وظائف اللون الأسود في بيان الأحكام الشرعية

عبد الله مسعود عبد الله دودو1

1 عضو هيئة تدريس، كلية التربية، تراغن، جامعة  فزان، ليبيا.

HNSJ، 2023، 4(11); https://doi.org/10.53796/hnsj4115

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/11/2023م تاريخ القبول: 15/10/2023م

المستخلص

الأحكام الشرعية في معظم الأحيان بُنِيت على المدرك المحسوس، لتَرفع الحرج عن العباد في تطبيق ما كُلفوا به، ليتوصلوا بأنفسهم إلى الحكم الشرعي لأعمالهم من عبادات ومعاملات.

ومن ضِمن الوسائل المُبينة للحُكم الشرعي اللون الأسود : ففي الطهارة باللون الأسود يتميز دم الحيْض من غيره، وفي الصوم، حُدد إباحة الأكل للصائم بالخيط الأسود، وفي الصلاة بالظلمة و سواد الأفق يُحكم بدخول وقت العشاء، وفي الزكاة والبيع يُحكم بنُضج ثمار بعض النخيل و الزيتون والعنب إذا اسْوَد لونها.

كما يُحكم بعُرف الناس فساد بعض الأشياء مثل: الأطعمة والفواكه والخضراوات إذا تحول لونها إلى اللون الأسود، ما لم أصله ذلك.

وفي الأضحية : يُستحب أن تكون من الغنم التي يُخالط بعض أعضاء جسمها السواد.

فالشارع بحكمته علق الحكم على صحة بعض أعمال العباد بما هو محسوس مشاهد ومدرك لا يخفى على ذي عقل سليم الحواس، قصدا منه التسهيل على المكلفين لفعل ما كلفهم به.

Research title

The functions of the color black in explaining Sharia rulings

Abdullah Masoud Abdullah Dodo1

1 Faculty member، College of Education، Traghen، Fezzan University، Libya.

HNSJ، 2023، 4(11); https://doi.org/10.53796/hnsj4115

Published at 01/11/2023 Accepted at 15/10/2023

Abstract

The Islamic judgments are more often build on the perceived awareness، to avoid being wrong for Muslims in preforming what they are sked to do. Moreover، in order to reach the Islamic judgment by themselves either in the worshiping and their daily life between other Muslims. One of the ways which are built on the rightful judgment is colors، more particularly black color. In Tahara (purity) with blackness، it is specialized by menstrual rather than anything else. Moreover، in prayer، the black sky represents the time for Ishaa prayer. In zaka (charity) and selling، some seeds like: palms، grapes and olives، their black colors represent that they are ripped. Furthermore، it is judged by people’s norms as spoiling few things like: food، fruit and vegetables if it does not go into blackness unless it is originally have that color. And in Alodhiya، it is better to be one of sheep that mixed some of its parts black color. It is judged that good works are built on what is felt، seen and realized، which cannot be hidden on mankind whose totally good in relation to senses. Moreover، it is target to simplify worshiping.

المقدمة

في هذا البحث نود بيان وظائف اللون الأسود في بيان الأحكام التي بُنيت على معرفة هذا اللون، في الطهارة، والصلاة، والصوم، والزكاة، والبيوع، وأحكام الأضحية، والجنايات، بالإضافة إلى ما تعارف عليه الناس كدليل على فساد أو صلاح بعض الأشياء من المأكولات أو المشروبات.

وقد اتبع الباحث المنهجية العلمية في الإعتماد على استخلاص الأحكام مما ثبت من السنة الصحيحة وأقوال الفقهاء من المصادر الأصلية .

و قسم البحث إلى المبحثين : مبحث العبادات وتحته مطالب، ومبحث المعاملات والجنايات و تحته مطالب، ثم الملخص والتوصيات، وقائمة المصادر، وفهرس للموضوعات بصفحاتها.

مشكلة البحث

تتمثل مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية:

ما هي أهمية الألوان في التشريع الإسلامي؟ وماهي المسائل الفقهية التي رتب الله الحكم فيها على معرفة اللون الأسود؟ وما هي الحكمة من ربط الشارع أحكامه على المحسوسات ؟

الهدف من الدراسة

بيان الحكمة من ربط الشارع الحكيم بعض أحكام الشرع من الصحة والبِطْلان في العبادات والمعاملات على الأمور المحسوسة المشاهدة (اللون الأسود أو السود)، ثم بيان إن الله سبحانه و تعالى أوجد كل شيئ في هذا الكون لحكمة ينبغي للإنسان أن يعقلها، وأخيرا إثبات يسر الأحكام الشرعية على المكلفين.

أهمية الدراسة

تكمن أهمية هذه الدراسة في معرفة المسلمين أحكام الأعمال المكلفين بها ومدى صحة أو بطلان تطبيقها كما كلفهم الله بها، في وقتها ووصفها المحددين، وبذلك يُرفع عنهم الحرج، وتُجلب لهم المصالح في الدنيا والآخرة، ثم بيان أن قصْد الشارع من ربط أحكامه بهذه الأوصاف، والتسهيل على الإنسان المؤمن في الحكم على ما كلف به بنفسه، بما وهبه الله من الحواس، وبما خلق الله في الكون من مظاهر مختلفة.

الدراسات السابقة

لم يقف الباحث على دراسات سابقة في هذا الموضوع بالشكل المطروح سوى ما بينه الفقهاء في معرفة بعض الأحكام الفقهية مثل: بداية وقت صلاة العشاء إذا اسود الأفق، ودم الحيض بأنه أسود اللون، وأن بعض الثمار تنضج إذا اسود لونها إلى اخره….

فهي أحكام في بطون الكتب، وفي هذه الدراسة محاولة لإفراد الأحكام التي رُتبت على اللون الأسود في العبادات،والمعاملات ومقاصدها الشرعية.

حدود البحث

يقتصر هذا البحث على المسائل الفقهية التي يتوفق الحكم على صحتها أو فسادها على معرفة الأسود أو السواد فقط.

مصطلحات البحث

اللون : “هيئة : كالسود والحُمْرة ( [1]) والسواد،لون، وقد اسْود الشيء اسْوِدادا ” ( ) .

الحُكْم : القضاء، وعند الأصوليين : خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالإقتضاء أو التخيير” ( [2] ).

الشرع: ” الطريق لغة، ما شرعه الله تعالى، وفي قول الفقهاء: (شرعا ) هو ما كان مستفادا من كلام الشارع بأن أُخذ من القرآن أو السنة، وقد يطلق مجازاً على ما كان كلام الفقهاء ” ( [3]).

منهج البحث

اختار الباحث المنهجين الإستقرائي والإستنباطي أساسا لهذه الدراسة مع الإستعانة بالمناهج التي قد يتطلبها الموضوع إذا دعت إليها الحاجة.

تقسيم البحث

قسمت البحث إلى : مقدمة ومبحثين: الأول: وظائف اللون الأسود في بيان أحكام العبادات : والثاني: وظائف اللون الأسود في بيان أحكام المعاملات والجنايات، ثم خاتمة وفهرس.

المبحث الأول

وظائف اللون الأسود في بيان أحكام العبادات

مطلب الطهارة.

من أهم شروط العبادات الطهارة، ويقصد بها : طهارة الجسد، والثوب والمكان، والذي نهدف ببيانه هنا، طهارة المرأة من دم الحيْض([4]) ؛ وذلك لارتباط معرفة كل دم : بِلَوْنه، ووقته، ومدته، ومعلوم أن المرأة ترى الدم في كل شهر( الدورة الشهرية) قد تختلف ألوانه، تعد في بعضه غير طاهرة، فيجب عليها ترك العبادة شرعا، وتحرم عليها إذا تعمدتها. فكيف تمَيز المرأة بين الدماء التي تنزل عليها في زمن الحيض ؟

الجواب: التمييز يكون بمعرفة لون الدم، ويعتبر الدليل القطعي الذي لا جدال في التحقق من طُهرها أو عدمه، قال الفقهاء :” المرأة إذا اتصل بها الدم وزاد على خمسة عشر يوما، وكانت ممن تٌمَيز دمها، فترى منه أسْودا محْتدما مُنْتناً، ومنه أصفرا رقيقا مُمْتزجا، فحيْضتها منه الأسود المنتن المحتدم، وما بعده فاستحاضة “([5]).

وقالوا أيضا : ” وما تراه المرأة من الحُمرة والسواد إجماعا ” والصُفرة والكُدْرة ” ([6]) والتُربة([7]) على الأصح في أيام الحيْض فهو حيْض حتى ترى البياض الخالص ” ([8]) .

وقالوا أيضاً : ” … فلا بد من معرفة لون الدم وحاله،: أما لونه فالسواد حيْض بلا خلاف، وكذلك الحمرة عندنا “([9]).

وقال الشافعي : ” الحيْض هو الأسود فقط ” واحتج بما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لفاطمة بنت حُبَيْش حين كانت مُستحاضة : ” إذا كان الحيض فإنه دم أسود فأمسكي عن الصلاة، وإذا كان الأحمر فتوضئ وصلي ” وفي رواية عن عروة بن الزبيرعن فاطمة بنت حُبيْش أنها كانت مستحاضة فقال لها الرسول ( صلى الله عليه وسلم): ” إذا كان دم الحيض فإنه دم أسود يعرف، فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي فإنما عرق” ([10]). ” وهذا لا يقال: إلا لمن تُمَيِز بين الدميْن بلون السواد على ما عُرف ، وهو علامة على الحيض تميزه عن الإستحاضة ” ([11]) فخلاصة ماتقدم من أقوال الفقهاء السابقة في معرفة دم الحيض بَيَنه اللون الأسود كما ورد في الحديث، وهذا دليل قاطع على مكانة اللون الأسود في تحديد الحكم الشرعي على طهارة المرأة أوعدمها.

وجملة القول: نخلص إلى: أن الحكم الشرعي الذي توصلنا إليه من خلال معرفة لون الدم إذا كان أسودا فإن المرأة التي ترى دمها على هذا الوصف هي حائض بلا شك، ويجب عليها ترك العبادات وما يمنعه الحيض شرعا من الأعمال التي أوجبها الله تعالى على المرأة .

مطلب الصلاة.

أوقاتها :وقت صلاة المغرب والعشاء.

في معرفة نهاية وقت المغرب، وبداية وقت صلاة العشاء، كان اللون الأسود أو السواد،- ويُقصد به سواد الأفق -، دليلا على انتهاء وقت صلاة المغرب، فقد ورد ” قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) آخر وقت المغرب إذا اسود الأفق”([12])، وفي ذات الحين أن سواد الأفق دليل على دخول وقت العشاء أيضاً، فورد أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) ” يصلي العشاء حين يسْود الأفق ” ([13]) و من المؤكد عند الفقهاء أن صلاة المغرب والعشاء يشتركان في الوقت، وبيان ذلك أن سواد الأفق يُحكم به انتهاء وقت المغرب ودخول وقت العشاء أيضا.

فمن حكمة الشارع ربط وقت أداء صلاتي المغرب والعشاء بما هومدرك ومحسوس لدا المكلفين ليرفع الحرج ودفع المشقة.

وإذا علمنا أن الإنسان يدركه وقت الصلاة وهو في أحوال مختلفة من الإقامة والسفر، أو عدم توفر وسائل تحديد الوقت لكل مسلم التي يحدد بها وقت دخول الصلاة أو نهايته، فمن حكمة الشارع أن جعل معرفة وقت صلاة العشاء مرتبط بتغير لون الافق من حُمرة إلى وسواد، وهذه الألوان مشاهدة لا تخفى على عاقل مدرك.

والخلاصة : أن معرفة الحكم الشرعي لوقت صلاة العشاء داخل في الليل مشترك مع وقت صلاة المغرب، ومن دقة الشارع وحكمته جعل لكل صلاة وقتاً محدداً ببداية ونهاية، فكيف يعرف المصلي نهاية وقت المغرب ليحكم أنها وقعت أداء أم قضاء ؟، ولكل حكمه من حيث الثواب إذا وقعت أداء، والإثم على التأخير إذا خرج وقتها، وكيف يعرف المصلي بداية وقت العشاء وكلاهما في الليل ؟ فمن حكمة الشارع أن يَسر على العباد و رفع الحرج عنهم بما هو مشاهد لديهم واقع تحت حسهم، وهو اختلاف ألوان الأفق، فوقت المغرب من غياب الشمس إلى ذهاب الإحمرار من الأفق المعبرعنه فقهيا ( غياب الشفق الأحمر) فإذا ذهب لون الحمرة من الأفق تأتي بعدها الظلمة فيسود الأفق فبذلك يحكم بدخل وقت العشاء، فتغير لون الأفق واقع بقدرة الله وحكمته، ويمكن أن يميز الإنسان ببصره وعقله وإدراكه اختلاف ألوان الأفق، من حُمرة ثم اختفائها، ثم سواد على درجات من شدة سواد وخفته، ما جعل الله ذلك إلا لحٍكَمً منها : رفع الحرج عن المكلفين، كما ذكرنا آنفاٍ.

مطلب الزكاة

أوجب الله تعالى الزكاة في حبوب بعض الزروع مثل : القمح والشعير، وبين شروطها، كما فرضها في ثمار بعض الأشجار، مثل: النخيل، والزيتون، والعنب، وحدد وقت إخراجها، فمن الأشجار التي تجب في ثمارها الزكاة: أشجار الزيتون، ونضوجها إذا صار لونها أسودا ” قال مالك : (رضي الله عنه ) إذا زهت النخل، وطاب الكرم، واسْود الزيتون أو قارب، وإفراك الزرع واستغنى عن الماء، وجبت فيه الزكاة “([14]) وعلى هذا أن ثمار الزيتون قبل اسْوداد لونها – إذا كان نوعها ينضج بتحول لونه إلى السواد، فإذا لم تكن كذلك فلا تعد ناضجة، ولا تجب فيها الزكاة .

فوُجود الوصف المحدد شرعا لنضوج ثمار الزيتون وهو تحول لونها إلى السواد، فإذا كانت كذلك فحكمها شرعا جواز الإنتفاع بها، ووجب فيها حق الله تعالى (الزكاة) .

ومما لاشك فيه، أن تغير لون ثمار الزيتون من اللون الأخضر إلى الأسود لا يخفى على مبصر مفرق بين الألوان، سواء أكان بائعا أم مشتريا، ولذلك رتب الشارع بحكمته على قدرة الإنسان بحواسه على معرفة الألوان وتمييزها، حكما شرعيا في ركن من أركان الإسلام، وهو تحقق وجوب إخراج الزكاة في ثمار الزيتون.

مطلب الصيام

فرضت الشريعة الإسلامية الصوم على العباد نهارا، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وأباحت تناول المفطرات بالليل، ابتداء من غروب الشمس (سواد الأفق ) كما جعل لليل نهاية وهي ( بياض الأفق) قال تعالى ” وكلوا واشربوا حتى يتبن لكم الخيط الأبيض من

الخيط الأسود من الفجر”([15]).

وفي الحديث “عن عدي بن حاتم قال : قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال : ” إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين” ثم قال :” بل هو سواد الليل وبياض النهار”([16]) .

من خلال عرض ما سبق من الآية القرءانية والحديث الشريف، يتبين أهمية اللون الأسود في تحديد بداية الليل ، حيث أباح الله فيه الأكل للصائم، ومنعه في النهار، ورتب عليه العقوبة والإثم لبطلان الصيام، فما هو القصد والحكمة من جعل هذا اللون دليلا على صحة أو فساد الصيام ؟

الحكمة في التعبير عن الليل بالسواد لوضحه لكل إنسان عاقل مدرك سليم الحواس، مميز بين ما حوله من الألوان، قصدا من الشارع التيسير على الصائم لتطبيق ما شُرع له من العبادات، وليتمكن الصائم من الحكم على صومه بنفسه.

والخلاصة : إن الشريعة ربطت نهاية الصوم ( الإفطار ) بداية الليل ودليله سواد الأفق الذي يشاهد و يدرك بحاسة البصر، وفي هذا تمام الوضوح والدقة ؛ لكي لا يحتاج الصائم إلى أي وسيلة خارجية يحدد بها نهاية صوم نهاره مع ما هو مشاهد ومحسوس من غروب الشمس وسواد الليل، المعبر عنهما بالخيط الأسود في الآية القرءانية سالفة الذكر.

مطلب الأضحية

الأضحية من شعائر الإسلام، يتقرب بها العبد لخالقه، شرعها الله من الغنم والأنعام، وفضل بعضها على بعض، وجاءت السنة النبوية الشريفة لتبين مواصفاتها، فكان من ضمن التفاضل في اختيار الأضحية بالأوان ومنها : السواد ” قال أنس ( رضي الله عنه ): انكفأ النبي عليه السلام إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما بيده ” ([17]) ” وأخرج مسلم من حديث عائشة ( رضي الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أمر بكبش أقرن ، يطأ في سواد، وينظر في سواد، ويبرك في سواد، فأتى به ليضحي به ” ([18]) ([19])” وعن أبي سعيد الخذري قال : ضحى رسل الله (صلى الله عليه وسلم ) بكبش أقرن فحيل يأكل في سواد، ويمشي في سواد، وينظر في سواد ” ([20]) .

وقال شيخ الإسلام ” …. وإذا كان السواد حول عينيها وفمها ورجليها أشبهت أضحية الرسول( صلى الله عليه وسلم)”([21]).

فمن خلال ما سبق عرضه تبين أن: الأضحية المستحبة من الغنم : الضأن: الفحل بقرون، ثم وصف آخر أدق في السنية وهو لون السواد، وحددت الأعضاء من جسم الكبش التي يفضل فيها السواد : وهي الفم، والقوائم، والعيون، والحكم المقصود بيانه من ذلك هو: أن الأضحية المندوبة تكون عيونها عليها دائرة سوداء، والفم مقدمته سوداء، والأرجل والركبتين سود يفصله بياض ، وفي الغالب أن هذا الوصف يوجد مع اللون الأبيض من الغنم، ومما يؤيد ذلك حديث آخر ذكر فيه اللون الأبيض وهو ” حديث قتادة عن انس ( رضي الله عنه ) ضحى النبي ً( صلى الله عليه وسلم ) بكبشين أملحين ([22])، فرأيته واضعا قدمه على صفاحهما يسمي ويكبر فذحهما بيده ” ([23])

من خلال ما تم عرضه من النصوص سالفة الذكر نخلص إلى أن : الحكم الشرعي الذي أستخلص: أن اللون الأسود حدد الأضحية الأفضل التي بنبغي أن يتقرب بها المضحي إلى ربه في يوم العيد، لينال الثواب الأفضل .

مطلب الخضاب

ورد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم الفتح نظر إلى رَجُل هو وَالِدُ سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وكان شعر رأسه ولحيته أبيض بالشيب فأمر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن يُغير شعره، ونص الحديث ” عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما) ” قال :أُتي بأبي قُحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثُغامة بياضا فقال رسول اله ( صلى الله عليه وسلم) :غيِروا هذا بشيء”([24]) و في رواية ” واجتنبوا السواد”([25]) بمعنى أن يكون التغيير بغير اللون الأسود .

فالأحكام التي تؤخذ من الحديث جواز تغيير الشيب .والحكم الثاني: تجنب التغيير باللون الأسود.

وللفقهاء في تغيير الشعر الأبيض باللون الأسود رأيان :

الأول : الترخيص : ” قال النووي: وقد رِخص فيه أي التخضيب بالسواد طائفة من السلف : منهم سعد بن أبي وقاص، وعقبة بن نافع، والحسن والحسين … واختاره ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب” ([26]). فهؤلاء الجماعة من السلف رأوا أن تغيير الشيب باللون الأسود رخصة.

وقيل ” يجوز صبغ الشعر بالسواد سواء كان للزينة أو الحرب ” ([27]) ” وكان الشعبي و ابن أبي مليكة يخضبان بالسواد ويقول : هو أسكن للزوجة، وأهيب للعدو”([28]).

“وقال الزهري :كنا نُخضب بالسواد إذ كان الوجه جديدا، فلما نغص الوجه والأسنان تركناه “([29]).

الرأي الثاني الكراهة : أي أن تغيير الشيب بالسواد مكروه، وقد قالوا : ” السنة للرجل أن يغير الشيب بالحناء والكتم، وأن يجنبه السواد، كما أرشد النبي (صلى الله عليه وسلم ) بذلك ( في رواية وجنبوه السواد) فالصبغ بالسواد خلاف السنة، وأقل أحواله أن يكون مكروها .

ومن العلماء من يحرمه، بمعنى أن تغيير الشعر من اللون الابيض سواء كان شيبا أو طبيعيا يحرم، ولو اضطرت إليه النساء ” .حتى النساء لاينبغي لهن الصبغ بالأسود، وإنما إذا اضطررن للصبغ فلا يكون بالأسود، وإنما من الألوان الأخرى” ([30]) .

فهؤلاء العلماء رأوا أن تغيير الشعر الأبيض بالسواد لايجوز استدلالا بالحديث المدكور سابقا .

والخلاصة: ربما أن من رخص في تغيير الشعر الأبيض بالسواد نظر إلى أول الحديث أو الفائدة التي تعود على المغير بالسواد، أو إلى أشياء أخرى قد رجحها من خلال فهمه للحديث .

ومن حرم أو كره التغيير بالسواد، نظر إلى قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ” جنبوه السواد” الواردة في الرواية الأخرى، فأخذ من التجنيب المنع .

ومن وجهة نظرنا أن منع صبغ الشيب بالسواد ربما غير من الحقيقة قال العلماء “… أما صبغه بالسواد من أجل الخداع فحرام ” ([31]) ويتأكد ذلك عندما يتعلق القصد من الصبغ إخفاء مرض أو التقدم في السن عند الرجال والنساء ؛لأن الصحة والشباب مطلب هام في أوقات وأحوال معينة، فعند الحرب حينما يرى العدو الجندي أمامه أسود الشعر يرى فيه الشباب والقوة، وعند الزواج إذا رأى أحد الخاطبين الشيب في الآخر ربما يدفعه إلى الرجوع عن الخطبة، فإذا كان الغرض من الصبغ إظهار الشباب وإخفاء الشيخة فهنا يكون التحريم أو الكراهة.

المبحث الثاني :وطائف اللون الأسود في بيان أحكام الجنايات و البيع.

مطلب الجنايات

في هذا الباب تظهر أهمية اللون الأسود أو السواد في بيان فساد عضو من أعضاء الإنسان إذا تعرض لجناية على أحد أطرافه فتحول لونه إلى السواد .

ففي الجناية على السن، قال الفقهاء : ” وأما ما يترتب على تغير السن كسواد أو اخضرار أو حُمرة، ففيه إرش السن عند الحنفية، وحكومة عند غيرهم “([32])

وورد في هذا الصدد أيضا في المدونة” قلت فكم في السن السوداء عند مالك إذا طرحها رجل ؟ قال قال ملك:،العقل ([33]) فيها كامل قلت : فإن كانت حمراء أو صفراء ؟ قال السواد أشد من هذا كله ففيها الدية كاملة عند مالك ” ([34])

فالحكم الشرعي المستفاد من تحول لون السن من لونها الطبيعي إلى السواد يترتب عليه إرش جناية مقدر شرعا، أو حكومة، أو الدية كاملة.

وفي الجناية على الأطراف كالضرب مثلا، قال الفقهاء ” وإن نبت الظفر أغْور متغيرا، ففيه حكومة عدل بمنزلة الأول، ولو أغْور بالضرب أو تغير… ولا يكون السواد في الظفر دليل موت الظفر “([35]) فالحكم المستخلص مما سبق هو، اثبات وقوع الجناية على ظفر المجني عليه بدليل تحول لونه الى السواد فيحكم على الجاني بالعقوبة المحددة شرعا على جنايته .

مطلب البيع

جعلت الشريعة البيع طريقا لانتقال الأشياء من شخص إلى آخر، لغرض الإنتفاع منها، وفي ذات الوقت وضعت ضوابط وشروط للبيع لكل سلعة تباع، والذي يتعلق بموضعنا من الأصناف المباعة الحبوب والثمار التي يتوقف صحة بيعها على نضجها ولا يعرف ذلك إلا بوصف معين وهو تغير لونها، ومن المعلوم أن لكل نوع من الثما ر والحبوب ألوان خاصة يحكم به بنضجها إذا تحول لونها إلى اللون المحدد شرعا، وتعارف الناس عليه،وقد بينت السنة الشريفة النهي عن بيع العنب قبل نضوجه ” عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نهى عن بيع العنب حتى يسود، وعن بيع الحب حتى يشتد “([36]).

فالحكم الذي يستنبط من الحديث : هو : النهي عن بيع العنب قبل تغير لون ثماره إلى السواد، وذلك إذا كان نوع العنب تنضج ثماره بتغير لونها إلى السواد، ” وزاد مالك في الموطأ ” … إسْوَد ينجو من العاهة والآفة ” ([37]). والسبب في النهي لما يترتب عليه من الغش وعدم الفائدة واخذ مال الغير بدون وجه حق .

ثم بين اللون الأسود كذلك وقت جواز بيع نوع العنب وهو الذي ينضج بتغير لون ثماره إلى السواد،وكذلك يحكم باللون الأسود على نضوج بعض أنواع تمار النخيل وهي التي في الغالب يكون لونها أحمرا قبل النضوج، وكذلك يحكم بنضوج البطيخ ( الدلاع ) إذا تحول لون بذوره إلى اللون الأسود، وهذا ثابت في عرف الناس .

وكذلك يحكم باللون الأسود على فساد بعض الأطعمة، والثمار إذا أصابتها الجوائح.

ومن المعلوم أن الفقهاء جعلوا حكم بيع التمار إذا لم تسود، وكان نضجها يعرف بذلك ” المنع أو البطلان “([38]).

الخاتمة

خاتمة القول أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون، وأودع فيه من الآيات دالة على قدرته، وخلق الإنسان ووهبه العقل والحواس ليميز بها الضار والنافع، تم رتب على ما في الكون من اللون السود، وما خلق في الإنسان من العقل والحواس أمرا آخرا يتعلق صلة العباد بخالقهم وهو بيان أحكام بعض العبادة، فبالألوان ومنها اللون الأسود أثبتت الدراسة مكانته وأهميته في بيان أحكام مهمة في أركان الإسلام منها : الطهرة والصلاة والزكاة والصوم وبعض المعاملات المالية من بيع وشراء، وقصد من ذلك كله بيان سهولة الشريعة الإسلامية ورفع الحرج عن العباد .

النتائج:

من خلال البحث في هذا الموضوع تبين أن الشارع الحكيم جاءت أحكامه متناسبة لقدرات العباد العقلية والجسدية، فلم يكلفهم بما لا يستطيعون القيام به رفعا للحرج وجلبا للمصالح، فرتب أحكامه بما هو متاح لديهم من الحواس وما يتفق مع ذلك في الكون.

فالوقوع في المخالفات الشرعية يقع بعدم معرفة الحكم، أو لعدم وضوح الأشياء التي رتبت عليها عند المكلف .

ومن خلال البحث في مكانة اللون الأسود في بيان الأحكام الشرعية نتوصل إلى :أن هذا اللون احتل مكانة مهمة في بيان الحكم الشرعي في أهم أركان الإسلام وقواعده منها : الطهارة والصلاة والزكاة والصوم، و أهم شيء في المعاملات بين الناس وهو البيع والشراء، ومن حيث نضوج بعض الحبوب، و بعض الفواكه أو فسادها، وكذلك يحكم باللون الأسود على فساد بعض الأشياء إذا تحول لونها للسواد، وللعرف في ذلك مساحة لابأس بها متفقة مع أحكام الشرع.

المصادر والمرجع

القرءان الكريم.

1-الأحكام الشرعية الكبرى، ابن الخراط، ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن، مكتبة الرشد، السعودية، الرياض، ط 1424 – 2001 .

2 – بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع،الكاساني، علاء الدين أبوبكر بن مسعود، دار الكتب العلمية، ط 2 ، 1986.

3 – بلوغ المرام عن أدلة الأحكام، ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي، دار الفلق الرياض،ط 7،1424 .

4 – اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني بن طالب بن حمادة، بن إبراهيم القنجي، المكتبة العلمية، بيروت،لبنان.

5 – تاج اللغة وصحيح العربية، الجوهري،أبو نصر اسماعيل دار العلم للملايين،بيروت، ط 4 / 1987.

6 – تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، أبو العلاء محمد بن عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان .

7 – التشريع الجنائي الإسلامي مقارنة بالقانون الوضعي، عبد القادرعودة، دار الكاتب العربي، بيروت .

8 – تهذيب اللغة،الهروي، محمد بن أحمد بن الأزدي، إحياء التراث العربي، بيروت، ط1،2001.

9 – التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن سراج الدين أبو حفص بن علي، دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، دار النوادر،دمشق، سوريا، ط1، 1429، 2008 .

10 – الجنايات في الفقه الإسلامي، دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون، حسن علي الشاذلي، دار الكتاب الجامعي، ط2 .

11 – حاشية السندي على سنن النسائي، السيوطي،عبد الرحمن بن أبي بكر، مكتبة المطبوعات الإسلامية، حلب، ط2، 911 1986.

12 – سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث، المكتبة العصرية، صيدا و بيروت.

13 – السنن الكبرى، النسائي، أبو عبد الرحمن،أحمد، ط 2، 2001.

14 – سنن النسائي،أبو عبد الرحمن أحمد، ط2، 1986 .

15 – شرح البخاري، ابن بطال، أبو الحسن علي ، مكتبة الرشيد السعودية، الرياض،ط2، 2003 .

16 – شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، الزرقاني، محمد بن عبد الباقي بن يوسف، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 2003 .

17 – شفاء الغليل في بيان الشبه والمحيل ومسالك التعليل، الغزالي، أبو حامد محمد، مكتبة الإرشاد، بغداد، ط1، 1971 .

18 – صحيح البخاري، البخاري،محمد بن اسماعيل أبو عبد الله، دار طوق النجاة، ط1، 1422 .

19 – صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، دار إحياء الثراث العربي، بيروت لبنان .

20 – صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، الألباني، أبومالك كمال بن السيد، المكتبة التوفيقية، القاهرة، مصر، 2003.

21 – فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، دارالمعرفة بيروت، 1379.

22 – فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن رجب، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، 1996 .

23 – القاموس الفقهي، سعدي أبوجيب،دار الفكر، دمشق، ط2، 1988 .

24 – القوانين الفقهية، ابن جزئ، أبو القاسم محمد،الكلبي .

25 – الكافي في فقه أهل المدينة، ابن عبد البر،أبو عمربن يوسف بن عبد الله، مكتبة الرياض، ط 2/ 1980.

26 – لسان العرب، ابن منظور،محمد بن كرم،دار الصياد، بيروت،ط3 1414 .

27 – المبسوط، السرخسي، محمد بن أحمد، دار المعرفة، بيروت، 1993 .

28 – مجلة البحوث الإسلامية، مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العامة والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

29 – مختصر الفقه الإسلامي في ضوءالكتاب والسنة، التويجري،محمد بن عبد الله، ط11، 1431،2010 .

30 – المدونة، مالك، مالك بن أنس بن مالك ، دار الكتب العلمية، ط 1،1415، 1994 .

31 – مواهب الجليل شرح مختصر خليل،الخطابي، شمس الدين أبو عبد الله، دارالفكر، ط، 1992 .

32 – موسوعة القواعدالفقهية، محمد صديقي بن أحمد، مؤسسة الرسالة بيروت،لبنان، ط 1424، 2003 .

33 – نيل الأوطار، الشوكاني، محمد بن علي ، دار الحديث، مصر، ط 1 1413 .

الهوامش:

  1. -اللون هيئة كالسواد والحمرة، تاج اللغة وصحيح العربية، الجوهري، باب (لون )،6/ 1987 .
  2. – الحكم :القضاء، وعند الأصولولين :خطاب الله تعالى المتعلق بأعمال المكلفين بالأقتضاء أو التخيير، القاموس الفقهي لغة واصطلاحا، سعدي أبو جيب، حرف الحاء، 1/96 .
  3. – الشرع: الطريق، لغة، ما شرعه الله تعالى، وفي قول الفقهاء ( شرعا ) هو ماكن مستفادا من كلام الشارع بأن أخذ من القرءان أو السنة، وقد يطلق مجازا من كلام الفقهاء ، القاموس الفقهي، حرف الشين، 1/ 193 .
  4. – الحيض لغة، السيلان، وشرعا، هو الدم الخارج في حال الصحة من أقصى رحم المرأة من غير ولادة ولا مرض في أمد معين لونه عادة السواد وهو محتذم ( أي شديد الحرارة ) لذاع محرق ( أي موجع مؤلم ) كريه الرائحة، الفقه الإسلامي وأدلته، الزحيلي، وهبة، 1 / 610.
  5. – الكافي في فقه أهل المدينة،ابن قدامة، 1994 م، 1 /188.
  6. – الكدرة من الألوان ما نحا نحو السواد والغبرة، لسان العرب، ابن منظور، باب الكاف، 5 / 134.
  7. – أ ما التربة فهي كالكدرة -بدائع الصنائع، الكاساني ، 1،/39.وقيل : أكدر ( وسط بين السواد والبياض، الفقه المالكي وأدلته، الزحيلي،وهبة،1 / 613.
  8. – اللباب في شرح الكتاب، عبد الغني بن طالب،1 /42 .
  9. – بدائع الصنائع، الكاساني، 1 /39.
  10. – السنن الكبرى، النسائي، باب الفصل بين الحيض والإستحاضة، 1 / 159، بدائع الصنائع، الكاساني،1 /39 .
  11. – شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل، الغزالي، أبو حامد، تحقيق، د أحمد الكبسي، 1 / 409.
  12. – الفقه المالكي وأدلته، الزحيلي،وهبة، 1 /668.
  13. – فتح الباري، ابن رجب، زين الدين عبد الرحمن، باب وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل، 4/ 405، مكتبة الغرباء الأثرية، المدنة المنورة، 1/ 1996، وشرح الزرقاني على الموطأ، باب وقت الصلاة، 1/ 75، و الأحكام الشرعية الكبرى، ابن الخراط ، 2001 م، 1 / 560 .
  14. () مواهب الجليل،الخطابي، شمس الدين أبو عبد محمد ، 2 / 285.
  15. – البقرة / 186.
  16. – أخرجه الباري، باب كلوا واشربوا .،69/ 26، ومسلم، باب أن دخول الصوم يحصل، 2/766
  17. – اخرجه البخاري، محمد بن اسماعيل، 1422،باب ما يشتهى من اللحم يوم العيد، 7/ 99، وشرح صحيح البخاري،ابن بطال،أبو الحسن علي، 2، 1423 ه- 2003 م .
  18. – حاشية السندي ، السيوطي، عبد الرحمن، 1986، 7 / 221 .
  19. – تحفة الأحوذي، أبو العلاء محمد بن عبد الرحمن، 5، / 67.
  20. – سنن النسائي، النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد، باب الكبش، 7 / 220، والسنن الكبرى للنسائي، باب الكبش، 2001، 4/، 346 . رواه أحمد، وصححه الترمذي، نيل الأوطار للشوكاني، ص 127
  21. – صحيح فقه السنة، ألألباني، أبومالك كمال، 2003، 2 / 375.
  22. قال ابن العرابي وغيره :الأملح هو الأبيض الخالص البياض،و قال الأصمعي :هو الأبيض يشوبه شيء من السواد، تهديب اللغة، الهر – شرح صحيح البخاري، ابن بطال، 9 / 101 .

    (التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص، 1429 ه-2008 م.

    وي، محمد بن أحمد، باب الحاء واللام، 5 / 66 .

  23. – صحيح البخاري، 4 / 101.
  24. – سنن ابي داود،سليمان بن الأشعث،4 /85، والسنن الكبرى، النسائي، النهي عن الخضاب بالسواد، 8/ 326 . مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرءان والسنة، التويجري، محمد، 1 / 421.
  25. – فتح الباري، ابن حجر، 1379 ه، باب الخضاب، 10 / 355 .
  26. -نيل الأوطار، الشوكاني، !/ 135.
  27. مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرءان والسنة، التويجري، محمد عبدالله، 1 /421.
  28. – شرح صحيح البخاري، ابن بطال، 9 / 101 .
  29. (التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص، 1429 ه-2008 م.
  30. – مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العامة والإفتاء والدعوة والإرشاد، باب صبغ الشعر الأبيض للمرأة، 59 /96.
  31. – القوانين الفقهية، ابن جزئ الكلبي،1 /292.
  32. – الفقه المالكي وأدلته، الزحيلي، وهبة ، 7 / 5754.
  33. – العاقلة جمع عاقل، وهو دافع العقل أي الدية – بفناء ولي المقتول، أو أنهم يمنعون عن القاتل الأضرار من قصاص أو دية. الجنايات في الفقه الإسلامي، حسن علي الشادلي،1 / 398 .
  34. – المدونة، مالك، مالك بن أنس، 4،570.
  35. – المبسوط، السرخسي، محمد بن أحمد، كتاب الديات، 26 /98،
  36. ( شرح الزرقاني على الموطأ، الزرقاني، باب زكاة الحبوب والزيتون، 2 / 194، و رواه الخمسة إلا النسائ وصححه ابن حبان والحاكم ،بلوغ المرام من أدلة الأحكام ، ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي، 1 / 250.
  37. _ نيل الأوطار، الشوكاني، 5 /206.
  38. ينظر تحفة الأحوذي، أبو العلاء أحمد بن عبد الرحمن،4 / 353.