الكلمات المشتركة بين اللغة العربية واللغة التركية

نور مطيع بعيج1

1 طالبة ماجستير في قسم تعليم اللغة العربية في جامعة إسطنبول آيدن في تركيا

البريد الإلكتروني: nourbeij@stu.aydin.edu.tr

HNSJ, 2023, 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4138

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/01/2023م تاريخ القبول: 22/12/2022م

المستخلص

تعدُّ اللغة العربية من أهم اللغات وأكثرها قيمة ومكانة، وقد كرَّم الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم والإسلام، مما ساهم في تميزها عن سائر اللّغات العالمية الأُخرى، ودفع العديد من المسلمين غير الناطقين بها لتعلُّمها وفهمها.

هذا ما ساعد على تبادل الثقافات وتأثر اللغات ببعضها البعض، وتبادلها لكلمات ومفاهيم عديدة توارثتها الأجيال إلى زماننا الحاضر، وكانت اللغة التركية إحدى هذه اللغات التي تأثرت باللغة العربية في جوانب عدة منذ العصور العثمانية إلى الآن.

نتج عن هذا التبادل عدد كبير من الكلمات المشتركة (الدخيلة) بين اللغة العربية والتركية والتأثير المتبادل بينهما، والتي حاولت أن أذكر جزءاً منها وجعل الهدف الأهم توظيف هذه الكلمات في وضع منهجٍ أو كتاب يساعد الطلاب الأتراك في تعلمهم للغة العربية، وكسر حاجز الخوف والوهم بأن اللغة العربية صعبة ومعقدة.

الكلمات المفتاحية: اللغة العربيةـ اللغة التركيةـ التأثيرـ التأثرـ الكلمات المشتركةـ الكلمات الدخيلةـ التلاقح اللغوي.

Research title

Common words between Arabic and Turkish

Noor Motea Beij1

1 Master’s student in the Department of Arabic Language Education at Istanbul Aydin University in Turkey

Email: nourbeij@stu.aydin.edu.tr

HNSJ, 2023, 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4138

Published at 01/01/2023 Accepted at 22/12/2022

Abstract

The Arabic language is one of the most important and most valuable languages, and God honored the Arabic language by making it the language of the Holy Qur’an and Islam, which contributed to its distinction from all other world languages, and prompted many non-native Muslims to learn and understand it.

This is what helped the exchange of cultures and the influence of languages ​​on each other, and their exchange of many words and concepts that have been inherited by generations to our present time, and the Turkish language was one of these languages ​​that was influenced by the Arabic language in many aspects since the Ottoman times until now.

This exchange resulted in a large number of common (exotic) words between the Arabic and Turkish languages ​​and the mutual influence between them, which I tried to mention part of and made the most important goal to employ these words in developing a curriculum or a book that helps Turkish students in their learning of the Arabic language, and breaking the barrier of fear and illusion that The Arabic language is difficult and complex.

Key Words: The Arabic language, the Turkish language, the influence, the influence, the common words, the extraneous words, the linguistic cross-fertilization.

مقدمة:

بسم الله الحي القيوم العزيز الجبار المتعال، نحمد ونشكره على كل حال بالغدو والآصال،

والصلاة والسلام على رسول الله مُعلم الأمة وشفيعها، أفضل الخلق وخير المرسلين، وبعد:

أضع بين أيديكم بحثي المتواضع راجيةً من الله أن ينال القبول والنجاح؛ و كان سبب اختياري لهذا الموضوع ( الكلمات المشتركة بين اللغة العربية واللغة التركية) هو حُبي وشغفي باللغتين العربية والتركية، ولطالما فكرت في الاستفادة من الأشياء المشتركة بين اللغتين، وإيجاد الوسائل المُبسطة لمساعدة الطلاب الأتراك على تعلم اللغة العربية دون جهدٍ وعناء، ومنحهم الشعور بأنهم قادرين على إتقانها والتحدث بها بطلاقة، وبالأخص بعد معرفتهم للكلمات المشتركة بين اللغتين والتي يبلغ عددها آلاف الكلمات، ممن يحفظونها ويستخدمونها إلا أنهم لا يعرفون أصلها، وأسأل الله أن يكون عملي مفيداً وخالصاً لوجهه الكريم.

ومن الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بحثي هو ضيق الوقت الموزع بين عائلتي وجامعتي وأمومتي، ولله الحمد والشكر أنني قللت من نومي لأستطيع إنجاز البحث في الوقت المناسب.

وقد تبادر لذهني العديد من الأسئلة بعضها وجدت له جواباً في بحثي، والبعض الآخر أبحث له عن إجابات من خلال الإطلاع والقراءة للمصادر والكتب المتعلقة بالموضوع.

مشكلة البحث: تكمن المشكلة العامة في البحث عن إمكانية توظيف الكلمات المشتركة بين العربية والتركية لمساعدة الأتراك على إتقان العربية بطريقة مٌبسطة.

أهمية البحث:

تكمن أهمية هذا البحث في كونه خطوة مهمة لمتعلمين اللغة العربية من الأشقاء الأتراك، والذين لمست فيهم حُب هذه اللغة ورغبتهم لتعلمها وإتقانها ليتمكنوا من معرفة ديننا الحنيف وقراءة كتابه الكريم، وملاحظتي لضعف إمكانيات المناهج المقدمة للطلاب وضعف كفاءة المعلمين، وبرأيي أن معرفة المشترك بين اللغتين قد يكون خطوة مساعدة في البدء بالتعلم بثقة وإرادة.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى ما يلي:

١- التنبيه إلى قيمة اللغة العربية.

٢- عرض جزء بسيط من الكلمات المشتركة بين اللغتين العربية والتركية وتصنيفها في مجموعات مختلفة.

٣- إبراز التأثير والتأثر بين اللغتين.

٤- أهمية معرفة تلك الكلمات المشتركة وإيجاد طريقة فعالة تساعد في عملية تعلم اللغة العربية للأتراك.

الدراسات السابقة:

هناك دراسات عديدة تناولت العلاقة بين اللغتين العربية والتركية، على مستويات مختلفة (ثقافية وسياسية ونحوية وصرفية ومعجمية) إلى أنهم مع كبير إسهامهم لم يشيروا إلى الفائدة في استثمار هذه الكلمات في أساليب ومناهج تدريس اللغة العربية للناطقين باللغة التركية، نذكر منها:

١- كتاب الأستاذ أمر الله إيشلر Emrullah İŞLER ١٩٩٧بعنوان:

türkçede anlam kaymasına uğrayan arapça kelime ve kelime gruplar.

الكلمات والتراكيب العربية ذات الدلالة المختلفة في اللغة التركية، وجاء الكتاب في مدخل وبابين قدم العبارات والكلمات التي انتقلت إلى التركية وأصبحت كلمة واحدة.

٢- كتاب الأستاذ سهيل صابان حقي، وهو معجم بعنوان (معجم الألفاظ العربية في اللغة التركية)، ذكر المعجم الكلمات التي رَتبها هجائياً من الألف إلى الياء.

٣- كتاب الأستاذ حمزة أرمش HAMZA ERMIŞ بعنوان:

türkçeleşmiş arapça kelimelerin tasnifi ve kök analizi

تصنيف الكلمات العربية المُتتركة وتحليل مادتها، وتناول الكتاب المصادر العربية المستعملة في التركية.

٤- دراسة بعنوان: (الألفاظ العربية في اللغة التركية)، دراسة مخيمر صالح ١٩٨٩، ذكر فيها ٤٧٦ كلمة مرتبة ترتيباً هجائياً.

نتائج الدراسة:

استفاد هذا البحث من الدراستين السابقتين، وعدد من الكتب والمقالات في إحصاء الكلمات والمصطلحات التي نقلت من اللغة العربية إلى التركية والعكس، وأشار إلى أهمية توظيف هذه الكلمات في تعليم الأتراك للغة العربية بطريقة سهلة وواضحة.

تاريخ اللغة العربية والتركية:

تاريخ اللغة العربية:

تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات المعروفة، وتعد أٌماً لمجموعة من اللغات المعروفة بالإعرابية، والتي نشأت في شبه الجزيرة العربية، أو المتمثلة بـ­ (البابليّة، الحِميريّة، الآراميّة، الحبشيّة، والعبريّة) والتي أطلق عليها علماء اللغة في العصر الحديث اسم اللغات السامية.

وقد اندثرت غالبية تلك اللغات ولم يبق منها سوى آثاراً ورسوماً على الأحجار، أما اللغة العربية فما زالت تتوسع وتنتشر بين الأمم محفوظةً من الضياع والشتات، وهذا ما وعد الله به في كتابه الكريم حيث قال: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[1] ، وبهذا كرّم الله العربية بنزول القرآن بها.

– ولا يَجزم الباحثون في تاريخ اللغة العربية، لكن أقدم شيءٍ معروف عنها يعود إلى القرن الخامس الميلادي، حيث قسموا تاريخها إلى قسمين:

– لهجات بائدة: وتتمثل بالثمودية، الصّفوية، اللحيانية.

– اللهجات الباقية: وأشهرها قريش، وطيء، هذيل، ثقيف، وغيرها، وتعتبر لهجة قريش أفصح اللهجات على الإطلاق.

وقد زاد انتشار اللغة العربية بين الأمم مع انتشار الإسلام، إذ أصبحت لغة العلم والأدب والسياسة لقرونٍ طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، فكان لها تأثيراً مباشراً وغير مباشر على العديد من اللغات الأخرى مثل: التركية والفارسية، الأمازيغية، الكردية، الأردية، الماليزية، الأندونسية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى، وهنا ما يهمنا في بحثنا اللغة التركية وأثر العربية عليها.[2]

تاريخ اللغة التركية:

تُنسب اللغة التركية إلى لغة أورال- آلتاي وهي مجموعة من اللغات تتشابه في البناء اللغوي أكثر من الجذور اللغوية، وهي من اللغات الإلحاقية أو الإلصاقية وليست من اللغات المتصرفة كالعربية، وتسمى اللغة التركية الأم لغة أيغور.[3]

قُسمت اللغة التركية إلى لغتين أو لهجتين:

١- اللغة التركية الشرقية: وهي لهجة القبجاق التي استخدمها المماليك في مصر، واللهجة الجغتائية والتي تنسب إلى جغتاي بن جنكيز خان، وحل محلها الآن اللهجة الأوزبكية في تركستان الشرقية.

٢- اللغة التركية الغربية: لغة أوغوز وتفرعت إلى ثلاثة فروع:

١- اللهجة الآذرية: وتستخدم شمال إيران وجمهورية أذربيجان وبعض مناطق بحر قزوين.

٢- اللهجة التركمانية: يتكلم بها سكان جمهورية تركمانستان شرق بحر قزوين.

٣- لهجة الأناضول: يتكلم بها الأتراك في العصر الحاضر، وهي لغة العثمانيين من قبلهم.

وقد مرت التركية بمراحل متعددة تتلخص في:[4]

١- اللغة العثمانية القديمة: (لغة الأناضول): تمتد من القرن الحادي عشر إلى الخامس عشر، وفي هذه القرون اعتنق الأتراك الإسلام في عهد القراخانيين وتعرفوا على اللغة العربية وأبجديتها التي استبدلوها بالأحرف الأبجدية الأويغورية، لتصبح العربية لغة كتابتهم ولغة الأدب والشعر والفن.

واعتبرت اللغة العربية لغة الأناضول الرسمية حتى القرن الثاني عشر، إلى أن حل مكانها اللغة الفارسية في القرن الثالث عشر.

٢- اللغة العثمانية الكلاسيكية: تمتد من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر، واستمرت العربية والفارسية مع اللغة التركية الكلاسيكية فتعرف الأتراك على قواعد تلك اللغتين، واستخدموا فنونهم.

حيث دخل الوزن الشعري (البحور الشعرية) إلى اللغة العثمانية الكلاسيكية في تلك المدة، واستمرت حتى بلغت التركية العثمانية غاية التعقيد، وأصبحت الجملة لا تحتوي إلا الفاعل وبعض أدوات الربط من العناصر التركية الأصلية.

– مرحلة التجديد في اللغة العثمانية: وتمتد من منتصف القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين، وفي هذه المرحلة بدأ الأدب التركي يتأثر بالغرب واتجه نحو التيارات الثقافية الموجودة في العالم الغربي، مع الحفاظ على الكتابة بالحروف العربية، وظلت العربية والفارسية لغة الطبقة العليا من المجتمع ممزوجة بالكلمات والتراكيب الغربية.

– التركية الحديثة: بعد إعلان الجمهورية التركية أُجريت تحولات كبيرة على اللغة التركية حيث تم استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، فأصبحت اللغة التركية اللغة الجديدة، وغدت اللغة العثمانية مقتصرةً بأنها كانت لغة الأدب والفكر والعلوم الإسلامية فقط.

تدريس اللغة العربية في تركيا:

إن تدريس اللغة العربية في تركيا ليس حديث العهد إنما نال اهتماماً كبيراً منذ عهد العثمانيون الذي ورثوه من الأتراك السلجوقيين، والذي كانت فيه الثقافة التركية منصهرة في ثقافة إسلامية مشتركة.

ولا تخفى على أحد المدارس التقليدية والرسمية في العهد العثماني التي كانت تدرس اللغة العربية لأغراض دينية ونحوية وصرفية والتي اعتبرت العربية مادة أساسية مهمة.

إلا أنه في عصر الجمهورية التركية تحول الاهتمام من اللغة التركية إلى العربية، ولاقت العربية فترة ركود ما بين عام ١٩٣٠- ١٩٥٠، إلا أن انتشرت مدارس الأئمة والخطباء في أعقاب الخمسينيات، وأصبحت العربية تُدرس في هذه المدارس بوصفها مادة مساندة لمواد أخرى من تفسير وحديث وغيرها، وكذلك في كليات الآلهيات وأقسام العربية وآدابها التابعة لمختلف الجامعات.

وقد ساهمت الأمور المشتركة بين العرب والترك مثل الدين والتاريخ والثقافة في خلق حالة من التأثر المتبادل بين اللغتين، حتى أصبح تبادل الكلمات بينهما أمراً لا مفر منه.

التأثر والتأثر بين اللغتين العربية والتركية:

تأثير اللغة العربية في اللغة التركية:

ارتبط دخول اللغة العربية إلى اللغة التركية مع اعتناق الأتراك للإسلام، حيث انتقلت إلى التركية ألفاظ عديدة عربية منها المصطلحات الإسلامية، والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها..

وقد اهتم العثمانيون باللغة العربية اهتماماً كبيراً فاستخدموا حروفها وألفاظها ومصطلحاتها، واهتموا بتعليم أبنائهم للعربية فجعلوها لغة الطبقات العليا من المجتمع، وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في استبدال الأبجدية التركية من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني، والعودة باللغة التركية إلى جذورها الأصلية، إلى أن اللغة التركية مازالت تحوي آلافاً من الألفاظ العربية التي انصهرت في اللغة التركية وباتت جزءاً منها.[5]

ويمكن تصنيف الكلمات المشتركة أو الدخيلة إلى اللغة التركية كما يلي:[6]

١- كلمات عربية دخلت التركية بنفس اللفظ والمعنى، نذكر بعضاً منها:

الجدول (١):

الكلمة بالتركية المعنى بالعربية والتركية الكلمة بالتركية المعنى بالعربية والتركية
Burhan برهان garip غريب
cesaret جسارة gaye غاية
cesaret جسارة gaye غاية
cevap جواب hikaye حكاية
cümle جملة hadis حديث
dünya دنيا ressam رسام
ekber أكبر serap سراب
fikir فكر sürat سرعة
fayda فائدة Şart شرط

ونجد في الجدول السابق أن الكلمات العربية التي دخلت إلى التركية شملت العديد من جوانب الحياة ولم تقتصر على الكلمات الدينية أو الإسلامية فقط.

٢- كلمات دخلت إلى التركية بنفس اللفظ، واختلفت في المعنى:

الجدول (٢):

الكلمة التركية المعنى بالتركية المعنى بالعربية
ceza العقاب فقط كفى وأغنى، المكافأة
fakat لكن فحسب، وتقترن بالعدد حتى لا يزاد عليه
iltifat مدح صرف وجهه إليهم
misafir ضيْف الخروج للارتحال
müsadenle بالإذن / للاستئذان ساعَدَه على الأمر، وعاوَنَه.
Meşreb الطبيعة، المزاج الموضع الذي يُشرب منه.
Ğassal لغسل الميت فقط الذي يقوم بالغسل للملابس وغيرها.

يظهر الجدول السابق بعض مفردات اللغة العربية التي دخلت إلى التركية، وحافظت على اللفظ لكن اختلف المعنى، ويرجع ذلك إلى بدايات التأثر باللغة العربية، وعدم التمكن منها مما أدى إلى نقلهم لتلك المفردات دون فهم معناها، وقد درج الناس عليها، فأصبحت من صميم اللغة لكن بحلة جديدة.

٣- كلمات تغير معناها دون لفظها:

الجدول (٣):

الكلمة بالعربية كتابتها بالتركية معناها بالتركية
آدم adam رجل
دائرة daire شقة
فقرة fakara نكتة
حيران hayran مفتون
صنف sınıf صف

٤- كلمات أُخذت بصيغة الجمع في اللغة العربية، ثم أُضيف إليها صيغة الجمع بالتركية

(lar) مع الحفاظ على معناها بالعربية، وهي كثيرة نذكر منها:

الجدول (٤):

الكلمة بالعربية الكلمة بالتركية الكلمة بالعربية الكلمة بالتركية
أقرباء Akraba(lar) أولاد Evlat(lar)
أقران akran أولياء evliya
أعضاء aza أوراق evrak
أجداد ecdad حوادث havadis
ألبسة elbise تبليغات Tebliğat
أرزاق erzak ملائكة melâike
فقراء fukara نفوس nüfus
حوادث havadis حدود hudut
ملائكة melâike أشقياء Eşkiya
أشياء akran أحباب Ahbab
أرزاق erzak ملائكة melâike

ونرى أن جميع تلك الكلمات هي جمع في اللغة العربية على اختلاف أشكال الجموع (جمع مذكر سالم، جمع مؤنث سالم، جمع تكسير)، إلى أن الأتراك أضافوا إليها صيغة الجمع التركية (lar-ler) فأصبحت الكلمة مجموعة مرتين (عربيةـ تركية) محاولين توحيد صيغة الجمع في اللغة التركية، إلى أنها بقيت تحمل المعنى العربي.

٥- كلمات عربية في صيغة الجمع تحولت إلى المفرد باللغة التركية مع دلالة المعنى بالعربية منها:

الجدول (٥):

أصول usul
تنزيلات tenzilat
أشياء Eşya
إصلاحات islahat

هذا جزء قليل من الكلمات التي دخلت إلى التركية في كافة المجالات والاختصاصات، والتي مازالت إلى الآن عددها بالآلاف في اللغة التركية وفق المعاجم والدراسات التي أجريت في هذا المجال، منها دراسة قام بها Yaşar Avcı بالإعتماد على قاموس مؤسسة اللغة التركية

(TÜRK DIL KURUMU٢٠٠٥)[7]، تبين أن مجموع الكلمات الدخيلة في اللغة التركية من اللغة العربية (٦٤٦٣) كلمة، وهي أعلى نسبة مقارنة بكافة اللغات الأخرى الدخيلة.[8]

تأثير التركية على العربية:

من الطبيعي أن تتأثر العربية باللغة التركية كما أثرت بها، وبالأخص أن الدولة العثمانية قد حكمت البلاد العربية ما يزيد عن (٤٠٠) سنة تقريباً، ونتيجة للاختلاط بين الشعبين دخلت إلى العربية بعض الكلمات من الأسماء التركية، وقد حصر أكمل الدين أوغلي[9] مجموعة من المفردات منها:

بُلغٌر: البرغل أي القمح المجروش bulgur،

بَسْطُرما: قديد اللحم المملح. pastırma

بَقْشِيش: العطية والإكرامية. bahşiş ،

بَيْرَق: العلم والراية bayrak.

ونجد أيضاً أسماء بعض المهن قد أخذت وفق قواعد اللغة التركية بإضافة حرف(ci) إلى الكلمة مثال: (حلونجي، خضارجي، شربتجي، كهربجي، مشكلجي) وهي إلى الأن مستخدمة في اللهجة السورية.

بالإضافة إلى بعض التعبيرات والأمثال المتشابهة في اللغتين مثل:

الجار قبل الدار (ev alma komşu al)،

من الحبة يعمل قبّة (habbeyi kubbe yapmak)،

طلع الشّعر على لساني (dilimde tüy bitti).

كلمته لا تصير اثنين (bir dediği iki olmaz).

وهذا على سبيل المثال لا الحصر، والأمثلة يصعب ذكرها في هذا المقام.

الخاتمة:

ـ نتائج البحث:

لا يمكن إنكار قيمة اللغة العربية لغة الدين والقرآن، وتجاهل دورها الهام وتأثيرها في بناء اللغات الأخرى.

– لا يمكن إحصاء عدد الكلمات المشتركة بين اللغتين العربية والتركية على الرغم من كثرة الدراسات التي حاولت ذلك.

– علاقة الترابط والانسجام بين اللغتين كبيرة جداً لذلك لابد من استخدام هذا الترابط ونسج منهج يجسد هذا الانسجام العظيم بين الثقافتين.

– التوصيات والاقتراحات:

– لابد من العمل على إيجاد مناهج تساعد في تعلم الطلاب الأتراك للغة العربية دون عناء بعيداً عن التعقيد.

– زيادة الاهتمام بمعلمين اللغة العربية والحرص على إلحاقهم بدورات تطور من خبراتهم ومهاراتهم.

وفي الختام أكرر شكري لله الذي يسر لي سلك دروب العلم والسعي وراء النجاح، وأرجوا من الله أن أكون وفقت في بحثي، وأن يرقى بمستوى الأبحاث الناجحة.

المصادر والمراجع العربية:

– حقي، سهيل صابان. (٢٠٠٥). معجم الألفاظ العربية في اللغة التركية. ط١، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. الرياض.

– الزيادات، تيسير محمد، سميرة ياير. (٢٠١٤). مجلة الدراسات اللغوية والأدبية.

– سحاري، أسامة. (٢٠١٥). قائمة إسطنبول للكلمات العربية المستعملة.

بحث لجامعة مرمرة.

– الشامان، مسعد سويلم. (١٤١٧ هـ). قواعد اللغة التركية. جامعة الملك سعود. عمادة المكتبات، الرياض.

– قدوم، محمد محمود. (٢٠١٦). اللغة العربية في تركيا. الرياض. المملكة العربية السعودية. مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي.

– كالو، محمد محمود. (٢٠١٦م). اللغة العربيّة في تركيّا. ط١. مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، الرياض.

– مخيمر، صالح. (١٩٨٩). مجلة الألفاظ العربية العربية في اللغة التركية. مجمع اللغة العربية بدمشق. مج٦٤.

– يلدز، موسى. (٢٠٠٥). التأثير المتبادل بين اللغة التركية واللغة العربية. جامعة غازي.

المراجع الأجنبية:

Emrullah işler, Türkçe`de Anlam Kaymasına Uğrayan Arapça Kelime ve Kelime Grupları, Türk Dünyası Araştırmaların Vakfı- Istanbul 1997.

Hamza Ermiş, Türkçeleşmiş̧ Arapça Kelimerine Tasnifi ve Kök Analizi, Cantaş Yayınları Sultanahmet- Istanbul 2012.

Yaşar Avcı, (Arapça Kökenli Osmanlıca Sözcükler, s.7; bkz. Türk Dil Kurumu, Türkçe Sözlük, Ankara, 3448 s.1-11.

2 Ibid, s. 11. 01Ibid, s. 16. 00 Ibid, s. 7.

موقع إلكتروني:

أوغلي، أكمل الدين، التلاقح بين اللغة العربية ولغات المسلمين الأخرى. http://www.wata.cc/forums/showthread.php?94481

ويكيبيديا. تاريخ اللغة العربية.

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

الهوامش:

  1. القرآن الكريم، الحجرات الآية ٩.
  2. ويكيبيديا، تاريخ اللغة العربية.
  3. الشامان، مسعد سويلم. (١٤١٧ هـ). قواعد اللغة التركية، جامعة الملك سعود، عمادة المكتبات، الرياض، ص٢.
  4. ويكيبيديا، تاريخ اللغة التركية.
  5. كالو، محمد محمود. (٢٠١٦م). اللغة العربيّة في تركيّا، مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. ط١. الرياض. ص ٣٦-٣٨.
  6. الزيادات، تيسير محمد، سميرة ياير. (2014 م). التأثر والتأثير اللغوي بين اللغة العربية والتركية. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية. الجامعة الإسلامية العالمية. ماليزيا. العدد الأول.
  7. Yaşar Avcı, (Arapça Kökenli Osmanlıca Sözcükler, s.7; bkz. Türk Dil Kurumu, Türkçe Sözlük, Ankara, 3448 s.1-
  8. ينظر: الزيادات، ص١٠.
  9. أوغلي، أكمل الدين، التلاقح بين اللغة العربية ولغات المسلمين الأخرى، موقع إلكتروني. http://www.wata.cc/forums/showthread.php?94481