النفي الضمني: أساليبه وأدواته ودلالاته

د. محمد حمدين آدم محمد1

1 جامعة النيلين، السودان.

HNSJ, 2023, 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4144

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/01/2023م تاريخ القبول: 22/12/2022م

المستخلص

تهدف الدراسة التعرف على النفي الضمني وأدواته التي تؤدي وظيفة الربط والتعليق بين أجزاء التركيب؛ لأنها تلخص في الجملة معاني النفي ، والتأكيد والاستفهام والأمر (باللام) والعرض والتحضيض، والتمني والترجي والنداء والشرط الامتناعي والإمكاني والقسم والندبة والاستغاثة والتعجب إضافة إلى وظيفة الربط بين الأبواب المفردة داخل الجملة، كالذي نجده في حروف الجر والعطف والاستثناء والمعية. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي ،ومما خرجت به الدراسة أن النفي الضمني لم يجد حظه من الدراسة المنهجية، النفي الضمني إضافة إلى الدلالة على النفي ، يؤدي معاني أخرى كالمقاربة والتوبيخ، والتقريع والإنكار، والاستبعاد، والتنزيه والتعظيم والردع والزجر. ومن التوصيات : ضرورة الاهتمام بالنفي كظاهرة لغوية نُحوية، التأكيد على أهمية الدراسة الوظيفية لمواضيع النحو العربي؛ لأنها كفيلة برد الاعتبار للمعنى في الدرس النُحوي.

Research title

Implicit negation: its methods, tools and implications

Dr. Mohammed Hamdeen Adam Mohammed1

1 Al-Neelain University, Sudan.

HNSJ, 2023, 4(1); https://doi.org/10.53796/hnsj4144

Published at 01/01/2023 Accepted at 22/12/2022

Abstract

The aim of study is shed light on the (Implied Negation)and its tools that lead to connecting and attaching the parts of the structure. These kook show the meaning of negation, emphasizing, interrogation and the order with the letter (Lam), suggestion, urging, wishing, request, vocative, denial and possible condition, oath, lamentation, appealing exclamation. In addition to, the importance of connecting the dib bent singular in the sentence, as we bind in propositions, conjunction and conocurrauce particles. The study follows the descriptive method. One of the significant findings of the study, is that the (Implied Negation) has not been studied thoroughly. The (Imp lied Negation) and reoffering to negation may lead to other meanings like approximation chiding, upbraiding, removal, glorification, deterrence and scolding. One of the recommendations is the importance of caring for Negation as a grammatical phenomena and the functional (study for the Arabic grammatical issues, because it is sufficient to illustrate the meaning in the grammatical lesson.

مقدمة:

منذ فترة اطلعت على مبادئ النحو في مراحل التعليم المختلفة، وكُنتُ أرى أن النحو آلة تضبط أواخر الكلم، وتصون السان من الوقوع في الزلل، والنُحوي هو من لم تعجزه مشكلات الأعاريب ولا غرائب التراكيب ، وهذا قصور في النظر، وضيق في التصور ينبغي أن يبّرأ منه طالب العربية.

فنظرت في كتب الأقدمين وكذلك المحدثين فوجدتها أغفله جوانب من النحو لم تشر إليها- أي أنها- متناثرة ومتفرقة في كتب النحو واللغة، وأن الأساليب النحوية من نفي أو استفهام وتوكيد… الخ ليست مما يحتفي به في مثل تلك الكتب ؛ لأنها مصنفة لمراعاة الشكل والأثر الإعرابي.

فتسألت كيف لنمط واحد يسود في معظم كتب النحو خاصة القديمة منها، وتكون له تلك الخطوة خلال القرون المتطاول؟! ما كان ينبغي أن تكون هنالك نظرة ثانية تتكامل مع الأولى وتستدرك نقائصها! والواقع أنه كلما أطلت تباشير منهج مغاير الا وطواه الزمن، ولفه النسيان، وأهيل عليه التراب والاهمال، وهذا ما حدث مع بعض الرواد (كعبد القاهر الجرجاني) (وابن مضاء القرطبي) اللذين حاولا تجديد النظر في النحو الأول بمناداة بضرورة ايلاء المعنى أكبر الاهتمام، والعناية بالأساليب النحوية، وبضرورة مراعاة الفروق والوجوه أثناء تراكيب الكلام .

والثاني يدعو إلى الحد من صولة العوامل ، وإلغاء التعليل والتقدير واعتقد أنه لم يكن حتماً مقضياً أو قدراً مقدراً على النحو العربي أن تستأثر به نظره واحده ومنهج وحيد ، ولا يتخذ القدوة من بقية علوم العربية التي تأسست منهجاً على أكبر من رؤية واحدة وسادت مدارس الرأي والقياس بالكوفة، ومدارس الأثر والحديث بالحجاز وغيرها فهل يضيق النحو العربي أن يستوعب أكثر من رؤية واحدة؟

كانت هذه الأفكار تراودني فعزمت الكتابة في النفي ، فلم أجده مرتباً ومدوناً بطريقة يسهل جمعه، ومعلوم أن مادة الدراسة موجوده لم اختلقها اختلاقاً، ولكنها مبعثرة في تضاعيف كتب النحو واللغة والبلاغة.

المعنى اللغوي :

تدور كلمة “نفي” في المعاجم العربية على معانٍ كثيرة منها الإبعاد والتنحية والطرد، فقد جاء في معجم “مقاييس اللغة” أن مادة “نفي” تدل على تعرية شيء من شيء، وإبعاده عنه، ومنه النُّفاية الرّديء، نفي الريح ما ترميه من التراب حتى يصير في أصول الحيطان، ونفي المطر ما تنفيه الريح أو ترشه، ونفي الماء ما تطاير من الرّشاء([1]).

أمّا في معجم الصحاح فقد ذكر الجوهري أن “نفي ” تكون بمعنى طرد وأورد شاهداً للقطامي:

فأصبح جاركم قتيلا ونافيا – أي- منفيا، ونقول هذا ينافي ذلك، وهما يتنافيان، والنفوه والنفية كل ما نفيت، والنُّفاية بالضم كل ما نفيت من الشيء لرداءته([2]).

ونفس الشرح أورده ابن منظور في اللّسان وأضاف “نفى الشيء وينفي نفياً تنحى، ونفيته نحّيته، ونُفي الرجل عن الأرض ونفيته عنها طردته فانتفى، وتنافت الآراء والأحكام تعارضت وتباينت” ([3]).

وقد أثبت المعجم الوسيط كل ما أوردته المعاجم السابقة، وأضاف إليها: “نفاه جحده “.وتبرّأ منه، ونفاه أخبره أنّه لم يقع، وانتفى شعره تساقط، وانتفى الشجر من الوادي انقطع وانعدم “([4]).

وقد وردت هذه اللفظة في الاستعمال القرآني بمعنى الإبعاد والطرد، قال الله

تعالى:” إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.”([5]).

المعنى الاصطلاحي:

يتلون المعنى الاصطلاحي لكلمة “نفي” حسب مجال الدراسة، نُحوية كانت أم بلاغية، ونجد أن النحاة القدامى قلّما تعرضوا لتعريف النفي تعريفاً اصطلاحياً؛ لأنه لا يوجد في مصنفاتهم باب اسمه “النفي” ولذلك يمّمنا شطرنا ناحية كتب الدراسات القرآنية ففيها بعض الشذرات المتعلقة بتعريف النفي، من ذلك ما قاله الزركشي: “النفي هو شطر الكلام؛ لأنّ الكلام إمّا إثبات، وإمّا نفي، وفيه قواعد:

الأولى: في الفرق بينه وبين الجحد، قال بن الشجري: “إذا كان النافي صادقاً فيما قاله سمّى كلامه نفيا، وإن كان يعلم كذب ما نفاه كان جحدا، فالنفي أعمّ، لأن كل جحد نفي من غير عكس، فيجوز أن يسمّى الجحد نفياً؛ لأنّ النّفي أعمّ، ولا يجوز أن يسمى النّفي جحدا…” ومن العلماء من لا يفرق بينهما، والأصل ما ذكرته” ([6]).

وقد كرّر السيوطي([7]) هذه المعاني في كتابه الإتقان في علوم القرآن، أمّا التهانوي([8]) فقد أورد عبارة “السيوطي” بحذافيرها، مع عزوها له، وقد عرّف “محمد بن على الجرجاني” النفي بقوله: “النفي هو مالا ينجزم ب “لا”، وهو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل، وقيل النفي عبارة عن الإخبار بعدم صدور الفعل عن الفاعل في الزمان الآتي، وهو ضد المضارع”([9]).

أما المعاصرون من النحاة فيمكن تصنيفهم الى صنفين، صنف سلك مسلك الأوائل، وهم الأغلبية، وهؤلاء لا مطمع في الحصول على تعريف اصطلاحي للنفي في مصنفاتهم، وصنف ثانٍ تفاعل مع قضايا التجديد النحوي، ومع المساعي الرّامية إلى تطوير منهج الدراسة اللُّغوية، فهؤلاء تقدّم بعضهم بمقاربات لتعريف النّفي كلها مفيدة وهامة، ومن هؤلاء “المخزومي” الذي عرّف النفي بقوله: “النّفي أسلوب لغوي تحدده مناسبات القول، وهو أسلوب نقد وإنكار يستخدم لدفع ما يتردد في زهن المخاطَب فينبغي إرسال النفي مطابقاً لما يلاحظه المتكلم من أحاسيس ساورت ذهن المخاطَب خطأ، مما أقتضاه أن يسعى لإزالة ذلك بأسلوب نفي بإحدى طرائقه المتنوعة الاستعمال” ([10]).

أمّا محمد حماسه عبداللطيف فعرّفه بقوله: “النّفي من العوارض التي تعرُض لبناء الجملة فتفيد عدم ثبوت نسبة المسند إلى المسند إليه في الجملة الفعلية والإسمية على السواء”([11]).

أمّا سناء البيّاتي، فقد وصفت أسلوب النفي بقولها: “وأسلوب النفي أحد أساليب النظم في العربية، ويستخدم المتكلم للدلالة على النفي أدوات متعارفا عليها تتصدر النظم وتهيمن بمعناها على معنى الجملة عامّة، وإنما يعمد المتكلم إلى النفي عندما يريد أن ينقض ما يتردد في ذهن المخاطب، والمتكلم يرسل النفي مطابقاً لما يقتضيه حال المخاطب، ويتم نظم الجملة المنفية بطريقة مناسبة بطرائق النفي المتنوعة” ([12]).

ويلاحظ في تعريف “المخزومي “و “سناء البيّاتي” بزور النزعة التداولية المتأثرة بمنهج “عبد القاهر الجرجاني” الذي يراعي المقام أثناء تأليف الكلام، وإنّ الإشارة إلى المنحى التداولي في التعاريف أمر بالغ الأهمية ينقل النحو من سكونيه معزولة إلى حركية في إطار الفضاء الرحب للأسلوب.

من هذا العرض لأقوال القدماء وبعض المحدثين، يمكن أن نخلص إلى تعريف النفي، بأنه أسلوب يستهدف نقض المقولات اللُّغوية، والأحداث وإنكارها بصيغ وأدوات معروفة في العربية يخضع لاستخدامها إلى أغراض المتكلمين ومتطلبات المقام.

طرق النفي في اللغة العربية:

النفي في اللغة العربية قد يكون صريحا، ويتخذ لتحقيقه أدوات معروفه ومحدّدة، وقد يكون غير صريحاً أو ضمنياً، وسنتناول النفي الضمني لغرض منهجي في دراستنا.

النفي الضمني:

كثيراً ما تقتضي المواقف الكلامية والسياقات المختلفة للحوار، أن يتحاشى المتحاورون التصريح بالنفي والإنكار، لمقاصد وأغراض لديهم، ويكتفون بالتلميح والتعريض، مستخدمين أساليب وألفاظ يدركها السامع غالبا، ويفقه ما ترمي إليه من دلالة، وهذه الأساليب تكوّن في مجملها ما يعرف بالنفي الضمني.

يقول سيبويه: “وتقول أقل رجلٍ يقول ذلك إلا زيد؛ لأنه صار في معنى ما أحد فيها إلا زيد”([13]).

وقال السيرافي، في شرحه للكتاب: “و”أقل” ينصرف إلى معنيين، أحدهما النفي العام والأخر ضد الكثرة فإذا جعل تقديره “ما رجلُ يقول ذلك إلاّ زيد” “وما أحد يقول ذلك إلاّ زيد” وإن أُريد به ضد الكثرة فتقدره” “ما يقول ذلك كثيراً إلا زيد”، ومعناهما يؤول إلى شيء وأحد”([14])، وقال أبو العباس المبرّد:” وتقول أقلّ رجل رايته إلا زيد، إذا أردت النفي بأقل، والتقدير “ما رجل مرئي إلا زيد([15])

أمّا أبو بكر بن السراج فقال:” وأقلّ رجل وقلّ رجل، قد أجروه مجرى النفي”([16])، وكما نقل الرضي قول أبي علي الفارسي: “قلّما يكون بمعنى النفي الصرف…قال ويجي بمعنى إثبات الشي القليل” وعقب الرضي بقوله: والأغلب الأول”([17]) ولم يكتف الرضي بذلك بل تكلم عن النفي بالفعل “أبي” فقال” وقد تجرى لفظة “أبي” وما لا تصرّف منها مجرى النفي، قال تعالى:” فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا “([18])، وفي قوله: ” وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ” ([19])، وفي قولك “أبى القوم أن يأتوني إلاّ زيدُ”([20])

فإذا أضفنا إلى هذه النقول بعض الكلام من بحث “نفي الشيء بإيجابه “عند أهل البلاغة على سبيل الإستئناس، اتضحت لنا الصورة مكتملة، فقد أورد صاحب كتاب “معجم البلاغة العربية” قولا لابن رشيق يمكن أن نفهم منه معنى النفي الضمني، قال: “نفي الشيء بإيجابه إذا تأملته وجدت باطنه نفياً وظاهره إيجاباً”([21])،فبمقتضى كلامه يدلّ على أنّ للكلام بنية سطحية هي غير مقصودة، أنظر إن شئت لقول المتنبي:

أَفْدي ظباء فَلاةٍ مّا عَرَفْنَ بها مَضْغَ الكَلاَم ولا صَبْغَ الحواجيب

ولابرزن من الحَمّام مائلة أوراكهن صقيلات العراقيب

“وظاهر هذا الكلام عدم بروزهن من الحمام على تلك الهيئات، والمراد في باطن الكلام عدم الحمام مطلقاً، فإنهن عربيات كظباء الفلاة”، وهكذا يمكن أن نقول أن النفي الضمني هو ما يفهم من الجملة دون أن ينصّ عليه حرف من حروف النفي، والعبارات المنفية ضمنياً قد تحتوي معنا زائدا، فيحجب المعنى المنفي ويحتاج إدراكه الى نباهة وذكاء، وقد أشار فارس محمد عيسى في تعريفه إلى هذا المعنى حيث قال: “إنه استشراف النفي، واستشعاره بقرائن لغوية وصوتيه وسياقية خاصة دون الاستناد إلى أداة نفي”([22]).

ونلحظ أن كلمات استشراف، واستشعار، وقرائن، توحي بأنّ هناك خفاء، وهو قرين ما عبّر عنه القدماء “بشبه النفي”، “أو رائحة النفي “،أو ما كان باطنه نفياً وظاهره إيجاباً، وميزة هذا التعريف إبراز السياق والتنغيم في إظهار النفي والدلالة عليه.

وبعض الباحثين مثل إبراهيم أنيس، ومحمد حماسة، يعدُّون النفي الضمني نفيا غير لغوي على أساس أن النفي اللغوي هو ما كان باستخدام الأداة.

صيغ النفي الضمني:

تعددت أساليب وصيغ النفي الضمني في اللغة العربية مما يدل على ثرائها واتساع فنون القول فيها، وانفساح السبل التي تستوعب كل ألوان التعبير التي تقتضيها كل المواقف الكلامية، ويمكننا أن نقف على هذه الصيغ دون ادّعاء لحصر أو إحاطة.

1. النفي الضمني من خلال أسلوب التمني:

أ/ التمني باستخدام الأداة “لو “قال تعالى:” فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”([23])،

في هذه الآية الكريمة القصد هو نفي إعادة الكفار على الدنيا، وقد عدل عن التصريح بالنفي من أجل إظهار تحسرهم وندمهم.

ب/ التمني باستخدام “هل” قال تعالى:” فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ” ([24])، فالآية تشير بانعدام الشفعاء، وإن دلّت بمنطوقها على تمني أي شفيع.

ج/ التمني باستخدام “ليت” قال تعالى:” يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا “([25])، وقال تعالى:” قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ “([26]). فهو ينفي ضمناً أن قومه يعلمون ما هو فيه من نعيم مقيم إذ هم في جهنم والشقاء العظيم.

2. النفي خلال أسلوب العطف:

ينفي ضمناً باستخدام “بل” ،”أم”،” لكن”

أ/ النفي بحرف الإضراب “بل” قال تعالى: ” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ “([27]).

هذه الآية الكريمة بالإمكان تعويض “بل” ب “لا” النافية ويبقى معنى النفي قائماً، ولكن استخدام “بل” أدّى دور “لا” في هذا الموضع.

ب/النفي باستخدام “أم” المنقطعية: يميز النحاة بين استعمالين ل “أم” في مجال العطف، وذلك أن تكون “متصلة” أو “منقطعة” ف “أم” المنقطعة هي التي تقع في الغالب بين جملتين مستقلتين في معناهما، لكل منهما معني خاص يخالف معني الأخرى، ولا يتوقف أداء أحدهما وتمامه على الآخر، فليس من المعنيين أن يجعل أحدهما جزءا من الثاني، فهذا سبب تسميتها منقطعة، وهي تؤدي معنى الإضراب فتكون في معنى “بل” وقد تفيد معه معنى آخر أحيانا([28]).

قال تعالى: “أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا”([29])، وقال تعالى “أم كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت”([30]).

قال أبو حيان:” معنى الاستفهام هنا هو التفريغ و التوبيخ وهو في معنى النفي، أي ماكنتم شهداء فكيف تنسبون إليه ما لا تعلمون ولا شهدتموه أنتم ولا أسلافكم”([31]).

3. النفي من خلال أسلوب الشرط:

أ/النفي باستخدام “لو” الشرطية الامتناعية: قال تعالى:” وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ”([32]) “أي لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته إلا بعد التجسيم بالأجسام الكثيفة”

ب/النفي باستخدام “لولا” قال تعالي” فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ “([33]). بمعنى “لم”، أي فلم تكن قرية آمنت أي عند نزول العذاب إلا قوم يونس.

4. النفي الضمني من خلال أسلوب الاستفهام:

قد يخرج الاستفهام من معناه الحقيقي وهو الاستخبار إلى الإنكار أو التقرير، ولذلك يسمى الاستفهام الإنكاري أو الاستفهام التقريري، والاستفهام الإنكاري في حالات كثيرة يبطن معنى النفي؛ لأن ما بعد أداة الاستفهام يكون منفيا، وتسمية هذا الاستفهام إنكار إذا جحد، وهو إمّا بمعنى” لم يكن” كقوله تعالى: “أفأصفاكم” أو بمعنى “لا يكون” عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا”([34]).

وقال تعالى:” أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا”([35]). والمعنى أنكر عليهم كونهم جعلوا الملائكة أناثاً وقالوا هم بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ملاحظة: قد يكون الاستفهام الإنكاري حقيقيا في بعض الأحيان، وذلك فيما إذا كان ما بعد أداة الاستفهام واقعاً فعلا، ففي هذه الحالة لا يمكن فهم معنى النفي من خلاله، وعلى هذا تُخرَّج آيات كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى:” قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ “([36])،” أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ “([37])” أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ “([38]).

5. النفي الضمني من خلال الاستثناء:

لما كان تعريف الاستثناء هو إخراج ما بعد الأداة “إلا” أو إحدى أخواتها من حكم ما قبلها، وتخصيص ما يُظن من عموم الحكم كان بهذا المعنى متضمنا لمعنى النفي ومقتضيا له، ولتوضيح ذلك نتأمل قول أبو فراس الحمداني:

تَنَاسَاني الأَصْحَابُ إلاّ عُصَيْبَةً سَتَلْحَقُ بالأُخْرَى غَداً وَتَحُولُ([39])

فالشاعر أخرج بواسطة “إلا” زمرة قليلة من أصحابه، فكأنه نفى عنها هجرها له وابتعادها عنه ، وفي القرآن أمثلة كثيرة عن النفي باستخدام الاستثناء، نقتصر على ذكر القليل منها: قال تعالى:” وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ “([40])، وقال عز وجل” وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ “([41]).

فالمولى نفى ضمنا عن فريق من المؤمنين اتّباع إبليس.

6. النفي ب”إنما في أسلوب القصر:

من الصيغ الهامة للنفي الضمني “إنما” في أسلوب القصر، وقد أشار ذلك عبد القاهر في الدلائل، وتبعه القزويني في الإيضاح، وعبر عبدالقاهر عن هذا النوع بوضوح يكاد ينطق فيه اسم النفي الضمني ممّا يدلّ على حسه اللغوي والفني العميق، فيقول: “ثم اعلم أنك إذا استقريت وجدتها “إنما” أقوى ما تكون وأعلق ما ترى بالقلب إذا كان لا يراد بالكلام بعدها نفس معناه، ولكن التعريض بالأمر هو مقتضاه، نحو أنّا نعلم أن ليس الغرض من قوله تعالى: “إنما يتذكر ألوا الألباب”، أن يعلم السامعون ظاهر معناه، ولكن أن يذم الكفار، وأن يقال إنهم من فرط العناد ومن غلبة الهوى عليهم في حكم من ليس بذي عقل، وإنكم إن طمعتم منهم في أن ينظروا ويتذكروا كنتم كمن طمع في ذلك من غير أولي الألباب…ثم أن في هذا التعريض الذي ذكرتُ لك لا يحصل من دون “إنما”، فلو قلت: “يتذكر ألو الألباب” لم يدلّ على ما دلّ عليه في الآية “وإن كان الكلام لم يتغير في نفسه وليس إلا أنّ فيه “إنما”، والسبب أنّ هذا التعريض إنما وقع بأن كان من شأن “إنما” أن تضمن الكلام معنى النفي”([42])

7. النفي الضمني من خلال حرف الرّدع والزجر “كلا”:

قال الرمانيّ: وهي “يعني كلا” تأتي على ضربين أحدهما أن تكون ردعاً ونفياً كقوله تعالى:” لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا “([43]) وقوله:” قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا”([44]).وقد ذكر بعض أهل العلم أن “كلا” في القرآن الكريم على ضربين، بمعنى “لا” وعلى معنى” ألاّ” التي للتنبيه، يستفتح بها الكلام.

8. النفي الضمني من خلال استعمال “غير”:

تتضمن غير معنى “لا” النافية و”إلا” الاستثنائية، قال السيوطي “غير” تقال على أوجه، الأول: أن تكون للنفي المجرّد من غير إثبات معنى به، نحو مررت برجل غير قائم “أي “لا قائم”، قال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ “([45])، وقال:” وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ “([46])

والثاني: أن تكون بمعنى “إلا” فيستثنى بها وتوصف بها النكرة نحو قوله تعالى: ” مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ “([47]).ففي الآيتين الكريمتين يمكن تعويض “غير” بـ “لا”.

9. النفي الضمني باستخدام “هيهات”:

قال الزركشي عن “هيهات”: لتبعيد الشيء ومنه قال تعالى:” هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ”([48])،وقال الزجاج البعد لما توعدون، وقيل هذا غلط من الزجاج أوقعه فيه اللام فإن تقديره: بعد الأمر لما توعدون، أي لأجله”. وقال أحمد ماهر البقري:” وقد ورد هذا التعبير في القرآن مرة واحدة تفيد معنى النفي التام”([49]).

10. النفي من خلال ألفاظ التنزيه والاستعاذه:

أ/الفاظ التنزيه: وهي كلمات وردت في القرآن الكريم نزهت المولى عز وجل عن كل ما يتنافى وجلاله وكماله، وإنما استعملنا مصطلح “ألفاظ” للخروج من خلاف النحاة

حول فعلية أو اسمية بعضها، ومن هذه الألفاظ:

حاشا: قال ابن هشام: “الوجه الثاني لـ “حاشا” أن تكون تنزيهيه، وهي عند المبرد وابن جني والكوفيين “فعل” لتصرفه فيها بالحذف وإلا دخالهم إياها على الحرف، وهذان الدليلان ينفيان الحرفية ولا يثبتان الفعلية، والصحيح أنها اسم مرادف للبراءة من كذا”([50])، وقد وردت “حاشا” مرتين كلتيهما في سورة يوسف: “فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم” وقال أيضا: “قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ” ([51])

وبذلك أن “حاشا” تفيد في القرآن الكريم النفي، وأن النفي في “حاشا” من الاستثناء. سبحان: قال السيوطي: “سبحان” مصدر بمعنى التسبيح لازم النصب والإضافة إلى مفرد ظاهر أو مضمر.. وهو مما أميت فعله، أي أنه لا فعل له، وهي تستعمل للنفي والتعجب في القرآن الكريم، فمن دلالاتها على النفي والتعجب في القرآن الكريم، فمن دلالتها على النفي قوله تعالى: “وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ “([52])، وكلمة سبحان متخصصة أشد التخصص لتنزيه الذات العلية. وقال تعالى:” وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ “([53])

هكذا نجد أن” سبحان” نفت عن الله ضمنا ما ينسب الكفار إليه من شركاء، وأغنت عن التفصيل في رد الشبهات ودحضها، وما ينبغي ملاحظته أنها قد تعزز بأداة نفي مثل الآية الأخيرة التي أوردناها.

ب/ ألفاظ الاستعاذة:

تدل ألفاظ معاذ الله، عياذا بالله، أعوذ بالله…معنى النفي، ومن ذلك قول الله

تعالى:” قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ “([54]) وقال تعالى:” قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِين* قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ “([55])، فكلمة “معاذ” هنا أضيفت على المعنى إضافة نوعية تربو على مطلق النفي، وفي الآية الثانية مثلا لو قال سيدنا موسى لإخوته “لا” لبدا أمامهم بمظهر المتكبر على إخوانه، ولكنه ترفق بهم، وعلل رفضه بتوخي العدل والحق.

خصائص النفي الضمني:

الأساليب الصيغ التي يؤدى بها النفي الضمني في اللغة العربية، وهي من خلال كثرتها وتنوعها تدل على ثراء اللغة العربية ودقتها في التعبير عن مكنونات الأنفس بشيء يشبه السحر، ولا عجب في ذلك فهي لغة القرآن. وقبل أن نختم الكلام عن النفي الضمني نشير إلى أهم الخصائص التي استخلصناها من دراسته:

1/ التراكب الدلالي: إذا كان النفي الصريح لا يدل إلا على مجرد نقض المقولات ودفع ما يدور في خلد المحاور ونفسه، فإن النفي الضمني، إضافة إلى الدلالة على النفي، ويؤدي معاني أخرى، كالمقاربة أو التوبيخ، أو التقريع، أو الإنكار، أو الإستبعاد، أو التنزيه، أو التعظيم، أو الردع، أو الزجر…الخ

2/البلاغة والفصاحة: ما عدل عن النفي الصريح إلى النفي الضمني إلا لنكت بلاغية اقتضاها سياق الموقف، إذ أن البلاغة هي مراعاة مقتضى الحال كما هو التعريف المرضي عند أهل الشأن، وقد تؤدي بعض صيغ النفي الضمني بطريقة تفضل وتربو عن النفي العادي، ولنأخذ مثالا لتوضيح المعنى: قال تعالى:” حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”([56])

فـ”كلا” هنا أدت معنى النفي بشكل أقوى مما قد تؤديه الأداة المخصصة “لا” لأن المعنى ليس فقط رفض طلب الكفار إمهالهم فرصة أخرى والرجوع الى الدنيا، إنما أضيف له الزجر والردع، وطلب الكف عن السؤال الذي لا يقبل مجرد طلبه، فالجواب لم يكن: “لا” طلبكم مرفوض، بل كان جوابهم اخسئوا ما كان لكم أن تسألوا هذا السؤال، ولعل الآيتين 106،107 ترجحان هذا التحليل، فعندما عاودوا الطلب بقولهم” رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ “([57])، جوبهوا بهذا الرد الزاجر” قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ “([58])، فرق كبير بين الجوابين الصريح والضمني.

3/ إن الجمال الذي تضفيه الصيغ والأساليب المختلفة والمتعددة للنفي الضمني على الكلام يحتاج إلى ذوق وإحساس فني وشفافية لكي تدرك مراميه نظرا للتراكب الدلالي الذي تتميز به، ولبنيته الظاهرة المحملة بالغرض البلاغي أو المعنى الأساس المرفق الذي يحجب البنية الباطنة.

النتائج والتوصيات

  1. يرد نفي الشي مقيدا ويراد نفيه بشكل مطلق، وهذه من أساليب العرب التي يقصدون بها المبالغة في النفي وتأكيده.
  2. إذا نفيت كلاما فيه تأكيد فإن نفيك يتوجه إلي التأكيد خصوصا ويقع له
  3. النفي الضمني، إضافة إلى الدلالة على النفي، ويؤدي معاني أخرى، كالمقاربة أو التوبيخ، أو التقريع، أو الإنكار، أو الاستبعاد، أو التنزيه، أو التعظيم، أو الردع، أو الزجر…الخ
  4. إن الجمال الذي تضفيه الصيغ والأساليب المختلفة والمتعددة للنفي الضمني على الكلام، يحتاج إلى ذوق وإحساس فني وشفافية لكي تدرك مراميه نظرا للتراكب الدلالي الذي تتميز به، ولبنيته الظاهرة المحملة بالغرض البلاغي أو المعنى الأساس المرفق الذي يحجب البنية الباطنة.

توصيات الدراسة:

1ــ التأكيد على أهمية الدراسة الوظيفية لمواضيع النحو العربي؛ لأنها كفيلة برد الاعتبار للمعنى في الدرس النُحوي.

2ــ ضرورة العناية بالفروق الوظيفية لأدوات النفي، وتخصيص مبحث لها أثناء دراسة النفي؛ لأنه لا استخدام صحيح لأدوات النفي بدون معرفة لهذه الفروق.

المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم .
  2. أحمد بن فارس الرازي، معجم مقاييس اللغة، تحقيق د.عبدالسلام هرون، دار الجيل بيروت،1999م.
  3. إسماعيل بن حماد الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق، عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، 1990م.
  4. جمال الدين بن منظور بن مكرم، لسان العرب، يوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت،1988م.
  5. جلال الدين السيوطي ، الإتقان في علوم القرآن ، تحقيق وشرح عبدالعال سالم مكرم ـ القاهرة ، عالم الكتب بيروت 1977م.
  6. بدرالدين محمد بن عبدالله الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ت:محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا بيروت ، بدون سنه.
  7. بدوي طبانه، معجم البلاغة العربية، دار المنارة للنشر والتوزيع، جده، دار بن حزم بيروت 1997م.
  8. أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا الرازي ، مجمل اللغة ، حققه الشيخ شهاب الدين بن عمرو ، بيروت ، دار الفكر 144هـ ـ 1994م.
  9. الشريف أبو الحسن على بن محمد الجرجاني، التعريفات، تحقيق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت،2000م.
  10. الحسن نور الدين على بن محمد بن عيسى الأشموني ، شرح الأشموني على الفية بن مالك ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ط22 القاهرة ،مكتبة النهضة المصرية .
  11. محمد عبد اللطيف حماسة، بناء الجملة العربية، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2003م.
  12. سيبويه: أبي بشر عمرو بن عثمان قنبر ، كتاب سيبويه ، ط2 ، القاهرة ، النهضة المصرية. العامة للكتاب 1977.
  13. في النحو العربي نقد وتوجيه
  14. ابو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري المفصل في صنعة الاعراب / قدم له ووضع هوامشه وفهارسه أمين بديع ، ط1 ، بيروت ، دار الكتب العلمية 1420هـ ـ 1999م.
  15. سناء حميد البياتي، قواعد النحو على ضوء نظرية النظم.
  16. المبرد محمد بن يزيد، كتاب المقتضب، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمه، دار الكتاب المصري القاهرة،1979م.
  17. أبوبكر محمد بن السراج، الأصول في النحو، تحقيق عبد الحسين القتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت،1999م.
  18. بدوي طبانه، معجم البلاغة العربية، دار المنارة للنشر والتوزيع جده، دار بن حزم بيروت، 1997م.
  19. فارس بن عيسى، في النحو العربي، أسلوب في التعلم الذاتي، دار النشر والتوزيع، عمان،1994م.
  20. عباس حسن، النحو الوافي، مصر بدون سنه.
  21. أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط، دار إحياء التراث العربي، 1990م
  22. محمد جمال الدين بن عبدالله بن مالك . تسهيل الفوائج وتكميل المقاصد حققه محمد كامل بركات ـ بيروت ، دار الكتب العربي 1378هـ ـ 1967م.
  23. محمد بن عبدالله هشام الانصاري ، اوضح المسائل في الفية بن مالك ومعه كتاب عدة السالك الى اوضح المسالك ،تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ـ القاهرة ، المكتبة العصرية .
  24. مغنى اللبيب في كتب الاعاريب، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ـ القاهرة ـ المكتبة المصرية 1411هـ ـ 1991م
  25. مسلمي ، صحيح مسلم ، تحقيق محمد فؤاد الباقي ط2 ، بيروت ، دار الفكر .
  26. أبو فراس الحارث الحمداني، ديوان أبي فراس الحمداني، دار الجيل بيروت، لبنان،1993م.
  27. أبو عبيد الله محمد القرطبي الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق إبراهيم إطيفش، دار الكتاب العربي، بيروت.

الهوامش:

  1. / أحمد بن فارس الرازي، معجم مقاييس اللغة، ت:عبد السلام هارون، دار الجيل بيروت،ط1، 1999م، ج5، ص 456
  2. / إسماعيل بن حماد الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية، ت:عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، ط 4، 1990م، ص 425.
  3. / جمال الدين بن منظور بن مكرم ، لسان العرب المحيط، ت: يوسف خيّاط، دار الجيل ودار لسان العرب، بيروت،1988،ج6، ص696.
  4. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، دار المعارف المصرية، ط 2،1972 ،ج2 ، ص:943.
  5. / سورة المائدة الآية:33.
  6. / بدرالدين محمد بن عبدالله الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ت:محمدأبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية صيدا، بيروت، ج2، ص376.
  7. / جلال الدين بن عبدالرحمن السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، عالم الكتب، بيروت ، بدون طبعه، أو سنة نشر،ج1،ص:77..
  8. / التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، ت:أحمد حسين بسبح، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،ط1، 1998، ج4، ص262.
  9. / الشريف أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني، التعريفات، ت: محمد باسل عيون السّود، دار الكتب العلمية بيروت،ط1،2000،ص:240.
  10. / في النحو العربي نقد وتوجيه، ص:244.
  11. / محمد عبداللطيف حماسه، بناء الجملة العربية، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة،2003، ص280م.
  12. / سنا حميد البياتي، قواعد النحو العربي على ضوء نظرية النظم،ص220..
  13. / أبو بشر عمرو بن قمبر المشهور ب سيبويه، ت: عبد السلام هارون، دار الجيل بيروت، ط1 ،ح2 ،ص 214.
  14. / المصدر نفسه، نفص الصفحة..
  15. / المبرد محمد بن يزيد، كتاب المقتضب ،ت: محمد عبد الخالق عضيمة، دار الكتاب المصري القاهرة، دار الكتاب اللبناني بيروت، ط2، 1979م ،ج4 ،ص404.
  16. / أبوبكر محمد بن السراج، الأصول في النحو، ت: عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط4 ،1999م، ج1، ص 297
  17. / المصدر نفسه،ج2،ص168..
  18. / سورة الإسراء الآيه:89.
  19. التوبه الآية:32.
  20. / شرح الكافية، ج2،ص128.
  21. / بدوي طبانة، معجم البلاغة العربية، دار المنارة للنشر والتوزيع، جده، دار بن حزم ،بيروت، ط4، 1997، ص648.
  22. / فارس محمد عيسى، في النحو العربي، أسلوب في التعلم الذاتي، دار البشير للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1994م، ص231.
  23. / سورة الشعراء الآية:102.
  24. / سورة الأعراف الآية :53
  25. / سورة الأحزاب الآية:66
  26. / سورة يس الآية 26.27.
  27. / سورة السجده : الآية 3
  28. /عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف، مصر،ط6، بدون سنه،ج3،ص 597 .
  29. / أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2 ،1990، ج1، ص400.
  30. النحو الوافي،ج1، ص491..
  31. /. أبو عبدالله محمد القرطبي الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، ت: إبراهيم أطفيش، دار الكتاب العربي، بيروت، ج6،ص392.
  32. /سورة الانعام الآية :9
  33. / الإتقان في علوم القرآن، ج1، ص147.
  34. / سورة هود الآية :28.
  35. / سورة الإسراء : الآية 40..
  36. / سورة الصافات الآية:95.
  37. / سورة الأنعام الآية:40.
  38. / سورة الشعراءالآية:165.
  39. / أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني، ديوان أبي فراس الحمداني، دار الجيل بيروت ط1، 1993،ص260.
  40. / سورة البقرة الآية 45.
  41. / سورة سبأ الآية:20.
  42. / دلائل الإعجاز، ص 326.325.
  43. / سورة مريم الآية:82.81
  44. / سورة الشعراء: الآية:62.61
  45. / سورة القصص : الآيه50
  46. / سورة الزخرف: الآية :18.
  47. / سورة الأعراف : الآية 59.
  48. / سورة المؤمنون: الآية36.
  49. / أساليب النفي في القرآن الكريم، ص220.
  50. / مغني اللبيب، ج1،ص204.203
  51. / سورة يوسف ،الآية:51.
  52. / سورة الانعام : الآية 100.
  53. / سورة يوسف الآية:108.
  54. / سورة يوسف الآية :23.
  55. : سورة يوسف : الآية 78ـ 79
  56. / سورة المؤمنون الآية:100،99.
  57. / سورة المؤمنون الآية:107.
  58. / سورة المؤمنون الآية:108.