الصراع السياسي وتداعياته على دول الربيع العربي

د. خالد سلامه المعايطة1

1 المملكة الأردنية الهاشمية , 2022

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3728

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 15/06/2022م

المستخلص

هدفت الدراسة للتعرف على الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي حيث تناولت الدراسة ما شهدت بلدان الربيع العربي من صراع سياسي كان بسبب انتشار ظاهرة الفساد في الدول العربية ,والسيطرة على الموارد الطبيعية من خلال سيطرت كثير من الفواعل غير الحكومية , وتأثير الطائفية على البلدان العربية, كذلك بينت الدراسة دور الفواعل غير الحكومة التي تتمثل بالقوى والمليشيات والأحزاب السياسية , بالإضافة الى نظام المحاصصة , والتفاوت الطبقي التي تبرز من خلال مؤشرات عدم المساواة الاجتماعية وعدم توزيع , وكذلك انخفاض النمو الاقتصادي

وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي حيث تم تحليل الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي بالإضافة إلى المنهج التاريخي الذي يستدل من خلال الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي كون هذا المنهج قد وصف وسجيل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من النتائج والتوصيات , حيث بينت الدراسة ان الصراع السياسي زاد من تعميق واستنزاف الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان الربيع العربي وقد أوصت الدراسة من الضروري على الأنظمة العربية ان تستعيد قواها وان تكون جامعة الدول العربية شرعيتها في إعادة استقرارها.

الكلمات المفتاحية: الاستقرار السياسي، دول الربيع العربي.

Research title

The political conflict and its repercussions on the countries of the Arab Spring

Dr: Khaled Salameh Al-Maaytah1

1 The Hashemite Kingdom of Jordan, 2022

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3728

Published at 01/07/2022 Accepted at 15/06/2021

Abstract

The study aimed to identify the political conflict and its repercussions on the countries of the Arab Spring, where the study dealt with what the countries of the Arab Spring witnessed from the political conflict that was due to the spread of the phenomenon of corruption in the Arab countries, and the control of natural resources through the control of many non-governmental actors, and the impact of sectarianism on Arab countries, The study also showed the role of non-governmental actors represented by forces, militias and political parties, in addition to the quota system, and class disparities that emerge through indicators of social inequality and lack of distribution, as well as low economic growth.

The study relied on the descriptive-analytical approach, where the political conflict and its repercussions on the countries of the Arab Spring were analyzed, in addition to the historical approach, which is inferred through the political conflict and its repercussions on the countries of the Arab Spring, since this approach has described and recorded the past facts and events.

The study reached a set of results and recommendations, as the study showed that the political conflict has further deepened and drained the political, economic and social crises in the countries of the Arab Spring.

Key Words: political stability, Arab Spring countries.

مقدمة الدراسة

يمثل الصراع نوع من الموقف الناتجة عن التضارب الحقيقي في الاحتياجات والمصالح، يساعد الصراع كمصطلح في تفسير العديد من النواحي الاجتماعية مثل: تضارب المصالح، والحروب بين الدول. أما من الناحية السياسية فيشير النزاع إلى الحروب أو الثورات أو الصراعات، التي قد تنطوي على استخدام القوة كما في حالة النزاع المسلح. لذا فالصراع هو ما رفضته جميع الديانات السماوية ، لذا فالصراع السياسي هو حالة من المنافسة الخاصة، بين البشر على السلطة أو المزايا

لقد شكل الانقسام والمحاصصة حالة من الصراع السياسي في بلدان العربي حيث شهدت بلدان الربيع العربي صراع سياسي كان بسبب انتشار ظاهرة الفساد في الدول العربية , مستخدمة نفوذها في مؤسسات الدولة والسيطرة على الموارد الطبيعية من خلال سيطرت كثير من الفواعل غير الحكومية , وتأثير الطائفية على البلدان العربية

كذلك لعبت الفواعل غير الحكومة التي تتمثل بالقوى والمليشيات والأحزاب دور كبير في الانشقاق والانقسام والتفاوت الطبقي والذي برز من خلال مؤشرات عدم المساواة الاجتماعية وعدم توزيع , وكذلك انخفاض النمو الاقتصادي لقد أشارت تقارير البنوك العربية حالة إلى , وفشل السياسة الاقتصادية ويبدو أن فشل السياسة الاقتصادية في الدول .

وقد برز الصراع السياسي بإشكال وصور متعددة , قد تأخذ معاني مختلفة فالصراع هو الحرب والثورة وتنازع الإرادات الوطنية , وكثير من المفكرين يرى الصراع السياسي كل من زاويته وفهمه وفكرة , وقد تم من خلال هذه الدراسة الاطلاع على مفاهيم الصراعات السياسية , وابرز الصراعات السياسية في العالم , والصراع السياسي في في بلدان الربيع العربي .

مشكلة الدراسة : تكمن مشكلة الدراسة في البحث في موضوع الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي, حيث برزت إشكالية الدراسة مدى اثر الصراع السياسي على الدول العربية التي اجتاحتها ثورات الربيع العربي ومن أنتجته ثورات الربيع من تداعيات على الوطن العربي من انقسام داخلي بسبب المحاصصة والتقسيم الطائفي وتنازع الإرادات الوطنية وانخفاض حاد في معدلات النمو الاقتصادي والتي كان نتاجها دول عربية رخوة وهشة غير قادرة على ادارة نفسها

أهمية الدراسة: تبرز أهمية الدراسة من نطاقين: نطاق علمي ونطاق عملي:

الأهمية العلمية : تضيف أهمية هذه الدراسة الى الدراسات العلمية مساهمة في تقديم دراسة علمية حديثة قد تفيد الباحثين والمختصين في شرح وبيان أهمية الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي

الأهمية العملية : تقدم الدراسة تحليل عن أهمية الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي حيث تبرز أهمية الدراسة في مدى تأثير الصراع السياسي على إيجاد دول عربية ضعيفة رخوة هشة لا يمكن لها إدارة شؤونها الخارجية ولا الداخلية كذلك.

أهداف الدراسة : تهدف الدراسة للوصول إلى تحقيق الأهداف التالية :

1- التعرف على مفهوم الصراع السياسي وأشكاله

2- بيان الصراعات السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي

أسئلة الدراسة : من خلال الدراسة يمكن الإجابة عن السؤال الرئيس والذي مفاده ما الصراع السياسي وما تداعياته على بلدان الربيع العربي؟ ومن ثم الإجابة على التساؤلات لتالية :

1- ما مفهوم الصراع السياسي وما إشكاله؟

2- ما الصراعات السياسية , وما تداعياتها على بلدان الربيع العربي

منهجية البحث

ثانيا : المنهج الوصفي التحليلي: وفي هذه الدِّراسة يستخدمُ الباحثُ المنهجَ الوصفي التحليلي لكونه من أكثرِ المناهج استخداماً في دراسة الظواهر الاجتماعية الإنسانية وتقوم الدِّراسة على توظيف هذا المنهج الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي (مجلة الجامعة, 2019 :22).

ثالثا: المنهج التاريخي: ومن خلال هذا المنهج يتم وصف وتسجيل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي ودراستها وتفسيرها وتحليلها على أسس علمية منهجية واضحة ودقيقة من أجل التوصل إلى حقائق وتعميمات تساعد في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، ويعتمد على حل مشكلات معاصرة في ضوء خبرات وأحداث الماضي ,وقد يستدل من هذا المنهج التاريخي الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العربي (صابر، 2002 :2).

مفاهيم الدراسة :

الصراع السياسي :هو نوع من الخلاف المفاهيمي حول المبادئ أو القيم أو الحجج او المواقف المستقبليّة التي يمكن أن تصل إلى مرحلة النزاعات بسبب التحديات أو التهديدات التي يواجهها النظام السياسي والمؤسسات الديمقراطية. ويشكل الخلاف والنقاش السياسيان سياسة تتم وفق القواعد والإجراءات المعمول بها( وهبان, 2014 :11).

بلدان الربيع العربي : هي الدول العربية التي شهدت سلسلة من الاحتجاجات، والانتفاضات والثورات المسلحة المناهضة للحكومة، والتي انتشرت في معظم أنحاء العالم العربي في أوائل سنة 2010. حيث جاءت أسبابها نتيجة لتدني مستوى المعيشة، في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والبحرين، حيث برزت على شكل انتفاضات كبرى وأعمال شغب وحروب أهلية وحركات التمرد( الرحامنة ,2018 :12).

المبحث الأول : مفهوم الصراع السياسي وإشكاله

شهد العالم كثير من الصراعات السياسية تمثلت في أشكال متنوعة كالثورات مثل الثورة البلشفية والشيوعية , والحروب العالمية كالحرب العالمية الأولى والثانية , وإبادات جماعية ومذابح جماعية , وحروب أهلية كما هو حال سوريا وليبيا ,وكثير من أعمال العنف والإرهاب والتمرد , وقد تم الاطلاع على مفهوم الصراع السياسي وإشكاله , وابرز الصراعات السياسية وما شهده الوطن العربي ما سمي بالربيع العربي.

المطلب الأول : مفهوم الصراع السياسي

شكل الصراع السياسي السمة الغالبة على العلاقات الدولية حيث شهد العالم تاريخ من الصراعات والثورات والحروب , وقد أدت الحرب العالمية الأولى والثانية إلى تدمير البنية التحية لأوروبا وقتل ملايين من البشرية , لذلك هناك من ينسب الصراعات والحروب لأسباب دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وأثنية او تكون على شكل نضال لغايات حق تقرير المصير( كولن، 2007 :22).

تجادل نظرية الاحتياجات البشرية في أن الصراعات ناجمة عن احتياجات إنسانية أساسية “عالمية” لم يتم إشباعها. ويجب تحليل الاحتياجات وإبلاغها وإشباعها حتى يتم حل الصراعات , ويرى نهج تحويل الصراعات على أنها تفاعلات مدمرة أو بناءة يستند ذلك اعتمادًا على كيفية التعامل مع النزاعات أو “تحويلها”. ويُنظر إلى النزاعات على أنها تفاعل بين الطاقات. ويتم التركيز على المفاهيم المختلفة والسياق الاجتماعي والثقافي الذي يتم فيه بناء الواقع. ويسعى التحول البناء في الصراع إلى تمكين الجهات الفاعلة ودعم الاعتراف فيما بينها(احمد ,2020 :2).

قدم كارل ماركس من خلال تكييف نظام هيجل الديالكتيكي بتفسير التاريخ البشري على أنه “صراع طبقي” تكون نتيجته “النهائية” هي الشيوعية. وبحلول القرن التاسع عشر ، أجرى الاقتصاديون الليبراليون في سياسة عدم التدخل ، بإتباع نظرية آدم سميث المنافسة الاقتصادية – التي يُعتقد أنها نوع مميز وغير عنيف من الصراع – لتكون الطريقة الأكثر استحسانًا لتحقيق السلام بالإضافة إلى أكبر ازدهار. أكبر عدد, وهناك من يرى ان الصراع هو صراع مستمر بين قوى النور وقوى الظلام” حول وداخل كل فرد بشري, وكان يُنظر إلى العنف على أنه نتيجة للصراع ( نجم الدين , 2014).

أما هوبز فيعتقد أن النضال كان عالميًا ، مما يدفع إلى الدخول في اتفاقيات مع الملوك كوسيلة لمنع العنف والحفاظ على النظام فيما بينهم ؛ وظلت هذه المواثيق سارية فقط طالما أن الملوك قد وفوا بمسؤوليتهم عن حفظ السلام, أما أفلاطون فقد اعتبر الحرب تعبيرا حتميا عن السياسة ، سعيا لتحديد مكان لبعض الفاعلين الرئيسيين – الأوصياء – ونظام للسيطرة عليهم. أما أرسطو فقد تغاضى عن الحرب كوسيلة لفرض المؤسسات الحكومية بدلا من الإفراد , أما مكيافيلي والذي كتب في عصر تفكك الإمبراطوريات ، والدول الناشئة والحرب الموسمية ، أعاد تأكيد وجهة النظر الأوسطية بأن الحرب كانت إحدى وسائل الأمير للحفاظ على سلطاته السيادية. (الجبوري, 2021 :3).

وعالم الاجتماع جورج سيميل الذي جادل بأن الصراع من الأفضل دراسة أنه شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي المكثف الذي ينتج عنه التنشئة الاجتماعية والحضارة. وقد أعلن أن الصراع الاجتماعي هو عملية يتم فيها تصفية التوترات الاجتماعية المتراكمة ، ونتيجة لذلك يتم إنشاء أشكال جديدة وأكثر تعقيدًا من التنظيم الاجتماعي. وهناك من يرى الصراع على أنه عملية منهجية لها عواقب مؤسسية. ويرى شاتشنيدر إذا كانت السياسة هي إدارة الصراع فمن الضروري أولاً التخلص من بعض المفاهيم التبسيطية للصراع. والصراع السياسي ليس في المقام الأول أو في العادة مسألة تصادمات مباشرة أو اختبارات قوة ، لسبب وجيه يفضل الأشخاص الأذكياء تجنب اختبارات القوة( زيادة، 2000 :22)

والصراع هو نتيجة الخلاف بين الجهات الفاعلة على أساس الأهداف غير المتوافقة المتصورة والخلافات والصراعات هي أحداث يومية لا مفر منها – ويمكن أن يؤدي حلها إلى تغيير بنّاء. غالبًا ما يتم تحليل النزاعات على مستويات مختلفة – الشخصية والجماعة والمجتمع والمستوى الوطني ومن حيث كيفية تفاعل المستويات مع بعضها البعض. ويمكن أن تتحول إلى صراع عنيف عندما “لا توجد قنوات كافية للحوار والخلاف”؛ عندما “لا يمكن سماع الأصوات المعارضة والمظالم العميقة ومعالجتها”؛ وفي بيئات “عدم الاستقرار والظلم والخوف( الحسن, 1999: 16).

هناك من عرّف الصراع بأنه انهيار أو تعطيل للنظام السياسي او الاجتماعي القائم دون ان يكون هناك بديل , وقد يكون الصراع هو بسبب الاختلاف او التناقض في الأهداف او الغايات , او ربما بشكل تحقيق الأهداف الإضرار بمصالح الآخرين سواء كانت وحدات سياسية او فواعل غير حكومية او افراد . وقد برز مجموعة من أشكال الصراع السياسي من أهمها ما يلي ( المصلحى,2021 :13).

1- الصراعات العرقية : ينشأ الصراع العرقي بين المجموعات العرقية التي تتصارع على أهداف للوصول الى السلطة بسبب تهميشها او افتقارها للوصول الى وبالتالي فإن الصراع العرقي يشبه تضارب المصالح السياسية الأخرى.

2- الإرهاب : الإرهاب هو نوع من أنواع الصراع والتي تتمثل في الأعمال العنيفة والإجرامية التي يرتكبها الأفراد او الفواعل غير الحكومية ,او الأعمال الإجرامية بهدف تحقيق مصالح داخلية او ذات الطبيعة السياسية أو الدينية أو الاجتماعية أو العرقية أو البيئية.

3- الابادات الجماعية: هي القتل الجماعي للمدنيين قد تكون هذه الجماعات مجموعات عرقية أو قومية أو دينية.

4- التعذيب :هو إلحاق الأذى بأشخاص وقد يكون الأذى عقلي أو جسدي أو ربما يكون بأسلوب التعذيب لانتزاع اعتراف منه بجريمة ، أو للحصول على معلومات منه.

5- المجاعات هي ندرة او شح الغذاء على نطاق كبير بسبب الحرب ، والكوارث الطبيعية ، وافتقار المحاصيل ، وفقدان التوازن السكاني ، وانتشار الفقر ، والكوارث الاقتصادية أو السياسات الحكومية( محمود ,2015 :26).

6- الاستخدام المفرط للقوة : وهي احد الوسائل الوحشية للسلطة او من قبل أجهزة إنفاذ القانون , او سوء سلوكيات الشرطة الذي يؤدي الى انتهاك الحقوق المدنية.

7- الثورات: وهي التغيير الجذري والأساسيً والمفاجئ في السلطة السياسية والتنظيم السياسي وتحدث الثورة عندما يثور السكان ضد الحكومة ,بسبب استخدام الحكومة للقمع (السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي) او عادة ما يكون على شكل عنف سياسي لتحقيق هدف ثوري ( وهبان , 2014 :27).

8- الحرب الأهلية : وهي حرب داخلية يتم خوضها داخل نفس الدولة أو يكون القتال بين دولتين او الرغبة في الإطاحة بالسلطة الحالية أو على الأقل تغيير بعض سياساتها. وقد تكون الحرب الداخلية عن طريق تدخل قوى خارجية نيابة عن اطراف أخرى( المنطاوي, 2015 :55).

9- الشغب : هو اضطراب عنيف من قبل مجموعة من الأفراد يتمثل في الاحتجاج على الظلم , او بسبب الفقر وعدم المساواة إلى البطالة والقمع الحكومي.

10- التمرد ، وهو شكل آخر من أشكال العنف السياسي ويقصد به مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المعترف بها لدولة ما لاحتواء أو قمع التمرد ضدها

يمكن القول ان الصراع السياسي مجموعة من الأشكال والأنواع التي تدخل في مفهوم الصراع العرقي , والإرهاب الذي يتمثل في الأعمال العنيفة والإجرامية التي يرتكبها الأفراد او الفواعل غير الحكومية , بالإضافة الى الإبادات الجماعية , والتعذيب, والمجاعات وهي ندرة او شح الغذاء على نطاق كبير بسبب الحرب ، والاستخدام المفرط للقوة, والثورات والتي تعني التغيير الجذري والأساسيً والمفاجئ في السلطة السياسية والتنظيم السياسي والحرب الأهلية وهي حرب داخلية يتم خوضها داخل نفس الدولة أو يكون القتال بين دولتين او الرغبة في الإطاحة بالإضافة الى التمرد ، وهو شكل آخر من أشكال العنف السياسي

المطلب الثاني : الصراعات السياسية في العالم

تعد الحروب والصراعات والحركات الاجتماعية وغيرها هي شكل من أشكال الصراع السياسي ، وقد تحدث الصراعات والثورات والحروب وتمتد عبر حدود وطنية متعددة وذلك لعدة أسباب(الحسين ,2007 :12).

أولاً : ان العمليات الاجتماعية والاقتصادية التي تُضعف أحيانًا الدول القائمة أو تشجع التمردات الشعبية غالبًا ما تعمل على نطاق عابر للحدود.

ثانيًا ، قد تؤثر الحروب بين الدول التي تميل إلى إضعاف الدول (خاصة الخاسرة في مثل هذه الحروب) وتولد مظالم واسعة النطاق ، على عدد كبير من البلدان في وقت واحد.

ثالثًا : ان للثورات “تأثير استعراضي” للبلدان الأخرى ؛ قد يتم تقليد أيديولوجياتهم واستراتيجياتهم وتكتيكاتهم من قبل الآخرين.

خامسا: قد تتمكن الحركات الثورية خاصة تلك التي استولت بنجاح على سلطة الدولة من مساعدة الحركات الثورية الأخرى ماديًا وعسكريًا. ومع ذلك لم تنجح جميع الحركات الثورية أو حتى معظمها في أي موجة معينة، وقد فشلت محاولات “تصدير” الثورة من بلد إلى آخر أكثر مما نجحت. ( المنطاوي, 2015 :54).

وقد شهد العالم أربع موجات رئيسية من الثورات وحركات التمرد قبل الحرب العالمية الثانية. ومن أبرزها (الحسين, 2007 :25).

الموجة الثورية العظيمة الأولى : وهي التي امتدت من ثلاثينيات القرن السادس عشر حتى ستينيات القرن السادس عشر ، والتمردات في إيرلندا وإسكتلندا ضد التاج الإنجليزي ؛ والحرب الأهلية الإنجليزية أو الثورة الأهلية في فرنسا ؛ والثورات في كاتالونيا وجنوب إيطاليا والبرتغال ضد مملكة قشتالة الإسبانية.

الموجة الثورية الثانية: وهي التي استمرت من سبعينيات القرن التاسع عشر حتى أربعينيات القرن التاسع عشر ، “بعصر الثورات”. وشمل الثورة الأمريكية أو حرب الاستقلال ضد بريطانيا العظمى ، والثورة الفرنسية عام 1789 ، والتمرد الايرلندي ضد الحكم البريطاني ، والثورة في مستعمرة سان دومينغ الفرنسية (التي أسست دولة هايتي المستقلة) والحروب المتعددة في الاستقلال ضد الحكم الإسباني والبرتغالي فيما نسميه الآن أمريكا اللاتينية ، والثورة اليونانية ضد الحكم العثماني. كما تشمل الثورة الفرنسية عام 1830 وما يسمى ب “ربيع الشعوب” في أوروبا عام 1848 ، بما في ذلك الثورات الشعبية والقومية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا والنمسا والمجر وألمانيا وبوهيميا ورومانيا. كان الدفع الأيديولوجي والسياسي العام لهاتين الموجتين الأوليين من التمرد والثورة مناهضًا للإقالة ، ومعادًا للملكية ، وديمقراطيًا ، وقوميًا في كثير من الأحيان (عبد الرزاق,2019 :13).

الموجة الثالثة : امتدت الدورة الثالثة من الصراع الثوري (1905-1921) إلى الحرب العالمية الأولى. عشية الحرب واجهت الحركات الشعبية في روسيا وإيران والمكسيك والصين ، والتي قادتها ودعمتها عمومًا الطبقات الوسطى ، كانت الثورة الروسية بؤرة هذه الموجة بالإضافة إلى انتصارات ثورات اشتراكية مماثلة في جميع أنحاء أوروبا ’ وقد لعب العمال والحرفيون دورًا مركزيًا في هذه الموجة أكثر من السابق ، وتنافست الأيديولوجية الاشتراكية مع التيارات الليبرالية والقومية(صديق, 2020 :21).

الموجة الثورية الرابعة تشمل الموجة الثورية الرابعة قبل الحرب العالمية الثانية تلك الحركات الفاشية واليمينية ، والتي انتصرت في نهاية المطاف في إيطاليا وألمانيا وإسبانيا ، والتي نشأت خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي, كانت الثورة الفاشية معادية للديمقراطية ، ومعادية للمجتمعات إلا أنها لم تحقق الفاشية كما حققته النازية في اكبر الابادات الجماعية التي ارتكبها النظام النازي الألماني ضد يهود أوروبا( حازم , 2020 :13).

كذلك شهد العالم أربع موجات ثورية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية من أبرزها ما يلي :

1- حقبة الحرب الباردة (1945-1991) وقد حدثت الدورات الثلاث الأولى للثورة في هذا العصر في المقام الأول فيما يسمى بالعالم الثالث وعكست توجهاً ماركسياً واشتراكياً قوياً. كان أولهما (1945-1949) استولت الحركات الثورية التي يقودها الشيوعيون ، والتي اكتسبت شرعية كبيرة خلال الحرب كقوى مقاومة لجيوش الاحتلال ، على السلطة في يوغوسلافيا وألبانيا وكوريا الشمالية وفيتنام والصين( الهبطي, 2019 :15).

2- الدورة الثانية : بدأت الدورة الثانية للحركات الثورية بعد الحرب (1959-1968) مع الثورة الكوبية ، وشملت الثورة الجزائرية (1962) وبدايات الصراع الثوري في جنوب فيتنام (1960–75). في أمريكا اللاتينية ، تم إجراء عدد من المحاولات لتكرار الثورة الكوبية ، أحيانًا بمساعدة كوبية ، لكن حركات حرب العصابات هذه فشلت في فنزويلا وغواتيمالا وكولومبيا وبيرو وبوليفيا( محمود , 2012 :12).

3- الدورة الثالثة من الحركات الثورية كانت عام (1974-80) وتعود إلى انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام. حيث استولى الثوار على السلطة خلال هذه الفترة في إثيوبيا وكمبوديا وفيتنام الجنوبية نفسها ولاوس ومستعمرات البرتغال الأفريقية (غينيا بيساو وأنغولا وموزمبيق) وإيران وغرينادا ونيكاراغوا. ظهرت حركات ثورية قوية أيضًا أو عادت إلى الظهور خلال هذا الوقت في الفلبين وكولومبيا وبيرو والسلفادور وغواتيمالا( عبدالعظيم , 2021 :13).

4- الدورة الثورية الأخيرة في حقبة الحرب الباردة (1989-1991) ، والتي تشمل “انهيار الشيوعية” في أوروبا الشرقية والبلقان والاتحاد السوفيتي السابق كانت المعارضة القومية للهيمنة السوفيتية (أو الروسية) واليوغوسلافية (أو الصربية) عاملاً مهمًا أيضًا في هذه الموجة. وقد أطاحت الحركات الشعبية اللاعنفية بسرعة بالأنظمة الشيوعية في عدد من البلدان (والجمهوريات السوفيتية) ، خاصة بعد أن أوضح ميخائيل جورباتشوف ، الزعيم السوفيتي ، أن الدبابات السوفيتية لن تنقذ الحكام غير المحبوبين( الباسوسي, 2018 :14).

المبحث الثاني : الصراعات السياسية وتداعياتها على بلدان الربيع العربي

تشكل ثورات الربيع العربي ابرز موجات من الاحتجاجات والانتفاضات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ابتداءً من 2010 و 2011 ، متحدية هذه الثورات بعض الأنظمة الاستبدادية الراسخة في الوطن العربي. وقد بدأت الموجة الأولى عندما أطاحت الاحتجاجات في تونس ومصر بأنظمتهما في تتابع سريع , وغالبًا ما كان المتظاهرون الذين عبروا عن مظالمهم السياسية والاقتصادية يقابلون بحملات قمع عنيفة من قبل قوات الأمن والجيش(قرني ,2013 :14).

لقد شهدت بلدان الربيع العربي صراع سياسي وثورات عنيفة أدت الى تغيير النظام السياسي او شهدت حرب أهلية أدت الى انهيار النظام السياسي وسقوط رموز سياسية حكمت لعشرات السنين , كذلك سقوط دكتاتوريات عربية ذات النظام السلطوي الانفرادي , بالإضافة الى دوافع ترتبط بالصراع السياسي مثل الانقسام الداخلي والمحاصصة بالإضافة إلى بروز فواعل غير حكومية كما هو الحال في العراق ولبنان واليمن , بالإضافة اللي انتشار الفساد وارتفاع نسبة الفقر والبطالة , ومن ابرز البلدان العربية التي شهدت صراع سياسي بسبب اندلاع ثورات الربيع العربي ما يلي :

أولا : تونس : خرجت المظاهرات الأولى في وسط تونس في كانون الأول 2010 ، مدفوعة بالشرارة الأولى عند احرق المواطن التونسي محمد البوعزيزي احتجاجًا على معاملته من قبل المسؤولين او الشرطة المحليين. سرعان ما انتشرت حركة احتجاجية أطلق عليها الإعلام التونسي “ثورة الياسمين” , وقد حاولت الحكومة التونسية إنهاء الاضطرابات باستخدام العنف ضد المتظاهرين في الشوارع وتقديم تنازلات سياسية واقتصادية. ومع ذلك سرعان ما طغت الاحتجاجات على قوات الأمن في البلاد ، مما اضطر برئيس تونس زين العابدين بن علي التنحي عن الحكم والهروب ويهرب من البلاد في 14 كانون ثاني عام 2011. في تشرين اول عام 2011 ، شارك التونسيون في انتخابات حرة لاختيار أعضاء مجلس مكلف بصياغة دستور جديد. تولى رئيس ورئيس وزراء تم اختيارهما ديمقراطياً , وصدر دستور جديد في عام 2014. وفي عام 2019 أصبحت تونس أول دولة في احتجاجات الربيع العربي تخضع لانتقال سلمي للسلطة من دولة منتخبة ديمقراطياً. حكومة لآخر(فيصل, 2013 :13).

ثانيا: مصر : في مصر تم تنظيم احتجاجات بسرعة بين الشباب المصري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، مما أدى إلى ظهور حشود ضخمة في جميع أنحاء مصر في 25 كانون ثاني عام 2011. حاولت الحكومة المصرية السيطرة على الاحتجاجات وفشلت في ذلك من خلال تقديم تنازلات أثناء التصدع. بعد عدة أيام من المظاهرات والاشتباكات الحاشدة بين المتظاهرين وقوات الأمن في القاهرة وفي جميع أنحاء البلاد ، جاءت نقطة تحول في نهاية الشهر عندما أعلن الجيش المصري أنه سيرفض استخدام القوة ضد المتظاهرين المطالبين بإزالة الرئيس حسني مبارك. بعد أن فقد دعم الجيش ترك مبارك منصبه في 11 شباط عام 2011 , وبعد ما يقرب من 30 عامًا تنازل عن السلطة لمجلس من كبار الضباط العسكريين. وقد حظي الجيش بموافقة عامة عالية في الفترة الانتقالية قبل تشكيل حكومة جديدة ، لكن إعطاء الأولوية الواضح للاستقرار على التحول الديمقراطي في بعض الأحيان قلل من التفاؤل( عبدالله , 2022 :22).

ثالثا : اليمن :في اليمن حيث ظهرت الاحتجاجات الأولى في أواخر كانون ثاني عام 2011 على الرئيس اليمني علي صالح عندما تحالف عدد من أقوى زعماء القبائل والعسكريين في البلاد مع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين طالبوه بالتنحي. وعندما فشلت المفاوضات لإزاحة صالح من السلطة، اشتبك مقاتلو الموالون والمعارضة في صنعاء. غادر صالح اليمن لتلقي العلاج الطبي بعد إصابته في هجوم بقنبلة، بعد ذلك عاد صالح إلى البلاد بشكل غير متوقع بعد أربعة أشهر مما زاد ذلك من حالة عدم اليقين والارتباك بشأن مستقبل اليمن السياسي. في تشرين الثاني عام 2011 وقد وقع صالح اتفاقية بوساطة دولية تدعو إلى نقل تدريجي للسلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفقًا للاتفاق تولى هادي مسؤولية الحكم فورًا وتولى الرئاسة رسميًا بعد ترشيحه كمرشح وحيد في الانتخابات الرئاسية في شباط عام 2012. غير قادر على تحسين الظروف أو الحفاظ على الاستقرار ، ومع ذلك واجهت حكومة هادي مواجهة مسلحة وتمردًا في 2014 تحولت إلى حرب أهلية( غريغوري ,2021 :13).

رابعا : ليبيا : في ليبيا تصاعدت الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في منتصف شباط 2011 بسرعة إلى تمرد مسلح. شن تحالف دولي بقيادة حلف شمال الأطلسي حملة من الضربات الجوية استهدفت قوات القذافي. على الرغم من أن تدخل الناتو حول في نهاية المطاف التوازن العسكري لصالح قوات المتمردين ، فقد تمكن القذافي من التمسك بالسلطة في العاصمة طرابلس لعدة أشهر أخرى. تم طرده من السلطة في اب عام 2011 بعد أن سيطرت قوات المتمردين على طرابلس, وقد قُتل القذافي في سرت في تشرين أول عام2011 عندما سيطرت قوات المتمردين على المدينة. وقد استولى على السلطة مجلس وطني انتقالي ، شكلته قوات المتمردين ومعترف به دوليًا ، لكن كفاحه لبسط سلطته على البلاد عجل باندلاع الحرب الأهلية في عام 2014(ضبيش , 2022: 45).

خامسا: سوريا: في سوريا في البداية ظهرت احتجاجات تطالب باستقالة الرئيس. بشار الأسد في جنوب سوريا منتصف آذار 2011 وانتشر الاحتجاج بعد ذلك في أنحاء البلاد. وقد رد نظام الأسد بقمع وحشي ضد المتظاهرين ، ما أثار إدانة من القادة الدوليين وجماعات حقوق الإنسان حول الإجراءات القمعية التي اتخذه النظام السوري , وتشكل مجلس قيادة للمعارضة السورية في إسطنبول في آب وبدأت مليشيات المعارضة في شن هجمات على القوات الحكومية. في غضون ذلك جعلت الانقسامات في المجتمع الدولي من غير المحتمل أن يكون التدخل العسكري الدولي ، الذي ثبت أنه حاسم في ليبيا ، ممكنًا في سوريا. استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التي تهدف إلى الضغط على نظام الأسد في تشرين أول عام 2011 وشباط عام 2012 وتعهدا بمعارضة أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى التدخل الأجنبي في سوريا أو إزاحة الأسد من السلطة. لم يؤد وصول وفد من مراقبي السلام من جامعة الدول العربية في ديسمبر / كانون الأول 2011 إلا إلى القليل للحد من العنف. تصاعد العنف ، الذي تغذيه التمويل والسلاح من عدة دول متنافسة مهتمة بنتائج الوضع ، بلغ ذروته في حرب أهلية مدمرة وأزمة لاجئين واسعة النطاق أثرت على الملايين(منصور , 2021 :13).

سادسا: لبنان : لقد شكلت الطائفية حالة من الصراع السياسي في لبنان، وقد كانت سبب في قيام الحرب الأهلية في 13 نيسان عام 1975، عندما هاجمت الكتائب اللبنانية حافلة تقل فلسطينيين إلى مخيم للاجئين في تل الزعتر. وقد أدت إلى تدمير منطقة السوق المركزي , وفي عام 1990، أدت الحرب الأهلية وتفكك العديد من أجهزت لبنان الإدارية، والسياسية والعسكرية، حيث انشق الجيش إلى مكوناته الطائفية المختلفة (غالي , 2006: 78).

شكلت اتفاقية الطائف باعتبارها الوثيقة التي وفرت الأساس لإنهاء الحرب الأهلية والعودة إلى الحياة السياسية الطبيعية في لبنان، وتسوية تضمن الحل النهائي والحاسم للنزاع اللبناني، فقد شكلت اتفاق الطائف والذي هو عبارة اتفاقية تم توقيعها في 5 تشرين ثاني عام 1989 , وثيقة بمثابة الوفاق الوطني اللبناني، حيث يعد اتفاق الطائف المرجعية القانونية التي يستند إليه اللبنانيون، ويستمدون منه اللبنانيون وفاقهم الوطني وسلمهم الأهلي بعد الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 15 عاما (العويك , 2019 :12).

شكل مقتل الحريري 2005 عندما تعرضت قافلة رفيق الحريري لانفجار ضخم بسيارة مفخخة أدى إلى مقتله وبعض الحلفاء السياسيين المقربين والمدنيين القريبين. واندلعت احتجاجات حاشدة في الشوارع في البلاد ، مطالبة بانسحاب القوات السورية من لبنان ، الذين يُنظر إليهم على أنهم وراء الهجوم. ونظمت الفصائل الموالية لسوريا ، وعلى رأسها حزب الله ، وقفة احتجاجية في وسط بيروت في 8 آذار لتقديم الدعم للوجود السوري( فتحي,2020 :15).

شكلت مظاهر الانقسام والمحاصصة حالة من الصراع السياسي في لبنان حيث شهد لبنان تراجع كبير في النمو الاقتصادي حيث احتل لبنان مرتبة بين أعلى نسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم ، وقطاع مصرفي يتعرض لضغوط للانهيار ، حيث يجد غالبية سكانه أنفسهم على شفا الفقر. هذا الوضع المؤلم نتج عن مشاكل لبنان الهيكلية والفساد والسعي وراء الريع لدى النخبة السياسية. وتثبت هذه التطورات مدى نتائج الأزمة اللبنانية والتي برزت نتيجة لغياب الحكم الرشيد والسياسة الاقتصادية الرشيدة ، فضلاً عن الممارسة السياسية المتمثلة في الاحتجاج بالحماية والتمويل الأجنبيين( اسطيح , 2019 :13).

لقد ساهم الصراع السياسي في بلدان الربيع العربي الناتج عن الحروب الأهلية والاحتجاجات والثورات إلى زياد الانقسام حيث أصبح كثير من القوى الداخلية في الدول العربية ذات ولاءات خارجية قومية وقطرية وعالمية والتي خلقت حالة من الانقسام الداخلي، حيث أدى هذا الانقسام إلى بروز كثير من القوى التي سيطرت على مناطق جغرافية وموارد طبيعية وانتشار الفساد وزرع بذور الفتنه حيث برزت مجموعة التداعيات بسبب الصراعات داخل بلدان الربيع العربي موضحة كالتالي : (جوزيف , 2016 :14).

1- انتشار ظاهرة الفساد: انتشر الفساد في الدول العربية وثقافة الإفلات من العقاب. وقد تم التعامل مع الأحزاب السياسية الحاكمة مؤسسات الدولة على أنها مصادر دخل. وإن الطوائف المتعارضة إما تتواطأ بنشاط في الفساد أو تغض الطرف عن جرائم خصومها لحماية نظام يعمل لصالحها, وقد سعى السياسيون إلى السيطرة على الوزارات لتوجيه الموارد والتمويل إلى حلفائهم وكفرصة لإنشاء “موظفين وهميين” – وظائف مدفوعة الأجر للأشخاص غير الموجودين حتى يمكن للسياسيين الحصول على الرواتب أو صرفها لأتباعهم للحفاظ على الولاء .واستطاعت جماعات كحزب الله والمليشيات في العراق , والحوثيين في لبنان تحويل الفساد إلى أهداف غير مشروعة بشكل علني ، مستخدمة نفوذها في مؤسسات الدولة( معروف , 2021 :11).

2- السيطرة على الموارد الطبيعية :سيطرت كثير من الفواعل غير الحكومية على الموارد الطبيعية سواء كانت شركات او منظمات او أحزاب سياسية شكلت أحد أسباب قيام الأزمات الاقتصادية المستمرة في بلدان الربيع العربي، وقد ذهبت بعض الأحزاب السياسية الحاكمة إلى حد السيطرة على محطات الوقود وتقييد الدخول إلى عملائها وأصدقائها فقط. وقد أبدت شركات دولية اهتمامها بالتنقيب عن الغاز والنفط في المياه البحرية العربية. قد تقع احتياطيات الدول العربية المحتملة فريسة لفساد النظام السياسي، حيث يتنافس السياسيون اللبنانيون للسيطرة على وزارتي الطاقة والمالية لتحويل أي أرباح صناعية جديدة إلى حلفائهم (القاق , 2019 :12)

3- بروز الطائفية في البلدان العربية خاصة العراق ولبنان: لقد لعب الدين دوراً حاسماً في السياسة اللبنانية. ويضمن الدستور التمثيل في الحكومة على أساس الطائفة الدينية، ويتم تعريف الأحزاب السياسية الحاكمة من خلال الانتماءات الدينية أكثر من السياسة الاقتصادية أو الاجتماعية. ويمتد دور الانتماء الديني في الأحزاب السياسية الحاكمة إلى ما وراء الدول العربية . فمثلا في لبنان كدولة كان للصراع السياسي تأثير على استقرار الدولة حيث تنوعت الولاءات حيث يحظى تيار المستقبل بدعم المملكة العربية السعودية المسلمة السنية، ويحظى حزب الله بدعم حلفاء شيعة في العراق، وإيران على وجه الخصوص كجزء من سياسته لتصدير الثورة الإسلامية. ولكن أحد الجوانب اللافتة للنظر في السياسة اللبنانية هو أن التحالفات الرسمية وغير الرسمية غالبًا ما توجد عبر الانقسام الديني. فتحالف 8 آذار هو تحالف يضم حزبين رئيسيين هما المسلمون الشيعة (حزب الله) والمسيحي (التيار الوطني الحر) الذي توحده أجندة مؤيدة لسوريا. ويعارضهم تحالف 14 آذار، وهو جماعة مناهضة لسوريا تهيمن عليها الأحزاب السنية والمسيحية المارونية (مهنّد , 2019 :5).

4- ظهور الفواعل غير الحكومة : ان وجود قوى ومليشيات وأحزاب في البلدان العربية شكل نموذج الدولة داخل الدولة كالحوثيين في اليمن , وحزب الله في لبنان حيث يعد حزب الله مؤسسة عسكرية مدعومة عسكريا ولوجستيا من قبل ايران , بل يمثل حزب الله توجهات صانع القرار السياسي الإيراني , وبدار ويحرك من قبل النظام السياسي الإيراني , هذا الأمر شكل حالة عدم استقرار في لبنان تمثل يعدم قدرة النظام السياسي اللبناني بفرض سيادته على ارض لبنان , ويمثل حزب الله مفهوم الحرب بالإنابة في حربه ضد اسرائيل 2006 , كذلك برز الحوثيين في اليمن حيث انقسم اليمن على عدة أطياف سياسية أدت الى انقسام لبنان على أساس طائف ,مما ساهم ذلك في دخول صراعات دامية (البطاينة , 2019 :5).

5- ظهور نظام المحاصصة : شكل نظام المحاصصة ابرز عناوين في العراق وسوريا واليمن ولبنان في تعرية الفشل البنيوي للأنظمة السياسية العربية , ويستند نظام المحاصصة على اقتسام السلطة والثروات، وفق معايير لا تعتمد على الكفاءة ا والأهلية , , حيث تعاني البلدان العربية حالةً من الشلل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني نتيجة هذا الصراع على اقتسام الموارد والسلطة، هذا النظام الذي يستند على المحاصصة أوقع بعض الدول العربية في التزامات وديون في ظل غياب الحكومة وفقدان المساءلة والمحاسبة .مما شكل هذا الأمر إلى عجز الحكومة في القدرة على توفير الخدمات الرئيسة، مثل الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والتعليمية ومشكلة النفايات , مما شكل ذلك حالة من الإحباط لدى الشعب اللبناني ( المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ,2019 :11).

6- بروز التفاوت الطبقي: تبرز مؤشرات عدم المساواة الاجتماعية وعدم توزيع الموارد في مجتمع معين بشكل غير متساو ، وعادةً من خلال قواعد التخصيص ، التي تولد أنماطًا محددة على طول خطوط فئات محددة اجتماعيًا من الأشخاص. كذلك شكل التفضيل التمايزي للوصول إلى السلع الاجتماعية في المجتمع الناتج عن السلطة والدين والقرابة والهيبة والعرق والجنس والعمر والتوجه الجنسي والطبقة. عادةً ما يعني عدم المساواة الاجتماعية ، ولكن يمكن بدلاً من ذلك تصور من حيث عدم المساواة في الوصول إلى الفرص. وتشمل الحقوق الاجتماعية سوق العمل ومصدر الدخل والرعاية الصحية وحرية التعبير والتعليم والتمثيل السياسي والمشاركة. لذلك فقد شكل التفاوت الطبقي في البلدان العربية أحد أبرز الاختلافات البنيوية في الأمن الاجتماعي العربي، حيث سوء التوزيع وغياب العدالة شكلت أبرز مؤشرات التفاوت الطبقي في كثير من البلدان العربي، (زكي , 2019 :11).

7- انخفاض النمو الاقتصادي: لقد أشارت تقارير البنوك العربية حالة إلى تراجع المؤشرات الاقتصادية المختلفة، مثل النشاط الاقتصادي العام، والوضع المالي العام، والحسابات الأجنبية. وقد شهد الاقتصاديات العربية حالة من التراجع، اتسعت الفجوة بين دخل الفرد في معظم الدول العربية ودخل الفرد في الدول الصناعية المتقدمة منذ أوائل التسعينيات. كان أداء النمو الاقتصادي في العالم العربي ضعيفًا بسبب تطوير معايير الدول أيضًا. ومع ذلك ، فإن تنوع أنماط النمو داخل هذه المجموعة يتحدى التعميمات السهلة حول الأسباب الكامنة وراء الأداء المخيب للآمال( عبد الصمد ,2020 :12).

8- فشل السياسات الاقتصادية: يبدو أن فشل السياسة الاقتصادية في الدول العربية سبب أكثر أهمية لضعف النمو. على الرغم من أن المنطقة تتماشى جزئيًا مع توافق آراء واشنطن ، إلا أن العديد من الدول العربية تتخلف عن الدول النامية الأخرى عندما يتعلق الأمر بتقليص الدور التداخلي للدولة ودمج نفسها في التقسيم العالمي للعمل من خلال التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر ومع ذلك ، فإن العلاقة بين ظروف الاقتصاد الكلي وتراكم العوامل وكذلك التجارة وتحرير الاستثمار الأجنبي المباشر من ناحية والنمو الاقتصادي من ناحية أخرى لا تزال بعيدة المنال. قد يكون السبب في ذلك هو أن الإصلاحات لم تقطع شوطا كافيا وظلت مجزأة حتى في البلدان العربية ذات الأداء الإيجابي نسبيا للنمو. ومع ذلك ، لا يمكن استبعاد أن تكون بعض عناصر إجماع واشنطن أقل فعالية مما كان متوقعًا على نطاق واسع في تعزيز النمو. على سبيل المثال، من غير المرجح أن يحفز الطابع المحاصر للاستثمار الأجنبي المباشر في بعض البلدان العربية نمو دخل الفرد. وهذا يعني أن الظروف الخاصة بكل بلد تستحق اهتمامًا وثيقًا عند تصميم إصلاحات السياسة الاقتصادية. في البلدان العربية ذات الدخل الفردي المنخفض ، يبدو أن تعبئة الموارد المحلية أكثر أهمية من جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. حتى في البلدان الأكثر تقدمًا مثل مصر وتونس ، فإن الجهود المستمرة نحو تكوين رأس المال البشري هي مفتاح النمو المستدام( السالم ,2021 :12).

يمكن القول ان المتغيرات المتعلقة بالسياسات والنمو الاقتصادي تعتمد على أوجه قصور مؤسسية أكثر عمقًا. فالمؤسسات في العديد من البلدان العربية أقل تقدمًا مما قد يوحي به مستوى دخلها. تدعم تجربة العديد من مصدري النفط في المنطقة الاقتراح القائل بأن وفرة النفط تشجع البحث عن الريع وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي من خلال تأثيرها الضار على التنمية المؤسسية. ونتيجة لذلك ، فإن إصلاحات السياسة الاقتصادية على غرار توافق واشنطن ليست كافية لتحسين آفاق النمو في الدول العربية. تنطبق الدعوة إلى الإصلاحات المؤسسية بشكل أساسي على البلدان الغنية بالموارد مثل الجزائر والمملكة العربية السعودية والسودان ، على الرغم من أداء النمو المختلف في الماضي. قد يكون من الصعب على هذه البلدان التغلب على لعنة الموارد الطبيعية ، لكن التحول الناجح لبلد مثل المكسيك من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد شديد التنوع به مؤسسات أكثر تقدمًا قد يظهر الطريق أمام الدول العربية.

الخاتمة والنتائج والتوصيات

أولا: الخاتمة :

شكَّلت خاتمة الدِّراسة حصيلة النتائج التي تمثل الإجابة عن أسئلة الدِّراسة بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التوصيات،حيث تناولت الصراع السياسي وتداعياته على بلدان الربيع العرب , وقد شكلت التدخلات الخارجية المتمثلة في الدول الإقليمية من قبل والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإسرائيل التي فاقمت الصراعات السياسية في بلدان الربيع العربي , فقد شكلت المفاهيم الأمريكية مثل للفوضى الخلاقة إلى أثارت الانقسام داخل الأنظمة العربية بالإضافة إلى صناعة المنظمات الإرهابية ودعم المليشيات والمجموعات المسلحة التي زادت من نسبة الصراع .

كذلك تناولت الدراسة ما شهدته بلدان الربيع العربي من صراع سياسي وثورات عنيفة أدت إلى تغيير الأنظمة السياسية او أحدثت حرب أهلية أدت إلى انهيار النظام السياسي وسقوط رموز سياسية حكمت لعشرات السنين مثل القذافي ومبارك , كذلك سقوط دكتاتوريات عربية ذات النظام السلطوي الانفرادي , بالإضافة إلى دوافع ترتبط بالصراع السياسي مثل الانقسام الداخلي والمحاصصة بالإضافة إلى بروز فواعل غير حكومية كما هو الحال في العراق ولبنان واليمن , بالإضافة إلى انتشار الفساد وارتفاع نسبة الفقر والبطالة , ومن ابرز البلدان العربية التي شهدت صراع سياسي بسبب اندلاع ثورات الربيع

لقد ساهمت التدخلات الخارجية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإقليمية إسرائيل وايران إلى ارتفاع نسبة الفساد والفوارق الطبقية بين المجتمعات، والمحاصصة في تقسيم السلطات، والانقسام الطائفي بين فئات المجتمع والانقسام السياسي داخل، واحتكار السلطة من قبل فئات سياسية وحرمان فئات أخرى، بالإضافة إلى تراجع الخدمة العامة وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة معدلات الفقر.

ثانيا: النتائج :

1- بينت الدراسة ان الصراع السياسي زاد من تعميق واستنزاف الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان الربيع العربي .

2- أثبتت الدراسة ان المصالح القومية تتنافى مع مفاهيم التعاون الدولي، حيث أثبتت التدخلات الإقليمية ان مصالحها تسمو وتعلو على مصالح الدولة اللبنانية التي تأن تحت وطأة الفقر والانهيار.

3- بينت الدراسة ان الانقسام الطائفي هو أساس الانقسام السياسي في بلدان الربيع العربي مما شكل حالة من عدم الاستقرار .

4- اثبت الدراسة ان المليشيات والمجموعات المسلحة تشكل فواعل غير حكومية ساهمت في الصراع السياسي في بلدان الربيع العربي بالإضافة إلى غياب الإرادة السياسية لأغلب الدول العربية

5- بينت الدراسة غياب الدور العربي سواء بالمبادرات او عن طريق جامعة الدول العربية بسبب حالة الضعف والانقسام والتراجع العربي مما سهل ذلك لإيران التوغل داخل مكونات المجتمعات العربية وتحقيق حالة عدم الاستقرار.

ثالثا: التوصيات

1- أوصت الدراسة من الضروري على الأنظمة العربية ان تستعيد قواها وان تكون جامعة الدول العربية شرعيتها في إعادة استقرارها .

2- على الدول الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ان تقدر مفهوم حقوق الإنسان والذي يعد عنوان الدول الغربية في الحفاظ على الإنسان العربي وصيانة كرامته .

3- توصي الدراسة بأن على الأنظمة السياسية في بلدان الربيع العربي الالتزام بالقيم الديمقراطية والمشاركة السياسية وتعزيز مبدأ تداول السلطة في انتقال سلمي للسلطة بعيدا عن المحاصصة والتقسيم الطائفي.

4- توصي الدراسة بأن على أصحاب الأموال داخل بلدان الربيع العربي وخارجها دعم بعضها البعض من اجل تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة باعتبار ان التنمية أساس الاستقرار السياسي والاقتصادي، وان الفوارق والتشوهات في طبقات المجتمع هي التي تعزز حالة عدم الاستقرار.

المراحع:

احمد , روان (2020). نظرية الحاجات الإنسانية, موقع العربي ,19, شباط, مصر.

اسطيح، بولا (2019). الانقسامات الدرزية التاريخية تعزز الصراعات بين مكوناتها، جريدة العرب الدولية , 2, تموز، السعودية

الباسوسى ,أحمد زكريا (2018). تأثيرات تهديد أمن الطاقة على الصراع الدولي على الغاز الطبيعي “دراسة حالة منطقة حوض شرق البحر المتوسط” ، رسالة دكتوراه ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسة جامعة القاهرة ، مصر ،

البطاينة، فؤاد (2019). وجهة نظر في حزب الله وفي إيران ومساراتها السياسة في المنطقة العربية، صحيفة راي اليوم , 7 , كانون أول، لندن.

الجبوري , عماد الدين (2021). السياسة عند الفلاسفة, اندبندنت العربية , 14, تشرين أول , لبنان.

جوزيف، باحوط (2016). تفكّك اتفاق الطائف في لبنان: حدود تقاسم السلطة على أساس الطائفة، مركز كارنيغي للشرق الأوسط, 16, أيار، واشنطن

حازم , كويى (2020). الفاشية :المفهوم والتطور, الحوار المتمدن , العدد ( 6565). 16, ايار , مصر.

الحسن، حسان محمد (1999). موسوعة علم الاجتماع , الدار العربية للموسوعات، بيروت , لبنان.

الحسين , امال ( 2007). الحركة الثورية و بناء الحزب الثوري,الحوار المتمدن ,العدد (1819).7, شباط,مصر.

الرحامنة, علي احمد (2018) الدور السياسي والأمني للمنظمات غير الحكومية في المنطقة العربية (2011-2017) رسالة ماجستير, جامعة الشرق الأوسط, الأردن.

زكي، أحمد (2019) دراسة في الحراك اللبناني وسيناريوهات متوقعة، صحيفة راي اليوم , 11, تشرين ثاني، لندن.

زيادة، معن خليل(2000) معجم علم الاجتماع المعاصر , دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن .

السالم، محمد (2021). أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، موقع سطور , 25, شباط، الاردن.

صابر، فاطمة. (2002). أسس ومبادئ البحث العلمي. الإسكندرية: مطبعة الإشعاع الفنية, مصر.

صديق , سيد (2020). من 1905 إلى 1917: كيف تحوَّلت الثورة الروسية من الهزيمة إلى الانتصار؟صحيفة الاشتراكي, 25, تشرين اول,روسيا.

ضبيش, رشا عطوة (2022).التدخل الدولي وتأثيره علي ظاهرة الإرهاب دراسة حالة الدولة الليبية , المجلد 14، العدد 13، جامعة الإسماعيلية,13, كانون ثاني , مصر

عبد الرزاق , نيرة (2019). الثورة الأمريكية.. بدأت بتمرد على الضرائب وانتهت بحرب دولية حققت لها الاستقلال,عربي بوست , 5, كانون اول ,مصر.

عبدالصمد، خلدون (2020). أسباب وتراكمات الأزمة الاقتصادية في لبنان، صحيفة النهار. 30. أيلول، لبنان،

عبدالعظيم , هديل (2021). بعد 50 عاما من انسحابها.. هل تعود الولايات المتحدة إلى فيتنام؟ , مركز الجزيرة للدراسات , 30 , تموز , قطر.

عبدالله , محمد (2022).جدل كل عام بمصر.. ذكرى 25 يناير بين الثورة والمؤامرة,مركز الجزيرة للدراسات ,24,كانون ثاني, قطر.

العويك، مصطفى (2019). بعد 30 عاماً من تطبيقه.. هل يقضي اللبنانيون على اتفاق الطائف؟ موقع الخليج اون لاين , 21, اذار، لبنان.

غالي، إبراهيم (2006). “الداخل اللبناني بعد الحرب سجال الدولة والطائفية”, السياسة الدولية، العدد 166, أكتوبر 2006م، المجلد41, مصر.

غريغوري , دي جونسن (2021). الجهات الفاعلة الأجنبية في اليمن: التاريخ والسياسة والمستقبل, مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية , 25, فبراير, اليمن .

فتحي، احمد (2020). ذكرى اغتيال الحريري.. تحالف “14 آذار” يتأهب لمواجهة هيمنة حزب الله، صحيفة العين الإخبارية , 15, شاط، الأمارات العربية.

فيصل , رشيد تركي (2013)ما بعد الثورات العربية الربيع العربي ومخاض التحول الديمقراطي، بيروت ، بيسان للنشر والتوزيع , لبنان.

القاق، نديم (2019). مسار للتغيير السياسي في لبنان؟ دروس وسرديات من انتخابات 2018,المركز اللبناني للدراسات,25, تموز، لبنان.

قرني, بهجت (2013 ،)تحديات المرحلة الانتقالية ومالت الربيع العربي ، مجلة السياسة الدولية ، العدد192, مصر.

كولن، جيراي( 2007). في سياسة الردع و الصراعات الإقليمية والمغالطات و الخيارات الثابتة، مركز الأمارات للدراسات و البحوث ، العدد26 ،الامارات

مجلة الجامعة (2019).تعريف المنهج الوصفي التحليلي و استخداماته في البحث العلمي, 9, حزيران, المغرب.

محمود , عبد الفتاح (2012). إدارة النزاعات و الصراعات في العمل ، المجموعة العربية للتدريب والنشر ، القاهرة ، مصر.

محمود، فتحي (2020). الاستقلال الثاني للبنان، صحيفة الاهرام , 1, ايلول، مصر.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2019). انتفاضة لبنان: أسبابها وتداعياتها، 23، تشرين اول. قطر.

المصلحى إسلام منير محمد( 2021). التعريف بالصراع الدولى ( مراحله وأساليب إدارته), المركز الديمقراطي العربي, 6, كانون ثاني , برلين.

معروف، عبد (2021). تفاقم الفساد في لبنان ناقوس خطر يهدد مستقبل التنمية، صحيفة القدس العربي, 24, تموز، لندن.

منصور, دانه (2021). فيديوغرافيك: كيف بدأت الثورة في سوريا؟وكالة فرانس 24 , 15, اذار, فرنسا.

منطاوى ، محمد محمود ( 2015). الحروب الأهلية و آليات التعامل معها وفق القانون الدولي ، المركز القومي للإصدارات القانونية، القاهرة، مصر

مهنّد، الحاج علي (2019). أي علاقات أمس واليوم بين حزب الله وسورية؟ مركز كارنيغي , 7, أيار، واشنطن.

نجم الدين , أنور (2014). منهج ماركس بين الديالكتيك والاقتصاد السياسي, الحوار المتمدن (4323) 3, كانون أول , مصر.

الهبطي , رجاء (2019).ماذا فشل النظام الشيوعي في الإتحاد السوفيتي والصين؟مركز الجزيرة للدراسات , 7 , أيار , قطر.

وهبان ، أحمد محمد (2014). تحليل إدارة الصراع الدولي ” دراسة مسحية” ، مجلة الجمعية السعودية للعلوم السياسية ، جامعة الملك سعود ، السعودية

وهبان ، أحمد محمد (2014). تحليل إدارة الصراع الدولي ” دراسة مسحية” ، مجلة الجمعية السعودية للعلوم السياسية ، جامعة الملك سعود ، السعودية