الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني بحث في المقاصد والأبعاد الإصلاحية

د. حنان خياطي1

1 مختبر دراسات الفكر والمجتمع، كلية الآداب والعلوم الإنسانية -الجديدة /المغرب

بريد الكتروني: khiyatihanane215@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3720

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 21/06/2022م

المستخلص

يعالج هذا البحث موضوع مظاهر الوسطية من خلال مقاصد الشريعة ويبين أن الإسلام دين الوسطية والعفو والرحمة والتسامح، متى التزم الناس بمبادئه كانوا أمة الوسطية، التي شهد لها القرآن الكريم بالخير والفضل، يقول تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً} البقرة الآية 143.

وعلى هذا الأساس فالموضوع مدعاة للتأمل والبحث والدرس وخاصة في دائرة المقاصد، ذلك أن مقاصد الشريعة هي الكاشفة لحقائق الإسلام ومعالمه، وهي المرشدة إلى معانيه وقيمه، وهي الهادية إلى أسراره وغاياته. والتعريف العام بدين الإسلام إنما يعتمد ابتداء على التصور الصحيح لمقاصد الشرع نفسه، وإدراك غاياته ومعانيه، ومعرفة أهدافه ومراميه.

الكلمات المفتاحية: الوسطية -الاعتدال -مقاصد الشريعة الإسلامية.

Research title

Moderation in religious discourse

Study purposes and the dimensions of the repair

Dr. Hanane khiyati1

1 Researcher in Islamic Thought / Thought and Society Studies Laboratory – Faculty of Letters and Human Sciences – El Jadida/ Morocco

Email: khiyatihanane215@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3720

Published at 01/07/2022 Accepted at 082106/2021

Abstract

This research deals with the issue of manifestations of moderation through the purposes of Sharia and shows that Islam is a religion of moderation, tolerance, mercy and tolerance.

On this basis, the subject is a cause for contemplation, research and study, especially in the field of objectives, because the objectives of the Shari’ah are the ones that reveal the realities and features of Islam, direct its meanings and values, and they guide to its secrets and goals. The general definition of the religion of Islam depends from the beginning on the correct conception of the purposes of the Sharia itself, the realization of its goals and meanings, and the knowledge of its aims and objectives.

Key Words: moderation, objectives of Islamic law.

مقدمة:

أجمعت كلمة العلماء سابقهم ولاحقهم على أن الإسلام دين وسط يتميز باليسر والرحمة، ويبتعد عن التطرف والتشدد في كل مجالاته، عقيدة وشريعة، فكرا وسلوكا. قال تعالى:” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا «البقرة الآية :143.

والوسطية ضرورة إنسانية، ومطلب كوني، ومقصد عمراني، يتضمن قيم التوازن والاعتدال، ويشمل مفاهيم التسامح والرفعة والسمو، ويؤول إلى مقاصد العدل والرحمة والصلاح والاستقامة، ويتشكل من مجموعة من القيم والمفاهيم المستنبطة من الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى تدبير الاجتماع العمراني وتوجيه السلوك الإنساني نحو اختيار العدل والرحمة والوسط من كل شيء من غير إفراط ولا تفريط.

ولهذا سنحاول من خلال هذه الورقة أن نتناول:

مفهوم الوسطية في علاقتها بمقاصد الشريعة، ركائزها أو مبادئها في مصادر الشريعة الإسلاميّة، لنقف عند أهّم المعيقات التي تقف حجرة عثرة في طريق إرساء طرقٍ للحوار ودعم ثقافة التّسامح والتعايش والاعتراف بالآخر، وذلك بسبب ما يبذله الغرب عبر وسائل الإعلام العالمية من مجهوداتٍ مغرضة تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

أهمية البحث:

  • تتجلى في حاجة الإنسانية لإظهار حقيقة الإسلام المتمثلة بوسطيته وسماحته، وإظهار الصورة الناصعة المضيئة المشرقة لهذا الدين وإزالة ما اعتراها من تشوهات بسبب سلوكيات خاطئة.

أهداف البحث:

  • يهدف البحث إلى التعريف بالإطار العام لمفهوم الوسطية، وتنزيله من أفق التجريد النظري والأحكام القيمية إلى حيز التفعيل والممارسة العملية. كما يهدف إلى التعريف بالوسطية وموقعها بين منطلقات الدعوة ومقاصدها.

مشكلة البحث:

من ضمن الأسئلة التي أثارها هذ البحث ما يلي:

  • ما المقصود بماهية الوسطية والاعتدال؟
  • ماهي خصائص الوسطية وماهي أبرز تجلياتها في التشريع الإسلامي؟
  • ماهي علاقة الوسطية بمقاصد الإسلام؟ وما أثر مراعاة المقاصد الشرعية في تفعيل منهج الوسطية؟

الدراسات السابقة:

بعد الرجوع للدراسات السابقة وجدت دراسات كثيرة تتعلق بالوسطية، إلا أني لم أجد دراسة تحدثت عن معالم الوسطية من خلال ربطها بمقاصد الشريعة سوى الدراسة الموسومة بالرؤية الوسطية في حفظ المقاصد الضرورية للشريعة الإسلامية، ودراسة وسطية الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالمقاصد، إعداد الدكتور حسن عون العسبلي العرياني، ودراسة أثر مراعاة المقاصد الشرعية في تفعيل منهج الوسطية الدكتور: رصاع موسى، ومن الدراسات التي تناولت جانبا من الجوانب العامة للوسطية واستفدنا منها في هذا البحث:

ـ وسطية الإسلام لمحمود عبد الخالق السعداوي.

ـ وسطية أهل السنة والجماعة في باب القدر لعبد الله بن سليمان

ـ الوسطية في القرآن الكريم علي محمد الصلابي

وقد كانت خطتي في هذا البحث على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها أهداف البحث ومشكلاته والدراسات السابقة.

محاور البحث: يحتوي البحث على أربعة مباحث:

المبحث الأول – المنطلقات التأسيسية والمفاهيمية.

المبحث الثاني – خصائص الوسطية والاعتدال في المنهج الإسلامي.

المبحث الثالث-ملامح الوسطية في التشريع الإسلامي.

المبحث الرابع- البعد المقاصدي في تفعيل مبدأ الوسطية.

الخاتمة: وفيها ما توصل إليه البحث من نتائج وتوصيات.

المبحث الأول: المفاهيم والمنطلقات التأسيسية:

تعتبر دراسة المفاهيم مفتاحا لفهم ما يحيط بالعلم من إشكاليات معرفية وموضوعية، وترجع أهميتها ليس لكونها جانبا من جوانب الوقوف على التراكمات المعرفية فحسب بل تتجاوز ذلك إلى فهم الظواهر وتفسيرها بنية الوقوف على حقائقها بما يساعد على وضع منهجية معرفية للمتخصصين والباحثين.

أولا -التعريف بمصطلح الوسطية من الناحية اللغوية والاصطلاحية:

-تعريف الوسطية من الناحية اللغوية:

كلمة مأخوذة من الجذر (وسط):”فالواو والسين والطاء: بناء صحيح يدل على العدل والنصف وأعدله الشيء:

أوسَطه ووَسطُه”[1]،وترد في اللغة على معان عدة، ومنها الآتي:

فتأتى وسط بمعنى: «قطع الشيء نصفين”[2] ،كما يطلق وسط الشيء على: «ما بين طرفيه”[3] ،ويراد بها: «أوسط الشيء أفضله وخياره” [4] ، والوسط تارة يقال: “فيما له طرفان مذمومان”[5] ما تستعمل بمعنى: «الوسط من الناس وكل شيء: أعدله”[6] ،ويقال: شيء وسط أي بين الجيد والرديء”[7]

وبالنظر فيما ورد عن أهل اللغة نجد أن الوسطية لها معان متعددة: منها قطع الشيء نصفين أو كما بين الطرفين، أو يقال: فيما له طرفان مذمومان، أو أفضل الشيء وخياره، أو أعدله، وبين الجيد والرديء، وهي كلها معان متقاربة، وتؤدي نفس المعنى.

-تعريف الوسطية من الناحية الاصطلاحية:

وردت لفظة “وسط” ومشتقاتها في مواضع عدة في القرآن والسنة، وعرف بعض المفسرين الوسط بأنه:” العدل والخيار، وذلك أن الزيادة على المطلوب في الأمر إفراط والنقص عنه تفريط وتقصير وكل من الإفراط ميل عن الجادة القويمة فهو شر ومذموم، فالخيار: هو الوسط بين طرفي الأمري المتوسط بينهما”[8].

كما عرف في الشرع بأنه: «القصد في الاستقامة على صراط الله المستقيم ومن ضرورة الاستقامة العدل والاعتدال سواء ابتداء أو بين الأطراف المتقابلة والمتضادة، كما أن من مقتضيات الصراط المستقيم مجانبة السبل المنحرفة يمنة ويسره فهو بينهما”[9]

وقيل الوسطية في الشرع هي: «الاعتدال والتوازن بين أمرين أو طرفين، بين إفراط وتفريط، أوغلو وتقصير، وهذه الوسطية إذن هي العدل والطريق الأوسط الذي تجتمع عنده الفضيلة”[10]ـ

ويعرفها أحمد عمر هاشم بأنها: «التوازن والتعادل بين طرفي، بحيث لا يطغى طرف على آخر، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير، وإنما اتباع للأفضل والأعدال والأجود والأكمل “[11]

وعرفها يوسف القرضاوي بقوله: «ونعني بها -أي الوسطية- التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متفاوتين، بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير ويطرد المقابل، وبحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه، ويطعن على مقابله ويحيف عليه”[12]

وعرفها البعض بأنها: «عدالة هذه الأمة، واستقامتها في دينها، وأنها قائمة بأمر الله تعالى، وأن دين الإسلام وتشريعاته متصفة بالحكمة واليسر بعيدة عن الغلو والتنطع من جهة، وعن الركون إلى الدنيا والانسلاخ من أحكام الله وهديه من جهة ثانية، فالوسطية هي الإسلام بكل أبعاده وجوانبه، بأركانه وأحكامه”[13]

ثانيا-الاعتدال في الدلالة اللغوية والاصطلاحية:

لغــة: العدل: ضد الجور، وما قام في النفس أنه مستقيم ([14])، والعدل هو التقسيط على سواء ([15])، الاعتدال توسط حال بين حالين في كم أو كيف.

شرعا: هو التزام المنهج العدل الأقوم، والحق الذي هو وسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، فالاعتدال والاستقامة وسط بين طرفين هما: الإفراط والتفريط ([16]).

المبحث الثاني: خصائص الوسطية والاعتدال في المنهج الإسلامي:

من ملامح وسمات الوسطية:

  1. الخيرية: ان الوسطيَّة تعني الخيريَّة، سواء أكانت خير الخيرين أو خيرًا بين شرّين، أو خيرًا بين أمرين متفاوتين، وأنَّ المقياس لتحديد الخيريَّة هو الشرع، وليس هوى النَّاس أو ما تعارفوا عليه أو ألفوه، فإنَّ مفهوم الوسطيَّة عند كثير من الناس تعني التّنازل أو التَّساهل بل والمداهنة أحيانًا ، حيث يختارون الأمر بين الخير والشرّ وهو إلى الشرّ أقرب في حقيقته ومآله، وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا. ([17]) ، وأنَّ أيَّ أمر اتَّصف بالخيريَّة والبينيَّة جميعًا فهو الذي يصحْ أن نُطلق عليه وصف: الوسطيَّة ، وما عدا ذلك فلا ([18]).
  2. العدل : جاء وصف هذه الأمة بالوسطيَّة في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} البقرة الآية :143، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه فسَّر الوسط هنا بالعدل ، وإذا نظرنا إلى العدل وجدناه يتضمَّن معنى الخيريَّة ، والعدل كذلك يُقابله الظّلم ، والظّلم له طرفان؛ فإذا مال الحاكم إلى أحد الخصمين فقد ظلم ، والعدل وسط بينهما دون حيف إلى أي منهما([19]) ، قال ابن القيم (رحمه الله) والصواب:- ( أن العدل وضع الأشياء في مواضعها التي تليق بها وإنزالها منزلتها ، كما أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه وقد تسمى الله سبحانه بالحكم العدل) ([20]).
  3. اليسر ورفع الحرج: ان رفع الحرج والسّماحة والسهولة راجع إلى الوسط والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، فالتنطع والتّشديد حرج في جانب عسر التكاليف، والإفراط والتقصير حرج فيما يؤدي إليه من تعطل المصالح وعدم تحقيق مقاصد الشرع ([21]).
  4. الحكمة: الحكمة وهي توخي القصد والاعتدال، وإدراك العلل والغايات، ووضع الأمور في نصابها في تبصر وروية وإدراك: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} البقرة الآية 296، أوتي القصد والاعتدال فلا يفحش ولا يتعدى الحدود؛ وأوتي إدراك العلل والغايات فلا يضل في تقدير الأمور؛ وأوتي البصيرة المستنيرة التي تهديه للصالح الصائب من الحركات والأعمال… ([22])، وجماع الحكمة في قول ابن القيم: “فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي”([23]).
  5. الاستقامة: الوسطية استقامة ولو لم تكن على نهج الاستقامة لكانت انحرافا والانحراف إما إفراط أو تفريط ([24]). قال ابن القيم: ” فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد، والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات فالاستقامة فيها: وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله ([25]).
  6. البينية: أنَّ البينيَّة من لوازم وصفات الوسطيَّة، إنَّ إطلاق لفظ البينيَّة يدلّ على وقوع شيء بين شيئين أو أشياء، وقد يكون ذلك حسًّا أو معنى، وعندما نقول: إنَّ (الوسطيَّة) لا بدّ أن تتَّصف بالبينيَّة، فإنَّنا لا نعني مجرَّد البينيَّة الظَّرفيَّة، بل إنَّ الأمر أعمق من ذلك، حيث إنَّ هذه الكلمة تعطي مدلولا عمليًّا على أن هذا الأمر فيه اعتدال وتوازن وبُعد عن الغلوّ والتّطرف أو الإفراط والتَّفريط. وبهذا تكون البينيَّة صفة مدح، لا مجرَّد ظرف عابر. ومن هذا التَّفسير جاءت علاقة البينيَّة بالوسطيَّة ([26]).

المبحث الثالث: ملامح الوسطية في التشريع الإسلامي:

التوسط والاعتدال منهج كلي أصيل في الشرع الإسلامي، يحكم الفهم، ويوجه التنزيل في كل مجالات التشريع. قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ﴾ [المائدة: 77].

وتمسك المسلمين بهذا المنهج يجعلهم أمة الخيرية والعدالة، ويؤهلهم ليكونوا خير أمة أخرجت للناس، ويحملهم مسؤولية دعوة الناس إلى الخير والإحسان، وترك الشر والضلال، ومهمة البناء البشري والعمراني، تربية وأخلاقا، علما وعملا، ماديا ومعنويا. قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].

وما ذلك إلا لأن الدين الإسلامي دين التوسط والاعتدال؛ عقيدة ومعاملة، أقوالا وأفعالا، قانونا وسلوكا، لا يميل إلى التفريط والتقصير، ولا يجنح إلى الإفراط والغلو، وهو بين طرفي الانحلال والتشدد قواما؛ رغبة في تحقيق الاستقامة والصلاح.

ومن بين ما يتضح فيه التوسط والاعتدال في التشريع القرآني، ما يأتي:

ففي مجال الاعتقاد: جاء الإٍسلام وسطاً بين الملل، فلا إلحاد ولا وثنية، بل عبودية خالصة لله في الربوبية والألوهية، وفي باب النبوة والولاية والصحابة توسط: فلا غلو من اتخذهم أرباباً من دون الله ، ولا جفاء كما جفت اليهود، ففريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون. وأهل الإسلام الحق يتوسطون فيؤمنون بجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وجميع كتبه ويحبون أولياءه، ويترضون عن جميع صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم.

وفي مجال العبادة: تتألق فيه وسطية هذه الأمة، في مراعاة مقتضيات الفطرة، والتناسق البديع بين متطلبات الروح والجسد، بلا غلو في التجرد الروحي ولا في الارتكاز المادي، فلا رهبانية ولا مادية بل تناسقٌ واعتدال على ضوء قول الحق تبارك وتعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) القصص الآية 77.
وفي مجال التشريع والتحليل والتحريم:
فتوسطت الشريعة في هذه المجالات بين اليهود الذين حرم عليهم كثيراً من الطيبات، وبين قوم استحلوا حتى المحرمات، والحكم بالتحليل والتحريم حق لله سبحانه [ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ] الأعراف الآية :32

وفي منهج النظر والاستنباط: وازن الإسلام بين مصادر التلقي والمعرفة، ووافق بين صحيح المنقول وصريح المعقول، وعالم الغيب والشهادة، وإعمال النصوص ورعاية المقاصد واستجلاء القواعد، وحكم الشريعة وأسرارها، ووازن يبن تحقيق المصالح ودرء المفاسد.

وفي مجال الأخلاق والسلوك: مظهر من مظاهر الوسطية في هذا الدين بين الجنوح إلى المثالية والواقعية، وسطية تزكي المشاعر وتهذب الضمائر، وتسمو بالتفكير والشعور وتوازن بين متطلبات الفرد والمجتمع، وإعمال العقل والعاطفة، في تربيةٍ متوازنة وتنسيق متسق بديع، على ضوء المنهج النبوي: {إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه} ([27]).

وفي النظام الاقتصادي: وازن الإسلام بين حرية الفرد والمجتمع، فيحترم الملكية الفردية، ويقرها ويهذبها بحيث لا تضر بمصلحة المجتمع، فجاء الإسلام وسطاً بين رأسمالية ترعى الفرد على حساب الجماعة، واشتراكية تلغي حقوق الأفراد وتملكهم بحجة مصلحة الجماعة. وفي مجال الإنفاق تتحقق الوسطية في قول الحق تبارك وتعالى: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً] {الفرقان :67}

وفي النظام السياسي: جاء الإسلام وسطاً بين النظم، مبيناً حقوق الراعي والرعية، حاضَّاً على العدل والقسط، معلياً قيم الحق والأمن والسلام، والسمع والطاعة بالمعروف، مترسماً المنهج الشورى المتكامل، سابقاً شعارات الديمقراطيات المعاصرة إلى تحقيق منافع البلاد والعباد في بعد عن الاضطراب والفوضى، محاذراً الديكتاتورية في الحكم، والاستبداد في الرأي: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) {آل عمران: 159}

ومما يجلي وسطية الإسلام: جمعه بين الأصالة والمعاصرة، وتميزه بالثبات والمرونة، وحسن التعامل مع المتغيرات، ووضع الضوابط للاجتهاد في النوازل واستيعاب المستجدات، فهو بثوابته وأصوله يستعصي على التميع والذوبان، وبمرونته يستطيع التكيف ويواجه التطور بلا جمود ولا تحجر بل يبني الحياة على القواعد الشرعية، والنواميس المرعية التي تستجيب لحاجات الأمة في مختلف الظروف والأحوال: [وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] {المائدة:50}.

وأخيرا فالوسطية هو منهج سلف هذه الأمة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وأستاذ ابن القيم (رحمهما الله): ” فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل هم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم

وفي البناء الاجتماعي:

إعطاء الإسلام كل ذي حق حقه، في توازن وبلا إفراط أو تفريط، فللرجل حقه كإنسان وللمرأة حقها وللابن حقه، وللأب حقه، وللأم حقها وللضعيف حقه وللمريض حقه وللعاجز حقه، وللفقراء والمساكين واليتامى والمعوقين وأشباههم من المعوزين حقوق وهكذا…

إقامة التوازن بين حق الأفراد وحق الجماعة إذ «ليس من حق المجتمع الإسلامي أن يستحل ثروات الأفراد أو يستبد بها… فالظلم ظلم، والتسلط الظالم مرفوض في منطق العدالة الاجتماعية» وبهذا جمعت النظرة الإسلامية بين الفردية والجماعية في وسطية وتوازن، ومنح الإسلام للفرد حقوقه وفرض عليه في المقابل واجبات مخصوصة للجماعة.» كل ذلك في مقابل التصورات والمجتمعات التي تطغى فيها حقوق الفرد فتنسحق أمامها حقوق أفراد كثيرين آخرين يمثلون معظم المجتمع، وفي مقابل التصورات والمجتمعات التي تنسحق فيها حقوق الفرد، فينتهي الأمر بالتصورين معا إلى مصير واحد هو سيطرة قلة باسم الفردية أو الجماعية.

المبحث الرابع: البعد المقاصدي في تفعيل مبدأ الوسطية:

تبدو العلاقة وطيدة بين مقاصد الشريعة ومصطلح الوسطية حيث يعتبر «التوسط في التكاليف مقصد عظيم من مقاصد الشارع في وضع الشريعة، فالتوسط مقصد من مقاصد الشارع، وصفة للشريعة، وإدراكه هو ما طلب من العباد”[28]،وممن كشف عن هذه العلاقة الإمام الشاطبي، وذلك بمناسبة حديثه عن النوع الثالث من مقاصد الشريعة، المتمثل في مقاصد وضع الشريعة للتكليف بمقتضاها، حيث ختم الكلام عن مسائل المشقة والتيسير [29]المتعلقة بهذا النوع من المقاصد ،بالحديث عن منهج الشريعة في التوجه إلى الاحتكام إلى الوسطية ،قال رحمه الله تعالى:” الشريعة جاريةٌ في التكليف بمقتضاها على الطريق الوسط الأعدل، الآخذ من الطرفين بقسطٍ لا ميل فيه، الداخل تحت كسب العبد من غير مشقةٍ عليه ولا انحلال، بل هو تكليفٌ جارٍ على موازنةٍ تقتضي في جميع المكلفين غاية الاعتدال، كتكاليف الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والزكاة، وغير ذلك مما شرع ابتداءً على غير سببٍ ظاهر اقتضى ذلك…فإن كان التشريع لأجل انحراف المكلف ، أو وجود مظنة انحرافه عن الوسط إلى أحد الطرفين ; كان التشريع رادا إلى الوسط الأعدل ، لكن على وجه يميل فيه إلى الجانب الآخر ليحصل الاعتدال فيه “[30].

وبيان ذلك أن المنهج العام في التشريع الأسلامي يقوم على مبدأ الوسطية ،والأدلة على ذلك من النصوص الشرعية أكثر من أن تحصى ،حيث أن هذا المبدأ يتناسب مع قدرات جميع المكلفين ،هذا هو الأصل الكلي ،غير أنه يعدل عن هذه القاعدة العامة لمعالجة امر طارئ ، “فإذا نظرت في كلية شرعية فتأملها تجدها حاملة على التوسط ، فإن رأيت ميلا إلى جهة طرف من الأطراف ، فذلك في مقابلة واقع أو متوقع في الطرف الآخر .
فطرف التشديد – وعامة ما يكون في التخويف والترهيب والزجر – يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الانحلال في الدين .وطرف التخفيف – وعامة ما يكون في الترجية والترغيب والترخيص – يؤتى به في مقابلة من غلب عليه الحرج في التشديد ، فإذا لم يكن هذا ولا ذاك رأيت التوسط لائحا ، ومسلك الاعتدال واضحا ، وهو الأصل الذي يرجع إليه والمعقل الذي يلجأ إليه.”[31]

ـ ويقول الإمام العز بن عبد السلام (رحمه الله): وعلى الجملة فالأولى بالمرء ألا يأتي من أقواله وأعماله إلا بما فيه جلب مصلحة، أو درء مفسدة مع الاعتقاد المتوسط بين الغلو والتقصير.[32]
ـ أما ابن القيم الجوزية([33]) فبعد أن يؤكد أن دين الله تعالى بين الغالي والجافي، وأن خير الناس النمط الأوسط بعيداً عن تقصير المفرطين وغلو المعتدين ، يقول: ” وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطا، وهي الخيار العدل لتوسطها بين الطرفين المذمومين، والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط) ، كما يقول رحمه الله: ما من أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان، إما إلى غلو وإما إلى تقصير، والحق وسط بين ذلك…” ([34]) ، قال ابن القيم رحمه الله: «وقد اقتُطع أكثر الناس إلا أقلَّ القليل في هذين الواديين: وادي التقصير، ووادي المجاوزة والتعدي والقليل الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله على الله عليه وسلم وأصحابه» ([35])

ويقول ابن عاشور: «الشريعة تسعى إلى تحقيق المقاصد في عموم طبقات الأمة بدون حرج ولا مشقة، فتجمع بين مناحي مقاصدها في التكاليف والقوانين مهما تيسر الجمع “[36]،من هنا فإن الشريعة راعت بما وضعته من أوامر ونواهي حفظ مقاصد الخلق ومصالحهم ،وهي متنوعة ومتعددة بحسب اعتباراتها المصلحية ،فباعتبار قوتها في ذاتها تنقسم إلى الكليات الخمس المشهورة :حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال ،ويتفرع من كل كلية ما هو ضروري وحاجي وتحسيني ،وما مكمل لها ،وباعتبار عمومها وخصوصها تكون المصلحة خاصة أو عامة ،وباعتبار القطع والظن تكون حقيقية أو وهمية ،وتكون قطعية أو ظنية ،وباعتبار شهادة الشارع وعدمها تكون معتبرة وملغاة ومرسلة ،وبهذا الاعتبارات تتحدد المصالح وتترجح عند التعارض إذا تعلقت بمحل واحد ،فيقدم حفظ الدين على النفس ،وحفظ النفس على حفظ العقل وهكذا ،ويقدم ما هو ضروري على ما هو حاجي، وماهوا حادي على ما هو تحسيني ،ويقدم ما هو عام على ما هو خاص ،وما هو قطعي على ما هو ظني ،وما هو ظني على ما هو وهمي ،ولا شك أن هذا الباب من أكثر أبواب الشريعة أهمية، فقد ذكر ابن تيمية أنه فصل عظيم يجب الاهتمام به ،لأن من جهته حصل في الدين اضطراب عظيم ،فعند اجتماع المصالح والمفاسد والمنافع والمضار وتعارضها ،يحتاج إلى الفرقان ويقول :”الحكيم هو الذي يقدم أعلى المصلحتين ،ويدفع أعظم المفسدتين” [37]،وبناء على ذلك فإن اعتبار المصالح والنظر إليها لا يكون إلا إذا روعي معارضتها أهم منها أو مساوية لها.

والمنهج الصحيح وسط بين هذا وذاك، ويعطي الكلي نصيبه ويضع الجزئي في نصابه. يقول الشاطبي رحمه الله: «فمن الواجب اعتبار تلك الجزئيات بهذه الكليات «، يعني الضروريات والحاجيات والتحسينيات، عند إجراء الأدلة الخاصة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، إذ محال أن تكون الجزئيات مستغنية عن كلياتها.

إن المنهج المقاصدي بقواعده المحكمة وضوابطه الشرعية يحقق الوسطية التي تأخذ بالعزائم دون التجافي عن الرخص في مواطنها، وتطبق الثوابت دون إهمال للمتغيرات، ويتعامل مع تحقيق المناط في الأشخاص والأنواع، وتضبط قواعد الإعمال للحاجات والمصالح، ويتم بموجبه الربط الواصب بين النصوص وبين معتبرات المصالح في الاجتهاد.

خاتمة:

وفي الختام ينبغي التأكيد على ان الوسطية والاعتدال هي خصيصة من خصائص الإسلام وركيزة من ركائزه.

وهي منهج دعا إليه جميع علماء المسلمين، وتوجوا سيرهم بالسير على هذا المنهج وطبقوه في حياتهم العلمية والعملية.
ونحتاج اليوم تصحيح التصورات الخاطئة، وتصويب المفاهيم الغامضة، وتقويم التطبيقات السيئة؛ قصد تجنيب الناس الزيغ والضلال، والغلو والتشدد، والإفراط والتقصير، والانحلال والتهاون، فيستوي الناس على المنهج القرآني الساطع؛ منهج التوسط والاعتدال في الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي التزاما معتدلا وسطا، بلا تطرف ولا انحراف؛ فهما وسلوكا، علما وعملا؛ تحقيقا لمقاصد القرآن السامية وهي: تنزيل مقتضيات المنهج الوسطي في الواقع سلوكا ملزما، تنظم المجتمع، وتحكم العلاقات الاجتماعية، والتشريعات والقوانين؛ لتصبح منهج حياة وأسلوب عيش؛ وهو ما يجعل من المسلمين أمة الخيرية والعدالة التي تتحمل بجد وإخلاص مهمة البناء البشري والعمراني، تربية وأخلاقا، ماديا ومعنويا. قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].

التوصيات:

ضرورة تفعيل مقاصد الشريعة في جميع أحكام الشريعة الإسلامية، وإحكام النظر إلى مبدأ الوسطية في ضوء مقاصد الشريعة.

-تدعيم المقررات الدراسية بموضوعات عن الوسطية في كليات الشريعة، والدراسات الإسلامية، والمعاهد العلمية.

-إقامة المؤتمرات، والندوات، والملتقيات، لبيان أهمية الوسطية وأثرها في تحقيق الأمن المجتمعي.

-نشر ثقافة الوسطية بين أفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

قائمة المصادر والمراجع:

ابن القيم، مدارج السالكين، تحقيق: عماد عامر، دار الحديث، القاهرة ،1426ه-2005م.

أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المصري، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت ،2000م، ط1، (8/427).

أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط2 ،1420 هـ-1999م، (6/108).

أبو أمامة الشلي، ملامح الرؤية الوسطية في المنهج الفقهي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ،2009م.

أحمد عمر هاشم، وسطية الإسلام، منشورات دار الرشاد، القاهرة.

ابن القيم محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، (بيروت/1975م).

الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، (7/279).

الراغب الاصفهاني، المفردات، دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت الطبعة: الأولى – 1412 ه.

سيد قطب إبراهيم، في ظلال القرآن، دار الشروق، (القاهرة/د. ت).

الشاطبي، الموافقات، تحقيق عبد الله دراز، بيروت: دار المعرفة.

شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ابن القيم محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، تحقيق: محمد بدر الدين أبو فراس النعساني الحلبي، دار الفكر، (بيروت/1978م).

صالح بن سعيد عومار، أثر الوسطية في استقامة الشباب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل، مؤتمر: دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي، جامعة طيبة ،2011 م.

الصلابي، علي محمد، الوسطية في القرآن الكريم، ط4، دار المعرفة، (بيروت/2009م).

العز، قواعد الأحكام، بيروت: دار الريان، 1990.

مجموعة من العلماء بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، ط2، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، (المملكة العربية السعودية/1425هـ)، 1/4.

محمد الطاهر ابن عاشور، دار الكتاب اللبناني، بيروت،2011م.

محمد رشيد رضا تفسير المنار، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1990م، (2/4).

محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية، (20/167).

ناصر بن سليمان العمر، الوسطية في ضوء القرآن الكريم، موقع وزارة الأوقاف السعودية.

وهبة الزحيلي، الوسطية مطلبا شرعيا وحضاريا، المركز العالمي للنشر.

يوسف أحمد محمد البدوي، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، دار النفائس ،2000م.

يوسف القرضاوي، الخصائص العامة للإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط 3، 1985م.

الهوامش:

  1. -أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، لبنان، ط2 ،1420 هـ-1999م، (6/108)، مادة وسط.
  2. -محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، لسان العرب، دار صادر، بيروت، (7/430)، مادة (سط).
  3. -أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المصري، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت ،2000م، ط1، (8/427)، مادة وسط.
  4. -ابن فارس، لسان العرب، مرجع سابق، (7/427)، مادة (وسط).
  5. -الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، مكتبة نزار، (2/677)، مادة وسط.
  6. – الخليل بن أحمد الفراهيدي، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، (7/279)، مادة (وسط).
  7. – محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية، (20/167)، مادة (وسط).
  8. -محمد رشيد رضا تفسير المنار، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1990م، (2/4).
  9. -أبو أمامة الشلي، ملامح الرؤية الوسطية في المنهج الفقهي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ،2009م، ص22.
  10. -وهبة الزحيلي، الوسطية مطلبا شرعيا وحضاريا، المركز العالمي للنشر، ص5.
  11. -أحمد عمر هاشم، وسطية الإسلام منشورات دار الرشاد، القاهرة، ص 5.
  12. -يوسف القرضاوي، الخصائص العامة للإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط 3، 1985م، ص 128.
  13. – صالح بن سعيد عومار،أثر الوسطية في استقامة الشباب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل ،مؤتمر :دور الجامعات العربية في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي ،جامعة طيبة ،2011 م،(4/1920)
  14. -ابن منظور، لسان العرب، مرجع سابق 11/430. مادة (عدل).
  15. -الراغب الاصفهاني، المفردات، دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت الطبعة: الأولى – 1412 ه ص551.
  16. – مجموعة من العلماء بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، ط2، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، (المملكة العربية السعودية/1425هـ)، 1/4.
  17. -ناصر بن سليمان العمر، الوسطية في ضوء القرآن الكريم، موقع وزارة الأوقاف السعودية، ص 88.
  18. – المصدر نفسه، ص39.
  19. – الصلابي، علي محمد، الوسطية في القرآن الكريم، ط4، دار المعرفة، (بيروت/2009م)، ص39.
  20. -ابن القيم محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، تحقيق: محمد بدر الدين أبو فراس النعساني الحلبي، دار الفكر، (بيروت/1978م)، 1/276.
  21. – الصلابي، الوسطية في القرآن الكريم، مرجع سابق، ص117.
  22. – سيد قطب إبراهيم، في ظلال القرآن، دار الشروق، (القاهرة/د. ت)، 1/312.
  23. – ابن القيم، مدارج السالكين، تحقيق: عماد عامر، دار الحديث، القاهرة ،1426ه-2005م ص، 2/479.
  24. -الصلابي، الوسطية في القرآن الكريم، مرجع سابق، ص159.
  25. – ابن القيم، مدارج السالكين، مرجع سابق ،2/105.
  26. -الصلابي، الوسطية، مرجع سابق، ص165.
  27. -رواه البخاري محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي (256هـ) في الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، (بيروت/1987م)، 2/694.
  28. – الشاطبي، الموافقات، تحقيق عبد الله دراز، بيروت: دار المعرفة، ج4، ص106-107.
  29. – المصدر نفسه، ج4، ص174-175.
  30. – الشاطبي، الموافقات، مرجع سابق، ج2، ص25
  31. – المصدر نفسه، ص305.
  32. – العز، قواعد الأحكام، بيروت: دار الريان، 1990، ج1، ص12.
  33. – للاستزادة عن ترجمته ينظر: ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها، جمال بن محمد السيد.عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة الأولى، 1424هـ/2004م ، 1/3. الموسوعة الفقهية الكويتية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، ط2، دار السلاسل، (الكويت 1427هـ)
  34. -ابن القيم محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، (بيروت/1975م) ، 1/182.
  35. – المصدر نفسه، 1 /116.
  36. -محمد الطاهر ابن عاشور، دار الكتاب اللبناني، بيروت ـ2011م، ص 292.
  37. -يوسف أحمد محمد البدوي، مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، دار النفائس ،2000م، ص300.