توظيف الرمز الديني و تأويله في الشعر المغربي المعاصر الشاعر حسن الأمراني نموذجا

ذ. عبد الكريم المناوي1

1 مراكش – المغرب

بريد الكتروني: elmnaouiabdelkrim@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(9); https://doi.org/10.53796/hnsj3927

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/09/2022م تاريخ القبول: 24/08/2022م

المستخلص

يشكل الرمز في الشعر العربي عنصرا من عناصر التعبير، التي لا تواجه الفكرة مباشرة، وإنما تخاطبها من وراء حجاب، فهو وسيلة لحمل الرؤى والأفكار، وللتعبير عن خلجات النفس، فهذا الأسلوب يتصل بخيال الشاعر وإحساسه وثقافته، كما يتصل بطبيعة الموضوع.

وقد استخدم الشعراء أنماطا مختلفة للرموز، ووظفوها في أشعارهم لأغراض مختلفة، ومن هذه الرموز: الرمز التاريخي، والرمز الأسطوري، والرمز الديني الذي سنتناوله موضوعا للدراسة، ونعني به، تلك الرموز المستقاة من الكتب السماوية؛ وقد ارتبطت هذه الرموز بالشخصيات الدينية، أو بطقوس العبادة والديانة في الحضارات الدينية. فالشعراء الإسلاميون يستلهمون الرموز، لأنها تثري خطابهم الشعري، وتعمق رؤاهم الفنية و تحدد مواقفهم الخاصة من إشكالات الحياة والكون والإنسان .

مقدمة

يشكل الرمز في الشعر العربي عنصرا من عناصر التعبير، التي لا تواجه الفكرة مباشرة، وإنما تخاطبها من وراء حجاب، فهو وسيلة لحمل الرؤى والأفكار، وللتعبير عن خلجات النفس، فهذا الأسلوب يتصل بخيال الشاعر وإحساسه وثقافته، كما يتصل بطبيعة الموضوع.

وقد استخدم الشعراء أنماطا مختلفة للرموز، ووظفوها في أشعارهم لأغراض مختلفة، ومن هذه الرموز: الرمز التاريخي، والرمز الأسطوري، والرمز الديني الذي سنتناوله موضوعا للدراسة، ونعني به، تلك الرموز المستقاة من الكتب السماوية؛ وقد ارتبطت هذه الرموز بالشخصيات الدينية، أو بطقوس العبادة والديانة في الحضارات الدينية. فالشعراء الإسلاميون يستلهمون الرموز، لأنها تثري خطابهم الشعري، وتعمق رؤاهم الفنية و تحدد مواقفهم الخاصة من إشكالات الحياة والكون والإنسان .

والشاعر المغربي المعاصر يبني ثقافته، ويؤسس رؤيته المعاصرة من وعي بالتجديد، ويعمد إلى استلهام الرمز عامة والرمز الديني خاصة، لإغناء تجربته الشعرية . وقد اعتمدت في الدراسة التطبيقية على نموذج من الشعراء المغاربة المعاصرين ، وهو الشاعر المغربي حسن الأمراني: شاعر إسلامي له رؤية للإنسان والكون نابعة من التصور الإسلامي، يتمثل العقيدة الإسلامية و يتشربها في شعره و سلوكه ، ويوظف الرموز الدينية، ويرتبط بها وفق علاقة تأخذ بعدا جديدا في الشعر المغربي،تجربته فريدة لها أهميتها العلمية والأكاديمية ،وهذا يجعلنا نتوقف أمام الرمز الديني عند الشاعر حسن الأمراني ، ومنه عند مجموعة من الشعراء. فالرموز في تجاربهم الشعرية تضرب في جنبات الحياة ، الثرية بالدلالة، الناهضة بالتعبير عن أحاسيسهم ورؤاهم. فالدكتور حسن الأمراني يبحث في رحلة الشعر عن وسائل فنية جديدة في البناء الفني لقصيدته، نجده يتأثر باتجاه الرمزيين، الذين يرون أن الشاعر يوحي إلى نفوسهم عن طريق الصورة والموسيقى حالات نفسية تثير فيها إحساسات مشابهة لما يحس به الشاعر.

1 – الرمز الديني في شعر حسن الأمراني : طبيعته و دلالته

1 – 1 – الرمز الديني في الشعر المغربي المعاصر

نقصد بالرمز الديني الأسماء والأماكن والأحداث الإسلامية التي يستثمرها الشاعر في النص الشعري، لها دلالاتها التراثية، ومحملة بحمولات تاريخية معينة، لتوظف في مواقف معينة لتكتسب دلالات جديدة، وحضور الرموز الدينية له دور أساسي في القصيدة، يستدعي مجالات فكرية ونفسية تدعم دلالات النص بحسب مضامينها الدينية أو التاريخية أو الأدبية.

والرمز الديني الإسلامي هو رمز له دلالته و مرجعيته الإسلامية من حيث انتماؤه إلى الدين الإسلامي، كشخصيات الأنبياء والرسل، والصحابة، والتابعين، وأحداث الفتوحات الإسلامية وقادتها العظماء .

والملاحظ أن الشعر المغربي المعاصر، وظف الرموز الدينية الإسلامية، سواء أكانت أسماء أو أماكن أو أحداثاً أو إشارات إسلامية عامة، وخاصة عند الشعراء الأكثر اطلاعا على التراث العربي الاسلامي. وذلك يختلف من شاعر لآخر؛ بصورة جزئية، أو كلية، و بطريقة فنية عالية.

وكان ظهور الشعر الإسلامي المعاصر ، قد بدت ملامحه في أوائل السبعينيات من القرن العشرين وبدايته عبارة عن ملامح:” لا تعدو أن تكون مساقط ضوء في الظلام متناثرة، تظهر بين الحين والحين، سافرة أو حية ممتطية أسلوب المباشرة حينا، مستجيرة بالرمز التاريخي أو الواقعي حيناً آخر، وكان الوعي الشعري تابعاً بطبيعته للوعي الفكري والإيماني، ولذلك لم تكن هذه الملامح في كثير من الأحيان تتجاوز استلهام التراث الإسلامي، كما نجد عن الشاعر محمد علي الرباوي خلال المرحلة التي كان ينشر فيها قصائد في مجلة (الشهاب) البيروتية”[1].

وقد عرفت فترة السبعينات من القرن الماضي نشر مجموعة من الإنتاجات الشعرية التي تهتم بالتجربة الإسلامية ، ونذكر منها : المجموعة الشعرية (على درب الله) لمحمد المنتصر الريسوني ، و الديوان الشعري (صلوات المستضعفين) لحسن الأمراني .. لتتوالى الإنتاجات لشعراء آخرين مثل محمد علي الرباوي، وفاطمة عبد الحق و فريد الرياحي، ومحمد بنعمارة، وإسماعيل زويريق وآخرون … كما ظهرت مجلات تدعم القصيدة الإسلامية كمجلة المشكاة ومجلة الفرقان ، وأيضا كتابات نقدية تؤسس لأدب إسلامي مثل دراسات محمد إقبال عروي ومحمد زروقي وادريس الناقوري وغيرهم .

1 – 2 – حسن الأمراني : تعريفه

ولد الحسن بن عمر الأمراني  بمدينة وجدة، الواقعة في شرق المغرب، يوم السبت 3 جمادى الأولى 1368 هـ / ابريل 1949 م ألحق بالكتاب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة ابن طفيل بوجدة، و دراسته الثانوية بثانوية الوحدة. ليلتحق سنة 1968م بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بفاس، ليتابع دراساته العليا لينال بها شهادة الاجازة في اللغة العربية و آدابها سنة 1972 م ،و شهادة استكمال الدروس في الأدب القديم سنة 1974 م، والماجستير في الأدب الجاهلي سنة 1981 م في موضوع : دراسة لشعر قيس بن الخطيم تحت اشراف الدكتور عبد الله الطيب . و في سنة 1988م حصل حسن الأمراني على دكتوراه الدولة من كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط في موضوع: المتنبي في دراسات المستشرقين بإشراف الدكتور عباس الجراري ، كما حصل الدكتور حسن الأمراني على دبلوم الدراسات التربوية والدبلوم العالي للدراسات الفرنسية المعاصرة ، من المدرسة الوطنية للغة و الحضارة الفرنسية بباريس سنة 1985م .

1 – 3 – حسن الأمراني : مسيرته المهنية

عمل حسن الأمراني في بداية مشواره أستاذا للتعليم الثانوي بثانوية زينب النفزاوية بوجدة، ثم بالمركز التربوي الجهوي بنفس المدينة سنة 1975 م ،و في سنة 1979 م عين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. وعمل أستاذا مساعدا ملحقا بكلية الآداب بوجدة، ليعين بها بصفة رسمية .ثم أستاذا محاضرا فأستاذا للتعليم العالي سنة 1992م،وشغل منصب رئيس شعبة اللغة العربية و آدابها بنفس الكلية، وفي سنة 1993 عمل حسن الأمراني أستاذا زائرا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنورة.ليعود إلى بعد موسم جامعي كامل إلى التدريس بكلية الآداب بوجدة.

يشتغل حسن الأمراني حاليا أستاذا للأدب و النقد بجامعة الشارقة.

المهام التي تقلدها الدكتور حسن الأمراني:

  • عضو اتحاد كتاب المغرب
  • عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية و عضو مجلس الأمناء منذ مؤتمرها الأول في لكنو بالهند عام 1986م.
  • مؤسس مجلة المشكاة و رئيس تحريرها منذ عام 1983م.
  • مؤسس مجموعة البحث في الأدب الإسلامي.
  • عضو اللجنة العلمية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بوجدة .
  • شارك و حاضر في عدد من الندوات و المؤتمرات الوطنية و الدولية في كل من الجزائر و تونس وليبيا و مصر و السعودية و الإمارات العربية المتحدة و الهند و فرنسا و ألمانيا و تركيا و فرنسا والمغرب.

من أعماله النثرية

  • المتنبي في دراسات المستشرقين الفرنسيين – مؤسسة الرسالة – بيروت
  • بديع الزمان سعيد النورسي، أديب الإنسانية، طبعة في المغرب، وطبعة في القاهرة
  • نحو ثقافية بانية، مؤسسة المحجة، فاس 2005
  • …..

من انتاجاته الشعرية :

  • الحزن يزهر مرتين : 1974 – مطبعة النهضة – فاس .
  • مزامير : 1975 – السلسلة الشعبية – وجدة .
  • البريد يصل غدا : 1975 – ( ديوان مشترك ) – مطبعة بوزيد – الدار البيضاء .
  • القصائد السبع : 1984 – ( في طبعتين ) : – الأولى : المطبعة المركزية – وجدة – الثانية : منشورات المشكاة – وجدة .
  • مملكة الرماد : 1987 – المطبعة المركزية – وجدة .
  • الزمان الجديد : 1988 – دار الأمان – الرباط – النجاح الجديدة – الدار البيضاء
  • ثلاثية الغيب والشهادة : 1989 – المطبعة المركزية – وجدة .
  • كاملية الإسراء : في طبعتين : – الأولى صدرت عام 1992 –وجدة . الثانية بعنوان (قصيدة الإسراء ) – 1993 – دار النحوي – الرياض
  • جسر على نهر درينا( ملحمة الإسلام في البوسنة ) : 1992 النجاح الجديدة – البيضاء
  • يا طائر الحرمين : 1995 – منشورات كلية الآداب بوجدة
  • سآتيك بالسيف والأقحوان : 1995 – مؤسسة الرسالة – بيروت .
  • سيدة الأوراس : 1995 – المطبعة المركزية – وجدة .
  • المجد للأطفال والحجارة : 1996 – مطبعة النجاح الجديدة – البيضاء .
  • أشجان النيل الأزرق : 1998 – الأحمدية للنشر – البيضاء .
  • نبض الخافقين : 1999 – الأحمدية للنشر – البيضاء ( بالاشتراك ) .
  • القس واليمامة 2000 – الأحمدية للنشر – البيضاء .
  • شرق القدس،غرب يافا 2002 ـ البيضاء.
  • لو كان قلبي معي: وجدة 2005.
  • نخلة المحبوب ،2008مطبعة أميمة – فاس.
  • إقبال نامه 2011،مكتبة سلمى الثقافية – تطوان .

– دراسات عن الشاعر حسن الأمراني

أنجزت بحوث ورسائل جامعية ؛ حول شعر حسن الأمراني ، داخل المغرب وخارجه ؛ بعضها جزئي وبعضها كلي ، كما أن بعضها أكاديمي ؛ على مستوى الإجازة والماجستير والدكتوراه؛ نذكر بعض منها :

  • البنية الدالة في الشعر المعاصر بالمغرب الشرقي ( القصائد السبع نموذجا ) – محمد خرماش ندوة المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر – مارس 1985 .
  • رؤية الواقع في الشعر الوجدي الحديث ( نموذج البريد يصل غدا ) – محمد خرماش – ندوة حاضرة المغرب الشرقي – أبريل 1988 – نشر البحث بمجلة كلية الآداب بوجدة – ع 3 / 1992.
  • قراءة للقصائد السبع – مهداد بودلال – مجلة المشكاة – ع 10 – 1989 .
  • مملكة الرماد : تجربة الشرق في الغرب – مصطفى النجار – مجلة المشكاة – ع 15 – 16 جمادى الثانية 1413 / يوليوز – دجنبر 1992 .
  • الشعر الإسلامي في المغرب : نموذج حسن الأمراني – عبد الهادي العلمي – الفكر الإسلامي – العدد 55 – 15 يناير 1993 .
  • جسر على نهر درينا ، ملحمة الإسلام في البوسنة – عبد الله الطنطاوي – ( الفيصل ) – ع 209 – ذو القعدة 1414 / مايو 1994 .
  • مفهوم الشعر عند حسن الأمراني بقلم عبد الهادي العلمي – الفكر الإسلامي ، ملحق يصدر عن جريدة العلم ، العدد 122 الصادر يوم الجمعة 2 ربيع الثاني 1415 / 9 شتنبر 1994 .
  • دراسة عن ( مملكة الرماد ) – عبد الرحيم الرحموني – الملتقى الشعري الثامن المنظم تحت شعار : الشعر المغربي بعد الاستقلال : أسئلة الإبداع وأسئلة النقد – أيام 24 – 25 – 26 مايو 1996 .
  • دراسة عن شعر الأمراني للأستاذ محمد عزيز الوزاني في نفس الملتقى .
  • أصداء ملحمة البوسنة في الشعر المعاصر – حسن فتح الباب – ( الفيصل ) – ع 232 – محرم 1416 / يونيو 1995 .
  • جسر على نهر درينا ، نموذج من الأدب الإسلامي الرفيع – محمد صالح الشنطي – (المسلمون)..
  • جسر على نهر درينا – ياسر إبراهيم الزعاترة – فصل ضمن كتاب ..
  • حسن الأمراني والمجد للأطفال والحجارة – حيدر قفة – ( جريدة الرأي ) الأردنية – الجمعة 20 يونيو 1997 .
  • وظيفة القافية في قصيدة الموقف للشاعر حسن الأمراني – محمد الحاتمي – مجلة الأدب الإسلامي – ع 13 – 1997 .

1 – 4 – الرمز الديني في شعر حسن الأمراني : طبيعته و دلالته

1 – 4 – 1 – طبيعته :

استعان الشاعر حسن الأمراني بتوظيف رموز دينية و تراثية في خطابه الشعري، من اجل التعبير عن الحالة الحضارية الراهنة، و التنفيس عن الواقع المأزوم و المهزوم للأمة العربية الإسلامية ، فنجد في شعره لغة جديدة بعيدة عن المعنى المعجمي، لكنها مشحونة بحمولات فكرية ودلالية أكثر عمقا، وهي لغة رمزية للإيحاء،” فالعديد من الرموز التي أصبحت أقنعة يتراءى خلفها الإنسان المعاصر المطحون بالأحداث اليومية وهو في اعتماده الدائم على تلك الشحنة التاريخية المتقدة، التي ينهل منها شخوصه، يحول شعره في مجمله إلى حكايات رمزية تحكي عن الحاضر من خلال الاستحضار الكثيف للماضي، وتتنوع الرموز التي يستدعيها في نصوصه بين الشخصيات والأحداث التاريخية والأماكن التي ارتبطت بقضايا إنسانية وقومية وغيرها والتي من شأﻧﻬا إثراء التجربة الشعرية أكثر”[2].

فقد تعددت المصادر التراثية الدينية في شعر حسن الأمراني فنجد عددا وافرا من القصائد التي تحفل بالرموز و تستمد معطياتها من التراث الديني فاستحضر نصوصا قرآنية و شخصيات دينية و أماكن و أحداثا …هذا التعدد و التنوع و الثراء الرمزي دعم التجربة الشعرية الأمرانية وجعل منها نقطة انطلاق لشعوره و فكره و ركيزة أساسية في إثراء مضمون تجربته و تقويمها.

  • الرموز القرآنية

يقول الشاعر حسن الأمراني[3]

و الليل بسملة العارجين

إلى سدرة المنتهى

و ناشئة الليل مصباح أهل النهى

و ليلى نداء من الغيب قال لي إقرأ :

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا

فيا من رضيت العذاب الجميل النبيلا

قم الليل إلا قليلا

وسبحه ليلا طويلا

فان وراءك يوما ثقيلا

فقد اقتبس الشاعر في قصيدته عدة آيات من الذكر الحكيم نذكرها كالآتي :

عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ[4]

إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا[5]

سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[6]

قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا[7]

وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا[8]

إِنَّ هَٰهؤلاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً[9]

و في قصيدة أخرى[10]: عصافير بابل المحترقة مقطع الشهداء

الشهداء:

أيها الراحلون:

لماذا رحلتم، وأعقبتم القلب حسره

لماذا رحلتم، وأشعلتمُ في ربى الجفن عَـبره

(وللقلب من ذكركم ألف عِــــبره)

أيها الشهداء:

لماذا رحلتم إلى ما وراء المجـــرّه

خِفافا..خفافا..كسرب القطا..

وبقيت أنا خلفكم كالغراب اليتيم أُصعّــد زفره

إذا أقبل اللـــيل، في إثر زفره

ألا ما أشدّ حنيني لضربة سيف

وطعنـــة رمح، تبلّغني المشتهى:

سدرة المنتهـــى

لأظفـــر يا أيّها الشهداء

كما قد ظفرتم بنظـــره

لقد قيّدتني الأماني،

ولم أدرك الدربَ.

يا ربّ أدرك عُـــبَيْدك هذا بلطف

فقد عذّبتـــه السنون العجـــاف

وقد أضمرته الليالي التي لم تبشّـر

لطول السّــرى بالقطـــاف

يحتل الشهيد مكانة قدسية عند الشاعر حسن الأمراني فقد رحلوا محلقين في الأعالي وتركوا وراءهم حسرات ،رحلوا حيث النعيم و جنان و الخلود و رحيلهم جعل الشاعر يتمنى أن يظفر بما ظفروا به.

ونلاحظ أن الشاعر اقتبس في قصيدته الآية القرآنية: عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ للتعبير عن مقصده و مبتغاه.

ويقول أيضا[11] :

الليل طال فلا تقصر طوله بالنوم ، و ألزم سورة الرحمن

فيهن خيرات حسان لا تمل عنها إلى حلم و ظل فان

ويقول أيضا[12] :

زبر الحديد إذا تعذر طيها فداؤها في كي و النيران

و في قصيدة أخرى[13] :

أخذت بمعصمي القيود وليتها زبر الحديد ووطأة القضبان

صور القيود كثيرة و أشدها ما صيغ من ذنب و من عصيان

اقتبس الشاعر في قصيدته الآية القرآنية :

آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا[14]

يوظف الشاعر القصة القرآنية التي تفيد أن : يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ،قال: ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما. آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين. قال: انفخوا حتى إذا جعله نارا، قال: آتوني أفرغ عليه قطرا ، استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا .قال: هذا رحمة من ربي، فإذا جاء وعد ربي، جعله دكاء وكان وعد ربي حقا [15].

فالشاعر هنا ينطلق مما تعيشه القضية العربية و معاناتها تجاه الظلم والاستبداد .و الدعوة إلى الوحدة العربية في سبيل تحقيق النصر .

  • الشخصيات الدينية:

لقد نوع الدكتور حسن الأمراني في توظيفه للشخصيات ذات البعد الديني،وكانت مصدرا مهما من مصادر إلهامه أثرت عالمه الشعري،فوظف شخصيات الأنبياء عليهم السلام ، فأقام الشاعر روابط وثيقة بين تجربته وتجاربهم.

يقول الشاعر[16]:

إلا حنين الجذع و هو متيم بمحمد خير الورى العدناني

ما العشق إلا صبوة احد بها يزهو على التوباد او ثهلان

جبل و قد قال الرسول : يحبنا و نحبه ، اترى له ثــان؟

  • عمر رضي الله عنه

يقول الشاعر[17] :

و انسب الى الفاروق سر عدالة ولقد يبيت على الطوى و يعاني

نوح عليه السلام

يقول الشاعر[18]

قال انتصر فتفجرت عين القضا للسائل المغلوب و العطشان

نوح عليه السلام رمز للصبر و التحمل و الانتظار الطويل ،فقد امتثل لامر ربه في نشر دعوته والشاعر حسن الأمراني يحلم بغد

  • قابيل

يعد قابيل من الرموز التي ارتكبت خطيئة بشعة في حق الإنسانية فهو أول قاتل على وجه الأرض متحديا إرادة الله و إرادة أبيه فقتله لأخيه جعله شخصية منبوذة حلت عليها اللعنة، واستخدامها من لدن الشاعر نابع من إنسانية هذا الأخير و معاناته لما يعيشه الإنسان في صراع مع أخيه الإنسان في مختلف العصور فقد أصبح رمز قابيل رمزا تراثيا لمعاناة البشرية ورمزا للظلم والقتل و الغدر .

يقول الشاعر[19]

قابيل مهلا لست وحدك حاملا في الأرض رفش الغدر للإخوان

قابيل يزعمه نبيا مرسلا قابيل يلبس ثوب بوش الثاني

كم مسيلمة طغى فتكسرت آياته و هوى في الأذقان

يشير الشاعر هنا إلى المعاناة التي تعيشها الأمة العربية جراء الجريمة البشعة التي يقوم بها الاستعمار الهمجي للصهاينة بحق الشعوب الإسلامية فأصبح هذا الشعب قتيلا كهابيل…

وينظر شاعرنا إلى الشهيد فيراه سيد الفرسان , يرى نصر الله تعالى قادماً على يديه , من هناك من منفاه في مرج الزّهور أو في جنوب لبنان ،فهو قدوة الأمّة ،وهو نشيدها في ليل الأسى[20]:

يا سيّدَ الفرسانِ

يا نصراً من الرحمنِ

أنتَ نشيدُنا القدسيُّ في ليلِ الطغاةِ

وأنت قدوتُنا , وأنت ربيعُ قتلانا

ما زلتَ في مَرجِ الزهورِ

وفي الجَنوبِ ندىً

متألِّقاً عِطراً وإيمانا

إن الشهيد قد أعاد إلى الأمة عنفوانها وعلمها أن تغضب وتنتفض في وجه أعدائها بعد أن استكان من استكان من الأذلاّء , إن هؤلاء الذين باعوا شعبهم وإخوانهم للأعداء يؤوِّلون آيات القرآن تأويلاً ملتوياً , فيقرؤون قوله تعالى :

وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا[21]

من أجل أن يسَوِّغوا تعاونهم مع الأعداء , مع أن المعتدين ما جنحوا للسلم بل ذبحوا الشِّيب والشّبان:

  • رمزية المكان

إن توظيف الأمكنة العربية والإسلامية، يدل على ارتباط الشاعر بقوميته. ويصادفنا أول الرموز المكانية في شعر حسن الأمراني رمز الأوراس في قصيدته سيدة الاوراس، فقد كتبت في سنوات الجمر عن الجزائر، والدلالة لا تخفى، والأوراس هي الجبال التي انطلقت منها شرارة الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وفاطمة نسومر امرأة مجاهدة من منطقة القبائل، وهي حسنية النسب، وإن كانت تقيم في منطقة غير عربية. فعندنا بالمغرب كثير من الأشراف الذي سكنوا مناطق أمازيغية، فصاروا يتكلمون الأمازيغية، وكثير من الأمازيغ الذين تعربوا. وبعبارة ابن خلدون : (في المغرب عرب تمزغوا، وأمازيغ تعربوا) ووحدهم الإسلام.

فيقول[22]:

من عمامة الأوراس

تطلعُ سيِّدةٌ

تتزيَّنُ بالكلم النَّبوي

وبالشَّجر الباتني

وبالبندقيَّة

تزلزلُ، باسم المهيمن، كلَّ القلاع العصيَّه

تقولُ : انهضوا !

من دمانا الزَّكيَّةِ تُشرق شمسُ الصَّباح

تقولُ انفُضوا

عن محاجرِكم عجزَكم واركُضوا

واصنعُوا من عزائمِكم

شفرات الرِّماح!

من عمامة الأوراس

تطلُع سيِّدة

ما أشدَّ مهابتها !

ما أجلَّ عزيمتها الماضيه !

الجِباه انحنَتْ

تحتَ عصف الرِّياح

وهي سيفٌ توقَّد

عند سرادق سعد

يشقُّ الصُّفوف

لينهلَ من كبد الطَّاغيه

شيباً وشُبّانا

دلالته

يهدف الشاعر حسن الأمراني من خلال توظيفه للرمز الديني في شعره إلى إثراء تجربته الشعرية وشحن نصوصها بدفقات رمزية مختلفة ، فنجد الشاعر يتعاطى مع الرمز ليقدم لنا موقفا عاما يحدد الفكرة العامة للقصيدة الشعرية ذات مقولة دلالية عامة تندرج تحتها مقولات دلالية “فالنص في حقيقة الأمر تنويع أو توزيع لبنية واحدة-رمزية أو تيمائية أو ما شاكل ذلك وهذه العلاقة التي تستند إلى بنية واحدة هي التي تشكل الدلالة، ويحدث الأثر النهائي للقراءة الاسترجاعية-أي ذروة وظيفة القراءة المولدة للدلالة-في آخر القصيدة…ولهذا نجد أن وحدة الدلالة تكمن في النص بينما نجد وحدة المعنى في العبارات والجمل”[23].

فالنص الشعري عند حسن الأمراني في حقيقة الأمر، تنويع أو توزيع لبنية واحدة-رمزية أو تيمائية ، هي التي تشكل الدلالة ووحدة الدلالة تكمن في النص بينما نجد وحدة المعنى في العبارات والجمل.

أما آلية استخلاص التيمات من النصوص الشعرية، فتنطلق من اعتبار كل الرموز الموظفة تشكل بؤرات دلالية هي أساس التحليل و التصنيف.

  • تيمة المأساة

لقد شكلت المأساة في التجربة الشعرية لحسن الأمراني بؤرة دلالية واضحة من خلال استحضاره لمجموعة من الرموز الدينية، سواء رمز الشخصيات أو رمز الحدث ، أو رمز المكان، وباعتبار الشاعر أكثر الناس إحساسا بمعاناة وطنه و أمته العربية الإسلامية، ويتجسد ذلك في آلامه و أحزانه و اهتمامه البالغ، التي يتجسد في شعره من الواقع المأزوم ،بحثا عن ملاذ آمن ينعتق منه ،فتوظيفه للرمز الديني و استحضاره له يهدف من ورائه إلى إحداث المفارقة بين الماضي الجميل والحاضر

المنكسر.

وتتجسد تيمة المأساة في أشكال مختلفة وهي :

  • الألم
  • الحزن
  • المعاناة
  • الهزيمة
  • الانكسار
  • الموت
  • تيمة التحدي و الوطن

حاول الشاعر حسن الأمراني أن يستدعي كثيرا من الرموز الدينية المناضلة والمكافحة والمجاهدة، التي عرفت بأمجادها و بطولاتها. و وظفها في خطابه الشعري من اجل الدفاع عن الوطن و الوطن العربي الكبير ، و التمسك بالقيم الوطنية و النضال من اجل ذلك ف : الترعة التي تدفع الفرد للدخول في إطار اجتماعي فكري معين بما يقتضيه هذا من التزام بمعايير و قواعد هذا الإطار و بنصرته و الدفاع عنه في مقابل غيره من الأطر الاجتماعية و الفكرية الأخرى[24]

وتتجسد تيمة التحدي و الوطن في أشكال مختلفة ، وهي :

  • التضحية
  • المقاومة
  • الانتماء
  • الشجاعة
  • صراع الأنا
  • تيمة البعث و الإحياء

تشكل عند الشاعر حسن الأمراني تيمة كبرى،فالبعث حلم يشكل هاجسا نفسيا و فكريا في الشعر المغربي المعاصر ككل لتحقيق كشوفات روحية،فيتوسل الشاعر إلى الرموز و الصورة والخيال لبناء تصور فكري و إحساس وجداني مثالي بعيد عن البيئة المتاثره المهزومة سياسيا واجتماعيا .هدا الأمل يتجسد في:

الأشكال المختلفة المجسدة للبعث و الإحياء

  • الحلم
  • الأمل
  • الانتصار
  • العودة إلى الذات

خاتمة

حاولت هذه الدراسة المتواضعة تسليط الضوء على الرؤية الإسلامية الملتزمة للشاعر الدكتور حسن الأمراني التي قوامها النضال و الكفاح والدفاع عن القضية الإنسانية والعقيدة الدينية، من خلال توظيف و حضور الرمز في شعره ، فالشعر لديه كلمة و سلاح من إحقاق الحق وإبطال الباطل و الرمز أداته، خصوصا الرمز الديني الذي استلهم أبعاده من النص القرآني و قصصه واستحضار شخصية الأنبياء و الرسل خاصة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم بكل ما يحمله من دلالات عميقة سامية .

و خلاصة القول فالدراسة عملت على :

– بروز الظاهرة الرمزية في الشعر المغربي الحديث والمعاصر، إضافة إلى دلالاتها و قيمتها الفنية والتعبيرية.

– معرفة الأبعاد الفكرية و المواقف الشعرية التي تمثلها الشاعر حسن الأمراني في شعره

– توظيف التراث الإسلامي في الشعر المغربي عامة و في شعر حسن الأمراني خاصة و استلهام المواقف و الشخوص و الرموز الإسلامية لمعالجة القضايا الإنسانية من خلال الرؤية الإسلامية .

– فاعلية الرمز الديني الاسلامي داخا النص الشعري

– اعتماد الرمز الديني وسيلة من وسائل الاحتجاج على مظالم الاستعمار و الاستبداد للأمة العربية و الإسلامية.

– الالتزام بمبدأ الإسلامية و الانشغال بقضية الأخلاق الفضلى في بنية المجتمع

– الشاعر حسن الأمراني صاحب نظرة استشرافية للواقع المأمول في المستقبل

– تجربة الشاعر حسن الأمراني الشعرية غنية من خلال عدة دواوين تجعله احد المنظرين والمهتمين بالفكر العربي الإسلامي

– أن الشعر العربي المعاصر و المغربي خاصة، قائم على الرمز. وعالم الرمز واسع ، يعتمد على ملكة الخيال للشاعر. ويتصل بشتى مجالات الحياة الفكرية , والاجتماعية, والطبيعية, والدينية.

المصادر و المراجع

– القران الكريم

– تفسير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن – تفسير الطبري،تحقيق أحمد محمد شاكر،مكتبة ابن تيمية،القاهرة

– الدواوين الشعرية :

حسن الأمراني : ديوان سيدة الاوراس ، المطبعة المركزية ، وجدة 1995،

حسن الأمراني : ديوان عصافير بابل المحترقة ، المطبعة المركزية ، وجدة 2004

حسن الأمراني : ديوان اقبال نامه ، ، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،

  • الكتب و المجلات و الرسائل

-جميل حمداوي ،القصيدة الإسلامية المعاصرة بالمغرب ، ،مقالة صادرة في 28 ايلول 2008.

-سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد: مدخل إلى السيميوطيقا- مقالات مترجمة ودراسات- دار اليأس العصرية، القاهرة، 1986 ،

-الرمز التاريخي في شعر عز الدين ميهوبي،رسالة لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية و آدابها، تحت إشراف الدكتور معمر عجيج،إعداد السحمدي بركاتي،2008 ،

-محمد علي الرباوي: الكهف والظل، مطبعة الثقافة، وجدة، 1975م؛

-مجلة الأدب الإسلامي ، ع 19 ، ص 113

نجلاء عبد الحميد راتب ، الانتماء الاجتماعي للشباب المصري : دراسة سوسيولوجية في حقبة الانفتاح ، مركز المحروية للنشر ، القاهرة،1999 ،

الهوامش:

  1. – محمد علي الرباوي: الكهف والظل، مطبعة الثقافة، وجدة، 1975م؛
  2. 1– الرمز التاريخي في شعر عز الدين ميهوبي،رسالة لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية و آدابها، تحت إشراف الدكتور معمر عجيج،إعداد السحمدي بركاتي،2008 ،ص : 59
  3. – مجلة الأدب الإسلامي ، ع 19 ، ص 113
  4. – سورة النجم ، آية 14
  5. – سورة المزمل ، آية 6
  6. – سورة الإسراء ، آية 1
  7. – سورة المزمل ، آية 2
  8. – سورة الإنسان ، آية 26
  9. – سورة الإنسان ، آية 27
  10. – حسن الأمراني ،عصافير بابل المحترقة ،مقطع الشهداء،وجدة ،ابريل 2004
  11. – حسن الأمراني : ديوان اقبال نامه ،قصيدة العندليب و الوردة، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص 57
  12. – حسن الأمراني : ديوان اقبال نامه ،قصيدة جناح جبريل، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص 16
  13. – حسن الأمراني : ديوان إقبال نامه ،قصيدة في ارض فلسطين، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص 13
  14. – سورة الكهف ، آية 96
  15. – تفسير الطبري
  16. – حسن الأمراني : ديوان إقبال نامه ،قصيدة في ارض فلسطين، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص 7
  17. – حسن الأمراني : ديوان إقبال نامه ،قصيدة في ارض فلسطين، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص65
  18. 3– حسن الأمراني : ديوان إقبال نامه ،قصيدة في ارض فلسطين، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ،ص 16
  19. – نفس المرجع ص 16
  20. – حسن الأمراني : ديوان إقبال نامه ،قصيدة في ارض فلسطين، مكتبة سلمى الثقافية – تطوان ،2011 ص:23
  21. – سورة الانفال ، اية 61
  22. – حسن الأمراني : ديوان سيدة الاوراس، المطبعة المركزية ، وجدة 1995
  23. – سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد: مدخل إلى السيميوطيقا- مقالات مترجمة ودراسات- دار اليأس العصرية، القاهرة، 1986 ،ص. 217

  24. – نجلاء عبد الحميد راتب ، الانتماء الاجتماعي للشباب المصري : دراسة سوسيولوجية في حقبة الانفتاح ، مركز المحروية للنشر ، القاهرة،1999 ،ص 57.