكافية الشافية، (3/1321)، وابن عقيل، عبد الله بن عبد الرحمن، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد دار التراث – القاهرة، ط20، 1400هـ، (3/272). ↑
- () المبرد، المقتضب، تحقيق: محمد عبد الخالق عظيمة، عالم الكتب – بيروت، ط1،(4/227)، وانظر: ابن يعيش، شرح المفصل، (1/346)، وأبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، تحقيق: رجب عثمان محمد، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط1، 1418هـ، (4/2204). ↑
- () انظر قوله بحاشية الكتاب لسيبويه، (2/206). ↑
- () البيت في ديوانه ، دار بيروت للطباعة والنشر، ط1، 1406، ص212 .وهو في الكتاب لسيبويه، (1/53)، وغيره منسوباً إلى جرير الشاعر. ↑
- () ألفية ابن مالك ، ص50 . ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو في ديوانه، ص139، وهو بيت من عدة أبيات سيرد منها بيتان آخران في المبحث الخامس والسادس، فسأكتفي بتخريجها هنا مفصلا، وأشير إليها إشارة في المبحث الخامس والسادس، فهي في ديوانه ص، 139، وعند سيبويه في الكتاب (3/511)، والسيرافي في شرح أبيات سيبويه ، (2/278)، وابن مالك في شرح الكافية الشافية (3/1402) وغيرهم منسوبة في جميعها لابن رواحة، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتجز بهذه الكلمات في حفر الخندق كما عند البخاري في صحيحه ، (5/110) حديث رقم (4106) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال:”… فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة، وهو ينقل من التراب”، وقد ورد أن سلمة بن الأكوع أو عمه عامر بن الأكوع كان يرتجز بها في غزوة خيبر كما في صحيح البخاري، (8/73) برقم (6331)، وصحيح مسلم(3/1433)، حديث رقم (1807)،وعند الإمام أحمد في مسنده، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ، (27/29)، حديث رقم (16503)، وابن هشام في السيرة النبوية، (2/329)، ولذلك نسبه بعضهم كالعيني في المقاصد النحوية إلى عامر بن الأكوع(4/1146)، والذي يظهر والله أعلم أنه لا يعني ارتجاز سلمة أو عمه بها أنها من شعرهما، بل هي لابن رواحة، ولكنها مشهورة فقد كان يرتجز بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث البراء بن عازب وقد صرَّح البراء بنسبتها لابن رواحة ، فلا يمنع ذلك من ارتجاز الصحابة رضي الله عنهم بها. ورواية الديوان : ” تالله” بدل ” والله”.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة.
المعنى: يقسم ابن رواحة رضي الله عنه على أن لولا أن الله هداهم ووفقهم للإسلام ما كان ليهتدوا.
الإعراب: “والله” الواو حرف قسم ولفظ الجلالة مجرور بواو القسم “لولا” لربط امتناع الثانية بوجود الأولى “الله” اسم الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وخبره محذوف والتقدير: لولا الله موجود “ما اهتدينا” جواب القسم ولولا. ↑
- () {النور:53}. ↑
- () البيت من بحر الطويل، ولم أقف على أحدٍ نسبه إلى قائله فهو بلا نسبة في : جمهرة اللغة لابن دريد، محمد بن الحسن، تحقيق: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين – بيروت، ط1، 1987م، (2/650)، والصحاح للجوهري، (5/1734)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك، (2/893)، وتمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش (9/4386)، والمقاصد النحوية في شرح شواهد الألفية لبدر الدين العيني، (4/1944)، وغيرها. والمسالات: جمع مسالة وهي: جانب اللحية. ↑
- () انظر: سيبويه، الكتاب، (3/84)، وابن يعيش ، شرح المفصل،(4/287)، وابن مالك، شرح الكافية الشافية، (2/893)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (4384)، وابن الناظم، محمد بن محمد بن مالك في شرحه على ألفية أبيه، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، ط1، 1420هـ، ص502، وابن أم قاسم المرادي، الحسن بن قاسم، عبد الرحمن علي سليمان، دار الفكر العربي، ط1، 1428هـ، وابن عقيل، شرح ألفية ابن مالك، (4/43)، ومحمد عبد العزيز النجار، ضياء السالك إلى أوضح المسالك ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1422هـ، (4/56). ↑
- () ابن مالك، الألفية، ص59. ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو بيت من أبيات مرتبطة بالبيت السابق، وقد تقدّم تخريجها مفصلاً؛ فأغنى عن إعادته هاهنا، والبيت في ديوانه، ص140، وينظر تخريجها مفصلاً في المبحث السابق.
اللغة: السكينة: فعيلة من السكون، وهو: الوقار والطمأنينة، وما يسكن به الإنسان، وقيل: هي الرحمة.
المعني : يدعو ابن رواحة- رضي الله عنه- اللهَ تعالى بأن يُنزل عليهم الرحمة، أو ما تسكن به قلوبهم من خوف العدو ورعبه.
الإعراب: فأنزلن: “الواو” حرف عطف، “أنزلن”: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت”، و”النون” لا محل لها سكينة: مفعول به منصوب. علينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل “أنزلن”، وجملة “وأنزلن” معطوفة على جملة “فثبت” لا محل لها. ↑
- () انظر: سيبويه ، الكتاب ، (3/511)، والأزهري، خالد بن عبد الله ، شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، ط1، 1421هـ، (2/300)، والسيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، المكتبة التوفيقية – مصر، ط1، بدون تاريخ، (2/611)، والصبان، محمد بن علي حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، ط1، 1417هـ، (3/314). ↑
- () {يوسف:32}. ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو بيت من عدة أبيات مرتبطة بالبيتين الواردين في المبحث الرابع والخامس، وهو في ديوانه ص140، وتقدم تخريجها مفصلاً في المبحث الرابع، فليُنظر هناك.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة.
المعنى: يقول: ونحن يا ربنا عن فضلك علينا ما استغنينا.
الإعراب: ونحن: الواو حالية، ونحن ضمير في محل رفع مبتدأ، وعن فضلك: جار ومجرور متعلقان بقوله:” ما استغنينا” والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وما: نافية لا محل لها من الإعراب، واستغنينا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، و(نا): ضمير متصل في محل رفع فاعل، وجملة ” وجملة “عن فضلك ما استغنينا” في محل رفع خبر المبتدأ. ↑
- () انظر: ابن السراج، محمد بن السري، الأصول في النحو، تحقيق: عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، بدون تاريخ، (2/235)، كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين، المكتبة العصرية، لبنان، ط1، 1424هـ (1/140)، والعيني، شرح أبيات مغني اللبيب، (2/251)، وابن مالك، شرح الكافية الشافية، (1/397). ↑
- () انظر: ابن السراج، الأصول في النحو، (2/235)، كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين، (1/140). ↑
- () انظر: كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين، (1/140)،وابن مالك شرح الكافية الشافية، (1/397)، ابن هشام، مغني اللبيب، ص698. ↑
- () البيت من بحر الطويل، وقد نسبه البغدادي في خزانة الأدب، (9/105) لعبد الله بن رواحة، ولم أقف على أحدٍ نسبه لابن رواحة سوى البغدادي ، وهو منسوبٌ لزهير بن أبي سُلمى كما في ديوانه، صنعة الأعلم الشنتمري، تحقيق: فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط1، 1400هـ، ص208،، وعند ابن السراج، الأصول في النحو،(1/252)، وابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم، (8/82)، ولسان العرب لابن منظور، (6/360)، وابن مالك في الكافية الشافية، (1/427)، وابن هشام في مغني اللبيب، ص380، وغيرهم، ومنسوب لصرمة الأنصاري كما عند سيبويه في الكتاب، (1/306)، والسيرافي في شرح أبيات سيبويه، (1/54)، ولزهير أو لصرمة كما عند كمال الدين الأنباري، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين، (1/155).
اللغة: بدا: أي ظهر.
المعنى: كأنه أراد أن يقول: المعنى: عرفت بتجربتي في هذه الحياة أنني لن أحصل على شيء مضى وراح، ولن أحصل على شيء قبل أوانه.
الإعراب: “بدا”: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و”الفاعل”: ضمير مستتر تقديره “هو”. “لي”: جار ومجرور متعلقان بـ”بدا”. “أني”: “أن”: حرف مشبه بالفعل، و”الياء”: ضمير متصل في محل نصب اسمها. “لست”: “ليس”: فعل ماضٍ ناقص، و”التاء”: ضمير متصل في محل رفع اسمها. “مدرك”: خبر “ليس”: منصوب بالفتحة. “ما”: اسم موصول بمعنى “الذي” في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل “مدرك”. “مضى”: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف، و”الفاعل”: ضمير مستتر تقديره “هو”. “ولا”: “الواو”: حرف عطف، “لا”: حرف نفي. “سابق”: اسم معطوف على “مدرك”، مجرور على توهم جر “مدرك” بالباء الزائدة. “شيئًا”: مفعول به منصوب لاسم الفاعل “سابق”. “إذا”: ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بـ”سابق”. “كان”: فعل ماضٍ ناقص، و”اسمها”: ضمير مستتر تقديره “هو”. “جائيًا”: خبر “كان منصوب بالفتحة. وجملة “بدا لي”: ابتدائية لا محل لها. وجملة “لست مدرك”: في محل رفع خبر “أن”. وجملة “مضى”: صلة الموصول لا محل لها. وجملة “كان جائيًا”: في محل جر بالإضافة. ↑
- () انظر: ابن هشام، مغني اللبيب، ص619، السيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، (3/230)، ↑
- () انظر: الرضي، محمد بن الحسن، شرح الرضي على الكافية لابن الحاجب، تحقيق: يوسف حسن عمر، جامعة قار يونس – ليبيا، ط1، 1395هـ، وأبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، (4/1785). ↑
- () انظر: السيوطي، همع الهوامع (3/231). ↑
- () {المنافقون:10}. ↑
- () انظر: ابن هشام، مغني اللبيب، ص619. ↑
- () البيت من بحر البسيط، ولم أقف على قائله فهو بلا نسبة في شرح التسهيل لابن مالك (1/386)، وابن هشام في مغني اللبيب، ص619، وغيرهما، والشاهد في البيت هو قوله: ولا بطل حيث عطف بالجر على ما قبله المنصوب على توهم زيادة الباء فيه. ↑
- () البيت من الطويل، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو منسوب لابن رواحة في: شرح الكافية الشافية لابن مالك، (2/846)، وتمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش، (6/3104)، وشرح أبيات مغني اللبيب، للبغدادي، تحقيق: عبد العزيز رباح، وصاحبه، دار المأمون للتراث، بيروت، ط1، 1393هـ، (7/309)، ونسبه ابن مالك لحسان بن ثابت كما في شرح التسهيل، (1/235)، وبلا نسبة في مغني اللبيب لابن هشام، ص836.
اللغة:“ما نلتم” أراد من النيل الإصابة في الحرب من القتل والتجريح، وهو خطاب للمشركين، و”المعتدل”: المعادل، و”الوفق”: الموافق.
المعنى: يقول: إن ما أصبتم منا في الحرب ليس يعادل ما أصبنا منكم فيها. بل إصابتنا فيكم أشنع وأهول.
الإعراب: فوالله: الفاء حسب ما قبلها، والواو: حرف جر وقسم، الله: اسم الجلالة مقسم به، اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، ما: نافية عاملة عمل ليس، وما: الواو عاطفة، ما: موصولية معطوفة على الموصول المحذوف بعد ما الأولى.بمعتدل: الباء زائدة، معتدل: مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما.وفق: نعت لمعتدل مجرور .ولا: الواو عاطفة، ولا: نافية زائدة لتوكيد النفي، ومتقارب معطوف مجرور، وجملة ما نلتم..، جواب القسم. ↑
- () انظر: محمد عبد العزيز النجار، ضياء السالك إلى أوضح المسالك، (1/147). ↑
- () انظر: الفراء، يحيى بن زياد، معاني القرآن، تحقيق: أحمد يوسف النجاتي، وصاحبيه، دار المصرية للتأليف والترجمة – مصر، ط1، بدون تاريخ، (2/315)، وابن مالك ، شرح التسهيل، (1/235)، وأبو حيان، التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل، (3/169)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (2/782)، والصبان، حاشية الصبان على شرح الأشموني، (1/253). ↑
- () البيت من بحر الوافر وهو في ديوانه، جمع: عبدأ علي مهنا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1414هـ، ص76. ↑
- () {العنكبوت:46}. ↑
- () {النساء:136}. ↑
- () انظر: المبرد، المقتضب، (2/135)، والزجاج، إبراهيم بن السري، معاني القرآن وإعرابه، تحقيق: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب – بيروت – 1408هـ ، (2/58) أبو حيان، ارتشاف الضرب من لسان العرب، (2/1045)، وبدر الدين الدَّمَامِيني، محمّد بن أبي بكر، تعليق الفرائد على تسهيل الفوائد، تحقيق: محمد بن عبد الرحمن بن محمد المفدى، طبع على نفقة المحقق، ط1، 1403 هـ، (2/299). ↑
- () الرضي، شرح كافية ابن الحاجب (2/60-61). ↑
- () البيت من بحر البسيط، وهو في ديوانه، ص159، وهو في شرح الكافية الشافية، (1/266)، وشرح التسهيل، (1/219)، كلاهما لابن مالك، وتمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش، (2/747)، والتذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل لأبي حيان الأندلسي، (3/136)، وشرح شواهد المغني للسيوطي، تحقيق: أحمد ظافر كوجان، لجنة التراث العربي، بيروت، ط1، 1386، (1/289)، وغيرها من كتب النحو، وهو في السيرة النبوية لابن هشام، (2/374)، ودلائل النبوة للبيهقي، أحمد بن الحسين، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط1، 1408، (4/358)، والروض الأنف للسهيلي، (7/166)، وغيرها من كتب السيرة منسوباً في جميعها لعبد الله بن رواحة- رضي الله عنه-. وهو بيت من عدة أبيات أنشدها ابن رواحة رضي الله عنه يودع بها النبي صلى الله عليه وسلم لما تهيأ الجيش للخروج من المدينة إلى مؤتة، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له:( وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة) قال هشام بن عروة: -راوي القصة- فثبته الله أحسن الثبات قتل شهيدا، وفتحت له الجنة فدخلها. ورواية الديوان: فثبت الله ما آتاك من حسن … تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة.
المعنى: يدعو ابن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت الله ويبارك فيما مَنَّ عليه وشرفه به من مكانة، وأن يتم عليه نصره ووعده كما نصر المرسلين الذي سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم.
الإعراب: فثبَّت: الفاء: حسب ما قبلها، وثبت: فعل ماض مبني على الفتح، الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة، ما موصولة في محل نصب مفعول به، أتاك: فعل ماضي مبني على الفتح المقدر، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، من حسن: جار ومجرور متعلق بالمفعول به، في المرسلين: جار ومجرور. ونصراً: مفعول به ثان لفعل محذوف تقديره (وأتاك نصراً) كالذي : الكاف حرف جر، والذي اسم موصول مبني في محل جر اسم مجرور ، ونصروا : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر، الواو ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل ، ” والذي نصروا ” مؤولة بمصدر تقديره ونصراً كنصرهم. ↑
- () يونس بن حبيب بن عبد الرحمن الضبي، يُكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن، وَقد قيل: أَبُو مُحَمَّد. تعلّم النحو من حماد بن سلمة، وهو أحد القراء الذين غلب النحو عليهم توفي سنة 182 هـ “، وقد عمّر حتى جاوز المائة. التنوخي، المفضل بن محمد، تاريخ العلماء النحويين من البصريين والكوفيين وغيرهم، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة، ط2، 1412هـ، ص121. ↑
- () علي بن محمد بن علي بن محمد الحضرمي الأندلسي، النحوي، كان إماما في العربية، مدققا، محققا، ماهرا، مشاركا في علم الكلام والأصول، صنف شرحا ” لكتاب ” سيبويه جليل الفائدة، وصنف شرحا ” لجمل ” الزجاج، وكتابا في الفرائض.أقام في حلب زمانًا ثم اختل عقله ومات سنة 609 هـ تقريبًا. ابن خلكان ، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر – بيروت، ط1، 1994م، (3/335). ↑
- () انظر: الفراء، معاني القرآن، (1/365)، وابن مالك، شرح الكافية الشافية (1/265)، ، وابن هشام، مغني اللبيب، ص709، وابن عقيل، المساعد على تسهيل الفوائد، تحقيق: محمد كامل بركات، جامعة أم القرى (دار الفكر، دمشق – دار المدني، جدة)، ط1، 1400هـ، (1/167). ↑
- () {الأنعام:154}. ↑
- () {الشورى:23}. ↑
- () البيت من بحر البسيط من قصيدة لجرير بن عطية يهجو فيها الأخطل، وهي في ديوانه، ص 491. ↑
- () البيت من بحر البسيط، وهو منسوب لعمر بن أبي ربيعة، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو منسوب إليه في شرح التسهيل لابن مالك (1/220)، وتمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش، (2/747)، والتذييل والتكميل لأبي حيان، (3/137)، وغيرها . ↑
- () محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم، محب الدين الحلبي ثم المصري، المعروف بناظر الجيش، عالم بالعربية، مفسر، محدث، ولد بحلب، وبها نشأ وتعلم، ثم قدم القاهرة ولازم أبا حيان وغيره، وله شرح التسهيل وشرح التلخيص، وولي نظر الجيش، ودرس التفسير بالمنصورية. مات في ذي الحجة 778هـ . السيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية – عيسى البابي الحلبي وشركاه – مصر، ط1، 1387هـ، (1/537). ↑
- () انظر : أبو حيان، التذييل والتكميل في شرح التسهيل، (3/135)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (2/748). ↑
- () التذييل والتكميل في شرح التسهيل، (3/139). ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو في ديوانه، ص142 في بيت من عدة أبيات كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون بها في حفر الخندق، وهو في : المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، للعيني، (4/1525)، وشرح التصريح على التوضيح لخالد الأزهري، (289)، ومنسوباً إلى بعض الأنصار كما في: شرح الكافية الشافية، وشرح التسهيل، (3/24)، كلاهما لابن مالك، (2/1116)، وقد روي في كتب السيرة كما عند ابن كثير في السيرة النبوية (4/367)، والقسطلاني، أحمد بن محمد، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، المكتبة التوفيقية، القاهرة- مصر، ط1، بدون تاريخ، (1/285) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتجز بعدة أبيات منها هذا البيت في يوم الخندق.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة.
المعنى: يمدح ابن رواحة في هذا الإله الذي أكرمهم بأن يوحدوه سبحانه، ويمدح هذا الدين الذي أكرمه الله باعتناقه.
الإعراب: فحبذا: “الفاء”: بحسب ما قبلها، “حبذا”: فعل ماض لإنشاء المدح، و”ذا”: اسم إشارة في محل رفع فاعل. ربا: تمييز منصوب. وحب. “الواو”: حرف عطف، و”حب”: الواو: حرف عطف، و”حب”: فعل ماض لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر عائد إلى “ذا” الإشارية المحذوفة. دينا: تمييز منصوب. ↑
- () انظر: ابن يعيش، شرح المفصل،(4/404)، والسامرائي، فاضل صالح، معاني النحو، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – الأردن، ط1، 1420هـ، (4/307). ↑
- () من الطويل نسبه أبو تمام، إلى مرداس بن همام الطائي، كما في ديوان الحماسة، (2/223)، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي، يحيى بن علي، دار القلم، بيروت، ط1، بدون تاريخ، (2/163) ، وهو بلا نسبة في شرح الكافية الشافية لابن مالك، (2/1116)، وغيره. ↑
- () انظر: ابن مالك، شرح الكافية الشافية، (2/1115)، وشرح التسهيل، (3/28)، وابن الصائغ، محمد بن حسن، اللمحة في شرح الملحة، تحقيق: إبراهيم بن سالم الصاعدي، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط1، 1424هـ، (1/421)، وأبو حيان، التذييل والتكميل، (10/170)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (5/2597)، والأشموني ، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك، (2/296)، والسيوطي، همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، (3/41). ↑
- () ابن مالك، الألفية، ص44. ↑
- () البيت من بحر الوافر، وهو في ديوانه، ص132، وهو في السيرة النبوية لابن هشام،(2/162)، والروض الأنف للسهيلي (6/114)، والسيرة النبوية لابن كثير، (3/117) وغيرها من كتب السيرة منسوباً في جميعها لابن رواحة، ونسبه بعضهم لكعب بن مالك كما أشار ابن هشام في السيرة (2/162)، والسهيلي في الروض الأنف، (6/114) وغيرهما، ونسبه بعضهم لحسان بن ثبات كما في جمهرة اللغة لابن دريد، (2/1027)، والمقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية المشهور بشرح ألفية ابن مالك للشاطبي، إسحاق بن إبراهيم، تحقيق: مجموعة من المحققين، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى – مكة المكرمة، ط1، 1428هـ، (3/264)، وإلى أحد الثلاثة كما في لسان العرب لابن منظور، (14/82)، وشرح شافية ابن الحاجب للرضي (4/66) ، وشرح ألفية ابن مالك للشاطبي، (4/566)، وهو بيت من قصيدة قالها في رثاء عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب لما استشهد في غزوة أُحد سنة 3هـ.
اللغة: البكاء بدون صوت يقال له: بكا، فهو مقصور، ومع الصوت يقال: بكاء، بالمد، ففي الشطر الأول قال: وحق لها بكاها؛ لأن بكاء العين بدون صوت، وفي الثاني قال: وما يغني البكاء ولا العويل، وهو البكاء بالصوت؛ لأنه قال: ولا العويل.
المعنى: يقول: بكت عيني وحق لها أن تبكي وتحزن، ولكن ليس ينفع الصياح ولا الصراخ ولا يجدي على أحد.
الإعراب: بكت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، والتاء للتأنيث، عيني: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، والتاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وحق: الواو حالية، وحق فعل ماضي مبني على الفتح، مبني للمجهول، لها: جار ومجرور متعلقان بحق، وبكاها: نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف، وها ضمير مبني في محل جر بالإضافة، وما : الواو استئنافية، وما نافية، ويغني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة، والبكاء فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ولا: الواو عاطفة، ولا نافية ، العويل : معطوف مرفوع ، وجملة بكت ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة حق حالية محلها النصب، وجملة ” وما يغني” استئنافية لا محل لها من الإعراب. ↑
- () انظر: السهيلي، الروض الأنف، (6/130)، وأبو حيان، التذييل والتكميل في شرح التسهيل، (10/150)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (5/2585). ↑
- () الشاطبي، شرح ألفية ابن مالك، (4/566). ↑
- () البيت من بحر الطويل، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو في شرح التسهيل لابن مالك، (3/104)، والتذييل والتكميل لأبي حيان (11/50)، وشرح التصريح على التوضيح للأزهري،(2/21)، وهمع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي، (3/90)، وغيرها، منسوباً في جميعها لابن رواحة. ويُروى ” ضارع” بدل ” باخع كما في تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لنظام الجيش، (6/2783).
اللغة: باخع، أي متذلل وخاشع.
المعنى: يناجي ربه معترفاً بكماله وتعاظم صفاته، مقرّا بأنه من عذابه سبحانه خائفٌ وأنه تائب إليه من كل ذنب، متذلل له بكل طاعة وعبادة.
الإعراب: تباركت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والتاء: ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل، والجمل من الفعل والفاعل جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب، أني: أن حرف ناسخ، وياء المتكلم ضمير مبني في محل نصب اسم أن، ومن عذابك: جار ومجرور متعلقان بخبر أن، والكاف ضمير مبني في محل جر مضاف إليه، وخائف: خبر أن مرفوع، وأني: والواو عاطفة وأن حرف ناسخ، وياء المتكلم ضمير مبني في محل نصب اسم أن، وتائب : خبر أن مرفوع ، والنفس: مضاف إليه مجرور، باخع: خبر ثان لأن مرفوع. ↑
- () انظر: ابن مالك، شرح التسهيل، (3/104)، وأبو حيان، التذييل والتكميل، (11/50)، والأزهري، خالد بن عبد الله، شرح التصريح على التوضيح (2/21)، وعباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف، مصر، ط15، بدون تاريخ، (3/266)، ومحمد عبد العزيز النجار، ضياء السالك إلى أوضح المسالك، (3/62). ↑
- () البيت من بحر الخفيف، ولم أقف عليه في ديوانه، وهو في : شرح التسهيل لابن مالك، (3/369)، وتمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر لجيش، (7/3483) منسوباً لابن رواحة –رضي الله عنه-.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة .
المعنى: يعترف بما كان عليه المسلمون في الجاهلية من عمل أهل النار من كفرٍ وردة، وذنوب وآثام كما تفعل البهائم التي لا تعقل بل كنا أضل منها.
الإعراب: رب: أصلها يا ربي، وحُذفت أداة النداء للقُرب، ورب، منادى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة مناسبة الياء وهو مضاف لياء المتكلّم المحذوفة تخفيفا. إنا : إن حرف ناسخ، والضمير اسمها، وكنا: كان فعل ناسخ والضمير اسمها، وعلى عمل: جار ومجرور، في محل نصب خبر كان، وجملة كنا على عمل في محل رفع خبر إن، أهل النار: أهل مضاف إليه أول ، والنار مضاف إليه ثان، وكالأنعام: جار ومجرور متعلق بجملة إنا كنا، بل :حرف إضراب، وأضل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن، وسبيلا: تمييز منصوب. والجملة استنئنافية لا محل لها الإعراب. ↑
- () {الفرقان:44}. ↑
- () {الأنبياء:26}. ↑
- () {المؤمنون:70}. ↑
- () انظر: ابن مالك ، شرح التسهيل، (3/369)، وناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (7/3483)، وابن عقيل، المساعد على تسهيل الفوائد، (2/464). ↑
- () ولم أقف عليه في ديوانه، وجاء منسوباً إلى ابن رواحة وغيره، كما في خزانة الأدب للبغدادي، (6/122)، وجاء منسوبا لكعب بن مالك كما في شرح أبيات سيبويه للسيرافي، (1/373)، وجاء منسوباً لبشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري كما في لسان العرب لابن منظور، (13/419)، وجاء منسوباً إلى حسان ثابت كما في الجمل في النحو للفراهيدي، الخليل بن أحمد،تحقيق: فخر الدين قباوة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط5، 1416هـ، ص115، والمنتخب من غريب كلام العرب لكُرَاع النَّمْل، علي بن الحسن، تحقيق: محمد بن أحمد العمري، جامعة أم القرى (معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي)، ط1، 1409هـ، ص686، ومغني اللبيب لابن هشام، ص432، والعدة في إعراب العمدة لابن فرحون، محمد عبد الله، تحقيق: مكتب الهدي لتحقيق التراث، دار الإمام البخاري – الدوحة، ط1، بدون تاريخ، (1/71)، وغيرهم.
اللغة: ليس في البيت ألفاظ غامضة.
المعنى: كفانا فضلا على من غيرنا حب النبي إيانا وهجرته إلينا.
الإعراب: “فكفى الفاء حسب ما قبلها، وكفى فعل ماض، “بنا” مفعوله والباء فيه زائدة، ويقال: إن الباء في البيت زائدة في الفاعل، وقوله: حب النبي. بدل اشتمال على المحل. “فضلا” تمييز، “على من غيرنا” على حرف جر “من” نكرة موصوفة وصفتها غيرنا والتقدير: على قوم غيرنا ورواية رفع غيرنا تقدر على من هو غيرنا، “حب” فاعل لكفى، “النبي” مضاف إلى فاعله “محمد” عطف بيان من النبي، “إيانا” مفعول حب وهو مصدر مضاف إلى فاعله. ↑
- () والكتاب لسيبويه، (2/106)، وشرح أبيات سيبويه للسيرافي، (1/339)، ومغني اللبيب لابن هشام، ص432، وغيرها منسوب في جميعها للفرزدق. ↑
- () انظر: الخليل، الجمل في النحو، ص116، وسيبويه، الكتاب، (2/105)، والسيرافي، شرح أبيات سيبويه، (1/370)، وأبو علي الفارسي، التعليقة على كتاب سيبويه، تحقيق: عوض بن حمد القوزي، بدون دار نشر، ط1، 1410هـ، (1/269)، والرماني، علي بن عيسى، رسالة منازل الحروف، تحقيق: إبراهيم السامرائي، : دار الفكر – عمان، ط1، بدون تاريخ، ص36، وابن أم قاسم، توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، (1/430)، وابن هشام، مغني اللبيب، ص432، وأبو حيان، التذييل والتكميل، (3/117). ↑
- () انظر: ناظر الجيش، تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد، (6/2943)، وأبو حيان، التذييل والتكميل، (11/202)، والبغدادي، شرح أبيات مغني اللبيب، (2/377). ↑
- () البيت من مشطور الرجز، وهو في ديوانه، ص158، وجاء منسوباً لابن رواحة في النكت والعيون المشهور بتفسير الماوردي، علي بن محمد، تحقيق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان، ط1، بدون تاريخ، (2/490)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، محمد بن أحمد، تحقيق: أحمد البردوني، وصاحبه، دار الكتب المصرية – القاهرة، ط2، 1384هـ، (9/79)، ووقع منسوبا لخالد بن الوليد كما في الفاخر، للمفضل بن سلمة، تحقيق: عبد العليم الطحاوي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي، ط1، 1380هـ، ص193، ومجمع الأمثال، لأبي الفضل الميداني، أحمد بن محمد، تحقيق: محمد محيى الدين عبد الحميد، دار المعرفة – بيروت، لبنان، ط1، بدون تاريخ، (2/3)، ولسان العرب لابن منظور، (14/417)، والدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي، لابن المبرد، يوسف بن حسن، تحقيق: رضوان مختار بن غربية، دار المجتمع للنشر والتوزيع، جدة – المملكة العربية السعودية، ط1، 1411هـ، (2/168)، وغيرهم.
اللغة: السُّرى: المسير بالليل.
المعنى: إذا سرى القوم بالليل قطعوا أرضا كثيرة والأرض تطوى بالليل لمن يمشيها فإذا أصبحوا حمدوا سيرهم، وهو يُضرب مثلاً لمن يتحمل المشقة طلباً للراحة.
الإعراب: عند: ظرف زمان منصوب، وهو مضاف، والصباح: مضاف إليه، متعلقان بجملة يحمد. ويحمد: فعل مضار مرفوع، والقوم فاعل مرفوع، والسُّرى: مفعول به منصوب. ↑
- () {النمل:40}. ↑
- () {النمل:40}. ↑
- () {النجم:14-15}. ↑
- () {التحريم:11}. ↑
- () {الأنبياء:84} . ↑
- () أخرجه البخاري في صحيحه، (2/79)، حديث رقم (1283)، ومسلم في صحيحه، (2/637)، حديث رقم (926) من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- ولفظ مسلم بدون “إنما”، ↑
- () عباس حسن، النحو الوافي، (2/291). ↑
- () هبة الله بن علىّ بن محمد بن حمزة العلوىّ أبو السعادات المعروف بابن الشجري- نسبة إلى ” شجرة ” وهي قرية من قرى مدينة الكرخ- النّحوي، أحد أئمة النحاة، وله معرفة تامة باللغة والنحو، وصنّف في النحو تصاني، توفي سنة 542 هـ . القفطي، علي بن يوسف، إنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي – القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، ط1، 1406هـ، (3/356). ↑
-
() ابن الشجري، هبة الله بن على، أمالي ابن الشجري، تحقيق: محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط1، 1413هـ، (2/505). ↑