بناء المصطلح العلمي: منهجيات وضع الز وائد في العربية ومشكلاتها.

الحبيب الإدريسي1

1 معهد الدراسات والأبحاث للتعريب: (الرباط، المغرب)

بريد الكتروني: Lahbib.elidrissi71@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(7); https://doi.org/10.53796/hnsj3730

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2022م تاريخ القبول: 15/06/2022م

المستخلص

نحاول في هذه الورقة العلمية التطرق إلى قضية لغوية ما فتئ الحديث يتجدد حولها في كل المناسبات واللقاءات العلمية، ويتعلق الأمر بقضية المنهجيات التي تتخذها الفصائل اللغوية لبناء ألفاظ ومصطلحاتها، وخاصة ما يتعلق بوضع الزوائد في اللغة العربية وما يترتب عنها من صعوبات ومشكلات تطبيقية إجرائية. لذلك سنركز الحديث عن هذه الإشكال ومقارنتها بغيرها من اللغات الأوربية التي تعتمد بشكل أساسي على هذا الإجراء أكثر من غيرها. كما سنعمل على تقديم أمثلة ونماذج حية تبرز هذا الاضطراب الحاصل بهذا الخصوص مع وصفها وتفسير أسباب وقوعها كلما اقتضى الأمر ذلك، وأخيرا وضع حلول ومقترحات من أجل تجاوز بعض هذه المشكلات اللسانية ذات الأبعاد المعرفية المتباينة.

الكلمات المفتاحية: توليد المصطلح، الفصائل اللغوية، الاشتقاق، الإلصاق

تقديم:

إن بناء المصطلح وصياغته في لغة من اللغات يتخذ آليات ووسائل مختلفة، تتباين بحسب السلالات اللغوية التي ينتمي إليها، ولعل من أبرز تلك الوسائل والآليات في عصر الاختراعات العلمية والتكنولوجيا الحديثة، نذكر آليتين منتجتين هما: الاشتقاق والإلصاق (السوابق واللواحق) وهما وسيلتان توليديتان يتم استثمارهما لتسمية المفاهيم والتصورات المستحدثة، باعتبارهما من المصادر الفعالة لإغناء وإثراء المتن اللغوي لجميع الفصائل اللغوية. ذلك أن الاختلاف في طبيعة السلالات اللغوية يقتضي صنفا مناسبا من وسائل صوغ المصطلحات وبناء الكلمات، حيث تقترن معظم اللغات السامية بظاهرة الاشتقاق، فتوصف بأنها لغة اشتقاقية، في حين أن اللغات الهندأوربية تطغى عليها ظاهرة الإلصاق، فتنعت بأنها لغة إلصاقية.

وسنحاول في هذا المقام عرض مجمل الطرائق والكيفيات التي يتم بها وضع الكلمات والمصطلحات في اللغة العربية والأوروبية. فما المراحل التي يمر منها بناء الكلمة في هاتين اللغتين؟ وما النتائج المترتبة عن هذا البناء؟

1_ مستويات بناء المصطلح في اللغة العربية:

توصف اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية؛ نظرا لأنها تتخذ من آلية الاشتقاق الوسيلة الأهم لإغناء رصيدها اللغوي والمصطلحي، “لأنها تتوصل إلى كلماتها عن طريق استخدام المادة بجميع صور الاستخدام، وهو تحويل الأصل الواحد إلى أبنية مختلفة لمعان مقصورة لا تصلح إلا بها، أي استخدام الحركات في صوغ الكلمات من المادة على أساس قياس مطرد”[1]، ويرجع السبب في ذلك إلى كون اللغة العربية “تندرج ضمن عائلة اللغات السامية التي تتميز بعدد من الخصائص والسمات المشتركة، حيث تخضع بنياتها الصرفية لقوانين تأليفية خاصة، تعتمد في تشكلها على الجذور الثلاثية وغلبة الصوامت. ويصنف علماء الصرف هذه اللغات بأنها لغات ذات صرف غير سلسلي أي تكسيري، فجمع (دار) هو (دور) أو (ديار)، لأن الجمع يكسر بنية المفرد، ومعنى ذلك أن بناء الكلمة في هذه اللغات لا يتم بطريقة خطية تعتمد إلصاق لواصق بالجذر أو بالجذع مثلما عليه الأمر في اللغات الهندو أوربية ذات الصرف السلسلي، وإنما يتم بناؤها بطريقة تراكمية عبر مراحل أولها الجذر ثم الجذع ثم الكلمة”[2]. هذا الوضع الاعتباري ناجم عن طبيعة اللغات المتصرفة جميعها، والتي “تتسم بانقسام مفرداتها إلى مورفيمات بطريقة اعتباطية غير ثابتة. وتحتوي الكلمة الواحدة على عدد من الوحدات الدلالية التي يصعب ّإلحاقها إلى الّأجزاء المختلفة للمفردة ككل ثم إلى العلاقات النحوية بين مفردات الجملة الواحدة لا تظهرها إلا الحركات الإعرابية الخاصة بالرفع والنصب والجر”[3].

لذلك نجد من خلال هذا التمييز أن بنية الكلمة في اللغة العربية تتحدد انطلاقا من عناصر محددة، ومرحل معينة، نوردها كالتالي:

1-1-لجذر:

وهو الأساس الذي تقوم عليه مختلف الوحدات اللغوية، يتكون من ثلاث صوامت خالية من الحركات أو العلامات الإعرابية، ويستقل بمعنى أصلي. وله ” وجهان: دال ومدلول”[4]، حيث “يشكل المعنى على المستوى الدلالي، ويشكل المعنى الصرفي للكلمة لبناء المعنى على المستوى الصرفي، ذلك أن البناء الصرفي للكلمة في اللغة العربية يوازيه البناء الدلالي، لنأخذ مثالا على ذلك؛ فالكاف والتاء والباء، جذر لغوي مكون من ثلاثة صوامت، هذه الصوامت تحمل في معناها النووي معنى الكتابة، وفي معناها الصرفي تشكل نواة الكلمة التي ستبنى فيما بعد صرفيا. وهذه الصوامت تخضع في اللغة العربية وغيرها من اللغات لما يسمى بقيود التأليف، لأن هناك من الصوامت ما يأتلف مع غيره، وهناك ما لا يأتلف. كما ذكره ابن جني وغيره، فالقاف والكاف مثلا، لا ينسجمان في التأليف لوجود قيدان اثنان مجتمعان؛ هما قيد تماثل الحروف أو الأصوات يمنع ائتلافهما، وهناك قيد تشابه المخرج. وهذه القيود التي تفرض على الأصوات، هي التي تحدد ماهية كل لغة من اللغات”[5].

ويمتاز الجذر بخصائص منها، أنه:

_الوحدة المعجمية الأساسية التي تتأسس عليها الكلمة في اللغة. و “يمثل القاسم المشترك الذي بين الكلمات باعتباره العنصر الصامتي المتكرر في الكلمات التي تشترك في مفهوم (مثال: قَتَلَ، قَتْل، قِتْلَة، قاتِل هي ألفاظ تنتمي إلى مجموعة تشترك في معنى متضمن في الجذر (ق ت ل)”[6].

– مقطع غير قابل للتجزيء، تتشكل من خلاله الكلمات بإضافة السوابق واللواحق”[7].

– يتكون من مادة صوتية قوامها ثلاثة صوامت دون أي صائت من الصوائت. أو بمعنى آخر، فهو عبارة عن حروف الكلمة الأصلية مجردة من الحركات.

– يختص بالدلالة على معنى من المعاني.

– يفرغ في قوالب صرفية تحدد صيغته والصوائت التي يأخذها للتعبير عن معان محددة.

لكل هذه الاعتبارات وغيرها، صار الجذر اللغوي يحتل منزلة أساسية في دراسة اللغات السامية عموما، والعربية منها على وجه التحديد، لما يتيحه من إمكانات البحث من النواحي: الصوتية والصرفية والمعجمية والدلالية، ولما يثيره من قضايا لغوية ولسانية. ذلك أن الجذر ليس دالا على علامة صرفية فقط، وإنما هو دال على حالة اللغة التي تعبر عن تصور الجماعة الناطقة بها. فالبحث في الجذر بمعناه الصرفي هو في نهاية المطاف بحث في نظام اللغة باعتبارها نسقا من العلامات، وفي اللغة عموما باعتبارها رأسمال ثقافي – رمزي لا يفنى في حياة الأفراد والجماعات، وفي تلك الأداة التي تفيد في التواصل ونقل المعارف والتجارب والخبرات، من جيل لآخر، لكي تظل تلك شاهدة على مدى قدرتها على مصاحبة الإنسان في أطوراه المختلفة، دونما كلل أو ملل أو عناء أو عياء.”[8]

نستخلص مما سلف، أن الجذر اللغوي يمثل علامة فارقة وميزة خاصة بالنسبة للغة العربية وكذا عموم اللغات السامية التي يتأسس عليها متنها المعجمي ورصيدها اللغوي، بالنظر إلى ما يتيحه من إمكانات مهمة لبناء المفردات وتوليد المصطلحات واشتقاقها، ثم التعرف على أقسامها (فعل، اسم، حرف) ومعانيها.

1-2-الصيغة الصرفية:

تمثّل المكون الثاني من مكونات بناء الكلمة في اللغة العربية، وهي شكل وقالب صائتي يدمج فيه الجذر، فيأخذ كل صامت حركته داخل القالب الصرفي أو الصيغة الصرفية. وكل صيغة صرفية لها دلالة معينة تؤديها، ثم تضاف لها علامة إعرابية للحصول على الكلمة. والصيغة بهذا المعنى هي “القالب الصائتي الذي تتحرك به صوامت الجذر فتصبح اسما أو فعلا أو صفة أو تصير مفردا أو جمعا أو مصغرا أو مكبرا … إلخ، وإذا كان الجذر يمثل المفهوم المعجمي، فالصيغة تمثل الفصيلة التي تنتسب إليها الكلمة. وللصيغة […] وجهان دال ومدلول”[9].

1-3-الجذع:

عنصر صرفي يتشكل من خلال دمج وإفراغ مجموع الصوامت(الجذر) في قالب صرفي (صيغة صرفية)، مع إضافة علامة إعرابية، أو سابقة أو لاحقة، لأن “الجذع يأخذ ا وضع الكلمة حين تضاف إليه لاصقة تبيّن وضعه التركيبي”[10]. وبالتالي يتم الحصول على كلمة تأخذ موقعها في سياق الجملة.

ويفرق اللسانيون بين الجذر والجذع بحيث يختلف أحدهما عن الآخر من عدة أوجه، من أهمها “أن الجذر يعد مادة صوتية خاما، في حين يُعَد الجذع تحققا من تحققات الجذر”[11].

1-4-الكلمة:

هي وحدة لسانية تتكون من مجوعة حروف هجائية تدل على معنى، يتم التوصل إليها بعد إضافة سابقة أو واسطو أو لاحقة للجذع، ثم تأخذ معناها في سياق الجملة باعتبارها وحدة من وحدات اللغة، لأنها الأساس الذي تبنى عليه اللغة، والأداة المثلى في كل عملية تواصل. وكان الزمخشري (ت 538ه) من أوائل من قام بصياغة تعريف لها، إذ يقول: “الكلمة هي اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع، وهي جنس تحته ثلاثة أنواع: الاسم والفعل والحرف[12]. لذلك اعتبرت الوحدة الأساس التي يقوم عليها التحليل اللساني، حيث تتجاذبها جميع المستويات اللسانية. مما جعل منها أهم علامة لسانية بين جميع العلامات، ومن ثمة فإن أهميتها تتمثل في كونها عبارة عن “كيان معجمي وبناء صرفي، ولها محتوى تركيبي معين يحدد مقولتها ووظيفتها التركيبية في الجملة، وهي ذات محتوى دلالي محدد يسهم في تشييد معنى الجملة التي ترد فيها. وللكلمة مظهر فونولوجي يحدد صورتها الصوتية، وتشكيل تطريزي (prosodique) يخصص نبرها المعجمي المسند إلى أحد مقاطعها الصوتية. فالكلمة بهذا المعنى، إذن، مفهوم “عابر حدود” تصب في تحديده وتنافس في معالجته عدة مستويات ومكونات لسانية”[13].

وبالنظر إلى هذه الأهمية التي تكتسيها دراسة الكلمة من خلال مستويات ومراحل بنائها المتعددة، فقد حدّها فردناند دي سوسير بالقول: “إن الكلمة، بالرغم من الصعوبة التي نلاقيها في تعريفها، وحدة تفرض وجودها على الذهن، وهي أمر أساس في أولوية اللسان”[14]. وبالتالي فإن كل هذه العناصر والمستويات تتفاعل من أجل بنائها بناء سليما. وقد لخص الدكتور محمد الوادي مراحل هذا البناء في اللغة العربية، حيت “يقتضي ذلك في مرحلة أولى تأليف جذر من الجذور racine انطلاقا من فونيمات الأبجدية العربية؛ وهذا الجذر يتم تفريغه في قالب مصوتي، هو الصيغة schème والتي تنتج جدعا radical”[15].

وبعد تحديد معاني هذه العناصر ومدلولاتها بشكل سريع ومختصر، نستنتج أن بناء المصطلح يخضع لنمط من التتابع العلاماتي ولنوع من المنطق الصرفي؛ بحيث ينطلق من الجذر ثم الصيغة الصرفية ثم الجذع، لتتشكل لدينا العلاقة اللسانية التالية:

جذر + قالب صرفي = جذع، ثم تضاف العلامة الإعرابية للحصل في الأخير على الكلمة.

مما يدل على أن هذه المراحل تتم وفق نمذجة صورية ومنطق رياضي محدد يتحكم في بناء الكلمة في اللغة العربية على المستويين الدلالي والصرفي.

والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى هذا المسار المتبع لوضع الكلمة (المصطلح) في اللغة العربية، فإن هذه الأخيرة لا تغفل كذلك استثمار آلية الإلصاق في إغناء وإثراء رصيدها اللغوي المعجمي؛ بالرغم من أن العربية لا تخضع للتتابع الخطي والسلسلي الذي يعد سمة أساسية من سمات اللغات الأوربية التي يتوافق نظمها مع هذه الخاصية الإلصاقية.

1-5-الإلصاق: (affixation):

وسيلة صرفية عبارة عن مجموعة من الزوائد تحمل معنى في ذاتها، وتضاف إلى أساس اللفظ لتخصيص مدلوله وحصره في مجال معين، من خلال التعبير عن مفهوم معين والإسهام في وسم المعرفة المستحدثة.

وتعتبر اللاصقة في العربية صرفية تختص بمعنى من المعاني؛ كالدلالة على الزمن أو على المعاني النحوية كالفاعلية والمفعولية أو غيرها، إلا أنها غير مستقلة من الناحية التركيبية بذاتها؛ إذ لا يمكن استعمالها إلا إذا اندمجت مع غيرها من العناصر. وهو ما حدا ببعض الدارسين إلى الزعم بأن لا وجود للواصق في العربية، يقول محمود خسارة في هذا السياق: “ونحن لا نسلم بأن في العربية لواصق بالمعنى الذي نعالجه، فمفهوم اللاصقة أنها جزء من كلمة دمجت في كلمة أخرى فأعطت معنى جديدا يجمع بين مدلولَيْ الكلمتين المدمجتين، وهو ما نسميه في العربية بالنحت”[16]. ويضيف قائلا: “أما الأحرف التي تزاد على الكلمة العربية كأل التعريف وواو الجماعة وألف المثنى، وألف وتاء جمع المؤنث السالم، وأحرف المضارعة، فليست من اللواصق في شيء، لأنها ليست أجزاء من كلمات، بل زوائد خُصّصت لأداء معان محددة”[17]. لكن عموما فإن معظم الآراء تعتبر الإلصاق ظاهرة لغوية تشهدها اللغة العربية كغيرها من اللغات الأوروبية، وإن كان بشكل مختلف عنها.

وتنقسم اللواصق حسب موقعها في الكلمة: إلى ثلاثة أنواع:

_سابقة: (بادئة) préfixes: مقطع صغير يضاف في أول الكلمة، قبل الجذع، ليغير من معنى الكلمة كحروف المضارعة. (أنيت) (أ) كتب[18]، أو (أل) التعريف، (الكتب)… أو السابقة dé)) في الفرنسية التي تفيد النقيض عندما نضيفها إلى الكلمة، مثل: (composition) الذي معناه “التركيب” يكسب معنى جديدا هو “التحليل أو التفكيك” (décomposition).

_واسطة: (infixe) ترد وسط الكلمة؛ كالأف الدالة على المشاركة، كما في: ك (ا) تب.

_لاحقة: وتسمى كذلك كاسعة أو تذييلا (suffixe)؛ وهي عبارة عن مقطع صغير يضاف في آخر الكلمة، بعد الجذع، ليغير من وظيفة الكلمة في الجملة فتخدم غرضا جديدا، كتاء التأنيث مثل: مكتب(ة) – كتب(ت) الدالة على التأنيث.

ويمكن التمييز كذلك بين نوعين من اللواصق: واحدة اشتقاقية وأخرى دلالية.

أ-الاشتقاقية: وهي الزوائد المضافة إلى الأسماء والأفعال والصفات لتضيف وظيفة لها، وتصير جزءا من بنية المصطلح، مثل لاصقة المصدر الصناعي في العربية (يّة)، أو اللاحقة (or) التي تضاف إلى الفعل (to translate) الإنجليزية فتصبح (translator).

ب-الدلالية: وهي مقاطع لغوية ليست جزءا من الكلمة، بل تضاف إليها وتفيد معنى زائدا عليها، مثل السابقة (غير) و (شبه) في العربية، والسابقة الفرنسية (mono) التي تفيد معنى التوحيد، فتضاف إلى الاسم (cellulaire) فتصير (monocellulaire) وحيد الخلية”[19].

ويتضح بشكل جليّ أن طبيعة اللواصق وشكلها وكذا وموقعها في الكلمة، يختلف في اللغات الأوروبية مقارنة باللغة العربية. لذلك تعتبر “اللواصق مقاطع كاملة تحمل بالقوة معنى وظيفة لغوية تضاف إلى الكلمة الفرنسية أو الإنجليزية ذات النواة الثابتة، وبهذا تحصل على قدر وفير من الكلمات. فالإلصاق جمع بين عناصر مختلفة في تكوين واحد، واللغات الأجنبية تلجأ كثيرا إلى اللواصق الدلالية، حيث تشكل جزءا من بنية الكلمة”[20].

انطلاقا مما سبق، يمكن أن نستنتج بأن آلية الإلصاق تعلب دورا بارزا في توليد الألفاظ في اللغة العربية بالرغم من كونها لغة ذات صرف اشتقاقي، فمن خلاله يمكن استخراج العديد من الكلمات انطلاقا من جذر أساس؛ فمن (ك. ت. ب) مثلا؛ نحصل على مجموعة من الوحدات المعجمية التي تثري المتن اللغوي للعربية، على غرار: (كتب، كاتب، مكاتبة، مكتبة، مكاتب، تكاتب، استكتاب، …). بالإضافة إلى ذلك فإن السوابق واللواحق لا يقتصر دورها في توليد مثل هذه الكلمات فقط، بل يتم اللجوء إليها كذلك من أجل توليد وصياغة مصطلحات جديدة؛ مثل: “المصدر الصناعي”، حيث يتم إضافة الياء والتاء المربوطة فنقول: نخاعية وعقلانية، لسانية، أو نضيف الياء فنقول: فيزيائي، نخاعي، رياضي، أو نضيف الياء والألف والتاء فنقول: لسانيات رياضيات، اجتماعيات، أو نضيف الألف والنون والياء فنقول نفساني وعلماني، عقلاني، وهكذا.

هناك إذن، قوة توليدية كبيرة في العربية تأتيها من جهة الاشتقاق، دون التقليل كذلك من أهمية الإلصاق باعتباره وسيلة لتزويد المعجم العربي بما يحتاجه من ألفاظ ومصطلحات في جميع القطاعات والميادين العلمية.

2_ مستويات بناء الكلمة في اللغات الهندو أوربية:

لعل المتأمل في طريقة تكوين المصطلحات العلمية في اللغات الأوربية يتراءى له بالملموس أنها لغة مزيجة ومختلطة؛ تتشكل من عناصر لغوية مختلفة، حيث انصهر وامتزج بعضها مع البعض بشكل أهّلها للتعبير عن حاجياتها من المفاهيم والمصطلحات المستحدثة، ذلك أن “اللغات الأوربية في نهضتها العلمية عندما اضطرت إلى تنمية لغاتها لتواكب هذه النهضة، وجدت بين أيديها مادة ثرية وجاهزة، من خلال اللغتين اليونانية واللاتينية الميتتين، سهلتا عليها عملية الاقتراض والاقتباس والأخذ لبناء ما تحتاجه هذه اللغات من ألفاظ وعناصر كوّنت منها جذورا وسوابق ولواحق لإنشاء المصطلحات الجديدة، ومما ييسر عليها عملية التوحيد أن هذه المادة إرث مشاع بين الأوربيين وقاسم مشترك بين لغاتهم، فاللفظ المصنوع من قطع يونانية ولاتينية لا مشاحة فيه بين الأوروبيين لأنه شبه معروف، وهم فيه على اتفاق فيما يخص مدلولاته”[21].

وفي هذا الصدد يشير الدكتور محمد صادق الهلالي إلى أن “اللغة الإنكليزية هي لغة تركيبية، لذلك نجد معظم المصطلحات العلمية والطبية فيها مركبة من وحدات أو مقاطع يضم بعضها إلى بعض لتولد المصطلح العلمي المقصود. وقليل من المصطلحات الإنكليزية مجردة عن مثل هذا التركيب، إذ إن أكثرها مركب من كلمة أساسية تسمى الجذر stem”[22]. الذي يحمل المعنى الأساسي للمصطلح، وتلحق به “لواحق أو لواصق” تضيف للمصطلح مدلولاً إضافياً”[23]. حيث تضطلع بدور هام في بناء المصطلح، لأن بناءه بناء سلسليا ينطلق من جذع ثم تضاف إليه اللواصق. ولتوضيح هذا الكلام، نقدم المصطلحات العلمية التالية كمثال على ذلك[24]:

_hypercholesterolaemia: فهذا مصطلح طبي، وهو عبارة عن مركب لفظي إنجليزي يتوجب لزاما على من يريد أن يتفهم معناه بدقة ووضوح، أن يتعرف على مجموع مدلولات هذه اللواصق المشكلة له، ليتسنى له إدراك مفهوم المصطلح المقصود، الذي يعني بكل بساطة “زيادة الكوليسترول في الدم”. ومن الممكن استعمال الكلمات الإنجليزية (raised blood cholesterol) لتدل على المفهوم بكل وضوح، ولكننا نجد هذه الكلمة مركبة من الجذر (cholesterol) الذي يدل على اسم مادة الكولسترول موضوع المصطلح الأساسي، الذي أضيفت إليه السابقة (-hyper) التي تدل على فرط أو زيادة المادة، ثم اللاحقة (aemia) التي تدل على وجودها في الدم. ولكننا لو أمعنا النظر أكثر من ذلك ودققنا في اسم مادة الكولسترول (cholesterol) نفسها لوجدناها مكونة من ثلاثة مقاطع: الأول (chole-) الذي يعني المادة الصفراء، والثاني (-ster-) الذي يعني مادة صلبة، ثم اللاحقة (Ol-) التي تعني أن المادة مركبة من أصل كحولي، إذ إن هذه اللاحقة هي خاتمة كلمة (alcohol-). وسبب هذه التسمية هو الاعتقاد بأن مادة الكوليسترول التي هي من أصل كحولي تسبب معظم حصى الصفراء الصلبة. وهكذا نرى أن هذا المصطلح مكون من ستة مقاطع مأخوذة من أصول لغوية متفرقة.

_electroencephalography: لو دققنا بنفس الأسلوب في المصطلح لوجدناه مكوناً من ثلاثة مقاطع رئيسية وهي (-electro) وتعني كهربائي والثاني (-encephalo-) ويعين دماغي والثالث (graphy-) ويعني تسجيل أو تخطيط. كما لو أننا حللنا مقطع (-encephalo-) لوجدناه مكوناً من مقطعين؛ الأول (-en) ويعني “داخل”، والثاني (cephal-) ويعني “الرأس”. فهو يعني إذاً: “داخل الرأس”، وهذا ما اصطلح عليه ليعني: “الدماغ”، ففي هذه الحالة يتكون المصطلح الأصلي من خمسة مقاطع ليعني “التخطيط الكهربائي للدماغ” (record of brain electricity).

_pseudohypoparathyrodism: فهذا مصطلح مكون من خمسة مقاطع، الأول (pseudo) ويعني هنا “شبيه” أو “كاذب”، والثاني (-hypo) ويعني “نقص” أو “قلة”، والثالث (-para) ويعني “جنيب”، والرابع هو كلمة الجذر (thyroid) وتعني “الغدة الدرقية”، وأخيراً اللاحقة (ism-) التي تعني “حالة”، ولذلك يمكننا أن نعرّفَ مدلول المصطلح بأنه “حالة قصور كاذب في الغدة جنيب الدرقية “أو” قصور جنيب الدرقية الكاذب.

وبالتالي فهذا المركب الأخير يتشكل من الوحدات اللغوية الآتية:

سابقة + سابقة + سابقة + جذع + لاحقة.

تكشف هذه النماذج الاصطلاحية حجم الاعتماد على السوابق واللواحق في صوغ المصطلحات العلمية في اللغات الأوروبية التي يغلب عليها هذا النمط من الوضع، في حين يقل -إن لم ينعدم-التدخل في قلب الكلمة ووسطها بالتغيير أو الإضافة، بخلاف العربية ذات التنوع في البناء والصياغة، حيث تستخدم الاشتقاق بالموازاة مع الإلصاق، مما يمنحها الإمكانية لإضافة الزوائد في كل مواقع المصطلح.

ونشير أيضا إلى أن الإلصاق يشبه إلى حد ما التركيب من حيث كونهما يجمعان بين عناصر مختلفة في تكوين كلمة واحدة، غير أن التركيب جمع بين عناصر مستقلة ذات دلالة، والإلصاق جمع بين عنصر ذي دلالة وعناصر أخرى ليست لها دلالة مستقلة، بل هي حروف تظهر معانيها في غيرها؛ كاللاصقة الدالة على الفاعلية أو المفعولية، وغيرهما”[25] في العربية، أما اللغات الهندو أوربية فالزوائد فيها بمثابة مقاطع مأخوذة من لغات مختلفة بعضها مستقل بمعناه مثل “cephal” الذي يعني “الرأس” كما ورد في مثال سابق، وبعض آخر غير مستقل بدلالته مثل اللاصقة “ism” التي تعني “الحالة” في النموذج الثالث.

3-منهجيات وضع الزوائد في العربية ومشكلاتها:

لعل قضية السوابق واللواحق من أهم وأعقد القضايا التي استأثرت باهتمام الدارسين والمجامع اللغوية عموما، بالنظر إلى جوهريتها في نقل العلوم ووضع مصطلحاتها، وقد واجه العرب القدامى والمحدثين صعوبات جمة في كيفية التعاطي معها، وذلك منذ أن انفتح العرب على عملية الترجمة؛ أي خلال العصر الذهبي وتأسيس الخليفة المأمون “بيت الحكمة” وتشجيع ترجمة أعمال كبار الفلاسفة والمفكرين والأدباء من مختلف الثقافات، مرورا بعهد وضع المعاجم المخصصة لمصطلحات العلوم، وانتهاء باللحظة الراهنة، وما يطبعها من جهود فردية وجماعية ومؤسساتية.

ومن المعلوم أن مسألة الزوائد ترتبط باللغات الإلصاقية أكثر من غيرها كما سلف أن ذكرنا، بالنظر إلى اعتمادها على طريقة التوليف بين الجذوع والزوائد في توليد الألفاظ والمصطلحات. وهو الأمر الذي استوجب على الدارسين العرب معالجتها وترجمتها من خلال القيام بمحاولات جادة لإيجاد قواعد مطردة يسهل معها توفير المقابلات العربية لتلك اللواصق الأجنبية. على اعتبار أن ترجمة الزوائد جزء لا يتجزأ من ترجمة المصطلحات العلمية التي تأتلف معها، من أجل خلق وحدات لغوية تتسم بإيجاز على مستوى المبنى والدقة على مستوى المعنى. وبالتالي محاولة التقريب بين المصطلح العلمي العربي ومثيله الغربي، “على غرار ما نهجته المنظمات الدولية في وضع نظام مقنن للتقابل اللغوي بين اللغات الغربية، تقدم المشاركون في ندوة توحيد منهجيات وضع المصطلح العلمي العربي بالرباط عام 1981 بتوصية تدعو إلى التقريب بين المصطلحات العربية والعالمية لتسهيل المقابلة بينهما للمشتغلين بالعلم والدراسة للتعبير المطرد عن سابقة معينة أو لاحقة بعينها في المصطلحات الأوربية إلى قيام توحيد معياري على المستوى العربي وعلى المستوى الدلالي. وهذا مثال نستقيه من تعبير السابقة ” مونو”: monoxyde أول أكسيد، monovalent أحادي التكافؤ، monocellulaire وحيد الخلية، monociom وحيدة المسكن”[26].

ويعد مجمع اللغة العربية بالقاهرة أول مؤسسة علمية عربية أثارت قضية السوابق واللواحق في وضع المصطلح العلمي، حيث عمل المنتسبون إليه على وضع منهجية علمية يسترشد بها الباحثون والمترجمون أثناء نقلهم المصطلحات الأجنبية إلى العربية. وقد أصدر المجمع بشأنها مجموعة من القرارات العملية تتمثل في اتخاذ عدة أنماط من الترجمة، وهي التي حددها الباحث ممدوح خسارة في أربعة أنواع هي:

أ-الترجمة بالمعنى؛ مثل (hyper) التي ترجمت “بفرط” أو “زيادة”.

ب-الترجمة بالأبنية؛ حيث تم استغلال وتخصيص مجموعة من الأوزان لتأدية معاني بعض الزوائد، وسنأتي على ذكر بعض الأمثلة منها وبعض المشاكل التي تطرحها وكذا الانتقادات الموجهة لها.

ج-الترجمة بالصيغة؛ كصيغ التصغير مثل (sous) الفرنسية، فقيل في (sous genre) “جُنَيْس”، ومثلها (sub) الإنجليزية مثل (subgénus) التي ترجمت كذلك بـــ “جُنَيْس”.

وترجموا ثماني لاحقات أجنبية بصيغ النسبة العربية، وهي: (from) التي ترجمت بصيغة النسبة المنتهية بألف ونون، فقالوا في (ensiforme): “سَيْفاني، و(oide) مثل (crystaloide): “بِلَّوْراني”، و (like)مثل (glulike): “غِرْواني”[27]. كما ترجمت بصيغة النسبة المنتهية بياء مشددة المكسور ما قبلها اللواحق الآتية: (ique) مثل (alcoholique) “كحولي”.

إن المطلع على الحالات الترجمية التي وردت وفقها هذه النماذج اللّصقية وغيرها في مواطن وسياقات مختلفة يظهر له بوضوح، أن استعمالها لم يستقر على هذه المعاني المذكورة فحسب، بل تعداها إلى غيرها، لذلك سعَينا إلى تجميع مختلف المعاني والأبنية التي ترجمت بها مجموعة منها. وها هنا سنقتصر على معالجة بعضها فقط، أي الزوائد الأكثر استخداما وشيوعا مع طرائق استعمالها، وكذا أنواع الترجمة العربية لمقابلة هذه الزوائد، ومعانيها بالأمثلة المبسطة، وقد أوردتها في الجدول الآتي[28]:

اللاصقة الأجنبية ترجمتها العربية نمط الترجمة عدد استعمالها
Mètre _مِفْعال: chronomètre (مِيقَات)

_مِفْعَل: baromètre (مِضْغَط)

_الدلالة على القياس: termomètre (مقياس الحرارة)

_متر balomètre بلومتر.

_بالوزن

_بالوزن

_ بالمعنى

_الاقتراض

4
Scope _مِفْعال: télescope (مِرْقاب) و (مِقْرَاب)[29]

_مِفْعَل: télescope (مِرقَب، مِجْهَر)

-سْكُوبْ: télescope تلسكوب

_فعّالة: [30]stéthoscope (سمّاعة)

_كاشف أو مكشاف

_بالوزن

_بالوزن

_الاقتراض

_بالوزن

_المعنى + الوزن

5
Graphe _مِفْعال: oscillographe: (مِهْزاز)[31]

_مِفْعَلَة: télégraphe (مِبْرَقَة)[32]

_غْرَافْ: télégraphe تلغراف

_مَفْعَل: Glossographe (مَسْرَدي)[33]

_راسم أو مرسام[34]

_تسجيل أو تخطيط[35]

_علم: crystallography (علم البلورات)[36]

_بالوزن

_بالوزن

_الاقتراض

_بالوزن

_المعنى + الوزن

_بالمعنى

_بالمعنى

7
Hyper _تَفْعَال: Hyperactivité (تَنْشَاط).

_تَفَعُّل: Hypertrophie (تضخُّم).

_فَرْط:Hypersensibilité : (فرط الحساسية).

_زيادة: Hypercholestérol زيادة الكولسترول

_بالوزن

_بالوزن

_بالمعنى

_بالمعنى

5
Hypo _نَقْص: Hypoalonemia: (نقص أملاح الدم)

_هَبْط:

_ياء مشددة وكسر ما قبلها: Hypophysaire: (نخامي)[37]

_ضَعْف: Hypoacousie (ضعف السمع).

_الاقتراض: Hypochlorite (هيبوكلوريت)[38]

_بالمعنى

_بالمعنى

_الصيغة(النسبة)

_بالمعنى

_بالاقتراض

5
Oïde _شبه: colloïde شبه غرائي.

_النحت: Colloïde (شَغْرَوِي).

_النسبة المنتهية بألف ونون: Cristalloïde (بِلَّوْراني)

_يّة: Thyroïde (غدة درقيّة)[39]

_وُيْدْ: Stéroïde [40] (ستيرويد _ ستيروئيد)

_بالمعنى

_الصيغة+(النحت)

_الصيغة(النسبة)

-المصدر الصناعي

_الاقتراض

5
Ism _فُعْلانيّة: dualisme (أُحْدانيّة).

_فُعُلانيّة:

_مُفَعّل: néologisme (مولّد).

_صيغة المصدر الصناعي: réalisme (واقعية)

_مصادر الأفعال: colonialisme (استعمار) وterrorisme (إرهاب).

_حالة: pseudohypoparathyrodism[41].

_بالوزن

_بالوزن

_بالوزن

_بالصيغة_ بالمعنى

_بالمعنى

_بالمعنى

6
Able _فَعُول: Dénombrable (عَدُود)[42].

_فَعِيل: notable (وجِيه)، comparable (مثيل أو نظير)، potable (شَرِيب)[43]

_اسم فاعل: قابل لـِ : Dénombrable (قابل للعد)، applicable: (قابل للتطبيق)

_صالح لِــ : potable (صالح للشّرب)

_جاهز لِــ: utilisable (جاهز للاستعمال)

_مثير: admirable (مثير للإعجاب).

_اسم المفعول: préférable (المفضّل)[44].

_المصدر الصناعي (الاسم): المذُوبة والمأكُول mangeable

_بالوزن

_بالوزن

_الوزن + المعنى

_الوزن + المعنى

_الوزن +المعنى

_بالمعنى

_بالصيغة

_بالصيغة

8
Ible _اسم فاعل: صالح لِــ comestible (صالح للأكل)

_اسم المفعول: possible (مُحتمَل)، admissible (مقبول).

_الفعل المضارع المبني للمجهول: comestible (يُؤْكل)، incrédible (لا يُوصَف).

_الوزن + المعنى

_الوزن

_بالصيغة

_بالصيغة

4

_ملاحظات وانتقادات:

إنه وبالرغم مما قام به اللسانيون والمصطلحيون العرب من جهود متواصلة محمودة لإيجاد مقابلات عربية أصيلة للواصق الأوروبية ومحاولتهم تقعيدها وفق ضوابط دلالية وصرفية، من خلال استغلال جميع الوسائل اللغوية المتاحة من أجل تقييس وتنميط العديد من السوابق واللواحق، فإن الإشكال لا زال مطروحا في الساحة، مما يضع المترجمين والمهتمين أمام مجموعة من العراقيل والصعوبات الناجمة عن الخلط واللبس على مستوى دلالات العديد من المقابلات. ويمكن تفسير هذا الأمر بإرجاع أسبابه إلى معطيين اثنين: معطى موضوعي؛ يعود إلى طبيعة اللغة العربية التصريفية ذاتها، وكذا غنى متنها وتعدد وسائل توليدها، ومن ثمّ إتاحة اختيارات وإمكانات متباينة أمام المترجمين والمتدخلين، ناهيك عن صعوبات تتعلق بقضية ترجمة السوابق واللواحق الأجنبية.

وهناك أيضا معطى ذاتيا؛ ترجع مسبباته إلى كثرة المتدخلين من أفراد وهيئات ومجامع لغوية، وعدم اتفاقهم على اصطلاح بعينه، بل إن كل طرف يدعي الصواب والأحقية فيما يقترحه من مقابلات، إضافة إلى عدم التزام الواضعين أنفسهم بما أقروه من ترجمات، وهي معضلة انعكست سلبا على الساحة الفكرية والعلمية، فاستشرت معها فوضى المصطلح واضطراب الترجمة في مختلف ميادين المعرفة.

بناء على الاستقصاء الذي قمنا به حول منهجية ترجمة بعض اللواصق المدرجة في الجدول أعلاه، يمكن استخلاص بعض الملاحظات ورصد مجموعة من الإشكالات التي اعترت عملية ترجمة الزوائد الأجنبية إلى العربية، نذكر من بينها ما يلي:

_أن الواضعين العرب لم يسلكوا طريقا واحدا ومتفقا بشأنه لمقابلة المصطلح اللصقي الأجنبي، بل تعددت القواعد والمنهجيات لوضع السوابق واللواحق الأجنبية، وهذا التعدد ينتج عنه تعدد على مستوى المصطلحات العلمية، والتي فوّتت على المقابل العلمي العربي طابع والمرونة والاتساق الذي تقتضيه مصطلحات العلوم عموما.

_اعتماد أنماط مختلفة من الترجمة، هذه الأنماط قد تُخَصّص أحيانا كلها لوضَع لاصقة واحدة، مثل اللاحقة «able» التي وردت على أكثر من صيغة أو حالة وضع، فترجمت عن طريق وزنين اثنين (فَعُول وفَعِيل)، وعن طريق المعنى، ثم عن طريق الصيغة (اسم الفاعل، واسم المفعول، والمصدر الصناعي)، وكذلك بواسطة الوزن والمعنى؛ أي تخصيص كلمة بعينها لمقابلتها؛ مثل استعمال اللفظ (قابل لـــِ) في قالب اسم الفاعل.

ولعل هذا التعدد الاستعمالي للاصقة الواحدة بأنه ناجم عن صعوبة التقيد بمقابل واحد لكل لاصقة بالنظر إلى تعدد السياقات والحالات الاستعمالية، وبالتالي فتخصيص مقابل واحد ليؤدي معنى اللاصقة الأجنبية في جميع الحالات هو إجراء تأباه اللغة العربية وقد يُوقِع في الخلط المفهومي واللبس الدلالي.

_مقابلة عدة لواصق بمقابل عربي واحد، حيث وُضعت صيغة “مِفْعال” الدالة على اسم الآلة كمقابل للزوائد الصرفية التالية: mètre و scope و graphe. وهو ما يسمى بالاشتراك الصيغي، بالنظر إلى أن الوزن في العربية غير مقتصر على معنى بعينه، بل قد يشترك في الدلالة على معان مختلفة، كما هو الحال بالنسبة للاشتراك اللفظي الذي تشهده بعض المفردات. وبالتالي فمحاولة تخصيصه لتسمية لاصقة بعينها دون غيرها لا يستقيم بالنسبة للعربية، فغالبا ما يجد المترجم نفسه أمام مصطلحات تؤدي المعنى الذي يحمله المصطلح اللصقي الأجنبي بشكل ملائم على الرغم من تشابه ترجمة اللاصقة بأخرى مختلفة في بنيتها. ويبدو أن سبب هذا الاشتراك هو تفضيل الترجمة بكلمة واحدة عن غيرها، لكن ذلك لا يخلو من عيوب وتكلّف في مواطن معينة حيث ينتج عنه غموضا في المعنى وثقلا على الأفهام.

_إنه وعلى الرغم من أن استثمار الأوزان العربية في عملية الترجمة قد أسهم بشكل جليّ في ترسيخ خاصية الاختصار اللغوي والاختزال الاصطلاحي الذي يعدّ إجراء جيدا تقتضيه الطبيعة اللسانية للغة العربية؛ لكونها تعتمد بالأساس على الاشتقاق والتوالد من الداخل، فإن نماذج كثيرة من اللواصق لا تنتظم ترجمتها بإخضاعها لقياسات ومعاني هذه الأوزان، التي وإن كانت “قد نجحت في تجاوز بعض المشكلات المطروحة، إلا أن هناك حالات لم تسلم من خلق اللبس والبلبلة عوض الإبانة والوضوح، “فمقابلة السابقة (méta) التي تعني (ما بعد) [على سبيل المثال]، قد اقترح لها أحد الباحثين بناء (إِفْعِيلي) فترجم مصطلح (méta physique) بـــــ (إِطْبِيعي)، بدلا من غيبي أو ما وراء الطبيعة”[45]. ويبدو أن هذا الاجتهاد لم يجد قبولا في أوساط المستعملين، بل إن مثل هذه الاجتهادات تزيد فقط من تفاقم مشكل الوضع الاصطلاحي.

_ترجمة اللاحقة «able» تارة بوزن (فَعُول) وتارة أخرى بصيغة (اسم فاعل)، فمصطلح “Dénombrable” ترجم بــــ (عَدُود) و (قابل للعدّ)[46]، لكن من منا اليوم يستعمل (عدُود)؟ وفي ذلك يقول ممدوح خسارة “ومما يمكن أن يؤدي إليه الالتزام بــ (فعُول) في ترجمة هذه اللاحقة من ثقل أن نقول في ترجمة (durable) (دَؤُوم)، وهو ما لم تنطق به العرب”[47]. ذلك أن من المعاني التي يشير إليها بناء “فَعُول” في العربية القابلية على الحدث”[48]. لكن هذا البناء وغيره من الأبنية الأخرى غير مقتصرة في لغتنا العربية على هذه المعاني، بل لها معان أخرى، وقد يؤدي الالتزام المطلق بها إلى اللبس، أو إدخال صيغ تعبيرية بعيدة عن العربية، أو إدخال أبنية ثقيلة”[49]. وكذلك الأمر بالنسبة لمصطلح “potable” الذي ترجم بــــ (صالح للشرب) و (شرِيب) على وزن فَعِيل، الذي لا يؤدي المعنى بالشكل الذي تؤديه عبارة “صالح للشرب” التي انتشر استعمالها وتداولها بين الألسن.

_الأوزان العربية قوالب دالة، ومحاولة التحكم في طريقة اشتغالها وتحديد معانيها بدقة أمر يصعب تحقيقه، لذلك فــ “تخصيص الأبنية بمعان عامة أجدى من تخصيصها بمدلولات للّواصق فحسب”[50].

_أحيانا يلجأ المترجمون إلى استعمال صيغ مختلفة من أجل التمييز بين معاني دقيقة ومتداخلة في المصطلح الواحد، كما هو الشأن بخصوص النّسْبةِ إلى مصطلح “البيضة”، إذ يقول عنه أحد الباحثين: “استعملنا أكثر من صيغة واحدة من صيغ النسبة للتفريق بين المتشابهات. فقلنا “بيضي” مثلا لما نريد نسبته إلى مادة البيضة، وقلنا “بيضوي” أو “بيضاوي” لما نريد نسبته إلى شكل البيضة، وقلنا “بيضاني” لشكل يشبه شكل البيضة ولكنه لا يطابقه”[51]. لكن في المقابل ما الداعي إلى تخصيص اللاصقة oid التي تفيد الشبيه والتنظير بثلاث ترجمات (شبه، والنسبة مع الألف والنون، والنسبة بياء مشددة وكسر ما قبلها) مادام المعنى الذي تشير إليه واحد؟

_إذا كان مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد خصّ السابقة الأجنبية hyper بوزن (تَفْعَال) الدالة الزيادة والتكثير، حيث ترجم hyperactivité بــــ (تنشاط) محترما بذلك منهجه، فلماذا ترجم مصطلح hypertrophie بــــ (تضخّم) ولم يترجموه بــــ (تضخام) على غرار ما أقرّه في توصياته.

_أن ترجمة اللاحقة الفرنسية «ism» بـــــ “فُعْلانية” أو “فُعُلانية” لا يطّرد في العربية، بل قد يؤدي إلى خلق ألفاظ هجينة وبعيدة عن ميدان الاستعمال، لذلك كان من الأرجح لو تم اعتبار الترجمة هنا بلاحقة المصدر الصناعي (يّة) المخصّص للتعبير عن المذاهب والتيارات الفكرية. إضافة إلى كل ذلك، فإن اللاحقة ism يتم التعبير عنها بمصادر الأفعال العربية، ونماذجها كثيرة في اللغة. كما يمكن الإشارة إلى وجود لواحق أخرى تشاركها في الدلالة على نفس المعاني، وهي ité كـــ: mentalité”عقليّة”، و relativité “نسبيّة”.

_إذا كانت معظم اللواصق الأجنبية تخضع لأنماط ترجمية عربية مختلفة، فإن الترجمة المستندة إلى المعنى تعدّ الأنسب للتعبير عن معاني هذه اللواصق بجلاء ووضوح، مع التذكير أن ترجيح طريقة على أخرى تعود إلى طبيعة كل مصطلح وإلى الدلالة التي يشير إليها.

4-استنتاج:

يتضح من النماذج السابقة إذن، أن حجم الصعوبة ومكامن القصور والاضطراب باديان على نحو واضح في ترجمة اللواصق الأجنبية لدى المترجمين عموما، وحتى عند المترجم بعينه، مما يُبرز غياب تصور علمي موحد ومتفق عليه لمعالجة قضايا ترجمة السوابق واللواحق. وفي هذا السياق نستحضر مثالا لأحد كبار اللسانيين العرب، هو الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري الذي لم خالف منهجه في الترجمة؛ فلم يلتزم بما اقترحها هو نفسه في مقدمة معجمه الشهير، يقول أحد الباحثين: “ومع حرص الفاسي على احترام شرط النسقية في الترجمة، إلا أنه أحيانا يخل بهذا الشرط. ويمكن أن نمثل لذلك بترجمته للمصطلح Glossary ومشتقاته، فقد ترجمه بالمصطلح “مَسْرَد” وترجم Glossarist بالمقابل العربي “مَسْردي” محترما بذلك شرط النسقية، على الرغم من أنه استعمل نفس المقابل لترجمة المصطلح Glossographer، فوقع بذلك في الترادف المصطلحي. لكنه أخلّ بشرط النسقية حين قابل المصطلح Glossem بالمصطلح المعرب “كلوسيم” وأردفه بالمصطلح “مَعْنَم”. [ويتساءل الباحث] ولسنا ندري لماذا خالف الفاسي هنا منهجه في استثمار اللاحقة (يَّة) لترجمة ما انتهى باللاحقة (em) دلالة على الوحدة؟ ولماذا لم يترجم Glossem بـــــ (مَسْرَدية) على غرار صرفيّة Morphe وصوتية Phonem؟ ولو أعمل الفاسي هذا الإجراء الاشتقاقي في تقديرنا، لاحترم بذلك شرط النسقية من جهة، ومنهجه في الترجمة من جهة أخرى. وفي السياق نفسه، نرى أنه من الأولى ترجمة المصطلح Glossematics بالمقابل العربي “مسرديات” بدل المصطلح المعرب “كلوسيماتية” تماشيا مع المنهج المعتمد في استثمار صيغة المصدر الصناعي في صورته الجمعية لمقابلة المصطلحات المنتهية باللاحقة (ics) والدالة على العلوم والمدارس”[52].

ومن نتائج هذا الاضطراب أننا نجد مجمع اللغة العربية بالقاهرة على سبيل المثال، قد فسح المجال أما المترجمين لاختيار المقابل العربي المناسب لبعض اللواصق الأجنبية بعد الصعوبات التي يطرحها التقيد بمقابل واحد لكل لاصقة، لكونه إجراء لا يتناغم واللغة العربية. وإلى ذلك أشار أحد الدارسين بالقول: “أثارت ترجمة اللواصق بمعانيها بعض الإشكالات، لأن هذا يقتضي ترجمة المصطلح اللصقي بكلمتين تشكلان تركيبا وصفيا أو إضافيا قد لا تأتلفان دائما، فإن كلمة ما قد يصلح تركيبها _إضافة أو وصفا_ مع كلمة ولا يصلح مع غيرها. من ذلك أن مجمع القاهرة قرر ترجمة الصدر اليوناني (a) الدال على النفي _ ويكتب (an) أمام الأحرف الصوتية _ بكلمة (لا) النافية مركبة مع الكلمة العربية المطلوبة، فيقال مثلا (اللاجَفْن) مقابل المصطلح (ablépharie)، وهو فقد الأجفان خَلْقيا أو مرضيا، ولكن المجمع رأى بعدئذ أنه لا يمكن اتخاذ ذلك قاعدة، فوافق على ألا يُتخذ قرار الاستعمال (لا) دائما، أو عدم استعمالها دائما، والاكتفاء بأن يقال “يجوز لنا استعمال (لا) مركبة مع الاسم المفرد إذا وافق هذا الاستعمال الذوقَ ولم ينفر منه السمع”[53]، وهذا ما دعا إلى تعدد ترجمات اللواصق ليمكن اختيار الأكثر ملاءمة، وعليه فقد ترجمت السابقة (a) بعدد من كلمات مثل: (لا، بلا، بدون، غير، عديم)[54]. وكذلك السابقة extra بــــ (إضافي، فوقي، خارجي)[55]. واللاحقة From بـــــ (شبيه، شكل، هيئة)[56].

استنادا إلى ما سبق، يظهر بجلاء أن من طبيعة اللغة باعتبارها كيانا متغيرا ومتجددا انفلاتها عن معيار الاطراد والخضوع لقاعدة واحدة بعينها، ومن ثمة صعوبة تنميطها وتقيسها، لذلك فمهما حاول الساهرون على قضايا العربية ومعالجة إشكالياتها المتباينة، فإن الالتزام بضوابط وقواعد لغوية بعينها في ترجمة المقابلات الأجنبية بمختلف أصنافها لا تسعف في كثير من المواطن والحالات في عملية انتظامها أو التحكم فيها. وهو الأمر الذي تطرحه مسألة التعرض لترجمة السوابق واللواحق التي يطبعها التعدد في الآراء والاقتراحات الموحية باستمرار الخلط والارتباك الكامن من وراء كل محاولة تقعيد أو تنميط. لذلك فما دمنا في موقع المستهلك الذي لا يبتكر العلوم ولا ينتج النظريات فسيبقى الوضع السائد في الساحة الاصطلاحية كما هو، إن لم يتفاقم أكثر.

-خاتمة:

ختاما، وبعد أن استعرضنا على امتداد الصفحات السابقة _الخاصة الورقة_ بعضا من أهم قضايا المصطلح العلمي النظرية والتطبيقية، والمتعلقة أساسا بوسائل وآليات بناء الكلمة، حيث عرفنا بالسائد من هذه الموضوعات وبتقنياتها ومنهجياتها الخاصة. فقد خلصنا إلى ما يلي:

_إن كل سلالة لغوية تضع ضوابط ونواميس لبناء ألفاظها ومصطلحاتها، وتتباين السلالات اللغوية في هذا البناء؛ ففي اللغة العربية تبنى الكلمة انطلاقا من جذر وصيغة صرفية للحصول على جذع، ثم علامة إعرابية للحصول على الكلمة أو المصطلح.

_ إن اللغات الهندو أوروبية كالإنجليزية والفرنسية وغيرهما، يبنى فيها المصطلح انطلاقا من جذع يضاف إليه سوابق أو لواحق، وتغيب الأواسط لأنها لا تتناسب وطبيعة اللغات الاشتقاقية.

_إن الاشتقاق في اللغة العربية وسيلة ناجعة تقدم إمكانات مهمة للتعبير عن المفاهيم والمستحدثات الجديدة.

_إن وضع المصطلح في اللغة العربية ينبغي أن يُلتزَم فيه بخصائصها التكوينية الصرفية الاشتقاقية قدر الإمكان، مع عدم إهمال مختلف الآليات التوليدية الأخرى. بل يتوجب استغلالها على نحو أفضل مع الابتعاد عن المولدات الهجينة المسيئة لأصالتها.

_إن اللغات الأوربية تشهد ظاهرة الجمع بين مقاطع كثيرة عن طريق إلصاق بعضها ببعض للتعبير عن مفهوم مستحدث في قطاع من القطاعات العلمية.

_إن البناء السليم للمصطلح يساعد على عملية فهمه وتحليل مكوناته؛ ذلك أن المصطلح ينبغي أن يدل على مفهوم محدد ودقيق خال من كل التباس أو غموض.

_تمنع الزوائد عن الخضوع لقاعدة بعينها، أو التقيد بمقابل واحد للاصقة الأجنبية، حيث تتعدد الترجمات بتعدد السياق الاستعمالي للزائدة الواحدة، وبالتالي فتخصيص مقابل واحد ليؤدي معنى اللاصقة الأجنبية في جميع الحالات هو إجراء تأباه اللغة العربية وقد يُوقِع في الخلط المفهومي واللبس الدلالي.

_لائحة المصادر والمراجع المعتمدة:

_العربية:

– الكلمة المعجمية، وضعها الفونولوجي وخصائصها التطريزية، موهوب مراد (2007)، مجلة الدراسات المعجمية، ع 6، يناير 2007، منشورات مؤسسة الغني للنشر، الرباط، المغرب.

– التعبير عن دلالات اللواحق الأوروبية في العربية، د. نيقولا دوبريشان، (مقال على الأنترنت) https://bravodrogme2.skyrock.com/1747726424-suffixes.html

– السوابق واللواحق في مصطلحات العلوم الطبية، محمد صادق الهلالي، مركز الملك فهد للبحوث الطبية، جامعة الملك عبد العزيز، جدة.

– الصيغ في العربية، إدريس السغروشني، وقائع الندوة الدولية الأولى لجمعية اللسانيات بالمغرب.

– المفصل في صنعة الإعراب، الزمخشري، جار الله، (ت538)، تحقيق د. علي بو ملحم، مكتبة الهلال، بيروت، ط 1، 1993.

– بناء المصطلح في اللغة العربية، د. عز الدين البوشيخي، المنتدى الإسلامي، الدوحة، (محاضرة على اليوتيوب)، ماي، 2011.

– بنية الكلمة العربية: دراسة صرف صواتية حديثة، عبد اللطيف عبايل، منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية، مقال على النت

– بين التعريب والتوحيد، عباس الصوري، أعمال ندوة: قضايا المصطلح في العلوم الإنسانية، ج 1، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مكناس، أيام 9-10-11، مارس 2000.

– ترجمة المصطلحات الطبية: دراسة للبنية المورفودلالية للمصطلحات الفرنسية ذات الجذور الإغريقية واللاتينية وترجمتها إلى العربية، زوينة طرش، مجلة الترجمة، المجلد 24، ع 1، 2021، الجزائر.

– علم المصطلح لطلبة كليات الطب والعلوم الصحية، محمد هيثم الخياط، أكاديميا أنترناشيونال، بيروت، لبنان، 2007.

– علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ممدوح محمد خسارة، دار الفكر، دمشق، 2008.

– مشروع المصطلحات الخاصة بالمنظمة العربية للترجمة، إعداد: هيثم الناهي، هبة شرّي، حياة حسنين.

– معاني الأبنية في العربية، فاضل السمرائي، دار عمار للنشر والتوزيع، عمان، ط 2، 2007.

– معجم المصطلحات اللسانية، عبد القادر الفاسي الفهري، بمشاركة: نادية العمري، دار الكتاب الجديدة، بيروت، ط 1، 2007.

– مفهوم الجذر الصرفي بين اللغتين العربية والعبرية: دراسة مقارنة، عبد الكريم بوفرة، مجلة أسيناك، العدد 13.

– من أجل منهجية علمية لتوحيد المصطلح العربي (قضايا الزوائد نموذجا)، عمر أوكان، ضمن: مجلة اللسان العربي ع 54، 2002.

_ لغة المصطلح العلمي في اللغتين العربية والإنجليزية –السمات والدلالات- سعيد بن محمد بن عبد الله القربي.

_استخدام المصطلح العلمي العربي الموحّد في التعليم، نجية مندني، سعاد الجطيلي، ضمن: مجلة اللسان العربي، ع 54.

-السوابق واللواحق في مصطلحات طب الأسنان، مجمد فؤاد الذاكري، مقال على النت، ملف وورد، حلب، سوريا.

-الصيغة الصرفية وبناء المصطلح _دراسة في أنماط الاسم والصفة_، جمال والزين، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس 2016.

-اللسانيات النشأة والتطور، ذ. أحمد مومن، دائرة الإنجليزية، معهد اللغات الأجنبية_ جامعة قسنطينة، الطبعة 2، 2005.

-المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، جماعة من المؤلفين، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، (أليسكو)، مكتب تنسيق التعريب، دار النجاح، الدار البيضاء، 2002، ص 104. (ويُقصد به: جهاز راسم للذبذات الصوتية).

– معاني المضارع في القرآن الكريم، حامد عبد القادر، مجلة مجمع القاهرة، ج 13.

-معجم مصطلحات علوم البيئة، -القسم الخامس-، فاضل حسن أحمد، ضمن: مجلة اللسان العرب، ع 40، 1995.

-مكانة الصواتة في الصرف العربي القديم، الوادي محمد، مجلة مكناسة، ع 6، مجلة تصدرها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس.

_ الأجنبية:

– Cours de linguistique générale, Saussure De, F, (1916), Payot, Paris.

– Dictionnaire Larousse. Pierre Larousse et Claude Augé. Librairie Larousse. 1972.

-J. Cantineau (1950) dans Mélangues William Marçais. Paris 1950.

الهوامش:

  1. – السوابق واللواحق في مصطلحات طب الأسنان، محمد فؤاد الذاكري، ملف وورد على النت، حلب، سوريا، بدون صفحة.
  2. – بنية الكلمة العربية: دراسة صرف صواتية حديثة، عبد اللطيف عبايل، منتدى مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية، مقال على النت
  3. – اللسانيات النشأة والتطور، ذ. أحمد مومن، دائرة الإنجليزية، معهد اللغات الأجنبية_ جامعة قسنطينة، الطبعة 2، 2005، ص 80.
  4. – الصيغ في العربية، إدريس السغروشني، وقائع الندوة الدولية الأولى لجمعية اللسانيات بالمغرب، ص 52.
  5. – بناء المصطلح في اللغة العربية، د. عز الدين البوشيخي، المنتدى الإسلامي، الدوحة، (محاضرة على اليوتيوب)، ماي، 2011.
  6. -J. Cantineau (1950) dans Mélangues William Marçais. Paris 1950. P 2.
  7. – Dictionnaire Larousse. Pierre Larousse et Claude Augé. Librairie Larousse. 1972. P 766.
  8. – مفهوم الجذر الصرفي بين اللغتين العربية والعبرية: دراسة مقارنة، عبد الكريم بوفرة، مجلة أسيناك، العدد 13، ص 58.
  9. – الصيغ في العربية، إدريس السغروشني، ص 52.
  10. – نفسه، ص: 81
  11. – نفسه، ص: 78.
  12. – المفصل في صنعة الإعراب، الزمخشري، جار الله، (ت538)، تحقيق د. علي بو ملحم، مكتبة الهلال، بيروت، ط 1، 1993، ص 23.
  13. – الكلمة المعجمية، وضعها الفونولوجي وخصائصها التطريزية، موهوب مراد (2007)، مجلة الدراسات المعجمية، ع 6، يناير 2007، منشورات مؤسسة الغني للنشر، الرباط، المغرب، ص 397.
  14. – Cours de linguistique générale, Saussure De, F, (1916), Payot, Paris, p154.
  15. -مكانة الصواتة في الصرف العربي القديم، الوادي محمد، مجلة مكناسة، ع 6، مجلة تصدرها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، ص 63-64.
  16. – علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ممدوح محمد خسارة، دار الفكر، دمشق، 2008، ص 61.
  17. – نفسه، ص61-62.
  18. – حاول بعض الباحثين إرجاع بعض الزوائد إلى أصلها، حيث زعم الباحث حامد عبد القادر أن أصل نون المضارعة في (نكتب) هو (نحن)، وأن همزتها في (أكتب) هو (أنا). [أنظر: معاني المضارع في القرآن الكريم، حامد عبد القادر، مجلة مجمع القاهرة، ج 13، ص 150.
  19. – بين التعريب والتوحيد، عباس الصوري، أعمال ندوة: قضايا المصطلح في العلوم الإنسانية، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مكناس، مارس 2000، ص 107.
  20. -السوابق واللواحق في مصطلحات طب الأسنان، مجمد فؤاد الذاكري، مقال على النت، ملف وورد، حلب، سوريا، بدون صفحة. (بتصرف).
  21. – بين التعريب والتوحيد، عباس الصوري، ص 102.
  22. – استعمل في هذا المقام مصطلح الجذر مكان الجذع، ولعله يقصد الثاني.
  23. – السوابق واللواحق في مصطلحات العلوم الطبية، محمد صادق الهلالي، مركز الملك فهد للبحوث الطبية، جامعة الملك عبد العزيز، جدة، ص: 147.
  24. – نفسه، ص 147، (بتصرف).
  25. _ لغة المصطلح العلمي في اللغتين العربية والإنجليزية –السمات والدلالات- سعيد بن محمد بن عبد الله القربي، ص 38.
  26. 31_ بين التعريب والتوحيد، عباس الصوري، أعمال ندوة في: قضايا المصطلح في الآداب والعلوم الإنسانية، ج1، مكناس في 9-10-11 مارس، 2000، ص:106-107.
  27. – نشير إلى أن الباحث محمد رشاد الحمزاوي قد دعا إلى تعليق العمل بترجمة اللاحقتين الأخيرتين بالنسبة المنتهية بألف ونون وياء (آني).
  28. – معظم هذه الأمثلة اقتبستها من كتاب “علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ممدوح محمد خسارة، ص 203-204.
  29. – تستعمل بعض المعاجم (معجم المعاني) والكتب مصطلح (مِقْراب) في تستعمل أخرى مصطلح (مرقاب)، ويرجّح أن يكون ذلك ناجم عن خطأ مطبعي، خاصة وأن المعجم نفسه يترجم télescope بــ (مِرْقَب) على وزن مِفْعَل.
  30. – هي أداة تستخدم للاستماع إلى الأصوات التي تصنعها الأعضاء الداخلية مثل القلب أو الرئتين .(أنظر: علم الأحياء البادئات واللاحقة: سكوب)، https://eferrit.com/
  31. -المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات، جماعة من الملفين، المنظمة العربية للثقافة والعلوم، (أليسكو)، مكتب تنسيق التعريب، دار النجاح، الدار البيضاء، 2002، ص 104. (ويُقصد به: جهاز راسم للذبذات الصوتية).
  32. – من أجل منهجية علمية لتوحيد المصطلح العربي (قضايا الزوائد نموذجا)، عمر أوكان، ضمن: مجلة اللسان العربي ع 54، 2002، ص208.
  33. – معجم المصطلحات اللسانية، عبد القادر الفاسي الفهري، بمشاركة: نادية العمري، دار الكتاب الجديدة، بيروت، ط 1، 2007، ص.
  34. – النحت، وجيه السمان، مجلة مجمع دمشق، 50/1، ص 191.
  35. – السوابق واللواحق في مصطلحات العلوم الطبية، محمد صادق الهلالي، ص 147.
  36. – استخدام المصطلح العلمي العربي الموحّد في التعليم، نجية مندني، سعاد الجطيلي، ضمن: مجلة اللسان العربي، ع 54، ص 194.
  37. – ترجمة المصطلحات الطبية: دراسة للبنية المورفودلالية للمصطلحات الفرنسية ذات الجذور الإغريقية واللاتينية وترجمتها إلى العربية، زوينة طرش، مجلة الترجمة، المجلد 24، ع 1، 2021، الجزائر، ص 108.
  38. -معجم مصطلحات علوم البيئة، -القسم الخامس-، فاضل حسن أحمد، ضمن: مجلة اللسان العرب، ع 40، 1995، ص 195.
  39. – في رحاب علوم الحياة والأرض، مجموعة من المؤلفين، ص 157.
  40. – استخدام المصطلح العلمي العربي الموحّد في التعليم، مجلة اللسان العربي، ع 54، ص 188.
  41. – مصطلح طبي، يقصد به “حالة قصور كاذب في الغدة جنيب الدرقية” ضمن: السوابق واللواحق في مصطلحات العلوم الطبية، محمد صادق الهلالي، ص 147.
  42. – مشروع المصطلحات الخاصة بالمنظمة العربية للترجمة، إعداد: هيثم الناهي، هبة شرّي، حياة حسنين، ص41.
  43. – التعبير عن دلالات اللواحق الأوروبية في العربية، د. نيقولا دوبريشان، (مقال على الأنترنت)، https://bravodrogme2.skyrock.com/1747726424-suffixes.html
  44. – ترجم علي القاسمي المصطلح المركب terme préférable بــ (بالمصطلح المفضل)، ضمن: علم المصطلح لطلبة كليات الطب والعلوم الصحية، ص 98.
  45. -علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ص 51، (بتصرف).
  46. – مشروع المصطلحات الخاصة بالمنظمة العربية للترجمة، إعداد: هيثم الناهي، هبة شرّي، حياة حسنين، ص41.
  47. – نفسه، ص 57.
  48. – معاني الأبنية في العربية، فاضل السمرائي، ص 116.
  49. – علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ص 56.
  50. – نفسه، ص 63.
  51. – علم المصطلح لطلبة كليات الطب والعلوم الصحية، محمد هيثم الخياط، أكاديميا أنترناشيونال، بيروت، لبنان، 2007، ص 17.
  52. -الصيغة الصرفية وبناء المصطلح _دراسة في أنماط الاسم والصفة_، جمال والزين، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس 2016، ص 385-386.
  53. – علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ص 48-49.
  54. – المنهجية العامة لترجمة المصطلحات، محمد رشاد الحمزاوي، ضمن: علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ص 49.
  55. -نفسه، ص 49.
  56. – المصطلحات العلمية، مصطفى الشهابي، ضمن علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ص 49.