تداخل المباحث النحوية وأثره في الدلالة مواقع الظروف ودلالاتها أنموذجا

د. أمـين عـلـي دهــب1

1 عضو هيئة التدريس بكلية اللغات والآداب والفنون والإعلام، ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها (سابقا)، جامعة أنجـمينا ـ تـشاد

بريد الكتروني: aminealidahab@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(10); https://doi.org/10.53796/hnsj4106

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/10/2023م تاريخ القبول: 12/09/2023م

المستخلص

تناقش هده الدراسة مسائل الظروف حين تقع في مواقع إعرابية مختلفة عن كونها مفعولا فيه، وتناقش ما يترتب على تلك المواقع الإعرابية الجدية من معان ودلالات، ثم تعرض الوظائف الدلالية التي تخرج إليها ألفاظ الظروف وورود بعضها مكان الأخرى، فتناقش تبادل المعاني بين الأدوات الظرفية.

تطمح هذه الدراسة إلى: جمع الأحكام التي تطرأ على الظروف بسبب تداخله بالأبواب الأخرى، لتقريبها من الباحثين. كما تسعى إلى جمع آراء النحاة واختلافاتهم حول دلالات الظروف، ومناقشتها وتحليلها للخلاصة منها برأي.

وباستخدام منهج تكاملي يجمع بين المناهج (الوصفي والتحليلي والتطبيقي) استخلصت الدراسة نتائج، تفيد في مجملها: أن الظرف يقع معمولا وعاملا معا، فيعمل عمل الفعل فيرفع وينصب، ويعمل عمل الحرف؛ فيجر أو يجزم ما بعده، ويقع تابعا، وأن دلالاته تختلف باعتبار موقعه من سياق الجملة، وباعتبار ما يصحبها من الأدوات والحروف.

الكلمات المفتاحية: تداخل المباحث ـ دلالات الظرف ـ مواقع الظرف ـ الظرف التابع.

Research title

Overlapping grammatical topics and its effect on semantics Locations of adverbs and their connotations as an example

Dr. AMINE ALI DAHAB1

1 Member of the teaching staff at the Faculty of Languages, Literature, Arts and Media, and Head of the Department of Arabic Language and Literature (formerly), University of N’Djamena – Chad. Email: aminealidahab@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(10); https://doi.org/10.53796/hnsj4106

Published at 01/10/2023 Accepted at 12/09/2023

Abstract

This study discusses the issues of adverbs when they occur in syntactic positions other than being the subject, and discusses the meanings and connotations that result from those serious syntactic positions. Then, it presents the semantic functions to which adverbial words emerge and some appear in place of others. It discusses the exchange of meanings between adverbial devices. This study aspires to: collect judgments that arise in circumstances due to its interference with other chapters, to bring them closer to researchers. It also seeks to collect the opinions of grammarians and their differences regarding the meanings of adverbs, and discuss and analyze them to conclude with an opinion. Using an integrative approach that combines the approaches (descriptive, analytical, and applied), the study concluded results that indicate in their entirety: that the adverb is both a subject and an agent, so it acts as a verb, so it is nominative and accusative, and it acts as a letter; It presupposes or asserts what comes after it, and it is subordinate, and its connotations differ depending on its location in the context of the sentence, and according to the tools and letters that accompany it.

Key Words: Overlap of topics, connotations of adverbs, positions of adverbs, dependent adverbs.

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمين الأكملين، على نبينا الصادق الأمين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته وتابعيهم إلى يوم الدين، وبعد؛

فإنه مما يلاحظ القارئ في النحو العربي ما يعتريه من تداخل لأبواب، وما يترب عليها من دلالات لغوية، تدعو إلى تسجيل وقفة تأملية فيها، ترشد المتأمل إلى إعجاز لغوي بديع، لا يمكن حدوثه عن طريق الصدفة، البتة.

وإن الظرف، قد خصص له باب مستقل سُمّي بباب المفعول فيه، ودرست فيه مسائله وأحكامه، ولكن نجده  ـ أيضا ـ ضمن تراكيب أخرى مختلفة عن بابه الأصلي، متفرقا في أبواب متعددة، كباب الاسم الموصول، وباب المبتدأ والخبر، وباب النواسخ، وباب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعول به، وباب ما لم يسم فاعله وباب الإضافة…الخ، مما يؤدي إلى مشقة لدى الدارس في جمع ما تفرق منه في الكتب.

ومن هنا ظهر لي أن أتناول موضوع الظرف من شتى الأبواب التي دخلها، بما اعتراه من اختلافات؛ لأقربه من الباحثين والدارسين، ولكني ـ مراعاة ـ لضوابط نشر المقالات العلمية أكتفي بنماذج من باب الظرف؛ تعكس صورة عن ذلك التداخل، أملا أن أقدم ما يلفت انتباه الباحثين بإذن الله.

مشكلة الدراسة:

تناقش هده الدراسة مسائل الظرف حين يقع في مواقع إعرابية مختلفة عن كونه مفعولا فيه. وتناقش ـ أيضا ـ ما يترتب على تلك المواقع الاعرابية الجديدة، من معان ودلالات، ثم يناقش المعاني والوظائف الدلالية التي تخرج إليها ألفاظ الظروف، فتناقش تبادل المعاني بين الأدوات الظرفية.

ــ أهمية هذا الموضوع:

الدراسة تلفت أنظار الباحثين إلى ظاهرة تداخل الأبواب في النحو العربي، نعم هنالك جهود عظيمة حول باب الظرف وأحكامه، غير أني لم أقف على دراسة تناولت دلالات الظرف المعنوية من خلال مواقعها الاعرابية؛ وعليه فأن موقع الدراسة بين سابقاتها هو: أنها ــ في تقديري ــ تسد حلقة من حلقات البحث العلمي، ما تزال بحاجة إلى ما يسدها بالدراسة والتحليل.

ــ أهداف الدراسة :

تطمح هذه الدراسة إلى تحقيق غايات، منها:

1/جمع ما تفرق ـ في كتب النحو المختلفة ـ من أحكام الظروف ومسائله و مدخلاته، حتى يكون قريبا من أيدي الباحثين، فيسهل تتبعها والاطلاع عليها.

2/ جمع آراء النحاة واختلافاتهم حول دلالات الظرف وخصائصه النحوية، وعرضها، ومناقشتها وتحليلها، ثم الخلاصة منها برأي.

4 / بيان مواقع الظرف الإعرابية والمعنوية، و مواضع حذفه، و ما يتعلق منه بالعوامل اللفظية أو المعنوية.

ــ تساؤلات الدراسة:

جاءت فكرة الدراسة بغرض الإجابة على تساؤلات تبلورت في ذهن الكاتب، تحتاج إلى أجوبة، يتوصل إليها بعد البحث والتحليل، منها :

1/ هل تخرج الألفاظ الظرف التي تعارف عليها النحاة عن الظرفية تارة؟ أم أن جميع الألفاظ الدالة على الظرفية تظل عليها و لا تبرحها إلى غيرها؟

2/ هل يلزم الظرف حالة النصب في جميع التراكيب على أنه مفعول فيه؟ أم يخرج إلى مواقع إعرابية أخرى؟

3/ أيظل الظرف معمولا دائما؟ أم يجوز أن يعمل عمل الفعل أو الحرف في ما بعده؟

4/ ما دلالات الظرف حين يتكرر؟ وما الغرض من حذفه أحيانا؟

5/ هل تتنوع ألفاظ الظروف وتتعدد بما يسمح بإجراء الدراسة الدلالية النحوية عنها؟

هذه الأسئلة وأخرى غيرها هي التي أثارت في رغبة البحث والاطلاع؛ فاستعنت بالله الذي علم الإنسان ما لم يعلم على الإجابة عنها، سائلا إياه التوفيق والسداد.

ــ منهج الدراسة:

سارت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي التطبيقي، واستعين في تطبيقاته بالإجراءات الآتية :

1/ تتبع أقوال العلماء وجمعها فيما يختص بالمسالة موضع الدراسة، مع توثيق كل رأي من مصدره الأصلي ما أمكن، وترجيح ما أراه راجحا، معتمدا على الأدلة النحوية المعروفة، من قياس وتعليل وإجماع…الخ.

2/ الجمع بين ما يتعلق بدلالات الظرف و أحكامه النحوية، في سياق متصل، أذكر فيه دلالات الكلمة، ثم أعقب عليه بذكر خصائصها النحوية, ومذاهب النحاة فيها، مع التطبيق على آي القرآن الكريم.

3/ شرح الشواهد الشعرية الواردة في الدراسة، منسوبة إلى قائليها، مستعينا بالمعاجم والدواوين، وشروحها وكتب شواهد النحو والصرف.

ـ حدود الدراسة:

اكتفت الدراسة بعرض نماذح مما يقع من الظرف معمولا، وما يقع تابعا، وعن التغيرات التي معاني الظرف. ونظرا لسعة الموضوع؛ أجلت مسائله الأخرى لدراسة لاحقة إن شاء الله. فلم تتطرق الدراسة لما يقع من الظروف مواقع المعمول الواقع موقع المرفوع، ولا للظرف العامل الذي يعمل عمل الفعل أو الذي يعمل عمل الحرف. وكلها جديرة بالدراسة.

ــ الدراسات السابقة:

إن مسائل الظرف من الموضوعات التي لم يخل منها مؤلف نحوي، لكن تختلف طرائق الدراسة والمناقشة من كاتب لآخر، فمن الدراسات التي أُفردت حول الظرف وما يتعلق، في حدود اطلاعي :

1 ــ شبه الجملة دراسة نحوية تطبيقية على القرآن الكريم :

للباحث الصادق سعد لطفي المنبري، أطروحة دكتوراه في جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم، سنة 1428هـ ـــ 2008م بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الله محمد آدم أبو نظيفة.

ـ الفرق بين الدراستين:

1/ بحثي خاص بالظروف، وهذا البحث يدرس شقي شبه الجملة، من جانب نحوي فقط، و يختلف تبويبه عن تبويبي في مواضع كثيرة، تتبين بالنظر إلى فهرس محتويات الأطروحتين.،

2/ تشمل دراستي الجوانب الدلالية والنحوية معا، أما البحث الأول فيدرس الجوانب النحوية وحدها

2/ أثر اختلاف النحاة في دلالات حروف المعاني في القواعد الأصولية :

للباحث أحمد خضر حسنين الحسن، رسالة ماجستير في جامعة أم درمان الإسلامية، سنة 1423هـ ــ 2003م، بإشراف الأستاذ الدكتور عبد الله محمد آدم أبو نظيفة.

ـ الفرق بين الدراستين:

1/ تتبعت هذه الدراسة اختلافات النحاة في دلالات حروف المعاني، واثر ذلك في القواعدالأصولية، أما دارستي فهي في شبه الجملة، وعلى وجه التحديد: الظرف ودلالاته وخصائصه عند النحاة.

2/ قام البحث الأول على أساس نظري عام في جميع الحروف، أما بحثي فلا يتناول من الحروف إلا ما كان ظرفا.

3/ البحث الأول نظري يتتبع آراء النحاة، وبحثي ذو طابعين : نحوي ودلالي..

3 ــ ( إذ ) الظرفية دلالاتها النحوية في القرآن الكريم

للباحثة منال عوض عدلان محمد، رسالة ماجستير في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان، سنة 2003م، بإشراف الأستاذ الدكتور بشري السيد محمد هاشم.

ـ الفرق بين الدراستين:

– درست الباحثة إذ الظرفية ودلالاتها النحوية في القرآن الكريم دراسة تطبيقية، أما دراستي فهي عن الوظائف المعنوية للظروف على ضوء مواقعها الاعرابية.

– يشتمل بحثي علي دراسة الظروف من حيث وقوعها عاملاً أو معمولاً، كما يشتمل علي بيان مواقعها الإعرابية والمعنوية وهذا خلاف ما صنعته الدارسة قبلي.

ــ هيكل الدراسة

فصلت هذه الدراسة في مقدمة اشتملت على بيان بمبرراتها وإشكالاتها وتساؤلاتها ومنهجها، وبعضِ الدراسات السابقة المشابهة لهذا الموضوع. وتم العرض والمناقشة في ثلاثة مباحث، تفرعت تحتها مطالب؛ فكان المبحث الأول عما يقع من الظروف موقع نصب، ثم تلاه تفصيل فيما يقع تابعا، وأعقبهما حديث عن مواقع الظرف الدلالية. وختمت الدراسة بنتائج والتوصيات والاقتراحات.

المبحث الأول ــ ما يقع من الظروف موقع نصب:

بعد دراسة مواقع الظرف الاعرابية تبين أنه يقع موقع نصب؛ فيأتي حالا، ومستثنى، ومفعولا به، ومفعولا فيه، ويمكن أن نضيء دلك من خلال ما يأتي:

الظرف الواقع حالاً:

ذكر ابن هشام في أوضح المسالك أن الحال يقع جاراً ومجروراً، وكذلك يقع ظرفاً كقولنا: “رأيت الهلال بين السحاب”([1]). وهذا يدل على أن النحويين قد جعلوا بعض الظروف المتصرفة حالا.

ومن أمثلة الظروف غير المتصرفة الواقعة موقع الحال، قوله تعالى: “واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا”([2]). حيث أجاز العكبري في هذه الآية مجيء “إذ” حالاً من الهاء المجرورة أو من الميثاق ([3]) وكذلك وردت “إذ” في موقع الحال في قوله تعالى: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً”([4]) حيث أجاز العكبري ورود “إذ” في موقع الحال([5]). وهناك جماعة من النحويين ترى أن “إذا” الواردة بعد القسم حال كما في قوله تعالى “والنجم إذا هوى”([6]) والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى([7]).

كما رأى النحاة أن كلمة “عشاء” في قوله تعالى: “وجاءوا أباهم عشاءً يبكون”([8]) في موضع الحال. جاء في إعراب القرآن الكريم أن “عشاء” ظرف زمان متعلق بجاء، وجمله يبكون حال من الواو أي وقت العشاء باكين([9]).

من ناحية ثانية ذهب أبو حيان إلى أن ما ناب عن الظرف في موضع الحال ومثلوا ذلك بقوله تعالى: “فتم ميقات ربه أربعين ليلة”([10]). حيث جعل البعض انتصاب “أربعين ليلة” على الحال([11]). وفسر بعضهم مجيء أربعين حالا لقوله: “أربعين” حال، أي تم بالغاً هذا العدد وليلة تميز. ولكن البعض الآخر منع كونها حالاً حيث اعتبرها مفعولاً للفعل تم، لأن معناه بلغ ولا يصح أن يكون ظرفاً للتمام، لأن التمام إنما هو بآخر جزء من تلك الأزمنة([12]).

ومن أمثلة ورود “فوق” دالة على الحال قول الشاعر:

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً([13])

حيث جاءت كلمة فوق ظرف مكان متعلقاً بمحذوف حالاً من مظهر تقدم عليه([14]). واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء}([15]).

وعلى ضوء هذا العرض نخلص بأن الظرف يمكنه أن يقع حالا على رأي أغلب النحاة والمفسرين.

الظرف المستثنى:

جاء الظرف أو ما ينوب عنه واقعاً بعد إلا الاستثنائية، والذي ينوب عنه إما أن يكون عدداً أو يكون مصدراً مؤولاً، ومثال استثناء العدد النائب عن الظرف قوله تعالى: “فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً”([16]).

فقد ذهب جماعة من النحويين إلى أن ذلك دليل على جواز الاستثناء من العدد، قال أبو حيان: ” الاستثناء من الألف استدل به على جواز الاستثناء من العدد وفي كونه ثابتاً من لسان العرب خلاف مذكور في النحو وقد عامل الفقهاء المسائل على جواز ذلك وغاير بين تمييز المستثنى منه وتمييز المستثنى لأن التكرار في الكلام الواحد مجتنب في البلاغة “([17]).

وكذلك استدل علماء النحو على وجود استثناء المصدر المؤول النائب عن ظرف الزمان بقوله تعالى: “ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله”([18]). حيث ذهب الزمخشري إلى أن الاستثناء هنا بمعنى التأييد كأنه قيل ولا تقولنه أبداً([19])، وكذلك في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم”([20]). قال الزمخشري: أن يؤذن لكم في معنى الظرف تقديره وقت أن يؤذن لكم وغير ناظرين حال من لا تدخلوا وقع الاستثناء على الوقت والحال معاً([21]).

وما كان المصدر المؤول مكوناً من “أن والفعل” فإنه يكون أيضاً من “ما والفاعل” ورأى العلماء أن هذا المصدر المؤول المكون من “ما والفعل” يأتي نائباً عن الظرف في مواقع إعرابية بعد حرف الاستثناء “إلا”، قال تعالى: “قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله”([22]).

حيث إن “إلا” حرف الاستثناء، و “ما” اسم موصول أو ما المصدرية في محل نصب على الاستثناء من الجنس باعتبار الزمان أو المكان أو العذاب لدلالة خالدين عليهم، أي خالدين في كل زمان من الأزمنة، زمن مشيئة الله، أو خالدين في مكان وعذاب مخصوصين إلا أن يشاء الله نقلهم إلى غيرها([23]). وقد ذهب العكبري إلى أن الاستثناء في هذه الآية من الزمان “فكأنه قال خالدين فيها في كل زمان إلى ما شاء الله إلا زمن مشيئة الله”([24]).

وكذلك وردت هذه الصياغة من “ما والفعل” بعد الاستثناء في قوله تعالى: “إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي”([25]) “فإلا حرف استثناء و”ما” يجوز أن تكون مصدرية وموضعها النصب والتقدير إن النفس لأمارة بالسوء إلا لمن رحم ربي وانتصابه على الظرف، ويجوز أن تكون ما بمعنى من والتقدير إن النفس لتأمر بالسوء إلا لمن لرحم ربي أو إلا نفس رحمها ربي فإنها لا تأمر بالسوء. يقول أبو حيان: “والظاهر إلا ما رحم ربي استثناء متصل من قوله لأمارة بالسوء لأنه أراد الجنس بقوله: “إن النفس” فكأنه قال: “إلا النفس التي رحمها ربي فلا تأمر بالسوء فيكون استثناء من الضمير المستكن في أمارة، ويجوز أن يكون مستثنى من مفعول إمارة المحذوف إذ التقدير لإمارة بالسوء صاحبها إلا الذي رحم ربي فلا تأمره بالسوء، وجوزا أن يكون مستثنى من ظرف الزمان المفهوم عمومه من ما قبل الاستثناء وما الظرفية، إذ التقدير لأمارة بالسوء مدة بقائها إلا وقت رحمة الله العبد وذهابه بها عن اشتهاء المعاصي([26]).

وقال الزمخشري: “يجوز أن يكون (ما رحم ربي) بمعنى الزمان أي إلا وقت رحمة ربي يعني أنها أمارة بالسوء في كل وقت المعصية ويجوز أن يكون استثناء منقطعاً أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة([27]).

المبحث الثاني ــ الظرف الذي يقع تابعا:

ـ الظرف الواقع صفة:

دار الخلاف بين النحويين على اعتبار الظرف نعتاً فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من عارضه، ومنهم من اشترط: الظرف الواقع صفة أن يكون تاماً أي في الوصف به فائدة. قال ابن عصفور: يشترط في الظروف والمجرورات أن تكون تامة أي من وصف الموصوف بها فائدة، وإلا فلا يجوز الوصف بها نحو: مررت برجل اليوم، وبرجل لك ألا ترى أن ذلك غير مفيد” ولذلك رفضوا الوصف بالظرف المتوغل في الإبهام نحو: الآن أو متى فهذه الظروف لا تنعت ولا تنعت بها لأنها ليست مشتقة ولا في حكمه([28]).

وقد قال بعض النحويين بجواز اعتبار الظرف صفة ومثلوا لذلك بقوله تعالى: “ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون”([29]) قال البعض: إن حين ظرف لجمال أو صفة له([30]). واعتبر البعض الآخر أن “لكم” خبر مقدم و “فيها” حال و “جمال” مبدأ مؤخر وحين ظرف متعلق بمحذوف صفة([31]). وأجاز بعضهم أن “يوماً” في قوله تعالى: “وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليماً، يوم ترجف الأرض والجبال”([32]) وصفاً لعذاب؛ أي أن العذاب واقع يوم ترجف الأرض([33]).

ومن الجدير ذكره أن جمهور النحويين قد أجازوا وقوع ظرف الزمان وصفاً للمصدر لكنه لم يجز أن يكون صفة للذات أو الجثة([34]).

قال العكبري في قوله تعالى: “قد سألها قوم من قبلكم”([35]) “من قبلكم” متعلق بسألها ولا يجوز أن يكون صفة لقوم أو حالاً منها، لأنه ظرف زمان، فلا يكون صفة ولا خبراً للجثة([36]). وقد ورد تأكيد هذا الإعراب عند العكبري الذي أعرب كلمتي “من قبلكم” متعلقين بمحذوف صفة لقوم([37]).

الظرف المعطوف:

وردت بعض الظروف في الكلام معطوفة على غيرها سواءً أكان هذا العطف هو عطف ظرف على ظرف أو على شيء آخر كان يكون المعطوف عليه مفعولاً به، أو عطف الظرف على الجملة الفعلية أو العطف على موضع الجار والمجرور، وكذلك يجوز عطف الظرف على جملة محذوفة.

وقد أو جب جمهور النحويين في الظرفين المتعاطفين أن يكون عاملهما واحداً، وأن يكونا متماثلين من حيث الزمن([38]).

و مما ورد منه قوله تعالى: “وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين”([39]). حيث رأى البعض أن “إذ” معطوفة على قوله: “إذ قالت امرأة عمران”([40]) وردّ ذلك أبو حيان بقوله: “وضعّف لاختلاف الزمانين فيستحيل وقوع العامل الذي اخترناه في إذ الأولى في “إذ” هذه([41]).

كما رأى بعض العلماء عطف الظرف على ظرف آخر محذوف كما في قوله تعالى: “ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون”([42]).

ذهب الطبري إلى أن “يوم” معطوف على ظرف محذوف العامل فيه، العامل في ذالك الظرف والتقدير: إنه لا يفلح الظالمون اليوم في الدنيا ويوم نحشرهم”([43]).

وجاء الظرف معطوفاً على ظرف آخر في ضمن سياق يدل على الاستمرار نحو قوله تعالى: “فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون”([44]). وكذلك وردت بعض الآيات القرآنية التي تبين عطف الظرف على ظرف آخر بحروف عطف منها “أو” نحو قوله تعالى: “لبثنا يوماً أو بعض يوم”([45]).

وإذا كان العلماء قد أجازوا عطف الظرف على ظرف مثله، فقد أجازوا أيضاً عطف الظرف على المفعول به نحو قوله تعالى: “وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون”([46]).إذ أجاز بعض النحويين عطف “يوم يقول” على السموات والأرض([47]) ، وهما هنا مفعول به ومعطوف عليه.

في حين رأى آخرون إلى أنه معطوف على الضمير المنصوب في قوله تعالى “واتقوه” من الآية السابقة لهذا الموضع “وأن أقيموا الصلاة واتقوه”([48]).

ومن الأمور التي أجاز فيها النحويون عطف الظرف، عطفه على موضع الجار والمجرور، لأن فيه معنى الظرفية، قال الزمخشري في قوله تعالى: “لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم”([49]) فإن قلت: كيف عطف الزمان في المكان وهو يوم حنين على المواطن قلت: معناه موطن يوم حنين أو في أيام مواطن كثيرة. ويجوز أن يراد بالمواطن الوقت”([50]).

وأورد محي الدين الدرويش في كتابه إعراب القرآن أن الواو عاطفة ويوم ظرف معطوف على قوله مواطن، ولا مانع من عطف الظرفين المكاني والزماني أحدهما على الآخر كعطف أحد المفعولين على الآخر والفعل واحد، إذ يجوز أمن تقول ضرب زيد عمراً في المسجد ويوم الجمعة كما تقول ضربت زيداً وعمراً ولا يحتاج إلى إضمار فعل جديد غير الأول. هذا مع مراعاة أنه لابد من تغاير الفعلين الواقعين بالمفعولين في الحقيقة، لذلك يجوز في الآية تغاير كل واحد من الظرفين على حالة غير مؤولة إلى الآخر([51]).

من ناحية أخرى أجاز بعض النحويين عطف الظرف على الجملة الفعلية نحو قوله تعالى: “وإذا قيل لهم لا تفسدون في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”([52]).

قال الزمخشري: “وإذا قيل لهم” معطوف على يكذبون في قوله “ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون”([53]) ويجوز أن يعطف على “يقول آمنا” والأول أوجه([54])

ويبقي أن نذكر أن بعضا من النحويين أجازوا عطف الظرف على جملة محذوفة كما في قوله تعالى: “فلما أنبأهم بأسمائهم”([55]) جعلت “لما” معطوف على جملة سابقة لها مفهومة من سياق الكلام تقدير الآية: “فأنبأهم بأسمائهم فلما أنبأهم……”

الظرف الواقع بدلا:

هنالك خلاف بين النحويين في ورود الظروف بدلاً، ولكن المحصلة النهائية أنه يجوز أن يقع بدلا، إذا توفرت فيه شروط خاصة، من تلك الشروط:

ـ أن يكون الظروف متصرفاً، وأن لا يكون بدلاً من ذات، وأن يكون عامل البدل، والمبدل، والمبدل منه واحداً، وأن لا يكون هناك طول فصل بين البدل والمبدل منه، ولقد أنكر مكي ابن أبي طالب قول من أبدل (ثلاث عورات) من (ثلاث مرات) في قوله تعالى: “والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم”([56]). لا يصح هذا البدل حتى يقدر محذوفاً مضافاً تقديره أوقات ثلاث عورات؛ فتبدل أوقات ثلاث عورات من ثلاث مرات، وكلاهما ظرف فتبدل ظرفاً من ظرف فيصح المعنى والإعراب([57]).

وكذلك ورد “من قبل صلاة الفجر” بدل من ثلاث مرات، ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هل من قبل([58]).

كما أجاز العلماء البدلية إذا كان أحد الظرفين زمناً مطلقاً والآخر زمناً خاصاً، كما في قوله تعالى: “ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم”([59]). قال أبو حيان: “لا يجوز فيه البدل على بقاء (إذ) على موضعها من كونها ظرفاً لما مضى من الزمان فإن جعلته لمطلق الوقت جاز ذلك([60]).

ومما ورود فيه الظرف بدلاً من ظرف آخر، قوله تعالى: “شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية”([61]). حيث أبدلوا “حين” من “إذا”([62])، كما جعلوا إذا بدلاً من إذ في قوله تعالى: “إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله”([63]) حيث أجاز بعضهم إبدال “إذ تمشي ” من قوله “إذ أوحينا” في الآية التي سبقتها. ومثلما أبدلوا “إذ” من “إذا” أبدلوا “إذ” من “يوم” في قوله تعالى “ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم”([64]).

هذا وذهب جماعة من النحويين إلى جواز إبدال الظرف من الاسم العلم الواقع مفعولاً به من قبيل بدل الاشتمال وعللوا ذلك بقولهم: إن الأحيان مشتملة على ما فيها، إذ إن المراد وقت الاسم المبدل عنه، لا الاسم ذاته. قال الزمخشري في قوله تعالى: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً”([65]): “إذ” بدل من “مريم” بدل اشتمال لأن الأحيان مشتملة على ما فيها ومنه المقصود بذكر مريم ذكر وقتها هذا لوقوع هذه القصة منه([66]).

قال أبو البقاء ما نصه: في “إذ” أربعة أوجه: أحدها أنها ظرف والعامل فيه محذوف تقديره واذكر خبر مريم إذ انتبذت والثاني: أن تكون حالاً من المضاف المحذوف، والثالث: أن تكون منصوباً بفعل محذوف أي إذ انتبذت وهو الظرف أقوى وإن كان مفعولاً به، والرابع أن تكون بدلاً من مريم بدل اشتمال لأن الأحيان تشتمل على الجثث([67]).

واضطرب قول ابن هشام فيها، فبينما يقول، في صدد بحثه عن “إذ” الوجه الثالث أن تكون بدلاً من المفعول نحو: “واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت” فــ(إذ) بدل اشتمال من مريم على أحد البدل في “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه” يعود فيقول: “وزعم الجمهور أن (إذ) لا تقع إلا ظرفاً أو مضافاً إليها…. وقال شهاب الدين الحلبي: “في أوجه منها أنها بدل من مريم”([68]).

كما منع العكبري إبدال “إذ” من “مريم” وعلل ذلك بقوله: “إذ لم يكن ظرف الزمان حالاً عن الجثة ولا خبرا عنها ولا وصفاً لها لم يكن بدلاً منها”([69])وكذلك أجاز البعض مجيء الظرف بدلاً من الاسم المرفوع ومثاله قوله تعالى: “فذلك يومئذ يوم عسير”([70]).

وأجاز ورود الظرف بدلا من الاسم المجرور نحو قوله تعالى: “واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت”([71]). قال الزمخشري: إذ يعدون بدل من القرية والمراد بالقرية أهلها كأنه قيل واسألهم عن أهل القرية وقت عدوانهم في السبت وهو من بدل الاشتمال([72]).

المبحث الثالث ـ مواقع الظرف الدلالية:

ـ الظرف الـمؤكِّـد:

اعتبر النحويون عند تكرار الظرف في جملة واحدة أن الظرف الثاني مؤكداً للأول ومثلوا لذلك بقوله تعالى: “اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي”([73]).

فقد ذهب العلماء إلى أن اليوم في الآية عندما كرر فهو واحد في المعنى وقد كرر للتأكيد([74]). وكذلك في قوله تعالى: “ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين”([75]). قال بعضهم أن “لما” الثانية أعيدت توكيداً للأولى وعليه لا يحتاج إلى جواب.

كما جاء الظرف مؤكداً في سياق الاستثناء المفرغ المنفي ومثلوا له بقوله تعالى “لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة”([76]). وقوله تعالى: “لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها”([77]).

وقوع الظرف بعد الاستفهام:

ورد الظرف مقترناً ببعض أدوات الاستفهام كالهمزة مثلاً كقوله تعالى: “أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون”([78]). ذهب جماعة من النحويين إلى أن “إذا” المسبوقة بهمزة الاستفهام ممحضة للظرفية([79]) وذهب آخرون إلى أنها ظرفية شرطية جوابها مخذوف([80]).

ووردت بعض الظروف مسبوقة بحرف العطف مقترنا بهمزة الاستفهام الدالة على الإنكار والتوبيخ، ومثلوا لذلك بقوله تعالى: “أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم”([81]) فالهمزة هنا للاستفهام والفاء عاطفة وكلما ظرف زمان متضمن معنى الشرط([82]).

وكذلك وردت “إذا” مسبوقة بــ”كيف” في قوله تعالى: “فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه”([83]). حيث عدت “إذا” هنا متمحضة للظرفية”([84]).

صور أخرى من استعمالات الظرفية بعد الأدوات:

قد تأتي هذه الظروف مفردة بنفسها، وقد تأتي مسبقة بعض الأدوات، فمن الأدوات التي تسبقها فتحدث تغييرا إعرابيا ودلاليا في الجملة، من تلك:

ـ “مِــن” نجد “من” تسبق بعض الظروف مثل “قبل” و “بعد” كذلك الظرف المتخصص: نحو قوله تعالى: “قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين”([85]).

ـ وكذلك سبقت “بعد” في قوله تعالى: “ثم يتوب الله من بعد ذلك على ما يشاء”([86]).

وحول ورود “من” قبل الظروف دار الخلاف بين العلماء هل تعتبر “من” زائدة وجعل دخولها على الظرف الذي لا يتصرف لا يعتد به”([87]).

أما المبرد فقال معلقاً على اعتبارها زائدة: “وأما قولهم أنها تكون زائدة فلست أرى هذا لأن كل كلمة إذا وقعت وقع معها معنى فإنما حدثت لذلك المعنى وليست بزائدة”([88]) وذهب جماعة من النحويين إلى أنها في مثل تلك المواضيع بمعنى “في”([89])، وكذلك جاءت “من” داخلة على الظرف المختص ومثالها قوله تعالى: “ومن الليل فتهجت به نافلة لك”([90]) حيث جعلت هنا للتبعيض”([91]). وكذلك ورودها في قوله تعالى: “لمسجد أسس على التقوى من أول يوم”([92]). حيث يرى الأخفش أنها في هذه الآية بمعنى “منذ”([93]).

ونذكر هنا أن بعض النحويين اعتبر “من” الداخلة على الظرف المختص صفة للظرف زمان أو ما ينوب عنه واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل”([94]). ومثله قوله تعالى: “كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار”([95]). و”من” في الآية الأولى جاءت صفة لكلمة “قطعاً”([96]). وفي الثانية جاءت صفة لـــ”ساعة”([97]).

أما فيما يتعلق بالظرف الذي سبق بــ”متى” فقد ذهب جمهور النحويين إلى أن “متى” في هذه المواضع ابتدائية تفيد الغاية([98]). ومثلوا لذلك بقوله تعالى: “حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون”([99]).

وهناك من جعل (حتى) في هذا الموضع حرف جر و “إذا” فيها متصرفة أي ليس بظرف فهي مجرورة بــ”متى”([100]).

تبادل المعاني بين الظروف أو بينها وبين الأدوات:

فإذا كان كل ظرف من الظروف المكانية أو الزمانية يؤدي معنى خاصاً به فقد يأتي الظرف واقعاً موقع ظرف آخر ومثلوا لذلك “بإذ” التي تأتي بمعنى “إذا” نحو قوله تعالى: “ولو ترى إذا وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد”([101]). حيث جعلت هنا “إذ” واقعة موقع “إذا”([102]).

وكانت حجتهم في ذلك أن “ترى” مستقبل و”إذا” للماضي فلا يجتمعان.

وعللوا مجيء “إذ” مع هذا الفعل لتحقيق وقوعه([103]). وكذلك قوله تعالى: “والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر”([104]). حيث رأى بعض العلماء ـ ومنهم أبو عبيدة ـ إلى أن “إذ” هنا بمعنى “إذا” معللاً ذلك بقوله: “ليس في القرآن قسم يعقبه إذ وإنما يتعقبه إذا”([105]).

إلا أن النحاس قد رأى غير ذلك وعلل بأن الله تعالى يقسم بما يشاء ولا يتحكم في ذلك بأن يكونا جميعاً مستقبلين أو ماضيين([106]).

وجاءت “إذ” بمعنى “إذا” فإن (إذا) تأتي بمعنى “إذ”على رأي بعض العلماء واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى”([107]).

قال القرطبي: “إذا ضربوا” وهو لما مضي أي إذ ضربوا لأن في الكلام معنى الشرط من حيث كان (الذين) مبهماً غير مؤقت فوقع “إذا” موقع “إذ” كما يقع الماضي في الجزاء موقع المستقبل([108]).

وهناك رأي آخر وهو أن “إذا” الواقعة بعد “حتى” تأتي بمعنى “إذ” ومثلوا لذلك بقوله تعالى “حتى إذا أتوا على وادي النمل”([109]).

وكما جاءت “إذ” بمعنى إذا فإنها تأتي بمعنى “إن” الشرطية. كما في قوله تعالى: “فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون”([110]). قال البعض إن “إذ” في هذه الآية بمعنى “إن” الشرطية. قال ابن هشام: أشبهت إذ “أن” فدخلت الفاء بعدها كما تدخل في جواب الشرط([111]) وكذلك وردت “إذا” بمعنى “أن” المصدرية ومثلوا لذلك بقوله تعالى: “ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت”([112]).

قال العكبري: ذكر بعضهم أنه بدل من آتاه الملك وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر فلو كان بدلاً لكان غلطاً إلا أن تجعل “إذ” بمعنى “أن” المصدرية([113]).

ومن المعاني التي خرجت بها (إذ) عن معناها الأصلي “لما” حيث إن “إذ” في بعض المواقع جاءت بمعنى “لما” ومن العلماء من أجاز ذلك كابن مالك، حيث قال: “إذا ولي “لما” فعل ماضي لفظاً ومعنى فهي ظرف بمعنى “إذ” فيه معنى الشرط([114]).

كما ذهب أبو عبيدة إلى أن “لما” في قوله تعالى: “ولما بلغ أشده”([115]) بمعنى “إذا”([116]) ومثل هذه الأقوال ترجح ظرفية “لما”، ومثل بعض العلماء لهذه المواقع من القرآن الكريم بقوله تعالى: “وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داوود ففزع منهم”([117])

وقد وضح القراء بأن (إذ) في الموضعين قد يكون معناها واحداً مثلما تقول: ضربتك إذ دخلت علي إذ اجترأت، فيكون الدخول هو الاجتراء ويمكن أن نجعل أحدهما على مذهب “لما” وكان المعنى: إذ تسوروا المحراب لما دخلوا.

ومن الظروف التي أعطت معانٍ غير معناها الأصلي: “كلما” التي جاءت في بعض المواقع بمعنى “إذ” وخير مثال على ذلك قوله تعالى: “كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير”([118]), حيث أجاز بعض النحويين أن تأتي “كلما” في هذه الآية بمعنى “إذا”([119]) وإذا كانت “كلما” تأتي بمعنى “إذا” فإن “إذا” جاءت بمعنى “كلما” ومنه قوله تعالى: “وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون”([120]). فقد ذهب الرضى إلى أن “إذا” هنا لاستمرار الزمان([121]).

أما قوله تعالى: “فإذا أمنتم فاذكروا الله”([122]). فقد أجاز فيه بعض النحويين أن تأتي “إذ” في هذه الآية بمعنى “متى” أي متى آمنتم.

و عن خروج “إذا” لمعنى “إن” الشرطية، دار الخلاف بين العلماء، بين مؤيد لهذا الرأي ومعارض له، لأن “إذا” تستخدم للمتيقن، أما “إن” فتستخدم لشكوك في وقوعه([123]).

وقد أنكر بعض المحدثين هذا التفريق فقد أباح مهدي المخزومي استعمال الأداتين أحدهما محل الأخرى، إذ لا ترجيح لأحداهما على الأخرى مستنداً في ذلك إلى بعض الآيات القرآنية([124]).

وقال المرادي: قد تدخل أن على المتيقن وجوده إذ أبهم زمانه كقوله تعالى: “أفإن مت فهم الخالدون”([125]).

ـ أما “ما” الظرفية فقد تأتي بمعنى “مع” الشرطية كقوله تعالى: “ما دامت السموات والأرض”([126]) فقد ذهب بعضهم إلى أن معنى هذه الآية “إن” دامت قليلاً أو كثيراً.

وكذلك جاءت “بعد” معنى “مع” إذ ذهب جماعة من النحويين إلى أن “بعد” في قوله تعالى: “والأرض بعد ذلك دحاها”([127]) تأتي بمعنى “مع”. وأيد ذلك ابن فارس الذي رأى أنها في هذه الآية بمعنى “مع ذلك”([128]).

وفيما يتعلق بالظرف “يوم” فقد وضح النحويون أنه يأتي بمعان مختلفة منها: أنه يأتي بمعنى “إذا” وكذلك بمعنى “الآن” وبمعنى “حين” ففي قوله تعالى: “يوم تمور السماء موراً وتسير الجبال سيراً فويل”([129]). قيل إن الفاء اقترنت “بويل” لأن “يوم” بمعنى “إذا”([130]).

أما” يوم” في قوله تعالى: “يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه”([131]). فقد قال بعضهم أن يوم بمعنى “إذا” لأن الظرف من حيث أنه كان مستقبلاً كان بمنزلة إذا ومن ثم أجيب بالفاء كما يجاب إذا بها”([132]).

وذهب الأخفش إلى “أن” اليوم في قوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم”([133]) بمعنى الآن([134]).

ومن العلماء من اعتبر أن “يوم” بمعنى “حين” ومثلوا لذلك ببعض الآيات القرآنية منها: قوله تعالى: “السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً([135]). وقوله تعالى: “وآتوا حقه يوم حصاده”([136]).

ـ الظرف الزائد:

ذهب بعض النحاة إلى أن هناك من الظروف ما يأتي زائداً على الجملة، حيث لا يعطي المعنى المراد منه وهو معنى “في” وذهب آخرون إلى أن قوله تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إلى جاعل في الأرض خليفة”([137]).

جاءت فيه “إذ” زائدة وهذا رأي أبي عبيدة حيث رأى أنها زائدة والتقدير “وقال ربك”([138]).

وكذلك رأى بعضهم إلى أن “إذا” زائدة في قوله تعالى: “إذا السماء انشقت”([139]). إذ جعلوا معنى الآية “انشقت السماء”([140]).

ـ نتائج الدراسة:

1/ يقع الظرف موقع نصب؛ فيأتي حالا، ومستثنى، ومفعولا به، ومفعولا فيه.

2/ جاء الظرف أو ما ينوب عنه واقعاً بعد إلا الاستثنائية، والذي ينوب عنه إما أن يكون عدداً أو يكون مصدراً مؤولاً.

3/ وردت بعض الظروف في الكلام معطوفة على غيرها سواءً أكان هذا العطف هو عطف ظرف على ظرف أو على شيء آخر كان يكون المعطوف عليه مفعولاً به، أو جملة فعلية، ويجوز عطف الظرف على موضع الجار والمجرور، كما يجوز عطفه على جملة محذوفة. ويجب في الظرفين المتعاطفين أن يكون عاملهما واحداً، وأن يكونا متماثلين من حيث الزمن.

4/ دار الخلاف بين النحويين على اعتبار الظرف نعتاً فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من عارضه، ومنهم من اشترط في الظرف الواقع صفة أن يكون تاماً أي في الوصف به فائدة. والخلاصة فيه أنه يشترط في الظروف التي تقع صفة أن تكون تامة، وإلا فلا يجوز الوصف بها، وأجاز جمهور النحويين وقوع ظرف الزمان وصفاً للمصدر، لكنهم لم يجيزوا أن يكون صفة للذات أو الجثة.

5/ داربين النحويين خلاف في ورود الظروف بدلاً. و المحصلة النهائية فيه أنه يجوز أن يقع الظرف بدلا، إذا توفرت فيه شروط خاصة، منها: أن يكون الظروف متصرفاً، وأن لا يكون بدلاً من ذات، وأن يكون عامل البدل، والمبدل، والمبدل منه واحداً، وأن لا يكون هناك طول فصل بين البدل والمبدل منه.

6/ يجوز إبدال الظرف من الاسم العلم الواقع مفعولاً به من قبيل بدل الاشتمال، ويجوز أيضا ورود الظرف بدلا من الاسم المجرور.

7/ إذا تكرار الظرف في جملة واحدة فإن الظرف الثاني مؤكد للأول، ويأتي الظرف للدلالة على التأكيد في سياق الاستثناء المفرغ المنفي.

8/ تتبادل الظروف في معانيها فيأتي ظرفٌ على معنى ظرف آخر ويدل دلالته، و من الظروف ما يأتي زائداً على الجملة، و لا يدل على معنى في المراد من الظرف أساسا.

توصيات الدراسة:

1/ إكمال ما بدأه هذه الدراسة، بإجراء دراسات حول تداخل المباحث النحوية، وما الظرف هنا إلا أنموذجا، فيمكن إجراء دراسة عن: ـ التداخل في باب المبتدأ والخبرـ التداخل في باب الفاعل والمفعول، …الخ

2/ إكمال ما يتعلق بالظرف، مما أشرنا إليه في حدود هذه الدراسة.

ـ مصادر الدراسة ومراجعها:

أولا ـ القرآن الكريم.

ثانياـ الكتب المنشورة:

1/ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين الدرويش، دار الإرشاد للشئون الجامعية، حمص، ط3، 1992، 3/448.

2/ إعراب القرآن للنحاس، تحقيق عبد المنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م، 1/557.

3/ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام الأنصاري، تحقيق يوسف بركات هيود، دار الكتب العلمية، بيروت 2001م 2/346.

4/ البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، دار الفكر، بيروت، ط2، 1403هـ/1983م 4/380.

5/ التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء العكبري، تحقيق أحمد عبد الرؤوف العلايلي، دار الغد

6/ تفسير الطبري (جامع اليان في تفسير القرآن)، لأبي جعفر حمد بن جرير الطبري، دار الشام للترث، لاط، لات 7/165.

7/ دراسات لأسلوب القرآن، لمحمد عبد الخالق عضيمة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

8/ ديوان النابغة الجعدي ، المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1964م.

9/ شرح التسهيل لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك، تحقيق محمد كامل بركات، دار الفكر دمشق،

10/ شرح كافية ابن الحاجب للرضي، تحقيق د/إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت،ط1/1419هـ/1998م.

11/ الصاحبي في قصة اللغة وسنن العرب في كلامها، للأحمد بن فارس، تحقيق مصطفى الشويعي، منشورات مؤسسة بدران، ط4، 1986م ص 147.

12/ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري، دار الريان للتراث، القاهرة،ط3 1407هـ/1984م، 2/715.

13/ المحتسب في تبيين وجوه القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، تحقيق ناصف علي لجندي وآخرين، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1386هـ. 2/308.

14/ مشكل إعراب القرآن، لأبي عبيدة مكي ابن أبي طالب، تحقق د. حاتم صالح الضامن، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، ط2، 1987م 2/515

15/ معاني القرآن، لأبي الحسن الأخفش، تحقيق د/ فايز فارس، دار الأمل،ط2،1401هـ/1981م. 2/337.

16/ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة

17/ المقتصد في شرح الإيضاح للجرجاني، دار الرشيد للنشر، بغداد، د.ط، 1982م، 1/238.

18/ المقتضب، لأبي العباس المبرد، تحقيق د/ محمد عبد الخالق عضيمة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1415هـ /1988م، 1/45.

19/ النحو العربي نقد وتوجيه، لمهدي المخزومي، ط2 دار الفكر، بيروت، 1974م، ص296.

20/ همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرةن ، ط1، 1327هـ ، 3/139.

الهوامش:

  1. () أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، لابن هشام الأنصاري، تحقيق يوسف بركات هيود، دار الكتب العلمية، بيروت 2001م 2/346.
  2. ()من الآية 7 من سورة المائدة.
  3. () التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء التبيان، تحقيق أحمد عبد الرؤوف العلايلي، دار الغد العربي، القاهرة ، 1987م، /201.
  4. ()من الآية: 27، من سورة المائدة.
  5. ()التبيان 1/210 – 213.
  6. ()الآية: 1، من سورة النجم .
  7. () الآيتان: 1 – 2، من سورة الليل.
  8. () من الآية: 16، من سورة يوسف
  9. ()إعراب القرآن الكريم وبيانه 4/460.
  10. () من الآية: 142، من سورة الأعراف.
  11. ()يُنظر: البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، دار الفكر، بيروت، ط2، 1403هـ/1983م 4/380.
  12. () إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين الدرويش، دار الإرشاد للشئون الجامعية، حمص، ط3، 1992، 3/448.
  13. ()البيت من الطويل، وهو للنابغة الجعدي ديوانه، المكتب الإسلامين بيروت، ط1، 1964م، وابن منظور لسان العرب، 4/523 – 529 (ظهر)، وبلا نسبة عند ابن هشام “أوضح المسالك” 3/406.
  14. () أوضح المسالك 3/406.
  15. () من الآية:103 من سورة آل عمران .
  16. () من الآية: 14 من سورة العنكبوت.
  17. () البحر المحيط: 7/147.
  18. () من الآيتين: 23 – 24 من سورة الكهف.
  19. ()الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزمخشري، دار الريان للتراث، القاهرة،ط3 1407هـ/1984م، 2/715.
  20. () من الآية: 53 من سورة الأحزاب.
  21. () الكشاف: 3/554.
  22. () من الآية: 128 من سورة الأنعام.
  23. () إعراب القرآن الكريم وبيانه: 3/222.
  24. ()يُنظر: التبيان: 1/261.
  25. () من الآية: 53 من سورة يوسف.
  26. () إعراب القرآن الكريم وبيانه: 5، 8.
  27. () الكشاف: 2/480.
  28. ()المصدر السابق 1/217.
  29. () من الآية 6 من سورة النحل.
  30. () التبيان 2/78.
  31. () إعراب القرآن الكريم وبيانه 5/272.
  32. () الآيتان 13 – 14، من سورة المزمل.
  33. () التبيان 2/271.
  34. () البحر المحيط 4/32.
  35. () من الآية 102، من سورة المائدة.
  36. () التبيان 1/127.
  37. () إعراب القرآن الكريم وبيانه 3/28.
  38. ()“المقتصد في شرح الإيضاح للجرجاني، دار الرشيد للنشر، بغداد، د.ط، 1982م، 1/238.
  39. () الآية 35 من سورة آل عمران.
  40. () من الآية 35 من سورة آل عمران.
  41. ()البحر المحيط 1/152.
  42. () الآية 22 من سورة الأنعام.
  43. () تفسير الطبري (جامع اليان في تفسير القرآن)، لأبي جعفر حمد بن جرير الطبري، دار الشام للترث، لاط، لات 7/165.
  44. () الآية 18 من سورة الروم.
  45. () من الآية 259 من سورة البقرة.
  46. () الآية 73 من سورة الأنعام.
  47. () يُنظر: البحر المحيط 4/161.
  48. () من الآية 72 من سورة الأنعام، ويُنظر: إعراب القرآن للنحاس، تحقيق عبد المنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004م، 1/557.
  49. () من الآية 25 من سورة التوبة.
  50. () الكشاف 2/259.
  51. () إعراب القرآن الكريم وبيانه، 4/79.
  52. () من الآية: 11 من سورة البقرة.
  53. () من الآية: 10 من سورة البقرة.
  54. () الكشاف، 1/62.
  55. () من الآية: 33 من سورة البقرة.
  56. () من الآية: 28، من سورة البقرة.
  57. () مشكل إعراب القرآن، لأبي عبيدة مكي ابن أبي طالب، تحقق د. حاتم صالح الضامن، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، ط2، 1987م 2/515
  58. ()إعراب القرآن الكريم وبيانه 6/645.
  59. () من الآية: 39، من سورة الزخرف.
  60. () البحر المحيط 8/17.
  61. () من الآية: 106، من سورة المائدة.
  62. () مشكل إعراب القرآن 1/241.
  63. () من الآية: 40، من سورة طه.
  64. () من الآية: 39، من سورة الزخرف.
  65. () من الآية: 16، من سورة مريم.
  66. () الكشاف 3/9.
  67. () إعراب القرآن الكريم وبيانه 6/76.
  68. () المرجع السابق.
  69. () التبيان.
  70. () الآية: 9 من سورة المدثر.
  71. () من الآية: 163 من سورة الأعراف.
  72. () الكشاف 2/171.
  73. () من الآية: 3 من سورة المائدة.
  74. () البحر المحيط: 3/431.
  75. () من الآية: 89 من سورة البقرة.
  76. () من الآية: 30 من سورة البقرة.
  77. () من الآية: 46 من سورة النازعات.
  78. () من الآية: 47 من سورة الواقعة.
  79. () البحر المحيط، 5/365.
  80. () التبيان، 2/149.
  81. () من الآية: 87 من سورة البقرة.
  82. () إعراب القرآن الكريم وبيانه 1/142.
  83. () من الآية: 25 من سورة آل عمران.
  84. () دراسات لأسلوب القرآن، لمحمد عبد الخالق عضيمة، دراسات لأسلوب القرآن الكريم، لمحمد عبد الخالق عضيمة، الهيئة المصريةالعامة للكتاب، دط، دت، 2/89.
  85. () من الآية: 91 من سورة البقرة.
  86. () من الآية: 27 من سورة التوبة.
  87. () همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرةن ، ط1، 1327هـ ، 3/139.
  88. ()المقتضب، لأبي العباس المبرد، تحقيق د/ محمد عبد الخالق عضيمة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1415هـ /1988م، 1/45.
  89. () شرح كافية ابن الحاجب للرضي، تحقيق د/إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، بيروت،ط1/1419هـ/1998م.1/187
  90. () من الآية: 79 من سورة الإسراء.
  91. () البحر المحيط، 7/175.
  92. () من الآية: 108 من سورة التوبة.
  93. ()معاني القرآن، لأبي الحسن الأخفش، تحقيق د/ فايز فارس، دار الأمل،ط2،1401هـ/1981م. 2/337.
  94. () من الآية: 27 من سورة يس.
  95. () من الآية: 45 من سورة يونس.
  96. () التبيان، 2/28.
  97. () المصدر السابق، 2/16.
  98. () التبيان 1/154.
  99. () من الآية: 152 من سورة آل عمران.
  100. ()المحتسب في تبيين وجوه القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، تحقيق ناصف علي لجندي وآخرين، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1386هـ. 2/308.
  101. () من الآية: 27 من سورة الأنعام.
  102. () البحر المحيط 4/101.
  103. () المرجع السابق: 7/293.
  104. () الآيتان: 33 – 34 من سورة المدثر
  105. () تفسير القرطبي: 49/84.
  106. () إعراب القرآن للنحاس 3/547.
  107. () من الآية: 156 من سورة آل عمران.
  108. () تفسير القرطبي 4/246.
  109. () من الآية: 18 من سورة النمل.
  110. () من الآية: 13 من سورة النمل.
  111. ()مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مطبعة المدني، القاهرة، (ب ت). 1/236.
  112. () من الآية: 258 من سورة البقرة.
  113. () التبيان: 1/108.
  114. () شرح التسهيل لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك، تحقيق محمد كامل بركات، دار الفكر دمشق، 1402هـ ، 2/241.
  115. () من الآية: 22 من سورة يوسف.
  116. () مجاز القرآن: 1/305.
  117. () الآيتان: 21 – 22 من سورة ص.
  118. () من الآية: 2 من سورة الملك.
  119. () إعراب القرآن: 3/471.
  120. () من الآية: 11 من سورة البقرة.
  121. () شرح الكافية: 2/108.
  122. () من الآية: 239 من سورة البقرة.
  123. () البحر المحيط 2/244.
  124. () يُنظر: النحو العربي نقد وتوجيه، لمهدي المخزومي، ط2 دار الفكر، بيروت، 1974م، ص296.
  125. () من الآية: 34 من سورة الأنبياء.
  126. () من الآية: 107 من سورة هود.
  127. () من الآية: 30 من سورة النازعات.
  128. () الصاحبي في قصة اللغة وسنن العرب في كلامها، للأحمد بن فارس، تحقيق مصطفى الشويعي، منشورات مؤسسة بدران، ط4، 1986م ص 147.
  129. () الآيات: 9 – 11 من سورة الطور.
  130. () معاني القرآن للأخفش: 2/485.
  131. () من الآية: 71 من سورة الإسراء.
  132. () إعراب القرآن المنسوب للزجاج: 2/640.
  133. () من الآية: 3 من سورة المائدة.
  134. () معاني القرآن للأخفش: 2/532.
  135. () من الآية: 33 من سورة مريم.
  136. () من الآية: 41 من سورة الأنعام.
  137. () من الآية: 30 من سورة البقرة.
  138. () مجاز القرآن لأبي عبيدة 1/36.
  139. () من الآية: 1 من سورة الانشقاق.
  140. () الصاحبي: 139.