الإنسانية في الأشعار العربية التشادية التجديدية – دراسة سردية تحليلية

د. مولود محمد أبكر1 د. أزرق الخليل السيط2

1 رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أنجمينا سابقا ومحاضر بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية اللغات والآداب والفنون والإعلام

بجامعة أنجمينا ـ تشاد. بريد الكتروني: mouloudmahamat@gmail.com

2 مدير الشئون الأكاديمية والدراسات بجامعة الملك فيصل، أنجمينا ـ تشاد. بريد الكتروني: azarak67@ gmail.com

HNSJ, 2023, 4(11); https://doi.org/10.53796/hnsj41113

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/11/2023م تاريخ القبول: 20/10/2023م

المستخلص

الإنسانية ويقصد بها الأغراض الإنسانية، وهي من الموضوعات التي تطرق إليها الشعر العربي التجديدي العام، ونتيجة لارتباط الشعر العربي التشادي التجديدي به، فمن الطبيعي ظهور الأغراض التجديدية في الشعر العربي التشادي، وخاصة الغرض الإنساني.

والشاعر بوصفه إنسانا يتأثر بما يدور حوله من أحداث تؤثر في حياة الإنسانية سلبا، سواء أكانت صادرة عن الكوارث الطبيعية، كزلزال تركيا وسوريا، وفيضانات درنا بليبيا، أم من مأسي الحروب كحرب اليمن وليبيا والسودان، والعراق، أم مما يقوم به الإنسان ضد أخيه الإنسان كالاستعمار، والاحتلال، والعنصرية.

والشاعر التشادي من أرهف الشعراء إحساسا، وشعورا، وله روح رافضة للظلم، كارهة للاضطهاد، ثائرة بطبيعتها لذا نجده يهتم بقضايا الإنسان بوصفه إنسانا له كرامته ومكانته وحقه في الحياة بكرامة أنى كان.

وهذا نابع من نظرته الثاقبة التي تحتقر الالتواءات وسفاسف السياسات التي تسعى إلي خلق المآسي والويلات للبشر من خلال العنصرية والإقليمية، والأقلية، والاختلافات العقائدية والمذهبية وسياسة التمييز العنصري بسبب العرق أو اللون أو الثقافة وغيرها من العوامل التي تكون سببا في النكبات والتصفيات العرقية، هذا من الناحية الإنسانية العامة.

وأما الناحية الخاصة والتي تعد المحرك الأساسي للعاطفة الشعرية الإنسانية عند الشعراء التشاديين عامة يتمثل في المعاناة التي تعرضت لها تشاد من حروب ومآسي ودمار وخراب مما عكس فيهم الإدراك التام بالألم والعذاب من خلال تمزق الوطن، والحروب الأهلية، وهذا ما جعلهم يتعاطفون مع كل مأساة أو معاناة إنسانية في مختلف بقاع الأرض، الأمر الذي دفعهم إلى نسج قصائد تجديدية في شكلها ومضمونها، أو تقليدية تجديدية تناولت المآسي الإنسانية التي قام بها الاستعمار الغربي الغاشم في إفريقيا والقضية الفلسطينية وحرب العراق والإرهاب.

الكلمات المفتاحية: الإنسانية، الأشعار، العربية، التشادية، التجديدية.

Research title

Humanity in Chadian renewal Arabic poetry

An analytical narrative study

Dr. MAOULOUD MAHAMAT ABAKAR 1Dr. AZARAK ALKHALIL ALSIET2

1 Head of the department of Arabic language and literature at the University of N’Djamena and Lecturer at the faculty of Languages, Literature, Arts, and Media, Department of Arabic language and literature at the University of N’Djamena Chad

E-mail: mouloudmahamat@gmail.com

2 Director of Academic Affairs and Studies at king faisal University N’Djamena, N’Djamena – Chad

E-mail: azarak67@ gmail.com

HNSJ, 2023, 4(11); https://doi.org/10.53796/hnsj41113

Published at 01/11/2023 Accepted at 20/10/2023

Abstract

Humanity, which means humanitarian purposes, is one of the topics addressed in general innovative Arabic poetry. As a result of Chadian innovative Arabic poetry s connection to it is natural for innovative purposes to appear in it, especially the humanitarian purpose. The poet, as a human being, is affected by the events taking place around him that negatively affect the life of Humanity.

Whether they come from natural disasters, such as the earthquakes in Turkey and Russia, and floods in Libya, or from the tragedies of wars, such as the wars in Yemen, Libya, Sudan, and Iraq, or from what man does against his fellow man. The Chadian poet is one of the most sensitive poets and has a spirit that rejects injustice, hates persecution, and is rebellious by nature.

Therefore, we find him concerned with human issues as a human being who has his dignity, his status, and hiss right to live witch dignity wherever he may be. This stems from his insightful view that despises the twisted and foolish policies that seek to create tragedies and calamities for human beings through racism, regionalism, minority, doctrinal and sectarian differences, and the policy of racial discrimination due to race, color, culture, or other factors that are the cause of calamities and liquidations Ethnicity, in general human terms. As for the specific aspect that is considered the main driver of human poetic emotion among Chadian poets in general, it is represented by the suffering that Chad was exposed to in terms of wars, tragedies, destruction and devastation, which reflected in them a complete awareness of the pain and torment through the rearing apart of the homeland and civil wars, and this is what made them sympathize with every tragedy or suffering. Humanity in various parts of the earth, which led them to weave poems that were innovative in their form and content, or traditional in their form and innovative in their meaning, that dealt with the human tragedies carried out by western colonialism in Africa, the Palestinian issue, the Iraq war.

Key Words: humanity, poetry, Arabic, Chadian, renewal.

المقدمـة:

الإنسانية من مميزات التيارات التجديدية في الشعر العربي العام ولا سيما عند الرومانسية

والإنسانية في الشعر العربي الرومانسي العام مرتبطة بشكل كبير بذلك التلاقح الحضري بين الحضارات الغربية والحضارات العربية المشرقية ومنها تغلغلت إلي الساحة الأدبية التشادية.

وبما أن الشاعر التشادي من أرهف الشعراء شعورا وإحساسا، وله روح تحتقر الالتواءات وسفاسف السياسات، رافضة للظلم، كارهة للاضطهاد، نافرة من مظاهر العدوانية التي تسعى إلي خلق المآسي، كما أنه أكثر أفراد المجتمع اهتماما بقضايا الإنسان بوصفه إنسانا له كرامته وقيمته ومكانته وحقه في الحياة بكرامة أني كان وحيث كان. وكما أنه أكثر الناس تأثرا بمآسي البشرية والألآم الإنسانية، ويتعاطف مع كل ما هو إنساني، من منطلق قوة العاطفة في طبيعة تركيبته النفسية، الأمر الذي دفعهم إلى قرض قصائد تجديدية شكلا ومضمونا، أو تجديدية في زي تقليدي تناولت المآسي الإنسانية التي قام بها الاستعمار الغربي في إفريقيا والقضية الفلسطينية وحرب العراق والويلات التي جرها علي المسلمين الإرهاب.

إشكالية الدراسة وتساؤلاتها تتمثل فيما يلي:

ـ مدى توظيف الشعراء التشاديين المجدين للغرض الإنساني والسير علي خطى المجددين في معالجة القضايا الإنسانية العالمية.

ـ ما الأنماط الإنسانية التي سلكها الشعراء التشاديين المجددين في انتاجهم التجديدي.

ـ ما مدى نجاحه في تغيير واقع المعاش ؟ وما الأثار الإيجابية الملموسة التي عكستها الأشعار الإنسانية ؟

منهجية الدراسة:

يتمثل منهج الدراسة في:

المنهج التكاملي المعتمد علي السرد والتحليل والوصف

أي سرد النص وتحليله أدبيا للوقوف على العوامل الإنسانية، ومعرقة مقدرة الشعراء في توظيفها لتجعل من النص يتسم بالإنسانية. ووصف النص من خلال العوامل الإنسانية الكامنة فيه.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في تحليل القصائد التجديدية في الشعر التشادي المعاصر لاستخراج السدف التي جعلتها تتسم بالإنسانية، ومعرفة مدى انسجامها مع قضايا الإنسان وسبر أغوارها لمعرفة حرارة العاطفة فيها. كما تهتم الدراسة بمعرفة الأنماط التي سلكها الشعراء التشاديين في نسجهم للأشعار الإنسانية من حيث أنها تجديدية في شكلها فقط أو في معناها ، أو في كلاهما . كما تهتم الدراسة بمعرفة العوامل التي أثرت علي الشعراء التشاديين ودفعتهم إلي التعاطف مع الإنسان أنى كان ، وبيان الويلات والمآسي التي تسببها الكوارث الطبيعية، أو الإنسان كالاحتلال والإستعمار وغيرهما مما يخلف الثالوث المميت الفقر والجهل والمرض.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلي

ـ معرفة الجوانب الإنسانية في الشعر العربي التشادي التجديدي.

ـ معرفة الأغراض الإنسانية التي نظم الشعراء التشاديين المعاصرين أشعارهم عليها.

ـ التوصل إلي معرفة قدراتهم في سبك الشعر التجديدي الذي يتناول الجانب الإنساني ومدى تسخيره لخدمة الإنسانية لتخفيف معاناتها.

المبحث الأول :

الإنسانية في قصائد الشاعرين عيسى عبد الله وعطية جودي جار النبي

التمهيد:

الإنسانية ويقصد بها: الأغراض الإنسانية وهي من الموضوعات التي تطرق إليها الشعر العربي التجديدي الحديث. ونتيجة لارتباط الشعر العربي التشادي المعاصر بالشعر العربي العام فمن الطبيعي ظهور الأغراض التجديدية فيه، ومنها الغرض الإنساني.

والشاعر بوصفه إنسانا فهو يتأثر بما يدور حوله من أحداث تؤثر في حياة الإنسانية سلبا، سواء أكانت هذه الأحداث صادرة عن الكوارث الطبيعية كزلزال تركيا وسوريا، وفيضانات ليبيا أم من مأسي الحروب كحرب اليمن ولبيا والسودان، وبما أن الشاعر مرهف الإحساس، وله روح رافضة للظلم، كارهة للاضطهاد، نافرة من مظاهر العدوانية، نجده أكثر الناس تأثرا بمآسي البشرية والألآم الإنسانية، كما نجده يتعاطف مع كل ما هو إنساني، وهذا من منطلق قوة العاطفة في طبيعة تركيبته الفسيولوجية النفسية.

ومن ناحية أخري فإن الأغراض الإنسانية من مميزات التيارات التجديدية في الشعر العربي العام ولا سيما عند الرومانسية التي أضفت عدة أغراض علي الشعر العربي.

والإنسانية في الشعر العربي الرومانسي العام مرتبطة بشكل كبير بذلك التلاقح الحضري بين الحضارات العربية المشرقية والحضارات المغربية.

والشاعر التشادي من أرهف الشعراء إحساسا، وأحدهم شعورا، وأكثرهم اهتماما بقضايا الإنسان بوصفه إنسانا له كرامته وقيمته ومكانته وحقه في الحياة بكرامة أني وحيث كان .

وله النظرة ثاقبة صافية تحتقر الالتواءات وسفاسف السياسات التي تسعى إلي خلق المآسي والويلات للبشر من خلال العنصرية، والإقليمية، والأقلية، والاختلافات العقائدية المذهبية وغيرها من العوامل التي تكون سببا في النكبات والتصفيات العرقية، وسياسة التمييز العنصري بسبب العرق أو اللون أو الدين أو الثقافة هذا من الناحية الإنسانية العامة.

وأما الناحية الخاصة والتي تعد المحرك الأساسي للعاطفة الشعرية الإنسانية عند الشعراء التشاديين عامة، يتمثل في المعاناة التي تعرضت لها تشاد من حروب، ومآسي، ودمار، وخراب والذي استمر أكثر من ثلاثة عقود متتالية، مما عكس الإدراك التام بالألم والعذاب من خلال تمزق الوطن، والحروب الأهلية، وهذا ما جعلهم يتعاطفون مع كل مأساة أو معاناة إنسانية في مختلف بقاع الأرض، لأن الإنسان يتعاطف مع المظلوم والمنكوب أيا كان، بعيدا عن أي اعتبارات انتمائية أو عرقية أو عقائدية أو ثقافية.

ومن الناحية الدينية العقائدية، فأن الشعراء التشاديين مرتبطين ارتباطا وثيقا بالعالم العربي والإسلامي، ويعدونه جزءا من وطنهم، لإقرارهم بالأخوة في الإسلام، وأن الإسلام عقيدة واحدة يجمع أمة واحدة، تشترك في العقيدة والثقافة والمعناة، ويرتبط به روحيا وفكريا الأمر الذي يدفعهم إلي التألم والمعاناة بالقضايا المأسوية التي تمس العالم الإسلامي والإنساني علي حد السواء، ومن هذا المنطلق جاءت الأشعار العربية التشادية التجديدية التي تدور في محور الإنسانية ومنها:

قصيدة رفاقي:

قصيدة رفاقي أول قصيدة تجديدية وجدت في الساحة الأدبية التشادية وهي إنسانية. كتبها رائد التجديد في الشعر العربي التشادي الحديث، الشاعر عيسى عبد الله* عام 1972م في الريف التشادي المحرر على حسب ما كتبه الشاعر، وقد قدم بنفسه لهذه القصيدة بمقدمة جاء فيها:

القصيدة طويلة تمجد نضال الشعب الفيتنامي وشعوب كمبوديا في وجه الامبريالية ولم يبق منها في الذاكرة بعض ضياع النص المكتوب ألا هذه السطور، ومطلعها:

( رفاقي يولدون ضحى

وفورا تلهمهم الأطيار ذاك الشدو والمرح

ويعفو البرعم الوسان لم تمسح نداه اليـــد

ولكن يوقظ الإشراق جفن الكادح المجهــد

فقد ٍآن الضحى فضحا

ليفني يومه في كد

كما قد غال أيضا ليله مسود

وأمسى يطحن المخضر من أحلامه كرحى

وفيها مشهد الآلاف ألت أنها لابد

لها من أن نذيق الظلم ما اجترحا

ليبقي ظلمها الأوحد

وجاء الغول مكتسحا

صلاة العيد في المشهد)([1])

هذه القصيدة من ضمن قصائد الشاعر عيسى عبد الله التي تحمل طابعا إنسانيا، يتراءى لنا فيما تعكسه من تضامن الشاعر، وإحساسه بمعاناة الآخرين، ويتضح لنا من خلالها أن الشاعر تخطى حدود الذاتية والاقليمية والوطنية إلى ميدان الإنسانية المناضلة ضد الاستبداد، وهذا يعكس إنسانية الشاعر.

وقصيدة رفاقي أولى القصائد العمودية التي عرفها الأدب العربي التشادي، ومن خلال سياقها نفهم أنها من الشعر الذي تناول الغرض الإنساني وهي من النظم الحر الذي يلتزم التفعيلة في وزنه ظاهريا، والإيقاع فيها ينساب مع انفعال الشاعر ومشاعره الوجدانية، وقد اعتمد الشاعر على نظام الموشحات، ولكن على نمط الشعر الحر، ويبدو من خلال توظيفه للقافية الحائية التي أوردها في مطلع القصيدة ليستتب الايقاع ويتثبت، ثم أورد حرف الدال في السطور الشعرية المتباينة في طولها وختمها بحرف الروي الحاء فيما يشبه نظام الموشحات.

ومن حيث الألفاظ، فقد وظف الشاعر ألفاظا توحي بمفردات كان يستعملها الثوار الاشتراكيون كما في كلمة رفاقي والكادح وكد ومسود وغيرها، وهذه الكلمات تلائم مع المنطق الثوري السائد في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ النضال الأممي ضد الرأسمالية الامبريالية الاستعمارية.

ويعكس مضمون القصيدة معاناة الشاعر الثائر مع رفاقه الثوار الذين يولدون على أمل في الحياة، وهذا من حقهم، فتأتي تلك الآلات المدمرة فتخطف منهم الحياة ومع ذلك تستمر الحياة عابقة بالنضال رغم الكدح والشقاء والضيم، ورغم الغول الذي يبلع الهناء والبقاء، ورغم ابتلاع الغول للنهار واغتياله لليل.

وهذا ما يثير همم الآلاف بل الملايين من الأحرار الذين يهتفون بالقسم بأن لا يرضوا بالظلم ولا الاجتياح ولا الاحتلال.

إنها معاناة شعب ثائر من أجل كرامته، وأرضه، وانسانيته، ووجوده، فالبراعم لا يمكنها أن تتمتع بالحياة، ولا تكتفي من النوم إنه الكد والتعب، والشقاء، أنها حياة الثوار.

والقصيدة في مجملها انسانية حيث يتعاطف الشاعر فيها مع الثوار الكمبوديين الذين لا يجمعهم معه مجتمع ولا عرق ولا وطن ولا لون ولا دين.

وفي قصيدة سنكرا:

يعكس مبدئه الذي لا يحيد عنه، وهو تضامنه مع الثوار الأحرار الذين يرفضون التبعية والاستعمار، فهو يبكي توما سنكري الرئيس الأسبق لبركينا فاسو عندما اغتالته الأيدي الغادرة حيث يقول:

( دمع واقادوقو لم يزل دافقا مثل سيل جرى

فهي في كل شيء ترى

ذكريات غدت من أساطير مأساتها أسطرا

في الصبا الموشى خيوطا سماوية اللامع في مثل لون الذهب

أسطرا

حيث تشكو غياب المثيل المجاري ـ على الأرض ـ تلك الشهب

عين واقا أو آنئذن لا ترى ماردا من أساطيرها يلتهب

بل ترى وجه قديسها إذ وجوه النبيين لا تنتحل

فتنادي شرايينها في انعكاس لنبض القلوب التي ردت لم تهب

سنكرى… سنكرى

يا ابن إفريقيا سنكرى

إلى قوله:

فالذي قد ذهب

كان معنى لوممبا الذي أدركته السحب

يوم صبت على عهده وحدة الكوثرا

عهدة يا له من مدى مختزل

ثم صارت دخانا فما بك من بعد ذلك الثرى

غير دمع الجماهير إذ تنتحب سنكرى)([2])

إذن فإن واقا الجريحة الثاكلة ليست رمزا للترمل والضياع، ولكنها رمزا لإفريقيا عامة التي مازالت عيونها تكتحل بالدموع، والغبار الذي يثيره فرقعة القنابل والرصاص المتطاير بفعل الخيانات الكبرى، وبفعل اتهام الأبناء من قبل الأوصياء.

عندما يرون الأبناء يحيدون عن طريق الشر، والكسل، والفشل، الذي رباهم الوصي عليه وعندما يتركون حقيقة الرأسمالية.

واقادوقو المدينة الجريحة تفتش بين الدموع والغبار عن اطلالة الرئيس الذي ألفته ابنا بارا وقاعدا شجاعا ومصلحا، وحكيما، وعازفا بارعا، وقلبا حنونا، يعبق بحب الناس والأرض إنه مثال فريد، إنه الأمل، لكن الأمل لم يدم في القارة السمراء طويلا لطالما تأتي الخيانة وتغتاله كما فعلت مع لوبمبا.

فأصل بكاء الشاعر عيسى عبد الله في هذه القصيدة ليس من أجل مدينة واقا على حد ذاتها ولكن من أجل الإنسانية الجاسمة على صدره، والمسيطرة على عواطفه، والمكنونة في مشاعره والمنسابة في أشعاره، وتنساب القصيدة في بناء موسيقي يعكس التجديد.

ومن خلال الموسيقى التي تعتمد على التفعيلة في ايقاعاتها لتوليد الأنغام الحزينة الشجينة التي تتفق وحسرة الشاعر، ومرارته التي تجرعها من خلال الذكريات، وعندما تتراءي له اطلال واقادوقو الحزينة، ودروبها المظلمة، التي كانت جسرا للثوار في عبورهم نحو مواقف التكتل والتشكيل، تفجر فيه الحنان والحزن والأسى وذلك بإقحامه عناصر الطبيعة ليعكس مستوى الحزن وحدة المصاب فالدمع الذي يدل على البكاء، ورغم مضي الوقت لا يزال مثل سيلا إفريقيا أهوج يتدفق من كل حدب وصوب بكثرة وقوة، والشروق بألوانه الجميلة يعيد ذكريات المأتم الماثل والطبيعة الماثلة ايضا تعكس قوة ما أصاب واقادوقو وبكاؤها المستمر، والقاسم المشترك بين انفعال الشاعر وغياب سنكرى هو الإنسانية الدافعة على النضال ضد المستعمر المحتل.

فعيسى عبد الله يمكن أن يطلق عليه شاعر الإنسانية فها هو ذا يغني للثورة الإرتيرية في قصيدة بعنوان :

يا أسمرا يقول فيها:

(يا أسمرا

يا قرية جميلة يا أجمل القرى

يا مهبط الربيع بل يا جنة الذرى

إليك يا جميلتي أقدم السلام

أخط اسطرا في صفحة قد سودت من أبلغ الكلام

مستفهما بجملة تليق في المقام

بجملة يا اسمرا

كأنها صاروخ سام

من ظننا بضاعة قد تشترى)([3])

وتستمر القصيدة تبارك مسيرة النضال الثوري في اريتريا، وتعكس في ذات الحين الهاجس الأكبر لدى عيسى عبد الله وهو الحاجز الإنساني الذي يدفعه إلى التغني بالثورات ولا سيما الاشتراكية منها.

ومن خلال الأشعار التي تناولها لهذ الشاعر يظهر لنا الغرض الإنساني في أزهى صوره ماثلا

في قصائده العمودية الشكل، الجديدة في شكلها ومضمونها والتي يتعامل فيها بالمحسوسات في بناء صورة فنية، إضافة إلى (طغيان الفكر على العاطفة عبر جل قصائده)([4])

ـ قصيدة أمتي يا عرب :

للشاعر عطية جودي حسب النبي* صاحب ديوان جبر المصير الذي يعكس الاتجاه التجديدي الخالص في الشعر العربي التشادي المعاصر، فالشاعر عطية جودي لا يوجد له قط قصيدة عروضية في ديوانه المطبوع ولا في أشعاره المخطوطة.

ويعتبر شعر جودي بسيطا، ساذجا بالمقارنة مع بقية الشعراء المجددين التشاديين. وعلى ما يبدو أن تأثير الشعر الغربي في أعماله وذلك لأنه فرنكفوني في الأصل لذلك جاءت قصائده تعكس نمطا غير مألوف في ميدان الشعر العربي التشادي، ومن قصائده أمتي يا عرب وهي من الشعر الحر ويقول فيها:

( لكم من عرفتم بالحكمة والكرامة والأدب

يا خير أمة يا خير نسب

إن الشرق والغرب من أفعالكم في عجب

ماذا دهاكم يا من أزلتم الأصنام والنصب

أ تركتم القرآن أم خلطتموه بباقي الكتب

أم تعلمتم الإفك والتدجيل والكذب

أم نسيتم الله فكان هذا السبب

لكم يا من جئتم بالأرقام وصفاء النسب

لماذا يتذأب الواحد منا ويليه الآخر ويتقلب

فرحين مرحين ولابسين الذهب

لم الظلم أم تلوموا الزمان أيها العرب.)([5])

حاول الشاعر عطية جودي حسب النبي في التجربة أن يستنهض همم قادت العرب، ويلفت انتباههم إلي هذا التفرق والتشتت الذي أوهن قوتهم وجعلهم ضعفاء هزيلين عاجزين عن النجدة واغاثة المتضرر، وقد حاول أن يذكرهم بماضيهم العريق في قوله:

يا من عرفتم بالحكمة والكرامة والأدب

و يا من أزلتم الأصنام والنصب

حيث ذكرهم بأيام العزة، والوحدة، والقوة، والإيمان، محاولا أن يقدم وصية لعلها تجدي في العشيرة التي تفرقت أيدي سبا.

ونلمس من خلال قصيدته أمتي يا عرب الإنسانية البحتة، إنسانية الشاعر التي حركت مشاعره والهبت عواطفه، ليستنهض همة العرب علي الوحدة وترك التخاذل، وإغاثة المحتاج وقد جاءت تجربته تجديدية في مبناها ومعناها، وقد اعتمد على التفعيلة في توليد الأنغام وإن كانت غير شجينة لا تحرك المشاعر، ولا تقيس مستوى الحزن، إلا أن الشاعر تجاوز فيها مستوي الذاتية والاجتماعية والوطنية وعبر فيها عن الإنسانية بطريقة تجديدية ساذجة.

المبحث الثاني:

الإنسانية في قصائد الشاعرين عبد الواحد حسن السنوسي وعبد القادر محمد أبه

قصيدة قصة الضمير:

القصيدة للشاعر عبد الواحد حسن السنوسي*وهي من القصائد التي تناول فيها الغرض الإنساني، وهي تعبر عن النفس البشرية، وما تصبو إليه من سلام وهدوء وأمن واستقرار، الأمر الذي جعله يتناول القضية الإنسانية في فلسطين عبر تصوير الواقع المرير للشعب الفلسطيني والمأساة التي حلت بهم نتيجة للاحتلال الصهيوني الغاشم، ولتدمير قطاع غزة مرات ومرات بهدف إبادتها وتهجير أهلها، وقد أجاد عبد الواحد في تصويره لخروجه عن النمط التقليدي للقصيدة من حيث : ( التشكيل الفني والمقدرة على رسم الصورة الفنية الصادقة وما احتوته من روافد وعناصر وقيم.)([6])

وتعبر القصيدة عن موقف الشاعر الإنساني المتألم من مأساة الإنسان في فلسطين وما ينبغ عنها من مرارة، وحسرة ولدت في قلب الشاعر الانفعال الغاضب، والشعور الرافض لهذه الممارسات الاستبدادية في حق الإنسانية ومن ذلك قوله:

راح يحكي كيف طار من نار الضغائن الشرر

واستقر فوق أوراق الشجر

واحرق الخميلة… خميلة السلام لا الرزيلة

راح يحكي قصة اليهود في أرض النزاع

مواطن الأقصى الذي عاني التهود والضياع

راح يحكي قصة اليهود جاءوا تحت ألف برقع

ومليون قناع

راح يحكي فكرة صيهون التي كانت سفينة مبتغاهم والشراع

راح يحكي كيف باع البعض أنفسهم فماع الأمر وأختلط الصراع

راح يحكي قصة التشريد والتصوير

والعسف الذي لا يستطع وصفه البراع

راج يحكي عن الأطفال شاردين

في الخيام في شتى البقاع

راح يحكي كم جفاة كم عراة

تحت أكواخ الصفيح

كم جياع

راح يحكي كم الآمال أضحت

في خلاياها قتيلة… قتيلة قتيلة

راح يحكي كم طريد فارق الأرض

بلا أدنى وداع

راح يحكي كم شباب ضاع في دجى الأطماع

راج يحكي كم أمان مستحيلة، وأنفس رذيلة ذليلة ذليلة)([7])

نلمس من خلال هذه الأبيات التصوير الدقيق للمأساة الفلسطينية التي توحي بانفعال عاطفي قوي، نلمسه من خلال صدق العاطفة الشعورية، والأسلوب الذي يتميز بالقوة، لأن الشاعر ضميره هو ضمير الأمة.

وامتازت الصور بالمزاوجة، والجمع بين الحقيقة والخيال، ومن خلالها تجسدت المأساة بكل مستوياتها وأبعادها. فنبرة الرفض والاستنكار التي توحي بقوة الارتباط الروحي مع هذه القضية والتكشف عن معاناة الشاعر والأمة من محنة الإنسان الفلسطيني ما يظهر موقفه من القضية الإنسانية.

ويتأثر الشاعر عبد الواحد حسن السنوسي أيضا بما اصاب العراق، وأزمة الخليج والتدخل الاستبدادي السافر للقوة الأجنبية في العراق واحتلاله، وقد ابدع الشاعر في قصيدته التي تناولت قضية العراق، حيث استقرأ التاريخ منذ بواكير أيامه، والحضارة البابلية، مرورا بالجاهلية، ثم فترة الإسلام، فالخلافة الأموية والعباسية حتى العصر الحديث.

وقد توحي القصيدة بالارتباط الإنساني مع الإنسان بالعراق، كما أنها تعكس آفاق الشاعر عبد الواحد الاطلاعية الثقافية، وتؤكد لنا قراءته الواعية للتاريخ العربي والإسلامي.

ويشير الشاعر من خلال القصيدة أن المكايد علي العراق ليست جديدة ولا وليدة هذا العصر ولكنها أحقاد قديمة مكبوتة تنتظر الفرص كي تنقض على العراق، وعلى الإنسان العربي المسلم لا لشيء آخر لأنها مهد الحضارة والعلوم والفنون، فكأنما أمة الأحقاد ترمي إلى دك حصون الحضارة، ومهد العلوم، وبذلك تتكرر فعلة التتار. وقد صاغ كل ذلك بأسلوب فريد متميز ينبع من منعطفات نفسية انفعالية عميقة تدل على قوة العاطفة، وصدق الانفعال الشعوري ويقول في :

قصيدة حيوا العراق

(حيوا العراق

حيوا الحضارة والعراقة

تسموان إلي مدى السبع الطباق

حيوا الصمود بوجه ما ليس يطاق

حيوا التصبر رغم وطء الجمر

رغم الاحتراق

حيوا بلاد الرافدين

وملجأ السبطين

وأبي السبطين…

حيوا ترابا كان والتاريخ دوما في سباق

حيوا العراق

حيوا الرصافة والمحا وعيونها

تبكي عصور المجد حين المجد كان يضمها

والمجد والإسلام كانا في اعتناق )([8])

تناول الشاعر عبد الواحد بعد هذه المقدمة أو التمهيد أبرز المحطات، والمواقف في تاريخ العراق القديم، ذاكرا بابل والأشوريين، ثم المناذرة، ثم الفتح الإسلامي، ثم الخلافة الأموية والعباسية ثم العلماء الذين رسموا العلوم، ثم أبرز المطربين، ودورهم فى تأصيل الفن، ثم تطرق إلى الاجتياح الغربي الغاشم للعراق منددا به متعاطفا مع قضية الإنسان العراق يقول :

(حيوا العراق

وحيوا إبراهيم الموصلي

صناجة الدنيا وسلطان الغناء والوتري

استاذ زرياب اللبيب الأصمعي…

تركوا تراثا راقيا مازال حلو الطعم طيب المذاق

حيوا العراق

عادت جحافل تيمور لنك عاذب من جديد

عادت تحاصر أرض العلم والتاريخ تقذفه بأطنان حديد

عادت وما عرفت أن الله أهلك قبلها عاد وكسرى وثمود…

حيوا العراق وارفعوا الأكف بالدعاء

رباه هذه الأرض وهذه السماء

نسألك اللهم أن تصون العراق من مكائد الأعداء…

نسألك اللهم صونا للحمى وحقنا للدماء.)([9])

نلمح من خلال الأبيات وشائج التلاحم والارتباط الإنساني، من خلال الملة السمحاء، وهي من أقوى الارتباطات التي تجعل الصلاة بين بتي البشر، تقوم على أساس من المعايير المستمدة من القيم المثالية السامية، والتعاليم الربانية الحكيمة التي وضعت قوانينها لتصون كرامة النفس الإنسانية، وهذا يؤكد العاطفة الدينية القوية في الشاعر عبد الواحد حسن السنوسي الذي ارتبط بالإنسان عموما من منطلقين:

أحدهما منطلق إنساني بحت

وثانيهما منطلق عقائدي

وفي قصيدة شاهد عيان:

تناول الشاعر فيها قضية الاستعمار الغربي لقارة أفريقيا السمراء العذراء، البريئة الطاهرة التي لم تعرف العنف ولا الدماء، ولا الثورات ولا الدمار، حتي داهمها ذئاب الجليد، فعاثوا فيها فسادا ووأدوا السلام والأمن فيها، ونهبوا ثرواتها، وطمسوا خبراتها، وقضوا على إنسانية الإنسان فيها مما جعل قضيتها قضية إنسانية.

يتحسر الشاعر ـ في قصيدته الرائعة ـ على زوال هذا السلام والهدوء، والأمان، ويتألم لما أصاب سكان وديعة من قبل الاستعمار الغربي يقول فيها :

كان يا ما كان في قديم الزمان في قرية بعيدة مجهولة المكان

قليلة البنيان كثيرة السكان يسكنها الســـــــــلام والأمـــان

وقلبتها يقفق بامتنان

لنفترض أن اسمها وديعة

لأنها وديعة

لأنها بأهلها منيعة

وأرضها طيبة مطيعة تعطي بلا حساب…

وكانت الباوبات كبيرة الأشجار تظلل القرية في حنان…

وكان برلمان القرية الوديعية يعقد تحتها…

وعندما ينشر المساء والقمر المنير يرتفع مدارج السماء

تمتد أفرع الباوباب بظلها العريق ويعقد الصبيان تحتها أسمارهم

وتتعالى أصواتهم بالقصص والتصفيق والرقص والغناء

وفي ذات يوم تعالى الصياح قبيل الصباح

قبيل سقوط الندى وانقطاع الضباب

زلزلت الأرض تحت وضيعة… وثار الغبار وماد التراب

وحل بها وعليها الخراب

طوابير من الأغراب مجوس وبعض النصارى وبعض اليهود وبعض الكلاب

طوابير جاءت تجر الحديد…وآلات الموت تشيب الوليد

وعاثوا فسادا بأرض وديعة

وقامت مذابحهم بمهام شنيعة

واعدم شيخ واحراق حقل…وديست رضيعة

وسيق الأهالي إلى ما وراء الطبيعة

من يومها توقف قلب وديعة عن الخفقان

ولم يبق فيها شهود أعيان سوى الباوباب

يصيح وينعق منها الغراب.)([10])

نجد قصيدة وديعة بأسلوبها الفريد، من حيث بنائها الفني, ونمطها الذي جاء على منوال القصة، والفاظها المنتقاة بعناية، ومقدرة وابداعية فذة، والتي سرت في هدوء وسلامة، عبر التيار الرومانسي الذي يتماوج في رقة وحنان يعكس صورة وديعة الجميلة فى أيام السلام والهدوء والأمان.

أيام الوفرة والخصب… أيام البركة والمطر والخير

أيام الأنس والعمل والبراءة

ثم ارغموها أن تستفيق من هنئها وسعادتها، بالقصف، والموت، والخراب، والهلاك، والدمار والنهب.

وقد ابدع الشاعر في تصوير المأساة الإنسانية التي ألمت بوديعة مما أدى إلى توقف قلبها عن الخفقان كناية عن الموت والعدم. فتوقف قلب وديعة عن الخفقان ما هو إلا دلالة على استفراغها من أهلها وقد أشار الشاعر في المقطع الأول من القصيدة بقوله: قليلة البنيان كثيرة السكان، وفي ذلك إشارة يرمي إليها الشاعر أن خراب وديعة الذي أدى إلي توقف قلبها عن الخفقان جاء نتيجة لإبادة أهلها، ثم أرسالهم إلي ما وراء الطبيعة، ويقصد استرقاق أهل إفريقيا في عملية تجارة العبيد التي قام بها الغربيون ضد أهل وديعة.

ومن خلال هذا الإحساس المرهف يقدم لنا الشاعر عبد الواحد حسن السنوسي دلالة قاطعة على احتلال القضية الإنسانية مكانة كبيرة في أشعاره، وفي تفكيره مما يعكس معاناته، وعذابه من أجل البشرية والإنسانية، التي دمرها المستعمر، وتستر عليها عقودا من الزمان، ولكنها تظل عالقة في أذهان أبناء أفريقيا البررة الأوفياء، الذين لا ينسون ماضيهم ولا يغرهم حاضرهم.

وقد أكدت لنا الأساليب التي تناول بها الشاعر عبد الواحد حسن السنوسي قصائده على أنه فريد ومميز في أسلوبه، وتشكيل قصائده التي تمتاز بالطول والوضوح والبساطة، والرونق اللفظي، والواقعية السافرة، مما يدل على أنه شاعر انساني تجديدي بكل ما تحمل الكلمة من أبعاد ومعاني ودلالات.

قصيدة : الطوطم*

للشاعر عبد القادر محمد أبه*وهي من شعره الذي تناول فيه الغرض الإنساني وقد تناول فيها:

القضية الفلسطينية وما تكتنفها من مآسي أليمة ومطعها:

(فلسطين

يا نصلا تغلغل في الفؤاد

وانكسر

يا حجرا بساح القلب ساح

وانصهر

يا لدغة الموت المعبأ في دمي المشنوق

من ملح البحر)( [11])

نلاحظ حرارة الألم من بداية القصيدة، والصورة المستمدة من الخيال، والنابعة من المعاناة التي يقاسي منها الشاعر، ووحدة الانفعال الشعوري، والعاطفة القوية الصادقة, التي تعكس صدق تماهيها مع المعاناة الإنسانية الناجمة من القضية الفلسطينية.

فروعة التصوير الفني الذي تعكس عذابات الشاعر النفسية، تبرز الترابط الروحي، والعقائدي والإنساني، مع القضية الإنسانية في المقام الأول، ولأجل إبراز التلاحم والترابط مع القضية الفلسطينية، واستمرار هذه المعاناة والألم والعذاب، يفند الشاعر بداية هذه المعاناة الحزينة التي تمكنت من دواخله وعمره فيقول :

(فلسطين

يا داء تغلفني منذ الصغر

يا نغم الطبول بقريتي

في سكون الليل تبكي تنتحب

يا وجع الزنوج بغابة

لم تدغدغها السحب

يا طوطم العرب المنصب في دواخلنا

يحركه الغضب )([12])

فوصف المعاناة الإنسانية، الممتدة الألآم والأوجاع، والمعاناة في ذات الشاعر في كل عمره وقد انتفى بعناية لفظة تغلفني مما يوحي الإحاطة والتكبيل وشمولية الغطاء، والتعايش مع هذا الغلاف المنسوج من الهموم والألآم والأوجاع والمعاناة، مما عكس سرمدية العذابات في كل العمر المحدود للشاعر الإنساني.

واستمرارية الألآم والأوجاع والمعاناة من جراء الانصهار بكل كيانه واحساساته في قضية إنسانية وهي القضية الفلسطينية والتي صارت مرتبطة بالحاجز الداخلي له )([13])

إنه الإيقاع المرير، للحزن والأسى والتوجع، والمعاناة وكأنها تدور في حلقة مفرغة، مثل صدى إيقاع صوت الطبول الإفريقية العملاقة في إيقاعاتها الرتيبة الأليمة، عند سكون الليل إيقاعات قوية ولكننها مفعمة ومبطنة بالحزن والحرارة، مما يعكس لإيحاء بالحزن العميق والحسرة المتتالية، ودلالة على حزن يائس أمام بؤس الإنسان الذي يمثل أمة المعاناة والعذاب أمة التحدي والصمود، الشعب الفلسطيني.

ويستمد الشاعر رمز الثبات والديمومة الغير محدودة، رموز العز والشموخ والتحدي، ليعكس فخر ثبات الإنسانية، فوظف الأسطورة ليجسد صورة مادية عن طريق التشخيص، الذي يستمد منه الأمل والرجاء.

وفي مقابل هذا القنوط، واليأس المرير، والهزيمة الدولية، والعربية، والإنسانية، أمام القهر والظلم الصهيوني، نجده يرسم الأمل المستمد من إيراد الرمز الخالد طائر الفينيق انعكاسا لدواخل الشاعر المتفائلة المتطلعة إلي قلب الموازين من أجل أن ترى الانكسار انتصارا والخوف أمنا، والعذاب نعيما، والاحتلال حرية، والرصاص زهرا، وبراعم في أيدي أطفال الحجارة الذين يعيشون معاناة الاحتلال المستمر، والانبعاث بعد الخمود والهدوء والسكون، بل الانبعاث بعد العدم كما تقول أسطورة طائر الفينيق يقول الشاعر:

(كطائر الفينيق في شمم تردى

ثم تلملم موته لما تردى وانتشر

من سبي بابل قد سرت في عزمه بعض العبر

وخيال خيبر طاقة في يأسه رسمت أثر

وتسللت في عزة تسري به ذكرى عمر

فإذا به قد طل منتفضا ليرمي بالحجر)([14])

فالرمز الذي وظفه الشاعر يعكس ايحاء يحمل دلالة الأمل بعد اليأس، أمام اسطورة القوة التي لا تقهر، قوة اليهود، فجاء باستدلالات من استقراءه للتاريخ، توحي بهزيمة اليهود وظهور ذلهم وهوانهم في أسر بابل كما أشار إلى عزة المسلمين وغلبتهم وفتحهم لبيت المقدس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي كل ذلك شد الههم، وأمل للانفراج، ورجاء في الانتصار واعجابا بالمقاومة، والثبات والشجاعة التي تمثلها الإنسانية الفلسطينية.

ويشير الشاعر عبد القادر محمد أبه إلى التراخي والتساهل، وعقد المؤتمرات بينما الشعب الفلسطيني يعيش المعاناة والعذاب, وكأن العالم لا تهمه المأساة الإنسانية التي تحدث في فلسطين ويشير إلى ذلك بقوله :

فلسطين يا دم الشهداء يرسمه خبر

يا حزن الأرامل والثكالى

يا اهتزاز اليتم من برد المطر

يا مأتما للعرس تندبه خطب بمحضر مؤتمر

يا قمة الوزراء يا حقا يضيعه الهذر

يا موكب الشهداء في ألم يسطره القدر

يا خنجرا في القلب مغروسا

على مر العمر…

يا وسمة العار المكلل في جباه الإنس

في هذا العصر

أبكيك في سري وفي شعري

وأمام الشاشة الصماء والمذياع

حتى السمر )([15])

فمن خلال هذه الأبيات. يسعى الشاعر جاهدا إلي : (التخلص من اليأس، ففي بحثه عن الحلول لم يجد إلا أطفالا وحجارة.)([16]) ويؤكد ذلك في :

قصيدة لك يا قدس وفيها يقول:

واليوم ماذا ترى في القدس غير دم يسيل نهرا ومقلاع به حجــر

طفل الحجارة يا قلب له عـــزم لعل عزمك في الإسلام ينتشر)([17])

لذا لجأ الشاعر إلى المعين الذي لا يحرم، والأمل الذي لا ينقطع، وذلك من خلال تحرك النزعة الدينية في دواخله، حيث رجع إلي الله سبحانه وتعالى خالق الكون، أن يأتي بالنصر القريب والانتصار الأكيد، لنصرة الإنسانية ضد الإنسان حيث يقول:

(هيا نفر إلى الملك القدوس نسأله نصرا وعونا تعالى فهو مقتدر)([18])

وعلى نفس الوتيرة يستند الشاعر إلى الآمال المستمدة من الوعد الصادق المستمد من النصوص الإسلامية، فوظف ذلك مرتكزا عليه ليهدأ من حدة انفعالاته وأحاسيسه بالمرارة واليأس، فصاغ من النصوص الواردة في شأن اليهود فيقول:

وفي انتظار الأمل يا قدس

فصبرا سوف نلعكه الصبر

حتى تنادي شجرة الزيتون في همس

أيا رامي الحجر

هذا يهودي تخبأ تحت جزعي

فأصنع به ما يصنع الإنسان في جنس البقر

حتى يحين الوعد يا قدسي فصبرا سوف نلعكه الصبر

يا اندحارا انتصر )([19])

فالأمل يتجدد عبر الأمنيات الدفينة في قرارة النفس الشاعرة، من أجل تحقيق الغايات التي يرمي إليها من وراء هذا الانفعال الغاضب، الذي يعكس حالته الثائرة المتمردة كما يقول الدكتور محمد فوزي: (عبد القادر محمد أبه شاعر ثائر على الظلم، ومتمرد على الواقع المأسوي الذي يعيشه المسلمون، فيدعو بأسلوب شعري حماسي، إلى النفير لتحرير المسلم ومقدساته من براثين الاستعمار البغيض.)([20])

ومن خلال قصيدة الطوطم

يعكس الشاعر عبد القادر محمد أبه قضية فلسطين الحديثة، قضية الحق والعدل، قضية المحبة والاستقامة ( فهل يجد الشعر والفكر فضاء عادلا لها؟ )([21])

فالشعر من خلال قصيدة الطوطم ليس افتعالا ولا تقمصا، ونلمح من خلال العاطفة الوهاجة والانفعال الشعري، وصدق الانفعال الشعوري، مما يدل على عدم الافتعال والصنعة في الأغراض

الإنسانية التي تناولها الشاعر.

وفي قصيدة الدين بريء:

يتناول الشاعر قضية إنسانية عامة وهي قضية الإرهاب والعنف، والقتل والتدمير باسم الدين وبالمقابل يكون ذلك ذريعة لفتح باب الانتقام، ومحاربة الإرهاب، فمن خلال القصيدة يتعرض الشاعر لحال المسلمين. وما كانوا عليه في عصور المجد والازدهار بفضل التزامهم بتعاليم الإسلام السامية، وقيمه النبيلة السمحة، لذلك انتصروا على أعدائهم وعندما تخلت عصبة من الناس على حد قول الشاعر في عصرنا الحاضر عن (تعاليم الإسلام ارتكبوا كثيرا من الجرائم والأعمال التي يرفضها الإسلام كالقتل والحرق والهدم.)([22])

وهذه الجرائم جرت إلى البلاد الإسلامية والمسلمين الويلات والحروب، والفتن، وتكالب أعداء الإسلام عليهم، فحاربوا ودمروا البلاد الإسلامية، وصارت هذه الظاهرة قضية من القضايا الإنسانية الإسلامية التي تقلق الضمائر الممتلئة بحب الأمة الإسلامية.

كما يتناول الشاعر في القصيدة، تدمير مركز التجارة العالمي بأمريكا، وما نتج عنه من ويلات أصابت المسلمين بالأذى، والضرر، والإبادة، والحروب المستمرة تحت غطاء مكافحة الإرهاب ومطلع القصيدة :

(يا أخا الإسلام غلى صبري لا تعط الحجـــــة للكفر

لا تدن الذئب من المرعـى وتعرض قومي للخطر)([23])

ويستقرأ الشاعر التاريخ، مع التذكير بماضي المسلمين التليد، ليأخذوا عبرة وعظة من سلفهم الصالح الذين فتحوا البلاد وخضع لهم العباد فيقول :

(وتذكر يوما قد كنا أسياد البر كـــــذا البحر

وتذكر كم كنا قد نحي أموات العقل من البشر

وتذكر قيصر أو كسر وتخوم حدود بني الصفر

وتذكر فتح الأندلس وتذكر فتح المنتصر)([24])

صارت هذه الانتصارات التي سجلها الإسلام في ماضيه التليد أحقادا في قلوب أحفاد أحفاد المغلوبين، وانكمشوا يترقبون الفرص المواتية، والظروف المناسبة، حيث يقول:

( لكنهم ظلـــــــــوا دهرا يخفون إحنا كالجمر

لكن صمد الإسلام أمامهم صلبا كجدار من صخر

ورأوا عقدا لا يعرفـــــــه إلا قارئ رحمان السور)([25])

وفي نهاية القصيدة، يلقي الشاعر بنظرته التأملية نحو القوة الكبرى الغاشمة التي تسوس العالم في هذا الزمان بطغيانها وجبروتها، ويطلب منها ألا تلقي بالتهم الكاذبة على المسلمين بسبب ما حدث من أحداث عظام في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م ويكون ذلك سببا في انتهاك حرمة البلاد الإسلامية، وإبادة المسلمين باسم مكافحة الإرهاب، لذلك عمد إلي تقديم صورة الإسلام الصحيحة التي تحمل في جوهرها الأمن والسلام، والسعادة للإنسانية جمعاء فيقول:

(مهلا أمريكا مهلا من تهمة زور تستشر

إن الإســـلام برئ من فعلــــة تدمير قــذر

إلى الإسلام تعالوا نحتكم لأي القدس الطــــهر

إن الإسلام سلام وأمان وصفاء الروح كذا الفكر)([26])

نلاحظ في هذه الأبيات انفعالا وألما، وعاطفة قوية تدل على عمق المعاناة، من جراء ما يلاقيه الإسلام والمسلمين من عداء وكراهية، وحروب مدمرة تعكس الغدر والكراهية التي وصلت لدرجة الإبادة، فصارت قضية إنسانية، أكثر من كونها حربا ضد ما يسمى بالإرهاب.

فرؤية الشاعر تحدد أفكاره تجاه هذه القضية، وتجعل منها قضية إنسانية تناولها في أشعاره التي تعكس الأغراض الإنسانية.

ومن خلال الأغراض الإنسانية التي تناولها الشاعر عبد القادر محمد أبه نجد أنه:

يستمد موضوعاته من منطلق رؤية إنسانية عامة، لكنها ترتكز على أساس وارتباط يتمثل في الرابط الديني الإسلامي، فقضية الإنسان المسلم هي قضية الشعر عنده وبالأخص الأشعار التي تناولت الأغراض الإنسانية.

ويستمد الانفعال الشعوري والتجربة الشعورية قوتها من عاطفة الشاعر التي تعكس نفسيته الثائرة، المتمردة الرافضة للظلم والتعسف بكل أشكاله وأنواعه. وقد جاءت الأشعار التي تناولت الأغراض الإنسانية في (ربط الشعر بالواقع في صدق فني وعاطفي، وواقعي يعلو على المعايير التقليدية التي كانت يرددها الأقدمون في عمود الشعر.)([27])

والشعر العربي التشادي التجديدي زاخر بالعديد من القصائد التي تناولت الأغراض الإنسانية من مختلف الزوايا، وكانت تعبر عن قناعات الشعراء بالقيم والمبادئ، والفضائل التي جاء بها الإسلام، وتنادي بكرامة الإنسان في جميع بقاع الأرض وفي أي زمان.

فاحترام كرامة الإنسان هي الدرع التي تحمي الإنسانية، من هدر كرامة الإنسان عبر الممارسات اللا إنسانية، حتى تظهر النكبات التي تمثل القضايا الإنسانية المؤلمة، والتي تأثر في البشرية جمعاء، ويختلج الأسى والألم والمعاناة في أحاسيس الشعراء، مما يجعلهم ينزفون شعرا، يعكس المرارة والأسى والألم، ويدل على مشاركتهم للإنسان المظلوم.

كما نجد الشعراء (يرفعون أصواتهم لعرض قضية الإنسان في كل مكان كقضية الفقر والظلم والتشرد والغربة، وهذا الظلم الذي يمارسه أرباب الحكم ويعضون في تجويع الناس وتفقيرهم وإذلالهم، تلك قصة الإنسان منذ القديم وهي قائمة إلي يومنا هذا.)([28])

الخاتمة :

تناولت ـ في هذه الدراسة الموسومة ب الإنسانية في الأشعار العربية التشادية التجديدية دراسة سردية تحليلية ـ الأشعار التجديدية في معناها ومبناها، وكذا التجديدية في الزي التقليدي بالسرد والتحليل وتبين لي من خلال الدراسة أن معظم الشعراء التشاديين المجددين تناولوا القضية الإنسانية في أشعارهم، كالشاعر عيسى عبد الله فضل، والشاعر عطية جودي جار النبي والشاعر عبد الواحد حسن السنوسي، والشاعر عبد القادر محمد أبه وغيرهم، وجميع هؤلاء الشعراء يقفون علي أرضية مشتركة وهي الدفاع عن الإنسانية، من منطلق الويلات والحروب والماسي والآلام التي عرفتها البلاد، أو انطلاقا من انتمائهم الديني المحرك لمشاعرهم ووجدانهم وأحاسيسهم للدفاع عن الإنسان أنى كان.

والشعر العربي التشادي التجديدي زاخر بالعديد من القصائد التي تناولت الأغراض الإنسانية من مختلف الزوايا، كالاستعمار الغربي لإفريقيا، ومؤامراته، والقضية الفلسطينية، والحرب في كمبوديا والعراق والإرهاب، والاغتيالات، وهذه القصائد تعبر عن قناعات الشعراء بالقيم والمبادئ، والفضائل التي جاء بها الإسلام، وتنادي بكرامة الإنسان في جميع بقاع الأرض وفي أي زمان، ولأن احترام كرامة الإنسان هي الدرع التي تحمي الإنسانية، من هدر كرامة الإنسان من خلال الممارسات الغير إنسانية، التي تظهر النكبات وتمثل القضايا الإنسانية المؤلمة، والتي تأثر في البشرية جمعاء، وتثير الأسى والألم والمعاناة في أحاسيس الشعراء، مما يجعلهم ينسجون قصائد تجديدية، تتناول المآسي الإنسانية وتعكس المرارة والألم، وتدل على مشاركتهم للإنسان المظلوم، وقد توصلت من خلال الدراسة إلى النتائج الآتية:

النتائج :

ـ أول قصيدة تجديدية شكلا ومضمونا عرفتها الساحة الأدبية التشادية كانت إنسانية.

ـ الإيقاع في كافة القصائد الإنسانية في الأشعار العربية التشادية التجديدية يتناسب مع انفعالات الشعراء ومشاعرهم الوجدانية ، ويتفاوت في التأثير لذا جاءت كل القصائد الإنسانية انفعالية.

ـ الإنسانية جاسمة في صدور الشعراء، ومسيطرة على عواطفهم، ومكنونة في مشاعرهم ومنسابة في أشعارهم.

ـ جاءت الإنسانية في بعض أشعارهم لا للبكاء على الإنسان ، وإنما لاستنهاض همم الأمة الإفريقية أو لتذكير الأمة العربية بماضيها العريق لتسلك نهجه.

ـ الموضوعات الإنسانية في الأشعار التجديدية العربية التشادية مستلهمة إما من الرؤية الإنسانية العامة أو من الانتماء الديني الإسلامي.

ـ صدق التجربة الفنية الشعورية في كافة الأشعار التجديدية العربية التشادية، وصدق الانفعال فيها

التوصيات :

ـ علي الباحثين في مجال الأدب العربي التشادي إكمال ما بدأناه لإعطاء الشعر الإنساني حقه

ـ التعمق في دراسة القضايا الإنسانية كالتوصل إلى معرفة الآثار الإيجابية التي أحدثته في المجتمعات الإنسانية على أرض الواقع.

المقترحات :

ـ يقترح الباحثان على المشرفين على التعليم بجميع مراحله إدراج الشعر العربي التشادي التجديدي ضمن المقررات الدراسية لتجاوز الاكتفاء بالنظم التقليدي وأغراضه كما هو الحال.

ـ على السلطات نشر كل بحث يناول الغرض الإنساني ليتعرف الناشئين على أهميته وأثره علي الواقع.

المراجع :

ــ فوزي 2002م ، دكتور محمد فوزي ، الاتجاه الإسلامي في الشعر التشادي دراسة تحليلية فنية نقدية ، مطبعة الدقهلية، مصر.

ـ عز الدين 1996م ، يوسف عز الدين ، التجديد في الشعر الحديث، بواعثه النفسية وجزوره الفكرية ، ط1 ،مطبعة دار البلاد، جده السعودية.

ــ أسعد 1981م ، دكتور علي أسعد الشعر الحديث جدا في الوطن العربي والمهجر، ،ط2 ، دار السؤال، دمشق سوريا.

ــ هلال 1973م ، غنمي هلال النقد الأدبي الحديث ، الطبعة الأولى ، دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة مصر.

ــ أبه 2012م، عبد القادر محمد أبه، ديوان إعصار في فواد، مطبعة جيء تاون، الخرطوم السودان.

ــ جودي ، جار النبي عطية جودي، ديوان جبر المصير، دار البشائر للنشر والاتصال الجزائر.

ــ أبشويكيش 2006م ،عيسى عبد اللـه ابشويكيش ،ديوان حذو ما قالت حزام ، ط1 منشورات مركز الثقافة العام، سرت ليبيا.

ــ السنوسي ، عبد الواحد حسن السنوسي ، ديوان رفراف قلب، مخطوط.

ــ المعوش 1993م ، دكتور سالم المعوش، في الأدب العربي الحديث، الطبعة الأولي ، دار الكتب الوطنية بنغازي ليبيا.

ــ حمدنا الله 2002م ، الدكتور عبد الله حمدنا الله ،من محاضرات الدكتور عبد الله حمدنا الله بجامعة أنجمينا

الهوامش:

  1. *عيسى عبد الله فضل، شاعر تجديدي تشادي، ولد بمدينة ابشة عام 1948م عاش فترة من حياته بين السودان وليبيا ، وكان أحد قيادي ثورة فرولينا، كما أنه الرائد الأول للاتجاه التجديدي في الشعر العربي التشادي، حيث تنسب له أول قصيدة تجديدية في الأدب التشادي وله ديوان مطبوع بعنوان حذو ما قالت حزام، وديوان باقة من لباقة، توفي بالسودان عام 2015م .

    / ديوان حذو ما قالت حزام، عيسى عبد اللـه، الطبعة الأولى 2006م منشورات مركز الثقافة العام، سرت ليبيا، ص63

  2. / ديوان حذو ما قالت حزام ، عيسى عبد الله ، مصدر سابق ، ص125
  3. / ديوان حذو ما قالت حزام، عيسى عبد الله، مصدر سابق، ص41
  4. / من محاضرات الدكتور عبد الله حمدنا الله بجامعة أنجمينا عام 2002م

    *عطية جودي جار النبي، شاعر تشادي ولد عام 1971م بمدينة أنجمينا، وبعد خصوله على الشهادة الثانوية الأدبية عام التحق بجامعة الجزائر وتخرج فيها من قسم الآداب عام 1998م، ثم حصل علي الماجستير في الأدب الفرنسي، ويعمل الآن محاضرا بالجامعة وله دواوين شعرية وهي نبذ العنف والسلطان والمواهب وإعادة القدر وكلها مطبوعة.

  5. ـ ديوان جبر المصير، جار النبي عطية جودي، دار البشائر للنشر والاتصال الجزائر، د ت ، ص12
  6. / الاتجاه الإسلامي في الشعر التشادي، محمد فوزي ، مطبعة الدقهلية، مصر 2002م، ص289
  7. / ديوان رفراف قلب، مخطوط، عبد الواحد حسن السنوسي .
  8. / ديوان رفراف قلب ، عبد الواحد حسن السنوسي ، ديوان مخطوط، ص 27
  9. / دوان رفراف قلب ، عبد الواحد حسن السنوسي ، مصدر سابق ، ص 28
  10. / دوان رفراف قلب، عبد الواحد حسن السنوسي، مصدر سابق، ص 21
  11. *التابو والطوطم: عبارة عن مقدسات في أدغال إفريقيا لا يمكن مساسها بأي حال من الأحوال، وقد رمز الشاعر لفلسطين بها

    *يسمى عبد القادر محمد زايد ادم نصر واشتهر باسم عبد القادر محمد أبه وأبه لقب والده زايد ولد بمدينة أنجمينا في حي مرجان دفق عام 1965م ونشا بها وتلقى تعليمة الأولى في خلواتها القرآنية ثم أرسل إلى المدرسة عام 1972م وتخرج في جامعة تشاد سابقا جامعة أنجمينا حاليا في كلية الآداب والعلوم الانسانية علم 1991م حاملا شهادة الاجازة في للغة العربية، ومن ثم التحق بالمعهد العالي للعلوم التربوية. ISSED وتم تأهيله معلما للثانوية، كما التحق عام بقسم التفتيش بنفس المعهد حيث تخرج فيه عام 2011م

    / ديوان إعصار في فواد، عبد القادر محمد أبه، مطبعة جيء تاون 2012م، الخرطوم ـالسودان، ص67

  12. المصدر نفسه، ص67
  13. / التجديد في الشعر الحديث، بواعثه النفسية وجزوره الفكرية، يوسف عز الدين، ط1 1996م، مطبعة دار البلاد، جده ـ السعودية

    ص 210

  14. / ديوان إعصار في فواد، عبد القادر محمد أبه، مصدر سابق، ص76
  15. / ديوان إعصار في فواد، عبد القادر محمد أبه، ص77
  16. / الاتجاه الإسلامي في الشعر التشادي دراسة تحليلية فنية نقدية، دكتور محمد فوزي مصطفى، ط1 2021م،مطبعة الدقهلية، مصر ص476
  17. / المرجع نفصه ص476
  18. / المرجع نفصه ص476
  19. / ديوان إعصار في فواد، عبد القادر محمد أبه، ص78
  20. / الاتجاه الإسلامي في الشعر التشادي، دكتور محمد فوزي، مصدر سابق، ص 476
  21. / الشعر الحديث جدا في الوطن العربي والمهجر، دكتور علي أسعد،ط2 1981م، دار السؤال، دمشق سوريا ص113
  22. / الاتجاه الإسلامي في الشعر التشادي، دكتور محمد فوزي، مصدر سابق، ص 282 بتصرف
  23. / ديوان إعصار في فواد، عبد القادر محمد أبه، ص128
  24. / المصدر نفسه ص128
  25. / المصدر نفسه ص128
  26. / ديوان إعصار في فؤاد، عبد القادر محمد أبه، مصدر سابق، ص129
  27. / النقد الأدبي الحديث، غنمي هلال، الطبعة الأولى 1973م، دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة مصر ص 407
  28. /في الأدب العربي الحديث، دكتور سالم المعوش، الطبعة الأولي 1993م، دار الكتب الوطنية بنغازي ليبيا، ص589 بتصرف