صفة كلام الله تعالى بين المُفَسِرَين عبد الرحمن بن ناصر السعدي وعبد الكريم المدرّس رحمهما الله تعالى من خلال تفسيرهما

سالم عبد الكريم حسين1 أ.م.د. ضحى محمد صالح1

1 جامعة يالوفا – تركيا

بريد إلكتروني: salimabdka92@gamil.com

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4228

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2023م تاريخ القبول: 13/01/2023م

المستخلص

يتناول هذا المقال صفة كلام الباري تعالى بين العلامتين عبد الرحمن السعدي وعبد الكريم المدرّس في تفسيرهما, وهو على مطلبين, فالمطلب الأول عن حياة الشيخين, والمطلب الثاني عن صفة الكلام عندهما.

وقد اتفق الشيخان على إثبات صفة كلام الله تعالى, وبأن القرآن كلام الله المنزل على نبييه محمد (صلى الله عليه وسلم), وأن موسى (عليه السلام) كلّم الله بلا واسطة, إلا أن السعدي فصّل في المسألة وذهب إلى أنه كلّم ربه مشافهة بلا واسطة, وأن القرآن كلام الله غير مخلوق, وبهذا أبطل مذهب المعتزلة القائلين إن القرآن مخلوق.

الكلمات المفتاحية: صفة الكلام- تفسير- السعدي- المدرّس.

Research title

The Speech Attribute of God Almighty from the Perspectives of Abd al-Rahman bin Nasser al-Saadi and Abd al-Karim al-Mudarres According to their Qur’an Interpretations

SALIM ABDULKAREEM HUSSEIN1 Prof. Dr. DHUHA MOHAMMED SALIH1

1 YALOVA UNIVERSITY, TURKEY

E-mail: salimabdka92@gamil.com

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4228

Published at 01/02/2023 Accepted at 13/01/2023

Abstract

The Speech Attribute of God Almighty from the Perspectives of Abd al-Rahman bin Nasser al-Saadi and Abd al-Karim al-Mudarres According to their Qur’an Interpretations.

This article examines the speech attribute of the God Almighty from the perspectives of sheikh Abd al-Rahman al-Saadi and sheikh Abd al-Karim al-Mudarres according to their Qur’an interpretations. It is on two topics, the first one is about the life of the two sheikhs, and the second is about what they said about speech attribute.

The two sheikhs agreed to prove the attribute of speech of God Almighty. They also agreed that the Qur’an is the word of God sent down to His Prophet Muhammad (peace be upon him), and that Moses (peace be upon him) spoke to God without intermediary.

However, al-Saadi elaborated on the issue and argued that Moses (peace be upon him) spoke to his Lord verbally without an intermediary, and that the Qur’an is the word of God which is not created. Thus, al-Saadi refuted the doctrine of al-Mu’tazillah who say that the Qur’an is created.

Key Words: Attribute of speech – Interpretation – al-Saadi – al-Mudarres.

المقدمة:

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبيينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد.

تعد صفة الكلام من أهم صفات الباري تعالى, وقد حدث حولها جدال وخلاف واسع بين الفرق الإسلامين منذ عصر صدر الإسلام إلى يومنا هذا بين نافي ومثبت ومؤول, فطال البحث فيها بين علماء الكلام والفرق، وأهل التفسير، وأهل الحديث، بين رادّ عليه ومردود.

وقد اخترت مفسِّرَين من أهل عصرنا هذا للموازنة بين كلامهما في هذه المسألة، وهم العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي صاحب تفسير تيسير الكريم الرحمن، والعلامة عبد الكريم المدرّس صاحب تفسير مواهب الرحمن رحمهما الله تعالى، على أن تكون الدراسة خاصة بتفسيريهما بصورة أساسية.

أهمية البحث:

1- يكمن أهمية هذا البحث بالرجوع غلى مصدر التشريع الأول وهو القرآن الكريم.

2- ويهتم بأعظم صفة للرب تعالى وهي صفة الكلام.

3- بيان موقف السعدي والمدرّس من صفة كلام الباري.

مشكلة البحث:

هو معرفة رأي هذين الشيخين الجليلين في صفة كلام الله تعالى.

أهداف البحث وغاياته:

1- الوقوف على المدرسة التي ينتسب إليها كلا الشيخين.

2- معرفة الأدلة التي ذهبا إليه في بيان المقصود من الصفة.

3- ردّ هذين العالمين على الفرق والطوائف الأخرى.

منهجية البحث:

اتبع الباحث طريقة المنهج الاستقرائي التحليلي من خلال جمع المادة ومناقشتها، ومقارنتها بأقوال غيرهما من أهل التفسير وبقية العلوم ذات العلاقة بالموضوع.

خطة البحث:

عنوان البحث هو: صفة الكلام بين الشيخين السعدي والمدرس من خلال تفسيرهما، وتم تقسيم البحث إلى مقدمة ومطلبين: المطلب الأول: فيه تعريف صفة الكلام وأقوال بعض الفرق فيها وعن ترجمة الشيخين، والمطلب الثاني: صفة الكلام بين السعدي والمدرّس، وخاتمة لخصت فيها أهم نتائج البحث، مع مسرد لأهم المصادر المرجوع إليها.

المطلب الأول: تعريف صفة الكلام وموقف بعض الفرق منها وترجمة للشيخين.

أولاً: تعريف صفة الكلام لغة واصطلاحاً وموقف بعض الفرق منها:

المسألة الأولى: معنى صفة الكلام لغة واصطلاحاً:

1- الصفة لغة:

“الواو والصاد والفاء: هو أصل واحد، هو تحلية الشيء. ووصفته أصفه وصفا. والصفة: الأمارة اللازمة للشيء، كما يقال وزنته وزنا، والزنة: قدر الشيء. يقال اتصف الشيء في عين الناظر: احتمل أن يوصف”[1].

2- الصفة اصطلاحاً:

الصفة هي نعت الموصوف بها, فتطلق ويراد بها الكلام الذي يوصف الموصوف، وأيضاً تطلق تارة ويراد بها المعنى الذي يدل عليه الكلام، كالعلم والقدر[2].

فصفات الله عز وجل هي:

النعوت الكمالية القائمة به سبحانه تعالى.

3- صفة الكلام: هو كلام الله تعالى وأنه موصوف بهذه الصفة, ويتكلم بحرف وصوت مسموع, وأن كلامه تعالى يتعلق بمشيئته وإرادته, فيتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء, وأن القرآن كلام الله تعالى محمول على الحقيقة وليس مجازاً[3].

المسألة الثانية: موقف بعض الفرق من صفة الكلام:

تعد صفة الكلام من أكثر صفات الرب تعالى اختلافاً بين الإسلاميين، وذلك لدقتها وتنوعها واختلاف الأفهام في المراد منها، فالمعتزلة وهم من نفاة الصفات يقولون: كلام الله تعالى من جنس الكلام المعقول في الشاهد, وهو حروف منتظمة وأصوات مقطعة, وهو عرض يخلقه الله تعالى في بعض الأجسام على وجه يسمع ويفهم معناه, يؤدِّي الملِك ذلك المعنى إلى الأنبياء عليهم السلام بحسب ما يأمر به الله عز وجل ويعلمه صلاحاً[4].

والكرامية يقولون: “كلام الله تعالى عبارة عن حروف وأصوات حادثة، تكلّم الله بها بمشيئة وقدرة بعد أن لم يكن متكلّما، أي حدثت له صفة الكلام”[5].

والسالمية قالوا: “كلام الله تعالى حروف وأصوات أزلية قديمة ولها معان تقوم بذات الرب تعالى”[6].

والاشاعرة كما قال الآمدي: “ذهب أهل الحق من الإسلاميين إلى كون الباري تعالى متكلما بكلام قديم أزلي أحديّ الذات ليس بحروف ولا أصوات”[7].

ثانياً: ترجمة الشيخين

المسألة الأولى: التعريف بالشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

1.اسمه ونسبه

عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي الناصري التميمي الحنبلي، وأسرة آل سعدي ينتهي نسبها الى آل مفيد، وآل مفيد فخذ كبير يرجع أصلهم الى آل حماد الذين ينتسبون الى بني العنبر من بني عمرو أحد قبائل بني تميم الشهيرة[8].

2.لقبه:

اشتهر بين الناس بعلامة القصيم[9].

3.ولادته:

ولد الشيخ في مدينة عنيزة بالقصيم في 12 من شهر الحرام سنة سبع وثلاثمائة وألف من الهجرة, وتوفيت أمه سنة عشرة وثلاثمائة وألف للهجرة, وكان يبلغ سن الرابعة من عمره، وتوفي والده سنة ثلاث عشر وثلاثمائة وألف للهجرة وله سبع سنوات، وقد عاش الشيخ يتيم الأبوين، وعطفت عليه زوجت ابيه وصارت تشفق عليه مثل شفقتها لأولادها[10].

4.بعض مؤلفاته:

أما مؤلفاته فهي تزيد على أربعين مؤلفاً في جميع العلوم الشرعية من التوحيد والفقه والأصول والتفسير والحديث، ومحاسن الإسلام والرد على المخالفين والجاحدين[11]،من أشهر مؤلفاته المطبوعة[12]

– تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

– تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن.

– القواعد الحسان لتفسير القرآن.

– القول السديد في مقاصد التوحيد.

– الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة.

5.وفاته:

في ليلة الخميس 23 من جمادي الآخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف للهجرة أنتقل الى رحمة الله وصلي عليه بعد صلاة الظهر في المسجد، ودفن في مقبرة الشهوانية في شمالي عُنيزة[13].

المسألة الثانية: التعريف بالشيخ عبد الكريم المدرس رحمه الله تعالى:

1ـ اسمه ونسبه :

هو عبد الكريم بن مُحَمَّد بن فتاح بن مصطفى بن سليمان بن مُحَمَّد الكردي الشهرزوري، من عشيرة (هوز قاضي) التي تسكن في مركز ناحية شهرزور بمحلة سيد صادق[14].

و”شهرزور” التي ينتسب إليها الشيخ عبد الكريم المدرس، ذكرها ياقوت في معجم بلدانه وقال: “هي كورة واسعة في الجبال بين أربل وهمذان؛ أحدثها زور بن الضحاك، ومعنى شهر بالفارسية المدينة، وأهل هذه النواحي كلهم أكراد”[15].

2ـ لقبه:

اشتهر رَحمَهُ اللهُ بيارة ولقب المدرس, ولقبه البياري نسبة إلى مدينة (بيارة) وهي تقع في أقصى الشرق من محافظة السليمانية[16], ولقبه (المدرس) بسبب مواصلته التدريس لأكثر من 80عاماً لذلك أصبح يعرف بـ(الشيخ عبد الكريم بيارة) وبـ(الشيخ عبد الكريم بالمدرس)[17].

3ـ ولادته:

ولد الشيخ عبد الكريم رَحمَهُ اللهُ في قرية (درة شيش العليا) التابعة لمركز قضاء حلبجة ضمن محافظة السليمانية في ربيع الأول موسم الربيع سنة 1323 هـ[18].

4.بعض مؤلفاته:

– الوسيلة في شرح الفضيلة: للسيد عبد الرحمن الملقب بالمولوي (ت: 1300هـ)، تحقيق: عبد الكريم المدرس، بغداد، 1972م.

– مواهب الرحمن في تفسير القرآن – سبعة أجزاء – 1986م.

– جواهر الفتاوى: ثلاثة أجزاء – طبع الأول سنة 1969م، والثاني سنة 1970م، والثالث سنة1971م.

– الفرائد الجديدة، تحتوي على نظم الفريدة وشرح المطالع السعيدة للإمام السيوطي، ومعه المواهب الحميدة للشيخ عبد الكريم المدرس(تحقيق) (جزآن)، وزارة الأوقاف، بغداد،1977م.

5.وفاته:

توفي رَحمَهُ اللهُ عن (103) سنوات، وشيع جثمانه في يوم الثلاثاء 30- 8- 2005م الموافق 25 رجب1426م في جامع الشيخ عبد القادر الجيلاني (الحضرة القادرية الجيلانية ) وسط بغداد[19].

المطلب الثاني: صفة الكلام بين السعدي والمدرّس

صفة الكلام من أهم الصفات التي جرى فيها الخلاف بين المتكلمين، ونقصد بصفة الكلام، كلام الله تعالى.

أولاً: صفة الكلام عند العلامة السعدي رحمه الله:

يرى العلامة السعدي رحمه الله تعالى أنّ صفة الكلام من الخصائص الإلهية غير القابلة للأنكار، لأن الله تعالى ذكر أن عدم القدرة على الكلام دليل بيّن عدم صلاحية من لا يتكلم لأن يكون إلهاً، لأن عدم الكلام نقص عظيم، فكيف يصح أن يتخذ الإنسان ألهاً لا يتكلم[20].

وفي قوله تعالى: ﱡﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱠ [طه: 89]: أي لا يعود لهم كلاماً ولا يعقب عليهم جواباً فكيف يتوهّمون على أنه إله[21].

حيث يرى السعدي أن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، لأنه تعالى هو من تكلم به، فأضافه لنفسه إضافة الصفة لموصوفها، وبقوله تعالى: ﱡﭐ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﱠ [التوبة: 6], ومذهب المعتزلة باطل لأنهم يرون أن القرآن مخلوق[22].

واستدل ابن عرفة بالآية السابقة على أن العلماء أخذوه دليلاً على ثبوت صفة الكلام للباري عز وجل[23].

وفسر ابن فورك قوله تعالى: ﱡﭐ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹ ﲺ ﲻﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﱠ [العنكبوت: 45], أي أن هذه الآية فيها دليل على أن كلام الله غير مخلوق؛ لأن ذكر الله تعالى كلامه، وهو أكبر من كل شيء أو من كل ذكر؛ كما أن الله عز وجل أكبر من كل ما سواه، وكأن كبره أنه قديم لم يزل، ولا يزال؛ كذلك ذكره الذي هو كلامه[24].

وكلام الله تعالى من جملة صفته، وصفاته غير مخلوقة، وليس لها من منتهى، والله فوق التصورات والتخيلات، له الكمال، وله الصفات العظيمة الواسعة الكاملة[25].

وفي قول الله تعالى: ﱡﭐ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﱠ [الزمر: 62], يلاحظ أن كلام الله تعالى ليس من الأشياء المخلوقة، لأن الكلام هو صفة المتكلم، والله تعالى بأسمائه وصفاته موصوف بالكمال أول ليس قبله شيء، فاستدل أهل الاعتزال في هذه الآية ونحوها على أنه كلامه مخلوق، وهذا من أعظم الجهل، فإنه تعالى لم يزل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ولم يحدث له صفة من صفاته الكمالية، ولم يتعطل عنها بوقت من الأوقات[26].

فكلام الله تعالى، لا يمكن نفاده، بل ارشدنا عليه الدليل الشرعي والعقلي، على أنه لا ينتهي ولا ينفذ، وكل شيء يمكن أن ينتهي إلا الباري تعالى وصفاته العليا لقوله تعالى ﱡﭐ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﱠ [النجم: 42]، وإذا تصور العقل حقيقة أوليته وآخريته الخالق، وأنه كل ما فرضه الذهن أو العقل من الأزمان السابقة، مهما تسلسل الفرض والتقدير، فالله تعالى قبل ذلك إلى غير نهاية، و مهما يفرضه العقل أو الذهن ، من الأزمان المتأخرة، وتسلسل الفرض والتقدير، وساعد على ذلك من ساعد، بلسانه وبقلبه، فالله تعالى بعد ذلك إلى غير غاية ولا نهاية[27].

أدلة السعدي على إثبات صفة الكلام لله تعالى:

1- قال رحمه الله عنده تفسيره لقوله تعالى: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱠ [مريم: 52], وفي هذه الآية إثبات صفة الكلام لله تعالى ومن أنواع النداء والنجاء وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافاً لمن أنكر ذلك من المعتزلة والجهمية ومن سار على منهجهم ونحا نحوهم[28].

2- ومن الأدلة قوله تعالى: ﱡﭐ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱠ [يس: 58], هذه الآية فيها دلالة على أن الله تعالى متكلم في قوله “قولاً” أي يتكلم مع أهل الجنة[29].

قال شارح الطحاوية مستدلاً بالآية: وكم من دليل في القرآن والسنة على تكليم الله تعالى لأهل الجنة وغيرهم[30].

3- قوله تعالى: ﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ [الحجر: 9], اشتملت هذه الآية على فوائد عديدة منها أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق وأن الله تعالى عليٌ على خلقه وهذا مأخوذ من قوله {ﲉ ﲊ} فإنه نزل به جبريل (عليه السلام) من الله العزيز العليم فكونه نازلاً من عند الله يدل على علو الله وفوقيته على خلقه، وكونه من عنده يدل على أنه كلام الله, فالصفة تدل على الموصوف, فالكلام صفة المتكلم ونعت من نعوته[31].

4- قوله تعالى: ﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱠ [النساء: 164], أي أن موسى (عليه السلام) كلّم الله تعالى مشافهة منه إليه بغير واسطة حتى اشتهر بأنه كليم الله[32].

وقد أطال رحمه الله تعالى البيان عن مسالة الكلام في شرحه للعقيدة الواسطية فقال ما خلاصته: الكلام هو صفة للمتكلم, ومن صفة الله تعالى أنه متكلم متى شاء إذا شاء وبما شاء, وأنه تعالى لم يزل ويزال متكلم, وكلامه سبحانه وتعالى لا يبيد ولا ينفذ, ونوع كلامه أزلي أبدي وكلماته أو مفرداته لا تزال تقع شيئاً فشيئاً بحسب ما تقتضيه حكمته تعالى, وأنه تعالى أضاف الكلام لنفسه, إضافة الصفة لموصوفها, وإذا كان كذلك فإن كلامه غير مخلوق, خلافاً للقائلين بأنه مخلوق كالمعتزلة, ومن زعم أنه مخلوق فقد أعظم الفرية على الله تعالى[33].

وهذا الذي قرره العلامة السعدي رحمه الله تعالى هو الذي جرى عليه الكثير من علماء الأمة، ومن هؤلاء الأئمة: أحمد بن حنبل فيما نقله عنه عبد الله[34]، والبخاري[35] ، والدارمي[36]، والبيهقي[37]، وابن قيم الجوزية[38]، وكل هؤلاء نقلوه عن خلائق من أئمة السلف رحمهم الله تعالى.

ثانياً: صفة الكلام عند العلامة المدرّس رحمه الله:

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه والمكتوب في اللوح المحفوظ بنقوش, وكتابته الموجودة عند الله بصورة علمية أزلية, وليس له علاقة بأي أحد سواء كان إنس أو جانّ أو ملَكٍ، بل هو كلامه سبحانه وتعالى وحده، وقد نزل به الملك جبريل (عليه السلام) على النبي محمد‘[39].

و القرآن كلامه تعالى حقاً وصدقاً ليس هناك أدنى شبهة ولا ارتياب, لقوله تعالى ﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﱠ [الحاقة: 51], أي أسناد كلامه إليه حق بلا شبهة[40].

والتكليم مع أنبيائه يكون على صور منها: هو اللفظ المسموع الذي يكون من وراء حجاب, كما حدث لسيدنا موسى (عليه السلام) في الطور, ولنبينا محمد ‘ في حادثة الأسراء عند فرض الصوات الخمس على أمته, ومنها أيضاً أن يرسل رسولاً وهو الملك جبريل(عليه السلام) فيوحي بإذن الله تعالى ويلقي ذلك للأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فوصل القرآن الكريم إلى النبي ‘ بالمعنى الثالث أي تكليم الله لرسوله, بوساطة جبريل بنقل الألفاظ بأمر الله إليه من غير تبديل أو تغيير وبدون أي تصرف من الملك جبريل عليه السلام[41].

وأما كيفية سماع موسى عليه السلام لكلام الله تعالى ، فقد ذكر المدرّس بعض أقوال المفسرين حولها: وذكر أن هذه القضية دقيقة جداً, فمن العلماء قال: أن الله تعالى خلق اللفظ الدال على المعنى في تلك الشجرة, وخرج الصوت منتشر منها, كما نسمع الأصوات التي تخرج من أجهزة الصوت, ومنهم من قال: إن الله خلق ذلك الصوت في الهواء وأخذه موسى عليه السلام كما هو، وأن الله سبحانه وتعالى تكلم مع نبييه موسى عليه السلام مباشرة بدون أي واسطة، وأيضاً تكلم مع نبييه محمد ‘ ليلة الأسراء والمعراج، وفرض الصلوات الخمس عليه وعلى أمته، وذكرَ له أشياء أخرى[42].

أدلة المدرس على إثبات صفة الكلام لله تعالى:

1- فسر قوله تعالى: ﱡﭐ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﱠ [البقرة: 75], أي يسمعون كلام الله تعالى الذي نزل على سيدنا عيسى عليه السلام وعلى غيره من الأنبياء[43].

2- وذكر في قوله تعالى: ﱡﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [النساء: 82], أي كان من الواجب عليهم أن يؤمنوا بأن هذا كلام الله الأزلي والأبدي, وأنه تعالى يعلم الكائنات وما يكون فيها[44].

3- وفي قوله تعالى: ﱡﭐ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﱠ [الأعراف: 148], أي لا يكلمهم الله تعالى بذاته مباشرة ككلامه مع سيدنا موسى عليه السلام, ولا بالواسطة ككلامه مع الأنبياء بوساطة جبريل عليه السلام[45].

وهذا الذي ذهب اليه العلامة المدرس هو معنى كلام ابن عجيبة الحسيني والنسفي حيث يقول ما حاصله:

أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أي إنه يسمع كلاماً من الله تعالى، من غير أن يرى السامع مَن يكلمه، كما سمع موسى عليه السلام الصوت الذي خرج من الشجرة، والصوت الذي خرج من الفضاء عند الطور، وهنا ليس المراد به حجاب الله تعالى على عبده حساً إذ ليس حجاب بينه تعالى وبين خلقه حساً، لكن المراد: هو المنع من رؤية ذات الله تعالى بلا واسطة[46]

الخاتمة:

وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين و ولا عدوان إلا على الظالمين, والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

أهم النتائج التي توصل إليها الباحث:

1- اتفاق الشيخين على إثبات صفة الكلام لله تعالى, وأن القرآن كلام الله المنزل على نبييه محمد ‘ .

2- اتفق الشيخين على أن موسى عليه السلام كلّم ربه بلا واسطة, وانفرد المدرّس بأن النبي محمد ‘ كلّم ربه في أُسري به.

3- ويُعدّ تفسيريهما من التفاسير المعاصرة التي جمعت بين مهمات العلم ودقائقه فضلا عما يحتاج اليه عامة الناس.

4- تشغل المباحث العقدية جزءا كبير من مباحث هذين التفسيرين، وهذا امر معتاد وواضح لان القرآن ثلثه عقائد.

5- صفة كلام الله تبارك وتعالى اخذت حيزا كبيرا بين المدارس التفسيرية على اختلاف تنوعها.

6- تأثر كل منهما بمن سبقه من المفسرين، فالسعدي متأثر بمدرسة اهل الحديث، والمدرّس متأثر بالمدرسة الكلامية، ومع ذلك فانه يميل الى تقريب المعاني الى الاذهان بعيدا عن التعقيد الكلامي.

المصادر والمراجع:

القرآن الكريم

– ابن القيم, محمد بن أبي بكر بن أيوب (ت: 751هـ), الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، تحقيق: علي بن محمد الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط: الأولى، 1408هـ.

– ابن تيمية, أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (المتوفى: 728 هـ), مجموع الفتاوى, تحقيق: أنور الباز, عامر الجزار, دار الوفاء, الطبعة: الثالثة، 1426 هـ, 2005 م.

– ابن جزي, محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله،(ت: 741هـ)التسهيل لعلوم التنزيل, تحقيق: الدكتور عبد الله الخالدي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم, بيروت ، ط: الأولى, 1416 هـ.

– ابن عجيبة, أحمد بن محمد بن المهدي (ت: 1224هـ)،البحر المديد في تفسير القرآن المجيد،تحقيق: أحمد عبد الله القرشي رسلان، الدكتور حسن عباس زكي, القاهرة، ط: 1419 هـ.

– ابن عرفة, محمد بن محمد (ت: 803هـ), تفسير ابن عرفة, تحقيق: جلال الأسيوطي, دار الكتب العلمية، بيروت, لبنان, ط: الأولى، 2008 م.

– ابن عطية, عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن (ت: 542هـ)المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية, بيروت، ط: الأولى, 1422هـ.

– ابن فارس, أحمد بن فارس (المتوفى: 395هـ), معجم مقاييس اللغة, تحقق: عبد السلام محمد هارون, دار الفكر, 1399هـ – 1979م.

– ابن فورك, محمد بن الحسن (ت: 406هـ), تفسير ابن فورك, تحقيق: علال عبد القادر بندويش, وآخرون, جامعة أم القرى – المملكة العربية السعودية, ط: الأولى: 1430 – 2009 م.

– أبو السعود, محمد بن محمد بن مصطفى (ط: 982هـ), تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم, دار إحياء التراث العربي, بيروت.

– أبي العز, محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد (ت: 792هـ), شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني، دار السلام ، مصر, ط: الطبعة, الأولى، 1426هـ – 2005م.

– آل الشيخ, عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبدالله (ت: 1405ه)، مشاهِير عُلمَاء نجد وغيرهم، حققه وعلق عليه مرة أخرى وأضاف عليه عدة زيادات مؤلفه نفسه، ط: الثانية، دار اليمامة، 1394ه.

– آل بسام, عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح, (ت:1423ه), علماء نجد خلال ثمانية قرون، دار العاصمة, الرياض, ط: الأولى, 1398ه, 1419ه.

– الأعظمي, صباح ياسين, المجمعيون في العراق, 1947ـ 1997م، بإشراف الدكتور مسارع الراوي، وجوامير مجيد ، بغداد 1418هـ, 1997 م.

– الآمدي, ، علي بن أبي علي بن محمد(ت: 631هـ), غاية المرام في علم الكلام، تحقيق: حسن محمود عبد اللطيف, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, القاهرة.

– البخاري, محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت: 256هـ), خلق أفعال العباد، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة ، دار المعارف السعودية, الرياض.

– البيهقي, أحمد بن الحسين بن علي (ت: 458 هـ), الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، تحقيق: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم أبو العينين، علق عليه: عبد الرزاق عفيفي، قدم له: د. عبد الرحمن بن صالح المحمود، دار الهدي النبوي (المنصورة), دار الفضيلة (الرياض)، ط: الثانية، 1427 هـ – 2006 م.

– الحموي, شهاب الدِّين يَاقُوت بن عَبْد اللَّه (ت: 626هـ)، معجم البلدان، تحقيق: فرديناند وستنفيلد، لايبزغ ، 1868م.

– الدارمي, عثمان بن سعيد بن خالد (ت: 280هـ), الرد على الجهمية، تحقيق: أبو عاصم الشوامي الأثري، المكتبة الاسلامية القاهرة, مصر، ط: الأولى، 1431- 2010م.

– الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد (ت: 1396هـ)، الأعلام، ط: الخامسة عشر، دار العلم للملايين، 2002 م.

– الزمخشري, محمود بن عمرو بن أحمد (ت: 538هـ), الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي, بيروت، ط: الثالثة, 1407هـ.

– الزهراني، راشد بن عثمان بن أحمد, إتحاف النبلاء بسير العلماء، دار الصميعي, الرياض, ط: الثانية, 1418ه, 1997م.

– السعدي, عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر (ت: 1376هـ), التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، دار طيبة, الرياض، الطبعة: الأولى، 1414هـ.

– السعدي, عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله, المواهب الربانية من الآيات القرآنية.

– السنة، عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل (ت: 290 هـ) ،تحقيق: أبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، ط: الأولى، 1433 هـ – 2012 م.

– العبَّاد, عبدالرزاق بن عبد المحسن, الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة, مكتبة الرشد- الرياض, ط: الأولى, 1411ه, ط: الثانية: 1414ه.

– الغفيص, يوسف بن محمد علي, شرح لمعة الاعتقاد.

– القاضي, عبدالجبار بن أحمد بن عبد (ت:415ه), المغني في التوحيد والعدل، تحقيق: دكتور خضر محمد, دار الكتب العلمية, بيروت.

– المدرّس, عبدالكريم بن محمد (ت: 2005م),علماؤنا في خدمة العلم والدين، عني بنشره محمد علي القره داغي ، دار الحرية، بغداد، 1983.

– المدرس, عبدالكريم محمد بن فاتح, (ت: 1426هـ), مواهب الرحمن في تفسير القرآن, دار إحياء التراث, بيروت, ط: الأولى, 1435ه, 1014م.

– النسفي, عبد الله بن أحمد بن محمود (ت: 710هـ), مدارك التنزيل وحقائق التأويل، حققه وخرج أحاديثه: يوسف علي بديوي، راجعه وقدم له: محيي الدين ديب مستو، دار الكلم الطيب، بيروت، ط: الأولى، 1419هـ – 1998 م.

– الواحدي, الوسيط في تفسير القرآن المجيد, تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس, دار الكتب العلمية، بيروت , لبنان, ط: الأولى، 1415 هـ – 1994 م.

– سليم, د. جوامير مجيد, من أعلام الفكر في العراق، مقال في دورية (( أوراق مجمعية )), العدد الأول, السنة الرابعة, كانون الثاني 2001 م.

– عبد السميع, عماد علي, التيسير في أصول واتجاهات التفسير, دار الإيمان, الإسكندرية، 2006.

– كحالة، عمر رضا (ت: 1408 هـ )، معجم المؤلفين، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

– ناجي, هلال, من أعلام علماء كردستان في القرن العشرين، من منشورات مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، 1426هـ, 2005م.

-السعدي, عبدالرحمن بن ناصر, (ت: 1376ه), تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان, تحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق, مؤسسة الرسالة, ط: الأولى 1420هـ – 2000 م.

-مراد, عبدالكريم, اضطراب الناس في مسألة الكلام مع بيان الحق الذي تدل عليه الأدلة وتشهد به الفطر السليمة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط: السادسة عشرة، العدد الثاني والستون – ربيع الآخر – جمادى الآخرة 1404هـ/1984م.

الهوامش:

  1. ابن فارس, أحمد بن فارس (المتوفى: 395هـ), معجم مقاييس اللغة, تحقق: عبد السلام محمد هارون, دار الفكر, 1399هـ – 1979م, (6/115).
  2. ينظر: ابن تيمية, أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (المتوفى: 728 هـ), مجموع الفتاوى, تحقيق: أنور الباز, عامر الجزار, دار الوفاء, الطبعة: الثالثة، 1426 هـ, 2005 م, (3/335).
  3. ينظر: الغفيص, يوسف بن محمد علي, شرح لمعة الاعتقاد, (7/2).
  4. ينظر: القاضي, عبدالجبار بن أحمد بن عبد (ت:415ه), المغني في التوحيد والعدل، تحقيق: دكتور خضر محمد, دار الكتب العلمية, بيروت, (3/7).
  5. مراد, عبدالكريم, اضطراب الناس في مسألة الكلام مع بيان الحق الذي تدل عليه الأدلة وتشهد به الفطر السليمة، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط: السادسة عشرة، العدد الثاني والستون – ربيع الآخر – جمادى الآخرة 1404هـ/1984م، ص:(111).
  6. المصدر السابق, ص: (111).
  7. الآمدي, ، علي بن أبي علي بن محمد(ت: 631هـ), غاية المرام في علم الكلام، تحقيق: حسن محمود عبد اللطيف, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية, القاهرة, ص(88).
  8. ينظر: الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد (ت: 1396هـ)، الأعلام، ط: الخامسة عشر، دار العلم للملايين، 2002 م، (3/340), آل الشيخ, عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبدالله (ت: 1405ه)، مشاهِير عُلمَاء نجد وغيرهم، حققه وعلق عليه مرة أخرى وأضاف عليه عدة زيادات مؤلفه نفسه، ط: الثانية، دار اليمامة، 1394ه، ص)392), كحالة، عمر رضا (ت: 1408 هـ )، معجم المؤلفين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، (13/396).
  9. ينظر: العباد, عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، ص(18).
  10. ينظر: آل الشيخ, مشاهير علماء نجد وتلامذتهم، ص(392), العبّاد, الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة، ص(18).
  11. ينظر: آل بسام, عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح, (ت:1423ه), علماء نجد خلال ثمانية قرون، دار العاصمة, الرياض, ط: الأولى, 1398ه, 1419ه, (3/225).
  12. آل الشيخ, مشاهير علماء نجد وغيرهم، ص(394- 396), علماء نجد خلال ثمانية قرون، (3/225- 227 ), الزهراني، راشد بن عثمان بن أحمد, إتحاف النبلاء بسير العلماء، دار الصميعي, الرياض, ط: الثانية, 1418ه, 1997م, (1/63- 66) .
  13. ينظر: آل بسام، علماء نجد خلال ثمانية قرون، (3/250- 251), وآل الشيخ، مشاهير علماء نجد وغيرهم، ص(396- 397).
  14. المدرّس, عبدالكريم بن محمد (ت: 2005م),علماؤنا في خدمة العلم والدين، عني بنشره محمد علي القره داغي ، دار الحرية، بغداد، 1983, ص(99).
  15. الحموي, شهاب الدِّين يَاقُوت بن عَبْد اللَّه (ت: 626هـ)، معجم البلدان، تحقيق: فرديناند وستنفيلد، لايبزغ ، 1868 م, (3/ 340).
  16. ناجي, هلال, من أعلام علماء كردستان في القرن العشرين، من منشورات مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، 1426هـ, 2005م,ص(59).
  17. سليم, د. جوامير مجيد, من أعلام الفكر في العراق، مقال في دورية (( أوراق مجمعية )), العدد الأول, السنة الرابعة, كانون الثاني 2001 م, ص( 4).
  18. المدرّس, علماؤنا في خدمة العلم والدين, (99), الأعظمي, صباح ياسين, المجمعيون في العراق, 1947ـ 1997م، بإشراف الدكتور مسارع الراوي، وجوامير مجيد ، بغداد 1418هـ, 1997 م, (45), ناجي, من أعلام علماء كردستان, (59) .
  19. ناجي, من أعلام علماء كردستان, (67).
  20. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن, ص(302).
  21. أبو السعود, محمد بن محمد بن مصطفى (ط: 982هـ), تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم, دار إحياء التراث العربي, بيروت, (6/36).
  22. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن, ص(329).
  23. ينظر: ابن عرفة, محمد بن محمد (ت: 803هـ), تفسير ابن عرفة, تحقيق: جلال الأسيوطي, دار الكتب العلمية، بيروت, لبنان, ط: الأولى، 2008 م, (2/255).
  24. ينظر: ابن فورك, محمد بن الحسن (ت: 406هـ), تفسير ابن فورك, تحقيق: علال عبد القادر بندويش, وآخرون, جامعة أم القرى – المملكة العربية السعودية, ط: الأولى: 1430 – 2009 م, (1/398).
  25. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن، ص(488)، الواحدي, الوسيط في تفسير القرآن المجيد, تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس, دار الكتب العلمية، بيروت , لبنان, ط: الأولى، 1415 هـ – 1994 م, (8/588) .
  26. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن, ص(728).
  27. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن، ص(650).
  28. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن, ص(496).
  29. ينظر: المصدر السابق, ص(697).
  30. ينظر: أبي العز, محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد (ت: 792هـ), شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني، دار السلام ، مصر, ط: الطبعة, الأولى، 1426هـ – 2005م، ص(170).
  31. السعدي, عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله, المواهب الربانية من الآيات القرآنية, ص(29).
  32. ينظر: السعدي, تيسير الكريم الرحمن, ص(214).
  33. ينظر: السعدي, عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر (ت: 1376هـ), التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، دار طيبة, الرياض، الطبعة: الأولى، 1414هـ، ص(78- 81 ).
  34. ينظر: السنة ، عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل (ت: 290 هـ) ،تحقيق: أبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، ط: الأولى، 1433 هـ – 2012 م، ص(25 – 27 – 87 – 99) .
  35. ينظر: البخاري, محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت: 256هـ), خلق أفعال العباد، تحقيق: د. عبد الرحمن عميرة ، دار المعارف السعودية, الرياض، ص(29- 30- 33 – 60).
  36. ينظر: الدارمي, عثمان بن سعيد بن خالد (ت: 280هـ), الرد على الجهمية، تحقيق: أبو عاصم الشوامي الأثري، المكتبة الاسلامية القاهرة, مصر، ط: الأولى، 1431- 2010م، ص(167- 178 ).
  37. ينظر: البيهقي, أحمد بن الحسين بن علي (ت: 458 هـ), الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، تحقيق: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم أبو العينين، علق عليه: عبد الرزاق عفيفي، قدم له: د. عبد الرحمن بن صالح المحمود، دار الهدي النبوي (المنصورة), دار الفضيلة (الرياض)، ط: الثانية، 1427 هـ – 2006 م، ص(97- 114 ).
  38. ينظر: ابن القيم, محمد بن أبي بكر بن أيوب (ت: 751هـ), الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، تحقيق: علي بن محمد الدخيل الله، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط: الأولى، 1408هـ،(2/654)، (3/1037)، 4/1400).
  39. ينظر: المدرّس, مواهب الرحمن في تفسير القرآن,( 7/345).
  40. ينظر: المدرّس, مواهب الرحمن, (7/280), ابن عطية, عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن (ت: 542هـ), المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية, بيروت، ط: الأولى, 1422هـ،( 5/363).
  41. ينظر: المدرس, مواهب الرحمن, (7/ 51- 52), وينظر: ابن جزي, محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله،(ت: 741هـ), التسهيل لعلوم التنزيل, تحقيق: الدكتور عبد الله الخالدي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم, بيروت، ط:الأولى, 1416 هـ، (2/252- 253 )، الزمخشري, محمود بن عمرو بن أحمد (ت: 538هـ), الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي, بيروت، ط: الثالثة, 1407هـ، (4/233- 234 ).
  42. ينظر: المدرّس, مواهب الرحمن, (6/161 ).
  43. ينظر: المصدر السابق, (1/153).
  44. ينظر: المصدر السابق, (3/13).
  45. ينظر: المصدر السابق, (4/23).
  46. ينظر: ابن عجيبة, أحمد بن محمد بن المهدي (ت: 1224هـ)،البحر المديد في تفسير القرآن المجيد، تحقيق: أحمد عبد الله القرشي رسلان، الدكتور حسن عباس زكي, القاهرة، ط: 1419 هـ،( 5/230), وينظر: النسفي, عبد الله بن أحمد بن محمود (ت: 710هـ), مدارك التنزيل وحقائق التأويل، حققه وخرج أحاديثه: يوسف علي بديوي، راجعه وقدم له: محيي الدين ديب مستو، دار الكلم الطيب، بيروت، ط: الأولى، 1419 هـ – 1998 م، (3/262).