تحليل الخطاب النبوي الشريف في ضوء النظرية التواصلية عند جاكبسون

نبيهة خالد حيدرة1           عبدالله تيسير الشديفات2

1 كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة.

بريد الكتروني: omhajer_81@hotmail.com

2 أستاذ مشارك، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، دولة الأمارات العربية المتحدة.

بريد الكتروني: abdallah.alshdaifat@mbzuh.ac.ae

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4237

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2023م تاريخ القبول: 15/01/2023م

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى الوقوف على الأحاديث النبوية الشريفة الموجهة للشباب، ودورها المهم في توصل الرسالة، وتسليط الضوء على ما يميّز هذه العملية التواصلية عن غيرها من الرسائل الموجهة؛ لقدرتها على التأثير على الشباب من خلال.

أما مشكلة البحث فتمكن صياغتها في السؤال الآتي: ما الذي يميّز الرسالة النبوي في الأحاديث الشريفة عن باقي الرسائل؟ وهل يمكن تحليل العملية التواصلية في الأحاديث وفق نظرية جاكبسون؟

اطلعنا على مجموعة من الرسائل والبحوث والدراسات السابقة منها:

(جواس على حلو، نظرية التواصل-بحث في الأصول والتصورات، ابن رشد، 2018م)

(حنفي، هشام محمود، النظرة التكاملية للشباب في القرآن الكريم، د ت)

(عمران، رضوان عبد الكريم، لغة الحديث النبوي وفق استراتيجيات الخطاب، )2016م.

(مهدي، شاهرخ، دراسة وظيفية في ديوان “في البدء كانت الأنثى” لسعاد الصباح على ضوء نظرية التواصل لرومان جاكبسون، 2020م)

(الاسطل، أحمد مصطفى، أثر السياق في توجيه شرح الأحاديث عند ابن حجر العسقلاني، 2011م)

وتميزت الدراسة عن غيرها من حيث عينة الدراسة إذا تخصصت في الأحاديث الموجهة للشباب، وميزها كذلك التحليل وفق نظرية جاكبسون وتكاد تكون الدراسات معدمة في الربط التحليلي بين الأحاديث والنظريات التواصلية” نظرية جاكبسون”.

وأما منهج البحث، فقد وظّفت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، وذلك من خلال وصف العناصر التواصلية في الحديث النبوي، وتحليلها في ضوء نظرية جاكبسون.

وأما محتوى البحث، فيشمل: المقدمة وثلاثة فصول، هما: الفصل الأول: ويحوي: تعريفًا للتواصل لغةً واصطلاحًا، ثم التطرق لعناصر الاتصال وأشكاله، ووصف مجموعة من النظريات وأخيرًا شرح أبرز نماذج الاتصال. الفصل الثاني: ويحوي: العناصر التواصلية في الحديث النبوي الشريف، المرسل في الحدث النبوي الشريف، المستقبل في الحديث النبوي الشريف، الرسالة في الحديث النبوي الشريف، وأخيرًا القناة والسياق والسنن في الحديث النبوي الشريف ثم يأتي الفصل الثالث: ليتناول الوظائف الست عن جاكبسون وتحليل الأحاديث في ضوء هذا النموذج، ثم أهم التوصيات والنتائج، ثمّ قائمة المراجع.

الكلمات المفتاحية: التواصل، عناصر الاتصال، الأحاديث النبوية، جاكبسون، نماذج الاتصال.

Research title

Analyzing the Noble Prophet’s Discourse in the Light of Jacobson’s Communicative Theory

Nabiha Khaled Haidara1 Abdullah Tayseer Shadifat2

1 College of Arts and Humanities, Mohamed Bin Zayed University for Human Sciences, Abu Dhabi, United Arab Emirates.

Email: omhajer_81@hotmail.com

2Associate Professor, Mohamed Bin Zayed University for Humanities, United Arab Emirates.

  Email: abdallah.alshdaifat@mbzuh.ac.ae

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4237

HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4237

Published at 01/02/2023 Accepted at 15/01/2023

Abstract

This research aims to identify the hadiths of the Prophet directed to youth, and their important role in delivering the messages to young people, and what distinguishes this communicative process from other messages directed to its ability to influence young people through.

As for the research problem, it can be formulated in the following question: What distinguishes the Prophet’s message in the hadiths from the rest of the messages? Can the communicative process in conversations be analyzed according to Jacobson’s theory?

We reviewed a group of theses, research and previous studies, including:

)Jawans Ali Helou, Communication Theory – Research in Origins and Perceptions, Ibn Rushd, 2018(

) Hanafi, Hisham Mahmoud, The Integrative View of Youth in the Noble Qur’an, dt(

) Imran, Radwan Abdul Karim, The Language of the Prophet’s Hadith According to the Strategies of Discourse, (2016((.

) Mahdi, Shahrokh, A functional study in the Diwan “In the Beginning Was the Female” by Souad Al-Sabah in the Light of Communication Theory by Roman Jacobson, 2020 (

(Al-Astal, Ahmed Mustafa, The Impact of Context in Directing the Explanation of Hadiths according to Ibn Hajar Al-Asqalani, 2011).

The study was distinguished from others in terms of the study sample if it specialized in conversations directed to young people, and was distinguished as well as analysis according to Jacobson’s theory, and studies are almost non-existent in the analytical link between conversations and communicative theories “Jacobson’s theory”.

As for the research methodology, the researcher employed the descriptive analytical method, by describing the communicative elements in the hadith of the Prophet and analyzing them according to Jacobson’s theory.As for the content of the research, it includes: the introduction and three chapters, namely: the first chapter: contains: a definition of communication in language and terminology, then addressing the elements and forms of communication, describing a set of theories and finally explaining the most prominent models of communication. Chapter Two: Contains: Communicative Elements in the Hadith of the Prophet, The sender in the Prophet’s event, the future in the Prophet’s hadith, the message in the hadith, and finally the channel, context and sunnah’s in the hadith Then comes the third chapter: to deal with the six functions of Jacobson and the analysis of hadiths in the light of this model, then the most important observations and results, and then the list of references.

Key Words: communication, communication elements, hadiths, Jacobson, communication models.

الفصل الأول: مدخل نظري

لقد خلق الله الإنسان كائنًا اجتماعيًّا بطبعه، لا يستطيع أن يعيش بمفرده؛ فهو يحتاج إلى الآخرين من حوله؛ ليتواصل معهم بشكل مباشر وغير مباشر، ويعتبر التواصل من الأنشطة الرئيسة للجنس البشري، وهي مهارة مهمة قد تؤدي إلى نجاح أو فشل، و الاتصال مهم جدًا في تبادل الخبرات بين الشعوب والمجتمعات، فقد طور الإنسان العديد من الوسائل من أجل أن يستوعب المعلومات التي يقوم باستقبالها من الآخر، مهما كانت العوائق التي تنجم عن هذا الاتصال؛ ولذا يتعلم اللغات المختلفة من أجل أن يسهل تواصله من الغير، ليس فقط في النطاق الجغرافي الذي يقطنه، بل أيضاً ليشمل كافة أنحاء العالم، كما أنّه يعمل على تعلّم الإشارات والثقافات المختلفة من أجل أن يستوعب الآخر؛ فيسهل بينهما التواصل.

والتواصل هو الطريقة التي يتفاعل بها مجموعة من الأطراف بخصوص موضوع بعينه، ويهدف في النهاية إلى إيصال أو فهم رسالة معينة، وينتج عنه أيضاً تأثير أحد الأطراف على الطرف الآخر، ويعرفه البعض على أنه العملية التي تستوجب نقل مجموعة من البيانات والمعلومات بين طرف وطرف آخر، والتي تهدف إلى إحداث تأثير في سلوكيات الطرف الأخير، وهي الطريقة التي ينتج عنها تبادل لمجموعة الأفكار ومعرفة وجهات نظر كافة الأطراف من أجل إيجاد وسيلة للتفاهم بينهم [1].

ولذا يتم نقل الخبرات الإنسانية والتجارب الحياتية بين البشر عن طريق التواصل بينهم، وبذا تتمكن المجتمعات من إيصال الرسائل الخاصة بأفرادها إلى مجموعات أخرى من الأفراد، ولا يقتصر التواصل هنا على اللغة أو بتبادل كلمات أو عبارات بين الفرد وغيره، ولكنه يمتد ليشمل الصور والأشكال التوضيحية والإشارات وغيرها؛ لكي يقوم بإيصال ما يعبر عنه، وقد وضع الكثير من العلماء والمفكرين نظريات مختلفة للتواصل، ونماذج متعددة له، سيتم بيان بعضها في هذا الفصل.

الفصل الأول: نظرية التواصل

اولاً: مفهوم الاتصال

التواصل لغةً: وصل الشيء بالشيء وصلا وصلة، بالكسر والضم، ووصله: لأمه، ووصلك الله، بالكسر، لغة، اتصل: لم ينقطع، والواصلة: المرأة تصل شعرها بشعر غيرها. والمستوصلة: الطالبة لذلك، والوصلة، بالضم: الاتصال وكل ما اتصل بشيء فما بينهما: وصلةٌ.[2]

التواصل اصطلاحًا: تعددت مفاهيم التواصل وتنوعت مختلطة بالعديد من المصطلحات نذكر بعضها، يعرف الاتصال: بأنه نقل المعارف أو المعلومات والفهم التام لها من خلال استعمال الصور والعلامات الرمزية، ويمكن استخدام مصطلح الاتصال للإشارة إلى تبادل الأفكار، ويمكن أن تشير كلمة الاتصال للمشاركة والتفاهم وذلك بالاتفاق حول فكرة، ويتم الاتصال عن طريق نقل المعلومات والآراء بين المجموعات والأشخاص مستخدمين رموز وعلامات تدل على معنًى واحد متفق عليه بينهم. [3]

الاتصال من وجهة نظر السلوكيين: “عملية نقل المعاني عن طريق الرموز”. [4]

ثانًيًا: أشكال الاتصال

الاتصال غير اللفظي: أدرك سوسير طبيعة التواصل البنائي، ولذلك قدم تصورًا لمفهوم اللغة، وعرّفها بأنها نظام متكامل من العلامات التي يعبر بها الفرد عن أفكاره، وقد التفت الباحثون إلى ذلك وصرّحوا بمبدأ أساسي في انطلاقاتهم لنظرية التواصل، لأن في حياتنا اليومية نتواصل بالإشارات والإيماءات، وذلك يظهر التواصل غير اللغوي، مثل احمرار الوجه واصفراره. واستخدام إيماءات العين وإشارات الجسم تحدد نوع العلاقة الاجتماعية بين المتكلم والمخاطب، ولذلك فإنّ التعبير الإشاري أبلغ من الألفاظ في كثير من الأحيان، وعليه فإن الفعل التواصلي بين المرسِل والمستقبِل لا يوظف فقط نسقًا لغويًّا منطوقًا، بل يستعمل مجموعة من الإشارات والحركات الإيماءات التي تعتبر نوع من التواصل غير اللفظي، وللتواصل غير اللفظي وهناك تعريف دقيق يقول بأنه: مجموعة الوسائل الاتصالية التي يمارسها الأشخاص في التواصل ولا تستعمل اللغة الإنسانية، بل تستعمل اللغة غير السمعية، كما يضيف تعريفا أخر في قوله: تستعمل لفظة التواصل غير اللفظي للدلالة على حركات وهيئات وتوجيهات الجسم وقد تكون تلك الحركات طبيعية أو اصطناعية وتتبع الظروف والمقامات.[5]

الاتصال اللفظي: ولأن الاتصال اللغوي اللفظي هو عبارة عن تبادل للغة الكلامية عن طريق المشافهة والمحادثة بين أطراف الاتصال، من أجل إيصال القدر الأكبر من المعاني التي تضمها الرسالة، فهو يقوم على ربط المضمون الخاص بالفكر الإنساني من خلال أصوات تنتجها عملية النطق، وهي اللغة التي يعمد الإنسان من خلالها إلى استقبال وإصدار الأصوات التي يحدثها الكلام [6].

وتطرق أبو هلال العسكري في كتاب الصناعتين لتعريف الكلام بقوله:

“الكلام على الإفهام فالواجب أن تقسم طبقات الكلام على طبقات الناس، فيخاطب السوقي بكلام السوقة، والبدوي بكلام البدو، ولا يتجاوز به عما يعرفه إلى ما لا يعرفه؛ فتذهب فائدة الكلام، وتنعدم منفعة الخطاب”.[7]

ثالثًا: عناصر الاتصال

فالمرسل وفقاً لنظرية التواصل هو الطرف الأساسي والأول في عملية التواصل، كما أنه المسؤول عن اختيار المحتوى والرسالة وقناة الاتصال، والمرسل إليه هو الطرف الثاني في عملية التواصل، والذي يقوم باستقبال مضمون الرسالة؛ كما أنه مسؤول عن نجاح عملية التواصل أو فشلها، فضلاً على الرسالة التي تعبر عن العلاقات التي يتم تناقلها بين الطرف الأول (المرسل) والطرف الثاني (المرسل إليه) من خلال قناة، أي أنها حزمة من المعلومات وفقاً لقوانين وقواعد متفق عليها، تقوم بتشكيل بعد مادي محسوس من الأفكار التي يقوم المرسل بإرسالها.[8]

رابعًا: نماذج الاتصال

نظرية شانون وويفر: تقوم نظرية شانون وويفر بتوفير تمثيلٍ ذو طابعٍ تخطيطيٍ للعلاقة بين مرسل الرسالة والرسالة والوسيط والمتلقي، ويعدّ العالمان عملية الاتصال من العمليات المعقدة التي قد تتم بصورة شفهية أو بصورة مكتوبة أو غير لفظية، وقد وضح هذا النموذج الذي أدلى به العالمان الإطار التحليلي لكيفية إرسال الرسالة واستلامها، فيقوم هذا النموذج باعتبار المرسل بأنه مصدر المعلومات، والذي يقوم باختيار الرسالة ويختار المرسل إليه والقناة التي يتم استخدامها في الرسالة، سواء عن طريق الكلمات المنطوقة، أو الكتابة، أو الموسيقى، أو لغة الجسد.[9]

نموذج هارولد لاسويل: يتميز البرنامج الذي توصل اليه هارولد لاسويل بمعنى عميق وتتلخص فلسفة الاتصال، ومجالات البحث فيه اذ يقول عن عملية الاتصال بعامة والاتصال الجماهيري بخاصة، وتدور في محور للجمل التالية «من يقول؟ وماذا يقول؟ ولمن يقول؟»، واعتبرت هذه العبارة منذ صدورها محور ومبدأ المبدأ في معظم البحوث في مجال الاتصال لأنها تقدم أربعة أبعاد للمشكلة:

(البحث عن طبيعة المرسل، البحث في محتوى الرسالة، دراسة طبيعة المرسل إليه، دراسة التأثيرات التي يراد إحداثها في المستقبلين، وهذا النموذج يركز على ضرورة وجود الهدف في التواصل والإعلام).[10]

ويضيف المشاقبة في كتابه نظريات الاتصال، أن نموذج لاسويل من أقدم النماذج التي ذكرت بعد أرسطو ووضعه هارولد الرجل السياسي عام 1948 من خلال نموذجه.

  1. من؟
  2. ماذا يقول؟
  3. بأي وسيلة أو قناة؟
  4. لمن؟
  5. بأي تأثير؟

وطرح العناصر المتصلة لعملية الاتصال بطريقة تدعى “أسلوب الإعلام الدعائي”:

  1. من يخبر؟

يشير من خلال هذا العبارة إلى تحليل شخصية المرسل من عدة جوانب “نفسيًا واجتماعيًا والوقوف على جوانب المرسل ومعارفه وخلفياتها الثقافية”

  1. بماذا يخبر؟

ويقصد بها الإشارة على المحتوى الذي يرسله المرسل فيشمل الخطاب فيدرسها بكل أبعادها وأطلق عليها لاسويل معرفة قيمة المضمون.

  1. ماهي وسيلة الأخبار؟

ويقصد بها الوسائل المستخدمة في نقل تلك الرسالة فلكل رسالة قناة تنتقل من خلاله وتعتمد القناة على نوعية الرسالة المرسلة سواء كانت مقروء أو مرئية.

  1. لمن يخبر؟

يقصد بها المستقبل الذي يستلم تلك الرسالة ويشير إلى دراسة حالة “المتلقي” التي تختلف من متلق لآخر، والتعرف على رغابته واتجاهاته.

  1. ومن أجل أي تأثير؟

وتشير إلى الأثر والآثار المتطابقة وردود فعل المتلقين بمختلف شرائحهم فيختلف التلقي وحسب الأهداف.[11]

نموذج جاكبسون: رومان جاكبسون هو عالم لغة وناقد أدبي روسي، كان محبًا للقراءة والمطالعة، تعلّم اللغة الفرنسية والألمانية واللاتينية، مما يدلّ على نبوغه، كما اهتم بالشعر وله محاولة في نظم الشعر وهو في سن الخامسة عشر. [12]

من أشهر ما طرحه في نظرية التواصل أنّه قام فيها ببيان عوامل ست في سبيل التواصل اللفظي ذي الفاعلية، وتبدأ النظرية الخاصة بالتواصل اللغوي لدى جاكبسون بالمرسل وتنتهي بالمتلقي أو المستقبِل على اختلاف الصورة الخاصة به، وقد حملت كافة عناصر العملية الاتصالية وظيفة معينة، من أجل تحقيق التواصل اللغوي، فالمرسل محملٌ بالوظيفة التعبيرية أو الانفعالية، والمتلقي مسؤولٌ عن الوظيفة الإفهامية أو الإدراكية، والسياق وظيفته المرجعية الإحالية، أما القناة فهي التي تحدد الوظيفة الانتباهية، والتي تقوم بتمثيل مؤشر تواصلي له حدود كيفية ووصفية، أما عن الشفرة فتحمل وظيفة ما وراء اللغة أو ما يعرف بــ Meta-Lingustics ؛ لقدرتها على التفسير، والشرح، والوصف للغة الرسالة، أما عن الوظيفة الشعرية أو الإنشائية Poetics فتُعنى بالرسالة، وتلك أبرز وأهم الوظائف لدى جاكبسون، كما أنها المركز الخاص بالتواصل اللغوي، لذا يمكن أن يتم وصفها باعتبارها علم قائم بذاته، كما يمكن أن يتم التعبير عنها باعتبارها وظيفة، أو أنها بحث في الوظائف الشعرية للغة[13].

أركان العملية التواصلية عند جاكبسون:

المرسل: هو الأساسي في العملية التواصلية؛ لأنه مرسل ومصدر الرسالة، ويرى أنه العنصر الأول في عملية التواصل.

المرسل إليه: هو المستقبل لمضمون الرسالة التي أرسلها المرسِل، والمستقبل المتلقّي لذلك النص من المخاطِب، وهو الطرف الثاني في عملية التواصل.

الرسالة: هي نتاج العملية التواصلية التي حدثت بين الطرف الأول والطرف الثاني، ويمكن أن نصفها بأنها المحتوى والمضمون الذي يوصل المعلومة والفكرة والمشاعر التي يرغب العنصر الأول في إيصالها للعنصر الثاني.

السياق أو المرجع: هي الحالة التي يرسل بها النص، والمقام الذي ينطلق فيه هذا المحتوى، ويقصد به السياق الخارجي، والسياق مثل اللغة والمكان والجنس، والعلاقة بين المرسل والمتلقي من حيث الثقافة والجنس والعمر والألفة والطبقة الاجتماعية.

السنن: هو الاتفاق المشترك بين المرسل والمستقبل، والذي يسهل التواصل بينهما، وبدونه لا يستطيعان إتمام عملية الاتصال، وتحل محل الترميز.

القناة: وهي الوسيلة التي يتم من خلالها الإرسال، وهي مصدر المرسِل في نقطة الوصل بين الطرفين.[14]

وذكر الطائي في كتابه مهارات يتحلى بها المرسِل لنجاح عملية التواصل متمثلة باللباقـة والإنصات والاختيار والتفكير والسلوك واختيار الوقت المناسب، والأهم من ذلك التفاعل، ونضيف بعض المهارات التي يحتاجها المتلقي مثل التفكير والاستماع والفهم، في حين يتحلى المرسِل بالقدرة الإقناعية واللغوية.[15]

الفصل الثاني: عناصر العملية التواصلية في الخطاب النبوي

مقدمة

اهتم الإسلام بالشباب اهتماماً بالغاً، وعني بهم بصورة كبيرة، لأنهم الشريان الذي ينبض بقوة في قلب الأمة الإسلامية، كما أن الشباب أكثر عوناً على الحق وإقبالاً عليه، لأن قلوبهم لازالت عامرة قوية غضة بتقوى الله جل وعلا، وخالية من الخبث والمكر وماديات الحياة، وإذا نظرنا بشكل دقيق في التاريخ، فإننا نلحظ أن الدعوات القوية والمبادئ العظيمة قامت على سواعد الشباب وعقولهم، فهم أمل الأمة وطموحها النابض بالحياة، حيث إنهم من تحملوا عبء العدوة وما ارتبط بها من مشاق وتضحيات، كما أن القرآن الكريم أثنى على فئة من شباب المؤمنين حين قال ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾[16]، والإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة منح الشباب تربية ورعاية شاملة من جميع الجوانب، ووجه لهم الخطابات التربوية التي تقودهم إلى طريق الحق، وتنير له الدرب وتسندهم في أصعب الظروف، لتقف معهم فيكونوا أكثر نفعًا، حتى إن نظرنا إلى عناية الإسلام بتلك الفئة، فإننا نلحظ ارتفاع سقف العطاء الغامر، والدروس الباهرة، التي تتضافر في إبراز أهميتهم، وتوجيههم إلى الوجهة السليمة، وتربيتهم بالشكل الصحيح، وتعليمهم ما يؤهلهم لقيادة الأمة، وما يحفظ لها مكانتها وتراثها، فهي بذلك تحملهم مسؤولية العطاء والبناء؛ إذ هذه التربية المثيرة للدافعيّة، والقائمة على الاعتماد عليهم تبعث في نفوسهم الثقة في النفس والإقبال على تحقيق ما يتطلّبه الموقف، فالشخصيات الإنسانية تعطي على قدر التوقعات، وديننا الإسلامي رفع سقف التوقعات في جيل الشباب الواعد؛ فهو روح الأمة.

ولذا اخترنا أن نستعرض الخطابات التي وجهها النبيّ – عليه السلام -، تلك الخطابات التي كان لها الأثر الكبير في تربية وتقويم الشباب، بل وأصبحت دعائم للتربية على مدى الأجيال، كما إنّ اختيار الشباب موضوعًا للدراسة يُعدّ من الأهمية بمكان؛ فتلك الفئة لها مكانتها وتأثيرها على المجتمع البشري بشكل عام، وعلى المجتمع الإسلامي بشكل خاص.

وقد كانت خطاباته – صلى الله عليه وسلم – موجهة ومؤثرة؛ لذلك نستعرض من خلالها أركان تلك العملية التواصلية بينه – صلى الله عليه وسلم – وبين هذه الفئة؛ فقد كان قريبًا منهم، ويخصّهم بالخطابات التربوية الهادفة، التي اعتمدت على أركان تواصلية ناجحة، وهذا ما يقودنا إلى تفصيلها في هذا الفصل ودراسة أثرها في العملية التواصلية.

استطاع رسول الله ﷺ أن ينشئ أحداثاً تواصلية لا تنقطع مع مخاطبيه، ويحافظ على قدر عال من التأثير في المتلقين والتفاعل عبر مختلف العصور، ولعل من أهم عوامل هذا التفاعل ما حوته الأحاديث الشريفة للنبي ﷺ من أساليب إنشائية، التي يأتي في مقدمتها النداء الذي تحقق فيه – بشكل حضوري – عناصر نظرية الاتصال من مرسل ومرسل إليه ورسالة.

أولاً: المرسِل

والمرسِل في كافة أحاديث رسول الله ﷺ حبيبنا المصطفى، وقبل أن نتحدث عن فصاحة ذلك المرسِل وبلاغته التي تعجز عن كتابتها الكلمات، سنتطرق إلى شخصية المرسِل الذي وصفه الله في كتابه الكريم:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [17]سورة التوبة 128، فهو عربي يعرفون حسبه ونسبه وشرفه، حريص عليهم ويخشى عليهم من المشقة، ويحول بينهم وبين النار، وهو حريص عليهم وعلى هدايتهم، بل وقد بالغ – عليه السلام – في عنايته بقومه وإيصال الخير لهم، فمن صفاته – صلى الله عليه وسلم – “رءوف رحيم” قال الحسن بن فضل: لم يصف الله تبارك وتعالى نبيًّا من أنبيائه بصفتين من صفاته إلا نبينا محمد – عليه السلام -…”[18]

ويجمع الناس على بلاغة النبيّ – عليه السلام -، وفصاحة لسانه، وروعة بيانه، وهذا ما قضته حكمة الله سبحانه وتعالى؛ فهو يحمل لنا رسالة خالدة، اصطفاه الله لتبليغها، وأنعم عليه بمهاراتِ ووسائلِ ذلك التبليغ، وأيّده بتلك المعجزة الباهرة في الفصاحة والبلاغة التي شغلت القوم، [19]وكان – عليه السلام – الأمي الذي أوتي جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصاراً، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم”، [20]ومعنى جوامع الكلم أسرار الخطاب ومفاتيح اللغة التي يستطيع أن يتواصل فيها مع العامة، وعُرف – عليه السلام – بأسلوبه السهل المعجز فلم يؤت ذلك معلمٌ ولا متعلّمٌ ممن نطقوا بالعربية [21].

ولذا فإننا حين ندرس السنة الشريفة نلاحظ أن المصطفى ﷺ قد عني بالشباب بشكل خاص، نتيجة لإدراكه ﷺ بأهمية تلك الفئة في تاريخ الأمة، وأدلّة ذلك كثيرة، ومن نماذج ذلك – على سبيل المثال – حين قدم – عليه السلام – إلى أسامة بن زيد – رضي الله عنه – ليقلده غمرة الجيش، وقد كان فيه مشيخة الأنصار والمهاجرين، وأصحاب السابقة في الإسلام. وهناك الكثير من النماذج الأخرى التي تجلت لنا من خلال سيرته العطرة ﷺ التي خاطب فيها الشباب، وحثهم على انتهاج الكثير من التعاليم الصحيحة، وقوّم سلوكياتهم وبنائهم خلقياً واجتماعياً وفكرياً، فقد كانت أحاديثه الشريفة خير دليل على ذلك، وهو ما سوف نستهدف تحليله ودراسته من خلال التطرق لنظرية التواصل ونموذج جاكبسون.

ثانياً: المرسَل إليه

المرسل إليه هم الشباب: إذ يتوجه الرسول ﷺ بخطابه إلى فئة الشباب، ولا بد من تعريف هذه المرحلة وتحديدها، فالشباب في اللغة: جمع شابٍّ وكذلك الشُبّان، وجذر الكلمة (شبّ) يدلّ على شب الشيء، وقوته في حرارة تعتريه، وأما التعريف الاصطلاحي: يشير إلى مرحلة عمرية تبدأ عند البلوغ، وتنتهي مع الشيخوخة، وسنّ الانتهاء من هذه المرحلة مختلف فيه إلا أن الشائع أنه ثلاثون عامًا، وذلك قول النووي والشافعية، وقيل اثنان وثلاثون عامًا، ذكره الزمخشري، وقيل إلى أربعين، وهو فهم ابن كثير من قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً). الاحقاف: 115، والمعنى من (أشد) فانتهى شبابه، ولقد ذکر الله ﷻ هذه المرحلة من العمر في كتابه العزيز واصفا إياها بالفتوة [22]كما في قوله عن أصحاب الكهف:(نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) سورة الكهف 13

ونذكر نموذج من أعمار الصحابة الذين خالطوا الرسول عليه السلام:

منهم من أسلم وعمره أقل من العشرين عامًا: (على بن أبي طالب 8 سنوات/ أنس10 سنوات/ طلحة بن عبيد الله 11 عامًا/ الأرقم بن أبي الأرقم 12 سنه/ عبد الله بن مسعود 14 سنه/ سعد بن أبي وقاص17 سنه/ الزبير بن عوام، ومعاذ بن جبل، والزبير بن العوام 18 سنه/ زيد بن ثابت، وصهيب الرومي دون سن العشرين).

ومنهم من أسلم بين العشرين والثلاثين: (عامر بن فهرة 23 سنة/ مصعب بن عمير 24 سنة /المقداد بن الأسود 24 سنة /عمر بن الخطاب 26 سنة/ أبو عبيده بن الجراح 27 سنة/ عبد الرحمن بن عوف 30 سنة/ بلال بن رباح 30 سنة).

ومنهم من أسلم بين الثلاثين والأربعين: (عثمان بن عفان 34/ أبو بكر الصديق 37 سنة/ عمّار بن ياسر بين الثلاثين والأربعين).[23]

وقد استنتجنا من الأحاديث المختارة والموجّهة إلى الشباب صفاتٍ أكّدها الخطاب، منها: القوة، والقدرة على تحمل المسؤولية، وثوران العاطفة، وعنفوان الطاقة، والاستعداد للتغير، وحب العلم، والإقبال على الحياة بالعمل والطاعات.

وأشار الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام – للمرسل في بعض الأحاديث المختارة بأسلوب النداء؛ فنجد حثه لفئة الشباب على الالتزام من خلال حديث عبدالله بن عباس – رضي الله عنه – الذي ناداه فيه (ياغلام)؛ إذ قال عبد الله: “كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، قال: يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ،” رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ”[24]والغلام هو الصبي الصغير الذي لم يحتلم وقال أيضاً يا بني لبيان مدى حبه وحرصه على نصحه[25]، وفي قوله – صلى الله علية وسلم -:( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة…)، [26]وفي قوله – صلى الله عليه وسلم – في يوم خيبر في السنة السابعة من الهجرة: “لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه….” [27] وهنا يقصد علي بن أبي طالب وذكر فيه أمرين الأول: أنه يحب الله ورسوله، وهذه شهادة له من النبي ﷺ، والأمر الآخر: أن الله يفتح على يديه، فمن ذا الذي يكون بهذه المثابة يشهد له النبي ﷺ بمثل هذا؟ كما أنّ استخدام كلمة (رجلاً) توحي بالثقة والدافعيّة لما يحتاجه الموقف؛ فذاك الشاب أو ذاك الغلام سيتحمل مسؤوليةً ويحمل رايةً ويفتح الله على يديه.[28]

ثالثاً: الرسالة

الرسالة هي بنية لغوية متميزة في شكلها ومضمونها، وإن اختلفت في خطاب وحديث النبي ﷺ إلا إن جوهرها واحد والهدف منها واح وهو عبادة الله وحده، وبناء مجتمع إسلامي يقوم على النظام، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتحرير الإنسان، والمساواة، وحفظ الحقوق، والعناية بالآخر، وإقامة العدل، وتخليص العقل البشري من الجهل والأباطيل، فكلّ حديث للنبي ﷺ موجه لفئة الشباب يريد به توجيه رسالة معينة يعلّم بها الأمة، ويرشد بها الشباب[29].

فحين كان عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – هو ابن عم الرسول ﷺ وفي ريعان شبابه، فقال له: إني أعلمك كلمات، وقد ذكر تلك الجملة قبل أن يذكر الكلمات، ليكون لذلك واقعًا في نفس عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – وقد جاء بها في صيغة القلة، من أجل أن يهيئ الفتى بأنّ الكلمات قليلة وبالتالي تكون سهلة الحفظ، حيث إن المصطفى ﷺ أراد بتلك الكلمات البسيطة أن يلفت انتباه المُستقبِل أو المتلقي، ويجذب سمعه وذهنه إلى أهميّة ما سوف يتلقاه من توجيه، وتربية، وتعليم، من أمور تتعلق بالعقيدة، من أجل أن يسهل عليه استيعابها وحفظها، لذا وجهها الرسول ﷺ من أجل أن يربي الشباب على معرفة الله جل وعلا، والتوكل عليه والاستعانة به، وحفظ حدوده، ليكون الإنسان على وعي تام بأنه لا نفع لأحد من البشر أو ضرر إلا بإذن الله جل وعلا[30].

رابعاً: قناة الاتصال

كما تظهر تلك العناصر في الكثير من الأحاديث النبوية الموجهة إلى الشباب، فيكون المرسِل هو الرسول ﷺ، مع اختلاف المستقبِل أو المرسَل إليه، إلا أن قناة الاتصال قد تتنوع بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة، أو العناصر السيميائية غير اللغوية، وفي الأحاديث التي تستند عليها الدراسة نجد قناة الاتصال تكمن في اللغة المنطوقة، ونعدّها حدثًا كلاميًّا ذا بعد وظيفيّ، وفي هذا الحديث، المرسَل إليه هو زيد بن ثابت بن عبيد – رضي الله عنه -، حيث يقول: قال رسول الله: “أتحسن السريانية؟” قلت: لا. قال: “فتعلمها فإنه تأتينا كتب”[31]، وهي رسالة من رسول الله ﷺ بأهمية تعلم لغة القوم، والتزوّد من العلوم والمعارف لتطوير الأمة الإسلامية، ولذا فإن الرسالة كانت واضحة في هذا الحديث الشريف، بأهمية تعلّم اللغات من أجل فهم الآخر.

ونتعمق في القناة التي استخدمها الرسول ﷺ، وهي الصوت، ونورد هنا بعض الدلالات على ذلك:

  • روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه، قال: “ما بعث الله نبيًّا إلا حسن الوجه وحسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا”.
  • كانت نبرة الصوت جميلة، وتتصف بالوضوح، ويتصف صوته بالانتشار للمسافات الواسعة، والأماكن الشاسعة، روى ابن ماجه عن أم هاني – رضي الله عنها -، قالت: كنا نسمع قراءة النبي – صلى الله علية وسلم – في جوف الليل، وأنا على عرشي- أي على سريري- فسماعها لصوته – عليه السلام – وهي داخل بيتها البعيد عن مكان القراءة، دليل على أن صوته الشريف كان يبلغ مدًى بعيدًا، وتلك من صفات صوته – عليه السلام -. [32]
  • كان – عليه السلام – تتغير حالته وهو يقدم الوعظ، فيظهر عليه الاهتمام ويتضح ذلك في ملامح الوجه، عن جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب اشتد غضبة، وعلا صوته، واحمرت عيناه، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم. رواه مسلم [33]

خامساً: الشيفرة أو السنن

  1. نزل القرآن الكريم بلغة العرب، من أجل أن يحاجيهم ويستوعبوه، ويكون معجزة النبي ﷺ، وهو ما سارت في كنفه الأحاديث الشريفة، التي استخدمت ألفاظ ومصطلحات يعيها العرب، وبألفاظ هذا العصر؛ من أجل سهولة فهمها واستيعابها، فجاءت مشتملة على مجموعة من العلامات المرتبة، والمركبة من القواعد، التي استعان بها المرسل ﷺ في تبليغ رسالته، واستطاع المرسل إليه أن يفهم تلك العلامات؛ لأنه يمتلك ذات المعجم اللساني الموجود لدى مرسل الرسالة، وهو – في دراستنا هذه – النبي ﷺ، بمعنى أن الشيفرة والسنن هي أمر مشترك بين كل من المرسل والمرسل إليه، وكان أسلوبه صلى الله عليه وسلم الإيجاز، ومع ذلك فإنّه استخدم الرموز المعبرة التي يفهما الشباب، ففي قوله عليه السلام : (كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن؟)[34] نلاحظ بأنّ كلامه جاء مختصرًا موجزًا، يسأل فيه عبد الرحمن بن عوف عما فعله عندما استلام الركن، وهو يثني على عبد الرحمن، ويرسل من خلاله رسالة لمن يسمع بأن يفعل مثلما فعل عبد الرحمن بن عوف.

سادساً: السياق

لكل رسالة سياق محدد تم تنظيمها فيه، ولا نستطيع أن نستوعب مكوناتها، أو نقوم بتحليل سننها ورموزها، إلا عن طريق الرجوع لسياقها الذي قيلت فيه، من أجل استيعاب الأجواء والملابسات التي أسفرت عن تأليف وقول الرسالة بتلك الطريقة، وهي المنهجية التي يجب أن يتم فيها تفسير آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة الشريفة، حيث تفسر في سياقها من أجل استيعاب معناها وفهم رسالتها[35].

ففي حديث للرسول ﷺ يخاطب فيه عبد الرحمن بن عوف، ويقول له: أبا محمد، عندما أراد أن يسأله عن صنيعه حول استلام الركن في الطواف، فقال له “كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن؟” [36] واللافت في هذا الحديث الشريف اعتراض النداء لجملة الاستفهام، وقد ورد النداء من خلال استخدام الأداة (يا) ليشير ذلك إلى قرب المنادى معنًى وحسًا، وتعظيم مكانته عند رسول الله ﷺ؛ ليضيف ذلك إلى أغراض النداء في السنة الشريفة، ومنها: المؤانسة والملاطفة، التي تضيف على الخطاب جوًّا من الراحة النفسية والسكينة، وتزيد من استيعاب المرسل إليه.

ومن أغراض النداء في السنة الشريفة الدعاء، ففي حديث “سمِعتُ النَّبيَّ – صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ – وهوَ يَدعو إلى السَّحورِ في شهرِ رمضانَ: هَلُمَّ إلى الغداءِ المبارَكِ ثمَّ سمعتُه يقولُ: اللَّهمَّ علِّمْ مُعاويةَ الكِتابَ، والحِسابَ، وقِهِ العَذابَ”[37]، وقد جاء النداء من أجل تحقيق غرض الدعاء مخذوف الأداء، واعتمد فيه المصطفى ﷺ على لفظ اللهم، في سبيل توجيه شباب الأمة لضرورة العلم بشكل عام والعلوم الشرعية.

الفصل الثالث: وظائف العملية التواصلية في الخطاب النبوي

أولاً: الوظائف الست للعملية التواصلية

الوظيفة الشعرية:

فكل رسالة لابد أن تحمل معنى، والرسالة اللغوية يجب أن تضم وظيفة شعرية، إلا أن درجتها قد تختلف من رسالة إلى أخرى، وتقوم بالتركيز على الرسالة بما تشتمل عليه من جوانب تركيبية ومعجمية وصرفية، يكون المقصود منها أن ننظر للرسالة وحسب، ولا نلتفت إلى متلقيها، وحينئذ لا تعد الرسالة أداةً للتواصل بين المتكلم والمتلقي، ويكون هدفها الرئيس وغايتها هي الوظيفة الجمالية في المقام الأول.

لقد كان رسول الله ﷺ حريصاً على تعليم الشباب آداب حياتهم، ومن ضمنها آداب الشراب والطعام، فعن رسول الله ﷺ “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بشَرَابٍ، فَشَرِبَ وعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وعَنْ يَسَارِهِ الأشْيَاخُ، فَقالَ لِلْغُلَامِ: إنْ أذِنْتَ لي أعْطَيْتُ هَؤُلَاءِ، فَقالَ: ما كُنْتُ لِأُوثِرَ بنَصِيبِي مِنْكَ يا رَسولَ اللَّهِ أحَدًا، فَتَلَّهُ في يَدِهِ”[38]

وقد كان المصطفى ﷺ في مجلس مع كبار الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا يجلسون على يساره، أما عن يمينه جلس غلام صغير – من دون التطرق لاسمه- يقال إنه ابن عباس رضي الله عنهما، فاستأذن المصطفى ﷺ من الصغير أن يمنح الأشياخ الشراب أولاً لأنهم كانوا على يساره، أما الأيمن يكون الأحق بالبدء، فرفض الغلام، وعلل رفضه بأنها من عدم الإيثار، ورغبته في الحصول على بركة المصطفى ﷺ، ولذا فقد منحه الرسول ﷺ الإناء في يده من أجل أن يشرب منه، فقد منح الرسول الشباب أهمية كبيرة، وحمل رسالة إلى الأمة برمتها أن آراء الشباب يعتد بها، وأن حقوقهم مصانة في مختلف الظروف طالما كانت متماشيًا مع تعاليم الإسلام وشريعته[39].

وهناك من الأحاديث ما يظهر مشاعر الرسول – عليه السلام – ورحمته بالشباب، فهذا حديث عليّ عندما بعثه النبي إلى اليمن، قال: بعَثَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أهلِ اليَمَنِ لِأقضيَ بَينَهم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي لا عِلْمَ لي بالقَضاءِ. قال: فضَرَبَ بيَدِه على صَدْري فقال: “اللَّهمَّ اهْدِ قَلبَه وثَبِّتْ لِسانَه”[40]، قال: فما شَكَكتُ في قَضاءٍ بَينَ اثنَيْنِ حتى جَلَستُ مَجلِسي هذا. فرفع ثقته بنفسه، وأمره ألا يسيء تقديرها.
وجاءت الأحاديث النبوية رسائل مخلدة مفعمة بالمشاعر والتعبيرات، التي تملأ قلوب الشباب بالقوة والعطاء واحترام الذات، وفي هذه الرسالة مضمون مهم جدًا، وهو أن تخصص القضاء غير مخصص للكبار أو الكهول فقط، وإنّما هي – كما أوحت رسالة النبيّ ﷺ – تحمل في مضمونها قدرة الشباب وتمكينهم من بعض المناصب المؤثرة في المجتمع، وأنّ الشباب لديهم القدرة على إدارتها.
ومن الأحاديث النبوية التي تحمل في طياتها مشاعر صادقة بين الكلمات، فتزرع محبة الأهل والعمل وتعليم الخير والعبادات، ما رواه الصحابي مالك بن الحويرث: “أتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنَّا اشْتَقْنَا أهْلَنَا، وسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا في أهْلِنَا، فأخْبَرْنَاهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ”[41].

الوظيفة الانتباهية:

وتعبر عن قناة الاتصال التي تعتبر هامة جداً في العملية الخاصة بالتواصل، لأن قناة الاتصال مسؤولة عن الوظيفة الانتباهية، فالغرض الرئيس منها يكمن في الحفاظ على الانتباه، وتبرز هذه الوظيفة على هيئة فقاعات، تجذب المتلقي للخطاب، وهي أنماط يستخدمها مُلقِي الخطاب ليبقي جهاز الاتصال مستمرًا بينه وبين المتلقي، وهذا ما أكده جاكبسون بأن هناك رسائل تستخدم للتأكد من مدى فاعلية الاتصال، وهذه الوظيفة يُتحكّم فيها من قبل كلٍّ من المرسل والمستقبل،[42]استخدم المصطفى ﷺ أسلوب النداء بالاسم من أجل أن يجذب انتباه سيدنا معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، موصياً إياه فقال ” كان آخرُ ما أوصاني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين وضعتُ رِجلي في [الغرزِ] أن قال يا معاذُ أحسِنْ خُلقَك للنَّاسِ”[43]

لذا فإن الرسول ﷺ كان قد استهل الحديث بأسلوب إنشائي طلبي، مخاطباً معاذ بن جبل – رضي الله عنه – وكان من شباب المسلمين، فطلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحسن خلقه، وقد أعقب ذلك بأسلوب النداء من أجل التأكيد على استيعاب النصيحة، وقد قام باستخدام (يا(مع قرب المنادي؛ ليشير بذلك إلى تعظيم سيدنا معاذ الذي تم تكليفه بمهمة كبيرة ألا وهي نشر الإسلام بالمنهجية المتميزة والطريقة الحسنى[44].

وظيفة ما وراء اللغة أو الوظيفة التعريفية:

يقوم المتكلم في تلك الوظيفة بتعريف معاني الكلمات من حيث ما ينطوي عليها من حقيقة، ويقوم بتوضيحها في حال كان السؤال عن معنى لمفردة لغوية، أمّا في حال الكلام غير المفهوم، فيقوم المتلقي بالسؤال عن معنى الكلام في سبيل شرحه بطريقة أسهل من قبل المتكلم، وتقوم هذه الوظيفة على الشرح والتفسير،[45]حتى يلتقي المتكلم والمتلقي، وحتّى يتم التأكد من أنهماّ يقومان باستعمال السنن نفسه، والنظام اللغوي ذاته، وتقابلها الشفرة أو نظام الإشارة باللغة، وتظهر فيه اللغة الواصفة كلغة النحاة العرب.[46]

ففي قوله – صلى الله عليه وسلم -: (اغتَنِمْ خمسا قبل خمْسٍ، شبابكَ قبل هِرمكَ، وصِحّتكَ قبل سقمكَ، وغِناكَ قبل فقركَ، وفراغكَ قبل شُغلكَ، وحياتكَ قبل موتكَ)[47]

ففي الحديث الشريف معاني كثير ورا الكلمات القليل، وهي وصايا تحمل معاني عميقة لو فسرت لكتبت فيها كتب، وبدأ بوصية للشباب لأن الشباب دليل على القوة فهو يدعوهم إلى اغتنام الوقت والمرحلة التي يعيشونها لتقديم الطاعات، فإذا وصلوا إلى الشيخوخة فإنهم لن يكونوا بنفس القوة والطاقة، وحتى في جمعهم للمال هم اقدر على جمعه في شبابهم أكثر من الشيخوخة، وفي مقدرتهم تكوين الأسرة؛ إذ بناؤها في مرحلة الشباب يكون أفضل، نلاحظ أن الخطاب هنا يحمل الكثير من الدلالات التي شملها عليه السلام في بلاغته وفصاحته عبر عنها بإيجاز.

  • الوظيفة الإفهامية:

يطلق عليها الوظيفية التأثيرية، وسبب التسمية وقوع الأثر من الكلام الموجه للمتلقي، لأن وظيفتها إفهام المتلقي وتحصيله للمعنى الذي يقصده المتكلم، وهي التي تتعلق بالمرسل إليه، وهو الشخص الذي يقوم باستقبال الرسالة، ولذا فإن تلك الوظيفة يكثر فيها ضمير المخاطب، ويستخدم فيها الأساليب الطلبية التي لا تحتمل الصدق والكذب، مثل طلب القيام بفعل، أو النهي عن فعل معين، فالجمل الخبرية والانشائية تنفع لتؤدي الوظيفة التأثيرية في الخطاب.[48]

ومن أساليب النهي، التي استخدمها – عليه السلام – رحمةً بالشباب عندما نهى عن المبالغة في الصيام والقيام، وفي ذلك تصحيح لخطأ يقع فيه الشباب هو ضغط النفس على بعض الطاعات مما ينتج عن هذا التشدد عدم قدرتهم على المداومة، وقد يترتب عليه التقصير في جوانب أخرى، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟» فقلت: بلى يا رسول الله قال: “فلا تفعل صم وأفطر، وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله”[49] فشددت، فشدد علي قلت: يا رسول الله إني أجد قوة قال: «فصم صيام نبي الله داود، ولا تزد عليه قلت: وما كان صيام نبي الله داود؟ قال: «نصف الدهر» فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة – النبي صلى الله عليه وسلم -.

من أغراض النداء كذلك في حديث النبي ﷺ كما أشرنا الاختصاص، ولذا فقد خص النبي ﷺ العديد من الأشخاص بالنداء في مواقف متعددة، فمنهم من قام بمناداته باسمه، ومنهم من قام بمناداته من خلال كنيته، وكل منها استخدامه في غرض، ونلاحظ في هذا الحديث أن الرسول ﷺ قدم النداء، وقد استخدم النبي ﷺ مناداة بالاسم، والغرض من النداء الانتباه للتوجيه والإرشاد والاستفهام الاستنكاري وكأن فيه نوع من العتب لصحابي، والتقرير والتأكيد بضرورة الفهم للرسالة التي يوجهها عليه السلام. “[50]

  • الوظيفة المرجعية:

تلك الوظيفة المتعلقة بالسياق الذي يتم فيه نقل الرسالة المرجعية أو اللغوية التي أسفرت عن إنتاج الرسائل اللغوية، ولابد ان تكون تلك الوظيفة موضوعية، ويستعمل فيها ضمير الغائب.

ففي مخاطبته – عليه السلام – للشباب، ومن أجل أن يعلمهم أمور دينهم في هذا الحديث الشريف نرى “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ في القَوْمِ، فَقالَ: يا فُلَانُ ما مَنَعَكَ أنْ تُصَلِّيَ في القَوْمِ؟ فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ولَا مَاءَ، قالَ: عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ فإنَّه يَكْفِيكَ”[51]

فالوظيفة المرجعية تتمثل في المعرفة الجديدة للمرسل إليه وذلك لارتباط اللفظ بالمقيد، لا بد من تحقيق فائدة تعود على المستقبل،[52] فهنا في رسالته – عليه السلام – جاء بمعلومات جديدة في قوله “عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ فإنَّه يَكْفِيكَ” وتحققت الفائدة المرجوة من الرسالة، وهي كثيرة في أحاديث الرسول لأنه – عليه السلام – جاء ليوضح لنا، ويرشدنا لأمور ديننا الحنيف.

الوظيفة التعبيرية:

يطلق عليها كذلك الوظيفة الانفعالية، وتقوم بالتعبير عن المرسل تجاه ما يقوم بالحديث عنه، والوظيفة التعبيرية تنزع إلى التعبير عن العواطف التي يستشعرها المرسل، والمواقف التي يتبناها تجاه الموضوع الذي يقوم بالتعبير عنه، ويتضح ذلك عن طريق النطق – على سبيل المثال – أو من خلال الأدوات التعبيرية التي يستخدمها والتي تفيد الانفعال، مثل التعجب والتأوه وصيحات الاستنفار، ونلاحظ أن تلك الوظيفة يتبين فيها التواصل اللفظي بشكل أكبر من النصوص المكتوبة، وهو ما يقوم جاكبسون بالتركيز عليه؛ لاسيما أن التواصل اللفظي يقوم بتحقيق الوظائف اللغوية[53]، ولذا فإنها ترتبط بالشخص القائم على إرسال الرسالة اللغوية التي تصدر من شخص قد يكون صادقاً، وقد لا يكون كذلك، وهي ما تجعل الرسالة تزداد فيها العواطف والانفعالات، لأن المرسل يقوم بالتحدث عن شعوره وانفعاله وانطباعه وينظر فيها إلى غرض الكلام وبنيته[54].

مثل استخدام أسلوب النداء في حديث المصطفى ﷺ ليعكس شعوره بالأسف والشفقة، وقد جاء ذلك من أجل التستر على أهل الحدود، حيث خاطب سيدنا محمد ﷺ رجلاً يدعى هزال بن رئاب بن زيد بن كليب الأسلمي، قائلاً “يا هَزَّال، لو سَتَــرْته بردائك، لكان خيرًا لك” [55]وقد وجه الرسول ﷺ له نداءً بأنه ما كان له ما أظهره من أمر الأعرابي، فقد أشفق الرسول ﷺ على الأعرابي، وطلب منه أن يقوم بالتستر ولا يجهر بالمعصية، وهو خلاف ما كان يفعله اليهود بالجهر بالمعصية، فقد وجه حديثه مخاطباً هزال بأن لا يجاهر بالخطيئة، وقد ذكر الرداء على وجه المبالغة، أي أنه إن لم يجد سبيلاً إلى ستر الأعرابي إلا من خلال أن يستره بردائه، لكان أفضل له مما أتاه، وتسببه في إقامة الحد على هذا الأعرابي، وهي إشارة وتوجيه من المصطفى ﷺ بأهمية إخفاء الفضائح وكره إشاعتها[56].

ولأن الإسلام يراعي الفطرة الإنسانية، فقد أوجد الكثير من المسالك السليمة لحاجة البشر، وأشار إلى العلاج لمشكلاتهم، وهو ما كان من الرسول الكريم ﷺ في استخدامه للنداء من أجل الاختصاص، ومن أجل توجيه الشباب لما يجب أن يفعلوه في سبيل تلبية ما لديهم من احتياجات، فالنداء قد وجه للشباب دون غيرهم ولذا فإن غرضه الاختصاص، ومن أجل إظهار الإشفاق على تلك الفئة والرحمة بهم فيقول “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ”[57].

عن معاذ بن جبل – رضي الله عنة قال:” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ.”

تحدث الرسول عليه السلام للشباب ينصحهم باستغلال الوقت لأنه سوف يحاسب عليه، وجاء التعبير البلاغي في قوله – عليه السلام – أن الإنسان سوف يحاسب لا محال عن عمله، وعبر الرسول – عليه السلام – عن هذا المعنى بطريقة فيها جذب للشباب، فهنا يفهم الشباب أن الرسالة الموجه لهم ويتأثر بها أكثر من التعبير المباشر، ” لن تزول قدما عبد ….”

ويخلُص جاكبسون إلى أن الأجناس الأدبية تتنوّع، فلكلٍّ منها خصوصية ترتبط بوظائف معينة، تقوم بها في ميدان اللغة، وتشترك جميع الأجناس الأدبية في وظيفة الشعرية المهيمنة، في شكل تراتبي متنوع. إذ تسهم الوظيفة الانفعالية إلى جانب الوظيفة الشعرية في الشعر الغنائي لأنه يركز على ضمير المتكلم، في حين أن الشعر الملحمي يؤدي الوظيفة المرجعية لتسهم إلى جانب الوظيفة الشعرية لأنه يركز على ضمير الغائب.[58]

الخاتمة

حرص الرسول ﷺ على غرس الإيمان في نفوس شبابنا من أجل ألّا ينحرفوا عن منهجية الله جل وعلا، كما أنه أوجد الطريق الواضح لذلك، ودلهم على الوسائل، التي يمكنهم بها أن يغلبوا شهواتهم مثل الزواج والصيام وغيرها، ولذا نجده يخص الشباب، ولما فيه من قوة باعثة للتحقيق الطموحات، فهذه المرحله يتبنى فيها الشباب أفكار خاصة، وتجارب، نجدهم طموحين ومستعدين لتجربة ما هو جديد دون التفكير في النتيجة، فعندما بُعث – عليه السلام – كان الشباب أول من اتبعه، ومنهم: بلال بن رباح وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، كما حث الشباب على النشأة في عبادة الله في ريعان شبابهم، وأمرهم بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله، ومع صغر سن الشباب إلا إنه وجدهم أهلا للوصية، فقدم لهم وصايا نافعة وأمرهم أن يكونوا مطيعين لربهم ومؤتمرين بأوامره، وأرشدهم للتوكل على مولاهم، وألا يتخذوا سواه ولا يتعلقوا بغيره في كافة أمورهم سواء كانت قليلة أو كثيرة، وقد استخدم في تواصله مع الشباب أسلوب النداء، باعتباره فعلاً تواصلياً يتألف من المرسل أو ” المنادي” والمرسل إليه ” المنادى” والرسالة وهي الجملة التي تتصدرها أدوات النداء، ويكتمل المعنى الخاص بها بجواب النداء، كما أنه من الملاحظ في تحليل الأحاديث السابقة تعدد الأغراض الخاصة بالنداء أي أنه قد لا يكون مقصوداً في حقيقته، والغرض الخاص به يتعدى لفت انتباه المرسل إليه، ويتحقق من خلال أغراض مختلفة نفهمها من سياق الحديث، وأسلوب النداء يهدف في المقام الأول بالتأثير في المرسل إليه واستمالته، وهو ما جعل النبي ﷺ يتخذه مقدمةً لما يقوم بتوصيله من رسالة مفادها الإرشاد والتوجيه والأمر والنهي لفئة الشباب، والذي يعد من الاستراتيجيات الناجحة في الخطاب الذي يتجاوب مع فطرة الشباب التي في الغالب ما تستشعر بالضغط ومشقة الأمر والنهي الذي يصدر من دون مقدمات.

النتائج والتوصيات:

النتائج:

  • لا تنحصر الوظيفة اللغوية في التواصل، هناك العديد من الوظائف التي تؤديها اللغة منها الوظائف الست عند جاكبسون، ويرتبط نجاح العملية التواصلية بها.
  • اهتم العلماء بالحديث الشريف لما له من أهمية في تبليغ وخدمة الدين الإسلامي.
  • الدور العظيم للمرسل وهو ” الرسول عليه الصلاة والسلام” في الحديث الشريف ونجاح العملية التواصلية، فالمرسل هو العنصر الأساسي الذي تنطلق منه العملية التواصلية.
  • السياق في الخطاب النبوي الشريف، يساهم في توضيح المبهم من المبهمات؛ فقد أوتي عليه السلام جوامع الكلم.

التوصيات:

  • يعتبر الخطاب النبوي من ارقي الخطابات والرسائل التواصلية، لذلك لابد من تفعيلهُ في توجيه الشباب والتأثير عليهم.
  • يتخذ الخطاب النبوي بلاغة أسلوبية واستراتيجيات تربوية؛ يوصي التربويين باتخاذها أسلوبًا يحتذي به.
  • توصي الباحثة مصممي المناهج التربوية بضرورة بناء خبرات المنهج وفق بعد تأسيسي، مستنبط من الأحاديث النبوية.
  • توصي اولياء الأمور باتباع الأسلوب الذي نهجه عليه الصلاة والسلام في التعامل مع الشباب.
  • نوصي الباحثين بدراسة الأحاديث النبوية في ضوء نظريات التواصل؛ وذلك لقلة الدراسات والبحوث العلمية في هذا الجانب.

قائمة المراجع

أولاً الكتب:

بركة، فاطمة الطبال، النظرية الالسنية عند رومان جاكبسون، المؤسسة الجامعية لدراسات والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان،1993م.

بوقرة، نعمان، المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة- مصر، (بد، ط)، (بد،ت).

  • سليمان، سناء محمد: سيكولوجية الاتصال الإنساني ومهاراته، عالم الكتب، القاهرة- مصر، ط 1، 2014م.

الطائي، حميد. العلاق، بشير، اساسيات الاتصال نماذج ومهارات الاتصال، دار اليازوري العلمية، 2019م.

العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهيل: كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، تحقيق على محمد، محمد أبو الفضل، المكتبة العصرية، بيروت لبنان، د ط، 2013م.

  • فلوريدي، لوتشانو، المعلومات، ترجمة طنطاوي، محمد سعد، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، ط:1، 2014م.
  • الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب: القاموس المحيط، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بيروت-لبنان، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1987م.

المشاقبة، بسام عبد الرحمن، نظريات الاتصال، دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن- عمان، 2015م.

  • مكاوي، حسن والسيد، ليلى، الاتصال ونظرياته المعاصرة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط:1، 1998م.

ثانياً الدراسات العلمية:

  • الاسطل، أحمد مصطفى، أثر السياق في توجيه شرح الأحاديث عند ابن حجر العسقلاني، رسالة ماجستير، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، 2011م.
  • جواس على حلو، نظرية التواصل-بحث في الأصول والتصورات، جامعة بغداد -كلية التربية/ ابن رشد، 2018م.
  • حنفي، هشام محمود، النظرة التكاملية للشباب في القرآن الكريم، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين، القاهرة، بدون تاريخ.
  • عمران، رضوان عبد الكريم، لغة الحديث النبوي وفق استراتيجيات الخطاب، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة اليرموك، 2016م.
  • مهدي، شاهرخ، دراسة وظيفية في ديوان “في البدء كانت الأنثى” لسعاد الصباح على ضوء نظرية التواصل لرومان جاكبسون، جامعة الكوفة، مركز دراسات الكوفة، مجلة مركز دراسات الكوفة، ع 59، 2020م.

ثالثاً المقالات والمجلات

  • حجازي، فاتن خليل، استراتيجيات التواصل في الخطاب النبوي، المجلة الدولية لدراسات اللغة العربي وآدابها، المجلد 4، العدد 1، 2022م.
  • حماد، نافذ حسين، وليد الغرباوي، الشباب في السنة النبوية دراسة موضوعية، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، مجلة الجامعة الإسلامية، مج 19، ع 1، 2011م.
  • حمداين، دلدار ومحمود، نشأت علي، نظرية التواصل وابعادها في الدرس اللغوي العربي، مجلة العلوم الإنسانية، المجلد 18، العدد 1.، 2012م.
  • زيان، ليلى، عملية التواصل اللغوي عند رومان جاكبسون، المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، مج 2، ع 1، 2016م.
  • سرميني، محمد أنس، خصائص الخطاب النبوي للشباب: دراسة موضوعية تحليلية، مجلة الشهاب، مج 6، ع 1، جامعة الشهيد حمّه لخضر الوادي – معهد العلوم الإسلامية، 2020م.
  • شعير، عماد سعد، الانفعال الوجاهي وبلاغة التواصل في الحديث النبوي الشريف، مجلة كلية الآداب للغويات والثقافات المقارنة، المجلد 12، العدد 2، 2020م.
  • أبو شهبة، محمد بم محمد، النبي الرؤوف – الرحيم – الرفيق، التضامن الإسلامي، س 33، ج 9، وزارة الحج، 1979م.
  • صلاح أحمد الطنوبي، فصاحة النبي وبلاغته صلى الله عليه وسلم، الوعي الإسلامي، س 25، ع 289، بحوث ومقالات، 1988م.
  • الطنوني، صلاح أحمد، فصاحة النبي وبلاغته صلى الله عليه وسلم، الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، س 2، ع 289، 1988م.
  • عبود، منشاوي عثمان، بلاغة الرسول صلوات الله عليه، جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، ع 1، 1971م.
  • علي، ياسر محمد حسن (2021م). الأسلوبية الوظيفية بين المكون النحوي والتماسك النصي: طرح تأصيلي للنحو العربي الأسلوبي في خطبة حجة الوداع، مجلة كلية الآداب، جامعة الفيوم، المجلد 13، العدد 2، 2021م.
  • علي، ياسر محمد حسن، الأسلوبية الوظيفية بين المكون النحوي والتماسك النصي: طرح تأصيلي للنحو العربي الأسلوبي في خطبة حجة الوداع، مجلة كلية الآداب، جامعة الفيوم، المجلد 13، العدد 2، 2021م.
  • العيد، سليمان بن قاسم، مظاهر الرحمة في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم للشباب، ج1، جامعة الملك سعود – كلية التربية- قسم الدراسات الإسلامية، المملكة العربية السعودية، الرياض، 2016م.
  • القضماني، رضوان، أسامة العكش، نظرية التواصل والمفهوم والمصطلح، مجلة جامعة تشرين الآدب والعلوم الإنسانية، مج 29، ع 11، 2007م.
  • كرازي، وناسة وجامعة، يزيد بن إسباع، البعد التواصلي لأسلوب النداء في الحديث النبوي الشريف، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد 13، العدد 2، 2020م.
  • مال الله، نضال مؤيد، وصية النبي محمد ﷺ ونصحه لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، دراسة تحليلية، مجلة كلية العلوم الإسلامية، المجلد 8، العدد 15 الجزء 1، 2014م.
  • مقيت، عبد القادر، نظرية الاتصال اللغوي غير اللفظي في السنة النبوية، مجلة الشهاب، المجلد 5، العدد 2، 2019م.
  • الوريث، إسماعيل بن محمد، بعض مفاهيم الاتصال ونماذجه، مركز الدراسات والبحوث، بحوث ومقالات، ع، 59، 1998م.
  • يوسفي، مسعد، صارة يغقوين، دور الإشارات اللغوية وغير اللغوية في العملية التعليمية والتواصل اللفظي وغير اللفظي في القسم (طور المتوسط)، بحث منشور، 2014م.

الهوامش:

  1. انظر: مكاوي، حسن والسيد، ليلى، الاتصال ونظرياته المعاصرة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط:1، 1998م، ص ص 23-27.
  2. انظر: الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب: القاموس المحيط، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، بيروت-لبنان، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1987، ص 1380.
  3. انظر: سليمان، سناء محمد: سيكولوجية الاتصال الإنساني ومهاراته، عالم الكتب، القاهرة- مصر، ط 1، 2014، ص25.
  4. انظر: سليمان، سناء محمد: سيكولوجية الاتصال الإنساني ومهاراته، ص28.
  5. انظر: يوسفي، مسعد، صارة يغقوين، دور الإشارات اللغوية وغير اللغوية في العملية التعليمية والتواصل اللفظي وغير اللفظي في القسم (طور المتوسط) ،2014، ص 32.
  6. مقيت، عبد القادر، نظرية الاتصال اللغوي غير اللفظي في السنة النبوية، مجلة الشهاب، المجلد 5، العدد 2، 2019م، ص 119.
  7. العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهيل: كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، تحقيق على محمد، محمد أبو الفضل، المكتبة العصرية، بيروت لبنان، د ط، 2013، ص31.
  8. المشاقبة، بسام عبد الرحمن، نظريات الاتصال، دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن- عمان، 2015، ص 56.
  9. انظر: فلوريدي، لوتشانو، المعلومات، ترجمة طنطاوي، محمد سعد، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، مصر، ط:1، 2014م، ص 28
  10. انظر: الوريث، إسماعيل بن محمد، بعض مفاهيم الاتصال ونماذجه، مركز الدراسات والبحوث، بحوث ومقالات، ع 59،1998،253
  11. انظر: المشاقبة، بسام عبد الرحمن، نظريات الاتصال، ص 53،54،55.
  12. انظر: بوقرة، نعمان، المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة- مصر، (بد، ط)، (بد، ت) ص 95.
  13. انظر: بركة، فاطمة الطبال، النظرية الالسنية عند رومان جاكبسون، المؤسسة الجامعية لدراسات والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان،1993، ص 105. وعلي، ياسر محمد حسن (2021م). الأسلوبية الوظيفية بين المكون النحوي والتماسك النصي: طرح تأصيلي للنحو العربي الأسلوبي في خطبة حجة الوداع، مجلة كلية الآداب، جامعة الفيوم، المجلد 13، العدد 2، 2021م، ص 1683.
  14. انظر: مهدي، شاهرخ، دراسة وظيفية في ديوان “في البدء كانت الأنثى” لسعاد الصباح على ضوء نظرية التواصل لرومان جاكبسون، جامعة الكوفة، مركز دراسات الكوفة، مجلة مركز دراسات الكوفة، ع 59، 2020، ص 457،456.
  15. انظر: الطائي، حميد. العلاق، بشير، اساسيات الاتصال نماذج ومهارات الاتصال، دار اليازوري العلمية، 2019، 65.
  16. سورة الكهف: الآية 13.
  17. سورة التوبة 128
  18. انظر: أبو شهبة، محمد بم محمد، النبي الرؤوف – الرحيم – الرفيق، التضامن الإسلامي، س 33، ج 9، وزارة الحج، 1979، ص 8.
  19. انظر: عبود، منشاوي عثمان، بلاغة الرسول صلوات الله عليه، جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، ع 1، 1971، ص 71.
  20. الراوي: أبو هريرة | المحدث: ابن حبان | المصدر: صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 2313 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
  21. انظر: الطنوني، صلاح أحمد، فصاحة النبي وبلاغته صلى الله عليه وسلم، الوعي الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، س 2، ع 289، 1988، ص 104.
  22. انظر: العيد، سليمان بن قاسم، مظاهر الرحمة في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم للشباب، ج1، جامعة الملك سعود – كلية التربية- قسم الدراسات الإسلامية، المملكة العربية السعودية، الرياض، 2016، ص 355.
  23. انظر: سرميني، محمد أنس، خصائص الخطاب النبوي للشباب: دراسة موضوعية تحليلية، مجلة الشهاب، مج 6، ع 1، جامعة الشهيد حمّه لخضر الوادي – معهد العلوم الإسلامية، 2020، ص ص 199: 200
  24. رواه عبد الله بن عباس، الترمذي، سنن الترمذي، الرقم (2516).، حديث صحيح.
  25. الدرر السنية الموسوعة الحديثة” شرح الحديث” https://dorar.net/hadith/search?q=احفظ+الله+يحفظك&st=p&xclude=&fillopts=on&t=*&d%5B%5D=1&m%5B%5D=0
  26. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: تخريج المسند لشاكر، الصفحة أو الرقم: 6/49، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ، التخريج : أخرجه البخاري (5066)، ومسلم (1400) باختلاف يسير
  27. الراوي: سهل بن سعد الساعدي، المحدث: ابن عبد البر، المصدر: التمهيد لصفحة أو الرقم، 2/218 خلاصة حكم المحدث: ثابت
  28. انظر: حماد، نافذ حسين، وليد الغرباوي، الشباب في السنة النبوية دراسة موضوعية، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، مجلة الجامعة الإسلامية، مج 19، ع 1، 2011، ص ص 31،32.
  29. انظر: محجازي، فاتن خليل، استراتيجيات التواصل في الخطاب النبوي، المجلة الدولية لدراسات اللغة العربي وآدابها، المجلد 4، العدد 1، 2022م، ص 126.
  30. انظر: مال الله، نضال مؤيد، وصية النبي محمد ﷺ ونصحه لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، دراسة تحليلية، مجلة كلية العلوم الإسلامية، المجلد 8، العدد 15 الجزء 1، 2014م، ص 9.
  31. رواه زيد بن ثابت، ابن حبان في صحيح ابن حبان، (7136). أخرجه في صحيحه.
  32. انظر: صلاح أحمد الطنوبي، فصاحة النبي وبلاغته صلى الله عليه وسلم، الوعي الإسلامي، 1988م، ص 108.
  33. انظر: صلاح أحمد الطنوبي، فصاحة النبي وبلاغته صلى الله عليه وسلم، الوعي الإسلامي، ص 108.
  34. الراوي: عروة بن الزبير | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم: 1/322 | خلاصة حكم المحدث: مرسل، التخريج: أخرجه مالك (1/366)، وعبد الرزاق (8900)، وابن أبي شيبة (13323) باختلاف يسير.
  35. انظر: الاسطل، أحمد مصطفى، أثر السياق في توجيه شرح الأحاديث عند ابن حجر العسقلاني، رسالة ماجستير، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، 2011م، ص 69
  36. الراوي: عروة بن الزبير | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم: 1/322 | خلاصة حكم المحدث: مرسل التخريج: أخرجه مالك (1/366)، وعبد الرزاق (8900)، وابن أبي شيبة (13323) باختلاف يسير.
  37. رواه العرباض بن سارية، الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/124)، أخرجه أبو داود (2344)، والنسائي (2163) مختصراً، وأحمد (17152) باختلاف يسير
  38. رواه سهل بن سعد الساعدي، البخاري، صحيح البخاري، الرقم (2602). حديث صحيح.
  39. انظر: عمران، رضوان عبد الكريم، لغة الحديث النبوي وفق استراتيجيات الخطاب، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة اليرموك، 2016م، ص32.
  40. الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: ابن عساكر، المصدر: معجم الشيوخ الصفحة أو الرقم: 1/423  خلاصة حكم المحدث: [فيه] أبو البختري ولم يدرك عليا التخريج: أخرجه أبو داود (3582)، وابن ماجه (2310)، وأحمد (636)، والنسائي في ((السنن الكبري)) (8419) باختلاف يسير، وابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (507) واللفظ له.
  41. الراوى: مالك بن الحويرث، المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري
    الصفحة أو الرقم: 6008 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  42. انظر: زيان، ليلى، عملية التواصل اللغوي عند رومان جاكبسون، المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، مج 2، ع 1، 2016، 98.
  43. رواه معاذ بن جبل، المنذري في الترغيب والترهيب، الرقم (3/357). إسناده صحيح أو حسن او ما قاربهما.
  44. انظر: حنفي، هشام محمود، النظرة التكاملية للشباب في القرآن الكريم، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين، القاهرة، بدون تاريخ، ص 126.
  45. زيان، ليلى، عملية التواصل اللغوي عند رومان جاكبسون، ص99.
  46. انظر: جواس على حلو، نظرية التواصل-بحث في الأصول والتصورات، جامعة بغداد -كلية التربية/ ابن رشد، 2018، ص 9.
  47. الراوي: عبدا لله بن عباس | المحدث: ابن حجر العسقلاني | المصدر: فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم: 11/239 | خلاصة حكم المحدث: [روي] بإسناد صحيح مرسل التخريج: أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قصر الأمل)) (111)، والحاكم (7846)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10248)
  48. انظر: حمدامين، دلدار غفور، نشأت علي محمود، نظرية التواصل وأبعادها في الدرس اللغوي العربي، قسم اللغة العربية، كلية اللغات، جامعة صلاح الدين/ أربيل، 2014، ص 122.
  49. الراوي: عبد الله بن عمرو | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5052 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  50. روته عائشة أم المؤمنين، البخاري في صحيح البخاري (2421)، حديث صحيح.
  51. رواه عمران بن الحصين، البخاري في صحيح البخاري (348). حديث صحيح.
  52. انظر: حمدامين، دلدار غفور، نشأت علي محمود، نظرية التواصل وأبعادها في الدرس اللغوي العربي، ص 124.
  53. انظر: شعير، عماد سعد، الانفعال الوجاهي وبلاغة التواصل في الحديث النبوي الشريف، مجلة كلية الآداب للغويات والثقافات المقارنة، المجلد 12، العدد 2، 2020، ص 790.
  54. انظر: حمداين، دلدار غفور ومحمود، نشأت علي، نظرية التواصل وابعادها في الدرس اللغوي العربي، ص 119.
  55. رواه نعيم بن هزال الأسلمي، المحدث الذهبي في المهذب في اختصار السنن، أخرجه أبو داوود (4377) وأحمد (21940) مطولاً، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7205) بنحوه، والبيهقي (17412) باختلاف يسير.
  56. انظر: كرازي، وناسة وجامعة، يزيد بن إسباع، البعد التواصلي لأسلوب النداء في الحديث النبوي الشريف، مجلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد 13، العدد 2، 2020م، ص 15.
  57. رواه عبد الله بن مسعود، البخاري في صحيح البخاري، (5065)، حديث صحيح.
  58. انظر: القضماني، رضوان، أسامة العكش، نظرية التواصل والمفهوم والمصطلح، مجلة جامعة تشرين الآدب والعلوم الإنسانية، مج 29، ع 11، 2007، ص 147.